الثلاثاء، 16 يناير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2430 du 16.01.2007

 archives : www.tunisnews.net


هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات: بـيـــان الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنســان: بيــــان كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل : عريضة من أساتذة الكلية – اعتراض حول إمكانية تسمية السيد عزالدين الزواري « العميد السابق » بكليتنا النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل  :لائحة الاجـتماع العام موقع طلبة تونس: ممثل الطلبة مهدد بالطرد بسبب الغيابات الناتجة عن الاعتقالات المتكررة الشرق القطرية : تعاون غربي مع تونس والجزائر للتصدي للقاعدة مغاربية:الحكومة التونسية تقول إن جماعة إرهابية خططت لهجمات على سفارات أجنبية الشرق القطرية: تحذيرات غربية من تحول تونس إلى مقر لـ «القاعدة» بالمغرب العربي بي بي سي : تونس: تنسيق أمني مع الجزائر لمواجهة التنظيمات المسلحة صلاح الدين الجورشي: أسئلة المستقبل في تونس الصباح: جبهة مغاربية ضد الإرهاب بوراوي الزغيدي: عندما نفقد  البوصلة..تصبح  بيروت عاصمة طهران عارف المعالج : الاستشارة الشبابية والدروس القاسية « مواطنون » تلتقي الأستاذ المهدي المبروك: يشتغل الغربال الإجتماعي وفق الزرود و القرابين الأستاذ مختار الطريفي لـ »مواطنون »: « حاولنا أن نبني قنوات للحوار مع السلطة فأغلقت الأبواب » جلول عزونة: في الفصل…  رويترز : تونس تخطط لزيادة عدد السياح الالمان  الشرق القطرية : البنك التونسي – القطري يشهد تحولاً نوعياً ويقدم خدمات مصرفية شاملة مفتي الجمهورية التونسية: الزكاة ركن من اركان الاسلام الخمسة بدليل الكتاب والسنة والاجماع الصباح: «قرى لغات» لخريجي الانقليزية والاسبانية والايطالية مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات: تكلفة اللامغرب الصباح: كاتـي سـاراي وفريق برنامـج «انصحنـي» في لقـاء إعلامـي: حلول ممكنة لبعض إشكاليات التربية لكننا لا نملك جوابا على كل شيء خالد بن سليمان:  التشيع في تونسبين شرعية التاريخ و شرعية النص الهاشمي بن علي:  مفاهيم حان الوقت لتصحيحها…  كُـونا: استراتيجي مصري..المد الإيراني يتم على حساب الأمن القومي العربي توفيق المديني : العلاقة بين الديموقراطية والمجتمع المدني


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 
 

هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات: بـيـــان

إن « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات »، بعد اطلاعها على ما جدّ من مواجهات مسلحة بالضاحية الجنوبية للعاصمة ومنطقة سليمان فيما بين 23 ديسمبر 2006 و3 جانفي 2007، أسفرت، حسب المصادر الرسمية، عن 12 قتيلا و15 موقوفا في صفوف المجموعة المسلحة وعن قتيلين وثلاثة جرحى في صفوف أعوان الأمن، يهمها التوجه إلى الرأي العام بما يلي: 1- تعبّر عن رفضها من منطلق مبدئي اللّجوء إلى العنف المسلح لحسم الخلافات السياسية في بلادنا، لما يمكن أن يترتب عن ذلك من نتائج وخيمة على حياة المواطنين وأمنهم وعلى واقع البلاد ومستقبلها. 2- تؤكد أن ما جد من أحداث يمثل منعرجا خطيرا في الحياة السياسية لبلادنا لكونه لا يشكل حالة معزولة بل هو يندرج في إطار ظاهرة عامة تنطلق من قراءات متطرفة للدين وتتغذى دوليا وإقليميا مما يتعرض له العرب والمسلمون من اضطهاد ومظالم يومية على يد القوات الاستعمارية ومحليا عن تفاقم مظاهر الاستبداد وكبت الحريات وانتشار الفساد والحيف الاجتماعي بمختلف أشكاله (بطالة وفقر وتهميش…) 3- تستنكر التعتيم الإعلامي الذي مارسته السلطة على هذه الأحداث الخطيرة وتعمدها مغالطة الرأي العام بالإيحاء مرّة إلى الصحف الموالية بترويج أن الأمر يتعلّق « بعصابة مخدرات » وبالإعلان مرّة أخرى أن قوات الأمن قتلت كل عناصر « المجموعة الإجرامية » قبل التراجع في نفس اليوم وتقديم حصيلة أخرى للمواجهات، وملازمة الصمت بعد ذلك إلى حد يوم الجمعة 12 جانفي 2007 الذي تحدث فيه وزير الداخلية عمّا جدّ إلى إطارات الحزب الحاكم. 4- تعتبر أن هذا السلوك يبرز إمعان السلطة في دوس حق المواطن في إعلام صحيح وانتهاك حق الصحفيين في الوصول إلى مصادر الخبر. كما تعتبر أن توجه وزير الداخلية إلى إطارات الحزب الحاكم بدلا من التوجه إلى الرأي العام يبيّن مرّة أخرى استمرار هيمنة ظاهرة « الحزب الدولة » على الحياة العامة وما يعني ذلك من استهانة بالشعب التونسي واعتباره غير معني بمصير بلاده. 5- تعارض كل معالجة أمنية صرفة لما جدّ من أحداث، وكل محاولة لاستغلالها لتشديد الانغلاق السياسي ومزيد انتهاك الحريات وحقوق الإنسان (مداهمة المنازل، ترويع العائلات، ممارسة التعذيب…) وتوسيع حملة الاعتقالات وحشر مئات الشبان المعتقلين منذ مدّة والمحالين بمقتضى قانون « مقاومة الإرهاب » الذي سبق أن نددت به الهيئة وطالبت بإلغائه، ضمن هذا الملف. 6- تؤكد أن حل قضايا البلاد لا يكون بمزيد الكبت والاستبداد وتعميق مظاهر الحيف الاجتماعي وإنما بضمان حقوق المواطنين واحترامها وبالتالي إطلاق الحريات وفتح المجال أمام تعددية سياسية وجمعياتية حقيقية وإعلام حرّ وإفراغ السجون من المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام وتشريك الشعب في مناقشة كل القضايا الوطنية الهامة والمساهمة في تقرير السياسات المعتمدة لمعالجتها وفي مراقبة تنفيذها. تونس في 15 جانفي 2007 (المصدر: « البديل عاجل » عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 15 جانفي 2007)


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنســان

تونس في 16 جانفــي 2007

بيــــان

دعي السيد ناجي مرزوق عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يوم أمس الإثنين 15 جانفي 2007 إلى منطقة الأمن الوطني بصفاقس المدينة وحرر في شأنه محضر بحث وتستغرب الرابطة أن يتعلق هذا المحضر بإصدار يومية من طرفها بمناسبة مرور ثلاثين سنة على تأسيسها شعارها « ثلاثون سنة من النضال من أن تكون كل الحقوق لكل الناس« .

وقد أفاد السيد ناجي مرزوق أن ذلك الشعار اعتبر من طرف من تولوا البحث معه  » ماسا بالجهات الرسمية طبقا للفصل 50 من مجلة الصحافة  » وأنه عبر للباحث أن شعار  » كل الحقوق لكل الناس » لا يمسّ بأية جهة مسؤولة، وهو شعار تتبناه كل الرابطيات والرابطيون.

إن الهيئـة المديـرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تستغرب حصول هذا التتبع علاوة على استغرابها من سببه. وهي إذ تطالب السلطة بالحفظ الفوري لهذا الملف لما فيه من انتهاك صارخ لرسالة الرابطة وإساءة لصورة البلاد، تنبهها أن المضايقات والتتبعات ضدّ نشطاء الرابطة لن تجدي نفعا لما يتحلى به الرابطيون من صمود دفاعا عن ثوابت الرابطة ووظيفتها وتمسكهم بها كمنظمة مستقلة. وتذكرها بضرورة العدول عن مثل هذه المضايقات وغيرها وأن الموقف المسؤول وخاصة في هذه الظروف يتطلب فتح حوار جدي مع الرابطة وفعاليات المجتمع المدني.

وهي تدعو جميع الرابطيات والرابطيين لمواصلة الإضطلاع بمهامهم الطبيعية في الدفاع عن الحريات العامة والفردية ونشر ثقافة حقوق الإنسان.

عن الهيئـة المديـرة

نـائب الرئيـس

أنــور القوصـري


ممثل الطلبة مهدد بالطرد بسبب الغيابات الناتجة عن الاعتقالات المتكررة

تم استدعاء الطالب وسام لطرش ممثل الطلبة بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بصفاقس عن القائمة المستقلة من قبل الكاتب العام للمعهد لإعلامه بعقد مجلس تأديب يوم الأربعاء 17 من الشهر الحالي يكون فيه هذه المرة (المرة الأولى التي يحصل فيها طالب مستقل على مقعد في المجلس العلمي) المحال على المجلس هو ممثل الطلبة ذاته و بسبب « غيابات متكررة ». و يذكر الزميل وسام في اتصال هاتفي مباشر أن الكاتب العام للمعهد قد أمده بثلاث انذارات اليوم ودفعة واحدة ولم يترك له المجال حتى للمحاورة. ويذكر الزميل وسام أن تتالي بعض الغيابات كان نتيجة للإعتقالات و المضايقات الأمنية المتكررة له من قبل فرق البوليس السياسي بعد تمكنه دخول المجلس العلمي. (المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 15 جانفي 2007) الموقع: www.tunisie-talaba.net

 

كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل : عريضة من أساتذة الكلية

                                               نابل في 08/01/2007

 
إلى معالي وزير التعليم العالي ع/ط السيد رئيس جامعة  7 نوفمبر بقرطاج

ع/ط  السيد عميد كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل

الموضوع: حول إمكانية تسمية السيد عزالدين الزواري « العميد السابق » بكليتنا

سيدي الوزير لقد بلغنا إمكانية تسمية السيد عزالدين الزواري بكليتنا, وإننا إذ نرحب بكل زميل جديد، إلا أننا في هذه الحالة بالذات نودّ تسجيل اعتراضنا على هذه التسمية للأسباب التالية: بدأ يسود في كليتنا منذ قدوم السيد العميد الجديد مناخا من الثقة والشفافية يرتكز على التفاعل نحو التأسيس تدريجيا لعلاقات عادية بين الزملاء، بعيدا عن الدسائس والضغينة. نظرا للجو المحتقن الذي كان يسود كليتنا سابقا لأسباب تعلمونها فإن عملية التأسيس هذه تبقى حساسة وتستوجب الاحتراس مما يمكن أن يقوّض الجهود المبذولة لترسيخ أسباب الثقة المتبادلة والدائمة. إن رجوع السيد العميد السابق للتدريس في كليتنا يشكل تهديدا لاستمرار المناخ السائد حاليا ومجازفة من شأنها أن تعود بنا إلى جو التوتر و عدم الثقة و ما يمكن أن ينجر عنه. سيدي الوزير نظرا لما سبق ذكره، وعلما أن قسم الاقتصاد يضم حاليا الإطار الكافي لحاجياته، فإننا نرجو منكم، أخذ مطلبنا هذا بعين الاعتبار، ولكم سديد النظر الإمضاءات  :  27  إمضاء


الاتحاد العام التونسي للشغل
 
النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين    كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل نابل  في 15/01/2007 مـــراســـلـــة إلى معــــــالي وزيـــــر  التعليم العالي
 

الموضوع: اعتراض حول إمكانية تسمية السيد عزالدين الزواري « العميد السابق » بكليتنا

 
سيدي الوزير لقد علمنا بكامل الأسى إمكانية تعيين السيد عزالدين الزواري للتدريس بكليتنا. وإننا إذ لا نعترض من حيث المبدأ على قدوم أيا كان من زملائنا، إلا أننا في هذه الحالة بالخصوص نعترض بشدة على عودته للكلية لجملة من الأسباب القانونية والأخلاقية منها: قانونيا: إن تسمية السيد « العميد السابق » من المفروض أن تعتمد على الخطط المفتوحة من طرف الكلية أثناء السنة الجامعية 2005-2006.  و كما أعلمناكم في مراسلاتنا السابقة فإن عملية فتح الخطط في تلك السنة تم تمريرها في جلسة المجلس العلمي بتاريخ 1 ديسمبر2005 (انظروا محضر الجلسة). إلا أن تلك الجلسة وجميع القرارات المنبثقة عنها تعتبر لاغية وغير قانونية )انظروا مراسلة ممثلي الأساتذة بالمجلس العلمي الموجهة لسيادتكم عن طريق العميد تحت عدد 1632/2005 والمراسلة الموجهة لرئاسة الجامعة في 16/09/2005 و مراسلة النقابة الأساسية في نفس الموضوع لسيادتكم بتاريخ 21/02/2006 و حيثيات القضية المرفوعة لدى المحكمة الإدارية تحت عدد 15084/1  (  وعملا بالقاعدة القانونية القائلة أن ما بني على باطل فهو باطل فإن الخطة المعنية غير موجودة وبالتالي لا يمكن تسميته استنادا لها. من ناحية أخرى استغل السيد عزالدين الزواري منصبه كعميد لفتح هذه الخطة على الرغم من أن قسم الاقتصاد لا يحتاجها بل بالعكس يعاني من الاكتظاظ وعمد إلى إثارة الفوضى المنظمة حتى لا تتم مناقشة فتح الخطط داخل المجلس العلمي، علما أنه لو تمت مناقشة الخطط بطريقة عادية لما وافق المجلس على فتح خطط جديدة في قسم الاقتصاد لعدم حاجته لذلك. أخلاقيا: لقد تسبب السيد العميد السابق خلال فترة إدارته للكلية في شل عمل الكلية و خلق جو متعفن داخلها من جراء تلاعبه بمصالح الكلية (الامتحانات، الميزانية، الخطط…) ومصالح الأساتذة (العقود، المنح، العطل…) والإصرار على زرع الفتنة بين و داخل مختلف هياكل الكلية مما أدى إلى الكم الهائل من التشكيات الذي تعلمونه واللجوء إلى المحكمة الإدارية وحتى الصحافة القومية. وبعد رحيله إرتئينا في مصلحة الكلية إغلاق الملفات العالقة وطي صفحة الماضي إلا أن عودته ستؤدي حتما إلى فتح ما تم إغلاقه. سيدي الوزير بالنظر إلى المشاكل التي تسبب فيها السيد العميد السابق والتجاوزات العديدة التي ذهب ضحيتها الكثير من الزملاء فإننا نعتبر عودته إلى الكلية بمثابة مكافئة الظالم على ظلمه واستفزازا لكامل إطار التدريس ونعبر على استعدادنا إلى اللجوء لجميع الوسائل القانونية والمشروعة للحيلولة دون ذلك، ولكم سديد الرأي                                                                                     عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا، مستقلا ، ديمقراطيا ومناضلا .
 
عـــــــــــــــن النقابـة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعييـن كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل الكاتـب العـام نور الدين  الورتتاني (عضـو منتخـب بالمجلـس العلمـي)
 

 
الاتحاد العام التونسي للشغل
 

النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل   

    نابل في 10/01/2007  

 

لائـحـة الاجــتمـاع العــام

 

نحن المدرسون الباحثون الجامعيون بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل ، المجتمعون اليوم ، الأربعاء 10 جانفي 2007 ، بمقر العمل ، برئاسة الأخ الكاتب العام للنقابة و بحضور إطارات نقابتنا الأساسية ، لمتابعة ما وصلت له مفاوضات مكتب نقابتنا مع إدارة الكلية و مع سلط الإشراف بخصوص بعض مطالبنا العالقة منذ السنة الفارطة ( راجعوا لائحة اجتماع مكتب النقابة في أول السنة الجامعية و بتاريخ 13/10/2006 حول التذكير بتلك المطالب ) ، و لمواصلة التعبئة ضد مشروع التفقد البيداغوجي المقنع ( راجعوا لائحة الاجتماع العام الذي ضم الأساتذة بتاريخ 05/12/2006 ) ، و للنظر في ما استجد مؤخرا من تعمد رئاسة الجامعة تغيير طريقة احتساب الساعات الإضافية و ذلك بتبني قراءة جديدة تعسفية للنصوص القانونية تهدف إلى التخفيض من المستحقات المادية للأساتذة ، و بعد استعراض كل المسائل و مناقشتها و قع الإجماع على ما يلي :

1)   ندعو مكتب نقابتنا إلى الإسراع في إتمام ملف التفاوض مع إدارة الكلية و مع سلط الإشراف حول مطالبنا العالقة منذ السنة الفارطة خاصة في ما يخص التجهيزات الضرورية لقاعات الدرس و لقاعة الأساتذة و مكاتبهم ( الحواسيب و المكاتب و الأنترنات…) ، و نلح مرة أخرى على توفير مكتب لإطارات نقابتنا على غرار العديد من الكليات الأخرى و على غرار ما سلمته من مكاتب لبعض نوادي و منظمات الطلبة و على توفير موظف إضافي لفتح شباك لتوزيع كراسات الدروس المسيرة على الطلبة في الأوان و بصورة مسبقة حتى تستعيد نجاعتها ، كما لا يفوتنا مطالبة رئاسة الجامعة بتحمل مسؤوليتها القانونية و الأخلاقية في تفويت الفرصة على الزملاء الذين وافقت في السنة الفارطة على عطلهم الدراسية و مررتها إلى الوزارة بطلب من العميد و دون استيفاء الإجراءات القانونية ، و ذلك بأخذ رأي المجلس العلمي ، مما دفع الوزارة إلى إعادتها للكلية لتدرس من جديد و تتحصل على موافقة المجلس العلمي بعد الآجال القانونية و لهذا فمن الأجدر بها أن تتحمل نتيجة خطئها وتتقيد برأي المجلس العلمي الذي وافق على مطالب الزملاء ( خاصة من قسم الاقتصاد و العلوم الكمية ) و رأى أن تمكينهم من عطل دراسية لن يعطل سير الدروس  ،             2)  نطالب وزارة التعليم العالي بالتدخل لمنع التجاوزات التي تواصل رئاسة الجامعة القيام بها و نذكر منها عدم عرض عقود المساعدين على المجلس العلمي و تكرار عدم تقيدها برأيه في ما يخص العطل الدراسية ( وقع رفض مطالب كل أساتذة الاقتصاد رغم أنه قسمهم هو الأكثر اكتظاظ …) و بعض المساعدات (تذاكر السفر…) ،    

3)  نجدد رفضنا القاطع لمشروع التفقد البيداغوجي المقنع و لأي سعي لربط عملية الترسيم برأي  » مشرف بيداغوجي  » في إطار التكوين البيداغوجي الذي أرسته الوزارة مؤخرا و ندعوها إلى التقيد بالنظام الأساسي للمدرسين الباحثين الذي يجعل من  الترسيم قرار جماعي للمجالس العلمية و للجان المتناصفة المنتخبين على أساس استشارة أستاذين من الصنف  » أ  » يعينهما المجلس العلمي. كما نطالب وزارة التعليم العالي باستشارة الهياكل النقابية للقطاع و باتخاذ التدابير الضرورية في إطار التكوين بالمرحلة الثالثة و قبل إجراء المناظرات لإسناد المدرسين الجدد بيداغوجيا ،           4)  ندعو المكتب الوطني لتحمل مسؤوليته في دعوة النقابات الأساسية إلى اجتماعات عامة تعبوية ضد مشروع التفقد البيداغوجي المقنع ، 

5)  نسجل بكل دهشة البدعة الجديدة التي طلعت علينا بها رئاسة الجامعة من خلال التعسف على النصوص القانونية بغية الخروج بقراءة جديدة لطريقة احتساب الساعات الإضافية تخفض من المستحقات المادية للأساتذة بدعوى أنها كانت تحتسبها بشكل خاطئ طيلة السنوات الماضية !!! و ندعوها إلى العدول عنها و نذكرها  ، في انتظار مراسلتنا لها فرديا للطعن في إجراءها ، بأن مدرسي الصنف  » ب  » مطالبون قانونيا بساعات أشغال مسيرة ( أي أن وحدة القيس ، unité de mesure ou étalon de valeur ، هي ساعة الأشغال المسيرة ) و عليه فهي تجد نفسها مجبرة  عند قيامهم بساعات دروس نظرية على تحويلها إلى ساعات أشغال مسيرة باستعمال الضارب القانوني 1.83 ( على أساس  ساعة درس نظري تساوي ساعة و 50 دقيقة أشغال مسيرة ) حتى تتمكن من مراقبة تأديتهم للساعات القانونية المستوجبة عليهم و هي بذلك تتحصل في بعض الحالات على فائض ساعات أشغال مسيرة يمثل الساعات الإضافية و عليها احتساب مستحقاتنا المادية على أساسه لا تغيير وحدة القيس مرة أخرى لإعادة تحويلها إلى ساعات دروس نظرية نظرا للفارق المادي الذي سينتج عنه لأن في ذلك عيب شكلي شكلي يتمثل في استعمال وحدتي قيس في نفس العملية الحسابية و لأن في ذلك تحايل على القانون الذي كلف المدرسين الباحثين من الصنف  » ب  »  بالأشغال المسيرة و حدد عدد الساعات القانونية المستوجبة عليهم من خلال الأشغال المسيرة  و اعتبرها على ذلك الأساس  وحدة القيس القانونية و الدليل أنه حين يسمح لهم القيام بدروس نظرية ، في حالة ضرورة العمل و بصورة ظرفية، و يكلفهم بها فإنه يشجعهم  و يعتبر أن ساعة الدرس النظري تحتسب ساعة و 50 دقيقة أشغال مسيرة ، و عليه فلا يمكن ، بالنسبة للمدرسين من الصنف  » ب  » ، القيام بعملية التحويل إلا في اتجاه واحد أي : تحويل الدروس النظرية إلى أشغال مسيرة . أما بالنسبة للمدرسين من الصنف  » أ  » فيمكن فعل  العكس نظرا لأن القانون يكلفهم بالدروس النظرية و يحدد عدد الساعات القانونية  الأسبوعية المستوجبة عليهم في وحدة القيس تلك ( ساعة الدرس النظري ) ، و عند تكليفهم ، ظرفيا و لضرورة العمل ، بأشغال مسيرة يجب التحويل من الأشغال المسيرة إلى  الدروس النظرية ( القسمة على 1.83 ) لطرح الساعات المستوجبة قانونيا و الحصول على الساعات الإضافية …و عموما فلا نتصور أن النص القانوني ، عندما يسمح بأكثر من قراءة أو عندما يمكن تطبيقه بأكثر من طريقة ، يسمح للدولة  بأن تختار القراءة الأكثر ضررا لأعوانها عوضا عن قراءة أخرى… ،             

6)  نقرر ، مبدئيا و احترازيا ، إضرابا إنذاريا و حضوريا بيوم واحد  ، و نفوض لمكتب نقابتنا الأساسية صلاحية تحديد تاريخه و استكمال الإجراءات القانونية بالتنسيق مع الإتحاد الجهوي و المكتب الوطني في حالة عدم تلبية مطالبنا ، و نعبر عن تجندنا منذ الآن للتصعيد دفاعا عن مطالبنا و ذلك باللجوء إلى أرقى الأساليب النضالية القانونية و المشروعة .  

 
                                                                                                  عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا، مستقلا ، ديمقراطيا ومناضلا . عـــــــــــــــن الاجتمـــــــــاع العـــــام الكاتـب العـام للنقابـة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعييـن كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل نور الدين  الورتتاني (عضـو منتخـب بالمجلـس العلمـي)  
 


دعوة

 

ينظم اتحاد العمال المهاجرين التونسيين بباريس يوم الجمعة 19 جانفي 2007 على الساعة السابعة مساء

حوارا حول موضوع :

 

 » أي دور للمعارضة أمام الوضع السياسي الراهن في تونس ؟ « 

 

وذلك بمشاركة :

 

الاستاذ أحمد نجيب الشابي مفوض الحزب الديمقراطي التقدمي للشؤون الدولية والسياسية وعضو هيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات.

والسيد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي وعضو هيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات.

 

الجمعة 19 جانفي 2007 Vendredi 19 Janvier 2007 à 19h00 AGECA, 177, rue Charonne Paris 75011 Paris Metro Ligne 2 – Station : Alexandre Dumas


 

تعاون غربي مع تونس والجزائر للتصدي للقاعدة

لندن- جمال شاهين : قالت مصادر دبلوماسية مطلعة للشرق: إن تنسيقا أمنيا رفعيا يتم على مستوى عالي بين واشنطن وباريس ولندن وتونس والجزائر وبروكسل للكشف عن الاتصالات التي قامت بها مجموعات من الجزائريين والتونسيين المقيمين بالخارج وتحديدا في لندن وبروكسل وباريس مع عناصر إسلامية بتونس والجزائر ومحاولة تنظيم القاعدة لنقل الحرب إلى غرب تونس لتكون نقطة الانطلاق لشن هجمات بالجزائر وأوربا. فيما قامت طواقم استخباراتية بإعداد دراسة حول مدى قدرة الأمن التونسي على مواجهة الجماعات المسلحة، كما قام وفد أمريكي ضم بعض الباحثين في مجال الإرهاب بزيارة تونس الأسبوع الماضي. وأضافت المصادر أن بعض عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي ومكافحة الإرهاب بالمخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية قد أرسلت طواقم لها للقيام بدراسة حول مدى قدرة قوات الأمن التونسية على مواجهة التحديات الأمنية التي قد تواجهها في حالة زيادة نشاط تنظيم القاعدة خصوصا وان تونس لم تواجه مثل هذه العمليات المسلحة منذ ما يقرب من 30 عاما وتعتبر الأقل في المنطقة العربية. من جانبها أكدت الجزائر أن تنسيقا يتم بين تونس وبعض الدول الأخرى من أجل العمل على منع مشاركة بعض الجماعات الإرهابية بالجزائر في أعمال عنف بتونس كما حدث الشهر الماضي. (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 15 جانفي 2007)  


حكومة بن علي تعترف بوجود متطرفين في أراضيها ..

تحذيرات غربية من تحول تونس إلى مقر لـ «القاعدة» بالمغرب العربي

لندن- تونس – جمال شاهين – صالح عطية : قالت مصادر دبلوماسية أوربية واسعة الإطلاع إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية أعدت دراسات تؤكد أن تنظيم القاعدة والجماعة السلفية في الجزائر قد ينقلون نشاطهم على الحدود الجزائرية – التونسية وان غرب تونس قد يكون نقطة انطلاق للتحرك في المغرب العربي وان السلطات الفرنسية رصدت اتصالات بين متطرفين إسلاميين وبعض نظرائهم في تونس للقيام بعمليات تهريب وتخزين سلاح عبر الحدود التونسية الجزائرية فيما حذرت السفارة الأمريكية في بيان له من أعمال العنف وطالبت الأمريكيين الغربيين بتوخي الحذر فيما نفي بيان للحكومة التونسية وجود جماعات متطرفة وتنظيمات تابعة للقاعدة لكنها أكدت وجود بعض الافراد المتطرفين. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر دبلوماسية أمريكية وأوروبية أن أجهزة الأمن الأمريكية والأوروبية تتعاون فيما بينها من اجل التعرف على بعض الشخصيات في تونس والجزائر وليبيا وبعض الدول العربية التي تسعى لنقل نشاط تنظيم القاعدة والجماعة السلفية في الجزائر إلى الحدود الغربية لتونس بعد الضربات التي قامت بها قوات الأمن الجزائرية ضد المتطرفين في الجزائر. وقال دبلوماسي أمريكي إن السفارة بتونس أعدت تقريرا بالتعاون مع السفارة الفرنسية عن المصادمات ونوعية السلاح الذي استخدم وتم التأكد من ان هناك نوعيات سلاح تم تهريبها من قبل الجماعة السلفية في الجزائر وجماعات أخرى في ليبيا عبر الصحراء وان بعضها كانت تستخدم من قبل الجيش الجزائري. وأضاف الدبلوماسي أن القاعدة ترغب في استغلال الهدوء الذي تتميز به تونس وعدم وجود الخبرة الكافية لأجهزة الأمن التونسية بالتعاون مع الإرهاب. في هذه الاثناء، اعلن وزير الداخلية التونسي رفيق الحاج قاسم، أن التحقيق بشأن المجموعة المسلحة التي دخلت البلاد التونسية، قبل نحو عشرين يوما واشتبكت مع قوات الأمن التونسية، ما يزال جاريا ولم يتم اغلاقه بعد. وأوضح وزير الداخلية في اجتماع حزبي نظمه التجمع الدستوري الحاكم بمقره في تونس العاصمة، أن هذه  » التحقيقات تجري بالتنسيق مع بعض البلدان الصديقة والشقيقة « ، يرجح أن تكون الجزائر وموريتانيا، باعتبار ما تردد عن وجود يد جزائرية وموريتاني واحد مع المجموعة.. وأشار وزير الداخلية التونسي، إلى أن  » جميع أفراد المجموعة المسلحة، المتكونة من نحو ثلاثين شخصا، تسللوا إلى تونس عبر الحدود الجزائرية، من خلال مجموعتين، الأولى كانت تتألف من 6 أفراد، فيما التحقت الثانية في شكل مجموعة ضمت 24 فردا ». لكن الوزير عاد ليوضح أن المجموعتين كانتا « تحت رقابة لصيقة من أجهزة الأمن التونسية، منذ أن وطئت أقدامها تراب البلاد »، قبل أن يضيف أن « الخطة الأمنية كانت تقضي بمحاصرتهم والقبض عليهم بمجرد تجمعهم ».. وكانت معلومات وثيقة الإطلاع بسير التحقيقات، أفادت  » الشرق « ، بأن أجهزة الأمن التونسي كانت على علم بكل خفايا وتحركات هذه العناصر منذ دخولها إلى تونس، حيث تم وضع خطة تقوم على مباغتة عناصر المجموعة المسلحة، والسيطرة على كل أفرادها أحياء، إلى جانب إحباط كل مخططاتهم قبل الانطلاق في تنفيذ عملياتهم. وكشف وزير الداخلية في هذا السياق، عن وجود خطة لهذه المجموعة، كانت تقضي بتفجير عديد السفارات في تونس، لكنه لم يكشف عن هوية هذه السفارات قائلا :  » إن التحقيقات ما تزال جارية ». (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 13 جانفي 2007)


الحكومة التونسية تقول إن جماعة إرهابية خططت لهجمات على سفارات أجنبية

خرجت الحكومة التونسية أخيرا من صمتها لتنهي حالة من التخمينات سادت الإعلام حول المواجهات المسلحة التي وقعت بين قوات الأمن وجماعة مسلحين

. وزير الداخلية قال يوم الجمعة إن جماعة متطرفة ذات اتجاه إسلامي اخترقت حدود البلاد من الجزائر وخططت لتنفيذ هجمات على سفارات ودبلوماسيين أجانب.

تقرير جمال العرفاوي من تونس لموقع مغاربية

بعد أسبوعين من التكتم، أعلنت الحكومة التونسية يوم الجمعة

12 يناير أن المواجهة المسلحة في 3 يناير الجاري في منطقة سليمان وقعت مع جماعة إرهابية كانت تخطط لمهاجمة سفارات.

وزير الداخلية رفيق الحاج كشف عن تفاصيل عملية قوات الأمن التي قادت إلى اعتقال

15 إرهابيا ومقتل 12 أخرين، وذلك خلال اجتماع حضره الوزير الذي يشغل أيضا منصب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم.

وقال

« تسللت مجموعة من ستة أفراد من بينهم موريتاني، لبلادنا عبر الجزائر وهي تحمل أسلحة نارية« . ولم يحدد متى وقع ذلك لكنه أكد أن سلطات الأمن « تعرفت عليهم وانتماءاتهم الإرهابية السلفية »

وأضاف قاسم أن سلطات الأمن رصدت تحركات المجموعة في أمل التعرف على الخلية الإرهابية كلها

. وقال إن القوات تمكنت من التعرف على 27 متطرفا متمركزين في منطقة قريبة من قرمبالية جنوب العاصمة.

قررت قوات الأمن التحرك لما اكتمل عدد الخلية ولم يلتحق بهم أفراد آخرين

. وقال الوزير « علمنا وقتها أنهم سيشرعون في تنفيذ مخططاتهم الإرهابية فقمنا ليلة 23 ديسمبر بمحاصرتهم بالتعاون مع وحدات من الجيش الوطني وبعد مواجهة استمرت إلى غاية 3 جانفي أصيب خلالها 3 أفراد من وحداتنا بجروح وتوفي إثنان« .

وكشف وزير الداخلية أن المصالح الأمنية توصلت من خلال ما تم حجزه في موقع الجريمة إلى وضع اليد على كمية من المتفجرات من الصنع التقليدي وعشرة رسوم لمواقع سفارات أجنبية بتونس أسماء بعض الدبلوماسيين

. لم يكشف الوزير عن هويات أو بلدان السفارات المستهدفة.

وهذه أول مرة يتحدث فيها مسؤول رسمي تونسي يكشف فيها عن طبيعة وأهداف العناصر المتطرفة وذلك منذ اندلاع مواجهة مسلحة في الضواحي الجنوبية للعاصمة في الشهر الماضي مما أغضب العديد من وسائل الاعلام المحلية ومنظمات المجتمع المدني التي طالبت بمعرفة الحقيقة

.

ونفى مصدر رسمي تونسي يوم الخميس وجود تنظيم بتونس اسمه

« شباب التوحيد والجهاد » وقال إن البيان الذي تم تداوله في بعض وسائل الاعلام ويتبنى أحداث الأسبوع الماضي إنما « تمت صياغته من قبل شخصين مقيمين بتونس وقد تم الكشف عن هويتهما وايقافهما حيث اعترفا انهما توليا صياغة وبث نص البيان المذكور من باب الدعابة غير المسؤولة« .

واتحد التونسيون من مختلف الأطياف السياسية في التنديد بالإرهابيين في الأسابيع القليلة الماضية

.

عضو حركة التجديد اليسارية والنائب بالبرلمان عادل الشاوش عبر عن سعادته في تصريح لمغاربية لاتفاق جميع التونسيين الذين التقاهم

« وهم من مختلف الحساسيات السياسية والاجتماعية حول إدانة هذه المجموعة التي تهدد مكتسبات تونس والتي من أهمها الاستقرار والتعايش السلمي« . وأضاف الشاوش في تصريحه « التونسيون فخورون لكون بلدهم ظل طوال عقود خارج دوائر العنف الذي اكتوت بناره البلدان العربية القريبة والبعيدة ولا أعتقد أن أي تونسي مستعد لتأييد هؤلاء المارقين« .

وندد الكاتب التونسي حسونة المصباحي

« بمن يسعون لزعزعة استقرار تونس « قائلا » إنهم يجهلون تارخينا نحن بلد يرفض العنف ويمقته في الماضي البعيد والحاضر »

وقالت السيدة فاطمة الدريدي وهي ربة بيت في الأربعينات من عمرها

« التونسيون غير متعودين على مثل هذا النوع من الأحداث ونحن شعب مسالم يرفض العنف مها كانت المبررات« 

(

المصدر: موقع مغاربية (الممول من طرف الجيش الأمريكي) بتاريخ 14 جانفي 2007)

الرابط

: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2007/01/14/feature-01

 


تونس: تنسيق أمني مع الجزائر لمواجهة التنظيمات المسلحة

كمال بن يونس بي بي سي – تونس  تتابع سلطات الأمن التونسية تحقيقاتها مع الموقوفين المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم المسلح الذي يقف وراء المواجهات المسلحة مع قوات الأمن في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس والتي تسببت في سقوط ما لا يقل عن 15 قتيلا بين المسلحين ورجلي أمن وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة وفي اعتقال مجموعة من المشتبه فيهم في مناطق مختلفة من تونس وخاصة في المحافظات الحدودية الجزائرية التونسية . ومن بين العناصر الجديدة في الملف تصريحات وزيري الداخلية التونسي رفيق الحاج قاسم والجزائري نورالدين زرهوني التي أوردت أن عددا من عناصر الجماعة المسلحة التونسية من بين السلفيين التونسيين المدربين على استخدام السلاح وأن عددا منهم دخلوا التراب التونسي عبر الحدود الجزائرية. علاقات بين المسلحين وأكد وزير الداخلية الجزائري نور الدين زرهوني الصبغة الإقليمية لمواجهات جنوبي العاصمة التونسية عندما كشف أن  » الجماعة المسلحة للدعوة والقتال » في الجزائر متورطة في الاشتباك الأخير بين جماعة تونسية مسلحة وقوات الأمن التونسية بمنطقة سليمان (30 كيلزمترا جنوبي مدينة تونس). وقال نور الدين زرهوني في تصريح للإذاعة الجزائرية إن » مصالح الأمن الجزائرية تقوم بتنسيق أمني رفيع المستوى مع مصالح الأمن التونسية لتحديد هوية العناصر الجزائرية التي شاركت أو تورطت في أحداث تونس الأخيرة. » وكانت مصالح الأمن الجزائرية قد كشفت قبل 15 يوما أنها قتلت « مسلحين تونسيين على علاقة بالجماعة المسلحة في الجزائر بمنطقة مفتاح بالبليدة (50 كيلومترا جنوبي العاصمة الجزائرية). أهداف أجنبية وقد أعطت تصريحات وزير الداخلية التونسي رفيق الحاج قاسم أمام كوادر الدولة والحزب الحاكم وأعضاء البرلمان بغرفتيه أبعادا إقليمية ودولية للمواجهات المسلحة التي جرت موفى الشهرالماضي ومطلع الشهر الجاري بالضاحية الجنوبية لتونس وتحديدا في مدينتي حمام الانف وسليمان السكنيتين. فقد أورد الحاج قاسم أن مصالح الامن ضبطت لدى المسلحين المعتقلين  » متفجرات وأسلحة تقليدية محلية الصنع ومخططات لمهاجمة سفارات أجنبية ومجموعة من الديبلوماسيين الأجانب  » لم يكشف عن هويتهم ولا عددهم وإن كان بينهم ديبلوماسيون أمريكيون وبريطانيون مثلما سبق أن نشر في احدى الصحف المحلية . وكانت الصحف المذكورة قد أوحت بأن من بين أهداف المجموعة المسلحة السياسة الامريكية البريطانية في المنطقة وخاصة في فلسطين والعراق. انتقادات للعواصم الغربية كما انتقد الدكتور حامد القروي النائب الأول لرئيس الحزب الحاكم ـ الذي يتزعمه الرئيس زين العابدين بن علي ـ في نفس الاجتماع السياسي الرسمي العواصم الأوربية  » التي لم تعبر عن تضامنها مع القيادة التونسية بوضوح في معركتها الشاملة ضد الإرهاب  » بل إن بعض الساسة الغربيين تعاملوا مع المواجهات المسلحة بطريقة مشبوهة من خلال  » تبرير هجمات الإرهابيين، وهو ما يتناقض مع فحوى اتفاقيات الشراكة الأوربية التونسية وروح مسار برشلونة الأوربي المتوسطي  » على حد تعبيره. هجمات غير مسبوقة من جهة أخرى، ساد الهدوء مجددا مدينتي سليمان وحمام الأنف اللتين كانتا مسرحا للمواجهات المسلحة، الأولى من نوعها منذ 50 عاما إذا ما استثنينا هجمات قام بها كومندوس قادم من معسكرات التدريب السابقة في ليبيا عام 1980. ولا تزال الطبقة السياسية في تونس تحت وقع صدمة هذه المواجهات. وقد تعالت أصوات عدد كبيرمن الحقوقيين والنشطاء السياسيين لمناشدة الحكومة « المراهنة على خيار الاصلاح الاعلامي والسياسي للقضاء على الاسباب العميقة للتوتر والعنف وللحفاظ على ورقة شعب تونس الرابحة منذ عقود، أي الاستقرار والتسامح والاعتدال « ، على حد تعبير المختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والسيدة مية الجريبي الأمينة العامة الجديدة للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض. تقليل خطورة الاحداث في المقابل، قلل وزير الداخلية التونسي في مداخلته الأولى من نوعها منذ المواجهات المسلحة في ضاحيتي حمام الانف وسليمان حنوبي العاصمة تونس من خطورة المجموعة المسلحة التي جرت المواجهات معها. وأورد أنها تضم 7 أشخاص فقط قدموا إلى تونس من حدودها الغربية مع الجزائر بينهم موريتاني واحد وستة تونسيين انضم اليهم نحو 21 تونسيا من الداخل. وأورد الوزير أن مصالح الامن التونسية  » تفطنت لهذه المجموعة المسلحة منذ بدايتها وضلت تراقبها للتعرف على مختلف عناصرها والمتعاونين معها. ولما تأكدت من استعدادها لبدء هجماتها على أهداف سياسية وديبلوماسية واقتصادية تدخلت » فحصلت المواجهتان المسلحتان آخر الشهرالماضي ومطلع الشهر الجاري. و كانت حصيلتهما حسب نفس المصدر اثنا عشر قتيلا وخمسة عشر جريحا كان بينهم عدد من الشبان والطلاب وقائد المجموعة الاسعد ساسي وهو ضابط أمن سابق توفي متاثرا بجروحه في المستشفى بعد استنطاقه. قاعدة لأهداف غربية وحسب عدد من الديبلوماسيين والمراقبين السياسيين في تونس فإن المواجهات النادرة التي وقعت جنوبي العاصمة التونسية خلال أواخر الشهر الماضي ومطلع الشهر الجاري تكتسي أهمية وخطورة خاصة لأنها جزء من تحركات جماعات مسلحة شمال افريقية لها امتداداتها في أفغانستان والعراق وشخصيات سلفية متشددة من موريتانيا والجزائر والمغرب . وحسب سفير دولة أوربية طلب عدم الكشف عن إسمه فإن « هذه المواجهات تعتبر تحديا جديدا لمؤسسات الأمن والسلطات السياسية في الدول المغاربية الخمسة وللدول الأوروبية والاطلسية التي كثفت منذ سنوات تنسيقها الأمني في منطقة شمال افريقيا  » كجزء من خطة شاملة اعتمدتها دول الحلف الاطلسي والاتحاد الاوربي والامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب لمكافحة العنف والارهاب في دول جنوب المتوسط. وتصنف هذه المنطقة أوربيا وأطلسيا كواحدة من قواعد تصدير المتطرفين والارهابيين إلى أوربا والغرب من جهة وإلى المناطق المتوترة في المشرق العربي والإسلامي حيث المواجهات على أشدها مع القوات الامريكية والبربطانية والاطلسية ومنها العراق وأفغانستان. هدوء واستقرار
وقد تكثفت اتصالات المسؤولين السياسيين والأمنيين في منطقة شمال افريقيا ودول مجموعة 5+5 (الدول المغاربية زائد فرنسا واسبانيا والبرتغال وايطاليا ومالطا) بعد مواجهات تونس التي عرفت دوما بكونها منطقة أمن وإستقرار وهدوء وقبلة غالبية السياح الأوربيين جنوبي المتوسط. ويبدو أن وراء التنسيق الأمني المغاربي الأوربي المكثف تخوفات من تكرار سيناريوهات مشاركة شبان تونسيين ومغاربيين في عمليات عنف وإرهاب داخل الدول الأوربية على غرار ماحصل في فرنسا في العقد الماضي واسبانيا قبل 3 أعوام ، فضلا عن تأكيد تقارير أصدرتها وزارة الدفاع الأمريكية أن نحو 25 بالمائة من العمليات الانتحارية في العراق تورط فيها في مرحلة سابقة شبان مغاربيون سهلت تنقلاتهم نحو العراق الجماعة الجزائرية السلفية للدعوة والقتال. وقد سبق للسلطات التونسية والجزائرية والليبية أن اعتقلت مئات الشبان المغاربيين خلال محاولاتهم التوجه للعراق. وقد صدرت عن بعض تلك الدول أحكام قاسية بالسجن وفق قوانين مكافحة الإرهاب، لكن الظاهرة تواصلت وشملت عددا من أبناء الطبقات الراقية وشباب الجامعات. توسيع تنظيم القاعدة وأعرب عدد من الخبراء المغاربيين للبي بي سي عن خشيتهم مما تردد عن جهود يقوم بها رموز تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري لمحاولة تقوية شبكته في المنطقة لتشمل المغرب العربي وبلدانها الأكثر استقرارا ومنها تونس التي لم تشهد منذ استقلالها عن فرنسا في مارس أي حرب أومواجهات عسكرية تذكر إذا ما استثنينا الاضرابات العمالية والشعبية وصراعات الحكومة مع النقابات في يناير من عامي 1978 و1984 . ومن بين مخاطر التنظيمات السلفية المسلحة الجديدة القريبة من القاعدة أنها تنظيم عنقودية يصعب الكشف عن كل أعضائه في صورة اعتقال عدد من العناصر بخلاف التنظيمات الهرمية مثل جماعات الاخوان المسلمين وحركة النهضة وحزب التحرير وبقية التنظيمات الأصولية القديمة. تصعيد إقليمي ومن بين ما يزيد تخوفات المسؤولين السياسيين والأمنيين في المنقطة تزامن مواجهات تونس مع تصعيد العمليات في بقية الدول المغاربية. ففي الجزائر انفجرت قنبلة قرب حافلة تقل عمال نفط أجانب يوم العاشر من ديسمبر/ كانون الأول في حي راق بالجزائر العاصمة مما أسفر عن مقتل اثنين في أول هجوم يستهدف الأجانب منذ سنوات. وأعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية مسؤوليتها عن هذا الهجوم. وفي 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لقي ثلاثة جزائريين حتفهم في هجومين شبه متزامنين بحافلتين ملغومتين على مركزين للشرطة الجزائرية في أكثر هجمات الجماعة السلفية اتقانا منذ عدة سنوات. وفي الوقت ذاته أعلنت الحكومة المغربية في الرابع من يناير/ كانون الثاني أن قواتها الأمنية نجحت في القضاء على عناصر جماعة سلفية متشددة تجند المتطوعين للقتال في العراق واعتقلت 26 شخصا. وتقول السلطات المغربية أنها قضت على أكثر من 50 خلية للسلفيين المتشددين منذ التفجيرات الانتحارية التي وقعت في الدار البيضاء العاصمة المالية للبلاد عام 2003. اعتقالات على الحدود وحسب نشطاء الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمجلس الوطني للحريات ( غير المعترف به ) فإن المحافظات القريبة من الحدود المشتركة بين البلدين، شهدت اعتقال العشرات من المشتبه بانتمائهم لتنظيمات تونسية ومغاربية أصولية متشددة. (المصدر: موقع بي بي سي أونلاين بتاريخ 15 ديسمبر 2007) الرابط: http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_6264000/6264639.stm


أسئلة المستقبل في تونس

صلاح الدين الجورشي – تونس  أخيرا، كشفت الحكومة التونسية، من خلال وزير الداخلية والتنمية المحلية، عن بعض المعلومات الخاصة بطبيعة المجموعة المسلحة التي شغلت الرأي العام وكل الأطراف والجهات المهتمة بتونس. وقد أكد السيد رفيق بالحاج قاسم في كلمة ألقاها أمام كوادر الحزب الحاكم أنهم عناصر وصفهم بـ « السلفيين الإرهابيين »، وأنهم كانوا بصدد التخطيط لمهاجمة سفارات أجنبية ودبلوماسيين مقيمين بتونس. ما هي دلالات هذه التصريحات الأولى من نوعها التي تصدر عن جهة رسمية عُـليا حول هذه القضية، وما هي نقاط الغموض التي لم يقع تسليط الضوء عليها؟ أول ما يُـلفت الانتباه، الصيغة التي تم اختيارها للكشف عن تفاصيل المواجهة مع المجموعة المسلحة. فبعد أن كانت النية تتّـجه نحو عقد مؤتمر صحفي مع مسؤول أمني رفيع المستوى، مال الرأي نحو الإعلان عن ذلك أمام ندوة إطارات (كوادر) حزب « التجمع الدستوري الديمقراطي » الحاكم، التي حضرها وزراء الحكومة والولاة (المحافظون) وأعضاء مجلسي النواب والمستشارين من التجمعيين. وقد أضفى ذلك بُـعدا سياسيا عاليا على الحدث، نظرا لما اكتنفه من تحسيس ضمني بخطورة المسألة، وضرورة تجنيد أنصار الحزب الحاكم والتفافهم حول النظام وحول الرئيس بن علي. وعادة ما يلجأ الحزب الحاكم في تونس إلى مثل هذه التعبئة في المنعرجات الخطيرة، وعند حصول أحداث ضخمة من شأنها أن تُـهدّد أمن البلاد واستقرار السلطة، ويتوقع أن تشهد الأيام القادمة حملة سياسية واسعة النطاق، هدفها تقوية الحزام الجماهيري لنظام الحكم وتحويل « النصر الأمني إلى نصر سياسي ». غياب التفاصيل الدقيقة في مقابل ذلك، غابت لأول مرة التفاصيل الدقيقة لما جرى، التي كانت عادة تكون مصحوبة بالصور والوثائق والاعترافات التلفزيونية لبعض المتهمين، وهو ما أبقى الصحفيين على ظمئهم، حيث بقيت في جُـعبتهم العشرات من الأسئلة وحُـرموا من الاحتكاك المباشر بالمسؤولين الأمنيين ومحاولة استدراجهم للكشف عن مزيد المعلومات وخلفيات هذا الملف الخطير. باستعراض المعلومات التي كشف عنها وزير الداخلية، يمكن التوقف عند بعضها لمحاولة تفكيك دلالاتها. – حسب الرواية الرسمية، فإن المجموعة المسلحة تتشكّـل من تونسيين، باستثناء شاب يحمل الجنسية الموريتانية كان من بين القتلى، وهذا يؤكد ما سبق أن أشرنا إليه، من أن شوطا هاما قد قطع في اتجاه التأسيس لتنظيم سِـري سلفي يتبنّـى العنف المسلح، ولا يُـعرف إلى حد الآن، هل أن المجموعة قد اكتسبت طابعا هرميا أم أنها انتهجت صيغة الحلقات العنقودية المنفصلة عن بعضها. لكن من المؤكّـد أن هذا التنظيم، الذي يُـفترض أن يكون له اسم أو يافطة، يملك علاقات ممتدة خارج تونس، سمحت له باكتساب الخِـبرة في التدريب على السلاح ووضع الخطط اللوجيستية، وما يحتاج إلى التدقيق، هو معرفة ما إذا كانت صلته بالخارج، وتحديدا بالجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، هي صلة تبعية تنظيمية وسياسية أم أنها تقف عند حدود الالتقاء في الأهداف والرؤية الأيديولوجية وتبادل الخدمات والمعلومات، وذلك في إطار خطة إقليمية متكاملة ومدعومة من قِـبل تنظم القاعدة. – أكد المسؤول التونسي على أن الأجهزة الأمنية كانت على عِـلم بنشاط المجموعة، وقامت برصْـد سِـتة أفراد منهم منذ تسللهم عبر الحدود الجزائرية، وأن هذه الأجهزة « فضلت متابعة تحرّكاتهم قبل الدخول مع المجموعة في مواجهة مسلحة وإلقاء القبض على بعض أفرادها، وذلك لمعرفة بقية عناصرها المُـقيمة في تونس وتحديد مخططاتها »، وأضاف بأن هؤلاء « معروفون أيضا لدى المصالح الأمنية، وهم بدورهم محل متابعة ». جاء هذا التأكيد على دقة الأجهزة الأمنية وإحاطتها بكل خيوط القضية، بعد الانتقادات التي وجهّـها البعض خلال الأسابيع الأخيرة لمصالح وزارة الداخلية، وكذلك التساؤلات والحيرة التي هيمنت على ردود فعل المواطنين والطبقة السياسية، كما كثُـر الحديث في الأوساط السياسية عن الدور الذي قام به العسكريون، سواء على صعيد استشارة أهل الخبرة أم على الصعيد الميداني، هذا الدور الذي اعتبره البعض بأنه كان حاسما وجوهريا في تطويق المجموعة والقضاء عليها. فتونس معروفة على الصعيدين، العربي والدولي، بقدراتها الأمنية الفائقة، لهذا تساءلت هذه الأطراف: كيف أمكن لهذه المجموعة أن تنمو وتتدرب وتتسلح وتربط علاقات إقليمية، وأن تُـراوغ بكل أجهزة الرّصد السياسية والأمنية والاجتماعية، وتبلغ هذه الدرجة من التنظيم والتماسك والقوة؟ وبناء عليه، اعتبر أحد السياسيين أنه من الطبيعي والمنتظر أن يرد وزير الداخلية على « حملة التشكيك » في قدرات الأجهزة الأمنية، والتي بلغت حد ترويج توقعات عن احتمال حدوث تغييرات قد تشمل قيادات أمنية بارزة. – اكتفى وزير الداخلية في كلمته بالإشارة إلى أن المجموعة كانت بحوزتها « أسلحة وكمية من المتفجرات محلية الصنع »، لكنه لم يتعرض إلى نوعية هذه الأسلحة، التي أثبتت الشهادات بأنها كانت متطورة، كما أنه لم يُـشر بالخصوص إلى مصدرها، وهي النقطة التي حيرت الجميع ووفرت فرصة لوضع احتمالات شتى، بلغت أحيانا درجة الخيال والافتراضات المستبعدة. فهناك فارق كبير بين أن يكون السلاح قد تم تهريبه من خارج البلاد رغم الدلالات الخطيرة لذلك وبين أن يكون قد سرق من الثكنات؟ – بالنسبة لأهداف المجموعة، فقد تم حصرها في التخطيط للاعتداء على عدد من السفارات الأجنبية وبعض الدبلوماسيين. ويبدو، حسب بعض المصادر، أن المقصود بذلك، وبدرجة أساسية، سفارتا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. وبناء على هذه المعلومة، فإن المجموعة من وجهة النظر الرسمية، لم تكن تنوي الاعتداء على مسؤولين تونسيين أو مقرات لوزارات أساسية ومؤسسات سياحية وتجارية، حسبما راج في بداية المواجهات. فهل هذا يعني أن المجموعة كانت أشبه بكومندوس تم تدريبه وإعداده لاستهداف المصالح الأمريكية والغربية في تونس؟ وهل المقصود بذلك أن التنظيم الذي تم اكتشافه لم يكن رد فعل على سوء إدارة الملف الديني، ولا هو نتاج وضع ثقافي واجتماعي ملغوم، كما أنه ليس إفراز لحالة الاحتقان السياسي الداخلي، الذي ألحت على إبرازه أطراف المعارضة ومنظمات المجتمع المدني وتحاليل صحفية محلية وأجنبية، وإنما دوافعه مرتبطة بسياسات الدول الغربية في المنطقة؟ استياء الأوساط الرسمية إن تحديد الدوافع، عنصر أساسي في فهم ما حدث وكشف جذوره، مع العلم أن الأوساط الرسمية قد استاءت من الطريقة التي غطّـت بها وسائل الإعلام الأوروبية وغيرها الأحداث الأخيرة، خاصة عندما ربطت بين الاشتباكات وبين تذمّـر الأوساط الديمقراطية المحلية، مما تعتبره نقصا فادحا في الحريات أو « هيمنة واسعة للسلطة والحزب الحاكم على المجتمع »، بل ذهب بعض الخبراء إلى اعتبار أن تونس أصبحت تشكِّـل بؤرة خطرة، من بينهم الباحث الفرنسي في شؤون الحركات الإسلامية أوليفيي روي، الذي اعتبر في معرض حديثه عن الإرهاب في دول المغرب العربي أن « المجهول هو تونس »، وعلل رأيه بالقول أنه  » في تونس، من الواضح أن الحكومة تمكّـنت من إحداث فراغ سياسي، وهو ما ليس متحقِّـقا في الجزائر أو المغرب… هناك قدر كبير من الاستياء، حتى بين الطبقات الوسطى العِـلمانية، لذلك، أعتقد أن الطريق ممهَّـد الآن بشكل أفضل للحركات المتشدِّدة في تونس بالرغم من ذلك »، على حد قوله. كما نقلت وكالة رويترز أيضا عن مسؤول أمريكي، وصفته بالمُـطَّـلع على المنطقة قوله « نحن قلقون، هذه الموجة الأخيرة من الاضطرابات في تونس، تمثل جرس إنذار نوعا ما.. دعونا لا ننسى تونس ». وقد تجلى الاستياء الرسمي التونسي من مثل هذه التعاليق في إشارتين وردتا على لسان مسؤولين رفيعي المستوى خلال الاجتماع المذكور أعلاه، حيث قال نائب رئيس التجمّـع الدستوري الديمقراطي السيد حامد القروي في كلمته « ندعم التعاون مع الاتحاد الأوروبي، ومصلحتنا تقتضي دوام هذا التعامل، ولكن نتمسَّـك بسيادتنا وباستقلالنا »، وفي ذلك رفض ضِـمني للانتقادات التي وجّـهها الأوروبيون لسياسة النظام، فيما يتعلق بمسألة الحريات وحقوق الإنسان. أما وزير الخارجية السيد عبد الوهاب عبد الله، فقد أكّـد من جهته على أن تونس « كانت سبّـاقة للتحذير من مخاطر الإرهاب ومن مخاطر الجماعات الإرهابية، التي وجدت دعما من وسائل الإعلام لنشر أطروحاتها وأفكارها، كما استغلت هذه الجماعات الحيِّـز الذي تُـتيحه بعض الدول وحالات الإنفلات الأمني »، وهذا يعني أن أوروبا، وبالأخص أمريكا، هما المسؤولتان على تغذية الجماعات الإرهابية، وذلك من خلال احتضان أعضائها ومنحهم اللجوء السياسي والتسهيلات الإعلامية أو بتحطيم دولة مثل العراق، مما خلق حالة من الفوضى و »الانفلات الأمني ». رغم أن وزير الداخلية قد اعتبر أن ملف هذه المجموعة قد أغلق، فإنه ميدانيا، لا تزال بعض المناطق تعيش حالة تفتيش واسعة، وذلك تحسُّـبا لأية احتمالات، كما أن نسبة الإيقافات في صفوف الشباب المتديِّـن، الذي تبدو عليه مَـسحة سلفية، في تصاعد مثير لقلق الأوساط الحقوقية. تنسيق أمني مع الجوار من جهة أخرى، كشف المسؤول التونسي عن وجود تنسيق أمني بين تونس وعدد من الأطراف وصفها بـ « الشقيقة والصديقة »، وهي إشارة إلى أن المواجهة مُـستقبلا مع مثل هذه المجموعات، سيصبح إقليميا ودوليا، بعد أن قرّرت هي بدورها أن تحوِّل منطقة المغرب العربي إلى ساحة عمليات مفتوحة. يمكن القول بأن صورة ما حدث، قد أصبحت أكثر وضوحا الآن، لكن الغموض لا يزال كثيفا حول ما بعد هذه الأحداث، وبما أن الأحداث الأخيرة قد كشفت مرة أخرى بأن الرئيس بن علي لا يزال الرجل القوي والضامن الرئيسي لاستقرار الحكم والدولة، فإن الأنظار متّـجهة إليه للحسم في الكثير من الملفات المعلقة منذ سنوات، واتخاذ القرارات التي قد يُـعلن عنها في المرحلة القادمة، وهي قرارات قد تشمل تغييرات في أشخاص وهياكل حساسة، أمنية وسياسية. فالسلطة وجدت نفسها منذ نهاية التسعينات في حالة دفاع متواصل تخشى تغيير طرق إدارتها للحياة العامة وتتصدى بتوتر – غير مبرر في الغالب – لكل صغيرة أو كبيرة تخرج عن نطاق « المسموح به »، وليس معروفا إن كانت المداخلات، التي ألقاها عدد من المسؤولين في اجتماع الحزب الحاكم، هي من مقتضيات العمل التعبوي أم أنها تشكِّـل فعلا سقف الخطاب السياسي الرسمي. المؤكد، أن هذا الخطاب لا يستجيب – برأي الكثيرين – بالمرة لما تفرضه المرحلة التي دخلتها البلاد من مراجعات سياسية وثقافية وتربوية، أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. فهل ستقع « إعادة التفكير في نسق ومضمون الحياة السياسية »، على تعبير الصحفي والكاتب التونسي برهان بسيس أم أن الاستمرارية والثقة المفرطة في النفس ستحُـول مرة أخرى دون تهوئة المناخ السياسي؟ (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 15 جانفي 2007) الرابط:http://www.swissinfo.org/ara/front/detail.html?siteSect=105&sid=7432526&cKey=1168895736000


جبهة مغاربية ضد الإرهاب

نور الدين عاشور بعض المؤشرات التي لاحت في الآونة الأخيرة ببعض البلدان المغاربية تنبئ بوجود مخطط يهدف إلى جعل المنطقة قاعدة خلفية للإرهاب وهو ما يتضح من إعلان وزير الاتصال المغربي مؤخرا في سياق تفكيك خلية إرهابية عن وجود علاقات بينها وبين مجموعات إرهابية دولية واعتقال عناصر من جماعة سلفية بالجزائر وتأكد تسرب المجموعة السلفية الإرهابية التي واجهها الأمن الوطني بحزم من الحدود الجزائرية كانت تعتزم تنفيذ عمليات إرهابية بتونس. ولعل قرب المنطقة المغاربية من القارة الأوروبية فيه ما يغري المجموعات الإرهابية الدولية بأن تجعل لها فيها قاعدة إرهابية ولا يعنيها أن تدفع بلدان المنطقة الثمن من استقرارها وأمن المقيمين فيها بما في ذلك الأجانب، إضافة إلى التأثيرات العاجلة والآجلة على مستقبل أجيال بأكملها. ورغم أنه بات واضحا أن هناك نوعا من الاتفاق الضمني بين مجموعات حركات الإرهاب الدولي وبعض القوى الدولية  ـ والأمثلة عديدة في هذا الشأن- التي يهمها وجود عدو تقاتله وتؤلب عليه الرأي العام الغربي في إطار تنفيذ استراتيجيات وحماية مصالح فإنه لا يجب الرضوخ لهذه اللعبة خاصة أنها تجري بعيدا عن أراضي تلك القوى. إن المنطقة المغاربية في أمس الحاجة في هذا الظرف إلى تكامل حقيقي لم تنجح السياسة في انجازه على مر السنين ولم تتمكن هياكل الاتحاد المغاربي من الدفع تجاهه بطريقة عملية، وفي المقابل يمكن القول أن التحدي الكبير المتمثل في التصدي للإرهاب واجتثاثه من جذوره قادر على أن يكون في هذه المرة قاطرة للاتحاد المغاربي نحو الانجاز والعمل الملموس بعيدا عن الشعارات والتسويف. فبلدان المنطقة المغاربية التي تكاد كلها تشترك في جملة من التحديات تتمحور حول تعزيز الديموقراطية والتعددية والدفع بمزيد الحريات، معنية أيضا ببذل أقصى الجهود لتدارك بعض الأوضاع خصوصا فيما يتعلق بتشغيل آلاف الشبان وتحسين ظروف السكن ومستوى المعيشة وهو ما يستدعي إفساح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار بكل حرية في بلدان الاتحاد بإقامة المشاريع المشتركة، فهناك مجالات للعمل فيها مغاربيا بما يعود بالنفع على شعوب المنطقة. ولا يعني هذا استنقاص من أهمية المسيرة المغاربية بالنسبة لشعوب المنطقة غير أنه لا بد لكل مسيرة أن تصل مبتغاها وتحقق أهدافها وتفيد الشعوب ولعل الوقت قد حان لكي تعمل بلدان الاتحاد المغاربي على تغيير الاستراتيجية المغاربية بالتركيز على التكامل والشراكة والتكتل وهي عبارات تبقى فضفاضة إذا لم تكن منبثقة عن إرادة جادة ورغبة في الإنجاز. إنه طريق إضافي يتعين أن تسلكه بالتوازي مع السياسات الداخلية لإجهاض خطط الإرهابيين ومشاريع الإرهاب الدولي. (المصدر: افتتاحية جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 16 جانفي 2007)  


أعضاء مجلس النواب يؤكدون رفضهم لكل أشكال العنف والتطرف

رفع النواب من مختلف الأحزاب السياسية الممثلة في مجلس النواب تحية شكر وإكبار إلى قوات الأمن والجيش الوطني لروحهم الوطنية العالية ووفائهم لتونس ولشعبها بعد تجندهم لصد المحاولة الإرهابية التي خططت لها جماعة أرادت الإساءة إلى تونس وأمنها واستقرارها .

وعبر النواب خلال جلسة حوار مع الحكومة حول قطاع النقل عن تمسكهم بخيارات الرئيس زين العابدين بن علي والتفافهم حوله مشيرين إلى أن ما حدث كان امتحانا أكد رفض الشعب التونسي بكل أطيافه السياسية رفضا قاطعا لكل أشكال العنف والتطرف ونبذهم للفكر الظلامي ومواجهة كل محاولة غاشمة للنيل من عزة تونس ومن شعبها الأبي

(المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 16 جانفي 2007)


الرئيس زين العابدين بن علي يستقبل الشيخ صالح كامل رئيس مجموعة « دلة البركة للاستثمار »

اهتم الرئيس زين العابدين بن علي بخطة الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة بمناسبة استقباله يوم الثلاثاء للشيخ صالح كامل رئيس مجموعة

« دلة البركة للاستثمار » الذي بين انه اطلع الرئيس بن علي على ما تم إحداثه في إطار برامج الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة من آليات ومن ضمنها إنشاء شركة لاستكشاف الفرص الاستثمارية في الدول الإسلامية .

وأضاف أن أول ما ستقوم به هذه الآلية الجديدة إنشاء شركة تونسية لإعداد خارطة استثمارية في تونس توضع على ذمة المستثمرين .

كما بين أنه أحاط رئيس الدولة علما بعزم الغرفة الاستعانة باستشاريين تونسيين لدراسة الاستثمارات بالدول الإفريقية .

واختتم الشيخ صالح كامل تصريحه قائلا

: » ولقد تلقيت توجيهات سيادة الرئيس بخصوص هذه المسائل راجيا أن تكون خطة الغرفة خيرا وبركة على كافة الدول الإسلامية وبالأخص على تونس أدام الله عليها نعمة الاستقرار في ظل قيادة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي . »

(المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 16 جانفي 2007)

 


عندما   نفقد  البوصلة..تصبح  بيروت عاصمة طهران

في الرد على الصديق ماهر حنين

بوراوي الزغيدي مازلت اعاود قراءة النصوص التي حبرها السيد نجيب الشابي حول حرب لبنان والتي حاول فيها بكل جهوده دفعنا للاصطفاف وراء دعاوي حزب الله والوقوف معه ومع حليفته الفارسية ايران في حربهم ضد الامبريالية واسرائيل..ومازلت احاول اجترار ما كتبه حول شيخه نصر الله قائد المسيرة المظفرة للشعب اللبناني والحليف السوري الواقف منذ سنين مدافعا عن البوابة الشرقية للامة العربية دون اطلاق رصاصة واحدة لاسترجاع ارض السوريين في مرتفعات الجولان دون نسيان الحليف الاكبر ايران التي ما زالت تحتل الجزر العربية في طمب الكبرى والصغرى…                                                                  وكاد الاستاذ الكريم يقنعني بوجهة نظره لولا عملية إعدام صدام حسين فجر عيد الاضحى. كان راس صدام كبش الفداء الذي اسقط كافة نظريات الاستاذ حول نصر الله و نظام الملالي في طهران والبعث السوري الحاكم في دمشق…فهذه الاطراف الثلاثة التي كدنا نصطف وراءها تلبية لدعوة الاستاذ هي نفسها التي ربطت الحبل  حول عنق صدام في تناسق كامل مع حكومة الاحتلال والاحتلال…                 فهل يكفي ان نعاتب حسن نصر الله لانه تصرف كشيعي موالي بالكامل لايران..وهل تصرف الرجل مرة في حياته خارج دائرة الولاء للطائفة وللاتجاه الايراني داخل طائفة الشيعة..وهل نلوم نظام الملالي على موقفهم المعادي لصدام وللاستاذ الشابي ونحن نعرف ان نظام طهران له اولويات اقليمية اهم بكثير من لبنان والعراق والاستاذ الشابي…… كيف تحول حليف الامس الى عدو يتسق مع الامبريالية عدو الشعوب..وكيف يساند الشيخ البطل مذبحة القائد الرمز.. هل يكمن الخلل في الوضع الدولي وسياسات عواصم العار ام في البوصلة السياسية التي ضاعت على البعض فصار يصفق للقاتل والمقتول في نفس الوقت. اسال الاستاذ بكل لطف واحاول ان افهم ..فالسياسة فن راقي والمبادئ ليست لباسا على مقاسنا.. والذاكرة العراقية واسعة ولا بد لها من ان تستفيق يوما بعد ان تنتهي  فوضى السلاح وفوضى الطوائف ويندحرالاحتلال..عندها تخرج للضوء حقائق انجازات صدام حسين الحقيقية.. وانجازات نظام الملالي في طهران..ولا يفيدنا وقتها تعداد المستوصفات التي بناها صدام ولا المدارس ولا الضوء والماء والكياس.ولا الخطب النارية ضد الاستعمار وامريكا…لاننا وقتها نكون في عملية احصاء للعراقيين المفقودين سواء في اللجنة المركزية للبعث او في الحزب الشيوعي العراقي او في جمهور الاكراد الذين اعرف انكم تكرهونهم لله في سبيل الله.  كما لا بد لنا وقتها من تبادل جثث الموتى العراقيين  مع ايران وكشف مفقودي الكويت التعساء..
حينها تفتح سراديب العراق ونكتشف اننا كنا نرتق خرقا اوسع من ذهن الراتق..  اما البكاء حول رمزية عيد الاضحى وكان الاعدام في يوم اخر مقبول فهي خدمة مجانية لمقتول انتهى ولقاتل مستبد ودموي..                                                          .                 اما الاعدام الذي نفذه  الاخوان الشيعة وحلفائهم الامريكيون فهو ثار لمقتل الحسين وضياع  الخلافة التي يبشرنا بها اصدقاء الاستاذ وحلفائه الجدد…
مع تهاني بالعيد رغم كل شيء.      


الاستشارة الشبابية والدروس القاسية

عارف المعالج – نقابي جامعي لقد كشفت نتائج الاستشارة الشبابية التي أجرتها وعرضت نتائجها الأسبوع الماضي وزارة الشباب والرياضة عن العديد من الحقائق التي تعكس فشلا في استيعاب هذه الشريحة من المجتمع وفي توظيف طاقاتها الخلاقة من أجل البناء الوطني،  إن ما تمخض عن هذه الاستشارة يتطلب من أصحاب القرار وقفة صريحة للمراجعة  ويطرح عليهم العديد من التساؤلات المحرجة التالية:
1-     أقرت الاستشارة بأن معظم الشباب لا يهتمون بالشأن السياسي ولا يشاركون في الانتخابات حيث حصرت نسبة هؤلاء بـ16 في المائة فقط وفي هذا إقرار بعزوف خطير عن المشاركة في الحياة المدنية والسياسية وتعكس انعدام الأمل في الإصلاح السياسي والجدوى من العمل المنظم والقانوني في الحقل المدني بعد أن أصبحت المحطات الانتخابية مسرحيات رديئة الإخراج معروفة النهاية، من جهة أخرى فإن هذه الأرقام تعتبر إدانة  صريحة لمن أغلق الأبواب في وجه الشباب ومن ورائه المجتمع للمشاركة الحرة والتلقائية في العمل الجمعياتي والسياسي  بعد أن شاهد وأصبح يتندر بتملق ونفاق أحزاب الموالاة التي تتسابق لتزكية مرشحي الحزب الحاكم لتضمن مقاعدا أو فتات مقعد في المجلس النيابي في ظل سياسة المحاصصة الفئوية المعتمدة لتلوين البرلمان، وأما الأحزاب التي لا تسير في ركب السلطة فلا يحق له أن يستمع إليها أو يحضر ندواتها في ظل محاصرة مقراتها  وكذلك التنظيمات الأخرى المدنية أو السياسية التي تمنع من النشاط القانوني السلمي فيلاحق مناضلوها وتحاصر عائلاتهم ويجوع أطفالهم، فهل بعد هذا الواقع المتردي من نكهة للعمل السياسي البناء والشريف؟ ومن يتحمل مسؤولية هذه الاستقالة العامة من الشأن العام ؟. وفي الأخير ألم ينتبه منظمي الاستشارة أن هذه الأرقام المعلنة  تتناقض ولا تنسجم مع النسب المركبة  التي تقدم إثر كل المهرجانات الانتخابية حول مشاركة الناخبين في التصويت؟
2-     أكدت الاستشارة على انحسار مجالات الترفيه لدى الشباب واختصارها على المقاهي نظرا لعدم توفر الظرف المادي لمراودة مجالات أخرى أصبحت محصورة على فئة محدودة جدا من المترفين وهو ما يعكس إحدى تجليات استفحال الفوارق الطبقية داخل المجتمع وازدياد نسبة المعدومين والبطالين وأما فيما يتعلق بمتابعة وسائل الإعلام الوطنية والتي أكدت الإستشارة انحسارها إلى أدنى المستويات (9 في المائة) فتعكس بدورها انعدام الثقة في المشهد الإعلامي المتسم بالآحادية ومحاصرة الأقلام الحرة،،، وحتى الانترنات التي يكثر التطبيل حولها فقد اقتصرت نسبة من لديهم فكرة جيدة عنها بـ7.3 في المائة وهذا لدى فئة الشباب المتعطش بطبعه للانترنات وهو ما يؤكد أن هذه النسبة قد لا تتجاوز الواحد في المائة لدى عموم الناس المؤهلين.  وهنا يبدو جليا البون الشاسع بين الواقع والشعارات.  كما تعكس هذه الإحصاءات  الواقع المتخلف في ظل المحاصرة التي تلقاها صفحات الواب وبعد أن أصبحت الانترنات نفسها مصيدة للإيقاع بالشباب ولا يزال شباب جرجيس وإريانة والعديد من الطلبة ينضمون إلى قافلة ضحايا الانترنات التي أصبحت ملازمة لقانون الارهاب.
3-     ما هو مدلول التراجع الكبير في رغبة الشباب على الزواج حيث قفزت نسبة من لا يفكرون في الزواج من 1.3 إلى 50 في المائة في ظرف الخمس سنوات الأخيرة وهذا ناقوس خطر يهدد مستقبل المجتمع واستقراره الاجتماعي والمدني والحضاري ويرتبط هذا المنحى الخطير بالواقع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم الذي أفرزته سياسة الحزب الحاكم وما نتج عنه من استفحال لظاهرة البطالة وانهيار المقدرة الشرائية وانحدار مستوى الرفاهة لدى جل الأسر عامة والشباب خاصة  مما جعلها عاجزة على مواجهة تبعات الزواج. ويمثل هذا الواقع عينة من الفشل الخطير في السياسة الاجتماعية للحزب المستفرد بالسلطة. بعد هذه العينة من الإحصاءات هل يحق أن يقال أن وضع المواطن  التونسي قد ارتقى وازدهر أم أن آماله قد اندثرت وطموحاته قد تكسرت بارتطامها بسياسات متخلفة ألقت به في متاهات من المعاناة الاجتماعية  والاقتصادية والسياسية،  وهل اقتنع أصحاب القرار بأن السياسة التي اعتمدها الحزب الحاكم منذ نصف قرن تربع فيها على السلطة بانفراد وتفرد لم تؤدي إلا إلى إضعاف روح المواطنة وتعميق القطيعة بين الحاكم والمحكوم.  ألا تدعو هذه الاستشارة إلى تأصيل التداول وتشريك المواطنين في تقرير مصيرهم حتى لا يستفحل اليأس والقنوط ويحصل المزيد من الانهيار. مقال نشر بجريدة الموقف بتاريخ 12 جانفي 2007
 


« مواطنون » تلتقي الأستاذ المهدي المبروك

يشتغل الغربال الإجتماعي وفق الزرود و القرابين

عندما تتجول في أزقة الأحياء الشعبية و حتى في الشوارع الرئيسية بالعاصمة، و في محطات المترو و الحافلات ، يستفزك مشهد يبدو عاديا لبعض الناس: وجوه مكفهرة، أفواه جافة، و عيون زائغة، مغرورقة و ثياب بالية  وسخة، مهمشون، نائمون على أرصفة الطرقات، من أين يأتون؟ من ينظر إليهم و من يسمع أصواتهم ؟ هؤلاء المنفيون بالحضور من المسؤول عنهم ؟ يسّاقطون من ضعفنا ومن ضوضائنا الفارغة وأضوائنا الكاذبة. نجدهم دائما مثل مخلفات الحرب، مشوهين، عاجزين، مسلّمين، غائمين. لعلهم مخلفات حربنا اليومية، وهم بعض وجهنا، الركن الذي نتعمّد الإشاحة عنه بوجوهنا و أعيننا، الحقيقة التي نتناساها و نتقزز منها. هؤلاء المرميّون على قارعة الطرق، على هامش المجتمع، ما ذنبهم؟ كيف ينظر علم الاجتماع إليهم ؟ لماذا هم في ازدياد دائم ؟ هل هم علامة إشكال وما هو ؟ و هل هناك من يفكر في حل لوضعيّتهم ؟ و ما جدوى السياسات المتبعة في هذا المجال ؟ توجهنا بالحديث إلى الباحث و الأخصائي في علم الاجتماع الأستاذ المهدي اامبروك سعيا إلى استيضاح معالم هذه الفئة أو الشريحة أو المجموعة من الناس و ما خفي من دلالاتها.
 ماذا يسمي علم الاجتماع هؤلاء ؟ هل هم فئة أم شريحة ولماذا؟
ــ ينعت علم الاجتماع هذه المجموعات من الناس بالشريحة، لأن الفئة الاجتماعية عادة ما يتم تناولها تناولا عمريا. هم إذا شريحة اجتماعية، لأن الخاصية التي تجمع بينهم أو الملامح التي تجمعهم ليست الانتماء إلى فئة عمرية بقدر ماهي قواسم مشتركة على المستوى النفسي والاجتماعي كما أنهم أيضا نتيجة لفرز طبقي حاد يتكثف مع اتساع دائرة الغربلة الاجتماعية أو ما يمكن أن نسميه الزُّرود [ القرابين ] التي يشتغل وفقها الغربال الاجتماعي وقد ازدادت اتساعا. و هؤلاء هم، كما حددت الدراسات المناهضة للعولمة، قاعدة التهميش أو الشرائح الاجتماعية التي ستنزل إلى قاعدة الهرم الطبقي . نحن أميل إلى اعتبار هؤلاء شريحة اجتماعية، لأن الوضع  الاجتماعي، مع تجلّياته النفسية، يزداد حدة في الحالة الراهنة مؤديا إلى الإكثار من حجم هذه الشريحة التي ننعتها بالبروليتاريا، و ليست البروليتاريا بالمعنى الاقتصادي فحسب إنما هي أيضا بروليتاريا نفسية عاطفية و لكنها غير متجانسة.  هم إذا شريحة لها ملامحها، و كل شريحة لها أيضا تعبيرتها . فهل للمهمشين تعبيرتهم الخاصة ؟
ــ هم أنفسهم تعبيرة من تعبيرات المجتمع و لهم أيضا تعبيرتهم الذاتية . المهمشون ترجمة للفرز الطبقي الحاد في المجتمع. وربما أحيانا اعترضتنا و صادفتنا بعض التعبيرات الهامشية التي يختارها الفاعلون، بالطبع هنا نقصد كل من نسميهم بالطوائف الفنية كالـ » هيبس والهرادس  » و مجموعات  » البريك دانس  » break danse الذين نشاهدهم مثلا في الساحات الكبيرة يمارسون تعبيراتهم . و لكن إلى حد الآن و مقارنة بالتظاهرات الهامشية التي يختارها الفاعلون في المجتمعات الغربية المتمثلة في المجموعات الموسيقية أو المجموعات الفنية أو مجموعات الرسم في الفضاءات العامة. فإن المهمشين التونسيين لم  » يعبروا » عن هامشيتهم إذ كيف يعبر الهامشي عن تهميشه و الفضاء العمومي ضاغط و مراقب و مؤطر و موجه؟ هناك نوعا ما من اليد الخفية تضبط هذا الفضاء و لا تترك حتى للهامشيين إمكانية التعبير عن ذواتهم بأشكال و تمظهرات سلوكية و فنية معينة، و هذا أيضا مما يضاعف التهميش بالمعنى الآخر، بمعنى الإكراه والإجبار.
 هل تعود هذه المسألة إلى حساسية مفرطة و ضعف في الشخصية ؟ أم أن المنظومة فقط هي المحدد؟
ــ هناك مسألة هامة جدا و هي أن مجتمعاتنا في ظل أنماط إنتاج فردانية هي مجتمعات كلية ضاغطة وقاهرة تراقب عبر آليات التنشئة الاجتماعية والسياسية بالمعنى العام للكلمة ، تراقب فردانية الأفراد. دائما أشير إلى أن كل بروز للفردانية حاليا في المجتمع هو بروز لفردانية معوقة ومشوهة، وهذه الفردانية المشوهة هي التي يقع فيها التحايل على المجتمع أن أتحايل على المجتمع معناه أن « أصرّف » فردانيتي في تعبيرات خفية. على خلاف مجتمعات أخرى لا يتحايل فيها الفرد على المجتمع إنما يبني استراتيجيات فردية علنية.
و أعتقد أن  تونس، مثلها مثل بقية المجتمعات العربية الإسلامية، فردانية الفرد فيها ضامرة و خجولة و مترددة أي غير واثقة من نفسها و بالتالي فهي غير قادرة على التعبير حتى عن هامشيتها تعبيرا فنيا حرا، و إنما تتحايل على آليات الرقابة و تبدع أشكالا منتكسة من الفردانية .
 المؤسسة بشكل عام على وعي بهذا الإشكال . فهل فكرت في حلول لهذه الشريحة ؟ إعادة إدماجها مثلا ؟
ــ أفضل الحديث عن النسق أفضل من المؤسسة، لأن المؤسسة كما ورثناها من الفكر الدوركايمي هي مؤسسة ضاغطة و قاهرة و مستقلة عن الأفراد، و لا يمكن أن تعترف بالأفراد إلا باعتبارهم متممات أو تعبيرات للمؤسسة، بمعنى أن الفرد أو الإنسان هو تجلّ من تجلّيات المؤسسة، أما النسق فإنه يظل دائما نسقا مفتوحا حتى و إن ادعى الانغلاق . وحينما نستعمل كلمة النسق فإن النسق يقتضي دائما أن نجد من هو خارج النسق، و هذا هو التهميش، لأن النسق سيدفع بآليات اشتغاله الداخلية إلى إخراج الأفراد من داخله و بالتالي نفهم أن النسق، الاقتصادي و الاجتماعي في تونس يدفع بالأفراد إلى التهميش. على هذا الأساس لا يمكن الاطمئنان إلى كون المؤسسة واعية لأن المؤسسة حتى و إن وعت فإنها ستقمع و تشد و تتمسك بضرورة التطابق الأمثل. فالمؤسسة العائلية و المؤسسة السياسية وحتى المؤسسة المدرسية لا  يمكن أن تقوم إلا على ضرورة و مسلمة التطابق بين الفرد و المؤسسة . النسق في اشتغاله وعيا أو لا وعيا هو مدفوع إلى إنتاج من هو خارج النسق. مثلا ، كيف استطاع النسق الموسيقي في أمريكا الخمسينيات أن يدفع إلى إنتاج موسيقى  » الجاز  » و هي موسيقى كانت تعد موسيقى هامشية؟ نفس الشيء عندما نأخذ   » المزود  » كتعبيرة . هل هي تعبيرة عن انغلاق النسق الموسيقي التقليدي القائم على التخت و الوزن و الكلمة المهذبة أم هي تعبيرة عن رغبة الفاعلين؟  أعتقد أن النسق حتى و إن كان لا يعي فإنه يدفع بهؤلاء إلى أن يكونوا خارجين عنه . طبعا إذا ما قاربنا المؤسسة من حيث هي الأجهزة الحكومية فأعتقد أن هناك دائما هندسة اجتماعية محكمة.
 ألا توجد حلول و مقترحات ؟
 للأسف حتى المؤسسات التي تبعث لتأطير التهميش والتقليص منه تولد داخلها تهميشا مضاعفا. خذ مثالا  » مراكز الدفاع الاجتماعي  » أو ما يسمى بـ  » مراكز ملاحظة الأحداث  » و كل المؤسسات التي تدعي الحرص على تطويق الظاهرة. إنها هي في تصورنا  مؤسسات تعيد إنتاج التهميش. ما معنى مثلا أن تجلب فردا نعت أو صنف على أنه هامشي و تضعه معزولا داخل سور؟ ألا يعني هذا تهميشا ؟ وهو تهميش في الفضاء المشترك بين الناس جميعا ، أن تحد من حركته وجولا نه، هو جوهر التهميش .  داخل هذه المؤسسات في حد ذاتها يخلق تهميش مضاعف عادة لغياب المقاربات السليمة و العلمية و المدروسة. يتصور أن دور هذه المؤسسات هو إعادة  » رسكلة فواضل البشرية  » من أجل إعادتهم على صورة تبيح لهم القبول في الوسط الاجتماعي .
 هل نعتبر هذا النسق متّسما بالحتمية و النهائية أم إن المشكل هو مشكل فرضيات فقط ؟
ـ كل ما هو اجتماعي  قابل للتعديل ولا يمكن أن نقاربه مقاربة قدرية و كأنه لا مرد له. الاجتماعي و الاقتصادي بإمكاننا أن نعدّله ونغيّره إذا ما وعينا بالقوانين المنتجة للتهميش الاجتماعي. يجب ألا نسلّم بأن التهميش سيظلّ قدرا يطلب من الأفراد و المجموعات الامتثال له. أعتقد أن هامشيي الثورة الفرنسية هم غير هامشيي المجتمع الفرنسي الحالي و مهمّشو الستّينيات في تونس يختلفون عن مهمّشي التسعينيات ، هناك ديناميكية في التهميش .
 الظاهرة نجدها حتى في المجتمعات العربية الإسلامية القديمة، و تكاد ترتبط بنمط مؤسسة اجتماعية معينة ، عرفنا الصعاليك المكدين و الحشاشين، أليس كذلك؟
ــ إذا عدنا إلى التاريخ سنجد أن الأنساق السياسية و الاجتماعية ستفرز مهمشين، و لا يمكن أن نتصور أن نسقا اجتماعيا ما لا يفرز مثل هؤلاء. ولكن طبيعة المهمّشين، تعبيرات التهميش، استراتيجيات التهميش، موقف الناس منهم هو الذي يتغير. و أعتقد أن التهميش في العشرية الأولى من الألفية الثالثة يختلف نتيجة المحددات الطبقيّة و التعبيرات الثقافية ـ أنظر مثلا الآن كيف  تتحول فئات كبرى من خريجي الجامعة و المدرسة إلى مهمّشين ـ خريجو الجامعة التونسية كشريحة اجتماعية هي اليوم مهمّشة .
ما معنى التهميش ؟ هو أن تفقد المكانة و الدور الاجتماعي الموكول لك القيام به. و خريجو الجامعة اليوم، و قد ألقى بهم النسق الاقتصادي و الاجتماعي خارج منظومة الاستيعاب، يتحولون بالضرورة إلى مهمشين. هل أن تعبيراتهم هي تعبيرات احتجاجية أم هي تعبيرات ماضوية؟ تلك مسألة أخرى. و لكن أعتقد أننا لو أخذنا اليوم هرم الطبقات الاجتماعية لرأينا أن التهميش ينخر فئة المتعلّمين، فئة كانت تحظى بالتبجيل و التقدير بل إنها كانت تتبوأ النسق و تهندسه. في السبعينات كانت تمسك الإدارة و المسؤوليات، الآن نلاحظ أن غربال التهميش ينخر هذه الطبقات بالذات. العمال كانوا أيضا في السبعينيات قوى منتجة مهيكلة نقابيا لها الحد الأدنى من التنظيم الاجتماعي. أما الآن فإن العولمة أدّت إلى تسريح الآلاف من العمال و هو ما سيؤدي طبعا إلى التهميش الاقتصادي .
 ماهي المقاربة المستقبلية التي يقيمها علم الاجتماع فيما يخص هذه المسألة ؟
ــ هنا ندخل باب التوقّعات، و عالم الاجتماع دوره محدود في مجال القراءة المستقبلية. و لكن يمكن القول إن العولمة بواقعها النيوليبرالي الشرس لا تستطيع الوصول إلى حلّ، و هي بذلك تدفع أكثر إلى اتساع دائرة التهميش. كما أني لا أعتقد أن هذه الشريحة ستكون في تقلّص، و أغلب دارسي ظاهرة العولمة يقولون: مجتمع الخمس المرفّه و الأربعة أخماس المهمشين. و نرى أن أهم وصفة يتم استعمالها هي إرضاع هذه الأغلبية المهمشة ألبانا مخدّرة. إنها تكنولوجيا الخدر، تكنولوجيا الإعلام الزائف لتجنب كافة مفاجآت الاحتجاج. 
 في الختام، هل يقترح علم الاجتماع توجها أو تمشيا لإنقاذ هؤلاء ؟
ــ أجدني هنا مضطرا إلى أن أجيب إجابة إبستيمولوجية ، يعني أن العلوم الاجتماعية تقوم في مستوى أولي على الفهم و على التفسير و تحديد الظواهر. وهي لا تقدم الحلول إلا إذا تم إنجاز المستوى الأول، وذلك ما يقتضي: أولا: ضرورة فهم التهميش فهما علميا ، و نعلم أن البحث العلمي في تونس حين يقترب من المهمشين يجد صعوبات كبرى تكمن في ندرة المعلومة الإحصائية و حجبها عن الباحث و عدم الترخيص في البحوث الميدانية. و ما نقوم به نحن كعلماء اجتماع وباحثين  للاقتراب من الظاهرة هو مجرّد جهد « حرفي » تقليدي، لا بالمعنى العلمي الذي يقتضي مؤسسات بحث و دراسات كبرى ميدانية. هو بحث حرفي فيه الكثير من الإرادة و التضحية و المغامرة. لأنه لو تفطنت الإدارة إلى باحث يدرس ظواهر الإدمان و الهجرة السرّية و الدّعارة، وهذه الظواهر مستفحلة حاليا في المجتمع التونسي، فإنه سيكون تحت طائلة المساءلة القانونية والأمنية، وهو ما يدعو إلى رفع القبضة الأمنية على البحث العلمي في هذا المجال.
·         ثانيا : يجب إعادة النظر إلى هؤلاء المهمشين على أساس أنهم جديرون بدراسة علمية دقيقة، وهي دراسة لا تتناقض مع التعاطف الإنساني. وأنا شخصيا لست مع القول بأن العلوم الاجتماعية هي علوم محايدة عليها أن تعامل الأفراد معاملة فئران التجارب . الظواهر الإنسانية لا يمكن أن تفهم إلا بنوع من التواطؤ الإنساني الحي مع هؤلاء.    
  حوار: الصحبي صمارة    

( المصدر: العدد الأول من صحيفة مواطنون الصادرة بتاريخ 10 جانفي 2007)


الأستاذ مختار الطريفي لـ »مواطنون »: « حاولنا أن نبني قنوات للحوار مع السلطة فأغلقت الأبواب »

تعيش الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان منذ مؤتمرها الخامس عديد الملاحقات القضائية مما عطل أنشطتها. فالرابطة تسعى إلى إنجاز ما عليها من مهامّ و إلى إرساء واقع يسمح بمعالجة قضايا حقوق الإنسان و الحريات في تونس. و تبين وضعية الرابطة الحالية مدى درجة الأزمة، وقد يتطور ذلك إلى ما هو أسوأ إذا لم يتم مد قنوات حوار وطني من شانه أن يدفع نحو إيجاد الحلول و الطرق العملية التي تساعد المنظمات الحقوقية المستقلة على ممارسة نشاطها بكل حرية واستقلالية. في إطار هذه المسألة كان لـ »مواطنون » هذا اللقاء مع الأستاذ المختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.  هل أمكن للرابطة أن تضع استراتيجية واضحة بخصوص مشروع إنجاز مؤتمرها ؟ ـ قمنا بجميع ما يجب القيام به لتحضير هذا المؤتمر. وفي هذا الإطار انعقدت مجالس وطنية متكررة، و تنقلنا في الجهات، وقمنا بلقاءات إقليمية مع الفروع، و ناقشنا مشاريع اللوائح على عديد المستويات ( اللّجان ، الفروع ، اللقاءات الإقليمية،  المجلس الوطني الأول و الثاني )، وهذا يعني أن مشاريع لوائح المؤتمر جاهزة الآن. فقد قمنا بجميع الاستعدادات، غير أن السلطة و لمرتين متتاليتين أجهضت بقوة البوليس إنجاز المؤتمر. فقد حاولنا عقده في 09 ـ 10 ـ 11 سبتمبر 2005 ثم في 27ـ28 ماي 2006، و في كل مرة يتدخل البوليس ليمنع المؤتمر و ليعتدي بالعنف على عدد كبير من النشطاء و الضيوف العرب والأجانب، وبالتالي فإن منع عقد المؤتمر يتم من طرف السلطة. و قد قمنا بجميع المحاولات لترتيب الأجواء مع السلطة حتى نتمكن من ذلك، غير أننا نواجه بحائط من الصمت. ما نواجه به هو ما تلاحظونه هذه الأيام من ازدياد حملة تشويه الرابطة و مناضليها، و آخر ما حدث في هذا المجال هو أنه في يوم 03 ديسمبر تم منع أي نشاط للرابطة وذلك باستعمال القوة ضدنا. وكان الهدف من ذلك في البيان الذي أصدرناه بعد منع هذا النشاط هو تدعيم الوحدة الداخلية للرابطة للوصول إلى الحلول المجدية. غير أننا منعنا من ذلك وتمت محاصرة المقر ومنع كل الضيوف من الدخول، وقد تم إعلامي بطريقة شفاهية من أحد مسؤولي وزارة الداخلية بأن الرابطة ممنوعة من النشاط تماما وأن هناك حكما يفرض عليها القيام بمؤتمر فقط ويمنعها حسب هذا المسؤول من القيام بأي نشاط آخر. ولكن تلاحظون أن هناك حكما يفرض علينا إنجاز مؤتمر وحكما آخر يمنعنا من القيام به، وذلك يدل على التناقض الذي تقع فيه السلطة، وهو ما أكدناه لمسؤولي وزارة الداخلية بأن المسألة ليست شأنا داخليا للرابطة كما يدّعون بل هي مسألة تخصّ وزارة الداخلية. ولا يمكننا- مهما كانت الإستراتيجية – أن نعقد المؤتمر ما دامت السلطة تمنعنا.حاولنا بجميع الوسائل أن نبني قنوات للحوار مع السلطة فأغلقت الأبواب، فلم نجد أي سبيل. وخلال السنة المنقضية كلّف رئيس الجمهورية السيد زكرياء بن مصطفى بتلقي كل ما تريد منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية أن تعلمه به حتى يرفع تقريرا إلى رئيس الدولة. و التقينا السيد زكرياء بن مصطفى و سلمناه مذكرة و تحدثنا معه لمدة ساعتين فيما تراه الرابطة، وقدمنا له هذا الموضوع مكتوبا. ومنذ ذلك الحين لا نعرف ماذا فعل السيد زكرياء بن مصطفى أو ماذا فعل الذين كلفوه بتلك المهمة. إن الاستراتيجية هي مواصلة النضال. و مهما كانت الخطة التي يمكن القيام بها فإنه لا يوجد حل. ثم ما هي الخطة التي يمكن أن تقوم بها منظمة حقوقية في ظل هذا الوضع ؟
 هل إن سلوك السلطة وحدها هو ما أوصل الرابطة إلى هذا المأزق ؟ أم إنكم ارتكبتم أخطاء يمكنكم الإقرار بها ؟ ـ كل عمل بشري فيه أخطاء. و لكن المحدّد في ما تتعرض له الرابطة و في الأزمة التي تمر بها هو تصرف السلطة، ذلك أنها لم تنتظر أن نقوم بعمل لتباشر الهجوم علينا. ذلك أنه حال انتخابنا في أكتوبر سنة 2000 و حتى قبل توزيع المسؤوليات في الهيئة المديرة، أعلن الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي آنذاك في تصريح صحفي أن المؤتمر لم يعقد بطريقة قانونية و سنقوم بقضية لإلغائه، و الحال أنه لم تمضي 24 ساعة على انتهاء المؤتمر. كما أن الهيئة المديرة الحالية حال انتخابها هوجمت من طرف السلطة باستعمال جميع الأجهزة و القضاء، حتى أنه تم إغلاق مقر الرابطة دون تمكيننا من حق الدفاع ومن قول أي كلمة بقرار قضائي بعد مرور أقل من شهر على انتخاب الهيئة المديرة، واستمر الحال دون مقر لمدة ثمانية أشهر حيث تم افتكاكه بالقوة من طرف الشرطة بدعوى أنه تنفيذ حكم قضائي. إن الهجوم من طرف السلطة قد تم منذ سنوات وقبل مسألة الفروع وإعادة دمجها. وهناك قضية انعقاد المؤتمر وهي القضية التي تعتبر، إلى حد الآن، سبب الأزمة وعلى ضوئها قيل لنا منذ أيام إنّه لا حق لنا في أي نشاط، واستنادا إلى الحكم الصادر في تلك القضية والتي أكدنا حينها أنه قرار سياسي مغلف قضائيا. وإن من يمنع قيام الرابطة بأعمالها هو السلطة. هذه الخلافات مفروض أن نُمكّن من حلها كمنظمة ديمقراطية في المؤتمر.لكن تم منعنا من عقد المؤتمر بهذه الأحكام التي دفعت إليها السلطة.     3 _في كلمة، كيف تقيّمون وضع الحريات وحقوق الإنسان في تونس في الفترة الراهنة؟ وضع حقوق الإنسان سيّء ويزداد سوءا، وما حدث للرابطة منذ أيام -يوم الأحد3  ديسمبر- دليل على ذلك. فالرابطة منظمة قانونية تعلم من طرف وزارة الداخلية أنه لا حق لها في أي نشاط باستثناء عقد المؤتمر، ويمنع المؤتمر من ناحية أخرى، وفي نفس اليوم تُحاصر مدينة سوسة ويُمنع الدكتور المنصف المرزوقي الرئيس الشرفي للرابطة
ورئيس « حزب المؤتمر من أجل الجمهورية » من الخروج من بيته دون أي سبب، ويمنع زوّاره من الدخول إليه، كما يمنع الذين كانوا عنده من الخروج، وفي كل هذا دليل على سوء وضعية حقوق الإنسان. وفي نفس الوقت وبالنسبة للإعلام، نحن نبارك الخطوة التي تمت بتقديم الوصل القانوني لحزب « التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات » ولجريدته « مواطنون » بعد الصعوبات التي اعترضت المسؤولين عنها. و رغم هذه البادرة الطيبة، فإن الإعلام مازال يرزح تحت كلكل الحزب الحاكم و هياكل الدولة و يُسلَّط الإعلام على الرابطة التونسية لحقوق الإنسان و على مختلف النشطاء السياسيين و الحقوقيين الذين لا تروق آراؤهم للسلطة. ونتمنى ألاّ يكون حال جريدة  « مواطنون » حال صحيفة « الموقف » التي لا تحظى بالدعم أو الإعلانات رغم أنها صحيفة قانونية، لأن الإعلانات تخضع للولاء. كذلك نلاحظ وضعية القضاء حيث مازالت السلطة تحاول وتسعى جاهدة إلى استعمال القضاء لتصفية الخصوم وخاصة لتحجيم الرأي إن كان مخالفا. وتلاحظون كذلك ما جرى للمحامين والهيئة الشرعية لجمعية القضاة. وقد عقد منذ أيام مؤتمر هذه الجمعية و تميّز، بحسب الذين حضروه، بمؤتمر الصمت و مؤتمر وأد جمعية القضاة ووضعها بالكامل تحت سيطرة وزارة العدل. كذلك الوضع في السجون مازال متردّيا رغم التحسينات التي تمت، و مازال عدد من المساجين السياسيين يقبعون في السجن نتيجة أفكارهم رغم إيجابية بادرة إطلاق عدد منهم. و قد ثمنت الرابطة ذلك في حينه، ونتمنى أن يطلق سراح البقية و يتم سنّ قانون العفو التشريعي العام الذي ننادي به منذ سنوات عديدة. نتحدث كذلك عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وأنتم على علم بالعدد المهول من الإضرابات و الاعتصامات وما يقوم به العمال في مختلف الجهات للدفاع عن حقوقهم وما يتعرضون له نتيجة تلك النضالات من قمع وتسلط.   
  عبد الستار عايدي
( المصدر: العدد الأول من صحيفة مواطنون الصادرة بتاريخ 10 جانفي 2007) http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_1.pdf

 

وجهة نظر في الفصل…
1 ـ فكرة الفصل بين السلطات : حين نادى مونتسكيو أواسط القرن الثامن عشر بضرورة الفصل بين السلطات في كتابه المرجع  » روح القوانين  » كانت الفكرة جريئة للغاية و جديدة كل الجدة لأن السائدة في وقته في كامل بلدان أوروبا و بقية العالم هو هيمنة الملوك والسلاطين المطلقة على رأس دول و بلدان تعتقد أن صاحب السلطان الأرضي هو ظل الإلاه وأنه قدر محتوم مفروض بإرادة سماوية على سكان الأرض فكنت ترى الملك يحوز بين يديه كامل السلط يتمتع بها و يمارسها حسب هواه و حسب التقاليد فلا ترد أو تكاد رغباته و لا جامح لأهوائه وكانت كل بقاع العالم على هذا المنوال إلا أنجلترا فقد تطورت فيها المعطيات التاريخية و السياسية مما جعل ملكها يمارس تقريبا كل السلطات و إن كان يتم ذلك بمراقبة مجالس النبلاء مما جعل النفوذ المطلق مقيدا بقوانين لم تكن غالب الأحيان مكتوبة و هو ما شاهده مونتسكيو ففي المدة التي قضاها بأرض إنجلترا مشاهدة العين و ألهمه بعض أفكاره فيما بعد في كتابه العظيم الآنف ذكره. و كان المصدر الثاني لمؤلفنا مستمدا من التاريخ و بالخصوص من التجربة القديمة لكل من آثينا و روما الجمهورية أما الدافع الأساسي لمقترحات مونتسكيو الجريئة فهو فكره النقدي و الموسوعي المنتمي إلى عصر الأنوار الأوروبي و الذي أخذ على عاتقه زعزعة التقاليد و الموروثات البالية و الفكر الاستبدادي المسيطر يومئذ ، سلاحه العقل البشري و لا شيء غير العقل و ضرورة الفصل بين الدنيوي و الديني.
2 ـ الفضيلة السياسية :و من هنا جاءت فكرته الأساسية و التى شرحها بإطناب في فصوله الأولى من كتابه و التى أسماها « الفضيلة السياسية » و فرق بينها و بين الفضيلة الأخلاقية و الدينية و لم يكن منتسكيو  ضد الدين و لا ضد الأخلاق بمعناها المتداول و لكنه بشر و نادى بفكرة جديدة وهي الفضيلة السياسية وهي ذات بعد مدني بحت قوامها حب الوطن و البحث عن مصلحته العليا لا غير. و هذه الفكرة الجديدة هي حجر الزاوية في بنائه الفكري و منها ينطلق ليقرر بأن النفس البشرية كل نفس بشرية ضعيفة تعصف بها الأهواء و لا تأمن الانزلاق نحو الاستبداد لذلك وجب تقنين سلطة مضادة لكل سلطة حتي يتحقق التوازن السياسي المنشود و العدالة السياسية المثلى و من هنا يستنتج قاعدته العامة: ضرورة التفريق بين السلطات الثلاث (التنفيذية و التشريعية و القضائية).
3- واقعنا السياسي اليوم في تونس:
و هذه المقدمة لا تهدف إلى إعطاء درس تاريخي حول أصول مبدأ تفريق السلطات و إنما هدفها التذكير السريع الضروري بها لفهم واقعنا الحالي في تونس اليوم من منظور هذا المبدأ الحداثي.
و لئن جاءت دساتير تونس كلها (1857- 1961- 1959…) مشيرة إلى هذا التفريق فإن الأمور بقيت ويا للأسف حبرا على ورق و بقيت الممارسة في واد و المبدأ في واد آخر بعيد. ولا أدل على ذلك مما نشاهده إلى اليوم من هذا الخلط العجيب الذي يؤكد سياسيا عدم دخولنا للحداثة بعد فرئيس الدولة هو رئيس الحزب الحاكم و اجتماعات الديوان السياسي للتجمع الدستوري تتم في قصر الجمهورية ورئيس الدولة هو رئيس المجلس الأعلى للقضاء و كل إجتماعات الولاة وهم ممثلوا رئيس الجمهورية في الجهات تتم وجوبا بحضور توأم ملتصق هو المتمثل في الكاتب العام للجنة التنسيق الحزبي بالجهة. و إعانات المنظمات الوطنية كالتضامن الاجتماعي توزعها هيئات الشعب الدستورية… و هذه عينة صارخة فقط. و لكن الإرتباط بين الدولة و الحزب الحاكم متشابك في المصالح الإدارية و الوزارية و في كل المؤسسات حتى الخاصة، حيث تنشط الشعب المهنية في شبكة عنكبوتية تجابه كل نشاط سياسي و نقابي مستقل أو معارض. و هذا الواقع يتناقض و المبدأ الدستوري الأعلى الناص على التفريق بين السلطات و المواطن العادي يعرف هذا الواقع و يعيشه و يعيه تمام الوعي و يستبطنه و يكيف حياته حسب نظامه لذلك لا ينجح أي خطاب مخالف لهذا الواقع المكرس.
4- ما المطلوب؟
و ما المطلوب إذا؟ –        أن يكف رئيس الدولة عن صفته الحزبية منذ إنتخابه فيصبح رئيس كافة التونسيين الذين انتخبوه و الذين لم ينتخبوه. و أن ينتخب الحزب الحاكم رئيسا جديدا له و أن تتوقف الاجتماعات الحزبية بمقرات الدولة. –        أن يتصرف الولاة تبعا لذلك فلا يتصرف أي وال في جهته إلا كتصرف رئيس الدولة ولا يميز بين الأحزاب كبيرها و صغيرها و إذا ما تعامل في مناسبة ما مع الأحزاب فليحضر ممثلو كل الأحزاب بلا استثناء. –        أن تسند المسؤوليات العليا في المؤسسات العمومية و في الدواوين و الإدارات إلى أصحاب الولاءات الحزبية الضيقة و لكن للكفاءات بغض النظر عن انتماءاتها الحزبية أو عقائدها الأيديولوجية…
5- خاتمة: هذا هو الحد الأدنى المطلوب تطبيقه من كافة الأحزاب و الالتزام به فعلا و ممارسة في المستقبل يرفعه الجميع شعارات و يجسمونه واقعا و إلا فإننا سنبقى كما بقينا إلى حد اليوم، ندبج دساتير ورقية لا تغنى ولا تسمن و لا تقدمنا، نبقى نراوح مكاننا في دائرة مغلقة نوهم أنفسنا قبل أن نحاول إيهام الغير بأننا على الدرب الصحيح و الحقيقة هي أننا سنبقى نجر أصفاد تخلف الماضي الاستبدادي المكبل لإقدامنا نواصل المراهنات الخاسرة و نخبط خبطا الأعمى في سباق دولي لا يرحم من يتخلف من شعوبه.
جلول عزونة
( المصدر: العدد الأول من صحيفة مواطنون الصادرة بتاريخ 10 جانفي 2007)


نصاب زكاة المال لسنــة 1428 هــ

الزكاة ركن من اركان الاسلام الخمسة بدليل الكتاب والسنة والاجماع.

قال الله تعالى «وأقيموا الصلاة وآتو الزكاة» (المزمل 20). ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا الى اهل اليمن قال له «اعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة في اموالهم تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم» (البخاري ومسلم). وقد جرى العمل متواترا من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجوب اخراج الزكاة ودفعها الى مستحقيها، قال تعالى «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، فريضة من الله والله عليم حكيم» (التوبة 60). وفي تشريع الزكاة معان سامية ارادها الشارع الحكيم. من ذلك تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي، وتقوية مشاعر التآزر والانسجام بين افراد المجتمع الواحد «والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم» (المعارج 24)، ليبعد عنهم شبح التطاحن والتحاسد والضغينة التي تهدد استقرارهم ووحدتهم. فالزكاة عامل تطهير لما يشوب النفس من امراض الشح والبخل عند الموسرين، ومن الميل الى ما في يد الاخرين عند المعسرين. قد تجذر هذا السلوك التآزري التضامني بين التونسيين جميعا، حتى اضحى سجية من سجايا مجتمعنا، بفضل حكمة القيادة التونسية الرشيدة، وفي هذا العهد المجيد المبارك. وتقدير نصاب زكاة المال في مفتتح شهر المحرم للعام الهجري الجديد 1428،

هو الف وثمانمائة وسبعون دينارا (1870د).

واما المقدار الواجب اخراجه، بعد حلول حول كامل، وتوفر النصاب، هو 2.5%. واما زكاة الزروع والثمار، فيجب فيها العشر، اذا سقيت بماء السماء او العيون او كان عشريا، اما ما سقي منها بالنضح ففيها نصف العشر. ولا يشترط في اخراجها دوران الحول لقوله تعالى «وآتوا حقه يوم حصاده» (الانعام 141). واما نصابها فهو خمسة اوسق عند الجمهور لقوله صلى الله عليه وسلم «ليس فيما دون خمس اوسق صدقة» (اخرجه البخاري في كتاب الزكاة). والوسق ستون صاعا بصاع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يساوي عندنا ثلاثمائة صاع. واما زكاة الماشية فتفصيلها كالاتي: ـ في الابل: من 5 الى 9 فيها شاة، ومن 10 الى 14 فيها شتان، ومن 15 الى 19 فهيا ثلاثة شياه، ومن 20 الى 24 فيها اربع شياه، ومن 25 الى 35 فيها بنت مخاض (أتمت سنة ودخلت في الثانية)، ومن 36 الى 45 فيها بنت لبون (أتمت سنتين ودخلت في الثالثة)، ومن 46 الى 60 فيها حقة (أتمت سنتها الثالثة ودخلت في الرابعة)، ومن 61 الى 75 فيها جذعة (أتمت سنتها الرابعة ودخلت في الخامسة)، ومن 76 الى 90 فيها بنتا لبون، ومن 91 الى 120 فيها حقتان، ومن 121 الى 129 يتخير فيها بين حقتين او ثلاث بنات لبون. ـ في البقر: لا نصاب في اقل من ثلاثين، وفي الثلاثين تبيع جذع (او جذعة) وسنه سنتان وقيل سنة، هذا الى تسع وثلاثين. فاذا بلغت اربعين الى تسع وخمسين ففيها مسنة انثى بنت اربع سنين وقيل ثلاث. فما زاد على ذلك ففي كل ثلاثين تبيع، وفي كل اربعين مسنة. ــ وفي الغنم: ادناها 40 شاة الى 121 فيها شاة، ومن 121 الى 200 فيها شاتان، ومازاد على ذلك ففي كل مائة فيها شاة. والله الموفق الى سواء السبيل. كمال الدين جعيط مفتي الجمهورية التونسية (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 16 جانفي 2007)  


تونس تخطط لزيادة عدد السياح الالمان

تونس (رويترز) – قالت الحكومة التونسية يوم الثلاثاء (16 جانفي 2007) إنها تسعى لزيادة عدد السياح الألمان المعروفين بانفاقهم في اطار خطة لدعم سياحة الجودة تهدف لزيادة عائداتها السياحية. وقال رؤوف الجمني المدير العام للسياحة « هدفنا الملح الان هو رفع عدد السياح الألمان الوافدين على تونس وان يسترجع السوق الالماني مكانته كأبرز مزود لتونس. » ورغم كون ألمانيا ثاني أكبر مصدر أوروبي للسياح الى تونس بعد فرنسا الا أن البلد الذي يزود السياحة العالمية سنويا بما لا يقل عن 60 مليون سائح يرسل أعدادا أقل الى تونس منذ عام 2000 لعدة أسباب. ولم يتجاوز عدد السياح الالمان في 2006 نحو 547 ألفا مقارنة مع أكثر من مليون عام 2000 بتراجع 45 في المئة. وبدأ التراجع الحاد في تدفق الالمان على تونس بعد حادث تفجير معبد جربة اليهودي بتونس عام 2002 الذي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنه وأسفر عن مقتل 21 سائحا من ضمنهم 14 ألمانيا حيث نزل عددهم انذاك الى 613 ألف سائح. لكن الجمني قال في مقابلة مع رويترز « نعرف جيدا إن السوق الالمانية التي يجب ان تستعيد مكانتها الريادية مربحة لذلك نهدف لاستقطاب 700 الف الماني خلال ثلاث سنوات. » وأضاف « مليون سائح الماني أمر نخطط له ايضا في فترة لاتقل عن ستة أعوام. » وحققت السياحة التونسية العام الماضي عائدات قياسية بلغت ملياري دولار لأول مرة واستقبلت 6.5 مليون سائح. وتبرز أهمية السائح الالماني في انه الاكثر انفاقا واقامة بتونس مقارنة بباقي السياح. وينفق السائح الالماني الواحد ما ينفقه سائحين فرنسيين خلال اقامته في تونس التي يبلغ معدلها قرابة 12 يوما للسائح الواحد سنويا. وأطلقت تونس حملة لدعم سياحة الجودة واستقطاب السياح من اصحاب الدخول المرتفعة من اجل زيادة ايرادت القطاع بعد ان اقتصرت خلال الاعوام الماضية على السياحة الشاطئية لاصحاب الدخول المتوسطة. وقال الجمني « لتستعيد السوق الالمانية مكانتها الطبيعية في تونس علينا ان نتجاوز الهنات وان ننوع منتجاتنا بدعم السياحة الاستشفائية التي يقبل عليها الاوروبيون وسياحة الجولف وسياحة الاقامة والسياحة العائلية وسياحة الاشرعة البحرية. » وتابع يقول « يجب ان نسرع في تأهيل الوحدات الفندقية وان نجلب مستثمرين هامين لتونس في الفندقة لاعطاء القيمة المضافة لسياحتنا كسياحة جودة. » واضاف « قمنا بدراسة مكتنا من معرفة الاسباب الحقيقية لخسارتنا نحو 45 بالمئة من السوق الالمانية من بينها عدم الربط الجوي المباشر لجربة وطبرقة وتوزر. » وبحسب مصادر رسمية يتوافد العدد الاكبر من السياح الالمان على جزيرة جربة الواقعة على بعد 500 كيلومتر جنوبي العاصمة تونس. لكن خطط الحكومة التونسية لاستقطاب مزيد من السياح الالمان لا تقتصر على تنظيم الربط الجوي وتنويع المنتجات السياحية بل تشمل ايضا تنظيم حملات ترويجية في ألمانيا. ويقول الجمني « نشارك في صالونات للتعريف بمنتجاتنا السياحية هناك ونظمنا حملات ترويجية ضخمة بمناسبة بطولة العالم للقدم التي اقيمت بألمانيا العام الماضي. » وتخصص تونس موازنة تقدر بنحو ثلاثة ملايين دولار للقيام بعمليات الترويج في السوق الالمانية. واعتبر الجمني انه رغم الفرص الواعدة التي تفرضها عدة اسواق مثل الصين ودول الخليج فان أوروبا تبقى المصدر التقليدي والاول لتونس بحكم عدة عوامل أبرزها القرب الجغرافي وسهولة الربط الجوي. ويعد قطاع السياحة في تونس أكبر مصدر للعملة الصعبة وفرص العمل بعد القطاع الزراعي حيث يوفر أكثر من 360 ألف فرصة عمل ويغطي اكثر من 70 في المئة من العجز التجاري لتونس. من طارق عمارة (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 جانفي 2007)  


الفاضل: البنك سيلعب دوراً كبيراً في تعزيز الشراكة التونسية – القطرية

البنك التونسي – القطري يشهد تحولاً نوعياً ويقدم خدمات مصرفية شاملة

22 مليون دولار رأسمال البنك والودائع ارتفعت إلى 43 مليون دينار تونسي

الدوحة – حسن أبوعرفات – عبدالله محمد احمد : عقد مجلس ادارة البنك التونسي القطري اجتماعه السنوي امس بالدوحة برئاسة السيد خلف احمد شيب المناعي وكيل وزارة المالية ورئيس مجلس ادارة البنك وقد استعرض مجلس الادارة الاداء و التقرير السنوي للبنك والموازنة السنوية الجديدة والخطط المستقبلية التي يتطلع الى تنفيذها البنك في عام 2007 والسنوات المقبلة. واكد الفاضل بن عثمان المدير العام للبنك لـ (الشرق) ان البنك التونسي القطري قد شهد تطورا كبيرا وتحولا نوعيا واصبح يقدم خدمات مصرفية شاملة لكل العملاء وان البنك يركز بشكل خاص على الاقراض سواء كان ذلك للافراد او الشركات والمؤسسات مشيرا الى ان رأسمال البنك المدفوع للبنك يبلغ حوالي 30 مليون دينار تونسي أي ما يعادل حوالي 22 مليون دولار مناصفة بين قطر وتونس. وقال الفاضل ان البنك التونسي القطري قد بدأ نشاطه في عام 1988 كبنك تنموي و شهد في الاعوام الاخيرة 2004 و2005 والعام المنصرف 2006 تطورا كبيرا وتمت اعادة هيكلته و تحول ليصبح مصرفا شاملا يقدم كل الخدمات المصرفية التي تقوم بها المصارف والبنوك من الاقراض واستلام الودائع وتقديم الخدمات المالية مشيرا الى ان ودائع البنك قد بلغت في آخر عام 2006 حوالي 43 مليون دينار تونسي وان البنك يحقق معدل نمو سنوي يبلغ حوالي 10% . واشار الفاضل بن عثمان المدير العام للبنك التونسي القطري ان فروع البنك بلغت الان حوالي ثلاثة فروع ان البنك يخطط لزيادة تلك الفروع لتصل الى 6 فروع خلال عام 2007 وقال ان البنك يسعى الى تملك المقر الرئيسي للبنك بشراء قطعة ارض مجاورة للبنك ان هناك برنامجا لتوسعة البنك. واكد ان البنك التونسي القطري بالاضافة الى مشروعات التعاون المشتركة بين قطر وتونسي ستلعب دورا مهما في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين واشاد بما يجده البنك التونسي من دعم ورعاية من سعادة وزير المالية يوسف كمال وسعادة خلف احمد شيب المناعي وكيل وزارة المالية وقال ان مجلس ادارة البنك تشرف بلقاء وزير المالية مؤكدا ان البنك سيلعب دورا كبيرا في تدعيم الشراكة القطرية التونسية مشيرا الى ان هناك مجالات واسعة للتعاون بين البلدين وأن الشركات القطرية العاملة في تونس تجد كل الترحيب والدعم. وعن تطور القطاع المصرفي في تونس قال الفاضل ان تونس توجد بها العديد من البنوك والمؤسسات المصرفية تصل الى 19 مصرفا حكوميا الى جانب 5 مصارف خاصة مثل البنك السعودي التونسي والبنك التونسي الكويتي والتونسي القطري وغيرها. وقال المدير العام للبنك التونسي القطري ان الخطط المستقبلية للبنك تركز بشكل كبير على التوسع في القروض والبحث عن مشاريع استثمارية جديدة وتطوير الخدمات المصرفية وزيادة عدد فروع البنك. وقد شارك في اجتماع مجلس الادارة من الجانب القطري الى جانب وكيل وزارة المالية السادة اعضاء مجلس الادارة راشد بن حمد المعضادي ومنصور المحمود وعلى شريف العمادي ومن الجانب التونسي السيد الفاضل بن عثمان المدير العام للبنك والسادة اعضاء المجلس السيدة سلوى الصغير والسيد الحبيب الشيخ والسيد على الورغي والسيد كريم الغربي والسادة مديرو البنك وهم السيد منصور بعتي والسيد رضا الشكيلي والسيد نور الدين نويرة. (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 16 جانفي 2007)  


بعد إلغاء التربصات الخارجية:

«قرى لغات» لخريجي الانقليزية والاسبانية والايطالية

تونس – الصباح: بعد تجربة أولى شملت خريجي شعبة الانقليزية يبدو ان وزارة التعليم العالي قررت تعميم تجربة «قرى اللغات» على بقية شعب اللغة تدريجيا وستكون التجربة الثانية خاصة بخريجي شعبتي الايطالية والاسبانية.. وكانت الصائفة الماضية شهدت انطلاق هذه التجربة باخضاع ما يزيد عن الـــ620طالبا متخرجا من شعبة الانقليزية الى تربص طويل المدى داخل «قرية اللغات» بنابل وهي عبارة عن مبيت جامعي اعد خصيصا لاستقبال خريجي اللغة الانقليزية مع تهيئة ملائمة تجعل من هذا المكان قرية انقليزية بحتة حيث لا يتم داخله الا الحديث باللغة الانقليزية. كما ان جميع الوثائق والمعدات وطرق استعمال الهاتف وبعض الالات والصحف والمجلات والمعلقات كلها باللغة الانقليزية. كما يتم تنظيم عديد التظاهرات الفنية والمسرحية والعروض الموسيقية بلغة واحدة هي اللغة الانقليزية. ويحجر استعمال اي لغة اخرى في التعامل والتخاطب حتى في أوقات الفراغ والتنزه وغيرها لا تستعمل الا اللغة الانقليزية بحيث يتم خلق مناخ عام لا يختلف في اي شيء عن بلد او قرية انقليزية. ويوكل الاشراف على الطلبة الى اساتذة ومختصين من تونس ومن خارجها وهذه التجربة احدثت لتحل محل التربصات الخارجية لخريجي اللغات والتي تم ايقاف التعامل بها امام تكاليفها الباهظة وعدم ضمان عودة الطالب المتربص الى ارض الوطن وعلمت «الصباح».. ان تكلفة هذه التجربة التي تمت الصائفة الماضية في نابل لم تصل الى الـــ300 الف دينار في حين ان تكلفة التربصات في الخارج تناهز سنويا المليارين من المليمات تعميم التجربة وامام ما حققته هذه التجربة من نجاح في السنة الماضية، تقرر في صلب وزارة التعليم العالي تعميمها تدريجيا على خريجي معاهد اللغات الحية وانشاء «قرى نموذجية» كل واحدة خاصة بلغة معينة. ومن المنتظر ان تتواصل هذه السنة تجربة «قرية الانقليزية» في نابل على ان تلتحق بها «قرية الايطالية» في بنزرت وقرية الاسبانية في سوسة، وربما تكون للغة البرتغالية كذلك قريتها هذه الصائفة ويتم التفكير في مدينة المهدية لتحتضن هذه القرية. ورغم الغاء التربصات الخارجية وهو ما خلف موجة من الاحتجاج لدى طلبة وخريجي اللغات الحية، فان تجارب «قرى اللغات» اثبتت جدواها ومكنت الطلبة من التربص في لغة الاختصاص والترفيه الصيفي كذلك مع العيش في مناخ واجواء شبيهة ببلدان لغة الاختاص الى جانب خلق اجواء وعادات داخل القرى لا تختلف بالمرة عن ما يوجد في تلك الدول خاصة ان عديد الخبراء من تونس والخارج يشرفون على هذه التربصات وهو ما اعطى مردودية افضل سواء على مستوى النتائج او التكوين خاصة ان الطلبة يبقون دائما باتصال مع اساتذتهم المؤطرين والمشرفين وتحت مراقبتهم. كما ان للتجربة فوائد مالية هامة مكنت سلطة الاشراف من الحد من الانفاق في هذا المجال مع المحافظة على نفس الهدف والمردودية. سفيان رجب (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 16 جانفي 2007)  


المواطن الرقيب افضت تجربة المواطن الرقيب منذ احداثها سنة 1993 الى القيام بـ25 الف زيارة الغاية منها وضع اداء الموظف والعون الاداري تحت مجهر المواطن.. ويتم حوصلة نشاط المواطن الرقيب ضمن تقرير سنوي.. الصحافة التونسية يحتضن معهد الصحافة وعلوم الاخبار يوم 19 جانفي الجاري ندوة حول «الصحافة التونسية من القرن التاسع عشر الى نهاية الحرب العالمية الاولى» وتنتظم هذه الندوة ببادرة من وحدة البحث حول تاريخ الصحافة التونسية والمغربية بمعهد الصحافة وينتظر خلال فعاليات اللقاء حضور جامعيين ومختصين في التاريخ والاعلام. 300 مريض بالهيموفيليا يبلغ حاليا عدد مرضى الهيموفيليا (عدم تخثر الدم) 300  مريض موزعين على مراكز اقسام الدم بكل من مستشفى عزيزة عثمانة بالعاصمة ومستشفى فرحات حشاد بسوسة ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس والمستشفى الجهوي بقفصة.. وهذا العدد تقريبي نظرا لعدم اعلام المرضى واوليائهم الجمعية التونسة لمرضى الهيموفيليا بالحالات المرضية الدقيقة لاعتبارات عديدة. مع الاشارة الى ان هذه الاخيرة تنظم يوم الجمعة 19 جانفي الحالي ندوة طبية علمية حول هذا المرض تحضرها الجمعية الكندية للهيموفيليا (اقليم الكاباك) التي تسعى لابرام اتفاقية توأمة مع نظيرتها التونسية، كما ستشارك في الندوة الجمعية العالمية للهيموفيليا. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 16 جانفي 2007)


مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات ومؤسسة كونراد أديناور بتونس والجزائر ينظمان المؤتمر الواحد والعشرون لمنتدى الفكر المعاصر حول: تكلفة اللامغرب تونس 11-12-13 جانفي 2007. ***

نداء المغرب العربي

بدعوة من مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات وبالشراكة العلمية مع مؤسسة كونراد أديناور بتونس، تم أيام 11. 12. 13 جانفي/ يناير 2007 عقد المؤتمر الحادي والعشرين لمنتدى الفكر المعاصر حول : تكلفة اللامغرب. وقد افتتح المؤتمر كل من الأستاذ عبد الجليل التميمي (بالعربية والفرنسية) والدكتور العربي المساري باسم المشاركين، كما ألقيت كلمة د. هاردي أستري، ممثل مؤسسة كونراد أديناور، من قبل الآنسة ألفة رفرافي، بحضور سعادة سفير المملكة المغربية بتونس د. نجيب وارثي زروالي وسعادة سفير فلسطين سلمان الحرفي وممثلين عن مركز جامعة الدول العربية وسفارتي الجزائر وكندا، هذا فضلا عن الأحزاب التونسية وممثلين عن الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي، وكذا عن عدد من الوزارات التونسية المعنية بهذا الملف، وبحضور أكثر من مائة وعشرين مشاركا، يتقدمهم الوزير الأول السابق الأستاذ الهادي البكوش وعدد من الوزراء السابقين ورجال قانون ومؤرخين ومحامين وسفراء ورجال إعلام مغاربيين، قدموا من : تونس والجزائر والمملكة المغربية وموريتانيا والجماهيرية الليبية وإيطاليا وحضور د. لورانس ميشالاك مدير مركز الدراسات والبحوث الأمريكي بتونس. وخلال ثماني جلسات علمية قدمت فيها 22 محاضرة تخللتها محاضرتان مفتاحيتان ألقاهما كل من الخبيرين : الأستاذ المتميز د. الشاذلي العياري والأستاذ مصطفى الفيلالي، كما انتظم حوار تناول الإشكاليات والأبعاد الجيوسياسية للاتحاد المغاربي في علاقته بالفضاء الإفريقي. ونظرا لدقة المسائل والإشكاليات المطروحة من خلال المحاضرتين المفتاحيتين وكذلك في بقية المحاضرات، استحال استعراض كل الملفات الدقيقة ذات الصلة بمشروع الاتحاد المغاربي، ونوجز الإشكاليات المطروحة كما يلي : –             إن الفضاء المغاربي يشكل فضاء حضاريا فاعلا عبر الأجيال، وهو يتمتع بموقع استراتيجي بالغ الأهمية ماضيا وحاضرا، وقد طالب رواد الحركات الوطنية من المغاربيين منذ منتصف القرن الماضي، بالعمل على إنجاز الاتحاد المغاربي بعد الحصول على الاستقلال السياسي، وهذا انطلاقا من وحدة الدين واللغة والتاريخ والشعور بالمصير المشترك. إلا أن عدّة عوامل داخلية وخارجية متشابكة، أعاقت تحقيق هذا المشروع-الحلم، الذي أصبح هاجسا سكن المغاربيين المؤمنين بهذا المشروع الرهاني المستقبلي. وقد تمحورت المعوقات الجوهرية في سبيل إنجازه في العناصر التالية : – النزعة السيادية القطرية المشطة ذات الطابع الانفرادي. – فشل كل المشاريع المشتركة الاقتصادية والإجتماعية والمعرفية.  – غياب المشاركة الموسعة لمؤسسات المجتمع المدني في القرارات المتخذة.  – تغييب الأبعاد المغاربية في التعليم والبحث العلمي والإعلام، وهي المجالات التي تشكّل العمود الفقري لبث الوعي وإبقاء الشعلة حية لدى الشباب الصاعد والطلبة الجامعيين المغاربيين.  – عجز السلطات المغاربية عن إيجاد حلول توفيقية لبعض المعضلات السياسية… – ضياع الوقت وهدر الإمكانيات في عقد اجتماعات ماراطونية لم تنتج سوى الشعور بخيبة الأمل وإعلان الفشل الذريع تجاه إنجاز المشروع. وعلى ضوء ذلك، برز للرأي العام المغاربي حالة من الإعياء والإحباط بخصوص متابعة هذا الملف منذ أربعة عقود، وتأكد مدى العجز التام عن تحقيق الخطوات الأولى لأبجديات البناء المغاربي، ولا شك أن المسؤولية يتحملها الجميع. وبعد حوار موسع اتسم بالمسؤولية والصراحة والصدق، عبر المشاركون في المؤتمر عما يلي : – إن المرحلة القادمة تتطلب منا هندسة وأسلوبا ورؤية وسلوكا ومنهجية جديدة أصلا، تقطع مع الأساليب التقليدية المتبعة، لتضعنا أمام دقة المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية والمعرفية الرهيبة والتي حولت بعض الفضاءات الدولية إلى قوى اقتصادية وتكنولوجية نمورية مؤثرة جدا على الصعيد الدولي. – أنه استوجب على القيادات السياسية للبلدان الخمسة وعلى أصحاب القرار وجميع قوى المجتمع المدني الحية الفاعلة، العمل سوية على ترتيب البيت المغاربي، ووضع أجندة زمنية محددة لحل معضلاتها السياسية والتطلع إلى التفكير بصورة جدية لترتيب التطلعات، بل وتشخيصها تشخيصا دقيقا لتأمين الحد الادنى بغية تأمين الرخاء المادي لكل المغاربيين من خلال النفاذ إلى منابع التنمية الحقيقية على اختلاف مستوياتها. – توفير الشروط للرفع من نسبة النمو الاقتصادي والعمل على التقليل من التفاوت، غير المتوازن للموارد الانتاجية الذاتية والسعي إلى تكاملها وإيجاد المعادلات المتكافئة للقيام بالأنشطة التنموية المتنوعة ودراسة الانفتاح الاقتصادي المغاربي على محيطنا المباشر وعلى العالم. – العمل على بناء صرح مغاربي إقليمي، حداثي ديمقراطي، منفتح على العولمة والتكنولوجيات، وذي ثقل اقتصادي وسياسي ومعرفي على الصعيدين المتوسطي والدولي، خاصة أن كل الشروط متوفرة لدينا لإنجاح مشروع البناء المغاربي ماضيا وحاضرا ومستقبلا. – المطالبة بوضع خطة مغاربية فاعلة لتقليص هجرة كفاءاتنا وعدم التضحية بها، وهذا ما يشكل اليوم أكبر خسارة لحقت بالفضاء المغاربي، وكان الواجب الاستعانة بها لإنشاء مخابر علمية في شتى الاختصاصات لتساهم في مسارات التنمية. – تأمين الحريات المواطنية الأساسية باعتبار الحرية هي المعيار الصحيح لأي تقدم وتنمية حقيقية، ولدينا في دول آسيا النمور وأوروبا الغربية، أسطع الأمثلة على ذلك. وهناك إشكاليات عديدة قد تمت مناقشتها وأثارت حوارا ساخنا وفاعلا بين كل المشاركين. يعتبر المشاركون أن قضية بمثل حجم المستقبل المغاربي المشترك، لا ينبغي أن تبقى عرضة للمشاورات الظرفية المتقطعة,  مهما كانت جديّة الإعداد الفكري والتنظيمي لهذه اللقاءات العرضية. وهناك خاصية ملحة أن تتحول هاته اللقاءات إلى جهد بحثي, وإن هذا التشاور متواصل الحلقات، في إطار مجموعة مكونة من أصحاب الكفاءات العلمية المغاربية، وتكون حافزا على تعميق الدراسات المستقبلية الرصينة واقتراح البدائل الممكنة الكفيلة بتغذية  الإيمان بحتمية المصير المشترك، وتوضيح السبل أمام الأجيال من شبابنا وأصحاب القرار من المسؤولين المغاربيين. وفي هذا الإطار يقترح المشاركون : – إحداث « برنامج ابن خلدون » على شاكلة مشروع Erasmus الأوروبي. – إنشاء جامعة افتراضية مغاربية. – إعداد كرسي للدراسات المغاربية على المستوى الجامعي في البلدان الخمسة. – إقامة بيت حكمة مغاربية. وإنه نظرا لأهمية هذا الملف أبدى المشاركون تطلعهم لمواصلة هذا الحوار من خلال عقد المؤتمر الثاني حول تكلفة اللامغرب بمراكش في الأسبوع الثاني من شهر أفريل/نيسان 2007 والمؤتمر الثالث بالجزائر في خريف 2007. أما المؤتمر الرابع فيؤمل عقده بطرابلس أو نواقشوط، على أساس جدولة تتناول التداعيات الاقتصادية والسياسية والمعرفية والإجتماعية في البلدان المغاربية الخمسة.. كما طالب المشاركون بتوجيه هذا النداء إلى القادة المغاربيين وإلى رؤساء الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني. وفي الختام يرفع المشاركون امتنانهم وتقديرهم لمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات للتنظيم الدقيق والمحكم وللدور الرائد الذي تقوم به منذ عشرين سنة، للإنجازات العلمية العديدة التي توفقت فيها، وهو ما منحها مكانة وسمعة ليس فقط على المستوى العربي ولكن كذلك على المستوى الدولي، باعتبار المؤسسة إحدى الفضاءات الأكاديمية الرائدة والمستقلة علميا وإداريا وماليا، شأنها في ذلك شأن المؤسسات الدولية المماثلة. والشكر موصول لمؤسسة كونراد أديناور ولممثلها د. هاردي آستري الذي أبدى تفهما ودعما متواصلا، لخدمة التواصل والحوار العلمي، ودفاعا على المبادئ والثوابت التي تعمل بها مؤسسة أديناور عبر العالم. وأخيرا الشكر لكل المشاركين المغاربيين والأوروبيين الذين ساهموا جميعا في إنجاح هذا المؤتمر العلمي حول موضوع شغل ومازال يشغل الرأي العام المغاربي بكل أطيافه وشرائحه… (المصدر: وثيقة وزعتها مؤسسة التميمي يوم 16 جانفي 2007 عبر البريد الالكتروني)  


كاتـي سـاراي وفريق برنامــــــــج «انصحنـي» في لقـاء إعلامـي:

حلول ممكنة لبعض إشكاليات التربية لكننا لا نملك جوابا على كل شيء

إقبـــال واسع على المشاركـــة فـــي البرنامـــــج التلفــــــزي

مع برنامج «انصحني» الذي ينتظر أن تبثه «قناة حنبعل» التلفزية بداية من شهر فيفري المقبل، هناك على الأقل امران اثنان يشدان الانتباه. هذا البرنامج يمكن اعتباره اشارة الانطلاق أو بداية الدخول في مغامرة نوعية البرامج التي تصنف في خانة تلفزيون الواقع في بلادنا.. هذه النوعية من البرامج ليست غريبة عن الجمهور التونسي بحكم متابعته لها بالقنوات الأجنبية لكنها غير مألوفة في التلفزيون التونسي. ثانيا، فكرة البرنامج في حد ذاتها تدعونا للتوقف. البرنامج له علاقة بتربية النشء وبصفة أدق هو خاص بالأولياء الذين يجدون صعوبة في التواصل مع أطفالهم وفق شروط التربية السليمة، ولهذا الغرض تم الاستنجاد ليس بفريق من المختصين في التربية أو علم نفس الأطفال كما يمكن أن يتصور البعض، وإنما الحل السحري سيكون بامضاء كاتي سراي. من تكون هذه المرأة التي تهاطلت بفضلها، كما فهمنا خلال الندوة الصحفية التي انعقدت مساء السبت بأحد فنادق الضاحية الشمالية للعاصمة على أصحاب البرنامج المكالمات الهاتفية والرسائل عبر الهاتف النقال حتى وصلت الى أربعة عشر ألف (14.000) مكالمة وثلاثة آلاف رسالة عبر الهاتف الى الآن.. إن الأمر يتعلق بكاتي سراي واسمها الحقيقي «كلثوم» ولقبها سراي تونسية الأصل، نجمة قناة «آم6» الفرنسية التي استحقت شهرتها بفضل برنامج «ناني الهائلة» أو «super Nanny» الذي استمر ثلاثة مواسم متتالية وحقق اقبالا جماهيريا كبيرا.. البرنامج لن يكون على شاكلة البرنامج المذكور على قناة «آم6».. رغم أنه يشترك معه في نفس الاهداف.. هذه الاهداف وغيرها تحدث عنها السيد محمد بن رحومة ممثل الشركة الخاصة الجديدة المختصة في الانتاج السمعي البصري «هيت للانتاج» صاحبة المشروع بالتعاون مع شركة «بريف ميديا» بحضور النجمة المعنية بالأمر.. مؤكدا أن هذا البرنامج هو فضاء للتواصل.. ملمحا على أنه تتوفر فيه المواصفات العالمية لبرنامج تلفزيون الواقع التي تحقق حسب رأسه نجاحا عالميا.. من المفروض أن يكون التصوير قد انطلق بعد، ومن بين المعلومات التي تم تقديمها حول البرنامج انه تم قبول حوالي 100 عائلة من بين المترشحين وانه تم امضاء الوثائق المطلوبة مع حوالي عشر عائلات.. برنامج «انصحني» سيبث بمعدل ثلاث حلقات في الاسبوع، لا تزيد مدة الحلقة الواحدة عن سبع دقائق بعد أن تكون كاتي سراي  من المفروض أنها قضت ساعات مع العائلة المعنية بالأمر. العائلات حسب تأكيد السيد بن رحومة من فئات اجتماعية مختلفة ومن مختلف مناطق الجمهورية.. وكاتي سراي  أو كلثوم سراي هي تونسية الأصل والجنسية حسب تأكيدها فهي لا تحمل الجنسية الفرنسية. انطلقت في حياتها المهنية كمعينة منزلية لتتحول الى مربية محترفة.. وهي تفخر بأنها ربت أبناء الأمراء والأثرياء والنجوم والمشاهير وكذلك  أبناء الطبقات المتوسطة والعادية بنفس درجة الحزم وبنفس الاستعداد والتفاني من أجل تربية سليمة.. وتفخر كاتي سراي  أيضا بأنها تحولت من معينة منزلية الى مربية يؤخذ برأيها ويطلب منها العون بثقة كاملة بفضل جديتها في العمل وانما برقي الخدمات التي تقدمها. هي لا تدعي من جانبها أنها قادرة على حل كل المشاكل ولكنها لا تبخل بالمساعدة وبالنصائح وبالتوجيهات السليمة. من أين تستمد «علمها» هذا ان صح التعبير؟.. أجابت كاتي سراي  انها اضافة الى تجربتها الطويلة (25 سنة) في الممارسة، فإنها تعتمد على حسن البصيرة وكل ما يمليه عليها العقل.. قالت أنها قرأت بعض الكتب في علم نفس الاطفال ولكنها لم تطلب دعم ولا رأي علماء نفس الاطفال ولا الأطباء النفسانيين، لم تفعل ذلك بالمرة على حد تأكيدها. التجربة في تونس ترى أنها ستكون مختلفة خاصة أنها تعرف جيدا عقلية التونسيين ولكنها أظهرت سعادة كبيرة بها، وهي تقول في هذا الصدد بأنها عندما شعرت بأنه يمكنها تقديم شيء لأبناء بلدها لن تتأخر في خوض التجربة. وحول بعض الانتقادات حول زمن البث القصير نسبيا، لفتت كاتي سراي  الانتباه الى أنها ستكون سيدة الموقف في البرنامج خاصة في شأن الانتقال من عائلة الى أخرى والاقرار بمدى استيفاء كل الحلول مع هذه العائلة أو تلك أم لا. مع العلم أن هذا البرنامج ترعاه المؤسسة التجارية «بودوس» حيث كان عدد من ممثليها حاضرين بمناسبة انعقاد اللقاء الاعلامي. حياة السايب (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 16 جانفي 2007)
 

 

التشيع في تونس

بين شرعية التاريخ و شرعية النص

خالد بن سليمان

كتب الأخ الهاشمي بن علي مقالا بعنوان (مداخل للتقارب والتفاهم) نشر على تونس نيوز الغراء بتاريخ 13/1/2007 وهو مقال اتسم بروح إيجابية ولغة جيدة واحتوى بعض المعاني المقبولة لدى الجميع.وهي لغة ومضامين تختلف كثيرا عما كتبه السيد عماد الحمروني والتي كتبت سابقا في التعقيب عليها.وسوف أركز في هذا المقال على مناقشة الأحاديث النبوية التي أوردها الأخ الهاشمي في الاستدلال على صحة آراء الشيعة لكن قبل ذلك لي ملاحظات أخرى حول مقاله.

فقد استعمل صاحب المقال عديد الكلمات فيها اتهام لما كتبته( بالاستبداد الفكري ومصادرة حق الآخرين في الاختلاف والاستهداف للمخالف والبديل الدكتاتوري القمعي…) وغيرها من الكلمات الكبيرة. والذي يقرأ هذه الكلمات يظن أنها قيلت بعد مصادرة جريدة أو حل حزب أو إغلاق قناة أو منع من التعبير أو النشر قامت به سلطة حاكمة تملك الأجهزة الرقابية والتنفيذية للقيام بذلك، في حين أن الذي تم هو مجرد مقال في زاوية من زوايا موقع من مواقع الانترنت !!.فلماذا كل هذا الإحساس المبالغ فيه بالمظلومية؟ أم أن ذلك من تأثيرات الفكر الشيعي المشبع بهذه المعاني؟.

ومهما يكن فإن مقالي أشار في بدايته إلى الأسس التي انطلقت منها وفيها إقرار بأن الشيعة جزء من الأمة الإسلامية مع اختلافنا الجوهري معهم عقائديا.أما حديثي عن الأغلبية السنية مقابل الأقلية الشيعية فلم يكن في إطار البرهنة على الحق والباطل بل جاء في إطار ذكر أحد الأسس الهامة في تناول مثل هذه المواضيع وهو الأساس الواقعي الموجود على الأرض والذي يجب التركيز عليه لأنه الأجدر بتقريب أبناء الأمة الواحدة، في حين أن التركيز على القضايا العقائدية -كما يفعل الشيعة وبعض متطرفي السنة- من شأنه أن يباعد بين الفرقاء وأن يعيدنا إلى قضايا عفى عنها الزمن ولا جدوى عملية منها.

والحق والباطل في موضوع العقيدة لا علاقة له بالعدد أو الأسماء -كالتي ذكرها الأخ الهاشمي- بل المحك في ذلك هو الدليل والبرهان المستند إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية فهي الكفيلة وحدها بتأسيس اعتقاد صحيح وشرعي.

ومقالي لم يكن للإلغاء أو الإقصاء كما اعتقد الأخ الهاشمي – وما ينبغي لأحد أن يقصي أحدا وما يستطيعه ولو أراد- إلا إذا اعتبرنا أن الجدال الفكري (في نقطة محددة طرحها مقال السيد الحمروني وهي أن التشيع متأصل منذ آلاف السنين في تونس) نوع من الاستئصال،وهذا لا يستقيم.

وإلى هذا المعنى أشار الشيخ راشد الغنوشي في حواره الأخير مع قدس برس حيث تحدث عن  » أن النظام التونسي يسمح بدخول العديد من الكتب الشيعية إلى البلاد، لا سيما في إطار معارض الكتاب، بينما يحظر كل الكتابات التي تحسب على تيار الاعتدال الإسلامي مثل كتب الشيخ يوسف القرضاوي أو محمد الغزالي أو غيرها، مشيرا إلى أنه يرفض حظر أي كتاب، وبالتالي عدم التحيز لجهة محددة ».

فليس هناك إذن دعوة لحظر أي اتجاه لكن القضية قضية عدالة وحرية للجميع. وهنا أتساءل عن مدى صحة كلام الأخ الهاشمي عن (تغييب الشيعة) وعن (الحديث عنهم في غيابهم) فمن هو الحاضر ومن هو المغيَّب قسرا؟؟.

وفي هذا الإطار الذي تعيشه تونس والذي لا يخفى عن الجميع ما مدى جدية الحديث عما عبر عنه الأخ الهاشمي في قوله:(كلنا شركاء في الوطن ولا أحد وصي عليه..كلنا تحت طائلة القانون الذي ينظم الحقوق والواجبات ويضمن حقوق الأكثرية ويذود عن حقوق الأقليات أيا تكن تلك الأقليات)؟ هل يتحدث عن تونس أو عن بلد آخر؟.ولعله بذلك يتكلم – بهذه الأريحية التي يحسد عليها-من منطلق الحرية التي يتمتع بها الشيعة في تونس.ورغم ذلك أعتبر مجمل مقاله إيجابيا ومختلفا بل مناقضا للروح الإقصائية المتشفية التي ينضح منها مقال الحمروني.

أما عن دعوته للحوار والتفاهم والتنسيق والعمل المشترك فإنها دعوات جيدة وتدل على روح إيجابية لكنها عمليا تحتاج إلى أن يعرَف الشيعة في تونس بأنفسهم وبالجهة التي تمثلهم وأفكارهم وبرامجهم ومواقفهم مما يحدث في تونس حتى يمكن بعد ذلك استخراج نقاط العمل المشتركة والممكنة.فهل يفعل الشيعة ذلك؟ وأول القضايا التي نود معرفة موقفهم منها هي قضية الحجاب في تونس: فما رأيهم فيها دينيا وحقوقيا وسياسيا؟ننتظر ونرى.

مسألة أخرى أشار إليها السيد الهاشمي وهي كون الناس كثيرا ما يجعلون الحكومات مشجبا لمشاكلهم وهذه كلمة حق لكنها جاءت في غير موضعها.إذ القضايا الفردية أو الأسرية -مثلا-يمكن حلها بجهود الأفراد بل يجب عليهم السعي لإيجاد الحلول لها دون التعويل على الحكومات، ويصدق هذا الأمر أيضا على الجماعات والتكتلات التي تنتمي إلى بلدان فيها هامش ولو ضيق من الحركة والعمل .أما أن يقال لا تعلقوا مشاكلكم على مشجب السلطة أن يقال ذلك في تونس -التي اشتهرت الآن بين كل وسائل الإعلام والمراقبين الموضوعيين من العرب والأجانب بأنها وصلت لأقصى درجات الانغلاق- فالقول بذلك في تونس إن لم يكن فيه شبهة تبرئة السلطة والتواطئ معها ففيه شبهة السذاجة التحليلية. ثم ألا يلتقي هذا ضمنيا مع هجوم السيد الحمروني الكاسح على الحركة الإسلامية وتحميلها مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في تونس والسكوت الكلي عن دور السلطة في المشكل ومسؤوليتها الأولى بحكم امتلاكها لأهم مفاتيح الحل؟

على مستوى آخر ركز الأخ الهاشمي لتأكيد مشروعية التشيع في تونس على الشرعية الواقعية وشرعية الاستناد إلى النصوص.وهو بذلك يتجاوز بصفة ضمنية مقولة السيد الحمروني حول (الأصالة التاريخية والثقافية للتشيع) في بلادنا، وقد يكون للردود التي توالت على هذه المقولة المهزوزة دور في ذلك.

تلك بعض الملاحظات الجانبية حول ما ورد في مقال الأخ الهاشمي وأمر إلى الجانب الأساسي في مقالتي هذه وهي مناقشة النصوص التي استعرضها صاحب المقال.

وقبل مناقشة تلك النصوص نعرض لأبرز مفاهيم الشيعة حول الإمامة من خلال مراجع الشيعة. والشيعة لهم مراجعهم التي يميزون بها أنفسهم سواء في الحديث أو في تفسير القرآن. ففي الحديث أهم أربعة مراجع لديهم هي:1)الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني الملقب بحجة الإسلام وثقته توفي329هـ2) فقيه من لا فقيه له لمحمد بن بابويه القمي الملقب بالصدوق توفي 381 هـ3)التهذيب4)الاستبصار وكلاهما لمحمد بن الحسن الطوسي الملقب بشيخ الطائفة المتوفي 460هـ .

ومن أهم كتبهم في تفسير القرآن الكريم:1)تفسير القمي أبي الحسن علي بن أبراهيم بن هاشم القمي تـ307هـ 2)تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي تـ320 هـ 3)تفسير الطوسي أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي تـ 460هـ 4)تفسير مجمع البيان لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي تـ548 هـ.

بداية نشير إلى أن الإمامة أو الخلافة أو قضية السياسة والحكم عند السنة ولئن كانت جزءا من الدين إلا أنها لا تتعلق بالجانب العقائدي أي لا صلة لها بقضية الكفر والإيمان بل هي جزء من المنظومة الفقهية العملية وتدخل في ما يعرف بباب السياسة الشرعية.وهذا الباب لم ترد فيه نصوص كثيرة تفصيلية بل ما جاء فيه إلا نصوص ترسي قواعد عامة للنظام السياسي كمبادئ العدل وعلوية القانون والتساوي أمامه والمرجعية العليا للكتاب والسنة وتحريم الظلم ومناهضته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة للحاكم وقول الحق والمشاركة العامة في أمور المسلمين وعدم احتكار السلطة لأي فئة لا بمبررات دينية ولا بغيرها…

ومن المبادئ الأساسية أيضا أن الحاكم يختاره الناس ولا يحكم إلا برضاهم وليس هناك صيغة محددة لشكل الاختيار هذا.وعند عموم أهل الإسلام الحاكم شخص عادي من المسلمين ولئن كان من شروطه الاتصاف بصفات الكفاءة والعلم فإنه يحتاج إلى رضا الناس ليكون حكمه شرعيا و لكن لا يملك صفات خارقة أو فوق طبيعية…وقلة النصوص في الباب السياسي وكون ما ورد فيه عام وغير مفصل مقصود من الشرع حتى لا يجعل المسلمين في مستقبل أيامهم في حرج محصورين في نظام سياسي معد مسبقا ومحدد ومقفل -فمهما كان مستوى تطوره- فإن تحولات الحياة ستتجاوزه حتما. ولذلك ترك هذا الباب مشرعا لاجتهاد المسلمين ونخبهم العلمية والسياسية استنادا للقواعد العامة ومقاصد الدين وموازنة المصالح والمفاسد، وذلك من سعة الشريعة ومرونتها.

أما الإمامة عند الشيعة فهي أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها، يقول ابن بابويه القمي الملقب عند الشيعة بالصدوق: »اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب والأئمة من بعده أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء.واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم » (رسالة القمي في الاعتقادات ص 103). و قال المفيد وهو أحد أهم مراجع الشيعة القدامى: »

اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار

« (بحارالأنوار للمجلسي ج 23/ص 390).

و الإمام عند الشيعة ليس مجرد حاكم أو خليفة بل هو نبي لا ينقصه إلا الوحي لكن عنده (إلهام) من الله بصفة تجعله كأنه وحي لكن تحت تسمية (إلهام)، ليواصل المهمة التشريعية للنبي التي حسب اعتقادهم لم تنته وذلك خلافا لقوله تعالى(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)(المائدة:من الآية3):جاء في أهم مرجع في الحديث النبوي عند الشيعة وهو بمثابة صحيح البخاري عندهم ويسمى الكافي:باب ذكر الأرواح التي في الأئمة ج1 ص271-272 وباب الروح التي يسدد الله بها الأئمة ج1ص273-274 : « عن أبي عبد الله (وهو جعفر الصادق أحد الأئمة الإثني عشر حسب اعتقادهم) في تفسير قوله تعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ )(الشورى: من الآية52) قال:الروح :خَلْقٌ من خلْقِ الله عز وجل أعظم من جبرائيل وميكائيل ،كان مع رسول الله يخبره ويسدده، وهو مع الأئمة من بعده ».

ويعتقد الشيعة في الأئمة العصمة المطلقة من الخطأ:يقول المجلسي وهو من كبار علماء الشيعة: »أصحابنا(أي الشيعة الإمامية)أجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم من الذنوب الصغيرة والكبيرة ،عمدا وخطأ ونسيانا، قبل النبوة والإمامة وبعدها، بل من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله تعالى »(بحار الأنوار ج25 ص350-351).وهم بذلك يقولون في أئمتهم ما لم يقله السنة حتى في الأنبياء: فعند السنة: « الأنبياء معصومون من الكبائر بالإجماع واختلف في جواز وقوع الصغائر » (فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجرالعسقلاني ج8 ص69). وفي كتاب المواقف في علم الكلام للإيجي: » أجمع أهل الملل والشرائع على عصمتهم عن تعمد الكذب في دعوى الرسالة وما يبلغونه عن الله، وفي جواز صدوره عنهم على سبيل السهو والنسيان خلاف.. وأما سائر الذنوب فهي إما كفر أو غيره: أما الكفر فأجمعت الأمة على عصمتهم منه غير أن الأزارقة من الخوارج جوزوا عليهم الذنب وكل ذنب عندهم كفر.

وجوز الشيعة إظهاره تقية وذلك يفضي إلى إخفاء الدعوة إذ أولى الأوقات بالتقية وقت الدعوة للضعف وكثرة المخالفين. وأما غير الكفر فإما كبائر أو صغائر كل منهما إما عمدا وإما سهوا.

أما الكبائر عمدا فمنعه الجمهور والأكثر على امتناعه سمعا. وقالت المعتزلة بناء على أصولهم يمتنع ذلك عقلا.وأما سهوا فجوزه الأكثرون، وأما الصغائر عمدا فجوزه الجمهور إلا الجبائي،

وأما سهوا فهو جائز اتفاقا إلا الصغائر الخسيسة كسرقة حبة أو لقمة. وقال الجاحظ بشرط أن ينبهوا عليه فينتهوا عنه وقد تبعه فيه كثير من المتأخرين وبه نقول. هذا كله بعد الوحي، وأما قبله فقال الجمهور لا يمتنع أن يصدر عنهم كبيرة إذ لا دلالة للمعجزة عليه ولا حكم للعقل »(ج 3 ص415-416).هذا ما أورده الإيجي -وهو من المتكلمين الأشاعرة -حول معنى عصمة الأنبياء. أما ابن تيمية رائد المدرسة السلفية فيقول:  » القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف حتى إنه قول اكثر أهل الكلام كما ذكر أبو الحسن الآمدي أن هذا قول اكثر الأشعرية وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء بل هو لم ينقل عن السلف و الأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول » ويضيف : » وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء:انهم معصومون عن الإقرار على الصغائر أي لا يقرون عليها، ولا يقولون إنها لا تقع بحال » (مجموع الفتاوى لابن تيمية جزء 4 ص319-320).

وكما هو واضح مما أوردناه فإن عامة علماء الإسلام مجمعون على عصمة الأنبياء عن الكبائر و معصومون فيما يبلغون عن ربهم من الرسالة لكنهم اختلفوا فيما عدا ذلك.أما الشيعة فإن عصمة الأئمة عندهم أشد من عصمة الأنبياء حتى في صغرهم وهم أطفال !!.ولذلك وضعوا الأئمة فوق مرتبة الأنبياء:

جاء عن الكليني صاحب كتاب الكافي: »الأئمة يعلمون أكثر من الأنبياء »

– ثم ينسب إلى الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق- قوله: « 

ورب الكعبة لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما

،لأن موسى والخضر أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة،

وقد ورثناه من رسول الله وراثة

« (الكافي للكليني ج 1ص223 – 228).لذلك نجد الشيعة ينسبون لأئمتهم مصادر علم معينة غير القرآن والحديث النبوي يستقون منها علومهم مثل » كتاب الجفر وصحيفة الجامعة التي تحوي علوم الأنبياء جميعا -حسب اعتقادهم-وهذان ينسبان للإمام علي رضي الله عنه، والاسم الأعظم ومصحف فاطمة الذي فيه علم الأولين والآخرين،والجفر الأبيض والجفر الأحمر اللذين ينسبان إلى جعفر الصادق »(الكافي للكليني ج1 ص239 – 242).

ومن عقائد الشيعة الأساسية أن هؤلاء

الأئمة عددهم 12 إماما كلهم نص عليهم النبي صلى الله عليه وسلم جميعا بأسمائهم

-حسب اعتقادهم- ثم نص المتقدم منهم على من بعدهم وهم كما يلي في مذهب الإمامية الإثني عشرية:

1)أبو الحسن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ويلقب(المرتضى) توفي 40هـ

2)أبو محمد الحسن ابن علي(الزكي) تـ50هـ

3)أبو عبد الله الحسين بن علي(سيد الشهداء) تـ61هـ

4)أبو محمد علي ابن الحسين (زين العابدين) تـ95 هـ

5)أبو جعفر محمد ابن علي(الباقر) تـ114هـ

6)أبو عبد الله جعفر بن محمد(الصادق) تـ148 هـ

7)أبو إبراهيم موسى بن جعفر(الكاظم) ت183 هـ

8)أبو الحسن علي بن موسى(الرضا) تـ203 هـ

9)أبو جعفر محمد بن علي (الجواد) تـ220 هـ

10)أبو الحسن علي بن محمد (الهادي) تـ 254 هـ

11)أبو محمد الحسن ابن علي(العسكري) تـ260 هـ

12) أبو القاسم محمد بن الحسن(المهدي) قيل ولد سنة 256 هـ وغاب غيبة صغرى سنة 260هـ وغيبة كبرى منذ سنة 329هـ إلى الآن وهم في انتظار رجعته حسب اعتقادهم،وهو الحجة في هذا العصر والغائب والذي سيعود ليملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وهو حي وسيظل حيا إلى يوم القيامة حتى لا تخلو الأرض من حجة وإلا ساخت!! .

والسؤال هو: كيف للغائب أن يكون حجة؟(موسوعة الاثنى عشرية في الأصول والفروع/ا.دعلي أحمد السالوس ج1 ص49-50).وكل هؤلاء الأئمة من بعد الحسين هم من سلالته أي أن أبناء الحسن بن علي مثلا وكذلك بني العباس وعقيل وكل بقية بني هاشم وبني عبد المطلب استبعدوا من أن يكونوا من أئمة أهل البيت.بل إن الشيعة الإمامية كانت تنقسم على نفسها على فرق متعددة كلما توفي إمام وذلك بسبب التنازع والاختلاف حول خلافته حتى أحصتهم بعض المراجع 70 فرقة إمامية!! وهذا دليل على عدم وجود وصية حقيقية أو نص نبوي فعلا.(لمزيد التفاصيل يمكن الرجوع إلى كتاب: »تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه » للمؤلف أحمد الكاتب. وهو كاتب عراقي شيعي باحث في المذهب الإمامي وكان من دعاته وعاش فترة طويلة في إيران. ومن خلال بحثه اكتشف حقيقة التشيع و هشاشة أسسه الدينية فكتب هذا الكتاب يبين نتائج بحثه بعد أن اكتشف « المفاجآت المذهلة » -حسب عبارة السيد الهاشمي بن علي- حول حقيقة الأسس التي انبنى عليها التشيع!!!).

ومما توصل إليه الباحث أحمد الكاتب-وهي حقيقة معلومة منذ قرون لدى كتب الفرق غير الشيعية بل وحتى بعض المراجع الشيعية-أن الإمام الحسن العسكري(وهو الإمام رقم 11) لما توفي لم يكن له ولد ولذلك قسمت تركته على أمه وأخيه جعفر.وفي غياب ابن لهذا الإمام سادت الحيرة عموم الشيعة حتى سميت تلك الفترة بـ(عصر الحيرة) وكتب علي ابن بابويه الصدوق كتابا سماه(الإمامة والتبصرة من الحيرة) وكان أن ظهرت جراء ذلك 14 فرقة شيعية تتبنى كل واحدة منها طريقا مختلقا لحل هذا اللغز.ومن هذه الفرق الفرقة الاثنى عشرية المعروفة حاليا والتي وجدت المخرج بأن ادعت وجود ابن (سري غير معلن) للإمام العسكري وهو الإمام رقم 12 الذي لم يره أحد طيلة حياته -وسميت هذه بالغيبة الصغرى- وكان يدعي الاتصال به نواب أربعة يسمون « الباب ».(راجع تطور الفكر الشيعي لأحمد الكاتب ج2: فرضية المهدي »محمد ابن الحسن العسكري »/عصر الحيرة/ ص113 وما بعدها).وقبل أن نختم هذا المحور نشير إلى إن الأئمة من أهل البيت الإحدى عشر المذكورين هم محل تقدير وحب وإجلال من طرف علماء الأمة وعامة أهل الإسلام فقد كانوا من أهل العلم والصلاح والدعوة والجهاد، إلا أن المتعصبين من أتباعهم الشيعة نسبوا إليهم ما لم يكونوا يرضونه. وتاريخيا نسب لكثير من العظماء والصالحين وحتى الأنبياء كثير من الشطط والغلو تعظيما وتقديسا، وما يعتقده المسيحيون في النبي عيسى بن مريم عليه السلام معلوم للجميع.

ويستند الشيعة لتأسيس هذه المعتقدات إلى أدلة مهزوزة من النصوص: فهي إما نصوص موضوعة أو ضعيفة، أو أنهم عمدوا إلى نصوص ثابتة فأولوها تأويلا متعسفا حتى يصلوا إلى مبتغاهم.وأدلتهم من القرآن عبر تأويلها تأويلا بعيدا معروفة وموجودة مع الردود عليها في المراجع المعروفة في مجال الفرق وسنذكر أهمها في نهاية المقال. وسنكتفي هنا بمناقشة الأدلة التي أوردها صاحب المقال والتي لا تخرج عن نوعية الأدلة المستعملة دائما عند الشيعة فهي إما موضوعة وضعيفة أو ثابتة لا تعطي المعنى الذين يسعون إليه.

وأبدأ بالنوع الأول:

ذكر صاحبنا دليلا أولا وهو:

(الذهبي – ميزان الإعتدال – الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 482 )

حدثنا الحسن بن أبى جعفر ، حدثنا إبن جدعان ، عن سعيد إبن المسيب ، عن أبى ذر – مرفوعا : مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها غرق . ، ومن قاتلنا وفي لفظ : ومن قاتلهم فكأنما قاتل مع الدجال)اه.

والجواب على ذلك بتعليقات علماء الحديث:

ذكره الحاكم بروايته في المستدرك رقم 3312 وتعليق الذهبي في التلخيص : مفضل خرج له الترمذي فقط وضعفوه.

وذكره الحاكم في المستدرك برواية أخرى رقم 4720 وتعليق الذهبي في التلخيص : مفضل بن صالح واه.

وفي مجمع الزوائد الحديث رقم 14979 ،وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك.

وفي مجمع الزوائد الحديث رقم 14980 ، وقال الهيثمي:رواه البزار وفيه ابن لهيعة وهو لين.

ورواه أحمد برقم 6174 ،وقال صاحب المشكاة:ضعيف (انظر مشكاة المصابيح ج 3 ص 348)

أما الحديث الثاني فقد جاء في المقال كالتالي:

(إبن حجر – المطالب العالية – كتاب المناقب – باب فضل أهل البيت

قال مسدد : ثنا عبد الله ، عن موسى بن عبيدة ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله (ص) : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي وقال أبو بكر : ثنا إبن نمير ، ثنا موسى بن عبيدة ، به وقال أبو يعلى : ثنا أبو بكر ،)اه.

والجواب على ذلك بتعليقات علماء الحديث:

ذكره صاحب كنز العمال (جزء 12 – صفحة 191 ) وقال عن أحد رواته:موسى ابن عبيدة الربذي متروك .

و ذكره الحاكم في المستدرك برقم 4715 ، وتعليق الذهبي في التلخيص : موضوع.

فهي إذن أحاديث موضوعة وضعيفة يستدل بها الشيعة على عصمة أئمتهم وعامة أدلتهم من هذا المستوى.وللقارئ العادي نشير أن الحديث الموضوع هو الحديث المكذوب المختلق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبا وزورا أي أنه لم يقله أصلا.أما الحديث الضعيف فهو قريب من هذا المستوى وأجمع العلماء على عدم الأخذ به في الحلال والحرام.أما في مجال العقيدة فحدث ولا حرج :فإن أغلب العلماء لا يأخذون بالحديث الصحيح(انتبه أقول الحديث الصحيح وليس الضعيف) إلا إذا كان متواترا -أي رواه عدد كبير من الرواة في كل طبقة من طبقات السند-وذلك لخطورة مسألة الاعتقاد فهي مسألة إيمان وكفر فلا تؤخذ إلا بالنصوص القطعية ورودا ودلالة.فتأسيس العقيدة لا يكون إلا على يقين أي بنصوص قطعية وليس على الظن،وأما النصوص الصحيحة الظنية -و أغلب النصوص الشرعية من هذا النوع- فيؤخذ بها في غير مجال الاعتقاد أي في مجال الأحكام العملية.لكن من يأخذ بالحديث الضعيف في مجال العقيدة ويستنتج منها أحكاما حول الإيمان والكفر ويحاكم عموم الأمة بناء على ذلك فتلك المة السفتلك طامة كبرى!!.

النوع الثاني من الأحاديث التي استدل بها صاحب المقال هي أحاديث ثابتة ومتفاوتة القوة لكنها في كل الأحوال لا تدل على ما يذهب إليه الشيعة بل تدل على عكس مذهبهم كما سنرى.

الحديث الأول:

(الطبراني – المعجم الكبير – من إسمه عبدالله

11251- حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني أبي ، عن حميد بن قيس ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن إبن عباس ، قال : قال رسول الله (ص) : يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا : سألته أن يثبت قائمكم ، ويعلم جاهلكم ، ويهدي ضالكم ، وسألته : أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء ، فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام وصلى وصام ، ثم مات وهو مبغض لأهل بيت محمد (ص) ورضي عنهم دخل النار).

وهذا الحديث وإن كان في بعض طرقه ضعف فإن بعض الروايات لا تخلو من الصحة (انظر المستدرك للحاكم بتعليق الذهبي جزء 3 -صفحة 161/ م مجمع الزوائد جزء 9 – صفحة 272 بتعليق الهيثمي).ومن حيث الدلالة فإن في الحديث إشارة لفضل أهل البيت وتحريم بغضهم وهو الأمر الذي يقدره أهل السنة وعامة المسلمين حق قدره، وهل يبغضهم إلا منافق؟ وهل هناك مسلم مهما كان مذهبه يبغض أحدا من الصحابة فضلا عن أهل البيت؟ لكننا وللأسف نعلم أن الشيعة يبغضون كثيرا من الصحابة ويسبونهم بل ويلعنون الشيخين :أبوبكر وعمر ويتقربون إلى الله بذلك!! وفي الحديث أيضا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لأهل بيته، وقد دعا صلى الله عليه وسلم لكثير من الصحابة مثل سعد بن أبي وقاص وانس بن مالكوعمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس وكثير غيرهم ودعا أيضا للأنصار وبين فضلهم ودعا لقبائل مثل قبيلة أسلم(أسلم سلمها الله) وقبيلة غفار(غفار غفر الله لها)والأحاديث معروفة في هذا الباب بل إنه صلى الله عليه وسلم دعا للمشركين بالهداية(اللهم اهد قومي فإن لا يعلمون). فهل نتوقع -مثلا-أن يأتينا أحدهم اليوم من سلالة قبيلة غفار فيقول أن رسول الله قد دعا لنا بالمغفرة إلى يوم القيامة والمغفرة تعني الخلو من الذنوب إذن فنحن معصومون ويطالب بحقوق خاصة!!! وبالتالي فإن الدعاء لأهل البيت هو دليل عناية وحب نبوي وفضل لهم عند الناس لكن لا يدل بالضرورة على خصوصية معينة ذات علاقة بالإمامة أو الخلافة أو العصمة.والحديث يتحدث عن بني عبد المطلب عامة وليس عن أبناء علي ولا عن أبناء الحسين خاصة، إلا أن الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ضيقوا واسعا واحتكروا صفة وفضلا دون دليل.

الحديث الثاني: صحيح مسلم – فضائل الصحابة – من فضائل علي بن أبي طالب رقم 4425

‏- حدثني ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ‏وشجاع بن مخلد ‏ ‏جميعا ‏ ‏عن ‏ ‏إبن علية ‏ ‏قال ‏ ‏زهير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسمعيل بن إبراهيم ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبو حيان ‏ ‏حدثني ‏ ‏يزيد بن حيان ‏ ‏قال ‏ ‏انطلقت أنا ‏ ‏وحصين بن سبرة ‏ ‏وعمر بن مسلم ‏ ‏إلى ‏ ‏زيد بن أرقم ‏ ‏فلما جلسنا إليه قال له ‏ ‏حصين ‏ ‏لقد لقيت يا ‏ ‏زيد ‏ ‏خيرا كثيرا ‏رأيت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا ‏ ‏زيد ‏ ‏خيرا كثيرا حدثنا يا ‏ ‏زيد ‏ ‏ما سمعت من رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال يا إبن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت ‏ ‏أعي ‏ ‏من رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين ‏ ‏مكة ‏ ‏والمدينة ‏ ‏فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال ‏ ‏أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ‏ ‏ثقلين ‏ ‏أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له ‏ ‏حصين ‏ ‏ومن أهل بيته يا ‏ ‏زيد ‏ ‏أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل ‏ ‏علي ‏ ‏وآل ‏ ‏عقيل ‏ ‏وآل ‏ ‏جعفر ‏ ‏وآل ‏ ‏عباس ‏ ‏قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم)اه .

وهذا حديث صحيح رواه مسلم لكن مضمونه لا يدل لا على وجوب إمامة أهل البيت ولا على عصمتهم. فالنبي صلى الله عليه وسلم يدعو المسلمين بالتمسك بالقرآن والاستيصاء خيرا بأهل بيته بعد وفاته،قال القرطبي: »وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله وإبرازهم وتوقيرهم ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها ».والحديث يجعل من ضمن أهل البيت( آل ‏ ‏علي ‏ ‏وآل ‏ ‏عقيل ‏ ‏وآل ‏ ‏جعفر ‏ ‏وآل ‏ ‏عباس) لكن الشيعة الإمامية الاثنى عشرية يحصرونهم في آل علي فحسب ويخرجون البقية، بل يحصرونها في أبناء الحسين ويخرجون أبناء الحسن: فكل الأئمة الـ12 المذكورين في القائمة أعلاه بعد الحسين هم من أبناء الحسين لا غير!!فهل هذا حب لآل البيت وتوقير لهم ومناصرة لهم أم إقصاء لجانب كبير منهم بغير وجه حق؟ومن أشد حبا لآل البيت وأكثر قربا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل بيته خيرا: من يحبهم جميعا ويوقرهم جميعا ويحترمهم جميعا استجابة لقول النبي واحتراما لنسبه ودمه أم من يفرق بينهم وينحاز لبعضهم دون بعض؟.

ويستدل الشيعة أيضا بأحاديث أخرى تشير إلى « التمسك بالعترة  » وقد أحصاها صاحب موسوعة الشيعة فوجدها(8 ) روايات كلها ضعيفة:(انظر تفصيل ذلك في موسوعة الاثنى عشرية للسالوس ج1 ص 136 وما بعدها).

أما الحديث الثالث فهو :

(من صحيح مسلم – الإمارة – الناس تبع لقريش والخلافة في قريش- رقم الحديث 🙁 3395 )

‏حدثنا ‏ ‏هداب بن خالد الأزدي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏سماك بن حرب ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏جابر بن سمرة ‏ ‏يقولا ‏ سمعت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقول ‏ ‏لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ‏ ‏ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت ‏‏لأبي ‏ما قال فقال ‏ كلهم من ‏ ‏قريش)اه.

والحديث صحيح لكن لا يدل على الإمامة كما تروج لها الشيعة بل بالعكس يفند ما يذهبون إليه.إذ الحديث لا يذكر

( اثني عشر إماما)

بل

(اثني عشر خليفة).

والإمام عند الشيعة غير الخليفة :فمن بين الأئمة الاثني عشر الذين يعتبرهم الشيعة أئمتهم -والمذكورين في القائمة أعلاه- لم يحكم ويتولى الخلافة إلا اثنان فقط وهما علي بن أبي طالب وابنه الحسن الذي تنازل بالخلافة لمعاوية.والحديث لا يحصر الخلافة أو الإمامة في العدد(12) إذ خلفاء الإسلام يعدون بالمئات في التاريخ،غاية ما يفيده الحديث هو استمرار عز الإسلام إلى الخليفة الثاني عشر.والحديث قال (كلهم من قريش) ولم يقل كلهم من أولاد علي رضي الله عنه كما احتكرتهم الشيعة، ولو كانوا مختصين بعلي وأولاده لذكر ما يميزون به .فإذن لم يبق من الأوصاف التي تنطبق على ما يريد الشيعة من هذا الحديث إلا مجرد العدد، والعدد لا يدل على شيء.(انظر كتاب: أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب ،تأليف د.علي محمد الصلابي، ص200 وما بعدها-بتصرف-).

تلك نماذج لما يستند إليه التشيع في تأسيس عقائده ومفاهيمه فهي إما نصوص مكذوبة أوضعيفة وإما نصوص ثابتة لكنها لا تعطي الدلالة التي يرجونها بل في الغالب ما تعطي عكس المعنى المطلوب لديهم.في حين أن الأحاديث الصحيحة وقطعية المعنى تثبت أن الإمام علي رضي الله عنه بريء مما ينسب إليه من كون النبي أوصى له بشيء أو أن عنده علم آخر غير المعروف بين الناس.فقد روى مسلم برقم 1978 قال:حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت القاسم بن أبي بزة يحدث عن أبي الطفيل قال: سئل علي رضي الله عنه أخصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ؟ فقال ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعم به الناس كافة إلا ما كان في قراب سيفي هذا قال فأخرج صحيفة مكتوب فيها ( لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من سرق منار الأرض ولعن الله من لعن والده ولعن الله من آوى محدث).فهل نترك هذا الحديث الصحيح الواضح في معناه القطعي في دلالته ونأخذ بحديث ليس له معنى يساند التشيع إلا العدد؟؟.ولا يفوتنا هنا أن نلاحظ أن الشيعة لا يعتمدون على كتب الحديث النبوية المعروفة كالبخاري ومسلم ولا يرجعون إليها إلا إذا رغبوا في دعوة الناس إلى مذهبهم وتوهموا أنها تخدم غرضهم.وحتى الكتب التي يعتمدونها فإنها لا تخلو من بيان الحقائق التي يحاولون إخفاءها ولكن تأبى إلا الظهور:فقد جاء في كتاب نهج البلاغة- وهو من الكتب المعتمدة لدى الشيعة-أن الإمام علي لما جاءوا يطلبون منه أن يكون خليفة بعد عثمان رضي الله عنه قال:  » دعوني والتمسوا غيري…واعلموا أني إن أجبتكم ركبت لكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب،

وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا

)(نهج البلاغة خطبة رقم 92 ص 236).بعد هذا البيان الواضح من صاحب الشأن الإمام علي رضي الله عنه ومن كتاب يعد من كتبهم بماذا يجيب الشيعة عن هذا ؟

يجيبون بإجابات لو سكتوا عنها لكان أفضل لهم. يقولون بأن الإمام علي بهذا الموقف وفي كل الفترة السابقة وطيلة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان كان يمارس (التقية) أي إخفاء حقيقة موقفه والتظاهر بخلاف ذلك!!وفي هذا التفسير الشيعي لموقف الإمام علي تهمتان فظيعتان في حقه:الأولى أنه خاف لذلك لجأ إلى التقية فأخفى موقفه الحقيقي!!وهل يعقل هذا من الإمام علي رمز الشجاعة والإقدام؟ وهل يعقل أن يكون ابنه الحسين أكثر جرأة وشجاعة منه حتى أنه استشهد في سبيل ما رآه حقا رغم موازين القوى المختلة؟

والتهمة الثانية والأفظع: وهي أنه يعلم أن عنده وصية نبوية بوحي من الله بالخلافة والإمامة-حسب زعم الشيعة-لكنه يخالف الأمر النبوي والإلاهي ويسكت عن ذلك لا لشيء إلا خوفا!!.هذا هو التشيع الذي يدعي حب آل البيت وهم أول من يقدح فيهم سواء قصدوا ذلك أم لم يقصدوا.

وأدلة الشيعة لا تخرج عن هذا المستوى ولولا خشية الإطالة لعرضت نماذج من الأحاديث الموضوعة المكذوبة التي تعج بها مراجعهم التي ذكرت بعضها أول المقال أو طريقتهم في التفسير وتأويلاتهم البعيدة لآيات القرآن مثل آية المباهلة وآية الولاية وآية القربى، أوللأحاديث مثل حديث الكساء وحديث المنزلة وغيرها من.

في ختام هذه المناقشة للنصوص أذكر بما قلته في مقال سابق بأنه رغم تلك المعتقدات والأقاويل فإن جمهور علماء المسلمين قديما وحديثا لا يخرجون الشيعة من أمة الإسلام.لكن ذلك لا يعني السكوت عن مناقشة مزاعمهم العقائدية خاصة وهم يسعون لنشرها في كثير من البلدان الإسلامية وهم بذلك يثيرون حفيظة الناس ويستدعون قضايا متحفية استجلبت من الكتب القديمة للفرق والملل والنحل،وكان أولى للحكماء من جميع الأطراف أن يعطوا الأولوية للقضايا المصيرية الواقعية.

لقد تحول مذهب أهل البيت خصوصا في السنوات الأخيرة -فيما عدا حالات قليلة- إلى مذهب لمساندة الاستبداد وإثارة الفتن والقتل الطائفي على الاسم كما يحدث في العراق وتمزيق صف المسلمين-مثله في ذلك مثل بعض المتشددين من السنة أصحاب فكر التكفير والتفجير- بعد أن كان مذهب أهل البيت في التاريخ الأول نموذجا للثورة على الظلم وتحرير المستضعفين وعنوانا للتضحية والفداء في سبيل الحق والمبادئ.ومع ذلك مازال عموم المسلمين يقفون مع من أظهر مواقف مشرفة من الشيعة مثلما وقف عموم أهل السنة مع حزب الله في حرب لبنان دون اعتبار للمسائل المذهبية ،ومثلما استفاد الإسلاميون في تونس -ولا يزالون- من أدبيات علي شريعتي وفضل الله ومحمد باقر الصدر لكن دون الوقوع في( الذهول) -كما سماه الهاشمي- المفضي إلى الانبهار بالخرافات الاعتقادية والتي لا دليل عليها.

ونقول أيضا فرق ما بين باقر الصدر ومقتدى الصدر!! فإنه مع الأسف:(النار تخلف الرماد)!!!

ــــــــــــــــــــــــــ

**

مراجع يمكن العودة إليها لمن أراد الاستزادة في مناقشة الفكر الشيعي:

كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم.

الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي.

الملل النحل للشهرستاني.

المقدمة لابن خلدون.

منهاج السنة النبوية لابن تيمية.

دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين: أ.د.أحمد محمد أحمد جلي.

موسوعة: مع الاثنى عشرية في الأصول والفروع:أ.د. علي السالوس.

السنة والشيعة:إحسان إلاهي ظهير.

تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه:أحمد الكاتب.

الشيعة والتصحيح:موسى الموسوي.

16/1/2007


لتعارفوا (2)

مفاهيم حان الوقت لتصحيحها…

الهاشمي بن علي

Hachemib2007@yahoo.fr

أشكر في مفتتح هذا المقال الجديد في سلسلة  » لتعارفوا » كل من منحنا من وقته الثمين مساحة قرأ فيها ما كتبته سابقا مع الاعتذار لبعض الأخطاء التي تسربت للعجلة في كتابة ما وقع نشره ونحسب أن لنا عند القارئ الكريم متسعا في حلمه لما لا مناص منه من النقصان البشري.

ولقد سرني جدا ما خصنا به إخوة من الاهتمام بأن حرك فيهم هذا الجدل للمباحثة وطرح أفكار قيمة يبدو أن صاحبها أنفق فيها وقتا للوقوف على المصادر ونقل الروايات. و لا يفوتني على هذا الضرب من الاختلاف الذي يتم داخل دائرة الاحترام وبأسلوب راق حيث لم أجد له في مقاله ما يجرح الناس أو ينال من اعتبارهم فهنيئا له هذا المنهج الكريم الدال على أخلاق كريمة عالية.

غير أنه ومن وجهة نظر علمية صرفة نسجل أن ذكر الروايات وتكديسها دون منهج قد يحولنا إلى حشوية العصر وهي التهمة التي قذف بها أقوام سبقونا ليس لهم باع في الدراية فتراهم يحشدون الأسانيد والمتون حتى أن من يرى كثرتها يظنها الحقيقة دون شك.

وبالفعل نعرف جميعا مقدار رواج هذا النوع من التفكير في بيئتنا العربية حيث يكفي أن تحشر فكرا أو حزبا في الزاوية وتفرض عليه موقعا دفاعيا بمنطق أنه مدان حتى تثبت إدانته..في حين يقول المبدأ العادل والشرعي إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.

وعلى هذا المنوال وجدت جزءا لا يستهان به مما ساقه الأخ الكريم في مقالته التي يراها تكشف حقيقة مدرسة أهل البيت. إذ أنه من الإيجابي أن ننتقل من طور الرجم بالغيب على ذكر الروايات على الأقل، لكن الأفضل من كل ذلك أن نعيد الروايات والجزئيات إلى أصول عامة وكبريات حتى لا تفلت القضايا من عقال المنهج وتتردى خبط شماس لحاطب ليل.

ولكي لا نطيل أعرض لأهم ما ذكره المقال في أفكار موجزة قدر المستطاع وأترك للمستزيد التعمق ففيه خير كثير.

الموقف من أهل السنة:

عرض لنا أحد المقالين نصوصا تجمع كلها على كفر النواصب والغلاة على حد سواء ولكي نفهم هذا الموقف علينا أن نعرف ما المقصود بالنواصب والغلاة حتى نعرف من ينطبق عليهم هذا الوصف وهل أهل السنة منهم حتى نحمل الحكم عليهم؟

يقصر المقام عن الاستفاضة لكن وبإيجاز نقول إن المقصود بالنواصب هم كل من ناصب آل البيت العداء وسعى في أذيتهم وقتلهم أو شوهه سيرتهم العطرة. وهؤلاء عند\ المسلمين جميعا من المشمولين بأحاديث للنبي تتبرأ من عملهم و لا تجعل لهم من نصيب في رضا الله عز وجل ومن هذه النصوص وهي كثير:

أنا حرب لمن حاربتم ‏ ‏وسلم ‏ ‏لمن سالمتم

عدد الروايات : (

1 )

سنن الترمذي

– المناقب عن رسول الله – ماجاء في فضل فاطمة ( ر ) –

رقم الحديث : ( 3805 )

‏- حدثنا ‏ ‏سليمان بن عبد الجبار البغدادي حدثنا ‏ ‏علي بن قادم ‏‏حدثنا أسباط بن نصر الهمداني ‏عن ‏‏السدي ‏عن ‏صبيح ‏مولى ‏أم سلمة ‏عن ‏زيد بن أرقم ‏

أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال ‏ ‏لعلي ‏ ‏وفاطمة ‏ ‏والحسن ‏ ‏والحسين ‏ ‏أنا حرب لمن حاربتم ‏ ‏وسلم ‏ ‏لمن سالمتم

‏ ، قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث غريب ‏ ‏إنما نعرفه من هذا الوجه ‏ ‏وصبيح ‏ ‏مولى ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏ليس بمعروف.

الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3805&doc=2

( فاطمة ( ع ) بضعة مني )

عدد الروايات : (

40 )

صحيح البخاري

– المناقب – مناقب قرابة رسول الله ( ص ) ومنقبة –

رقم الحديث : ( 3437 )

‏- حدثنا ‏ ‏أبو الوليد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إبن عيينة ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن دينار ‏ ‏عن ‏ ‏إبن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال :

‏‏فاطمة ‏ ‏بضعة مني

فمن أغضبها أغضبني . ‏

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3437&doc=0

مسند أحمد

– مسند العشرة المبشرين بالجنة – مسند أبي هريرة –

رقم الحديث : ( 7537 )

– ‏حدثنا ‏ ‏أبو أحمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الجحاف ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حازم ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏

من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني ‏ ‏يعني ‏ ‏حسنا ‏ ‏وحسينا .

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=7537&doc=6

وقد يقول قائل وهل في المسلمين من لا يحب آل البيت؟ فيجيبه التاريخ وهل سفك دم الحسين عليه السلام إلا قوم يدعون الإسلام وعدهم البعض مجتهدين فيما صنعوه. ثم إن للإيذاء أشكال عدة فبعض الأنبياء لم يصل الأذى إلى قتلهم لكن كانت له أشكال أخرى قاسية قد تكون باللفظ بما يستنقص مقاماتهم العالية وينسب لهم من الأعمال والصفات ما ليس فيهم وما قد يحط من أقدارهم العالية وهذا مبحث آخر فيه العجب العجاب مما تشيب له الولدان.

على أساس من هذا فإنه ليس المقصود بالنواصب عموم أهل السنة ولا حتى الكثير الكثيرة منهم بل هي قلة طغت في أحيان من التاريخ وبعض لبس لبوس العلم وناصب آل محمد العداء إما بالقتل أو بالتشويه بل إن البعض ممن اشتهر بين الناس علمه لم يترك فضيلة لعلي أو فاطمة أو حسن او حسين عليهم سلام الله إلا سعى في تفنيدها ولو رويت من أقوى الطرق بينما نجده يغض النظر عن مناقب بالعشرات ويعدها صحيحا وهي لم ترد إلا من ضعيف الروايات. فكيف نصف الرجل وقد دلت أفعاله على طويته تجاه العترة الشريفة.

مع ذلك لست أنكر وقد أسبقت القول في ذلك أن تراثنا يزخر ببعض النصوص التكفيرية التي يفسرها زمن التشاحنات والتخلف العام علميا وحضاريا وهي نصوص موجودة عند الطرفين و لا داعي لإلصاقها بمدرسة أهل البيت وحدها. فهل يجهل الإخوة المخالفون نصوصا تجابه فيها أتباع المذاهب الأربعة وقالوا فيها في بعضهم البعض ما لا يتصوره بال من ألوان السباب والشتيمة.

الفرق بين نظرتي وبين المخالف لهذه النصوص هو أنني أضعها في سياقها ولا أعطيها أكثر مما تستحق وأقول إن الأصل في المراجع الثقات للمذاهب أنهم أعلى كعبا وأرفع من السقوط في متاهة تعميم الأحكام على الآخرين.

ولو كانت تلك النصوص تعني أهل السنة بالمعنى الذي فهمه الأخ فكيف يتزاوج العراقيون وهم بين شيعة وسنة.

إن الواقع يدحض هذا الفهم المتطرف الذي استبد بصاحبه وجعله يحث الخطى نحو إلصاق التشويه بالشيعة بأي ثمن كان..حتى لو كان الثمن الحقيقة والمنطق.

ولعل ما يثبت اعتدال الرأي الشيعي في المسألة هو عين ما نقله الأخ من أقوال تلازمت فيها إدانة الناصبي وأهل الغلو فمن هم الغلاة؟

الغلاة هم ينسبون لي شخص من الأئمة أو العلماء ما لا يصح من الصفات التي ترفعهم عن حقيقة بشريتهم و توحي أو تدل على تأله لا قدر الله. والمتابع لمقالات الإمامية في هذا الصعيد يجد منهم غلظة في هذا المقام تثبت بلا شك حرصهم على عدم مجاملة كل ما فيه تجاوز للدين و الشرع في هذا المقام.

وعليه لا أرى من مصلحة للمسلمين في أن يكفر بعضهم البعض أو أن تشيع بينهم أراء متطرفة ليست من انفتاح أو سماحة الإسلام في شيء. وليفهم الجميع أن تكفير المسلم من شر ما يقع فيه المسلم وبالتالي فهو ليس ألعوبة يتسلى بها من هب ودب.

ولقد وضع النبي الكريم عليه وعلى آله السلام قاعدة عظيمة هي حكم جار علينا جميعا يضمن وحدتنا كمسلمين فقد قال أرواحنا له الفداء:

سباب المسلم فسوق وقتاله كفر

مسألة القول بأن مذهب السنة باطل:

هذه مضحكة مبكية لم أقف لها على معنى معقول..هل من العيب أن يرى بعضنا مذهب الآخر باطلا؟ أليس ذلك موقف طبيعيا ناجما عن الاختلاف في النظر لعدد من القضايا؟

إن القول ببطلان أراء الآخر تجدها تملأ الكتب والمصنفات وهي محور جدل بين الفرق الكلامية والفقهية والسياسية. فلما هذه الفزاعة التي تقوم على مصادرة أخرى تغفل مساحات الاتفاق الكثيرة بين المذاهب الإسلامية وخاصة بين الشيعة والسنة.

لكنني بالواقع أجد أن هذا الفهم المتشدد وشت بخلفيته تلك الألفاظ النابية التي نبه فيها أخ المسلمين من أن ينزلقوا في ظلمات الطرق أو أن

تتخطفهم الذئاب هكذا !!!!!!

كيف لك أخي أن تفهمهم أو أن تنصفهم وهذا رأيك فيهم بإطلاق دون توقف أو تصنيف أو تثبت؟

مسألة تحريف القرآن:

تحولت هذه القضية المفتعلة إلى حملة مفضوحة واسطوانة مكرورة يبدو أنها لن تتوقف، كما يبدو أن الهدف منها ليس إفحام الخصم أو إلزامه الحجة بقدر ما هو إثارة زوبعة حول هذه القضية الحساسة وجعل الشيعة أسرى لهذه الفرية يستنزفون الوقت والجهد في دفعها.

فإن لم يقتنع المحايد بالشبهة يكون على الأقل قد أحاطت بفكرته عن هذا المذهب شبهة أو شبهات يصعب إخماد نيرانها. علما وأن هذه الفرية ليست الوحيدة في بابها فقد سمعت من البسطاء ومن بعض أدعياء العلم ما تضحك منه الثكلى: أساطير وإشاعات وأخبار هي أنسب بكتب الخرافات وألف ليلة وليلة من أخبار الأمم الغابرة الغريبة.

ومع ذلك ولأن تونس تكاد تكون بعيدة عن هذا الداء فإن أغلب شعبها الطيب بل كله إلا من شذ لا يصدق هذه التهمة وكيف له أن يصدقها هو يرى ويسمع القرآن الكريم يتلى آناء الليل وأطراف النهار في تلفزيون المنار وفي إذاعة النور وفي تلفزيون الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي غيرها من القنوات الإعلامية الشيعية؟

لن يصدق هذه الفرية العظيمة وهو يرى الشيعة يحتفلون كل يوم وساعة بالقرآن المجيد ويحتفون بحفاظه وقرائه من مختلف الدول. فهل يتقي الأخ ربه وهو الذي يستطيع أن يدخل على أي موقع شيعي على الإنترنت ليجد مئات التفاسير التي تفسر القرآن نفس القرآن الذي هو بيد المسلمين اليوم..فأين هو القرآن المزعوم وأين هي سورك المفبركة؟

وهل من أخلاق المسلم أن يأتي بالشاذ ويجعله دليلا على الأكثرية الساحقة؟ هل فكرتم في مصلحة الإسلام والمسلمين وأنتم تشيعون عن جزء كبير منهم هذا القول الخطير؟

هل يحق لي أن أعاملكم بالمثل؟ نعم لقد اضطررتموني لذلك لأن السيل بلغ الزبا بالفرية القبيحة وليس من مناص.

إن كنت تستدل بكتاب فصل المقال وهو بريء مما ألصقته به بكتاب سني نشر وطبع في مصر المحروسة وهو يسبح في إثبات تحريف القرآن إلى النخاع قبل أن يسحب من الأسواق لدرء ضرره:

هاكم الرابط أحبتي وانظروا في من بيته من زجاج ويرمي غيره بالحجر:

http://www.albrhan.org/wthaeq/books/tahrif/al-furqan/pa1.html

لكنني لن أكون على مثل تطرفك بل سأقول مستهديا الاعتدال الذي علمتنيه مدرسة الإمامية إن هذا الكتاب لا يمثل أهل السنة وهو على الأغلب مدسوس عليهم أو كتبه من هو ليس بسني أو شيعي ما دام يخرج عن واحدة من كبريات ثوابتهم.

لن أسارع إلى تكفير إخوتي الأحبة وهم جناح الأمة الأكبر والمحبون لكتاب الله الموقنين بأنه مصون عن التحريف.

وفيما يتعلق بفصل الخطاب الذي كتبه الطبرسي والذي تحول إلى ما يشبه الكنز المخبوء الذي تفتق العقل الوهابي عن « كشفه » والترويج له كدليل قاطع أقول للقارئ الكريم عن هذا الكتاب بالذات هو حجة للشيعة وليس دليلا عليهم ولنفهم هذه الفرية نلفت الانتباه إلى أن عنوان الكتاب لا يعني كما قد يوحي بذلك بأن الطبرسي يؤمن بتحريف القرآن.

فهو قول فصل فيمن بذل جهدا لتحريف القرآن..فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب أي في قضية إثبات تحريف الكتاب. فالعنوان لا يحمل أي مدلول سلبي على هذا الصعيد.

أول من تلقف الكتاب كاتب باكستاني عاش واقتات ومات على موائد آل سعود وفعل كل شيء لنصرتهم في خصومتهم بالنيابة عن أمريكا مع الجمهورية الإسلامية ولكي يكسر تعاطف المسلمين مع الثورة لعب على هذا الجانب وكان كتاب الطبرسي مطية لكذبه المذهل والذي سيلقى الله به يوم يقوم الحساب ليرى عمله.

يتكون الكتاب أيها الأحبة من إثنا عشر فصلا سخرهم الطبرسي لجمع الروايات الدالة على التحريف وتصنيفها ثم التمهيد للحكم فيها. أحد عشر فصلا كلها من روايات أهل السنة من صحاحهم الستة وغيرها مما دعوه هم نسخ التلاوة. بينما الفصل الأخير كان من روايات شيعية ضعيفة لم يثبت لها سند أو تأويل صحيح.

غير أن الرجل وهو منتم للمدرسة الإخبارية المغرمة بجمع الأخبار وتكديسها غلبته نصوصه ولم يوف نقدها حقه مع أنه صرح وبوضوح أنها باطلة لا تقوم دليلا على تحريف القرآن المجيد.

وبلغة المناهج الحديثة عرف بحثه خللا كميا بحيث أن من يقرأ الكتاب لا ينفض من صفحاته إلا وقد بقيت في ذهنه شكوك لا يقطعها الكم القليل المخصص لتفنيد تلك الروايات.

قال المحقق هادي معرفة حفظه الله حال كلامه عن

فصل الخطاب :  » أما الروايات الخاصة ، والتي استند إليها – المحدث النوري – لإثبات التحريف سواء أكانت دالة بالعموم على وقوع التحريف أم ناصّة على مواضع التحريف ، فهي تربو على الألف و مائة حديث (1122) منها (61) رواية دالة بالعموم و (1061) ناصة بالخصوص ، حسبما زعمـه .

لكن أكثريّتها الساحقة نقلها من أصول لا إسناد لها ولا اعتبار

،

من كتب ورسائل ، إما مجهولة أو مبتورة أو هي موضوعة لا أساس لها رأساً

. والمنقول من هذه الكتب تربو على الثمانمائة حديث (815) و بقي الباقي (307) وكثرة من هذا العدد ترجع إلى اختلاف القراءات مما لا مساس لها بمسألة التحريف وهي (107) و البقية الباقية (200) رواية ، رواها من كتب معتمدة ، وهي صالحة للتأويل إلى وجه مقبول أو هي غير دالة على التحريف وإنما أقحمها النوري إقحاما في أدلة التحريف  » .  

يؤيد ذلك أن الرجل كما يذكر أقرب تلامذته عانى من سوء الفهم هذا وهمه ما ظن به و أعلن مرارا وتكرارا براءته من القول بالتحريف.

فما دام الأمر كذلك لما التهويل واختلاق الفريات وحمل مئات الملايين على كتاب يتيم تقريبا مثير للجدل؟

أتركك لكم الإجابة فهي لن تعيي كل ذي بصر وبصيرة.

ولعل المخالف العزيز قد اقترب من الصواب عندما اعترف بنفسه إنصافا بأن أكثر العلماء تصدوا لمنحى الطبرسي ووجدوا نفعه أقل بكثير من ضرره. فمادام ذلك كذلك كيف تعود لتقول إنك لا تجد أساسا للتقارب معهم لأنهم (وبالإطلاق المعهود) يعتقدون بالتحريف!!! أليس هذا هو عين التناقض؟

ولكي يكون الحديث بدليله مرة أخرى وحتى نتجاوز هذه القضية ونزف البشرى للمسلمين جميعا بان القرآن كان وما يزال وسيبقى حجة الله البالغة على خلقه..لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: معجزة الدهر الخالدة نسوق لهم الأدلة القاطعة على رأي مدرسة أهل البيت في قضية القرآن:

( خلاصة ردود علماء الشيعة في التحريف )

عدد العلماء : (

29 )

الإمام الخميني ( ر )

– تهذيبب الأصول –

الجزء : ( 2 ) – رقم الصفحة : ( 165 )

بقلم السبحاني

[

النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

الإمام الخميني

: فقد قال :

أن الواقف على عناية المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وضبطه ، قراءة وكتابه ، يقف على بطلان تلك المزعومة وما ورد فيه من أخبار حسبما تمسكوا …….

أما ضعيف لا يصلح للإستدلال به ، أو مجعول تلوح عليه أمارات الجعل ، أو غريب يقضي بالعجب . أما الصحيح منها فيرمي إلى مسألة التأويل والتفسير ،

وأن التحريف أنما حصل في ذلك لا في لفظه وعبارته وتفصيل ذلك يحتاج إلى تأليف كتاب حافل ببيان تاريخ القرآن والمراحل التي قضاها طيلة القرون . ويتلخص في أن الكتاب العزيز هو عين ما بين الدفتين . لا زيادة ولا نقصان ……

إلى آخره .

علي بن إبراهيم القمي

– تفسير القمي –

الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 26 )

علي بن إبراهيم القمي

: وهذا بخلاف القرآن الحكيم فان مكتوبا مدونا في زمان الرسول (ص) عند امير المؤمنين (ع) على قول أو كان مكتوبا متفرقا على الواح وعسب والفه الخلفاء على قول آخر

مع اجماع الفريقين على ان ما بين الدفتين كله من الله تعالى فهو باق على اعجازه منزه عن الدخل في حقيقته ومجازه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

، متحد على اعلانه القويم القديم قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .

العلامة المجلسي

– بحار الأنوار –

الجزء : ( 9 ) – رقم الصفحة : ( 113 )

– العلامة المجلسي

: إنا نحن نزلنا الذكر أي القرآن وإنا له لحافظون عن الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف ، وقيل : نحفظه من كيد المشركين فلا يمكنهم إبطاله ولا يندرس ولا ينسى ، وقيل : المعنى : وإنا لمحمد حافظون .

الشيخ علي الكوراني العاملي

– تدوين القرآن –

رقم الصفحة : ( 40 )

– رأي الشيخ علي الكوراني العاملي :

وفتاوى علماء الشيعة بعدم تحريف القرآن الذين يمثلون الشيعة في كل عصر هم علماؤهم ، فهم الخبراء بمذهب التشيع لأهل البيت (ع) ، الذين يميزون ما هو جزء منه وما هو خارج عنه . . وعندما نقول علماء الشيعة نعني بالدرجة الأولى مراجع التقليد الذين يرجع إليهم ملايين الشيعة ويقلدونهم ، ويأخذون منهم أحكام دينهم في كيفية صلاتهم وصومهم وحجهم ، وأحكام زواجهم وطلاقهم وإرثهم ، معاملاتهم . . فهؤلاء الفقهاء ، الذين هم كبار المجتهدين في كل عصر ، يعتبر قولهم رأي الشيعة ، وعقيدتهم عقيدة الشيعة . ويليهم في الإعتبار بقية العلماء ، فهم يعبرون عن رأي الشيعة نسبيا . . وتبقى الكلمة الفصل في تصويب آرائهم وأفكارهم لمراجع التقليد . وقد صدرت فتاوى مراجع الشيعة في عصرنا جوابا على تهمة الخصوم فأجمع مراجعهم على أن اتهام الشيعة بعدم الاعتقاد بالقرآن افتراء عليهم وبهتان عظيم ،

وأن الشيعة يعتقدون بسلامة هذا القرآن وأنه القرآن المنزل على رسول الله

(ص)

دون زيادة أو نقيصة . .

.

الشيخ علي الكوراني العاملي

– تدوين القرآن –

رقم الصفحة : ( 41 )

المصدر :

كتاب اعتقادات الأمامية المطبوع مع شرح الباب الحادي عشر – رقم الصفحة : (

93 و 94

)

– رأي الشيخ الصدوق :

إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد (ص) هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة ، وعندنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة ، ولإيلاف وألم تر كيف

سورة واحدة ( يعني في الصلاة ) ومن نسب إلينا أنا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب

.

الشيخ علي الكوراني العاملي

– تدوين القرآن –

رقم الصفحة : ( 41 )

– رأي الشيخ المفيد :

وأما الوجه المجوز فهو أن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان ، وما أشبه ذلك مما لا يبلغ حد الإعجاز ، ويكون ملتبسا عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن ، غير أنه لابد متى وقع ذلك من أن يدل الله عليه ، ويوضح لعباده عن الحق فيه . ولست أقطع على كون ذلك ،

بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه

.

الشيخ علي الكوراني العاملي

– تدوين القرآن –

رقم الصفحة : ( 41 )

– رأي الشريف المرتضى :

المحكي أن القرآن كان على عهد رسول الله (ص) مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن

، فإن القرآن كان يحفظ ويدرس جميعه في ذلك الزمان ، حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وأنه كان يعرض على النبي (ص) ويتلى عليه ، وأن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي (ص) عدة ختمات .

وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعا مرتبا غير منثور ، ولا مبثوث

.

الشيخ علي الكوراني العاملي

– تدوين القرآن –

رقم الصفحة : ( 42 )

التبيان

– الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 42 ) – طبعة النجف

– رأي الشيخ الطوسى :

وأما الكلام في زيادته ونقصانه ، فمما لا يليق به أيضاً ، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح

من مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى رحمه الله وهو الظاهر في الروايات .. ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته ، والتمسك بما فيه ، ورد ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه . وقد روي عن النبي (ص) رواية لا يدفعها أحد أنه قال إني مخلف فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر . لأنه لا يجوز أن يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به . كما أن أهل البيت (ع) ومن يجب اتباع قوله حاصلٌ في كل وقت . وإذا كان الموجود بيننا مجمعاً على صحته ، فينبغي أن نتشاغل بتفسيره ، وبيان معانيه ، ونترك ما سواه ).

الطبرسي

– تفسير مجمع البيان –

الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 15 و 42 )

– رأي الشيخ علي الطبرسي :

فإن العناية اشتدت ، والدواعي توفرت على نقله وحراسته ، وبلغت إلى حد لم يبلغه فيما ذكرناه ، لأن القرآن معجزة النبوة ، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية ، حتى عرفوا كل شئ إختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيرا ، أو منقوصا مع العناية الصادقة ، والضبط الشديد

.

– ومن ذلك :

الكلام في زيادة القرآن ونقصانه فإنه لا يليق بالتفسير . فأما الزيادة فيه : فمجمع على بطلانه . وأما النقصان منه : فقد ررى جماعة من أصحابنا ، وقوم من حشوية العامة ، أن في القرآن تغييرا أو نقصانا ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه

.

الفيض الكاشاني

– تفسير الصافي –

الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 51 )

– رأي محمد الفيض الكاشاني :

قال الله عزوجل وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وقال إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

، فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير ؟ !

وأيضا قد استفاض عن النبي (ص) والأئمة (ع) حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له ، وفساده بمخالفته ،

فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفا فما فائدة العرض ، مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله ، مكذب له ، فيجب رده ، والحكم بفساده

.

– بعد أن نقل روايات توهم وقوع التحريف في كتاب الله قال

أقول : ويرد على هذا كله إشكال وهو أنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شئ من القرآن إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفا ومغيرا ويكون على خلاف ما أنزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلا فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك ، وأيضا قال الله عز وجل :

وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من

خلفه

. وقال :

إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير ، وأيضا قد استفاض عن النبي ( (ص) ) والأئمة ( (ع) ) حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له وفساده بمخالفته فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفا فما فائدة العرض مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله.

الشيخ جعفر كاشف الغطاء

– كشف الغطاء – رقم الصفحة : ( 298 )

– رأي الشيخ جعفر كاشف الغطاء :

لا زيادة فيه من سورة ، ولا آية من بسملة وغيرها ، لا كلمة ولا حرف . وجميع ما بين الدفتين مما يتلى كلام الله تعالى بالضرورة من المذهب بل الدين ، وإجماع المسلمين

، وأخبار النبي (ص) والأئمة الطاهرين (ع) ، وإن خالف بعض من لا يعتد به في دخول بعض ما رسم في اسم القرآن . . .

لا ريب في أنه محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما دل عليه صريح القرآن ، وإجماع العلماء في جميع الأزمان ، ولا عبرة بالنادر

.

العلامة الحلي

– نهاية الأصول مبحث التواتر.

– رأي العلامة الحلي :

وأتفقوا على أن ما نقل إلينا متواتراً من القرآن فهو حجة …..

.

السيد العاملي

– في مفتاح الكرامة – الجزء : ( 2 ) – رقم الصفحة : ( 390 ).

– السيد العاملي :

والعادة تقضي بالتواتر في تفاصيل القرآن من أجزائه وألفاظه وحركاته وسكناته ووضعه في محله ، لتوفر الدواعي على نقله من المقر لكونه أصلا لجميع الأحكام ، والمنكر لإبطاله لكونه معجزاً . فلا يعبأ بخلاف من خالف أو شك في المقام

.

الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي :

ومن له تتبع في التاريخ يعلم علماً يقيناً بأن القرآن ثبت بغاية التواتر ، وبنقل آلف من الصحابة ، وأن القرآن كان مجموعاً في عهد رسول الله ( ص )

.

الشيخ البلاغي

– آلاء الرحمن – الجزء : ( 1 )

– الشيخ البلاغي :

ومن آجل تواتر القرآن الكريم بين عامة المسلمين جيلا بعد جيل ، أستمرت مادته وصورته وقرأته المتداولة على نحو واحد ، فلم يؤثر شيئاً على مادته وصورته ما يروى عن بعض الناس من الخلاف في قرأته من القراء السبع المعروفين وغيرهم

.

المحقق الكلباسي

– البيان في تفسير القرآن – رقم الصفحة : ( 234 ).

– المحقق الكلباسي :

أن الروايات الدالة على التحريف مخالفة لإجماع الأمة إلا من لا إعتداد به

.

– المرتضى علي بن الحسين علم الهدى :

المتوفي في 436 – قال في رسالته الجوابية الأولى عن المسائل الطرابلسيات :- إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة .

فان العناية إشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته . وبلغت إلى حد لم يبلغه فيما ذكرناه ، لأن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية ، حتى عرفوا كل شئ أختلف فيه من أعرابه وقرائته وحروفه وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيراً ومنقوصاً

، مع العناية الصادقة والضبط الشديد إلى أن يقول – إن من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم ، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخباراً ضعيفة ظنوا صحتها ، لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته )

مجمع البيان – الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 15 )

وهذا قول صريح واضح .

الفاضل التوني

– الوافية – رقم الصفحة : ( 147 )

– الفاضل التوني :

والمشهور : أنه محفوظ ومضبوط كما أنزل ، لم يتبدل ولم يتغير ، حفظه الحكيم الخبير ، قال الله تعالى :

إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .

الشيخ جواد البلاغي

– آلاء الرحمن في تفسير القرآن –

الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 26 )

– شيخ علي بن عبد العالي الكركي

: المتوفي سنة 938 هـ صنف في نفي النقيصة رسالة مستقلة جاء فيها

إن ما دل على الروايات من النقيصة لا بد من تأويلها أو طرحها فأن الحدث إذا جاء على خلاف الدليل من الكتاب والسنة المتواترة والإجماع ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه وجب طرحه

.

*مجموعة من المؤلفات الشيعية تنفي التحريف*

عدد المصادر : (

18 )

1

– السيد حامد حسين – صاحب كتاب عبقات الأنوار المتوفى سنة 1306 هـ له موسوعة في عشرة مجلدات إستفتاء الأحكام إستقصى فيها البحث في عدم التحريف وأتي فيها بما لا مزيد عليه.

2

– الميرزاء محمود بن أبي القاسم الطهراني من أعلام القرن الرابع – له كتاب

كشف الارتياب عن تحريف كتاب رب الأرباب

رد فيه على الزاعمين بالتحريف . أعيان الشيعة ترجمة المذكور أعلاه .

3

– الشيخ رسول جعفريان له كتاب

أكذوبة تحريف القرآن

، طبع سنة 1406 هـ .

4

– الميرزاء مهدي البروجردي له كتاب

كتابات ورسالات حول إثبات عدم التحريف

، طبع في إيران.

5

– السيد هبه الدين الشهرستاني له كتاب

التنزيه في إثبات صيانة المصحف الشريف من النسخ و النقص والتحريف

، معجم ريان الفكر في النجف الأشرف ج2 ص 762 .

6

– محمد علي بن السيد محمد صادق الأصفهاني له

عدم التحريف في الكتاب ،

المصدر السابق ج2 ص 789 .

7

– علي محمد الأصفى له

فصل الخطاب في نفي تحريف الكتاب

المصدر السابق ج1ص 46.

8

– السيد محمد حسين الجلالي له

نفي التحريف والتصحيف

، المصدر السابق ج1 ص 357 .

9

– السيد مرتضى الرضوي له

البرهان على عدم تحريف القرآن

، طبع في بيروت .

10

– العلامة الشعرائي رد على الكتاب المؤلف في التحريف ونقضه فصلا فصلا ، طبع ضمن كتاب

ثمان رسائل عربي

.

11

– العلامة حسن الأملى له كتاب

فصل الخطاب في عدم تحريف كتاب رب الأرباب

، طبع ضمن كتاب ( ثمان رسائل عربي ) .

12

– السيد علي الميلاني له كتاب

التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف

، طبع في إيران وهو متداول .

13

– الشيخ محمد هادي معرفه له كتاب

صيانة القرآن من التحريف ،

طبع في إيران وهو متداول.

14

– السيد أمير محمد القزويني له كتاب

القائلون بتحريف القرآن

جاء فيه أما الشيعة فقد أثبتوا من عصر نزول القرآن الكريم على النبي ( ص ) وحتى قيام الساعة أنهم يتبرؤون أشد البراءة ممن يقول بتحريفه .

15

– المرجع الديني الكبير السيد صدر الدين الصدر له

رسالة في إثبات عدم التحريف

، علماء ثغور الإسلام ج2 ص 535 .

16

– الشيخ آغابزرك الطهراني له

النقد اللطيف في نفي التحريف ،

الذريعة 16 ص 232 .

17

– مؤسسة سلسلة المعارف الإسلامية

سلامة القرآن من التحريف

، إصدار مركز الرسالة إيران .

السيد علاء الدين السيد أمير محمد القزويني له كتاب

شبهة القول بتحريف القرآن عند أهل السنة

، طبع في بيروت .

ودعنا في هذا المقام نذكر أهل الإنصاف من أعلام الأمة وعلمائها الذين لم يفتهم ما كدسته من روايات ومع ذلك علموا أن الأمر لا يعدو نصوصا موضوعة ضعيفة لا تقوم دليلا في الجزئيات فضلا عن العقائد الكلية: وهاكم سادتي نزرا منهم وقارنوا إنصافهم بإجحاف غيرهم:

المنصفون من أهل السنة ينفون هذه الفرية عن الشيعة

لو اقتصر تكذيب هذه الفرية على أكابر الشيعة لكان من العجب أن يتمسك أولئك الأعراب بافتراءاتـهم ، ولكن ما يصدم العقل البشري أن كثيرا من علماء أهل السنة نفوا تلك الفرية عن الشيعة جملة وتفصيلا ، ومع ذلك تُصْدَم بأن الوهابية – نعوذ بالله العظيم مما ابتلاهم الله به من سوء سريرة – صموا وعموا حتى عن أقوال بني جلدتـهم وأهل الفضل منهم ، وهذه بعض كلماتـهم :

يقول الشيخ محمد أبو زهرة :  » القرآن بإجماع المسلمين هو حجة الإسلام الأولى وهو مصدر المصادر له ، وهو سجل شريعته ، وهو الذي يشتمل على كلّها و قد حفظه الله تعالى إلى يوم الدين كما وعد سبحانه إذ قال{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر/9). وإن إخواننا الإمامية على اختلاف منازعهم يرونه كما يراه كل المؤمنين « .

وقال : » إن الشريف المرتضى وأهل النظر الصادق من إخواننا الإثنا عشرية قد اعتبروا القول بنقص القرآن أو تغييره أو تحريفه تشكيكا في معجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم واعتبروه إنكارا لأمر علم من الدين بالضرورة « .

وقال الشيخ رحمة الله الهندي :

 » القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية محفوظ من التغيير والتبديل ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه،فقوله مردود غير مقبول عندهم « . وقال الشيخ محمد الغزالي :  » سمعت من هؤلاء يقول في مجلس علم : أن للشيعة قرآنا آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف ! فقلت : أين هذا القرآن ؟ ! ولـماذا لم يطلع الإنس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل ؟ لمـاذا يساق هذا الافتراء ؟ … ولمـاذا هذا الكذب على الناس وعلى الوحي  » . وقال محمد علي الزعبي :  » لقد اتفق المسلمون – ويحز في قلبي الألم حين أصفهم بالسنة والشيعة بعد أن دعاهم الله مسلمين ورضي لهم الإسلام دينا – اتفقوا على عصمة القرآن وحفظه منذ عهد نـزوله حتى الآن فالسنيون على تعداد مذاهبهم الفقهية المعروفة ، والتي أصبحت في ذمة التاريخ ، والشيعة ، سواء أكانوا إماميه اثني عشرية أو زيدية أو إسماعيلية : بـهرة أم موحّدين أم أغاخانية… جميعهم ينظرون كتاب الله الموجود بين أيدي الناس معصوما محفوظا كما أنزل ، ويعتقدون أنه هو نفسه الذي أنزله الله لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ووصل الناس دون زيادة أو نقص ، نعم هذا ما اتفق عليه مسلمو العالم في جميع عصورهم وهذا ما سجله مؤلفوهم ومحققوهم ومخلصوهم ولو أردنا أن نقول للقارئ راجع كتاب كذا وصفحة كذا لأذهبنا سجلا بأسماء الكتب  » ( 3 ) . وقال البهنساوي :  » إن الشيعة الجعفرية ألاثني عشرية يرون كفر من حرّف القرآن الذي أجمعت عليه الأمة منذ صدر الإسلام … وإن المصحف الموجود بين أهل السنة هو نفسه الموجود في مساجد وبيوت الشيعة وأنه لا يوجد منهم في عصرنا من يقول بما جاء في بعض كتبهم القديمة عن مصحف فاطمة بل يقولون إن هذه روايات غير صحيحة مردودة كما أن أئمة الشيعة في عصرنا يؤكدون ذلك  » ( 4 ) .

وقال الأستاذ محمد المديني عميد كلية الشريعة بالجامعة الأزهرية :

 » وأمّـا أن الإمامية يعتقدون نقص القرآن ، فمعاذ الله . إنما هي روايات رويت في كتبهم ، كما روي مثلها في كتبنا . وأهل التحقيق من الفريقين قد زيّفوها ، وبينوا بطلانـها وليس في الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك كما أنه ليس في السنة من يعتقده « .

وقال أيضا :  » وقد ألّف أحد المصريين كتابا اسمه ( الفرقان ) حشاه بكثير من أمثال هذه الروايات السقيمة المدخلة المرفوضة ، ناقلا لها عن الكتب والمصادر عند أهل السنة ، وقد طلب الأزهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب بعد أن بين بالدليل والبحث العلمي أوجه البطلان والفساد فيه ، فاستجابت الحكومة لهذا الطلب وصادرت الكتاب ، فرفع صاحبه دعوى يطلب فيها تعويضا ، فحكم القضاء الإداري في مجلس الدولة برفضها .

أفيقال أنّ أهل السنة ينكرون قداسة القرآن ؟ أو يعتقدون نقص القرآن لرواية رواها فلان ؟ أو لكتاب ألفه فلان ؟ فكذلك الشيعة الإمامية ، إنما هي روايات في بعض كتبهم كالروايات التي في بعض كتبنا  » ( 1 ) .

قال الدكتور محمد عبد الله دراز :  » ومهما يكن من أمر فإن هذا المصحف هو الوحيد المتداول في العالم الإسلامي ، بـما فيه فرق الشيعة ، ومنذ ثلاثة عشر قرنا من الزمان ، و نذكر هنا رأي الشيعة الإمامية – أهم فرق الشيعة – ثم ذكر كلام الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه  » ( 2 ) . وقال الدكتور علي عبد الواحد وافي : » يعتقد الشيعة الجعفرية كما يعتقد أهل السنة أن القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل المنـزل على رسوله المنقول بالتواتر والمدوّن بين دفتي المصحف بسوره وآياته المرتبة بتوقيف من الرسول صلوات الله وسلامه عليه ، وأنه الجامع لأصول الإسلام عقائده وشرائعه و أخلاقه ، والخلاف بيننا وبينهم في هذا الصدد يتمثل في أمور شكلية وجانبية لا تمس النص القرآني بزيادة ولا نقص ولا تحريف ولا تبديل ولا تثريب عليهم في اعتقادهم  » .

وقال أيضا :  » أما ما ورد في بعض مؤلفاتـهم من آراء تثير شكوكا في النص القرآني وتنسب إلى بعض أئمتهم ، فإنـهم لا يقرونـها وتعتقدون بطلان ما تذهب إليه ، وبطلان نسبتها إلى أئمتهم ولا نعدها من مذهبهم ، مهما كانت مكانة رواتـها عندهم ومكانة الكتب التي وردت فيها …وقد تصدى كثير من أئمة الشيعة الجعفرية أنفسهم لرد هذه الأخبار الكاذبة وبيان بطلانـها وبطلان نسبتها إلى أئمتهم وأنـها ليست من مذهبهم في شيء  » .

وقال الدكتور محمد عزة دروَزة : » وبحيث يمكن القول بجزم بناء على ذلك إن ما ورد في الروايات التي جلها أو كلها غير وثيق السند مع ذلك من زيادات أو نقص في الكلمات والآيات والسور ، ومن مخالفة للترتيب لم يثبت عند الملأ من أصحاب رسول الله وناتج عن وهم وخطأ ، ولبس وعدم تثبت فأهمل ، ومنه ما يصح القول بقـوة : إنـه مخـترع و مـدسـوس بنيـة سيئـة وقصد مغـرض . وجمهور العلماء والمـؤلفيـن مجمـعون على هذه الحقائـق بدون خـلاف ، ومن جملة ذلك علماء ومؤلفو الشيعة الإمامية  » . وقال مصطفى الرافعي :  » والقرآن الكريم هو الموجود الآن بأيدي الناس من غير زيادة و لا نقصان . وما ورد من أنّ الشيعة الإمامية يقولون بأن القرآن قد اعتراه النقص …هذا الادعاء أنكره مجموع علماء الشيعة الأعلام … فالقرآن الكريم -إذن هو عصب الدولة الإسلامية ، تتفق مذاهب أهل السنة مع مذهب الشيعة الإمامية على قداسته ووجوب الأخذ به . وهو نسخة موحدة لا تختلف في حرف ولا رسم لدى السنة والشيعة الإمامية في مختلف ديارهم وأمصارهم  » . وها قد أوردنا كلمات علماء الإمامية ومراجعهم في سلامة القرآن من التحريف وأتبعناهم ثم الآخرين من علماء أهل السنة وكلهم متفقون على تكذيب من يرمي الشيعة بـهذه الفرية ، وكلماتـهم واضحة صريحة في اعتقاد الشيعة بسلامة القرآن من التحريف من ألفه إلى يائه بلا زيادة أو نقصان ، ومن نسب لـهم خلاف ذلك فهو كاذب مفتر عليهم ، وبعد أن شهد شاهد من أهلها ، هل بقي مجال للادعاءات الباطلة والافتراءات الزائفة ؟!

علما وأن البعض يحاول إلزام الشيعة بصحة كل روايات الكافي !! ، وهذا مضحك للغاية ! إذ الكافي (كتابـنا ) لا كتاب الوهابية ! ونحن أدرى بكتبنا منهم ! ، ولكن كما قيل ( لأمر ما جذع قصير أنفه )

فهم يذكرون هذا في مقدمة كتبهم استغفالا منهم لعوامهم ولإقناعهم بأن الكافي عند الشيعة مثل البخاري ومسلم عند أهل السنة ، كل ما فيه صحيح ! ، وهذا – كالعادة – كذب على جمهور الشيعة بل على كل الشيعة في زماننا ، والأغرب أنـهم يقومون بذكر مدح علماء الشيعة لكتاب الكافي كدليل على صحة كل ما فيه !! ، فهل القول بأنه من أفضل الكتب ، أو أنه جليل القدر ، أو أنه لم يصنف مثله ، أو أنه أصح الكتب وأتقنا يعني أنه لا يوجد فيه روايات ضعيفة وغير مقبولة عند الشيعة ؟! ، نعم هذا الكلام يدل على أنه جليل القدر وعظيم المنـزلة ولم يصنف مثله وأصح الكتب وأتقنها بالقياس إلى غيره من الكتب ، وهذا غير الحكم بصحة كل ما فيه من الروايات ، فهذا لا يقول به الشيعة .

ولعل جماع القول في هذا الباب هو أن الشيعة لا يقولون كما السنة أن كتبهم الأربعة المعتمدة ليست بصحاح كما هو حال صحاح السنة الستة التي يلتزمون بكل ما روي بين دفتيها ويذودون على كل ما احتوته من نصوص باعتبارها السنة الصحيحة.

ولذا ف،هم اعترفوا ومنذ البداية أن فيها روايات ضعيفة و مناكير و تخليطات ليست من الدين الصحيح في شيء، جمعها من جمعها إما بدافع التدليل على الإحاطة أو تأثرا بالإخباريين ولم يمنع ذلك من ازدهار النقد الرجالي والمتوني الذي رد تلك الروايات ولم يلق لها بالا ولم يعد الاحتفاظ بها إلا من باب الأمانة التاريخية التي تتطلب إبقاء الكتاب على حاله من المحتوى يتبعه نفس التقويم الذي يعطيه حقه من النقد دون غلو لا علمي.

وعلى هذا المحمل تحمل كل الروايات التي تبقى في النهاية روايات، فيكيف التذكير بأن روايات التحريف أخبار أحاد كلها عند الشيعة والسنة حتى تسقط مرة واحدة عن الاعتبار لأنها ظنية لا تنهض دليلا على العقائد التي لا تثبت إلا عن طريق التواتر القطعي..وهذا في تقديري مخرج في مصلحة الجميع يحفظ للعلم كلمته، تماما كما يدرأ الشبهة ويخرجنا من دوامتها الفارغة إلا من ألأحقاد الطائفية الرخيصة.

وفي الغد عودة لأمور أخرى نجيب فيها على نقاط مثارة في المقالين الأخيرين للأخوين الكريمين الذي حاولنا الإجابة عليهما سوية وتنوير الناس بما يبرئ ذمتهم وذمتنا والله من وراء القصد..


استراتيجي مصري

..

المد الإيراني يتم على حساب الأمن القومي العربي

القاهرة

– 16 – 1 (كونا) — حذر رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط الدكتور محمد شفيق من « الامتداد والانتشار الايراني في المنطقة » معتبرا أنه « يتم على حساب متطلبات الامن القومي العربي« .

وقال شفيق في كلمة امام المؤتمر السنوي للمركز الذي بدأ اعماله اليوم

« ان المد الايرانى ينقل منطقة الشرق الاوسط بأكملها في ظل المواجهة الايرانية الامريكية وكذلك الاسرائيلية الى مستوى من التوتر وتهديد للاستقرار« .

واضاف انه يجب التسليم بأن ايران احدى القوى السياسية الاقليمية الفاعلة فى المنطقة لها مصالحها وتسعى لامتلاك ادوات تحقق لها هذه المصالح موضحا ان دور ايران تجاوز منطقة الخليج الى منطقة الشرق الاوسط وأصبح لها تأثير في العراق ولبنان وفلسطين مما أتاح لها الكثير من أوراق المساومة في اطار تعاونها مع القوى الدولية بخصوص ملفاتها الذاتية

.

ورأى ان المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التوتر وانه اذا كانت سياسة امريكا قد هيأت الارضية فان مجمل الحركة الايرانية التي استفادت من ذلك تواصل السعي لامتلاك مزيد من أدوات السيطرة في اطار معركتها المقبلة مع واشنطن وتل أبيب

.

من جانبه قال نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية الدكتور محمد ابراهيم شاكر

« اننا مقبلون على مفترق طريق مهم فى القضية الايرانية الشائكة » مشيرا الى ان اخفاء ايران لانشطة تخصيب اليورانيوم لفترة طويلة أثار المخاوف لدى الدول الغربية من أن اخفاء هذه الانشطة يؤكد ان ايران نواياها عسكرية.

ولفت شاكر الى أن هناك قلقا من النظام السياسي الايراني في ضوء

« هجومه الصريح على اسرائيل والصهيونية والدعوة لازالة اسرائيل من الخريطة » اضافة الى تعقد الازمة النووية الايرانية بعد بحث طويل في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحالة الموضوع لمجلس الامن الذي اصدر قراره بتوقيع عقوبات على ايران في ديسمبر الماضي.

وحذر شاكر من التصعيد الاخير بالنسبة للعراق بارسال قوات امريكية جديدة أكثر من 20 ألفا مع ارسال حاملة طائرات وصواريخ باتريوت معتبرا أنه مؤشر لتصعيد الحملة ضد ايران.

وأوضح انه

« عند بحث المشروع النووي الايراني لابد ان يكون للعرب موقف يحقق في نفس الوقت الحقوق العربية مستقبلا في حالة الاستثمار في توليد الطاقة النووية من أجل الاغراض السلمية« .

وأكد ضرورة ان يكون هناك حوار مفتوح بين الدول المصدرة للتقنية النووية والدول المتلقية لها موضحا ان من شأن هذا الحوار التوصل لخطوط ارشادية للتعاون في هذا المجال

.

واشار الى ان الدول المصدرة للتقنية النووية تفرض حذرا على الاستثمار فى اثراء اليورانيوم أو المياه الثقيلة او اعادة معالجة الوقود مستندة في ذلك الى ان هذه التقنيات قد تكون بداية الطريق لتوفير خيار نووي عسكري

وطالب شاكر ايران بضرورة التصديق على البروتوكول الاضافي للمعاهدة الدولية لمنع الانتشار النووي والالتزام بتعهداتها في اتفاقية الضمانات الموقعة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

.

وقال ان على ايران ان تتعهد بألا تزيد النسبة الانشطارية للوقود المستخدم في المفاعلات النووية ما بين

3 – 4 بالمائة مشددا على ان يكون ذلك تحت رقابة دولية.

وأشار الى أن القضية النووية الايرانية تحوطها معايير مزدوجة تبذل فيها كل الضغوط على ايران في حين لاتبذل أي جهود على اسرائيل التي تهدد بالفعل المنطقة مؤكدا انه

« يجب ان يكون للدول العربية موقف عادل ومنصف ازاء هذه القضية« .

وحذر من سير ايران في الطريق العسكري وهو

« طريق محفوف بالاخطار والتهديدات للجميع« .

واكد شاكر انه يجب فتح قنوات جديدة للاسراع بانشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط تضم كل من ايران واسرائيل اضافة الى الدول العربية والدعوة الى عقد مؤتمر دولي لانشاء هذه المنطقة في اطار البيان الصادر عن القمة العربية في تونس عام

2004.

(

المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُـونا بتاريخ 16 جانفي 2007)

الرابط

: http://www.kuna.net.kw/home/story.aspx?Language=ar&DSNO=943128


 

العلاقة بين الديموقراطية والمجتمع المدني

توفيق المديني *
تطرح قضية العلاقة بين الديموقراطية والمجتمع المدني في الوطن العربي في سياق اتجاه عام أو نزوع عام إلى الأخذ بمبدأ الديموقراطية التمثيلية، منذ نهاية الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفيتي، وحرب الخليج الثانية التي طرحت قضية الديموقراطية وحقوق الإنسان في البلاد العربية، وشاع الاحتفاء بهما في أوساط المهتمين بالشأن العام، على اختلاف مشاربهم ومرجعياتهم الفكرية والإيديولوجية. وفي سبيل التعرف بهذا الاتجاه، واختيار مقولاته نحاول معارضته بمقولة المجتمع المدني الذي ينتج حياته السياسية أو وجوده السياسي في سياق إنتاج وجوده الاجتماعي وثروته المادية والروحية، لكي لا تظل مسألة الديموقراطية برانية ووافدة من الخارج، تحملها مصالح القوى الكبرى وارتساماتها في الوطن العربي.
فالنزوع إلى استعادة اللحظة الليبرالية والديموقراطية التمثيلية يكاد يشمل اليوم مختلف القوى الاجتماعية والأحزاب السياسية في بلادنا التي جعلت من الديموقراطية أدلوجة وشعاراً ومعياراً أخلاقياً قيمياً تقوم في ضوئه أنظمة الحكم، وبنى الأحزاب، وأنماط السلوك والعلاقات الاجتماعية السياسية. وحتى الأحزاب التي انفردت بالسلطة أصبحت هي عينها تتحدث عن الديموقراطية وحقوق الإنسان حين تتضارب المصالح، على الرغم من أنها حكمت ولا تزال، وأعادت مؤسسات الدولة وفق رؤيتها الحزبية الواحدية الضيقة، أي مركزية السلطة، ونفي مبدأ المؤسسات، ومبدأ التداول أو المشاركة، فطبعت الدولة بطابعها الإيديولوجي الشمولي، وباتت إيديولوجيتها بمنزلة دين جديد للدولة يستبعد سائر الايديولوجيات الأخرى، ويقمعها. وقد انعكس ذلك على بنية المجتمع العربي في البلدان التي خضعت لحكم الحزب الواحد، لجهة سيادة أنظمة الحكم الشمولية المنتهكة لحقوق الإنسان، التي تقودها «الزعامات الملهمة»، والتي أخضعت مؤسسات الدولة لسلطة الحكم، حيث اقتصر دور السلطة التشريعية والسلطة القضائية وأجهزة الإعلام والقوات المسلحة وغيرها على حماية النخب الحاكمة والترويج لسياستها، وكنموذج هناك العراق وتونس والجزائر.
 
وقد تحوّل المجتمع العربي بعد اختراقه وتكييف بناه الاجتماعية أو تنسيقها ــ انطلاقاً من ارتباط أنظمة الحكم العربية بمراكز الرأسمالية الغربية، واختيارها طريق التنمية الاستهلاكية المشوهة التابع في إطار البقاء كجزء تابع للاقتصاد الرأسمالي العالمي، حيث أدى ذلك في ظل العلاقات الاقتصادية غير المتكافئة إلى وقوع الدول العربية في أزمات اقتصادية خانقة تحمّل الطبقات الشعبية إسقاطاتها السلبية والمدمرة، في ظل توزيع غير عادل للدخل القومي، والإنفاق المتزايد على التسلح، وانخفاض شديد في معدلات الانتاج، وعدم اهتمام أنظمة الحكم العربية بالمشاركة السياسية، وتدهور الديموقراطية وانتهاك حقوق الانسان حين تركزت السلطة في أيدي الأقلية المستغلة التي تستخدم أسلوب القمع والقهر للحفاظ على سلطتها وتكريس استغلالها للحفاظ على مصالحها الخاصة ــ تحول هذا المجتمع إلى جمع أو حشد غير منتج من أفراد استلبت فعاليتهم السياسية، وصاروا مربوطين بالدولة ــ السلطة، رباط الأمن أولاً، وبالصفة التوزيعية غير العادلة للدولة التي احتكرت مصادر الثروة والقوة والسلطة في المجتمع ثانياً.
وكان من الطبيعي أن يقود ذلك كله إلى سيادة حالة الاستلاب السياسي التي يعيشها المجتمع العربي الذي تهمشت قواه الاجتماعية وفقد فاعليته السياسية وانخرط في نمط الاستهلاك الذي عممته الرأسمالية الحديثة المتوحشة، وبات أقرب إلى المجتمع الجماهيري منه إلى المجتمع المدني المنتج. لذلك يأتي النزوع الديموقراطي بل الليبرالي على قاعدة المجتمع الجماهيري، والسلطة المتسيدة، التي تتبنى بدورها جوانب من هذا الخطاب الليبرالي، وتمارس بعض الطقوس الكاريكاتورية والمصطنعة للديموقراطية الفوقية والمراقبة، كالقيام بالانتخابات المزورة التي أصبحت وظيفتها إضفاء شرعية على النخب الحاكمة عينها، وذلك في إطار غياب الديموقراطية الفعلية، وتجميل وجه بعض النظم الشمولية التسلطية. وأمام إخفاق الأحزاب السياسية الحاكمة والمعارضة في صنع العملية الديموقراطية ــ باعتبار أن الديموقراطية قضية مجتمعية، وبسبب من بنية هذه الأحزاب التي «تجعل النفوذ فيها يبدأ من القمة متجهاً إلى القاعدة، وهذا وضع مقلوب من الناحية السياسية والدستورية من شأنه أن يجعل نفوذ الزعماء في الحزب على الكتلة الشعبية مطلقاً أو شبه مطلق، ولا يسمح للجماهير هنا بمناقشة الزعماء والحساب». أصبحت هذه الأحزاب موسومة بالسلبية السياسية، سواء من حيث ذوبانها في السلطة واندماجها في عالمها، أو من حيث معارضتها لها على أساس برنامجها نفسه، ورؤيتها عينها.
هذه السلبية تتصدى اليوم لإنتاج خطاب ديموقراطي لا يخرج من دائرته النخبوية الضيقة، ولا بد من الكشف عن مقوماته ومبادئه لتحديد العلاقة بين الديموقراطية والمجتمع المدني، وإن بصورة سلبية في المرحلة الأولى. ولعل من أهم مقومات الخطاب الديموقراطي الشائع لدى الحركة السياسية العربية عدم وضع الديموقراطية في المجتمع المدني، أي وضعها في العلاقة الديالكتيكية بين المجتمع المدني والدولة الوطنية ــ القومية. ذلك لأن هذه الحركة السياسية باستثناء حركة الإسلام السياسي التي تراوغ في مسألة الديموقراطية، وتهرب من استحقاقاتها، والتي اتخذت من الديموقراطية اسم الشورى الذي لا يفصح عن دلالته، وحمولته الايديولوجية، إلا في معارضتها، قد كفت عن كونها تعبيراً عن المجتمع، وباتت جزءاً من السلطة التي احتكرت العمل السياسي. ولذلك تجدنا أمام مشكلة نظرية وعملية، قوامها خروج القوى السياسية ذات الإيديولوجيا العصرية والمناهج الحديثة من عالم المجتمع، وذوبانها أو إلغاء نفسها إيجابياً أو سلبياً في عالم السلطات الحاكمة، وبزوغ حركة سياسية إسلامية عميقة الجذور في المجتمع تطرح في الغالب أهدافاً ثورية (كالصراع ضد الإمبريالية الأميركية، والوجود العسكري الأميركي في الخليج، ومقاومة العدو الصهيوني، وتحرير فلسطين)، وتتبنّى في الوقت عينه مناهج تقليدية، وإيديولوجيا تقليدية، ونستثني من هذه الحركة: الجماعات الاسلامية المتطرفة التي تمارس العنف ضد المجتمع، والتي تعبّر بهذا الخيار عن أزمتها بوصفها حركات التعصب والعنف التي هي دون السياسية وخارج عالم السياسة، أو لنقل هي التعبير اليائس المتوافر عن حالة الاستلاب السياسي التي يعيشها المجتمع العربي. نقطة الانطلاق الأساسية الفارقة بين الخطاب الديموقراطي النهضوي، والخطاب الشائع عن الديموقراطية، هو خطاب الفكر السياسي الراديكالي الذي يربط أو يضع الديموقراطية تحت مقولة السياسية بوصفها فاعلية اجتماعية، وإنتاجاً لحياة المجتمع السياسية، أي حياته القومية، ويقوم على منطق الممارسة (البراكسيس)، أي على الديالكتيك ومنطق الصيرورة وعقل الواقع.
في هذا السياق تتمفصل المسألة الديموقراطية مع الملكية التي هي أساس الحقوق ومناطها، ومع التعارضات الاجتماعية الملازمة للوجود الاجتماعي، وفي سياق العلاقة الجدلية بين المجتمع والدولة، التي هي تشكل الوجود السياسي للمجتمع، وتجسيد الحرية بقدر ما تتفق مع مطالب العقل، أي بقدر ما تكون عقلانية. وجدير بالذكر أن مؤسسات المجتمع المدني بفاعليتها السياسية تشارك أو تنتج فرص المشاركة في الدولة من خلال المؤسسة التشريعية أولاً، والمؤسسة القضائية ثانياً، ومن خلال سلطة الثقافة والإعلام ثالثاً، وهذه جميعاً قيود وضعها المجتمع للحد من هيمنة السلطة التنفيذية، ففصل السلطات هو أهم مظاهر الدولة الحديثة، ولنظامها الديموقراطي لأنه ليس من سبيل يتيح للشعب مراقبة السلطة التنفيذية والحضور في قراراتها وخياراتها سوى هذا السبيل.
في هذه الحيثية، المجتمع المدني هو المجتمع المندمج قومياً، أي المجتمع الذي ينتج آليات داخلية عقلانية تحل مشكلة الأقليات، سواء منها الأقليات الإثنية أو الدينية أو المذهبية، فالاندماج القومي هو سيرورة نمو المجتمع المدني، وتحرير الأفراد من قيود البنى والعلاقات التقليدية ما قبل القومية والتزاماتها. إن تحرير المجتمع من الأطر ما قبل القومية هو محصلة تحرير أفراده، فكلما انعتق الفرد من واحد من هذه الأطر كالعائلة الممتدة أو العشيرة أو المذهب الطائفي… الخ، يزداد اندماجه في الفضاء الاجتماعي المشترك، لذلك تبدو العلاقة وثيقة بين النظام الديموقراطي وتصفية البنى والتشكيلات والعلاقات ما قبل القومية، فتحرير الأفراد من الأطر الاجتماعية التقليدية هو المدخل الضروري لاكتساب صفة المواطنين، صفة الأعضاء في المجتمع والدولة، والعضوية هنا تعني الفاعلية والمشاركة السياسيتين.
* كاتب تونسي صحيفة  الأخبار اللبنانية عدد الثلاثاء ١٦ كانون الثاني

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

21 janvier 2005

Accueil   TUNISNEWS   5 ème année, N° 1707 du 21.01.2005  archives : www.tunisnews.net آمال الرباعي: هل من مغيث للهفان

En savoir plus +

10 mai 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 10 ème année, N° 3639 du 10.05.2010  archives : www.tunisnews.net  Le REMDH demande a la Presidence

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.