الجمعة، 12 مايو 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2181 du 12.05.2006

 archives : www.tunisnews.net


 

 
مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة: بيــان

اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس: السلطة تستهدف جذور استقلالية المحاماة في تونس

الجزيرة.نت: قوات الشرطة تعتدي بالضرب على محاميين تونسيين

برنامج حصة يوم الاحد 14 ماي لقناة الحوار و ملحق خير ان شاء الله

آمال الرباعي: الإحتفال بالشيخ الحبيب اللوز

بوعبدالله بوعبدالله: الى اخي المنجي الفطناسي ويا أيها الواقفون دعُـوا المتساقطين وشانهم!

أم أسامة: لسنا خائنات ولا تُـخـرّبـوا علينا بيوتنا يا قيادات النهضة!

البوابة: القيروان : إحياء  يوم الأرض

ندوة القيروان”التحولات العالمية والبديل الديمقراطي”

الموقف: افتتاحية: عزلة الحكم

الموقف: في تقرير جديد لنقابة الصحفيين عن حرية الإعلام:انتهاكات مهنية و نقائص تشريعية تكبل الصحفيين

محمد القوماني: السلطة والمعارضة … مفارقة تونسية

الصباح: بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات:شهادة تاريخية لصالح الزغيدي والجنيدي عبد الجوّاد

الصباح: في بنزرت: محاكمة حراس سجون بعد فرار سجين من بين أيديهم

الشروق: وزير العدل وحقوق الانسان: معهد المحاماة له مهمة التكوين ولهيئة المحامين صلاحيات التمرين والترسيم بجدول المحامين

الشروق: المؤبّد لقاتل مدير البنك : اعترف بتخطيطه لقتل مجموعة من الأشخاص «انتقاما» لاصابته بالسيدا

رشيد خشانة: كرة القدم تُفتِّت الهويات القومية… وتُوحِّد البلدان

خميس الخياطي: بين واقع ادوار الروحاني وسجن المختار الإنساني…

 إسلام أون لاين: بوشناق: الفن لمواجهة صراع الحضارات 

إسلام أون لاين: جائزة “المسلم الديمقراطي” للعثماني بأمريكا

القدس العربي: مسؤول أمني عربي ينتقد سياسة الهجرة لدول شمال المتوسّط

سويس إنفو: جماعة جزائرية تهدد بضرب المنشات الأمريكية في أفريقيا

القدس العربي: اتحاد المحامين العرب يمر بأسوأ أيامه ومخاوف من انهياره


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
 

مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة  بيــان

 

 
تونس في : 12 ماي 2006   يتواصل مسلسل الاعتداءات و الانتهاكات الذي تتعرض له السلطة القضائية بكل مكوناتها من هيئات و أفراد بقصد احتوائها من طرف السلطة التنفيذية و مواصلة توظيفها في سياستها القمعية وتكريس نهج التسلط الذي اتبعته تجاه المجتمع و سياسة العدوان التي واجهت بها نداءات الإصلاح داخل المحاماة و القضاء.   فبعد اغتصاب جمعية القضاة التونسيين من هياكلها الشرعية و جمعية المحامين الشبان بتحويلها إلى خلية حزبية تتعرض الهيئة الوطنية للمحامين لحلقة جديدة من المسلسل المرير الذي فرض عليها في السنوات الأخيرة الذي يستهدف استقلاليتها و تجريدها من اختصاصاتها تمهيدا لاغتصبها و ضمها إلى جوقة الهياكل الشكلية المسرفة في الإملاق بالولاء و المداهنة والانحناء أمام سطوة الاستبداد و عبثه بحقوق البلاد و العباد.   إن مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة وعلى ضوء ما تكرر مؤخرا في حق المحامين على نحو ما حدث للقضاة من لجوء للتشريع بقصد استصدار قوانين مباغته و متسرعة تنتقض من الاستقلالية المهنية للمحامين و هياكلهم لفرض الأمر الواقع بعد أن رفضه المحامين في هيئاتهم العامة و التمثيلية و ما تعرض له عميد الهيئة الوطنية للمحامين من منع لدخول مجلس النواب وحضور المداولات بشانه و ما رافق ذلك من استنفار أمني و حصار متواصل لقصر العدالة ودار المحاماة و اعتداءات لفضية وجسدية لحقت بالمحامين و ممثليهم المنتخبين و من بينهم الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني عضو الهيئة الوطنية للمحامين و الكاتب العام لمركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة و من منع لحرية الدخول على غير المحامين لدار المحامي حيث يتواصل الاعتصام الاحتجاجي الذي قررته الهيئة الوطنية للمحامين و ندوة رؤساء الفروع و ما يتعرض له المحامون من تفتيش مهين في مدخلها و ما يتعرض له المحامون المعتصمون داخلها من تجويع ومنع لأدنى ضروريات التموين:   –         يعبر عن مساندته للمحامين التونسيين في وقفتهم النضالية المشرفة في الدفاع عن استقلاليتهم و يؤكد مساندته الفاعلة للهيئة الوطنية للمحامين في مواقفها الرائدة في الدفاع عن استقلال القضاء و المحاماة.   –         يعلن رفضه و تنديده بالمنحى الخطير المتبع في محاولة الفرض بحكم القانون لما عجزت السلطة التنفيذية عن جمع وفاق المعنيين به بشأنه و الذي تكرر بمناسبة القانون المتعلق بإحداث معهد أعلى للمحاماة بما يؤشر عن الطابع الشكلي الذي تحولت له الهيئات التشريعية و تذيلها للسلطة التنفيذية و فقدانها لأدنى مقومات التمثيلية.   –         يندد بالتجاوزات و الاعتداءات الخطيرة التي يتعرض لها المحامون في غياب حماية قضائية للمتضررين و تكريس للإفلات من العقاب لصالح المعتدين.   عن مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة الرئيس : المختار اليحياوي  


 

اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس

 

السلطة تستهدف جذور استقلالية المحاماة في تونس

 

 كان من المتوقع اليوم أن يصادق البرلمان في تونس على قانون بعث معهد أعلى للمحاماة وهو قانون لم يقع حتى تزويد الهيئة الوطنية للمحامين بنسخة رسمية من المشروع المتعلق به والسبب في هذا التعتيم راجع إلى أن السلطة (عبر وزير العدل السيد البشير التكاري ) تحاول مرة أخرى عبثا تركيع المحامين بواسطة فرض قانون دنيء يشرع إقصاءهم من إدارة وتسيير المعهد المزمع بعثه والإشراف على التكوين المهني لمحامي المستقبل علما أن في سائر بلدان العالم ، باستثناء تونس ، ترجع كل هذه المهام بالنظر إلى المحامين (بمساعدة القضاة وفي بعض الأحيان الأساتذة الجامعيين في ما يتعلق بالتكوين).

 

بالرغم من هذا الإقصاء التسلطي والوصاية على القطاع من طرف وزارة العدل والحكومة التونسية فان الهيئة الوطنية للمحامين كانت تقدمت بمقترحات ملموسة وناجعة تعكس هموم المهنة وطموحاتها المشروعة في هذا الصدد، إلا أن السلطة ضربت بها عرض الحائط.

 

وتعبيرا منهم عن سخطهم، نظم المحامون اليوم 9 ماي 2006 اجتماعا احتجاجيا بقصر العدالة بتونس طالبوا فيه بالسحب الفوري للقانون سيء الذكر وبمقابلة عاجلة يجريها عميدهم الأستاذ عبد الستار بن موسى مع الوزير التكاري وقد ردت السلطة على هده المطالب المشروعة باستنفار قوات الأمن وتسييج قصر العدالة ومنع المحامين من الخروج إلى الشارع وبعد مشادات عنيفة مع قوات الأمن تمكن المحامون من الخروج والتظاهر بشارع باب البنات قبالة المحكمة.

 

أنها ليست المرة الأولى التي تعمد فيها السلطة المستبدة بتونس إلى فرض قوانينها الخرقاء الهادفة إلى تكميم الأفواه واغتيال الحريات  فالقضاة تعرضوا بدورهم قبل ذلك ، عبر قانون أوت 2005 الذي نقح قانون 1967 المنظم لمهنة القضاء والمجلس الأعلى للقضاء ، وعلى يد وزير العدل نفسه ،إلى هجمة مثيلة اعتمدت نفس الأسلوب البذيء والشرس والغير ناجع. 

 

والسلطة بهذه الطريقة إنما تسعى بما لا يدع مجالا للشك للسيطرة كليا على عقول المحامين الناشئين واستبدال الاستقلالية بعقلية  القطيع والقضاء نهائيا على روح المبادرة والتفكير النقدي السليم مثلما فعلت مع القضاة سابقا من خلال إحداث المعهد الأعلى للقضاء.

 

إن اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان إذ تذكر مواقفها المبدئية الثابتة السابقة المدافعة عن المحامين وحقوقهم كما استقلال مهنتهم، فهي:

 

– تعبر مجددا عن مؤازرتها اللامشروطة للمحامين التونسيين في ذودهم عن حرية مهنتهم وصمودهم ضد التدخلات السافرة التي ما فتئوا يستهدفون لها من طرف النظام القائم.

– تظم صوتها لصوت الدفاع في تونس للمطالبة بالسحب الفوري للقانون سيء الذكر.

– تشد على أيادي المحامين وتدعم مطالبهم المشروعة في الاستقلال والتسيير الذاتي للمعهد المزمع إنشاؤه.

– تناشد جميع هيئات المحامين في كل أصقاع العالم وخاصة فرنسا وبصورة أخص هيئة محامي باريس للتعبير عن مساندتهم زملاءهم التونسيين اللذين يتعرضون لهجمة شرسة من طرف النظام القائم ويزاولون مهنتهم بشجاعة في ظروف قاسية جدا تفتقر لأبسط الشروط الواجب توفرها في دولة القانون.

 


اللجنة من اجل احترام الحريات و حقوق الإنسان في تونس

 

برقية تعزية

 

ببالغ الأسى واللوعة علمت اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس بنبأ وفاة المناضل الكبير والصادق الأخ عادل العرفاوي يوم أمس الخميس 11  ماي 2006 .

 

وإن اللجنة إذ تنعى هذا الخبر الصاعق تتقدم بأصدق تعازيها لأسرة الفقيد و ذويه وكذلك الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي خسرت برحيل عادل رمز المناضل الصلب الذي كرس حياته في الذود عن الحريات والعدالة و الديمقراطية.

 

الرئيس

كمال جندوبي


 

مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة تونس في : 12 ماي 2006  
ينعى مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة فقيدة الحركة الديموقراطية التونسية و المناضل الحقوقي البارز الأستاذ عادل العرفاوي الذي وافاه الأجل بصفة مفاجئة يوم أمس الخميس 9 ماي 2005 على إثر عملية جراحية بتونس العاصمة. و كان الأستاذ عادل العرفاوي عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الإنسان رمزا للتواصل و المؤازرة مع مختلف مكونات الحركة الحقوقية التونسية كما كان مثالا للحضور و المؤازرة في جميع النضالات و في أحلك الفترات التي مرت في السنوات الأخيرة سواء من موقعه في الرابطه او قبلها في فرعها بجندوبة. و يتقدم مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة بخالص تعازيه لعائلته و لرفاقه بفرع جندوبة و بالهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و لكل الرابطيين و الحقوقيين. رحم الله عادل العرفاوي و تقبله بعفوه و غفرانه وإنا لله وإنا إليه راجعون.   عن مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة الرئيس : المختار اليحياوي


بسم الله الرحمان الرحيم   تعزيّـــــــــــــــــــــــــة  

بقلوب راضيّة بقضاء اللّه وقدره تلقّينا يوم أمس الخميس  06.05.11 نبأ وفاة صديقا عزيزا علينا وهو السيّد عادل العرفاوي رئيس فرع جندوبة للرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان سابقا وعضو هيئتها المديرة على إثر مرض مفاجئ تمثّل في فشل كلوي .
ولا يسعنا بهذه المناسبة الأليمة إلاّ أن نتقدّم إلى أخينا نجيب العرفاوي وجميع عائلة الفقيد بأحرّ التعازي سائلين المولى عزّ وجلّ أن يلهمهم جميعا جميل الصبر والسّلوان وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون    عن :   نورالدين الخميري ـ ألمانيا  / معز العوني ـ سويسرا          لمين الحنّاشي      ـ ألمانيا    / رضا المازني ـ فرنسا          رضا الإينوبلي   ـ    ألمانيا    / زياد العيّادي  ـ فرنسا          نوفل العيّادي     ـ   ألمانيا     / مولدي الغربي ـ فرنسا          لسعد الغزواني    ـ ألمانيا       /  جلال الكرتلي ـ فرنسا          محمّد الوسلاتي ـ   سويسرا     /  فتحي الجوّادي ـ بريطانيا         عبد النّاصر نايت ليمام ـ سويسرا

 


تعزية الى عائلة الفقيد المناضل عادل العرفاوي

انا لله وانا اليه راجعون

بلغنا هذا المساء 11 ماي 2006  نبأ وفاة عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والوجه النقابي والعضو المؤسس لمنظمة رائد التونسية الأستاذ عادل العرفاوي ,واننا في أسرة صحيفة الوسط التونسية نقدم الى عائلة الفقيد والى العائلة الوطنية المناضلة وعلى رأسها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وكل الهيئات الاجتماعية والنقابية التي ناضل فيها الفقيد الذي عرف بدماثة أخلاقه بأصدق تعازينا ,راجين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه وأن يلهم أهله وذويه بولاية جندوبة المناضلة جميل الصبر والسلوان.

الامضاء:

أسرة تحريرالوسط التونسية

http://www.tunisalwasat.com

 


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و إمام المتقين سيدنا و مولانا محمد ابن عبد الله   الحزب الإسلامي التونسي partislami@yahoo.fr tunisian_islamic_party@yahoo.fr www.partislami.org   “إنا لله و إنا إليه راجعون”  
شيعت مدينة جندوبة مساء الجمعة 12 ماي 2006 احد رجالاتها الأفاضل الأستاذ عادل العرفاوي تغمده الله برحمته. بعد أداء صلاة العصر و صلاة الجنازة بجامع الحفناوي رافقت جموع غفيرة جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير بمقبرة الشرفاء شمال المدينة. و حضرت شخصيات محلية و وطنية عديدة لتوديع المرحوم عادل من بينهم الأساتذة احمد نجيب الشابي و العياشي الهمامي و الاخوة همة الهمامي و مختار اليحياوي و غيرهم … و كالعادة حضر رجال الأمن بالزي المدني و بأعداد هامة. رحم الله الفقيد و اسكنه جنان الفردوس و رزق أهله و ذويه جميل الصبر و السلوان.   الطيب السماتي 


عيد الجمهورية … بأيّ حال عدت يا عيد

بقلم: المرحوم عادل عرفاوي

 

عدت يا عيد الجمهورية…  و العدالة الأجنبية تلاحق الوزير المستشار لرئاسة الجمهورية…

عدت يا عيد الجمهورية… و الصحيفة التي نشرت حوار مع وزير الاتصال و حقوق الإنسان حول الاتصال و حقوق الإنسان ممنوعة من التداول في الجمهورية…

عدت يا عيد الجمهورية… و الحزب الحاكم يدعو إلى مخالفة القانون بطلب ترشح بن علي للرئاسة رغم أنف الدستور و مبادئ الجمهورية…

عدت يا عيد الجمهورية… و القضاء مذل، مهان، فاقد الاستقلالية، و من يصرخ فزعا لما آل إليه وضعه و يطالب باستقلاله يوقف عن العمل و يشوه في الإعلام و يعرض للعقوبة و يخرج من قصر عدالة الجمهورية…

عدت يا عيد الجمهورية… و القلم الذليل و المأجور يرتع و مكان القلم الحر والجريء، سجن الجمهورية…

عدت يا عيد الجمهورية… و مليون و مائتا ألف مواطن يعيشون في ظل صندوق 26-26 لمناطق ذل الجمهورية…

عدت يا عيد الجمهورية… و أكثر من 25 ألف من خريجي الجامعات و بعد أكثر من 17 سنة من الدراسة ومصاريف الدراسة يجوبون شوارع الجمهورية…

عدت يا عيد الجمهورية… و المواطنون تحت أيدي و أعين 130 ألف بوليس يغطون مساحة الجمهورية…

عدت يا عيد الجمهورية… و ذلك يحدث، و إذا كان رئيس الجمهورية يعلم فتلك مصيبة و إذا كان لا يعلم فالمصيبة أعظم على الجمهورية…

عدت يا عيد الجمهورية… و ما بقي منها غير أشلاء الجمهورية…

عدت يا عيد الجمهورية… و هما خطان متوازيان لا يلتقيان فإما أن يمدّد الرئيس الحالي في رئاسته و أما أن تبنى الجمهورية…

 

(المصدر: مجلة “كلمة” الألكترونية، العدد الخامس بتاريخ 5 جويلية 2001)

وصلة الموضوع: http://www.kalimatunisie.com/archives.php?id=0


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا ومولانا محمد ابن عبد الله

 

 

بــيــــان

 

الحزب الاسلامي التونسي

Tunisian_islamic_party@yahoo.fr  

partislami@yahoo.fr  

www.partislami.org  

 

 

يعبر الحزب الإسلامي التونسي عن تعاطفه المطلق مع السادة المحامين المعتصمين من اجل الدفاع عن استقلالية المهنة الشريفة “لسان الدفاع” و حقوقهم و حقوقنا جميعا و يعتبر الحزب الإسلامي التونسي أن القانون الخاص بالمعهد الأعلى للمحاماة مضر للمجتمع التونسي و ينال من هبة المهنة.

 

كما يتعاطف حزبنا مع مساجيننا السياسيين المضربين عن الطعام داخل زنزاناتهم في سجن 9 أفريل و برج الرومي وندعو الله أن يفك أسرهم ويسرع بفرجهم.

 

الامين العام المؤسس

الطيب السماتي

21840725

 


خلال اعتصام ضد قانون مثير للجدل

قوات الشرطة تعتدي بالضرب على محاميين تونسيين  

 

قال محامون تونسيون إن اثنين من زملائهم تعرضا للضرب المبرح على أيدي قوات الأمن وإنهما نقلا إلى المستشفى وهما بحالة خطرة.

 

وأضاف المحامون خلال اعتصامهم بمقر دار المحامي أن حادث الاعتداء وقع خلال تعمد قوات الأمن منع إدخال بعض مستلزمات النوم والأكل إلى مقر الاعتصام، الذي يتواصل منذ بضعة أيام احتجاجا على إقرار الحكومة لقانون يعتبر المحامون أنه يكرس هيمنة وزارة العدل عليهم.

 

وينص القانون على إنشاء معهد أعلى للمحاماة تعين الحكومة مديره وتشرف عليه وزارتا التعليم العالي والعدل وحقوق الإنسان, وتعتقد هيئة المحامين أنه “تكريس لاستحواذ السلطة على القطاع وضرب لاستقلاليته”.

 

وتطالب هيئة المحامين بإشراف فعلي على المعهد الأعلى للمحاماة ودور فعال ومجلس إدارة منتخب، بينما تعتبر الحكومة هذا المعهد مؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية.

 

وهددت الهيئة التي تطالب بإعادة النظر في مشروع القانون باستقالة جماعية في حال عدم تلبية كافة مطالبها.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 12 ماي 2006)

 


 

برنامج حصة يوم الاحد 14 ماي لقناة الحوار  

 Hotbird 7a – 13° est TRASPONDER: 18 FREQUENCE: 11.541,03 FEQ: 5/6 POLARISATION: Verticale SYMBOL RATE: 22.000 Mbauds Nom du Canal: Arcoiris Tv

 

1.     نشرة الاخبار الاسبوعية  – حررت و سجلت في تونس من قبل شابين من معهد الصحافة نتمنى لتونس أن يكون لها منهما مئات او آلاف – أخبار يرجع غالبها الى نهاية أفريل ولكن مهمتنا ليست نشر “السكوبات” بل اعلام المواطن بما لا تنشرة، أو بالاحرى بما تخفيه، وسائل الاعلام الرسمية 2.     ركن “عاجل وأكيد”  مخصص لوضع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، “المكسب الوطني ” الذي يريد النظام أن يضحي به قبل العيد المقبل. شرح وضعية الرابطة ونداء للرأي العام الوطني والدولي لانقاذ الرابطة من قبل رئيسها الاستاذ مختار الطريفي. 3.     فاصل موسيقي من الراب التونسي لمجموعة شبان يعبرون فيه عن ثورتهم ضد “الحقرة” والفقر. 4.     ركن “مواقف” يستضيف الاستاذة سعيدة قراش عضوة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات لشرح موقف الجمعية من قرار رئيس الجمهورية بسن قانون يسمح للنساء بالعمل نصف الوقت مقابل ثلثي الاجر. والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات تعبر عن رفضها لهذا القانون وتقدم مقترحات مضادة لتحسين ظروف عيش الاسرة التونسية وتعزيز السهر على تربية الاطفال 5.     ركن “كتاب ممنوع” يستضيف الدكتور جلول عزونة ويحاوره الكاتب حبيب الحمدوني. 6.     فلم الاسبوع : فلم قصير عن حياة امرأة فقيرة تعيش من جمع النفايات في انتظار جمهورية الغد، وهو فلم من انتاج هواة السينما.   ملحق خير ان شاء الله (1 ) : قد يتساءل بعض المشاهدين عن أسباب تعثر القناة في بدايتها الثالثة. وهو أمر مشروع ولذا رأينا أن نوضح هذه الاسباب لطمئنتهم : 1.     لم ندع يوما بأننا من محترفي التلفزيون او حتى الاعلام. فنحن مناضلون نستعمل التقنيات الحديثة لكسر الحصار الاعلامي المضروب على وطننا منذ عقود وعقود. فلقد وصف توفيق بن بريك قناة الحوار بأنها “دازيباو” (أي المعلقات التي يعلقها المعارضون الصينيون على الحيطان في الليل). ويعلم الجميع بان هذه الدازيباوات هزت النظام الصيني في وقت من الاوقات وأدت الى انفجار “تيانن مان” الشهير. وعمليا، ترجع أسباب التعثر الى ما يلي : 2.     في التجارب السابقة، كانت محطات الارسال – البريطانية في البداية والفرنسية في المحاولة الثانية – وكذلك المجموعة المنشطة كلها في باريس. وكان محتوى الحصص يرسل بتاكسي الى المحطة في شكل شريط ممغنط بدون اي معالجة. فكان الفاصل الزمني الادنى بين نهاية الانتاج وبداية البث يبلغ أحيانا أقل من الساعة الواحدة (اي مجرد الوقت اللازم للتاكسي للتنقل من حومة باريسية الى حومة أخرى). أما اليوم، فانه الى غاية بداية ماي، كانت المجموعة المنشطة للقناة كلها في تونس ومحطة الارسال في ايطاليا. كما أن الشكل المطلوب لتقديم الحصص تغير فاصبح المطلوب منا هو التصويروالمونتاج ثم تحويل شكل الفايلات (fichiers ) من AVI  الى MPEG او الى شكل اخر “خفيف الوزن” للتمكين من ارساله بالانترنات. وهي معالجة جديدة علينا ولكننا استسهلناها في البداية وكان في ذلك كل الخطأ. ذلك أن الرفيق ماوتستونغ، رحمه الله وأسكنه جنة الفردوس، علمنا بان لا نستهين بخصمنا. وكانت التكنولوجية في قضية الحال هي خصمنا. 3.     فعندما أتممنا المونتاج وبدأنا في تحويل شكل الفايلات رأينا بان الساعة الواحة من البث “تزن” أكثر من 1Go وهو ما يستلزم 42 ساعة من الارسال بالانترنات اذا توفرت لدينا توصيلة باعلى سرعة موجودة في تونس (ADSL PRO ). وباعتبار انقطاعات الارسال التي عايناها ، استنتجنا بان العملية قد تستلزم ما يزيد عن الاسبوع لارسال ساعة واحدة من البرنامج. فقررنا ارسال 7 دقائق، استغرقت حوالي 24 ساعة، فقط لتأكيد استعادة البث وتمكين المشاهدين من ايجاد احداثيات القناة في “راحة العقل”. 4.     ثم رجعت أنا شخصيا الى باريس ومن هناك بدأت في تحويل شكل الفايلات وارسالها في ظروف أكثر “انسانية” من ظروف جمهورية الغد. وبذلك اعتقد بان البرامج سوف تكون أقل تعثر ابتداء من الاحد المقبل وسوف تتخذ “سرعة المسير”  اعتبارا من آخرالشهر. وبهذا تكون قد علمتم بكل ما جرى وبما يتوقع أن يجري.
ملحق خير ان شاء الله (2 ) : تقديرا للمجهود الجبار الذي تقوم به مجموعة TunisNews في خدمة حرية الاعلام الوطني، طلبت من القائمين عليها برسالة الكترونية ما اذا كان بامكانهم تزويدي بفلم قصير – حوالي 15 دقيقة – يقدم  شخصيات القائمين على النشرة وظروف عملهم لكي يتمكن المشاهد التونسي من التعرف عليهم . فاعتذرت المجموعة لاسباب شخصية. وما على الرسول الا البلاغ.    


 

مكتب سياسي موسع لمسؤولي الجهات بمناسبة إحياء   ذكرى 9 أفريل

بمناسبة ذكرى 9 أفريل 1938 عقد المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات جلسة عمل في مقره بالعاصمة دعا إليها ثلة من المسؤولين الأساسيين بالجهات، ومن المعلوم أن ذكرى 9 أفريل تمثل كذلك التاريخ الذي اختاره التكتل للإعلان عن تأسيسه سنة 1994 استلهاما من عيد الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في ذلك اليوم المشهود من سنة 1938 وفي أكبر مواجهات حركة التحرير الوطني مع قوات الاستعمار الغاشم، وهم ينادون ببرلمان تونسي تعبيرا عن إرادتهم الصلبة في تحرير البلاد وتمسكهم بأن تكون السيادة للشعب من خلال اختياره الحر لممثليه من أبناء الوطن الصادقين.
وقد آثر التكتل أن تكون ذكرى هذه السنة مناسبة لتقييم عمل الحزب انطلاقا من الأهداف التي ضبطها مؤسسوه يوم أعلنوا عن قيامه. وقد تمحور هذا التقييم حول الأبواب التالية:
1-      التكامل في العمل والتحرك بين القيادة المركزية والإطارات على مستوى الهياكل الجهوية. 2-      أهداف الحزب وبرنامج عمله في علاقة بالعمل المشترك الذي يجمع بين التكتل والأحزاب الوطنية التقدمية الأخرى. 3-      حبك خطة الحزب بما يدعم الموارد البشرية والموارد المالية وبما يضمنالمزيد من التفاعل والتواصل والتأثير في الساحة الوطنية وتحقيق المزيد من إشعاع الحزب في الداخل والخارج. 4-      إعداد العدة على الوجه المطلوب تنظيميا وماديا من أجل إصدار جريدة أسبوعية في المدة القادمة.   وقد تواصل التداول في هذه المحاور وتحديد الاختيارات والاجراءات الملائمة لها أكثر من أربع ساعات، وحددت جلسة العمل القادمة للمتابعة يوم الأحد 7 ماي 2006 بمقر الحزب بالعاصمة. (المصدر: البوابة عدد 10 أفريل 2006 )


نائبة رئيس الرابطة محرومة من حق التنقل

أصدرت الرابطة التونسية لحقوق الانسان بيانا بتاريخ 06 أفريل 2006 نددت من خلاله بحرمان السيدة “سهير بالحسن”، نائبة رئيس الرابطة المكلفة بالعلاقات الخارجية و نائبة رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الانسان، من تجديد جواز سفرها. ومردّ الأمر –حسب البيان “عزل الرابطة عن علاقاتها الدولية..وذلك رغبة في انهاء التعاطف الذي تحظى به الرابطة على مستوى الشبكة الدولية لحقوق الانسان والمنظمات الوطنية والاقليمية المهتمة بالموضوع خاصة على خلفية استعداد الرابطة لعقد مؤتمرها الوطني السادس”.
(المصدر: البوابة عدد 10 أفريل 2006 )


قمع اجتماعي
أنا المواطن التونسي مصطفي بن حسين الذوادي وحرمي السيدة عزيزة الطاجيني وابني البالغ من العمر ستة سنوات، نعيش وضعا اجتماعيا سيئا، وقد توجهت إلى السلط المسؤولة في ماطر و أساسا معتمد الجهة و مسؤولي البلدية، فكان جزائي أن تعرضت للعنف اللفظي والبدني و رموني بالجنون و مل أجد آذانا صاغية، فدخلت أنا وزوجتي في اضراب جوع مفتوح بداية من 30 مارس و بعلم كل السلط، ويوم 5 أفريل تعكرت الحالة الصحية لزوجتي فحملتها إلى المستشفي ليقع انقاذها، وحاولي العاشرة ليلا أطرد مسؤولو المستشفي زوجتي وهي في حال سيئة، ولا يزال وضعنا الاجتماعي شائكا وسيئا ولكن لامن مجيب وحياتي سائرة نحو الإنهيار. النجدة… النجدة… النجدة
(المصدر: البوابة عدد 10 أفريل 2006 )


البوليس يحاصر مقر الرابطة و الرابطيون يصرون على عقد مؤتمرهم

  بناء على توصيات المجلس الوطني للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان المنعقد بتاريخ 12 مارس 2006 إجتمعت الهيئة المديرة مساء الاربعاء 05 أفريل 2006، وقررت تحديد يومي 27 و 28 ماي 2006 موعدا لعقد المؤتمر الوطني السادس. و بعد أن دعت أعضاء فروعها للإجتماع يوم 15 أفريل تمت محاصرتها بعدد كبير من قوات البوليس. وينتظر أن يتكرر الأمر يوم 30 أفريل بمناسبة اجتماع مماثل. ويقدر الرابطيون أن السلطة ستعمل على منع عقد المؤتمر في آجاله بناء على قضية مفبركة الغرض منها تعطيل نشاط الرابطة.

(المصدر: البوابة عدد 10 أفريل 2006 )


في اليوم العالمي لحرية الصحافة حركة أمنية متشنجة لقمع تجمع سلمي احتجاجي

  نظمت حركة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بتونس، يوم الأربعاء 3 ماي و بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، اعتصاما أمام مقر الإذاعة و التلفزة جوبه بقمع أمني أصيب على إثره عدد من النشطاء. و يأتي هذا التجاوز الأمني في إطار جملة التجاوزات التي يقترفها الجهاز الأمني في حق هذه الحركة و كل فعاليات المجتمع المدني المستقلة ومندرجا في إطار نهج السلطة القائم على مصادرة حق التظاهر والإجتماع. و إن التكتل من أجل العمل والحريات يندد مجددا بهذه السلوكات التي يعاني منها مناضلوه في الآونة الأخيرة مركزيا وجهويا، حيث أن  السلطة تشدد على منتسبيه ومناضليه و أصدقائه و تحاصر مقراته بشكل لافت و غير مبرر، و يدعو  إلى فك هذا الحصار، كما أنه يهيب بكل المناضلين التونسيين، داخل تونس و خارجها، إلى مساندته حتى يمكن له أن يضطلع بدوره الوطني الطلائعي و حتى لا يتم عزله تدريجيا عن بقية مكونات الحركة الديمقراطية والتقدمية بإعتماد أساليب تؤكد عدم استعداد النظام لتطوير الحياة السياسية، والتي تترجم سلوكا متشنجا يتنافى مع قوانين البلاد .   (المصدر: البوابة عدد 10 أفريل 2006 )


دفاع لا أخلاقي عن رأسمال لا وطني:

يعتبر يوم 6 أفريل يوم عار حقيقي في ماطر حيث هاجمت قوات البوليس عاملات وعمال شركة تانيت للملابس الجاهزة أثناء اعتصامهم بمقر المؤسسة دفاعا عن حقوقهم و احتجاجا على طرد ممثليهم النقابيين. لقد أثبت النظام الأمني دفاعه اللاأخلاقي واللامسؤول عن رأس مال جشع يستغل أبناء الشعب و يحرمهم أبسط الحقوق، ويذهب في التنكيل بهم حد الاجرام. لكنّ عاملات و عمال تونس بدؤوا حركة احتجاج ضد كل أشكال القمع و الحرمان. وإن التكتل من أجل العمل والحريات  يندد بالسلوك الأمني القمعي و يشد على أيادي عاملات و عمال تونس و نقاباتهم من أجل استرجاع حقوقهم ويعتبر أنه شريك في كل حركاتهم النضالية لا مجرد مساند.  

منع اجتماع حزبي:

تم يوم الجمعة 14 أفريل منع اجتماع حزبي بجهة ماطر و عنفت قوات  البوليس الأخوين عدنان البجاوي و محمد زين العابدين الذي أصيب في رأسه و أذنه و رجله بجروح، كما تم التحرش بالأخوين مصطفي بن جعفر الأمين العام وخليل الزاوية عضو المكتب السياسي. وقد أصدر التكتل بيانا حمل فيه السلطة ما حدث من تجاوزات و شجب أساليب القمع. وأكد على “حقه في الاجتماع والاتصال بالمواطنين للإطلاع على همومهم و للتعريف ببرنامجه وخياراته”.   وحدة طلابية تعمل أغلب المجموعات النقابية والسياسية الناشطة داخل الحركة الطلابية على توحيد موقفها في علاقة بالمؤتمر المقبل للإتحاد العام لطلبة تونس.و قد تم تشكيل لجنة وطنية متكونة من 13 كادرا نقابيا مهمتها التحضير لــ”المؤتمر التوحيد”. وقد شهد اتحاد الطلبة حالة انقسام دامت عدة سنوات مما عطل المنظمة عن أداء مهامها في الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والبيداغوجية للطلبة. و من المهم اليوم أن يقع توحيد كل الجهود خاصة بتراكم مشاكل الطلبة وارتفاع عددهم. و تتطلب هذه المهمة توحد كل الجهود ووعيا من الفاعلين بالدور النضالي للإتحاد في المرحلة القادمة. ويجب الانصراف عن الحسابات السياسية الضيقة والعمل المشترك من قبل كل مكونات الحركة الطلابية لتحقيق مهمة الوحدة النقابية.

(المصدر: البوابة عدد 10 أفريل 2006 )
 

المحكمة العليا

حكّام بعض الدول المتجبّرة التي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف… صاروا بعد وفاة الإتحاد السوفياتي يتحكمون في كل شيء حتى في الظروف.

فتراهم يعاقبون الدول الضعيفة بأيّة ذريعة… وقراراتهم صارمة لا تقبل النقاش كالشريعة.

والأمر الذي لا يفهمه العاقلون، الأمر الغريب… أنّهم يمنحون أنفسهم حق العقوبة (واستئنافها) ولا يعطون للمُعَاقَبِ حق التعقيب.

محمد قلبي

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 ماي 2006)

 

الإحتفال بالشيخ الحبيب اللوز

بقلم آمال الرباعي

 

لم يكن حظي من معرفة الشيخ الحبيب اللوز كحظ الرجال فلقد كان لهم شرف صحبته واللقاء به في مناسبات عدة. إلا أنني كنت كلما مررت أسبوعيا على أحد المحلات القليلة التي كانت تبيع كتبا إسلامية في باب الديوان لأشتري بعض الكتب . أجده في المحل الصغير جالسا بيده كتاب يقرؤه وأحيانا كان يتحدث مع صاحب المحل أو أحد الإخوة المارين عليه فكان حسن الهيئة هادئ النفس خافت الصوت ذا وقار وسمت رباني يحترمه كل من رآه ويرتاح لرؤيته كل من صادف بصره.

 

كنت أسمع عنه من بعض أفراد عائلتي ومن بعض الأخوات خاصة اللاتي لهن حظ في التعرف عليه من خلال إخوانهن أو أزواجهن فكان حسن السمعة الكل يحبه ويشيد بأخلاقه ودماثتها.. ثم كانت هجرته إلى الجزائر ففرنسا فكنت أسمع بعض أخباره وأخبار عائلته باعتبار معرفتي القليلة بزوجته من خلال درس الجمعة في أواخر السبعينات وأول الثمانينات في الجامع الكبير بصفاقس. وبعد عودته كثر نشاطه وأتيحت لي الفرصة أن أحضر بعض دروسه التي كانت ثرية بالروحانيات والمعاني السامية التي كانت تصل إلى القلب دون مشقة في إبلاغ المعاني فلقد حباه الله بفصاحة وطلاقة في اللسان دون تكلف ولا تفلسف.

 

كان آخر الدروس التي حضرتها له درسا قبل 87 أبلغنا فيه بكامل الأسى والألم عن فقد شيخه وشيخ المشائخ في مدينة صفاقس العلامة شيخ الزيتونة، الذي حرمت تونس بأكملها علمه ونفعه نتيجة ما تعرض له من تضييق وإقصاء الشيخ علي الطرابلسي رحمه الله فكان الشيخ الحبيب اللوز شديد الحزن على فقدانه مفتقدا بوفاته منبع علم كان يعود إليه ويتعلم منه فلقد قضى نظام الاستقلال على الزيتونة وأهلها وكان الشيخ علي الطرابلسي من علمائها الكبار. تتلمذ الشيخ اللوز على يديه فتأثر به وأحس بالأمانة فواصل أداءها بروح دعوية تسع الجميع القريب والبعيد.

 

كانت محنة 87 ، التي مررت خلالها بالاختفاء كالكثير من إخواننا وأخواتنا في كامل البلاد وكنت أتنقل بين بعض بيوت العائلات فكم سمعت أن الشيخ قبل أن أقدم إليهم كان عندهم فسمعت الكثير من الشهادات عن أخلاقه والاستفادة التي حصلت عندهم بوجوده مما أثر في نفسي وجعلني أستفيد منه سمعا دون حضورا وأتعلم من أخلاقه فلقد أضفى تشبعه بكتاب الله وأحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم عليه نورا ربانيا جعل الكل يحبه ويذكره بخير روى البخاري في صحيحه قال : عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَثَلُ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ…. » .

 

وبقي الشيخ في اختفائه غير أنه غير المكان….. ثم بعد أن حصل ما حصل من تغيير للوجوه والإعلان عن تسريح المساجين وخرج المختفون إلى النور بعد أن استناروا في اختفائهم بكتاب الله وكتب السنة والكتب التي كان العهد السابق لا يعاقب على تملكها لأنها تعلم الناس دينهم. عاد الشيخ الحبيب اللوز إلى مدينة صفاقس. كان يوم عودته يوما مشهودا. لم تكن السلطة تقدر حجم التعاطف الذي يلقاه الشيخ والحركة من مواطني صفاقس المسلمين الذين ميزوا وتوفرت لهم فرصة تمييز المواطن الصالح من الفاسد.

 

كان حفل استقبال الشيخ عفويا لم يقدر حتى أبناء الحركة أنه سيكون بذلك الحجم وتلك الشعبية لقد قدم الناس من المدينة ومن أحوازها بل ومن قراها والمدن الصغيرة المجاورة للترحيب بالشيخ رمز الدعوة إلى الله ، رمز الثبات ، رمز النضال والصبر والصدق . لم يحظ بتعطيل دروس المدارس والمعاهد والمشاغل العامة والخاصة وتوقيف الحافلات ووسائل النقل العمومية لجبر الناس على الوقوف لتحية الزعيم الذي رغم كل هذا لم تتحقق له هذه الشعبية التي حظي بها الشيخ اللوز. فكان الحفل صدمة لنظام التغيير. وكان مفاجأة لكل الحاضرين أن يحضر مثل هذا العدد وبتلك الروح فلقد بلغ عدد الحضور 15000 شخصا إخوة وأخوات وغيرهم. لم أكن أتصور كالكثير أن مدينتنا فيها ذاك العدد من الأخوات وذاك العدد من الإسلاميين أو المتعاطفين مع مشروع الحركة.

 

أما النظام فقد أيقظته صدمته فانهار على شفا جرف هار: انهمك يبني سياسات وخططا لتجفيف منابع التدين حتى لا يتكرر المشهد ولا يعيش مشهد كالذي عاشه في هذا الاحتفال المبارك. لكنه بناء لن يدوم مهما طال ومهما تصور أنه أقامه. )أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ_ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ_ إِلّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة : 109 – 110)

 

وكانت كلمة الشيخ الحبيب اللوز معبرة ومؤثرة ولكلمة الشيخ الفاضل رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي صدى طيبا. فالكل كان يسمع عنه ولا يعرفه فأهل مدينة صفاقس لم يكونوا يتنقلون لسماع المشائخ في العاصمة إلا القلة القليلة منهم لكنهم وبمجرد سماع أن منهم من حل بيننا هبوا معبرين عن مساندتهم وتضامنهم مع مشروع الإسلام في البلاد حتى وإن كانوا يختلفون في بعض تفاصيله أو منهاج العمل لذلك مع الحركة.

 

لقد تعلم الشيخ اللوز من شيخه الطرابلسي رحمه الله حب كتاب الله فكان يدعو الناس لحضور دروسه ويحثهم على ذلك فكان هذا يجمع الكل ويؤثر في الكل فلم تكن الاختلافات مع بعض الإخوة سببا للنفور بسبب الآراء السياسية أو المواقف الحركية بل كان الكل يتفاعل مع دروسه ويتأثر بها لأنه كان ربانيا بما في الكلمة من معنى. لم يكن راغبا في الدنيا وقد أتته فلفظها وآثر العمل في الدعوة على الانكباب على مشروع المقاولة رغم أن كل عائلته تعيش رفاهة إلا أن رغبته في الجنة كانت أكبر فكانت حاضرة في حياته ومواقفه ومعاملاته.

 

انتقل الشيخ بعد ذلك إلى العاصمة رفقة عائلته وكانت لنا لقاءات طيبة مع ثلة من إخواننا عجل الله فرجهم من سجناء ومغتربين نتدارس فيها بعض المفاهيم حول المرأة وقضايا المجتمع فكان وكل إخوتنا متميزين نموذجا رائعا للحوار لو علم النظام ما فيه من خير لبكى دما إن كان فيه من يحب الخير ويمارس بعض السلطة أو يشارك فيها. والكل سيسأل يوم القيامة عن هذا الظلم وعن صمته عنه رضي أم لم يرض فإن رضي فهو مشارك وإن لم يرض فهو شيطان أخرس. لم يدم هذا العمل الذي تعطل بسبب الوضع الأمني للإخوة وبداية المحنة التي يصر نظام الظلم والاستبداد على التمادي فيها رغم كل النداءات من البلاد ومن خارجها ويأبى التاريخ إلا أن يكتب لإخواننا الصامدين رغم كل التحديات أن يتم لهم نورهم فإن فقد بعضهم نور البصر فنور البصيرة أقوى وأنفع فأكثر الناس لهم أعين خلقت لكي يبصروا بها لكنهم لم يستعملوها في هذه المنفعة مصداقا لقوله تعالى : )وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (لأعراف:179)

 

لكن المؤمنين وإن حرموا نور الحرية وابتلي بعضهم بالحرمان من نور البصر فلقد أعد الله لهم نورا لا يخبو يوم يكون الظلمة في ظلمات لا يبصرون كما أرادوا أن تكون حياتهم. )يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (الحديد:12)

 

فأبشروا إخواني السجناء ببيعكم الذي بايعتم به الله وتدفعون ثمنه صحتكم وحريتكم وحياتكم فلقد اشتريتم سلعة غالية كتبها الله لكم وجمعكم بمن تحبون على حوض محمد صلى الله عليه وسلم وفي مجالس النور مع باقي الأنبياء والصديقين وأنتم على منهجهم إن شاء الله القويم .

 

(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّة)َ (التوبة:111) وليكن صمودكم لنا حافزا ودافعا للعمل من أجل فك وكسر هذه القيود عليكم وعلى شعبنا الذي عانى ويعاني الكثير بعد غيابكم.

 

(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 12 ماي 2006)


 

الى اخي المنجي الفطناسي

ويا أيها الواقفون دعُـوا المتساقطين وشانهم!

بوعبدالله بوعبدالله

 

لقد جاء في كلام الأخ المنجي الفطناسي ما يلي :

 

أول من فتح هذا الباب على مصراعيه في ألمانيا أخ فاضل وصاحب دين وخلق أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا إلا أنه في لحظة من لحظات الضعف النفسي سن هذه السنة السيئة. سنة عودة العائلات إلى تونس

 

الله سبحانه يحاسبنا على اخلاقنا وتمسكنا بمبادئ ديننا وليس على مواقفنا السياسية وكيف حكمت عليها أنها سيئة

 

نحن لسنا ضد العودة إلى تونس وليس هناك عاقل في الدنيا ينادي بهذا

 

اخي انت ضد العودة وان حاولت ان تغطي هذا الأمر فلا تتناقض مع نفسك اما مع او ضد وان كانت لك شروط للعودة فانت تعتبر مع العودة  فاذا كلنا مع العودة

 

هي عودة المذلة والنخاسة وطرق أبواب الظلمة والخضوع للمساومات واستجداء الجوازات من عند الجلادين الملطخة أيديهم بدماء الشهداء والمساجين والذين تمتلئ بهم سفارات تونس في الغرب أم عودة العزة والكرامة.

 

كان عليك ان تصف كيف ومتى ستكون العودة التي ترغب فيها لا التي ترغب عنها  . ثم هل كل الموظفين في الإدارات التونسية ايديهم ملطخة بالدماء هل المؤسسة ملك للدولة ام للظالم  ام ان الدولة التي رئيسها ظالم يصبح كل ما فيها ظلما او رمزا للظلم . وما العيب في طلب جواز السفر فاخوانك في الداخل قيادات ورموزا يطالبون بحقهم في جوازات السفر وفيهم من قدم قضايا في المحاكم طلبا لجواز سفره  ومنهم من تحصل عليه  وهو ينتقل به من بلد الى بلد فهل هذه مذلة هل هذه نخاسة هل هذا الذي قضى قرابة نصف عمره في السجن خسيس هل طرق ابواب الظلمة .

ثم ماهي عودة العزة والكرامة وماذا تقصدون بها حدثونا عنها قليلا ؟

 

القضية في تونس ليست قضية عودة زوجة وأولاد أو قضية مهجرين إنما هي قضية شعب بأكمله يتعرض لحرب إبادة شاملة من طرف سلطة غاشمة لا هم لها إلا الفساد والإفساد

 

هل بهروبك خارج الوطن ووقوفك ضد العودة ستسقط هذه السلطة الغاشمة الظالمة , وتنقذ البلاد والعباد, ان فتح باب فلا تغلقه خصوصا ان كنت غير قادر حتى فتح  ثقب صغير 

 

وحتى وإن عجزنا عن إيجاد حل جماعي لمشكلة تونس المستعصية فليس معنى ذلك أن الأمر موكول للفرد يفعل ما يشاء فنحن أهل دين ومسؤولون أمام الله عن كل تصرفاتنا وما سلك قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قط هذا المسلك المنافي للأخلاق

 

انت اعترفت بعجز الحل الجماعي فما هو المانع ان ينشرح صدرك وتنتظر ما قد تفرزه الحلول الفردية.نحن مسؤولون امام الله  لكنها مسؤولية فردية وليست جماعية   و الله تعالى سيحاسبنا يوم القيامة فرادى ونتقدم ونعرف بانفسنا فرادى فلن نتقدم باسم جماعات او تحت اي طائفة  {كل نفس بما كسبت رهينة}

 

الجنة التي نطمح أن نكون من أهلها ترفض أصحاب النفوس الضعيفة والمهرولين والخانعين

 

استغفر الله , الجنة ترفض العائدين هل هذا كلام عاقل او يصدر عن صاحب دين ؟؟؟

 

بن علي لن يعمر طويلا فعمر الظالم قصير وسيذهب هو وعصابته في القريب بإذن الله غير مأسوف عليهم إلى مزبلة التاريخ ومن هناك إلى الجحيم، خاصة وأن الله قد انتقم منه نتيجة جرائمه التي لا تحصى ولا تعد بداء السرطان

 

هل لك ان تحدد لنا موعد رحيلهم ؟ اخي العائدون اخرجتهم  من الجنة  هل سترسلهم  مع بن علي وعصابته وأعوان سفارته الذين ادخلتهم للجحيم فأين مآلنا ؟

 

كان الأجدر بها أن تصدر بيانا حازما منذ البداية تجرم فيه كل من يتصل بالسفارات التونسية وتحمله كل تبعات هذا الإتصال أمام الله وأمام التاريخ وأمام الشعب،

 

الذي يجرم هو القرآن والسنة وليست بيانات النهضة ولا الإخوان ولا القاعدة .ثم لماذا هذا العداء للسفارات و لكل ما يرمز لمؤسسات الدولة ؟

 

ومن المفارقات العجيبة أن ترى يوم السبت أحد أعضاء النهضة وهو يتظاهر ويعتصم مع إخوانه أمام السفارة التونسية منددا بسياسات السلطة ورافعا صور الشهداء والمساجين وتراه يوم الإثنين في السفارة يتسول ويستجدي جوازات السفر بتعلة أن الجواز حق وطني مقدس، تبا لهذا الحق إن كان يأتي عن طريق الذلة والمهانة

 

يتسول ويستجدي بهذه الطريقة تصفه وهل كنت معه؟ . ثم  هذا دليل على ان الإنسان قد يكون مناضلا وهو يحمل جواز سفر تونسي ففي اي قاموس يجب ان تتخلى عن جواز سفر بلدك لتصبح مناضلا وتصنف بانك مجاهد ؟

إن المقاصد الحقيقية لهذا التوجه المؤلم والتي أخفاها هؤلاء المتساقطون هي: ضعف الإيمان ,عدم الشعور بالمسؤولية تجاه دينهم , عقلية الأنانية , التحسن المادي ثم تختم هذه المقاصد بقولك : أن هذا الأمر تم في البيوت التي لا يحظى فيها الرجل بحضور قوي، وأشكر في هذا المجال أحد الإخوة الذي وقف حازما أمام محاولات زوجته المتكررة قائلا: إذا قررت العودة فهذا فراق بيني وبينك فعادت إلى رشدها والتزمت الصواب

والله انا خجول و آسف لسماع هذا الكلام  وترداده حتى على لسان رئيس هذه  الحركة  “فلان هدد زوجته بالطلاق ان عادت  الى تونس هذا امر غير مستساغ لا شرعا ولا عقلا  فمن كانت علاقته الزوجية هشة هو الذي يقف مثل هذه المواقف الشاذة ان صحت و ولعله يبحث عن ذرائع للتخلص من شريكة حياته .فالحياة الزوجية اقدس وامتن من ان نعرضها لمثل هذا الأمر

وقد كان لهذا المنزلق الخطير آثار سيئة على المعارضة في الداخل والخارج والتي من أبرزها: أن هذه الخطوة هي خذلان للجهد الجماعي فنحن هجرنا جماعيا، فلماذا نعود فرادى ؟

عن اي جهاد تتحدث؟ ومتى كانت”هجرتنا” جماعية, انا اعلم ان كل واحد منكم اخذ قرارا الخروج بمفرده وارتحل بمفرده  وتم اللقاء صدفة . ثم اخي اذا ثبت انكم خططتم للخروج الجماعي مسبقا اليس في هذا خذلان لمن تركتموهم وراء القضبان ؟

ثم لماذا تضخمت مسالة العودة باشكالها عند المعارضين لها بينما هي امر عادي عند غيرهم , ولماذا نجعل من موضوع العودة الأهم ويتصدر مجالسكم , ثم ماهي الضرار التي لحقتكم بالعودة , ان كان الجسم قوي فلن يؤثر فيه اي شيئ.

ثم مصطلح الخلاص الفردي هذا غير موجود , كلما كانت المشاكل خاصة وجب ان تكون حلولها خاصة وغير طبيعي ان تقحم الجماعة نفسها وتجعل من المسائل الخاصة سلاح لمعركتها خصوصا اذا كانت مواقف الجماعة مناقضة لما هو طبيعي , الجماعة كانت رافضة للعودة ثم تحت ضغوط الواقع , في حين كان الأجدر بها ان لا تتدخل في هذه المسالة , زان تدخلت يجب ان يكون قرارها متاسيا مع طبيعة الأشياء واصولها لا معاكسا لها , ثم ما اعلمه ان الخوات اللاتي عدن ن بعد ان فتح الحركة هذا الباب الا تعلم ذلك؟ ام انت من النوع الذي هو في الجماعة وليس مع الجماعة؟ والأخرون عادوا بعد ان قطعوا صلتهم بالحركة اي قطع الصلة سبق العودة , فبأي وجه حق تلاحقهم الإتهامات, هل الإنتماء للحركة ابدي لا ينقطع؟ ولا يراجع ولا يجدد الولاء لها ؟

وقليلا من الحياء والكرامة والرجولة يا دعاة الخلاص الفردي

ارحم الضعفاء ولا داعي لقولك هذا , فالأخ الذي قضى كامل فترة سجنه او معظمها ثم خرج من كان صاحب الفضل في خروجه ؟

لا تقل لي السلطة لأنه لا فضل لظالم على مظلوم وان قلت بسبب ضغوطك اقول لك جانبت الصواب وعليك بالدليل. والأخت التي خرجت من تونس بجواز سفر تونسي بأي حق تحرم من استعماله  والعودة لبلدها فهي لما خرجت لم تكن مطاردة, الا التي خرجت من جواز سفر

اخي النضال ليس شعارات تردد وبيانات ترسل ولا قصائد شعر تنثر , وانما هو فعل في الواقع و حراك في الساحة والقادرون عليه قد تكون انت منهم . والعائدون لم يقدموا شيئا او بطل ما قدموه بعد ما خالفوك الراي, فأرنا ماذا تقدم انت وامثالك-خصوصا بعد ان تخلص الجسم من العديد من المتقاعسين والمتخاذلين والساقطين- اظن ان الجو قد لك لكم فلم تعد هناك عراقيل داخلية تمنعكم  فاورنا ما انتم صانعون  فلن نلمزكم ولن  نطعن في اعراضكم كما تفعل انت وغيرك

فإذا اخطاتم منهج التغيير فلا تخطئوا منهج التعبير, لأنه يغضب رب العالمين وان كنت انت مجاهدا صابرا ثابتا شامخا فيجب ان لا تدفعك شدة حماسك وبطولاتك الى اتهام الناس وتنسى انك مسلم وان انتهاك الأعراض في الإسلام حرام . ودع امر المتاقطين الذين اخرجتهم من الجنة  دعهم لربهم ان يحاسبهم فهو اعلم بهم ولا تشغل بالك بهم فانت عالي الهمة شامخا وقتك ثمين فلا تضيعه في تتبع عورات المتساقطين., قد تكون اخي انت ومن يقف في صفك- ومن هدد بالطلاق- اكثر رجولة و قوامة في بيتك من الأخ الذي سمح لزوجته بالعودة, لكن مع ذلك احذر اخي ان  تتلفظ بما يغضب الله, فانت داعية.

اما ما جاء من رفضك للعودة فاقول لك اخي ان بقاء امثالك بمثل هذا النمط في التفكير داخل هذه الحركة هو من اسباب هجران العديد من مناضلي هذه الجماعة وترك الساحة لكم فاقتفيتم اثارنا بالهمز واللمز مرددين مصطلحات لم تفقهوا معناها من مثل متساقطون في اي علو كنا حتى نسقط , المسلم يتعامل مع اخوانه بالحلال والحرام اذا ارتكب محرما نهاه عنه واذا ظلم نهاه عن ظلمه  ومن باب  ذكر اذكرك بقول الله  عز وجل { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} يسجله الملك ويم القيامة يكون الحساب والقصاص , عليكم ايها ال”مجاهدون, ان تضبطوا السنتكم . واعلم اخي ان كثيرا من الأمراض التي تنخر جسدنا الإجتماعي مردها للسان , فإذا سمح الواحد منا للسانه ان يلغو في اعراض اخوانه  فسيكون آثما يوم الدين ويقابل ربه وهو مفلس مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من أمتي من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) وقوله صلى الله عليه وسلم الذي جاء في الصحيحين  سباب المسلم فسوق فاحذر

,واعلم اخي ان مصيبتنا ان البعض منا  يريد ان ان يجعل من نفسه سياسيا بالقوة في حين ان السياسة ليست في متناول الجميع ولا يتقنها الا الخبثاء الشطار والذين يرون امامهم لا تحت اقدامهم . وكذلك صفة “اسلامي ” قد تكون مسلما نعم اما ان تكون اسلاميا اي تناضل من اجل تحقيق المشروع الإسلامي  هذا يطمح اليه الكثير لكن قليل منهم يدركه , فالإسلامي هو أولا- قدوة بخلقه وداعيا بتصرفاته و ثاني -ا مؤثرا في الواقع بأفعاله و اقواله  اي منتجا لما يقول ولا يقول ما لايستطيع انتاجه وتحقيقه.  فالإسلامي المحنك من يسبق فعله قوله الى جانب إذا وعد اوفى وإذا تكلم صدق. والنضال والجهاد درجات  والله سبحانه امتدحهم جميعا  مع التفاضل حتى القاعدون  منهم{وكلا وعد الله الحسنى }لم يسقط عنهم صفة العمل ولم يتهمهم بالمتساقطين كما تفعل انت وامثالك . ان كان الجهاد او النضال 10درجات تستوي فيه الدرجة الأولى والعاشرة فمن الغباوة ان نسقط الدرجة رقم واحد ونعتبرها خارج دائرة الجهاد او النضال لا لشيئ الا لآنها ليست في مستوى الدرجة 10 . فان كنت انت وامثالك من الدرجة 10 فلا تتهم من هو دونك في الدرجات لا لشيئ الا لأنه خالفك الراي او مارس ما لا ترضاه نفسك  او به اعاقة.

 ثم اخي ليكن كل واحد منا صادقا مع نفسه يبوؤها المكان الذي تستحق فلا يدعي ما ليس هو اهل له, فان فعل ذلك فقد خان نفسه واساء لجماعته , لأنه جعلها تظن به ما ليس هو باهله ,  واضرب لك مثالا على ذلك من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الم يعتبر سيدنا حسان مجاهدا وهو صحابي قليل  الشجاعة وعديم القدرة على حمل السلاح , لكن الرسول صلى الله عليه وسلم  لم يحتقره بل كلفه بما يقدر عليه . فهل كلفه الرسول صلى الله عليه وسلم اكثر مما يطيق ؟ ومثال من حياتنا نحن احد الإخوة من قابس ايام المواجهة في 87 طلب منه ان يشارك في مسيرة فرفض وقال لا اقدر,  كل ما استطيعه هو ان اقرا لكم القرآن في بيتي. فهذا الأخ اعترف بانه يخاف من المواجهة كان صادقا مع اخوانه , لو كذب علينا او لم يكشف لنا حقيقته لولّيناه قيادة المسيرة لا المشاركة فيها واكيد سيحصل الخراب اذا قاد المسيرة “خواف جبان  لا يقدر على المواجهة”. أخي اذالم يصدق ابناء الجماعة الواحدة بعضهم بعضا فانتظر شياع ظن بينهم  ثم الخراب .

 والجماعة في نظري هي الجمع من الناس الذين لهم نفس النمط في التغيير تتوافق فيما بينها لتحقيق اهدافها التي اجتمعت من اجلها وبالوسائل التي اتفق عليها  او المتفق عليها. فلا يمكن- من وجهة نظري- ان يكون في الجماعة الواحدة مثلا العلماني والسلفي والصوفي والتكفيري,  والبراغماتي , او الذي يؤمن بالبرلمان والذي يؤمن بالإنقلاب ,أ والمتسلق والساقط … فهذه انماط قد يستوعبها المجتمع ولكن لا يمكن باي حال ان يكونوا داخل جماعة واحدة  ,حتى اذا التقوا بدل ان يساهم كل واحد في خدمة فكرته يضيع وقته في محاربة او اثبات عدم صحة راي الطرف الآخر, فيضيع الوقت ولا نتقدم وهذا الحاصل. في حين لو كانت هذه الجماعة طيفا واحدا لكان كل الوقت كرس لإنجاح التوجه الواحد .وهذا في نظري اسلم  . 

فانت اخي وامثالك ضد العودة الفردية او الجماعية و تجرم وتتهم من عاد للبلاد,  من حقك ان تلزم ابناء جماعتك بهذا القرار, لكن غير مسموح لك بان تلزم من هو خارج جماعتك بهذا القرار وتكون لك وصاية على الجميع  وتلاحقه بالشتائم أخي انا  انا اخالفك لذا ابتعدت عنك فانا لن أ حارب كل ما يرمز لمؤسسات البلاد واعتز بجواز سفر التونسي بينما انتم تسبون السفارات وتعتبرون الحصول على جوازات السفر جريمة . و في المقابل انا اعتبر من يرفض جواز السفر التونسي  ويلهث وراء الجنسية واي نوع آخر من الجوازات فهو  غير تونسي  ويسئ بتصرفه هذا لمؤسسات البلاد .

 وفي نظري ان نجعل من مقاطعة جواز السفر التونسي اسمى درجات النضال فهذا ضعف في التصور وقلب لمفاهيم النضال واختزالها في امور حتى العجائز قادرة على فعلها . فرفض جواز السفر او قبوله ليس باي حال وسيلة نضال ويتوهم ويخدع نفسه من يظن ذالك لأن مقاطعته امر لا يتطلب اي جهد بل الحصول عليه  يتطلب جهدا فهناك من يضرب  عن الطعام ومن يقدم الشكاوى من اجل الحصول على حقه, لأن جواز السفر حق وطني ووثيقة وطنية , نناضل من اجل  اكتسابه ونرفض حرماننا منه , ولا نرفضه هو . ولعلمك السلطة هي اول من استخدم هذا الحق للضغط علينا فحرمتنا منه  فاضطررنا للتسلل , كماطالب به ابناء  الحركة كانت اعتصامات واضرابات من اجل الحصول عليه ,

 وعندما سلمته لنا السلطات او سلمته لبعضنا بدانا برفضه  واتهام من يحصل عليه بالمتساقط , في حين الى الآن هناك من الإخوة بالداخل من يواصل النضال من اجل حصوله على جواز سفره وعلى راسهم القيادات, والبعض في الداخل تحصل على جواز سفره  وهو ينتقل به من بلد لأخر . فلماذا االآن اصبح الحصول على جواز السفر جريمة ولماذ الإتصال بالسفارة جريمة ؟ الجواب سوء التخطيط بل غياب الرؤية الواضحة . وان الفراغ جعلنا نتبع الأحداث ولا ننجز الأحداث للأسف.

وانا لا اعتبر العودة جهادا ولا نضالا بل هي امر طبيعي لمن ليس له اي دور خارج الوطن , كما قلت لك أخي الأسلم ان يموقع الإنسان نفسه في المكان الذي هو اهله ويعكس حقيقته و انا لست مثل الكثيرين من الواقفين او المجاهدين حسب نظرك ابذل مالي كله ووقته كله لنصرة المستضعفين كل حياتي في ” المهجر مسخرة للجهاد ” اصل الليل بالنهار جهادا ونضالا ودعوة فانتم لا تجوز في حقكم العودة فانتم خسارة للأمة وليس للوطن. بل  واصلوا جهادكم ونضالكم هذا الذي انتم عليه , لكن من المؤكد حسب رؤيتي للواقع ان عملكم هذا لن يثمر عودة بل قد يثمر استيطانا وتشتتا . كما اني لست متحمسا لمشروع العودة الجماعية او قافلة العودة ,  فاصحابها يريدون ان يجعلوا من هذه العودة سلاحا او شكلا نضاليا يواجهون به السلطة , وهذا لن يتحقق – اي قافلة العودة – لإختلاف رؤى وتوجهات اصحابها اضافة على استحالة وسائلها واساسها الوثيقة التي سيعودون بها ما لونها ؟ فهذه القافلة قد تنجح  بفتح باب اتصال بين دعاتها والسلطة و قد تنجح في ترتيب الأمور بمشاركة السلطة ,  اما بدون مشاركة او ضو اخضر من السلطة لن تنجح هذه القافلة بل تبقى امرا مستحيل الإنجاز وقد تنجح اذا كانت هذه القافلة من طيف واحد  او يتزعمها طيف واحد فتكون في اطار {ادخلوا عليهم الباب } وهذا امر صعب لأن النفوس الحالية لا تقدر عليه. ثم بالله انسان محكوم عليه بسنوات عديد من السجن لم تسقط بتقادم الزمن ما الذي يدفعه للعودة ان لم تكن له ضمانات تحميه من الزج به في السجن , الا اذا كان  هذا الفرد مستعد للعودة وان كانت عبر تعريض نفسه احتمال دخول السجن فهذا لا شك شجاعة منه.

كما توجد فئة اخرى من مثل  الأخ سمير ديلو  والأخت سعيدة وام زياد وغيرهم , فهؤلاء رغم حصولهم على جوازات سفرهم يرفضون اللجوء او البقاء خارج البلاد , وغيرهم في الداخل يطالب بجواز سفره للخروج خارج الوطن, والبعض في الخارج يطالب بجواز سفره للعودة , وكلها تصرفات فردية . وكلهم في نظري على صواب ما دامت النية خالصة لله.

 

بوعبدالله بوعبدالله

12 ماي 2006

السلام عليكم

 

لسنا خائنات ولا تُـخـرّبـوا علينا بيوتنا يا قيادات النهضة!

 

كثرت هذه المدة عبارات اللمز من بعض قيادات النهضة بل وصل بهم الأمر إلى الطعن في أعراض الناس حول موضوع العودة . فتوزيع الاتهامات انتشر من عندهم وآخرها احد زعمائها يطل علينا بقصيدة شبه شعرية عاد وعادت وان اعتذر في آخرها فرب عذر أقبح من ذنب.

 

ما ذنبي أن يكون زوجي من عناصر النهضة؟ أحببته فتزوجته ووجدت نفسي أعيش خارج الوطن بصحبته أنا وأبنائي.

 

لم اطلب منكم ان تسندوا إلي شهادة مجاهدة ولا مناضلة فانا في تونس لم تكن لي أي علاقة بجماعتكم بل اكره السياسة من أصلها وعندما قدمت إليكم كغيري من الأخوات اللاتي خرجن بغية الزواج، منهن من ارتدت الحجاب في المطار، وبحكم زوجها من النهضة جعلتم منها نهضوية، وأسندتم إليها لقب المجاهدة  وهي التي خرجت من تونس بجواز سفر تونسي فرحبتم بها واستقبلتموها استقبال الأبطال في المطار، وهي مذهولة لا تدري أنها أصبحت بطلة، فلم نكن نعلم أن مجرد الزواج من نهضوي يجعل الواحدة منا في مقام المجاهدات المناضلات عـدُوّات النظام. أنا يا سيدي إنسانة بسيطة مؤمنة أحب زوجي ولا علاقة لي بالسياسة، فانتم أقحمتمونا فيها.

 

فرحنا بعودتنا وغضبتم انتم لأنكم تريدون منا أن نعود في توابيت حتى نحافظ على وسام الجهاد والبطولة الذي منحتمونا إياه يوم قدومنا . أنا لا ادعي هذا الشرف فلم افعل شيئا استحق به هذا اللقب وما أريده هو العيش في طاعة الله مع زوجي وأبنائي وأعود لبلدي بجواز سفري التونسي صحبة أبنائي فلا تـُـقـحـمُـوا عودتنا في صراعكم مع السلطة فتفسدوا علينا أمورنا ويكفي خراب بيوت. 

 

أيها القيادات: لسنا خائنات وراقبوا ألفاظكم!

 

إن كان حسب قيادات وشعراء هذه الجماعة أن الواحدة منا يجب أن تعود في كفن حتى تكتب فيها القصائد ويسند إليها وسام الجماعة المتمثل في لقب مجاهدة.  وتصبح خائنة وتنقض جهادها بمجرد عودتها فمعظم مجاهدي هذه الجماعة زوجاتهن خائنات. نعم خائنات حسب تعبير القيادات لأنهن عدن إلى تونس بجوازات سفر تونسية وأولادهم عادوا كذلك. فكيف يقبل المجاهد أن تكون زوجته خائنة؟  الحمد لله مفاتيح الجنة ليست بأيديكم كفانا خراب بيوت واتركونا سالمين.

 

أم أسامة

12 ماي 2006

 

ندوة القيروان

“التحولات العالمية والبديل الديمقراطي”

بمناسبة تدشين مقر التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بمدينة القيروان نظمت الهيئة الجهوية للحزب ندوة فكرية تناولت موضوع  “التحولات العالمية والبديل الديمقراطي” وهو موضوع كتب فيه الفقيد العزيز “عبد الرزاق الضيفاوي” ونشر ضمن دراسات أخرى له في كتيب أصدرته نشريات التكتل بالمناسبة. إثر كلمة الترحيب التي قدمتها باسم الهيئة الأخت زكية الضيفاوي، تحدث الأخ مصطفى بن جعفر عن بعض الذكريات التي جمعته بالفقيد كما ركز على خصاله النادرة وفي مقدمتها صراحته البالغة وقدرته على الإقناع وانضباطه للموقف الجماعي حتى عندما يكون له مخالفا، ولعلّ أهمّ ما تميّز به الفقيد تواضعه المفرط حيث أنّ جهده الفكري وأعماله القيّمة لم تكتشف إلاّ بعد وفاته.
ثم أحيلت الكلمة إلى الأخ مولدي الرياحي عضو المكتب السياسي الذي قدم الموضوع معبِّرا عن حسرته الشديدة : ” ياليت عبد الرزاق بيننا ليقدم إنتاجه بنفسه” واستعرض المحاضر الأبواب الثلاثة التي تناولها المؤلف :
–                  التحولات العالمية وما اعتبره مصالحة بين شقّي العالم الحديث أي الليبرالي والاشتراكي. –                  الوضع في العالم العربي نتيجة هذه التحوّلات ونتيجة فشل الإيديولوجيات الإسلامية والقومية وعجز السياسات الوطنية عن الإجابة عن السؤال “الأرسلاني” : لماذا تأخّر المسلمون وتقدم غيرهم ؟ –                  الوضع في تونس حيث وقع الإعلان عن التغيير في حين عكس الواقع التواصل. وقد عزا عبد الرزاق الضيفاوي عجز المعارضة عن فرض التغيير لغياب التراكم وغياب استراتيجية واضحة للبديل الديمقراطي.
وختم الأخ مولدي الرياحي تدخله بالتذكير بأنّ هذا الموضوع لئن يبدو موضوع الساعة فإنّ الفقيد عبد الرزاق الضيفاوي تناوله وكتب فيه ما كتب سنة 1990. وذكّر الأخ بدرالدين في تدخّله بكلمات مؤثّرة للفقيد عبد الرزاق الضيفاوي وتساءل، في إشارة إلى تأزّم الوضع العام بالبلاد، إن كان قد لامس سقوطنا القاع.
أمّا الأخ أحمد الماقوري فقد ركّز على ضرورة أن نمارس حقوقنا ولا نكتفي بالمطالبة بها. وأكّد أنّ طريق النضال والصمود هو الكفيل بالنتائج في إشارة إلى ما حدث مؤخرا من إفراج عن مساجين…
ثم تحدث الأخ منجي بن صالح عن تأثير الأزمات الخارجية في ما يحدث في تونس سواء تعلق الأمر بالفضاء الشيوعي أو القومي أو الإسلامي. وركز على ضرورة الانطلاق من الواقع المعيش حيث أنّ بناء البديل الديمقراطي يتطلّب اقتناع مختلف شرائح الشعب التونسي، فهي التي ستبنيه وهي التي ستحميه، فالمسألة تتمحور حول الربط الضروري بين النخبة والمجتمع.
وفي محاولة تأليفية أكّد الأخ أحمد الكيلاني أنّ فشل الإيديولوجيات نتيجة حتمية لطابعها الشمولي وارتكازها على الحقيقة المطلقة. ومن ثم فلا يمكن بناء المستقبل إلاّ عبر الحرية والمساواة مع التأكيد على احترام حق الاختلاف.
ثم تدخل الأخ الهادي عوف ليقول إنّه من العار على تونس بعد 50 سنة من الاستقلال أن يوجد في سجونها مساجين سياسيّون وأنّ الأولويّة هي طيّ الصفحة وإعلان العفو التشريعي العام. وتناول الكلمة الأخ الصحبي بالحاج مؤكدا أنّه على اختلاف الانتماءات نوجد في قارب واحد، و نواجه أزمة الاستبداد فلابد من الكشف عن حقيقته بمناسبة خمسينية الاستقلال.
وكان الأخ حمادي شوشان آخر متدخل وقد قدم نظرة متفائلة معتبرا أنّ حصيلة النضالات تشكّل رغم بطء النسق خطوات ثابتة وأنّ الحزب الحاكم تلحّف بشعارات متنوّعة حسب الظرف من الاشتراكية إلى الليبرالية إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي شعارات تتناقض مع الواقع المعيش. أمّا اليوم فالأولويّة هي النضال من أجل دولة القانون وهو ما يتطلّب أن يدافع كلّ مواطن من موقعه عن حقوقه.
وفي ردوده عن التدخلات وبالربط مع ما عبر عنه الفقيد عبد الرزاق الضيفاوي من أفكار في الموضوع ركز الأخ مولدي الرياحي على النقاط التالية:
– إن التحولات التي حدثت في أوروبا الشرقية و مدُّها الذي مازال متواصلا في أوروبا بوجه عام هو نوع من المصالحة الفكرية و القيمية والحضارية بين شقي العالم الحديث: “الليبرالي و الاشتراكي” على حد قول عبد الرزاق الضيفاوي في دراسة بإعتبار التفاعل الخلاق بين قيم ومقولات النظريتين الأساسيتين: الديمقراطية والاشتراكية كمرجعية تحيل عليها هذه التحولات و تأثيراتها المتواصلة، هو تفاعل بين مبادئ حقوق الانسان التي أعلنت عنها الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر وبين تركيز الثورة الروسية في أوائل القرن العشرين على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية. – أن هذه التحولات دلت بصفة نهائية على فشل نظام الحزب الواحد أو الحزب/الدولة لأن ذلك يتنافى مع تطلعات الأفراد والمجموعات إلى الحرية والرغبة الجامحة في تحقيقها وبناء المجتمعات على أساسها، ولا يخرج عن هذا نطاق ما نشهده اليوم و خاصة في البلدان العربية من تواصل عقلية الحزب الواحد المتقنعة بالتعددية الصورية والتي تعمل دوما على خنق تحركات الأحزاب المتطلعة إلى ارساء ديمقراطية حقيقية في بلدانها. – أما عن الوضع العام وردا على سؤال “إن كان سقوطنا قد لامس القاع؟” فإن الوعي بحالة السقوط يعني أننا قادرون على تحاشي تواصل السقوط ورد الفعل قبل ” ان نلامس القاع”، وهو وعي بأننا في مرحلة دقيقة جدا من حياة البلاد وبضرورة فرض التحول الديمقراطي الحقيقي وارساء أرضية واضحة ومتدرجة بين الأحزاب التقدمية المؤمنة بجدوى الديمقراطية، من أجل فرض هذا التحول لأنه مطلب الجماهير في تطلعها إلى الحرية والمساهمة الفعلية في الحياة العامة و في نحت المصير والتحول من مجتمع خاضع لإرادة السلطة إلى مجتمع حي وفاعل حتى يكون الشعب هو صاحب السيادة على أرض الواقع.   سامي الأنصاري
(المصدر: البوابة عدد 10 أفريل 2006 )


 
القيروان : إحياء  يوم الأرض
يوم الأحد الثاني من شهر أفريل 2006 وعلى الساعة العاشرة صباحا وبمناسبة “يوم الأرض”، انتظم بمقر فرع القيروان لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات اجتماع ألقيت فيه بالخصوص محاضرة في موضوع “حق العودة” لفلسطينيي الشتات ارتجلها السيد “نظمي حزوري” ممثل منظمة التحرير الفلسطينية بتونس وقدم الأخ “عبد الرحيم الماجري” عضو هيئة التكتل بالقيروان المحاضر والمحاضرة بكلمة تلاه السيد نظمي حزوري الذي استعرض القرارات الدولية بشأن حق الشعب الفلسطيني في الرجوع إلى دياره و أرضه وبالخصوص قراري الأمم المتحدة رقمي 194 و 237. و أكد أهمية مرجعية المنظمة بإعتبارها مرجعية الفلسطينيين كافة في الأراضي المحتلة قبل 1967 وفي الملاجئ والمخيمات و في أغلب أصقاع الأرض وبعد ذلك بدأ نقاش الحضور فلاحظ بعضهم أن هشاشة كثير من المواقف الفلسطينية متأتية من ضعف القيادات الفلسطينية الذاتي أكثر مما هو كامن في قوة الخصم المحتل. كما أكد بعض المتدخلين وجوب دعم الحكومة “الحماسية” حتى دون نجاحها في تحقيق ما من أجله انتخبت، ذلك أن الشعب الذي انتخبها بوسعه انتخاب غيرها من الفصائل الفلسطينية الأخرى في المستقبل.   وجزم مناقش آخر أن الغرب وربيبته اسرائيل ستسد المنافذ على أي حكومة فلسطينية منتخبة ديمقراطيا سواء أكانت من حماس أو من غيرها. لذلك، يرى المناقش، أن الواجب على القيادات الفلسطينية رئاسة وحكومة عدم التنازل أكثر مما فعلت إلى حد اليوم. ثم أخذ السيد نظمي الكلمة فعلق و أجاب مستخلصا أن الشعب ومنظمة التحرير الفلسطينية يعملان يوميا لصالح القضية بكل الوسائل المتاحة في ظروف إقليمية ودولية معقدة وصعبة جدا.   وكان الاحتفال بيوم الأرض قد بدأ في الحقيقة على الساعة التاسعة، بأغان خالدة من “ريبرتوار” المرحوم الشيخ إمام عيسى الواسع، تتعلق بالقضية الفلسطينية تحديدا مثل أغنية “يا فلسطينية” غناها المطرب الشاب الفنان “خالد الفازعي” وهو يعزف مثل الشيخ  على العود يصاحبه العازف القدير على القيثارة “كمال الغزلاني”، و استمر الغناء أكثر من ساعة.  
جرح العبارة
عندما اعتادت حياة السجن، وكرهها السجان وحقدت عليها الجدران وكثرت فيها الشكاوى إلى القاضي الذي لم يعد يستطيع سماع اسمها دون أن تتملكه ارتعاشة غامضة ولينسى هذه الارتعاشة، قرر هذه المرة نفيها إلى منطقة ريفية تكاد تكون مهجورة إذ لا تسكنها إلا مجموعة من الفلاحين الاشداء المعذبين، اندمجت في حياتهم وظروفهم منذ ساعاتها الأولى، فإزدادت غيضا ونقمة، و أثناء مشيتها الهادئة بين حقول القمح ذات ضحى اعترضها العمدة المعتد بهيبته فهزأت منه، شتمته فلم يسمع، صفعته متطلعة إلى كيفية رد الفعل إلا أنه قال بعد أن حملق فيها مليا: “الرجل عندنا لا يأبه لإمرأة”. جرحتها العبارة فبكت بحرقة، وفي الغد و لما كان الشيخ يؤدى فسحته اليومية بين حقول القمح ركضت نحوه عنوة وهي تحمل الخنجر، ولما ارتعدت فرائسه خاطبته بإستهزاء: “الرجل الحق هو الذي لا يأبه لإمرأة، هيا، هات اللامبالاة”، لكنه مثل أمامها على ركبتيه وسجد مقبلا قدميها، فرقت لحاله وأمرته أن “قم” واعدة إياه وعد شرف أن لا تطعنه و أن تسمح له بالتعبير عن موقفه بكل صراحة خلال اللحظات التي كان الخنجر فيها يدنو من صدره، فأقسم أنه لم يشعر بأي خوف و أنه فقط اغتنم الفرصة لينال منها قبلة حتي و لو كانت من اصبع قدمها، فلم تخجل عندما سمعت كلامه، ولم ترتعش كما تفعل النساء و لم يحمر وجهها كما احمر وجهه و لكنها انحنت وهوت بالخنجر على أصابع رجلها الخمسة فقطعتها، وهي تقهقه لأنها لم تخف حمرة الدم المنسكب منها في حين سقط الشيخ مغمى عليه… لحظات وجاءت سيارة الاسعاف فحملته وامتطت هي سيارة البوليس وسار الجميع بإتجاه المدينة
.زكية الضيفاوي
(المصدر: البوابة عدد 10 أفريل 2006 )

 

 

افتتاحية
عزلة الحكم

لا يمكن أن يجادل عاقل في أن الأزمة القائمة بين الحكومة والهيئة الوطنية للمحامين هي عنوان ضعف وليست علامة قوة، خاصة أن أسبابها ليست من النوع الذي يستدعي كل هذا الإستنفار والتصعيد. وبغض النظر عن قلة الكياسة في التعاطي مع الملفات الدقيقة التي غدت عنوانا ثابتا لإدارة الحكم للشأن السياسي، فإن الصدام مع المحامين يكتسي أبعادا خصوصية لأن الهيئة منبثقة من انتخابات ديمقراطية وشفافة شارك فيها أكثر من أربعة آلاف محام، وهي تأتي بعد تعمََد تعفين ملف رابطة حقوق الإنسان وتعطيل التفاهم مع المعلمين وأساتذة الثانوي على حلول مرضية لمطالبهم (وهذا ليس مستحيلا) والمناوشات مع قيادة الإتحاد بمناسبة إحياء عيد الشغل في توزر …

وفي كل هذه التطورات أظهر الحكم أنه لا يملك حلولا تفاوضية ولا أبدى قدرة على المناورة كما هي في العادة طريقة أي نظام يسيطر على أوراقه. وكان المؤدَى المنطقي لهذا الإنغلاق مزيدا من القطيعة مع الفئات الحية في المجتمع (المحامون ونشطاء المجتمع المدني ورجال التربية …) في ظل عجز الهياكل الحزبية البيروقراطية عن التأطير والإقناع رغم إمكانات الدولة الضخمة المسخرة لها. وزاد من عزلة الحكم تدهور سجله في مجال حقوق الإنسان في المحافل الدولية مما أحدث وضعا غامضا ومتوترا لا يسمح لأحد بتوقع ما هو آت.

وفي كل الأحوال فإن استمرار النهج الأمني وتدهور الأوضاع حملا المراقبين على المقارنة بين المرحلة الراهنة وأوضاع حرجة مرت بها تونس في أواسط الثمانينات على أكثر من صعيد، مما لا يبشر بأن البلاد مقبلة على انفراج. وإذا كانت السلطة تحصد ثمار ما زرعت من سياسات منافية لروح الوفاق فإن مركب البلاد هو المهدد بالإتجاه إلى مناطق الزوابع التي اكتوينا بنارها واعتقدنا أننا خلفناها وراءنا … بلا رجعة.

الموقف

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 359 بتاريخ 12 ماي 2006)

 


حوار مع عضو المكتب التنفيذي لجامعة البريد والاتصالات؛ السيد هـــــادي صمـيدة

السيد صمـيدة: “ستواصل الجامعة النّضال من أجْل التصدّي لقرار التفْويت”

 

على عكس ما تردّده السّلطة على عدم اعْتزامها التفْويت في المؤسّسات العموميّة الإستراتجيّة، قامت مؤخّرا ببيْع بعض من حصّتها في شركة “اتّصالات تونس”، في انتظار طرح أجزاء أخرى من الأسْهم. و لمعرفة موقف اتّحاد الشّغل من هذه المسألة، اتّصلنا بعضو المكتب التنفيذي لجامعة البريد والاتّصالات، و كانت إجابته كالتالي:

 

السّـــــؤال1: قامت الدولة بالتفويت في جٌزء من “اتّصالات تونس” للرّأسمال الأجْنبي، رغم احْتجاج نقابتكُم على هذه العمليّة. ماهي ردود الفِعل المُنتظرة؛ خاصّة أمام تصْريح عدد من المسْئولين بإمْكانيّة طرْح المزيد من أسْهُم الشّركة في بورْصة تونس؟

 

منذ إعلان الحكومة عن قرار بيع 35 بالمائة من رأْسمال “اتّصالات تونس، خاضت الجامعة عديد التحرّكات النّضالية ومنها الإضرابات الجهويّة في كل من تونس، صفاقس، بن عروس، قفصة و توزر. ثم تُوّجت بإضراب عام يوم 5 جانفي 2006. وسُتواصل الجامعة النّضال من أجل التصدّي لقرار التفويت.

 

السّـــــؤال2: وقّعت نقابتُكم على اتّفاقيّتيْ زيَادة في الأُجور، في كلّ منْ قِطاع الاتّصالات وقِطاع البريد. ماهو تقْييمُكم لهُما؟

 

قامت النّقابة بجولة مُفاوضات دامت أكثر من خمْس أشْهر، واجهت تعنت سلطة الإشراف في تلبية المطالب المشْروعة للأعْوان، بالتحرّكات النّضالية. وهو ما أدّى إلى توقيع اتّفاقات تُعتبر في مُجملِها ايجابيّة. و مازال التّفاوض مسْتمِرّا في .O.N.Tو C.E.R.Tالمؤسّسات الأخرى على غرار صُوتِيتَالْ،

 

أجرى الحوار: سفيان الشّورابي

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 11 ماي 2006)

 


 

في تقرير جديد لنقابة الصحفيين عن حرية الإعلام:

انتهاكات مهنية و نقائص تشريعية تكبل الصحفيين

 

كشف تقرير نقابة الصحفيين التونسيين حول الواقع الإعلامي في تونس عن الثغرات العديدة في الاتفاقية المشتركة المنظمة للمهنة و التي تعيقها عن تطوير القطاع في مختلف جوانبه. و بين التقرير الذي يصدر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة انه على الرغم من الملاحق التعديلية التي شملت الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة و التي يلغ عددها ثمانية إلى حد المفاوضات الاجتماعية الأخيرة التي جرت هذه السنة ، فإنها – أي الاتفاقية – لا تزال تعاني من العديد من الثغرات سواء على المستوى الترتيبي او على مستوى الأجور،و لم ترق إلى تطلعات الصحفيين التونسيين.

 

و ابرز تقرير النقابة ان الاتفاقية المشتركة تحتاج في جوانبها الترتيبية إلى مزيد التوضيح حول الأصناف المهنية، فالمعروف أن وسائل الاتصال الحديثة غيرت الكثير من طبيعة الأنشطة الصحفية، سواء في العمل مع المواقع الالكترونية الجديدة ، أو في العلاقة بمصادر الخبر ، أو في الاحتفاظ بالمعلومات و توثيقها ،مما يجعل القطاع بأكمله في حاجة ماسة إلى إعادة تصنيف أنشطته و هو ما لم تتطرق إليه الاتفاقية رغم التعديلات المتكررة.

 

أما على مستوى الأجور فان الصحفيين لا يزالون في آخر السلم الوظيفي عندما نقارنهم مع قطاعات أخرى بالوظيفة النوعية مثل القضاة و الأطباء و الأساتذة الجامعيين، فأجور الصحفيين لا ترتقي إلى مستوى الوظائف المذكورة و غيرها ،علاوة على أن ارتقاءهم يتم ببطء شديد . و لم تستطع الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة بصيغها الحالية، وطرق مفاوضاتها من تجاوز الوضعية المتردية للصحفيين.

 

الأوضاع المهنية و المادية

 

كعادتها تطرقت نقابة الصحفيين التونسيين إلى الأوضاع المهنية و المادية للصحفيين التونسيين و التي تتسم في عدد هم من المؤسسات الإعلامية بالحرمان و المنع، حرمان الصحفيين من ابسط حقوقهم التي يخوله لهم القانون، و منعهم من التعبير عن آرائهم و من حرية التنظم داخل مؤسساتهم و خارجها للمطالبة بحقوقهم الأساسية مثل ما يسمح به القانون ،و قدمت النقابة أمثلة محددة على ذلك من خلال عرضها للأوضاع في العديد من المؤسسات الإعلامية .

 

صحفيون محرومون من الكتابة في الصحافة التونسية

 

اشار تقرير النقابة الى ظاهرة مسكوت عنها في الإعلام التونسي و هي حرمان العديد من الصحفيين التونسيين من الكتابة في الصحف التونسية و قال إن قرارات منع الصحفيين تعددت في السنوات الأخيرة مبرزا أن هذه الظاهرة بدأت مطلع تسعينات القرن الماضي حين أعطت السلطات أوامرها إلى أصحاب عدد من المؤسسات الإعلامية بطرد صحفيين أنجزوا أعمالا صحفية لم ترض السلطة و تجاوزت الخطوط الحمراء التي رسمتها. و قد ساهم هذا الإجراء على امتداد سنوات في تراجع دور الصحفي داخل المؤسسة الإعلامية ، و لم تنفع نداءات الصحفيين المستقلين و المنظمات المهنية الدولية لتغيير تلك الوضعية. و نشر التقرير قائمة مفصلة بأسماء أهم الصحفيين الممنوعين من الكتابة في الصحافة التونسية. و في السياق ذاته تعرض التقرير إلى الشخصيات السياسية التونسية الممنوعة من الظهور في الصحف التونسية و هي قائمة تتسع أيضا من سنة إلى أخرى.

 

ملاحقة النقابة

 

تعرض التقرير الى ما اسماه الملاحقة خارج إطار القانون الذي تتعرض لها نقابة الصحفيين منذ تأسيسها و قال إن أسلوب السلطة في التعامل من النقابة يقوم على الزجر و المنع و قد تكثفت حملات المنع و كان آخرها يوم 27 افريل 2006 حين عمدت قوات الأمن باللباس المدني إلى تطويق المقر المؤقت للنقابة بمكتب الأستاذ المحامي شوقي الطبيب و منعت اجتماعا للمكتب الموسع للنقابة. غير ان الأسلوب الزجري الذي اعتمدته السلطات التونسية تجاه نقابة الصحفيين التونسيين لم يزد الصحفيين المؤمنين بهذا المشروع- حسب ما ورد في التقرير- إلا إصرارا على المحافظة على نقابتهم قصد الدفاع عن حقوقهم الشرعية التي يضمنها لهم القانون المنظم للمهنة. ولم يزد نقابة الصحفيين التونسيين إلا تعاطفا وطنيا ودوليا من مئات الشخصيات و المنظمات المهنية التي عبرت عن تضامنها مع النقابة وكان في طليعتها الاتحاد الأوروبي الذي دعا الحكومة التونسية في شهر ديسمبر الماضي إلى السماح لنقابة الصحفيين التونسيين بعقد مؤتمرها الأول في إطار احترام تعهداتها مع الاتحاد الأوروبي إذ ينص البند الثاني من اتفاق الشراكة الذي أبرمته تونس مع الاتحاد الأوربي على احترام حقوق الإنسان.

 

و بينت النقابة بشكل مفصل –وهو ما تقوم به لأول مرة – كيف أن منع النقابة يعد خرقا واضحا للاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها تونس و التي تنص على الحريات النقابية،و التي تصر السلطات التونسية على التمسك بها في الاجتماعات الدولية و خاصة في اجتماعات منظمة العمل الدولية و تبرز تمسكها على أساس انه دعما للحريات النقابية و هو ما يتناقض مع الممارسة العملية.

 

التكوين والتدريب: آفاق مسدودة

 

و حول تكوين الصحفيين و رسكلتهم بين التقرير أن مجالات التكوين والتدريب المتاحة للصحفيين التونسيين بعد التخرج محدودة جدا، فهي تكاد تقتصر على المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين، بالإضافة لدورات الحصول على شهادة “الماستر” التي صارت تنظمها جامعة تونس وجامعة بافيا الإيطالية بداية من سنة 2003. وبينما يملك الإعلاميون في البلدان المجاورة وخاصة الجزائر والمغرب خيارات كثيرة لمتابعة دورات تكوينية تساعدهم على تحسين مستواهم المهني والسيطرة على أحدث التقنيات الصحفية، يجد الإعلاميون التونسيون أنفسهم أمام قناة وحيدة هي “المركز الإفريقي” الذي يخضع لإشراف غير محايد ولا يعمل على إشراك كل المؤسسات الإعلامية في نشاطاته.

 

السرقات الصحفية

 

و تطرق التقرير الجديد للنقابة إلى ظاهرة استشرت في الصحف التونسية و هي ظاهرة سلخ المقالات من الصحف والمجلات العربية ونشرها على أنها من إنتاج الصحيفة مع ما يمثله ذلك من خروج على أعراف المهنة وانتهاك للقانون الذي يمنع إعادة نشر المقالات والمقابلات الصحفية من دون الإشارة إلى مصدرها. وظهرت هذه الممارسة بشكل خاص في الصفحات الفنية إذ دأبت صحف كثيرة مثل الإعلان والمصور والحدث والشروق والصريح وصباح الخير والأنوار والصباح الأسبوعي وأضواء على نقل حوارات مع ممثلات وممثلين ومطربات ومطربين وملحنين كما هي بلا تغيير ومن دون ذكر المطبوعة التي نشرت فيها أو تاريخها موحية بأنها حوارات خاصة بها.لكنه لم تقتصر على الصفحات الفنية بل تجاوزتها إلى كل المجالات الأخرى من السياسة إلى الرياضة.

 

تغييب الأحداث و ثلب الأشخاص

 

تطرق تقرير النقابة الجديد الى مسألتين خطيرتين تمسان أخلاقيات المهنة الصحفية و تحط من قيمة الصحافة التونسية تتعلق الأولى بتعمد الصحف تغييب أحداث هامة عاشتها بلادنا خلال السنة الماضية و قد أصبح التغييب قاعدة عامة في الصحف التونسية و هو بمثابة كلمة السر بين الحكومة و أصحاب المؤسسات الإعلامية. اما المسألة الثانية فهي ظاهرة ثلب الأشخاص و خاصة النشطاء السياسيين و الحقوقيين و التي تكثفت في السنة الماضية و طالت صحف كانت في منأى عنها. و قد أورد التقرير جداول مفصلة بالأسماء و التواريخ حول المسألتين المذكورتين.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 359 بتاريخ 12 ماي 2006)

 

المحامون يعتصمون
محمد فوراتي

 

بدأ المحامون اعتصاما يوم الثلاثاء الماضي في أعقاب إيصاد الحكومة أبواب الحوار معهم وعرض قانون المحاماة على البرلمان من دون أخذ رأيهم.

 

وكما كان متوقعا صادق مجلس النواب بالأغلبية على قانون المعهد الأعلى للمحاماة. ولم يعترض على القانون إلا 12 نائبا. وكانت الهيئة الوطنية للمحامين أعلنت قبل يوم من المصادقة عن رفضها لهذا القانون والدخول في اعتصام احتجاجي في بهو قصر العدالة بالعاصمة ثم في دار المحامي. وقال العميد عبد الستار بن موسى أن قانون بهذه الصيغة سيقضي على المهنة ويهمّش دور الهيئة الممثل الشرعي والوحيد لعموم المحامين. وأثارت المصادقة على القانون جوّا مشحونا حيث عبر مئات المحامين عن غضبهم وتجمعوا يوم الثلاثاء الماضي ثم حاولوا الخروج في مسيرة لكن قوات الأمن التي تحاصر قصر العدالة منعتهم بالقوة. كما حاول العميد وأعضاء الهياكل المنتخبة حضور الجلسة البرلمانية دون جدوى.

 

وهدد العميد بالاستقالة الجماعية لأعضاء الهيئة إذا واصلت الحكومة إصرارها على بعث المعهد بصيغته الحالية وقال في تصريح لل” موقف” أن الهيئة ستقاطع المعهد وتسلك كل السبل النضالية المشروعة والقانونية للتعبير عن رفض تهميشها وفرض معهد للمحاماة لا يتناسب مع طموحات المحامين والتوجهات العالمية في هذا الشأن. وأضاف في ندوة صحفية امتنعت كل الصحف عن نقل ولو حرف واحد منها أن معهد المحاماة في كل دول العالم تشارك في تسييره هيئة المحامين وهو ما وقع اخيرا في الجزائر. مؤكدا ان هذا المعهد سيكون فاشلا ولن يكتب له الصمود إذا رفضه المحامون وهو ما وقع في المغرب حيث أصدرت الحكومة قانونا ولكنه لم ير النور. وقال العميد أن استقلالية المحماة تقلق السلطة مبرزا أنها فشلت عام 1961 في احتواء المحاماة ووقع حلّ الهيئة آنذاك وتنصيب هيئة موازية وسجن العميد الشادلي الخلادي وهو أسلوب لا يمكن أن يمرّ على مهنة حرة وأصيلة.

 

واستغرب العميد من سلوك الوزارة المتسرع في إصدار هذا القانون وقال أنه وأعضاء الهيئة لم يعلموا بالجلسة المبرمجة في مجلس النواب إلا عن طريق الصدفة حيث لم تعلن الصحف الخبر كما لم يبلغ المحامين أي إشعار في هذا الشأن. من جهة أخرى امتنعت الصحف من نشر إعلان مدفوع الأجر للهيئة حول جلسة إخبارية يوم الأحد الماضي وهو ما يؤكد تدخلا ما في قرار هذه الصحف ورقابة مسبقة على أنشطة الهيئة الوطنية للمحامين.

 

وتتواصل الاحتجاجات داخل دار المحامي حيث دخل عدد من المحامين في اعتصام. كما طالب عدد آخر بتصعيد الأساليب النضالية حتى تقبل الحكومة التفاوض مع الهيئة واحترام إرادة المحامين.

 

 (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 359 بتاريخ 12 ماي 2006)

 


السلطة والمعارضة … مفارقة تونسية

محمد القوماني

 

كثيرا ما تُنقد المعارضة في أدائها أو خطابها، وكثيرا ما يكون النقد في محلّه، بل لعل ذلك النقد ضروري للتطوير و التحسين، فليس أخطر على العمل من شعور الرضاء الكامل عن النفس والتبرّم من أيّ نقد. لكن الذي يجب أن لا يغفله أيّ نقد موضوعي هو الظروف التي تعمل فيها المعارضة وما تتيحه السلطة من إمكانات حقيقية للعمل، وهو ما نروم التوقّف عنده في هذه المرحلة التي تصعّد فيها السلطة من تضييقها على أنشطة المعارضة وتفرض خلالها نوعا من الحصار الشامل على المجتمع.

 

المتأمل في خطاب السلطة منذ نحو عشريتين، تشدّه مفردات التعدّديّة والديمقراطية وحقوق الإنسان والإصلاح و التأهيل وغيرها من المصطلحات التي صارت من ثوابت الخطاب السياسي الرسمي. بل إن سلطة “العهد الجديد” بعد إقرارها للتعددية الحزبية في الدستور ووضعها قانونا للأحزاب، لم تكتف بما هو نظري، فعمدت إلى نوع من “الانحياز الإيجابي” للمعارضة عمليا، فمكنتها من تمثيل نسبي بالبرلمان و المجالس البلدية و المجالس الجهوية ، رغم أن قواها الذاتية لم تكن تؤهلها لذلك في إطار المنافسة مع الحزب الحاكم. وهي لا تنفك تقدم المساعدات المالية والتسهيلات اللازمة بمناسبة المحطات الانتخابية و بدون مناسبة من أجل دعم صحافة المعارضة وحضورها السياسي والإعلامي. لكن المتابع لهذه التوجهات في الخطاب والممارسة سرعان ما يكتشف زيف الصورة. فالسلطة راهنت على معارضة ديكورية موالية تصنعها أو تخضعها على قاعدة الدعم المالي مقابل الولاء.

 

وفي المقابل تغلق السلطة الباب تماما أمام المعارضة المستقلة التي أثبتت حضورها ومشروعيتها في الواقع سواء أكانت قانونية أم غير معترف بها. وصار من خصوصيات التجربة التونسية و”إبداعاتها” أن تجد أحزابا قانونية كالحزب الديمقراطي التقدمي، لا يتمتع بأي دعم مالي من الدولة و تحاصر جريدته “الموقف” ولا يظهر رموزه في وسائل الإعلام الوطنية و خاصة الإذاعة و التلفزة و لا يشارك في أي حوار حول حاضر البلاد أو مستقبلها وتعرقل محاولات جامعاته لكراء مقرات لها بالجهات و تُفرض حراسة أمنية على أنشطته و يتم تخويف الكوادر و الخبراء و رجال الأعمال و سائر المواطنين من الالتحاق بصفوفه أو دعمه بأي صيغة. وإذا كان هذا شأن حزب “قانوني” فما بالك بالأحزاب غير المعترف بها؟

 

والمفارقة التي لا تخفى على أي ملاحظ نزيه هي أن المعارضة المستقلة سالفة الذكر التي توصف “بالمغضوب عليها ” ويُهاجم رموزها في وسائل الإعلام الموالية و تُتهم “بالاستقواء بالأجنبي ” وتقاطعها السلطة بالكامل وتتخذ منها موقفا عدائيّا و تنتهج سياسة أمنية بحت في مواجهتها، هي المعارضة التي نجد لها أثرا في الحياة السياسية – حسب المتاح بالطبع– في مقابل حضور باهت أو غياب كلي لمعارضة الديكور منتهية الصلاحية. ولا عجب في نعت السلطة لتلك المعارضة بالهامشية و بقلة المنخرطين وبغياب البرامج و ضعف الاقتراح… ما دامت تعمل في الظروف المشار إليها، و لا تمكّن من ابسط مقومات العمل السياسي الحر الطبيعي الذي يعطي مصداقية لاختبار مدى شعبيتها وقدرتها على التأطير السياسي للمواطنين و منافسة حزب الحكم.

 

إن في تشريع السلطة للتعددية قانونيا والتأكيد على أن تونس تتسع لجميع أبنائها مهما اختلفوا في الخطاب السياسي الرسمي، اعترافا ضمنيا بالحاجة إلى المعارضة و بدورها الحيوي في التقدم بالمجتمع و التصدي للتحديات. وهو الدور الذي تتضاعف أهميته في ظرفيّة دولية تضغط باتجاه إنهاء الاستبداد والحكم الفردي و إرساء الديمقراطية والتداول على السلطة . وترسي تلك الشروط الأساس للتفاوض و العلاقات، بما في ذلك المعاملات الاقتصادية.

 

إن الدرس الذي يستنتجه التونسيون من دول الجوار، في التكلفة الباهظة لسياسات المواجهة و الفشل الذريع لخطط الاستئصال وما انتهت إليه المبادرات الوطنية الأخيرة من محاولات للمصالحة وطيّ صفحة الماضي رغم حدة الخلافات وعمق الجراح ، إن كل ذلك يجعلنا نعجب من إصرار السلطة في بلادنا على إنكار الأزمة السياسية ورفض أي انفتاح على الخصوم و صمّ الآذان عن أي دعوات لمراجعة المسار.

 

وجدير بالتذكير هنا على سبيل المثال لا الحصر أن أصواتا قليلة – للأسف – في تونس، نبهت مطلع التسعينات إلى عدم جدوى الحلول الأمنية في مواجهة الظاهرة الإسلامية ومخاطر التشدد و تنبأت بفشل خطط الاستئصال ، و لم تبال الجهات المتنفذة آنذاك لتلك الأصوات ، وهاهي السنوات والوقائع تؤكد تلك النبوءات. و بدل أن نكون الآن قد قطعنا أشواطا في ترشيد خطاب الإسلاميين و تعزيز المشاركة و تحصين البلاد، نجد أنفسنا قد ضيعنا الفرصة و أجلنا المهمة التي لا مناص لنا من مواجهتها. فظاهرة التدين اليوم أكثر انتشارا و مخاطر التطرف أكثر بروزا و التحدي أكثر إلحاحا وإن تأخر وجهه السياسي. وإذا كان النهج الأمني غير مجد في استئصال الظواهر الاجتماعية، فإنه أعجز على استئصال المعارضة، باعتبار أن الاختلاف أصل في الحياة. وإن التضييق على المعارضين في معيشتهم والضغط عليهم في تحركاتهم الداخلية والخارجية وحرمانهم من بعض الوثائق المدنية و مخالفة القانون في عرقلة أنشطتهم و استضعافهم بقوة الجهاز الأمني، إن هذه الأساليب وغيرها مما تتفنن السلطات التونسية في استخدامه لن يُثني المعارضة عن مواصلة مسيرتها حتى تحقيق الحرية و إرساء النظام الديمقراطي والمشاركة بعزة و كرامة في صنع غد أفضل لتونس.

 

فالمعارضة بجميع أطيافها أبدت عبر العقود المنقضية من الصبر و الثبات والتضحية والتعقل والاعتدال وتقديم المصلحة العليا للبلاد ما يجعلها جديرة بالاحترام و كسب ثقة التونسيين في المستقبل. وإذا كان من بيدهم السلطة يتحملون المسؤولية الأكبر في انزواء المعارضة إلى مربع الاحتجاج ودفعها إلى الإحباط والتشاؤم وربما التشدد، فإن عبء المرحلة يقع عليهم وبإمكانهم، قبل غيرهم، اتخاذ المبادرات قبل فوات الأوان، باتجاه تنفيس الاحتقان وفتح أبواب الأمل وإحلال التفاؤل بدل التشاؤم. وأحسب أن ما هو مطلوب من السلطة للاستجابة لمطالب المعارضة والتفاهم معها، أيسر عليها بكثير وأقل تكلفة مما هو مطلوب منها إذا استمرت في محاصرة المعارضة وقمعها وتأجيل التغيير السياسي المستحق، وأخيرا “ليس عيبا من أخطؤوا… ولكن العيب أن تُبتنى فوق ذاك الصروح”.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” الأسبوعية، العدد 359 بتاريخ 12 ماي 2006)

 


بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات:

ملف حول التحولات النقابية في تونس بين 1976 – 1986

شهادة تاريخية لصالح الزغيدي والجنيدي عبد الجوّاد

 

تونس – الصباح:

 

تنظم مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات يوم غد السبت منبر حوار حول جذور الأزمة النقابية وتداعيات ذلك على الحياة الوطنية وسيتحدث على هذا المنبر السيدان: صالح الزّغيدي والجنيدي عبد الجواد وسيقدمهما الأستاذ عبد الكريم العلاقي.

 

وكان صالح الزغيدي على حد قول المؤرخ عبد الجليل التميمي عضوا في الحزب الشيوعي التونسي خلال الفترة الممتدة بين 1961و1967 وهو عضو قديم ومسؤول في الإتحاد العام لطلبة تونس بباريس وتونس بين

(1968-1961). وأطرد في شهر مارس 1968 من كل مؤسسات التعليم العالي بسبب أنشطته النقابية والسياسية, وأعتقل أكثر من مرة خلال الفترة الممتدة بين 1966  و1975 وانضم إلى الاتحـــــاد العام التونسي للشغل سنة 1972 وكان الكاتب العام لجامعة البنوك.

 

وساهم السيد الزغيدي في الأعمال والتقارير المتعلقة بالحركة النقابية التونسية وفي المحادثات الاجتماعية وحركة حقوق الإنسان والحقوق القانونية والاجتماعية، كما نشر العديد من المقالات في الدوريات والصحف التالية: المغرب وحقائق وصحف الحزب الشيوعي التونسي ومنها الطريق الجديد وأخيرا درس علاقات الدولة مع الحزب.

 

أما الأستاذ جنيدي عبد الجواد فقد انضم إلى الحزب الشيوعي التونسي منذ شبابه المبكر،  حيث تلقى تكوينه فيه.. وفي سنة 1962-1963 .. وبعد منع حزبه من النشاط برزت انطلاقته للأنشطة مع صحيفة Espoir  (الأمل) التي كانت تصدر بباريس وتوزع بشكل شبه سرّي بتونس.. وخلال سنوات 1964-1970كان مسؤولا مع علي امطيمط لربط الخلايا الطلابية مع إدارة الحزب.. ثم تولّى المسؤولية على تنظيم خلايا الحزب الشيوعي التونسي مع هشام سكيك وعبد المجيد التريكي.. تحت إشراف السيد محمد حرمل خلال الفترة الممتدة بين 1973 و1981 وخلال المؤتمر الثامن للحزب المنعقد في السرية سنة 1981 انتخب عضوا في اللجنة المركزية ثم في المكتب السياسي.

 

وأعفي رسميا من المسؤولية الحزبية عندما انتخب كاتبا عاما لنقابة التعليم العالي والبحث العلمي في ماي 1981 مكان الأستاذ الطيب البكّوش الذي انتخب أمينا عاما للإتحاد العام التونسي للشغل.

 

وفي سنة 1986 أثناء عقد المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي التونسي انتخب عضوا في المكتب السياسي وفي سكرتارية الحزب. وفي سنة 1992 أثناء عقد المؤتمر العاشر وإنشاء حركة التجديد انتخب كذلك عضوا في المجلس الوطني للحركة ومنذ 2001 وهو في المجلس الوطني لحركة التجديد.

 

وكان الأستاذ عبد الجواد منسق الحملة الانتخابية للحزب الشيوعي التونسي في الانتخابات التشريعية المتعددة سنة1981 . وفي سنة 1988 كان مترشّحا للانتخابات التشريعية الجزئية في ولاية المنستير. وكذلك في الانتخابات العامة سنة 1989 ثم في سنة 2004 بنفس الدائرة في إطار «المبادرة الديمقراطية» حيث ساند السيد محمد الحلواني في الانتخابات الرئاسية.

 

وإلى جانب نشاطه السياسي، كان للأستاذ عبد الجواد دور فاعل في الحركة النقابية. فقد انخرط سنة 1962 في اتحاد الطلبة وشارك كنائب في مؤتمري المنستير (1963) ونابل (1965) ثم أطرد تعسفا من الإتحاد سنة1966 .

 

وعندما التحق بالحياة المهنية في أكتوبر 1966، ساهم في تنظيم حملة انخراط واسعة في الإتحاد العام التونسي للشغل بين أساتذة التعليم الثانوي وشارك في مؤتمر القيروان لهذه النقابة برئاسة السيد البشير باللاّغة سنة1968 ، ثم انتخب كاتبا عاما لنقابة التعليم الثانوي بمناسبة انعقاد مؤتمرها الاستثنائي الذي ترأسه المرحوم الحبيب عاشور سنة  1970 عند رجوعه إلى الإتحاد، وقد تم رفته من الإتحاد سنة 1971 بضغط مباشر من إدارة الحزب الاشتراكي الدستوري. ورفع هذا القرار بعد المؤتمر الثالث عشر للإتحاد سنة1973 .

 

وبداية من سنة 1974 تحمل الأستاذ عبد الجواد مسؤوليات نقابية في نقابة التعليم العالي والبحث العلمي وتولى الكتابة العامة لهذه النقابة من ماي 1981 إلى أكتوبر 1984 ثم أعيد انتخابه عضوا في مكتبها التنفيذي مسؤولا عن العلاقات الخارجية من 1984 إلى حدود 1989 ثم في نفس الخطة من سنة 2003 إلى اليوم.

 

وشارك إثر أحداث 26 جانفي 1978 في تنظيم حملة التضامن مع المساجين النقابيين وعائلاتهم بالتنسيق مع القيادة الشرعية للإتحاد التي كلفته في جوان 1979 بتمثيلها في أشغال الندوة الدولية للشغل بجينيف صحبة المرحوم محمد كريم الكاتب العام للفرع الجامعي للسكك الحديدية بصفاقس. كما شارك في كل المؤتمرات والمجالس الوطنية الشرعية للإتحاد من سنة 1977 إلى سنة 1984 بصفته ممثلا لنقابة التعليم العالي وقد منع من المشاركة في مؤتمر سوسة سنة 1989 كنائب عن نفس النقابة.

 

سعيدة بوهلال

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 ماي 2006)

 


في بنزرت

محاكمة حراس سجون بعد فرار سجين من بين أيديهم

 

نظرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف ببنزرت يوم الاربعاء في ملف قضية تورط فيها 3 متهمين وجهت لهم دائرة الاتهام للاول والمدعو (كـ ) جناية فرار سجين من سجن ايقافه من ايدي حارسيه باستعمال العنف حسب الفصل 146 من المجلة الجزائية وللثاني والثالث تواطؤ موظف عمومي مكلف بالحراسة نجم عنه فرار سجين حسب الفصل 111 من المجلة الجزائية

 

وكانت محكمة الدرجة الاولى قد ادانت المتهم (كـ) وقضت بسجنه مدة عام في حين برئت ساحة المتهمين (م) و(ن) وقضت في حقهما بعدم سماع الدعوى فاستأنفت النيابة العمومية الحكم الابتدائي ليقع البت مجددا في هذه القضية وتبين من خلال ملف القضية ان المتهم الاول (ك) يعمل حارس سجون بسجن برج الرومي ببنزرت وبمناسبة اتهامه في قضية مخدرات من قبل احد المساجين تم ايقافه عن العمل وتحويله الى برج الطويل فاصدر  قاضي التحقيق بطاقة ايداع بالسجن ضده (ك) وباذن من الادارة تم ارسال المتهمين (م) و(ن) لجلبه من برج الطويل وكان المتهم (ك) زمن الواقعة مازال على ذمة الادارة التي يعمل بها وعند جلبه للتحقيق معه في الواقعة كان بزيه النظامي وكان مقتادا من طرف زملائه في العمل وبوصوله على متن السيارة الادارية الى السجن المدني ببنزرت غافل حارسي السجن خاصة  انه كان يرتدي زمن الواقعة الزي النظامي ولا شيء يميزه عن زملائه وقال لهما بالحرف الواحد (مربوط هرب.. مربوط هرب..) ولما التفت حارسا السجن للتأكد من الامر كان المتهم (ك) فر من المكان حينها تأكد حارسا السجن انه تمكن من الفرار بعد استعماله للحيلة والخزعبلات وانطلق التحقيق فورا مع حارسي السجن المكلفين بحراسة السجين (ك)

 

واكدا خلال كامل مراحل البحث انهما لم يتواطا مع السجين باي شكل من الاشكال فتم تسجيل اقوال الجميع وعند عرضهما امام الدائرة الجنائية بمحكمة الدرجة الثانية رافع عنهما عديد المحامين واكدوا ان المتهمين (م) و(ن) حكمت عليهما محكمة الدرجة الاولى بعدم سماع الدعوى فاستأنفت النيابة الحكم الابتدائي لان حارسي السجن لم يضعا الاغلال في يد السجين (ك) وهو ما جعله يهرب

 

واكد لسان الدفاع ان المتهم (ك) تم نقله بواسطة السيارة الادارية من السجن الى المحكمة ومن المحكمة تمت اعادته مجددا الى السجن وقد قام بدفع الجميع وتمكن من الفرار وتمت اجراءات المعاينة على المكان الذي فر منه وبالتالي المنوبان (م) و(ن) وهما حارسا السجن لم يتواطا ولم يتغافلا واركان الفصل 111 من المجلة الجزائية مفقودة واختتم الدفاع مرافعته وطلب من المحكمة رفض الاستئناف في حق منوبيه (م) و(ن) والحكم عليهما بعدم سماع الدعوى اما السجين الفار (ك) فطلب الدفاع في حقه التخفيف وباعذار جميع المتهمين امام القاضي طلبوا الحكم بعدم سماع الدعوى.

 

وبعد المفاوضة حكمت المحكمة بسجن المتهم (ك) مدة عام وفي حق المتهمين (م) و(ن) بعدم سماعالدعوى.                                            

 

نبيل النفزي

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 ماي 2006)

 


وزير العدل وحقوق الانسان:

معهد المحاماة له مهمة التكوين ولهيئة المحامين صلاحيات التمرين والترسيم بجدول المحامين

* تونس (الشروق)

أكد السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الانسان خلال جوابه على مداخلات المستشارين حول مشروع القانون المتعلق ببعث المعهد الأعلى للمحاماة على أن الحوار خيار في مسيرة الاصلاح مضيفا أن اللجنة الفنية التي تمّ بعثها منذ بداية سنة 2005 والتي جمعت ممثلين عن وزارتي العدل وحقوق الانسان والتعليم العالي والهيئة الوطنية للمحامين عملت على امتداد أشهر طويلة وقدمت جملة من التصورات والمقترحات المتعلقة بالتمثيلية داخل المجلس العلمي وكذ لك الأحكام الخاصة والانتقالية.

وأوضح أن مشروع القانون يتعلق أساسا بالتكوين والاعداد لممارسة مهنة المحاماة ولذلك سيكون من مهام المعهد أن يؤهل الدارسين به للمهنة ويبقى للهيئة الوطنية للمحامين الصلاحيات الأساسية المنصوص عليها في القانون الحالي المنظم للمحاماة والمتمثلة في الاشراف على التمرين وكذلك الترسيم.

وبيّن الوزير أن الحوار لا يزال قائما وسيتم التحاور مع هياكل المهنة حول النصوص الترتيبية للقانون المتعلق ببعث المعهد الأعلى للمحاماة، مضيفا أن من سيتولى مهمة المدير العام للمعهد سيكون محام لدى التعقيب وأبدى موافقته، على إثر ما تقدم به أحد المستشارين، أن يجمع هذا المدير بين وظيفته في المعهد ومواصلة مهنته كمحام حتى يكون ملمّا بالشأن التكويني النظري وكذلك التطبيقي الميداني.

وأوضح الوزير خلال ردوده أن المعهد الأعلى للمحاماة ينظم مسألة الدخول الى المهنة على أساس المساواة ويقضي تماما على ظاهرة الترسيم بجدول المحاماة وفق الاعتبارات الانتخابية مؤكدا أن اشراف وزارتي العدل وحقوق الانسان والتعليم العالي على المعهد يعد أمرا بديهيا باعتبار أن المعهد هو مؤسسة علمية بالأساس وتتحمّل الدولة بهياكلها أعباء نفقات التصرف والتسيير الباهضة لهذا المعهد والتي لا يتسنّى للهيئة الوطنية أن تتحمّلها. كما ان اكتساب المعهد صفة مؤسسة عمومية يضمن للشهائد التي تسلمها المصداقية العلمية ملاحظا أن اشراف أي جهة أخرى على هذه المؤسسة ينفي عنها صبغتها العمومية ويجعل شهادتها خاضعة ضرورة للتنظير.

وجوابا عن تدخلات المستشارين أعرب الوزير عن أمله أن تشهد السنة القضائية المقبلة 2006 ـ 2007 فتح أبواب المعهد الأعلى للمحاماة معبرا عن استعداده للتعاون دائما مع الهيئة الوطنية للمحامين في اطار القانون والنصوص الترتيبية واعتبار المصلحة العامة التي تقتضي ضمان التكوين الجيد للراغبين في ممارسة مهنة المحاماة والمحافظة على مواصلة سير المرفق العام.

وأكد أن مشروع القانون تمّ عرضه على المجلس الدستوري الذي يعتبر رأيه ملزما وماتمّ ا لحسم فيه دستوريا لا يمكن اعادة عرضه للنقاش، وقد أحيل مشروع القانون المتعلق ببعث المعهد الأعلى للمحاماة على مجلسي النواب والمستشارين في بداية شهر جانفي 2006 واستغرق المشروع بذلك وقتا لا بأس به لمناقشة محتواه.

وبخصوص ارساء نظام للتغطية الاجتماعية للمحامين قال السيد البشير التكاري ان الوزارة تنتظر من الهيئة الوطنية للمحامين التصور العملي حول هذا النظام ليتمّ بعد ذلك التحاور بشأنه استنادا الى المبادئ الأساسية التي يقوم عليها كل نظام للتغطية الاجتماعية.

وجوابا على مداخلات بعض المستشارين حول انتخاب تونس عضوا في مجلس حقوق الانسان لمنظمة الأمم المتحدة قال الوزير إن هذا الفوز له دلالات وأبعاد عميقة تؤكد أن انتخاب بلادنا كان على أساس تقييم معمق لعمل تونس وجهدها في مجال تطوير منظومة حقوق الانسان وحمايتها في النص والممارسة كما ان هذا الترشح هو قبول بالالتزام بالصكوك والمعاهدات الدولية وثقة بالنفس وثقة في مكاسبنا الوطنية وفي مسيرتنا الموفقة.

 

(المصدر: صحيفة “الشروق” التونسية الصادرة يوم 12 ماي 2006)


المؤبّد لقاتل مدير البنك :

اعترف بتخطيطه لقتل مجموعة من الأشخاص «انتقاما» لاصابته بالسيدا

 

* تونس ـ «الشروق» :

اعترف المتهم بارتكاب جريمة قتل المدير ببنك التي جدّت وقائعها في السنة الماضية بأحد أحياء المنازه بالعاصمة بأنه كان يخطّط لقتل مجموعة من الأشخاص، انتقاما لاصابته بداء السيدا ولما أسماه «بتخليص الشباب من شرّهم». وقد أدانته المحكمة وأصدرت ضدّه حكما بالسجن المؤبّد اثر جلسة أمس الأول.

وصدر الحكم عن الدائرة الجنائية الرابعة بمحكمة تونس الابتدائية في منتصف ليل الليلة الفاصلة بين الاربعاء ويوم أمس الخميس وذلك بالاستناد الى جملة من الوقائع التي وردت بملفات القضيّة.

وتفيد هذه الوقائع ان المتهم (وهو من مواليد 1980) تعرّف على شخص. فتطوّرت العلاقة بينهما حتى أصبحت صداقة، ثم اتفقا على بعث مشروع. وبدآ في القيام ببعض الاجراءات في سبيل ذلك. الا أن هذه العلاقة انقطعت بمجرّد ان اكتشف المتهم أن صديقه كان شاذا جنسيا، ويبدو أن هذا الشاب قد تورّط لاحقا في بعض العلاقات المثلية، وغيرها من علاقات الشذوذ، الى أن اكتشف متأخرّا، أثناء توجّهه للتبرّع بالدم لدى أحد المراكز بالعاصمة، أنه مصاب بداء فقدان المناعة، السيدا. هذا النبأ الجديد، أدخله في حالة من التوتّر والضيق و»الهستيريا» أحيانا.

 

 

* بداية النهاية

أثناء مغامراته، ولقاءاته اليومية العادية مع أصدقائه وبعض الأشخاص الآخرين، تعرّف على الهالك لاحقا، وهو مدير ببنك، ويبدو، حسب الأبحاث، أنّ علاقتهما تطوّرت، حتى أصبحا يلتقيان من حين لآخر.

أثناء ذلك، كما جاء في الأبحاث فإنّ هذا الشاب المتهم، بدأ يخطّط حسب أقواله، للانتقام وقتل مجموعة من الأشخاص، إذ اعتقد أنهم السبب في اصابته بالسيدا. وكان يريد «تخليص الشباب من شرّهم وفسادهم» على حدّ أقواله. يوم الواقعة اتصل به صديقه الجديد المقيم بأحد أحياء المنزه الراقية والواقعة قرب العاصمة، وهو مدير بأحد البنوك، وأصرّ عليه باللقاء، وتمسّك بذلك، عندها تسلّم الشاب بسكنين كان قد أخفاها سابقا بمنزله، ثم توجه اليه، والتقيا فركبا السيارة وتوجّها الى منزل الهالك. وهناك عقدا جلسة خمرية بالويسكي، رفض خلالها الشاب الزائر الشرب واكتفى بالجلوس واحتساء بعض المشروبات الغازية، حسب أقواله. وإثر ذلك طرأ على جلستهما خلاف تعمّد خلاله المتهم تسديد ثمانية طعنات لصديقه الجديد، وكانت جلّها في الظهر وقد أصابت احداها القلب، مما تسبب في الوفاة. عندما تأكد المتهم من موت صاحبه، قام بتجميع الكؤوس التي كانت تسقيهما وأدباش وملابس… ووضعها فوق جثة الهالك، ثم بلّلها «بالويسكي» وفتح قارورة الغاز بالمطبخ ثم أضرم النار لمحو آثار الجريمة، واستولى على جهاز كاميرا ومبلغ مائة دينار. ثم غادر المكان ولاذ بالفرار والغريب أنه لاقى أصدقاءه الآخرين وسامرهم وشاركهم العشاء ثم ركن للراحة.

 

* اكتشاف الجريمة

في المشهد الآخر من الوقائع، كان أحد أصدقاء الهالك متجها اليه لزيارته، ففوجئ بالدخان ينساب من المنزل، تقدّم فإذا بجثة صديقه ملقية بغرفة النوم.

تمّ ابلاغ أعوان الأمن، وحلّ بالمكان أعوان الحماية المدنية، وأبلغ ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي عاين جثة الهالك وأذن برفعها وعرضها على مخابر الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة وأذن كذلك بفتح محضر تحقيقي والكشف عن ملابسات القضيّة وعن مقترفها.

وكان أعوان الحماية المدنية قاموا بإطفاء بعض النيران، التي لم تشتمل بشكل كبير لبقاء نافذة المطبخ مفتوحة مما حال دون تسرّب الغاز الى كل أرجاء المنزل.

قام المحققون والباحثون بإجراء التحريات والأبحاث اللازمة الى أن تمكنوا من حصر الشبهة في الشاب المعني. وقد جمعوا ما يكفي من المعطيات والأدلّة والشهادات لايقاف المشتبه به واتهامه بارتكاب جريمة قتل نفس بشرية عمدا المتبوعة بجريمة أخرى.

تم ايقاف المشتبه به، الذي اعترف أثناء التحرير عليه، بكامل تفاصيل الجريمة، وقال إنه أراد حرق جثة الهالك لمحو الآثار وانه قتله بدافع الانتقام. كما سرد على المحققين بداية مسيرته في هذا الصنف من العلاقات وقال إنه كان يخطّط لقتل مجموعة من الاشخاص الذين تسببوا حسب أقواله في اصابته بداء السيدا، وتمّ تشخيص وقائع القضيّة وتسجيل اعترافات المتهم وشهادات الشهود.

وقد أحيل المشتبه به على أنظار أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس حيث تمسّك باعترافاته لكنه أنكر تهمة السرقة.

قاضي التحقيق وجّه له تهمة قتل نفس بشرية عمدا المتبوعة بجريمة مع سابقية الاضمار، وهو ما أيدته دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس التي قرّرت احالة المتهم صحبة أوراق القضية وعلى الحالة التي هو عليها، على أنظار الدائرة الجنائية المختصة لمقاضاته من أجل ما نسب اليه.

 

* الحكم

مثل المتهم موقوفا أمام هيئة المحكمة يوم الاربعاء الماضي، حيث اعترف بكامل تفاصيل الجريمة، وقال انه كان يريد «تخليص الشباب من شرّ مجموعة من الأشخاص ومن فسادهم» وأنكر تهمة السرقة وقال إن جهاز الكاميرا سلمه له الهالك لاستعماله في التصوير لا غير.

من جهته، تمسّك المحامي نائب القائم بالحق الشخصي بالركن القصدي في الجريمة، واعتبر أن جريمة القتل وقعت قصدا مع سابقية الاضمار. فيما رأى لسان الدفاع بأن ركن الاضمار غير ثابت في ملفات القضية وطلب من هيئة المحكمة مراعاة ظروف منوّبه النفسية والصحية وفوّض من أجل ذلك النظر في خصوص جريمة القتل وطلب الغاء ما نسب لمنوّبه في خصوص جريمة السرقة. وطلب ممثل النيابة العمومية المحاكمة طبقا لنصوص الاحالة ولائحة الاتهام القانونية، فقرّرت المحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم لتعلن في حدود منتصف ليلة الاربعاء ثبوت إدانة المتهم والقضاء بسجنه مدى الحياة.

 

* م. خ.

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 12 ماي 2006)


كرة القدم تُفتِّت الهويات القومية… وتُوحِّد البلدان

تونس – رشيد خشانة      

 

استفادت كرة القدم من وسائل الإعلام الحديثة، خصوصاً التليفزيون، لتكرس نفسها في مرتبة اللعبة الأكثر شعبية في العالم، إلا أنها باتت في دورها عنصرا مضادا للعولمة بتوحيدها أبناء البلد الواحد، أياً كانت خلافاتهم السياسية وانقساماتهم العرقية والدينية، حول المنتخب الوطني.

 

مع ذلك تبدو في عالم اليوم كما لو أنها ظاهرة تُفتت الهويات القومية وتخترق الحدود طالما أن مئات الملايين من المتفرجين من جميع القارات يتسمرون أمام شاشاتهم لمتابعة مباريات كأس العالم أو نهائيات الدوري الإسباني أو البريطاني أو البرازيلي. وأظهر الكتاب الجديد للباحث الفرنسي باسكال بونيفاس «كرة القدم والعولمة» الدور الكاسح الذي تلعبه الكرة في كسر الحواجز اللغوية والعرقية والدينية بين مناطق العالم. إذ أن الأطفال، كما قال، باتوا اليوم يتعرفون على الدول من خلال رايات منتخباتها وأسماء لاعبيها.

 

ومن هذه الزاوية اعتبر كرة القدم «التي اجتاحت العالم سلماً والتي باتت الشمس لا تغرب أبداً عن امبراطوريتها» أبرز رمز للعولمة اليوم. ويدير بونيفاس الذي أصدر كتبا عدة عن صراعات الشرق الأوسط والحرب الباردة والسلاح النووي وحروب الغد، مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في فرنسا وهو عضو اللجنة الاستشارية لنزع الأسلحة لدى الأمين العام للأمم المتحدة.

 

وفيما تسببت مباراة لكرة القدم باندلاع شرارة الحرب بين الهندوراس وسالفادور العام 1969، أعلن ظهور منتخب كرة القدم في السنة 1964 بدء ولادة الدولة الفلسطينية وإن لم تعترف به «الفيفا» سوى العام 1998، مثلما مثل تشكيل المنتخب الجزائري العام 1958 الإرهاص الأول للدولة الوطنية التي جاءت الحكومة الجزائرية الموقتة لاحقاً علامة على مولدها. وبعد اندلاع الانتفاضة حظرت اسرائيل مباريات كرة القدم كي لا تكون مناسبات للتعبير الصاخب عن الانتماء الوطني الممهد للاستقلال. ومن المفارقات التي عرضها الكتاب أن أبطال كرة القدم القوميين في فرنسا طيلة الأجيال الثلاثة الأخيرة كانوا يتحدرون من أصول غير فرنسية، وهم كوبا البولندي الأصل وميشال بلاتيني الايطالي وزين الدين زيدان الجزائري.

 

ومن المفارقات أيضاً أن الألمان والفرنسيين الذين تصالحوا بعد حروب طاحنة، وباتوا يشكلون ثنائيا منسجما داخل الاتحاد الأوروبي إلى حد أن شيراك تحدث باسم ألمانيا في اجتماع أوروبي لما تعذر على المستشار شرودر الحضور، ما زالوا يستلذون هزيمة بعضهم بعضاً على ملاعب كرة القدم. وقال بونيفاس إن انزال هزيمة بالايطاليين أو الاسبان، على رغم تعاليهم الدائم على الفرنسيين في مجال كرة القدم، لا يمكن أن يعادل نشوة هزيمة ألمانيا أمام المنتخب الفرنسي. ففي كرة القدم تزول الفوارق العرقية والدينية والمناطقية التي تكون عادة مصدرا للصراع في المجتمعات.

 

ففي تركيا يُدمج الأكراد في المنتخب الوطني أسوة بباقي القوميات وفي الكوت ديفوار حيث تحتدم النزاعات العرقية والدينية تُمحى الفوارق بين المسيحيين والمسلمين والوثنيين لدى تشكيل المنتخب، وكذلك لدى متابعة المباريات التي يخوضها ضد منتخبات أخرى. وعندما جالت آلات التصوير في مدينة ديار بكر مركز الأكراد في تركيا خلال مباراة المنتخبين البرازيلي والتركي أثناء مباريات كأس العالم 2002 التقطت الأكراد وهم يطيرون فرحا لدى تسديد الهدف التركي ثم وهم يذرفون الدموع بعد هزيمة المنتخب، فيما كانت المزارع مقفرة تماما من المزارعين.

 

واللافت أيضاً أن جميع بلدان العالم صغيرها وكبيرها تبدو متساوية في المنافسات الكروية فأميركا، البلد الأقوى، لديها حقوق مماثلة لأصغر بلد، ولا أحد يخشى من منازلة القوة الأميركية في هذا الملعب خلافا للملاعب الأخرى. وعلى خلاف المعايير العسكرية والصناعية لا تُعتبر الولايات المتحدة القوة الأولى ولا حتى من بلدان الصف الأول في هذا المجال، ويمكن لبلد صغير مثل البرتغال أو اليونان أن يلحق بها الهزيمة.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 12 ماي 2006)

 


بين واقع ادوار الروحاني وسجن المختار الإنساني

خميس الخياطي (*)

 

من ثورات طه حسين انه من اوائل الذين نفخوا في نقد الأدب العربي نفسا جديدا قوامه الجانب الذاتي اعتمادا علي مقولة ان القراءة هي ابداع كذلك. لقد بين طه حسين في تقييمه لأبي العلاء المعري في لزومياته ورسالة الغفران اساسا ان ذاتية القارئ هي كذلك مصدر انتاج للأحاسيس اعتمادا علي تلك المبطنة للأثر الفني… وهو الموجود في مع أبي العلاء في سجنه . وان كان السجن الذي اشار اليه طه حسين كما جاء كذلك عند سارتر في دراسته لـ بودلير ليس ذاك المادي المجسد الملموس بل هو السجن المعنوي الذي نخر المعري فأهداه الي الشك واهدي بودلير الي الحداثة، فان السجون التي نعيشها اليوم هي من الجنسين، السجن المادي والسجن المعنوي… سجن الواقع وسجن الأحاسيس او في الحقيقة واقع السجن والاحساس بانتهاك الواقع.

 

الواقع وابعاده الروحية

 

اهدتنا قناة التنوير المصرية (نايل سات) وفي برنامج حوار التنوير الذي يعده ويقدمه ماجد يوسف ويخرجه خالد فاروق لقاء مع الشاعر والروائي والتشكيلي والقاص والناقد المصري ادوار الخراط بمناسبة عيد ميلاده الثمانين… وكل حديث مع الخراط لا يمكن ان يكون الا مناسبة لمراجعة تعريفات واشكاليات خلناها تثبتت وان هي في تحرك ومراجعة دائمتين.

 

تحدث صاحب الغجرية ويوسف المخزنجي ، راما والتنين و بنات اسكندرية وغيرها من الاعمال الابداعية والنقدية المأثورة بالبلاغة التي عهدتها عنده والرصانة التي تصفه والمعرفة التي صنفته من بين اهم مبدعي بلده وعصره، تحدث ادوار عن الفلاح والهوية والواقع وقيم الاستهلاك واللغة والتشكيل والنقد وغير ذلك وهو جالس امام طاولة مستديرة عريضة كمسافة اليأس وكأنه متربع علي عرش مملكة الاحاسيس، شعره المنسدل علي كتفيه وبذلته ذات الزرقة السماوية التي تتقاطع وحمرة الخلفية او غيرها بحسب زوايا التصوير، وجهه العريض الذي ينفتح علي النور كلما جاءت الكلمات منظومة ونظارته البنية السميكة تخفي عنا لمعان نظراته… كل اجابة للخراط بامكانها ان تكون مادة لحلقة بمفردها… وان جاءت بعض هذه الاجوبة ثابتة مثل تلك المتعلقة بالفلاح المصري وكأن الخراط لم يخرج بعد من عالم منتصف القرن الماضي مثل قوله ان صلب الانسان المصري هو الفلاح وبدونه لن تكون مصر، ذاك الفلاح الذي يلتصق بأرض مصر وهو الذي حقق الوحدة بثقافة شعبية غير واعية او متوارثة ولكنها قائمة ، ان جاء هذا الجواب كرد عقلاني علي الاحداث التي شهدتها الاسكندرية (حرق كنائس قبطية بفعل من قيل انه ممسوس)، فان البعض الآخر كان لافتا للانتباه ليس فقط علي مستوي الطرح ولكن كذلك علي مستوي تثبيت الخصوصية المصرية.

 

قال الخراط في موضوع الهوية وهو محق في ملاحظته انه يستغرب كثيرا من اثارة مسألة الهوية مجيبا الفلاح لم يسأل عن نفسه من هو… هويته ثابتة راسخة (…) هذا الانسان لن يسأل عن هويته لأنه يحياها، فهي الوحدة العميقة التي تكاد ان تكون قد وصلت الي درجة الجينات في مصر الخالدة … وكما فعل ماجد يوسف، نسال نحن: هل ما زال هذا الفلاح موجودا امام زحف العولمة وقيم مجتمع الاستهلاك ام انه امثولة ذهنية يبني عليها الخراط انتماءه؟ الا ان ادوار الخراط بحركة من يده اليمني كما لو استعمل جرة قلم، نفي الشك وهدم التشكيك قائلا: الفلاح يهاجر ويعود، ودائما يعود وفي ذهنه انه عائد وان الرحلة ليست الا خطوة ولا يريد الا ان يدفن في هذه الارض . هذا الفلاح لا يمكن ان تأكله القيم الاستهلاكية التي في حد ذاتها لا بأس بها. المشكلة تتمثل في الهجرة والعودة. هي صورة تنقذ الانسان المصري من رياح العولمة .

 

اما في طرحه لمسألة الواقع، فان ادوار وكما فعل مع الاستهلاك قال انه في نظره يشتمل كذلك علي جوانب من الحلم والفنتازيا وان لا مجال لتجريده من تلك الابعاد الروحية والخيالية التي لا تنفصل عن حياتنا واضاف عالم الحلم يكون اساسا راسخا للعالم الواقعي ، هناك وحدة بين الجانبين وهذه الوحدة تتجلي في التعامل مع اللغة ذلك ان الحديث عنها وحدها منفصلة عما تحمله وتشير اليه او تسكت عنه قد ينقصه الكثير. وهنا يقول الخراط ليس ثمة فصل بين اللغة وشحنتها وتجربتها ـ وهو ما عمد اليه كل من طه حسين وسارتر المشار اليهما سالفا ـ اللغة لا يمكن لها ان تقوم دون الخبرة، اللغة ليست سيدا ولا خادما، هي معايشة، حياة واكاد اقول هي الجسد . ومن الجسد الذي هو جسم اللغة وتجربتها ينطلق الخراط الي تعريف الوصف لوضعه في مدار الدراما واصغائه الي الاشياء قائلا يمكن للوصف ان يكون سردا، دراما. الوصف هو دراما. الفنان الحق هو الذي يصغي الي اصوات الاشياء وقيمتها البصرية … والمستمع الي الحوار والي الومضات المضيئة التي تتسرب منه ورغم ثقل الاخراج وطفيلية الديكور وطغيان باقة الزهور التي تؤطر للصور بصفة بدائية، لا يمكن ان يضع قائلها الا في خانة الشعراء… يقول الخراط ان الشعر يأتي عفويا، بل يأتي نتيجة لاحتفال طويل وغير واع بالاشياء واحاسيسها، باللغة وتجربتها، بالمعاني وتعدديتها، بالاصوات وسمفونيتها… ويذهب للقول بأنه يرحب بالعفوية في الرواية و انها اسعد لحظات الكتابة واجمل من تلك التي يقلب المرء فيها بين البدائل وآمل ان تسير مياه الشعر في اعمالي كلها (…) الفن لا يأتي من لا شيء وانما من مادة موجودة وكل فن هو كولاج ، تشكيل، اعادة صياغة ليكون حياة جديدة بمادة قديمة . وبهذا، يكون الخراط اعطي درسا في ان المعرفة هي خبرة روحية وفكرية لا تنساق وراء التيارات الآنية التي تقولب العالم في مفاهيم جاهزة وتكاد تكون مرادفا للمعرفة في معناها الفلسفي … وهكذا من الفلاح والوحدة نصل الي المعرفة والفلسفة مرورا باللغة وخبرتها… لقد جاء حديث ادوار الخراط معيدا معاني ابدية في غلاف جديد هو سر روحانية قراءة العالم، قراءة هي ملك للشعراء وحدهم، هؤلاء الذين ـ ومن بينهم الصديق ادوار الخراط ـ تخافهم كل سلطة لانهم سلطة لا تعترف بنفسها.

 

اقتناص الحالة الانسانية

 

من البرامج الثقافية العربية التي تذهب الي ما وراء ملء الخارطة البرامجية برنامج أدب السجون الذي تبثه قناة الجزيرة . الحلقة الاخيرة والتي اخرجها نزار حسن وصورها حسن الطويل وسهرت علي انتاجها وكتابة التعاليق لها ساندرا ماضي حلقة متعلقة بالشاعر والقاص والروائي العراقي حميد المختار.

 

أدب السجون معروف في العالم ولأنه نتيجة لفقدان الحرية بمعناها الملموس، فانه يحظي باهتمام كامل من طرف دور النشر. ولأنه شهادة علي ضياع الانسان لانسانيته، فانه صنف من اصناف الأدب الملتصق حتي الخلايا بمصير الانسان… وهنا تجدر الاشارة الي ان المصور والمخرج جسدا تجسيدا بصريا مصيبا مسألة فقدان الحرية وضياع الانسانية، فأعطيانا صورا بالابيض والاسود أخاذة لجسم مستطيل غير محدد المعالم يفتح/يغلق بابا كبيرا وكأنه فوهة بركان تبتلع انسانا… صورا وكأنها أزمة تأتي لتفصل بين الشهادات ولتعيدنا الي صلب البرنامج: السجن.

 

تحدث حميد المختار عن شارع الرشيد ببغداد، عن شارع النهر، عن شارع المتنبي… ذكر انتشار الكتب علي الرصيف وكأنها مجموعة من الوجوه الباحثة عن قدم تلتصق به لتسرع نحو الكينونة، تحدث كيف انه تحت النظام البعثي السابق كان يبيع كتبه علي الرصيف تاركا ابنه يعاينها في حين يذهب هو الي مقهي الشاهبندر، تحدث عن قاعة السينما تلك التي كانت تؤويه فيقول: الآن اعيش مرحلة ما بعد الابواب المغلقة والبحث عن الرغيف عند الحصار الي مرحلة البحث عن الديمقراطية . وتتتالي صور الجواهري فالسياب وغيرهما من أدباء العراق الجريح. يقول الشاعر والقاص والروائي انه ليس مسكونا بالسجن بقدر ما هو مسكون باحساس المحاصرة من النظام السابق بعد ان كتب قصة رجل في علبة سردين ، وان كان سجن ابو غريب نهاية، فان سجن المهجر لا ينتهي لا سيما وهو مسكون بالكوابيس الليلية… سبب دخول حميد المختار سجن الجادرية ثم سجن مديرية بغداد فسجن ابو غريب قراءته لنص في العام 99 جعله عرضة لزبانية البعث الصدامي… ذكر كيف شاع خبر شنقه وكادت تقام احتفالات جنائزية شعرية… تعرض الكاتب ليوميات السجن، لروايتيه السفيانية و صحراء نيسابور اللتين كتبهما وراء القضبان، تذكر روايات شرق المتوسط و القلعة الخامسة ، تذكر أدباء مثل العزاوي ومنيف وعبد الستار ناصر ومجيد الربيعي ليقول بأن الحياة في العراق وفرت للكاتب مواد خاصة ليكتب في اتجاه ادب السجون والآن جاء المحتل من مكان بعيد يحمل مشاريع غريبة وانه ككاتب ما عليه الا اقتناص الحالة الانسانية سواء في الماضي مع نظام صدام او في زمن الاحتلال او حتي في المريخ… وبعد ان جاب بيته الصغير حيث كتب، وشوارع بغداد حيث اختنق قال حميد المختار: بعد السجن احببت ان اتواصل مع السجن وهي حالة تواصل مع الذات فكانت رواية الباب السابع . فهل انهدم السجن مع فتح الابواب؟ قراءة مسايرة طه حسين لعذابات المعري قد تكون جوابا قاطعا من ان السجن هو ما نحمله في ذواتنا

 

(*) ناقد واعلامي من تونس

khemaiskhayati@yahoo.fr

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 11 ماي 2006)

 

 

بوشناق: الفن لمواجهة صراع الحضارات 

فيينا – أحمد المتبولي 

 

“على جميع الأمم محاولة الاستفادة من رسالة الفنان السامية، وجعلها جسرًا بينها وبين الثقافات الأخرى للإسهام في دعم التعايش الحضاري والترابط بين الشرق والغرب والجنوب والشمال، فلا تترك مجالاً لانتشار نظريات صراع الحضارات والثقافات”.

بهذه الكلمات المعبرة عن رؤيته لدور الفن في التواصل بين الحضارات بدأ المطرب التونسي وسفير الأمم المتحدة للسلام لطفي بوشناق حديثه الخاص مع “إسلام أون لاين.نت” اليوم الإثنين 1-5-2006 بالعاصمة النمساوية على هامش زيارته التي أحيا خلالها حفلاً خصّص عائده لصالح أطفال العراق.

وأضاف بوشناق: “بحسب رأيي فإن الفن هو أحد أهم الأسلحة المتبقية، ولا أقصد أسلحة القتل بل أسلحة البناء.. فمن خلال الفن يمكنك أن تحقق نتائج رائعة تسهم في إذكاء روح التسامح بين الناس”.

ومضى قائلاً: “إن ما تمر به بقاع الأرض كلها من خطوب تؤكد على أن العالم بحاجة إلى فنان صادق يؤدي واجبه نحو الإنسانية من خلال التعبير عن همومها، ويكون مرآة صادقة لمجتمعه تعبر عن الواقع الذي يعيشه.. ومن لا يفعل ذلك يكون وجوده مثل عدمه”.

 

فن ملتزم

وحول دوره كفنان، قال المطرب التونسي: إنه يعمل من خلال منصبه كسفير للأمم المتحدة للسلام والذي تقلده في عام 2004، على توصيل رسالة إلى العالم مفادها الحرص والعمل على التعايش بصورة حضارية وفي سلام، بجانب العمل على إزالة الصورة النمطية التي ترسخت في أذهان الغرب عن العرب والمسلمين.

وأوضح بوشناق أن رسالته لا تشمل قضايا العالم العربي أو الإسلامي فحسب، وإنما تمتد لتشمل شعوب العالم على اختلافها.

وقال: “إذا تلقيت أية دعوة لدعم القضايا العربية وغيرها سواء العراق.. فلسطين.. أفغانستان أو دارفور (بغرب السودان) فإنني سأذهب دونما تردد.. وإذا حدث مكروه لشعب ما في أي بلد ولو كان غير مسلم وغير عربي فسأقف معهم.. فأنا أرضي ضميري فقط وأريد عندما أنظر إلى نفسي في المرآة كعضو في الإنسانية ألا أطأطئ رأسي خجلاً”.

وأوضح أن أداته في توصيل هذه الرسالة هي الأغاني الهادفة والفن الملتزم الذي يسهم في تفهم الآخر لنا، ضاربًا على ذلك مثلاً بإحدى أغنياته التي كتبها الشاعر اللبناني ميشيل جحا، وتدعو العالم إلى التعايش بسلام.

وتقول الأغنية: “يا أمم الأرض إنا أعطيناكم حرفًا بالحب معمد.. إنا أعطيناكم موسى عيسى ومحمد.. وزرعنا النور بأعينكم وشذى الإيمان بأنفسكم.. يا أمم الأرض إن كنتم بشرًا فأعطونا أمنًا وسلام.. أو كنتم شجرًا فأعطونا ظلاًّ لننام.. أتراه إنسان من ينسى كون الإنسان؟! وجميع الخلق سواسية عند الديان؟!.. فتعالوا نسمو بأنفسنا فوق الأحقاد ونُخلي العمر يواكبه فرح الأعياد”.

 

“يحيا السلام”

وفيما يتعلق بالعراق أكد بوشناق أن دعمه لأطفال بلاد الرافدين يأتي من “وازع الالتزام الأخلاقي تجاه جماعة من البشر لا تقوى على فعل شيء، بل ويتم انتهاك حريتها باسم الحرية”.

وتأتي تصريحات بوشناق في أعقاب إعلانه التبرع بإيرادات ألبومه الغنائي الجديد باسم “يحيا السلام” لصالح المنكوبين والأيتام من أطفال العراق الذين ذاقوا ويلات الحرب، على أن تتولى “هيئة إغاثة العراق” التسويق التجاري للألبوم.

وكان بوشناق قد وصل النمسا بدعوة من الهيئة وعدد من الهيئات والجمعيات العربية العاملة هناك لإحياء حفل خيري خصص عائده لصالح أطفال العراق.

وحضر الحفل الذي أقيم بقاعة المؤتمرات بالحي الخامس بالعاصمة فيينا، نحو ألف شخص من أبناء الجالية العربية والإسلامية، بجانب نشطاء حقوقيون نمساويون من مناصري الشعب العراقي الذي يرزح بلاده تحت نير الاحتلال.

 

جولة أوروبية

من جهته قال أحمد حميد رئيس “هيئة إغاثة العراق” في تصريحات خاصة لـ”إسلام أون لاين.نت”: إن الهيئة بالتعاون مع عدد من الهيئات العربية الأخرى العاملة بالنمسا ستسعى إلى نسخ أكبر كمية من الإصدار الغنائي الجديد لبوشناق، إضافة إلى تسويقه من خلال الجهات المتخصصة في هذا المجال بالدول العربية والغربية.

كما أشار حميد إلى أنه يجري الإعداد حاليًّا لجولة أوروبية للطفي بوشناق تخصص عائدات حفلاتها أيضًا لصالح أطفال العراق.

وأعرب عن أمله في أن يكون في ذلك دافعًا لإيقاظ الضمير العالمي من مواته تجاه الحالة المؤلمة التي يعيشها أطفال العراق يوميًّا، وأن تكون تلك الأنشطة حافزًا لجهات أخرى كي تسهم في رفع المعاناة عن الشعب العراقي.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 1 ماي 2006)

وصلة الموضوع: http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-05/01/article10.shtml

 


جائزة “المسلم الديمقراطي” للعثماني بأمريكا

 الدار البيضاء- عبد الرحمن خيزران/ الرباط- الأمين الأندلسي

 

تسلم سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية” الإسلامي المغربي جائزة “المسلم الديمقراطي” السنوية التي يقدمها مركز “الدراسات حول الإسلام والديمقراطية” في العاصمة الأمريكية.

 

وجاء تسليم الجائزة خلال الزيارة التي يقوم بها العثماني حاليا للولايات المتحدة بدعوة من المركز، وعلى هامش المؤتمر السنوي السابع للمركز، والذي تم تخصيصه هذا العام لموضوع “تحديات الديمقراطية في العالم الإسلامي”، وشارك فيه نخبة من الباحثين والمفكرين من الدول العربية والإسلامية.

 

وفي مداخلته لدى تسلم الجائزة قال العثماني: “إذا كانت الديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه بنفسه بشكل مباشر أو غير مباشر، فإن الاعتقاد بوجود تعارض ما بين الديمقراطية والإسلام قد يكون خطأ جليا”.

 

وأوضح أن “السبب الأول وراء ذلك يكمن في أن الإسلام لا يحدد أي شكل ثابت لما يجب أن تكون عليه الحكومة أو مشاركة المواطنين فيها، ولكنه يترك ذلك للإبداع البشري وتطوره حسب التطور الحضاري للإنسان”.

 

وأردف قائلا: إن الزعم بوجود “تطابق أو تنافر بين الشورى والديمقراطية قد يكون أيضا خطأ، لأن الشورى مبدأ وليست نظاما للحكم”.

 

ولفت العثماني إلى أن “الأحزاب الإسلامية المعتدلة في العالم العربي والإسلامي تضطلع بمسئولية كبيرة تاريخية وحضارية، بما أنها مدعوة اليوم إلى الاضطلاع بدور مهم في العملية الإصلاحية السياسية والديمقراطية في بلدانها”.

 

الإصلاح في المغرب

 

وفيما يتعلق بأنشطة زيارته الحالية للولايات المتحدة، فقد شارك العثماني في ندوة برعاية مؤسسة كارينجي للسلام دافع خلالها عما سماه “ورش الإصلاحات الكبرى في المغرب في مختلف القطاعات، منها مدونة الأسرة (قانون الأحوال الشخصية)، والجهود التي بذلها المغرب من أجل المصالحة وتعويض ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان واعتذار الدولة” عن هذه الانتهاكات.

 

وأشاد القيادي الإسلامي بالتجربة التي سار فيها المغرب بوصفها “تجربة فريدة ويمكن أن تشكل نموذجا يحتذى به في المنطقة”.

 

لكن العثماني اعترف بأنه “ما تزال هناك تحديات مطروحة وإصلاحات أخرى ينبغي على المغرب القيام بها على المستوى الدستوري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي”.

 

وتطرق إلى الحديث عن نزاع الصحراء قائلا: إنه “من مخلفات الحرب الباردة”. وأشار إلى مساندة حزبه للاقتراح الذي طرحه العاهل المغربي الملك محمد السادس بشأن الحكم الذاتي في الصحراء، معتبرا أنه مقترح “يحافظ على سيادة المغرب ويخدم مصالح المنطقة بأكملها”.

 

ومن المنتظر أن يشارك العثماني في ندوات بالعديد من مؤسسات ومراكز الدراسات كجامعة هارفارد، كما سيجري مباحثات مع أعضاء من الكونجرس الأمريكي قبل أن يتوجه إلى كندا في منتصف مايو الجاري.

 

واعتبر عدد من المراقبين للشأن المغربي أن الفعاليات والمحاضرات التي سيلقيها العثماني ستتيح للإدارة الأمريكية التعرف عن قرب على فكر الحزب الذي تتصاعد بشكل مطرد التكهنات بخصوص قرب وصوله للحكم.

 

“مهمة وإيجابية”

 

وعلى هامش المؤتمر السنوي السابع لمركز “الدراسات حول الإسلام والديمقراطية”، امتدح ناتان براون الباحث الأمريكي من مؤسسة كارينجي تجربة حزب العدالة والتنمية السياسية بوصفها “مهمة وإيجابية للغاية”.

 

وقال: إن الحزب “استطاع التعامل مع المرجعية الإسلامية بطريقة أكثر عمقا وأكثر امتدادا مقارنة مع أحزاب أخرى مشابهة في المنطقة”.

 

وأضاف براون أن “العدالة والتنمية ليس حزبا رفع شعارا أو شعارين من أجل المشاركة في الانتخابات، بل ناقش وبحث بشكل جدي للغاية، وعلى امتداد عدة سنوات، ما يعنيه دخوله في اللعبة السياسية على أسس ديمقراطية”.

 

واعتبر الباحث الأمريكي أن الحزب لديه أجندة سياسية واسعة وشاملة لا تنحصر فقط في القضايا الثقافية والدينية المحضة التي ترتكز عليها عادة هذه الأحزاب الإسلامية.

 

وأوضح أن “بعض هذه الأحزاب التي أبدت استعدادها للمشاركة في المسلسل الديمقراطي تتحدث بشكل أقل عن تطبيق الشريعة، وبشكل أكبر عن الإسلام كمرتكز مرجعي”.

 

أحزاب مؤهلة

 

من جهته ثمن محمد ضريف أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق المحمدية بالمغرب والمتخصص في الحركة الإسلامية تصريحات العثماني، معتبرا أن الحركة الإسلامية المعتدلة “مؤهلة بشكل عام” للعب أدوار رائدة في تطوير بلدانها.

 

وأوضح ضريف في تصريحات خاصة لـ”إسلام أون لاين.نت” اليوم الخميس 11-5-2006 أن ثمة سببين وراء ذلك: “أولهما: أن المجتمعات العربية والإسلامية بحاجة إلى الديمقراطية وكل التيارات، ومنها الحركات الإسلامية، التي تناهض الاستبداد، والآخر: أن هذه البلدان في حاجة إلى الحفاظ على هويتها التي يختزلها الإسلام أساسا”.

 

وأردف ضريف قائلا: “الذين أرادوا الإسلام دون تطبيق الديمقراطية فشلوا، وكذلك الذين أرادوا الديمقراطية دون إسلام”.

 

ولفت إلى أن “القوى السياسية التي توفرت لها فرص النجاح هي تلك التي جمعت بين الإسلام والديمقراطية”.

 

وتأتي زيارة سعد الدين العثماني للولايات المتحدة وسط جدل بين الأحزاب السياسية المغربية بشأن استطلاع حديث للرأي منح حزب العدالة والتنمية نسبة 47% من الأصوات المتوقع مشاركتها خلال الانتخابات التشريعية المقررة في 2007، مما قد يؤهله لتشكيل الحكومة المقبلة.

 

في الوقت نفسه أفاد الاستطلاع، الذي أجراه المعهد الجمهوري الدولي، بأن حزبا “الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية” و”الاستقلال” (القومي) احتلا المركزين الثاني والثالث بنسبة 17% و12% من الأصوات.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 11 ماي 2006)

وصلة الموضوع: http://www.islamonline.net/Arabic/news/2006-05/11/article03.shtml

 

مسؤول أمني عربي ينتقد سياسة الهجرة لدول شمال المتوسّط

 

تونس ـ يو بي أي: انتقد مسؤول أمني عربي بشدة سياسة دول شمال المتوسّط بشأن الهجرة، واعتبرها تتناقض مع ما ورد في البند 13 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان. وقال رئيس المؤتمر العربي الثاني عشر لرؤساء أجهزة الهجرة والجوازات والجنسية العرب المغربي رشيد عشوري، اندول الشمال كرست حق المغادرة، ولكنها للاسف تناست تكريس الحق الموازي الذي ينص عليه البند 13 للاعلان العالمي لحقوق الانسان، اي الحق في الهجرة والاقامــــــة في بلد أخر.

وأوضح في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر الذي بدأت أعماله امس الاربعاء بتونس ان البند 13 للاعلان العالمي لحقوق الانسان ينصّ علي حق أي شخص في اختيار مكان اقامته وحرية التّنقل داخل اي بلد يشاء، كما يؤكد علي ان لكل شخص الحق في مغادرة أي بلد والعودة الي بلده الاصلي. وبحسب المسؤول الامني المغربي، فان هذا التناسي أسفر عن بروز الهجرة غير الشرعية، التي اصبحت تحقق رقم معاملات يفوق عشرات المليارات سنويا .

 

ودعا الدول العربية التي تعاني من ظاهرة استفحال الهجرة غير الشرعية الي تكثيف التعاون والتنسيق بهدف استئصال جذري لهذه الظاهرة التي تمس من كرامة الانسان، وذلك من خلال اعتماد مقاربة شمولية تعتمد بالاساس علي البعد الامني والتنمية الاقتصادية .

 

ومن جهته، حذر محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في كلمة له خلال هذا المؤتمر من تداعيات ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وانعكاساتها الامنية بحكم ارتباطها بظاهرة الارهاب والجريمة المنظمة.

وكانت أعمال هذا المؤتمر الذي يعقد سنويا ضمن اطار الامانة العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، قد بدأت امس بمشاركة وفود تمثل مختلف الدول العربية، باستثناء فلسطين وجيبوتي وجزر القمر.

 

وسيبحث المشاركون فيه علي مدي يومين جملة من المسائل والمواضيع الهامة منها آليات التنسيق بين الدول العربية لمكافحة الهجرة غير الشرعية ، و التقنيات العصرية لتطوير جوازات السفر، وادخال ضمانات أمنية اضافية لحمايتها من التّزوير ، و تبسيط الخدمات المقدّمة للجمهورفي مجال الجوازات والتأشيرات والاقامة .

 

كما سيبحثون أيضا مسائل أخري تتعلّق بـ جوازات السفر المفقودة ، الي جانب مناقشة دليل نموذجي لعمل أجهزة الهجرة والجوازات والجنسية العربية .

 

وينتظر أن يسفر هذا المؤتمر عن توصيات محدّدة، ستتمّ احالتها الي الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب تمهيدا لرفعها الي الدورة المقبلة لمجلس وزراء الداخلية العرب المقرّر عقدها في نهاية شهر كانون الثاني (يناير) من العام المقبل للنظر في اعتمادها.

 

 (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 11 ماي 2006)

 


أمريكا توبخ مصر بسبب إجراءاتها الصارمة ضد المتظاهرين

 

واشنطن (رويترز) – وجهت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش توبيخا حادا الى مصر يوم الخميس بسبب إجراءاتها الصارمة ضد المتظاهرين وحذرت من أن صبر الكونجرس يوشك أن ينفد على بلد هو أحد أكبر متلقي المساعدات الأمريكية.

 

وفي ثاني انتقاد علني لمصر هذا الشهر قال شون مكورماك المتحدث باسم البيت الابيض ان الولايات المتحدة منزعجة بشدة بشأن مسار الاصلاح السياسي والديمقراطية في مصر.

 

وضربت قوات الأمن المصرية متظاهرين واعتقلت صحفيين أثناء قيامهم بتغطية احتجاج نظم في القاهرة يوم الخميس دعما لقاضيين يواجهان محاكمة تأديبية بسبب انتقادهما مخالفات وقعت اثناء الانتخابات العام الماضي.

 

وقال مكورماك للصحفيين “مثل هذه الافعال تتعارض مع الالتزام المعلن من الحكومة المصرية لزيادة الانفتاح السياسي والحوار داخل المجتمع المصري.”

 

كما عبر عن القلق الشديد بخصوص تمديد فترات احتجاز كثير من الذين تم القبض عليهم وتوجيه تهم متعلقة بالامن اليهم.

 

ومصر هي أكبر متلقي المساعدات الخارجية الامريكية بعد اسرائيل والعراق حيث تحصل على حوالي ملياري دولار سنويا في صورة مساعدات عسكرية ومساعدات اخرى.

 

وقال مكورماك ان ادارة بوش لا تعتزم خفض المساعدات لمصر بسبب قضايا حقوق الانسان غير أنه حذر من أن هناك “مناقشات كثيرة” داخل الكونجرس بخصوص حجم أموال دافعي الضرائب التي تذهب الى مصر سنويا.

 

وأضاف قائلا “الحكومات الاجنبية أيضا بحاجة الى فهم العلاقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ودور السلطة التشريعية في توزيع الاموال على مثل تلك الانواع من البرامج.”

 

وتهدف تلك الاموال الى المساعدة في دعم الاستقرار والديمقراطية في مصر غير أن بعض المشرعين الامريكيين شككوا في فاعلية المساعدات في دعم الديمقراطية في مصر أكبر البلدان العربية سكانا.

 

ودعا توم لانتوس العضو الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب الامريكي الى مراجعة عاجلة للمساعدات العسكرية لمصر.

 

واشار لانتوس الى تقرير لهيئة تابعة للكونجرس ذكر أن وزارتي الخارجية والدفاع الامريكيتين لم تجريا تقييما مناسبا لكيفية مساهمة عشرات المليارات من الدولارات التي ذهبت الى مصر في خدمة الاهداف الامنية للولايات المتحدة.

 

وقال “هذا برنامج عسكري ضخم يقدم كحق ممنوح دون مراجعة.”

 

وكانت وزارة الخارجية الامريكية وجهت الاسبوع الماضي انتقادات قوية الى مصر بسبب تمديد العمل بقانون الطواريء الذي يمنح الحكومة سلطات واسعة للحد من الحريات المدنية وذلك رغم تعهد الرئيس حسني مبارك بسن قانون لمكافحة الارهاب كبديل لقانون الطواريء.

 

وفي الوقت الذي انتقد فيه مصر أوضح مكورماك بجلاء أن الولايات المتحدة تعتبر القاهرة صديقا مقربا وحليفا خصوصا فيما يتعلق بمكافحة الارهاب.

 

وقال “وبعد ما ذكرناه فانه عندما تظهر قضايا مثل تلك التي شهدناها اليوم فسنتحدث بشأنها بوضوح وبصراحة شديدة. وهذا ما يفعله الاصدقاء.”

 

وقال نيد ووكر وهو سفير أمريكي سابق في القاهرة انه ينبغي للولايات المتحدة أن تجعل المساعدات لمصر مشروطة بدلا من كونها حقا ممنوحا.

 

واضاف قائلا “ما يحدث اليوم في مصر هو خطوة حقيقية الى الوراء.”

 

وتوقع ووكر صراعا قويا في الكونجرس بخصوص المساعدات الى مصر خاصة في ضوء العجز المتنامي في الميزانية الامريكية والمطالب الكثيرة من أجل تخصيص أموال لبرامج داخلية.

 

وشدد ووكر على أنه في الوقت الذي تحتاج فيه واشنطن أن تكون أكثر حزما فانه يتعين عليها أيضا أن تظل على علاقة جيدة للغاية مع مصر مشيرا الى ان الولايات المتحدة بحاجة الى السماح لها بالمرور في قناة السويس بجانب الحاجة الى حقوق استخدام المجال الجوي خصوصا أثناء فترة وجود القوات الأمريكية في العراق.

 

من سو بليمينج

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 11 ماي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


جماعة جزائرية تهدد بضرب المنشات الأمريكية في أفريقيا

 

الجزائر (رويترز) – هددت جماعة جزائرية متشددة بضرب قواعد عسكرية أمريكية في شمال افريقيا والمنطقة الواقعة جنوب الصحراء الغربية.

 

وقالت الجماعة في بيان على الانترنت ان هناك قواعد عسكرية امريكية في مالي والنيجر فضلا عن اثنتين اخريين سيتم بنائهما في موريتانيا والجزائر على التوالي وان على امريكا والحكومات المحلية ان تعلم ان الجماعة لن تقف مكتوفة الايدي.

 

والبيان منسوب للجماعة السلفية للدعوة والقتال وهي الجماعة المسلحة الرئيسية بالجزائر والمرتبطة بتنظيم القاعدة. ويحمل البيان تاريخ الثامن من مايو ايار وموقع من قبل مسؤول بارز بالجماعة يدعى مختار بلمختار المعروف ايضا باسم خالد ابو عال.

 

وكانت الجماعة مسؤولة عن خطف 32 سائحا اوروبيا في منطقة الصحراء الجزائرية عام 2003 فضلا عن هجوم على قاعدة عسكرية في موريتانيا في عام 2005.

 

وقال مختار بلمختار ان الوجود العسكري الامريكي المتنامي في منطقة جنوب الصحراء يعود بصفة اساسية الى الصلة التي تربط بين الجماعة وتنظيم القاعدة.

 

وقال ان وجود الامريكيين بدأ يتزايد بعد ان سمعوا عن اتصالات الجماعة مع تنظيم القاعدة.

 

ولم يتم التحقق من صحة نسب البيان.

 

كما لم يتسن الحصول على تعليق من الحكومة الجزائرية.

 

وجرت الولايات المتحدة تدريبات مشتركة في الدول الواقعة حول الساحل الافريقي في اطار مبادرة مكافحة الارهاب عبر الصحراء والمتوقع ان تصل تكلفتها 100 مليون دولار على مدى خمس سنوات.

 

كما تعزز التعاون العسكري وتبادل معلومات المخابرات مع الجزائر عضو اوبك والتي لا تزال تعاني من اثار عمليات مسلحة من جانب اسلاميين متشددين استمرت اكثر من عشر سنوات وخلفت 200 ألف قتيل.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 12 ماي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


إتهامات بالفساد بأعرق مؤسسة قومية ومحاولات لتشكيل إتحاد جديد:

اتحاد المحامين العرب يمر بأسوأ أيامه ومخاوف من انهياره

 

عمان ـ القدس العربي ـ من بسام بدارين: تسارعت علي نحو مفاجيء خلال الاسبوع الماضي حلقات التفسخ والانهيار التي طالت وتطال اقدم واعرق هيئة قومية عربية في مجال النقابات المهنية وهي اتحاد المحامين العرب الذي يشهد منذ اسابيع حالة تفسخ غير مسبوقة وخلافات متصاعدة دخل فيها العامل الشخصي والعامل المصري تحديدا قبل ان يدخل فيها العامل الاقليمي بسبب الخلافات السياسية وتحديدا تلك المتعلقة بالموقف من احتلال العراق ومن محاكمة الرئيس صدام حسين.

 

وعلي نحو استقبله المحامون العرب بشكل صاعق قررت نقابة المحامين التونسيين او الهيئة الوطنية للمحامين في تونس والتي تعتبر من اعرق النقابات العربية.. مقاطعة اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب الذي يفترض ان يعقد في طرابلس الليبية يومي غد وبعد غد. وارسلت النقابة التونسية مذكرة بهذا الخصوص حصلت القدس العربي علي نسخة منها تعلن فيها مقاطعة اجتماع ليبيا لعدة اسباب علي رأسها استضافته من قبل نقابة مطعون في شرعيتها وهي النقابة الليبية واملت النقابة التونسية بان يحصل تأجيل للاجتماع حتي يعقد في ضيافة نقابة لا تشوب شرعيتها اي شائبة.

 

ويتوقع ان تساهم الخطوة التونسية في مقاطعات اخري لاجتماع طرابلس لكن اهم ما تعبر عنه هذه الخطوة هو الصراع الخفي بين مجموعة كبيرة من الهيئات النقابية القانونية العربية وبين قيادة الاتحاد ومقره في القاهرة حيث تم ترتيب صفقة عقد الاجتماع المكتبي الدائم مباشرة مع نقابة ليبيا بالرغم من وجود مشكلة قديمة تتجاوز العام في عمرها داخل الاتحاد باسم العنوان الليبي.

 

وكانت السلطات الليبية قد حلت في وقت سابق من العام الماضي هيئة النقابة المنتخبة وبقرار من المؤسسة البرلمانية الليبية وتم الاعداد لانتخابات سريعة نتج عنها ابعاد الكثير من الوجوه وتواجد قيادة جديدة للنقابة الليبية ونقل ملف الخلاف بين المحامين الليبيين الي الاتحاد العربي الذي اتخذ في ذلك الوقت قرارا سلبيا مما حصل في ليبيا، معتبرا ان مجلس النقابة المنحل هو الهيئة الشرعية المعترف بها من قبل الاتحاد العربي الي ان تحصل انتخابات حقيقية ويتشكل مجلس جديد طوال الفترة المتبقية من ولاية النقابة التي تم حلها. ويقول محامون عرب بارزون تحدثوا لـ القدس العربي بان قرار امانة الاتحاد ومقرها القاهرة بعقد المكتب الدائم في طرابلس بالرغم من وجود اشكال بعنوان الشرعية هو محصلة لحسابات سياسية وشخصية وخطوة انقلابية علي الشرعية التي كان قد دافع عنها اصلا اتحاد المحامين العرب من خلال اجتماع الخرطوم.

 

وهذا الانسجام ما بين النقابة الليبية الجديدة وبين امانة الاتحاد في القاهرة دفع نقابة تونس للمقاطعة ودفع العشرات من المحامين العرب المستقلين للتفكير بتاسيس هيئة جماعية مستقلة تنطق باسمهم في خطوة يتم التشاور حاليا عليها بين المحامين في عدة عواصم وهي خطوة اذا حصلت ستهدد ما بقي من مؤسسة الاتحاد العربي العريقة التي يتجاوز عمرها عدة عقود والتي تأثرت فيما يبدو بتراشق سابق للإتهامات حول حصول مخالفات مالية وسياسية وإدارية ومواقف لاتمثل حقائق ما يتفق عليه في المؤتمرات الإتحادية.

 

ومشكلة الاتحاد العربي في الواقع لا تقف عند هذه الحدود، فالفرصة الان متاحة تماما لانقسام افقي وجذري في الاتحاد اذا ما اكتملت حلقات المبادرات المغاربية العربية لتشكيل اتحاد جغرافي وقاري جديد يضم ويمثل المحامين في دول المغرب العربي فقط وهي مسألة تبحث علي نطاق واسع وتم اعداد اوراق وملفات بخصوصها.

 

وقبل ذلك كان انسلاخ اخر قد اثر جذريا في جسد الاتحاد العريق الذي تتسارع خطوات انهياره الان حيث استقل المحامون في دول الخليج العربي بأنفسهم وشكلوا جمعية تمثلهم وتمثل الهيئات القانونية في الخليج بعد مبادرة اشتغل عليها محاموا الكويت ودعمتها حكومتهم سياسيا وماليا لاكثر من ثلاث سنوات.

 

وقد لا يكتفي المحامون في بلدان مثل الكويت والبحرين بالانسلاخ فقط عن الاتحاد العربي ولكنهم يقاطعون اصلا فعاليات الاتحاد واجتماعاته منذ اشهر ويسعون للاستقلال التام فيما تمكنهم امانة الاتحاد من حجج وذرائع من استخدامها في السياق.

 

ومن الواضح والملموس ان الانشقاق الكويتي والبحريني وبالنتيجة الخليجي خرج الي حيز الوجود بسبب تضارب الخلافات السياسية بعد الاحتلال الامريكي للعراق حيث اتخذ الاتحاد العربي انذاك مواقف عديدة ضد الاحتلال لم تعجب المحامين في الكويت ودول خليجية اخري وتأصل العناد الكويتي والرغبة في الانسلاخ عن جسد المحامين العربي بعد محاكمة صدام حسين وبيانات بعض شخصيات الاتحاد القومية التي تطالب بمحاكمة عادلة للرئيس صدام وتشكك بالاحتلال ومحاكمته. وفي النتيجة يمكن القول ان الاتحاد العربي للمحامين يمر باسوأ ازمة يعرفها في هذه المرحلة فيما يعقد اجتماع طرابلس وسط هذه الاجواء.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 11 ماي 2006)


Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

1 janvier 2010

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année, N° 3510 du 01.01.2010  archives : www.tunisnews.net  Liberté et Equité: Nouvelles des

En savoir plus +

29 janvier 2005

Accueil     TUNISNEWS   5 ème année, N° 1715 du 29.01.2005  archives : www.tunisnews.net  الصباح:  تونس – الاتحاد الأوروبي:

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.