السبت، 19 فبراير 2011

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3924 du 19.02.2011  

archives : www.tunisnews.net


حركة النهضة:بيــــــــــــــــــــان حركة التجديد:بيان بيــان اللقــاء الإصلاحي الديمقراطي حول حادثة منوبة

كلمة:العثور على قس بولوني مذبوحا في منوبة

الصباح:اعفاء 6 قضاة من مهامهم بينهم وكيل الدولة العام

موقع إٍِيلا ف:تونس: مئات الاشخاص يتظاهرون « من اجل تونس علمانية »

سليم بوخذير :بيان عاجل إلى الرأي العام:  منعوني بإستعمال القوة اليوم في صحيفة « الشروق » من إسقاط صورة المجرم زين العابدين بن علي

الصباح:مجلس الوزراء ينظر في مراسيم ذات بعد سياسي ويقر إجراءات اجتماعية عاجلة

القدس العربي:قيمة ممتلكات أسرة بن علي في كندا تتراوح بين 10 و20 مليون دولار

كلمة:مجلس حماية الثورة بسوسة يطرد الوالي

كلمة:رئيس لجنة تقصي الحقائق يتهم قيادات معارضة بالرشوة

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:بلاغ صحفي

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبة:بيــــــــــــــــان

كلمة:منع اجتماع عام لأحد أحزاب المعارضة

شرف الدين البرهومي:بيان

الصباح:الطرابلسية مروا من «الجريد» أيضا

محمد الشعار:حول المدرسة التونسية بالدوحة :ردا على السادة الأولياء الغاضبين

صالح الحامي:بعد عقدين من الزمن، أعود بإذن الله إلى بلدي

جريدة الموقف:عياض بن عاشور:الثورة التونسية فريدة في التاريخ واللجنة ليست مجلسا تأسيسيا

الصباح:الاتحاد بين النقابي والسياسي

عبدالباقي خليفة:الـزعـــــــــــــيم

الأستاذ فتحـي نصـري:هـــــــــل سقــــــط الصنــــــــم؟

الناصر خشيني :من فوائد الثورة في تونس

محمد العروسي الهاني :الكرامة لا تكتمل إلا بتحقيق الشغل وتحسين ظروف العيش

الجزيرة:اتهامات للأمن بارتكاب مجزرة ببنغازي 

الجزيرة:القذافي يواجه تحديا بإسقاط حكمه

الجزيرة:أمن الجزائر يجهض مسيرة بالعاصمة

الجزيرة:مظاهرات ببغداد وصدامات أمام (الخضراء)

القدس العربي:سويسرا تكتشف حسابات بمئات الملايين لمبارك وعائلته و5 من مساعديه


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010

 


بسم الله الرحمان الرحيم   بيــــــــــــــــــــان  

بعد أن علمت بمقتل أحد القساوسة بجهة منوبة فإن حركة النهضة تدين بكل شدة هذه الحادثة بصرف النظر عن دوافعها و ملابساتها و من يقف وراءها… و تحذر الحركة بهذه المناسبة من كل الأعمال التي تهدف إلى تحويل الأنظار عن المقاصد الأساسية للثورة و تؤكد على قيم الانفتاح          و التسامح التي تحلى بها الشعب التونسي بكل فئاته، و تدعو السلطات المعنية إلى كشف الملابسات الحقيقية للحادثة و مرتكبيها و إنارة الرأي العام قبل توجيه التهم… كما تلفت انتباه كل الأطراف لليقظة و التفطن إلى كل ما يهدف إلى بث البلبلة في المجتمع… تونس في: 19 فيفري 2011 رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي  

بيان حركة التجديد


تلقت حركة التجديد باستياء شديد نبأ اغتيال القس ماراك ماريوس ريبنسكي و هو بولوني الجنسية والمقيم بتونس منذ عدّة سنوات. وإذ تندد الحركة بشدة بهذه الفعلة الشنيعة، فهي تعبّر عن رفضها المطلق لكافة الأعمال العدوانية الموجهة ضد معتنقي الديانات الأخرى وضد الأجانب بصفة عامة وكافة مظاهر التعصب الديني التي تعمل على إشاعتها و ممارستها المجموعات السلفية الإرهابية و المتطرفة   في تتناقض صارخ مع تقاليد الشعب التونسي المتّسمة بالتسامح و احترام حرية المعتقد منذ أقدم العصور. و هي تطالب بفتح تحقيق و تتبّع كلّ المجرمين مقترفي هذه الفعلة الشنيعة. تونس في 19 فيفري 2011عن حركة التجديدسمير الطيب

بيــان اللقــاء الإصلاحي الديمقراطي حول حادثة منوبة


بسم الله الرحمان الرحيم أصدرت وزارة الداخلية اليوم بيانا حول مقتل أحد القساوسة البولونيين بجهة منوبة قرب العاصمة التونسية. وإذ يندد ويدين اللقاء الإصلاحي الديمقراطي وبكل شدة هذه الحادثة الأليمة والمروعة، والغريبة عن ثقافتنا وديننا وتاريخنا، فإنه يدعو بكل إلحاح السلطة القائمة إلى تجلي حقيقة ما جرى وإيقاف المعتدين حتى ينالوا جزاءهم بكل صرامة. كما يدعو اللقاء الإصلاحي الديمقراطي كل أطراف الشعب التونسي إلى مزيد من اليقظة والحذر لحماية مكاسب الثورة من الانحراف بها والزيغ عن الطريق الذي سطره لها أبناؤها وشبابها بدمائهم الزكية الطاهرة. إن تونس يجب أن تبقى بلد التعارف والحوار والوئام، والتعايش السلمي والحضاري، ولم تكن الثورة المباركة إلا تأكيدا لهذه القيم وسعيا إلى تجذيرها عقلا وثقافة وممارسة. تونس / الجمعة 18 فيفري 2011  
عن المكتب السياسي د.خــالد الطراولي

العثور على قس بولوني مذبوحا في منوبة


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 18. فيفري 2011 عثر يوم الجمعة 18 فيفري 2011 على جثة قس بولوني يدعى  » مارك رايبونسكي » في مستودع مدرسة خاصة بمنوبة يديرها  » كريستوف فوزيناك » وأحيلت القضية على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بمنوبة وذكرت المعطيات الأولية انه تم العثور على القس مذبوحا وتم تحويله إلى مركز التشريح الطبي بتونس العاصمة. وفي بيان لها صدر أمس الجمعة عبرت وزارة الداخلية عم استياءها لنبا قتل القس البولوني واتهمت مجموعة ممن أسمتهم إرهابيين وفاشيين ذوي الاتجاهات و المرجعيات المتطرفة بالوقوف وراء الجريمة. واستنكرت الوزارة استغلال من وصفتهم بالمتشددين للظرف الاستثنائي الراهن من اجل تعكير صفو النظام العام و الفوضى وبث الرعب في صفوف المواطنين وتوعدت مرتكبي هذه الجريمة بعقاب صارم وقالت أنها تطمئن كل المواطنين والأجانب خصوصا ببذل كافة طاقاتها لإحلال الأمن والتصدي لجميع الاعتداءات من جهة أخرى عبر عدد من المراقبين السياسيين عن استيائهم من وزارة الداخلية التي وجهت اتهامات محددة لاطراف معينة قبل ان تسمح للجهات القضائية بالتحقيق في الحادث . واعتبر بعض الحقوقيين أن عملية الاعتداء على القس تندرج في إطار محاولة التشويش على مسار الثورة التونسية ورجحوا تورط أطراف وجهات تعمل على إجهاض الثورة وإفشالها وبث البلبلة والفرقة والتناحر بين التونسيين الذين عرفوا بالتسامح و التعايش. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 فيفري 2011)

اعفاء 6 قضاة من مهامهم بينهم وكيل الدولة العام


علمت  » الصباح « أنه تم اعفاء وكيل الدولة العام إلى جانب قاضي تحقيق ونائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس وثلاثة رؤساء دوائر ابتدائية واستئناف من مهامهم بمقتضى قرار صادر عن رئيس الحكومة المؤقتة فؤاد المبزع وصدر بالرائد الرسمي . واعتبر رئيس جمعية القضاة احمد الرحموني الأوامر الصادرة بإعفاء القضاة الستة من مهامهم » بمثابتة التصرف احادي الجانب خاصة وان القرار صدر دون تعليل من قبل مصدره » حسب قوله. وقال الرحموني  » أن القرار انفرد بصلاحية الاختيار واستعمل القانون الاساسي للقضاة الذي يتنافى مع مبدا استقلالية القضاء واوضح الرحمونى أن الجمعية ستدعو إلى احداث لجنة قضائية تتولى النظر في التغييرات الحاصلة في القطاع وستتكون اللجنة من اعضاء الجمعية وقضايين من كل رتبة يقع انتخابهم.  ويذكر أن القضاة المعفيين من مهامهم هم لطفي الدّواس و زياد سويدان و محمد عميرة والمنوبي بن حميدان و محرز الهمّامي و محمد علي بن شويخة. و وفقا لما نقلته بعض الاخبار فان القضاة المذكورين يستعدون لرفع دعوى قضائية للمحكمة الإداريّة للالغاء قرار الاعفاء .  خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 فيفري 2011)

تونس: مئات الاشخاص يتظاهرون « من اجل تونس علمانية »


أ. ف. ب.   2011 السبت 19 فبراير تونس: تظاهر مئات الاشخاص السبت في العاصمة التونسية من اجل « تونس علمانية » وذلك غداة حوادث يشتبه بضلوع اسلاميين فيها بينها بالخصوص مهاجمة مبغى واغتيال قس ذبحا، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا اثر نداء عبر موقع فيسبوك « نعم لدولة علمانية ». وكتب على لافتات رفعها المتظاهرون الذين تجمعوا في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة، « اوقفوا الممارسات المتطرفة » و « العلمانية: حرية وتسامح ».\ وقال المدون سفيان الشورابي (29 عاما) « لقد دعونا الى هذه التظاهرة لاظهار ان تونس بلد متسامح يرفض التطرف ولتدعيم العلمانية في تونس في الممارسة والقانون ».  
(المصدر: موقع إٍِيلا ف بتاريخ 19 فيفري 2011)

بيان عاجل إلى الرأي العام

* منعوني بإستعمال القوة اليوم في صحيفة « الشروق » من إسقاط صورة المجرم زين العابدين بن علي التي مازالت تتصدر الطابق الثالث للصحيفة


تونس في 19 – 2 – 2011 نظّم عدد من شرفاء تونس من الحقوقيين وقياديي المنظمات والأحزاب والصحافيين تجمعا سلميّا صباح اليوم السبت 19 فيفري 2011 أمام مقر صحيفة « الشروق » للمطالبة بإعادتي للعمل ، وذلك في محاولة شُجاعة منهم  لتصحيح ومحو قرار جائر كان قد أصدره الحقير زين العابدين بن علي عام 2006 بطردي من الصحيفة بقوة البوليس السياسي عقابا لي على إنتقادي لقمعه للتونسيين ونهبه لثرواتهم هو وأصهاره وأقاربه .  وقد حضرت مع الزملاء والرفاق للمطالبة بحقي في العودة ، فطلب منا عدد ممّن قالوا إنهم إداريون بالصحيفة تشكيل وفد مفاوض مع السيدة سعيدة البجاوي أرملة العامري سابقا وحرم المسعودي حاليا على أساس أنّها « صاحبة الصحيفة » ، فشكّلنا وفدا يتركب منّي ومن توأمي وشقيقي وصديقي ورفيقي توفيق بن بريك والدكتور المنصف المرزوقي والأستاذين عبد الرؤوف العيادي ومحمد النوري ، وصعدنا إلى الطابق الثالث من الصحيفة مُستأذِنين من رفاقنا الذين بقوا متجمّعين في الطابق الأرضي في إنتظار نتائج المفاوضات .  وبعد جلوس أعضاء الوفد مع السيدة المسعودي مرفوقة بعدد من أعوان إدارتها ومعهم المدعو عبد الحميد الرياحي ، فوجئت بها تصيح في وجهي قائلة إنّني جلست على الكرسي دون إذن منها فأعدت الوقوف وطلبت الإذن للجلوس إحتراما لها كإمرأة فرفضت الحديث معي طالبة مني المغادرة قائلة إنّني –حسب زعمها- كتبت فقرة في حياتي .. مجرّد فقرة وليس مقبولا أن أعتبر نفسي صحفيا لمجرد كتابة فقرة في حياتي وأن مستوايا الدراسي هو الثالثة ثانوي !  وقد فوجئت والرفاق المرافقون لي بمفاجأة من الوزن الثقيل ، نعم من الوزن الثقيل وأعني وجود صورة ضخمة للمجرم زين العابدين بن علي تتصدر الطابق الثالث الذي دعينا للتفاوض فيه ، فطلبت بسرعة حذف هذه الصورة اللعينة لكن المفاجأة الأكبر أنّ مرافقي السيدة المسعودي رفضوا حذف الصورة وبشدة ، (تصوّروا) ! .  وحين أصريت على أن أخلع الصورة بنفسي توجه نحوي أحدهم ويُدعى فتحي الغربي ليعنّفني بتقييد يديّ بيديه ويدفعني على الجدار ، لينتهي الإجتماع المفترض الذي خرجت منه مطرودا أنا والوفد ، ثم أغلقوا أبواب الصحيفة في وجوهنا بعد الإستنجاد بأعوان يعملون في المطبعة للتصدي لنا .   وحيث أنني قد وقع طردي بقوة البوليس السياسي بقرار شخصي من بن علي في أفريل 2006 عقابا لي عن آرائي وتمسكي بإستقلاليتي كصحفي ممّا دفعني  للدخول في إضراب جوع مفتوح وقتئذ إستمر 38 يوما للمطالبة بحقي في التعبير والعمل إنجر عنه تهديد لحياتي .  وحيث أنّ مطالبي التي طالبت بها سلميّا أنا والرفاق المتجمعون معي اليوم السبت هي واضحة وشرعية وتتلخص  في : – أولا: إسقاط صورة بن علي التي مازالت تتصدّر الطابق الثالث بصحيفة « الشروق » ومساءلة الذين أصروا إلى اليوم على تعليقها ومحاسبة من منعني صباح اليوم بإستعمال القوة من إسقاطها. – ثانيا: تمتيعي من جديد بحقي في العمل والتعبير بصحيفة « الشروق » . – إنتخاب مجلس تحرير يحدد الخط التحريري للصحيفة والإحتكام إلى الصحافيين في إقرار ما يمكن إقراره بشأن من خالف ميثاق شرف الصحفي بالصحيفة قبل الثورة وعلى رأسهم عبد الحميد الرياحي الذي كتب طويلا شاتمًا شرفاء تونس وبينهم سهام بن سدرين وتوفيق بن بريك وآخرين وكان دائما مُطبّلا مُزمّرا دائما للدكتاتور المخلوع .  فإنّني :  أدعو كل الصحافيين الشرفاء في تونس وبينهم الزملاء في « الشروق » وكل الحقوقيين والناشطين السياسيين الذين يعنيهم تصحيح مسارات ثورة شعبنا الأبية المظفّرة وكل الجمعيات والمنظمات الوطنية والدولية التي سبقت لها أن ساندت إضرابي المفتوح عن الطعام في عام 2006 ، إلى مساندة هذه المطالبة المشروعة حمايةً لحرية الصحافة والتعبير التي هي الضمانة الأولى لحياة تونسية تعددية وسليمة ونقية وفاء منا لدماء شهدائنا الأبرار وتضحيات كل من ناضل من أجل تونس حرة ديمقراطية . الإمضاء : القلم الحر سليم بوخذير

مجلس الوزراء ينظر في مراسيم ذات بعد سياسي ويقر إجراءات اجتماعية عاجلة


صرف منح العائلات المعوزة شهريا والترفيع في عدد المنتفعين بالعلاج المجاني انتداب عملة الحضائر العاملين بصورة دائمة قبل سنة 2000 تونس (وات) ـ عقد مجلس الوزراء امس الجمعة اجتماعه العادي برئاسة السيد فؤاد المبزع رئيس الجمهورية المؤقت ونظر وفقا لبيان من وزير التربية الناطق باسم الحكومة المؤقتة السيد الطيب البكوش في جملة من المسائل أولها اصدار جملة من المراسيم تجسيما للقرارات السياسية التي تم الاعلان عنها سابقا وتتعلق بالخصوص بـ: ـ العفو العام ـ اللجنة العليا للاصلاح السياسي ـ اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق حول التجاوزات المسجلة خلال الاحداث الاخيرة ـ اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الفساد والرشوة ـ احداث لجنة وطنية لاسترجاع ما بالخارج من أموال مكتسبة بغير وجه حق من قبل المسيرين السابقين وشركائهم. وأفاد الناطق باسم الحكومة المؤقتة أن مجلس الوزراء أقر في اجتماعه امس الجمعة جملة من الاجراءات الاجتماعية العاجلة تتمثل أساسا في: ـ الترفيع في عدد العائلات المنتفعة بالمنح القارة للعائلات المعوزة بـ 50 الف عائلة اضافية ليصبح العدد الجملي للعائلات المنتفعة 185 الف مع اقرار صرف هذه المنحة شهريا بدلا من ثلاثة أشهر. ويجري العمل بهذا القرار بداية من شهر أفريل 2011 ـ الترفيع في عدد بطاقات العلاج المجانية للعائلات المستحقة ب25 الف بطاقة اضافية. ولاحظ السيد الطيب البكوش أن هذه الاجراءات تندرج ضمن تصور جديد شامل وشفاف لادماج المعنيين ادماجا مجتمعيا يتمثل في توفير دخل أدنى لكل أسرة وذلك دعما لروح المواطنة. ـ انتداب عملة الحظائر العاملين بصورة دائمة قبل جانفي 2000 بالمصالح العمومية مع اقرار اسناد الاجر الادنى الصناعي المضمون والتغطية الصحية لعملة الحظائر بالمصالح العمومية بعد شهر جانفي 2000 ويدخل هذا الاجراء حيز التنفيذ بدءا من غرة مارس 2011 على أن يشرع في انتدابهم بالتدرج. كما تقرر تمتيع العاملين في الحظائر الظرفية بالاجر اليومي الادنى المضمون بداية من غرة مارس المقبل. أما بالنسبة الى المتعاقدين في الادارة والمؤسسات العمومية فقد أوصى مجلس الوزراء بتسريع تسوية أوضاع هذا الصنف من الموظفين. وبخصوص المناولة وهي التشغيل عن طريق مؤسسات خاصة ولا سيما في الحراسة والتنظيف قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المؤقتة أنه تقرر استصدار منشور عن الوزير الاول يلغي مبدأ المناولة في الادارات المركزية والجهوية. وأضاف السيد الطيب البكوش أن التشغيل عن طريق المناولة بالمؤسسات والمنشات العمومية سيخضع للدرس حالة بحالة وفقا لخصوصيات هذه المؤسسات والمنشات وحاجياتها الحقيقية.  وبالنسبة الى المناولة في القطاع الخاص أكد المجلس على ضرورة وضع حد للتجاوزات وذلك بغرض تطبيق التشريع الاجتماعي المعتمد في مختلف القطاعات. ومن ناحية أخرى أوصى المجلس بالشروع في المفاوضات الاجتماعية بجانبيها الترتيبي والمالي مع الاطراف المعنية وذلك مع ضمان سير العمل في المؤسسات العامة والخاصة وتنشيط الحركة الاقتصادية في هذا الظرف الدقيق الذى تمر به البلاد. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 فيفري 2011)

قيمة ممتلكات أسرة بن علي في كندا تتراوح بين 10 و20 مليون دولار


2011-02-19 مونتريال- نقلت صحيفة غلوب اند ميل الكندية في عددها الصادر السبت ان قيمة ممتلكات اسرة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في كندا تتراوح بين 10 و20 مليون دولار. وكانت الحكومة التونسية طلبت قبل ثلاثة اسابيع من الحكومة الكندية تجميد الاصول المنقولة وغير المنقولة التي يملكها اقرباء بن علي، كما طالبت بتسليمها رجل الاعمال التونسي الثري بلحسن طرابلسي شقيق زوجة بن علي الذي كان وصل الى مونتريال في العشرين من كانون الثاني/ يناير. وبخلاف سويسرا والاتحاد الاوروبي فان الحكومة الكندية لم تجمد هذه الاصول بانتظار الحصول على مزيد من التفاصيل حول الممتلكات الواجب التحفظ عليها وحول التهم الموجهة الى الاشخاص المعنيين. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على الملف ان قيمة الاصول التي تملكها اسرة بن علي تتراوح بين 10 و20 مليون دولار كندي (نفس المبلغ بالدولار الأمريكي). ونقلت الصحيفة ان الدرك الملكي في كندا مع وكالات رسمية اخرى باشر التحقيق في القضية. ونقلت عن بوب بولسون المسؤول في الدرك الملكي المكلف التحقيقات الدولية قوله انه من دون ادلة صلبة تؤكد شراء الممتلكات باموال مختلسة لن يكون من السهل التحفظ على املاك اسرة بن علي. وكانت السفارة التونسية في كندا طلبت الاربعاء من الحكومة الكندية العمل « سريعا » على التحفظ على هذه الممتلكات خوفا من التصرف بها قبل صدور قرار قضائي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 فيفري 2011)

مجلس حماية الثورة بسوسة يطرد الوالي


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 18. فيفري 2011 نظمت لجنة حماية الثورة في مدينة سوسة اعتصاما أمام مقر الولاية يوم الجمعة 18 جانفي 2011 للمطالبة بإقالة الوالي خميس العرقوبي الذي تم طرده في مناسبة سابقة وتم إرجاعه من جديد وهو ما وتر الأجواء السياسية في مدينة سوسة وقد ردد المتظاهرون شعارات تطالب برحيل الوالي باعتباره متورطا في الفساد الإداري والمالي. وقد التقى وفد من المحامين والنقابيين والرابطيين الوالي بمكتبه نيابة عن الجماهير المحتجة وبوساطة من الجيش الوطني حيث دعوه لمغادرة مقر الولاية على الفور وأصروا على ضرورة تعيين شخصية مستقلة على رأس الولاية بالتشاور مع جميع الأطراف النقابية والسياسية وممثلي المجتمع المدني. وقد علمنا أن الوالي استجاب لطلب المحتجين وغادر الولاية تحت حماية من قوات الجيش الوطني التي أطلقت الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 فيفري 2011)

رئيس لجنة تقصي الحقائق يتهم قيادات معارضة بالرشوة


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 18. فيفري 2011 كشف رئيس لجنة تقصي الحقائق حول الرشوة والفساد خلال ندوة صحفية عقدها بمقر اللجنة يوم الجمعة 18 فيفري أن أربعة مسؤولين في أحزاب سياسية تلقوا مبالغ مالية من الرئيس السابق تصل الى خمسين ألف دينار لكل واحد منهم سلمت إليهم في 5 و12 جانفي 2011 فيما تم إسناد 500 ألف دينار نقدا بتاريخ 13جانفي إلى المسؤول عن الأمن الرئاسي على السرياطي. ولم يكشف رئيس اللجنة أسماء المسؤوليين السياسيين فيما يعتقد عدد من المراقبين أنهم من المحتمل أن يكونوا رؤساء بعض أحزاب ما كان يعرف بأحزاب الموالاة. جدير بالذكر أن الأحزاب التي كانت موالية للنظام السابق و التي كانت تعرف بالأحزاب الإدارية هي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وحزب الخضر للتقدم والحزب الاجتماعي التحرري وحزب الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوي.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 فيفري 2011)

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بسم الله الرحمن الرحيم التاريخ: 19/02/2011 بلاغ صحفي

أعلن السيد عبد الفتاح عمر الأستاذ البارز في القانون ورئيس اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد في ندوة صحفية عقدها صباح الجمعة بمقر اللجنة عن: أن أربعة مسؤولين في أحزاب سياسية تلقوا نقدا « 50 ألف دينارا بتاريخ 07 جانفي 2011 بالنسبة لثلاثة منهم وفي 12 جانفي بالنسبة للأخير… ». وقد كان لهذا الكشف الوقع الكبير في الأوساط الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة مزلزلا للأحزاب السياسية في الساحة الوطنية.   ويهم الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ممثلا في شخص أمينه العام أن يوضح للرأي العام الوطني ما يلي: أولا: يؤكد أمين عام حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الأستاذ أحمد الاينوبلي أنه لم يتلق ولم يتسلم أي مبلغ مالي من الرئيس المخلوع أو غيره من أعوانه ولا من أية جهة داخل تونس أو من أية دولة أجنبية أو إحدى سفاراتها. ثانيا: يستغرب الأستاذ احمد الاينوبلي تصريح الأستاذ عبد الفتاح عمر الرجل القانوني البارز لأنه أعدم بهذا التصريح قرينة البراءة وأقام مقامها قرينة مفادها « أن كل مسؤول بحزب سياسي مدان بجريمة الفساد إلى أن تثبت برأته ». ثالثا: يعتبر الأستاذ احمد الاينوبلي أن هذا التصريح الهدف منه إرباك الأحزاب السياسية في تونس وتقديمها كأنها مليشيات الرئيس المخلوع خاصة وانه قد تم ربط مسؤولي هذه الأحزاب بالسيد علي السرياطي الذي ذكر بالاسم في هذا التصريح على خلاف مسؤولي الأحزاب السياسية الأربعة وذلك تمهيدا لإعادة رسم الخارطة السياسية على نحو تريده الحكومة المؤقتة بواسطة هذه اللجنة التي تتعرض بدورها للانتقاد بسبب تركيبتها. رابعا: يؤكد الأستاذ أحمد الاينوبلي الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي انه لم يلتق الرئيس المخلوع منذ 20/10/2008 ولم يتلقى أية دعوة منه لأسباب عدة وخاصة ما عرضه الحزب في برنامجه الانتخابي لسنة 2009 والذي كان جريئا في عرضه للمشاكل والحلول بكيفية تختلف جوهريا مع برنامج نظام بن علي والذي عدّ تجاوزا للخطوط الحمراء التي رسمها للمنظومة السياسية. خامسا: نطالب السيد عبد الفتاح عمر رئيس اللجنة بالكشف عن أسماء مسؤولي الأحزاب إن ثبت ذلك فعلا وتوضيح التعارض بين ما كشف عنه هو في ندوته الصحفية وما ورد في بعض الصحف حول ضلوع أطراف أخرى غير حزبية في تسلم الأموال خلال الفترة المذكورة في ندوته.   الأمين العام احمد الاينوبلي

 
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبة.
جندوبة في: 19/2/2011      
بيــــــــــــــــان

حضرت يوم الجمعة 18/02/2011 السيدة مية الجريبي الأمينة العامة لحزب الديمقراطي التقدمي  بالمركب الثقافي عمر السعيدي بمدينة جندوبة للإشراف على اجتماع عام يندرج في نطاق نشاط  الحزب المذكور. وعمدت مجموعة من الأشخاص لمنعها من عقد الاجتماع وذلك بالصياح وإطلاق الشعارات وإحداث الفوضى والبلبلة والصعود للمنصة المخصصة للمشرفين على الاجتماع والسيطرة عليها، ما أجبر السيدة الأمينة العامة الى مغادرة المكان دون عقد الاجتماع المذكور. إن ما صدر عن الأشخاص المذكورين يعد انتهاكا خطيرا لحرية الأحزاب السياسية في عقد الاجتماعات العامة وحرمانها من استغلال الفضاءات العمومية لممارسة أنشطتها. كما أن الاختلاف في الرأي والموقف لا يمثل مبهرا لمصادرة الحق في إبداء الرأي والموقف المخالف، ولا يمثل سببا لمنع الأحزاب والهيئات السياسية من ممارسة أنشطتها في الساحة والفضاءات العمومية. إن ما صدر عن الأشخاص المذكورين يعد خرقا لقواعد التعامل الديمقراطي بين الساسيين لا يمكن تبريره بأي سبب من الأسباب. إن فرع الرابطة يؤكد أن قيام الأحزاب باجتماعات في الفضاءات العمومية حق يضمنه الدستور والمواثيق الدولية. 
 عن هيئة الفرع  
الرئيس الهادي بن رمضان

منع اجتماع عام لأحد أحزاب المعارضة


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 18. فيفري 2011 منعت مجموعة كبيرة من المواطنين يوم الجمعة 18 فيفري اجتماعا عاما للحزب الديمقراطي التقدمي كان مقررا تنظيمه بالمركب الثقافي عمر السعيدي وقد هدد المحتجون مديرة دار الثقافة بجندوبة بحرق المركب في حال مواصلة تنظيم الاجتماع وهو مطلب سبق وان اعتصموا من اجله بنفس هذا المركب معتبرين أن الاجتماع بداية لحملة انتخابية واستغلال انتهازي لنتائج الثورة. وقد اضطر أنصار الديمقراطي التقدمي إلى عقد اجتماعهم بمقر جامعتهم. وقد أكد مراسلنا في جندوبة أن المحتجين هم خليط غير متجانس بين عناصر صرحت بانتمائها لحزب التحرير وعناصر من تجمع 14 جانفي وأيضا عددا كبيرا من التجمعيين المعروفين يذكر ان الحزب المذكور واجه احتجاجات كبيرة خلال اجتماعات عامة عقدها في صفاقس و القصرين دون أن يقع إلغاؤها. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 فيفري 2011)

« بيان »

أقف إجلالا و إحتراما بعظيم الترحم على شهداء حرية و كرامة تونس داعيا الشباب لدوم التوثب و التحفز لحماية الثورة. أعلن ما يلي : إني أحد مؤسسي الجامعة العامة التونسية للشغل بتونس إيمانا مني بمبادئ العمل الديمقراطي داخل أطر العمل النقابي و كي لا تحيد هذه الجامعة عن مبادئ التأسيس. أدعو:الأخ المنسق الحبيب قيزة بالكف عن منطق الإقصاء و التهميش و الدعوة فورا إلى إجتماع اللجنة الوطنية الشرعية التي ناضلت زمن السرية و الحصار و الملاحقة و المضايقة و المخولة للدعوة إلى تجميع جميع مناضلي الجامعة لتدارس المستجدات و إعلان مواقف الجامعة العامة التونسية للشغل من الثورة التونسية العظيمة رغم هذا التأخر. *أطلب من الأخ قيزة الكف عن مغالطة الرأي العام و إحترام إرثه النضالي لتجنب شخصنة جمعية محمد علي. *أتوجه إلى الأخ محمد شقرون أن يعدل الأوتار بالرجوع إلى الممارسة الديمقراطية بعيدا عن الوصاية لأن العمل النقابي أعيد و أكرر هو عمل قاعدي و ذلك بكبح ميل الأخ قيزة حتى لا يشخصن الجامعة و تصبح CGTT قيزة. عاشت الجامعة العامة التونسية للشغل حرة مناضلة مستقلة. الإمضاء: أحد مؤسسي الجامعة شرف الدين البرهومي

الطرابلسية مروا من «الجريد» أيضا مئات الهكتارات من الواحات استحوذوا عليها لأصدقائهم… والمختصون «بطالة»


ما كان أحد يتصور أن يقتحم الطرابلسية ميدان النخيل ويستولوا على مئات الهكتارات أو أن يتدخلوا للاستيلاء عليها من قبل معارفهم بأسعار تكاد تكون رمزية وذلك بمساعدة الأطراف الفاعلة آنذاك الجهوية منها او المحلية لتصبح مئات الهكتارات بين أيدي أشخاص ليس لهم باع او ذراع في مجال التمور تاركين من هم أحق منهم بالميدان في التسلل. وقد تضرر من هذه الممارسات والتجاوزات عمال شركة صودا بحامة الجريد الذين تم طردهم بصفة تعسفية سنة 2000 بدافع الظروف الاقتصادية الصعبة وهي خطة كان الهدف من ورائها تقسيم المستغلات على البعض بطرق ملتوية وشهدت واحات وادي الكوشة ووادي الكبير بدقاش والأحوار بتوزر و واحات بوهلال ودغومس من معتمدية دقاش نفس المصير كما تم في الوقت نفسه توزيع مئات الهكتارات على مستثمرين استنجدوا بأفراد من العائلة المالكة للحصول على هذه المساحات الفلاحية الكبرى بموافقة اصحاب القرار.  وعلى اثر اندلاع الثورة المباركة سارعت مجموعة من الفلاحين في منطقة بوهلال إلى الاستحواذ على أكثر من 108 هك كان قد تحصل عليها أحد هؤلاء المستثمرين عن طريق الكراء بسعر زهيد جدا قدره 80 دينارا للهكتار الواحد في السنة في حين الهكتار الواحد يمكن من أرباح تفوق 10 آلاف دينار، أما بحامة الجريد فقد استولت مجموعة من الفلاحين على ضيعة « ستيل » سابقا التي تمسح 105 هكتارات وتحتوي على نخيل من صنف دقلة نور وهذه المساحة فرّط فيها على وجه التسويغ كذلك لمستثمر من أصهار حياة بن علي في حين تم التفريط في مساحة قدرها 70 هك لشخص آخر وذلك بنفس الطريقة اي على وجه الكراء بواحة الحوار وذلك بعد تدخل عائلة الطرابلسية.  ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل طالت أيادي هذه العائلة ما يقارب 60 هك من الواحات استحوذ عليها أحد معارف بلحسن الطرابلسي بمنطقة زعفرانة.  هذه الممارسات المفعمة بالمحسوبية أحالت أكثر من 100 عامل فلاحي على البطالة بعد ان تفانوا في خدمة هذه الواحات وسقوها بعرقهم ليجدوا انفسهم في نهاية المطاف بيد فارغة والاخرى لا شيء فيها فيما تمكنت مجموعة المستثمرين من الثراء الفاحش على حسابهم لذلك يطالب هؤلاء العملة باسترداد حقوقهم المشروعة وتمكينهم من مقاسم من هذه المساحة الفلاحية. الهادي زريك  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 فيفري 2011)

حول المدرسة التونسية بالدوحة ردا على السادة الأولياء الغاضبين و عددهم عشرة


نحمد الله العلي القدير أننا أصبحنا أحرارا و لا توجد حواجز تمنعنا من التكلم بحرية عبر الصحــــــــــافة و الانترنيت و نغتنم هذه الفرصة لنترحم على أرواح الشهداء الأبرار و نبارك ثورة الأحرار من شبـــاب تونس . وردا على العريضة الصادرة بتاريخ 14 فيفري 2011 من طرف الذين نصبوا أنفسهم رؤساء علــــــــى الجالية التونسية بقطر و يتكلمون بآسم مجموعة من الأولياء ،فأين الشجاعة و قد ولى عهد الأقنعة الفاسدة فهؤلاء هم من كتبوا إلى النظام السابق وتوجهوا بنفس الشكاوى و عبروا عن اعتزازهم و امتنانهم الى العهد السابق و اليوم يريدون تشويه ثورة الأبطال ،هؤلاء الذين تنعدم لديهم المبادئ الأخلاقـــــــــــية والوطنية بل تغلبت عليهم روح النقمة من جراء إقصاء أقاربهم من المدرسة التونسيـة بقرارات قانونية لم تكن اول مرة بل وقع طردهم سابقا قبل تسلم المنظمة التونسية للتربية و الأسرة للمدرسة . هذه المنظمة العريقة التي أسست سنة 1964 و هي منظمة غير حكومية أسسها رجال أبطال و شرفــــاء بداية من السيد الحبيب قرفال الى حسيب بن عمار الى فرج الجباس الى محمود المسعدي  وغـــيرهم من الطاقات الصادقة التي ترأست المنظمة وصولا إلى السيد سالم المكي في جويلية 2007  و واصلت هذه المنظمة عملها التربوي و الاجتماعي ، فكونت مدارس و مبيتــــــــــات جامعية للأسرة التونسية من ذوي الدخل الضعيف و إحداث رياض أطفال وأقسام تحضيرية في أقصى الجنوب : في الفوار و سوق الأحـــــــــــد الى سيـدي بوزيد و الرقاب – قفصة و المتلوي أم العرائس – باجة و الكاف والقصرين وفوسانة و وتالة و غيرها من المناطق الأخرى ….ولعبت المنظمة دورا بين القطاع الخاص والقطاع العام حتى تكون الأقرب إلى المواطن التونسي ولاسيما أصحاب الدخل الضعيف ، وصولا الى المدرسة التونسية بالدوحة التي لم تطلبها المنظمة التونسية للتربية و الأســــــرة يوما ، بل أشرفت عليها نداء للواجب الوطني و لم تكن من أهم مشاغلها أو تطلعاتها فعديد الجاليات التونسيـــــــــــة بالخارج تطالب بكل إلحاح من المنظمة بتأسيس مدارس بها ( الإمارات – السعوديــــة – الكويت . . . ) و لو لا وجود المنظمة التي تشرف على تسيير هذه المدرسة لأغلقت عندما تم إغلاق السفارة سنة 2006 و 2007 عندما لم يفكر أصحاب هذا القرار في مصير هذه المدرسة و أبناء جاليتنا العزيزة ، و قامــــت بالعمل الإجتماعي  من إسداء خدمات للجالية التونسية و إيجاد الحلول لبعض الحالات الاجتماعية و ترحال عديد حالات الوفاة الى تونس بدون أي تكليف .بل واصلت عن طريق منسقها العام و إدارة المدرسة و مجلس إداراتها الذي يضم دكاترة جامعيين و أطبـــــــــــــــاء و صحافيين تونسيين و مغاربيين أرادوا الحرية و الاستقلال بأقلامهم النزيهة إضافة الى أخصائيـــين في الرياضة ،،، مع كل هؤلاء تحصلت المدرسة على أرض لبناء مقر خاص بهـــــــا بمكرمة أميرية ستبنى على نفقة دولة قطر الشقيقة التي احترمت تونس كشعب لا كنظام ، و ما قام بــــــه الدكتور أحمد القديدي بإخراج ملف هذه الأرض من طي النسيان الذي بقى في رفوف الإدارة التونسيــــة حوالي سنتين و وقع إمضاء هذا العقد خلال الأسابيع المنقضية.  أما في خصوص غياب الرقابة في المدرسة فقد تم تعيين مكتب خبير قانوني قطري للمراقبة والتدقيق  بصفـــــة دورية منذ سنة 2003 من طرف السلط الرسمية المشرفة على المدرسة آنذاك وتواصل العمل معه إلى حد هذا التاريخ ،إضافة إلى التفقد الإداري و البيداغوجي الذي قامت به وزارة التربية التونسية خلال الســــــنوات الأربعة الماضية  وما تقوم به المنظمة سنويا . و قد قمنا بمراسلة الوزارة الأولى  و وزارة الخارجية و وزارة التربية و سفارة الجمهورية التونسيـــــــة بقطر منذ 2009 للتعبيرعن رغبتنا في التخلي عن تسييرها حالما نجد الطرف القانوني البديل لأنه فـــي قانون دولة قطر يكون صاحب المنشأة و الرخصة هو الممثل القانوني يحاسب على كل التجاوزات مهمـا كان نوعها حتى و إن لم تكن من مشمولاته ،أما من ناحية إضراب بعض المدرسين و عددهم 6 مــــــــن مجموع 98 مدرسا فقد طالبوا بزيادة تفوق 70% مع عديد الامتيازات الأخرى و ليس بوسع المدرسة القيــــام بذلك نظرا لإمكانياتها المحدودة كمدرسة خاصة تعمل بعقود سنوية و لا يسمح لنا القانون القطري بالزيادة في المعاليم الدراسية إلا كل سنتيـــــــن بنسبة لا تتجاوز 20% ، و رغم وعينا بالوضع الاجتماعي لهؤلاء و حتى بعد الزيادة التي قامت بهـــــــا المنظمة خلال الأربع سنوات الأخيرة تتراوح بين 40% و 80% إضافة الى تذاكر السفر و الإقامـــــات و نهاية الخدمة و التحسينات الإدارية و البيداغوجية التي لا يمكن لأي شخص أن يشكـــــــك في ذلك فإذا نظرنا إلى امتحان الباكالوريا خلال الخمس سنوات الأخيرة فإن النتائج تتراوح بين 85% و 100%، دون اعتبار السنة التاسعة و السنة السادسة و السنة الرابعة التي أشرفت عليها وزارة التربية وتشهد بذلك ، و حصول المدرسة على المرتبة الأولى في إمتحان البيزا العالمية أمام 7550 تلميذا و 135 مدرسة في دولة قطر بين مدارس أجنبية و خاصة و جاليات. و قامت المدرسة هذه السنة بتأجير مقر جديد يليق بالسمعة التربوية التونسية كلفنا ثمنا باهضا يضاف الى عملية الإنقاذ الثانية التي قامت بها المنظمة مع تحملنا كل التبعيات من قضايا للمقرات السابقة  التي وقــع إمضاؤها من أطراف أخرى تحملنا فيها المسؤولية حتى عند تخلي السفارة عن المباشرة القانونيــــــــــــة للمدرسة . أما في خصوص المنسق العام محمد الشعارفهو الذي كان عضوا في المكتب التنفيذي للمنظمة العربية للأسرة لأكثر من عشر سنـــــــوات و كان من ضمن العشر أشخاص من قضاة و جامعيين الذين أصدروا دليل الأسرة التونسية في ثلاثة أجزاء من 2002 إلى 2004 ( فريق 177 )  و هذا موثـــق بالوزارة الأولى بتونس ، و آخر مهمة قام بها تتمثل في تكوين المكونين في البيئة داخل المؤسسات التربوية من ضمن أساتذة و متفقدي العلوم (22شخصا) و متحصل على شهادة عالمية (تسكانا 2004 ) وما انفك هؤلاء يتكلمون على المستوى الثقافي والعلمي فالأجدر أن يراجعوا مستواهم فمحمد الشعار ليس من طالبي الشغل حاليا ولا يخاف المحاسبة أو المساءلة ،فقد عمل 33 سنة تحمل فيها عديد المسؤوليات الإدارية وصولا إلى خطة  مدير مركزي قبل تاريخ تكليفــــــــــه بالمدرسة التونسية بقطرإضافة إلى مشاركاته العالمية في بلدان عربية و أمريكا والبرازيل وفرنسا وإيطاليا وتركيا ضمن منظمات حقوقية واجتماعية وأسرية  و يبقـــــى على ذمة خدمة الوطن العزيز مدة ما تبقى من سنوات قليلة على التقاعــد …. وفي خصوص ميزانية المدرسة فهي متأتية حصريا من المعاليم الدراسية المدفوعة من الأوليــــــاء و بعض الشركات ،مع العلم أن معاليم المدرسة التونسية تبقى الأقل مقارنة بجميع المؤسسات التربويــــة بقطر مما يؤثر على ضعف رواتب المدرسين . و لم تتحصل المدرسة قط على مساعدات مادية من أي جهة ، فوزارة التربية بتونس تساهم سنويا بقســـــط من الكتب المدرسية و  قامت بمساعدة المدرسة بحواسيب سنة 2008  و هي مساعدة مادية غير مباشرة و قد تحصلت على مساعدة من طرف وزارة التربية و التعليم القطرية تتمثل في أثاث مدرسي و مكتبــــي و تجهيزات إعلامية مستعملة من طرف أحد البنوك القطرية و عددها 18 .إضافة إلى مساعدات المنظمة سنويا مع احتضان تلاميذ الباكالوريا وبعض اوليائهم  وتخصيص مدرسين للمراجعة والدعم خلال هذه الفترة مجانا . و لكل ما سبق من اتهامات و كلام في أعراض الناس يبقى لهؤلاء الغاضبين ؟؟؟ أن تكون لهم الشجاعة لتقديم الأدلـــة حتى يحاسب كل من تجاوز القانون ، و نحن كمؤسسة تربوية قدمنا كل المؤيدات الى كل من يهـمه الأمر في تونس و قطر للتعبير عن صدق قولنا و عملنا . وفي خصوص الفرع المنحل سنة 2006 فقد تم حله إثر التأكد من عمله ضد مبادئ المنظمة وتدخله المباشر في شؤون المدرسة وتعطيل عملهم اليومي واستقالة  جل أعضائه ( بسبب تعنت رئيس الفرع ) والعمل ضد المبادئ التي تم التوقيع عليها عند انتخابه في وثيقة رسمية من طرف السفارة … وإثر تولي السيد سالم المكي رئاسة المنظمة سنة 2007 تم الحديث مع البعض منهم في تونس والاتصال بهم إثر الاجتماع مع الاولياء بالدوحة سنة 2008  ، مما أكد للجميع انها أغراض شخصية لا غير تواصلت إلى حد هذا التاريخ …. الدوحة في 19 فيفري 2011     
محمد الشعار 

بعد عقدين من الزمن، أعود بإذن الله إلى بلدي يوم  الجمعة القادم على الساعة العاشرة والنصف صباحا


أيام قليلة تفصلني عن العودة إلى بلدي الحبيب بعد غياب وحرمــان دام لأكثر من عقدين من الزمن.  مشــاعر واحاسيس متداخلة من  الشوق والفرحة والرهبة والهواجس المتعدّدة، والحق أقول أنّني لم أعش سابقا هذه المشاعر في ذات اللحظة.  أن تعيش هذه المشاعر منفردة يختلف تمــامـا من أن تعيشها مجتمعة، وفي مرحلة فريدة من حياة هذا الوطن الحبيب، مرحلة دقيقة يكتنفهـا الكثير من الغموض، وتتوالى فيهـا الأحداث بنسق سريع ومفاجئ. إنّني وأنـا أستعدّ إلى عودة كريمة وآمنة بإذن الله، أود أوّلا أن أترحّم على جميع شهداء تونس الأبرار، داعيـا الله أن يتقبّلهم في علّيين،  كما احيي شبــاب ثورة تونس، هذا الشباب الذي قدّم لنا هديّة نحن مدينين له بهــا ما حيينـا، لقد ساهمتم يا شباب تونس في إحداث نقلة نوعيّة ليس في تونس فحسب وإنّما أحسبهـا والله أعلم نقلة في المنطقة بأسرهـا، وسيذكر لكم التاريخ أن بداية التأريخ الجديد للمنطقة العربية صنعه شبــاب تونس وشاباته، وسيكون يوم 14 جانفي تاريخا مهمّا لكل شعوب المنطقة، لقد توّجتم بثورتكم جل التضحيات التي قدّمهـا من جاء قبلكم من كل أطياف المجتمع طيلة العقود الماضية وأفلحتم في تأصيل شعارات من مثل  » لا خوف بعد اليوم  » و  » الحريّة، لنـا ولغيرنــا » ، هذا الشعارات التي استمات من كان قبلكم من أبنـاء جركتنــا في سبيل تحقيقها ولكن آلة القمع والبطش التي كان يمتلكها بن علي كـانت أعنف من هؤلاء الفتية، فتحيّة طيّبة لكم أيهـا الأبطال، وتحيّة للأرحــام التي حملتكم وللأرض التي حررتموهـا. أعود قريبا إلى بلدي ولن أجد والدي في استقبالي لأن أجل الله قد سبق، فرحل ولم أتبع جنازته ولم القي عليه نظرة الوداع الأخيرة… أعود إلى بلدي لأجد أمًّـا قد شابت وهرمت واحترقت شوقا، أمٍّا، حُرمْتُ من خدمتهــا ورعايتها، وحُرمْتُ من أن أرمي رأسي على صدرهــا طيلة السنوات الخالية. أعود إلى بلدي لأجد جيلا جديدا من الشباب والصبايا ربما يمثّل أكثر من 50% من عائلتي، جيلا يسمع عن عمّ أو خال أو ابن عم أو ابن خال أو صهرولم يراه ولم يعايشه، يسمع عنّا ولم يرانـا، جيل جديد وطيلة عقدين من الزمن كان ما يسمعه عنا من أبويه وكبار الحي يختلف تماما عمّـا يبثّه إعلام بن علي ورموز نظامه، فتأخذ بعضه الحيرة وتتشوّه عنده الصورة، فيكوّن في خياله صورة هي أقرب إلى الشيء وضدّه وهو لا شكّ ينتظر هذه العودة ليعرف مدى تطابق الصورة التي كوّنهـا للعائد الغريب. عقدين من الزمن مرّت ونحن في المنافي نتلمّس سبيلنــا وندافع عن مشروعنـا غير عابئين بكيد خصومنــا وتثبيط بعض الطيّبين من إخواننا، لقد مورس علينـا كمّا رهيبا من الضغوطات سواء تلك التي كانت من طرف النظـام ورجالاته داخل البلاد وعبر السفارات والقنصليات، او تلك التي تأتي من حين لآخر من أخوة أحبّة داخل الصف، بعضهم أعياه المسير وبعضه الآخر وبحس ظن منه أعتقد بإمكانيّة التواصل والتعايش مع هذا النظام السيّء مقابل تنازلات بسيطة.  كان يمكن لنـا أن نعود إلى أوطاننا في مراحل متقدّمة ومنذ أوائل الألفية الثانية، مقابل ان نعطي الدنيّة في حركتنـا وأن نمضي وثيقة نعلن فيهـا « توبتنـا » ووفاة مشروعنـا، ولكنّنـا ما هنّا وما لنّـا، كان يمكن أن نعود عودة  ذليلة وغير كريمة لو قبلنا بما عرضه علينـا بن علي من عروض مذلّهـا ولكن صمودنـا وقناعتنـا بصحّة خياراتنا، كان يلهمنـا الصبر والمصابرة والتوسّل بكل وسيلة تيسّر لنـا العودة الكريمة الآمنة ومـا كان مؤتمر العودة الذي أنجزه المهجرون في جنيف إلاّ حلقة من حلقـات هذا الصراع. أخيرا أعود وإخواني إلى تونس بعد أن غُيّبنــا قسرا لنساهم مع غيرنـا في تنمية وطننــا الذي عشقنـاه وحرمنـا من خدمته طيلة السنين الماضية، نعود لنضع أيدينـا مع شركـائنـا في الوطن ونسهم سويا في حماية هذه الثورة المباركة من محاولات الإلتفاف التي ما انفكّ خصومهـا يصلون الليل بالنهار بغية إرباكهــا وصرفهـا عن إنجــاز المهـام العظام التي قامت من أجلهـا. نعود لنشارك في بناء حياة سياسيّة تستند على التوافق بين جميع كيانات المجتمع المدني دونمـا تهميش أو إقصــاء، مبتعدين ما استطعنا عن مربّع الإستقطــاب الذي قاد البلاد إلى كوارث لا تخفي على أحد.  نعود وايدينـا ممدودة للخير وبالخير معاهدين الله سبحانه وتعالى وشعبنـا الحبيب على خدمة تونس والعمل على عزّتها ورفعتها.   صالح الحامي، كندا في 19 02 2011

العميد عياض بن عاشور، رئيس لجنة الإصلاحات السياسية، للموقف الثورة التونسية فريدة في التاريخ واللجنة ليست مجلسا تأسيسيا


حاوره محسن المزليني

كثر الجدل هذه الأيام حول اللجان الثلاث التي شكلتها الحكومة وهي لجنة الإصلاحات السياسية ولجنة الإستقصاء ضد الفساد ولجنة تقصي الحقائق حول الأحداث التي جدت أثناء الثورة. ورغم أهمية كل اللجان، فإن لجنة الإصلاحات السياسية كانت في قلب هذا الجدل لأنها، بنظر البعض، ستحدد ملامح مستقبل تونس سياسيا ودستوريا في حين تركز اللجنتين على كشف الماضي. ولاستجلاء الغث من السمين في هذه الإنتقادات، والإطلاع على حقيقة ودور هذه اللجنة كان لنا الحوار التالي مع رئيسها العميد عياض بن عاشور، والذي سبق أن صدع بمواقفه المعارضة للنظام السابق على  صفحات « الموقف » حين كان مجرد الحديث لها مدعاة لغضب أركان النظام البائد.    
كثرت التوصيفات للحراك المجتمعي الذي أسقط الرئيس المخلوع: ثورة أم حالة ثورية أم انتفاضة… كمفكر وقانوني ضليع كيف تقيم ما حدث؟

في تقديري لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال دون أن نصف بعجالة طبيعة النظام السابق وآليات اشتغاله. إن النظام الذي بناه بن علي لم يكن استبداديا في مستوى الممارسة السياسية فحسب أو في الاستغلال والنهب الواسع للثروات العمومية التي يتكشف حجمها الكارثي شيئا فشيئا، بل ضغط بثقله الخانق على النفسية الجماعية لشعب بأكمله، ما دفع الأغلبية الساحقة إلى الابتعاد عن الشأن العام وخاصة الشباب. فقد تلهى أغلبية هذه الفئة الحية بالقيم المادية الصرف وصار مقياس المواطنة « إستهلاكيا » أي نوعية السيارة التي يمكلها ونوعية اللباس وغير ذلك من القيم المادية وضعف بشكل حاد، وهذا على خلاف أجيال سبقت حيث كان الشباب، حتى غير الملتزم منه بإيديولوجية أو خلفية، يهتم بما يجري ويتابع ما يصدر في الجرائد ويدلي برأيه في كل الشؤون. ومن جهة أخرى أرسى النظام القديم عقلية فاسدة في المجتمع مفادها ان الإنسان لا يمكنه الوصول إلى تحقيق طموحاته بالجهد والتعب وغنما بالمحسوبية والإنتهازية والرشوة وهو ما أفسد كل المفاصل الهامة للمجتمع التونسي. وهنا يمكن أن أقول، إجابة عن سؤالك، إن ما شهدته بلادنا خلال التحركات الماضية هي ثورة حقيقية، بل أضيف أنّه لو كان رسم الحروف العربي يسمح لكان حري بنا ان نكتبها ثورة بتفخيم حرف الثاء (majuscule) وذلك تعبيرا عن أهمية ما تم إنجازه. فقد أطاحت بنظام لم يتصور أي إنسان أنه سيزول بهذه الطريقة. كان بعض المتفائلين منا متأكدا أن هذا النظام سيسقط يوما ما بمقتضى التناقضات التي أوجدها داخل مفاصله المختلفة. تصورنا أن يسقط بموت طبيعي للرئيس السابق أو باغتيال أو بانقلاب من داخل البلاط. لقد تصورنا سيناريوهات كثيرة لكن لا احد توقع، ولا في الخيال، أن ينتهي بهذه الطريقة. كان يتمتع بقوة لا مثيل لها في العالم: إدارة، حزب، ميليشيات، بوليس رسمي، بوليس غير رسمي، أجهزة غامضة لا يفهمها أحد.. كما أن بعض الأحزاب والهيئات المعارضة سواء الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أو حركة النهضة أو الحزب الديمقراطي التقدمي أو جمعية النساء الديمقراطيات أو حزب العمال الشيوعي أو بعض الهيئات الأخرى خاضت صراعات مع ذلك النظام بأشكال مختلفة. لكن لا احد استطاع منهم زعزعة النظام وإن تمكنوا من إضعاف مشروعيته. والذي لم تنجح هذه الفئات وجهود المثقفين أيضا في القيام به وهو إسقاط النظام، تمكنت الثورة الشعبية من تحقيقه في ظرف وجيز، حيث كانت أشبه بضربة مطرقة في سرعتها وشدتها بكل عفوية وتلقائية، وهذا ما يعترف به الجميع.  
وما هي الخاصيات الأخرى لهذه الثورة التي جعلتك تقول إن كلمة ثورة قد لا تفيها حقها؟

إنها سابقة في التاريخ أن ينتفض شعب بهذه الطريقة بغير قيادة أو توجيه.كما أن من خاصياتها أنها ثورة ضد الأنماط القيمية والمبادئ التي قام عليها النظام: تعذيب ، تنكيل ، إقصاء. والشيء المدهش في هذه الحركة أنها أطاحت بكل القيم التي بنى عليها النظام السابق سلطته. أصبحت الجماهير تنادي بدولة قانون حقيقية وبديمقراطية حقيقية وبتعددية حقيقية.وهو ما يعني أن  كل الناشطين في الساحة السياسية صاروا مقيدين بهذه القيم. لقد غيرت الثورة كل القيام السياسية السابقة. وبناء على ذلك أود الرد على من يتساءل مستنكرا كيف سيتم انتخاب رئيس جديد بدستور قديم يوفر سلطات واسعة للرئيس ؟ أقول إني على يقين أنه مهما كان الرئيس الذي سيتقلد الأمور بعد هذه الانتخابات فإنه فسيكون مقيدا بالمبادئ التي فرضها الشعب. لكن خصوصية الثورة التونسية أنها لم تكن فقط ثورة سياسية وإنما ثورة قيمية أيضا.فقد عاد الناس وخاصة الشباب للاهتمام بالشأن العام.. لقد رأينا شعبا ذكيا و شبابا ناضجا، يقظا.. بحيث أيقظت الثورة كل الفئات « الناعسة ». كانت ثورة شعب بأكمله وطبيعي أن يتصدر الشباب الحراك نظرا لحيويته واندفاعته. لقد أعطونا درسا في التضحية وفي تقديم المصحلة العامة على الطموحات الذاتية والمادية… لقد أعطونا درسا في الفكر السياسي وأيضا الفكر الاجتماعي، ولو كان في اللغة العربية كلمة أكثر تعبيرا عما حصل من كلمة ثورة لكانت هذه الحركة حرية بها.  
أثارت لجنة الإصلاح السياسي التي تترأسونها جدلا واسعا حول تركيبتها ومهامها وصلت حد الاتهامات بأنها تعدّ دستورا على مقاس أعضائها، فكيف تردّون؟

أتابع كل ما يُقال رغم تفنيدي في أكثر من مناسبة لبعض الآراء المسبقة والتخوفات غير المبررة، وهو ما يعني أن بعض الناس لهم مصلحة في نشر هذه المغالطات.. أعود فأذكّر بأن لجنة الإصلاح السياسي هي هيئة عمومية مستقلة (une autorité publique indépendante  ) ذات طبيعة إدارية وذات طبيعة استشارية، لذلك لا يجب إعطاءنا أكثر من حجمنا. هي لجنة تساعد المجتمع والحكومة على الخروج من هذا المأزق وهذه الكارثة القانونية التي وجدناها من قوانين فصلت على المقاس.. إنهم يضخمون دورنا بشكل غير منطقي، لكني أعذر بعض التخوفات لأننا رأينا العجب من النظام القديم. باختزال ووضوح أقول نحن لجنة استشارية عينتها الحكومة وسيصدر قريبا القانون المنظم لها. لقد كان بعض رجال القانون يخيطون أثناء النظام السابق قوانينا على مقاس النظام الإستبدادي، أما دورنا نحن فيقتصر على « ملاحقة » هذه القوانين التي تحتوي على مكائد كثيرة. يكمن دور اللجنة في شطب هذه القوانين بخلفياتها الإقصائية ووضع أخرى تنطلق من القيم التي أرستها الثورة وهي كما قلنا العدالة والتعددية والانتخابات الشفافة والنزيهة وحرية الجمعيات والحرمة الجسدية… إذا التزم الجميع بهذه المطالب الشعبية فإن العمل القانوني يصبح أيسر المهمات. لقد آليت على نفسي، ومن زمن طويل، على أن لا أوظف خبرتي القانونية إلا لإرساء الديمقراطية. ومن أجل ذلك تعرضت للإقصاء والحرمان حتى من الامتيازات التي كفلها القانون. وقد عبرت عن هذه الآراء سواء في حواراتي مع « الموقف » أو في محاضراتي او مقالاتي المنشورة طيلة عهد بن علي… وتلك المواقف أتشرف بها رغم ما جلبته لي من متاعب. إن وظيفتنا الأساسية تكمن في تقويض القوانين التي مكنت النظام السابق من السيطرة على المجتمع وكنم نفسه وسنقترح عوضا عنها قوانين تحررية. سنحرص مثلا على تحضير أرضية قانونية لانتخابات رئاسية في أقرب الآجال، وهذا يستوجب تغيير القوانين الانتخابية، وفي هذا الصدد سندخل التعديلات اللازمة التي تنتج انتخابات نزيهة وشفافة ، فلا مجال حسب رأيي الشخصي للاعتماد على الجداول الانتخابية التي كانت إحدى ركائز التزوير خلال الحقب السابقة. قد نعوضها باعتماد بطاقة التعرف الوطنية وما يستلزم هذا الإجراء من تقنيات تقي من مختلف طرق التزوير… هذا متروك للجنة لإبداع الوسائل وهي كثيرة…  
ولكن كل هذا لن يخفف من مخاوف استئثار اللجنة بتركيبتها الضيقة بتحديد مصير البلاد، فهي أخطر اللجان كما يقولون؟

 تحدثت عن طبيعة اللجنة ومهمتها، وأعتقد أنني أوضحت بما فيه الكفاية أننا مجرد لجنة استشارية مهمتها هي تأسيسي الأرضية القانونية لانتقال ديمقراطي حقيقي… هذا عن المبادئ التي أعتقد أنها تحوز على إجماع. أما من حيث الوسائل فيجد ربي توضيح طرق عمل اللجنة حتى يتبين للجميع أنها لن تتفرد بأي شيء. تتكون اللجنة من دائرتين: الأولى هي دائرة الخبراء الذين سيحررون القوانين. ولكن هذه اللجنة الضيقة لا تعمل إلا طبقا لإجماع جميع الهيئات التي تنتمي إلى المجتمع المدني والمجتمع السياسي.. والمشاورة لا يعني مجرد سماع هذه المنظمات وإنما تبادل الآراء ثم الوصول معها إلى اتفاق حول النصوص. فالأمر يقتضي تشاورا وتداولا وعودة إلى الالتقاء مع كل طرف لتنقيح الورقة التي تم التوصل إليها.  وفي هذا الصدد حددنا يومي جمعة وسبت مجالا للقاءات مع هذه الفعاليات في إطار ما سميناه بالمنتديات الوطنية. بدأناها الجمعة 4 فيفري بلقاء مع قضاة من المحكمة الإدارية ثم سنتابع اللقاءات مع كل الفعاليات والهيئات سياسية كانت أو تنظيمات مجتمع مدني دون أي إقصاء، وفي هذا الصدد ستزور اللجنة يوم السبت 12 فيفري الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. ونحن إذ نذهب إليها وليس نستضيفها كبقية الفاعلين فإنما قصدنا من ذلك تحية هذه الهيئة والاعتراف بتضحياتها ومقاومتها للاستبداد ليس فقط زمن بن علي وغنما منذ تأسيسها. . ولن نقف عند حد الاتصال الثنائي بالهيئات والأحزاب وإنما سنعرض المشاريع التي نعدها على ما يشبه المؤتمر الوطني، وهو استشاري أيضا، لأن هذه النصوص يمكن أن يتصرف فيها المجلس التأسيسي. بإمكاننا أن نجمع عددا كبيرا يمثل كل الأحزاب بدون أي إقصاء إضافة إلى الجمعيات وبعض الشخصيات الرمزية الوطنية ورجال قانون لنتداول حول هذه المشاريع. وهذا يدخل في منهجية الإجماع، فاللجنة لا تتحرك إلا بمشاورة وموافقة الجميع.. لذلك أطمئن الناس، عن طريق صحيفتكم، وأقول للجميع انه لا يجب أن يستمعوا إلى الأراجيف التي تُنشر هنا وهناك… فبعض العقليات القديمة مازالت موجودة.  
هناك من يقول يجب الذهاب أولا إلى مجلس تأسيسي ثم يتم استكمال بقية الحلقات، فما هو المسار الأفضل، حسب رأيك، للوصول إلى هذه الجمهورية الثانية المبتغاة؟

أعتقد أنه لا ينبغي الإرتماء في المجهول.. الحكومة الحالية والمؤسسات التي بقيت مرتبطة بالدستور وهي الآن الوزير الأول، وأنا هنا لا أتحدث عن الشخص وإنما عن المؤسسة، ومؤسسة الرئاسة هي التي تحوز على الشرعية. فإذا كانت هذه الشرعية هي التي ستصل بنا إلى بر الآمان فلم نعوضها بهيئات أخرى قد لا تحوز على شرعية. أوليس ذلك أفضل من صيغة مجلس ثورة ليس له لا شرعية ولا مشروعية… فالحكومة حتى إذا افترضنا أنها لا تحوز على مشروعية، فهي تحوز شرعية دستورية على الأقل. أما الاقتراحات الأخرى من نوع لجان حماية الثورة أو غيرها من التسميات فأسأل ما هي شرعيتها خاصة في ظل اعتراف الكل بأن الثورة كانت عفوية، فعلى أي أساس سينصب هذا الشخص أو ذاك نفسه حام لمكاسب الثورة ومن أين سيأتي بالمشروعية؟ لذلك اعتقد من الأسلم توخي الطريقة المعقولة وهي طريقة مؤسساتية تمكننا من تجاوز هذه الفترة الصعبة جدا والمضطربة لنصل إلى نهاية المطاف، أي إعادة السلم الاجتماعي إلى المجتمع.إذن عندنا مرحلة انتقالية سيتم خلالها انتخاب رئيس يتعهد بحل المجالس ويدعو إلى مجلس جديد يكون في نفس الوقت تشريعي وتأسيسي لدستور جديد للبلاد.  
كيف يمكن الحديث عن مجرّد تعهد الرئيس. ما هي الضمانات لكي لا يرتد إلى السلوكات السابقة؟

الضمان الحقيقي هو الشعب، فأي رئيس الآن لا يمكنه بتاتا فعل أي شيء مناقض لما فرضه الشعب. لقد تغيرت عقلية الناس وعبر الشعب عن طموحاته. انتهى الأمر، فنحن بصدد تغيير في العقلية في اتجاه الديمقراطية حتى لو كان غير مكتوب في دستور.. عقلياتنا تغيرت بعد أن عاد لنا الوعي واستيقظ الجميع. وليس بإمكان أي كان بعد ما وقع أن يعود إلى سالف الممارسات.. لقد استطاع بن علي أن يحكم بالطريقة التي حكم بها لأنه وجد من يشجعه على ذلك ويقاسمه بعض الغنائم..  
كثر الجدل في المدة الأخيرة حول طبيعة النظام الدستوري الأفضل لتونس الثورة هل هو النظام الرئاسي أم النظام البرلماني، ما موقفكم الشخصي في هذا الصدد؟
أعتقد أن المسألة هنا ليست مرتبطة بنوعية النظام الدستوري برلماني أو رئاسي، فكل نظام في الطلق له إيجابياته وسلبياته، إنما المهم في مدى تهيء الشعب لممارسة ديمقراطية. فأجمل الأنظمة البرلمانية إذا لم يجد الشروط الاجتماعية لتطبيقه سيفشل فشلا ذريعا، كذلك النظام الرئاسي أيضا. فأجمل الدساتير لن ينفع حينما يتم تطبيقه في مجتمع سياسي يغلب عليه المزايدات والمصالح الضيقة والفئوية للأحزاب والهيئات. وهنا أود العودة إلى سؤال الثورة التونسية. إننا في مفترق طريقين. إما أن يبين هذا الشعب الذكي أنه نضج مثلما برز خلال الأحداث وبالتالي لن يكون طبيعة النظام الدستوري حينها إلا مسالة ثانوية.. والنضج يعني هنا ابتعاد الأحزاب عن المزايدات وتغليب المصلحة العامة على الأغراض الفئوية، وإما أن نذهب، لا قدر الله، في طريق أخرى حيث يحاول كل حزب أو كل فئة تحصيل المنافع لنفسه على حساب المصلحة العامة، حينها لن ينفعنا أي نمط من الدستور ولو كان الأروع نظريا وستعود الدكتاتورية من باب رغبة الناس في الآمان. وهذا ما يؤكده المؤرخون بقولهم إن من جملة عشر ثورات واحدة فقط تنجح في تحقيق أهدافها، في حين تفشل الثورات التسعة الباقية لان الفوضى تتغلب. وباعتبار أن المجتمعات لا تتحمل الفوضى لمدة طويلة فإنه سيتم التصفيق لعودة الدكتاتورية والتنكر لقيم الديمقراطية والتعددية إذا لم تجلب لهم الاستقرار. ولا ننسى أن الثورة الفرنسية آلت إلى حكم بوناربات الاستبدادي. صحيح أن بذرة الثورات لا تموت، ففي حال الثورة الفرنسية تطلب الأمر خمسين سنة حتى تثمر القيم الجديدة، لكن لماذا نضحي بأجيال أخرى فريسة الدكتاتورية بدل ربح الوقت والجهد من خلال انتقال بخطوات مدروسة وصحيحة في اتجاه تحقيق الجمهورية المنشودة. أخشى من بوادر الفوضى التي ظهرت هذه الأيام، لكني أتنمى أن يحافظ هذا الشعب، الذي أعطانا درسا في النضج، على يقظته ولا يسمع للمختصين في الدمغجة الذين يملؤون الكثير من الفضاءات هذه الأيام. و إذا أمسك الشعب بزمام الأمور ولم يترك مجالا للانفلات وقتها يسهل وضع الدستور.. وهذا مرتبط بوعي الناس..  
(صدر بجريدة الموقف عدد 578 الصادرة بتاريخ 12 فيفري 2011)

الاتحاد بين النقابي والسياسي


ماتزال مواقف الاتحاد العام التونسي للشغل، تثير الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والنقابية والاعلامية، خاصة فيما يتعلق بمواقفه من ترتيبات ما بعد الثورة، سواء تعلق الأمر بتشكيل الحكومة في مناسبتين، أو بتشكيل مجلس لحماية الثورة، أومن خلال الاسهام في بلورة الأفق السياسي للبلاد خلال المرحلة المقبلة.. لا شك أن المنظمة الشغيلة، لعبت دورا بارزا في قيادة تحركات شعبية واسعة قبل الرابع عشر من جانفي، وساهمت في «إدارة» المظاهرات التي أعقبت الاطاحة بالرئيس المخلوع، لكن «الانفلاتات» الاجتماعية التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، إلى حد الفوضى في عديد المؤسسات، واتساع دائرة المطلبية النقابية في قطاعات وأوساط عديدة، طرحت سؤالا أساسيا حول اتجاهات المركزية النقابية، و»أجندتها» للمرحلة المقبلة، في ظل وضع وطني يتسم بكثير من الغموض والحساسية، اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا… ولعل «المسحة السياسية» للاداء النقابي خلال الفترة الماضية، هي التي فاجأت عديد الأوساط.. فقد كان الاتحاد في حالة «قطيعة» مع الشأن السياسي خلال نحو عقدين من الزمن، إذا استثنينا بعض المواقف الخجولة مما تعرضت له الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، أو مما حصل في الحوض المنجمي قبل أكثر من عام.. بل ان قضايا نقابية وعمالية كثيرة، كان الاتحاد يلامسها «عن بعد»، وهو ما يعتبره نقابيون، «سوء إدارة» لعلاقة المنظمة مع حكومات الرئيس السابق، رغم ظروف العمل النقابي الصعبة التي كان الاتحاد يتحرك فيها. والحقيقة، أن المنظمة النقابية التي لعبت دورا مهما في تاريخ بلادنا، وكانت حاضرة «بقوة» في المحطات السياسية البازرة، بل كانت جزءا من التحولات التي عرفها مجتمعنا، تبدو اليوم في مرحلة فارقة: هل تكون «نسخة» من تلك الصورة البائسة التي ارتبطت بها خلال حكم بن علي، أم تلعب دورها المنتظر منها في هذه الفترة الدقيقة؟ هل يجوز لاتحاد الشغل أن «يتفرج» على السياسة بعد أن «تسيّس» كل شيء حتى الخبز؟ ان المنظمة الشغيلة، مطالبة اليوم بأن تلعب دورا وطنيا، بما يعني ذلك الجوانب النقابية والسياسية والاجتماعية، ليس لأن السياق العام يفرض ذلك ويجعله استحقاقا أساسيا، ولكن لأن الاتحاد نشأ للدفاع عن كرامة التونسيين، وهو العنوان الأبرز للثورة، وهل يمكن أن نجزئ الكرامة إلى ما هو سياسي ونقابي؟ !  صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 فيفري 2011)

الـزعـــــــــــــيم

عبدالباقي خليفة  
ليس الزعيم من يقود على هواه، وإنما الرائد الذي لا يخون أهله، والإمام الذي يقدمه شعبه. وليس الزعيم من تطلق عليه الألقاب جزافا، أو من لقب نفسه بذلك، أومن يغتصب الرتبة، سواء كانت الإمامة في الصلاة ، أوالولاية على مراتبها. لذلك جاء الحديث واضحا » لعن الله رجلا أم قوما وهم له كارهون ». والإمامة أوالزعامة مسؤولية، وتعني إعانة الناس على تدبير شؤون دينهم ودنياهم بتفان واخلاص، بتفويض حقيقي منهم.  الزعامة المزيفة والفساد : وإذا تحدثنا عن الولاية السياسية ، والإمامة في الدولة نجدها تجمع المساعدة وحسن التدبير، مع التربية الحسنة، والعناية الفائقة. وغالبا ما تبع الزعماء المزيفون، والساسة الفاسدون، فرعون مصر » قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد » كما تبعوه في تعقب الصالحين الموحدين، بعد أن أعلن « أنا ربكم الأعلى » وقال عن أحد أئمة الموحدين، موسى عليه وعلى نبينا السلام » أخشى أن يبدل دينكم أوأن يظهر في الأرض الفساد » فالجبابرة والمستبدون، يعطون قراراتهم صفة الأمرالإلهي، ولكن بدل أن يسموها » آيات  » يسمونها « مراسيم « . ورغم أن الكثير منهم لا يعلن أنه إله، بيد أنه يتصرف كذلك، فله السمع كاملا، وله الطاعة كاملة، ولا أحد من أبناء الشعب يجرئ على معارضته، ومن يفعل ذلك يرمى في السجن، كالكثير من الأحرار، الذين لا يذكرهم أحد، ولا يتحدث عنهم أحد، خوفا من الفراعين المتألهين، وهؤلاء الأحرارلا يزالون في زنزانات الظلمة في الدول العربية، بما فيها دول الخليج. فشهوة الحكم، وأفيون السلطة، تبرران جميع الوسائل القذرة للاحتفاظ بالحكم، ولو كان بالظلم والقهر وسجن الأحرار، دون التفات لأوضاع أسرهم، بل تجويع أهاليهم مطلوب لذاته ليكونوا عبرة لمن يعتبر، ومع ذلك، لا يرون الناس إلا مايرون وما يهدونهم إلا إلى سبيل الرشاد الفرعوني. وقد رأينا في كثير من الأقطار » الاسلامية  » كيف مثل الدعاة، والاسلام أحيانا، العدو الأول، للطواغيت المستبدين. وإن لم يصنف الاسلام كذلك في بعض الأقطار، فقد تمت الاستعانة بكل عدو للاسلام فضلا عن الدعاة ، في الجامعات ووسائل الإعلام لدرء عودة التوحيد صافيا نقيا من كل شرك سواء تعلق بالقبورأو بالقصور. سواء كان شرك الربوبية أو شرك الالوهية، أو شرك الذات والصفات، أوشرك التشريع والتقنين،أو اغتصاب ولاية الأمة، وتحريفها وتمييعها، وتعليبها . كل ذلك ينطبق على ما يوصف تجاوزا ب » الزعماء العرب » في القرن العشرين، والعشرية الأولى، وبداية العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين. زعماء فاسدون، ومفسدون،لا يصلحون،( بنصب الياء وكسر اللام) ولا يصلحون( بضم الياء ونصب اللام ). فقد كان جلاوزة بن علي، في تونس، وأزلام حسني مبارك، في مصر، يتحدثون عما يصفونه بالمكاسب، والانجازات، وكانت تلك الإطلاقات غير مفهومة للكثير من أبناء الشعب، وبعد سقوطهما تبين أن المكاسب والانجازات هي تلك السرقات الضخمة التي لم نكن نتخيل أنها بلغت أرقاما فلكية . وكما قال أحدهم، فإن تلك الثروات لم يجمعوها، ليكونوا أغنياء ، وإنما جمعوها وهربوها للخارج لتدمير البلدان وتفقيرالشعوب. فأي أناس نصبهم الغرب فوق رؤوسنا، وأي بشر يحكموننا ، ولا نعرف عن وساخة أيديهم وقبل ذلك ذممهم ،إلا القليل، وهل من الحكمة في شئ، السكوت عن ذلك، أو الرضا باستمراره ، ونحن نشاهد ارتفاع أسعار كل شئ ودون تراجع، ما عدا النفط . وما هي مداخيل النفط، وأين تذهب، وهل من حق الشعوب معرفة ذلك عن طريق لجان تتمتع بالنزاهة وثقة الجمهور. زعماء ورعناء : ماذا قدم بن علي لتونس، وماذا قدم حسني مبارك، إلى مصر، وماذا قدم القذافي إلى ليبيا، وماذا قدم كل عتل زنيم، يدعي الزعامة، لشعبه وبلاده غير السرقات، والظلم والقهروالإذلال عن طريق قوات القمع التي تجاوز عددها في بلد مثل مصر المليون ونصف المليون . فالمكتسبات التي يتحدث عنها المستبدون هي مكاسبهم من السرقات، والثراء الفاحش غير المشروع، الذي يحرسونه بحرصهم على البقاء في السلطة، بكل خسة ودناءة، إلى جانب دورهم في منع انتشار الخير، واصلاح الامة، فقد وصفت صحيفة، يديعوت أحرنوت الصهيونية ، حسني مبارك، بأنه  » كان الحاجز الأخير أمام الصحوة الإسلامية » وهذا ما يفسر تهافت الكثير من الرعناء العرب على البيت الأبيض، وأعتاب أوربا، لضمان تأييد مبارك، وفي الأخير أعلنوا وقوفهم إلى جانب الطاغية دون أن يفيدهم أو يفيده ذلك في شئ. وهم متشابهون في كل شئ تقريبا، كراهية بلدانهم وشعوبهم وسرقتها بشكل فاحش، وكراهيتهم لتعاليم دينهم، وتمسحهم بأعتاب الغرب.وبعضهم كحسني مبارك يتحدث عن دوره في حرب 1973 م ، ورغم الجدل الدائرحول دوره ، وما فعله ، وما يزعم الزعماء المزيفون القيام به، نذكرهم بأن هناك زعماء غربيون وشرقيون قدموا ما لم يقدموه وتركوا السلطة ، مثل الجنرال ديغول،1870 / 1970م، الذي حارب النازيين وانتصرلكنه استقال في حياته ليخلفه بومبيدو، وقد دعي لرئاسة فرنسا مرتين من قبل من تهمهم مصلحة الشعب لا مصالحهم اللصوصية. ومن أقواله المشهورة  » لست مسؤولا أمام أحد سوى فرنسا » بينما الزعماء المزيفون يراعون مواقف أمريكا وفرنسا وبريطانيا وكل أعداء الامة حتى الصهاينة.  وونستون ليونارد سينسر تشرشل 1874/ 1965، الذي انتصر في الحرب العالمية الثانية، واستقال في سنة 1955 م . وقال قولته المشهورة  » من الأفضل أن تخسر بريطانيا الحرب من أن يقال إنها لا تنفذ حكم القضاء » ولم يكن زعيما سياسيا فحسب، بل كاتبا لامعا ومثقفا كبيرا حصل على جائزة نوبل للادب سنة 1953 م. وكذلك الزعيم البوسني علي عزت بيغوفيتش،1925/ 2003 والذي استقال سنة 1997 م. بعد أن أعاد استقلال البوسنة بعد نحو 700 سنة ظلت فيها تابعة لدول أخرى. ومن مقولاته ردا على الرئيس اليوغسلافي الاسبق الذي سجنه عدة مرات جوزيف بروز تيتو » ليس الملك من يطعم الشعب ولكن الشعب من يطعم الملك « . الزعماء الحقيقيون : نسوق هذا الكلام على وقع جمعة « الإيمان والنصر » في مصر، حيث أم الإمام القرضاوي، ملايين المصلين، مبرزا بذلك الإمامة الحقيقية، المتوفرة على جميع شروط الزعامة في أداء الشعائروممارسة السياسة. وهي إعانة الناس على تدبير شؤون دينهم ودنياهم، بتفويض حقيقي منهم. والجمع بين المساعدة وحسن التدبير، مع التربية الحسنة، والعناية الفائقة. فبعد قرابة ثلاثة عقود منع فيها الشيخ القرضاوي من الخطابة، كغيره من الدعاة في الكثيرمن الدول العربية، ولا سيما الخليجية، يعود معززا مكرما بين الملايين من شعبه، في لحظة تاريخية فارقة، وفي مشهد يتمنى كل مستبد لو كان هو ذلك المكرم، وأنى له ذلك. فالناس تكرم العادل السمح المتواضع المحب لأمته، والمتقشف والورع والذي لا يستفيد من الأموال العامة إلا بما يكفيه ويكفي أسرته كسائر المواطنين .وقد أشارالشيخ القرضاوي إلى ذلك « هذه الثورة لم تنتصر فقط على النظام السابق، بل على الظلم والباطل والسرقة والنهب والأنانية  » وهي صفات جامعة لمن يسمون أنفسهم  » زعماء » تجاوزا كما أسلفنا.  الزعماء الحقيقيون،هم الذين يحبون أمتهم وتحبهم أمتهم، وليس أولئك الذين طردوا من ميادين تونس ومصر، وهم يحملون ألقاب المفكر والزعيم ، بل هناك من لقب ب » الزعيم » وصور في الفن السابع كما لو كان زعيما سياسيا حقيقيا، لم يجرئ على الاقتراب من ميدان التحرير في القاهرة، وذهبت زعامته هباءا منثورا، كما ذهبت زعامة حسني مبارك. ليس ذلك فحسب، بل وضع اسمه ضمن القائمة السوداء للثورة . لقد أعاد مشهد الشيخ القرضاوي، وهو يؤم المصلين في ميدان التحرير( وليس المفتي ولا شيخ الأزهر مع احترامنا لهما ) مشاهد العز في التاريخ الاسلامي، عندما كان للعالم دوره في بنية الدولة الاسلامية القوية، التي تهابها الدول الأخرى، وتدفع لها الجزية مقابل الحماية، فأصبحنا في ظل المستبدين المعاصرين ندفع الجزية مقابل حماية أساطيل الغرب لأنظمة مكروهة من شعوبها بسبب ظلمها واحتكارها للثروة والسلطة . فهذا العز بن عبد السلام، المغربي مولدا، والمصري دارا ووفاة الملقب بسلطان العلماء، والمعروف ببائع الملوك، قد حظي بهذه الزعامة لتمتعه بأكمل الصفات، وأجمل الخصال، وأنبل المزايا فمن صفاته الورع ، فقد رفض توظيف أي من ابنائه في المناصب التي تحتاج صفات معينة، رافضا طلب الظاهر بيبرس، قائلا » ما فيهم من يصلح » وطلب تسمية أحد تلامذته للمنصب وهوالقاضي تاج الدين بن بنت الأعز. كما عرف بالزهد، فلم يقبل أي درهم من الملك الظاهر بيبرس.وقد أفتى ببيع الأمراء، وعندما رفض الملك ذلك، خرج من القاهرة، بينما يظل المفتون في عصرنا في مناصبهم ولا يخرجون منها إلا بقرار من الحاكم. وبينما يقوم الزعماء المزيفون بسرقة الثروات وإفقارالشعوب، يضحي الزعماء الحقيقيون من أجل أمتهم بكل ما لديهم، كما فعل سلطان العلماء، فلما ارتفعت الاسعار واضطر الناس في الشام لبيع ممتلكاتهم بأسعار زهيدة طلبت زوجة العز بن عبد السلام أن يبيع ما لديها من حلي يشتري به بستانا، فباعه وتصدق به وعندما سألته هل اشتريت لنا بستانا قال نعم ولكن في الجنة . لذلك كان السلاطين يخشونه، فلم يكن لديه ما يخسره، وعندما حال ابنه دون قتله نهره قائلا يا بني أبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله. لذلك كان زعيما حقا، يهابه المستكبرون والمتجبرون. وعندما غادر مصر غاضبا من الملك لحقه أغلب المسلمين، فركب السلطان ولحقه واسترضاه. نرى الزعامة الحقيقية، في سليل بيت النبوة ، زبن العابدين بن علي رضي الله عنه، فالناس بالافعال لا بالاسماء والألقاب. كما تذكرنا قصة زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، بأن الزعيم هو الذي تتوجه الأمة بالزعامة، وليس ذلك الذي يصطنعها اصطناعا.والزعيم الحقيقي هوالذي يتوجه حب الناس، وليس الاغتصاب والغلبة بقوة القمع. فلما حج هشام بن عبد الملك، فطاف وجهد أن يصل إلى الحجر ليستلمه فلم يقدر عليه من كثرة الزحام، فنصب له منبر وجلس عليه، وفيما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين ، علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فطاف بالبيت ، ولما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس وانشقت له الصفوف ومكنته مكانته من استلام الحجر فقال رجل من أهل الشام ، من هذا الذي هابه الناس هذه الهيمبة فقال هشام لا أعرفه ، مخافة أن يرغب فيه أهل الشام، وكان الفرزدق حاضرا فقال أنا أعرفه وأطلق قصيدته الشهيرة العصماء. » هذا الذي تعرف البطحاء وطأته .. والبيت يعرفه والحل والحرم «  » هذا ابن خير عباد الله كلهم .. هذا التقي النقي الطاهر العلم  » والقصيدة طويلة ومشهورة . كما حصل ابن تيمية رحمه الله على الزعامة في الدين، وفي الدفاع عن أرض الاسلام وجهاده للتتارفي القرن السابع الهجري. فعندما كان الناس يفرون من التتار، والحاكم عاجز عن ردهم، قام الشيخ فيهم واعظا ومحمسا ومثيرا لغيرتهم على دينهم وبلادهم. بل ذهب للقاء ملك التتارالذي كانت ترتعد الفرئس لذكره. وقال بن تيمية رضي الله عنه للمترجم  » قل لقازان أنت تزعم أنك مسلم ومعك قاض وإمام وشيخ ومؤذنون على ما بلغنا، وأبو وجدك كانا كافرين وما عملا الذي عملت عاهدا فوفيا وأنت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت وجرت. وبعد فترة هدوء عاد بعض التتار للظلم فحث بن تيمية على قتالهم، وسافر من الشام إلى مصر، ودعا للنصرة،وبعد رحيل التتار قام مع تلاميذه بتكسير الخمارات واغلاق أماكن الفاحشة في دمشق. وعندما عاد التتار في 702 هجرية وأحاطوا بدمشق، أقسم بن تيمية على النصر، وقال للناس إذا رأيتموني في صف التتار وعلى رأسي المصحف فاقتلوني، لتأكيد فتواه بوجوب قتال الصائل . وقاتل رحمه الله حتى هرب التتار..هؤلاء هم الزعماء الحقيقيون الخالدون في الذاكرة ، والخالدون في جنات النعيم بإذن الله تعالى. أما الزعماء المزيفون فهم مثل الهشيم سرعان ما تطويهم نار التاريخ كصور من ورق.

هـــــــــل سقــــــط الصنــــــــم؟

بقلم الأستاذ فتحـي نصـري ثــــــلاثيــــــة : الثـــــورة واللصـــــوص والحـــــــراس  » ما أجملك يا وطن ، وما أطيب ريحك يا شعب ، وما أسلس الكتابة بمداد من عبق الثورة  »  ان المتأمل في المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي لمرحلة ما قبل الثورة وخلالها وما بعدها يستطيع ان يقف دون عنـاء على عـدة حقائـق لهـا تمظهراتها وتجلياتها وتتالياتها ، افرزت مشهدا سياسيا ثلاثي الأضلاع والزوايا ، ولكن جوهره واحد : لقد حدثت ثورة ، وسؤاله واحد : هل سقط الصنم ؟  
1/ اذا الشعـــب يومــا اراد الحيــــــاة ….   تسارعت الأحداث بسرعة رهيبة ، وحتى اكثر المحللين تفاؤلا ما كان يمكنه ان ينبس بأن الطوفان قادم،وبأن الثورة ستزداد توهجا، لذلك حاول البعض في البداية اختزال ما وقع في عربة خضار أو شاب يائس احرق نفسه تلك مغالطة كبرى ان نعزل تحركا شعبيا كبيرا وممتدا في جغرافيا البلد ، وبهـذا التوهج والاندفاع عن الظروف السوسيوسياسية ، والسوسيواقتصادية التي سبقت الثورة . لقد عاشت البلاد على امتداد ستة عقود تصحرا سياسيا ،وحيفا اجتماعيا ، وتمركزا اقتصاديا ، وتوحشا ثقافيا قاده الحزب الحاكم ، ودافعت عنه بشراسة نخب علمانيــة منبتة عن واقعها في محاولة عاتية لإجتثاث المجتمع عن هويته وتربته ، وتحويلــه الى نموذج علماني قابل للتصدير الى المنطقة العربية .وكانت خطة تجفيف الينابيع اجلى تجليات هذه السياسة ، مما جرالبلاد الى مواجهة عنيفـتة بين تحالــف الفسـاد والمال واليسار الانتهازي ، وبين الحركة الاسلامية انظمــت اليهــا بعض القــوى الوطنية بعد ان شملتها رحى الاستبداد ، فارتوت تربة البلاد بدماء عشرات الشهداء  ودموع  امهات المهجرين من خيرة شباب تونس ، وآلام ودعــاء آلاف المساجيــن السياسيين بزوال الظلم ، فكانت الثروة نبتة طيبة لهذه التربة ، لذلك من الاجحاف اعتبار الثورة غريبة ومنبتة عن تربتها التي احتضنتها وعن ظروفها السياسية والا حولناها الى نبتة شيطانية ليس لها بذور او عروق وحصادها فوضى أمنية وحكومة علمانية؟  لقد كانــت ثورة الحريــة والكرامــة ثورة مستضعفيــن بحــق ، اكتملــت شروطهـا ومواصفاتها فأثمرت طوفانا شعبيا ازداد عنفوانا بعد ان تلقف الاعلان السياسي الذي كتبه البوعزيزي بجسده كما عبر عن ذلك المفكر و الأكاديمي حسن بن حسن ، فلم تكن الثورة عقيمة او حملا كاذبا ، ولم يتم اجهاضها في الرحم ، ولم تكن ابدا بغية ،  او انتبذت من اهلها مكانا قصيا كما يروج لها الآن ، بل ولدت شرعيــة ، ونطــق جنينها في المهد ليقول لم تكن ثورتي من اجل الخبز او الشغل ، بل نريد الحرية قبل الخبز، والكرامة قبل الشغل . قد لا يتسع المقال للغوص قي عمق هذه الثورة ومقاربتها من كل  زواياها ، ولكن يمكن ايجاز بعض الخلاصات الناطقة  التي فرضــت نفسها بقوة فــي هـذه النقــاط كعناوين يجب دراستها من طرف المختصين :  ـ الملفت للنظر هو عدم سقـوط اي عون امن فـي هــذه الثورة البيضاء بياض قيم الحرية ونقاء دماء الشهداء،مما يسقط مقولة ان الشعوب العربيــة في حاجــة الـى  آلاف او ملايين الشهداء كضريبة للإنتقال الى الديمقراطية الحقيقية اسوة بما عاشته اوروبا قبل الثورة ـ ان المراهنة على الشعوب في المنطقة العربية من اجل التغيير خيار منتج ومثمر باقل تكلفة في الارواح ، ودون هدر عقود من المراهنة على النخب والطلائع  ، او  الاندفاع نحو المحارق السياسية في محاولة للتغيير العمودي ـ ان ارادة الشعوب اذا كان منطلقها غير مناف للفطرة تكون من ارادة الله ، وارادة الله لا تقهر،  » يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه  » آية 6 سورة الانشقاق ـ ان مطالب الشعب اذا كانت حقيقية يمكن ان تمأسس المجتمع ، اذا تألم عضو منه  تداعى له باقي الجسد بالثورة ، لذلك استجابت باقي المدن لصرخــة اهالــي سيدي بوزيد في شعارات موحدة ومطالب واحدة ومحج واحد ـ ان المعجزة الحقيقية في تونس لم تكن اقتصادية كما كان يروج لها ، بل كانــت معجزة شعبية ، استلهمت شعاراتها من شاعر الثورة ابي القاسم الشابي   ـ ان هناك هوة كبيرة بين الشارع والنخب ساهم النظام السابق في توسيعها لتحويل الحياة السياسية الى مستنقع مخيف ـ ان دور النخب السياسية والمدنية  في حماية الثورة والانتقال بها من الهلامية الى تنزيل مطالبها على الارض دور ضروري بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة    2/ هــرب علــي بــابــا وبقــي الاربعــون حرامــي :    كما لكل ثورة ثمارها ، فلكل ثورة لصوصهــا ، ولصــوص هذه الثورة محترفــون ومتعودون على اللصوصية السياسية. فالمتأمل في التاريخ السياسي الحديــث لتونس لا يجد عناء في الوقوف على احترافية التجمع الدستوري في السرقة . فبعد ان تزايد الغضب المسلح ضد الاستعمار الفرنسي واصبح المستعمر غير قادر على مواصلة معركة استنزاف في جبال وعرة ، وأصبحــت كــل الظروف توحـي بقرب رحيـل الاستعمار العسكري ، كانت اول سرقــة سياسية في تاريــخ تونس ليوقــع الحــزب الدستوري على وثيقة الاستقلال ، ويصادر مصير الشعب فــي اختيار من يحكمــه وشكل الحكم ، بكل بساطة سرق هذا الحزب الاستقلال . ثم جاء الصيف الساخـن لسنة1987 ليشهد معركة طاحنة بين السلطة والحركة الاسلامية قدمــت خلالهــا الحركة عديد الشهداء وآلاف المساجين ، وترنح نظام الراحل بورقيبة وأصبح بينه وبين الانهيار خطوة ، فكانت السرقة السياسية الثانية واستولى الجنرال بنعلي على السلطة وقطف التجمع الدستوري ثمار هذه المواجهة ، فهل نستغرب الآن ونحن نشاهد محاولات عاتية من هذا الحزب لسرقة الثورة ؟   لقد رحل زعيم العصابة وبقي الأربعون حرامي ، بل ان نائب علي بابا هو من شكل الحكومة الحالية وأصبح يتصرف في شخوصها ، وهــو من خطــط لرحيـل رئيس العصابة ، فأكل الحزب نفسه قبل ان تأكله الثورة ، وضحى بالعضو ليستمر الجسد ، أملا في ان تنبت العروق التي لم تجتث أذرعا أمنية جديدة أكثر صلابة . لصوص تونس أصبحوا أكثر احترافية ، فنائب علي بابا الذي شكل الحكومة الحالية كان متواجدا في آخر حكومة في عهد بورقيبة ، وكان متواجدا في آخر حكومة في عهد بنعلي ، وهو الآن في أول حكومة لقيطة ، فكيف لا يكون لصا سياسيا محترفا، مشكلتنا مع لصوصنا قديمة قدم السياسة ، فحكام تونس ولصوصها كأنهم يحكمـون بتفويض الاهي ، ويخططون ويتحركون بناء على الهامات الاهية ، يقتلون ويسجنون ويهجرون وكأنهــم ينجزون مهامــا مقدسة ، فهم ينزعــون عنــا آدميتنــا وكرامتنــا وحرياتنا ومواطنتنا متى شاؤوا ، ويمنحونها متى شاؤوا ، وحتــى وهـم تحت المطرقة الشعبية يطلون علينا ليقولوا لنا بكل وقاحة فهمناكم وسنمنحكم بعض الحرية ، ونسوا ان الشعب لم يكن يستمع اليهم لأنهم وبكــل بساطة عرف طريــق الحرية . واذا كان لصوص التجمع الدستــوري وتحالــف الفساد والمــال وقيء اليسـار الانتهازي لصوصا احترفوا اللصوصية وأصبحوا لصوصا بامتياز ، فــان للثــورة لصوصا جدد عبارة عن طفيليات تصاحب كل الثورات ، وهو في الحقيقة أخطر من لصوص الحزب الحاكم لأنهم غير مكشوفين ، بل ان بعضهم يعتبر نفسه وصيا على الثورة ومتكلما باسمها في محاولة لإستنساخ تجربة بنعلي سنة 1987 ، لذلــك فان الذئاب السياسية التي تحـوم حول الثورة عديدة تستوجب تيقــظا مستمــرا لحمايــة الثورة .
  3/ أيـــن حــــــراس الثــــــــورة ؟:
 اذن هرب زعيم العصابة  وخلف وراءه الأربعين حرامي ، وقلد نائبه شــارة الزعامة وأعطاه كلمة سر فتــح المغــارة ، ترك وراءه جهــازا حزبيــا امتدت أذرعه الى كامل أجهزة الدولة ، فأصبــح الحزب هو الدولــة ، والدولــة هــي الحزب ، ترك وراءه أحزابا غير شرعية ولدت لأب غير شرعي ، ترك وراءه أبنــاء غير شرعييــن امتهنــوا الزور والبهتــان وقلب الحقائــق . فهنــاك عديد الأحزاب التي شكلها التجمع الدستــوري لتزين الواجهــة السياسيــة ، وتؤثــث مجلس الشعب ، ينحصر دورها في المساندة والتأييد ، بكل اختزال هي احزاب فولكلورية ومهرجي انتخابات .  هذه الأحزاب اللقيطة أصبحت الآن يتيمة بعد ان فقدت الأب الذي كان يحميها سياسيا ، وفقدت المعيل الذي كان يمولها ، وسقطت ورقة التوت التي كانــت تواري سوأتها ، فدخلت جحورها كالجرذان. لقد خلف فرعون تونس وراءه سحرة ومتملقين غصـت بهــم وسائــل الاعــلام المرئية والسمعية من امثال برهان بسيس وبوبكر الصغير والهاشمي الحامدي وعبد الوهاب الهاني وخالد شوكات ….، بل تفننت بعض الصحــف المأجــورة فــي تأليـه الجنرال الهارب ومدح سياسته الرشيدة ، كل هؤلاء اللصوص والمهرجين والسحرة يتربصون بالثورة في محاولة للإلتفاف عليها وعلى مطالبها ، فهل صحيح ان بنعلي رحل عن تونس ؟   قد تبدو الاجابة صادمة اذا قلت ان بنعلي الجسد رحل ، اما سياسة بنعلي فقد بقيت جاثمة على صدور الشعب ، واينما تولي وجهك في تونس ستجد بنعلي يطل عليك ، وحتى ما سميت بالحكومة الانتقالية فهي ظل بنعلي فــي تونس ، كيـف لا والبــلاد تسير بحكومة ظل يرأسها الهادي البكوش شريك بنعلي في انقلاب 1987 ، اذن قد لا أخفي سرا اذا قلت ان هناك اعادة لهيكلة التجمع الدستوري لتوافق مع متطلبات المرحلة ، وما تجميد الحزب في انتظار حله قضائيا سوى خطــوة ضرورية فــي مخطط اعادة بناء الحزب بعد ان اصبح اسم الحزب صادما للشعب ، وما الحكومة الحالية سوى عرائس تحركها ايادي الهادي  البكوش وفق خطة رسمت قبل رحيل بنعلي الجسد .   ان الخطوة الأولى بابقاء وزارات السيادة بيد الأخطبوط الجديد / القديم لم تكن سوى محاولة لجس نبض الشارع ومدى استعداده للدفاع عن مطالب الثورة ، ثم جــاءت الجرعة الثانية بتعيين 19 واليا من أباطرة التجمع في إيحاء واضح بان هنــاك مـن يرسم ملامح المستقبل من وراء الستار ،اما قبول ما يسمى بالمعارضــة العلمانيــة  بوزارات  خدماتية فهو رسالة من حكومة الظل للشعب التونسي ونخبه بان مطالب الثورة لم تكن سوى تحسين الوضعية الاجتماعيــة ، وحتــى اختيــار حزب الشابــي وحزب احمد ابراهيم ليكونا في الحكومة لم يكن سوى صفعة لشباب الثورة واستهانة بتمثيليتهم في الحكومة ، ذلك ان الحزب الاشتركي التقدمي لم يفــز بــاي مقعد فــي الانخابات التشريعية لسنة 2009 وتحصل على نسبة 03, 0 في المئة من اصوات الناخبين ، في حين ان السيد ابراهيم احمد تحصل في الانتخابات الرئاسية الأخيــرة على نسبة 57, 1 في المئة من اصوات الناخبين .    ان من كان من واجبه الاصطفاف ضمن منظومة حماية الثورة واعني بــه حزب الشابي اخطأ التقدير واجتهد حيث الاجتهاد السياسي امام الاجمــاع الشعبــي زيـغ سياسي سيدفع الحزب ثمنه باهضا اذا لم يراجع توجهاته وينحاز الى مطالب الثورة ، فكيف يعقل ان نقبل من السيد الشابي بان يقول لنا بأن الشعب قام بدوره وانجــز الثورة ، فان كان ذلك كذلك فاننا مطالبون بان نصدق ان الشعب انتفض وثار ليسقط بنعلي الجسد ويقول لنا تصبحون على خير ثم يدخل بيته وينام …  ان الثورة ليست مطلبا في ذاتها وانما هي تحقيق لمطالبها ، ومطالب الثورة كانت رحيل بنعلي الجسد ، وبنعلي النظام ، وبنعلي الحزب ، وبنعلي وكل عصابته من تحالف بين السلطة والمال وقيء اليسار   ان الاصطفاف الحاصل في المشهد السياسي مخيف وغير مطمئن ، وما تحقق بعد رحيل بنعلي الجسد هو ضرب من المقايضة : الأمن مقابل الحرية ، الفوضى مقابل المشاركة في رسم ملامح المرحلة القادمة ، فقفز مطلب الأمــن الــى الواجهــة في استنساخ لنظرية الجمهوريين الجدد  » الفوضى الخلاقة  » ، فادخال البلاد في فوضى امنية كان الغرض منه خلق واقع جديد بمطالب جديدة للإلتفاف حول مطالب الثورة ، وللأسف كان السيد الشابي احد وسائل هذه الدعاية ، فأصبح يروج لمطلب الأمـن قبل الحرية في سعي لكسب انتخابي دون الوعي بان ذاكرة الشعب التونسي اصبحت متيقضة ، وان الشعب اصبح بفعل الثورة يتنفس وعي الثورة المشهد الآن يوحي بكون الأبواب السياسية مفتوحة على كل الممكنات ، وبوابات المدن والشوارع مشرعة امام كل الاحتمالات ، فقوافل الحرية تجـيب بــأن تحــت الرماد اللهيب ، فهل يستطيع الشعب حماية وحراسة ثورتـه ، والانتقال بهــا الــى تحقيق مطالبها ، قد تبدو الاجابة نوعا من الطوباوية او الخطاب الشعبوي ، لذلك فمن واجب النخب الوطنية والاحزاب الحقيقية والمنظمــات المهنيــة والجمعيــات المدنية ان تقترب من هموم الشارع وتشكل جدارا منيعا في مواجهة محاولة سرقة الثورة ان الثورة كشفت عن عجز النخب والمعارضة على مساوقة نسق الشارع وحركته ، كما كشفت ان سقف مطالب الشعب مرتفع عن سقف المعارضة ، وان المعارضة كانت فعلا معزولة عمــا يختلــج الشارع ، ففوجئــت كغيرهــا بالتحركـات الشعبيـة وتدحرجها ككرة اللهــب لتتحول الــى ثورة شعبيــة ، ورغـم محاولــة المعارضـة الانخراط فيها الا ان ذلك كان بشكل غير واع وغير منظم مما فـوت علـى البــلاد فرصة حقيقية لتحقيق مطالــب الثورة ، ومفروض عليها الآن حمايــة الثورة مــن اللصوص الذين يحاولون استنبات اذرعـا جديــدة للإستبــداد ، وبقدر مــا يكــون اللصوص محترفين بقدر ما تكون مسؤولية الحراس اكبر وأعظم ، وفي ثورة مصر عبرة ، وتستمر الثورة ….    

من فوائد الثورة في تونس


لا أحد بقادر على أن يقدر النتائج الايجابية لثورة شعبنا وما خلفته وستخلفه لنا وللأجيال القادمة من فوائد جمة لا تقدر بثمن فبالاضافة الى التحرر من الخوف الذي كان يسيطر على شعبناوالذي تم قبره للأبد رغم عديد الشهداء الذين سقطوا على أيدي عصابات النظام البائد فان شعبنا أصبحت له مكانة مرموقة بين الشعوب بحيث ان العديد من العرب والأجانب يتمنون لو كانت لهم الجنسية التونسية اضافة الى رغبة العديد من الناس عبر العالم الرغبة في زيارة بلدنا وهذا من شأنه أن ينعش الموسم السياحي وبالتالي يدر علينا مكاسب اقتصادية هامة اضافة الى تقديم هذا الشعب نموذجه في الثورة لعديد الشعوب الأخرى. ومن ذلك استفادة الشعب المصري الشقيق من تجربتنا النضالية في اقتلاع جذور الاستبداد فكانوا اللاحقين بنا في هذا المجال وانه لشرف كبير لنا أن يتبعنا في الثورة شعب عربي أبي مثل الشعب المصري وان ثورتهم دعم وسند لثورتنا واطمئنان من جانبنا الى أن هناك شعبا عظيما يقف الى جانبنا دون حسابات سياسية سوى أواصر الأخوة وعلاقات الدين والتاريخ والقربى هي التي تربط بيننا كما يمكن الاستفادة من هذه الثورة من خلال موجة الاحتجاج العربي في أقطار عديدة للأمة العربية مما يؤشر لاندلاع ثورة عربية كبرى تبنى رويدا رويدا بحيث اذا حصلت حقيقة فلن يقدر على ايقافها أحد مهما كانت قوته وجبروته وذلك أن ارادة الشعوب لا تقهر وأن الانسان العربي قد وقع اذلاله واهانته كثيرا سواء من الدول الاستعمارية الغربية أو من الكيان الصهيوني أو من الأنظمة الفاسدة والمستبدة والتي سلبته ما بقي له من ثروة أو كرامة غير مسلوبة خارجيا فأصبح الاستبداد الداخلي لا يقل سوء عن الهيمنة والسيطرة الأجنبية بحكم المصالح المشتركة والتي تلتقي موضوعيا في تحالف قذر ضد شعوبنا ولذلك نأمل أن تنتفض بقية شعوب الأمة العربية وذلك أن حريتنا وكرامتنا لن تكونا مضمونتين في ظل أنظمة شمولية واقليمية تهلك الحرث والنسل وتخدم موضوعيا الصهيونية والقوى الهيمنية في العالم . ان ثورتنا أكدت للعالم فتحا جديدا في ثورات الشعوب وان بامكانها احداث تغيير جذري عميق وحقيقي بالطرق السلمية وأنه في هذا العصر لسنا في حاجة الى جيوش جرارة وأسلحة متطورة لاحداث الثورة فقط شحذ همم الشعب ووحدته وطول نفسه ووعيه بما يحاك له من دسائس ومؤامرات كافية لانجاز أي ثورة وفي أي مكان بالعالم تأكد أيضا بما لايدع مجالا للشك أن ثورة النت والمواقع الاجتماعية اذا أحسن استخدامها بشكل جيد فانه بالامكان الاستعاضة بها عن وسائل الاعلام المتطورة من قنوات فضائية وجرائد ومجلات فيمكن ان يتحول أي حاسوب في أي بيت الى ما يشبه الفضائية أو ربما أكثر وبالتالي قدمت ثورة شعبنا للعالم نموذجا جديدا في الاعلام الشعبي والسريع والمتطور والذي يستطيع الافلات من الرقابة والتعتيم الحكومي المنبوذ. ان ثورة شعبنا ستكون بالتأكيد لها امتدادات جغرافية كما حصل بمصر وما يحصل من تفاعل بعديد المناطق العربية من أجل الحرية والكرامة كما ستكون لثورتنا امتدادات زمنية غير محصورة بحيث ستكون لها آثار تاريخية ايجابية على حياة الشعوب المناضلة من أجل كرامتها .   الناصر خشيني نابل تونس Email Naceur.khechini@gmail.com

 
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

الكرامة لا تكتمل إلا بتحقيق الشغل وتحسين ظروف العيش

بقلم محمد العروسي الهاني قامت الثورة الشعبية المباركة يوم 17/12/2010 على مبدأ توفير الكرامة وتعميق مفهوم الحرية, ومبدأ الشغل للجميع دون استثناء أو إقصاء وتهميش أو طرق ملتوية كانت هي أحد الأسباب والعوامل لتعميق الهوة والشرخ الذي أصاب الشعب والصدمة التي جعلت شبابنا يثور على الظلم والقهر والإستبداد والمحسوبية والرشوة والأكتاف والتسلط والبحث الأمني الذي حرم نصف طالبي الشغل من العمل نتيجة الوشاية الكاذبة والإفتراءات والتهم الملفقة ومعلومة أستفيد وهذا الأسلوب الأمني البغيض استعمله الرئيس المخلوع ودائرته للقضاء على أصحاب الأنفة والعزة والكرامة وكان في اعتقادهم أنهم نجحوا في  هذا العمل الخبيث والفاشل والفاسد والذي عم العباد والبلاد. ولكن عين الله لا تنام وعدل الله أقوى وأعظم وأنبل ورد الله كيدهم في نـحرهم وانقلبو السحر على الساحر الذي مس وشمل نصف الأمة بالتهم والكذب حتى جاء اليوم الموعود وفاض الكاس وتم وعد الله أنه لا يخلف الميعاد وبالمرصاد لكل من ظلم وعاث في الأرض فسادا…. وحرم الشباب من العمل طيلة عقدين. والحمد لله انتصرت إرادة الشعب الذي هي من إرادة الله سبحانه وتعالى عملا بقوله في كتابه الحكيم إن الله لا يغيرو ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم صدق الله العظيم واليوم لا بد من مراجعة مجلة الشغل. مراجعة جذرية إنطلاقا من تحديد سن العمل بـ55 سنة وفي هذا الإطار ودعما للتوازن المالي للصناديق الإجتماعية نقترح على الحكومة المؤقتة أن تخصص الإعتمادات المالية التي خصصتها لصندوق العاطلين من الشبان حاملي الشهائد العليا سواء قيمتها 150 دينار أو 250 دينار شهريا تخصيصها ودفعها إلى الصناديق الإجتماعية مقابل تسريح الموظفين والعمال الذين بلغوا سن 55 سنة والعمل حالا على انتداب حاملي الشهائد العليا وهذا الإجراء سيشغل 75 ألف طالب من ألأصحاب الشهائد العليا سنوايا وأن نسبة سلك التعليم الإبتدائي والثانوي الذين بلغوا سن 55 سنة يفوق 20 ألف إطار وفي وكالة التبغ والوقيد عدد العمال الذين بلغوا هذه السن يفوق 1100 عامل وهذا هو الحل الجذري أفضل من حربوشة الإعانة الظرفية التي لا تغني ولا تسمن من جوع فضلا على أنها إعانة لا تدل على الكرامة والحرية والشهامة وضد عنوان الثورة المباركة. وبهذه المناسبة أشكر بلدية العاصمة التي استجابت لطلبات ومشاغل عمال بلدية الحاضرة وعددهم 3398 عون قامت بترسيمهم مؤخرا منهم 3200 وقعت مضاعفة أجورهم من 240 دينار إلى 450 دينار وهذه العملية خصصت لها البلدية 7 مليارات وكذلك باقتراح من السيد المدير العام للجامعات المحلية  تم تسوية وضعية عمال الحضائر ببلدية تونس وعددهم 198 عامل وتكلفت هذه التسوية على ميزانية البلدية بـ650 ألف دينار وعندما تردد كاتب عام البلدية واعتبر المبلغ هام قال له السيد المدير العام للجامعات المحلية أحذف الإعتمادات المخصص للإعلام والزينة والإحتفالات بمناسبة عيد الرئيس المخلوع ستجد الميزانية الكاملة لتسوية ومستقبل هؤلاء المساكين وفعلا تم ترسيم 198 عامل من المسنين الذين بلغوا سن الخمسين أو أكثر. وهذه المبادرة يجب أن تعمّ وتشتمل حوالي 5000 عو في كامل البلديات وعلى الحكومة المؤقتة أن تسعى وتدعم فكرة تسوية وضعية حوالي 5000 عامل أوضاعهم المعيشية متدهورة وبعضهم يتقاضى 120 دينارا في البلديات الصغرى التي ميزانيتها ضعيفة وجلهم يتقاضون أجورهم على الحضائر الجهوية منذ 23 سنة ولحد الآن لم تسوى وضعيتهم وهذا يعتبر خلل كبير  وفادح ولا يتماشى مع مبادئ الثورة. قال الله تعالى « لمثل هذا فليعمل العاملون » . صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني 354 022 22

أطباء بمستشفى المدينة أصيبوا بانهيار عصبي اتهامات للأمن بارتكاب مجزرة ببنغازي

 


قالت مصادر من مدينة بنغازي شرق ليبيا إن قوات الأمن أطلقت النار بالرشاشات على متظاهرين مناهضين لنظام الزعيم معمر القذافي وأسقطت العشرات بين قتيل وجريح، ووصفت هذه المصادر ما وقع بأنه « مجزرة حقيقية ». وأضافت المصادر نفسها أن موكبا جنائزيا يضم آلاف الأشخاص قصدوا مقبرة بنغازي، وهي ثانية كبريات المدن الليبية، لدفن قتلى مواجهات اليومين الماضيين، لكن قوات أمن أطلقت عليهم الرصاص الحي من أسلحة رشاشة.  
صعوبة الإسعاف وأكدت المصادر للجزيرة نت أن سيارات الإسعاف وجدت صعوبة في الوصول إلى القتلى والجرحى، وأشارت إلى أن بعض الجرحى يحاولون الزحف للوصول إلى سيارات الإسعاف. وقال ناشط حقوقي إن أكثر من مائة ألف شخص ما يزالون معتصمين في ساحة أمام محكمة شمال بنغازي، ووصف إطلاق النار على المشيعين بأنه مجزرة. وأضاف الناشط –الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن الأرقام المتداولة عن عدد القتلى بمواجهات الأيام الماضية، والتي قالت بعض المنظمات الحقوقية إنها بلغت 84 شخصا في عموم ليبيا، هي أرقام غير صحيحة. وقال إن هذا العدد سقط أكثر منه في مدينة بنغازي وحدها. وأكد المصدر نفسه أن من سماهم « بلطجية » من أصل أفريقي جيء بهم من أوغندا وتشاد ودول أفريقية أخرى لمواجهة المتظاهرين، واستنكر ما سماه الصمت الدولي عن « المجازر التي يرتكبها نظام القذافي ضد الليبيين ». وكشف الناشط الحقوقي أن مدير فرع الجهاز الأمني (وزارة الداخلية) في بنغازي أرسل إلى المتظاهرين يطلب منهم أن يتسلموا إدارة الجهاز، فبعثوا إليه لجنة من ثلاثة أشخاص للتفاوض حول الموضوع. مناشدات للمساعدة ومن جهته أكد مصدر طبي من مستشفى الجلاء للحوادث في بنغازي أن المستشفى استقبل خلال ساعة ونصف الساعة فقط 25 جريحا، 18 منهم أدخلوا الطوارئ في حالة حرجة، وتم تسجيل أربع وفيات بينها طفل في الـ15 من عمره لم تعرف هويته بعد. وقال المصدر إن كل الإصابات وقعت برصاص حي وعلى مستوى الصدر والرأس والرقبة، مؤكدا أن ذلك يدل على أن من أطلقوا النار على المتظاهرين لم يكن هدفهم الردع بل القتل. ونقل المصدر عن مسعفين قولهم إن هناك جثثا لم تستطع طواقم الإسعاف الوصول إليها لأن قوات الأمن تطلق النار على كل من يحاول الاقتراب منها. وأضاف أن المستشفى لم يعد يستوعب عدد المصابين، وأن الكثير من الحالات التي تصل إليه تحول إلى مستشفيات أخرى مثل مستشفى مركز بنغازي ومستشفى الهواري العام ومستشفى 7 أكتوبر. وقال أيضا إن وسائل وظروف العمل غير مساعدة للطواقم الطبية، مناشدا المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ الجرحى، ومؤكدا أن عددا من الأطباء أصيبوا بانهيارات نفسية ولم يستطيعوا مواصلة عملهم. مدينة مصراتة، وهي ثالث كبريات المدن الليبية، وتقع شرق العاصمة طرابلس على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، شهدت بدورها احتجاجات ضد نظام القذافي. وقال الأستاذ الجامعي بهذه المدينة عبد الرحمن السويحلي لقناة الجزيرة إن ثمانية من الشباب المتظاهرين أصيبوا برصاص قوات الأمن، وأضاف « لا أستطيع أن أؤكد هل هم قتلى أم جرحى » وتوقع أن تنتشر الاحتجاجات في كل ربوع ليبيا. واعتبر أن ما يحدث الآن في ليبيا « هو ثورة شعبية عارمة ولن تنتهي إلا بتغيير جذري وحقيقي في البلاد » مشيرا إلى « قطاعات عريضة من الشعب الليبي الرافضة لنظام القذافي تتعرض لإبادة ».  
فقدان السيطرة وكان شهود عيان ومصادر متعددة قالوا في وقت سابق إن السلطات الحكومية فقدت السيطرة على مدينة بنغازي، ومدن أخرى عديدة بشرق البلاد. ووفقا لمعلومات نقلت عن شهود فإنه تم إحراق جميع مراكز الشرطة في بنغازي، كما أحرقت مديرية الأمن في درنة. كما أفاد مصدر حقوقي بأن أربعين شخصا على الأقل قتلتهم أجهزة أمن وما سماها « عناصر مرتزقة » يومي الخميس والجمعة. ومن ناحيته قال شاهد عيان في تصريح للجزيرة نت من أجدابيا بشرق البلاد إن المدينة سقطت منذ أمس في أيدي المتظاهرين بعد احتجاجات ضخمة شارك فيها أكثر من عشرة آلاف شخص. وأفاد بأن شرطة المدينة بسياراتها وأسلحتها الخفيفة انضمت إلى ما سماه « الثورة ». وقالت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى إن مدينة البيضاء « باتت في يد الشعب » بعد أن سيطر عليها المحتجون، وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية. وذكر شاهد عيان آخر من طبرق أن كتائب الدروع وقاعدة جمال عبد الناصر الجوية بالمدينة انضموا « لمطالب الشعب والتنسيق مع المتظاهرين لمنع دخول قوات القذافي » وذلك بتنسيق مع مدن درنة وشحات والبيضاء. وقال مصدر صحفي للجزيرة نت إن منطقة الزنتان أحرق فيها كل ما يمثل الواجهة الرسمية للدولة، وسيطر المواطنون على الوضع بصورة شبه كاملة. ووفق مصادر ليبية, رفضت وحدات من الأمن المركزي بشرق ليبيا إطلاق النار، بل ساعدت المتظاهرين في طرد فرق أمنية « أفريقية » قيل إنها استُقدمت مع « بلطجية » مسلحين. وكانت المظاهرات المطالبة بتنحي القذافي قد شملت مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان وطرابلس وتاجورا وشحات وسدراتة والرجبان وإيفرن وجادو والقبة والمرج. كما شهدت العاصمة طرابلس مظاهرات واحتجاجات مناهضة للنظام في مناطق فشلوم والهضبة وقرقارش وبوسليم، وسط تعزيزات أمنية مكثفة. وشهدت مدينة سبها التي ينحدر منها الزعيم الليبي مظاهرات نددت بالقذافي، وفق معلومات أفادتها مصادر لم يتسن التأكد من صحتها، مشيرة إلى أن أفرادا من قبيلة القذاذفة -التي ينتمي إليها القذافي- وأفرادا من الأمن أطلقوا الرصاص على المتظاهرين. وبالتزامن مع الاحتجاجات، نقل التلفزيون الليبي مظاهرات بطرابلس مؤيدة للنظام الليبي بمشاركة العقيد القذافي. وبموازاة ذلك حذرت اللجان الثورية -وهي أحد أعمدة النظام الليبي- « المغامرين » من رد قاس، وقالت إن « سلطة الشعب » والثورة وقائدها كلها خطوط حمر لن تسمح بتجاوزها. وحجبت السلطات موقع الجزيرة نت في كل أنحاء الجماهيرية، كما فعلت الأمر ذاته مع صفحات مجموعات الغضب على موقع فيسبوك.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 فيفري 2011)

القذافي يواجه تحديا بإسقاط حكمه


لم يعتد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مثل هذه الاحتجاجات والاضطرابات المطالبة بإسقاط نظامه والتي بدأ نطاقها يتسع ليشمل عدة مدن ليبية، مما يجعلها واحدا من أشد التحديات التي يواجهها منذ توليه الحكم قبل نحو 42 عاما. وكانت مظاهرات أمس الجمعة ضد حكم القذافي غير مسبوقة مع إعلان منظمة العفو الدولية أن عدد القتلى منذ بدء المظاهرات قبل ثلاثة أيام بلغ 46 شخصا، في حين رفعت منظمة هيومن رايتس ووتش هذا العدد إلى 84 قتيلا. وتجعل هذه الأرقام معدل سقوط القتلى في هذه الاحتجاجات يفوق بكثير ما حصل في الثورتين الشعبيتين بالدولتين المجاورتين لليبيا، تونس ومصر، خلال نفس الفترة. وتمرد الناس في الاحتجاجات الليبية على مواقع تعتبر رمزا للنظام خاصة في مدينة بنغازي التي أفاد شهود عيان فيها أن المتظاهرين أحرقوا جميع المراكز الثورية ومقر إذاعة بنغازي. كما هدموا نصبا يمثل الكتاب الأخضر وسيطروا على ثلاث دبابات للجيش، واقتحم محتجون سجن الكويفية المركزي بالمدينة وأطلقوا سراح عشرات السجناء. وسقط أمس الجمعة 21 قتيلاً برصاص « بلطجية » يرتدون قبعات صفرا أثناء تشييع 19 شخصا قتلوا الخميس كما أصيب 45 آخرون، ومن المرجح أن تثير أي جنازات جديدة لمحتجين مظاهرات أخرى. وفي البيضاء القريبة من بنغازي قالت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى إن المحتجين سيطروا على المدينة التي « باتت في يد الشعب » وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية. كما اتسعت دائرة المظاهرات في ليبيا المطالبة بتنحي القذافي لتشمل إلى جانب بنغازي والبيضاء مدن درنة وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان وتاجورا وشحات وحتى العاصمة طرابلس. ومثلما حصل في تونس ومصر عطلت ليبيا بعض خدمات الإنترنت أمس الجمعة ومنها موقع الجزيرة نت، كما فعلت الأمر ذاته مع صفحات مجموعات الغضب على موقع فيسبوك، وتم التشويش على إشارة قناة الجزيرة على عدة ترددات. وضع مختلف ورغم ذلك فإنه لا يمكن وصف هذه الاضطرابات بأنها انتفاضة عامة حيث إن معظم الاحتجاجات تركزت في الشرق حول بنغازي حيث يضعف التأييد للقذافي بشكل تقليدي. وقد نقل التلفزيون الليبي أمس مظاهرات بطرابلس مؤيدة للنظام الليبي شارك فيها القذافي نفسه. ودعت خطبة الجمعة في طرابلس -التي نقلها التلفزيون الحكومي- المواطنين إلى تجاهل تقارير وسائل الإعلام الأجنبية بدعوى أنها لا تريد السلام لليبيا وتريد تقسيمها تحقيقا لأهداف الصهيونية والاستعمار. كما وجهت رسائل نصية قصيرة وصلت إلى مستخدمي الهواتف المحمولة الشكر لمن تجاهلوا الدعوة للمشاركة في الاحتجاجات. ويعتقد المعارض الإسلامي الليبي نعمان بن عثمان أنه لا يمكن مقارنة ليبيا بمصر أو تونس، مضيفا أن القذافي سيقاتل حتى آخر لحظة. كما يقول مراقبون إن الوضع في ليبيا مختلف عن مصر لأن القذافي يملك سيولة نقدية نفطية للتغلب على المشكلات الاجتماعية. لكن هذه الاحتجاجات حتى وإن لم تحقق مطلبها الرئيسي بتنحي النظام، فإنها بكل تأكيد ستعيد صياغة السياسة الليبية الداخلية. وقد نقلت صحيفة قورينا الخاصة -المقربة من سيف الإسلام نجل القذافي- عن مصادر لم تسمها أن مؤتمر الشعب العام (البرلمان) سيقر « تغييرا كبيرا » في سياسة الحكومة بما في ذلك تعيين أشخاص جدد بمناصب رفيعة. كما أشارت صحيفة الوطن الليبية إلى أنه سوف يتم إيفاد الساعدي النجل الآخر للقذافي إلى مدينة بنغازي للمساعدة على تطبيق « خطة تنموية غير مسبوقة ».  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 فيفري 2011)

أمن الجزائر يجهض مسيرة بالعاصمة


أجهض الأمن الجزائري اليوم السبت محاولة جديدة للمعارضة للتظاهر وسط العاصمة للمطالبة بتغيير جذري للنظام السياسي في البلاد. وانتشرت الشرطة بأعداد كبيرة في قلب الجزائر العاصمة لمنع وصول أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى ساحة الوئام المدني (الأول من ماي سابقا) حيث كان مخطط لمسيرة تتجه إلى ساحة الشهداء. وكانت التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية التي تضم حزب التجمع من أجل الثقافة والتغيير المعارض ومنظمات من المجتمع المدني قد دعت إلى التظاهر كل سبت بعدما أجهض الأمن السبت الماضي محاولة أولى لتنظيم مسيرة كبيرة بالعاصمة التي تحظر السلطات التظاهر فيها لأسباب تصفها بالأمنية. وتمكن بضع مئات فقط بينهم رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان مصطفى بوشاشي, والقيادي بالتنسيقية علي يحيى عبد النور, وبرلمانيون من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من بلوغ محيط الساحة وسط انتشار أمني كثيف. وقال عضو الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان خليل عبد المؤمن للجزيرة إنه وآخرين ممن حاولوا الوصول إلى ساحة الوئام المدني تعرضوا للضرب. طوق أمني   وقد انتشرت وحدات من شرطة مكافحة الشغب معززة بعربات مصفحة منذ الصباح الباكر بالساحة ومحيطها, وأغلقت شوارع رئيسة مجاورة بالحواجز لمنع تدفق متظاهرين. واعتقلت الشرطة عددا من الأشخاص الذين حاولوا تخطي الحواجز للوصول إلى الساحة, وحدث تدافع نتج عنه حالات إغماء بين أنصار التنسيقية. وردد متظاهرون هتافات تندد بالسلطة التي نعتوها بالقاتلة, وتنادي بتغيير النظام, وهي الهتافات ذاتها التي رُددت الأسبوع الماضي. وقالت يومية الشروق الجزائرية بموقعها على الإنترنت إن المشاركين في مسيرة اليوم أقل عددا من الذين شاركوا بمسيرة السبت الماضي التي تفرقت بعد وقت قليل من انطلاقتها. ووصفت الصحيفة المشاركة في مسيرة اليوم بالمحتشمة إذ لم يتجاوز عدد المتظاهرين ثلاثمائة شخص, وأشارت بالمقابل إلى تظاهر عشرات الأشخاص تأييدا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ونقلت عن ممثلين للتنسيقية من أجل التغيير قولهم إن الانتشار الأمني الكثيف حال دون وصول أعداد أكبر من المتظاهرين, مشيرة إلى أن بعض المشاركين بالمسيرة رددوا هتافات مناهضة لوجود زعيم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي الذي لم يشارك بالفعل في المسيرة. ووفقا للشروق, فإن انتشارا أمنيا مماثلا سجل في ساحة الشهداء التي تبعد عن ساحة الوئام المدني أربعة كيلومترات, وكان مقررا أن تتجه إليها المسيرة. من جهتها, ذكرت صحيفة الوطن بموقعها الإلكتروني أن المتظاهرين تفرقوا إلى جماعات صغيرة في شوارع قريبة في محاولة للتجمع من جديد, مشيرة بدورها إلى حالات إغماء واعتقالات. وأعلن مسؤولون جزائريون أن السلطات تعتزم رفع حالة الطوارئ قبل نهاية هذا الشهر. لكن السلطات أكدت قبل هذا أنها ستحظر التظاهر بالعاصمة مقابل السماح به في الولايات الأخرى.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 فيفري 2011)

مظاهرات ببغداد وصدامات أمام (الخضراء)

وقعت صدامات اليوم السبت بين متظاهرين وأجهزة الأمن العراقية أمام المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد، فيما شهدت بغداد مزيدا من المظاهرات منها مظاهرة للأيتام الذين طالبوا بالحصول على الحقوق الإنسانية الأساسية. وجرت المصادمات مع قوات الأمن العراقية حينما احتشد متظاهرون –قدر عددهم بالآلاف- منذ ساعات الصباح الأولى محاولين اقتحام البوابة الرئيسية التي تقع بالقرب من جسر الجمهورية من جانب الكرخ. ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا خلال هذه الصدامات. وفضلا عن هذه الصدامات شهدت العاصمة بغداد اليوم عدة مظاهرات في مناطق مختلفة كان أبرزها مظاهرة للمئات من الأطفال الأيتام في مدينة المنصور (غرب بغداد) طالبوا خلالها بالحصول على رعاية الدولة وتوفير احتياجاتهم الأساسية من خدمات صحية وإنسانية وتعليمية. وتشير تقارير محلية ودولية إلى وجود نحو 4.5 مليون يتيم في العراق بسبب أحداث العنف التي تلت الغزو الأميركي في عام 2003، عدد كبير منهم فقدوا الأبوين، ويعيش الآلاف منهم في الشوارع بلا معيل أو ملجأ وأصبحوا هدفا سهلا لتجنيدهم من قبل العصابات واللصوص. وقال مراسل الجزيرة نت في بغداد إن خمس مظاهرات أخرى خرجت وتوزعت على مناطق حي العبيدي ومدينة الصدر (شرق بغداد) ومدينة الكاظمية (شمال شرق) وساحة التحرير في قلب العاصمة. وبينما اقتصرت شعارات وهتافات المتظاهرين خلال الأيام الخمسة الماضية على توفير الغذاء وتحسين الأوضاع الأمنية، رفعوا اليوم سقف مطالبهم من خلال هتافات تطالب بمحاسبة من أسموهم بالفاسدين بالوزارات والمؤسسات الحكومية. واتهم المتظاهرون كبار المسؤولين بسرقة المال العام وحرمان العراقيين من أبسط حقوقهم، كما طالبوا بإلغاء الدستور الحالي. ويقول سعود الخفاجي، أحد منظمي المظاهرات للجزيرة نت « نحن نقف أمام المنطقة الخضراء ونطلق هتافاتنا ضد الاحتلال الأميركي » الذي توجد قواته العسكرية داخلها إضافة إلى مقر السفارتين الأميركية والبريطانية. وأكد هذا المواطن وقوع صدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية الموجودة بمدخل المنطقة الخضراء بعد محاولة اقتحام البوابة الرئيسية قرب جسر الجمهورية من طرف المتظاهرين الذين قال إن عددهم  تجاوز الألفي متظاهر.  
قنابل وكشف الخفاجي أن القوات الأمنية استخدمت خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع بعد أن اندفع العشرات من المتظاهرين باتجاه البوابة الرئيسية للمنطقة الخضراء. وأضاف « نحن نعرف أن المسؤولين الأميركيين يستمعون إلى أصوات المتظاهرين الرافضين لبقاء الاحتلال والمطالبين بإحالة كبار المسؤولين إلى المحاكمة لسرقتهم أموال العراق وتسببهم في هذا الخراب الواسع للبلد وتشريد أبنائه ». وفي مدينة الصدر(شرق بغداد) طالب ما يقرب من 250 متظاهراً بتعبيد الطرق وتوفير البطاقة التموينية، ورددوا هتافات هددوا فيها السلطات المحلية بعدم وقوفهم مكتوفي الأيدي في حال عدم تنفيذ مطالبهم وبأسرع وقت. أما المتظاهرون بمنطقة العبيدي (شرق بغداد) فقد طالبوا بمحاسبة كبار المسؤولين بالعاصمة، ورددوا هتافات ذكروا فيها أسماء أمين بغداد صابر العيساوي والمحافظ صلاح عبد الرزاق ورئيس مجلس المحافظة كامل الزيدي، متهمين إياهم بالاستحواذ على المخصصات المالية للعاصمة وعدم الاهتمام باحتياجات العراقيين. وتحدث المتظاهرون لوسائل الأعلام عن الانعدام التام للخدمات وعدم وجود الشوارع المعبدة مع غياب الطاقة الكهربائية. وذكر شهود عيان أن عدد المتظاهرين بلغ حوالي سبعمائة شخص. وفي الكاظمية خرج المئات منددين بسوء الخدمات والفساد المالي والإداري، مطالبين بإحالة الفاسدين الى المحاكم، وتحسين أحوالهم المعيشية وتوفير فرص العمل للعاطلين وتوفير الكهرباء ومواد البطاقة التموينية. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها (نطالب بتطبيق الدستور على الجميع) وتوجهت المظاهرة باتجاه المجلس البلدي في الكاظمية. مظاهرة مليونية وتؤكد الناشطة ذكرى العراقي للجزيرة نت أن المظاهرات لن تتوقف إلا بعد تحقيق جميع مطالب الشعب، مشيرة إلى أن الجهات المنظمة وهي واحدة منها تقوم بحشد الشباب العراقي للاشتراك في المظاهرات اليومية التي تتفجر في مختلف مدن وقرى العراق. ولا تستبعد ذكرى أن تزداد رقعة الاحتجاجات اليومين المقبلين لتشمل جميع مناطق العراق، متوقعة مشاركة مئات الآلاف من شباب وشابات العراق في المظاهرة التي يجري الإعداد لها والتي تقرر انطلاقها يوم الجمعة القادم. وأضافت أن جميع المؤشرات تؤكد أن مظاهرة الجمعة « قد تتجاوز المليوني متظاهر، وأن انطلاقها سيكون في ساحة التحرير على بعد مئات الأمتار من المنطقة الخضراء ».   المصدر:الجزيرة + رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 فيفري 2011)

سويسرا تكتشف حسابات بمئات الملايين لمبارك وعائلته و5 من مساعديه


2011-02-19 واشنطن- قال مسؤولون في سويسرا إن المحققين اكتشفوا مئات الملايين من الدولارات في حسابات مصرفية سويسرية تعود للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وعائلته وخمسة من أبرز مساعديه. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن المسؤولين أنه تم تجميد الحسابات إلا أنهم رفضوا الإفصاح عن هوية أصحابها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية أدريان سولبيرغر: ما حجزنا عليه هي أموال تقدر بعدة عشرات الملايين بالفرنك سويسري، لن نحدد قيمتها أو لمن تعود. وأكد سولبيرغر استمرار عمليات البحث عن أرصدة مبارك الذي قرر التنحي عن منصبه في 11 فبراير/شباط الجاري. وكانت سويسرا أمرت على الفور جميع المصارف في البلاد بالبحث عن وتجميد أي أرصدة تعود له أو لأفراد عائلته وأربعة من وزراء حكومته السابقة إضافة إلى شخصية ثرية من الحزب الحاكم سابقاً. وقال مسؤولون أميركيون ان الحكومة المصرية الجديدة بقيادة الجيش، طلبت من دول غربية وأخرى عربية تجميد أرصدة أربعة وزراء سابقين وشخصية بارزة في الحزب الوطني الديمقراطي وعائلاتهم إلا أنها لم تطلب من تلك الدول تجميد أرصدة تعود لمبارك وعائلته. وتتحرك سويسرا من تلقاء نفسها لتجميد أرصدة عائلة مبارك بموجب قانون جديد يسمح للحكومة تجميد حسابات أي رئيس سابق مشتبه في تورطه في الفساد، وسنّ هذا القانون من الأساس لتغيير صورة سويسرا كملاذ آمن للأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 فيفري 2011)

 

Lire aussi ces articles

28 janvier 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2077 du 28.01.2006  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

En savoir plus +

29 décembre 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année,N° 3142 du 29.12.2008  archives : www.tunisnews.net   Liberté et Equité : Mohammed Rahmani harcelé

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.