TUNISNEWS
8 ème année, N°2998 du 07.08.2008
الأستاذ خالد الكريشي المحامي : بلاغ للرأي العام : بدون تعليق؟؟؟
فائزة عبد الله: الشهيد خالد الوسلاتي بطل في ذمة الغموض! .. لماذا؟؟ و إلى متى؟؟
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: نشرة الكترونيّة عدد 63
ا ف ب: القذافي يغادر تونس اثر زيارة “صداقة وعمل”
رويترز: ايطاليا تتوقع طرح مناقصة لمحطة كهرباء تونسية في سبتمبر
العرب اونلاين: مباحثات تونسية- إيطالية لتعزيز التعاون الثنائي
لها أون لاين: تونس: جهود ودراسات للحد من ظاهرة تأخر سن الزواج
خــالد الطـراولي : أمــاه لا تحزنـــي
عبدالسلام الككلي: موقف الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي من مؤتمر الجغرافيين”حتّى لا يكون العلم مطية للتطبيع “
مراد رقية: بلدية اللون الواحد واستغلال النفوذ،الأمثلة الهندسية نموذجا؟؟؟
محمـد العروسـي الهانـي: دور اللجنة المركزية للتجمع والتركيبة الجديدة والتمثيل الجهوي والمحلي ضروري
أ. فهمى هويدى :فيلم مصري في تونس
د.منصف المرزوقي : رسالة مفتوحة لأشقائي الموريتانيين
برهان بسيس: البعـد الآخـرالانقلاب الموريتاتي..
ظاهـر المسعـدي : الإنقلاب العسكري في موريتانيا وانعكاساته على المدّ الديمقراطي
رويترز: المجلس العسكري في موريتانيا يعد بانتخابات رئاسية حرة
رويترز: سوريا تطلق سراح عارف دليلة
‘القدس العربي’:مستشارة الرئيس السوري اعترفت بمقتله.. وقالت ان التحقيقات مستمرة لمعرفة الجناة
محيط:اغتيال العميد سليمان يفجر حربا إعلامية بين دمشق والرياض
المركز الفلسطيني للإعلام : الزهار: نرى لحظة إطلاق الأسرى والأسيرات قريبة .. ولا تنازل عن صفقة مشرفة
إسلام أونلاين: حبيب يتوقع انتكاسة للإخوان في انتخابات 2010
د. بشير موسى نافع: المحكمة الدستورية تضع العدالة والتنمية أمام الامتحان الأصعب
زهير الخويلدي: انزياح الصراع في تركيا من علماني – إسلامي إلى محافظ – تقدمي
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- هشام بنور
22- منير غيث
23- بشير رمضان
24- فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- الصادق العكاري
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
بإسم الله الرحمان الرحيم بلاغ للرأي العام بدون تعليق؟؟؟
عمدت مؤخرا أجهزة الرقابة بتونس إلى حجب مدونتي “الحرية أولا وأخيرا” فجأة وبدون بيان الأسباب لهذه القرصنة المشينة مباشرة بعد إختتام مؤتمر التجمع الدستوري الحاكم والذي تشدق قياديوه وأحزابه المخزنية بحرية الإعلام والتعبير وكان حقا مؤتمر التحدي ،تحدي حرية الرأي والتعبير والرأي المخالف،وذلك على خلفية تغطية المدونة المتواصل للمحاكمات الجائرة بحق أهالي الحوض المنجمي والظروف الغامضة والإجراءات المشددة التي صاحبت تسليم شهداء تونس من أجل فلسطين ، وإذ أندد بهذا الإجراء التعسفي فإنني أوكد إصراري على مواصلة النضال من أجل حرية التعبير والرأي للجميع وأنه لا صوت يعلو فوق صوت حرية الكلمة . تونس في : 07/08/2008 الإمضاء الأستاذ خالد الكريشي المحامي عنوان المدونة الواقع حجبها بتونس : naceur1952.maktoobblog.com
الشهيد خالد الوسلاتي بطل في ذمة الغموض! .. لماذا؟؟ و إلى متى؟؟ الجماهير لا تغلق الدم مهما ضياع الأدلة تبقى تحقـــــــــــق مهما تطول المحاضر “مظفر النواب” بقلم فائزة عبد الله
الأحد الثالث من أوت 2008 لم يكن يوم عادي بالنسبة لي، فقد منيت النفس و على امتداد تلك المسافة الفاصلة ما بين قريتي السابحة في احضان البحر، و تلك القرية الشامخة “سيدي علي بن نصرالله”الرابضة بين أحضان الجبال مسقط رأس الشهيد البطل خالد الوسلاتي إن يكون ذلك اليوم، يوم عرس خالد، يوم يزف فيه الشهيد إلى أحضان أمه الحاجة زهرة التي إنتظرت طويلا عودة ابنها، ثم إلى أحضان تونس التي قدمته و صحبه قربانا على مذبح الحرية فداء لفلسطين و لأمتهم و وطنهم العربيالكبير
و كنت أمل أن يكون تكريم البطل في ذلك اليوم على قدر ما منحنا إياه هو و رفاقه من عزة و فخر و كبرياء. كنت انتظر أن تطالعني جموع من الناس على مشارف المدينة و هي تحمل الشهيد على الأعناق و تهتف بالوفاء لروحه و دمائه. و بالحرية لفلسطين، بالموت للعدو، و بالعزة و الكرامة لتونس و لأمتنا قاطبة… تماما كما حصل في أعراس رفاقه قبل أسبوع. كنت اطوي المسافة و كلي خشية من أن يسبقني الزمن، أو تفوتني لحظة واحدة من حضور الموكب!! فخالد عريس ليس ككل العرسان، و مودَّع ليس ككل المودَّعين. الطريق إلى مدينة الشهيد (سيدي علي بن نصر الله) من مدينة القيروان الموغلة في العطاء و النضال منذ القدم.. كانت مضللة بآمال و أمنيات كثيرة لم تنغصها أو تقطعها سوى تلك المتاريس و الحواجز التي عسكرت مداخلها، و ذلك الحشد الكبير من رجال الأمن الذين قاموا بإجبار كل قادم على التوقف و التدقيق في هويته و سبب قدومه إلى المكان و حتى أسماء الأشخاص و الأماكن المصرح بالذهاب إليها ؟؟؟!! و هو الأمر الذي لم أجد مبررا أو تفسيرا له إلى حد ألان؟ و لئن كان مصير الكثير من محاولي العبور قد انتهى إلى إجبارهم على العودة من حيث أتوا! فان البعض الأخر حالفهم الحظ و عبروا.. و كنت من بين أولئك البعض و الحمد لله، وهو ما وفر لي فرصة اللقاء بوالدة الشهيد و عائلته. في منزل أم خالد جلست الحاجة زهرة الوسلاتي تحتضن صور ابنها و شهائد فخر و تقدير تؤرخ للعمليات التي قام بها في فلسطين وجنوب لبنان ضد الكيان الصهيوني الغاصب. كانت أم خالد تجلس في شبه عزلة، بل الشارع كله كان يخيم عليه السكون والحيرة بعد أن طلبت السلطات الرسمية و المحلية هناك من عائلة الشهيد (وهو ما أفادنا به أقاربه) أن تعلن الصمت و تطفئ شموع أفراحها و تكف عن طرح الأسئلة حول مصير الشهيد الذي بات يلفه الغموض و الضبابية. بعد أن تنكرت تلك السلطات لما سبق أن أفادت به العائلة من نبإ وصول جثمان ابنها. بل إن تلك السلطات نفسها (معتمد المكان و عمدته و باقي الإطارات المحلية) سبق أن طلبوا من أشقاء الشهيد و والدته إعداد قبر ليضم رفات خالد و هو ما تم بالفعل منذ يوم 29 جويلية بمعية عون من بلدية المكان و حضور إمام مسجد المدينة الذي إختفى فجأة، و هو ما يؤكده شقيقا الشهيد و تصر على حصوله والدته. إن المتمعن في تلك الأسئلة و الاستفسارات التي أمطرتنا بها أم خالد و عائلته حول مصير ابنها و هي تنزف لوعة و حزنا يخلص بسهولة إلى حجم المعاناة و الحالة الصحية و النفسية السيئة التي باتت تعيش تحت وطأتها تلك الأم بل العائلة بأسرها. فقد أغمي أكثر من مرة على إلام زهرة و بات الضغط لديها في حالة ارتفاع مستمر حتى أنها و حسب ما أفادت به تم نقلها أكثر من مرة بواسطة الإسعاف (الإستعجالي) و حالتها مرشحة للتدهور أكثر و هذا الوقع نفسه يكاد ينسحب على كل أشقاء و شقيقات الشهيد. و قياسا على كل ما تقدم فان الواجب يدعونا.. و يملي على كل الفعاليات الوطنية في البلاد من منظمات و تنظيمات و هيئات وطنية و ذوات معنوية و لجان مناصرة و قطاعات عمالية و فنانون و مثقفون ملتزمون و نخب واعية و عائلات الشهداء الذين هنئوا باستلام رفات أبنائهم. الوقوف إلى جانب هذه الأم و مؤازرتها و مساعدتها على إطفاء نار لوعتها و ذلك بالسعي لدى الجهات المسؤولة و السلطات المعنية بهذا الموضوع في أعلى هرمها و مطالبتها بفك هذا اللغز و إزالة هذا الغموض و تمكين هذه الأم وهذه العائلة من إستلام رفات إبنها و إكرامها بالدفن كما حصل مع كل الشهداء الذين عادوا إلى موطنهم و هو أبسط حق و اقل واجب يمكن أن يقدم إلى تلك الأم العظيمة في صبرها و صمودها، الكريمة في جودها و عطائها لتونس و لأمتها. في الختام لا يسعني إلا أن اشد على يد هذه العائلة التي احيي فيها صبرها و صمودها و استعدادها الدائم للعطاء، أحييها على كل ما أكرمتنا به من حسن استقبال و سعة صدر و ما بثته فينا من روح معنوية عالية و نخوة و اعتزاز. أحيي أم خالد على كل تلك الكلمات العظيمة و المعبرة التي جاش بها خاطرها عن فلسطين و تونس، عن الشهداء عن العروبة و عن الأمة كلها، أحيي فيها رباطة جأشها و سمو أخلاقها و عزة نفسها، و أقول لها أنت أكبر من كل الكلمات و أعلى من كل الهامات و يكفيك فخرا أنك صرت أما لشهيد. كما أحيي كل الذين رابطوا و استبسلوا في الوصول إلى بيت الشهيد في ذلك اليوم بالرغم من كل الحواجز و بالرغم من الحصار. احيي كوكبة الشباب من المحامين و ممثلي “لجنة متابعة تسليم شهداء تونس من أجل فلسطين”، أحيي ممثلي الاتحاد العام التونسي للشغل من نقابتي التعليم الأساسي و الثانوي و أخص بالذكر تلك الأخت التي أمطرت المكان دموعا و عاطفة إنسانية جياشة. و احيي أهل الحي و الشارع الذين فكوا الحصار و حضروا متضامنين و مرحبين. و أقول مازال في البركة.شعبي
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
نشرة الكترونيّة عدد 63 – 07 أوت 2008
فلسطين، قضيٌة قومية: استقبلت تونس الشهداء الثمانية الذين وهبوا حياتهم فداء لفلسطين إثر عملية تبادل الأسرى اللبنانيين ورفاة الشهداء العرب مع رفاة الجنود الصهاينة بين “حزب الله” والكيان الصهيوني… وتم دفنهم يوم الأحد 27 جويلية/تموز 2008، بشكل مستعجل وشبه سرٌي، ولم تعلن السلطات التونسية عن تأكيد قبولها استقبال الرفات، ولا عن موعد وصولها منعا لكل تجمٌع أو تجمهر، ومع ذلك فقد تجمٌع المئات في أماكن الإستقبال والدٌفن، وجرت مشادٌات بين الشرطة والمواطنين الذين رفعوا شعارات مساندة للقضية الفلسطينية… يتقدٌم حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بتحيّة إجلال وإكبار لعائلات الشهداء: كمال بدري (سيدي بوزيد) وبليغ اللٌجمي (صفاقس) اللذان استشهدا معا في جانفي 1996 في جنوب لبنان – سامي الحاج علي (جربة ميدون) ورياض بن جماعة (صفاقس) اللذان استشهدا معا في جانفي 1995 قرب مستوطنة “مسكاف عام” شمال فلسطين المحتلٌة – خالد الجلاصي (القيروان) استشهد في ديسمبر 1988 بالمنارة، الجليل الأعلى (شمال فلسطين) – فيصل الحشايشي (قابس) استشهد في يوليو 1993 بجنوب لبنان – ميلود بن ناجح (سيدي مخلوف، مدنين)، استشهد في نوفمبر 1987 شمال فلسطين في عملية “الطٌائرة الشٌراعية” – عمران المقدٌمي (المضيلٌة، قفصة)، استشهد في أفريل 1988 بإصبع الجليل شمال فلسطين. أربعينية: نظّم حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ يوم 28/07/08 أربعينية الفقيد عبد الله الهمٌامي، حضرها عدد غفير من أفراد العائلة والنقابيين ورفاق حزب العمل وأصدقائهم من بينهم محمد الكيلاني (الحزب الإشتراكي اليساري) وأحمد إبراهيم الأمين الأوٌل لحركة التجديد، وتحدث عدد من الحاضرين عن عبد الله الهمامي المناضل والرفيق والإنسان… تونس-حريات: دعت “المبادرة الوطنية من أجل الدٌيمقراطية والتقدٌم” (حركة التجديد، الحزب الإشتراكي اليساري، حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ، ومستقلٌون) لعقد ندوة حول الحركة الإجتماعية بالحوض المنجمي، يوم 23/07/08 بالمقر المركزي لحركة”التجديد” بتونس، لكن الشرطة حاصرت المكان بأعداد غفيرة ومنعت غير المنتمين للحركة من دخول المحل، ممٌا أدى إلى إلغاء الندوة بعد مشادٌات بين الشرطة والجمهور… أصدرت حركة التجديد بيانا يندٌد بما حصل ويعتبره تضييقا خطيرا، كما أصدرت “المبادرة” بيانا تضامنيا، تناول أيضا ما يحصل في البلاد: استحقاقات انتخابية، احتجاجات المواطنين بالحوض المنجمي ومساندتهم، ودعم “المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم” في اتجاه توسيع وتكثيف نشاطها… في الحوض المنجمي، تم إيقاف مجموعة من المشاركات والمشاركين في مظاهرة سلمية جرت بمدينة “الرٌديٌف” يوم 27/07/08 للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين من أبناء الجهة، وتمٌت محاكمة بعضهم يوم 31/07/08 بمدينة “قفصة” (تأجٌلت القضية ليوم 14/08/08)… من جهة أخرى، منعت إدارة سجن مدينة “القصرين”، عددا من المحامين من زيارة منوٌبيهم الموقوفين على إثر الإحتجاجات السٌلمية ضد البطالة والفقر، وتكرٌر المنع عدة مرٌات،… وأعلنت صحيفة “لبراسيون” الفرنسية يوم 02/08/08 أن ما لا يقلٌ عن 190 شخص اعتقلوا أثناء وإثر الإحتجاجات والمظاهرات السٌلميٌة في الحوض المنجمي… تونس – حريات نقابية: جاء في بيان نقابي صادر عن الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، بتاريخ 30/07/08، ان الوزارة أحالت نقابيين إثنين، يدرٌسان بنابل (الورتتاني) والمنستير (رشيد الشملي)، على مجلس التأديب بتهم واهية ومفتعلة، وحرمتهما من دعوة محامين وشهود، كما منعت الكاتب العام للنقابة من الحضور، واعتبرت النقابة ذلك “اعتداء على الحق النقابي وملاحقة للنقابيين”. تونس – محاكمات: قضت الدائرة الجنائية بمحكمة تونس الإبتدائية، يوم 01/08/08 ، بسجن 30 متهما، لمدٌة تتراوح بين عامين و9 سنوات، بتهم تدخل تحت طائلة قانون 10/12/2003 “لمكافحة الإرهاب”. تونس: بلغ احتياطي العملة الأجنبية 9 مليار دولار، حتى نهاية شهر جويلية/تمٌوز، بزيادة 16,5 بالمائة بالنسبة لنفس الفترة من العام الماضي، لكنها، رغم الزيادة، لا تغطٌي سوى 136 يوم من الواردات (عوضا عن 145 يوم في العام الماضي) بسبب غلاء أسعار الطٌاقة والمواد الغذائية… وبلغت الإستثمارات الأجنبية حوالي مليار دولار خلال النصف الأول من السنة الجارية… عن البنك المركزي التونسي – وكالة الأنباء السعودية 02/08/08 فلسطين المحتلٌة: في الرٌابع من آب/أغسطس (أوت)2005، قام جندي صهيوني من غلاة المستعمرين، بإطلاق النٌار على حافلة ركٌاب من فلسطينيٌي الداخل في مدينة “شفا عمرو” (فلسطين المحتلٌة عام 1948) فقتل 4 وجرح العشرات، وحاولت سلطات الإحتلال الصهيوني الإنتقام من المواطنين الذين منعوه من مواصلة المجزرة وأرادت أن تجعل منهم متهمين: إيقافات، تحقيقات، ملاحقات، حبس منزلي الخ… ولولا تجنٌد أهالي المدينة لما أطلق سراح “شباب شفا عمرو”… السعودية – حاميها حراميها؟ تعمٌد أحد أعضاء “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” (الشرطة الدينية التابعة مباشرة للقصر الملكي) بمدينة “حازان”، جنوب غرب السعودية، الجمع بين 6 زوجات لازلن في عصمته… الوطن 01/08/08 الكويت- الضٌغط يولٌد الإنفجار: أضرب العمال المهاجرون (الوافدون) أصيلي بنغلاديش، للمطالبة بالزيادة في أجورهم الهزيلة (20 دينارا كويتيا عوض 120 دينار كحد أدنى).كان الإضراب محكم التنظيم، حيث انطلق من عدة مناطق في نفس الوقت وبنفس المطالب والشعارات، مع مظاهرات في الشوارع. يتعرٌض هؤلاء العمال إلى استغلال “تجار الإقامات” الذين يستغلٌونهم بشكل مزدوج مقابل الحصول على الإقامة: فهم يشغٌلونهم بأجور زهيدة، ويتقاضون أكثر من 200 دينار عن كل عامل. سبق للعمال المصريين والصٌينيين أن قاموا بتحركات مماثلة… القبس 01/08/08 . بلغت نسبة التضخٌم أكثر من 11 بالمائة فطالب العمال المهاجرون بأجر لا يقل عن 50 دينارا، لمجابهة المصاريف، وقد أطردت السلطات الكويتية حوالي ألف عامل إلى بلدهم بنغلاديش وما زال المئات ينتظرون تنفيذ عمليات الطٌرد. في الكويت 2,3 مليون ساكن، ثلثاهم من العمال المهاجرين… رويترز 04/08/08 العراق المحتل: وقٌعت شركتان اماراتيتان، دانة غاز والهلال، اتفاقية استراتيجية مع “حكومة اقليم كردستان” لإقامة مشاريع تتجاوز قيمتها 40 مليار دولار، في مجال البتروكمياويات والإسمنت والصلب والأجهزة الإلكترونية وتركيب السيارات… وستقام مدينة صناعية، تحرسها شركات أمنية أمريكية… أ.ف.ب. 01/08/08 العراق المحتل- سرقة مقنٌعة ومزدوجة: أعلنت وزارة الحرب الأمريكية انها ستبيع أسلحة للعراق (الذي تحتلٌه وتستغل بتروله) بقيمة 9 مليار دولار، وكأن العراق بلد مستقل ذو سيادة… الشرق الأوسط 03/08/08 رأس المال “الحلال”؟ تتنافس المصارف البريطانية لاستقطاب ما يسمٌى “التمويل الإسلامي”، الذي نما بنسبة 25 بالمائة في بريطانيا وبأكثر من 15 بالمائة سنويا في العالم، ويشمل هذا التمويل: الودائع والإعتمادات المستندية وخطابات الضمان وصيغ التمويل المتعددة، “التي يتم تكييفها لتتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية”؟؟ يبلغ حجم هذا التمويل حاليا 500 مليار دولار، ويتوقٌع أن يبلغ تريليون دولار (ألف مليار دولار) عام 2010 البيان (الإمارات)31/07/08 افريقيا الجنوبية – إضراب عام: دعت مختلف النقابات إلى تنفيذ إضراب عام انذاري، يوم 06/08/08، احتجاجا على الزيادات المتتالية في أسعار المواد الأساسية الضرورية، وإعلان زيادة أسعار الكهرباء بنسبة 27,5 بالمائة (انقطاعات متعددة للتيار الكهربائي منذ حوالي سنة)، وبلغت نسبة التضخٌم 12 بالمائة… موقع راديو فرنسا الدولي 06/08/08 عولمة، بترول – أرباح قياسية: حققت أكبر مجموعة بترولية عالمية “اكسون موبيل” الأمريكية أرباحا قياسية في الربع الثاني من السنة الحالية بلغت 12 مليار دولار بعد توزيع 110 مليار دولار على أصحاب الأسهم، وجاءت هذه النتائج دون المتوقع، بسبب خروج الشركة من فنزويلا بعد تأميم حقول النفط، وكذلك نقص الإكتشافات الجديدة وبلوغ بعض الحقول سقف انتاجها… أ.ف.ب. 02/08/08 المانيا-تسريح بالجملة: أعلن مجمٌع “سيامنس” عن عزمه تسريح 16750 موظف من جملة 400 ألف موظف في العالم (منهم 130 ألف يعملون بألمانيا)، بهدف “تخفيض كلفة التصرٌف بما يعادل 1,2 مليار أورو”. فاقت مرابيح “سيامنس” الصٌافية 4 مليار أورو للسنة المالية 2007. تأسست “سيامنس” منذ 160 عام وتصنع تجهيزات منزلية وقطارات حديثة وتجهيزات طبية وأجهزة الكترونية الخ… أ.ف.ب. 08/07/08 . في ألمانيا أيضا، بعد إضراب دام 5 أيام، توصٌلت نقابة “فردي” وشركة “لوفتهانزا” للطيران، يوم 01/08/08 إلى اتفاق يقضي بزيادة 7,4 بالمائة في أجور 50 ألف من العاملين، على مرحلتين، ولا زالت العديد من الرحلات مضطربة أو ملغاة بعد حوالي أسبوع من نهاية الإضراب… وكالة د.ب.أ (المانيا) 05/08/08 فرنسا- حقوق وحرٌيٌات: بعد وفاة مواطن تونسي في أحد مراكز اعتقال المهاجرين (قبل ترحيلهم) غير المقيمين قانونيا، واحتراق المحل ، هاهو سجن آخر يحترق جزئيا، يوم 02/08/08 بسبب الإكتضاض وانعدام التهوئة وشروط السلامة… ومنع وزير “الهجرة والهويٌة القومية” مظاهرة احتجاج ضد ظروف الإعتقال، بدعوى “الخطورة القصوى على الأمن العام”… أ.ف.ب. 05/08/08. في باريس يحتل 800 عامل بدون أوراق إقامة قانونية دار النقابات (بورصة الشغل) منذ يوم 02 أيار/ماي 2008 ، مطالبين بتسوية وضعيتهم القانونية، تساندهم نقابة “الكنفدرالية العامة للشغل” (س.ج.ت.)… فرنسا – هشاشة: بلغ عدد العاملين في فرنسا 25,6 مليون شخص (من جملة 62 مليون نسمة)، 17,2 بالمائة منهم يعملون جزءا من الوقت القانوني فقط (ليس اختيارا بل اضطرارا)، و12 بالمائة منهم يعملون بعقود عمل وقتية (غير مرسٌمين)… 82 بالمائة من مواقع العمل التي يشترط العمل بها جزءا من الوقت فقط وليس وقتا كاملا تحتلٌها نساء، وامرأة من كل 3 نساء عاملات تعمل جزءا من الوقت القانوني (ليس اختيارا منهن وانما فرضا عليهن)… معدٌل ساعات العمل الأسبوعي 41 ساعة (وقت كامل)، رغم تحديد الوقت القانوني ب35 ساعة أسبوعيا… أ.ف.ب. عن معهد الإحصاء 06/08/08 أوروبا: بلغ معدل التضخم أعلى مستوى له منذ 1992، أي 4,1 بالمائة في شهر يوليو/تموز، مقابل 4 بالمائة في الشهر السابق، وبلغت أسعار الفائدة أعلى مستوى لها منذ 7 سنوات، مما ينذر بانكماش حركة النشاط الصناعي، وتباطؤ معدلات النمو الإقتصادي… عن مكتب الإحصاءات التابع للإتحاد الأروبي 31/07/08 الولايات المتحدة الأمريكية: اتهمت “جمعية الدفاع عن الحقوق المدنية”، وزارة الأمن الداخلي، بالعنصرية ضدّ الأمريكيين من أصل عربي وآسيوي، بسبب اجراءات التفتيش على الحدود وحجز أجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول، وفحصها من قبل أخصٌائيين، وسجٌلت الوزارة أكثر من مليون شخص على قائمة”الإرهابيين”، على أسس تمييزية عنصرية. الشرق الأوسط 03/08/08 . استئناف تصدير اللحوم الأمريكية: في سنة 2003، أعلن عن حالات إصابة بجنون البقر، وحظر تصدير اللحوم الأمريكية إلى عديد الدول… استأنفت الولايات المتحدة منذ شهر، تصدير اللحوم إلى كوريا الجنوبية (رغم المظاهرات العارمة) والمكسيك وكندا وروسيا… وبلغت الكمٌيات المصدٌرة أسبوعيا 14 ألف طن، ويتوقٌع أن تبلغ قيمة المبيعات هذا العام 3,5 مليار دولار, وأن تصل أعلى مستوى لها منذ 5 سنوات. رويترز 02/08/08 قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصالبنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
القذافي يغادر تونس اثر زيارة “صداقة وعمل”
تونس (ا ف ب) – اختتم الزعيم الليبي معمر القذافي الاربعاء زيارة “صداقة وعمل” الى تونس بحث خلالها مع نظيره التونسي زين العابدين بن علي القضايا السياسية والثنائية والاقليمية واطلق مشروعا عقاريا ونال من جامعة تونسية دكتوراه فخرية. وغادر الزعيم الليبي تونس بعد ظهر الاربعاء وكان في وداعه في مطار تونس قرطاج الدولي نظيره التونسي زين العابدين بن علي حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية. وتلقى “قائد الجماهيرية العظمى” هدية حصانا عربيا اصيلا في اليوم الاخير من زيارة “الصداقة والاخوة” التي بدأها الاحد بدعوة من الرئيس التونسي. وبحث الزعيم الليبي مع بن علي خلال الزيارة التي استمرت اربعة ايام الاوضاع السياسية والثنائية والاقليمية لا سيما الصعوبات التي يواجهها اتحاد المغرب العربي. وتونس وليبيا عضوان في اتحاد المغرب العربي الذي يضم ايضا الجزائر والمغرب وموريتانيا. كما بحث الرئيسان في وضع الاتحاد الافريقي وانشاء الاتحاد المتوسطي الذي جدد القذافي للمناسبة دعوته لمقاطعته لانه “سيساهم في تقسيم القارة الافريقية”. وخلال الزيارة منحت “جامعة 7 نوفمبر” في قرطاج الزعيم الليبي شهادة دكتوراه فخرية تقديرا لجهوده “لدفع حوار الحضارات” وخدمة قضايا “الحق والعدل والسلم والرفاه”. وقال لزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا خلال حفل في المعهد الوطني للعلوم لتطبيقية والتكنولوجية ان “القائد الليبي استحق الدكتوراه الفخرية تقديرا له على ما يبذله من جليل الاعمال ومن نبيل المجهودات”. واشاد بوعوني بجهود الزعيم الليبي “لخدمة قضايا الحق والعدل والسلم والرفاه (…) ولدفع حوار الحضارات وتمازج الثقافات بما يعزز الانتماء العربي الافريقي لشعوبنا ويزيد من انفتاح مجتمعاتنا على المجتمعات الاخرى”. من جهته اشاد جميل بن ابراهيم رئيس “جامعة 7 نوفمبر” في قرطاج بنضال الزعيم الليبي “السياسي والفكري” ورعايته “للعلم واهله واسهاماته المرموقة في اعلاء قيم المعرفة ونشرها على نطاق واسع”. ورأى القذافي في هذا التكريم “فرصة لدفع التعاون العلمي والاكاديمي بين الجامعات التونسية ونظيراتها الليبية لتثمين الذكاء والابتكار” مؤكدا ان “الرهان على المعرفة والعلم هو الاستثمار الامثل الذي يضمن لبلدينا تواصل نسق التنمية بما يخدم الاجيال القادمة”. كما شارك القذافي في اطلاق مشروع عقاري ضخم قرب تونس يحمل اسم “مدينة عمر المختار” ساهمت ليبيا في تمويله. ولقي القذافي وبن علي استقبالا شعبيا حافلا عند مدخل مدينة سيدي حسين السيجومي في ضواحي العاصمة حيث دشن المشروع بينما تجمع عدد من المواطنين على جانبي الطريق المؤدية الى موقع المشروع رافعين اعلام البلدين ولافتات الترحيب. ويضم المشروع الجديد الذي يمتد على مساحة عشرين هكتارا 1200 مسكن ومدرسة اعدادية واخرى ابتدائية ومركزا للصحة الاساسية وسوقا تجارية ومركزا للنهوض بالمهن الصغرى ومركزا شبابيا ومكتبة عمومية وجامعا ومركزا للبريد ومساحات خضراء. واعرب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن ارتياحه لاستكمال هذا المشروع واشاد “بالمساهمة الليبية في تحقيقه ليكون رمزا للاخوة والتضامن بين الشعبين الشقيقين التونسي والليبي”. وخلال زيارته لتونس بحث القذافي مع الرئيس التونسي في قضايا المغرب العربي والشرق الاوسط والعلاقات الثنائية حسبما ذكر مصدر رسمي تونسي. وقال المتحدث باسم الرئاسة التونسية ان اللقاء “تناول الوضع في العراق” و”المستجدات على الساحة الفلسطينية” موضحا ان الجانبين اكدا دعمهما “المبادرات الرامية الى توحيد الصف الفلسطيني”. وتابع ان رئيسي الدولتين عبرا عن ارتياحهما “للتطورات الايجابية على الساحة اللبنانية”. وتطرق القذافي وبن علي الى “مسيرة الاتحاد المغاربي والسبل الكفيلة بتفعيل مؤسساته”. وحول العلاقات الثنائية قال المصدر نفسه ان القذافي وبن علي اكدا انها “متميزة” وعبرا عن رغبتهما في الارتقاء بها “نحو المزيد من التضامن والتكامل والاندماج”. وتناولت المحادثات التونسية الليبية “الآفاق المستقبلية لتفعيل التكامل الاقتصادي بين البلدين وتكثيف الاستثمارات والمشاريع الكبرى” لا سيما الطريق بين صفاقس وطرابلس والربط الكهربائي. وتونس من ابرز الشركاء التجاريين لليبيا ويعبر الحدود بين لبلدين يوميا ما يزيد عن ثلاثين الف شخص. وتتجاوز قيمة المبادلات التجارية بين البلدين ملياري دولار سنويا. على صعيد آخر التقى القذافي في العاصمة التونسية الامير اندرو الابن الثاني لملكة بريطانيا اليزابيث الثانية خلال الزيارة التي قام بها الى تونس وانتهت الاربعاء كما اعلنت مصادر متطابقة. وهذا اللقاء الذي لم يعرف حتى الساعة ما اذا كان وليد الصدفة او منظما جرى بحسب هذه المصادر الاثنين في مطعم كبير في ضاحية قمرت السياحية شمالي العاصمة. وتجاذب القذافي والامير اندرو اطراف الحديث قرابة ربع الساعة تقريبا في مطعم “غران بلو” على مرأى من زبائن هذا المطعم الفخم على الواجهة البحرية حيث اقيمت مأدبة عشاء على شرف الزعيم الليبي. ولم تعلن السلطات التونسية عن وجود الامير اندرو دوق يورك في اراضيها ولم يتم كذلك تأكيد هذه المعلومة من اي مصدر بريطاني. والامير اندرو مكلف ملف التجارة الخارجية والاستثمار وسبق له ان زار في اطار هذا التكليف كلا من الجزائر والمغرب حيث عمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية.
المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية ( أ ف ب ) بتاريخ 7 أوت 2008
ايطاليا تتوقع طرح مناقصة لمحطة كهرباء تونسية في سبتمب
تونس (رويترز) – قال وزير بالحكومة الايطالية يوم الخميس ان الدعوة ستوجه الى الشركات الشهر القادم لتقديم عروض للمنافسة على عقد بناء محطة كهرباء باستثمارات ملياري يورو (3.09 مليار دولار) في تونس من المقرر أن تصدر الكهرباء الى إيطاليا. وكانت تونس وإيطاليا وقعتا اتفاقا في يونيو حزيران من العام الماضي لبناء محطة كهرباء بنظام الدورة المركبة تعمل بالغاز وقدرتها 1200 ميجاوات في بلدة الهوارية شرق البلاد لكن إنطلاقة المشروع اتسمت بالبطء. وقال وزير التنمية الاقتصادية الايطالي كلوديو سكاجولا أثناء زيارة الى تونس “نعتزم إطلاق مناقصة لبناء محطة كهرباء بملياري يورو في سبتمبر (أيلول) 2008.” وكانت الحكومة التونسية أعلنت في يونيو 2007 عن اتفاق بين مشغل شبكة الكهرباء الايطالية ترنا والشركة التونسية للكهرباء والغاز لإجراء دراسات مشتركة لمشروع محطة الكهرباء. وأضافت أن جانبا من الكهرباء المولدة سيصدر الى أوروبا من العام 2015 عن طريق خطوط تحت البحر تمتد لأكثر من 200 كيلومتر. ولم يؤكد الوزير سكاجولا هذه التفاصيل في تصريحاته يوم الخميس لكنه قال ان اللمسات الأخيرة ستوضع على المناقصة قبل مؤتمر للطاقة تستضيفه روما في العاشر من نوفمبر تشرين الثاني. وأضاف “الاتفاق يهدف الى تبادل الكهرباء بين البلدين وسوف يساعد على إبقاء الأسعار عند مستوى منخفض.” ( المصدر : وكالة “رويترز” للأنباء بتاريخ الخميس 7 أوت 2008)
مباحثات تونسية- إيطالية لتعزيز التعاون الثنائي
تونس – العرب اونلاين وكالات : بحث رئيس الوزراء التونسى محمد الغنوشى الخميس السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون بين بلاده وإيطاليا مع وزير التنمية الإقتصادية الإيطالى كلاوديو سكاجولا الذى يزور حاليا تونس. وقال الوزير الإيطالى عقب هذه المحادثات إنه استعرض مع الغنوشى واقع العلاقات بين البلدين التى وصفها بالمتميزة،إلى جانب التطرق إلى التعاون الثنائى فى مجال الطاقة. وأشار إلى أنه سيتم خلال شهر نوفمبر/تشرين ثانى المقبل التوقيع على اتفاقية بين الشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة الايطالية للنقل والكهرباء تتعلق بالربط الكهربائى بين البلدين. وكان الوزير الإيطالى قد وقع الاربعاء مع وزير الصناعة والطاقة التونسى عفيف شلبى على بيان مشترك نص على تكليف فريق عمل تونسي-إيطالى بتنفيذ مشروع يستهدف بناء محطة لتوليد الكهرباء ببلدة “الهوارية” بمحافظة نابل الواقعة على بعد 67 كيلومترا شمال شرقى تونس العاصمة. وستبلغ طاقة إنتاج هذه المحطة 1200 ميغاوات ،منها 400 ميغوات منها موجهة إلى تونس و800 ميغاوات موجهة إلى إيطاليا،كما يتضمن المشروع تأمين ربط كهربائى بين البلدين على إمتداد 200 كيلومتر بطاقة إيصال ترتفع إلى 1000 ميغاوات. (المصدر: موقع صحيفة “العرب” (يومية – لندن) بتاريخ 7 أوت 2008)
تونس: جهود ودراسات للحد من ظاهرة تأخر سن الزواج
تونس ـ صحف (لها أون لاين): بعد أن كانت الكثير من الحكومات العربية تشتكي من ظاهرة “صغر سن الزوجات”، مطالبة بعدم تزويج صغيرات السن، تتوجه آمال البعض منها، في تقليل سن الزواج، بعد أن أجّلت الكثير من النساء مشاريع الزواج لما بعد الثلاثين، ما أدى لظهور مشاكل اجتماعية وأخلاقية عديدة. ففي تقرير أصدره مؤخراً، أكد الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري في تونس، أنه لا بديل عن العمل للمحافظة على نسب إنجاب معتدلة في حدود طفلين لكل امرأة في سن الإنجاب، بما يسمح بتجدد الأجيال وتوازن الفئات العمرية للتركيبة السكانية. كما يعتبر أن تطور خصوبة المرأة في السنوات القادمة هو العامل الأهم في تطور عدد السكان خلال القرن الحالي. وبسبب تأخير سن الزواج، شهد معدل الأطفال لكل امرأة في سن الإنجاب في تونس تراجعا ملحوظاً، فبعد أن كان في حدود 7.2 سنة 1966 أصبح في حدود 2.03 فقط سنة 2006. وبذلك بلغ التقلص في مؤشر الخصوبة التأليفي 5 أطفال لكل امرأة في ظرف أربعين سنة..ويرمي المخطط الحادي عشر للتنمية إلى المحافظة على المعدل الإجمالي في حدود طفلين لكل امرأة لتأمين تجدد الأجيال. ونقلت صحيفة (الراية) القطرية، عن التقرير قوله: “إن الملاحظة الأبرز ليست فقط في النقص الحاصل في نسب الأطفال من مجموع السكان، بل هو النسق السريع لذلك النقص.. كما نلاحظ نفس الشأن بالنسبة إلى انخفاض نسق النمو الطبيعي للسكان الذي كان سريعا جدا منتقلا من 2.35 بالمائة كمعدل للعشرية 1984 1994 إلى 1.21 بالمائة للعشرية 1994 2004 (1.15 بالمائة سنة 2007) وذلك بفعل تراجع عدد الولادات بداية من أواسط الثمانينات”. ولعل الملفت للانتباه أن هذا العدد انخفض رغم ارتفاع عدد النساء في سن الإنجاب الذي بلغ سنة 2006 قرابة مليونين و938 ألفا و813 مقابل حوالي 956 ألفا و526 سنة 1966. ويعزي انخفاض مؤشر الخصوبة التأليفي حسب ما ورد في التقرير، إلى انتشار التعليم ومحو الأمية ودخول المرأة سوق الشغل، وتأخر سن الزواج، وانخفاض وفيات الرضع، وبرامج تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية. وأكد التقرير على أن الآثار الاجتماعية لتأخر سن الزواج أو العزوف عنه تستوجب المتابعة، وهي تتمثل إلى جانب انخفاض الخصوبة بفعل تقلص عدد سنوات الإنجاب لدى المرأة المتزوجة في تضاعف إمكانية ظهور مشاكل في الحمل والولادة لما يكون الزواج متأخرا. وللحد من هذه الظاهرة دعا الديوان إلى توفير تسهيلات للسكن للأزواج الجدد والرفع من نسق إحداث محاضن ورياض الأطفال وتعميمها على كامل الجهات وتكثيف العمل الاجتماعي والتحسيسي لتجاوز أشكال الزواج ذي الكلفة العالية، وإحداث تشجيعات جبائية إضافية للأسر والترفيع في المنح العائلية التي أصبحت لا تتماشي مع ارتفاع نفقات الطفل وطلباته، وإحداث مبيتات جامعية خاصة بالطلبة المتزوجين، وانجاز دراسات وبحوث لتعميق فهم الدوافع النفسية والاجتماعية والاقتصادية المؤثرة والمتسببة في تأخير سن الزواج.
خــالد الطـراولي : أمــاه لا تحزنـــي*
خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr أماه صبرا لا تحزني ذهب الحبيب الأول والحببِب الثاني باق أماه عهدا عليّ شعلة الحب انتفظت وزادت احتراق لا تسألي السماء فقد أجابت مطر لا تسألي الأرض فقد نبت الشجر لا تسألي الأيام فأيامنا سحر ********** كفكفي الدمع يا حبيبتي فالقلب يكاد ينفطر فلا تهني ولا تحزني ونحن الأعلون هكذا قال رب البشر لا تبكي ألما فألمي يستعر هو حبيبك وهو أبي وهذه قسمتي وهذا القدر ********** إن قلت مات الوفاء أجبتك مات السخاء مات الحنان وبقي الأمل تمنى كل حياته رؤيتي وأغمض العين دون ضوء القمر ولكن نور الشمس آت والصبح قريب لا مفر ********** أعزيك ياحبيبتي في حب اقتسمناه دون حيل في ليلة كان فجرها صيحة صبي وحياة وسهر قصتي بدأت ولم تنته والقلم لم ينكسر فضل من الله أولا ثم منك ومن حبيبنا المرتحل ********** ثقي أماه أني قطعة من أبي وأبي قطعة مني وأنا حي غالب لا مغلوب هي الحياة كما عرفتها بقاء للأصلح وفناء للمعطوب ********** أعزي نفسي وقد منّيتها أني ملاقيه يوما ولو طال السفر لكن القدر أقسم أن في السماء لقاءنا ولو بعد زمن فللعدل أبواب لا تفتح إلا على ضوء القمر ********** أقول لا تحزني وأنا الحزين فلك الصبر ولي صبران صبر على الفراق وصبر عليك فيا صبر حلما فإني بشر دمعة وأحزان وانتظار وسهر والحمد لله على ما أخذ وأعطى وذلك حكم القدر ********** * مرثية متواضعة وتلمس لرضاء أمي بعد وفاة والدي المرحوم محمود الطراولي في الخامس من أوت 2008 الموافق للثالث من شعبان 1429.
موقف الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي من مؤتمر الجغرافيين “حتّى لا يكون العلم مطية للتطبيع “
عبدالسلام الككلي: تحتضن تونس المؤتمر 31 للاتحاد الدولي للجغرافيين الذي سينعقد من 12 الى 15أوت 2008 بالعاصمة بمشاركة ما لا يقل عن ألفي عالم وباحث وخبير مختص من كل بلدان العالم علما وان المؤتمر السابق للاتحاد قد انتظم سنة 2004 في اسكتلاندا وان المؤتمر 32 سيلتئم سنة 2012 في ألمانيا . وسيقام هذا الحدث العلمي الدولي الذي تشارك في تنظيمه جمعية الجغرافيين التونسيين على ثلاثة مراحل و ذلك في شكل ورشات عمل تحضيرية في إطار اللجان العلمية للاتحاد وذلك قبل أشغال المؤتمر وأثناء انعقاده. . وقد كان الجغرافيون قد قرروا سنة 2004 في اسكتلاندا عقد مؤتمرهم الدولي الحادي والثلاثين بتونس شريطة أن لا يقع استبعاد الوفد الاسرائيلي وهو ما احدث انقساما خطيرا في صفوف الجغرافيين التونسيين بين مؤيد لحضوره ورافض لذلك وقد كنا في مقال سابق قدمنا وجهتي النظر المتواجهتين وما خلفه ذلك من صراعات وانقسامات بين الجغرافيين التونسيين . غير أن المستجد الأخير هو موقف الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي وهو الهيكل النقابي الوحيد الممثل للمدرسين الجامعيين في تونس .فقد ذكرت الجامعة في بلاغ لها صادر يوم 29-07- 2008 بعنوان حتى لايكون العلم مطية للتطبيع ” أن السلطة وقفت منذ البداية وراء الأقلية الداعية للتنظيم باعتبار ذلك شرطا لانعقاد المؤتمر في تونس، وهو توجّه غير متطابق مع الموقف الرسمي المعلن والمقاطع لأيّ شكل من أشكال التعامل مع العدو الصهيوني الغاصب للأرض العربية والمرتكب لجرائم قتل واغتيال على الأرض التونسية والمنكّل على مدى 60 سنة متواصلة بالإخوة الفلسطينيين والممارس للإرهاب والإجرام الموصوفين بعدّة مناطق عربية وغير عربية ” على تعبير الهيكل النقابي الجامعي الذي لاشك انه ينتقد بذلك موقف وزارة الإشراف اذ أن مسؤولين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد التقوا في وقت سابق بوفد علمي يضم بالخصوص الأستاذ ادالبارتو فلاجا رئيس الاتحاد الدولي للجغرافيين والدكتور ووايك يو نائب رئيس الاتحاد والسيد عدنان حيدر رئيس جمعية الجغرافيين التونسيين. وتم خلال هذا اللقاء النظر في مساهمة الوزارة في إنجاح هذه التظاهرة وذلك بتقديم مساندة لوجيستية ومالية لإعداد وتنظيم هذا الموعد الدولي للجغرافيين في تونس . وأضاف البيان النقابي أن دعوة الوفد الإسرائيلي تكتسي ” حساسية أكبر حين يتعلّق بالجغرافيا حيث تصبح التظاهرة فرصة لترويج الفكر الصهيوني المدّعي للحق التاريخي في الأرض العربية والدّاعي لمزيد التوسّع والاستيطان بها. وتشير عديد المعلومات المتوفرة لدينا إلى أن عديد الجغرافيين الإسرائيليين طرف فاعل في كلّ ذلك وينشطون بصفة وبصلة وثيقتين مع المؤسسة العسكرية والأجهزة الاستيطانية الصهيونية.” و اعتبارا لكلّ ذلك، اكدت الجامعة العامة في نهاية بيانها ” تمسكها بمبادئ الحريات الأكاديمية ودفاعها عن حق الاختلاف وحرية التعبير” ولكنها دعت رغم ذلك كل الجامعيين التونسيين إلى احترام مقررات مؤتمرها التوحيدي(15-07-2006) الداعية إلى مقاطعة كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني ومؤسساته ودعت السلطات التونسية المعنية إلى تحمّل مسؤوليتها بأن تستخدم حقّ السيادة وتمنع الوفد الإسرائيلي من دخول البلاد،” وحيّت في الأخير” موقف الجغرافيين التونسيين الذين أعلنوا مقاطعتهم لهذا المؤتمر ودعت ” المشاركين منهم وفي حال تمكّن ممثّلي الكيان الصهيوني من الحضور، إلى مقاطعة الجلسة العامة للإتحاد الدولي حتى لا يكون العلم والجمعيات العلمية مطية للتطبيع وحتّى يتلاءم موقفهم مع موقف الجغرافيين الفلسطينيين والعرب الداعي لمقاطعة التظاهرة.” ومن غير المتوقع أن يؤثرهذا البيان على موقف السلطة التي قبلت دائما بحضور الوفود الإسرائيلية في المؤتمرات الدولية التي تنعقد في تونس مثلما وقع ذلك في القمة الدولية لمجتمع المعلومات في 2005و لا على طبيعة مواقف الجغرافيين التونسيين المتنازعين لان أمر الحضور من عدمه قد حسم بشكل نهائي لدى كل الأطراف وذلك رغم المرونة التي اتسم بها بيان الهيكل النقابي الذي تجنب التنديد بمن قبلوا المشاركة وداعهم إلى نوع من الحل الوسط يتمثل في مقاطعة الجلسة العامة إذا استحال عليهم مقاطعة المؤتمر بأسره .
بلدية اللون الواحد واستغلال النفوذ،الأمثلة الهندسية نموذجا؟؟؟
مراد رقية يميل المنتسبون الى الهيئة البلدية ذات اللون الواحد وغير المنتخبين لتنصيبهم ديمقراطيا عبر فصول المدارس الأساسية المحولة مكاتب انتخابية من قبل التجمع الدستوري الديمقراطي أمام لومهم على التقصير الشنيع في مستوى العمل البلدي الى التحجج بأن العمل البلدي عمل تطوعي لا جزاء مقابله سوى رضى السلطتين الادارية والحزبية بدرجة أولى،ورضىالضمير الذي يبدو بأنه في اجازة اضطرارية وطويلة للعديد من الأعضاء الذين أدمنوا على مخالفة القوانين البلدية للصالح الخاص اعتداء على مثال التهيئة عبر اقامة مغازة البطل أو شامبيون في موقعها الحالي،أو عبر امتلاك المقاهي في مداخل المدينة واستغلال الأرصفة بتوسع يصل الى الطريق العام تسهيلا لحركة المرور ودفعا بللمترجلين الى المعبّد؟؟؟ ويتوزع المنتسبون الى الهيئة البلدية الحالية الى صنفين،الصتف الأول يبحث عن الوجاهة المحدودة التكاليف وعن الحضور الركحي ورضى السلطات عته باعتبار أن رضاها تفوق على رضى الوالدين هذه الأيام،أما الصنف الثاني فهو يستغل وجوده داخل الهيئة للاستفادة من الوجاهة تيسيرا لأعماله الخاصة داخل المدينة وخارجها،أو اعتداء على القانون خاصة من خلال عدم الزام نفسه تكريسا للشفافية وللقدوة الحسنة بتمرير مثاله الهندسي عبر المصلحة الفنية حصولا على الموافقة الرسمية ملتزما في الآن نفسه وحرصا على الصالح العام باعتباره منتخبا ويخشى على مصداقيته بتعقب المخالفات المرتكبة من سائر المواطنين وفي حينها بالتنقل الميداني اكراما وتكريما للقانون البلدي محترفا التمويه والضحك على الذقون والشوارب معا مكرسا المساواة بين المواطنين….مواطني الدرجة الثانية والثالثة والرابعة….طبعا؟؟؟ ولقد أصبح الرأي العام يتناول بشغف هذه الأيام تقليعة جديدة مصدرها الهيئة البلدية هي تقليعة التضييق في المصادقة على الأمثلة الهندسية ذلك أن الموضة الرائجة هذه الأيام هي موضةادفع تسلم اذ أصبح المواطن الهلالي صاحب المشروع المعماري يوضع بين خيارين لا ثالث لهما،اما انجاز مثال المشروع الهندسي محليا وتحديدا بلديا تسهيلا للحصول على الموافقة وعدم الوقوع تحت طائلة عرقلة حضيرة البناء الخاصة به من انطلاقها الى غاية تشطيبها أو وهو غير المحبذ انجاز المثال خارج اطار المؤسسة البلدية والوقوع تحت طائلة التتبعات والمضايقات التي ليس لها أول ولا آخر بدليل أن بعض أصحاب المشاريع الذين لم يلتزموا بقاعدةادفع تسلم وعرقلت أو علّقت مشاريعهم اضطروا الىالتحلية أو الرشق تسهيلا لأعمالهم خصوصا اذا كانت قيمة المشروع مثلا تصل أحيانا الى حدود المليون دينار؟؟؟ وبرغم أن اللجوء الى هذا الاجراءالتحفيزي يمكن أن يقنع بعض أصحاب المشاريع من أهالي قصرهلال بضرورة اعطاء الأولوية للانجاز المحلي للمثال الهندسي على الانجاز الخارجي وصولا الى زرع أو تقويةالروح المحلية المتهاوية أو المنقرضة ذلك أن عديد متساكني قصرهلال هم من أنصارقنديل باب منارة الا أن الظاهرة مع شديد الأسف اتخذت طابع المساومة والاكراه،فهل أن الانتساب الى الهيكل البلدي يمكن اعتباره دائما رغما عن ذلك غير ذي فائدة،وعملا تطوعيا بحتا؟؟؟ ولعل ممارسة المساومة على انجاز الأمثلة الهندسية محليا لتسهيل المصادقة عليها وضمان عدم اقلاق راحتهانهائيا هي من نتائج غياب التعددية ضمن الهيئة البلدية وغياب المحاسبة خصوصا طالما أن الجميع ينتسبون الى لون واحد وفصيلة دم واحدة أي الى حزب واحد هو التجمع الدستوري الديمقراطي؟؟؟أفلا اقتنع أحبائنا من أهالي قصرهلال بوجوب تغيير المسار خلال استحقاقات2009 التشريعيةو2010 البلدية لوضع حد لهذه التجاوزات الخرقاء المدعومة بسلطة الأمر الواقع التي أصبحت لها قوة وسلطة القانون وتحت لافتة أو اطار ذهبي يحمل عنوانادارة تخدم المواطن أوادارة تلتزم بخدمة المواطنلكن خدمته بفلوسه رغما عن أنفه وبمواصفات لايرضى عنها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 456 على موقع الانترنت بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل دستوري – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي
دور اللجنة المركزية للتجمع والتركيبة الجديدة والتمثيل الجهوي والمحلي ضروري
إن المتتبع لأشغال مؤتمر التحدي لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي يدرك بكل وضوح التفتح على الشباب وهذا ليس بالغريب على حزبنا منذ نشأته اعتمد على الشباب في مؤتمر قصر هلال التاريخي الذي انعقد في 2 مارس 1934 من القرن الماضي والذي بلغ سن 74 عاما صنعه وأسسه وجدد أسسه واعتمدته فرسان من شباب تونس ومن خيرة ما أنجبت تونس في ذلك العصر كانوا طلبه وطنيين وأقدموا على كل الوان التضحية والفدى والنضال والسجون والإبعاد والغربة والمنافي لا هدف لهم ولا غاية ولا مكسب إلا إرضاء الضمير والذود عن الوطن وتحريره ودحض المستعمر الفرنسي وإنهاء الاحتلال وبناء الدولة ووضع أسس النظام الجمهوري وبفضل الله وعونه تحقق على أيدهم وفي طليعتهم الرمز الخالد والزعيم اللهم والقايد الفذ المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. وكل رفاقه الأوفياء من الدكتور محمود الماطري والطاهر صفر والبحري قيقة ومحمد بورقيبة الذين صنعوا مجد هذه الأمة وعبدوا لها طريق الحرية والكرامة والسيادة وانجزوا ما عاهدوا الله عليه. وقد واصل الحزب بعد التحرير رسالته ونجح في أدائها واعتمد دوما على الشباب وخاصة الشباب المتعلم والمثقف والشجاع والصبور والجريء والغيور والوطني والمتطوع للعمل النضالي بصدق وإخلاص ووفاء. وقد كان الحزب مفتوحا للجميع ويسعى لتشريك الشباب في تحمل المسؤوليات ابتداء من الشعبة الخلية الأساسية تم التدرج في سلم المسؤوليات من الشعبة إلى الديوان السياسي للحزب. لكن على مراحل بعضها يصل إلى 30 سنة حيث الشاب الدستوري الذي انتخب عام 1960 رئيسا لشعبة دستورية يمكن أن يتدرج في سلم المسؤوليات القاعدية والمحلية والجهوية والوطنية وقد يصل في عام 1986 بعد 25 سنة للترشح لمسؤولية كبرى في نطاق اللجنة المركزية للتجمع بعد التدرج والتضحية والتشبع بالروح النضالية في خدمة الوطن. بعد ربع قرن يمكن أن تتوج بعضوية اللجنة المركزية للتجمع في سن الخمسين مثلا. وقد يدرك المناضل مرحلة العمر والنضج السياسي والوعي الوطني والخبرة والتجربة وممارسة المسؤولية وأتذكر أن المناضل الزعيم المنجي سليم عضو الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري التونسي أشرف على مؤتمر لجنة التنسيق بعد نظام مندوب الحزب جهويا. وأشار في خطابه المبهم المؤثر أن المناضل الدستوري الأصيل هو الذي يترشح لعضوية الشعبة الدستورية مرارا ليفوز بثقة اخوانه الدستوريين وقال الدستوري كالفارس لا يصيح فارسا إلا بعد السقوط من ظهر الجواد مرارا… هذه الروح الوطنية التي تغذينا بها منذ الشباب بفضل رجال خلص وعمالقة مؤطرين ومحنكين. ولا غرابة فالحزب الحر الدستوري التونسي غني برجالاته وتجاربه واشعاعه. وقد راهن على الشباب. وأتذكر أن الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله. الذي لعب دورا هاما في مؤتمر قصر هلال عام 1934 كان عمره آنذاك 31 سنة مازال في سن الشباب. وبعد الاستقلال كان أول مديرا للحزب الزعيم الأستاذ الطيب المهيري عمره 31 سنة. وفي عام 1957 أصبح الأخ عبد المجيد شاكر مديرا للحزب في سن 30 سنة وفي عام 1964 اسندت إدارة الحزب للمناضل محمد الصياح في سن 31 سنة. وفي عام 1955 انتخب الزعيم الباهي الأدغم أمينا عاما للحزب وعمر 43 سنة إذا فحزبنا راهن على الشباب. لكن بشروط منها الوفاء والانتماء والتضحية والإخلاص والتفاني والنضال من أجل الوطن والشعب. هذه الثوابت والقيم هي التي جعلت الحزب جديدا متجددا على امتداد 74 عاما من 2 مارس 1934 إلى اليوم. وقد اعتمد الحزب طريقة الانتخاب في كل المسؤوليات من القاعدة الشعبة الدستورية إلى الديوان السياسي للحزب من مؤتمر قصر الهلال إلى مؤتمر الصمود. والتعيين كان استثناء مثلا أعضاء الديوان السياسي يقع اختيارهم من بين أعضاء اللجنة المركزية المنتخبة. وتعيين الكتاب العامين للجان لتنسيق الحزبي جهويا يقع اختيارهم ضمن الناجحين في الانتخابات الجهوية هذه القاعدة الأساسية هذه القاعدة المعمول بها. وفي مؤتمر التحدي ارتفع العدد من 250 عضوا في اللجنة المركزية للتجمع إلى 350 أي بزيادة 40 % إضافة 62 شاب وشابة دون الثلاثين وإضافة عضو لكل لجنة تنسيق مع إضافة 7 عناصر في القائمة الوطنية الجملة 350. 169 معينين و181 منتخبين جهويا ووطنيا ومن جملة المعينين 15 من جهة صفاقس أي قرابة نسبة 10 % من مجموع القائمة الوطنية قائمة رئيس التجمع (حسب التسمية) مع إضافة 9 عناصر منتخبه 5 رجال و4 نساء. الجملة 24 عضوا من جهة صفاقس التي تمثل 10 % من سكان الجمهورية التونسية وريف الولاية يمثل 50 % من سكان الولاية. أما التمثيل فقد كان على النحو التالي : 19 عضو من مدينة صفاقس، 2 أعضاء من جزيرة قرقنة (بالتعيين)، 3 أعضاء من كامل أرياف الولاية منتخبون ونصيب الأسد لصفاقس لماذا…؟؟؟ وكان من باب العدل السياسي أن يكون التمثيل أقرب إلى العدل السياسي النسبي أي على الأقل الريف يكون ممثلا بـ8 أعضاء ثلث المقاعد المخصصة لولاية صفاقس حتى تكون المعتمديات التالية ممثلة الحنشة، المحرس، السخيرة، الغريبة، عقارب، جبنيانة، بئر علي بن خليفة. ولعل يقع تدراك هذا التفاوت عند اختيار تركيبة المجلس الأعلى للمقاومين وكبار المناضلين حتى يتسنى للريف أخذ نصيبه في التمثيل والعدل السياسي في العهد الجديد بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي. وهذه بعض الأسماء التي يمكن اختيارها مستقبلا حسب الأسماء المصاحبة وهي عناصر مناضلة فاعلة لها إشعاعا ودورها الريادي في الحزب قد أهملها التاريخ وهمشت منذ أعوام أذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر الإخوان : 1) حمدة بن عمر من أولاد مسلم العامرة مناضل من الرعيل الثاني عرفته عام 1960 رئيسا للشعبة وعضوا بلجنة التنسيق بصفاقس وبعدها عضو بمجلس النواب من 1964 إلى 1974. 2) عبد الحميد المشي مناضلا وعضوا فاعلا في جامعة السخيرة وعضو اللجنة المركزية للحزب. 3) المناضل الهادي رواق من بئر علي من العناصر المناضلة المشعة عرفته عام 1960 رئيسا لشعبة بئر علي وعضوا بلجنة التنسيق بالمحرس ولاية صفاقس. 4) المناضل محمد شعبان من الجم ولاية المهدية عرفته عام 1954 عضوا فاعلا في الحزب ومناضلا صلب وشجاع وساهم في دعم الحركة الوطنية ونشر مبادئ الحزب وتحمل بعد الاستقلال مسؤولية معتمدا بولاية بنزرت وتدرج في سلم المعتمدين من 1964 إلى 1987 إلى خطة معتمد أول ببنعروس وقبلها سيدي بوزيد وصفاقس. 5) المناضل قاسم صالح من معتمدية بومرادس ولاية المهدية عرفته عام 1975 كاتبا عاما بجامعة الجم الدستورية وفي عام 1978 كاتبا عاما للجنة التنسيق بالمهدية وقام بنشاط حزبي غزير وفاعل في الجهة. 6) النوري البودالي عرفته مناضلا في الحزب وفي الاتحاد العام التونسي للشغل وهو من أهم العناصر الفاعلة والمشعة والمؤثرة على الساحة السياسية وعمل مندوبا للحزب. وهو أصيل الكاف. 7) المناضل محرز بالأمين من مدينة حمام الأنف عرفته مناضلا ومندوبا للحزب بصفاقس عام 1961 وواليا عام 1964 وهو من خيرة المناضلين الدستوريين. 8) المناضل الحسين العبيدي عرفته مناضلا وطنيا ومعتمدا بساقية سيدي يوسف عام 1958 وأثناء حوادث الساقية يوم 8/2/1958 كان على رأس معتمدية الساقية وأبلى البلاء الحسن وهو من خيرة المناضلين الأوفياء للقيم والثوابت. 9) المناضل التهامي دخليه، عرفته مناضلا صميما ووطنيا صادقا وخطيبا مؤثرا وكاتبا عاما بتونس المدينة في ظروف صعبة وهو نظيف وفاعل على الساحة الوطنية. 10) المناضل عمار غلاب أصيل الكاف. عرفته مناضلا وفيا ومسؤولا جهويا بالكاف وكاتبا عاما ناشطا في الكاف ورئيس شعبة ديوان الحبوب بالعاصمة من عام 1974 إلى 1988 وهو من المناضلين الصادقين. 11) المناضل قاسم بوسنينة، عرفته عام 1963 عضوا بارزا في الحزب بالقصرين ثم كاتبا للجنة التنسيق بصفاقس وواليا عليها وسفيرا ناجحا في السعودية ومسؤولا وطنيا صادقا وكاتب دولة للشؤون الدينية للعهد الجديد سنة 1988. هذه بعض الوجوه المناضلة التي عرفتها منذ عام 1960 وواكبت النشاط الوطني وساهمت مساهمة فاعلة في دعم إشعاع الحزب وتحقيق الأهداف السامية للحزب وتنفيذ تعليماته لماذا لم تكن هذه العناصر متواجدة في المجلس الأعلى للمقاومين وكبار المناضلين طبقا لما أعلن عنه سيادة رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي في مؤتمر التحدي السابع عشر لحزب النضال الوطني الذي حقق المعجزات. قال تعالى : ” وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”. صدق الله العظيم. ملاحظة : وختاما أعتذر لاخواننا المناضلين الذين لم أذكرهم في هذه المناسبة والذين عرفتهم على الساحة الوطنية وهم كثيرون وأنا واحدا منهم. عاش حزبنا رائدا وشامخا على الدوام محمـد العـروسـي الهانـي مناضل يريد الخير للوطن ويطمح لدعم العدل السياسي الجهوي والمحلي حتى تأخذ كل جهة نصيبها من ثمرة الاستقلال والتنمية وهذا حق شرعي للتونسيين الهاتف : 22.022.354
أ. فهمى هويدى الريادة المصرية في طبخ الانتخابات الرئاسية أثبتت جدارتها في تونس، ذلك أن مجلس النواب هناك وافق في الأسبوع الماضي علي تعديل دستوري يسمح بمنافسة الرئيس زين العابدين بن علي في الترشيح للانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تجري في الخريف القادم، وكان الدستور في صيغته السابقة يشترط في أي مرشح للرئاسة أن يحصل علي تأييد ثلاثين نائبًا أو رئيس بلدية، وكان الدستور في صيغته السابقة يشترط في أي مرشح للرئاسة أن يحصل علي تأييد ثلاثين نائبًا أو رئيس بلدية، ولأن الحزب الدستوري الحاكم يسيطر علي 80% من مجلس النواب والمستشارين، كما أن رؤساء البلديات معينون من قبل الحكومة، فقد كان مستحيلاً علي أي شخص أن يستوفي هذا الشرط، إلا إذا كان عضوًا في الحزب الحاكم أو مرضيًا عنه من الحزب، وبموجب التعديل الجديد تم إلغاء شرط تأييد المتقدمين للترشيح من قبل النواب ورؤساء البلديات، وسمح لأمناء أربعة أحزاب معارضة بالترشح، لكن تم إقصاء الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي المحامي أحمد نجيب الشابي -64 سنة- الذي كان المؤتمر العام لحزبه قد اختاره مرشحًا للانتخابات المقبلة. والسماح لأمناء أربعة أحزاب فقط بالترشح لمنافسة الرئيس، أمر ليس جديدًا، لأن من غرائب الانتخابات الرئاسية التونسية أن الرئيس هو الذي يختار منافسيه، الذين يطمئن إلي أن أحدًا منهم لن يكون منافسًا حقيقيًا، بالتالي فإن دور هؤلاء المرشحين المختارين لا علاقة له بمنافسة الرئيس بن علي، وإنما هو مقصور علي تجميل صورة الرئيس، من خلال إضفاء شكل تعددي أو ديكور ديمقراطي علي عملية انتخابه، إن شئت فقل إن أولئك المرشحين ليسوا أكثر من «كومبارس» يتراصون في الخلفية وراء بطل الرواية. في عام 1999 استصدر الرئيس بن علي قانونًا استثنائيًا في مجلس النواب لإفساح المجال أمام ترشيح رئيسي حزبين ممثلين في البرلمان لمنافسته في الانتخابات التي جرت في ذلك العام، وحقق فيها بن علي فوزًا «كاسحًا». وفي الانتخابات الرئاسية التالية «عام 2004» استصدر الرئيس قانونًا استثنائيًا آخر أتاح لمرشحي ثلاثة أحزاب برلمانية منافسته، وحقق الرئيس فوزه «الكاسح» عليهم حتي فاز بأكثر من 95% من الأصوات، هذه المرة سمح الرئيس لممثلي أربعة أحزاب أن ينافسوه، ولأن الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي أحمد الشابي كان يمكن أن يصبح منافسًا حقيقيًا فقد تم استبعاده علي الفور. لقد تولي الرئيس بن علي السلطة في عام 1987 أي منذ واحد وعشرين عامًا، وقام بتعديل الدستور عام 2002 لإلغاء النص الذي يحدد مدة شغل الرئيس لمنصبه لولايتين فقط، لكي يطلق مدة بقائه في السلطة، ولأنه مقبل علي ولاية خامسة «أيضًا» فإن أجهزته قامت بالتعديل الدستوري الأخير لإيهام الرأي العام في الداخل والخارج بأن نطاق التعددية والمنافسة علي منصب الرئاسة يتسع، وأن الانفراج الديمقراطي قادم في الطريق، وهو ما أصبحت الأبواق الحكومية تبشر به وتهلل له، لكن أحدًا لا يستطيع أن ينسي الذي جري للأستاذ المنصف المرزوقي -رئيس رابطة حقوق الإنسان – الذي تجرأ ذات مرة ورشح نفسه لمنافسة الرئيس في عام 94، فقد ألقي القبض عليه بسبب «تهوره» وأمضي أربعة أشهر في السجن ثم أطلق سراحه وهو حر في بيته، بعد أن فصل من وظيفته و سحب جواز سفره وقطعت عنه حرارة الهاتف وصودر الفاكس، وظل تحت رقابة مشددة، تصيدت له ورقة بحثية نشرت له عام ألفين بالمغرب حول أوضاع حقوق الإنسان في تونس، فاتهم بنشر معلومات كاذبة لتحريض الرأي العام ضد السلطة، وحُكم عليه بالسجن مدة سنة، قضي منها تسعة أشهر قبل أن يطلق سراحه، ليظل تحت المراقبة طول الوقت، وما حدث مع الأستاذ المرزوقي يعد نقطة في بحر الانتهاكات وعملية القمع التي تلاحق كل الناشطين في تونس، خصوصًا الذين يدافعون عن حقوق الإنسان وحرية التعبير. إن الأنظمة القمعية والبوليسية ملة واحدة، تنضوي تحتها مذاهب مختلفة، ويظل القاسم المشترك الأعظم بينها هو الاحتيال علي الديمقراطية لتسويغ احتكار السلطة «النموذج التونسي يضيف الثروة» من جانب الأسرة والسلالة حتي قيام الساعة، إذا استطاعوا. هو فيلم واحد، يتم إخراجه في كل بلد بشكل مختلف، لكن حقوق الريادة المصرية في هذا «الفن» ينبغي أن تظل محفوظة. (المصدر: جريدة الدستور المصرية بتاريخ 3 أوت 2008) الرابط: http://www.dostor.org/?q=node/10639
رسالة مفتوحة لأشقائي الموريتانيين
د.منصف المرزوقي لو كنت موريتانيا لما ترددت لحظة واحدة في إدانة الانقلاب والعمل بكل قواي لعودة الشرعية للدولة والرئاسة للرئيس الذي انتخبه الشعب،أيا كان موقفي منه واختلافي معه ، لا لشيء إلا لأنه مهما كانت المآخذ على السياسات المتبعة ،أو حتى فشلها، فإن الشعب الذي يعيّن هو وحده المؤهل لتقييم من اختار في الانتخابات الموالية ، عازلا من يشاء ومجدّدا لمن يشاء. أما أن تأخذ حفنة من الأشخاص حق قرار ليس من صلاحياتها لمجرد أنها تملك الدبابات ، فهذا عين الاستهتار بإرادة الشعب ومطلق الاحتقار لسيادته وكرامته. لكنني لست موريتاني وإنما عربي من تونس، ومع هذا، مسّني الانقلاب في الصميم. لقد جئتكم لأول مرة بتفويض من اللجنة العربية لحقوق الإنسان صحبة رجل القانون الأستاذ عبد الوهاب معطر لمراقبة الانتخابات الرئاسية التي حملت إلى سدة الحكم الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله والتي شكلت حدثا ، لا في تاريخ موريتانيا فحسب وإنما أيضا في تاريخ المنطقة والأمة. لا أخفيكم يا أشقائي الأعزاء،أننا شعرنا كتونسيين بشيء من الغيرة ونحن نتحرك وسط عاصمة تشعر فيها بنسيم الحرية في كل منعطف طريق…ونحن نتابع حملة انتخابية كما تقع في كل البلدان العريقة في الديمقراطية… ونحن نتحدث بكل حرية مع المرشحين… الذي أذهلنا أكثر التنظيم المحكم للانتخابات .كدنا لا نصدق ما نرى، وقد أتينا من بلد الانتصار بنسبة 99% بفضل علنية الاقتراع وسرية الفرز. نعم لن ننسى ما حيينا سرية الاقتراع وكيف تم الفرز في المدرسة الفقيرة في الحي الفقير. تلك الليلة المشهودة، جلس كل المراقبون ومنهم نواب كل المرشحين وفرشوا على الحصير البالي كل الأوراق وعدوها أكثر من مرة وأمضيت المحاضر من طرف الجميع دون أدنى نزاع. قلت لنفسي ، كلا نحن العرب لسنا أعداء للديمقراطية بالطبع والغريزة، بل ونستطيع حتى دون تدرب طويل كما يدعون،تحقيق انتخابات على الطريقة الموريتانية . ومن يومها وأنا أسوّق النموذج الموريتاني وأدعو إليه في كل مناسبة. هذا الدور لموريتانيا ، كقدوة ، كمشعل، كمثال، كمدرسة، كأمل ،هو الذي ضربه الانقلاب ضربة لا نتمناها قاتلة. الثابت أنه نصر رخيص و شماتة عارمة لكل الأنظمة الاستبدادية العربية.هو حجة إضافية لأعداء العروبة والإسلام المرددين أن بنا عيب ذهني وخلل أخلاقي يجعل شعوبنا لا تحكم إلا بالإذلال والترويع من قبل استبداد عسكري أو بوليسي فاسد. هذا الانقلاب مجرم على الصعيد الموريتاني لأنه احتقر إرادة الشعب وتجاوزها ،ومجرم على صعيد الأمة ككل لأنه قوى من شوكة أعدائها وألدهم عصابات الاستبداد ، وأخّر مسيرتها و خيب آمالها وأحبط من معنوياتها .إنها مسؤولية كبرى ملقاة على عاتقكم لتصحيح جريمة نكراء في حق الشعب والأمة . إن واجبكم ليس فقط تجاه موريتانيا وإنما تجاه الأمة وتجاه الديمقراطية في العالم، وهذا الواجب يطلب منكم إفشال الانقلاب بكل الوسائل المدنية وعودة الشرعية للحكم والحكم للشرعية . وفقكم الله وقلوبنا معكم في محنتكم –ومحنتنا- الجديدة .
البعـد الآخـر الانقلاب الموريتاتي..
بقلم: برهان بسيس لم تدم تجربة التحول الديموقراطي في موريتانيا أكثر من سنتين.. سارع الجيش لاستئناف هوايته المفضلة في الانقلاب بعد أزمة سياسية عاصفة لم تستطع المؤسسات الناشئة تصريفها دستوريا او ديموقراطيا فحسمت الدبابة الامر كعادتها. تجربة موريتانيا بالذات كانت محور متابعة ومعاينة من قبل كل المهتمين بقضايا التحول الديموقراطي في عالمنا العربي. تخلّي الرئيس ولد فال طواعية عن السلطة وفسحه المجال لانتخابات تعددية ديموقراطية صعدت برئيس مدني الى سدّة الحكم استقطب اعجاب عديد الطامحين الى استقرار عهد التحولات الديموقراطية السلمية في منطقة ظلّت عصية على التحرك في اتجاه الاصلاح والتداول والديموقراطية لكن هذا الاعجاب غالبا ما ترافق مع انطباعية طفولية احتفت بالنموذج الموريتاني لتبرير المقاربة السطحية لقضايا التحول الديموقراطي، تلك التي تختزل كل العملية في صندوق اقتراع ومناظرة تلفزيونية ومشهد مزركش بألوان الاحزاب المتعددة. هكذا سقطت التجربة في وقت قياسي منسجمة خلاصاتها مع افكار طالما لفتنا لها الانتباه ورماها خصومها بشبهة التبرير لاستمرار السائد وتأجيل الاصلاح، لقد تأكد ان عملية معقدة مثل التحول الديموقراطي لا يمكن ان تصنعها اماني المثاليين او اندفاعات المزايدة والشعارات الديماغوجية.. اذ لعل افدح الأخطاء التي وقعت فيها التجربة الموريتانية انها لم تلتفت الى تصليب القاعدة التأسيسية التي يمكن ان تضمن النجاح والاستمرارية لعملية تحول دولة ومجتمع نحو أسلوب جديد في تصريف الشأن العام. كانت التجربة على حساب قوة المؤسسات وصلابة رأس الدولة والرهانات الاعمق لتحديث مجتمع لاعداده لعملية حديثة مثل الديموقراطية. لقد كان تخلي الرئيس الانتقالي ولد فال خطأ جسيما حرم المرحلة الانتقالية من امتداد زمني أطول يرعى تدريجيا استعداد المؤسسات المدنية لتسلم السلطة ويرسي تقاليد ثابتة لتعددية حزبية تسير بموازاة مع دعم قوة الدولة حتى لا يختل التوازن لفائدة تعددية تشارف وضع الفوضى وتفتح الابواب امام المغامرة الانقلابية تحت لافتة البحث الشرعي عن استرجاع هيبة الدولة ووضع حد للفوضى السياسية المعطلة. كان بالامكان ان تتولى الفترة الانتقالية مهام اعداد المؤسسات المدنية لتحمل مسؤولية القيادة في حيز ممتد يدربها على تحجيم الطموح التقليدي للمؤسسة العسكرية الطاغية دوما في اتجاه السيطرة والانقلاب. تماما كما سودان سوار الذهب المحتفية اندفاعا بديموقراطيتها الناشئة بعد اسقاط نظام النميري لتستفيق من نشوة التعددية والحكومات الحزبية على ضجيج دبابات الانقلاب الذي اسقط الصادق المهدي وجاء بالرئيس البشير وحليفه الترابي الى السلطة تقف موريتانيا اليوم مسترجعة نفس الصورة ولكن هذه المرة باشفاق اكبر على اندفاعات بعض المثاليين او الواهمين او المزايدين اولئك الواقعـين تحت مفعول العطش او المزايدة في قبضة مغازلة مطلب الديموقراطية والاصلاح بكلمات الاندفاع الأهوج: نريدها الآن.. فورا دون تأجيل أو تفكير. مرة اخرى تؤكد الوقائع ان الصورة اعقد من ان تستوعبها الشعارات التبسيطية. (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 7 أوت 2008 )
الإنقلاب العسكري في موريتانيا وانعكاساته على المدّ الديمقراطي
أفاقت العاصمة الموريتانية يوم أمس على وقائع انقلاب عسكري جديد أطاح برئيس البلاد محمد ولد الشيخ عبد الله ، وأذاع التلفزيون الموريتاني الرسمي بيانا عسكريا أفاد بأن منفذو الإنقلاب قاموا بتشكيل “مجلس الدولة” ترأسه قائد الحرس الرئاسي محمد ولد عبد العزيز الذي أقيل من منصبه رفقة الجنرال محمد ولد الغزواني على يد الرئاسة الموريتانية وذلك سويعات قبيل تنفيذهما للإنقلاب . يذكر أن الرئيس المطاح به اليوم محمد ولد الشيخ عبد الله كان قد فاز في الإنتخابات التي جرت العام الماضي وأجمع كل المراقبون في العالم على نزاهتها وشفافيتها وتعتبر الأولى من نوعها في الوطن العربي ، غير أن الزعيم الليبي وصفها ساخرا آنذاك بالمهزلة الموريتانية و” مضيعة للوقت ” على اعتبار أن الموريتانيين شعب قبلي لا يهتم بالانتخابات ولا بالأحزاب السياسية على حد تعبيره ، وكانت قراءات المستقبل السياسي الموريتاني بعيدة هذه الانتخابات مختلفة أحيانا إلى حد التباين ويكتنفها الإبهام والغموض لكنها تلتقي عند نقطة مشتركة واحدة مثلت هبوب رياح التغيير والانفتاح الديمقراطي والقطع مع ثقافة الرئيس الواحد وحزبه الأوحد وتحرير الإعلام وعلوية القضاء والقانون والدستور فوق الجميع ، وأصبحت التجربة الموريتانية المثال الرائد الذي ترنوا إليه الشعوب في الوطن العربي . إلا أن الأزمة السياسية الأخيرة ( وعلى الرغم طبيعتها الجد الطبيعية ، فلو لا الأرضية الديمقراطية لما أمكن للفرقاء السياسيين الإختلاف ، بل قل لما وجد فرقاء أصلا ) أخذها البعض من منظّري التأجيل الديمقراطي في بلادنا كشماعة فزع للإستهزاء بهذه التجربة الغير مؤهلة للصمود أكثر من سنة ومن ثمة التدليل على مخاطر التسرع الديمقراطي في بلدنا . واليوم وبعد الانقلاب الأخير ستفتح الجوقات أبواقها للتنبيه والتحذير من مخاطر الإفراط في ” جرعات ” الحرية والإدمان الديمقراطي على الرغم من إبلاغنا منذ أكثر من عقدين من الزمن أننا بلغنا من الوعي والنضج ما يسمح لنا بحياة سياسية متطورة تعتمد بحق تعددية الأحزاب السياسية وعلوية الدستور وقدسيته . الانقلاب العسكري الموريتاني الأخير هو ضربة مسمومة لتجربة لازالت في المهد وألف خطوة للوراء للشعب الموريتاني بشكل خاص والشعوب العربية بشكل عام ولعل أبرز ما يمكن استخلاصه من هذه التجربة أن الديمقراطية لا تمنح بانقلاب عسكري ولا تهدى على الدبابات الغازية وإنما تفتك وتنتزع وتكتسب بالكفاح والنضال والتضحية والبذل والعطاء والجهد والصبر ، وهذا ما أدركته شريحة واسعة من النخبة التونسية وترجمته إلى ممارسة من خلال وقوفها المتواصل للرابطة التونسية لحقوق الانسان ومساندتها اللامحدودة لأهالي الحوض المنجمي في مطالبهم العادلة والتفافها المنقطع النظير حول المحامي أحمد نجيب الشابي المرشح الديمقراطي لرئاسية 2009 . ظاهـر المسعـدي
المجلس العسكري في موريتانيا يعد بانتخابات رئاسية حرة
نواكشوط (رويترز) – وعد زعماء الانقلاب العسكري في موريتانيا يوم الخميس باجراء انتخابات رئاسية “حرة وشفافة” في أقرب وقت ممكن لكن الولايات المتحدة علقت معونات وطالبت بعودة فورية الى الحكم المدني. وأطاح جنود بالرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله يوم الاربعاء بعد ان حاول عزل قادة عسكريين يشتبه على نطاق واسع انهم يدعمون خصوم الرئيس في أزمة سياسية في أحدث دولة منتجة للنفط في افريقيا. وهذا أول انقلاب ناجح في افريقيا منذ ان أطاح بعض الجنود من نفس المجموعة بالرئيس السابق للجمهورية الإسلامية قبل ثلاث سنوات وثلاثة أيام. وقوبل الانقلاب بتنديد دولي ومطالبة باعادة عبد الله للسلطة. وقال جونزالو جاليجوس المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين “ندين بأشد العبارات إطاحة الجيش بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا في موريتانيا وفي الوقت الحالي جرى تعليق كل المساعدات الخارجية غير الانسانية ويجري إعادة النظر فيها.” وأضاف المتحدث ان بلاده علقت ما تزيد قيمته على 20 مليون دولار من المساعدات الانسانية الى موريتانيا. وحظيت موريتانيا بمزيد من الأهمية في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الارهاب بعد عدة هجمات شمها تنظيم القاعدة في العام الماضي. وأطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع على عدد قليل من المحتجين ضد الانقلاب لكن مئات الأشخاص الآخرين خرجوا الى شوارع العاصمة نواكشوط لدعم محمد ولد عبد العزيز قائد الحرس الرئاسي الذي تزعم الانقلاب بعدما أقاله الرئيس عبد الله. وهتفت حشود راقبها جنود مسلحون بحياة زعيم الانقلاب وأطلق البعض العنان لأبواق سياراتهم. وشكل عبد العزيز “المجلس الأعلى للدولة” من ضباط الجيش وتعهد بالعمل مع الزعماء المدنيين لتنظيم انتخابات رئاسية “خلال أقصر فترة ممكنة”. وتعهد المجلس المؤلف من 11 من كبار الضباط باحترام المعاهدات الملزمة لموريتانيا. وموريتانيا واحدة من عدد صغير من الدول العربية التي تربطها علاقات دبلوماسية باسرائيل. وفي أول ظهور له بعد الانقلاب تعهد عبد العزيز لمؤيديه باحترام الديمقراطية وضمان العدالة للجميع وحل المشكلات في مختلف أنحاء البلاد. وفاز عبد الله في الانتخابات التي جرت في العام الماضي بعد انقلاب وقع عام 2005 قاده عبد العزيز أيضا وأنهى سنوات من الدكتاتورية في عهد الرئيس معاوية ولد سيد أحمد طايع. لكن عبد الله ظل يكافح سلسلة من الأزمات في بلد زادت مصاعبه بارتفاع أسعار الغذاء والوقود. وأقال عبد الله حكومة في مايو آيار كما استقالت أخرى في يوليو تموز عندما واجهت احتمال التصويت على الثقة فيها بالبرلمان. وإزدادت الأزمة تعقيدا عندما انشق أغلب أعضاء البرلمان عن حزب العهد الوطني للديمقراطية والتنمية-عادل الذي ينتمي اليه عبد الله يوم الاثنين متهمين إياه بعدم التشاور معهم وبعدم المبالاة بمؤسسات الدولة. وكان المجتمع الدولي يعقد آمالا كبيرة على الديمقراطية الشابة وجاء التنديد سريعا من هيئات مثل الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقي الذي أرسل مفوضه للسلام والأمن الى موريتانيا وطالب بالإفراج الفوري عن الرئيس. وحذر الاتحاد الاوروبي من انه قد يقطع مساعداته أُسوة بواشنطن. وأعربت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة عن “إدانتها التامة” للانقلاب وطالبت بافراج فوري عن الرئيس عبد الله والمحتجزين الآخرين لدى المجلس العسكري. وقالت أمل ابنة رئيس موريتانيا المخلوع الموضوعة رهن الإقامة الجبرية عبر متحدث باسمها “أبعث بنداء مخلص ملح الى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لفتح حوار بناء من أجل إعادة المؤسسات والحكومة المنتخبة انتخابا عادلا في البلاد في أقرب فرصة.” وجذب ارتفاع أسعار النفط والمعادن مستثمرين كبارا الى موريتانيا وقال محللون ان أعمالهم لن تتأثر على الأرجح. من فينسنت فرتي وابراهيم سيلا ( المصدر : وكالة “رويترز” للأنباء بتاريخ 7 أوت 2008)
سوريا تطلق سراح عارف دليلة
دمشق (رويترز) – قال محامي المعارض السوري عارف دليلة ان السلطات السورية أفرجت يوم الخميس عن موكله الذي سُجن قبل سبع سنوات بعد دعوته لتعزيز الحريات العامة وإلغاء الاحتكارات في البلد ذي الحزب الواحد. وقال المحامي محمد الحسني لرويترز ان السلطات أطلقت سراح دليلة وهو اقتصادي وزعيم حركة ربيع دمشق وانه الآن مع أسرته في مدينة اللاذقية الساحلية. وقامت حركة ربيع دمشق التي تضم مفكرين وشخصيات معارضة بحملة تدعو الى الديمقراطية بدلا من حكم حزب البعث المستمر على مدى أربعة عقود حين تولى الرئيس بشار الاسد السلطة خلفا لوالده الراحل حافظ الاسد عام 2000 . وسحقت قوات الامن الحركة بعد عدة أشهر وسجنت زعماءها. وقادت فرنسا والولايات المتحدة الدعوات الدولية لاطلاق سراح دليلة الذي يعاني من تداعي صحته وللافراج أيضا عن سجناء سياسيين علمانيين آخرين في سوريا. ( المصدر : وكالة “رويترز” للأنباء بتاريخ الخميس 7 أوت 2008)
مستشارة الرئيس السوري اعترفت بمقتله.. وقالت ان التحقيقات مستمرة لمعرفة الجناة اغتيال العميد محمد سليمان: السيناريوهات عديدة والصراع الداخلي أكثرها ترجيحا
باريس ـ دمشق ـ ‘القدس العربي’: يتداول المراقبون المعنيون بالشأن السوري عدداً من السينايوهات التي قد تفسر، جزئياً على الأقل، واقعة اغتيال العميد محمد سليمان (49 سنة)، أحد أفراد الحلقة الضيقة المقربة من الرئيس السوري بشار الأسد، وأحد أبرز مستشاريه في ملفات واسعة النطاق، قد تبدأ من خيارات فنية محضة تخص تسليح وإعادة تحديث أسلحة الجيش السوري، ولكنها تمرّ أيضاً بقضايا أمنية ذات حساسية عالية لأنها تتعلق بالحلقة العليا الأضيق في السلطة، ولا تنتهي عند خيارات سياسية مفصلية تعتمد طرائق تنفيذها على ركائز أمنية دقيقة في المقام الأول. وليس غريباً والحال هذه أن تقفز عناوين مثل اغتيال المقاوِم اللبناني محمد عماد مغنية، أو قصف ما قيل إنه مشروع مفاعل نووي في منطقة دير الزور، أو حتى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، على سبيل تأويل اغتيال العميد سليمان. ولعل السيناريو الأضعف هو ذاك الذي يعزو العملية إلى ما بات يُعرف باسم ‘الملف النووي السوري’، وبالتالي يتهم أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية باغتيال العميد سليمان. والعنصر الوحيد الذي قد يضفي مقداراً من المصداقية على هذا السيناريو غير المرجّح، هو أن تنفيذ العملية اتسم بدرجة عالية من الإحتراف (أي الاغتيال ببندقية قناص، من عرض البحر، وفي رابعة النهار)، تجعل أصابع الإتهام تتجه تلقائياً إلى الجهة الأكفأ في أداء هذا الطراز من العمليات. السيناريو الثاني، وهو أكثر ترجيحاً من السابق، يشير إلى مسؤولية جيب استخباراتي إيراني، قد لا يستهدف الإنتقام لمقتل محمد عماد مغنية كما أشاعت بعض الأطراف، ولكنه غير بعيد عن الترتيبات الإيرانية السياسية والأمنية في الداخل السوري عموماً، وفي المؤسسة العسكرية والأمنية بصفة خاصة. ولقد توفرت في السنتين الأخيرتين معلومات ملموسة عن سياسة تغلغل منظمة تنتهجها المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، وذلك لكسب تعاطف بعض الضباط السوريين في مستويات قاعدية (أي برتبة نقيب وما دون)، تحت غطاء المصالح الحيوية المشتركة بين دمشق وطهران، ومن منطلق عداء البلدين الإفتراضي لسياسات الولايات المتحدة في المنطقة. ومن المعروف أن العميد سليمان كان بين الأكثر تشدداً في المطالبة بفرض رقابة شديدة على هذا النوع من بسط النفوذ الإيراني، ويتردد أنه أوصى في هذا المضمار بسلسلة إجراءات عملية حظي معظمها بموافقة الرئيس السوري، ولعلها اتخذت بعداً عملياً دراماتيكياً بعد زيارة الرئيس السوري إلى فرنسا. وبهذا، قد لا تكون المصادفة وحدها هي التي تقف وراء التزامن بين اغتيال العميد سليمان، وقيام الأسد بزيارة نوعية إلى طهران. السيناريو الثالث، وهو الذي ينطوي على أكبر مقدار من احتمالات الترجيح المنطقية، يشير إلى صراع داخلي على النفوذ في المؤسسة الأمنية، بلغ مرحلة متفجرة لم تعد تسمح بالتعايش أو التقاسم، وصار بالتالي يحتم الإزاحة التامة من المشهد، حتى بوسيلة التصفية الجسدية وليس الوظيفية. ولقد تردد، في الآونة الأخيرة وبعد اعتكاف اللواء آصف شوكت رئيس جهاز الإستخبارات العسكرية وصهر الرئيس السوري، أن العميد سليمان يتولى شخصياً موقع ضابط الإرتباط بين المكتب الأمني الخاص في رئاسة الجمهورية، ومختلف مؤسسات الإستخبارات العسكرية وضباط الصف الأول فيه. وصار معلوماً، سواء عن طريق الإيعاز الشفهي أو حتى الأوامر الرئاسية المكتوبة، أن العميد سليمان هو المرجعية المباشرة في منح الترخيص الرئاسي لأي إجراء أساسي تعتزم الإستخبارات العسكرية اتخاذه. ولقد كان عدد من الصفات التي تطبع شخصية العميد سليمان، وفي طليعتها ميله الشديد إلى التكتم وتحاشي الظهور وتفضيل العمل في الظل والنأي عن الأضواء، قد لفتت أنظار الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في طور مبكر، فأوصى بتقريبه من نجله باسل الأسد، وريثه المرشح الأول الذي مات في حادث سيارة مطلع العام 1994، الذي كان يميل إلى سليمان أصلاً منذ أطوار زمالتهما في الكلية الحربية. إنها أيضاً الصفات التي جعلت بشار الأسد يقرّبه منه أثناء سنوات قيادته للحرس الجمهوري، قبل وراثته السلطة من أبيه في حزيران (يونيو) 2000، حتى لقد تردد أن العميد سليمان كان الدماغ الفعلي وراء خلية العمل الأمنية ـ العسكرية التي أدارت شؤون البلاد في الأسابيع القليلة التي أعقبت وفاة الأسد الأب وتعديل الدستور بما يناسب تولية الأسد الابن في تموز (يوليو) تلك السنة. وهكذا كان العميد سليمان يجمع بين مزاج العمل في الظل، والعزوف عن تولي المنصب المباشر، والولاء المطلق لأبناء حافظ الأسد، فضلاً عن الإنفتاح الاجتماعي (زوجته من مدينة دير الزور، ذات الأغلبية السنية التي عُرف عنها التعاطف الشعبي مع نظام الرئيس الراحل صدام حسين)، وغموض المواقف السياسية أو العقائدية، وسرّية الصلات بالصف الأول من أهل السلطة. وأياً كانت الحقائق خلف اغتياله، فإن غياب العميد محمد سليمان يشكل خسارة فادحة للرئيس السوري بشار الأسد، سواء على الصعيد الشخصي أم على مستوى ما كان الأسد يزمع إعادة ترتيبه في هياكل وكوادر المؤسسة الأمنية، قبيل دخول النظام في أطوار قادمة من خيارات اقليمية حاسمة، قد يتضح أن أحلاها أمرّ مما سبق. واكدت بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد امس الاربعاء اغتيال العميد محمد سليمان الذي اكتفت بوصفه بانه ‘ضابط في الجيش السوري’، مؤكدة ان التحقيق جار في هذه القضية. وقالت شـــــعبان في لقاء مع الصــــحافيين ان ‘سليمــــــان ضابـــط في الجيش العربي السوري وقتل في حادث جريمة اغتيال والتحقيق ما زال جاريا حتى الآن’. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 أوت 2008)
اغتيال العميد سليمان يفجر حربا إعلامية بين دمشق والرياض
محيط: فجر الإعلان عن اغتيال العميد محمد سليمان أحد أقرب المقربين للرئيس السوري بشار الأسد حربا إعلامية بين دمشق والرياض ويفتح مجددا ملف العلاقات المتوترة بين الدولتين منذ أكثر من عامين عندما وصف الأسد الزعماء العرب الذين عارضوا قيام حزب الله اللبناني بخطف جنديين إسرائيليين صيف عام 2006 ، بأنصاف الرجال. وهاجمت قناة فضائية سورية خاصة الإعلام السعودي لتناوله عملية اغتيال سليمان والذي قتل برصاص قناص أطلق عليه من البحر قبالة شاطئ مدينة طرطوس شمال غرب سوريا أواخر الاسبوع الماضي، معتبرة أنه حول جريمة الاغتيال إلى حملة إعلامية شرسة ضد سوريا. وقالت فضائية “الدنيا” السورية: “إن ماعجزت السياسة السعودية عن تحقيقه في الواقع ضد الموقف السوري المؤيد للمقاومة تحاول أن تجسده في الإعلام”، زاعمة “إن ما يصدر من الإعلام السعودي يسد الطريق أمام المساعي السورية لتحقيق التضامن العربي”. وأضافت: ان الاعلام السعودي يحول صفات الشهيد محمد سليمان كضابط متفوق وكشخصية مبدئية الى مراكز ومناصب وادوار تبدأ من الامن وتمتد الى السياسة والاقتصاد والحزب. واعتبرت الفضائية السورية الخاصة أن الإعلام السعودي “لا يحترم استشهاد أحد الضباط السوريين ويسارع لاستغلال الحادثة برواية الأوهام”، على حد قولها. ونقلت عما اسمته أحد المتابعين للإعلام السعودي، أن مسار الحملة الاعلامية السعودية يبدو وكأن هذا الاغتيال لم يحدث الا ليطلق هذه الأصوات ضد سوريا، خاصة ان العميد سليمان، لا يمثل الدولة وليست له أي وظيفة قيادية، ولكنه ضابط سوري، لذلك فهو ككل ضابط او عسكري يمثل سوريا كلها. في غضون ذلك، أكدت مصادر سورية مقربة من الجانب الرسمي، أن العلاقات السورية – السعودية يمكن وصفها بـ”السيئة”، كاشفةً أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قاطع اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقد بجدة في المملكة العربية السعودية، وأوفد نائبه فيصل المقداد ممثلا عنه، وذلك نظرا “لسوء العلاقات بين سوريا والمملكة العربية السعودية”. وأوضحت صحيفة “الوطن” السورية أن “عدم استجابة الرياض لمبادرة دمشق لتهدئة الأجواء وعودة العلاقات إلى طبيعتها بعد انتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وهو الأمر الذي كانت تشترطه الرياض وتتهم به دمشق وبدورها المعرقل”. اعتراف متأخر واعترفت سوريا رسميا أمس باغتيال سليمان (49 عاماً) والذي كان من أبرز المقربين للرئيس بشار الأسد بعد مرور عدة ايام على مقتله. واكدت بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية، اغتيال سليمان، الذي اكتفت بوصفه بانه “ضابط في الجيش السوري”، مؤكدة ان التحقيق جار في هذه القضية. وقالت شعبان في لقاء مع الصحافيين ان “سليمان ضابط في الجيش العربي السوري وقتل في حادث جريمة اغتيال، والتحقيق مازال جاريا حتى الان”. والتزمت دمشق الصمت حول مقتل هذا الضابط الذي كان المسئول الامني لمركز الدراسات والبحوث العلمية، بعدما نقلت وسائل اعلام عربية الاحد نبأ اغتياله. وقتل سليمان اثناء وجوده على شاطئ محافظة طرطوس في منطقة الرمال الذهبية، وتردد الكثير من الانباء والاشاعات بان يكون هناك تأكيدات رسمية سورية عن طريقة مقتله. ويشاع في المجتمع السوري ان سليمان كان يمسك بملفات كثيرة حساسة لها علاقة بالوضع السوري مع حزب الله او لجهة مهامه العسكرية والامنية داخل سوريا سليمان .. وغموض يفوق أسرار مقتله كانت المعارضة السورية، ممثلة بجبهة الخلاص الوطني التي تعمل من خارج البلاد، بقيادة الإخوان المسلمين ونائب الرئيس السوري السابق، عبدالحليم خدام، أثارت القضية ببث خبر عاجل على موقعها الإلكتروني، قالت فيه إن سليمان، الذي وصفته بأنه “مسئول أمني واليد اليمنى لبشار الأسد”، اغتيل الجمعة في منتجع بمدينة طرطوس الساحلية “بواسطة قناص” من البحر. وقال الموقع، إن سليمان هو “المسئول الأمني” في قصر الأسد، ويطلع على البريد الوارد من الجيش السوري، وهو من يصدر الأوامر لقيادة الأركان ووزير الدفاع. وروت أنه تخرج من كلية الهندسة بدمشق، ومن مواليد محافظة طرطوس، وتخرج مع الشقيق الأكبر للأسد، باسل، الذي لقي مصرعه عام 1994 في حادث سير غامض، حيث كان “يده اليمنى” وأصبح بعد ذلك المساعد الأبرز لشقيقه بشار، و”ظله.” وفي اليوم التالي، خرج الموقع بما قال إنه “تقرير خاص” عن اغتيال سليمان، أفاد خلاله أن الأخير قتل برصاص قناص “من يخت في البحر، وأصيب في رأسه وقلبه وتوفي على الفور.” واعتبر الموقع أن العميد السوري هو “رجل ظل” النظام، إذ كان يدير غرفة عمليات تهتم بنقل الضباط وتسريحهم ومتابعة شئون الجيش والأمن، وأسس مكتبا خاصا، بالتنسيق مع مكتب المعلومات التابع للقصر الجمهوري، لمتابعة الوضع الداخلي وكل ما يتعلق بالوزارت والمؤسسات الحزبية.” وأقرت الجبهة على موقعها بأن سليمان “شخصية غامضة وسرية، تحوم حوله الكثير من الأسئلة، خاصة في الأوساط الغربية. وزعمت أنه لم يكن على علاقة جيدة مع اللواء آصف شوكت، رئيس المخابرات العامة وصهر الأسد، إلا أنه كان صديقاً لمركز قوى آخر في النظام السوري المعقد، وهو ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، وقائد الحرس الجمهوري، أبرز وحدة قتالية في الجيش السوري. موقع “كلنا شركاء” السوري غير الحكومي من جهته، نقل نبأ اغتيال سليمان، الذي وصفه بأن “شهيد الواجب” الأحد، وقال إنه وقع مساء الجمعة، غير أنه حدد أسلوب الاغتيال على أنه بـ”إطلاق رصاص من بندقية مزودة بكاتم صوت على منطقة الرأس، وبقيت في الجثة رصاصة في الرقبة.” وينتمي سليمان إلى الطائفة العلوية، التي تحتكر المناصب الكبرى في حزب البعث الحاكم بدمشق، وفي القوى المسلحة، والتي يقال إن مسئوليها يعتمدون التعاضد الدائم للحفاظ على تماسك النظام. ويجمع محللون سوريون على أن “غموض” شخصية سليمان يفوق أسرار مقتله. حيث قال البعض إنه لا يعرف اسمه ولا منصبه الحقيقي، وموقعه من الدائرة المحيطة برأس النظام، وإن لم يستبعدوا أن تكون قد جرت تصفيته ضمن إطار “صراع قوى” محلي على المغانم والحصص. وأعادت قضية اغتيال سليمان بالذاكرة إلى “انتحار” وزير الداخلية السابق، غازي كنعان، الذي كان رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري في أكتوبر 2005 ، بعدما تردد اسمه في ملف اغتيال الحريري أيضاً، إذ أن تفاصيل الحادث وتداعياته ما تزال موضع أخذ ورد حتى الساعة. توتر العلاقات يذكر أن العلاقات بين سوريا وكلا من مصر والسعودية كانت قد شهدت توترا حادا بعد أن وصف الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات له بعد حرب لبنان عام 2006، القادة العرب الذين انتقدوا حزب الله على “تهوره” والذي أدى إلى قيام هذه الحرب، بـ “أنصاف الرجال” . ووجهت القاهرة والرياض انتقادات حادة وعنيفة لحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله بعد إقدامه على أسر جنديين إسرائيليين وهو الأمر الذي ردت عليه إسرائيل بحرب استمرت حوالي 33 يوما تكبدت فيها دولة الاحتلال خسائر فادحة ولكن في نفس الوقت دمرت البنية التحتية للبنان بالإضافة إلى مقتل وإصابة وتشريد الآلاف من مواطني الجنوب. ومنذ هذا التاريخ لم تعد العلاقات بين سوريا وكلا من مصر والسعودية إلى سابق عهدها، ومما يدل على برودة هذه العلاقات هو ذلك التمثيل الدبلوماسي المنخفض الذي شاركت به الدولتان في القمة العربية التي عقدت في نهاية مارس الماضي بالعاصمة السورية دمشق. وكان السفير سليمان عواد، الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية، قد تحسّر ،في تصريحات سابق له، على أيّام التناغم المصري ــ السوري ــ السعودي، باعتباره قاطرة العمل العربي المشترك، وأقرّ بأنّ العلاقات بين الدول الثلاث ليست على ما يرام. ويقول دبلوماسي سوري أن دمشق تعتقد أن العمل العربي المشترك يخسر كثيراً باستمرار ما وصفه بغيوم الخلافات في الأجواء المصريّة ــ السوريّة من جهة، والسورية ــ السعودية من جهة أخرى. (المصدر: شبكة الأخبار العربية (محيط ) بتاريخ 7 أوت2008)
الزهار: نرى لحظة إطلاق الأسرى والأسيرات قريبة .. ولا تنازل عن صفقة مشرفة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة “حماس” والنائب في المجلس التشريعي أن الفصائل الآسرة للجندي الصهيوني جلعاد شاليط وعلى رأسها حركة “حماس” لن تتنازل عن مطالبها “وتصر على صفقة مشرفة يطلق بموجبها سراح الأبطال من سجون الاحتلال”. وقال الزهار في كلمة له خلال الاحتفال الذي أقامته جمعية “واعد” لرعاية الأسرى والمحررين مساء الخميس (7/8) احتفاءً وتكريماً للأسير المحرر هشام شعت الذي أطلق عنه اليوم من سجون الاحتلال بعد قضائه 20 عاماً في سجون الاحتلال: “لا تصدقوا ما تسمعونه بخصوص صفقة شاليط خاصة من الاحتلال .. نحن أقوياء وبفضل الله لن يتم التنازل عن قضية تبادل الأسرى والصفقة لن تتم إلا بمطالبنا بإذن الله تعالى”. وأضاف: “نرى لحظة إطلاق الأسرى والأسيرات قريبة، لكنها تحتاج لمشوار صعب وبركة الله وتوفيقه ودعاء المخلصين وعمل المجاهدين”، مشدداً القول “سنحقق صفقة مشرفة نمسح بها أعين أهالي الأسرى ونعيد البسمة على شفاههم”. وتابع الزهار حديثه قائلاً: “كما نحتفل بالأسير المحرر البطل هشام شعت سنكون مع أعراس الأسرى والأسيرات المحررين قريباً بإذن الله”. إلى الكيان الغاصب .. عودتنا باتت أقرب ووجه القيادي البارز الذي قدم اثنين من أبنائه شهداء في ميدان المواجهة مع الاحتلال رسالة للكيان الصهيوني مؤكداً أن “شعبنا هو أقرب إلى العودة لأرضه المغتصبة”. وقال: “الكيان الصهيوني يدرك أننا اليوم وبعد 60 عاماً أقرب للعودة أقول إلى فلسطين كل فلسطين الناقورة حيفا المجدل بئر السبع كل مكان من أرضنا المحتلة”. وأضاف: “هم يدركون أن الجسم الغريب لن يتقبله الجسم العربي الطبيعي في المنطقة وأن الجسم الغريب سيلفظ والعبرة ليست بطول السنين والتضحيات”. الاعتداءات في الضفة وتطرق القيادي في “حماس” إلى الاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون وحركة “حماس” والمقاومون في الضفة الغربية على أيدي “حكومة” فياض – عباس. وقال: “الضفة الغربية يتعاون فيها الخونة والجواسيس الذين ينتمون لمصالحهم والتعامل مع العدو على قهر إرادة الشعب الفلسطيني”. وأضاف: “غزة تعرضت لهذه التجربة، والتجربة تقول إن الشعب الفلسطيني الذي ضحى بأغلى ما يملك من أجل التخلص من الاحتلال هل سيقبل أن تمارس عليه نفس الوسائل بأيدي فلسطينية وغير فلسطينية الإجابة واضحة فالضفة اشرف وأعز وأكرم”. ووجه تحذيراً صريحاً بأن: “تجربة غزة حية وماثلة فاعتبروا يا أولي الألباب”. وشدد القيادي البرلماني على أن “غزة نموذج لن يعود إليه الفساد مهما كلف ذلك من ثمن”. وقال: “لن تعود الأجهزة الأمنية التي تنسق مع العدو لن يعود رموز الخيانة للتبوء علينا حتى لو أجرينا ألف حوار”. العلاقة مع مصر وأوروبا وأكد الزهار أن علاقة حركة “حماس” مع مصر “تتصاعد نحو الأفضل كل يوم” رغم كل ما يشاهد وما يحاوله البعض من أجل تخريب العلاقة. وقال: “سياستنا واضحة نحن لا نعتبر مصر عدواً، وشعب مصر داعم لنا ولن نعبث بأمنه أو أمن أي دولة أخرى”، مؤكداً أن هذه السياسة متبعة حتى مع الدول التي قاطعت “حماس”. وكشف النقاب عن أن الدول التي كان لها موقف سلبي أو قاطعت “حماس” بدأت تعمل على إعادة العلاقات سراً وعلانية. وكشف أن وفود أوروبية ومستشارين كبار بدؤوا يصلون ويلتقون ويستمعون لـ “حماس” ويقرون بأن حماس رقم صعب لا يمكن تخطيه وأنها تمثل ضمير الأمة وواقع لا يمكن تجاهله. وتوقع أن يشهد الموقف الأوروبي تغيراً خلال ستة أشهر “بعد انتهاء سحابة بوش الذي تقوم سياسيته على الدموية”. وشدد على أن حركة حماس “لن تتنازل ولن تحيد ولن تتراجع وأنها صاحبة المشروع المنتصر بإذن الله”. خدمة المجتمع وأكد حرص “حماس” على خدمة المجتمع وتلمس احتياجات الناس، وقال: “لم نأت لنجلس على كراسي التشريعي أو الحكومة إلا لنحولها ساحة لخدمة المجتمع فها هو لأول مرة يحصل الموظف على المال الحلال والموظف الذي يقطع راتبه يستلمه بغض النظر عن انتمائه”. ودعا المؤسسات الأهلية والنوادي التي يديرها منتمون لحركة “فتح” إلى العمل وفق القانون وعدم تحويل هذه المؤسسات “لأوكار للتجسس والتآمر”. وقال “طالما التزموا القانون فنحن معهم وندعمهم، نعطيهم الفرصة الأخيرة، أما إذا حادوا عن ذلك لن نسمح أن تتحول هذه المؤسسات لمشاريع تهدم وتفتت المجتمع”.
المصدر:موقع المركز الفلسطيني للإعلام الإلكتروني ( فلسطين)بتاريخ 7أوت 2008
حبيب يتوقع انتكاسة للإخوان في انتخابات 2010
رويترز محمد حبيب توقع نائب المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر محمد حبيب أن تمنى الجماعة بانتكاسة في الانتخابات البرلمانية القادمة عام 2010؛ بسبب ما وصفه بالتزوير، وسن قوانين تحد من مشاركة الجماعة في الحياة السياسية. وأوضح حبيب في تصريحات لوكالة رويترز أن “تزوير الانتخابات، والإجراءات الحديثة لمنع أعضاء الجماعة من السعي للفوز بمنصب عن طريق الانتخاب يمثل نذير شؤم للمستقبل”. وأضاف حبيب: “طبعا من غير الممكن أن نحقق ما حققناه في 2005″، وأضاف: “قراءة المشهد السياسي حاليا تقول كده (ذلك) إلا إذا حصل ما لم يتوقعه أحد”. وجماعة الإخوان المسلمين محظورة رسميا، لكن أعضاءها يرشحون أنفسهم في الانتخابات كمستقلين. وفازت الجماعة بحوالي 20% من مقاعد البرلمان في وقت كانت الولايات المتحدة تضغط على مصر لتعزيز الحريات، والسماح بمزيد من المشاركة السياسية، لكن الحملة الأمريكية خفت حدتها منذ ذلك الحين، وسمح ذلك للسلطات بتضييق الخناق على الإخوان المسلمين، وجمدت السلطات أصول عدد من كبار أعضاء الجماعة، وسجنتهم بعد محاكمة عسكرية. وتتهم الجماعة السلطات بتزوير الانتخابات لصالح الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وتنفي الحكومة هذه التهمة. وقال حبيب: “السلطة تحاول أو تقوم بتزوير الانتخابات 100% من خلال التشريعات، بالإضافة للإجراءات الاستثنائية، بما فيها الإجراءات الأمنية طبعا، ناهيك عن الخروقات”. واستدرك قائلا: “لا يوجد لنا سبيل أو طريق غير المنهج السلمي وصناديق الاقتراع”. ويقول محللون إن الحكومة تريد منع الجماعة من تحقيق المزيد من المكاسب الانتخابية التي ستساعدها في تشكيل تهديد جدي لحكم الرئيس حسني مبارك، لكن نشطاء المعارضة ينتقدون جماعة الإخوان المسلمين؛ بسبب تحمل لطمات من الحكومة دون الرد حتى من خلال الاحتجاجات السلمية. الخدمات لا الاحتجاجات ولفت حبيب إلى أن التواصل مع الناس من خلال توفير خدمات اجتماعية، ونشر قيم الإخوان المسلمين من خلال الأعضاء والمتعاطفين هي أمور أكثر فعالية من تنظيم احتجاجات ستقمعها الشرطة. وقال: “نحن نتميز بالقدرة على امتصاص الصدمات والثبات، وسد الثغرات في مواجهة الضربات، والقدرة على الحركة، والانطلاق على المستوى الجماهيري العام”. وأشار حبيب إلى أن الجماعة اعتمدت على جيش من المتطوعين، ومساهمات أعضائها لتمويل أنشطتها، وأنها أنفقت أموالا أقل بكثير من منافسيها على الحملات الانتخابية. وبحسب رويترز، يتشكك كثيرون في مصر إزاء قدرة الإخوان المسلمين على الوصول لما وراء قاعدة الجماعة، وجذب الأغلبية الصامتة التي نأت بنفسها عن السياسة بعد عقود من الحكم المطلق. ويقول منتقدون إن هذا الفشل كان واضحا حين ازدحمت شوارع القاهرة بحركة المرور يوم الرابع من مايو الماضي، رغم تأييد الجماعة لإضراب في ذلك اليوم؛ احتجاجا على ارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور. وفي هذا السياق، قال حبيب: “إن كثيرا من المصريين يخشون تحرش الحكومة إذا شاركوا في السياسة”. وأضاف: “مفيش حاجة (لا يوجد شيء) اسمها شريحة صامتة.. فيه (هناك) شريحة خائفة، وهذا الخوف يجعلها تحجم وتتردد عن المشاركة”. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 7 أوت 2008)
المحكمة الدستورية تضع العدالة والتنمية أمام الامتحان الأصعب
د. بشير موسى نافع أقل ما يمكن أن يقال في القرار الذي أصدرته المحكمة الدستورية التركية بخصوص قضية حظر حزب العدالة والتنمية التركي أنه حمال أوجه. بعد أسابيع من الترقب والتوتر، أعلنت المحكمة عزمها عدم الموافقة على طلب المدعي العام حظر الحزب؛ وأنها قررت بدلاً من ذلك حرمانه من نصف الدعم الحكومي السنوي، الذي تقدمه الدولة التركية تقليدياً للأحزاب السياسية، طبقاً لحجم تمثيلها البرلماني. مثل هذه العقوبة لن تؤثر على إمكانات حزب العدالة والتنمية المالية، سيما وهو يتمتع بدعم شعبي كبير، بما في ذلك دعم بعض من أبرز رجال الأعمال الأتراك الجدد. بيد أن مجرد حكم العقوبة يعني بالضرورة أن هيئة المحكمة اقتنعت بالاتهامات التي وجهها النائب العام، والتي تتمحور حول أن العدالة والتنمية تحول إلى بؤرة للنشاطات الإسلامية، وأنه بات مصدر تهديد للأسس العلمانية التي ترتكز إليها الجمهورية؛ وأن الخلاف بين القضاة تعلق بطبيعة العقوبة فقط. وهذا ما وقع فعلاً؛ فقد أفاد رئيس المحكمة الدستورية في مؤتمره الصحافي أن ستة بين القضاة الأحد عشر أقروا الاتهامات الموجهة للحزب وطالبوا بحظره، بينما رفض أربعة آخرون عقوبة الحظر، وقرروا حرمان الحزب من التمويل. واحد فقط بين قضاة المحكمة رفض دعوى النائب العام كلية. لا بد من الانتظار قليلاً قبل أن تنشر المحكمة حيثيات قرارها بالكامل، وتتضح بالتالي الكيفية التي نظر بها القضاة إلى الدعوى والمنطق الذي حدد تقييمهم للأدلة التي ضمها ملف النائب العام، وهي الأدلة التي وصفها عدد واسع من المراقبين الاتراك بأنها في جلها مجرد تفسيرات من وجهة نظر واحدة لعدد من الحوادث. ولكن من الممكن ربما رؤية عدد من المؤشرات الهامة التي حملها قرار المحكمة. فبخلاف معظم التوقعات بانقسام القضاة تسعة إلى اثنين، على اعتبار أن تسعة من أعضاء المحكمة معروفون بعلمانيتهم الراديكالية وأن الاثنين الآخرين يعود تعيينهما إلى عهد الرئيس المعتدل تورغوت أوزال، انقسم قضاة المحكمة هذه المرة في صورة لا تنسجم بالضرورة مع هذه الخارطة. القول بأن القرار جاء نتيجة لصفقة تم التوصل إليها بين رئيس الوزراء اردوغان وأركان الطبقة الحاكمة التقليدية، سيما جنرالات الجيش، لا يستند إلى أدلة كافية. فبالرغم من التقارير الصحافية التي حملت تكهنات حول مثل هذه الصفقة خلال الأسابيع السابقة على صدور قرار المحكمة، إلا أن الواضح أن قيادة العدالة والتنمية ظلت حتى صباح صدور القرار تتوقع الأسوأ؛ وقد أعدت بالفعل الإجراءات الضرورية لتأسيس حزب جديد. الأرجح، أن قضاة المحكمة الخمسة الذين عارضوا عقوبة الحل (وهو القرار الذي يحتاج أكثرية من سبعة اصوات لا ستة)، أخذوا في الحسبان ما يمكن أن يوقعه قرار الحل من اضطراب سياسي واقتصادي كبير، ما يمكن أن يتركه من أثر في المنطقة الكردية وعلى وتيرة العنف الذي تتعرض له تركيا من هجمات حزب العمال الكردستاني، وعلى دور تركيا ووضعها الإقليمي. ثمة اعتباران آخران لا يقلان أهمية: الأول، يتعلق باحتمال تبلور فراغ في القيادة العسكرية للبلاد، التي تشهد هذا الأسبوع اختيار رئيس جديد للأركان، ما كان يمكن لعملية اختياره أن تتم في حال حل الحزب الحاكم واستقالة إردوغان من رئاسة الحكومة؛ والثاني، أن ليس هناك في الحقيقة من بديل سياسي جدي لحزب العدالة والتنمية، بعد أن تحولت الأحزاب العلمانية التقليدية إلى ما يشبه التحف التاريخية أكثر منها إلى أحزاب معارضة يمكن أن تشكل حكومة تلتف حولها قطاعات شعبية ملموسة وتتمتع بمصداقية انتخابية كافية لإدارة شؤون الدولة. العدالة والتنمية هو حتى إشعار آخر الحزب المهيمن على تركيا السياسية. بهذا المعنى، كان قرار المحكمة الدستورية انتصاراً للعقل وللسلم الأهلي وللاستقرار، ولكنه لم يضع حداً للصراع المحتدم حول روح تركيا، بأبعاده الاجتماعية السياسية والثقافية. نظر إلى قرار المحكمة الدستورية، من جهة، بأنه جاء لصالح حزب العدالة والتنمية وقياداته الرئيسية. فالسيناريو الأسوأ لم يكن سيقتصر على حل الحزب (الذي كان من السهل تشكيل حزب بديل له مباشرة)، بل منع قادة الحزب الرئيسيين من العمل السياسي المنظم، بما في ذلك رئيس الجمهورية غول ورئيس الوزراء إردوغان. في مثل هذه الحالة، ما كان يمكن إطاحة رئيس الجمهورية (الذي لا يقال من منصه إلا بإدانته بالخيانة العظمى)، ولكن موقعه كان سيتعرض لاهتزازات معنوية. أما إردوغان فكان سيخسر منصبه، ويحاول من ثم العودة إلى البرلمان في انتخابات مبكرة كنائب مستقل؛ وهو ما قد يدخل حزبه وكل المشهد السياسي التركي في دوامة من الاحتمالات. لهذا، على الأقل، لا يجب التقليل من حجم الأثر الإيجابي الذي تركه قرار المحكمة على وضع ومستقبل حزب العدالة والتنمية، وعلى ملايين الأتراك الذين منحوه أصواتهم في انتخابات العام الماضي. من جهة أخرى، ينبغي رؤية الضغوط الهائلة التي فرضها قرار المحكمة على العدالة والتنمية. في مؤتمره الصحافي، قال رئيس المحكمة الدستورية أن قرار المحكمة رفض مطلب حل الحزب لا يعني أن النائب العام لا يمكنه التقدم بدعوى جديدة ضد العدالة والتنمية في المستقبل. والأرجح، بالطبع، أن الحزب لن يواجه مثل هذه الدعوى في المدى القريب، ولكن الواضح أن المحكمة أرادت أن ترسخ لدى العدالة والتنمية الشعور بأنه إن أفلت هذه المرة فإنه سيبقى تحت رقابة دائمة في كل ما يتعلق بسياساته وخطابه وتشريعاته. وكون المحكمة أصلاً قد أقتنعت بأكثرية عشرة إلى واحد بحيثيات الدعوى، فإن حل الحزب في حال واجه ادعاء ثانياً مشابهاً يصبح أقرب احتمالاً. وقد كان رئيس المحكمة محدداً في قوله ان القرار يمثل إنذاراً شديداً يستوجب أن يؤخذ في الحسبان من قبل العدالة والتنمية. المسألة الثانية، أن اختيار المجلس العسكري الأعلى هذا الأسبوع قائد القوات البرية، الجنرال إلكر باشبوغ، رئيساً لهيئة الأركان للعامين القادمين، يعني أن رئيس الوزراء سيواجه في قيادة المؤسسة العسكرية التركية خصماً عنيداً، يتمتع بسمعة عسكرية أسطورية في أوساط الجيش، وبحنكة سياسية تكتيكية تفوق بكثير حنكة رئيس الأركان المنتهية ولايته بيوك – أنيت. المسألة الثالثة، أنه بالرغم من الدعم الأوروبي والأمريكي المعنوي لحزب العدالة والتنمية خلال الأزمة الأخيرة، على أساس أن حل الأحزاب السياسية من قبل القضاء هو تصرف غير ديمقراطي، فإن مؤشرات دلت على أن مواقف الدول الأوروبية الرئيسية لم تكن متفقة على معارضة حل العدالة والتنمية، وأن الموقف الأمريكي شابه مستوى ملموس من الغموض. مثل هذه الأجواء قد تؤدي إلى إخافة العدالة والتنمية، وثنيه بالتالي عن مواصلة سياساته الإصلاحية. إن كان كل مشروع قانون قد يتقدم به الحزب للبرلمان، وكل تصريح يطلقه أحد نوابه أو قادته، وكل نشاط يتعهده هذا الفرع أو ذاك من فروع الحزب، سيكون موضع رقابة وعرضة لتفسيرات جامحة من سياسيين أو قضاة يحملون وجهة نظر مسبقة من الحزب، فإن قدرات حكومة العدالة والتنمية على مواصلة برنامج الإصلاحي ستحبط إلى حد كبير. والمعروف أن الحزب الحاكم، وهو الذي يتمتع باكثرية برلمانية كبيرة ويقبض على منصبي رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، هو في طريقه لمواجهة عدد من الاستحقاقات الكبرى، المتعلقة ببنية الدولة التركية وعلاقة الدولة بالمجتمع. أولها، بالتأكيد، التعهد الذي تضمنه برنامج العدالة والتنمية الانتخابي بصياغة دستور جديد كلية للبلاد، بعد أن حكمت تركيا منذ مطلع الثمانينات بدستور أشرف على صياغته الضباط الانقلابيون ليحمل تصورهم للدولة والحكم، ونظراً لطبيعته التحكمية فقد تعرض الدستور لعشرات التعديلات خلال ربع القرن الماضي. إضافة إلى الملف الدستوري، فإن كلاً من مجلس التعليم الأعلى، الذي يتحكم في كافة جوانب العملية التعليمية من المدرسة الابتدائية وحتى الجامعة، والمحكمة الدستورية نفسها، سيعاد تشكيلهما. تعيين أعضاء مجلس التعليم الأعلى وقضاة المحكمة الدستورية يعود إلى رئيس الجمهورية، ويخضع لأنظمة معقدة. كان ينبغي على حكومة العدالة والتنمية أن تسارع إلى الوفاء بتعهدها الدستوري منذ فوزها الثاني في الانتخابات البرلمانية. ولكن الحكومة، ولأسباب غير واضحة تماماً، ذهبت إلى إقرار التشريع الخاص بالتعليم الجامعي، الذي أطلق عليه قانون الحجاب، والذي سرعان ما تعرض للنقض من المحكمة الدستورية، واعتبره كثيرون الشرارة التي أطلقت الأزمة الأخيرة. منع الفتيات المحجبات من التعليم الجامعي هو بالتأكيد مشكلة ملحة في الحياة التركية، تمس قطاعاً واسعاً من المجتمع التركي، سيما أولئك الذين يشكلون جزءاً هاماً من قاعدة العدالة والتنمية الانتخابية؛ ولكن الأبعاد الرمزية الثقيلة لمسألة الحجاب تثير حساسيات عميقة، مما سمح بسهولة لتوظيفها في صراع القوة بين الطبقة التقليدية الحاكمة والقوى الاجتماعية الجديدة التي حملت العدالة والتنمية إلى الحكم. مشكلة تركيا الحقيقية هي أبعد من مسألة الحجاب والجامعة، وتتعلق ببنية النظام الجمهوري ذاته، بنيته الدستورية، التعليمية، القضائية، وبيروقراطية الدولة المدنية والعسكرية على السواء. بدون إجراء إصلاحيات حقيقية في هذه الدوائر، بهدف تخفيف وطأة الدولة على المجتمع وإضعاف قبضتها المحكمة على الحياة، فكل محاولات الإصلاح الأخرى ستنتهي إلى أزمة من هذا المستوى أو ذاك. بعض العمل الإصلاحي يتطلب سنوات طويلة قبل أن يؤتي ثماره، مثل ذلك المتعلق بالمؤسسة العسكرية هائلة الحجم وبيروقراطية الدولة. بعضه الآخر، مثل إصلاح المؤسسة التعليمية، يمكن إنجازه على المدى المتوسط. ولكن الإصلاح الدستوري، بما في ذلك رفع يد القضاء عن الحياة السياسية، ومثل إعادة تشكيل المحكمة الدستورية لتصبح أكثر تمثيلاً للخارطة الاجتماعية التركية الجديدة، لا يجب أن ينتظر طويلاً. المؤكد، أن العدالة والتنمية، وحكومته وزعيمه، يقف الآن أمام الامتحان الأصعب، امتحان مراعاة الشك الذي يثيره بين عموم الجمهوريين العلمانيين الأتراك، من ناحية، وامتحان عدم الخضوع للضغوط المستبطنة في قرار المحكمة الدستورية، من ناحية أخرى. بدون المضي في مشروع الإصلاح، فإن تركيا لن تتحرر من حالة الانقسام والتأزم وعدم الاستقرار، التي تعيشها منذ ولادة الجمهورية. ‘ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث ( المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 أوت 2008)
انزياح الصراع في تركيا من علماني – إسلامي إلى محافظ – تقدمي
زهير الخويلدي ” التاريخ يتشبث بماهو نوعي…انه يتعلق بالأحداث التي تم تفريدها والتي ليس لأحد منها أن يتكرر” بول فاين- أزمة المعرفة التاريخية كتب الكثير عن الصراع بين القوى السياسية التركية موزعة بين الحكومة ورئاسة الدولة ممثلة في حزب العدالة والتنمية المحسوب على التيار الإسلامي والمؤسسة العسكرية والقضاء والمحكمة الدستورية وبعض الأحزاب المعارضة مثل حزب الشعب الجمهوري المحسوب على الجبهة العلمانية. الصراع اشتد في الآونة الأخيرة بين المعسكرين حول قضية الحجاب ومحاولة حزب العدالة والتنمية سن قانون يبيح ارتداء الحجاب في الجامعات والمؤسسات العمومية على غرار زوجة الرئيس التي شوهدت في كأس أمم أوروبا الأخير مرتدية غطاء للرأس رسم عليه صور عديدة للعلم التركي الأحمر، هذا إجراء أزعج القوى العلمانية واعتبروها تخطي للخطوط الحمراء ونيل من المكاسب الأتاتوركية الجمهورية التي تترك الشأن الديني بعيدا عن اللعبة السياسية، وإذا في الأزمة الماضية وقع التهديد بالانقلاب العسكري على غرار ما حصل مع عدنان مندريس ونجم الدين أربكان الذي يقضي بقية حياته ملاحقا من طرف القضاء فان هذه المرة تم التلويح بحل الحزب الحاكم وحركت ضده قضية داخل أروقة المحكمة الدستورية وهو ما يعني إحداث فراغ دستوري وتنظيم انتخابات مبكرة. لكن رد عبد الله غول ورفيقه أوردوغان كان ذكيا والتزم بما ينصص عليه الدستور وفصوله القانونية وهو ما يعني تقديم الاستقالة من الحزب وتحول النواب إلى مجموعة من المستقلين. المفاجأة كانت مدوية عندما لم يصوت أغلبية القضاة على حل حزب العدالة والتنمية وتحفظ قاضي عن القرار في حين تغيب الباقون وهو ما يعني انتصار من الوزن الثقيل لحزب العدالة والتنمية بعد تحقيقهم انتصارا آخرا في معركة لي الذراع مع المؤسسة العسكرية ووصول شخصية معتدلة إلى قيادة هيئة أركان الجيش وهو ما يعني تواصل الإصلاحات الديمقراطية والاجتماعية والاقتصادية التي شرع في تطبيقها هذا الحزب منذ وصوله وجعلته يقاوم الفساد والانكماش ويحقق انتعاشة للمناخ المالي في البورصات التركية ويسرع قيمة المبادلات التجارية توريدا وتصديرا مع العالم. اللافت للنظر أن اللعبة السياسية في تركيا تغيرت كثيرا وتبادلت القوى المتنافسة المواقع والتوجهات، فبعد أن كانت الأحزاب القومية واليسارية ترفع لواء التقدمية والعلمانية وتطالب بالانضمام الفوري إلى الاتحاد الأوروبي أصبحت محافظة وتتشدد في الدفاع عن مكاسب الماضي الأتاتوركي المجيد وتطالب بالاستقلالية والسيادة وتتوخي خطة انكماشية انعزالية. أما حزب العدالة والتنمية فقد تموقع على يسار التيارات الدينية المتأثرة بتفكير الإخوان المسلمين والطرق الصوفية والمراجع الفقهية التقليدية، وهذا التموقع التقدمي التحرري جعله يستفيد من مكاسب الحداثة وينتهج سياسة انفتاحية تجاه العالم وينادي بضرورة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وتقوية التعاون مع المحيط الآسيوي والعربي والإسلامي والإفريقي وحتى الأمريكي اللاتيني. عندئذ هناك انزياح في الصراع بين القوى السياسية التركية من استعراض عضلات القوة عن طريق المظاهرات والبيانات الصحفية النارية بين الإسلاميين والعلمانيين إلى التنافس الديمقراطي بين قوة ليبرالية تقدمية تطور وتصلح وتطهر المجتمع من الأمراض وقوى تجذف إلى الخلف وتريد من الزمن أن يتوقف والغريب أن الأولى هي المحسوبة على الإسلاميين بتجوز والثانية على العلمانيين عرضا. ظهور حزب العدالة والتنمية هو حدث ولكنه ليس متفردا ويمكن تكراره في مسطح المحايثة الذي جهزه العرب لتدبير وجودهم في العالم لكن بشرط أن يتكرر على نحو مختلف ومتنوع وأن يقع احترام القيم والمبادئ الديمقراطية والحقوقية الكونية التي أتاحت له أن يتشكل كحدث تاريخي. خلاصة القول أننا نرى ميلاد علمانية إسلامية في الديار التركية يمكن أن يهتدي بنجاحاتها ويتبرأ من أخطائها وخاصة تبني خيار الصمت وممارسة الخيار الدبلوماسي الهادئ في القضية الفلسطينية وتنشيط الحوار بين الشرق والغرب حول القضايا الحساسة وخاصة الملف النووي الإيراني ومستقبل العراق. ان حركة التاريخ تسير إلى الأمام في تركيا وهي في غير مصلحة القوى المحافظة التي هي التيارات التي كانت تحسب على الاتجاه العلماني والقومي واليساري وأن حزب العدالة والتنمية هو الذي يصنع الآن مستقبل تركيا وأنه من مصلحة الشعب التركي أن تتواصل تجربة التنمية الباهرة والإصلاحات الديمقراطية، لكن من جهة مقابلة يجدر بمؤسسي حزب العدالة والتنمية أن يعترفوا بالأخطاء الماضوية التي ارتكبوها وخاصة إصرارهم على حضور الرموز الدينية في المجال العمومي لأن هذه الأمور تحولت إلى أصنام ومحنطات تعيق حركة التاريخ ويجدر تحطيمها والعزوف عن التفكير فيها لأن كل التيارات التي لها مرجعية دينية تنظر إلي تجربتهم بإعجاب ويمكن أن تحتذي بها وأي تعثر في تركيا يعني إخفاق آخر للتجارب الحزبية التي تسلهم روح تنظيم العلاقات بين الأفراد من النصوص الفقهية التجديدية المعاصرة، لكن العرب الذين أضاعوا فرصة المد الليبرالي الأول والمد الماركسي وأيام الغضب القومي وسنوات الغليان هل يضيعوا أيضا استفاقة التحزب ما بعد الإسلامي Pot-islamique الذي أرساه حزب العدالة والتنمية التركية والتجربة المالية ؟ ألا يعني مفهوم المابعد نهاية الإسلام وحلول الإنسان الأخير أم تحقق رسالته الثانية على أرض الواقع كما بشر بذلك المفكر السوداني محمد علي طه؟ كاتب فلسفي
Home – Accueil – الرئيسي