ملف خاص: قمة تونس تتحول إلى قمة للتطبيع
قافلة السيارات الاسرائيلية خرقت الأجواء الوادعة في جزيرة جربة
الوزيران سلفان شالوم وداليا ايتسيك في زيارة لتونس
يوآف شتيرن- كاتب في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية الصادرة يوم 16/11/2005
قافلة السيارات الفارهة التي تحمل الوفد الاسرائيلي لتونس شوشت الهدوء السائد في جزيرة جربة الوادعة. القافلة شقت طريقها من المطار عبر الطريق الذي يجتاز ارضا رملية وعلي جانبها صفوف من أشجار النخيل، مباشرة نحو قلب الحي اليهودي في الجزيرة، حيث كان المئات من أبناء الجالية اليهودية العريقة بالانتظار.
بعد أن وصلوا الي جربة وجدوا اكتشافا محليا: أحد أبناء الجالية من أقارب المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، واسمه حاي مزوز (40 عاما)، سمع بمكانة قريبه الرفيعة في البلاد، إلا أن ذلك لم يقنعه بالهجرة الي اسرائيل حسب قوله. أنا أفضل مواصلة عملي هنا، واذا هاجرت الي اسرائيل فسأضطر للتخلي عنه .
الناس في جربة يدعون انهم الجالية اليهودية الأقدم في العالم خارج ارض اسرائيل، وتعدادها اليوم 1000 نسمة. وزير الخارجية سلفان شالوم دخل الي الكنيس المحلي مصحوبا بأنشودة المزامير مديح القدس . كهول الجالية قدموا مع طرابيشهم الحمراء وسراويلهم الطويلة الواسعة التي كانت لها ايام زاهرة في الماضي. المصلون أمسكوا بأكياس تحمل كتب التوراة.
الجالية اليهودية في جربة مقسمة الي مجموعتين كما يحدث في كل مكان في العالم: الحي الكبير حيث تقطن الاغلبية، و الحي الصغير حيث يوجد الكنيس القديم الذي أقيم حسب التقاليد المتعارف عليها فور تدمير الهيكل الاول. المعتقدات تقول أن في هذا الكنيس حجراً من الهيكل المقدس. الحاخام الأكبر ليهود تونس، حاييم بيتان، من سكان جربة حصل بالأمس علي بوق مفتخر كهدية من سلفان شالوم وقام علي الفور بالعزف فيه.
أبناء الجالية اليهودية جاؤوا الي تونس وهم يرتدون أفضل ملابسهم في مظهر بهيج وعصري. بعض النسوة ارتدين الحُلي الفاخرة من الصناعة اليدوية. الجالية اليهودية مشهورة بتجارة الذهب، والكثير من أبنائها صاغة في حرفتهم.
اغلبية الزبائن من غير اليهود، ولكن هناك بعض السياح ايضا ، قال ليئور ايليا، أحد سكان المكان أمس. ايليا يعمل في تجارة الذهب كأمثاله.
ولكن حياة الجالية اليهودية في جربة موجودة تحت علامة الاستفهام أكثر من أي وقت مضي. ايليا يفكر بالمستقبل أساسا، ولكنه لا يغادر الي اسرائيل أو فرنسا بسبب عدم رغبة والده. وهو ايضا متردد وحائر.
عملية التحضير للزيارة استمرت أياما طويلة، الاجراءات كانت مشددة بما فيها حظر دخول المسلمين الي الحي اليهودي حتي وإن كانوا من سكان المكان. قوات الأمن التونسية لم ترغب بالمخاطرة متذكرة العملية التي تمت في جربة من قبل تنظيم القاعدة حيث تضررت السياحة في تونس لمدة طويلة، والطريق المجاور للكنيس أُغلق منذئذ وهناك حراسة دائمة حوله.
جالية تونس هي آخر جالية يهودية في العالم العربي تعيش كجالية فعالة ومتنامية.
الناس هناك لا يهاجرون الي اسرائيل لانهم يربحون بصورة جيدة وأفضل مما سيكون فيما لو هاجروا.
الجالية تحتفل بالأعياد اليهودية وتأكل الطعام الحلال، وجهاز التربية اليهودي تقليدي ومن خلال الصفوف التعليمية الخاصة بالجالية، ولكن التعليم يبقي محدودا ودينيا، أما من يرغب بالتعليم الاكاديمي العلمي فعليه أن يدرس في مدارس المسلمين العامة.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 نوفمبر 2005)
شالوم اجتمع مع الرئيس الموريتاني وداليا ايتسيك حظيت بمصافحة من نظيرتها العراقية
اسرائيل تستغل قمة المعلوماتية لتعزيز علاقاتها مع اصدقائها العرب
تونس ـ يو بي آي ـ اف ب: اعرب وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم عن امله الكبير في ان تساهم زيارته الحالية لتونس للمشاركة في القمة العالمية حول مجتمع المعلومات في تحسين علاقات بلاده مع بقية الدول العربية.
وقال آمل ان تكون زيارتي هذه والاولي من نوعها لتونس خطوة هامة لتعزيز علاقاتنا مع باقي اصدقائنا العرب ، معربا في نفس الوقت عن سعادته لزيارة تونس بلدي الاصلي، لا سيما وان هذه الزيارة تمت عبر رحلة جوية مباشرة من تل ابيب الي جزيرة جربة التونسية .
وقال شالوم انه اجتمع مع الرئيس الموريتاني العقيد أعل ولد محمد فال علي هامش اعمال القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي بدأت اعمالها امس الاربعاء في تونس.
وقال شالوم عقب انتهاء الجلسة العامة للقمة انه تم خلال اجتماعه مع فال البحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين اسرائيل وموريتانيا التي تعود الي حكم الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيدي احمد الطايع.
من جهتها قالت وزيرة الاتصالات الاسرائيلية داليا ايتسيك انها تصافحت مع وزيرة الاتصالات العراقية جوان فؤاد معصوم علي هامش قمة المعلومات في تونس.
يشار الي أن ايتسيك تتواجد في تونس في اطار الوفد الاسرائيلي المشارك في القمة.
وأضافت ايتسيك في حديث بثته الاذاعة الاسرائيلية العامة مساء امس انها تحدثت مع معصوم حول أصولها العراقية حيث ولدت الوزيرة الاسرائيلية في بغداد.
وتابعت ايتسيك انها تبادلت ارقام الهواتف الشخصية مع وزيرة الاتصالات العراقية.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية ليور بن دور اننا نرغب في استئناف العلاقات (مع تونس) منذ الآن .
واضاف من شأن ذلك اعطاء امكانيات اكبر لتونس لتسهيل عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وتابع لم انتظار التسوية النهائية للنزاع؟ يمكن لتونس منذ الآن تطبيع علاقاتها مع اسرائيل خصوصا بعد الانسحاب من قطاع غزة .
واوضح لا شيء يمنع هذا التطور مشيرا الي انه ليس لتونس اي نزاع مباشر مع اسرائيل وان اسرائيل ترغب في تقارب مع الدول الاعضاء في الجامعة العربية.
الي ذلك التقي وزير الخارجية الاسرائيلي مرتين امس في تونس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وكانت المرة الثانية بحضور الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 نوفمبر 2005)
إسرائيل تنتهز قمة المعلومات لتسريع عملية التطبيع مع الدول العربية
تونس ـ من نجاح المولهي ـ وحميدة بن صالح:
انتهزت الحكومة الاسرائيلية فرصة انعقاد القمة العالمية حول مجتمع المعلومات لتدفع بتونس نحو تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية علي خلفية الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في ايلول (سبتمبر) الماضي.
اعلن مسؤول اسرائيلي في تونس امس الاربعاء ان اسرائيل ترغب بان تشهد علاقاتها مع تونس تقدما سريعا لكي يتمكن هذا البلد العربي من المساهمة بصورة اكبر في عملية السلام.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية ليور بن دور لوكالة فرانس برس اننا نرغب في استئناف هذه العلاقات منذ الان .
وتابع لم انتظار التسوية النهائية للنزاع؟ يمكن لتونس منذ الان تطبيع علاقاتها مع اسرائيل خصوصا بعد الانسحاب من قطاع غزة .
واوضح لا شيء يمنع تطوير العلاقات ، مشيرا الي انه ليس لتونس اي نزاع مباشر مع اسرائيل.
واضاف من شأن ذلك زيادة قدرة تونس في تسهيل عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وشكلت القمة التي افتتحت امس الاربعاء في تونس تحت اشراف الامم المتحدة مناسبة التقي خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم.
وتبادل المسؤولان الحديث حول عملية السلام المتعثرة.
ومع الاتفاق حول اعادة فتح المعبر الحدودي بين قطاع غزة ومصر، اعرب شالوم عن الامل في ان تكون غزة مثالا يحتذي ، وان تنجح السلطة الفلسطينية في فرض القانون والنظام في هذا القطاع لاحراز تقدم في خارطة الطريق.
وجري اللقاء الاول بين الرجلين منذ حزيران (يونيو) بحضور رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية في موريتانيا العقيد اعلي ولد محمد فال. وموريتانيا البلد المغاربي الوحيد الذي له علاقات كاملة باسرائيل منذ 1999.
واشار بن دور بان شالوم سيجري اليوم الخميس محادثات مع بعض الوزراء التونسيين بينهم وزير الخارجية عبد الوهاب عبدالله.
ولا تقيم تونس واسرائيل علاقات دبلوماسية الا انهما فتحتا مكتبا لرعاية المصالح في كلا البلدين عام 1994 وعينتا ممثلين دائمين فيهما.
لكن تم تجميد هذه الاجراءات في تشرين لاول (اكتوبر) 2000 في خطوة ارادت بها تونس انذاك الرد علي قمع اسرائيل العنيف للانتفاضة الفلسطينية.
واثارت دعوة تونس بداية هذا العام رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي غالبا ما تقدمه المعارضة بوصفه مجرم حرب الي المشاركة في القمة اجواء من التوتر حيث رأي معارضون ونقابيون في تلك المشاركة خطوة سابقة لاوانها نحو تطبيع العلاقات بين البلدين.
الا ان مصدرا رسميا تونسيا سعي الي التقليل من اهمية الدعوة باعتبار ان قمة المعلومات قمة عالمية تنظمها الامم المتحدة التي يحق لها دعوة كل دول العالم الي المشاركة في القمة بما فيها اسرائيل.
ولم تنقطع تونس عن استقبال الزوار الاسرائيليين لا سيما خلال فترة الحج السنوي الي كنيس الغريبة اقدم معبد يهودي في افريقيا وهو واقع في جزيرة جربة علي بعد 400 كيلومتر جنوب العاصمة.
واستهل شالوم زيارته الاولي الي تونس بزيارة الجزيرة التي وصلها الثلاثاء علي متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الاسرائيلية.
ويراس شالوم، المولود في تونس وفدا يضم 150 شخصا بينهم العديد من النواب بالكنيست الاسرائيلي كما يرافقه افراد من عائلته.
ولقي الوفد الاسرائيلي لدي وصوله الي جربة حفاوة بالغة خلفت انطباعا جيدا للغاية بحسب بن دور.
ويزور شالوم اليوم الخميس مدينة قابس مسقط راسه برفقة افراد عائلته بينهم والدته مريم.
والطائفة اليهودية التونسية واحدة من اكبر الطوائف اليهودية في الدول العربية لكن عددها تراجع بشكل كبير علي مر السنين. وما زال حوالي الفي يهودي يعيشون في تونس نصفهم في جزيرة جربة.(اف ب)
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 نوفمبر 2005)
معاريف تتحدث عن ورشات عمل يشارك فيها اسرائيليون وايرانيون في عمان وتونس
الناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس:
زعمت صحيفة معاريف الاسرائيلية امس الاربعاء (16 نوفمبر) انه علي الرغم من ان اسرائيل تقوم بحملة عالمية ضد التسلح النووي لايران، ورغم دعوة الرئيس الايراني شطب اسرائيل من الخريطة، يتبين ان الدولتين تقيمان علاقة في مجال البحث. فقد التقي ممثلون رسميون من الدولة العبرية في الاشهر الاخيرة في الاردن مع نظرائهم من الدول العربية، وكذلك بممثلين من ايران في بحث لاقامة محفز جزيئيات يستخدم للبحوث في مجال البيولوجيا، الكيمياء، الفيزياء والطب.
وتشارك في هذا المشروع، علي حد قول الصحيفة الاسرائيلية، ايضا دول اخري في المنطقة، بما فيها السلطة الفلسطينية، الباكستان، البحرين، مصر، تركيا والاردن. وفي اسرائيل يشارك في المشروع الاكاديمية الاسرائيلية للعلوم ووزارات العلوم، الخارجية، التعليم والمالية.
وعقد الاسبوع الماضي لقاء بين مندوبي الدول المشاركة في المشروع، شارك فيه ايال افشتاين، ممثل قسم الميزانيات في وزارة المالية، وفي اللقاء بحث ممثلو الدولة في تمويل تشغيل المشروع والذي قد يصل حسب التقديرات الي نحو 10 ملايين دولار في السنة.
وسيكون هذا اكبر مشروع من نوعه واكثره تطورا في الشرق الاوسط وهو سيصل الي طاقات عالية علي مستوي دولي. وفي نهاية البحث تقرر ان يكون التمويل الاسرائيلي، الايراني والتركي للمشروع هو الأكبر، بسبب وضع هذه الدول الاقتصادي الجيد نسبيا.
واشارت الصحيفة الاسرائيلية الي ان المبادرة للمشروع طرحت قبل نحو سبع سنوات. وقد تقرر المشروع برعاية اليونسكو واتخذ القرار باقامة المحفز في الاردن، وليس كما طالبت السلطة الفلسطينية وايران ان يكون المحفز لديها، ودعمت اسرائيل اقامته في الاردن.
وقال البروفسور اليعيزر رابينوفيتش من الجامعة العبرية لـ معاريف ان هذا مشروع علمي بحت، نحن نجلس في لقاءات مع المندوب الايراني، نائب وزير في الحكومة الايرانية ومع الممثل الباكستاني دون اي مشكلة، ونحن نجري مناقشات علمية، اما النقاشات السياسية فتجري علي الهوامش وعلي وجبات العشاء. وفي وزارة العلوم، تابعت الصحيفة الاسرائيلية، اشاروا امس الي ان هذه محاولة لاستغلال العلم كمجال للتعاون بين اسرائيل ودول المنطقة، لافتة الي انه مؤخرا رفع العراق طلبا للانضمام الي المشروع. وفي وزارة الخارجية الاسرائيلية قالت الصحيفة اتخذوا قرارا بعدم معارضة ذلك. وافادت مصادر اسرائيلية رفيعة المستوي في تل ابيب لـ معاريف انه اذا اتخذ قرار في مجلس الامن لمقاطعة ايران، سيتعين علي اسرائيل ان تدرس كيف ستتصدي لهذا الامر.
علي صلة بما سلف قال مراسل صحيفة معاريف الاسرائيلية بن كاسبيت، الذي يرافق وزير الخارجية سيلفان شالوم في زيارته الي تونس، ان المندوبين الايرانيين الي مؤتمر المعلومات يجرون مناقشات مع الاسرائيلين، زاعما انهم متعطشون لمعرفة المزيد عن الدولة العبرية.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 نوفمبر 2005)
وجه دعوات لصحافيين لزيارة تل ابيب
سفير اسرائيل يحاول اختراق الصحافة الموريتانية
نواكشوط ـ القدس العربي من عبد الله السيد: يبذل سفير الكيان الصهيوني بنواكشوط بوعز بوسميث جهودا كبيرة هذه الأيام لاختراق الساحة الإعلامية الموريتانية عبر دعوة مجموعة من الصحافيين لزيارة إسرائيل وربط صلات مودة وصداقة معهم.
ويواجه السفير الذي يعرض دعواته بوصفه صحافيا قبل أن يكون ديبلوماسيا، رفضا من غالبية الصحافيين وبخاصة الصحافيين العرب فيما لاقي تجاوبا لدي بعض الصحافيين الفرانكفونيين. ونقلت أسبوعية السراج عن مصادر مطلعة أن سفير الكيان الصهيوني عقد نهاية الأسبوع الماضي اجتماعا مع مجموعة من الإعلاميين الذين يستعدون لزيارة الكيان الصهيوني يوم 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، حيث سيخضعون هناك لما أسمته السراج برامج لم يكشف عن طبيعتها .
وأضافت السراج أن الوفد الذي لا يتجاوز خمسة أشخاص طلب من السفير الصهيوني تقديم مبالغ مالية معتبرة قبل السفر من العاصمة، غير أن السفير رفض ذلك خوفا من أن تتراجع المجموعة بعد حصولها علي النقود.
وأكدت السراج أن أحد الحضور خاطب سفير الكيان قائلا نحن لسنا مستعدين لمواجهة المجتمع الرافض عن بكرة أبيه للعلاقة معكم مقابل ثمن زهيد فلا بد من زيادة المخصصات التي عرضتم علينا .
وأكد مصدر إعلامي مطلع لـ القدس العربي أن سفارة إسرائيل عرضت علي الصحافيين المدعوين مبلغا ماليا كبيرا يسلم إليهم بعد وصولهم الي تل أبيب غير أن المبلغ موزع مسبقا علي حجوزات داخل الفنادق وعلي طلبيات داخل المطاعم ولن يبقي للصحافيين في نهاية الزيارة غير مئة دولار للفرد وهم ما استصغره الصحافيون واعتبروه خسارة كبيرة.
هذا ونقلت السراج عن مصادرها أن أربعة صحافيين وافقوا بصفة نهائية علي السفر الي تل ابيب. وأكدت مصادر إعلامية أن سفارة الكيان بذلت جهودا حثيثة من أجل إقناع عدد من الصحف الرئيسية بالمشاركة في الرحلة التطبيعية، بيد أنها فشلت في ذلك ويتعلق الأمر بصحف السفير، العلم، أخبار نواكشوط.
وأثارت مساعي الإختراق الصهيوني للساحة الإعلامية الموريتانية احتجاجات وتنسيقات داخل الجمعيات الصحافية والطلابية الموريتانية التي رأت فيها خطورة بالغة وخروجا علي الإجماع الموريتاني علي رفض التطبيع بشتي صوره.
ومن ردود الفعل الغاضبة إزاء هذه الخطوة بيان أصدرته المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة انتقدت فيه تصريحات رئيس المجلس العسكري العقيد اعلي ولد محمد فال حول تمسك السلطات الموريتانية بالعلاقة مع الكيان الصهيوني معتبرة تصريحاته طعنة للاستبشار الذي خامر الجميع بإنهاء التطبيع مع الكيان الصهيوني مع مجيء المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية.
وأعلنت المبادرة تمسكها بخطها الشامخ ونهجها الشريف في مقاومة.. وفضح المطبعين ، مستهجنة ما تردد عن ذهاب سبعة صحافيين الي الكيان الصهيوني ووصفتهم بالخونة والأقزام، داعية النخبة وكافة هيئات المجتمع المدني الي النضال السلمي حتي تغيب النجمة السداسية من سماء البلاد، إذ ليس من اللائق التنكر للمبادئ بين عشية وضحاها معتبرة السكوت رسوبا في أول امتحان للثبات علي القيم والمبادئ، حسب تعبير البيان.
وفي بيان آخر حيا السيد أحمد ولد مولاي امحمد رئيس الاتحاد المهني للصحف المستقلة في موريتانيا أبطال المقاومة، وأعلن تبرؤ الموريتانيين من هؤلاء الذين باعوا أنفسهم مقابل دريهمات محدودة.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 نوفمبر 2005)
افتتاح قمة المعلومات في تونس: “احتقان” حقوقي و”تطبيع” اسرائيلي
تونس – رشيد خشانة
افتتحت في تونس، أمس، قمة مجتمع المعلومات بحضور حشد كبير من زعماء الدول العربية والأجنبية. وفي حين سعت اسرائيل الى استغلال القمة للانفتاح على الدول العربية عارضة تطبيع العلاقات مع تونس، منع التلفزيون الرسمي التونسي بث مقاطع من كلمات قادة مشاركين في القمة عندما أثاروا موضوع الحريات وحقوق الانسان.
وعكس قطع التلفزيون بث كلمتي الرئيس السويسري صمويل شميت والناشطة الايرانية الحائزة على جائزة نوبل شيرين عبادي درجة الاحتقان الشديدة التي رافقت القمة التي تنظمها الأمم المتحدة في تونس على مدى ثلاثة أيام لدرس وسائل تجسير الفجوة الرقمية بين بلدان الشمال والجنوب، وسط احتكاكات بين قوات الأمن التونسية من جهة والناشطين والإعلاميين من جهة ثانية.
وكان المجتمع الدولي نجح عشية بدء القمة في ازالة خطر تشتت الانترنت عبر التوصل الى تسوية حول الاشراف على هذه الشبكة. وأفاد مشاركون في القمة العالمية (ا ف ب) ان أول اتفاق دولي حول الانترنت أُبرم مساء الثلثاء وهو عبارة عن تسوية بين موقف الولايات المتحدة التي ترفض أي تعديل على النظام الحالي للاشراف على الشبكة وموقف غالبية كبيرة من الدول التي تطالب باشراف دولي. ويبدو الاتفاق قريباً من اقتراح تقدم به الاتحاد الاوروبي. ونص الاتفاق على اقامة «منتدى» دولي يهدف الى مناقشة المسائل المتعلقة بالانترنت مثل الرسائل الالكترونية غير المرغوب فيها (سبام) والفيروسات المعلوماتية والجريمة عبر الانترنت.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 17 نوفمبر 2005)
«القمة الموازية» لم تنعقد وناشطون حقوقيون يطالبون بمزيد من الحريات …
تونس:«احتقان حقوقي» في افتتاح قمة «مجتمع المعلومات»
تونس – رشيد خشانة
قطع التلفزيون التونسي أمس فجأة البث المباشر لخطاب الرئيس السويسري صمويل شميت في الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات لدى تعرضه لقضايا الحريات وحقوق الانسان وعاود بث برامج عادية. كذلك امتنع التلفزيون التونسي أيضاً عن بث كلمة الناشطة الايرانية الحائزة على جائزة نوبل شيرين عبادي التي تحدثت باسم المجتمع المدني الدولي وشددت على ضرورة الافراج عن السجناء السياسيين والمعتقلين بسبب التعبير عن آرائهم ان كان عبر الصحافة المكتوبة أو الانترنت.
وعكس قطع بث الكلمتين درجة الاحتقان الشديدة التي رافقت القمة التي تنظمها الأمم المتحدة في تونس على مدى ثلاثة أيام لدرس وسائل تجسير الفجوة الرقمية بين بلدان الشمال والجنوب، وسط احتكاكات بين قوات الأمن التونسية من جهة والنشطاء والإعلاميين من جهة ثانية. لكن الرئيس شميت أكد لـ «الحياة» في مؤتمر صحافي عقده بعد الجلسة الافتتاحية انه سيعالج القضايا العالقة مع تونس بواسطة الحوار. وكان الرئيس زين العابدين بن علي الذي تسلم رئاسة القمة من نظيره السويسري حض في كلمته الافتتاحية على «وضع رؤية مستقبلية واضحة المعالم لمجتمع متكافئ للمعرفة يضمن لكل الشعوب فرصة النفاذ الى تكنولوجيات الاتصال». ورأى ان حل مشاكل الفجوة الرقمية «يحتاج الى وفاق يخدم مصالح الانسانية قاطبة في اطار حوار جدي يستمر بعد قمة تونس».
غير أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اعتبر أن هناك في الدرجة الأولى مشاكل سياسية تعوق التقاسم العادل للمعلومات بين بلدان الشمال والجنوب. وكان أنان أول من طرح قضايا الحرية والحق في الإعلام بين الخطباء والتي قال انها من المبادئ الجوهرية للأمم المتحدة. ولوحظ أن الكلمات التي ألقاها رؤساء الوفود أمس وبينهم رؤساء عرب راوحت بين طرح البعد التكنولوجي والتناول السياسي للموضوع. وقوبلت كلمة الرئيس السويسري الذي قال ان أحد الشروط الأساسية لنجاح القمة «يتمثل بقدرة الجميع داخل قصر المعارض (مكان القمة) وخارجه على التعبير عن رأيهم في حرية ومن دون التعرض لمضايقات» بتصفيق حار من الحضور. وأكد ان الأمم المتحدة لا يمكن أن تقبل بين أعضائها بلداناً تضطهد مواطنيها بسبب التعبير عن آرائهم بواسطة الصحف أو الانترنت، في اشارة اعتبرت تجاوباً مع مساعٍ قامت بها منظمات غير حكومية دولية لإقناع الحكومة السويسرية بالدفاع عن النشطاء التونسيين الذين يخوضون اضراباً عن الطعام منذ شهر والذين وجهوا رسالة في هذا المعنى للقمة.
أما الكلمات الأخرى فشددت على أن نصف سكان الكرة الأرضية لا يملك هواتف وربعها لم يستخدم هاتفاً في حياته فيما ما زالت شبكة الانترنت حكراً على نخب قليلة من مجتمعات العالم. واقترح الخطباء انشاء بنية أساسية للاتصالات تمكن من تجاوز معضلة الفقر وتجعل الطريق سالكة لشعوب البلدان النامية للوصول الى شبكة الانترنت. وفي هذا السياق انتقد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مجتمع المعلومات السائد حالياً والذي قال انه «يزيد من تفاقم الشروخ الاقتصادية والاجتماعية والثقافية القائمة على الصعيدين الداخلي والدولي». لكنه أكد ايضاً على أن بناء مجتمع المعلومات «يفترض الاحترام الصارم لحرية الرأي وحرية التعبير والتوازن بين الجنسين كجزء لا يتجزأ من حقوق الانسان».
وفي المقابل قال رئيس الوفد الأميركي السفير والتر غروس لـ «الحياة» رداً على الانتقادات الموجهة الى بلده في شأن احتكار المعلومات ان «مسار نشر الثقافة الرقمية لا بد أن يمر في مراحل». مؤكداً ان سوء استخدام الانترنت ربما يؤدي الى نتائج عكسية، في اشارة عكست الهواجس الأميركية المتصلة بالحرب على ما يسمى الارهاب.
وفي شكل مواز للقمة عقدت منظمات غير حكومية ورشات في قصر المعارض خصصتها في الدرجة الأولى لقضايا الإعلام وحقوق الانسان، فيما أعلنت رابطة حقوق الانسان التونسية في مؤتمر صحافي عقدته عصراً في مقرها في وسط العاصمة تونس في حضور عدد كبير من ممثلي منظمات دولية أن السلطات حالت دون عقد قمة موازية كان سيطلق عليها «قمة المواطنين» في المركز الألماني غوته في تونس. وقررت وزارة العدل التونسية أمس منح إجازة للمحاكم تزامنت مع اضراب كانت نقابة المحامين دعت اليه للمطالبة بتحسين الأوضاع المادية لأعضائها. يذكر أن الحكومة منحت موظفي القطاع العام إجازة أمس أضيفت الى الإجازات الممنوحة لطلاب المدارس الإعدادية والثانوية والجامعات لمدة ثلاثة أيام خوفاً من اندلاع اضطرابات بسبب حضور وفد اسرائيلي أعمال القمة.
الى ذلك (رويترز) وجه سبعة معارضين تونسيين مضربين عن الطعام لليوم الثلاثين على التوالي نداء الى قمة مجتمع المعلومات يطالبون فيه بالضغط من أجل اتاحة مزيد من الحريات واحترام حقوق الانسان. وقال السبعة في رسالة الى القمة: «السيد الأمين العام للأمم المتحدة، رجاؤنا ان نرى التصريحات الرنانة تتحول الى افعال ملموسة لتقليص الفجوة الرقمية وإجبار الدول التي لا تحترم بعد حقوق الانسان على احترام تعهداتها وضمان الحريات الاساسية لأفرادها».
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 17 نوفمبر 2005)
شيرين عبادي تدعو تونسيين مضربين عن الطعام لوقف إضرابهم
تونس (رويترز) – دعت ناشطة حقوق الانسان الايرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام يوم الخميس ثمانية تونسيين يضربون عن الطعام لوقف اضرابهم حفاظا على صحتهم بعد ان تمكنوا من ايصال رسالتهم الى العالم. وقالت عبادي خلال زيارتها للمضربين رفقة وفد يضم سيديكي كابا رئيس الاتحاد الدولي لمنظمات حقوق الانسان وسعدون الزمرلي وهو وزير تونسي سابق والممثلة التونسية جليلة بكار ان رسالتها الى المضربين هي “ان يوقفوا اضرابهم فورا بعد ان تمكنوا من اسماع كل العالم صوتهم ومطالبهم.” واضافت عبادي التي تمثل منظمات المجتمع المدني في قمة مجتمع المعلومات في رسالتها الى المضربين عن الطعام “نحن هنا لنحييكم على نضالكم لكن بما ان صحتكم هامة جدا لمواصلة باقي نضالتكم وبما ان استمرار الاضراب منذ شهر يعرض صحتكم الى تهديد جدي جئنا لمقركم لنطلب منكم ونترجاكم ايقاف الاضراب.” وقالت الناششطة الايرانية ” رسالتكم وصلت للعالم ونرجو ان تستجيبوا انتم لرسالتنا وطلبنا بايقاف الاضراب حفاظا على صحتكم”. ويطالب ثمانية حقوقيين تونسيين يضربون عن الطعام منذ 18 اكتوبر الماضي حكومتهم بمزيد من الحريات والسماح بحرية العمل السياسي واطلاق سراح سجناء الراي. وكان وزير العدل التونسي البشير التكاري قد شدد مؤخرا انه ليس هناك اي سجين سياسي في البلاد وان حتى السجناء المنتمين لتيارات سياسية مختلفة حوكموا بسبب جرائم حق عام وجرائم ارهابية. وقال ان جميع الحريات متاحة في تونس. وكانت عبادي دعت يوم الأربعاء في كلمتها امام القمة العالمية للمعلومات كل الدول الى ضرورة منح الحرية لمشتركي الانترنت وعدم وضع قيود تحد من حريات التعبير. وردا على طلب عبادي قال حمة الهمامي نيابة عن باقي رفاقه المضربين “نحن نثمن جيدا دعمكم ومساندتكم لنا وتاكدوا ان طلبكم الغالي سيكون له وزن في القرار الذي سنتخذه.” واضاف الهمامي قائلا “لا كرامة دون الام” قبل ان يردد عشرات الحاضرين شعارات تنادي بالحرية. ويعتقد على نطاق واسع ان يعلن المضربون عن الطعام قطع اضرابهم خلال مؤتمر صحفي غدا الجمعة بعد ان اعتبر محللون انهم نجحوا في اسماع صوتهم للخارج. ويواجه المضربون انتقادات بالاستقواء بالخارج والتشويش على قمة المعلومات التي تعقد لاول مرة في بلد عربي و افريقي. Reuters (المصدر: موقع سويس انفو نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ17أكتوبر2005)
معاملة الصحفيين في تونس تثير قلق الأمم المتحدة وأوروبا
تونس (رويترز) – قالت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي انهما نقلا الى السلطات التونسية شعورهما بالقلق لمضايقة الصحفيين ونشطاء حقوق الانسان خلال مؤتمر للأمم المتحدة عن الانترنت
.
وتعرض عدة صحفيين اوروبيين ينقلون وقائع القمة العالمية لمجتمع المعلومات للتخويف والاستجواب أو منعوا من حضور الاجتماعات العلنية للمؤتمر وذلك وفق ما أورده زملاء لهم. وتعرض مراسل صحيفة فرنسية للركل والطعن قبل بدء المؤتمر
.
وقال كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة في مؤتمر صحفي يوم الاربعاء انه تحدث الى الرئيس التونسي زين العابدين بن على عن الصعوبات التي يلقاها الصحفيون ونشطاء حقوق الانسان في تونس
.
وقال عنان “اني أدرك انه توجد مشكلات. وقد أثرت بنفسي هذه المسألة مع رئيس تونس … ان إنشاء المعايير شيء وتحقيقها شيء آخر
.”
وقال مايكل شتاينر سفير ألمانيا لدى الامم المتحدة في جنيف ان السلطات التونسية منعت أعضاء في احدى جماعات المجتمع المدني من الالتقاء في معهد جوتة في العاصمة تونس يوم الاثنين ومُنع هو من إحضار أُناس الى المبنى
.
وقال لرويترز على هامش المؤتمر “قدمت رئاسة الاتحاد الاوروبي باسم دول الاتحاد الاوروبي شكوى رسمية لدى السلطات التونسية
.”
واضاف قوله “ليس معقولا ان تبلغ العالم الى اى مدى انت تؤيد حرية المعلومات ثم تقع لديك هذه الحوادث
.”
وقال ابن على مخاطبا المؤتمر يوم الاربعاء “لقد كانت تونس دوما أرضا للحوار والتسامح والاعتدال
.”
ومن الصحفيين الذين شكوا من المضايقات ممثلون عن وكالة انباء اجانس فرانس برس وراديو فرانس انترناسيونال وتي في 5 والاذاعة البلجيكية ار.تي.بي.اف
.
وتعرض كريستوف بولتانسكي مراسل صحيفة لييبراسيون الفرنسية للضرب والركل والطعن في الظهر يوم الجمعة. وقالت الحكومة التونسية يوم الاثنين انها اعتقلت اثنين يشتبه بصلتهما بالهجوم
.
وقال مبعوثو الامم المتحدة لحقوق الانسان يوم الاربعاء انهم تلقوا “تقارير تبعث على القلق”عن انتهاكات وان احترام حقوق الانسان تدهور في تونس
.
وشجبت جماعة صحفيين بلا حدود ومقرها باريس معاملة السلطات التونسية للصحفيين في موقعها على شبكة الانترنت
.
ويقوم سبعة من نشطاء حقوق الانسان باضراب عن الطعام في تونس منذ 18 من اكتوبر احتجاجا على اساءة معاملة السجناء السياسيين وسجنهم
.
وقال صحفي فرنسي رفض الكشف عن هويته لرويترز “منعتني مجموعة من الشرطة من الوصول الى اناس يضربون عن الطعام ثم قال لي رجل يلبس ملابس مدنية ويبدو انه من الشرطة انه من الافضل لي الاهتمام بما يجري في خليج جوانتانامو لا بما يجري هنا
.”
من استريد وندلانت
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 17 نوفمبر 2005 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
تزامناً مع عقد قمة مجتمع المعلومات
منظمات دولية تصر على قمة موازية لتونس
عقد ناشطون في مجال حقوق الإنسان ينتمون لمنظمات غير حكومية اجتماعا لهم في العاصمة التونسية على هامش قمة مجتمع المعلومات التي افتتحت فعالياتها أمس.
وأعلن رئيس الرابطة الدولية لحقوق الإنسان السنغالي صديقي كابا افتتاح الاجتماع بمشاركة مائتي ناشط, واصفا الافتتاح بأنه يمثل نصرا للمنظمين ودليلا على تمسكهم بالدفاع عن الحريات في العالم.
كما أعلن ممثلو المنظمات الحقوقية إصرارهم على عقد قمة موازية لقمة المعلومات رغم عدم حصولها على ترخيص بعقدها, مطلقين عليها اسم “قمة المواطنين”, واعتبروا أن عقد الاجتماع يمثل قمة موازية في حد ذاته.
من جهته قال مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إن المنظمين رغبوا في عقد قمة خارج الإطار الحكومي, نافيا في الوقت ذاته أن تكون قمة مضادة في كل الحالات.
زيارة مضربين
واقترحت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام على المشاركين في الاجتماع زيارة سبعة شخصيات تونسية معارضة ومن المجتمع المدني بدؤوا في 18 أكتوبر/تشرين الأول إضرابا مفتوحا عن الطعام للمطالبة بمزيد من الحريات في تونس.
كما أدانت عبادي الرقابة المشددة على مواقع الإنترنت والضغوط التي يتعرض لها مستخدمو الإنترنت من المعارضين, مطالبة بإطلاق جميع المعتقلين السياسيين.
وشارك في الاجتماع الذي -لم تتدخل السلطات التونسية لمنعه- منظمات دولية عدة أبرزها منظمة العفو الدولية والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان وشبكة إيفيكس التي تضم في عضويتها 14 منظمة تدافع عن حرية التعبير وناشطين من دول عدة.
سيطرة أميركية
وكان مفاوضون أوروبيون وأميركيون قالوا إن واشنطن ستواصل سيطرتها على نظام تسمية المواقع في إطار اتفاق تبنته اليوم قمة المعلوماتية التي بدأت أعمالها في تونس اليوم.
وقال مفاوضون في افتتاح القمة التي ترعاها الأمم المتحدة إنهم سيشكلون منتدى هو الأول من نوعه لبحث الرسائل الإلكترونية الدخيلة وغير المرغوب فيها ومسائل أخرى تتعلق بالإنترنت، إلى جانب تضييق الفجوة الرقمية بين الدول الغنية والفقيرة.
وأشارت المفوضية الأوروبية في بيان لها إلى أن الاتفاق سيؤدي إلى “توسيع دائرة الإشراف الدولي على الإنترنت وتعزيز التعاون بين الحكومات في سبيل تحقيق هذه الغاية”. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في القمة العالمية الثانية لمجتمع المعلومات إلى تعبئة الصفوف لوضع تقنيات المعلومات الجديدة في متناول الدول الفقيرة.
كلفة قليلة
وفي افتتاح القمة بالعاصمة التونسية أعرب أنان عن أسفه “لأن المكاسب المتوقعة من مجتمع المعلومات غير متوفرة لعدد كبير من الناس”، مشيرا إلى أن العوائق فيما يبدو سياسية أكثر منها مالية.
وتابع أنان أنه من الممكن توفير خدمات الاتصالات بكلفة قليلة للجميع ولكنه أكد أن “مجتمع المعلومات غير ممكن من دون حرية” تسمح لسكان كل الدول بالاستفادة من المعارف.
وكان الرئيس التونسي زين العابدين ألقى كلمة افتتح بها القمة أكد فيها أن الفجوة بين الشمال والجنوب تنموية قبل أن تكون رقمية, ودعا إلى معالجة المسائل التي يطرحها مجتمع المعلومات مثل الهوية والتنوع وقضية الخصوصيات الثقافية للشعوب.
كما دعا المشاركين إلى ضرورة “ضبط معايير أخلاقية كونية تكون بمثابة الحاجز الواقي لمجتمعاتنا من الاستعمالات السلبية لوسائل الاتصال الحديثة”.
ويشارك في القمة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات يوشي أوتسومي وممثلون عن نحو 170 بلدا بينهم رؤساء دول وحكومات خصوصا من أفريقيا والشرق الأوسط.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 17 نوفمبر 2005 نقلا عن “وكالات”)
استياء تونسي من تصريحات فرنسية عن تعرض محطة تلفزيونية لمضايقات
تونس ـ يو بي أي: أعربت تونس عن استياء عميق من تصريحات الناطق باسم الخارجية الفرنسية التي ادعي فيها مساء امس الاول ان القناة التلفزيونية الفرنكوفونية تي في 5 تعرضت الي مضايقات في تونس.
وقال مصدر تونسي مسؤول في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، ان هذه التصريحات غير مفهومة ومرفوضة ، لاسيما وان الناطق الفرنسي تحدث عن حادث تعرضت له قناة تي في 5 امس الاول بتونس، في حين انه لم يكن هناك أي فريق للقناة المذكورة بتونس .
واكد بالمقابل ان فرق قناة تي في 5 انجزت مهمتها بتونس في احسن الظروف، ولم تتعرض ابدا الي أي حادث مهما كانت طبيعته.
واضاف ان السلطات التونسية تشعر باستياء عميق ازاء هذه التصريحات غير الدقيقة التي من شأنها الحاق الضرر بمصالح تونس، خاصة وانها جاءت عشية انعقاد القمة العالمية حول المجتمع المعلومات.
وشدد في هذا السياق علي ان السلطات التونسية حريصة كل الحرص علي امن وسلامة الجميع (المواطنون والضيوف والمشاركون في قمة المعلوماتية،والصحافيون الذين يغطون هذه التظاهرة العالمية)، مشيرا الي ان الصحافة حرة في تونس التي تضمن كافة الظروف لحرية ممارسة العمل الصحافي.
وكان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي قد دعا مساء الثلاثاء تونس الي ضمان حرية الاعلام والصحافة ، بينما اشار الناطق باسم الخارجية الفرنسية الي ان القناة التلفزيونية الفرنكوفونية تي في 5 تعرضت الي مضايقات، في تونس.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 نوفمبر 2005)
وكالة تونس إفريقيا للأنباء تفتتح موقعها على شبكة الواب
تونس (وات) شرعت وكالة تونس افريقيا للانباء في تشغيل موقعها على شبكة الواب وهو موقع يكرس انفتاح الوكالة على محيطها الاقليمي والدولي ويجسم دخولها الفعلي مجال الاعلام الرقمي وفضلا عن حرفائها التقليديين من وسائل الاعلام الوطنية والمؤسسات العمومية. فان هذا الدعامة التفاعلية ومتعددة الوسائط التي تبث مضمونها بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والانقليزية تتوجه ايضا الى جمهور أوسع وأكثر تخصصا.
ويتكون موقع وكالة تونس افريقيا للانباء من فضائين يتمثل الاول في نافذة مفتوحة للجمهور الواسع تشتمل على انشطة الوكالة بينما يختص الفضاء الثاني بالانشطة متعددة الوسائط نصا وصورة وصوتا ويقتصر دخوله على الحرفاء المشتركين من اجهزة الاعلام والشركات التجارية المستخدمة للشبكة.
وسيضع موقع الواب لوكالة تونس افريقيا للانباء على ذمة مستعمليه كل الادوات الضرورية للبحث والاطلاع وتحميل الاخبار وسائر الاصناف التي يحتاجونها.
ويمكن دخول موقع وكالة تونس افريقيا للانباء على العنوان «دبليو دبليو دبليو نقطة تاب نقطة انفو نقطة تي ان».
عنوان الموقع:
http://www.tap.info.tn/
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 17 نوفمبر 2005)
مؤتمر المعلوماتية حقيقة أم تضليل
لا أحد ينكر قيمة المعلومة عند البشر منذ بداية الحياة على اليابسة هذه القيمة تزداد وتنقص من عصر لآخر و من جهة أو شعب لآخر و كلما تحضرت أمة إلا نمت فيها تلك القيمة و يمكن الجزم بأن تخلف الشعوب كان من وراء إهمال المعلومة ونقصان قيمتها وقد تردد في القرآن الكريم ذكر:
“هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون “
وجاء في الأثر:
” من تعلم لغة قوم سلم شرهم “
وفي الحروب تمكنت المعلومة من هزيمة القوة العتادية والعددية في أغلب الأحيان لذلك تأسست ومنذ القدم المؤسسات الإستخباراتية وكما في الحروب صار ذلك المنوال في ميدان الصناعة والتجارة وحتى الفلاحة هذه القيمة تجلت في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي حتى صرنا ننعت هذا العصر بعصر المعلوماتية أو عصر الأنترنات حيث حولت الشبكة الدولية للمعلومات و الهاتف الجوال و الفضائيات العالم الفسيح إلى قرية صغيرة وباركت في عمر الإنسان الذي مكنته من أن يعيش مباشرة ما يحصل في أي نقطة على الكرة الأرضية ويعيش في يومه على أحداث ما كان يمكنه ذلك سابقا إلا في سنوات وربما في قرون
هذه القيمة العظيمة للمعلومة تجعل كل إنسان يفتخر ويعتز بالمشاركة والمساهمة في تطوير هذا الميدان علميا وأدبيا وماديا ومنها إقامة الندوات والمؤتمرات والبحوث وليكن ذلك لصالح الإنسان دون ميز لأن ذلك إكراما لبني آدم دون غيره من المخلوقات “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا” الإسراء 70
إن من المنطق السليم أن تكون الندوات والمؤتمرات في أي موضوع علامة على الصحوة المتنامية لتلك المادة و في ذلك البلد وعلى هذا الأساس يمكن أن نقول بأن إقامة أول مؤتمر للمعلوماتية في تونس يدل على توجه تونس السليم لنشر المعلوماتية والتشجيع عليها دون ميز بين مواطنيها ودون عرقلة المتعطشين للمعلومة وإن تونس سباقة في حرية الكلمة والكتابة والنشر والإبحار مثلما هي سباقة في إقامة المؤتمرات فهل هذا صحيح أم مزاح؟
لا أتصور وجود عاقل غير منافق أو كاذب أو جاهل يقر بالصحيح وهذا أمر مؤسف.عدد كبير من المثقفين والحقوقيين في الداخل والخارج كان ينتظر أن تقدم السلطات التونسية على طي بعض الملفات السياسية والفكرية لتبييض سمعتها حتى تكون في مستوى الحدث ولم أكن ضمن هؤلاء المتفائلين تشاؤمي جاء مما عشته شخصيا مع سلطة لم أر منها سوى البطش والتنكيل بمعارضيها فاقدة كل الصواب في تعاملها مع من يخالفها الرأي ,راجعة بنا إلى عصور ظلماء في التجبر والتسلط حتى على أبسط حقوق الإنسان كعبادته و هندامه ولباسه أو كسب قوت عياله ولمن خالفني الرأي أتوجه بهذه الأسئلة :
*ماذا يعني مؤتمر المعلوماتية في وقت تخنق فيه حرية الصحافة وحرية التعبير وحرية التفكير وتصادر فيه حرية المعرفة وتراقب فيه آليات الاتصال بجميع أنواعها؟
* ماذا يعني مؤتمر في بلد كان سباقا في محاكمة شبابا أبحروا في مواقع ممنوعة عند السلطة و كانت الأحكام نموذجية و خيالية حتى تحصل بها على شهادة استحسان في مكافحة الإرهاب المزعوم من قوى عظمى لم تجرؤ على فعل ذلك مع أبنائها وتركتهم أحرارا في الإبحار كما شاءوا ؟
*ماذا يعني المؤتمر في بلد يقبع في سجونه مآت الإطارات العلمية منذ ما يزيد عن عقد ونصف أي قبل انتشار شبكة المعلومات الدولية بسبب خلافهم الفكري مع السلطة في وقت تغير فيه كل شيء حواليها فأطلق سراح مآت من معتقلي قوانتنامو وآخرهم سفير طالبان وأخلي سبيل السجناء السياسيين في ليبيا مع الاعتراف بحقوقهم والإقرار بمظالم المحاكم والاستعداد لجبر الضرر وفي وقت تستعد فيه الجزائر لاستفتاء حول السلم الدائم وهو ما يعني عودة الجبهة الإسلامية و يطلق فيه سراح عشرات السياسيين في المغرب بما في ذلك المتورطين في تفجيرات الدار البيضاء ويسن فيه العفو العام في موريتانيا فهل السجناء السياسيون في تونس تجرموا أكثر من هؤلاء في وجهة نظر ولي نعمة السلطات التونسية وقادة الحرب على ما يسمى بالارهاب؟
*ماذا يعني المؤتمر في بلد لازال الآلاف من قدامى المساجين السياسيين,وأنا منهم محاصرين في عيشنا البسيط و في حقنا العلمي والثقافي نحن وأبناؤنا وأقاربنا؟
*وأخيرا ماذا يعني المؤتمر الأول للمعلوماتية في بلد شعاره الفكري والعقائدي والسياسي والثقافي “ما أريكم إلا ما أرى “؟
ما دفعني أن أكتب هذا المقال ولا أدري حجم الضريبة التي تنتظرني لا قدر الله هو حبي الصادق لبلدي و شعبي وخوفي من المستقبل المجهول في ميدان المعرفة والكل يعلم مبررات هذا الخوف والله الموفق لما فيه خير البلاد والعباد. المنصف بن سالم 2005
من وحي الذاكرة (3)
يا سعد من باع داره وملمال حصل نصيبه و شق البحر وسافـر و اسكندريه قريبـــــــه و لا قعدانو في تونس كل يوم يسمع غريبـــه
مقولة قديمة صائبة يرددها التونسي كلما اشتد عليه ضغط الواقع الآسن . مقولة ذكرتني بها زيارتي للأساتذة المحترمين المرابطين في 23 نهج المختار عطية و المضربين عن الطعام منذ ما يقارب الشهر , فبالاضافة الى كونهم من سدنة القانون ممن دفع ثمن الجهر بالحق و المطالبة بالحرية غاليا يتقدمهم الثلاثي النير : الأستاذان الفاضلان محمد النوري و نجيب الشابي و القاضي الجليل المختار اليحياوي الذي فضل الوقوف في صف المحرومين و المعذبين في الأرض على الجبة السوداء و الكرسي الوثير و كأنه يحاكي عنترة بن شداد .
لا تسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس العلقم
ففي الوقت الذي يكابد فيه هؤلاء الأساتذة الأجلاء الجوع و البعد عن الديار و في الوقت الذي تصم فيه” تونس الرسمية” أذنها عن سماع مطالبهم المشروعة: -حرية التنظيم- حرية التعبير- حرية سجناء الرأي, تفتح ذراعيها لتستقبل الصهيوني سلفان شالوم ممثل الكيان الصهيوني المغتصب و مبعوث جزار صبرا و شاتيلا . وليس مستبعدا أن تكون رصاصات الغدر التي اغتالت قائد كتائب عز الدين القسام الشهيد الحناوي قائد شمال الضفة قد انطلقت في نفس الوقت الذي يضع فيه شالوم قدميه لنجستين على أرض تونس الخضراء المخضبة بدماء الشهداء الهادي شاكر و علي البلهوان و فرحات حشاد و قائد الانتفاضة الأولى الشهيد أبو جهاد ودرة الشباب محمود بن عثمان و أحمدالعمري و عدنان بن سعيد و غيرهم من شهداء الكرامة و الحرية على أرض تونس عقبة بن نافع . أليست هذه من الغرائب التي تعنيها الأبيات المذكورة . صحيح أن اضرابات الجوع ليست وليدة اليوم فقد اكتوى بنارها أبناء صوت الطالب الزيتوني في بداية الخمسينات من القرن الماضي و قادة الاتجاه الاسلامي ببرج الرومي في مطلع الثمانينات . أما عشرية التسعينات – العشرية السوداء – فإن ما حدث فيها يستعصي على الحصر و أذكر على سبيل المثال الاضراب الاسطوري الذي خاضه القيادي السياسي في حركة النهضة مختار اللموشي و الذي تجاوز المائة يوم و عاد على إثره الى منزله بالكاف هيكلا عظميا مثقلا بالأمراض المزمنة و لو لا أن في العمر بقية و الآجال بيد واهب الحياة الأوحد الله جل جلاله لالتحق بأخيه عبد الوهاب بوصاع رحمه الله الذي خاض إضراب جوع ببرج الرومي انتقل على إثره الى الرفيق الأعلى في موقف إدانة صارخ للذين ظلموه و للذين خذلوه لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس كما صرح بذلك معلم البشرية صلوات ربي و سلامه عليه . و غني عن الذكر أن اللموشي و بوصاع و غيرهم آنذاك لم يكن لهم بواكي .و غني عن الذكر أيضا أن اضرابات الجوع مستمرة منذ بداية الألفية الجديدة في مختلف السجون التونسية قبل و بعد القمة العالمية لمجتمع المعلومات بجنيف و اسم السجين السياسي عبد اللطيف بوحجيلة أوشك أن يسجل في موسوعة غينيس و آخر الأنباء تحدثنا عن الأخ الكريم محمد الشناوي المصاب بالربو الذي خاض خمسا وأربعين يوما في إضراب عن الطعام للمطالبة بنقله الى غرفة خالية من المدخنين و مرة أخرى : هذه من غرائب تونس . الجديد في إضراب الجوع “الجديد” أن يقدم عليه نخبة من الأساتذة الأفاضل هم في غنى عن خوض هذه التجربة المريرة التي لا تخلو من مخاطر لو لا الغيرة على الوطن و انسداد الأفق . و الجديد في هذا الاضطراب أنه يحدث في فترة تتأهب فيها العاصمة التونسية لاستقبال القمة العالمية و هو ما يعني أن البلد المضيف قد تأهل لاستضافة هذه القمة بكل ما تعني الكلمة ” و ما تجوز الصدقة إلا ما يشبعوا اماليها “. و الجديد في هذا الاضطراب أيضا هو أنه جمع أغلبية الطيف الثقافي و السياسي في البلاد و هي بادرة مشرفة نرجو أن تستمر و يشتد عودها. و الجديد أخيرا في هذه البادرة الرائدة هو التعاطف الداخلي و الخارجي الذي حظيت به والمأمول هو أن يستمر ويتعاظم. كلمة أخيرة يوجهها محب لتونس بلد الحضارة و منارة المعرفة كلمة الى كل وطني غيور في موقع المسؤولية أو على الربوة : حرام أن نعرض حياة هؤلاء الأجلاء للمهالك حرام أن يظل المئات من طاقات تونس يخضعون للموت البطيء حرام أن يظل الدكتور منصف بن سالم – ذلك الطفل اليتيم الذي ترك رعي الغنم في الحادية عشر من عمره والتحق بالمدرسة ليحصد في أقل من عشرية و نصف أعلى الشهادات العلمية محاصرا و محروما من خدمة بلاده وأمته والإنسانية عامة. صالح بن عبد الله سجين سياسي سابق
حــــذار (4)
أسئلة حرجة في زمن حرج!
د.خالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr يبلغ التدافع أشده هذه الأيام بين سلطة تسعى إلى ترويج بضاعة الاستقرار والديمقراطية وحرية المعلومة، وهي تحتضن مؤتمرا عالميا يدعو إلى تكريسها والبناء عليها، وبين مجتمع مدني يبحث عن خلاص ويريد إبلاغ صوت مكبوت و صورة أخرى عن تونس الدهاليز والزوايا المظلمة. ومع تواصل المد والجزر ودخول مبادرة الثمانية مناضلين الأفاضل في إضراب جوع، بدت الصورة عارية، وظهرت تونس رغم الغشاوة بلدا يحمل من نبات الحنظل أكثر من زهرة الياسمين. لن يخطأ قارئ للفنجان أو للسطور أن يلمس مدى التأثير والرجة التي أحدثتهما مبادرة 18 أكتوبر..، أضواء كاشفة مزقت بعض السواد… ووسائل إعلام أجنبية تلمس عن قرب بلاد “المعجزة الاقتصادية” “والمعجزة السياسية”، ويطال بعضها ما يعيشه التونسي منذ زمان…،غليان وضوضاء، وسط أنين وصبر، وتضحية ورباط، وعزم وإرادة لرجال كرام، واقفين ورؤوسهم على الوسادة، يتحدثون وأفواههم مكممة. مجتمع مدني قرر الاستنفار…جماهير مازالت لم تغادر الدهشة محياها وإن كان يحركها هم وطن جريح، لكن التعود على الانتظار وخوف عصا الجلاد جعلها تراقب عن كثب ما يحصل، وتنظر بعيون حالمة أو آملة أو مترددة… في هذا الإطار الجديد والمشهد المختلف، الذي لم تشهد مثيله تونس منذ زمان، تساؤلات وأسئلة يجب طرحها اليوم قبل غد حتى لا تظهر الصورة مشوهة، حتى لا نفاجأ بواقع قد نخطأ قراءته، حتى لا يغيب عنا تاريخ لم نع استقراءه، حتى لا نكون دمى متحركة في مشهد سينمائي أو مسرحية، لم نفقه السيناريو ولا الإخراج.. فلا نحمل قدرنا على ظهورنا ونحمل أقدار آخرين وأوزارهم، ونجدد العهد للعبث! : 1. صحفي فرنسي يتعرض لركل ولكم وطعن، فريق تلفزي بلجيكي تُحجز آلة تصويره، صحافيون آخرون من محطة TV5 ينالهم التضييق حتى فضلوا الانسحاب ومغادرة التراب التونسي..! هذا المشهد لا يقع في إطار عادي ولكنه في إطار لقاء عالمي للمعلومة، وتحت الأضواء الكاشفة لعديد الصحف والمرئيات والمسموعات، وفي بداية مؤتمر علقت عليه السلطة التونسية الكثير، وعملت من أجله الكثير، وتترقب من ورائه الكثير! كيف يعقل أن تقع أخطاء بمثل هذا الحجم وهذه السرعة حتى يكاد المريب يقول خذوني؟ لن تستطيع المعارضة أن تبلغ أمانيها هذا الحد ولا أحلامها هذه الدرجة في أن يخدمها النظام بمثل هذا الفعل، لن تستطيع أن تنتظر مثل هذه “الهدية”! لعل البعض سوف يعلق بأن الدكتاتورية كثيرا ما سقطت نتيجة تعثراتها المتكررة والمفاجئة، وأنها كثيرا ما غلب عليها الارتباك والعشوائية كلما واجهت واقعا منظما وحازما، ووقعت تحت الأضواء، فالتعود على الظلام ولد العمى فحدث التخبط والخطأ! لعل البعض يعتبرها دعوة مظلوم صعدت إلى السماء دون رفيق وعادت ومعها الملائكة!..، لعل ولعل ولعل! لكن السؤال يبقى حازما… لماذا، لماذا الآن، من يخدم هذه الأخطاء، هل هناك مراكز قوى وأصحاب نفوذ تلتقي أهدافهم مع أهداف المعارضة؟ وهل يجب المراهنة عليها؟ وهل أخطأنا حين جعلنا كل السلطة في سلة واحدة؟
2. السلطات الأمريكية على غير عادتها تحذر وترفع عقيرتها وتلوح بغضبها..، عضو بارز في سفارتها يزور الإخوة المضربن على مرأى ومسمع الجميع! الجار الفرنسي بعد تردد يلتحق بالقافلة، ووزير الخارجية يقطب حاجبيه ويطلب توضيحات عاجلة..، حضور متدني لأوروبا في القمة رغم أهميتها الكبيرة في حسم قضية انفرادية الولايات المتحدة الأمريكية في المسك بزمام عالم الانترنت… وحملة صحفية كبيرة في وسائل الإعلام العالمية، جعلت المؤتمر على أهميته يغيب في ظل التعرض لحالة الحريات في تونس، حتى أنك لا تكاد ترى تعليقا أو تقريرا حول تونس واستضافتها لهذه الندوة إلا وسبقها تعريج وتذكير بالمشهد السياسي المأسوي!
3. “أخطأ” تتجدد وتتكرر في بعض المقالات والمشاهد في إظهار وجوه وأسماء لم نتعود سماع صوتها في صف الوقوف أمام الجور، حتى أصبح أحدهم عند بعض هذه الأقلام أحد أبرز وجوه المعارضة التونسية! والرجل لم تجف بعد كسوة الوزارة التي لبسها أيام الظلام، ولم ينته سواد مائها رغم تجديد الغسل مرات ومرات!
4. قانون يعرض على البرلمان باستحياء، وكأنه نعي للسلطة القائمة وأذان للجميع بالاستعداد للرحيل! فيضمن للأهل والعشيرة العيش بسلام ولو تغير المشهد السياسي لاحقا.
5. السلطة لا تطلق سراح المعتقلين ولا تفرج إلا على ثلاثين مظلوما، وقد كانت تستطيع أن تفرغ السجون قبل المؤتمر وتظهر للعالم مدى نيتها في تكريس الديمقراطية والانفتاح و احترام الحريات ولو على مراحل بطيئة، والكثيرون من أصحاب النفوذ الخارجي يودون بكل قوة تصديقها حتى يتخلصون من وخز الضمير إن كان هناك ضمير، ويقنعون شعوبهم بصحة أفعالهم وأخلاقية مراهنتهم. لكن السلطة رغبت عن هذه الصورة المشرقة وخيّرت ترك بقية المحجوزين إلى زمن آخر، لعله لمن سيأتي ليتسلم مفاتيح القصر ويكون الخليفة المنتظر، فتكون أول أعماله المباركة فتح المعاقل وإفراغ السجون وينال هذا الشرف! فيقف له الجميع إجلالا واحتراما، ونجدد ثقتنا فيه وفي الله! وينال الشرعية والمصداقية وهو لم يكتشف بعد كل غرف القصر! ولا يسع الجميع إلا التهليل والتكبير والسير وراء المنقذ، والمراهنة على سلامة السريرة، والعهد على مساندته!!! ولعل مشهد السابع من نوفمبر يعاد ولكن في غير موعده وبدون أطباء ولا مستشفيات!
6. وجوه وأقلام تتسارع للظهور والكتابة وإعلان العصيان جهرة، وقد عودنا بعضها منذ زمن غير بعيد بحياءه أو مساندته العلنية للظلم والجور، لا تهمنا هذه العودة ونحن نستبشر بها ونبني على مصداقيتها فنحن لا نحكم إلا على الظواهر والله يتولى السرائر، وعفا الله عما سلف، ولا يبقى جامدا لا يتغير إلا الأحمق أوالصخر الرواسي! وتزيدنا هذه العودة تأكيدا على صدق ما آمنا به وناضلنا من أجله، وتمسكا بمبادئنا وثوابتنا آناء الليل وأطراف النهار. فمرحبا بمن غيّر البوصلة، ومرحبا بالسابقين ومرحبا بالملتحقين… لكن السؤال الذي يفرض نفسه أيضا لماذا الآن وليس الأمس أو غدا، وقد سبقت هذه المبادرة مبادرات أخرى، وقد كان الظلم بواحا إلى حين؟، أهي الجرأة والشجاعة واليقين في أن النظام في ساعته الأخيرة يحتضر؟، أم أن هناك تطمينا خارجيا أو من داخل القصر أن الفريسة قد سقطت وحان تقاسمها من جديد، وعلى السكاكين أن تُشهر، والأنياب أن تُكشّر، وعلى الجميع الاستعداد؟
7. تسارع جميل وملفت للمساندة من هنا وهناك داخل البلاد وخارجها، لجان تتكون، وأعمال ونضالات، وإضرابات جوع، وتنافس على البر والوطنية، ونخالها كذلك، وهو ما يثلج الصدر، خاصة وقد تجاوزت في أغلبها نعرة الأيدولوجيا وغلب عليها التعاون من أجل تونس، غير أن صدى لبعض المشاهد، على قلتها، توحي بوجود بعض النعرات الحزبية الضيقة وهيمنة طرف سياسي معين وغلبة منحى أيديولجي محدد، ومحاولة للإقصاء والاستبعاد والاستفراد، والهرولة للحصول على الصدارة والبقاع الأمامية، والشرعية النضالية، وكأن هناك هذه المرة خلوصا من بعض الأطراف إلى أنه يجب منذ الآن الإسراع حتى لا يتخلف أحد على العرس وتنتهي الوليمة بدونهم! وهذا، على سلامته نظريا إذا كان تنافسا بريئا، غير أنه يوحي إن تعمّق واستشرى، على هشاشة البناء المستقبلي بين أطراف من المعارضة، عرفت ولو بعد حين أن خلاصها في وحدتها وأن نجاح بناءها في سلامة أعمدتها وتنوعها.
8. صمت مريب لبعض الجهات أو فعل بكثير من الاستحياء! أهو الخوف من المراهنة على الفراغ واعتبار أن ما يحدث لا يعد إلا عاصفة في فنجان تنتهي بانتهاء الأسباب الضاغطة، فحبذت التروي والمراقبة والانتظار إلى من تميل إليه الكفة حتى لا يستفرد بها السلطان بعد انتهاء الحفل وتفرق المدعوين؟ أم هناك صفقة تحضر من وراء الكواليس وبعيدا عن الأضواء وعن عالم الانترنت الفاضح لكل مستور مغشوش، فخيرت هذه الجهات الفعل في عدم الفعل! هذه كلمات غير مرتبة، وخواطر عاجلة، وعذرا لدى القارئ على ذلك، فهذا ما سمح به الوقت ورضت به الظروف، ولكن أردنا سردها على حياء حتى نساهم ولو من بعيد وبكثير من الأمل في أن نكون سندا للحق وحجرات بناء… خوفي يا سادتي، وأنا أغلق على عجل هذا الملف الذي قض مضجعي، أن نؤكل من جديد على حين غفلة وبدون رشد..، خوفي أن ينالنا الطمع فلا نعود إلا بخفي حنين أونواصل طريقنا حفايا..، خوفي أن يسقط بعضنا في الطريق، وأن يساهم البعض في الإعانة على إسقاطه حتى يخلو له الطريق..، خوفي أن نكون خارج التاريخ مرة أخرى..، خوفي أن يُبنى المشهد العام في تونس المستقبل على الإقصاء والضباب والاستخفاف والاستبداد المبطن مرة أخرى، وتعاد الصورة ولكن بخلفية الزهر والياسمين… اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد!
بسم الله الرحمان الرحيم
إضراب الجوع وحركة 18 أكتوبر
محمد زريق كندا دخلت ثلة من قيادات الحركة السياسية التونسية في إضراب عن الطعام منذ شهر، مدشنين بذلك حركة مباركة اصطلح على تسميتها بحركة 18 أكتوبر. لقد حقق إضراب الجوع أهدافه وبلغ مبتغاه وبقي على حركة 18 أكتوبر أن تواصل مشوار النضال حتى تحقيق المطالب الشعبية الثلاث التي رفعتها وهي حرية التعبير والصحافة، حرية التجمع، وإطلاق سراح المساجين السياسيين.
لقد حقق إضراب جوع الثمانية وإضرابات الجوع والتحركات المساندة ثلاثة أهداف نعتبر تحقيقها إنتصارا على الديكتاتورية، وهي:
* فضح السلطة وتعريتها أمام الرأي العام الداخلي والخارجي وإفشال مشروعها الرامي إلى تلميع صورتها من خلال عقد القمة العالمية لمجتمع المعلومات على “أرضها”، فانقلب السحر على الساحرواصبحت القمة شوكة في حلق النطام في حين أرادها لقمة سائغة يمرر من خلالها شعاراته الزائفة، خرج النطام من القمة بخسائر جمة ولم يحقق أي من أهدافه من خلالها، فعوض المباركات والنياشين وشهادات الإستحسان التي كان ينتظرها، نزلت عليه الملاحظات والإنتقادات والإتهامات من كل حدب وصوب، ومن حلفائه وحماته قبل معارضيه، فلم يسلم النظام من انتقادات فرنسا وأمريكا وسويسرا وألمانيا والأمم المتحدة وغيرها من الدول والمنظمات.
* وحدة المعارضة الجادة في تحرك مشترك وحول شعارات مشتركة، والإيجابي في هذه الوحدة أنها تجاوزت مستوى النخب والقيادات العليا إلى المستوي الأوسع من القيادات الوسطى والقواعد في الداخل والخارج بما يبشر بمرحلة نضالية موحدة، نقدر لها، إن تماسكت أكثر وبنت لنفسها شروط الإستمرار، النجاح في تحقيق الأهداف المأمولة.
* تحريك الجماهير والإلتحام بها وتعبئتها حول شعارات المرحلة، والمميز في هذه التعبئة أنها اتجهت إلى التوعية ورص الصفوف أكثر منها إلى الإنفعال والإندفاعية، وهذا ما سيضمن لهذه الحركة أكثر جدوى وأكثر استمرارا. إضراب الجوع و معركة الإرادات
تعالى صوت مدوي من شارع المختارعطية يهتف “الجوع ولا الخضوع” تلقاه صوت أخر من شارع 9 أفريل وأماكن أخرى يهتف منذ زمان “القضبان ولا الهوان” ليتقاطع الإثنان مع صوت قادم من الجنوب يصرخ “إبعاد ولا استعباد” لتلتحم جميع الأصوات مع أصوات قادمة من وراء البحار والمحيطات تنادي “أجسادنا في المنافي وقلوبنا في تونس”، فأنّا لهذه الأصوات أن تسكت، ومن ذا الذي سيسكتها غير صوت الحرية ينادي الجميع إلى ساحة الفعل والعطاء في ظل مناح من الحب والوئام. جاء شعار “الجوع ولا الخضوع” بما يحمله من معاني ليواجه الشعار الذي روجت له السلطة بل وجعلت منه واقعا معاشا إلا وهو “الخضوع ولا الجوع” والمقولات التي غرست فينا الهوان والمهانة والوهن مثل ” كول خبزتك مسارقة” و” الحيط الحيط” و”كان خصيمك الحاكم ….” و “اللي خاف سلم” ولو لم ولن يتحقق من إضراب الجوع إلا غرس هذا الشعار لكان في حد ذاته نصرا مبينا وإنجازا عظيما. إن إضراب الجوع بما حققه من إنجازات وضع حركة 18 أكتوبر على الطريق الصحيح، فما على رواد هذه الحركة من أطراف المعارضة الصادقة والجادة والواعية بتحديات المرحلة إلا استثمار هذا النجاح الباهر ومواصلة حركة الحرية والديمقراطية. فلنوقف إضراب الجوع إيقاف الصامدين الشجعان ولنواصل حركة 18 أكتوبر المباركة بكل ثبات وتصميم وعزم، حتى نرى تونس حرة ديمقراطية بلا سجين سياسي واحد. وتحية أكبار وإجلال إلى فرسان حركة 18 أكتوبر وإلى كل الذين ساهموا في إنجاح انطلاقتها في الداخل والخارج وإلى الأمام حتى نلتقي في واحة الحرية تونس الحبيبة.
بسم الله الرحمن الرحيم
أما آن لكم أن تعوا الرسالة
إلى عشّاق الحق و العدل و الحرية
توالت الاعلانات عن لجان المساندة لحركة الثامن عشر من أكتوبر المباركة في كل بلاد العالم، و تنوّعت برامج تحركاتها و احتجاجاتها (من أمام مقرات الأمم المتحدة و مقرات حقوق الانسان ,و البرلمان الأوروبي و المؤسسات الضاغطة في أوروبا و رؤساء الاحزاب والمنظمات……….) و تعالت معها أصوات المثبطين المرتزقة أعداء الحرية تشكيكا في عدالةمطالبهم وتهميشا و تقليلا من شأن هذه الحركة و مسانديها ،في وقت امتدت فيه حركة المساندة في الداخل لتعمّ أغلب ولايات تونس بجميع أطياف المجتمع المدني، أفرادا وجماعات في البيوت و من داخل السجون و في مقرات الاضراب المعلن عنها في وحدة و تحدّي لم تشهدهما البلاد من قبل. وهي بصمودها هذا تعلنها صرخة مدوية و رسالة إلى كل من يهمهم الأمر كل من موقعه: 1) تقول لكل من يندد بالارهاب من أصحاب المسؤوليات الكبرى أين أنتم يامن تنددون بالارهاب؟ أين أنتم يا من نددتم بالاحتجاج العنيف في فرنسا و تخافون من عدوة انتشاره في أوروبا و غيرها ؟ هاهي تونس تئنّ منذ87 و ترزح تحت وطئة الظّلم و التّجويع و التّجهيل و التّشريد و التّقتيل و التعذيب، على مرأى و مسمع من كل العالم بمؤسساته الحقوقية و المدنية دون أي تتدخل. وها هو شعب تونس يستميت في المطالبة بحقوقه المسلوبة ، و يضرب المثال أمام الجميع في ضبط النّفس و التشبّث بالطرق السلمية في الدفاع عن الحقوق المهدورة بأرقى أشكال الاحتجاج. فهل ستعطونها الألوية في جلساتكم و حواراتكم؟ أم ستتجاهلونها لأن الامر لايهدد مصالحكم؟ هل ستدافعون عن مطالبنا المشروعة و تهدّدوا بوقف التّعامل مع النظام البوليسي هذا و أمثاله؟ لا شك أن تأييدكم لحركة 18 أكتوبر ونصرة أصحاب الحقوق، و الضغط على من سلبها منهم كل من موقعه ،كفيل بأن يضعكم في الطريق الصحيح ضد الفوضى وماتحتوي عليه من انعدام الأمن و يفتح باب الحوار و الأمل أمام كل الناس. 2) و تقول لمن تردد في مساندة هذه حركة المضربين: عليك أن تعيد حساباتك إن كنت فعلا تريد الخير لتونس و لشعبها. فإن الحرية مبدأ أو لا تكون.و أن هذا النظام لا تأمن شرّه حتى و إن أغراك بما أغراك.و أن سياسة فرّق تسد هذه التي انتهجها أطالت في عمره و دمرت ما سواه. و إذا قربك اليوم فسيكون دورك غدا فانفذ بجلدك .
3) و تقول لمؤسسات الاعلام بأنواعها و رجالاته و القناوات الفضائية الإخبارية خاصّة: ألا تستحق هذه القضية أن تتصدّر شاشاتكم؟ أم أن خلوّها من الحرائق و الجرحى و القتلى إلا من سيارات الاسعاف تنقل من تدهورت صحتهم من المضربين (داخل السجون و خارجها) يقتل فضولكم في سرعة المعاينة و المتابعة و التغطية بالصورة و الكلمة. لا تنسوا إن جريكم على الأخبار المتحركة لمجرد أن فيها حريق أو أي مظهر يشبهه على قلة خسائره أحيانا، و إهمال مثل هذه الاحتجاجاة التي تخفي وراءها مأساة شعب بأسره وتخفي ورائها مشروعا راق في التغيير ، لا تعفيك من المسؤولية في صنع رأي عام إيجابي حول العنف و كأنه أقصر طريق و أسهله إلى لفت الانتباه ونيل الحقوق. و في المقابل صنع رأي عام سلبي حول الطرق السلمية و كأنّها طرق باهتة ليس فيها ما يشدّ الانتباه رغم كثرة ضحاياها فتكثر المراقبةو الضغوط، في حين أنّ أخبار الحرائق و العنف تجدها تتصدر الشاشات و لا أحد يمكن أن يستجيب للضغط عندها و أنتم أدرى بما تحدثه وسائل الاعلام المرئية على كل الأطراف.
إنّ من دخلت في اضراب جوع مساندة لزوجها أو أخيها أو لمن طالب بالحرية و العدالة و لم يجدها وهي في قلب تونس أمام الجبروت و الظلم و لم تبالي ما كان ليدفعها إلى الإستماتة في المطالبة بأبسط الحقوق الانسانية غير إيمانها بعدالة القيضية.
4) و أخيرا تقول لمن إدّعى و تباهى بتكميم الأفواه و السيّطرة على الشعب، لمن لم يشبع يوما من الدّماء و من التنكيل بكلّ من يخالفه،و تعلمه من كل بلاد الدنيا بأن أحدا لن يفرّط في حقوقه بعد اليوم أبدا. و أن تهمة الارهاب التي تلبسها لكل من يعلو صوته أمامك بالحقّ لن تنجح فيها مستقبلا أبدا.
و أن 15سنة و يزيد في الزنزانات و السجون والتقتيل و التعذيب وتطليق نساء المعارضين عنوة والاعتداءات و التشويه و القذف لخصومك السياسيين، لكفيلة بأن تجعل من شعب بأسره إرهابيا
(لسهولته كحلّ) و اسأل علماء الاجتماع و السياسة في ذلك إن كنت لاتعلم. و أن طريق السلم في المطالبة بالحقوق هذا خيار مبدئي لم يجبروا عليه،
و أن المجتع المدني بأغلب أطيافه اليوم يتوحّد ضد إرهاب الدولة. و أن الظلم لن يدوم .وأن الحقّ يعلو و لا يُعلى عليه.
رشيدة النفزي ألمانيا
لا حرية بمعزل عن الكرامة!
إنني إذ أعبر عن مساندتي المطلقة لمناضلي الحرية في حركتهم وإضرابهم الذي أطلقوا عليه اسم 18 أكتوبر آملين في أن تكون نقطة انطلاق لحركة أرادوها ونريدها أن تكون شعبية. غير أنه لي بعض الملاحظات وهي لا تنتقص من دعمي للمضربين عن الطعام حيث أعرف البعض منهم معرفة شخصية وقد خبرناهم في معارك الحرية التي خضناها وإياهم ضدَ النظام البنعليزمي.
إن أي تحرك يهدف للشعبية، ولا يظل في حدود النخبوية، عليه أن يجد رابطا واصلا بين الشعار السياسي الذي يختزل والهم الشعبي الذي يمكن أن يستقطب اهتمام الناس كخطوة ضرورية في طريق التلاحم اللاحق بين الناس ونخبتها.
فأي شعار أو مطلب لا يمكنه تحقيق ذلك إلا إذا شعر أغلب الناس أنه مطلبهم الخاص.
وهذا متاح الآن وأستغرب من عدم الاستفادة من ذلك؟؟؟؟
فمطلب الحرية كان من الممكن أن يُصْهر مع مطلب الكرامة. بذلك يقع الارتقاء لمستوى حالة الغليان الشعبي الرافضة لزيارة مجرم الحرب أريال شارون، أو من ينوبه، للمجرم ضد الإنسانية بن علي.
كما أن أي حركة ترغب في أن تكون في رحم شعبها عليها أن تكون في مستوى وعيه.
كلنا يعرف مدى الرفض الشعبي لأمريكا بكل رموزها لدى شعبنا ـ وشعبنا في ذلك محق حيث تعلم شعبنا كون كل الحكومات الأمريكية عامة وحكومة “الفاشيون الجدد” بصفة خاصة معادية لشعوبنا ولمصالحنا وهي تستهدفنا بمخطط تسعى لتطويره وإنجازه لحظة بعد أخرى. وعليه فإن استقبال ممثلا للسفارة الأمريكية في مقر حركة الإضراب خطأ سياسي فادح، إن لم يكن شيء آخر؟؟؟ وهذا من شأنه أن يحفر خندقا بين الحركة وشعبها.
إنني أثق ثقة تامة في نضالية ـ على الأقل البعض منهم ـ وتقدميتهم ومعاداتهم للمخططات الأمريكية وآمل أن يعملوا على تطوير تحركهم وتفعيله في مواجهة بعض الأصوات الفرنكو-أمريكية التي تسحب الحركة بعيدا عن شعبها ورهانات هؤلاء معروفة ومفضوحة لدى الشعب التونسي.
وختاما لا يسعني إلا القول لكم دمتم فرسانا للحرية وإلى الأمام.
لوممبة المحسني 2-11-2005
تساؤلات حول مبادرة:
“حملة الكرامة للتغيير الديمقراطي في تونس”
هذه المبادرة جعلتني أندهش وأتساءل هل هي تقدم أم تراجع؟ ومع ذلك أريد أن أسجل الملاحظات التالية:
1. هذه المبادرة تتجاوز الأحزاب السياسية (في الفعل وليس في القرا)، حيث أن ثلاثة أحزاب من المعارضة شاركت في إضراب الجوع بصفتهم أحزاب. هذا يجعلنا نتساءل هل هذه المبادرة مبادرة حزبية أم حقوقية؟
2. المبادرة تبدوا وكأنها تريد تحريك الرأي العام في حين أن اللحظة لحظة استثمار ولحظة قطف الثمرة (لا أقصد بالثمرة أخذ الحكم) على المستوى السياسي. لن يقع حدث مثل هذا الحدث والكم الإعلامي الذي حصده وبالتالي إما أن تستثمر الأحزاب هذه الفرصة أو أن تذوب في الحقوقي.
3. حركة 18 أكتوبر ومبادرة الحملة من أجل التغيير الديمقراطي إن لم ينتجا مبادرة سياسية حقيقية بعدهما من طرف الأحزاب السياسية فإن المعارضة ستصبح في حلقة مفرغة.
4. نعم المبادرات الحقوقية مهمة لإحداث تغيير لكن لا بد قيادة سياسية حزبية لقيادة أي تغيير سياسي.
5. هذه المبادرة ستقتل السياسة. حركة 18 أكتوبر مثلت السياسة بحضور قادة الأحزاب المشاركين في الإضراب في حين أن حملة الكرامة لا تمس السياسة إلا من حيث كونها قاعدة للعمل السياسي. السياسة في حاجة إلى جسم سياسي.
6. ثلاثة من المضربين يمثلون أحزابا سياسية موجودة وليس كشخصيات مستقلة في حين أننا نجد في هذه المبادرة شخصيات حزبية وليس أحزابا. هذه المبادرة تمثل الحقوقي وإن كانت قدمت نفسها في شكل سياسي، وإن مثلت خطوة منطقية ومقبولة وعقلانية للمجلس الوطني للحريات ولحركة 18 أكتوبر.
7. هذه المبادرة تزيد من تكريس اختلاط السياسي والحقوقي في حين أن اللعبة السياسية هدفاها الأساسيان هما التنافس والتداول السلمي على السلطة.
8. هذه المبادرة تشتت الإجماع الذي أنجزته حركة 18 أكتوبر. ولا بد من التساؤل هل المجتمع المدني التونسي في حاجة إلى قيادة جديدة؟ أم أننا أمام فوضى جمعياتية تنتقم من حالة التصحر الجمعياتي التي كانت سائدة في تونس.
9. هذه المبادرة تعلن موت الأحزاب كمعارضة وكمؤسسات مجتمع مدني.
10. لا بد من لاعب سياسي واضح بمعنى معارضة سياسية تمثل المجتمع المدني التونسي على المستوى المحلي والدولي. إن حملة الكرامة لا نجد لها مثيلا إلا حركة كفاية، فهل يمكن أن نقول أن حركة كفاية تمثل مبادرة سياسية حزبية.
11. إلى حد الآن هناك تحاجّ بين الحقوقي والسلطة وليس بين السياسي والسلطة. المنظمات الحقوقية وسائل نضال (التشكي والاحتجاج) من أجل الحقوقي حتى ولو حققت نتائج عظيمة كالتي حاصلة في تونس اليوم. دور الحقوقي لا يمكن أن يكون إلا حامي السياسية، سياسة خالية من الإقصاء سواء قانوني(سحب القانونية) أو فعلي (الاعتقال والسجن والصمت…) وانتقاله للسياسي سيولد إهمال حقوق المخالف. حقوق الإنسان، المهمة الرئيسة لها هي حماية أخلاقية لعالم السياسة.
12. مشاركة تونس نيوز وتونزين في هذه الحملة ستقبر التجربة الإعلامية المستقلة الوحيدة والفريدة. وأتساءل لماذا تونس نيوز تنظم إلى هذه المبادرة في حين أنه موقع نحى نحو التخصص، موقع وطني بعيد عن الجمعياتي والحزبي ويقوم بدوره على أحسن وجه وهو في موقعه الحالي؟ لقد انحزتم إلى جهة، فهل ستسمحون بنشر مقالات ضد سياسات هذه الجهة؟ أشك ولو جئتم بألف دليل، ولا تقولوا لي نشر كلماتك دليل.
أنا لا أهاجم هذه المبادرة، بالعكس أنا أحييها لأنها تمثل إضافة للمجتمع المدني، ولكني لا أعتقد أنها هي من يجب عليه بالدرجة الأولى أو يستطيع أن يقوم بتغيير سياسي في تونس.
لا بد اليوم من تحميل المسؤولية للأحزاب السياسية، خاصة الذين شاركوا في إضراب الجوع وحركة النهضة. إنني أدعوا هذه الأحزاب ليتحملوا مسؤولياتهم كأحزاب سياسية معارضة.
لا أعلم لماذا أوروبا استطاعت أن تبدع نظام تداول على السلطة بي 15 ثم 25 دولة، سواء كانوا دول كبيرة أم صغيرة، وحكومات من اليمين أو اليسار. بل والأعجب أن يتحالف اليمين واليسار في ألمانيا ويتفقان على التداول. أما نحن في تونس فما زال أربعة أحزاب في حيرة وعاجزين عن إنتاج جسم يجمعهم جميعا ويقوم على التداول. فليأخذ كل رئيس حزب القيادة لدورة تمتد لثلاثة أو أربع شهور في جسم تنشئونه وتقدموا.
إذا كنتم أنتم الأحزاب السياسية المضطهدون لا تعترفون ببعضكم البعض وتخافون من بعضكم البعض فكيف تريدون أن تعترف بكم السلطة؟؟؟ ويقبل التجمع الدستوري الديمقراطي أن يتداول السلطة معكم؟؟؟ أو يتنازل عنها لكم وأحدكم لا يتنازل للآخر؟؟؟ وتريدون من تصفونه “بدكتاتور” أن يتنازل لكم؟؟؟؟؟
الدكتاتورية هي إلغاء الآخر ولا أريكم إلا ما أرى فهل أنتم بعيدون عن الدكتاتورية أم أنها تأصلت في نفوسكم؟؟؟
الإتحاد الأوروبي المسيحي يقبل أن يحاور تركيا المسلة من أجل التبادل الاقتصادي وأنتم لا تقبلون التحالف من أجل الوطن.
الإتحاد الأوروبي المسيحي يقبل أن يحاور تركيا المسلة وأحدكم ما زال ينظر يده التي يأكل بها حتى يطلّع هو من اليسار أم من اليمين.
وتغبطون أوروبا وتريدون وحدة المغرب العربي والعالم العربي و ..و..
يكفي من “الأنا” في زمن “الوعي القاريّ”.
ود الرّيس
قمة المعلومات في تونس.. حين ينقلب السحر على الساحر
عادل لطيفي (*)
عندما طلبت الحكومة التونسية احتضان الدورة الثانية لقمة مجتمع المعلومات، كانت بالتأكيد قد علقت آمالا كبيرة على انعقاد مثل هذا الحدث، وذلك في ظل توتر علاقاتها مع المنظمات الأهلية المستقلة وفي ظل انحسار وزن البلاد على الصعيد المغاربي والعربي والدولي.
لكنها لم تكن تنتظر أن ينقلب هذا الحدث، الذي عدّته مخرجا وفرصة للدعاية، إلى هاجس مؤرق خاصة بعد مطالبة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، عبر مؤسساتهما المكلفة بمراقبة الحريات، بالعمل أكثر على تجسيد التزامها بالمعاهدات الدولية.
وربما كان البيان الختامي للاجتماع التحضيري للقمة الذي انعقد مؤخرا في سويسرا، أكثر إحراجا حين رفض أن يتحول الحدث من مؤتمر منعقد في تونس إلى مؤتمر حول تونس.
كل المؤشرات توحي بأن حسابات السلطة التونسية لم تستحضر تحول الحدث إلى فرصة للمطالبة الداخلية والمساءلة الخارجية، مما يجعل من فكرة استضافة القمة خطأ سياسيا في ظل الوضع الحالي لعلاقة هذه السلطة بمختلف القوى الاجتماعية والسياسية في البلاد.
النموذج التونسي يفقد بريقه
لا بد من التأكيد في البداية على أن القمة العالمية لمجتمع المعلومات لا تهم سوى السلطة التونسية التي عملت على تنظيم دورتها الثانية في تونس، إذ أن المواطن التونسي العادي لم يكن له أي علم بهذا الحدث، وذلك حتى ظهور طوفان المقالات والساعات الطوال من البث الإذاعي والتلفزيوني التي جعلت من قمة المعلومات ومجتمع المعلومات خبزا يوميا ومفردات تكاد تصنع لنفسها موقعا في قاموس اللهجة التونسية.
فقد صنع القرار السياسي التونسي وجملة وسائل الإعلام التي تدور في فلكه الحدث من العدم السياسي والإعلامي في تونس.
إنه لتعارض صارخ بين الرغبة في صنع حدث سياسي حول المعلومات، من ناحية، وأن يتم ذلك في ظل وضع تم فيه تدجين الحياة السياسية وفرض رقابة صارمة على المعلومة، من ناحية ثانية.
لقد خاطرت هذه السلطات بالفعل حين راهنت على تحدي هذا التناقض، أو ربما كان الأمر مجرد سوء تقدير سياسي، وهو الأقرب، لأنه ليس الوحيد الذي وقعت فيه منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي.
وبما أن الحدث يهم السلطة بدرجة أولى فلا بد من البحث في طبيعة الحسابات التي وضعتها كي نفهم قبولها تحدي التناقض بين محتوى القمة ورسالتها من ناحية وطبيعة وضع المعلومة والرأي في تونس من ناحية ثانية، إذ تأتي هذه القمة في سياق خاص بالنسبة للسلطة المنبثقة عن تحول السابع من نوفمبر 1987 الذي أطاح بالرئيس السابق الحبيب بورقيبة.
فقد بدأت تظهر شيئا فشيئا بوادر الوهن على المشروع الذي صاحب هذا التحول وأصبح غير قادر على الإقناع بسبب غياب المبادرات القادرة على خلق حراك سياسي أو تحسين الوضع المعيشي في وقت ارتفعت فيه نسب البطالة، وخاصة بين حاملي الشهادات، وارتفعت فيه الأسعار.
فحتى على مستوى الخطاب، يلاحظ كل متتبع للإعلام المهيمن مدى فتور الخطاب الرسمي وروتينيته، مما أدخلته في مرحلة اجترار الذات، بسبب انسداد الأفق السياسي ومحدودية السياسة الاجتماعية.
أمام تراكم المشاكل الداخلية وعدم انفتاح السلطة سواء على خصومها السياسيين أو على منظمات المجتمع الأهلي الفاعلة، تعددت بوادر التحرك في البلاد منذ أواسط التسعينيات، سواء في شكل إضرابات احتجاجية (مثل إضراب سائقي التاكسي) أو في شكل تحركات رمزية سياسية، مثل إضراب الجوع، أو إعلامية من خلال تعدد المواقع المعارضة على الإنترنت.
وقد كان وراء هذه التحركات بعض الأطراف من الجمعيات والأحزاب، مثل الحزب الاجتماعي التقدمي وحزب العمال الشيوعي التونسي وحركة النهضة وكذلك رابطة حقوق الإنسان وجمعية استقلال القضاء ونقابة الصحفيين، كما قادتها بعض المبادرات الفردية مثل الصحفي توفيق بن بريك أو القاضي مختار اليحياوي.
وفي تواصل مع هذا الانسداد الداخلي، كان للحضور التونسي على الساحة الدولية نصيبه من التراجع، إذ أين البلاد اليوم من العلاقات التي كانت لها مع زعماء عدم الانحياز، مثل نهرو ونكروما؟ وأين هي من دورها في استقلال الجزائر ومن دورها المبادر بالنسبة للقضية الفلسطينية؟
فإستراتيجية السلطة الحالية موجهة أساسا للداخل لا للخارج، وهذا مرتبط بغياب مشروع مجتمعي واضح قادر على إعطائها هوية سياسية ما.
ومن جهة ثانية فإن التطورات السياسية الإيجابية في بلدان الجوار وفي الساحة العربية أدت إلى سقوط مقولة النموذج التونسي في الاستقرار والاندماج في الحداثة. إذ أدى تأكيد وضع الحريات النسبي في الجزائر، وفتح المجال للمحاسبة السياسية في المغرب، بالإضافة إلى مبادرات قياديي الانقلاب في موريتانيا مؤخرا وتحرك الشارع اللبناني والمصري، إلى الكشف عن محدودية النموذج التونسي وعدم قدرته على تحقيق مجتمع ديمقراطي فعلي قادر على تفعيل دور القانون والمؤسسات.
هذه جملة الظروف الداخلية والخارجية التي يمكننا ضمنها أن نفهم رهانات السلطات التونسية على عقد المؤتمر الدولي لمجتمع المعلومات.
حسابات السلطة التونسية
في ظل انحسار هامش المبادرة الداخلية، وفي ظل تراجع الدور الخارجي، أصبح احتضان تونس لقمة مجتمع المعلومات بمثابة وسيلة لدى السلطة لخلق حدث يملأ الفراغ السياسي الداخلي وبوابة للعودة إلى الساحة الدولية وإنعاش مقولة الدولة النموذج في تحقيق التقدم.
فمن شأن مثل هذا الحدث أن يغطي على حقيقة وضع الحريات في البلاد من خلال إدراج تونس في مصاف الدول الفاعلة في عالم المعلومات، رغم أن الأسس التي انبنت عليها مقولة مجتمع المعلومات أبعد ما تكون عن السياسة الإعلامية المنتهجة في البلاد.
فالسياسة الإعلامية في تونس تتعارض كلية مع فلسفة مجتمع المعلومات المؤسسة على مقولة ديمقراطية الوصول إلى المعلومة وإنتاجها وتداولها، في حين تعتمد السلطة في تونس على مراقبة لصيقة للمعلومة منذ لحظة إنتاجها إلى تداولها، مما ولد مشهدا إعلاميا رتيبا يردد نفس الخطاب صباح مساء.
فعلى الرغم من تعدد أسماء الصحف ووسائل الإعلام، فإنها تمثل في الأصل إذاعة واحدة وتلفزيونا واحدا وجريدة واحدة، أي في النهاية صوتا واحدا ووحيدا.
على مستوى جدول الأعمال المطروح على هذه القمة وبالرغم من تنوعه فإنه سيركز أساسا على ضرورة إنهاء الاحتكار الأميركي لشبكة الإنترنت، وقد بيّن الاجتماع الأخير للتحضير للقمة مدى تباين وجهات النظر بين كل من أوروبا والصين اللتين تريدان نقل إدارة المراقبة إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة التي تريد مواصلة احتكارها لهذه المهمة.
أما ما يقال عن تقليص الفجوة الرقمية فيبقى من باب المزايدة الدعائية لا غير، لأن من بين الأسباب الحقيقية للفجوة الرقمية هذه نجد طبيعة السياسات الإعلامية المتبعة من طرف بعض البلدان تجاه مجتمعاتها.
فالتونسي مثلا يعيش بالفعل مشكل الفجوة الرقمية مقارنة مع ما وصلت إليه تكنولوجيات الاتصال من حرية لمستعمليها على مستوى الوصول إلى المعلومات، والسبب في ذلك يعود إلى المراقبة المفروضة على المستعمل التونسي من طرف أجهزة الرقابة التي تمنع العديد من المواقع.
لقد كان حريا إذن بأصحاب القرار في تونس أن يقوموا بدورهم لصد الفجوة الرقمية الداخلية قبل أن يرفعوا هذا الشعار على المستوى الدولي.
إن غاية شعار الفجوة الرقمية في الإعلام الرسمي التونسي هو طمس هذا الواقع المرير لمجتمع المعلومات في تونس، وخاصة بعد تحركات المعارضة التي وجدت في الإنترنت ضالتها للهروب من المراقبة.
في سياق آخر مرتبط بهاجس التغطية على الوضع الداخلي وسحب البساط من الأصوات المعارضة والبحث عن سند خارجي، يمكننا أن نفهم استدعاء الوفد الإسرائيلي، إذ من شأن أي تحرك ضد زيارة هذا الوفد أن يثير حفيظة الأطراف الأجنبية الرسمية التي تتجاوب مع مطالب المعارضة، وقبول هذا الوفد سيبين مدى انفتاح السلطة مقابل انغلاق المعارضة.
ومن جهة ثانية فإن القبول بوفد إسرائيلي في البلاد التونسية يمثل وسيلة لكسب ودّ البلدان الغربية التي بدأت تراجع موقفها من الحرب على الإرهاب، وبدأت ترى أنه من بين أسباب الإرهاب انحسار هامش الحريات في البلدان العربية والإسلامية.
حين ينقلب السحر على الساحر
لقد كانت السلطات التونسية تعول على هذا الحدث للتغطية على حقائق الوضع الداخلي والعودة إلى الساحة الدولية من خلال منفذ المعلومات.
ولتأمين نجاح ما أرادت كان لزاما عليها إسكات بعض الأصوات التي يمكن أن تحرجها خلال القمة، فتم في هذا السياق منع انعقاد مؤتمر رابطة حقوق الإنسان بافتعال اختلاف قانوني بين قيادتها وأقلية معروفة بولائها للسلطة، كما تم منع انعقاد المؤتمر التأسيسي لنقابة الصحفيين بالرغم من عدم وجود أي مانع قانوني لذلك.
نضيف إلى هذا سياسة التضييق التي مورست على جمعية المحامين وعلى جمعية القضاة بالإضافة إلى بعض المناوشات مع النقابات الأساسية في البلاد.
لقد راكمت السلطة التونسية كل هذه التوترات قبل فترة وجيزة من استضافتها للقمة، ووضعت نفسها في مواجهة كلية مع أغلب ممثلي المجتمع المدني والأحزاب السياسية التي رفضت مجاراتها.
انقلب الوضع حين استغلت المعارضة التونسية، في الداخل والخارج على حد سواء، الاهتمام الدولي بهذا الحدث لتحويل القمة إلى مناسبة لمحاسبة السلطة التونسية على مدى التزامها بالحريات، ودخلت لهذا الغرض في سلسلة من التحركات النوعية من حيث رمزيتها ومضمونها.
ولعل من أبرز هذه التحركات إضراب الجوع المفتوح الذي دخلت فيه رموز المعارضة السياسية والحقوقية والمهنية الفاعلة في البلاد منذ يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول، رافعة شعارات العفو عن المساجين السياسيين وحرية الإعلام وكذلك حرية العمل السياسي.
ويستمد هذا الحدث أهميته من خلال تحريكه لأغلب التوجهات السياسية في البلاد التي سارعت إلى إبداء مساندتها للمضربين، وكذلك من خلال الحركية التي خلقها حوله في الداخل وفي الخارج.
فقد تكونت عديد اللجان الجهوية لمساندة المضربين كما تكونت لجان دولية مشابهة وخاصة في فرنسا حيث تتركز الأغلبية من الجالية التونسية المهاجرة، فأصبحت القضية وطنية ولا تهم فقط الجهات التي أعلنت المؤتمر.
كما يستمد هذا التحرك أهميته من خلال بعده الرمزي، حيث أصبح إضراب الجوع سنّة في التقاليد التونسية المعارضة، لأنه يعطي صورة عن الطابع السلمي الناضج لهذا العمل، كما يؤكد انسداد كل أفق لأي عمل سياسي آخر في ظل المراقبة البوليسية للحياة السياسية.
لقد أصبحت السلطات التونسية محرجة بالفعل أمام القوة الرمزية لتحركات المعارضين التي استطاعت على الأقل لفت الانتباه إلى وضع غير عادي.
نذكر من بين هذه التحركات كذلك القمة الأهلية لمجتمع المعلومات التي ستنظم بموازاة مع القمة الرسمية والتي ستشهد مساهمة فاعلة من المنظمات المغضوب عليها من طرف السلطات، كما يمكننا أن نذكر تجربة التظاهر الافتراضي على الإنترنت التي تعد سابقة عالمية في أساليب التحايل على الرقابة ومدى قدرتها على لفت النظر لمنع التظاهر السلمي في الشارع التونسي.
ولعل من أبرز مؤشرات فاعلية مثل هذه التحركات الرمزية، وخاصة إضراب الجوع، ما ورد في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي خلال اجتماع اللجنة المركزية للتجمع الدستوري، الحزب الحاكم، من تخوين المعارضين ومن تشكيك في وطنيتهم.
من المؤكد إذن أن الحراك الذي خلقته القوى المعارضة في تونس لن يمر دون تأثير على الساحة السياسية في تونس، وعلى الأقل فهو سيعكر صفو الاحتفال بالذكرى الثامنة عشرة لتحول السابع من نوفمبر 1987.
(*) كاتب تونسي
(المصدر: الجزيرة.نت، ركن “المعرفة” بتاريخ 11 نوفمبر 2005)
هل حقق المضربون في تونس أهدافهم؟
صلاح الدين الجورشي – تونس سؤال يتردد هذه الأيام في تونس، بعد مرور شهر من تاريخ انطلاق ما أصبح يعرف بحركة 18 أكتوبر، واحتمال اتخاذهم قرارا بوقف الإضراب. ومع أنه لم يتحقق أي مطلب من المطالب الثلاثة التي رفعوها، وهي حرية الصحافة وحرية التنظيم وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، لكن ذلك لا يعني أن إضرابهم لم تكن له تداعيات على أكثر من صعيد. إن رصد ما حدث خلال الأسابيع الأربعة الماضية يحيل المراقبين إلى عدد من المستجدات التي نتجت عن الإضراب أو كانت على صلة قوية به. أولا: أحدث الإضراب رجة قوية في الأوساط التي اتسعت الفجوة بينها وبين السلطة مند أواسط التسعينات. فالحركية شملت عددا متزايدا من طلاب وجامعيين ونقابيين ومحامين وغيرهم، وهو ما دل على أن الغاضبين على الأوضاع السياسية والاجتماعية كانوا ينتظرون حدثا قويا في رمزيته وجرأته ليتفاعلوا معه، وينخرطوا في حراك جديد قد يمهد حسب اعتقاد البعض لإنشاء معارضة أكثر جدية وتماسكا وقدرة على الفعل والاستقطاب. من جهة أخرى، وجه المضربون رسالة إلى الرأي الديمقراطي مفادها أن الاختلاف الأيديولوجي والسياسي ليس عائقا للقيام بمبادرات سياسية مشتركة. فالذين كانوا يتبادلون الاتهامات والإقصاء، وجدوا أنفسهم وباختيارهم، يقضون شهرا كاملا تحت سقف واحد، يؤازر بعضهم البعض، دفاعا عن نفس الأهداف، والتزاما بتكتيك موحد. وقد ترتب عن ذلك أن لقيت المبادرة تأييدا من أوساط واسعة، جمعت بين الإسلامي والليبرالي والعلماني والقومي، متجاوزين بصفة مؤقتة خلافاتهم الرئيسية والثانوية من أجل إعطاء الأولوية لرفع سقف الحريات العامة. ثانيا .. وثالثا ثانيا: نجحت حركة 18 أكتوبر في خلخلة العلاقة الاستراتيجية التي تربط الأصدقاء التقليديين لتونس بنظام الحكم. فتواتر المواقف العلنية والضغوط من قبل عدد من الحكومات الأوروبية، إلى جانب تزايد النبرة الاحتجاجية لدى الحكومة الأمريكية، قد ترجم بوضوح حالة القلق التي أصبحت تسكن عددا متزايدا من شركاء تونس الرئيسيين. ولعل انخفاض مستوى تمثيل الدول الغربية في فعاليات المرحلة الثانية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات دليل قاطع ومزعج على وجود حالة فتور جماعية غير مسبوقة بين تونس والعواصم الغربية. وقد تفاقم الأمر مع انعقاد القمة، حيث تراكمت أخطاء الأجهزة الرسمية، وفي مقدمتها أسلوب العلاقة بعدد من الصحافيين الأجانب، والتصدي لمحاولة عقد اجتماع مواز للقمة من قبل فعاليات المجتمع المدني. كل ذلك جعل الأطراف الرسمية الأوروبية والأمريكية “تصدق ما كانت تعتبره من قبل مجرد تضخيم من قبل المعارضين للنظام التونسي”. بالرغم من أن جدول أعمال القمة قد فرض نفسه على المشاركين، غير أن أوضاع حرية التعبير والصحافة وحقوق الإنسان في تونس كانت حاضرة بقوة على جميع المستويات، تصريحا مع مواقف منظمات المجتمع المدني العالمي، أو تلميحا مثلما كان الشأن في خطاب الرئيس السويسري عند جلسة الافتتاح، أو الاكتفاء بإشارة خفيفة مستبطنة كما حصل في كلمة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان. وهو ما جعل البعض يعتقدون بأن القمة تحولت إلى أشبه بالفخ الذي وقعت فيه السلطة دون أن تحسن تقدير حجم الخسائر التي قد تترتب عنها. ثالثا: شكل الإضراب مناسبة لخلخلة الأوساط الرسمية أو القريبة منها. هذه الأوساط التي كانت تحرص باستمرار على أن تظهر أمام خصومها متضامنة ومتماسكة ومدافعة بدون تحفظ على اختيارات السلطة. لكن التطورات الأخيرة أثارت مخاوف هذه الأوساط، ودفعت بجزء منها إلى الشعور بخطورة تصعيد المواقف وغلق الأبواب والنوافذ في وجه الجميع. لهذا كثر الهمس وظهرت الحيرة على بعض هؤلاء الذين أصبحوا يكثرون من التساؤل حول حقيقة ما يجري، ويبحثون له عن مبرر منطقي، ويخشون أن تكون تداعياته في المرحلة القادمة من الحجم الثقيل. بل إن البعض قد قرر أن يخرج عن صمته، ويرفع صوته ناصحا وداعيا إلى إطفاء الفتيل قبل فوات الأوان. نصيحة مغلفة في هذا السياق يكتسب النص (المنشور في بعض الصحف يوم 13 نوفمبر الجاري) الذي وقعته شخصيات، بعضها مصنف بكونه قريب من الحكم، دلالة معينة. فبالرغم من تأكيد أصحاب النداء على أنه من “الأنسب أن تعالج القضايا الخلافية في أطر وأوقات أخرى وبعيدا عن أي تداخل مع جهات أجنبية”، غير أنهم في المقابل أقروا بضرورة وفائدة ممارسة حرية الرأي، ودعوا إلى “تفضيل التحاور والتفاوض بحثا عن نقاط تقاطع” وإلى “إحلال الوفاق عوض التصادم”. وهي إشارة قد تكون ضاعت في طيات تضخيم مسألة التدخل الأجنبي، إلا أنها تبرز رغبة أصحاب النداء ورغبة آخرين كثيرين قريبين من السلطة، وحتى بعض المنتسبين إلى “التجمع الدستوري الديمقراطي” (الحزب الحاكم)، في أن يفتح النظام باب التفاوض مع الرابطة والمضربين وكل الجمعيات التي تعاني من الإقصاء، حتى لا يدفع هؤلاء نحو أساليب نضالية قد يترتب عنها خلط لكل الأوراق. إنها نصيحة مغلفة وحذرة لصاحب القرار بعد أن غاب دور الشخصيات الاعتبارية ذات المصداقية التي كانت تلعب دور رجال الإطفاء عند الضرورة في مرحلة سابقة، وبعد أن توقف المستشارون عن القيام بوظيفتهم التي يتقاضون بسببها رواتبهم والتي تتمثل في نقل الحقيقة كما هي لصاحب السلطة، وتقديم المساعدة والرأي حتى تعالج الملفات السياسية بأساليب وأطروحات سياسية. زيارة هامة هذه التداعيات، يراها البعض هامة وكافية للقول بأن إضراب 18 أكتوبر قد حقق أكثر بكثير مما كان يتوقعه أصحابه، خاصة بعد استقبال وزير العدل لهيئة المحامين بعد توتر صاخب بين الطرفين، وكذلك إعلان أغلبية الذين رفعوا قضايا أمام المحاكم ضد الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن سحب شكواهم رغم استمرار حالة من التردد والارتجال في صفوفهم. كما أنه – ولأول مرة – توجه صبيحة يوم الخميس 17 نوفمبر وفد هام تقوده الحقوقية الإيرانية شيرين عبادي يتشكل من ممثلين عن كبرى المنظمات الدولية لزيارة المضربين عن الطعام في تونس وتقديم الدعم لهم، ومطالبتهم بالتوقف عن الإضراب. كما تم إعلام المضربين من طرف الوفد بأنه قد تم إبلاغ مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بمطالبهم وأن السيد كوفي أنان أكد “أخذه مستقبلا بعين الإعتبار لمطالبهم وأيد الدعوة إلى وقف الإضراب”. يضاف إلى ذلك، قيام الصحافيين بتغطية عالمية لهذا الحدث الدرامي والرمزي.
كل هذه المعطيات قد تدفع بالمضربين – حسب توقعات البعض – إلى الإعلان في غضون الساعات القادمة عن قرارهم التوقف عن مواصلة إضرابهم. الآن يطرح السؤال الحرج التالي: هل ستكون المعارضة التونسية قادرة على استثمار هذا الحراك الجديد لتعيد بناء نفسها بعيدا عن الارتجال والتقاتل والأوهام؟. أم أن الذاكرة المثقوبة ستدفع بالبعض لإعادة الحالة السياسي للمعارضة إلى المربع السابق؟. ثم هل سيستفيد النظام مما حصل ويغير أسلوبه في التعاطي مع المجتمع المدني، أم أن منطق الانتقام ورد الفعل سيطبعان سياسته بعد انفضاض القمة العالمية لمجتمع المعلومات مساء الجمعة المقبل؟. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 17 نوفمبر 2005)
” ندعو الحكومة إلى فتح مجال حوار مع كل مكونات المجتمع “
محمد شريف – سويس إنفو – تونس طغت على التحضيرات التي سبقت انعقاد قمة تونس مبادرة شخصيات سياسية وجمعوية تونسية بالإضراب عن الطعام احتجاجا على طريقة معالجة السلطات لملف الحريات وحقوق الإنسان. مُوفد سويس إنفو زار المضربين عن الطعام في مقر اعتصامهم وأجرى الحوار التالي مع لطفي الحجي، رئيس جمعية الصحفيين التونسيين (غير معترف بها). تحول مكتب الأستاذ العياشي الهمامي الذي يقع في نهج المختار عطية وسط العاصمة التونسية إلى وجهة إجبارية لممثلي وسائل الإعلام الدولية الذين وفدوا من شتى أنحاء العالم لتغطية أشغال الشطر الثاني من القمة العالمية لمجتمع المعلومات للتعرف على وجهة نظر هذه الشخصيات الحقوقية والسياسية والجمعياتية التي دخلت في إضراب عن الطعام منذ يوم 18 أكتوبر الماضي لمطالبة السلطات بحرية التعبير والتنظم والعفو التشريعي العام. ويشارك في الإضراب حاليا سبعة أشخاص هم السادة أحمد نجيب الشابي، الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي، وحمّه الهمّامي، رئيس حزب العمال الشيوعي التونسي (محظور)، ومحمّد النوري (رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين – محظورة)، ومختار اليحياوي (رئيس مركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة – محظور)، ولطفي حجّي، رئيس نقابة الصحافيين التونسيين (محظورة) والعيّاشي الهمّامي، نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وسمير ديلو (عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين – محظورة). مبعوث سويس إنفو الخاص إلى العاصمة التونسية، الزميل محمد شريف، زار المضربين يوم 15 نوفمبر (أي عشية الإفتتاح الرسمي للقمة) وأجرى الحديث التالي مع لطفي الحجي. سويس إنفو: لطفي الحجي تشرفون، إلى جانب ممثلي سبعة تنظيمات وجمعيات حقوقية ونقابية على قضاء ثلاثين يوما من الإضراب عن الطعام. ما هي الأسباب التي دفعتكم الى انتهاج هذا الأسلوب من التعبير؟ لطفي الحجي: لقد اضطررنا الى الدخول في هذا الإضراب عن الطعام كحل نهائي، لأن السلطات التونسية أغلقت آفاق الحريات الصحفية والسياسية خلال الأشهر الأخيرة. لقد منعوا تنظيم مؤتمر الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، كما منعوا تنظيم مؤتمر نقابة الصحفيين التونسيين في شهر سبتمبر وفرضوا لجنة عميلة على رأس جمعية القضاة التونسيين لأنهم تجرؤوا على نشر بيان يطالب باستقلالية العدالة. لقد كنا نأمل في رؤية حدوث انفتاح قبل هذه القمة، ولكن العكس هو الذي حدث لذلك قررت هذه الشخصيات السياسية والنقابية تنظيم هذا الإضراب للمطالبة بمطالب قاعدية في مجال الحريات والتسيير الديموقراطي: أولا احترام حرية التجمع وقدمنا في هذا الإطار أسماء 14 حزبا وجمعية لم يتم الاعتراف بها، البعض منها قدم طلبات في هذا الشأن منذ حوالي 15 عاما. المطلب الثاني، هو احترام حرية الصحافة والتعبير لأننا نرى أن الصحافة تتحكم فيها الدولة بشكل كبير في تونس وان الصحافيين يمارسون مهنتهم تحت الضغط. وأخيرا نطالب بالإفراج عن كل المعتقلين السياسيين وقدمنا في هذا الصدد قائمة بأسماء 400 معتقل سياسي، 253 منهم من أتباع حركة النهضة والغالبية منهم قضوا أكثر من 15 سنة في السجن. والذين يضاف لهم عدد من الشبان المعتقلين تحت طائلة قانون محاربة الإرهاب لأنهم زاروا بعض مواقع الإنترنت. وأخيرا هناك حالة المحامي محمد عبو الذي صدر في حقه حكم بثلاث سنوات ونصف سجن بسبب نشره مقالا ينتقد الحكومة. وهذه ما هي الا مطالب قاعدية إذا ما تمكنا من تحقيقها عندها فقط يمكن القول أننا في مرحلة انتقالية نحو نظام ديمقراطي. سويس إنفو: اللجوء الى التعبير عن هذه المطالب عن طريق الإضراب عن الطعام هل يعني وصول مسار الحوار الى طريق مسدود؟ لطفي حجي: إن الحكومة التونسية أمضت عدة سنوات لم تبد فيها أي استعداد للحوار مع الأحزاب السياسية التي تحاول الحفاظ على استقلاليتها. الطريقة الوحيدة التي تتعامل بها السلطات هي الطريقة الأمنية. وخير مثال على ذلك ما يحصل لنقابة الصحفيين التونسيين التي تحاول الدفاع عن حرية الصحافة في هذا البلد لأننا مقتنعون بأن العمل النقابي لا يمكن أن يتم بدون حوار بين الصحفيين وأرباب الجرائد والدولة التي تلعب دور الوسيط والحكم. وبدل فتح باب الحوار ردت السلطات أمنيا. وقد استدعيت شخصيا إلى مراكز الشرطة اربع مرات العام الماضي في محاولة للضغط علي وترهيبي لإثنائي عن نشر التقرير الذي نشرناه في شهر مايو الماضي عن وضع حرية الصحافة في تونس. ولا أعتقد أنها الطريقة المثلى للتعامل مع الصحفيين ومع أناس اختاروا طريق الحوار. سويس إنفو: هذا الإضراب تشارك فيه شخصيات من جمعيات وأحزاب سياسية مختلفة التوجهات. هل هي المرة الأولى التي تتفق فيها المعارضة التونسية على أدنى حد مشترك؟ لطفي الحجي: نعم إنها المرة الأولى منذ الخمسة عشر عاما الماضية ولربما حتى منذ استقلال البلاد. إنها المرة الأولى التي تجتمع فيها أحزاب سياسية وجمعيات مدنية في نفس المطالب. وهي المرة الأولى التي تجتمع فيها تيارات سياسية من مختلف التوجهات من الشيوعيين حتى الإسلاميين والمستقلين. ويمكن القول اليوم أن هناك وعيا جديدا لدى كل مكونات المجتمع المدني والسياسي التونسي بضرورة العمل معا من أجل الوصول الى ادنى حد من المطالب الديمقراطية. وقد عمل الإضراب الذي شرعنا فيه في إثارة موجة تعاطف كبرى على الصعيدين الداخلي والخارجي. فقد تشكلت لجان تعاطف مع المضربين في كل المحافظات. ونستقبل حوالي 300 إعلان تعاطف في اليوم من شخصيات سياسية وأحزاب ونقابات وتجمعات. يضاف الى ذلك أن هناك موجة تعاطف دولية كبرى تجسدت من خلال زيارة موفدي بعثات دبلوماسية ومنظمات دولية مدافعة عن الحريات وحقوق الإنسان. كما زارنا ممثلو أحزاب سياسية في المقر الذي نعتصم فيه. سويس إنفو: نحن على أبواب مرور شهر على بداية إضرابكم عن الطعام، هل تقدرون بأن هذا الإضراب قد حقق بعضا من أهدافه؟ لطفي الحجي: عندما بدأنا هذا الإضراب لم نكن نتوقع بأن تشكرنا السلطات على ذلك أو أن تستجيب على الفور لمطالبنا. لكن هذا الإضراب يبدو لنا أنه قد حقق بعضا من أهدافه. والهدف الرئيسي هو ذلك التضامن الذي خلقه بين مختلف المكونات السياسية وهذا مكسب وطني سنحافظ عليه. سويس إنفو: كيف تقيمون رد فعل المجموعة الدولية على تحرككم؟ لطفي الحجي: كان رد فعل المجموعة الدولية مشجعا بحيث أعربت منذ البداية عن دعمها واعتبرت أن الذين يقومون بهذا الإضراب جادون وقد عرضوا حياتهم للخطر مقابل الحصول على مطالب قاعدية أصبحت من المكاسب حتى في بعض البلدان المجاورة. ولكننا نعتبر ذلك ما هو إلا مرحلة أولى سنجتازها الى مرحلة قادمة تتطلب تجندا أكثر من قبل السلطات الأمريكية والأوربية التي لها علاقات وثيقة مع بلدان المغرب العربي والتي عليها ان تدرك بأنه لا يمكن إقامة علاقات جوار وعلاقات شراكة بدون التشديد على ضرورة احترام حقوق الإنسان والحريات. سويس إنفو: هناك من يريد تحميلكم مسؤولية تحويل هذه القمة عن أهدافها الرئيسية بالتركيز على أوضاع حقوق الإنسان في تونس؟ لطفي الحجي: لا أشاطر ذلك، لأن محاولات صد القمة عن أهدافها تمت اثناء الدورات التحضيرية للقمة. وما أسهم به هذا الإضراب هو محاولة توجيه القمة نحو المسار الصحيح. لأن الحكومة التونسية بمساعدة عدد من الدول الإفريقية حاولت التركيز على الجوانب التقنية في الوقت الذي حاولت فيه منظمات المجتمع المدني التشديد على أنه لا يمكن تنظيم قمة معلومات بدون إعلام وبدون حرية تداول المعلومات وبدون السماح للأشخاص بحرية استعمال شبكة الإنترنت وحرية التعبير عن آرائهم. سويس إنفو: كيف تقيمون محاولات المجتمع المدني الرامية الى تنظيم مؤتمر بديل والتي اتضح أنها لم تفلح إلى حد الآن؟ لطفي الحجي: إن ذلك يظهر جليا مدى عنف رد فعل الحكومة التونسية، ويعني أيضا انعدام التسامح لأن تنظيم مؤتمر بديل كان ليقدم صورة أخرى عن تونس كبلد تعددي ومتسامح ولكن هذا لم يحصل ونعتبر ذلك بمثابة فشل كبير. ولكن هذا المنع سيشجع منظمات المجتمع المدني التونسية والدولية على الضغط أكثر من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في هذا البلد لأن تونس لا يمكن أن تبقى في معزل عن التحولات الحاصلة في العالم وبالأخص في المنطقة العربية. سويس إنفو: سويسرا تشعر بأن لها مسؤولية في نجاح هذه القمة لكونها احتضنت المرحلة الأولى منها، كيف تنظرون إلى موقفها؟ لطفي الحجي: الموقف الذي عبر عنه وزير الاتصال السويسري (يوم 6 نوفمبر، التحرير) هو موقف خارق للعادة حاول تذكير القمة بالواقع المعاش عندما أشار الى ضرورة احترام الحريات. ونتمنى أن تواصل على هذا الدرب رغم ردود الفعل التونسية. لأن العالم لا يعرف فقط تحولات تكنولوجية بل أيضا على مستوى والحريات. وعلى تونس أن تغير من طريقة تعاملها البدائية في هذه المجالات. وأعتقد أن هناك عددا من الدول الأوربية ومن بينها سويسرا التي أدركت ضرورة الدفع من أجل إحداث تغير عام وعدم التشبث فقط بالمكاسب الاقتصادية والاجتماعية التي حققتها تونس خلال السنوات الأخيرة. سويس إنفو: لو كان لكم ، لطفي الحجي تقديم نداء للسلطات التونسية او الأمم المتحدة ما ذا ستكون فحوى هذا النداء؟ لطفي الحجي: طلبي الموجه للحكومة التونسية هو لفتح مجال حوار مع كل مكونات المجتمع لأن الحوار هو السبيل الأمثل لتحقيق التقدم وهذا هو المنهج الذي سلكته العديد من الدول الغربية لتحقيق ما وصلت اليه من مكاسب. وهذا هو مطلب ممثلي المجتمع المدني التونسي منذ مدة. أما بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة فنطالبها باحترام المبادئ وتجنب الكيل بمكيالين لأنه لا يمكن التصرف من جهة بالمطالبة باحترام الحريات وفي نفس الوقت غض الطرف عن الانتهاكات المرتكبة في بعض البلدان. سويس إنفو: بعد 30 يوما من الإضراب عن الطعام الى أي أين سيقود هذا الأسلوب الاحتجاجي؟ لطفي الحجي: إننا متمسكون باإضراب حتى تحقيق الأهداف التي حددناها لأنفسنا. ونحن الآن بصدد تقييم ما حققناه بعد مرور شهر. واعتقد أنه سيتم خلال الأيام القادمة اتخاذ موقف مشترك من قبل كل المضربين عن الطعام لأننا اتفقنا منذ بداية هذا الإضراب على الشروع فيه معا وإنهائه معا. ملاحظة أخيرة إلى هنا ينتهي الحديث الذي أجريناه مع السيد لطفي الحجي. وقد حرصنا، في نفس الوقت، على استطلاع رأي السلطات الرسمية التونسية حول المسائل والمطالب التي طرحت في هذا الحوار ولا زلنا – إلى ساعة إعداد هذا التقرير – في انتظار الحصول على رد من الجهات المعنية بهذه الملفات على طلبنا. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 17 نوفمبر 2005)
التونسيون ينتظرون نزول المطر أكثر من النتائج
قمة كيف السبيل لإيصال الإنترنت إلى الفقراء؟
GMT 18:00:00 2005 الخميس 17 نوفمبر
إيلاف
إيلاف من مراكش وتونس والقاهرة وبيروت*: يتعرض واقع ومستقبل شبكة الانترنت لإحدى أقوى الهزات غير المرئية في تاريخه، فقد كانت تونس موطن قمة المعلومات أمس واليوم معرضا لنقاشات “خطيرة” تهم سيادة الشبكة ككل خصوصًا بعد تأكيد منظمة الأمم المتحدة عل لسان أمينها العام عدم رغبتها في إدارة الإنترنت بشكل أممي وذلك حماية لها من “تقلبات الحياة السياسية بالمنتظم الأممي”، الأمر الذي اعتبره المطالبون بـ”تحرير” الشبكة من قبضة أميركا تخليا صريحا من أكبر منظمة أممية عن حرية التعبير الحر العالمي. ومما لا شك فيه ان اقطاب صراع السيطرة على هذا القطاع هم الولايات المتحدة الاميركية واوروبا، لكن استباقا لحدوث اي خلل في القمة تم الاتفاق قبلها على بقاء الولايات المتحدة كقطب رئيسي مسيطر بدل من تشكيل منتدى دولي للقيام بذلك.
المنتدى العالمي تحول الى سياسي بامتياز بسبب ما تعكسه السيطرة العالمية على هذا القطاع الحيوي من امتيازات خاصة من خلال التحكم والمراقبة إضافة إلى المكاسب الاقتصادية الهائلة الناتجة عن الاتجاه العالمي الى هذا القطاع للتسويق والاعلان. ويجمع المنتدى المنعقد في تونس، منذ يوم أمس الأربعاء والذي يختتم أعماله غدا الجمعة، نحو 20 ألف شخصية من 170 دولة بينهم عدد من زعماء العالم وخبراء تكنولوجيون ونشطاء.
وتوصل الأطراف إلى اتفاق يرضي الجميع يقضي بإنشاء منتدى دولي للانترنت، وذلك بعد أن إنشاء لجنة مصغرة للتفاوض مع الجانب الأميركي وهذا يعني ان الولايات المتحدة ستستمر في الاشراف على التقنيات التي تقوم بدور الدليل الرئيسي لمستخدمي الشبكة.
وكانت دول مثل الصين وإيران تضغط من اجل إنشاء هيئة دولية تحت إشراف الأمم المتحدة لمراقبة الانترنت، إلا أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه ترك الإدارة اليومية للانترنت في يد الشركة الدولية لتحديد الأسماء والأرقام التي تعرف اختصارا باسم “آيكان”، والتي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها وترفع تقاريرها للحكومة الأميركية.
أنان
وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح القمة العالمية لمجتمع المعلومات في تونس قال أنان إن الدول هي التي عليها إظهار استعدادها سياسيا لعبور الفجوة الرقمية. واوضح قائلا “للكثير جدا من الناس، تبقى مكاسب استخدام تكنولوجيا المعلومات بعيدة المنال”، واضاف الأمين العام للمنظمة الدولية “نحن نتوق بشدة، ليس لامتلاك الأشخاص التكنولوجيا، ولكن لما يمكن أن تجعله التكنولوجيا ممكنا”، كما واشار الى ان “العقبات ذات طبيعة سياسية أكثر منها مادية، فمن الممكن خفض تكاليف توصيل الشبكات وأجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول”.
وبسبب هذا الاتفاق المسبق فقد اتجهت القمة للتركيز على بحث سبل جعل الانترنت متاحا في الدول الأكثر فقرا في العالم تنفيذا لقمة جنيف عام 2003، ومن المقرر أن تبحث القمة أيضا عددا من القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية مثل ضمان حرية التعبير والمعلومات للجميع على شبكة الانترنت، وهي قضية يرصدها عن قرب مدونو المذكرات الالكترونية اليومية على الانترنت.
وفي هذا الإطار قال مارتن سالاماير، الناطق باسم، فيفيان ريدينع المفوضة الأوروبية لشؤون المعلوماتية والإعلام “إن أول النقاط التي تم الاتفاق عليها استناداً إلى المقترحات الأوروبية، تتمحور حول عقد منتدى عالمي للتشاور في موضوع التحكم بالإنترنيت تدعو إليه الأمم المتحدة في الربع الأول من عام 2006 في اليونان ويشارك فيه على مستوى واسع المنظمات غير الحكومية وممثلوالمجتمع المدني والقطاع الخاص. وأضاف المتحدث “كل الأطراف أعلنت أنها رابحة بموجب هذا الاتفاق التوافقي”، إذ أعلنت كل من السعودية وإيران بالإضافة إلى الإتحاد رضاها عنه وترحيبها به “كلنا رابحون”.
وتدعو الوثيقة الختامية للقمة والتي من المنتظر أن تتم المصادقة عليها في ختام القمة الجمعة في قصر المعارض بالكرم، إلى انشاء منتدى دولي للنقاش بشأن المسائل المتعلقة بالانترنت مثل البريد التطفلي (سبام) والبريد غير المرغوب فيه، والجرائم الالكترونية، كما تدعوالوثيقة إلى “مسار يسمح بإشراك المنظمات الدولية في السيطرة على الشبكة الدولية بما يفضي إلى مساهمة دولية في إدارة الانترنت”، وكانت الجلسة الأخيرة للاجتماعات التحضيرية قد تميزت اول من امس بجو مشحون، عكسه توجه رئيس وفد الأمم المتحدة في اللجنة إلى الممثل الامريكي بضرورة “تذكّر أن الأمم المتحدة يمكن أن تلعب دورا في إدارة الانترنت” طلبا منه “سحب احترازاته لأن المنظمة الدولية هي ممثل لكل الدول وقراراتها تصدر دائما عن حوارات ونقاشات بين جميع هذه الدول.”
وعموما، تميزت الجلسة الأخيرة برفض الولايات المتحدة أي وضع للإيكان تحت إدارة الأمم المتحدة قائلة إن ذلك سيمنح دولا “تمارس الرقابة” على الانترنت دورا في تسييرها بما يفقدها جوهرها، ولقيت واشنطن مساندة قوية من القطاع الخاص الذي عبر ممثلوه عن رغبتهم في الحفاظ على الوضع القائم حيث قال ويليام فيرنيني ورجل أعمال من جنوب أفريقيا “إذا أرادت المجموعة الدولية مساعدة القطاع الخاص على مزيد المساهمة فلا يمكن له ذلك إلا داخل الوضع القائم”. ولكن على مستوى العالم فان نسبة 14% فقط من السكان من مستخدمي الانترنت مقارنة بـ62% في الولايات المتحدة.
الفرق في الحصول على المعلومات يعرقل التنمية
من جهة أخرى، قالت منظمة الأغذية والزراعة”فاو” في بيان لها حصلت ايلاف على نسخة منه، إن مشاركة الحكومات والجهات المعنية من شانه أن يخلق الظروف المؤدية إلى حشد الموارد البشرية والمالية والتقنية لضم الكل رجالا ونساء إلى مجتمع المعلومات العالمي الجديد. وأكد بيان المنظمة التي تشارك في فعاليات المرحلة الثانية من القمة العالمية حول مجتمع على أن تقليص الفجوة الرقمية والتي تمثل الفرق في فرص الحصول على المعلومات وتقنيات الاتصال بين سكان الريف وسكان المدينة تعرقل عملية التنمية في المناطق الريفية تعد أمرا حاسما لتحسين الأنماط الزراعية وفرص الوصول إلى الأسواق.
رؤية القطاع الخاص العربي في قمة تونس
وتقدمت الغرف العربية واتحاداتها بمجموعة من المقترحات التي تعرضها خلال فعاليات القمة المعلوماتية في مرحلتها الثانية المنعقدة في تونس هذه الأيام والتي تأتي في إطار صياغة رؤية القطاع الخاص العربي وشارك في إعدادها من مصر المهندس خليل حسن خليل رئيس الشعبة العامة للحاسب الآلي بالاتحاد العام للغرف التجارية كممثلا لاتحاد الغرف المصرية ” إيلاف ” حصلت على هذه الورقة التي تنفرد بها قبل عرضها على القمة حيث دعا فيها الخبراء الى ضرورة دعوة الغرف واتحاداتها الوطنية والمنتسبة إليها ورجال الأعمال والمعنيين بمجتمع المعلومات الى المشاركة بكثافة وفعالية بالقمة، إتاحة المجال أمام القطاع الخاص العربي للمشاركة في فعاليات القمة سواء في اجتماعاتها والمعرض المصاحب لها أو النشاطات الموازية لها من اجتماعات وورش عمل وندوات ستمثل أدوات مهمة للقطاع الخاص مع التأكيد على أهمية المشاركة في الفعاليات التي ستقام على أساس شمال- جنوب و جنوب- جنوب وخاصة – كما يقول خليل- المحاور المقترحة من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وهي : الشراكة بين الجنوب والجنوب ، مشاريع Offshore شمال-جنوب ، تأهيل البيئة المناسبة للأعمال مع العمل على تنمية اقتصاد المعرفة ، ضمان فرص التعليم العالي لدول الجنوب في دول الشمال .
ويأتي الاقتراح الثالث في التنسيق مع الجهات المعنية لتامين مشاركة القطاع الخاص بشكل فعال بما فيه من تقديم أوراق عمل تعبر عن وجهات نظر مجتمع الأعمال العربي واهتماماته ومقترحاته ، أما المحور الرابع يدور حول إشراك دول الجنوب في مشاريع تنمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دول الجنوب بالتعاون مع الجهات المانحة ، المحور الخامس يؤكد على الدور المحوري للقطاع الخاص في الدول العربية بما لديه من قدرات إبداعية واستثمارية وإدارية والدعوة الى استهداف بناء قواعد تكنولوجيا للاقتصاديات العربية والتي ترتكز على : تعزيز الإنفاق على البحث والتطوير في المجال التكنولوجي ؛ تعزيز الترابط بين القطاع الخاص ومراكز التكنولوجيا والأبحاث ؛ اضطلاع الحكومات بدورها في تأهيل وتطوير البني التحتية المعلوماتية .
أشار أن المحور السادس يؤكد على ضرورة تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وإزالة المعوقات التي لا تزال تواجهها ووضع الآليات الضرورية من قواعد بيانات وشبكات لتدعيم فرص التجارة والاستثمار بين الدول العربية ، سابعا : تنظيم ملتقى شراكة عربي – عربي في إطار أعمال القمة لتنمية التعاون والعلاقات التجارية والاقتصادية بين رجال الأعمال العربي ، أما المحور الثامن والأخير فينادي بتشكيل فريق عملا لإعداد مداخلات تمثل مواقف ووجهات نظر مجتمع الأعمال العربي في الندوات وورش العمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان المشاركة .
يذكر انه اشترك في وضع هذه الرؤية بالاضافه الى مصر كل من السعودية وقطر والأردن وتونس والغرفة العربية الفرنسية من خلال ممثلها الشيخ صالح الطيار وأمين عام الغرف العربية الياس غطوس اللبناني الجنسية .
قمة المعلومات بتونس تحت سندان “قطع البث”
في الوقت الذي كان يذكر فيه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمس في خطاب افتتاحه لأشغال المرحلة الثانية للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات بالمصلح خير الدين التونسي بوصفه أول من “انتبه” إلى مفهوم القرية الكونية مستعملا اياه منذ عام 1867 في كتابه “أقوم المسالك”، استمرت الأجهزة الرسمية لبلدان أوروبية وسائل إعلام عالمية وتنظيمات المجتمع المدني بالكثير من بلدان العالم في تركيزها على ركن حقوق الانسان وحرية التعبير بتونس وتحديدا بطلان انعقاد القمة المعلوماتية في تونس أصلا. وهو ماحذا بالرئيس السويسري بالتاكيد بلهجة صارمة من منصة افتتاح قمة مجتمع المعلومات على ضرورة “احترام الحريات داخل قاعات المؤتمر وخارجها”، تلميحا الى طرق تعامل السلطات التونسية مع ممثلي المجتمع المدني المشاركين و غير المشاركين بالقمة.ويبدو ان صامويل شميت رئيس الكنفردالية علم بأن السلطات التونسية لجأت إلى قطع البث التلفزيوني المباشر لخطابه فأكد على ضرورة مواصلة الحوار رغم كل شيء.
اذ قال في كلمته مباشرة بعد خطاب الرئيس التونسي : “إنني أنتظر ان تشكل حرية التعبير وحرية الصحافة محاور رئيسية في هذه القمة.. وإنه من البديهي بالنسبة لي هنا في تونس، داخل هذه القاعة وخارجها، أن يتمكن كل فرد من مزاولة النقاش الحر” معتبرا أن حرية التعبير شرط أساسي بالنسبة لبلده “لنجاح هذا المؤتمر الدولي”. وهو الموضوع الذي لم ياخد من الرئيس التونسي في خطابه الافتتاحي سوى فقرة واحدة، اذ أكد بن علي على : “حرص تونس على مواصلة توسيع مجال الحريات الفردية وترسيخ المسار الديمقراطي” مجددا التزامه بـ “مواصلة المسار رغم الصعوبات الإقليمية والدولية”.
العائق الاقتصادي للانتشار
إلا أن التمويل يبقى مشكلة أساسية، ويعتزم صندوق أنشئ تطوعيا لدعم المشروعات الرقمية المساعدة في تمويل المشروعات التكنولوجية في الدول النامية، إلا أن الصندوق لم ينجح حتى الآن إلا في جمع 6.4 ملايين دولار هي مجموع المبالغ النقدية والتعهد بتبرعات، وكثير من الدول الغنية حذرة بشأن توفير المزيد من الدعم للدول الفقيرة في هذا المجال، قائلين إن على هذه الدول بدلا من ذلك أن تعمل على استقطاب الاستثمارات الأجنبية الخاصة.
انتقادات قوية لانعقاد القمة في تونس
يرى جوليان بان، مدير قسم الانترنت، في منظمة صحافيين بلا حدود “إن عقد قمة عن الانترنت في بلد يقمع حرية الانترنت سخافة”، ووصف بان وضع مستخدمي الانترنت وكاتبي المدونات الالكترونية اليومية في تونس بأنه “مفزع”.
وأوضح بان قائلا “لوكنت من مدوني اليوميات الالكترونية اليومية وتعرضت لانتقادات الحكومة، فستصل السلطات إلى موقعك وتفرض حظرا عليه، وإذا واصلت النقد، فستصل السلطات إليك وتضعك في السجن”، وقال زروان “أحد نشطاء حقوق الانسان قال لي إنه لو جعل الانترنت العالم قرية واحدة، فان تونس ستكون قبوا في تلك القرية”، وأضاف “وقال لي آخر انه اندهش من اتاحة الفرصة للديكتاتورية لتقديم وجه زائف أمام العالم”، وتدافع الحكومة التونسية عن نفسها قائلة إنها تراقب فقط المواد التي تحض على الكراهية العنصرية وأعمال العنف، وتشير الحكومة التونسية إلى انها الدولة الوحيدة في العالم العربي التي يضمن دستورها حقوق الانسان بالمعايير الدولية.
الجانب السياسي للقمة
يعتقد الكثير من المراقبين ان منظمات حقوق الانسان الدولية تريد توظيف هذه القمة للتأكيد على الحريات السياسية وعلى مطلب تحسين واقع حقوق الانسان في دول العالم الثالث وخاصة الدول العربية، وقد زار نشطاء الحقوقيين التونسيين المضربين عن الطعام منذ ال 18 من اكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويطالب المضربون بإجراء إصلاحات سياسية، من ناحيتها تتهم السلطات التونسية هؤلاء النشطاء بمحاولة التشويش على القمة والاساءة الى صورة تونس. ورغم الاعلان عن إلغاء زيارة شارون الى تونس بمناسبة القمة العالمية للمعلومات، تتواصل التحركات التي يقوم بها الطلاب والمحامون والنقابات وعدد من النشطاء السياسيين احتجاجا على مشاركة وفد اسرائيلي في القمة برئاسة سيلفيان شالوم وزيرالخارجية .
وقال شالوم، في كلمته التي ألقاها امام القمة بعد كلمة ابومازن، إن اسرائيل تمد يدها إلى تونس البلد الجميل والمزدهر وتريد إعادة العلاقات الدبلوماسية معها في أقرب وقت ممكن. اضاف شالوم باللغة العربية إن الزمن يمضي بسرعة، داعيا تونس إلى الاسراع بإعادة علاقاتها مع إسرائيل ومذكرا بأن الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة حث في أيامه العرب على التطبيع مع الدولة العبرية.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عنه قوله لا شك في ان وضعنا افضل اليوم في ما يتعلق بالعلاقات مع العالم الاسلامي. اضاف اعلق آمالا كبيرة على ان تؤدي هذه العلاقات الطيبة نفسها مع حكومات العالم العربي، الى حدوث اتصالات مع شعوب هذه الدول.
واستهل شالوم زيارته الاولى الى تونس بزيارة جزيرة جربة، حيث يقع كنيس الغريبة اقدم معبد يهودي في افريقيا. ويرأس شالوم، المولود في تونس في العام 1958 قبل ان يهاجر الى اسرائيل في العام التالي، وفدا يضم 150 شخصا بينهم وزيرة والعديد من النواب في الكنيست كما يرافقه افراد من عائلته بينهم والدته.
ويزور شالوم اليوم قابس مسقط رأسه، برفقة افراد عائلته بينهم والدته مريم. وكانت الزيارة مقررة امس، لكنها تأجلت الى اليوم بسبب وجود العقيد معمر القذافي في المنطقة نفسها، بحسب صحيفة هآرتس.
والتقى ابومازن وشالوم مرة اولى بحضور الرئيس الموريتاني علي ولد محمد فال، في اجتماع لم يكن مرتبا وحصل صدفة بحسب مسؤول اسرائيلي، قبل ان يلتقيا ثانية في وقت لاحق بحضور الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان. وقال شالوم انه تم خلال اجتماعه مع فال البحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين اسرائيل وموريتانيا التي تعود الى حكم الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيدي احمد الطايع. وموريتانيا البلد المغاربي الوحيد الذي له علاقات كاملة باسرائيل منذ العام 1999.
احتجاجات
ومن جهة أخرى تتواصل الاحتجاجات الموازية لانعقاد القمة سواء من خال المضربين عن الطعام داخل و خارج تونس او من خلال المظاهرات التاييدية التي تشهدها اكثر من عاصمة عالمية. كما تعرف شبكة الانترنت بدورها غليانا لاميل له جعل كلمة “تونس” من بين الكلمات الاكثر مبحوثا عنها بالشبكة خلال الايام الحالية. كما أن الشارع التونسي يبدي عدم اهتمام واضح بالقمة علما ان مكز القمة نفسه مضروب بسياجات امنية مكفة تجعل منه حدثا مغلقا يتابعه التونسيون من خلال القنوات الفضائية والانترنت، وهو ما حذا ببعضهم الكتابة باسم مستعار بمنتدى نقاش مشفر حول تونس ان ابناء بلده يهمهم “تساقط المطر المتاخر وانفراج الحريات اكثر منه اجراءات سلامة الانترنت على المستوى الكوني”.
منـــع الامين العام لمنظمة “مراسلون بلا حدود” من دخول الاراضي التونسية
ومنعت السلطات التونسية روبير مينار الامين العام لمنظمة “مراسلون بلا حدود” الذي اتى من باريس للمشاركة في القمة العالمية حول مجتمع المعلومات اليوم الخميس من دخول الاراضي التونسية حسب ما افادت المنظمة. وكان مينار الذي وصل من باريس على متن رحلة تابعة لشركة الطيران الفرنسية “اير فرانس” اعلن في اتصال هاتفي من الطائرة التي حطت قرابة الساعة 11:15 بالتوقيت المحلي (10:15 تغ) ان مدنيين تونسيين صعدوا اليها ليطلبوا منه البقاء على متنها لانه “غير معتمد لحضور القمة”. وقال مينار من هاتفه النقال لممثل عن المنظمة في المطار وصحافيين “انني مصدوم. لدي كل الاوراق الضرورية لدخول هذا البلد واحمل جواز سفر وبطاقة اعتماد وقيل لي انه لا يحق لي الدخول”.
معلومات إضافية عن القمة
القمة العالمية لمجتمع المعلومات هي قمة لزعماء العالم الملتزمين بتسخير إمكانات الثورة الرقمية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لخدمة البشرية. وهي تمثل عملية تعددية حقيقية لأصحاب المصلحة الذين يشملون الحكومات والمنظمات الدولية الحكومية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وهدف القمة هو »بناء مجتمع معلومات جامع هدفه الإنسان ويتجه نحو التنمية، مجتمع يستطيع كل فرد فيه استحداث المعلومات والمعارف والنفاذ إليها واستخدامها وتقاسمها، ويتمكن فيه الأفراد والمجتمعات والشعوب من تسخير كامل إمكاناتهم للنهوض بتنميتهم المستدامة ولتحسين نوعية حياتهم«.
ووفقاً للقرار 56/183 (
http://www.itu.int/wsis/docs/background/resolutions/56_183_unga_2002-ar.pdf) للجمعية العامة للأمم المتحدة تم تنظيم القمة العالمية من مرحلتين – جنيف، 12-10 ديسمبر 2003 وتونس 18-16 نوفمبر 2005. وكُلّف الاتحاد الدولي للاتصالات بولاية أداء الدور الرائد في الأعمال التحضيرية بالتعاون مع الجهات المهتمة الأخرى من المنظمات والشركاء.
مرحلة جنيف من القمة العالمية
حضر مرحلة جنيف من القمة العالمية وفود رفيعة المستوى من 175 بلداً تشمل رئيس ونائب رئيس 50 دولة وحكومة. وشارك أكثر من 11 000 شخص في القمة العالمية والأنشطة المتصلة بالقمة.
الآن.. هنا شعر: منصف الوهايبي إلى المضربين الثّمانية الآن.. هنا.. في مكتبِ صاحبِنا العيّاشي في جون جوريس يمكنُ أن تُصغي ترشيش* لأشجارِكِ خُضْرًا.. سودًا.. رابضةً في الضّوءِ المتساقطِ من أعمدةِ الطّرقاتْ يمكنُ أن تُصغي للأرضِ حريثًا تُنْضِجُ في أكتُوبَرَ خُضْرَ ودائِعِها.. يمكن أن تصغي حتّى للتّمْرِ النّاعسِ في بستانكِ يَحْمرُّ سعيدا في سُكَّرِهِ الأخضرِ.. يمكن أن تصغي لأناشيدِ صبانا في مدرسةِ الحيِّ الأولى نتقاسم فيها خُبْزَ طفولتِنا الأخضرَ.. مِلْحَ طفولتنا الأخضرَ.. أونتشمّم فيها رائحةَ النّبَقِ البرّي وخضراءَ الغاباتْ الآن.. هنا.. حيث الأرضُ ضريحٌ رطبٌ, تنزلُ سبعُ حماماتٍ خُضْرٍ.. في جون جوريس.. يأتي احمدُ بِنْ عثمان.. يأتي نور الدّين.. يأتي الموتى والأحياءْ الآن.. هنا.. يمكن أن تصغي ترشيشُ لأنفاس ثمانيةٍ من أطفالِكِ مكتهلينْ جمعوا أنفسَهم نفْسا واحدةً وأداروها في كرةٍ من بلّورٍ.. خضراءْ قد يُقرع طبلٌ في هذا الفجرِ.. وقد تصطفق الأبوابْ ! وحماماتٌ سبعٌ تغرفُ من طلِّ الأعشابْhg إنْ يَذوِ الرّيشُ كسوْها بالرّيشِ.. أوْ ينْغلْ بردُ الفجرِ, نضوْا أثوابَهُمُ وكسوْها بالأثوابْ ! في أوّل فجْرٍ من إضراب الجوعْ كان الينبوعُ الأخضرُ يستكمل مجراهُ إلى وردتِهِ.. كان الينبوع.. والأشجارُ تغنّي.. في ترشيش.. ثمــــــــانيةٌ كانوا ذؤابةَ فجرها بهم تونسُ الخضراءُ تعطي وتمنعُ تشابكتِ الأيدي وفكّتْ قيـودَها وما الكــفّ إلاّ إصـــبعٌ ثمّ إصــبِعُ منصف الوهايبي اسم قديم لتونس*
برامج مغاربية وعربية هامة هذا الأسبوع على شاشة قناة المستقلة
تبث قناة المستقلة مجموعة برامج هامة في سهراتها الرئيسية لهذا الأسبوع، وكلها تذاع على الهواء مباشرة. ـ ليبيا: ففي العاشرة ليلا بتوقيت مكة المكرمة، الثامنة ليلا بتوقيت تونس، يوم الإثنين، يتناول برنامج “ملفات المستقلة” موضوع التطورات السياسة الداخلية في ليبيا، ويستطلع ردود أبرز قادة تيارات المعارضة، الوطنية والإسلامية والقومية، على دعوة العقيد معمر القذافي لهم بالعودة إلى البلاد. ـ الجزائر: يستضيف برنامج “اتجاهات” في العاشرة ليلا بتوقيت مكة المكرمة، الثامنة ليلا بتوقيت تونس، أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، نخبة من الساسة الجزائريين لمناقشة عرض العفو الشامل الذي تقدم به الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ـ تونس: وتبث قناة المستقلة في العاشرة ليلا بتوقيت مكة المكرمة، الثامنة ليلا بتوقيت تونس، في سهرة السبت، برنامجا خاصا عن فكرة الصندوق العالمي للتضامن التي تقدم بها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي للأسرة الدولية وتبنتها منظمة الأمم المتحدة، في ضوء الدعوات المتزايدة لمشاركة دولية أكثر فعالية في تمويل جهود التنمية في الدول الفقيرة في العالم. ـ العراق: يستضيف برنامج “حوار الثقافات”، في العاشرة ليلا بتوقيت مكة المكرمة، الثامنة ليلا بتوقيت تونس، أيام الأحد والإثنين والثلاثاء، نخبة من الأكاديميين الأمريكيين والعرب لتقييم نتائج التدخل الأمريكي في العراق، ونظرة الرأي العام الأمريكي له في الوقت الراهن، وعلاقته بتطورات الوضع السياسي في منطقة الشرق الأوسط. مع تحيات الصحفي محمد مصدق يوسفي