TUNISNEWS
8 ème année, N° 2787 du 10.01.2008
حرّية و إنصاف: المنجي العياري على فراش الموت …ضحية جديدة من ضحايا سياسة الموت البطيء.. الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: المنجي العياري يصارع سرطان الكبد .. و سرطان الإهمال..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: محاكمات بالجملة .. و عدالة .. استعجالية ..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: محمد الصّالح قسومة.. ضحية جديدة لقضاء.. العقوبات الأبدية .. ! تواصل الإعتقالات في ولاية بنزرت..! اللجنة الوطنية للدفاع عن الحريات بتونس: بلاغ اعلامى نقاية الصحفيين التونسيين: بـــــــــلاغ الإتحاد العام لطلبة تونس المكتب الفدرالي كلية العلوم بنزرت: بلاغ إعلامي تعليق الإضراب عن الطعام…في إنتظار تحقيق الوعود؟ محاولة فاشلة لإختراق موقع الفجرنيوز رويترز: إسلاميون يطعنون في أحكام بالإعدام والسجن في تونس الشرق: تونس : حزب معارض يستعد للإعلان عن مرشحه للانتخابات الرئاسية كونا: التوقيع على بيع 60 بالمائة من رأسمال البنك التونسي الكويتي لمؤسسة اوسيور الفرنسية يو بي أي: وفاة الفنان التشكيلي التونسي عبد العزيز القرجي يو بي أي: التوقيع في تونس على صفقة بيع 60% من رأسمال البنك التونسي-الكويتي يو بي أي: بن علي يبعث رسالة خطية إلى العاهل المغربي إيلاف: تونس بين منطقة التبادل الحر الأوروبية و الاستثمارات الخليجية السبيل أونلاين: التقرير الصحفي الأسبوعي (3/ 3 ) خالد الكريشي: قانون الإرهاب وحالة الطوارئ غير المعلنة عبد الله الزواري: حصـاد الأسبـوع سلوى غزواني: رسالة إلى مرشحي القائمة المستقلة “البديل النقابي” نصر الدين بن حديد: حلمنا أن نصير….. سامي الحاج!!!! عبدالحميد العدّاسي: تونس “الثكنة” مراد رقية: مناظرة التأهيل الجامعي مناظرة لتأهيل الكفاءات”العلمية؟” أم لتكريس وتأهيل الصداقات والمحسوبيات”العلمية”؟ شادية السلطاني: الشباب في تونس و الشأن الثقافي الامجد الباجي: الثقافة التونسية – ستراتجيات الدمار محمد العروسي الهّاني: الاعتدال في الكتابة والتعبير يعطي قيمة وشأن لكل صاحب رأي حرّ ونزيه سفيان الشّورابي: رابطة العقلانيين العرب د. خـــالد الطـراولي: الديمقراطيـة والطريـق الخـاص أحمد صالح سلوم: على هامش “الاتجاه المعاكس” في حلقة الشرطة في خدمة الارهاب السلطوي – عندما يتبجح المسؤول الأمني العربي بقطع الألسنة الناطقة؟ مرسل الكسيبي: فقه التعبيس والتيئيس ومراجعة اسلامية أكثر من ضرورية د. محمد البشير بوعلي: سلسلة معالم المذهب الاقتصادي الإسلامي – العدد الأول إسلام أونلاين: إيطاليا.. مبادرة يسارية لدعم الحجاب بالقانون الصباح:”هو وهي” الفيلم الجديد لالياس بكار – عندما تتحول اللحظة السينمائية إلى عملية جلد للذات
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
عودة الأوان إلى الصدور
الأخوات والإخوة العزاء يسرني إعلامكم بعودة الأوان إلى الصدور
أرحب بملاحظاتكم ومقترحاتكم تحياتي الخالصة رجاء بن سلامة
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr *** تونس في 10 جانفي 2008
* بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة 1429 تتقدم منظمة حرية و إنصاف بأحر التهاني و أخلص الأماني إلى الأمة الاسلامية قاطبة داعية المولى القدير أن يفك قيد كل أسير و أن يسهل أوبة كل مهاجر و أن ينصف كل مظلوم و أن يحرر عباده من قيود الذل و الاحتلال .
* اعتقال طالب :
سجل يوم 17/12/2007 اختفاء أحمد بن الطيب بن محسن معالج طالب سنة رابعة بالمعهد الأعلى للتصرف بنابل و هو أصيل منطقة رأس الجبل ببنزرت ، و بعد بحث مضن من قبل والده علم بوجوده موقوفا بالسجن المدني بالمرناقية على ذمة قلم التحقيق تحت طائلة قانون الارهاب سيء الذكر ، و قد قام والده بزيارة له يوم الثلاثاء 8/01/2008 بالسجن المذكور و أخبره ابنه بظروف اعتقاله القاسية و تعرضه للتعذيب الشديد. ·
بمناسبة اليوم العالمي للطفولة :
وردت على منظمة حرية و إنصاف الرسالة التالية نوردها كما هي : نحن عائلات ضحايا قانون الإرهاب و مساجين الرأي نعلن دخولنا في إضراب عن الطعام لمدة يوم واحد بمناسبة اليوم العالمي للطفولة 11 جانفي 2008 و ذلك احتجاجا على استمرار اعتقال أبنائنا بعدة سجون تونسية في ظروف قاسية و نوجه نداء إلى كل القوى الحقوقية و الإنسانية في الداخل و الخارج و خصوصا المنظمات التي تعنى بالطفولة للوقوف معنا من أجل إطلاق سراح أبنائنا. عائلات مساجين الرأي و ضحايا قانون الارهاب : – عائلة أيمن الامام – عائلة الناصري – عائلة نضال بولعابي – عائلة نوفل ساسي – عائلة صبري الماجري – عائلة شاكر الجندوبي – عائلة خالد العرفاوي – عائلة طارق الهمامي – عائلة رمزي بن سعيد – عائلة أنيس الكريفي – عائلة محجوب الزياني – هشام عبد الله – عائلة أيمن الدريدي – عائلة ماهر بزيوش – عائلة خالد العيوني – عائلة وليد العيوني – عائلة رضوان الفزعي – عائلة سليم الحبيب – عائلة محفوظ الصيادي – عائلة نادر الفرشيشي – عائلة غيث الغزواني – عائلة عبد الله الحاجي – عائلة محمد الحرشاني – عائلة أسامة عبد الصمد – عائلة محمد أمين الجزيري – عائلة رمزي البكاري .
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr *** تونس في 10 جانفي 2008
المنجي العياري على فراش الموت … ضحية جديدة من ضحايا سياسة الموت البطيء..
زار وفد من منظمة حرية و إنصاف السجين السياسي السابق السيد المنجي العياري بمقر سكناه الكائن بمنطقة الكبارية من ولاية تونس و قد عاين أعضاء الوفد الحالة الصحية المتدهورة جدا التي وصل إليها السيد المنجي العياري نتيجة إصابته بمرض السرطان الذي استفحل بالقولون و أصاب الكبد بعدما قام بالحصص الستة الأولى للعلاج الكيمياوي دون نتيجة تذكر و حين باشر البروتوكول الثاني للمعالجة الكيمياوية و عند أول حقنة وقع له اختلال كبير في عدد الصفائح ( Plaquettes ) و هو يتعاطى الآن المورفين لتسكين الأوجاع فقط. علما بأن السيد المنجي العياري يبلغ من العمر 54 سنة متزوج و له أربعة أبناء ولدان و بنتان اعتقل منذ جويلية 1991 و أطلق سراحه سنة 2004 ، و رغم ظهور أعراض المرض الخبيث عليه منذ وجوده في السجن إلا أن الأطباء اكتفوا بإعطائه مسكنات لآلام البواسير. و بعد خروجه من السجن و بالتحديد سنة 2005 اكتشف المرض و نظرا لعدم تمتعه بتغطية اجتماعية من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و نظرا لقلة ذات اليد لم يستطع التعجيل بالمعالجة إلى أن كفله أحد المنخرطين بالصندوق المذكور حينئذ استطاع أن يباشر العلاج و لكن بعد فوات الأوان ، و تجدر الاشارة إلى أن دفتر العلاج الذي عالج به انتهت مدة صلوحيته يوم 31/12/2007 و هو الآن بدون بطاقة علاج. و حرية و إنصاف : التي طالما نبهت لخطورة الأوضاع الصحية المتدهورة لمئات المساجين السياسيين المسرحين تدين تباطؤ السلطة في تمكين المساجين السياسيين من العلاج الناجع و سياسة الاهمال الصحي المتعمدة التي انتهجتها السلطة تجاه هذه الشريحة من المواطنين و تدعو جميع المنظمات و الجمعيات ذات الصلة التدخل لوضع حد لهذا النزيف المتواصل كما تحمل السلطة كامل المسؤولية فيما نتج عن هذه السياسة من وفيات. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 10 جانفي 2008
بعد أحمد البوعزيزي.. المنجي العياري يصارع سرطان الكبد .. و سرطان الإهمال..!
لا تزال مخلفات سنوات التنكيل و الإهمال التي سلطت على آلاف المساجين السياسيين تحصد صحة ..و حياة الواحد منهم تلو الآخر ، فلا تكاد الأضواء تسلط على معاناة سجين مسرّح حمل معه من زنزانته المتعفنة مرضا عضالا و آلاما مبرّحة و إهمالا متعمدا ..حتى يضاف لقائمة ضحايا التنكيل و الظلم اسم جديد ..و آخر هؤلاء .. السجين السياسي السابق المنجي العياري الذي أمضى قرابة الـ 14 سنة من حياته في زنزانات مظلمة تعرض فيها لصنوف من الإضطهاد و الإهمال خلفت له من الآثار ببدنه ما استعصى على العلاج خاصة و أنه لم يتمكن من تشخيص مرضه و اكتشاف إصابته بالسرطان إلا بعد تسريحه رغم مطالبته المستمرة من إدارة السجن بالكشف عليه و استعداد عائلته لأن تتحمل كل النفقات . إن المسؤولين عن معاناة العياري داخل السجن و خارجه و عن حرمان أبنائه الأربعة منه لا بد أن يحالوا على القضاء بتهمة الإهمال المتعمد ، و إن جميع الضمائر الحية لمطالبة بأن تتجند لإيقاف هذه الجريمة المستمرة بحق المساجين السياسيين .. عن الجمعية الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 10 جانفي 2008
كشف الحساب..لقضاء ..”يكافح الإرهاب ” ..! : محاكمات بالجملة .. و عدالة .. استعجالية ..!
نظرت الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي عبد الرزاق بن منا اليوم الخميس 10 جانفي 2008 في القضية عدد 14583 التي يحال فيها كل من : عدنان القناوي و الأمجد التونسي و جمال الخلايفي و ماهر اليعقوبي و أيمن العيادي و خليل سعيدان و أنيس العربي و صفوان العايبي و علي العبيدي بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة للإنضمام لتنظيم إرهابي و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و مواد و معدات و تجهيزات مماثلة لفائدة تنظيم إرهابي ، و توفير معلومات لفائدة تنظيم إرهابي ، و كل من بلال المديني و إبراهيم المالكي و حامد الهمامي بتهمة عدم إشعار السلطات حول ما توفر لهم من معلومات حول تنظيم إرهابي و أعضائه و نشاطه و قد قرر القاضي البت إثر الجلسة في مطلب الإفراج المقدم من الأستاذ طارق الرزقي و تحديد موعد الجلسة المقبلة. كما نظرت نفس الدائرة في القضية عدد 13887 التي يحال فيها كل من : مكرم مادي و محمد الأمين التليلي و الشاذلي نوار و أيمن الجبالي و سليم الرايسي بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 ” لمكافحة الإرهاب ” ، و قرر القاضي تأخير النظر في القضية و تحديد الموعد إثر الجلسة. عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 10 جانفي 2008 متابعات إخبارية
محمد الصّالح قسومة.. ضحية جديدة لقضاء.. العقوبات الأبدية .. !
مثل اليوم 10 جانفي 2008 السجين السياسي السابق محمد الصالح قسومة أمام محكمة الناحية بالسواسي بتهمة عدم الإمتثال لإجراء المراقبة الإدارية و قد حضر للدفاع عنه الأساتذة محمد النوري و عبد الرؤوف العيادي و نور الدين البحيري و قد استجاب القاضي لطلب المحامين بتأخير النظر في القضية ( 17 جانفي 2008 ) .. إلا أنه رفض مطلب الإفراج عن منوبهم ..! و الجمعية تجدد الدعوة للإقلاع عن اضطهاد المساجين السياسيين المسرحين بسياسة التنكيل البوليسي و الإنتقام القضائي و تناشد جميع الضمائر الحرة التجند لإنقاذ محمد الصالح قسومة من ظلمات الزنزانات و هو الذي قضى فيها قرابة العقدين و غادرها بأمراض مزمنة و علل لم تترك له الفرصة للتداوي منها .
تواصل الإعتقالات في ولاية بنزرت..!
قام أعوان بالزي المدني يعتقد أنهم من البوليس السياسي اليوم الخميس 10 جانفي 2008 بإعادة اعتقال الشابين نبيل المدب و محمود علية علما بأنهما تعرضا للإختطاف يوم الإثنين 07 جانفي 2008 و أطلق سراحهما بعد ساعات ، كما علمت الجمعية أن قاضي التحقيق السادس بالمحكمة الإبتدائية بتونس أفرج عن الشاب فتحي بالرايس الذي أوقف يوم الإثنين 07 جانفي 2008 برأس الجبل . والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تعاين أن كل الملفات تشتمل على محاضر انتزعت الإعترافات فيها تحت التعذيب و أن أغلبها يفتقد للحجج والأدلة المادية و المحجوزات ، فهي ترحب بكل إفراج ينهي معاناة العائلات و الموقوفين ، و تدعو لضمان المحاكمة العادلة الموقوفين و في كل الأحوال احترام ما تنص عليه المواثيق الدولية بخصوص ظروف الإحتجاز و قواعد معاملة المعتقلين . عن الجمعيـــــة نائب الرئيس الأستاذ عبد الوهاب معطر
نقاية الصحفيين التونسيين تونس في 7 جانفي 2007 بـــــــــلاغ
على اثر تأجيل مؤتمر نقابة الصحفيين التونسيين في إطار الاتحاد العام التونسي للشغل في مناسبتين. و بعد استشارة موسعة مع الزملاء المنخرطين بالنقابة حول آفاق عملها، اجمعوا على ضرورة تفعيل دور النقابة في الدفاع عن حقوق الصحفيين بتركيز هيئة جديدة تتولى تسيير عملها بالتشاور مع المكتب الموسع المتكون من عدد من الزملاء المؤسسين. و بعد عرض الأسماء الراغبة في الترشح للهيئة و بالنظر لتعذر عقد جلسة انتخابية ، تم التوافق بين الزملاء على التركيبة التالية: محمود الكتاتني محمود العروسي محمود الذوادي محمد معالي لطفي حجي رشيد خشانة الصحبي صمارة و اتفق أعضاء الهيئة الجديدة على توزيع المسؤوليات فيما بينهم في اجتماع لاحق. و تعرب نقابة الصحفيين التونسيين عن تمسكها بالاتحاد العام التونسي للشغل المنظمة التي تجمع الشغالين بالفكر و الساعد.و تدعو كافة الزملاء الإعلاميين إلى الالتفاف حول نقابتهم قصد العمل سوية من اجل تحسين أوضاع الصحفيين التونسيين المهنية و العامة بما يتيح لهم ظروف عمل تضمن لهم حقوقهم و حريتهم. هيئة نقابة الصحفيين التونسيين
اللجنة الوطنية للدفاع عن الحريات بتونس بلاغ اعلامى
تونس فى 10 جانفى 2008 يهم اللجنة الوطنية للدفاع عن الحريات بتونس ان تتوجه الى الراى العام الطلابى والوطنى بالبلاغ الأتى على اثر اقاف الطالب ربيع الورغى المنخرط بالاتحاد العام لطلبة تونس يوم الاثنين 07جانفى2008 ببنزرت بتهمة كيدية على خلفية نشاطه النقابى لتتم احالته على المحكمة يوم 22 من نفس الشهر مع العلم انه تم طرده من الدراسة ومحاكمته مرتين سابقتين وعليه نلفت نظر كل الحقوقيين وكل التقدميين أن تجاوزات عدة وقعت فى حقه .
طرده منالدراسة امام مجلس تاديب صورى قصد تسهيل محاكمته. مضايقة العائلةعبر الترهيب واليشايات و الاستدعاءلغرض عزله ومحاصرة نشاطه تلفيق عدة قضايا و استغلالها لمساوته حتى يعزف عن انتمائه للمنظمة الطلابية وامام ماتقدم سرده فان اللجنة الوطنية للدفاع عن الحريا ت بتونس تعلن الأتى مطالبتنا بالافراج الفورى عن الطالب الموقوف وتمكينه من العودة الى مقاعد الدراسة ادانتنا للتضييق الدى تما رسه اجهزة البوليس على المناظلين اونعتبرها ضربا للعمل النقابى والسياسي و انهاك للاتحاد العام لطلبة تونسالدىيتعرض لموجة من لاقافات والطرد التعسفى بغية تقزيمه و تدجينه و الحاقه بالديكور الديمقراطى تمسكنا بالحق فى ممارسة العمل النقابى والسياسى داخل الجامعة والكف عن محاصرة نشاط اتحاد الطلبة أخيرا نهيب بكل القوى التقدمية الحساسيات النقابية و السياسية بالوقوف الى جانب مناضلي الاتحاد عن اللجنة الوطنية للدفاع عن الحريات بتونس
الإتحاد العام لطلبة تونس المكتب الفدرالي كلية العلوم بنزرت بلاغ إعلامي
تونس في 10/01/2008 تم يوم الاثنين 07/01/2008 إيقاف الرفيق ربيع الو رغي المناضل صلب الإتحاد العام لطلبة تونس على خلفية نشاطه النقابي بالجامعة التونسية و قد تمت إحالته يوم الثلاثاء 08/01/2008 على المحكمة التي أجلت النظر في هذه القضية إلى يوم 22/01/2008 و تأتي هذه الإجراءات ضمن سلسلة متواصلة من الحصار و التضييقات المفروضة على مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس بكلية العلوم ببنزرت فقد سبق أن تعرض هذا الرفيق إلى جانب الرفيق عصام السلامي الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن المطرودين من الدراسة إلى الطرد من الجامعة و إلى العديد من المحاكمات الصورية التي شكلت لتصفية المناضلين و هاهي اليوم السلطة تواصل في نهجها القمعي و استخفافها و عدم تقيدها بقوانين و دستور البلاد الذي يضمن الحق في النشاط النقابي وتقوم باعتقال الرفيق الذي يقبع الآن في السجن المدني ببنزرت أين منعت عليه كل الزيارات بما فيها عائلته . ونحن في المكتب الفدرالي للإتحاد العام لطلبة تونس بكلية العلوم ببنزرت و على خلفية هذه الأحداث نعلن الآتي: 1- نطالب بإطلاق سراح الرفيق الموقوف وحفظ كل التتبعات في حقه. 2- تمسكنا بحق جميع الرفاق المطرودين في العودة إلى مقاعد الدراسة ومنهم الرفيق الموقوف. 3- نندد بهذه السلوكات الهمجية في طريقة تعامل السلطة مع مناضلي الإتحاد التي لن تثنينا و لن تزيدنا إلا إصرارا و عزما على مواصلة طريق النضال . 4- استعدادنا للدفاع عن مناضلينا و منخرطينا بكل الوسائل. 5- تمسكنا بالدفاع عن حق منظمتنا الإتحاد العام لطلبة تونس في النشاط و تشبثنا بخيار المؤتمر الموحد. 6- نناشد جميع القوى التقدمية و المنظمات الصديقة أن تقف إلى جانب الإتحاد العام لطلبة تونس في هذا الظرف الحساس و دعم إنجاز مؤتمره الموحد. عاش الإتحاد العام لطلبة تونس حرا مناضلا مستقلا و موحدا
الإتحاد العام لطلبة تونس المكتب الفدرالي كلية العلوم بنزرت الكاتب العام
تعليق الإضراب عن الطعام…في إنتظار تحقيق الوعود؟
الرديف في 10/01/2008 شهد الاجتماع الذي وقع بين اللجنة المشرفة على الإضراب عن الطعام و المعتصمين بمقر الإتحاد المحلي للشغل بالرديف منذ خمسة أيام من جهة والسيد معتمد الرديف من جهة أخرى مساء يوم الأربعاء 09/01/2008 اتفاقا أوليا على تحقيق مطالب المحتجين والمتمثلة في تمكينهم من العمل القار عبر ضمان الشفافية و المصداقية في التشغيل لأبناء الجهة. وبعد نقاش مطول بين المضربين عن الطعام و المساندين لهم واللجان الساهرة عليهم تم تعليق الإضراب على الساعة الحادية عشر ليلا. هذا وقد عرفت معتمديه الرديف إحتجاجا واسعا وغضبا عارما على نتائج مناظرة الدخول لشركة فسفاط قفصه التي لم تستجب إلى مستوى طموحاتهم في تحقيق العمل القار,و قد تميزت هذه الاحتجاجات بتنوعها من إعتصامات ومسيرات ومداخلات أمام مقر المعتمدية ومقر الإتحاد المحلي للشغل الذي شهد إضرابا مفتوحا عن الطعام إبتداءا من يوم السبت 05/01/2008 بلغ فيه عدد المضربين 25 فردا و 7 معتصمين.
محاولة فاشلة لإختراق موقع الفجرنيوز
الخميس, 10. جانفي 2008 تعرض موقع الفجر نيوز هذا الصباح من طرف أحد الزوار من تونس لمحاولة الاختراق ولما فشل في ذلك بعد قرابة 72محاولة نشر صورة الطاغية بن علي في أغلب المواضيع المتعلقة بالشأن التونسي تقريبا إن مثل هذا العمل الجبان لن يثنينا عن القيام بما نحن مؤمنين به من إعلام حر نزيه وملتزم والدفاع عن الحقوق والحريات وفضح الانظمة الديكتاتورية وخاصة النظام التونسي وأذنابه عن الفجر نيوز www.alfajrnews.net info@alfajrnews.net الحبيب لعماري
إسلاميون يطعنون في أحكام بالإعدام والسجن في تونس
تونس (رويترز) – قال محام يوم الخميس ان اعضاء جماعة اسلامية سلفية اشتبكوا مع قوات الامن التونسي العام الماضي تقدموا بطعن في احكام بالاعدام والسجن صدرت ضدهم بتهم التامر على امن البلاد في واحدة من اكثر القضايا المثيرة للاهتمام في شمال افريقيا.
وقال المحامي سمير بن عمر لرويترز “تقدم عناصر هذه الجماعة المعروفة باسم ..مجموعة سليمان.. بطعن الاحكام وتم تحديد تاريخ 15 جانفي (يناير كانون الثاني) لتنظر محكمة الاستئناف في الطعون.”
وكانت محكمة ابتدائية اصدرت الاسبوع الماضي احكاما باعدام اثنين من اعضاء الجماعة وبالسجن المؤبد على سبعة اخرين بتهم التامر على امن الدولة ومحاولة القيام بانقلاب عسكري واحكاما بالسجن لمدد بين خمس سنوات و30 عاما على بقية المتهمين وعددهم 30 فردا.
وقضت المحكمة ايضا بتحويل ما تمت مصادرته من اسلحة وذخائر واموال وسيارات الى صندوق الدولة.
وجرت في مطلع عام 2007 مواجهات مسلحة نادرة في تونس بين افراد هذه المجموعة السلفية وقوات الامن اسفرت عن 14 قتيلا.
واعلنت تونس عقب ذلك انها تمكنت من القضاء على المجموعة السلفية وقالت انها كانت تنوي تنفيذ عمليات ارهابية ضد منشات حيوية في البلاد وسفارات اجنبية من بينها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 جانفي 2008)
وفاة الفنان التشكيلي التونسي عبد العزيز القرجي
تونس / 10 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: نعت وزارة الثقافة التونسية الفنان التشكيلي عبد العزيز القرجي الذي توفي اليوم الخميس عن 80 عاما. ووصفت الوزارة في بيان الفنان القرجي بالكبير،وأحد أهم رواد الحركة التشكيلية في تونس،وأحد مؤسسي مدرسة تونس للفن التشكيلي، وأكثرهم سعيا إلى الابتكار والتجديد. وأشارت إلى أن مسيرة القرجي كانت “حافلة بالعطاء الزاخر والإبداع والإضافة”،حيث ساهم في تأسيس مدرسة تونس للفن التشكيلي ليرأسها منذ عام 1968 . كما أسس الفقيد “رواق القرجي” عام 1973،وشارك في العديد من المعارض داخل تونس وخارجها،إلى جانب مساهمته في رسم العديد من اللوحات الحائطية التي تزين حاليا واجهات بعض المؤسسات الحكومية. يشار إلى أن القرجي نال الجائزة التقديرية في ميدان الفنون التشكيلية عام 1990،والصنف الأكبر من وسام الإستحقاق الثقافي عام 1999 ، وجائزة رئيس الدولة للإبداع عام 2000.
التوقيع في تونس على صفقة بيع 60% من رأسمال البنك التونسي-الكويتي
تونس / 10 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: وقعت مؤسسة “المالية أسيور” التابعة للمجموعة الفرنسية “صندوق الادخار” اليوم الخميس في تونس صفقة شراء 60% من رأسمال البنك التونسي-الكويتي. وتم التوقيع على اتفاقية هذه الصفقة خلال حفل أقيم بالمناسبة بحضور وزير المالية التونسي محمد رشيد كشيش، الذي أعرب عن ارتياحه لنوعية التنسيق بين الجانبين التونسي والكويتي الذي ساهم في إتمام هذه الصفقة “في إطار من الشفافية والموضوعية”. وكانت المجموعة الفرنسية “صندوق الادخار” قد فازت بصفقة شراء نسبة 60% من رأس مال البنك التونسي-الكويتي، 30 % من الجانب التونسي، و30 % من الجانب الكويتي. وبلغت قيمة هذه الصفقة، التي شارك في التنافس عليها بنك عودة اللبناني، وبنك هرماس المصري، والبنك المغربي للتجارة الخارجية،300 مليون دينار، أي ما يعادل 243.90 مليون دولار. وبحسب محللين ماليين تابعوا هذه العملية المالية منذ بدايتها، فإن قيمة هذه الصفقة “تعتبر قياسية بكل المعايير”، لا سيما وأنها ناهزت خمس أضعاف القيمة الإسمية لنسبة الـ60 %من رأسمال البنك المذكور. يشار إلى أن البنك التونسي-الكويتي الذي تأسس بموجب اتفاقية تونسية-كويتية وقعت عام 1980 كبنك تنمية، غيّر هويته في مطلع العام الجاري، ليصبح مصرفاً تجارياً شاملاً برأسمال في حدود 77 مليون دولار. وبحسب آخر الأرقام الإحصائية الرسمية المتوفرة حاليا، فإن إجمالي حجم موازنة البنك المذكور بلغ 241.918 مليون دولار خلال العام 2005، فيما بلغت أمواله الذاتية 103.700 مليون دولار خلال العام نفسه. ومنذ تأسيسه في العام 1980، ساهم هذا البنك الذي يتألف من 10 مؤسسات مالية وعقارية وسياحية، في تمويل أكثر من 600 مشروع في تونس بقيمة 817 مليون دولار.
بن علي يبعث رسالة خطية إلى العاهل المغربي
تونس / 10 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: بعث الرئيس التونسي زين العابدين بن علي رسالة خطية إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس لم يكشف عن مضمونها. واكتفت وكالة الأنباء التونسية الحكومية، التي أوردت النبأ، اكتفت بالإشارة إلى أن بن علي كلّف رئيس البرلمان التونسي فؤاد المبزع بمهمة كمبعوث خاص له محملاً إياه رسالة خطية إلى محمد السادس. وقالت الوكالة إن هذه المهمة “تندرج في إطار مزيد دعم علاقات الأخوة والتعاون بين تونس والمملكة المغربية، وتوثيق عرى التشاور المستمر بين الرئيس بن علي وملك المغرب محمد السادس حول المسائل ذات الاهتمام المشترك على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية”. وكان بن علي بعث في 26 كانون الاول/ديسمبر الماضي رسائل خطية إلى الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وإلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. ونقل وزير الخارجية التونسي عبد الوهاب عبدالله الرسالة الموجهة للرئيس الموريتاني، فيما نقل رئيس مجلس المستشارين التونسي عبد الله القلال الرسالة الموجهة إلى الزعيم الليبي.
التوقيع على بيع 60 بالمائة من رأسمال البنك التونسي الكويتي لمؤسسة اوسيور الفرنسية
الفرنسية تونس 10 1 (كونا) – اعلن هنا اليوم عن التوقيع على عقد بيع ما نسبته 60 في المئة من رأسمال البنك التونسي الكويتي لصالح مؤسسة (اوسيور) المالية الفرنسية بقيمة 300 مليون دينار تونسي (نحو 242 مليون دولار امريكي).
واعرب وزير المالية التونسي محمد رشيد كشيش خلال مراسم توقيع العقد عن ارتياحه لما تميزت به عملية الانتقال الى مستثمر استراتيجي من تنسيق بين الطرفين التونسي والكويتي.
واشاد في هذا السياق ب “الحرفية العالية” لبنك الاعمال التونسي والتي جعلت العملية تتم في اطار من الشفافية والموضوعية.
وكانت (اوسيور) التابعة لمجموعة صندوق الادخار الفرنسية قد فازت بصفقة شراء 60 في المئة من رأسمال البنك (30 بالمئة من الجانب التونسي و30 بالمئة من الجانب لكويتي) عندما تقدمت بعرض بلغت قيمته 300 مليون دينار تونسي.
وتضم مجموعة صندوق الادخار الفرنسية الناشطة استثماريا في دول شمال افريقيا 27 صندوقا تابعا.
ويصل عدد البنوك التونسية المشمولة بالبيع حتى الان الى ستة بنوك هي بنك الجنوب والاتحاد الدولي للبنوك والاتحاد البنكي للصناعة والتجارة والبنك التونسي الفرنسي وبنك تونس والامارات فضلا عن البنك التونسي الكويتي.
وكانت الكويت وتونس قد اعلنتا في مايو الماضي بوصفهما شريكتين اساسيتين في رأسمال البنك المشترك منذ 1981 عن عرض 60 بالمئة من رأس المال للبيع عن طريق طلب عروض دولي لفائدة شريك استراتيجي.
وتم تعيين بنك الاعمال التونسي كمستشار مالي للدولتين للقيام بهذه العملية الذي بادر باعداد كراسة الشروط الخاصة بالصفقة والتي نصت على ان يكون الشريك الاستراتيجي يمتلك مجموع اصول لاتقل عن ثلاثة مليارات دولار او ان يكون مستثمرا ماليا يتصرف في محفظة استثمارات تفوق قيمتها مليار دولار امريكي.
(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية (كُـونا) بتاريخ 10 جانفي 2008)
مخاوف من تصاعد ظاهرة التنصير في بلاد المغرب
تونس : حزب معارض يستعد للإعلان عن مرشحه للانتخابات الرئاسية
تونس ـ صالح عطية
تتجه أنظار المهتمين بالشأن السياسي في تونس إلى نهاية الأسبوع الجاري، الذي سيشهد اجتماع المجلس المركزي (ثاني سلطة قرار بعد المؤتمر) في الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض .. حيث من المتوقع أن يحدد الحزب سيناريو المشاركة في الاستحقاقات الرئاسية القادمة المقررة في خريف عام 2009، وسط أنباء تشير إلى وجود خلافات صلب الحزب بشأن هذا الموضوع.
وعلمت “الشرق” من مصادر قيادية في الحزب الديمقراطي التقدمي، أكثر الأحزاب التونسية المعارضة المسببة إزعاجا للحكومة، أن الحزب يتجه إلى إقرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسيدرس المجلس المركزي في اجتماعاته المقررة ليومي السبت والأحد المقبلين، كيفية المشاركة والسيناريو الممكن لهذا الحضور الانتخابي.
وتفيد معلومات دقيقة في هذا السياق، أن الحزب سيقرر تقديم الأستاذ أحمد نجيب الشابي، الأمين العام السابق للحزب وعضو المكتب السياسي حاليا، ليكون مرشحه في الاستحقاق الرئاسي القادم..
وكانت الأمينة العامة للحزب، مية الجريبي، قامت بجولة بين مناضلي الحزب في محافظات عديدة من البلاد خلال الأسبوعين الماضيين، تولت خلالها تهيئة الأجواء لاجتماع المجلس المركزي، والتسويق للسيناريو المفترض.
ويطرح ترشيح الشابي للاستحقاقات الرئاسية المقبلة، تباينات صلب الحركة الديمقراطية في البلاد، التي تعتبر أن مثل هذا الترشيح “سابق لأوانه”، وهو يحتاج إلى إنضاج الظروف والمناقشات المعمقة، بغاية التوصل إلى موقف موحد من هذا الموضوع، لاسيما أن الأحزاب التي توصف بـ “الديمقراطية”، فشلت سابقا في التوصل إلى “شخصية جامعة” تكون ممثلة لهذه الأحزاب سواء خلال استحقاقات عام 1999 أو انتخابات سنة 2004، بما يعني أن قرار الحزب الديمقراطي التقدمي المزمع اتخاذه في أعقاب اجتماعات المجلس المركزي نهاية الأسبوع الجاري، سيثير الكثير من التناقضات والخلافات صلب مكونات الحركة الديمقراطية، بما قد يزيد من انقسامها وتشظّيها، وهو ما قد يخدم مصلحة الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي)، الذي ترقب قيادته هذه التطورات بشكل دقيق..
وكانت اللجنة المركزية للحزب الحاكم، ناشدت الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، في وقت سابق، الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وفوضت أمر الإعلان عن قرار الترشيح إلى مؤتمر الحزب المقرر انعقاده خلال الصائفة القادمة.
إلى ذلك حذرت مجلة تونسية من تنامي ظاهرة التنصير التي تستهدف فئة الشباب في دول اتحاد المغرب العربي (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا). واعتبرت مجلة “حقائق”النصف شهرية في تقرير بعنوان” التبشير بالمسيحية في بلدان المغرب العربي” نشرته في عددها الأخير،أن ظاهرة التنصير بدأت تستشري بين شباب المغرب العربي، وتخيم بظلالها عليه بوضوح أحيانا وفي الخفاء في كثير من الأحيان الأخرى”. وصفت هذه الظاهرة بأنها” محيرة”، وتدعو إلى تساؤلات منها لماذا صمدت الشعوب المغاربية منذ اعتناقها الإسلام في القرن السابع أمام كل محاولات التبشير لتصبح ، بعض فئاتها اليوم على هذا القدر من الهشاشة بحيث شهدت العقود الأخيرة ارتداد العديد من المسلمين إلى المسيحية؟”.
وبحسب المجلة التونسية، فإن هناك العديد من الجمعيات والمنظمات التي تنشط حاليا في أكثر من دولة مغاربية لتنصير الشباب من خلال إغداق الأموال الطائلة عليهم، وذلك رغم عدم وجود أرقام محددة حول الذين تحولوا من الإسلام إلى المسيحية. ورأت أن تونس غير مستثناة من هذه الظاهرة رغم غياب الاحصائيات وتضارب المعلومات ،حيث هناك قرابة 20 تونسيا بين أساتذة تعليم ثانوي وعال ومعلمين وباحثين وطلبة وإعلاميين وموظفين”تجدهم عشية السبت وصبيحة الأحد في الكنيسة في تونس العاصمة”. غير أن السلطات التونسية تنفي بشدة أن يكون هناك من التونسيين من تنصر، وتشير إلى أن عدد المسيحيين في تونس يناهز 20 ألف كلهم أجانب، فيما تشير وزارة الشؤون الدينية التونسية إلى أن عدد الكنائس المنتشرة في تونس يصل إلى 11 كنيسة.
(المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 10 جانفي 2008)
تونس بين منطقة التبادل الحر الأوروبية و الاستثمارات الخليجية
إيهاب الشاوش من تونس : وصف أحمد عياض الودرني ، مدير الديوان الرئاسي بتونس ، سنة 2008 ب ” مرحلة النفس الجديد و المواعيد و المحطات الهامة ” ، توصيف يحمل أكثر من دلالة ، و يستشرف محطات مستقبلية عديدة ، تلامس السياسي و الاقتصادي و الثقافي و الاجتماعي ، و تقف خاصة عند مشارف الانتخابات الرئاسية و التشريعية المقررة لسنة 2009 ، و دخول تونس بداية من غرة الشهر الجاري، فعليا في منطقة التبادل الحر مع أوروبا بالنسبة للقطاعات الصناعية ، بعد فترة انتقالية امتدت على اثنتي عشرة سنة . هذه المواعيد و لئن استأثرت باهتمام المختصين و السياسين و المحللين ، إلا إنها لن تشكل لوحدها وجه تونس مستقبلا ، بل ان مواعيد اقتصادية هامة من المنتظر ان يكون لها بالغ الأثر في الاقتصاد التونسي ، مثل تدفق الاستثمارات الخليجية و بناء اتحاد المغرب العربي ، ومدى نجاح خطة التحكم في ارتفاع استعار المحروقات . منطقة التبادل الحر، او منطقة الأسئلة المحيرة: أسئلة كثيرة، فرضتها دخول تونس منطقة التبادل الحر مع أوروبا، أملتها التوجس، من قوة الشركات الأوروبية، و من ثمة النظر بعين حذرة إلى مدى استعداد نظيراتها في الضفة الجنوبية للمتوسط، للدخول في منافسة متكافئة معها. و وسط ضبابية الرؤية، انقسم المحللون الاقتصاديون و الفاعلون في هذا القطاع بين مشكك و متفائل، و مترقب للنتائج. الهادي الجيلاني، رئيس اتحاد الأعراف كتب في صحيفة البيان، لسان الإتحاد”” انه الحدث الكبير الذي سيتجسم من خلال استكمال بلادنا لمتطلبات التميز بكونها أول بلد جنوب متوسطي يرسي فعليا منطقة للتبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي ” . أما رضا التويتي وزير التجارة التونسي، فقد قلل من التأثير المباشر والسريع لهذه الاتفاقية على المستهلك التونسي، وأكد في تصريح للتلفزيون التونسي الحكومي” انه لا خيار أمام تونس غير هذا المسار ولا يمكن بأية حال مقارنة الانفتاح والارتباط بالدورة الاقتصادية العالمية وما يجنيه الاقتصاد من وراء ذلك بمرحلة الحماية والانغلاق خاصة وان تونس قد اختارت نهج الانفتاح”. وتقلل الحكومة التونسية من انعكاسات، اختيارها هذا، بترسانة الإجراءات و الإصلاحات التي اتخذتها بهدف تأهيل القطاع الصناعي منذ التوقيع على اتفاق الشراكة مع الإتحاد الأوروبي سنة 1995. و تقول إنها اعتمدت مخطط تفكيك تدريجي يأخذ في الاعتبار هشاشة المنتوجات وطبيعتها واستعمالاتها. ولعل أهم هذه البرامج، برنامج التأهيل الصناعي الذي انخرطت فيه 3470 مؤسسة استأثرت ب70 بالمائة من رقم معاملات القطاع الصناعي. كما تحصلت 751 مؤسسة على شهادة المطابقة لمواصفات ايزو 9001. من جهته ناقش مجلس الوزراء مؤخرا، مشروع قانون يتعلق بالبرنامج الثاني لتنمية الصادرات في إطار صندوق اقتحام الأسواق الخارجية فامكس2 . غير ان أطرافا أخرى، عبرت صراحة عن تخوفها، من عواقب هذه الخطوة، على اعتبار ان المؤسسات التونسية في غالبيتها، اما صغيرة او متوسطة و ذات صبغة عائلية و لن تتمكن مهما فعلت من منافسة “القوة” الأوروبية. و حذرت صحيفة “الوطن”،لسان الإتحاد الديمقراطي الوحدوي، المعارض، من بعض بنود هذه الاتفاقية، التي تسمح حسب رأي الحزب” بالتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية وخاصة تلك المتعلقة بالجانب السياسي وحقوق الإنسان”. واعتبر الحزب ان “الفرق الشاسع بين اقتصادنا ونسيجنا الصناعي وبين دول أوروبا مجتمعة ومنفردة وبالمقارنة مع دول أسفل السلم” مشيرا الى إن “هذا الوضع لا يخدم على الإطلاق المنتوج التونسي، بل وبفعل عناصر الكم والنوعية والكلفة في غياب الحماية ، تتحول تونس والدول الشبيهة إلى مجرد سوق استهلاك لما تنتجه الآلة الصناعية الأوروبية متى توفرت الإمكانية والقدرة الشرائية والاستهلاكية لدى المواطن”. وقال”كان من الأفضل لو أن اتفاق الشراكة مع الأوروبيين كان مسبوقا باتفاق تبادل حر في مستوى دول المغرب العربي والمنطقة العربية وبذلك تكون منطقة التبادل الحر مع أوروبا تعني كل دول المنطقة مجتمعة حتى توفر ظروف تفاوض أفضل بكثير”. و يذكر أن الإحصائيات الرسمية، تشير إلى أن الصادرات نحو الاتحاد الأوروبي، سجلت تطورا سنويا بمعدل 10 بالمائة من سنة 1996 إلى سنة2006 في حين تقدمت الواردات بنسق اقل يبلغ 5ر7 بالمائة. وقد تم ضبط أربع قائمات للمواد والتسريع منذ البداية في التفكيك الجمركي بالنسبة إلى المواد التي ليس لها مثيل مصنع في تونس. كما ستنخرط تونس في المرحلة القادمة في مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي من اجل تحرير المبادلات في ميداني الفلاحة والخدمات. استثمارات خليجية ضخمة: مسار آخر، انتهجته الحكومة التونسية في السنتين الماضيتين، يتمثل في استقطاب الاستثمارات الخليجية، الباحثة عن أسواق خارجية لاستثمار عوائد النفط الضخمة فيها. هذا “الخط الثالث”، بمقدوره، حسب عديد المختصين، مساعدة تونس على تحمل “اهتزازات” مفترضة لاقتصادها نتيجة الدخول في منطقة التبادل الحر، بالنظر إلى حجم الصفقات التي ستضخها الشركات الخليجية في موازنة الحكومة. والجدير بالذكر أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة سجلت حاليا تطورا حيث أصبحت تمثل 10 بالمائة من الاستثمارات المنتجة وتساهم بثلث حجم الصادرات وبنسبة السدس من مجموع مواطن الشغل. وحسب المعطيات المتوفرة لدى وزارة التنمية والتعاون الدولي فان حجم هذه الاستثمارات تضاعف خلال 5 سنوات اذ انتقل من 402 فاصل 9 مليون دينار الى 1015 مليون دينار مابين 2001 و2005. وكان محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي التونسي، أشار إلى أن حكومة بلاده تعول على الإستثمارارت الأجنبية لتنفيذ برامجها والتي تقوم على 5 محاور أساسية هي: تنمية رأسمال البشري، زيادة قدرة الشركات والمؤسسات التونسية التنافسية والإرتفاع بحجم الصادرات والعمل على توفير التنمية الدائمة. و تعود آخر المشاريع الخليجية الضخمة في تونس، الى “مرفأ تونس المالي الدولي” الذي أعلن عنه “بيت التمويل الخليجي” البحريني أواخر السنة الماضية، باعتمادات تبلغ نحو 3 مليارات، وهو مشروع يضم مركزا للتداول وآخر خاصا بشركات التأمين وثالثا للبنوك غير المقيمة بالإضافة إلى مركز للشركات الاستشارية المالية. وبدأت الاستثمارات الإماراتية تتدفق على تونس عندما فازت شركة “تيكوم ديغ” التابعة لشركة دبي القابضة بصفقة شراء 35 % من رأسمال مؤسسة “إتصالات تونس” التي بلغت قيمتها 2.82 مليار دولار، و يمكن القول إنها الصفقة التي سرعت في وتيرة التعاون بين تونس و دولة الإمارات، و شهدت زيارات مسؤولين ومستثمرين من للبلدين بعد هذه الصفقة حركية ملفتة،توجت بمشاريع ضخمة. و لعل أبرز هذه المشاريع الاستثمارية الإماراتية في تونس، هو مشروع “تونس باب المتوسط” الذي يوصف في تونس بأنه “مشروع القرن”، و ينتظر أن يغير وجه العاصمة التونسية. هذا المشروع الذي ستنفذه مؤسسة “سما دبي” تبلغ كلفته الجملية بنحو 14 مليار دولار، و سيوفر آلاف مواطن الشغل، حسب الحكومة التونسية. وسجلت تونس مؤشرات اقتصادية هامة بحسب صندوق النقد العربي الذي أشار في وقت سابق إلى أن معدل النمو الاقتصادي ارتفع خلال العام الجاري إلى 6.2 % مقابل 5.5 % في العام الذي سبقه. وساهمت هذه المؤشرات في جعل تونس تحتل المرتبة الأولى إفريقيا وعربيا و30 عالميا على مستوى القدرة التنافسية حسب تصنيف المنتدى الإقتصادي العالمي بدافوس لفترة 2006 -2007 ، والمرتبة الأولى في إفريقيا والمرتبة 39 على الصعيد العالمي في تصنيف الدول الأكثر سلاما واستقرارا حسب مؤشر السلم العالمي للعام 2007. وجاء في التقرير السنوي للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار، حول مناخ الاستثمار في الدول العربية للعام 2006، أن تونس احتلت المرتبة الثالثة في قائمة الدول العربية المضيفة للإستثمارت، والمرتبة الثانية في قائمة الدول العربية التي استقطبت استثمارات إماراتية. وتخطط الحكومة التونسية لاستقطاب استثمارات بنحو 45.5 مليار دولار لتمويل مشاريع مدرجة في خطتها التنموية الخماسية (2007-2011)،كما تتطلع إلى اجتذاب المزيد من الاستثمارات الخارجية منها 6 مليار دولار على شكل استثمارات مباشرة، و 9.8 مليار دولار في إطار علاقات التعاون والشراكة مع بعض الدول العربية والأجنبية والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية.
(المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 10 جانفي 2008)
التقرير الصحفي الأسبوعي (3/ 3 ) –
إعداد السبيل أونلاين
كلفة الربط بالأنترنيت تتجاوز ما تستهلكه العائلات التونسية من غاز وماء وكهرباء مجتمعة
جاء في جريدة الصباح بتاريخ 21.12.2007 ” أنه ورغم التخفيضات التي عرضتها إتصالات تونس للمشتركين في شبكة الانترنيت عبر نظام السعة العالية التدفق ( اي. دي.اس.ال) فإن أسعار الربط بالشبكة ظلت دون إمكانات العائلات المتوسطة الدخل التي ترغب في التمتع بهذه الخدمات مما يعني أن هذه الشريحة المجتمعية ستكون مجبرة على تسديد تكلفة أكبر من تكلفة إستهلاكها لكل من الغاز والماء والكهرباء رغم علمها المسبق بأن هذه الخدمات لاتقدم لها الشيء الكثير مقارنة بما يعرض للمواطن الأوروبي من خدمات راقية كالارتباط بالتلفزيون الرقمي الأرضي والإتصالات الهاتفية المحلية وربما الدولية اللامحدودة بكلفة تكاد تكون رمزية إذا ماقورنت معدلات الاجور الأوروبية المرتفعة بنظيرتها التونسية المتدنية .
في أطروحة دكتوراه : فرنسا فكرت في إعادة احتلال تونس عقابا لها على دعمها للثوار الجزائريين
هذا العنوان أوردته صحيفة الشروق التونسية بتاريخ 02.01.2008 حيث ذكرت أن الباحث التونسي الحبيب حسن اللولب كتب بحثه لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر بكلية العلوم الاجتماعية والانسانية بجامعة الجزائر تحت عنوان ” التونسيون والثورة الجزائرية” في الفترة من 1954- 1962 . وقد جاء في الفصل الثالث الذي خصصه لإستعراض نتائج الدعم التونسي للثورة الجزائرية أن المستعمر الفرنسي مارس أقصى درجات العنف وأبشع صور الهمجية حيث إنتهج سياسة الأرض المحروقة وتشديد المراقبة المفروضة على الحدود المشتركة التونسية – الجزائرية معددا الإعتداءات العسكرية للجيش الفرنسي على المناطق الحدودية وصولا إلى استهدافه مناطق : ساقية سيدي يوسف ورمادة وبنزرت, كما تطرقت الدراسة أيضا الى الاجراءات العقابية التي اإتخذتها الحكومة الفرنسية وبعض الدول الغربية ضد تونس (التي لم تحصل بعد في تلك الفترة على إستقلالها التام ) من حظر لبيع الاسلحة للجيش التونسي وطرد للمرضى التونسيين من المستشفيات الفرنسية وإستهداف الجالية التونسية بالمهجر وبالعمل على زعزعة أمن التونسيين عبر زرع شبكات التجسس بالبلاد التونسية.
إختراق إسرائيلي اقتصادي للمغرب
كتب خالد المجدوب في صحيفة الإصلاح المغربية بتاريخ 03/01/2008 أن بورصة الدار البيضاء تلقت خلال ديسمبر المنصرم ما يربو عن 6500 طلب إسرائيلي تمكن 258 منهم من شراء الأسهم. وأكد مصدر من البورصة أن إسرائيل تريد اختراق النسيج المالي والاقتصادي المغربي من البوابة السياسية وتعمل على الاستثمار فيه من الناحية الاقتصادية، موضحا صعوبة منع الشركات أو أشخاص يحملون الجنسية “الإسرائيلية” من التعامل في العمليات المدرجة بسبب غياب الآلية القانونية المناسبة لذلك. وأشار المصدر ذاته أنه يصعب منع المستثمرين الإسرائيليين من التعامل في البورصة المغربية لأن ذلك سيؤثر سلبا على تعاملات البورصة برمتها على حد قوله، بحيث أن منع مشاركة أشخاص من الكيان الصهيوني في البورصة سيعرف تضامن دول أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية.
5 آلاف يورو لكل من يدخل جزائريا في المسيحية
حسب موقع جريدة الخبر الجزائرية أفاد الشيخ عبد الرحمان شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائرية حسب تقرير رفع إليه أن الكنيسة البروتستانية تمنح 7 آلاف دولار لكل من ينصر جزائريا. وفي إتصال للصحيفة مع الشيخ عبد الرحمان أفاد هذا الأخير أن الكنيسة البروتستانية تعبث في منطقة القبائل مشيرا إلى أن هناك مغريات وأموال تعرض على سكان ولاية بجاية من أجل التنصّر. وعاد الشيخ شيبان إلى دعوة المناظرة التي وجهها لقس كنيسة ” تافات ” بتيزي وزو سامي موزار ، قائلا أنه ” بدل أن يواجهنا بالحجة هرب إلى فرنسا “. هذا وقد أجرى وفد من الجمعية معاينة دقيقة عن نشاط الكنيسة البروتستانية في منطقة القبائل ورفع إلى قيادتها تقريرا جاء فيه أن مسؤوليها يتعهدون بمنح 7 آلاف دولار لكل عضو فيها ينجح في إقناع شخص بالتنصّر وورد في التقرير إلى أنه تم عرض تسهيلات على طلبة جامعات تتيح لهم الدراسة بالخارج. وقد كلف إحتفال مطلع السنة الميلادية العام الفارط لدى إحدى العائلات الجزائرية 150 ألف دينار جزائري بين أكل وسهر وإستمتاع ببعض الأغاني المتداولة مع الساهرين. المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 10 جانفي 2008
تهنئة أسرة السبيل أونلاين بمناسبة العام الهجري الجديد 1429
بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بمناسبة دخول العام الهجري الجديد اليوم 1 محرّم 1429 والموافق ليوم 10 جانفي ( يناير ) 2008 ميلادي يطيب لأسرة السبيل أونلاين أن تتقدم بأطيب الأماني إلى : الأمة الإسلامية , ونسأل الله عز وجل أن يعيد عليها ذكري هجرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالنصروالتمكين والوحدة , والأوبة إلى التمسك بحبل الله المتين معين العزة ولواء التمكين وإلى الشعب التونسي , ونسأل الله تعالى أن تكون له السنة الهجرية الجديدة سنة خير وبركة وإلى القابضين على جمر المحنة داخل البلاد وفي مختلف المهاجر, ونسأل الله تعالى لهم أن يفتح عليهم بالخير والعزة والكرامة ورفع البلاء والأذية , وأن يعيد المغتربين وأن يطلق سراح المساجين وأن يكون عونا للمسرحين وإلى أحبابنا زوار السبيل أونلاين , سائلين الله لهم جميعا أن تكون ذكري هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذكرى خير وبركة عليهم وعلى أهليهم , و ذكرى التزود من هديه الكريم ومن معانى الهجرة العظيمة التى كانت بعد ثلاثة عشرة سنة من الدعوة الإسلامية الخالدة والصبر والمصابرة حتى أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة للمدينة أين أسس رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية الأولى بارك الله في أوقاتكم ونفعنا جميعا بمعانى الهجرة الكريمة وذكراها الخالدة أســـرة السبيــــــل أونلايــــن www.assabilonline.net info@assabilonline.net
قانون الإرهاب وحالة الطوارئ غير المعلنة
خالد الكريشي بعد أحداث الثلاثاء الأسود في 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية أطلقت هذه الأخيرة حملة دولية لمكافحة ما يسمّى الإرهاب ضد جميع الشعوب والأمم حتّى قبل أن تتأكد من الفاعل الأصلي؟ ومن الشريك؟ وما هو الباعث عن وقوع هذا الحدث الجلل؟ مستعينة في ذلك بمجلس الأمن و رافعة شعار:” من ليس معي فهو ضدي”، وأراد المشرّع التونسي إتقاء شّر رأس الأفعى وأسّ البلاء وأن يكون إلى جانبها في مكافحة ما يسمّى الإرهاب، فتفتقت قريحة جهابذة مجلس النواب وأصدروا القانون عدد 75 لسنة 2003 المتعلق بدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر 2003 ،بالرغم أنه لم توجد داخل القطر أي مبررات ودواع تستدعي سن مثل هكذا قانون،فتونس لم تشهد أعمالا إرهابية مهما كانت طبيعتها وحجمها ودوافعها على غرار بعض الأقطار العربية المجاورة ونعلم جيدا أن النص التشريعي يأتي إستجابة لحاجات الواقع أو الشارع إذ “يحدث للناس أقضية بقدر ما يحدثون من فجور” لذلك يسمّى المشرع الذي يسن القوانين في بعض أقطار المشرق العربي “بالشارع” فهو يعبر عنه ومرآته وكأنّي بالمشرّع التونسي أصبح قارئا للغيب متبعا المذهب الحنفي “فيستعد للبلاء قبل وقوعه ،فإن وقع عرف الدخول فيه والخروج منه”،مخالفا بذلك المذهب المالكي المتبع بالقطر كمذهب رسمي المشدد على “ضرورة ترك الأمر حتى يقع” وعدم جوازه التشريع الغيبي أو الإحتمالي . يجمع رجال القانون والسياسة والباحثين الأكادميين أن قانون الإرهاب الصادر في 10 ديسمبر2003، قانون عجيب وغريب ،قانون فزّاعة لم يشهد القطر مثيلا له،قانون لا يعترف لا بالزمان ولا بالمكان، يبطن عكس ما يظهر:فالظاهر أن هذا القانون يجسّم المقاربة التونسية الرسمية لكيفية معالجة الإرهاب وغسل الأموال والتعاون على الصعيد الدولي لمقاومته خاصة أن هذا العنف من الجرائم لا يمس المجتمع التونسي بشكل مباشر ولاتصل تأثيراته إليه إلا من مصادر خارجية (تقرير لجنة التشريع العام والتنظيم العام للإدارة،لجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية ولجنة المالية والتخطيط والتنمية الجهوية بمجلس النواب) والباطن أن هذا القانون ليس إلا قانون إرضائيا للولايات المتحدة الأمريكية ،داعما لمجهودها الدولي لمكافحة ما يسمّى الإرهاب عبر العمل على إيقاف نزيف تدفق الشباب نحو العراق للإلتحاق بالمقاومة هناك ،فلا غرو أن يكون أغلب المحالين على القضاء من الشباب بمقتضى قانون الإرهاب تهمتهم الأولى هي إرتباطهم بالمقاومة العربية في العراق،لأنه إضافة إلى ذلك من حق السائل أن يتساءل ماهي حاجة المشرّع التونسي لسن مثل هكذا قانون والحال أن المجلة الجنائية حبلى بالفصول القانونية المجرمة للأفعال التي يجرمها قانون الإرهاب (الفصل 52 مكرر،الفصل131 وما بعده من المجلة الجنائية)؟وفي مقابل ذلك تغض الولايات المتحدة الأمريكية النظر عن الوضعية المتردية للحريات وحقوق الإنسان بالقطر. ومن خلال تفحص فصول قانون الإرهاب المائة وثلاث تبرز بوضوح وجلاء طبيعته الإستثنائية وعدم دستوريته وكأن تونس تعيش حالة طوارئ غير معلنة في حين منح الفصل 46 من الدستور ” لرئيس الجمهورية في حالة خطر داهم مهدد لكيان الجمهورية وأمن البلاد وإستقلالها بحيث يتعذر السير العادي لدواليب الدولة إتخاذ ما تحتمه الظروف من تدابير إستثنائية ….” في واقع سياسي وقانوني عادي داخل القطر بل هو أقرب إلى الجمود وهو ما أكده التقرير المشترك للجان مجلس النواب الثلاث والمشار إليه سابقا من أنه:” إعتبارا لخطورة الجريمة الإرهابية على أمن المجتمع فقد تضمن مشروع القانون أحكاما تتميز بالخصوصية مقارنة بالقواعد العامة….”.فضرب بذلك عرض الحائط بأعرق المبادىء القانونية المستقر عليها فقها وقانونا وقضاءا ورمى بها في مزبلة التاريخ بعد أن أقرتها جميع التشاريع السماوية والدساتير الوضعية وقلب جميع القرائن القانونية على رأسها،فعوضت قرينة البراءة المفترضة بقرينة الإدانة المفترضة وأضحى شعار القانون مع توسيع مبدأ التجريم :” جميع المواطنون متهمون بالإرهاب إلى أن تثبت براءتهم” بعد أن كانت القرينة:” كل متهم بريء إلى أن تثبت إدانته”(الفصل 12 من الدستور).وبعد أن كانت قرينة بسيطة صارت بفضل القانون المذكور قرينة قاطعة لا تقبل الدحض بإثبات العكس لأنه يجرّم الأقوال والأفعال كتجريمه للنوايا،يجرّم المبادىء والأفكار كتجريمه للقيم النبيلة،يجرّم الصورة والرمز كتجريمه للكلمة والحرف،يجرم عدم الوشاية والإخبار ولا يعترف بالسر المهني،يجرّم المقاومة ضد المحتل ويعتبرها إرهابا مستغلا غياب تعريف مانع وجامع للإرهاب وتمييزه عن المقاومة ،ولا يعترف بالإتفاقيات والمعاهدات الدولية ولا بالدستور كأعلى هرم قانوني متغافلا ومتجاهلا “مبدأ دستورية القوانين” كمبدأ جوهري وأساسي عند سن القوانين إذ نصت المادة الثانية من الإتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والتي صادقت عليها تونس وتم نشرها بالرائد الرسمي في 09 جويلية 1999 أنّه:” لا تعد جريمة حالات الكفاح بمختلف الوسائل بما في ذلك الكفاح ضد الإحتلال الأجنبي والعدوان من أجل التحرر وتقرير المصير وفقا لمبادىء القانون الدولي…” وتتمتع الإتفاقيات والمعاهدات الدولية المصادق عليها من قبل رئيس الجمهورية والموافق عليها من قبل مجلس النواب بأولوية ونفوذا أقوى من القوانين (الفصل 32 من الدستور) وكنتيجة لهذا المبدأ يجب أن تكون جميع القوانين الصادرة عن مجلس النواب في جميع المجالات مطابقة لنصوص وروح الدستور والمعاهدات والإتفاقيات الدولية المصادق عليها فلا يجوز من الناحية القانونية الصرفة مثلا أن يصدر مجلس النواب قانونا يجرم تكوين النقابات والأحزاب والحال أن الدستور يضمن الحق النقابي وحرية تكوين الأحزاب . وإضافة إلى ذلك نص الدستور التونسي على مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات والذّي تمخض عنه مبدأ عدم رجعية القوانين في الزمان وبمقتضاه لا يجوز محاكمة شخص إلا بمقتضى نص قانوني سابق الوضع عدا حالة النص الأرفق (الفصل 13 من الدستور) ،ولتطبيق هذان المبدآن يجب أن تكون جميع الجرائم معلومة ومحددة الأركان القانونية بأسلوب واضح ودقيق ولا مجال هنا للتلميح والشك والتخمين ،فأعمال المشرع بعيدة عن التزيد والإعتباط ولقد خلا قانون الإرهاب من هذه الخاصية مما جعل من الإلتزام بهذه المبادىء ومن ثمة إحترامها أمرا صعبا إلى درجة الإستحالة المطلقة ،فكيف يمكن تطبيق هذه المبادىء والحال أن تحديد الجريمة الإرهابية وبيان أركانها القانونية من خلال قانون الإرهاب مفقود ويكتنفه الغموض والإبهام؟ إذ تنقصه الدقة والوضوح المفترضة أصلا في كل قانون لأن “الإرهابية” بهذا المفهوم الواسع المتمطط أضحت صفة تخلع على جميع الجرائم وليست جريمة واحدة محددة ومعلومة لدى الجميع بكونها “جريمة إرهابية”،وكل جريمة معلومة الأركان القانونية ومضمنة بالمجلة الجنائية أو بالنصوص الخاصة يمكنها أن تتحول في أي وقت إلى جريمة إرهابية كلما إرتأت السلطة ذلك،بل الأنكى إعتبار بعض الشعارات الفكرية والسياسية كــ”لا للعنصرية” و”لا للتحريض” و”لا للتعصب الديني والكراهية” جرائم إرهابية وتعامل كذلك (الفصل 6 من قانون الإرهاب) بدون أن يكلف المشرع نفسه عناء تحديد معالم هذه الجرائم وبيان أركانها القانونية ،فهل تعد مثلا مناهضة الصهيونية ومقاومتها جريمة إرهابية؟ ومع نفي الصبغة السياسية على الجرائم الواردة بالقانون(الفصل 59) ومحاصر ومراقبةتمويل الجمعيات والمنظمات الحقوقية والأحزاب بدعوى مكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال فُتح الباب واسعا أمام إمكانية تطبيقه على السياسيين والحقوقيين والصحافيين ومن ثمة التضييق على الحريات وخنق الآراء المعارضة . وفي وقت خُيّل للبعض أن عهد المحاكم الإستثنائية بالقطر قد ولىّ وإنقضى بغير رجعة مع إلغاء محكمة أمن الدولة بمقتضى قانون ديسمبر 1987 جاء قانون الإرهاب ليحي العظام وهي رميم فكان خير خلف لمحكمة أمن الدولة من خلال أغلب أحكامه الإستثائية وإن كان في حلة جديدة، فهي التي كرست مركزية التتبع وإثارة الدعوى العمومية في الجريمة الإرهابية حصريا لدى وكالة الجمهورية بالمحكمة الإببتدائية بتونس العاصمة مستعينا في ذلك للقيام بدور البحث والضابطة العدلية بإدارة أمن الدولة التي كان من المفروض قانونا أنه تم إلغاؤها مع إلغاء محكمة أمن الدولة فلا يعقل أن يتم إلغاء الأصل والإبقاء على الفرع !ثم بعد ذلك حصرأعمال التحقيق والمحاكمة في تلك الجرائم المفترضة لدى حكام التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بتونس والدوائر الجنائية لدى نفس المحكمة وبذلك عدنا القهقرى للمحاكم الإستثنائية وتم تكريس إجراءات أكثر إستثنائية كعدم مكافحة الشهود في الجرائم الإرهابية بذي الشبهة أو بغيرهم من الشهود إلا برضاهم (الفصل 41 من القانون) وإعتماد الدليل السري المستنبط من القانون الأمريكي الصادر سنة 1996 ( الفصول 51 إلى 54 من القانون ) وإمكانية إستنطاق المتهم بإستعمال الوسائل السمعية والمرئية دون ضرورة لحضوره بقاعة الجلسة ( الفصل 49 من القانون)والترفيع في آجال سقوط الدعوى العمومية والعقوبات (الفصل 37 من القانون) وغير ذلك من الأحكام والتي تؤكد كلها الطبيعة الإستثنائية للقانون ولم يبق غير إجبار القضاة المنتصبين للقضاء في هذه الجرائم على وضع أقنعة سوداء على وجوههم!! ويتعزز ذلك بسير محاكمات المحالين على القضاء بتهمة الإرهاب أخرها محاكمة ما يعرف “بمجموعة سليمان” وما رافقها من إجراءات وخروقات، حينئذ يتأكد المرء أن تونس في حالة طوارىء غير معلنة.
حصـــــــــــاد الأسبــــــــــــــوع
بقلم: عبد الله الزواري
علمــت:
هل انتهى مسلسل الأسعد الجوهري:
تم في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الماضي التصريح بالحكم في القضيتين المثارتين ضد السيد الأسعد الجوهرى و سيارته ( معذرة سيارة زوجته) و صدر عليه حكمان يقضيان بدفع 330 د عن المخالفتين المزعومتين (80د و 250د).. فهل تنتهي الحكاية عند هذا الحد؟؟؟
السيد محمد صالح قسومة أمام ناحية السواسي:
يمثل أمام محكمة ناحية السواسي من ولاية المهدية بمقتضى “مخالفة تراتيب المراقبة الإدارية ” التي يخضع لها السيد محمد صالح منذ مغادرته السجن يوم 6 نوفمبر الماضي بعد قضاء أكثر من ستة عشر سنة في فضاءات التشفي..
السيد منجي العياري السجين السياسي السابق
غادر السجن يوم 5 نوفمبر 2004 و لم يحظ كغيره من المساجين داخل السجون بالعناية الطبية المناسبة و لم يفلح الطبيب هناك في توصيفه للمرض فلم يعره الأهمية التي يستحقها… كما لم يحظ بعد الخروج من السجون الصغيرة بعناية تذكر بسبب تكاليف العلاج الباهظة و عدم تمتعه بأي نوع من التغطية الصحية و الاجتماعية فكان فريسة أخرى للمرض الخبيث الذي اختار الأمعاء الغليظة قاعدة انطلاق في نهشه لجسد المنجي، و اشتدت به الآلام و دخل المستشفى في فيفري 2007 ثم أجريت عليه عملية جراحية يوم 24 ماي الماضي، و قد خضع في المدة الأخيرة إلة العلاج الكيميائي، لكن الطبيب المعالج قد أوقف هذا العلاج نظرا لتفاقم الوضع الصحي.. و قد بلغ منه المرض الآن مرحلة متقدمة تنذر بمآل إخواننا الأعزة الهاشمي المكي و عبدالمجيد بن الطاهر..
و تساءلت ما الفرق بين شهداء غزة الذين يقضون بسبب الحصار الذي يفرضه عليهم الكيان الصهيوني بمباركة الإخوة و الأشقاء و بين شهدائنا الذين يقضون بسبب الحصار الاجتماعي و الصحي المسلط على المسرحين من المساجين، و هنا اذكر أن السيد أحمد البوعزيزي الذي يعاني من المرض الخبيث و هو الآن في مرحلة متقدمة منه كان منذ سنتين تقريبا قد طلب تمكينه من جواز سفره ليعالج خارج البلاد لكنه طلبه رفض… و إن كنتما تخاطبان بكما صما عميا فيكفيكما يا أحمد و يا منجي أن عند العدل تلتقي الخصوم… و عندها يعلم الذين ظلموا أي منقلب انقلبوا إليه..
تـدبرت:
قال عمر بن عبد العزيز : إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما.
سمعت:
نماذج من الخواء الروحي و العقلي:
1- لجأ طفل مكسيكي إلى أن يلصق نفسه في الفراش باستخدام الغراء لكي لا يذهب إلى المدرسة، وهو ما نجح في تحقيقه في نهاية المطاف رغم تدخل قوات الدفاع المدني. وكان الطفل، الذي لم يتجاوز عمره عشرة أعوام وهو من بلدة غوادا لوبي في ولاية نويبو ليون شمالي المكسيك، يسعى من وراء ذلك لعدم الذهاب إلى المدرسة يوم الاثنين عقب انتهاء عطلة أعياد الميلاد والعام الجديد. وحاولت والدة الطفل، وتدعى ساندرا بالاثيوس جونثاليث، معالجة الموقف وتخليص نجلها الذي التصقت يده اليمنى بالهيكل المعدني للفراش إلا أن محاولاتها باءت بالفشل مما اضطرها لطلب مساعدة الجيران. وبالرغم من تدخل قوات الدفاع المدني لتحرير يد الطفل، إلا أنه نجح بالفعل في البقاء في المنزل أمس كما كان يرغب. 2- قام شاب أميركي في الخامسة والعشرين من عمره بذبح صديقته، قبل أن يمزق جسدها ويبدأ في طبخ أجزاء منه، وربما يكون قد أكل بعض من لحمها. وبعد أن انتهى من تنفيذ جريمته، قام الشاب، ويدعى كريستوفر لي ماكوين، بالإتصال بالشرطة عبر رقم الطوارئ 911، وأبلغ عن قيامه بقتل صديقته جانا شيرير (21 عامًا)، ويقوم بطهيها في منزل والدته. وعندما وصل أفراد الشرطة إلى المنزل، الكائن بمقاطعة “تايلر” في ولاية تكساس الأميركية، عثروا أجزاء بشرية لجثة الفتاة، كما وجدوا أجزاء أخرى، من بينها أذنها، في إناء يغلي على النار. كما عثرت الشرطة على قطع من اللحم في طبق على طاولة داخل المطبخ، حيث يُعتقد أن القاتل قام بتناول أجزاء من جثة الفتاة، حسبما نقلت أسوشيتد برس عن قائد شرطة المقاطعة، جي بي سميث. ولكن السلطات قالت إنه ليس من المؤكد أن يكون ما كوين قد أقدم بالفعل على أكل لحم صديقته، حيث قال قائد الشرطة: “لم نستطع أن نثبت حتى اللحظة أنه قام بذلك”، مضيفًا قوله: “إنه ربما فعل ذلك ليجعلنا نعتقد أنه قام بذلك بالفعل.” وتعتقد سلطات المقاطعة أن القاتل ربما اختطف صديقته من منزلها في وقت سابق من مساء الجمعة، قبل أن يقدم على ارتكاب جريمته في وقت لاحق السبت. كما تعتقد الشرطة أن ماكوين ربما قام في وقت سابق بطعن صديق زوجته التي انفصلت عنه مؤخرًا، والذي يرقد حاليًا في أحد مستشفيات المقاطعة في حالة حرجة.
رأيــت:
ما حط الاستبداد بأرض إلا أقحلها و أقفرها و جردها من كل معاني الحياة، و بقدر ما يتفاقم هذا الاستبداد و يطغى بقدر ما تقفر تلك الأرض حتى يتركها قاعا صفصفا.. لا ترى فيع معالم حياة و لا حراك مجتمع.. و كما النزل و المطاعم لها نجوم أو شوكات بقدر جودة خدماتها و… فإن الاستبداد له دركات.. و دركة الاستبداد السفلى أي التي التحمت بالحضيض هي تلك التي لا يرتفع فيها صوت غير صوت المستبد، و لا يسمح للملايين على اختلاف ثقافاتها و أمزجتها و تكوينها أن ترى غير ما يرى المستبد، أو يقول المستبد أو يحس المستبد…فالأصوات كلها يجب أن تردد ما يحب المستبد، لكن هنا دركات أخرى أهون من هذه..إذ المستبد فيها يسمح –كرها أو طوعا- أن يقول البعض من – رعاياه- ما لا يحب و لكن في كل الحالات فإن المستبد يفعل ما يحب هو ..و ارتبط الاستبداد بالأنظمة العسكرية، لكن هذا لا يعني أن كل عسكري مستبد بالضرورة… لكن الشاذ يحفظ و لا يقاس عليه… فهل يمكن أن نقيس “سوار الذهب” العسكري السوداني بزملائه العرب المستولين على السلطة في بلدانهم بطريقة أو بأخرى (باستثناء الديمقراطية)… و لعل من مظاهر الاستبداد الأشد غباء الفوز في ” مسرحيات الانتخابات ” ب أكثر من 90 في المائة في شعب تعددت مذاهبه و تنوعت تركيبته، و اختلفت ثقافته… و من مظاهر هذا الاستبداد كذلك الآف العديدة من الجمعيات و المنظمات التي تغرد كلها كالغربان داخل السرب معيدة ما يشتهيه المستبد… و بداية تصدع قلعة الاستبداد تتمثل في الخروج عن هذه الجوقة المقيتة…و هنا يبرز الحراك الذي يعيشه الشعب المصري و هو و لا شك يرزح تحت نير حكم استبدادي بامتياز…و دعنا هنا من الحديث عن القضاة في مصر و المحامين و الصحفيين و غيرهم من طلائع شعب مصر.. لنتحدث عن نشاطهم الإلكتروني و مجموعاتهم العاملة في هذا الحقل و الذي امتد نشاطهم خارج الشبكة العنكبوتية إلى شبكة المجتمع المصري… فهذه مجموعة إلكترونية تنشط في الميدان الاجتماعي و أخرى في الميدان الصحي و أخرى في التعليم …. و هاكم صورة عما يقع هناك… لكن مثل هذه الأنشطة هل يمكن أن يسمح بها في دول أخرى… و لعل البعض يذكر في فياضات 1989عندما قدمت شاحنات محملة بالمؤونة مؤازرة للمتضررين من بلد شقيق منعت تلك الشاحنات قبل رفع العلامات التي تبرز الجهة التي قدمت تلك المساعدات… لمن من منا لا يذكر تلك المساعدات الأخرى الممهورة ب ‘هدية من الشعب الأمريكي- لا تباع و لا تبادل–
يا اخوة الخير، رجاء العلم بأنه بفضل الله ستتكلف جراحة استئصال كلية شروق خمسة آلاف جنيها مصريا وليس سبعة كما ذكرنا وأنه بفضل الله وصلت التبرعات لهذه الحالة الى 1935 جنيه مصرى أى ان المتبقى 3065 جنيه حتى الآن وأن الجراحة ستتم بمستشفى الهرم (التأمين الصحى…
1- مدرسة التجارة خدمات – بنات.. بالزقازيق.. بدأت الادارة بفصل الطالبات غير القادرات على دفع مصاريف الدراسة للتيرم الأول.. وسيُحرمن من دخول الامتحانات الأيام المقبلة.. ومصاريف الواحدة منهن لكل تيرم 120 جنيه مصرى.. أى 240 للعام الدراسى.. فهل نجد بيننا من يرغب فى مساعدة هؤلاء الطالبات لحمايتهن من الفصل والحرمان من دخول الاختبارات المدرسية؟؟ نأمل فى دفع مصاريف العام كاملا لكل طالبة.. وعددهن 20اجمالى المطلوب 4800 جنيه مصرى
2- لجنة زكاة أم القرى – المشهرة برقم 3095 تتبنى حاليا عدد 4 عرائس فقراء .. تحتاج لكل واحدة منهن حوالى 1000 جنيه مصرى لاستكمال شراء ما ينقصهن.. .. اجمالى ما نحتاج اليه لهذا البند.. 4000 جنيه مصرى
3- مستوصف طبى .. تابع لجمعية تنمية المجتمع – المسجلة بوزارة الشئون الاجتماعية برقم1381 لسنة 1969 – باب الشعرية – يحتاجون لجهاز فيديو برنتر لسونار ماركة فيكودا دانشى.. تكلفة الجهاز حوالى 4000 جنيه.. مع العلم ان المستوصف يعالج المرضى الفقراء مجانا.. بارك الله لكم.. فمن يرغب فى المساهمة فى هذه الصدقة الجارية نكون شاكرين لكم
4- طفلة وُلدت بثلاث كليات.. وتتبول من فمها.. نحتاج لمعونة عاجلة جدا ولدت الطفلة شروق.. يتيمة الأب.. ذات الثلاث سنوات.. بثلاث كليات.. تسبب ذلك فى تلوث شديد بجسدها الضعيف.. كما انها تتبول من فمها.. نسأل الله العفو والعافية.. الطفلة تحتاج لاجراء جراحة عاجلة فى غضون أيام قليلة لاستئصال كلية من الثلاثة.. وأمها فقيرة جدا ولا تملك تكاليف الجراحة الطبيب المعالج للطفلة: د/ ماجد اسماعيل أستاذ الجراحة العامة وجراحة الأطفال بكلية الطب35712430..جمعنا لشروق، فى أقل من 8 ساعات، ولله الفضل والمنة، مبلغ 1170 جنيهالجراحة ستتكلف حوالى 7000 جنيه
قــرأت:
صمت الحملان وعواء الذئاب
كتب أ. سالم أيوب*
03/01/2008
الرقص مع الذئاب في البراري الموحشة أجاده الممثل الأميركي كيفن كوستنير في فيلمه الذي حاز على عدد من جوائز الأوسكار، لكن هل تحسن دول المنطقة هكذا رقصة مع الذئاب التي تحوم في المنطقة معلنة عن مواجهات عسكرية مع إيران بسبب برنامجها النووي؟
——————–
لا يتعارض رأيان في أن العام 2007 كان الأكثر تناقضاً بعد زلزال حرب الصهاينة لحزب الله في جنوب لبنان عام 2006، فقد كنا متيقنين من أن العدو الصهيوني سيقوم برد الاعتبار للجيش الصهيوني بعد ما عاناه على يد مقاومي حزب الله الذين لقنوا عنجهية الجيش الصهيوني المتمتع بأفضل العدة والعديد، حيث تتحطم الثقة والاعتداد على سفوح مارون الراس وعيترون وباقي الضيع الجنوبية المتاخمة جداً للشريط الأزرق.
التناقض جاء من خلال عدم ترجمة توقعاتنا السياسية والعسكرية التي كان مخطوطاً لها أن تعصف بالمنطقة بدءاً من الضفة الشرقية للخليج العربي وانتهاءً بالشريط الساحلي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. والمنجمين ـ وهم كذبة ـ
لم تصدق رؤاهم للعام المشرف على الأفول، فقد ذهبوا بعيدا، كما ذهبنا نحن أيضا، بتوقع أن حروبا تكتيكية بل واستراتيجية أيضا سوف تندلع في منطقة الشرق الأوسط في رؤى أنها آخر الحروب التي ستحدد مصير المنطقة من خلال التبعية والتسيد لأي طرف من المتصارعين الإقليمين وبالتأكيد نحن كعرب لسنا احدهما لأننا كيفما انقلبت الأمور فنحن الخاسر الأكبر للأسف.
مازالت الخسارة العربية مطروحة مستقبلا مع الولوج القريب جداً لعام 2008، فنحن لم نستغل الفرصة التي أجلت القدر المحتوم للعام القادم كي نعمل على تجسير الهوة التي تعصف بأنظمة الدول العربية كي توحد صفوفها أمام المد الصهيوإيرانية على المنطقة. ولازالت أنظمتنا الحاكمة تتلذذ بدور الحاكم والعبيد والإقطاعية وتجهيل الأجيال بمنعها من التعاطي بالسياسة، بل تلك الأنظمة لا تكل عن تزوير الأحداث والوقائع وتقلب الصورة لتشويه المشهد فتتحطم بذلك القيم المجتمعية ويشوه الموروث الاجتماعي في سبيل زعزعة الإيمان بالدين.
إن الذئاب تعول كثيرا على العواء كي تعلن لباقي الجيران أنها تمتلك هذه البقعة من الأرض وعلى أنها عازمة على أن تدافع عنها ضد أي هجوم أو اقتحام يقوم به أي قطيع من الذئاب القريبة من منطقة نفوذها، فالذئاب تعوي بشكل منظم كل ثماني أو عشر ساعات وتستطيع سماع هذا العواء على مسافة كبيرة جدا تصل إلى عشرة كيلومترات إذا كانت الظروف مناسبة أما مسألة ترك الرائحة فالذئاب تحدد مناطق نفوذها مثل باقي الحيوانات المفترسة لكن إذا صادفت رائحة غريبة على منطقة الحدود فإنها تستدل على وجود قطيع آخر ترك رائحته ليعلن عن حدود نفوذه.
الرقص مع الذئاب في البراري الموحشة أجاده الممثل الأميركي كيفن كوستنير في فيلمه الذي حاز على عدد من جوائز الأوسكار، لكن هل تحسن دول المنطقة هكذا رقصة مع الذئاب التي تحوم في المنطقة معلنة عن مواجهات عسكرية مع إيران بسبب برنامجها النووي؟
حرب الخليج الرابعة إن وقعت، لا قدر الله، ليست كمن سبقها من الحروب، فإيران ليست العراق ونظام الملالي ليس كنظام البعث البائد، والشعب الإيراني ليس كالعراقي، وكل ما يمكن وصفه في جملة المفاضلة والاختلافات بين إيران والعراق يرتكز على أن الأولى تنسج حروبها على منوال المرجعية العقائدية أما الثانية فقد كانت عسكرتارية نظامية افتقد عسكرها الإيمان بالوطن وذهبت إلى تأليه الفرد، فضحوا بالفرد والوطن.
والحملان إن تفرست .. صمتت!! فلا يملك الصغير الضعيف إلا الصمت ومع ذلك يجبر على الرقص مع الذئاب، ولهذا فإنَّ الحرب القادمة مدمرة والمنطقة لا تحتملها وهذا الأمر لن يضر المارد المتفرد في مصير العالم؟! فهو يحتضر بعد مغامراته التي ضلت حساباته الطريق الصواب، والطريقة البوشية فشلت بالإمساك في زمام الأمور ولم تبطل حروبها صواعق “الإرهاب” في العالم، بل على النقيض نري الإرهاب “الجهاد” يتمدد فكريا والعنف الفعلي هو مسألة زمن لا أكثر كي يعم مناطق شتى.
ليس هذا فقط بل نحن مقبلون على صراع أقطاب جديد سيدخل العالم في أتون الحرب الباردة وتجاذباتها الدولية. اللعب مع إيران كاللعب مع النار المختبئة تحت الرماد إن قررت أميركا الهجوم عليها بأساليب الحرب التقليدية من قصف وتدمير. في حين أن رئيس أمريكا جورج بوش بإمكانه حسم الموقف العسكري بإبادة إيران وملاليها بالسلاح النووي.
آثار حرب إيران إن حصلت:
هناك سؤال مهم وهو: ما الذي يترتب على حرب إن حدثت تقوم ضد إيران بطريقة لا تقليدية؟ والمتوقع أن يكون: وضع اللبنة الأولى في طريق حرب عالمية نووية قادمة بين الأقطاب الكبيرة ـ صعوبة لجم الدول الأخرى عن امتلاك السلاح النووي ـ فتح شهية الروس والصينيين لتسوية عدة إشكاليات تؤرقها مع بعض الدول والمطالبة بها ـ إصدار شهادة وفاة رسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة وفي ذيلها مجلس الأمن ـ دمار بيئي كبير في المنطقة ـ تضعضع ثقة العالم بالأميركي ـ وأمور أخرى تترتب على هذا الفعل. إذاً، كيفما لعبت إدارة بوش مع ملالي إيران، فالحملان خاسرون ، ولعنة الخام الأسود، التي زرعت إسرائيل في المنطقة وفتحت شهية شركات نفط العم سام، تقف سدا منيعا أمام استفادة شعوب المنطقة من التنمية الاقتصادية والبشرية التي ترافق الوفرة المالية جراء صعود أسعار النفط في العالم. وعليه فما الذي يضير العالم أو المنطقة إن امتلكت إيران التكنولوجيا النووية أو سلاحها؟! فتلك هي إسرائيل التي في جعبتها ما يفوق 300 رأس نووي، ماذا فعلت بها؟! فالحجة الأميركية ليست إيران ونوويها بل عدم بروز قطب إقليمي آخر ينازع إسرائيل وأميركا على مقدرات المنطقة. النفط هو علة العلل والمنطقة قادمة على حفلة تشرذم جديدة ضمن حلقات تفتيت المفتت الذي اسمته كونداليزا رايس بالشرق الأوسط الجديد وصوت عليه مجلس الشيوخ “الديمقراطي”، بغالبيته، بالموافقة على تقسيم العراق. وعلينا أن لا نُخدع بعدم موافقة الإدارة الأميركية الحالية على ذلك فهي استراتيجية تنتهجها السياسات العليا في واشنطن على الدوام. فالحزب الجمهوري إلى أفول والإدارة الأميركية الجديدة القادمة إلى البيت الأبيض هي للديمقراطيين وقد عبرت عن أجندة سياساتها العالمية عبر التصويت على تقسيم العراق، وبذلك ستكتسب ثقة الشركات الكبيرة الخمس أو الست التي تحكم من السراديب السفلى الولايات المتحدة الأميركية، ويكاد يكون الجمهوريين والديمقراطيين بيادق تتبادل بإداراتها الحاكمة في واشنطن مهام الإطباق على مصادر الطاقة في العالم، ورسم السياسات المالية العالمية وتحطيم اقتصاديات دول على حساب أخرى وهذا كله من خلال اذرع المؤسسات الدولية.. كالبنك الدولي أو النقد الدولي ووكالة الطاقة الذرية ومجلس الأمن وحقوق الإنسان ومنظمة العدل الدولية وتطبيق الديمقراطية في دول العالم النامي وكلها مسخرة في خدمة أميركا وشركاتها لتحطيم دول واحتلالها أو إرهابها. ولإكمال المخططات الأميركية في المنطقة فإيران هي الحجة الجديدة، وإن لم تعرقل أو تبطل “الملالي” المشروع الأميركي القادم، فمن سيكون كبش الفداء القادم للأميركان بالمنطقة.
* باحث وكاتب فلسطيني.
نقلــت:
تمويل الإرهاب؟؟ الرقابة على الإنترنت؟؟
قضية تي-شيرت الإرهابية:
رمزية هذه القضية التي عرفت خاتمتها أمام العدالة في كوبنهاغن بعد ما شدت إليها الصحف أكثر من ثلاثة أشهر… بائع لحم مفروم له من العمر 56 سنة و مدرس و موظف و بائع آلات ناسخة و موله بالإعلامية طالبين اتهموا بإرادتهم تمويل الإرهاب..هم أعضاء في منظمة “مناضلون + محبون” هؤلاء الدانمركيون السبعة الذين رأوا التشجيع – عبر الانترنت-على شراء تي-شيرت تحمل علامات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و القوات المسلحة الثورية في كولومبيا…
دعـاء:
إلهي: ما بدأت به من فضلك فتمّمه، و ما وهبت لي من كرمك فلا تسلبه.. و ما سترته عليّ بحلمك فلا تهتكه، و ما علمته من قبيح فعلي فاغفره..إلهي:استشفعت بك إليك، و استجرت بك منك… أتيتك طامعا في إحسانك راغبا في امتنانك، مستسقيا وابل طولك، مستمطرا غمام فضلك، طالبا مرضاتك، قاصدا جنابك، واردا شريعة رفدك، ملتمسا سنيّ الخيرات من عندك،وافدا إلى حضرة جمالك،مريدا وجهك، طارقا بابك،، مستكينا بعظمتك و حلالك، فافعل بي ما أنت أهله من المغفرة و الرحمة و لا تفعل بي ما أنا أهله من العذاب و النقمة برحمتك يا أرحم الراحمين… ( منقول ..)
(المصدر: مدونة الصحفي المنفي داخل وطنه عبد الله الزواري بتاريخ 9 جانفي 2008)
رسالة إلى مرشحي القائمة المستقلة “البديل النقابي”
السادة والسيدات مرشحو القائمة المستقلة “البديل النقابي” ناجي البغوري، سكينة عبد الصمد، منجي الخضراوي، نجيبة الحمروني، عادل السمعلي، كمال الدايخ، ثامر الزغلامي، عادل البرينصي، عبد الرزاق الطبيب [المقصي بموجب شرط الـ 10 سنوات ]
أجمل التحيات وأطيبها،
لقد تسلمت نسخة من برنامجكم الانتخابي واطلعت على مختلف النقاط الواردة فيه. وقبل أن أقدم ما لدي من ملاحظات واستفسارات، أتوجه لكل أعضاء القائمة المستقلة “البديل النقابي” بخالص عبارات الشكر على هذا البرنامج الطموح راجية التفكير بجدية ومن الآن في الآليات التي يمكن أن تضمن تحقيق وعودهم للصحافيين وليصبح هذا البرنامج الانتخابي برنامجا للعمل يتجاوز المناسباتية (المؤتمر التأسيسي للنقابة) إلى الاستمرارية والمداومة (الممارسة النقابية اليومية).
1. شكرا لكم لأنكم ضمنتم قائمتكم أسماء نسائية واعترفتم بأن الصحافية جزء من العمل النقابي كما هي جزء من القطاع وفاعل أساسي فيه (رغم عدم التوازن ولكن أحسن من لا شيء)
2. ذكرتم أن برنامجكم يستند إلى رؤية واقعيّة، غير أن المطلع عليه يلاحظ أن معظم النقاط الواردة فيه تعبر عن طموحات وأمال كلها مرتبطة بأطراف وجهات أخرى من الضروري أن تتفاعل معها وتوافق على تحقيقها لتكون قابلة للتحقق فعلا ؟؟ كما أن هذه المطالب تحتاج إلى التفاف من الصحفيين لأسباب جماعية ومهنية تهم القطاع ككل وليس لأسباب فردية شخصية أي تسوية وضعيات مهنية خاصة مثلا…
3. أعبر عن استيائي الكبير عن إقصاء الكفاءات الشابة من القوائم الرسمية المرشحة (إقصاء عبد الرزاق الطبيب الذي قد يكون المرشح الوحيد الذي يمثل كل الصحافيين الذي تخرجوا بعد سنة 2000. إن شرط العشر سنوات فيه الكثير من الضيم لفئة كبيرة من الصحافيين الشبان يمثلون نسبة هامة من الصحافيين في تونس وعددهم في ارتفاع مستمر بسبب ارتفاع عدد الخريجين من سنة إلى أخرى.
4. بقيت جل المطالب الواردة في البرنامج الانتخابي عامة وغير محددة (مثال : “الترفيع في الأجور” دون ذكر حد أدنى على الأقل، “حق الصحافي في التمتع بنسبة من الأرباح ومداخيل الإشهار دون تحديد لهذه النسبة”…)
5. من النقاط الواردة في البرنامج والتي أثلجت صدري تلك المتعلقة بـ : (*)التصدّي لتهميش الكفاءات الشابّة ووضع حدّ لاستغلالها المادّي والمعنويّ (*)التصدّي لكافّة أشكال التمييز ضدّ المرأة الصحفيّة، سواء على مستوى الممارسة الصحفيّة أو الحقّ في الترقية وتحمّل مسؤوليات التحرير. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو “كيف سنتصدى؟؟” ولعله من الواجب العمل قبل ذلك على إعلان و إظهار هذه الممارسات التمييزية ضد الشبان والنساء والكشف عنها، لأن هذه الممارسات موجودة ولكنها غير مثبتة.
أرجو لكم التوفيق والنجاح والفوز
وتقبلوا خالص عبارات الاحترام
سلوى غزواني
0021622603184
saloua_ghazouani@yahoo.fr
salouaghazouani@gmail.com
ورقة التوت
حلمنا أن نصير….. سامي الحاج!!!!
نصر الدين بن حديد
nasrbenhadid@yahoo.fr
إذا اعتبرنا أنّ بالحلم يحيا الإنسان وفي الواقع يعيش، يكون من حقّ الفرد أن يمتلك «بنك أحلام» و«صندوق مال» ليتمكّن من مواصلة الحياة وشقّ الطريق بين الموجود والمنشود.
يمكن أن نخصّص السؤال، ونحصره ضمن جمهور الصحفيين لنسأل بماذا يحلم الصحفي وأيّ حياة يريد؟ الجواب يحتاج قطعًا إلى استبيان ومن ثمّة يكون العمل من خلال كمّ الأجوبة وحجم ما أثار هذا السؤال في النفوس، لكنّ الأكيد والقطعي هو أنّ الصحفي هو ذلك الإنسان الحالم ـ في الآن ذاته ـ ببعض الحساء الدافئ في هذا الشتاء القارص وأيضًا بالقدرة على تغيير العالم أو ربّما «إصلاحه»، حين يحسّ الصحفي أنّه «مسؤول» عن إدارة العالم وتصويبه نحو الطريق الصحيح..
الثابت أكثر وما لا يقبل الجدل، هو أنّ حياة الصحفي لا معنى لها بدون الحلم، الذي يشكّل الوقود الأوّل والأساسي للعمل، وأيضًا ذلك المنشّط الذي يمكّن من تجاوز التعب وتخطّي حدود القدرة البشريّة وتقديم ذلك العطاء الذي يثير العجب والإعجاب…
يحلم الصحفي في كبرى الصحف العالميّة بتأليف كتاب قد يروي فيه ما لم يستطع غيره الوصول إليه، أو تأليف مقال وإعداد تحقيق ينتقل من أجل هذا أو ذاك بين منطقة القبائل الباكستانيّة وأدغال كينيا، في قناعة أنّ المعلومة مهما غلت تأتي رخيصة أمام الواجب…
يحلم الصحفي في قناة الجزيرة بالبروز والظهور وتحقيق سبق كمثل ما كان للزميل تيسير علّوني ـ فكّ الله أسره ـ حين حاور أسامة بن لادن…
كاتب هذه الأسطر طرح سؤال الحلم على بعض الصحفيين، فأتى الجواب من أحدهم في غاية الطرافة والخطورة أيضًا… أجاب الزميل في جديّة ووثوق أنّه يحلم بأن يكون كمثل زميلنا سامي الحاج ـ فكّ الله أسره ـ وأن يصير إلى معتقل غوانتنامو، وعند إعلامه أو بالأحرى تذكيره أنّ زميلنا يتعرّض إلى التعذيب وأبشع أنواع التنكيل، لم يرد زميلنا ضمن منطق أنّ سامي الحاج في سجن أصغر ونحن في سجن أكبر، ولم يعلن أنّه يتعذّب مرّة ونحن نتعذّب مرّات عديدة، بل قال أنّ زميلنا ـ رغم كلّ هذه العذابات ورغم كلّ ما يكابد ـ يحمل في قلبه بعض الرضا والكثير من الطمأنينة بأنّ عائلته في أحسن حال وأرفه عيش…
لم يقاوم زميلنا نظرات التعجّب التي بدت على الوجوه وقال لنا في حنق شديد، هل من عذاب أشدّ من عجز الأب عن توفير حاجيات أبنائه ووقوفه في لا حول له أو قوّة؟؟؟ الأكيد أنّ قناة الجزيرة تصرف لعائلة سامي الحاج أجره وما يفوق الأجر وأنّ المشرفين والصحفيين يداومون الاتصال بزوجته وأبنائه للسؤال عن أحوالهم والاستفسار عن أيّ مطلب…
زميلنا لخّص في هذا الحلم السريالي العبثي حلم الصحفي في هذه البلاد، أو هو بالتأكيد حلم الغالبيّة الغالبة منهم، الذين حطّموا الأرقام القياسيّة في سرعة العدو وراء «الخبزة» التي صارت أمرّ من العلقم، حين تتوفر…
من الخطير أن يصير أمر الصحفيين إلى هذا الوضع، ومن الأخطر أن يكون هذا الهاجس على رأس الهواجس…
الصحفي ـ زميلنا ونحن معه ـ نحسّ بالغبن وقد ننظر إلى أنفسنا نظرة تتوزّع بين الاحتقار حينًا والشفقة أحيانًا، حين نحسّ بما يكمن في دواخلنا من طاقة هائلة وقدرة على الدفع نحو الأفضل، وقد بقيت هذه القدرة معطلّة ومحبوسة وقد أتى القدر وجعل هذا الحبس مدى الحياة…
قد يفرح البعض حين يسمع عن صحفيين يعملون، أو بالأحرى يتقاضون مرتّبات ـ جيّدة قياسًا بغيرهم ـ دون أن يطالبهم أحد بالكتابة أو تقديم المقابل، لكنّ الأكيد وما لا يقبل النقض، يكمن في ذلك الشرخ الذي شقّ نفوس داخل هؤلاء وذلك السرطان الذي زحف على ما يحملون من أمل وما يحلمون به…
طلب رسمي رقم 1: على قناة الجزيرة انتداب جميع الصحفيين دفعة واحدة؟؟؟
طلب رسمي رقم 2: على الجيش الأمريكي أن يلقي عليهم القبض، وله أن يصوغ ما شاء من التهم…
سؤال يطرحه البعض: من سيشغّل الصحافة في تونس حينها؟
جواب لا يحتمل النقض: الصحافة في تونس لم تعد في حاجة للصحفيين، إنّها تعمل بقدرة قادر… آمين رب العالمين…
(المصدر: مقال صدر في ركن ورقة التوت، على صفحات أسبوعيّة «مواطنون»، عدد 44 بتاريخ 9 جانفي 2008)
تونس “الثكنة”
أهدي هذه الخاطرة إلى الإخوة المبتلين من أبناء تونس الجريحة، وعلى رأسهم الأخ أحمد بوعزيزي والأخ محمد صالح قسومة.
لا زلت أذكر السرادقات التي تقام للنّواح والتعازي التي تقيمها العائلات الرّيفيّة شمال البلاد التونسية عندما يُدعى أحد أفرادها إلى الخدمة العسكريّة. وقد كان الشيخ (العمدة الآن) يبذل قصارى الجهد بمعيّة النّاظر (وهي شخصيّة توفيقية يختارها أهل القرية عموما) لاقناع تلك العائلة بأنّ الانتداب لم يعد للعمل ضمن جيش الحماية الفرنسية، التي “حمت” البلاد رسميّا من سنة 1881 حتّى سنة 1956 تاريخ الاستقلال الدّاخلي، بل هو واجب مقدّس يُحظى فيه المُجنّد بالتدرّب على القتال من أجل الدّفاع عن حُرمة الوطن، ويتشرّف خلاله بتحيّة العلم رمز السيادة الوطنيّة ومظلّل الشعار الثلاثي للدّولة التونسية (نظام – حرّية – عدالة)… وقد نجحت التوعيّة الصادقة في قلب المآتم إلى أفراح تتأتّى من شعور أولياء المدعوين إلى الخدمة بمساهمتهم في أنبل مهمّة وطنيّة، ألا وهي مهمّة الدّفاع عن الحياض وعن الحُرمات…
وأمّا الإطار التدريبي فقد كان في بداياته تقليديا يعتمد بالكليّة تقريبا على التجربة الفرنسية المنقولة بحذافيرها. فقد أخذت النّواة الأولى للجيش التونسي من الضبّاط وضبّاط الصفّ كلّ تعاليمها تقريبا عن الجندي الفرنسي الغازي. ما جعلها في وضعيّة يصعب التكهّن يومها بمردودها. ذلك أنّ الدّفاع عن الحرمات يفرض بادئ ذي بدء على المدافعين تنامي رغبة حيازة الحرمة الذاتية، إذ بتعاظمها لديهم تفيض الغيرة على أهل الوطن فيروهم أهلهم ويتحمّسون للدّفاع عنهم ببذل النّفس من أجلهم…
قلت لم تكن هذه الخاصيّة قد نمت لدى النّواة الأولى، بل كانت الأنا وحبّ الجاه، وتلميع الأكتاف بالرتب، وانتفاخ الأوداج، وسوء الأخلاق عموما، هي الغالبة على ورثة الغزاة. وأهلنا من قدامى العسكريين قد ملؤوا آذاننا – خلال فترة التواجد بالخدمة – بما يقلّل من نخوة هؤلاء لو عرفوا مدلول النخوة، وبما يرغّبهم في التخفّي لو علموا أسرار الستر (نسأل الله الستر)…
ورغم تطعيم الجهاز بالمتعلّمين والمثقّفين والذين فقهوا معنى الحُرمات والذين فهموا إشارات شوقي “إنّما الأمم الأخلاق…”، فقد كانت الورثة الفرنسية مسيطرة على الكثير من المجالات سيّما في مستوى القرارات والسياسات…
ولست اليوم هنا للحديث عن كلّ ما يتعلّق بهذا الجهاز المهمّ، ولكنّي فقط أردتّ التوقّف عند ظاهرة أراها قد استشرت في تونس وذلك منذ أن رضي التونسيون لأنفسهم حاكما قد طال بقاؤه بـالأمكنة التي أخذ منها الورثة العسكريون الأوائل عن المستعمر الفرنسي (وهو منهم) ما كرّه العسكر عموما للتّونسي السويّ. فالصّانع قد صنّع الكثير من مؤهّلاته – وهو في رئاسة البلاد – معتمدا على تجربته الأولى الموروثة من صاحب الحماية، ما جعله يكون هو أيضا حاميا. والصانع قد طبّق الكثير من فنون القيادة العسكريّة على البلاد، وهو يراها ثكنة تعجّ بالكثير من الأفراد الذين قد اختلفت مشاربهم وتعدّدت طموحاتهم… ففي الثكنة تجد الكثير ممّن حصر همّه وسعادته – “لطيبة فيه” – في التودّد إلى الآمر (الكبير)، وتراه يفعل ذلك مرّة بـ”النّصيحة” وأخرى بالوشاية وثالثة بالإصرار على المشاركة في اللعبة التي يعشقها الكبير ككرة القدم أو الورق أو الصيد، ورابعة بهديّة متواضعة بمناسبة رأس السنة قد تتمثّل في رقصة أو حتّى (عياذا بالله) تقضية ليلة، والكبير (إلاّ من أصلحه الله) يتواضع لهم كثيرا ولا يردّ لهم عرضا أبدا، فهو يقبل النّصيحة ويُخزّن الوشاية ويلعب الكرة والورق ويتصيّد بالصيد ويراقص نساءهم ويقضّي الليل معهنّ… وفي الثكنة تجد العناية كبيرة لدى “الورثة” بالنّادي (المبنى)، فهو رمز السيادة ووجه الثكنة كما القصر وجه البلاد، وهو ومكان الرّاحة وفضاء اللّقاءات الإنسانية التي تنمّى أواصر التعارف وتزيل الحدود وترفع الحرج وتفضح “المتزمّت”… وفي الثكنة يصرّ بعض الورثة على كسر شوكة “المتنطّعين” ممّن خالف السرب، فيثقلهم بالمهمّات الصعبة ويتعبهم بالنقلات التأديبية ويبخسهم في الأعداد السنويّة ويحرمهم من الوظائف التكوينية ويحاول الحدّ من لياقتهم العلميّة… وفي الثكنة يحفظ الصغار عن الكبير صلاحه أو فساده، فيصلّون إذا صلّى ويعدلون إذا عدل ويكفرون ويزنون إذا كفر أو زنى ويجهلون ويظلمون إذا ظلم، ويستغلّون نفوذهم في مرؤوسيهم إذا لمسوا في الكبير اعتناء بذاته وانصرافا إلى ملذّاته… وفي الثكنة أشياء أخرى كثيرة، لا أراها تختلف في شيء عن تونس اليوم، تونس “الثكنة”، التي يُعامَل فيها الرّافضون لفساد الصانع وحاشيته و”المتودّدين” معاملة لا يرضاها إلاّ من أخذ عن “الحماية” معانيها الأولى التي حرمت تونس الحريّة قرابة قرن من الزمن!…
عبدالحميد العدّاسي، الدانمارك
مناظرة التأهيل الجامعي مناظرة لتأهيل الكفاءات”العلمية؟” أم لتكريس وتأهيل الصداقات والمحسوبيات”العلمية”؟
مراد رقية اني الممضي أسفله،مراد بن البشير رقيّة، أستاذ مساعد بقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة،منتدب للعمل بالوظيفة العمومية منذ سبتمبر1977 ،تداولت على التدريس بالتعليم الثانوي ومعاهد تكوين المعلمين من1977 الى1991،ثم انتدبت بالتعليم العالي مع نشأة كلية الآداب بسوسة فكنت ضمن المجموعة الأولى من المدرسين بها منذ احداثها بمقر دار المعلمين العليا بسوسة.أنجزت شهادة تعمق في البحث عن”النظام الجبائي بوطن سوسة1676-1820″تحت اشراف الأستاذ توفيق البشروش،وأنجزت مبحثة عن”النظام التعاوني ضمن قطاع النسيج التقليدي بوحدات قصرهلال وصيّادة ولمطة/1913-1947″،وأصدرت عديد المقالات ضمن مجلات مختلفة(مجلة الآباء البيض،كراسات تونس، المجلة التاريخية المغاربية،المجلة العربية للدراسات العثمانية)نال أحدها اعجاب العلّامة الفرنسي أندري ريمون ويتعلق بمدينة القيروان في الفترة الحديثة.سجّلت موضوعا لأطروحة دكتوراه الدولة عن مراكز القوى اليهودية بأوطان الساحل ،ثم سرعان ما تخليت عنه لتزاحم الأعباء التدريسيةوصعوبة الانجاز في الحيز الزمني المطلوب،ثم بعد احداث “مناظرة التأهيل؟”سعيت مثل غيري من الزملاءل”تجربة حظي؟” في اجتياز هذه المناظرة بالملف المقتبسة أساسا من المنظومة الفرنسية ،لكن الفارق بين الأصل والنسخة ،أن في النسخة الأصلية يكون الارتقاء”آليا” بعد توفر شروط الأقدمية والـتأليف والانتاج العلمي(دون تدخل لعوامل خارجية؟)،أما في النسخة التونسية فان الأمر يحتاج الى ملف لاتقل صفحاته عن المائتين والخمسين صفحة(مطبوعة وليست مرقونة لأن الطباعة أمر هيّن ومتاح عندنا؟)يتوزع بين الدراسات والمبحثات والمقالات(التي يجب أن تصدر عن مجلات أجنبية فرنسية أو انقليزية،أو ايطالية واسبانية)لأن المجلات التونسية وخاصة المجلة التاريخية المغاربيةأو المجلة العربية للدراسات العثمانية الصادرتين عن مؤسسة التميمي والتي تعامل معها”مشايخ البحث التاريخي” في تونس والأجيال المتعاقبة ليست مصنفة ضمن المجلات “المعتد بها”وهذا قمة النفاق والرياء”العلمي؟ لكن هذا “الزاد أو الرصيد العلمي” يعتبر غير كاف وغير مقنع وغير جدير وحده للارتقاء بصاحبه من صنف “الرعية” المكون من المساعدين والأساتذة المساعدين،الى صنف”أهل الحل والعقد”أوالصنف”أ”المكون من المحاضرين والأساتذة لأن الأمر يحتاج الى مباركة “وسيط علمي” مثل الوسطاء الذين نجدهم في العقارات،أو في القمارق لربط الصلة بين”المريد الجديد” وأحد”مشايخ البحث العلمي”لتبني “موهبته العلمية” تماما مثل”هواة الغناء والطرب”من الذين يحتاجون الى”كفيل أو راع”يضمن لهم المرور حتى ان لم تتوفر فيه سوى الملامح الخارجية التي يكفي في كثير من الأحيان مع”صوت متوسط أو حتى رديء” لاجتياز التصفيات والانتقال الى الأضواء؟؟ ان”مناظرة التأهيل الجامعي” في قطاع الانسانيات تحديدا(لأن عديلتها في العلوم الصحيحة تحتاج الى ملف من ستين صفحة فقط)تقترن بارتكاب تجاوزات وممارسات يعيبها الجامعيون على شرائح المجتمع(باعتبارهم الصفوة والنخبة الساعية لتكريس الحقوق واعلاء شأن دولة القانون)ويمارسونها علنا وفي الكواليس على السواء ،وفي جلساتهم المضيقة التي يقررون فيها مصير”ملفات التأهيل”من قبل دراستها ومعرفة محتوياتها وتقييمها”علميا”من ذلك اتفاق المنضوين ضمن “شبكة متجانسة”على اختيار المقررين وعلى توزيع الأدوار والبت في مصير الملفات حتى قبل أوان”نضوجها” فيعرف مصير”المترشح السعيد المدعوم” أو المترشح المنكود الحظ غير المدعوم مسبقا ويبقى الاعلان عن النتيجة شكليا وفي اطار”ممارسة السيادة العلمية؟”التي لا راد لقرارها لا الارادة الالاهية ولا محكمة لاهاي الدولية؟؟؟؟. لقد شهد أكثر من شاهد من أهلها أي “أعضاء اللجان” في مستوى جامعات تونس(9 أفريل،منوبة)وحديثا في مستوى سوسة(الملحقة بدوائر القرار المركزي)بأن الوضع داخل اللجان السيادية المكلفة بالتأهيل أصبح بائسا متعفنا كريها لأنها أصبحت لجان لتأهيل الصداقات والمحسوبيات وتكريس”الزبائنية العلمية” حبّ من حبّ وكره من كره،الا أن مثل هذه التصريحات هي للاستهلاك المضيق”الحميمي” لأن الاصداع بها في العلن يجر على صاحبه من أعضاء اللجان الويل والثبورواللعنات بأنواعها لتسريبه “أسرارا سيادية؟”وينال متداولها أو مروجها في الصحف من أمثالي الوعيد بالانتقام السريع والأكيد من الزملاء ومن سلطة الاشراف التي حاولت مكاتبتها في الأمر فاتهمت بالتطاول على هيبة الجامعة(التي اكتشفت بعد ستة عشر سنةأنني لاأنتمي اليها؟)والمس بوقار ومصداقية الزملاء(المتفانين في خدمة الصالح العام؟)فجنيت من وراء ذلك استجوابا وانذرا وهددت بالفصل ان لم أستكن وأرضى بالأمر الواقع الرهيب الذي أصبحت له”سلطة القانون”؟؟؟ وقد قمت في ذات الاطار بمراسلة”شيخين من شيوخ البحث”من الذين يحملون رتبة”أستاذ متميز” علهما يتدخلان لاصلاح الوضع وتصويب الاخطاء فلم يحركوا ساكنا خشية الاستغناء عن خدماتهم ذلك أن “المدينين لهم بالفضل” في سالف الأيام أصبحوا”مشايخ” بدورهم وتفرعنوا وخرجوا عن طوعهم فحتى الذي حاول التمرد والدعوة الى التحلي بالحكمة وتجنب المحظور تعرض للاهانة والتطاول من قبل “مريده” السابق فاستكان و”أهّل” ورضي بالأمر لأن المهم هو ليس التحلي بالحكمةوصيانة الحقوق وتجنب الوقوع في الخطأ بقدر ماهو البقاء في الصورة والتمتع ببعض الوجاهة”ولو الى حين” ونيل التكريم ولو على حساب الضمير؟؟؟ وقد طالبنا سلطة الاشراف بوضع حد لكل هذا وذاك من خلال تطبيق الصيغة الفرنسية لأنها الصيغة الأصل “غير الملوثة” لأنها لاتقترن بالتجاوزات،فرفضت واعتبرت أن ليس بالامكان أحسن مما كان،والغريب العجيب ،المضحك المبكي أن العديد من”مشايخ البحث”من”أهل الحل والعقد”وزعماء الطرق”لايترددون”ايمانا منهم بعلوية القانون”وتكريس سيادة الحقوق في امضاء العرائض المختلفة وهم أول الساعين الى دوس الحقوق وامتهان القانون وتكريس الزبائنية؟؟؟ نشكر لكم تعاطفكم وايمانكم بسخف هذه الوضعية البائسة
الشباب في تونس و الشأن الثقافي
عديدة هي و متنوعة مصادر الثقافة في بلادنا، من الكتاب الثقافي و المجلات و البرامج التلفزية والإذاعية التي تعنى بالثقافة، إلى ما يقدم من ندوات ثقافية و فكرية عن طريق المنتديات أوالجمعيات الثقافية، إضافة إلى ما توفره التقنيات الحديثة كالأنترنات والأقراص المضغوطة من ثقافات مختلفة المشارب، و غير ذلك كثير، كل هذا يضاف إليه ما رصدته الدولة طوال السنوات الفارطة من اعتمادات خصت بالشأن الثقافي في تونس، إلى جانب ما تم تخصيصه من أموال لصالح وزارة الشباب و الثقافة و المحافظة على التراث لسنة 2008 ، تقدر ب133.495 مليون دينار، بزيادة قدرها 11.541 مليون دينار عن السنة الفارطة 2007 ، علاوة عن التنامي الملحوظ لعدد دور الشباب و الثقافة و المقرر أن يصل إلى303 سنة 2011 ، مقابل 293 وحدة سنة 2007. موازاة مع هذا النسيج الثقافي المتنوع و الهام في البلاد التونسية، فإن العديد من المثقفين والقائمين على النوادي أو المنتديات الثقافية، يقرون بقلة اقبال الشاب التونسي على الشأن الثقافي، باستثناء قلة من فئة الشباب و الملمة بالحقل الثقافي، لكن بخلفية سياسية و حسب المختصين فإن هؤلاء أكثر تهيؤا من غيرهم للانشغال بالثقافة. في الحقيقة مظاهر عزوف الشباب في تونس عما هوثقافي فكري بارزة للعيان، من خلال ضعف اقبال هذه الفئة على ما يقدم من ندوات فكرية، إذ نجد أحيانا في لقاء فكري ما مجموعة من الشبان لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة فقط، في حين يتجاوز عددهم 60 ألف في مباراة لكرة القدم، هذا إضافة إلى عزوف تلامذة المدارس الإعدادية و المعاهد الثانوية عن النوادي الثقافية حتى أن العديد من المؤسسات التربوية علقت هذه الأنشطة، و بالنسبة للكليات فإن نوادي الرياضة هي الأكثر نشاطا و اقبالا، و في أحسن الحالات نجد إلى جانبها نادي الموسيقى ونادي الشعر، أما فيما يخص دور الشباب و الثقافة في بلادنا، فإن لم تكن مغلقة معظم أيام الأسبوع، فإن أغلب أنشطتها تقتصرعلى الموسيقى والأنترنات، و لا غرو في ذلك مادام شبابنا مستعد لدفع تذكرة ب 30 دينار و حتى أكثر، من أجل مشاهدة فستان هيفاء وهبي الشفاف و رقصتها المائعة مع ملاحقة صورها و آخر أعمالها هي و غيرها من الفنانين على الفضائيات و مواقع الواب. رغم ما يقال عن أن عزوف الشباب عن الشأن الثقافي، يكاد يكون ظاهرة عالمية بسبب سيطرة النزعة الاستهلاكية على سلوك الشرائح الشبابية في مختلف دول العالم، والتي تدعمها مؤسسات رأسمالية عملاقة تسعى دوما لتسويق و ترويج بضاعتها الترفيهية بشتى أساليب الدعاية، المخاطبة للغرائز و المؤثرة على النفوس، رغم ذلك فإن العديد يحمّل قسطا من المسؤولية، للسياسة الثقافية المتبعة في بلادنا، والتي لا تدعم بالقدر الكافي الثقافة الجادة، أو تدعم مجالا ثقافيا معينا على حساب آخر قد يكون أكثر أهمية، رغم الإمكانيات الهامة المتاحة و الكفاءات القادرة على توفير ثقافة عقلانية، من هذا المنطلق لا توجد رقابة كافية على برامج وسائل الإعلام منها الرسمية، و ما تقدمه من هالات و دعايات لنجوم الغناء والكرة، لتجعل منهم مثلا أعلى، فحتى الفضائيات العربية عامة و التونسية خاصة، و التي تلعب أو تحظى بالدور الأكبر في التأثير، فإن برامجها المتصلة بالمسألة الثقافية قليلة، مع بثها في وقت متأخر من الليل، بينما تستأثر البرامج الغنائية و الفنية الشغل الشاغل لقنواتنا، بالحيز الهام و التوقيت الاستراتيجي. هذه السياسة الثقافية لا يمكن لها إلا ان تخلف شبابا مهمشا مسطح الاهتمامات، يسهل التأثير عليه من قبل فضائيات منغلقة، تروج لثقافة العنف و التزمت، كما تجعله عرضة للانسياق وراء تيارات الانحراف و الميوعة، التي تبثها وسائل إعلامية متعددة الأساليب و الوسائل و اللغات. لا شك أن للأسرة دور كبير في تكوين ميولات الشباب و اهتماماته، بحيث تمثل الركيزة الأساسية التي تتبلور على أساسها شخصية الفرد، وبالتالي فالأسرة التي يضعف فيها اهتمام الأبوين بالثقافة، لا يمكن إلا أن تعمق سلوك اللامبالاة في أبناءها، تجاه كل ما يتعلق بالِشأن الثقافي، و من الأدلة على ذلك ما يلاحظ من عزوف الأولياء عن اصطحاب أبناءهم إلى معارض الكتب او فضاءات المسرح و السينما، في حين لا يتخلفون عن اصطحابهم إلى البحر خلال عطلة الصيف كلما سمحت الفرصة، باستثناء عدد قليل من الأولياء الذين ينقلون إلى أبنائهم الاهتمام بشتى التعبيرات الثقافية. أما المدرسة سواء في مستواها الابتدائي أو الثانوي أو الجامعي فهي لاتقل أهمية عن الأسرة في الارشاد و التوجيه، فدورها على ما نلحظه يتركز أساسا على تقديم الدرس للتلميذ أو الطالب أي الاكتفاء بالجانب المعرفي و التعليمي دون الجانب الثقافي، فلم لاتجعل من أولوياتها إلى جانب ذلك، حث الشباب التلمذي و الطلابي على الاهتمام بكل ما هو فكري و ثقافي، وهو ما من شأنه أن يحقق الإرتقاء بمستويات أبناءنا، وبالتالي بمؤسساتنا التربوية التي للأسف لم تخلق في شبابنا إلا اللهث للحصول على شهادة النجاح في آخر السنة الدراسية وبكل الطرق…. لمواجهة ما تعيشه الشريحة الأوسع من شبابنا، من عزوف عن الشأن الثقافي و بالتالي ارتماء جزء لايستهان به من هذه الشريحة، في دائرة الميوعة أو الإنحراف أو التطرف، وجب على كل الأطراف الإعلامية و المدنية و السياسية، العمل على استقطاب فئة الشباب، لتأطيرها و توجيهها التوجيه السليم بشتى الأساليب، والتي تمثل الثقافة أهمها بحيث تخلق في الشاب جملة من التوازنات القادرة على نحت شخصيته و تنمية طاقاته، في هذا السياق لا تفوتنا الإشارة إلى البادرة الطيبة التي قام بها حزب الوحدة الشعبية بجعل سنة 2008 سنة الشباب نرجو أن تكون في مستوى الآمال و التطلعات. شادية السلطاني مقال صحفي من جريدة الوحدة التونسية العدد 576
الثقافة التونسية ستراتجيات الدمار
نشا مشروع الثقافة التونسية داخل عقلية مزدوجة تقبلت فيه ما يمكن اعتباره الجانب التنويري في ثقافة المستعمر الفرنسي مع الحفاظ على روح الارث العربي الاسلامي. ولكن وبعد ظهور اليسار في اواخر الستينات بدا هذا المشروع يتشدد ويتحيز الى الثقافة الفرنسية ودخلت البلاد الى مرحلة قطيعة ثقافية شديدة الخطورة نسفت بصورة لا تدع للشك دينامكية العمل الثقافي وباتت البلد تعيش حالة من التصحر الثقافي . انحصر المد العروبي والاسلامي في شبه جزيرة سياسية نائية.وانفرد الفركوفونيين بدواليب الدولة التي رغم استعدادها للانسحاب من قطاع الثقافة الا انها بقيت المنتج الثقافي الوحيد . واخذت التظاهرات الثقافية شكل حرب معلنة من جميع الاطراف. فمثلا تظاهرة مثل ايام قرطاج السنمائية التي كانت تحضى بمتابعة جماهرية عظمى انحسرت في دوراتها الاخيرة على الجالية الفرنسية في تونس.وقام منظموا هذه التظاهرة باعداد افتتاح يشبه الى حد ما عرضا افتتاحيا لنشاط احدى دور الشباب في ضاحية من ضواحي باريس او مارسيليا. يدعي اعوان فرنسا في تونس انهم يدفعون البلاد لمقاومة الاسلاميين.وهم في الحقيقة يقاومون ارادة الشعب التونسي ويعززون مواقع الاجانب الاستعماريين .ولا غرابة ان الاعمال التي يتم ترويجها هذه الايام وتحضى باكثر البروبغندا هي اعمال مسرحية وسنمائية تندرج في الحملة الدولية التي يشنها الامريكان والاسرائيليين على الاسلام بحجة مقاومة الاسلاميين.ان مجرد استعارة شعار مقاومة الارهاب هو انخراط في تلك الحملة العالمية الصهيونية التي تعمل داخل استراتيجية تدمير مقومات الهوية حتى يتسنى تدمير طاقة مقاومة الاستعمار. ان الانغلاق والتشدد الذي يواجه به اعوان فرنسا في تونس كل محاولة للمطالبة بالحوار لا يمكن ان يؤدي الا الى دفع الناس الى الياس واعداد العدة لمقاومتهم بكل انواع واشكال المقاومة. وكما خسر الامريكان حربهم في العراق فان هؤلاء سيخسرون كل مواقعهم لانهم لا يعرفون اصلا اين يضعون اقدامهم. فالمعركة مع الاسلاميين هي معركة سياسية ولا يمكن للفن الحقيقي ان يكون طرفا فيها الا اذا ما تمكن من تفكيك رموزها العميقة هذا اذا افترضنا ان المعارك السياسية تحمل دائما رموزا عميقة.والا فان الذي يدعي في العلم فلسفة فليذهب الى جوهر الموضوع ويعلن حربه على الاسلام. وهذا ما لا قدرة لهم عليه. جزء كبير من اولائك الدجالين كانوا في اليسار.وبعد الانهيار الفلسفي والاخلاقي للماركسية فقد هؤلاء السبق الاديولوجي.وجزء كبير منهم تم ادماجه في مؤسسات الاستخبارات وانواع البوليس السياسي.وصاروا بذلك اعوان دولة مؤتمنين على تطبيق سياسة غيرهم.اما البقية فانتحروا ومنهم من مات واقفا ومنهم من مات من الانحناء. هذا اليسار التافه الذي بقي يدعي انه حامل لمشعل التقدم اخذ شكلا كاراكوزيا مخزيا.وصار يشبه الى حدود مقرفة كاريكاتور ما كان يقاومه في الستينات اي الززوات.انه اليسار الزازو. (كورني كريمة ومحواسة على الكورنيش وفرجة على قادو المالح) وكل هذا تحت عنوان مقاومة الاسلاميين. وهناك نوع اخر يدعي حمل مشعل القلم راحوا ينبشون في تاريخ الفقه الاسلامي ويبحثون عن المازق الاديولوجية في الاسلام .ولكنهم لا يعرفون المازق الاديولوجية العظمى التي صارت تهدد الغرب وتعده للانهيار. ان وحدة هذه النخب المنهارة وحدة لا وراءها وحدة.ولقد استمعنا هنا على تونس نيوز تطبيلهم لمجئ الامريكان للعراق .وكانوا يصفقون لكل هذه الموت التي ستغزوا حياتنا. وفيهم على تفاهتهم من لم يكتب ولم ينبس ببنت كلمة ولكن صمته كان يبارك مجئ دولة التكنولوجيا كما يحلو لهم ذكرها. تماما كمن يصلي في معبد للخردة. عندما تنتهي الافكار تاتي الموت.وهؤلاء صاروا صورة من صور الموت حتى وان تحركوا فان حراكهم صار في رؤوسهم الميتة.كل المسرح والسنما التي يرجون لها هي قطع رصاص واجزاء من دبابات الموت التي يزرعها الامريكان في المنطقة وتقتل العرب والمسلمين. لا اعتقد انه بقي معهم امل للحوار.لقد قطعوا كل الاشواط مشيا الى جحيمهم.بل لم يبق منهم ما يحترق. لقد انطفات ريحهم منذ قرون الامجد الباجي
بسم اللّه الرّحمان الرّحيم
والصلاة والسّلام على أفضل المرسلين
بقلم محمد العروسي الهاني
الرسالة رقـــم 376
كاتب في الشأن الوطني
موقع تونس نيوز
والعربي والإسلامي
تونــــــس 10/01/2008
في الصميم وضع النّقاط على الحروف
الاعتدال في الكتابة والتعبير
يعطي قيمة وشأن لكل صاحب رأي حرّ ونزيه
منذ سنة تقريبا كاتبت مقالات حول ثقافة الخوف والخشيّة والريبة.
وعدم الجرأة في العديد من المواقف والآراء ولكن أردفت في مقالاتي العديدة أن الاعتدال وعدم الشّتم والفوضى والاهانة وذكر الحقائق بصدق وصراحة دون الإساءة لأي شخص أو جهة هي من قيم المناضلين ومن شيم الرجال الصادقين ومن ثوابت أصحاب المواقف والمبادئ. نعم نكتب بحرية و بصدق وبصراحة ونتصدى بجرأة وشجاعة ونذكر الايجابي والسلبي ونقول الحقيقة بصراحة ولا نجامل أحد مع الخط الواضح لا نعادي أحد ولا نظلم أيّ شخص ولا نحقد على أي مسؤول مهما كان مواقفه ومهما كانت معاملته معنا.
ولو أحيّانا بعض المعاملات غير حضاريّة وغير لائقة وفيها إساءة واضحة. لا نردّ الفعل بالإساءة نعم، نعبر ونكتب ونكشف بعض نقاط الضعف ونشير إلى ذكر السلبي بصدق ولا نحبذ الإساءة وأحيّانا ولا نقبلها في شخصي إلى حين ولكن لا نسكت عن الإساءة إذا مست الثوابت والقيّم والتّاريخ أو الإساءة إلى الزّعيم الرّاحل الحبيب بورقيبة رحمه اللّــــــه.
لم ولن نسكت على ذلك ونرد بقوّة فورا ولا نجامل أحدا ولو كان الشخص من أعزّ أصدقائي ولقد كان لي مواقف جريئة وردود فعل قويّة وبحماس وشجاعة ضدّ بعض الأصدقاء عندما أسأوا إلى الزّعيم الرّاحل وكان شعاري لا هوادة ولا تسامح مع الذين اعتمدوا طريقة الإساءة المقصودة، هؤلاء لا نتسامح معهم وفي الحق لا نخاف لومة لائم…..
تذكرت قاعدة الاعتدال في المعاملات واجتناب أسلوب الشّتم والافتراء والفتنة وخدش الكرامة، أو تهويل الأشياء وتضخيمها.
أو كتابة مواضيع غير صحيحة أو ملفقة أو تحامل بدون مبررات كل هذا ليس من شيم المناضلين الصّادقين الذين شعارهم قول الحقيقة وذكر الأشياء بوضوح تلك هي رسالة الكاتب، نعم نكتب بصراحة وبروح وطنيّة ولكن باعتدال
وبدون تهوّر أو مس الآخرين أو تجريحهم مثلما يفعل بعضهم يشتم هذا ويلعن هذا ويلعن أخر، وهذا ليس من قيمنا.
نعم نتخالف في الرأي وهذا مؤشر إيجابي دون سب أو شتم أو حقد على صاحب رأي، نعم نرد عليّه بالحجة والبرهان ونتحاور معه حوار الندّ للندّ بأخلاق عاليّة وقلب مفتوح، هذا قدرنا وهذه رسالتنا النبيلة في هذه الحيّاة رسالة القيّم ورسالة الإعلام الصادق ورسالة الحجة بالحجة ومقارعة الرأي بالرأي الآخر بأخلاق فاضلة ومحبة.
لأن الرسالة في مجال الإعلام هي رسالة البناء لا الهدم، هذه الرسالة أقدّرها وأعشقها وسوف أحافظ عليها إن شاء اللّــــــه.
وعل هذا الخط المعتدل الذي لا يجامل ولا يعادي أحد في هذا الإطار اتصل بي يوم الاثنين 07/01/2008 السيد محمد مصدق يوسفي صحفي بقناة المستقلّة وهو شاب لطيف وممتاز وإعلامي لامع يعرف دوره جيدا اتصل بي هاتفيّا و أكد لي بصدق الإعلام النّاجح و بصراحة الإعلام الصادق بأن الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير القناة ما انفك يوصي بك خيرا.
ويذكرك بكل اعتزاز وتقدير وأردف قائلا إن الدكتور الحامدي معجب بمقالاتك وأسلوبك في الكتابة وشجاعتك وخاصة طريقة الاعتدال وذكر الحقائق باعتدال وحكمة وحنكة وهذه الخصال هي التي تفرض الاحترام، حقا إن كلمة الأخ محمد مصدق النّابعة من الأعماق ومن قلب لا يعرف النّفاق…. ونطق بكلمة الحق بكل رقة ولطف وبلّغ مقصود ورسالة الدكتور الحامدي بصدق وصراحة وقد تأثرت بهذه المكالمة التي نزلت بردا وسلامة على قلبي لأنها نابعة من الأعماق وإني أقدّر حق التقدير إدارة المستقلة الذكيّة التي تعرف دورها وحجمها الإعلامي وتقيّم قيمة الحوارات وقيمة الكلمة الهادفة وتحترم الرأي المعتدل النّزيه الذي ينال إعجاب المستمع سواء كان حاكما أو محكوما، عالما أو أميّا، مسؤولا أو مواطنا، شيخا أو شابا الكل يعشق الكلمة الهادفة ويحترم الرأي الحرّ ويصغى إليه ويتمنى لو دامت الحصة ساعتين، هذا نتيجة الرأي المعتدل الذي يتسم بالواقعيّة والصراحة والكلمة الطيبة ويجد المواطن الحلاوة والمتعة ولذّة الحوار وكذلك المسؤول الحاكم يستمع إلى الواقعيّة بروح أخلاقيّة مع الجرأة والشجاعة، وهذا ما أشار إليه الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير القناة في مفهومه للاعتدال ومدلول الاعتدال وغاياته السّاميّة…. وأعتقد أن الكلمة الخشبيّة المتهورة السافلة لا خير فيها ولا فائدة ولا ثمرة تجنيها، وكلمة طيبة كالشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السّماء تؤتي أكلها بإذن ربها كما قال اللّــــــــــه تعالى في كتابه العزيز صدق اللّه العظيم.
وإني سأبقى وفيا لهذا الخط المعتدل الذي هو خط الواقعيّة والنّزاهة والصّراحة دون تجريح أو تهويل أو شتم أي مواطن وإن طريقة نبش الماضي وشتم النّاس وخدش كرمتهم إلى حد لعن بعضهم هذا ليس من قيمنا وأخلاقنا الإسلاميّة…. ولا من أعلامنا الوطنيّ الذي بني على التّسامح والصّفح والسّمو والوحدة وجمع الشّمل وتوحيد الكلمة والصّف: وهو يسعى للبناء لا للهدم ولجمع الأمة لا لتشتيتها ولو كان رأي بعضهم لا يتماشى مع رأي الجماعة وحق الاختلاف في الرأي مشروعا حتى في ديننا الإسلامي الحنيف،… فكيف نسمح لبعض الصّحف أو الأقلام أن تكتب بلغة خشبية لا يقبلها أي عاقل ولا يرضاها الشّعب التّونسي ويرفضها المجتمع التّونسي رفضا قاطعا باعتبارها دخيلة على عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا نرجو الكف عن هذا الأسلوب المرفوض المبغوض في ديننا وهو يدخل في إطار الفتنة التي ذكرها اللّــــــه في القرءآن الكريم حسب الآية الوارد في سورة البقرة “والفتنة أكبر من القتل” صدق اللّــــه العظيم
نرجو من قناة المستقلة الحرّة أن تخصص حصة كاملة لموضوع الاعتدال في الأحكام والآراء تجنبا لكل تصدع أو هدم أو خدش كرامة أي إنسان مهما كان رأيه أو لونه أو جنسه وهذه هي رسالة الإنسان خليفة اللّــــــــه في الأرض.
قال اللّــــــــه تعالى: ” وجادلهم بالتي هي أحسن” صدق اللّــــه العظيم
بقلم محمد العروسي الهّاني
الديمقراطيـة والطريـق الخـاص
د. خـــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr مقولة حيّرت العديد من حكامنا وجعلتهم يستنفرون كل قواهم العقلية والبدنية من سهر وحمى: الديمقراطية حق مشاع، يتنعم به الصغير والكبير على السواء، ساكن الكوخ والنائم في القصر، من يمشي على اثنين أو أربع أو من يزحف! كيف لابن البادية والرعاع والسوقة والملأ العام أن ينشدوا الديمقراطية أو حتى يتحدثونها وهي الصعبة ذكرا وتنزيلا؟ كيف لهم أن يعيشوها حتى في أحلامهم وهي الممنوعة عن الصرف وعن التمثل خارج ديارها وبين أبناء جلدتها؟ القناعة كنز لا يفنى، حتى في السياسة، فالرضا بالقليل والعمل بالتأويل ومد الرجل على قدر الكساء وإلا نالتها العصا، خير من الارتماء في المجهول والتعويل على السراب… ظلت الديمقراطية اسما شبه مجهول أو متروكا جانبا عند أجدادنا، كان الاستقلال والتحرر من براثن الاستعمار العسكري أولوية الأولويات، كان حمل مفاتيح الدار من قبل ابن الدار كفيل عند أجدادنا بجهل الديمقراطية أو التغاضي عنها، والثقة العمياء في الحفيد..، ثم حملها آبائنا من جيل الاستقلال، وبدأ الإحساس بالخيانة، وظهرت أول المطالب بالإصلاح والديمقراطية ولو باستحياء أحيانا، وكانت العصا بالمرصاد.. ثم كنا نحن..، التحقنا بالركب والقطار يسرع متوغلا في الأدغال والمستنقعات، فنادينا بالاستقلال الثاني، فكان المصير أسود، شُرّد بالبعض وحُبس البعض وغاب البعض الآخر من فوق الأرض وأصبح له عنوانا في السماء! كان جواب الاستبداد في أكثر من موطن وحال، عربدة واستخفاف، ولكنه كان يعتمد أيضا على منظري الافتراء والتملق، وعلى حلق الذكر والحمد والاستجداء التي أنتجت مقولات ومقاربات، حاول الاستبداد من خلالها تثبيت مصداقية له بين الناس ولو على عكازين، والسعي لتبرير وجوده وتكريس فعله وإيجاد شرعية دائمة لبقائه، واستبعاد كل نفس أو فكر مغاير لمصالحه، ومواجها لاستفراده بالسلطة وتربعه على العرش. ومن بين هذه المقولات الخرقاء، انبرى طرح صعد نجمه ولمعت أطرافه، يتمثل في أن لنا طريقا خاصة في الديمقراطية، طريق ليس عاديا ولا يشبه الآخرين، فلكلّ ثناياه وشعابه! هذا ما أطلقه حكامنا يوما، وهم ينادون بخصائصنا من هوية وثقافة وعقلية وعرف وتقاليد وعادات، تذكروا أننا قاصرين أو غير راشدين، نعيش مراهقة دائمة، فرحموا ضعفنا ورأفوا بحالنا ونادوا بها على مراحل، علينا بالخبز أولا إن توفّر، وسمح صاحب الشأن ونالتنا مكرمته، ثم لنحكي يعد ذلك طويلا مع بعض قصة الديمقراطية ونتسامر حولها، الديمقراطية المخبرة والديمقراطية المرحلية، والمتدرجة والمتفهمة والخطوة خطوة والآخذة بالأسباب… ثم رُفِعَ محاذيا لها شعار ميت فضفاض مغشوش وحزين “استهلك واصمت” حيث أصبح شعب كامل همه بطنه وما سواها باطل. طريقنا نحو الديمقراطية كما يريده لنا حكامنا يجب أن يكون ساكنا هادئا يتحرك في مكانه في حلقة مفرغة ليس لها بداية، وإن نالتنا المكرمة الأميرية وظهرت إرهاصات بداياتها، فليس لها نهاية… الطريق العادي للديمقراطية مليء بالأشواك، ونحن حفاة عراة، فعلينا البحث عن طريق أكثر سلامة حتى لا نصاب بالوخز والجراح! علينا أن نبحث عن طريق أكثر التواء وتعقيدا، أكثر ابتعادا وبطأ، فالطريق المباشر مجلبة للتسرع والعجلة والسقوط، لأنه طريق الآلام والأوجاع ولا يقدر عليه أحد! والغريب أن هذه الدعوة لقت رواجا خارج حدودنا، حين التقت المصالح وتشابكت المنافع ووضعت المبادئ والقيم في قمقم وألقي بها في أعماق البحار… فالرئيس الفرنسي الأسبق ظل ينادي بأنه يتفهم خصوصيات الشعوب وتهيئتها للديمقراطية، ثم أسقط رئيس أمريكا مشروع الشرق الأوسط رغم علاته، وابتعدت معه الديمقراطية وسكن صداع الرأس حولها، إذ يبدو أننا غير مؤهلين لها، فالأولوية للأمن و الاستقرار ولو جاء على ظهر دبابة، أو اصطحب معه طائفية وحروب أهلية ودكتاتور على الباب يحمل عمامة أو قبعة! طريقنا الخاص نحو الديمقراطية يمر بمراحل عصيبة وميزات صعبة لا يقوى عليها إلا من أوتي حكمة داوود وقوة طالوت، ويعتمد على شروط حاسمة كتبها أصحابها في ألواح محفوظة لا تطالها أيدي الناس فيشوهونها : أولها، القبول بما كان، والاعتبار بأن ما سيكون لن يكون أحسن مما كان، وعصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة! ثانيها، الاعتراف بأن جينات الحكم والسلطة متمكنة عند البعض دون البعض، وأنها تورث كما يورث المتاع! ثالثها، الاقتناع والترويج بأن حكما “غشوم” خير من فتنة تدوم، فعلينا بالانتظار حتى تينع الثمرة ويحين قطافها، ثمرة السكون والتقوقع التي تولد شعبا خانعا ساكنا يتلهف للفتة رضا من صاحب الشأن وفتات خبز مرمي على قارعة الطريق! رابعها، أن مصطلحات الكرامة والمواطنة وحقوق الإنسان ليس لها قاموس يحملها غير قواميس السواد والدهاليز المظلمة وحكايات ما بعد منتصف الليل… وفي انتظار توفّر هذه الشروط أو لعلها توفرت منذ زمان ونحن عنها غافلون، ليلتكم سعيدة وتصبحون على ديمقراطية!!!
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 جانفي 2008)
سفيان الشّورابي تمّ منذ أسابيع الإعلان عن تأسيس رابطة العقلانيين العرب في مؤتمر احتضنت أشغاله العاصمة الفرنسية باريس وجمعَ لفيفاً من المثقفين والمفكرين العرب نذكر من بينهم الأساتذة رجاء بن سلامة وعزيز العظمة وجورج طرابيشي وصادق جلال العظم وعبد المطلب الهوني. ملتقي رابط خلاله الكتّاب والنقاد العرب طيلة 3 أيام متتالية ليخرجوا بوثيقة ميلاد لتجمع مفتوح للنخب العربية التي تغرف من العقلانية والفكر النقدي كآلية وحيدة لتحليل الواقع وتخليصه من المعوقات التي تقف حائلاً دون إقلاعه. أهمية بزوغ تكتل مثل هذا تكمن في اتجاه أول إلي تعاظم المسؤولية الملقاة اليوم علي عاتق الشرائح المثقفة الطلائعية في مواجهة كمّ لا يحصي من التحديات الفكرية والثقافية والحضارية، بدءً من احتدام حالة الصدام بين تطلعات الشعوب العربية لافتكاك مكان لها تحت الشمس وبين رغبة بعض القوي التي تحركها النزعة الاحتكارية ـ الهيمنية، مروراً باكتساح الإجابة الدينية المبسطة لجميع الأسئلة الراهنة بلا استثناء، وصولاً إلي حالة العطالة التي أصابت الأنظمة العربية الحاكمة وسدّت أغلب الطرق المؤدية إلي تحقيق رغبات المجتمعات العربية في الحرية والمساواة. رهانات كثيرة ومتعددة تُطلق صيحات فزع في وجه جزء كبير من المثقفين العرب من الذين آثروا الانضمام إلي قافلة المغلوب علي أمرهم والمسلّمين بحتمية الأقدار، فانحازوا، بصمتهم، إلي وضع محاربة حلم أبناء المنطقة في التمكن من مصائرهم. هزيمة حزيران (يونيو) 1967 كانت صدمةً ما زلنا نعاني من ارتداداتها إلي اليوم: لماذا انهزم العرب بثقلهم الديمغرافي وإمكانياتهم الطبيعية ومواردهم البشرية أمام دويلة قيد النشأة استطاعت تمريغ أنوفهم في الطين؟ سؤال موجع أجبنا عنه خطأً، ونصرّ بأنه الصحيح مع الأسف. فشِق آمن أن زمن نهوض العرب لم يحن بعد، وليس من المفيد التسرع والمشاركة في معركة الخلاص، فما زال هناك متسع من الوقت. وجحافل من البشر انخرطت في صفوف الجماعات الدينية بجميع تصنيفاتها وفرقها وطوائفها. واختلطت الأوراق وبقينا طيلة الأربعين سنة الفارطة علي نفس المستوي. إن ما جعلنا نقبع في نفس نقطة البداية هو أننا اعتقدنا أن الشعارات وثقافة الصراخ كفيلان بنحت قوة. وسلّمنا بأن الاعتقاد الأعمي في الماضي بشكل مطلق، والبحث في صلبه عن ماهيتنا وعن ذواتنا قادر بمفرده أن يعيد أمجاداً خلدتها الأساطير والروايات. وطبيعي في مثل هذه الحالة أن تتواصل الانكسارات، وتتواتر الخيبات والهزائم، بل وتشمل جميع المجالات الثقافية والسياسية والتكنولوجية والاقتصادية والعمرانية الخ. كيف يمكن لجيل حديث لم يعرف من الصراعات الماضية وموجات الاستقلال إلا أصداءً تتناقلها كتب التاريخ أو أنباءً يقصّها الأجداد والآباء، أن يتحمل آثاراً وتبعاتِ سياسات وأفكار لم ينسج ملامحها أو يخط ركائزها في أي شيء؟ كيف استطعنا زراعة وعي بأن هذا الجيل مجبول علي حمل وزر من سبقوه؟ إن ما نحتاجه اليوم مثلما كان يجب أن يحصل آنفاً، هو فهم ذلك الخراب الحاصل فهماً عقلانياً تنويرياً ينغرس ويتجذر في الأقساط المستنيرة من تاريخنا. والمقصود في هذا السياق ذلك الهامش الكبير المفروض توفره من الحرية بمعناها الشامل والواسع التي تتيح صناعة الحضارة بامتياز. العالم العربي يعج اليوم بتشريعات وقوانين تنطق استبداداً متطرفاً تحت مسميات فضفاضة وضبابية وغير صارمة كحماية النظام العام والآداب العامة ومحاربة العدو الداخلي والخارجي الخ. ومؤسساتنا بمختلف رتبها تدّعم هيمنة السلطان الديني والسياسي والأبوي والعشائري. ان ذهنية شعوبنا التي ورثت تقاليد وأعرافاً وقيماً وأنماط عيش تكرّس من جهتها مثل هكذا وضع، وتنقل بوعي أو من عدمه جميع طرائق التفكير المنتشرة في القرون الوسطي بشكل إيماني وإطلاقي ينزع نحو تمجيد الغطرسة والاستبداد. والمثير علي هذا الصعيد، هو ذلك التناقض الموجود بين ما كان قائماً أثناء العصور الأولي التي تلت ظهور الإسلام وما تحياه الآن الأقوام المؤمنة به. فلو غصنا في داخل المنظومة الفقهية لاكتشفنا أن لقيمة الحرية مكانة محورية داخل البناء الداخلي للمنظومة الدينية، وفي جزء كبير من بني قراءات عدد من المذاهب الدينية/السياسية التي زخرت بها المنطقة. ولكن تفويتنا المؤلم لمرحلة الانتقال إلي الحداثة كان لها تداعيات ما زلنا نعاني من وطأتها إلي اليوم. فهل افتقدنا الأمل بأن نلتحق بالركب؟ إن ما نحتاجه أيضا هو أن نعتقد أن الإنسان هو كائن واحد ذو بعد واحد بحق، وبأن جميع الفروقات الحاصلة والقائمة المتوارثة منها والمصطنعة ليست إلا حواجز وهمية ومفبركة تهب أفضلية لهذه الصنف علي حساب ذاك، وتخلق من ضعف البعض قوة لفائدة البعض الآخر. وإن جدراناً كبيرة تُشيّد بين شعوبنا العربية والآخر بجميع مسمياته، وسنوات ضوئية تتراكم تفصلنا عن التطور والتقدم. لقد وضعنا أنفسنا دوما في موضع نتساءل فيه ألف مرة يوميا، لماذا تأخرنا؟ أليس لأننا آمنا أن هناك شيئاً يسمي خطوطاً حمراً وافتقدنا للجرأة التي تخدش مشاعرنا؟ إن رابطة العقلانيين العرب هي أحد تلك الأطر التي تعمل علي الإجابة علي كل تلك الأسئلة والتي بمقدورها لو تضافرت الجهود وتكاتفت التضحيات أن تعانق الرقي والإبداع. لا ندري ما دار في خلد كل من خير الدين باشا التونسي وجمال الدين الأفغاني ومحمد رشيد رضا وشكيب أرسلان وسيد أحمد خان والكواكبي وغيرهم من النهضويين العرب بشكل محدد، ولكن الجامع بينهم، علي الأقل، هو أن هَمّ إنقاذ هذه الشعوب من براثن التخلف والتأخر والضياع هو ديدنهم وهاجسهم الأسمي، وهو ما ستسعي نحو تحقيق البعض منه رابطة العقلانيين العرب من خلال موقعها الالكتروني الأوان . فقد حان الأوان فعلاً! ہ صحافي من تونس
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 جانفي 2008)
على هامش “الاتجاه المعاكس” في حلقة الشرطة في خدمة الارهاب السلطوي عندما يتبجح المسؤول الأمني العربي بقطع الألسنة الناطقة؟
أحمد صالح سلوم كان شكل وكلام ونظرات اللواء رؤوف المناوي مثالا حيا لأجهزة الامن العربية ومن ضمنها جهاز الشرطة او تسميتها المعروفة اجهزة الامن والاستخبارات .. جسم منتفخ ورأس ضخم مكعب تطل منه عينان جاحظتان تحدق بمحاوره وتود لو تلتهمه بل ان شهيته الداكولاية – نسبة الى دراكولا – لم تمنع نفسها ان تعرب عما يعتمل في داخل عقلها وجسمها المأفون بالرغبات الشريرة فأعلن امام ملايين المشاهدين لبرنامج” الاتجاه المعاكس” انه سيقطع لسان محاوره نيابة عن المخابرات الشقيقة له في تونس .. تمثل هذه السقطة اللاواعية في التفسير الفرويدي واليات التحليل النفسي رغبة دفينة يقمعها اللواء مساعد وزير الداخلية المصري بقطع السنة محاوريه واذا ما بحثنا في مكونات جسمه المفلطح كبالون رياضي كبير لاتعرف وجهه من قفاه لعرفنا انه من أكلة الالسنة العربية المفكرة بعد تبهيرها بالبهارات الامريكية واضافة السوس الصهيوني .. سقطة الجهاز الاستخباراتي الذي اوصل العالم العربي الى التخلف والى الاحتلال بكل انظمته السياسية سقطة الشاطر فهي بألف فعبرها يمكن ان نفهم مصائر العرب السابقة والآنية واللاحقة فأس التخلف هو ان قادة الأنظمة العربية وعبر مخابراتهم كأجهزة تنفيذية مغرمة بقطع الألسن وطبخها وتقديمها كطبق شهي لاغنى عنه لاستمرار الهيمنة الصهيونية والامريكية الاحتلالية عبر هذه العقلية عقلية الرغبة في محاورة الجماد الذي لا ينطق عن الهوى نفهم لماذا تجمد العرب في عصور انحطاطهم العربية والاسلامية؟ فقطع الالسنة الناطقة بالوعي والنقد والتحليل كان سمة توقف الاجتهاد في الدين والسياسة والفكر والاقتصاد والتاريخ فظهر من يرهن تفكيره للفقهاء الأكثر تخلفا في التاريخ الاسلامي كابن تيمية ومحمد عبد الوهاب فارهاب قطع الالسنة يجمد العقل ويطيح بكل انجازاته لانحسب ادعاءات اللواء رؤوف المناوي حول عدم منهجية سياسة التعذيب وثباتها وانها استثناءات وتجاوزات فردية الا عبارات مجوفة من اي معنى امام اي تقرير حتى غير احترافي لأي منظمة حقوقية فعمليات القتل في اقبية التعذيب مازالت مستمرة ..جسم ضخم لا ابعاد ولا احداثيات له ينضح بالحقد ويفيض بمستنقعات الجبن والوحشية والانحطاط يتحدث المناوي دون ان يقنع ولو حتى مخبول من الدرجة العاشرة..فعدة جرائم تعذيب كافية لزج اساطين النظام المصري في السجن وهذا اللواء المنفوخ الذي يهوى قطع الالسنة على يد عصابات المرتزقة من الشرطة المصرية في حين لا يقوى على تحريك هذا الجسد المترهل بالصديد الفكري والتنفيذي.. فجريمة التعذيب لاتسقط بالتقادم اعرف د المنصف المرزوقي في ندوات ومؤتمرات مختلفة كانت عن حقوق الانسان في تونس وكان صوتا للحق صادحا وجريئا وكانت عباراته محددة وملموسة صحيح انني اختلفت معه في وجهة نظره عن حرب الخليج الثانية عام 991 الا انني كنت اتفق معه دوما في كفاحه الذي لايلين ضد الاستبداد وانتهاكات السلطة في تونس لحقوق الانسان وربما بحكم عملي الصحفي والبحثي كنت مطلعا بالوثائق وبالأدلة الملموسة على خبث اجهزة الامن التونسية في محاولاتها المستميتة للتجسس على الرابطة التونسية لحقوق الانسان.. وانها كانت تزن عملها بالكثير من الحسابات.. وانها كانت اصعب على الاختراق والتجسس رغم ان النظام التونسي وضع رهن يد اجهزته الفاسدة واللئيمة امكانيات لاحصر لها خاصة بالدولة التونسية زكان وداعي الأخير له في قرب احد مقاهي حديقة البلفدير قبل طردي من تونس فاتهامات البالون المنتفخ كذبا واجراما الذي اسمه اللواء رؤوف المناوي عن عمالة المنصف المرزوقي مجرد تخرصات تطلقها اجهزة لايمكن لأي احد ان ينافسها في العمالة والعبودية لأعداء العرب والمسلمين ونقد لواشنطن وتل ابيب وهي من تحكم العالم العربي من المحيط الى الخليج بالارهاب الامريكي الصهيوني العربي الرسمي ..فادعاء xxxx الشرف لايمنحها صك النبوة والقدسية وهذا حال برميل الطرشي المناوي ومن على وزنه الاجرامي الثقيل في منظمات اجهزة الامن العربية الارهابية يدعي المناوي ان الفساد منتشر في العالم كله.. وهنا كأنه اضاف جديدا ووجد منقذا من فضائح الفساد المستشري من رأس النظام الى اخمص حوافره.. فلنسأل هذا البالون المنتفخ ديماغوجية وكذبا واجراما فلتجيب بدقة ما هي المرتبة التي تحتلها مصر على قائمة الفساد لمنظمات الشفافية الدولية؟ اليس النظام المصري لا يبتعد عن حكومة فيشي العراقية في صدر الارقام الخمسة الأولى للأكثر فسادا وعمالة في التاريخ؟ ومعهم طبعا سائر الانظمة العربية ولاسيما حكومة فيشي الفتحاويه عند هذا الكلام ماذا يقول؟ هل من المعقول ان تكون شريفا ونزيها وديمقراطيا وانت على رأس قائمة الفساد في العالم والتاريخ؟ فاذا كنت والمرتبة هذه اليس من المعيب ان تنتفخ وتصدر مثل هذا الفحيح الكاذب؟ فلا يمكن ان تنتفخ اوداج وبطون ورؤوس الفساد الى هذا المستوى لو لم يرعاه الاستبداد والتعذيب الممنهج والذي ينفذ عن سبق اصرار وترصد لايمكن للاستبداد والعمالة للعدو الصهيوني الامريكي ان تنتعش الا في مناخ الفساد والعكس صحيح فالعلاقة بينهما جدلية وغياب احدهما ينفي بالضرورة بقاء الآخر.. ولا يمكن بأي حال ان يظهر احدهما دون الآخر وكل النماذج التاريخية تؤكد ذلك واليس مبارك من فاز بنسبة تفوق التسعة وتسعين بالمئة في احدى شطحاته الانتخابة المفبركة؟ فأين هي الشرطة التي تجلب مبارك واجهزته التي فبركت هذا الفوز وتحاكمهم بتهمة الخيانة العظمى بتزوير ارادة الشعب؟ ..واليست الهة الفساد المصري هم من حاشية مبارك؟ واليست حكومات القطط السمان التي باعت الاخضر واليابس في مصر المصانع والتاريخ والحضارة وهربت بمئات المليارات الى الخارج من بطانة مبارك واجهزته؟ والم تصل مأساة الشعب المصري الى انه لا يجد ما يأكله فقد اصبح رغيف العيش حلما صعب المنال وأزمته يمكن متابعة تفاصيلها المختصة في برنامج “من القاهرة” من اكاديميين مصريين في قناة “العالم” الفضائية على الانترنيت فهل من المعقول ان تكون الشرطة في خدمة الشعب فاذا بهذا الشعب يصل الى فقدان رغيف العيش وراتبه لايكفي لشراء كيلو لحمة شهريا بينما كان راتب المصري في عهد عبد الناصر يشتري 68 كيلو غرام لحمة شهريا؟ هل من المعقول ان الشرطة في خدمة الشعب والسوري يحتاج الى راتبين كي يأكل سلطة من الدرجة العاشرة مع القليل من الفاصوليا الخضرا فقط؟ وهل من المنطقي ان يموت الاف سجناء الضمير تحت التعذيب او النسيان او الاهمال في السجون والشرطة في خدمة المواطن حرا طليقا او سجينا بما يمليه القانون؟ وكيف لم تحرر الانظمة شبرا من اراضيها المحتلة بل رهنتها للمحتل كما سيناء ومصر بحالها او اجرتها للمحتل الى حين ينضب النفط بعد مئة عام كما النظام الاردني او اكتفت بالشعارت القومجية لتحريرها كما نظام الخطوة خطوة السوري؟ ولولم اعش تفاصيل التعذيب الوحشي لصدقت مديح لواء التعذيب رؤوف المناوي لأشقائه في الارهاب عن عدم منهجيته عند الأنظمة العربية التي تحكم بأوامر امريكية صهيونية و بالارهاب الامني..فقد وقعت ضحية جولات لاحصر لها من التعذيب وقد استخدموا الوانا مختلفة من التعذيب منها بساط الريح والوخز بأشياء حادة على انتفاخات التعذيب في جسدي والضرب بالخيزرانات واشرطة كهربائية واساليب ابتزاز اخرى وعندما يأسوا من اعترافي عن شيء احضروا اجهزة الصعق بالكهرباء ثم هددوا باستخدام زجاجات خشبية تعتبر كخوازيق الا ان تدهور حالتي الصحية من التعذيب جعلهم يهرعون لجلب طبيب السجن ليطلب منهم ارسالي الى المستشفى فورا بعد اعلن يأسه من معالجة ما ترتب على جولاتهم التعذيبية الاجرامية والارهابية..وليس هذا فقط بل العشرات غيري خضع في عدة ايام الى تعذيب وحشي ولكن اقل مني باعتباري متهما باني رئيس حزب شيوعي في جامعة حلب وهي تهمة من اختراع العقول الغبية التي تحكم اجهزة الامن السورية .. وليس هذا بل ان متابعتي لقضايا التعذيب تدل على انه عمل ممنهج وثابت لدى الأنطمة العربية وعلى رأسها النظام المصري والسوري وايضا الاردني حيث كان يتعرض الفدائيون الفلسطينيون لتعذيب اجرامي ووحشي لاحدود له عند اجهزة النظام الاردني وقد اطلعت على العديد من اهوال التعذيب الهاشمي عند اكثر من ضحية بعضهم قد تم خصيهم او اعطابهم الى الابد لمجرد انهم حاولوا تحرير بلدهم من الاحتلال الصهيوني ولايخفى على احد سبل التعذيب المعروفة عند النظام الكويتي والبحريني والسعودي والتونسي والمغربي والجزائري فتكاد القائمة لاتفلت منها اي اجهزة شرطية امنية استخباراتية عربية لايصح وصفها الا بالمنظمات الارهابية التي ترعاها واشنطن وتل ابيب اسياد الارهاب الدولي أحمد صالح سلوم مواطن بلجيكي من اصل فلسطيني لياج – بلجيكا
http://ahmadsalehsaloum.maktoobblog.com
منقول عن (مدونة الكوخ الرحيم)
فقه التعبيس والتيئيس ومراجعة اسلامية أكثر من ضرورية
مرسل الكسيبي* عبر عشرات المقالات الفكرية والمراجعات دعوت في تواضع قادة الحركة الاسلامية في تونس والمنطقة الى الوقوف مجددا على تجربة العلاقة بالسلطة ومن ثمة التأسيس الى علاقة جديدة قوامها التفاهم والتعاون وتنمية المساحات المشتركة مع الاحتفاظ بمساحة نقدية مقصدها الاصلاح كبديل عن منطق لي الذراع وخوض المواجهات والمنازلات السياسية والانتخابية الكبرى وغيرها من المناهج التي ساهمت في اغلاق الفضاء السياسي العام وتراجع مساحات العمل التنموي وتبديد المشروع الثقافي الاسلامي الوسطي الهادئ والرصين . موضوعات ضمنت الكثير منها في قسم التجديد أساسا بصحيفة الوسط التونسية حتى تبقى مرجعا أصيلا يمكن العودة له من قبل الباحثين والمهتمين في قضايا الفكر الاسلامي المعتدل , ولولا متطلبات العمل الاعلامي الذي يقتضي مني التعليق على موضوعات الساعة وقضايا وطنية وأحداث دولية لايمكن الغفلة عنها لاخترت الكتابة بشكل مسترسل وغير منقطع في هذا المجال الذي كثيرا ماأزعج أصدقاء واخوان مازالوا مصرين على التمسك بالمنطق الحزبي والتنظيمي بعيدا عن اعمال الة العقل والمراجعة في تجارب بشرية غير مقدسة . التجربة الاسلامية المتحزبة مازالت وللأسف الشديد والى اليوم تحمل الشباب على معايشة العنت والمشقة برغم أن التيسير في الاسلام مقدم على جلب المشقة وبرغم أن أنظمتنا العربية والاسلامية لاتخلو من مناطق مضيئة كثيرة برغم طموحنا جميعا الى معايشة تجارب أرقى وأفضل . اليوم أردت أن أعود مجددا للتفاعل مع متطلبات هذا الطرح الاصلاحي الوسطى النابع من رؤية اسلامية وسطية تنشد الاعتدال كبديل عن منطق الغلو والتطرف ومنطق الصراع والاحتراب , ومن ثمة فقد لامست من خلال تجربة التغطيات الاعلامية أن البعض يطرب للكلمة الغليضة وللجمل الصارمة كحد السيف , ويحرص على مهاتفتك والسؤال عن أحوالك كلما غلضت القول وشددت في النيل ممن يعتقد بأنهم خصوم الأمس واليوم والغد …!!! البعض يعتبر في ذلك ثباتا على المبدأ , والبعض الاخر يرى في السياسة عصا غليضة يبلغ بها القول ! , ليتناسى الكثيرون بأن التوازن مطلوب وأن المراجعة والوقوف على الأخطاء هو من قبيل الفضيلة التي لاتفوقها فضيلة … قرأت بلا شك هذا اليوم ماكتبه الأستاذ عائض القرني الداعية السعودي البارع والمقتدر حول مأزق بعض الحركات الاسلامية التي ضيعت قضايا الاصلاح الثقافي والتربوي والفردي والجماعي وقضايا البناء والاعمار والتنمية وراء موضوعات طلب الحكم والاصرار على الكرسي , ولقد سررت كل المسرة أن أجد نفسي متوافقة مع ماأورده في كثير من مقاله المذكور حول أخطاء الحركات الاسلامية التي تتكرر أسفا جيلا بعد جيل !!! أردت أن أغتنم هذه الفرصة حتى أؤكد للجميع بأن منهج الاصلاح ليس بالضرورة عنتريات ومبارزات ومنازلات وحرص على طلب المنافي والسجون كشرط من شروط احداث التغيير الذي دفع الاسلاميون ضريبته الكبرى دون تحقيق معشاره المأمول , بل انهم أحدثوا فواجع واكراهات في مجتمعاتهم قد تبوء الشعوب بحملها نتاج ماأصاب الأجيال المتتالية من توابع وزلازل سياسية كانوا طرفا فيها من حيث لايشعرون …! الرسالة أعتقد أنها واضحة للجميع وهي أن سبيل الجنة قد يكون بانفاق شق تمرة-اطعام الأفواه الجائعة ومقاومة الفقر- أو باماطة الأذى عن طرقنا وقرانا وأحيائنا وماأكثرها اليوم , أو بادخال البسمة على أطفالنا وشيوخنا عبر مقاومة الأمراض والوقاية منها وتحصين مجتمعاتنا ودولنا من العاهات , أو باحياء فقه الأمل والحياة بدل اشاعة فقه التعبيس والتيئيس الذي قاد الأجيال الى النفور من مجتمعاتها والبحث عن واقع اخر وهمي لم يجدوه حتى في السجون التي أذهبت العرض والشرف أحيانا ولم تحمهما من سطوة أقفالها الحديدية … فقه الجنة ومداخلها وأبوابها وشروطها لابد أن يعاد النظر فيه اسلاميا من منطلق اشاعة الخير والبناء والعطاء والاضافة وتمتين أواصر الرحمة والتعاون والاقبال على كل مسالك الخير التي تقرب الى الله تعالى بعيدا عن حصره في باب واحد أو بابين لايخرجان في نهاية المطاف عن فقه العذاب والعذاب والعذاب الذي تحول في القاموس السياسي للمنطقة الى قصص الاعتقالات المتتالية نتيجة توجس الأنظمة من رؤى فكرية أو سياسية تحتاج الى كثير من الصقل والمراجعة . انها مسؤولية مشتركة بين هذه الحركات التي يطلب منها المراجعة والرجوع الى الحق والفضيلة وبين تلكم الحكومات التي يطلب منها ادخال جرعات اصلاحية معتبرة تحول دون انسياق الشباب وراء تيارات الهدم والرذيلة أو تيارات التشنج والغلو نفورا من الدين أو تمسحا بقشوره دون اعلاء روحه ومقاصده وجواهره العظيمة , وهو مانراه اليوم سائدا في كثير من بلدان المنطقة نتاج سوء فهم أو تقصير على الجبهتين .
(*) كاتب واعلامي تونسي
(المصدر: صحيفة “الوسط التونسية” (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 10 جانفي 2008)
سلسلة معالم المذهب الاقتصادي الإسلامي – العدد الأول
إعداد : د. محمد البشير بوعلي تمهيد لقد جاءت الرسالة الخاتمة مع النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه بدين كامل وتعاليم شاملة لجميع مناحي الحياة، فتأسس المجتمع الإسلامي في ظل قانون عملي يضبط سلوك الناس ويوجههم لما فيه خير الفرد والجماعة بالعدل والقسطاس. فكان للمجتمع الإسلامي مقوماته المتكاملة للدولة في جميع مظاهر الحياة الحضارية. ومنها مظاهر الحياة الاقتصادية التي اهتمت بها الدعوة الإسلامية منذ بواكيرها في المرحلة المكية1، وتوسعت في تركيز دعائمها بعد تأسيس الدولة في المرحلة المدنية. وتمخض عن ذلك توسع النشاط الاقتصادي بناءً على التعاليم الواضحة التي رسمت معالم المذهب الاقتصادي في الإسلام، انطلاقا من النصوص الشرعية القرآنية والحديثية ذاتها، دون أن تُترك محلا للنظر ولاجتهاد. ثم ما لبثت أن تفرعت الفروع وتقررت أحكام المسائل الاقتصادية بجميع تفاصيلها عن طريق اجتهاد فقهاء الصحابة ثم التابعين، ثم المذاهب الفقهية المتعددة، ليُقام بذلك صرح النظام الاقتصادي في الشريعة الإسلامية شاملا في فروعه آلاف المسائل العملية ذات الصلة بالاقتصاد والمعاملات، ومتوسعا توسعا لم تشهد مثيله مختلف الشرائع السموية منها والوضعية عبر تاريخ البشرية. وقد ظل عامة المسلمين في مختلف أصقاع العالم الإسلامي عاملين بأحكام ذلك النظام حريصين عليها، في مختلف ظروفهم وأوضاعهم… ولكن ظهور المذاهب الوضعية الوافدة من أروبا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين لفت أنظار بعض الحكام والطوائف النخبوية المستغربة -بوعي وبدونه- إلى تبني أحد تلك المذاهب الدخيلة. وخصوصا منها المذهب الرأسمالي وما انبثق عنه من علم عُرف بعلم الاقتصاد السياسي، كان وليد ملاحظات بعض رجال الأعمال والتعليميين الغربيين للتجربة الأروبية خلال ذينك القرنين. ونظرا لعدم تمييز بعض الدارسين بين مدلول كلًّ من “المذهب الاقتصادي” و”علم الاقتصاد” و”النظام الاقتصادي”، فقد سرى في اعتقاد الكثيرين من أبناء المسلمين -بمن فيهم المتخصصين في علم الاقتصاد- أن الإسلام يفتقر إلى مذهب في الاقتصاد نظير علم الاقتصاد السياسي لدى الغرب، الذي يدرسه طلبة العلم من أبناء المسلمين في الجامعات الغربية، ومنها انتقل إلى المؤسسات التعليمية لسائر بلاد المسلمين على حاله تلك التي نشأ عليها في الغرب، باعتباره علما مجردا يصلح لكل الأوطان في كل الأزمان. وكلما علا صوت أحد الباحثين مطالبا بتولية وجهة المسلمين إلى رصيدهم الضخم في فقه الاقتصاد، ومذهبهم الجلي الذي قام ذلك الرصيد على أساسه، جُوبه بالقول أن الإسلام خِلوٌ من علم للاقتصاد، جاهلين أن الإسلام دين سماوي قام مذهبُه في الاقتصاد على أسس التعاليم السموية ذاتها، فلم يحتج أهلُه إلى تجربة عملية يستخلصونه منها، وأن ما قرروه بعد ذلك من أحكام فقهية فرعية، كان قائما على تلك الأصول النظرية الجاهزة مسبقا في النصوص الشرعية. وأن المسلمين -لذلك السبب- لم يحتاجوا إلى علم الاقتصاد الإسلامي، في ظل وجود القواعد النظرية الثابتة لمذهبهم الاقتصادي السامي عن أي قصور، وصرْحِ نظامهم الفقهي العملي الذي طاول الأربعة عشر قرنا من الإنجاز والتفريع، وأن غياب علمٍ للاقتصاد ينبثق عنه، لا يخدش حقيقة الإعجاز في مذهب الاقتصاد الإسلامي، إذا ما قورن بالذاهب الاقتصادية الحديثة، وخصوصا منها: المذهب الاقتصاد الرأسمالي، والمذهب الاقتصادي الاشتراكي الذيْن -على حداثتهما- فقد لحقهما من عمليات التقويم والتصحيح والترميم، بما يدل بوضوح على القصور الكامن فيهما، بل وفي الأصول الفلسفية ذاتها التي تأسس عليها كلٌّ منهما، وبما يؤكد بكل جلاء غياب الإطلاق فيهما، وكمون النسبية في قواعدهما. وما هذه الدراسة إلا محاولة متواضعة لرسم معالم المذهب الاقتصادي في الإسلام، بعد بيان وجوه المفارقة بين الواجهة النظرية المذهبية والواجهة الفقهية العملية لموضوع الاقتصاد الإسلامي. ولكن ذلك لم يكن كافيا في توضيح معالم هذا الموضوع بدون الاجتهاد -قبل ذلك- في رسم صورة واضحة عن نشأة المذاهب الاقتصادية الوضعية في العصر الحديث، وخصوصا خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وهي الفترة الحاسمة في تاريخ أوربا التي صبغت بصبغتها كل ما تلاها من مراحل تطور موضوع الاقتصاد في ظلها، ثم ألقت بظلالها على جميع أنحاء العالم الذي كانت تسيطر عليه، ولا زالت تؤثر فيه، ومن ضمنها العالم الإسلامي في مختلف مظاهره الاجتماعية، وخصوصا منها الحياة الاقتصادية. خاصية الشمول في الشريعة الإسلامية : لا ريب في اعتقاد كل مسلم أن التعاليم الواردة في التشريع الإسلامي، جاءت شاملة في معالجتها لجميع الجوانب التي يحتاج إليها الإنسان، من مطالب روحية وعقلية و جسدية، ولم تقتصر على جانب واحد منها أو بعضها دون البعض الآخر، خلافا لسائر العقائد والأديان والمذاهب الأخرى… كما أن تلك التعاليم تستوعب جميع صروف التصرف الإنساني العملية، من الجوانب الشعائرية والأخلاقية والاجتماعية والسياسة والاقتصادية والثقافية وغيرها. فضلا عن المبادئ العقدية التصديقية. لذلك نجد في القرآن مضامين مختلفة ومتكاملة متعلقة بتلك الجوانب جميعًا، وإشارات كثيرة حتى فيما يتعلق بالمعارف الكونية الطبيعية، مما لا يتعارض مع الحقيقة الوجودية، بل يطابقها ويكشف أسرارها. ويلبّي مطالبها بالعدل، بما يخدم وجود الإنسان ويحقق مصالحه في الدنيا والآخرة. بل إن هذه الحقيقة هي من عداد المعلوم من الدين بالضرورة -عندنا معشر المسلمين- “فشمول الشريعة واستيعابها لجميع مجالات الحياة، من الخصائص الثابتة لها، لا عن طريق تتبع أحكامها في كل تلك المجالات فحسب، بل عن طريق التأكيد على ذلك في مصادرها العامة أيضا؛ فنحن نستطيع أن نجد في هذه المصادر نصوصا تؤكد بوضوح على الشريعة وامتدادها إلى جميع الحقول التي يعيشها الإنسان، واغتنائها بالحلول لجميع المشاكل التي تعترضه في شتى المجالات”2 فقد أكد القرآن الكريم على هذه الخاصية في قوله تعالى{ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}(النحل89). كما أن هذه الخاصية هي من أجلى الحقائق التي كانت حاضرة لدى فقهاء المسلمين منذ القديم، وقد تمثلوها بوضوح في عبارتهم المأثورة المتداولة والشهيرة القائلة بأنه “ما من قول أو فعل أو حركة أو سكون إلا وللشرع الإسلامي فيه قول”. مفهوم الاقتصاد الإسلامي: عبارة “الاقتصاد الإسلامي” في اللغة هي مركب نعتي يتكوّن من لفظين: لفظ “الاقتصاد” وهو المنعوت، ولفظ “الإسلامي” وهو النعت. أما لفظ “الاقتصاد” فهو في الأصل مصدر لفعل “اقتصد”، وأصله “قصد”، والقصْد كما جاء في مختار الصحاح هو “إتيان الشيء…والقصْد (أيضا) ما بين الإسراف والتقتير، يُقال: فلانٌ مقتصِدٌ في النفقة، واقصدْ في مشيك واقصدْ بذرعك أي اربعْ على نفسك. والقصد العدْل”3. وجاء في قواعد أحكام العز بن عبد السلام “الاقتصاد رتبة بين رتبتين، ومنزلة بين منزلتين. والمنازل ثلاثة: التقصير في جلب المصالح، والإسراف في جلبها، والاقتصاد بينهما4. قال الله تعالى:{ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا}(الإسراء،29). وقال:{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما}(الفرقان،67). وقال حذيفة: الحسنة بين السيّئتين، ومعناه: التقصير سيئة، والإسراف سيئة، والحسنة ما توسط بين الإسراف والتقصير، وخير الأمور أوسطها”5. وحديثًا أخذ لفظ “الاقتصاد” دلالة عَلمية إذا أُطلق أفاد معنى “علم الاقتصاد”. ومع أن هذه التسمية الأخيرة بدلالتها العَلمية مستَحدَثة -وليست متعارَفة في لغة العرب قديما بسبب جِدتها في هذا الاستعمال الاصطلاحي- فإن اختيارها يبدو موفقًا، لأصالة اللفظ في اللغة من ناحية، ولجمعه بين معاني القصْد في التوجه إلى الشيء والعدل والتوسط فيه6. وأما لفظ “الإسلامي” فهو وصفٌ للفظ “الاقتصاد” جاء لتقييد دلالته بإخراجها من عموم معناها إلى خصوص الاقتصاد المنتسب إلى الدين الإسلامي دون غيره مما هو منتسب إلى غيره من المذاهب الوضعية المتمخضة عن جهد البشر القاصر. “ونحن حين نطلق عبارة “الاقتصاد الإسلامي” لا نعني بذلك علم الاقتصاد السياسي مباشرة، لأن هذا العلم حديث الولادة نسبيا، ولأن الإسلام دين دعوة ومنهج حياة وليس من وظيفته الأصلية ممارسة البحوث العلمية.. وإنما نعني بالاقتصاد الإسلامي: المذهب الاقتصادي للإسلام، الذي تتجسد فيه الطريقة الإسلامية في تنظيم الحياة الاقتصادية، بما يملك هذا المذهب ويدل عليه من رصيد فكري، يتألف من أفكار الإسلام الأخلاقية والأفكار العلمية الاقتصادية أو التاريخية التي تتصل بمسائل الاقتصاد السياسي أو بتحليل تاريخ المجتمعات البشرية…فحينما نريد أن نعرف مثلا رأي الإسلام في حقيقة الدور الذي يلعبه كلٌّ من رأس المال ووسائل الإنتاج والعمل في عملية الإنتاج.. يجب أن ندرس ذلك من خلال الحقوق التي أعطاها الإسلام لكل واحد من هذه العناصر في مجال التوزيع، كما هو مشروع في أحكام: الإجارة والمضاربة والمساقاة والمزارعة والبيع والقرض”7. دعوى افتقار الإسلام لنظام اقتصادي: لقد ادعى كثيرون من مسلمين وغيرهم أن الإسلام خِلوٌ من أيّ نظام اقتصادي جدير بأن يُنسَب إليه، فلا اقتصادَ في الإسلام بحسبهم. وإنما أشكل على هؤلاء خلطُهم بين مفهوم كلٍّ من “المذهب الاقتصادي” و”علم الاقتصاد” و”النظام الاقتصادي”.. “فظنوا -بحكم خلطهم بين العلم والمذهب- أن القول بوجود اقتصاد إسلامي يعني أننا سوف نجد لدى الإسلام فكرا اقتصاديا وبحثا علميا في قوانين الحياة الاقتصادية من إنتاج وتوزيع وغيرهما نظير ما نجده في بحوث “آدم سميث” و”ريكاردو”، وغيرهما من أقطاب الاقتصاد السياسي. ولمّا كنّا لا نجد في الإسلام بحوثا من هذا القبيل، فليس الاقتصاد الإسلامي إلا ادعاء لاِ أساس له من الصحة”8 عند هؤلاء. وليس أدل على قصور هذه الدعوى من وجود ما اصطلح عليه فقهاءُ المسلمين بفقه المعاملات، وهو بالتأكيد ليس علمًا للاقتصاد الإسلامي لاختلاف الدلالتين، وإنما هو دراسة عملية فروعية واسعة ودقيقة للنشاط الاقتصادي في المجتمع الإسلامي تغطّي جانبَ القانون المدني الإسلامي، وهي بدون شك نظام شامل متكامل لمظاهر الحياة الاقتصادية في الشريعة الإسلامية. كما تعلل البعض الآخر في التمسك بهذه الدعوى بحجة أن الإسلام قد تضمن فعلاً بعض المسائل الجزئية المتعلقة بحياة الناس الاقتصادية، ولكن تلك المسائل لا تعدو كونها مواعظ أخلاقية جاءت في سياق الأوامر والنواهي الخاصة بحياة المسلم الفردية، ولا ترقى إلى مصاف المذهب الاقتصادي ولا النظام الاقتصادي. وهذه بدورها شبهة قاصرة يسهل ردها على أصحابها بمجرد إجراء مقارنة بسيطة بين بعض المبادئ الاقتصادية الإسلامية، وبين غيره من المذاهب الاقتصادية الوضعية، حيث “نلاحظ أن الإسلام عالج نفس الموضوعات التي عالجتها الرأسمالية -مثلا- وعلى نفس المستوى، وأعطى فيها أحكامًا من وجهة نظره الخاصة، تختلف عن وجهة النظر الرأسمالية، فلا مبرر للتفرقة بينهما، أو للقول بأن الرأسمالية مذهب، وليس في الإسلام إلا المواعظ والأخلاق…فالملكية -مثلا- وهي المحور الرئيسي للاختلاف بين المذاهب الاقتصادية. فإن الرأسمالية ترى أن الملكية الخاصة هي المبدأ، وليست الملكية العامة إلا استثناء…والماركسية ترى أن الملكية العامة هي الأصل والمبدأ…والإسلام يختلف عن كل من المذهبين في طريقة علاجه للموضوع، فهو ينادي بمبدأ الملكية المزدوجة، ويرى أن الملكية العامة والملكية الخاصة شكلان أصيلان للملكية في مستوى واحد، ولكل من الشكلين حقله الخاص9”. وإنه لمدعاة للغرابة أن يعترف المستشرقون بأن الثروة الفقهية الإسلامية هي أوسع ثروة تشريعية -حتى أنهم وسموا الحضارة الإسلامية بالحضارة الفقهية وأنّ مكتبتها هي أعظم مكتبة في التاريخ البشري- وأن يدّعي الباحثون الاقتصاديون -في نفس الوقت- افتقارَ الإسلام لنظام اقتصادي، مع أن دائرة فقه المعاملات في مجموع تلك الثروة تمثل أعظم جوانبها، فقد أفرد لها الفقهاء مجلدات من موسوعاتهم الفقهية الضخمة. فكيف يكون الفقه الإسلامي خاليا من نظام اقتصادي والحال تلك!. الاقتصاد الإسلامي ليس علما10 : يمثّل كل مذهبٍ اقتصادي -رأسمالي أو اشتراكي أو إسلامي أو غيره- جزءًا من تصوّرِ متكامل يتناول مختلف جوانب الحياة ومناحيها…والمذهب الإسلامي لا يزعم لنفسه الطابع العلمي، كالمذهب الماركسي، كما أنه ليس مجردا عن أساس عقائدي معين ونظرة وجودية -أنطولوجية- للكون والحياة، كالرأسمالية. “ونحن حين نقول عن الاقتصاد الإسلامي إنه ليس علما، نعني أن الإسلام دين يتكفل بالدعوة إلى تنظيم الحياة الاقتصادية كما يعالج سائر نواحي الحياة، وليس علمًا اقتصاديا على طراز علم الاقتصاد السياسي، وبمعنى آخر هو ثورة لقلب الواقع الفاسد وتحويله إلى واقع سليم، وليس تفسيرا موضوعيا للواقع”11، لأن ذلك من اختصاص العلم وحده، باعتباره جهدا بشريا قاصرا، والإسلام أسمى من ذلك وأعظم. وكون الاقتصاد الإسلامي ليس عِلما لا يعني أنه يتعذر وجود علمٍ للاقتصاد الإسلامي ينبع من مبادئ الاقتصاد الإسلام المذهبية، ويستفيد من ملاحظة التجربة العملية للمجتمع الإسلامي في سلوكه الاقتصادي القائم على تلك المبادئ. بل إن ذلك ممكنٌ تحققه مستقبلاً، ولكنه غير متحقق الآن. وليس في هذا التأخر انتقاصٌ من معالم ديننا الحنيف، لأن سبْقَ التجربة البشرية العملية -بما فيها من نقائص- لاستخلاص القواعد العلمية للاقتصاد، هو من سمات المذاهب الوضعية القاصرة، خلافا للدين الإسلامي السماوي، فتعاليمه قائمة على الوحي الرباني، وطبيعي ألا ترتهن تلك التعاليم بسلوك البشر وخبرتهم في الواقع12. إذن “فالوظيفة المذهبية تجاه الاقتصاد الإسلامي هي: الكشف عن الصورة الكاملة للحياة الاقتصادية وفقا للتشريع الإسلامي، ودرس الأفكار والمفاهيم العامة التي تشعّ من وراء تلك الصورة…وأما الوظيفة العلمية تجاه الاقتصاد الإسلامي فيأتي دورُها بعد ذلك، لتكشف عن مجرى الحياة الواقعي وقوانينه، ضمن مجتمع إسلامي يطبَّق فيه مذهب الإسلام تطبيقا كاملا. فالباحث العلمي يأخذ الاقتصاد المذهبي في الإسلام قاعدة ثابتة للمجتمع الذي يحاول تفسيره وربط الأحداث فيه بعضها ببعض. فهو في هذا نظير الاقتصاد السياسي لعلماء الاقتصاد الرأسماليين الذين فرغوا من وضع خطوطهم المذهبية، ثم بدأوا يفسرون الواقع ضمن تلك الخطوط، ويدرسون طبيعة القوانين التي تتحكم في المجتمع الذي تُطبَّق عليه، فنتج عن دراستهم هذه علم الاقتصاد السياسي. وهكذا يمكن أن يتكون للاقتصاد الإسلامي علمٌ ، بعد أن يُدرََس دراسة مذهبية شاملة، من خلال دراسة الواقع في هذا الإطار”13. العدد الثاني http://assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=117&Itemid=1 العدد الثالث http://assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=130&Itemid=1 العدد الرابع http://assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=153&Itemid=1 المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 9 جانفي 2008
“هو وهي” الفيلم الجديد لالياس بكار:
عندما تتحول اللحظة السينمائية إلى عملية جلد للذات
لا نستطيع القول ان المخرج إلياس بكار ومن خلال فيلمه الجديد «هو وهي» قد ترك مجالات كثيرة للنقد. إما أن تقبل المشروع ككل أو أن ترفضه برمته. وفي حقيقة الامر فإن المخرج إلياس بكار وهو الذي يبدو كأنه قد وضع أوراقه كلها في هذا العمل في سلة واحدة جعل مهمة المتلقي تبدو صعبة للغاية. مشاهدة هذا العمل لا يمكن أن نصفها بأنها فسحة لطيفة.
وعليك كمتلق أن تفرك عينيك طيلة فترة المشاهدة لانك في كل مرة تشك إن كانت الاحداث تجري بالفعل أم هي من قبيل التهيئات ذلك أن عملية المزج بين الواقع والخيال قد تم استعمالها بإطناب في هذا الفيلم.
دارت أحداث الفيلم كلها في فضاء مغلق ولم يكن من حقنا أن نتطلع إلى خارج الشقة إلا في مناسبات قليلة لكن الفضاء الخارجي لا يتجاوز بضعة أمتار أمام باب الشقة أي المسافة التي توصلنا إلى مصعد العمارة. دارت الاحداث في شقة متواضعة ومهملة. لكن تم استعمال ما يلزم من ديكورات لتوضيح أن الشقة وإن كانت مبعثرة الاثاث وبعض الاجهزة فيها معطلة فهي لا تدل على فقر في مستوى شخصية قاطنها، بل أن المفروشات التقليدية والكتب الكثيرة تحيلنا بالقوة إلى شخصية مثقفة ومفكرة. اقتصر المخرج على ممثلين اثنين هما من أنيسة داود التي يشاهدها الجمهور هذه الايام في فيلم «عرس الذيب» للجيلالي السعدي ومحمد علي بن جمعة الذي صار الجمهور التونسي يعرفه جيدا من خلال أدواره في السينما وإطلالته بالتلفزيون، مع ظهور بارق للممثل عبد الحميد قياس ومشهد لمنوبية بن سعيد.
علاقة أزلية
«هو وهي» عنوان لا يمكن إلا أن يصف تلك العلاقة الابدية بين المرأة والرجل. الفيلم محمل بالابعاد الفلسفية والرموز والايحاءات. الاحداث تدور بتونس وبالتحديد حول شاب مثقف اختار العزلة في شقته بفعل عوامل ذاتية وموضوعية من بينها أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالولايات المتحدة الامريكية مع العلم أن هذا الفيلم الذي عرض للجمهور بداية من أمس قد شرع صاحبه في التحضير له منذ سنة 2001. تقتحم فتاة شقته وتحاول فك عزلته بالقوة. مستعملة في خطابها لغة منفعلة ومتحررة من الضوابط الاخلاقية المتفق عليها وهي لا تتردد في استعمال السواعد أيضا. ما نعرفه عن هذه الفتاة أنها تبلغ من العمر 19 سنة وأنهما ربما يعرفان بعضهما من قبل. لا هي تحمل اسما ولا هو يحمل اسما. الحوار لا يخدمنا كثيرا في مجال التعريف بهويتيهما. بعض أطراف الحديث تقول بأن الشاب طالب في الطب وأن مشروعه أن يصبح في يوم ما طبيبا ربما تأخر طويلا أو ربما لم يعد يغريه كثيرا. اللحية والنظارتان والرداء الصوفي الابيض الطويل الذي يلف فيه جسده اتقاء البرد تترك المجال مفتوحا لعدة قراءات. أما هي فقد كانت واضحة تعرف ما تقول وتعرف ماذا تطلب.
هي تلك الفتاة الشابة التي تتدفق فيها دماء الشباب تطرق باب الرجل ليلا لا يفتح لها الباب مباشرة لكنها تصر وتلح وتنتهي بالرجل وهو يفتح لها باب الشقة، تمارس سلطتها عليه. تحاول فك عزلته تارة بالاغراء وتارة بالصد وتارة أخرى بالقوة. تطوعه كيفما تشاء وتمتص غضبه وتتغلب على قوته الجسدية بأسلحة الجسد واللغة. تدور الاحداث كلها تقريبا في مناخ حميمي. تكون الاجساد في أغلب المشاهد عارية. لحظات الخلو إلى الذات في الفيلم قليلة. الاعصاب مشدودة في الغالب ونشعر في كل مرة أن الانفجار قادم. وكأننا بالمخرج تسكنه رغبة في توضيح سر الكون.
الممثل محمد علي بن جمعة كشف كعادته عن قدرة واضحة في التلبس بالدور. لقد تطلب منه الفيلم حضورا جسديا كبيرا وطاقة واضحة على تجاوز نفسه من خلال آداء لحظات صعبة عاشتها شخصيته وتطلبت تجميعا لطاقة كبيرة وتوظيفا لكامل مكونات الجسد لكن إضافة إلى التعبير الجسماني كان ينبغي له أن يكون حاضرا على المستوى الذهني. أما الممثلة أنيسة داود فقد كانت بالخصوص جريئة ومنسجمة مع شخصيتها وهي من الممثلات الشابات المقتنعات جدا بأن الجسد وسيلة اساسية لدى الممثل وأكدت في تصريحاتها بعد تقديم الفيلم صباح اول امس في عرض خاص أمام الاعلاميين بحضور مخرج الفيلم والممثل محمد علي بن جمعة بقاعة أميلكار بالمنار في العاصمة أن الممثل لا ينبغي أن يتردد في توظيف جسده لان ذلك من طبيعة مهنة الممثل.
الانسان في كل حالاته
المرأة الشابة التي شاهدناها في فيلم «هو وهي» يتراءى لنا أحيانا أنها مجرد سراب أو هي من وحي خيال الرجل المنعزل في شقته أو هي ضميره أو هي نتيجة حاجة ملحة إلى امرأة تخرجه من حالته تلك. في الاثناء سمح للفنطازيا أن تذهب بنا بعيدا. وفي الاثناء كانت الكاميرا ترصد الانسان في مختلف حالاته بما في ذلك البهيمية منها.
السؤال الآن إلى أي حد يمكن أن نذهب مع المخرج في منطقه؟.
من ناحية التطرق سينمائيا للفكرة، فإن هناك شاعرية وعناصر جمالية في عدد من المشاهد لكن عددا آخر من المشاهد كانت الظلمة فيها. الظلمة على مستوى الفضاء وعلى مستوى ما يتركه الممثلان من انطباع بذلك كانت تشكل عبئا ثقيلا على المتلقي كما أن الفيلم كان مملا في بعض اللحظات. الايقاع كان ثقيلا. المدخل بالخصوص. بعض المشاهد كانت مستفزة. ذلك أن الكاميرا تقف مطولا أمام موقف تجدنا متحفزين للانتقال إلى موقف آخر. إلياس بكار ليس المخرج الاول الذي فتح أبواب الحوار حول العلاقة المركبة والمعقدة بين الرجل والمرأة أو بين الانسان والحياة فالمرأة يمكن أن ترمز أيضا للحياة في هذا الفيلم أو بين الانسان وضميره لان المرأة يمكن أن تكون أيضا ضمير الانسان أو هي المرآة التي يرى الانسان نفسه من خلالها فالموضوع قديم جديد. لكن المقاربة المعتمدة هي التي يتمحور حولها النقاش. الفضاء المغلق والمناخ الحميمي والحضور الطاغي للجسد والوصف الموغل للعلاقة المتوترة والعنيفة بين الكائن البشري واللحظات القليلة جدا التي تخف فيها وطأة الاحداث والاصرار على وصف بعض الحالات بدقة متناهية تكون غير ضرورية أحيانا وكان يمكن استعمال الرمز أو الايحاء دون أن تفقدها صدقها وبلاغتها جعلت العمل وكأن وراءه رغبة في الايلام وكأن هناك لذة من وراء كشف مواطن القبح لدى البشر.
إن تحويل اللحظة السينمائية إلى ما يشبه لحظة جلد الذات وتعذيب النفس فهذا توجه قد يكون له أنصاره لكنها تبقى لحظة صعبة جدا وتتطلب من الكائن المتفرج أن يتعالى على كل ما يختزنه من ثقافة وما يضعه أمامه من معايير أخلاقية بالاساس. مع ذلك يبقى هناك شرط جمالية العمل والشعور بمتعة المشاهدة. فيما يخص الناحية الاولى فإن هناك بعض اللحظات كانت قوية على غرار المشهد الذي تم فيه استعمال صوت الماء لتطهير الانسان كما تم توظيف الصوت بشكل جيد عموما في حين أن الاغنية بصوت درصاف الحمداني التي انتهى بها العمل كانت مسقطة وكان من الممكن الاستعانة بها داخل الاحداث أما فيما يخص متعة المشاهدة، فإنه لا يمكن الجزم بذلك ذلك أن الاحداث لا تأخذك إلى عالمها وتبقى أغلب ردهات الفيلم محافظة على مساحة بينك وبينها.
حياة السايب
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 جانفي 2008)
بعد عرضه الأول للصحفيين والنقاد
إلياس بكار: فيلمي “هي وهو” تعرية لواقع الاضطهاد
تونس – الراية – إشراف بن مراد:
بعد عرضه الأول للصحفيين والنقاد من المنتظر أن يخرج الفيلم هي وهو لصاحبه الياس بكّار، قريبا إلي القاعات السينمائية التونسية. ويعد هذا الفيلم الذي قام بكار بكتابته أيضا أول أفلامه الروائية الطويلة. لتكون السمة المسرحية هي أول ما يطالع المشاهد في هذه الدراما النفسية: شخصيتان وحوارية واضاءة متبدلة وكاميرا ترصد الممثلين بمواربة.
تدور أحداثه داخل مكان واحد لا يضم سوي شخصيتين، ورجل وامرأة آخرين لا يظهر كل منهم سوي ثوان معدودة، والمكان هو شقة فقيرة يسكنها شاب وحيد تزوره فتاة غامضة ذات ليلة شتوية موحشة وقد وصف النقاد الفيلم بأنه فيلم يعبر عن موهبة سينمائية لمخرج شاب في أول أفلامه تتجلي في قدرته علي الحكي والتعبير بالصورة في فيلم لا تتيح إمكانياته هذه القدرة بسهولة, ويعد من أكثر الأفلام التي عبرت عن الحالة التي وصل إليها العرب من عجز ويأس ورغبة في الموت وتعذيب النفس.
من الوثائقي إلي الروائي
ويذكر أنّ المخرج الياس بكّار درس الإخراج السينمائي في باريس، ثم واصل دراسته في لوس أنجليس ليعود إلي تونس لكي يعمل كمساعد مخرج أول الأمر مع مخرجين تونسيين. كما ساهم في عدة أفلام مثل حرب النجوم ، و حلق الواد و لا تموت في القدس وسواها.. يتحدث الياس بكار عن تجربته في عالم السينما فيقول: أول أفلامي الوثائقية هو زنقة الماضي المفقود وهو فيلم مكرس لجدتي الطاعنة في السن التي تسكن في بيت عتيق. كان عمرها قد بلغ الخامسة والثمانين وهي تعيش بمفردها في المدينة العتيقة. وعلي الرغم من أن بيت أبي كان عامراً ومكتظاً بالمناسبات والعائلات التي تأتي إليه في أثناء الاحتفالات التي كنا نقيمها إلا أن جدتي كانت تفضل العيش بمفردها، ومقتنعة بحياتها التي كانت تلفها غرابة محددة ربما لم يرها غيري، ولذلك وثقت حياتها بفيلم زنقة الماضي المفقود . الفيلم الثاني هو المرآة الممنوعة وهو شريط روائي قصير. أما الفيلم الثالث آخر سفرة فهو روائي قصير يحكي قصة شاب تونسي ذهب إلي فرنسا وأصيب بمرض السيدا وعاد لكي يموت في تونس. كما أخرجت فيلماً وثائقياً عن باكستان 6 ، 7 بعد الزلزال الذي ضربها في 5 أكتوبر 2005. وقد حصل هذا الفيلم علي الجائزة الأولي في مهرجان الجزيرة الدولي الثاني للإنتاج التلفزيوني في الدوحة. وقد سلّط هذا الفيلم الضوء علي الآثار النفسية والاجتماعية والصحية التي لحقت بأطفال الباكستان نتيجة لذلك الزلزال المروع من خلال لقاءات مع أطفال يروون اللحظات المخيفة التي عاشوها في أثناء الكارثة. وهناك شريط آخر بعنوان مدرستي وهو فيلم عن المدارس في باكستان وهو كما أظن من أفضل الأفلام الوثائقية التي عملتها، وهو يحكي عن الدراسة والتعليم للأطفال الباكستانيين علي اختلاف طبقاتهم والمشمولين بالدراسة. وأنا الآن بصدد التحضير لفيلم سينمائي جديد بعنوان تونس الليل .
تحديات الفيلم
وعن طبيعة التحديات التي واجهها عند إخراج الفيلم، يقول إلياس بكار عن هذا الفيلم: كان التحدي الأول لنفسي كمخرج أو ككاتب سيناريو هو لكسر بعض القواعد المتعارف عليها في الكتابة والإخراج، فكيف لكاتب سيناريو أن يتعامل مع شخصيات من دون هوية، أومن دون اسم. والتحدي الثاني بالنسبة لي كمخرج هو تحدٍ تقني، فكيف يتعامل المخرج أو المُصوِّر مع الفضاء الضيق الذي تتحرك فيه شخصياته الرئيسة والثانوية التي اقتصر حضورها عند باب المنزل فقط. كما أردت من خلال هذين التحديين أن أبتعد عن كثير من الأمور المألوفة التي اعتدنا عليها في السينما العربية مثل اختيار القصة، أو تطويعها بصيغة سينمائية. لقد فهمت ما أريده جيداً، وأمسكت بروح الفكرة، وليس بالمرجعيات الأساسية لها مثل الهوية أو الإسم أو المهنة، ومن نقطة الإدراك العميق تلك إنطلقت في بناء الفيلم . ويواصل حديثه: قبل يومين من بدء تصوير فيلمي شاهدت في تونس فيلماً سينمائياً لم أره من قبل. وكان هذا الشريط السينمائي الذي ينتمي إلي فترة السبعينات هو العرس في تونس للمخرج فاضل الجعايبي. وحينما رأيت الفيلم كان بمثابة صدمة كبيرة بالنسبة لي، بل أوشكت أن أوقف تصوير فيلمي المعنون ب هي وهو نظراً للشبه أو للتطابق الكبير بين فيلمي وهذا الفيلم الذي شاهدته أول مرة علي الرغم من أن المدة الزمنية التي تفصلنا هي ثلاثون سنة، غير أن الممثلين والتقنيين وبقية فريق العمل قالوا لي لماذا نتوقف؟ إذ من الممكن أن تكون نظرتك التي تنتمي للقرن الحادي والعشرين مختلفة تماماً عن نظرة الجعايبي التي مرّ عليها أكثر من ثلاثين سنة. وهناك أكثر من فيلم عالمي أعطاني شحنة فنية، غير أن الذي عشته مع الممثل محمد علي، وتعرفي العميق علي الممثلة أنيسة داوود هو الذي حفزني لأن أتصور الفيلم علي هذا المنوال. وفي الوقت نفسه فأن الحالة النفسية التي كنت أعيشها في ذلك الوقت هي التي دفعتني لأن أصوِّر شخصيتين من هذا النوع، ومن الممكن أن أكون أنا نفسي فاقداً لهويتي في ذلك الوقت وأبحث عن هويتي، أو كنت أشعر أنني من دون هوية. باختصار كنت في قاع البئر في ذلك الوقت، وقد وجدت نفسي في هذا العمل الذي ساعدني في التعرف علي هويتي الداخلية.
وعن الجوانب والإشكالات النفسية المهمة التي تعاني منها الشخصيتان الرئيسيتان في الفيلم،يقول المخرج الياس بكّار: فمن حق الشخصية الذكرية أن يقال عنها انّها مُضطَهدة، لأن هذا الإضطهاد إن لم يكن سياسياً فهو اجتماعي بالتأكيد. ولقد أحسست أنا بهذا الإضطهاد، ليس في ذلك الوقت، بل لا أزال أشعر به حتي الآن. فهذه الشخصية المُضطهدة من قبل المجتمع في قيمها أولاً، كما تضررت قيم هذه الشخصية في عمقها. وهذا ما أشعر به أنا أيضاً. ففي تونس، في ظل هذا الزمان الذي يعير المادة أهمية كبيرة، ممكن أن يدفع بالإنسان لأن يترك ويتخلي عن الجانب المهم في الحياة، ويذهب صوب جانب آخر يعتقد بحسب رأيه أنه الأهم. بالنسبة لي هذه الشخصية اضطهدت اجتماعياً، وثقافياً، وهذا الأمر له انعكاسات علي العاطفة، والرؤية المستقبلية لهذه الشخصية. أما الاضطهاد السياسي فهو واضح لأن عدم المشاركة في الخطاب السياسي هو بحد ذاته اضطهاد. لا أدري إذا كنت تتذكرين ما يقوله هو ل هي عندك رأي في السياسية فتجيبه إلا في السياسة. يبدو أننا تعودنا علي هذا الأمر.. هنا أنا رأيي واضح جداً وهو أن مشكلتي هي: كيف نبني مواطناً، هذا المواطن الذي رفض العالم الخارجي، والتلفزيون، والراديو وكل أدوات التواصل المعروفة، يعني من بين ما يعنيه هو رفضه لهذه المنظومة التي يجب أن تحتوي المواطن ككلمة وليس كفعل، ولذلك فقد عزل نفسه عن هذه المنظومة عزلة إضافية بسبب الحُكم القاسي الذي صدر بحق المواطن التونسي، وفضَّل أن يعيش في عالم آخر كأن يكون عالم الجسد، أي أن يأكل ويشرب ويتنفس فقط. أما الذهن والروح فكلاهما غائب (…) إنّ المسألة التي تناولتها هي معقدة نوعاً ما. ولو نحلل هذه القضية بعمق سنجد أن الوضع خطير نسبياً لأن الإنسان العادي نفسه يجد في داخله شخصية معقدة أو مركبة، وحقيقة هذه الشخصيات بالنسبة لي علي ما هي عليه في الداخل، وليس في سطحها الخارجي مجردة من كل الثياب التي يمكن أن تعطيها صفة اجتماعية أو وضعاً ثقافياً محدداً. أحببت أن أتعامل مع هذه الشخصيات كمظْهَر ليس بمعني السطحية، وإنما أردت ألا يكون لها قاسم مشترك مع المجتمع الخارجي، بل تبدو غريبة عنه بسبب أسباب الاغتراب التي أشرت إليها سلفاً، ولعل أبرزها مصادرة الحرية الشخصية لهما .
(المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 10 جانفي 2008)
إيطاليا.. مبادرة يسارية لدعم الحجاب بالقانون
محمود رضا
تورينو (شمال غربي إيطاليا) – بعد أيام قليلة من انطلاق العام الميلادي الجديد، بدت مؤشرات تلوح في الأفق بأن عام 2008 ربما يشهد قانونا جديدا يدعم ارتداء المسلمات للحجاب في الأماكن العامة بإيطاليا، ويحيطهم بسند قانوني يحميهم من تحفظات قسم من المجتمع الإيطالي واعتراضات بعض السياسيين خاصة اليمينيين منهم.
فقد صرحت سيلفانا أماتي عضوة مجلس الشيوخ الإيطالي (الغرفة الثانية في البرلمان) ومقررة لجنة الشئون الدستورية بالمجلس أن اللجنة تسعى بمبادرة منها لإصدار قانون ينظم اللوائح الخاصة بارتداء الحجاب في الأماكن العامة بما يؤدي للتأكيد على السماح بارتدائه، “شريطة أن يترك الوجه مرئيا”.
وشددت أماتي –المنتمية للحزب الديمقراطي أكبر أحزاب ائتلاف يسار الوسط الحاكم– على ضرورة أن يلتزم القانون المقترح بتطبيق القانون رقم 152 لسنة 1975 والذي يمنع تغطية الوجه في الأماكن العامة، وذلك في إشارة إلى أن القانون المقترح لن يجيز ارتداء “النقاب”.
من جانبهم، رحب عدد من قادة الأقلية المسلمة في إيطاليا بتصريحات أماتي التي أدلت بها مطلع الأسبوع الجاري، إلا انه تباينت وجهة نظرهم بشأن حظوظ هذا القانون المقترح وإمكانية تمريره وإقراره من قبل الهيئات التشريعية.
انتصار للحريات
ورحب كساب بوشتى نائب رئيس اتحاد المسلمين في إيطاليا –في تصريحات خاصة لـ”إسلام أون لاين.نت”- بتصريحات أماتي، مشيرا إلى أنه في حال تحول القانون المقترح إلى واقع فإنه سيكون “انتصارا للحريات في إيطاليا وترجمة فعلية للحرية الدينية وتأكيدا لحق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب”.
وأضاف إن هذا القانون –في حال صدوره– “سيكون منسجما مع موقف السلطات الإيطالية المتسامح في قضية ارتداء الحجاب منذ أن عرف المهاجرون العرب والمسلمون طريقهم إلى إيطاليا، واكتسبت الحكومة خبرة التعامل معهم ومع معتقداتهم “، لافتا إلى أن مشاكل الحجاب محدودة وسرعان ما يتم حلها بالتفاهم والحوار.
ومتفقا معه، أعرب محمد الزيات المسئول بمكتب منظمة الإغاثة الإسلامية في إيطاليا -في تصريحات لـ”إسلام أون لاين.نت”- عن اعتقاده بأن إقرار مقترح قانون تنظيم ارتداء الحجاب “سيكون بلا شك مكسبا وأمرا جيدا وإيجابيا مقارنة بوضع قضية الحجاب في فرنسا وألمانيا اللتين تحظران ارتداءه في الدوائر الرسمية”.
ورأى أيضا أن مثل هذا القانون لو تم إقراره فسيحاط حجاب المحجبات بـ”سند قانوني يحميه من تحفظات المجتمع ومهاترات بعض السياسيين” خاصة اليمينيين منهم.
الحجاب دستوري
على الجانب المقابل، قلل الدكتور على أبو شويمة رئيس المركز الإسلامي في ميلانو من أهمية تصريحات سيلفانا أماتي بشأن العمل على قانون لتنظيم ارتداء الحجاب.
وقال لـ”إسلام أون لاين”: إن القانون المقترح سيكون “بلا جدوى”، “نظرا لأن الدستور الإيطالي يكفل للمرأة المسلمة حق ارتداء الحجاب في الأماكن العامة” على حد قوله. وأضاف أن الدستور الإيطالي يؤكد بوجه عام على أن “أي إنسان حسب دينه ومعتقده، يمكنه تطبيق هذا المعتقد أو الدين سواء في شكل فردي أو جماعي”.
ولفت أبو شويمة إلى “أن ارتداء الحجاب بات أمرا واقعا في الحياة الإيطالية وتسمح السلطات به، وأنه لا يحتاج لقانون لينظم ارتداءه”.
حظوظ القانون
وحول حظوظ مقترح أماتي وإمكانية تمريره وإقراره من قبل البرلمان الإيطالي كقانون، أعرب كساب بوشتى عن تفاؤله إزاء إمكانية ذلك قائلا: “إن إيطاليا ليست كفرنسا”.
وأبدى محمد الزيات كذلك عن تفاؤله غير أنه أعرب في الوقت نفسه عن خشيته من أن تعيق المعارضة اليمينية أي قانون بهذا المعنى نظرا للأغلبية الضعيفة التي تحظى بها حكومة يسار الوسط في مجلس الشيوخ.
وبدوره، أعرب أبو شويمة عن تشككه في أن يتحول هذا المقترح إلى قانون. وأضاف أن “السياسيين وخاصة النساء منهم يطلقون التصريحات حول قضية الحجاب من حين لآخر في محاولة لجذب الانتباه لهم، أو لأغراض سياسية وانتخابية”.
ومن جهته، أعرب إبراهيم الأمير رئيس تحرير صحيفة “أخبار الشعوب” الصادرة باللغتين العربية والإيطالية، والمسئول عن مركز ومسجد مكة الإسلامي، عن تشككه في أن يتحول هذا المقترح إلى قانون “بسبب ما قد تثيره المعارضة اليمينية من جدال بسبب قضية الحجاب”.
نافذة البرلمان
وفيما يتعلق بآليات تحول هذا المقترح إلى قانون، قال الأمير –الذي يشغل أيضا منصب عضو المجلس الاستشاري للأجانب في إقليم بيمونتي شمالي ايطاليا-: “إنه من المعتاد أن يبدأ طريق أي قانون من مجلس النواب، وفي هذه الحالة سيبدأ بقيام مقترحي هذا القانون بعرضه على لجنة الشئون الدستورية في مجلس الشيوخ، وفي حال موافقتها عليه سيتحول المقترح إلى مشروع قانون، وبعدها سيأخذ طريقه التشريعي الطبيعي بالعرض أولا على مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)”.
وفي حال رفضه من مجلس النواب –أضاف الأمير- “سيصبح مشروع القانون كأن لم يكن، أما إذا تم إقراره فسيرفع إلى مجلس الشيوخ الذي إذا وافق عليه هو الآخر فسيصبح قانونا ملزما أو العكس”.
وتملك حكومة تحالف يسار الوسط بزعامة رومانو برودي أغلبية مريحة في مجلس النواب حيث يشغل نوابها 348 مقعدا من أصل 630 مقعدا، فيما تملك معارضة تحالف يمين الوسط بقيادة رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلسكوني 281 مقعدا، ما يعني إمكانية تمرير مثل هذا القانون في مجلس النواب إذا ما تبناه جميع النواب اليساريين.
في المقابل، تملك الحكومة أغلبية ضعيفة بفارق مقعدين فقط في مجلس الشيوخ، حيث تشغل 158 مقعدا مقابل 156 لليمين، ويلزم موافقة 160 عضوا على أي قانون يطرح للمناقشة بالمجلس، ما يعني صعوبة إقرار قانون لتنظيم ارتداء الحجاب في الأماكن العامة إلا بموافقة أعضاء يمينيين، وهو أمر شبه مستحيل نظريا.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي ووزير داخليته جوليانو أماتو قد أعربا عام 2006 عن رفضهما لإصدار قانون يحظر ارتداء المسلمات في إيطاليا الحجاب بوجه عام وسط دعوات في أوروبا تطالب بمنعه قانونيا.
ويوجد في البرلمان مشروعا قانونين معلقين حول حظر الحجاب حيث لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأنهما: أولهما مشروع قانون لمنع الفتيات دون 16 سنة من ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس، بدعوى صغر سنهن وعدم قدرتهن على أن يقررن بأنفسهن رغبتهن في ارتداء الحجاب من عدمه.
أما الثاني فيدعو لتعديل قانون عام 1975 لمكافحة الإرهاب الذي يحظر استخدام أي لباس أو تمويه يمنع تحديد الهوية الفردية في المرافق العامة على أن يشمل ذلك الحجاب.
ولا يجمع كل اليساريين على ضرورة السماح للنساء المسلمات بارتداء الحجاب، لكن أكثريتهم تؤمن بذلك من منطلق موقف اليسار العلماني الذي يدعو لحرية المعتقد.
وفيما يخص قضية النقاب، اتفق جميع من حاورتهم شبكة “إسلام أون لاين.نت” من قادة الأقلية المسلمة، على أن قضية النقاب لا تشغل أذهان غالبية المسلمين في إيطاليا لسببين أولهما الخلاف الشرعي حوله، على عكس الحجاب المتفق عليه، وثانيهما مخالفته الصريحة للقوانين الإيطالية التي تحظر تغطية الوجه في الأماكن العامة لأسباب تتعلق بالأمن.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أنه يعيش في إيطاليا حوالي مليون و200 ألف مسلم، بينهم حوالي 20 ألف إيطالي معتنق للإسلام، ويتوزع غالبية مسلمي إيطاليا بين العاصمة روما في الوسط، وميلانو في الشمال.
(المصدر: موقع إسلام أونلاين (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 9 جانفي 2008)