TUNISNEWS
8 ème année, N° 3129 du 16 .12.2008
حــرية و إنـصاف:إدانة بممارسة التعذيب في تونسخ و حكم بثمانية سنوات سجنا
الجزيرة.نت : السجن بفرنسا لدبلوماسي تونسي سابق بتهم التعذيب
ا ف ب: السجن ثمانية اعوام لنائب قنصل تونسي سابق في فرنسا
حــرية و إنـصاف:إدانة بممارسة التعذيب في تونس و حكم بثمانية سنوات سجنا
د. منصف المرزوقي : رسالة سترزبورغ للجلادين الظاهرين والمخفيين
جمعيات ومنظمات حقوقية تونسية: بــــــــيان مشترك
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي :دعوة إلى يوم وطني للتضامن مع موقفي ومسجوني التحركات السلمية بالحوض ألمنجمي
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطي: بـيــــــــــان
حزب العمال الشيوعي التونسي : من أجل مبادرة وطنية لمساندة معتقلي الحوض المنجمي وأهاليه: بيــــــان
البديل عاجل: من أجل تمكين البشير العبيدي من العلاج الضروري في أسرع وقت
حزب العمال يندّد بالحكم الجائر الصادر ضدّ الصادق شورو
السبيل أونلاين :قراءة في إعتقال وسجن الدكتور الصادق شورو
حزب العمال الشيوعي التونسي :من أجل تمكين البشير العبيدي من العلاج الضروري في أسرع وقت
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية : لا للاعتداء على النقابيين
حــرية و إنـصاف:جمعية الغزلاني تقاضي معتمد جلمة و شقيقها يتعرض للتعنيف
موقع الحزب الديمقراطي التقدمي: سيدي بوزيد : تعنيف و إعتقال ناشط سياسي و نقابي
معز الجماعي: الحزب الحاكم يرفض المنافسة في إنتخابات المجالس العلمية
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قفصة : بـــيـــــــان
المنظمة الديمقراطية للشغل / المغرب: بيان تضامني:تنديد بمحاكمة قادة إنتفاضة الحوض المنجمي
حركة النهصة تنعى الزعيم الأستاذ حسيب بن عمار
حــرية و إنـصاف: إنا لله و إنا إليه راجعون
البديـل عاجل:الحكم بسجن مراسل قناة الحوار التونسي بقفصة: صفعة مدوية لحرية الإعلام بتونس
البديـل عاجل:يحدث فــــــــــــــــي سوسة
البديـل عاجل:أخبــــــــــــــــــــــار
أحمد النجار: لا لدورة جديدة من الاشتباك ( تصحيح )
مقالة كاتبها: حول البيان الأخير للوحدويون الناصريون: هل هو بيان الخطأ؟ أم هو بيان الخطيئة؟
فادي جمال الدين :الإدارة : بمناسبة المؤتمر الانقلابي الثاني لقضاة الإدارة : حين تكسر السلطة الأبواب وتبدل الأقفال !!!
عزالدين شمام : الحد الادنى البيولوجي للعودة
موقع الشيخ راشد الغنوشي:الحريات العامة في الدولة الإسلامية للشيخ راشد الغنوشي:مراجعةالأستاذ الفاتح عبد الله عبدالسلام
مرثيّـة الوفـاء: أربعينيّــة المناضـل المرحــوم عبـدالعزيـز الـواد
الشعب الجزائرية :واصفا العلاقات الجزائرية ـ التونسية بالنموذجية:سفير تونس: 974 ألف جزائري زاروا تونس
رويترز: مغنية تونسية تؤدي أغنية عن اعدام صدام حسين
واس:مهرجان ( دوز ) صحراوى
الأخـضــر الــوســلاتــي : تــحـيّــــــة : قصيدة شعر
محمد العروسي الهاني:رد السيد الطاهر بلخوجة في جريدة الموقف :كان على غاية من الأهمية
عبدالسلام الككلي:طلبة وأساتذة الجامعة في اليونان : ” صوتنا أصبح أقوى ”
توفيق المديني : أوباما وحروب أفغانستان وباكستان
بدر محمد بدر : من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 ذو الحجة 1429 الموافق ل 16 ديسمبر 2008
إدانة بممارسة التعذيب في تونسخ و حكم بثمانية سنوات سجنا
أصدرت المحكمة الجنائية بمدينة ستراسبورغ في ساعة متأخرة من يوم الاثنين 15/12/2008 حكما غيابيا بالسجن مدة 8 سنوات ضد المدعو خالد بن سعيد ( 46 سنة ) و هو تونسي كان يشغل خطة نائب قنصل بقنصلية تونس بمدينة ستراسبورغ شرق فرنسا من أجل ممارسة أعمال التعذيب ضد السيدة زليخة المحجوبي الغربي خلال شهر أكتوبر 1996 عندما كان مفتشا للشرطة بمدينة جندوبة. و السيدة زليخة المحجوبي ( 44 سنة ) أم لخمسة أطفال هي زوجة السيد المولدي الغربي الحاصل على اللجوء السياسي بفرنسا منذ سنة 1993، اعتقلت سنة 1996 بمركز للشرطة بجندوبة أين تعرضت للتعذيب من أجل انتزاع معلومات عن زوجها الموجود بفرنسا، و بعد التحاقها بزوجها و عند اكتشافها لوجود المدعو خالد بن سعيد بالقنصلية رفعت دعوى قضائية ضده في ماي 2001 شكلت منطلقا لمذكرة توقيف دولية في شهر فيفري 2002 علما بأن المدعو خالد بن سعيد يحاكم أمام محكمة فرنسية بموجب الاختصاص العالمي الوارد في الاتفاقية الدولية ضد التعذيب الذي يسمح للمحاكم الوطنية بملاحقة متهمين بارتكاب جرائم خطرة أينما كان مكان ارتكابها بمعزل عن جنسية المنفذين أو الضحايا. و تجدر الإشارة إلى أن القضاء الفرنسي استند على مبدأ الاختصاص العالمي عند محاكمة الضابط الموريتاني سنة 2005، كما أن المجلة الجزائية التونسية تنص صراحة على تجريم ممارسة التعذيب لتصل عقوبتها إلى ثمانية أعوام سجنا وفق القانون عدد 89 لسنة 1999 المؤرخ في 02/08/1999 في الفصل 101 مكرر من المجلة الجزائية،و قد صادقت الحكومة التونسية منذ 20/10/1988 و دون تحفظ على المعاهدة الدولية لمناهضة التعذيب و غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة و التي تصبح أقوى نفوذا من القوانين حسب الفصل 32 من الدستور. علما بأن السيدة زليخة المحجوبي الغربي محرومة من تجديد جواز سفرها.
و حرية إنصاف
1) تندد بشدة بممارسة التعذيب و تعبر عن تضامنها مع السيدة زليخة المحجوبي الغربي و تدعم حقها في التقاضي ضد من عذبها. 2) تدعو إلى فتح تحقيق حول أعمال التعذيب و معاقبة مرتكبيها و وضع حد لهذه الممارسة اللاقانونية و اللاأخلاقية و اللاإنسانية. 3) تدعو إلى التعامل بجدية مع الشكايات المقدمة من المواطنين ضحايا التعذيب و تمكينهم من حقهم في في التقاضي و العلاج و التعويض. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
السجن بفرنسا لدبلوماسي تونسي سابق بتهم التعذيب
قضت محكمة في مدينة ستراسبوغ شرقي فرنسا بسجن دبلوماسي تونسي سابق, حوكم غيابيا, ثماني سنوات, بعد إدانته بتهمة تعذيب سيدة تونسية في تسعينيات القرن الماضي عندما كان ضابط شرطة. ورفعت زليخة غربي (44 عاما), التي تعيش الآن في فرنسا, دعوى ضد خالد بن سعيد (46 عاما) وقالت إنه قاد مجموعة من أفراد الأمن اعتدوا عليها بتعريتها وإهانتها جنسيا جزئيا, وتعليقها وشتمها وخدشها, في مركز شرطة في جندوبة شمال غربي تونس, للحصول على معلومات حول زوجها المعارض اللاجئ في فرنسا. وشهد إلى جانب زليخة غربي كل من فنسنت غيسر الباحث الفرنسي في شؤون الهجرة, والصحفية التونسية سهام بن سدرين. المحكمة استندت لما يسمى الاختصاص العالمي, الذي ورد في الاتفاقية الدولية ضد التعذيب, ويسمح بملاحقة المتهمين بارتكاب الانتهاكات في أي مكان من العالم عقيدة مركزية وقال غيسر إن “العنف إحدى العقائد المركزية للنظام التونسي”, وقالت بن سدرين إن العنف ظاهرةُ مؤسسات في بلادها. ورفعت زليخة غربي دعواها لأول مرة في 2001 في قضية دخلت طرفا فيها الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان, وطُلِب للشهادة فيها الرئيس التونسي وسفير تونس في فرنسا. وقالت سلطات تونس إن الاتهامات ضد بن سعيد –الذي تحول دبلوماسيا وأصبح نائب قنصل في ستراسبورغ بين 2000 و2001- بلا أساس, وشككت في أحقية المحكمة في النظر في القضية, وقالت إن الاتهامات من فبركة “الأصوليين”. واستندت المحكمة إلى ما يسمى الاختصاص العالمي, وهو اختصاص ورد في الاتفاقية الدولية ضد التعذيب, ويسمح بملاحقة المتهمين بارتكاب الانتهاكات في أي مكان من العالم، وقد طبق في فرنسا مع ضابط موريتاني في 2005
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 ديسمبر 2008)
السجن ثمانية اعوام لنائب قنصل تونسي سابق في فرنسا
ستراسبورغ (فرنسا) (ا ف ب) – صدر في حق نائب قنصل تونسي سابق في ستراسبورغ (شرق) كان يحاكم غيابيا في فرنسا بموجب “الاختصاص العالمي” للمحاكم حكم بالسجن ثماني سنوات بعد ادانته بتهم التواطؤ في ممارسات تعذيب ارتكبت في بلاده واستهدفت مواطنة له العام 1996. ونائب القنصل التونسي في ستراسبورغ بين 2000 و2001 خالد بن سعيد كان متهما في وقائع جرت في تشرين الاول/اكتوبر 1996 في مركز للشرطة في جندوبة في شمال غرب تونس. والضحية المفترضة زليخة محجوبي وهي تونسية وام لخمسة اطفال وتبلغ حاليا من العمر 44 عاما قالت ان خالد بن سعيد الذي كان حينها يعمل مفوض شرطة كان على رأس مجموعة من الرجال الذين عذبوها وشتموها واهانوها لمدة 24 ساعة في مركز للشرطة بهدف انتزاع معلومات منها عن زوجها الذي يشتبه في ضلوعه في انشطة معادية للرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وقد تقدمت بشكوى ضده في ايار/مايو 2001 في فرنسا (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 17 ديسمبر 2008)
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 ذو الحجة 1429 الموافق ل 16 ديسمبر 2008
إدانة بممارسة التعذيب في تونس و حكم بثمانية سنوات سجنا
أصدرت المحكمة الجنائية بمدينة ستراسبورغ في ساعة متأخرة من يوم الاثنين 15/12/2008 حكما غيابيا بالسجن مدة 8 سنوات ضد المدعو خالد بن سعيد ( 46 سنة ) و هو تونسي كان يشغل خطة نائب قنصل بقنصلية تونس بمدينة ستراسبورغ شرق فرنسا من أجل ممارسة أعمال التعذيب ضد السيدة زليخة المحجوبي الغربي خلال شهر أكتوبر 1996 عندما كان مفتشا للشرطة بمدينة جندوبة. و السيدة زليخة المحجوبي ( 44 سنة ) أم لخمسة أطفال هي زوجة السيد المولدي الغربي الحاصل على اللجوء السياسي بفرنسا منذ سنة 1993، اعتقلت سنة 1996 بمركز للشرطة بجندوبة أين تعرضت للتعذيب من أجل انتزاع معلومات عن زوجها الموجود بفرنسا، و بعد التحاقها بزوجها و عند اكتشافها لوجود المدعو خالد بن سعيد بالقنصلية رفعت دعوى قضائية ضده في ماي 2001 شكلت منطلقا لمذكرة توقيف دولية في شهر فيفري 2002 علما بأن المدعو خالد بن سعيد يحاكم أمام محكمة فرنسية بموجب الاختصاص العالمي الوارد في الاتفاقية الدولية ضد التعذيب الذي يسمح للمحاكم الوطنية بملاحقة متهمين بارتكاب جرائم خطرة أينما كان مكان ارتكابها بمعزل عن جنسية المنفذين أو الضحايا. و تجدر الإشارة إلى أن القضاء الفرنسي استند على مبدأ الاختصاص العالمي عند محاكمة الضابط الموريتاني سنة 2005، كما أن المجلة الجزائية التونسية تنص صراحة على تجريم ممارسة التعذيب لتصل عقوبتها إلى ثمانية أعوام سجنا وفق القانون عدد 89 لسنة 1999 المؤرخ في 02/08/1999 في الفصل 101 مكرر من المجلة الجزائية،و قد صادقت الحكومة التونسية منذ 20/10/1988 و دون تحفظ على المعاهدة الدولية لمناهضة التعذيب و غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة و التي تصبح أقوى نفوذا من القوانين حسب الفصل 32 من الدستور. علما بأن السيدة زليخة المحجوبي الغربي محرومة من تجديد جواز سفرها. و حرية إنصاف 1) تندد بشدة بممارسة التعذيب و تعبر عن تضامنها مع السيدة زليخة المحجوبي الغربي و تدعم حقها في التقاضي ضد من عذبها. 2) تدعو إلى فتح تحقيق حول أعمال التعذيب و معاقبة مرتكبيها و وضع حد لهذه الممارسة اللاقانونية و اللاأخلاقية و اللاإنسانية. 3) تدعو إلى التعامل بجدية مع الشكايات المقدمة من المواطنين ضحايا التعذيب و تمكينهم من حقهم في في التقاضي و العلاج و التعويض. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
رسالة سترزبورغ للجلادين الظاهرين والمخفيين
د. منصف المرزوقي
الحكم الذي صدر في ستراسبورغ ليلة 15 بثمانية سنوات سجن على جلاد مغمور يدعى خالد بن سعيد- وكان من الأجدى أن يسمى خالد بن شقي- بداية لمسلسل يجب دفعه في اتجاهين. الأول مواصلة تتبع كل المجرمين الصغار مثل هذا الحقير الذي ضرب امرأة وجردها من ثيابها وأذلها . هذا الحكم بداية جد مشجعة حيث يتضح أننا نستطيع استصدار أحكام ضد الجلادين إذا كانت لنا ملفات صلبة . وهو رسالة موجهة لكل الذين تورطوا في مثل هذه الجرائم أن عقابهم مؤجل لا ملغى . حقا هو غير قابل حاليا للتنفيذ. لكن هذا الشقي لن ينام بعين قريرة وهو يعلم أن النظام المقبل إما سيسلمه لفرنسا أو سينفذ عليه العقوبة في تونس ناهيك عن إعادة محاكمته هو وبقية مجرمي الدولة . لكن علينا ألا ننسى أن هذا الطريق ليس هو الذي سيؤدي لاختفاء التعذيب. فهذا الشقي مثل كل العشرات أو المئات من حثالة البوليس السياسي الذين عذبوا أحيانا لحد الموت آلاف من التوانسة مجرد بيادق تحركوا بفعل الضعف والجبن والضغط من أسيادهم المسؤولين الحقيقيين. قد يفاجأ البعض إن قلت أنهم هم أيضا ضحايا التعذيب. كثير من الدراسات العلمية تثبت أنهم يعانون لسنوات طويلة من اضطرابات نفسية كثيرة ونسبة الانتحار عندهم اكبر من نسبتها في العموم . لذلك قد يكون من الأجدى غدا في تونس محاكمتهم على طريقة محاكم جنوب أفريقيا التي منحت العفو مقابل الإدلاء بكل الحقيقة وطلب الصفح من الضحايا. أما المجرمون الحقيقيون الذين يجب ألا تأخذنا فيهم لا رحمة ولا شفقة فهم من أعطوا الأوامر، من وفروا الظروف المادية والنفسية ، من كذبوا طول الوقت على الظاهرة، من اعتبروها طريقة حكم طبيعية، من استعملوها بكل وعي ، يذهبون لبيوتهم والفظائع التي يحمرّ منها وجه ابليس تجري على مرمى حجر من بيوتهم ومكاتبهم الأنيقة. نعم إذا أردنا أن تزول هذه الفظاعة المطلقة وخاصة الذهنية البدائية التي تحركها أي الحكم بإرهاب الدولة، فلا خيار غير التوجه للمسؤولين الحقيقين وهم في الحالة التونسية بن علي شخصيا وكل وزراء الداخلية – وعلى رأسهم عبد الله القلال- ثم كل من تولى إدارة الأمن طيلة هذا العهد المظلم. هؤلاء الأشخاص الذين لا يتجاوز عددهم الثلاثين هم الجلادون الذين كان على محكمة سترازبورغ وأي محكمة في دولة مصادقة على المعاهدة العالمية ضد التعذيب، محاكمتهم بانتظار التحرر الوطني ومثولهم أمام القضاء التونسي المستقل . التعذيب الذي كان الخاصية الرئيسية لحكم بن علي بجانب الفساد والتزييف،هو مأساة الضحايا ومأساة الجلادين ومأساة عائلاتهم ومأساة مجتمع عومل بقسوة وفظاظة لم يعرفها تاريخنا، وحكم بكل تقنيات إرهاب الدولة الأخرى مثل المراقبة المستمرة وتضييق الخناق على كل نفس حرّ. إنها تجربة رهيبة يجب ألا تذهب سدى . يجب أن يوثق لها انطلاقا من الشهادات وبيانات الرابطة والمجلس الوطني للحريات وغدا من المحاكمات الجنوب-افريقية للجلادين والمحاكمات الجنائية للمسؤولين الحقيقيين . هذه الوثائق يجب أن تدرس في المدارس الثانوية في مادتي التاريخ والتربية المدنية لتعلم الأجيال المقبلة ثمن الحكم الاستبدادي وكيف أن الاستبداد لا يحكم إلا بإرهاب الدولة ومنها تعرية النساء واغتصابهن أمام آبائهن وتقليع الأظافر وحرق الجلد بالسجائر والصعق بالكهرباء . نعم يجب أن تكون لنا ذاكرة حية يتعهّدها متحف وطني بأدوات التعذيب وتقنياته ،بصور على الجدران للدكتاتور ووزراء الداخلية وكبار رجال البوليس السياسي الذين كانوا يعملون في مكتباتهم وغرف التعذيب في الطابق التحتي تشاهد ما لا تحتمل مشاهدته حتى الجدران. وبالانتظار يجب على حركة حقوق الإنسان التونسية والعربية والدولية أن تجند كل خبراتها لإعداد ملف عبد الله القلال والهادي مهني وبقية الشلة وبالطبع رأس الأفعى الدكتاتور نفسه والبدء في كل الإجراءات لمقاضاته دوليا إما أمام المحكمة الجنائية الدولية وإما أمام أي محكمة تقبل شكوانا . قد يفهم هؤلاء الناس ، لكن بعد فوات الأوان ، عمق مقولة المسيح من عاش بجدّ السيف مات به ، من عاش بإرهاب الناس عاش مرهوبا ، من أراد التحكم في البشر بالتخويف صار الخوف ضلّه. وبالطبع هناك المحاكمة التي تنتظرهم وراء ستار الغيب ، ولو كنت مكانهم لرفضت الموت لأن ما ينتظرهم شيء لا يوصف. كيف لا وقد أهانوا بكيفية لا تغتفر – نتيجة خليط من الغباء والجهل والأوهام والحسابات الخاطئة وانعدام الإحساس وموت الضمير- من رسم الوطن على جلده ..من هو الممثل الرسمي والوحيد للإنسان أي للإنسانية ….من كرمه الله وجعله خليفته على الأرض.
جمعيات ومنظمات حقوقية تونسية
بــــــــيان مشترك تونس في 16/12/2008
في الوقت الذي يحيي فيه أحرار العالم الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان تشهد بلادنا تواصل مسلسل المحاكمات السياسية و تصعيد السياسة المراهنة على الحلول الأمنية و القضائية في معالجة قضايا المجتمع السياسية و الاجتماعية بما يهدد المناخ العام بمزيد من التوتر و الاحتقان . و في هذا الإطار صُدم الرأي العام بقسوة الأحكام الصادرة يوم الخميس 11 ديسمبر 2008 في ساعة متأخرة من الليل عن المحكمة الابتدائية بقفصة في قضية المعتقلين على خلفية أحداث الحوض المنجمي و التي تراوحت حضوريا بين سنتين مع تأجيل التنفيذ و عشر سنوات و غيابيا بين سنتين و ست سنوات في محاكمة لا تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة و في ظل مناخ متوتر داخل المحكمة و خارجها حيث رفضت هيئة المحكمة الاستجابة إلى طلبات المحامين في تأخير القضية و عرض المتهمين على الفحص الطبي و سماع الشهود و إحضار المحجوز، كما صدرت هذه الأحكام الجائرة دون استنطاق المتهمين و الاستماع إلى مرافعات لسان الدفاع. و قد تمت هذه المحاكمة الصورية في ظل حصار أمني مشدد داخل المحكمة و خارجها بلغ حد تعنيف المتهمين بسبب تمسكهم بمطالب المحامين و إنشادهم النشيد الوطني و منع عديد الشخصيات السياسية و النقابية و الحقوقية من حضور المحاكمة و الاعتداء على بعضهم بالعنف الشديد. و الجمعيات و المنظمات الحقوقية الممضية أسفله : 1)- تدين بشدة سياسة توظيف القضاء لتنظيم محاكمة غير عادلة و صورية و إصدار أحكام جائرة و قاسية و تحذر من أن هذه السياسة لن تزيد الوضع في منطقة الحوض المنجمي إلا توترا و تعقيدا. 2)- تدعو إلى إلغاء هذه الأحكام الباطلة و إطلاق سراح كل المعتقلين و وضع حد للمحاكمات غير العادلة و فتح حوار جدي مع أهالي الحوض المنجمي و الاستجابة لمطالبهم المشروعة. 3)- تطالب بفتح تحقيق جدي و مستقل في أحداث الحوض المنجمي لكشف الحقيقة للرأي العام و تحديد المسؤولين الحقيقيين عن تأزم الأوضاع بهذه المنطقة و محاسبة المتورطين في أعمال القتل و التعذيب و النهب و الترويع و الاحتجاز التعسفي و تدليس المحاضر مهما كانت صفتهم. الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المجلس الوطني للحريات بتونس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب منظمة حرية و إنصاف الودادية الوطنية لقدماء المقاومين
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 16 – 12 – 2008
دعوة إلى يوم وطني للتضامن مع موقفي ومسجوني التحركات السلمية بالحوض ألمنجمي
اثر الأحكام القاسية التي صدرت يوم الخميس 11-12-2008 في حق مجموعة من مواطني الرديف – ومنهم قيادات نقابية – ومع تواصل الإيقافات والمحاكمات بالمدينة ، ونظرا للحصار الإعلامي المضروب على حقيقة هذه الاحتجاجات السلمية وأبعادها، فان اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي تدعو كافة الحقوقيين والنقابيين والديمقراطيين إلى أن يكون يوم الجمعة 19 ديسمبر 2008 يوم التضامن الوطني مع الموقوفين والمسجونين بالمنطقة . اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي.
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطي بـيــــــــــان
في الوقت الذي كانت تجري فيه الإحتفالات بالذكرى الـ60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بصورة رسمية، أصدرت المحكمة الإبتدائية بقفصة يوم الخميس 11 ديسمبر 2008 أحكامها في قضية الحوض المنجمي. وقد تراوحت بين 10 سنوات وشهر سجنا للمناضلين عدنان الحاجي والبشير العبيدي والطيب بن عثمان وطارق الحليمي وعادل جيّار وحسن بن عبدالله وماهر الفجراوي، وعلى مناضلين آخرين بمدد تراوحت من 8 سنوات إلى سنتين وبرّأت خمسة من المحاكمين. وهي أحكام قاسية لا مبرر لها، إذ أن هؤلاء المحاكمين كانوا تحمّلوا مسؤولياتهم في الدفاع عن مطالب أبناء منطقتهم المهمشة والمحرومة، وأطروا تحركات اجتماعية سلمية وهادفة لتحقيق مطالب مشروعة في الشغل والتنمية ومحتجّة على الفساد والتلاعب بالقانون وانعدام الشفافية في تطبيقه. وقد تحاوروا مع السلطات المحلية والجهوية والوطنية وتوصّلوا معها إلى حلول مقبولة ومعقولة وقابلة للتنفيذ مباشرة دون أن تثقل كاهل ميزانية الدولة. غير أن مسار الحوار والتفاعل الإيجابي لحلّ المشاكل قد توقّف فجأة وزجّ بهؤلاء المناضلين في السجون وتعرّضوا للضغط المادي والمعنوي وللتّعدي على حرماتهم الجسدية وألصقت بهم قضية وتهم باطلة. إن حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ والحزب الإشتراكي اليساري باعتبارهما حزبين يساريين منتصرين للقضايا السياسية والإجتماعية للشعب الكادح يسجّلان استيائهما من هذه الأحكام ومن الظروف التي تمّت فيها والتي انتفت فيها مقوّمات المحاكمة العادلة، إذ تمّت دون استنطاق الموقوفين ودون مرافعة المحامين وبحضور أمني كثيف وبمنع المواطنين وعدد من ممثلي الجمعيات والأحزاب السياسية من الإقتراب من المحكمة. ويرى الحزبان أن التصريح بالحكم الذي جرى أمام الأحزمة الأمنية والتواجد الأمني الكثيف في قاعة المحكمة يعتبر تعدّيا صارخا على حرمة القضاء ونيلا منه. وهو سلوك خطير على المؤسسات ولا يمكن تبريره باسم أيّ تجاوز مزعوم حصل من جهة الحضور أو المتهمين أو لسان الدفاع. ويعتقد الحزبان أن أحكاما بمثل هذه القسوة أتت لمعاقبة مناضلين تصرّفوا إزاء الأحداث باعتبارهم مواطنين مسؤولين في مجتمعهم كي يكونوا عبرة لمن يعتبر. وهي تمثّل تهديدا فعليا ومباشرا لنشطاء مكونات المجتمع المدني المستقلة، الجمعياتية والحزبية، خاصة بعد الحملة الإعلامية التي استهدفت أحزابا سياسية وجمعيات ديمقراطية وتقدّمية فرنسية حلّت ببلادنا للتعبير عن مساندتها للمتهمين كما استهدفت كل الذين استقبلوا ممثليها وتبادلوا معهم الرأي، فرمت الأولين بالعقلية الإستعمارية والثانين بالعمالة للإستعمار (كذا!!). وهي حملة، بعباراتها ومصطلحاتها وتنظيمها، أعادت للأذهان أياما سوداء في تاريخنا لا نريدها أن تتكرر. ويؤكد الحزبان أن الإمعان في نهج الحلول الأمنية والزجرية للمشاكل السياسية والإجتماعية لن يجلب لبلادنا إلاّ المزيد من التوتر وللحياة السياسية، إلاّ المزيد من التدهور ولن يفتح من مجال إلاّ للحلول المتطرفة وللبدائل الأكثر قسوة وانغلاقا وتشددا على شعبنا ومجتمعنا، ولن يزيد المشاكل إلا تعقيدا وهو ما أثبتته عودة الإضطرابات والإعتقالات لمدينة الرديف عقب هذه المحاكمة. وتأسيسا على ما سبق يطالب الحزبان بإطلاق سراح الموقوفين والمحكومين واتخاذ خطوات انفراجية تزيل هذه “الغمّة” على البلاد وتجنّبها مخاطر منزلقات الحلول الأمنية والبدائل المتطرفة وتفتح أمام الحوض المحروم وأهله عهدا جديدا من التنمية والعدالة الإجتماعية والشفافية في المعاملات وفي مقاومة الفساد والمحسوبية وسوء التصرّف في المال العام. تونس في 14 ديسمبر 2008 حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ الحزب الإشتراكي اليساري قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها
http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
حزب العمال الشيوعي التونسي
من أجل مبادرة وطنية لمساندة معتقلي الحوض المنجمي وأهاليه
بـــــــــيان
تونس، في 14 ديسمبر 2008 تواصلت لليلة الثانية على التوالي المداهمات البوليسية بمدينة الرديف على خلفية المسيرة التي عرفتها المدينة ليلة الجمعة احتجاجا على الأحكام الجائرة الصادرة يوم الخميس 11 ديسمبر، دون استنطاق أو مرافعات، في حق عدنان الحاجي وبشير العبيدي والطيب بن عثمان ورفاقهم الموقوفين في قضية الحوض المنجمي. وقد استهدفت المداهمات من جديد عائلات المعتقلين والمحاكمين والملاحقين، وخاصة الشبان من أفراد هذه العائلات. وكالعادة عمدت قوات البوليس إلى ترويع الأطفال والنساء والشيوخ وانتزاع الشبان من فراش النوم. وقد بلغ عدد الموقوفين صباح يوم الأحد 14 ديسمبر 13 شابا يضافون إلى 23 شابا الذين اعتقلوا في الليلة السابقة. إن حزب العمال الشيوعي التونسي: 1) يحيّي صمود أهالي الرديف وإصرارهم على الدفاع عن مطالبهم المشروعة وفي مقدمتها إطلاق سراح المعتقلين وإيقاف التتبعات الأمنية والقضائية ضدّهم. 2) يدين الممارسات الفاشستية لنظام بن علي البوليسي الذي لا يعرف غير أساليب الاستئصال الأمني القضائي في مواجهة المطالب المشروعة للجماهير الشعبية. 3) يدعو كافة القوى الديمقراطية إلى تكتيل جهودها من أجل مناصرة أهالي الرديف ووقف أعمال التنكيل التي يتعرضون لها وإطلاق سراح كافة المعتقلين دون قيد أو شرط. 4) يدعو كافة القوى إلى التنسيق من أجل إطلاق مبادرة وطنية تشمل كافة الأطراف السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية والنسائية والمثقفين من أجل تحقيق هذه الأهداف. إن الوضع يتطلب أكثر من إصدار بيانات بل إنه يتطلب تنظيم المساندة العملية. حزب العمال الشيوعي التونسي (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 ديسمبر 2008)
حزب العمال يندّد بالحكم الجائر الصادر ضدّ الصادق شورو
إن حزب العمال الشيوعي التونسي، وبعد اطلاعه على الحكم الصادر يوم السبت 13 ديسمبر الجاري ضدّ السيّد الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة و القاضي بسجنه لمدّة عام بتهمة “الاحتفاظ بجمعيّة غير مرخص فيها” وذلك إثر تصريحاته لبعض وسائل الاعلام حول التعذيب الذي تعرّض له عند اعتقاله في مطلع التسعينات من القرن الماضي و خلال فترة سجنه التي دامت 18 سنة: – يدين بشدّة هذه المحاكمة الجائرة التي تهدف إلى إسكات ضحايا التعذيب وسوء المعاملة وفرض الصمت عليهم حتى بعد أن قضوا فترات طويلة من السجن. – يطالب بإطلاق سراح السيّد الصادق شورو دون قيد أو شرط. – يستنكر إمعان نظام الحكم في توظيف القضاء لتصفية خصومه السياسييّن. إنّ ما حصل للسيّد الصادق شورو يؤكّد مرّة أخرى أهمية العفو التشريعي العام لفائدة كلّ السجناء السياسيين حتى لا يبقوا عند إطلاق سراحهم مهدّدين بالعودة إلى السجن في كلّ لحظة بناء على ترسانة من القوانين الجائرة. حزب العمال الشيوعي التونسي 14 ديسمبر 2008
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 ديسمبر 2008)
قراءة في إعتقال وسجن الدكتور الصادق شورو
السبيل أونلاين – خاص – زهير مخلوف – تونس قضى الدكتور الصادق شورو ، الرئيس السابق لـ”حركة النهضة” ، ثمانية عشر سنة رهن الإعتقال في قضايا تتعلق بـ”حركة النهضة” ، بعد محاكمة أجمع كل الملاحظين على إفتقارها لأدنى شروط المحاكمات العادلة والنزيهة ، فقد حوكم أعضاء “النهضة” ومؤسسوها بتهم التخطيط لقلب نظام الحكم وممارسة العنف المنظّم وهي تُهمٌ أنتزعت تحت هول التعذيب وسجلت في محاضر تحقيق وقع فيها تشويه الحقائق والوقائع لتكون على مقاس الهدف الغير معلن وهو الإقصاء والإستئصال وتجفيف المنابع ورغم مرور عقدين ما يزال نظام الحكم يتعامل مع الفسيفساء السياسية والتوجهات الفكرية معاملة أمنية بإمتياز ، وتقتصر معالجاته للقضايا الإجتماعية والسياسية والإيديولوجية والدينية على الوسيلة الأمنية المشبعة بالروح الإستئصالية والعلمانية المتطرفة المترسخة في عقول بعض الطاقم السياسي للسلطة ، والأمر الملفت للإنتباه هو أن النظام لم يفتح أي حوار وطني حقيقي ، وعمل على استثمار الظروف الإقليمية (الحصار على ليبيا والوضع الإستثنائي في الجزائر) والدولية (حرب العراق وأحداث 11 سبتمبر) ، وجني الدعم الغربي الرسمي الذى يستبطن الكره للإسلام ويقف موقفا معاديا للحركة الإسلامية ما جعل هاته القوى المهيمنة أكبر حليف لسلطة الإستبداد وأكبر داعم لها ، وذلك على حساب مصالح شعبنا في التنمية السياسية والإقتصادية ، وقد أغرى الدعم السياسي والمالي الغربي السخي ، النظام ، بمزيد الإنغلاق تجاه المجتمع الذي أصبح تحت ربقة الخوف والذل ، يبحث عن السلامة الذاتية (اخطا راسي واضرب) ، وقد تفشت فيه عقلية الإستهلاك ، كما أثقلته سياسات السلطة كاهله وأغرقته في متطلبات العيش فحسب ، كما أن مخزون “البورقيبية” التى تربي على وقعها المجتمع التونسي خلال عقودها الثلاثة التى إستأثر فيها بورقيبة بالحكم لعب دورا سلبيا في تكريس ثقافة شعبية بررت العجز على التصدى للإستبداد . أما المعارضة السياسية ، فقد إنقسمت إلى معسكرين ، معسكر للمعارضة الحقيقية والجادة وأخرى موالية ، وقد عرفت هذه الأخيرة إخفاقات متكررة في الإنتشار والجماهيرية لضعف برامجها ، وعجزها عن تلبية متطلبات قضايا المجتمع والتعبير عن الهوية الحقيقية للشعب التونسي ومصادمتها لقيمه ، وأيضا سقوطها في مطب المصلحية الحزبية الضيقة وتشوهات الحسد السياسي بسبب انتشار وشعبية التيار الإسلامي ، وطمعها الناصب والدؤوب في فُتاة السلطة ، كما خوّفت هذه المعارضة المزيفة من البديل الإسلامي ، و لعبت دورا محوريا في تخذيل الآخرين بعد تحولها لعرّاب للسلطة بلا مواربة أما المعارضة الجادة فقد عجزت على تحقيق تنسيق فاعل يراكم جهودها ، يعود ذلك إلى ظروف موضوعية وليست بالضرورة ذاتية ، حيث تعوزها الإمكانات ويسلّط على نشاطها التضييق الأمنى أما الحركة الإسلامية التى وقع إستهدافها منذ ظهورها، فقد تاثرت بالضربات الأمنية المتلاحقة التى تلقتها ، كما مثلت جماهريتها وانتشارها الواسع والسريع تحديا لم تفلح في رفعه بالكيفية المطلوبة ، وإعترى برامجها غبش في الرؤية ، وتفاوت في التربية والتكوين، كما إفتقدت لبعض الخبرة في تمثل تصور للتأثير في الواقع ، كما ساهمت الإكراهات الموضوعية في إحراج تجربتها وحمّلتها ما لم تحتمل كان من نتائج تلك العوامل تغول الدولة ، المستفيدة من الدعم الغربي وضعف المعارضة وخوف الجماهير وإقصاء الحركة الإسلامية ، فقدت على إثرها الدولة مقوماتها ، فلا إنتخابات نزيهة ، ولا برلمان حرّ ، ولا قضاء مستقل ،و لا إدارة شفافة ، ولا علوية للقانون ، كما أن الفساد بكل اشكاله نخر عظم المؤسسات ، وقد إحتكرت الرئاسة كل الصلاحيات ولعل مدلولات اعتقال الدكتور الصادق شورو ، تؤشر بوضوح إلى أن العقلية الإستئصالية ما تزال تتحكم في ذهنية السلطة تجاه الحركة الإسلامية ، وقد تصور بعض الساسة في تونس أن الإفراج عن المساجين السياسيين هو خطوة نحو الإنفراج ومصالحة وطنية تطوي صفحة الماضي ، ولكن نظام أراد أن يقول عكس ما ذهب إليه هؤلاء ، فالسلطة بطبعها لا تقبل بـ”الغول الإسلامي” الذى خبرته في معركة ديمقراطية انتخابية سابقة أكدت الجماهيرية التى يحظى بها ، وجربته في إستهداف أمنى شامل تأكد معه صبر هذا الكيان وثباته ووحدة صفه وعدم إندثاره ، وفشل خطة استئصاله بعد 18 سنة من محاولات الإجهاز الكامل عليه ومن مدلولاتها أيضا أن النظام قد وجه رسالة متجددة إلى الحركة الاسلامية يراد منها كسر إرادة رئيسها السابق والنيل من رمزيته “إذا سقط الرمز سقطت الفكرة”، كما أراد أن يرسل رسالة أخرى مضمونها أن الإهتمام بالقضايا الجماهيرية والسياسية والبدائل الإقصادية وكل ما يهم البلد بشكل عام هو محرّم عليهم ، وما عليهم الا الاهتمام بالجسم الداخلي والقضايا الحقوقية الفردية والذاتية فقط ، وهو شكل من اشكال التلهية وتحريف المسار وربح الوقت ، كما أنها رسالة تريد منها السلطة تخويف الصف الإسلامي ومزيد من تكريس هاجس الخوف في صفوف منتسبيه ، وعرقلة أي محاولة لإعادة البناء وإرباك العناصر القيادية في إعادة الهيكلة ، كما اراد أن يتحكم في موقف الحركة الاسلامية في الداخل والخارج من الإنتخابات القادمة 2009 أما رسالته للمعارضة الجادة والتى تقبل بالحركة الإسلامية كضرورة ورقم في المعادلة الوطنية ، ، فمضمونها أن هذا الطموح له ضريبة ، كما أنه أمل بعيد المنال ، وقد أراد أن يعيد دقّ نفس الإسفين بين مختلف مكونات المعارضة والإسلاميين ليعيد سيناريو الإتهامات والإتهامات المضادة ويلهيهم عن الواجب الوطني وينفرد بهم تباعا مثلما حدث في بداية التسعينات أما رسالته تجاه المجتمع ككل فمفادها أن إطلاق سراح أعضاء النهضة وقياداتها لا يعنى بالضرورة أني سمحت لهم بالعمل وان مجرد التفكير من طرف المجتمع التونسي في الإنتساب إليهم مآله المحاكمة والسجن لتحدث القطيعة النهائية بين الحركة الإسلامية والشارع التونسي الخاتمة لقد اخطأ النظام الرسالة حيث إنقلب مضمونها ليخالف ما سعى الى تحقيقه ، وذلك لأن حادثة إعتقال وسجن الدكتور الصادق شورو كان من نتائجها : أولا : إعادت ملف الإسلاميين إلى الصدارة ثانيا : حولت “ملف الإسلاميين في تونس ” من ملف حقوقي إلى ملف سياسي بإمتياز ثالثا : أعادت للصف الإسلامي الذى كان يشهد صراعات وتمزقات وانقسامات وحدته وانسجامه داخليا وخارجيا ، والذى أصبح يقيّم الوضع تقييما واقعيا موضوعيا ، بعد أن تأكد للجميع بأن الذى لا يرغب في المصالحة وطي صفحة الماضي هو النظام ولا أحد غيرالنظام رابع : وحدت رسالة الإعتقال والسجن صف المعارضة حول مظلمة حقوقية وسياسية وإعلامية وهي الخروقات التى مست كل أطيافها (مجموعة 18 اكتوبر) ، وتوجتها بالتضامن في حادثة اعتقال وسجن الدكتور الصاق شورو ، كما إرتدت رسال النظام عليه برسائل أكثر قوة وبلاغة من قبل المعارضة الوطنية الجادة لتقول للحكم أنك توفقت في بداية التسعينات إلى دفع كل الأطياف للوقوف معك ضد الحركة الإسلامية وهاهي اليوم تتوحد ضد مسعاك هذا بعد ان إنكشفت منظومة الإستبداد التى طالت الجميع . كما أن المعركة الدولية التى تتستر بـ”محاربة الإرهاب” قد أخفقت ولم تعد تقنع اي أحد و”الغول” الذى كنت تخوف منه المجتمع والمعارضة ثبتت وسطيته وسلمية نهجه وإعتدال أفراده . كما أن العالم اصبح قرية صغيرة ولم يعد بالإمكان محاصرة المعلومة ومغالطة الرأي العام لأنك لم تعد اللاعب الوحيد في الميدان ، وإن أمام السلطة إنتخابات 2009 ومن مصلحتها أن تتم في ظل توافق وطني وإنفراج سياسي (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 16 ديسمبر 2008)
من أجل تمكين البشير العبيدي من العلاج الضروري في أسرع وقت
تونس، في 14 ديسمبر 2008 أكدت عائلة المناضل البشير العبيدي المعتقل بسجن القصرين في إطار قضية الحوض أن حالته الصحية تتدهور باستمرار ممّا أدّى إلى انخفاض حاد في وزنه ورغم المطالب المتكرّرة بتمكينه من الفحوص والعلاج اللازمين فإن السلطات تمعن في المماطلة وفي عدم إعلام العائلة بحقيقة وضعه الصحي. إن قانون السجون ينصّ على حق عائلة السجين في تعيين طبيب من اختيارها من خارج السجن لفحصه، كما ينصّ على حق السجين في إجراء الفحوص والتحاليل اللازمة في مصحة خاصة من اختيار العائلة. إن حزب العمال، إذ يعتبر أن الحل العادل يكمن في إطلاق سراح البشير العبيدي ورفاقه دون قيد أو شرط، فهو يطالب السلطات بشكل عاجل بتمكينه من هذا الحق ويحملها مسؤولية أو مكروه يتعرض له. وهو يذكّر بأن الإهمال الصحي المتعمّد كان وراء عديد المآسي بالسجون التونسية التي تحوّلت خصوصا في العشرين سنة الأخيرة إلى بؤرة للتنكيل والموت البطيء. حزب العمال الشيوعي التونسي
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 ديسمبر 2008)
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 16 / 12 / 2008 لا للاعتداء على النقابيين
بلغ إلى علم المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية أن النقابي رضا الغزلاني ( نقابي من التعليم الثانوي ) تم إيقافه يوم أمس 15 / 12 / 2008 في منطقة الأمن بسيدي بوزيد وتعنيفه بشدة من طرف احد عناصر الحزب الحاكم بالجهة على خلفية مساندته لاعتصام سلمي نفذته إحدى المعطلات عن العمل أمام معتمدية جلمة وهو ما يمثل سابقة خطيرة في الاعتداء على النقابيين. إن المرصد يدين بشدة هذا الاعتداء ويطالب من السلط الأمنية والقضائية الإفراج الفوري عن النقابي رضا الغزلاني ومتابعة حيثيات هذا الاعتداء الهمجي والإسراع بمعاقبة المعتدين كما يأمل المرصد من كافة التشكيلات النقابية الجهوية والوطنية مساندة النقابي رضا الغزلاني والتصدي بحزم لظاهرة الاعتداء على النقابيين لما يمثله ذلك من مس بكرامتهم ودورهم النضالي . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية جميعا من اجل التصدي لظاهرة الاعتداء على النقابيين المرصد فضاء نقابي ديمقراطي مستقل وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com http://nakabi.blogspot.com عن المرصد المنسق محمد العيادي
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 ذو الحجة 1429 الموافق ل 16 ديسمبر 2008
جمعية الغزلاني تقاضي معتمد جلمة و شقيقها يتعرض للتعنيف
في إطار متابعة حرية و إنصاف لتطورات قضية اعتصام فتاة سيدي بوزيد تقدمت الآنسة جمعية الغزلاني اليوم الثلاثاء 16/12/2008 بشكوى لدى وكالة الجمهورية بسيدي بوزيد ضد معتمد جلمة و أكدت أنها تعتزم مواصلة الاعتصام حتى تحقيق مطالبها. كما علمت المنظمة أن السيد رضا الغزلاني شقيق الآنسة جمعية الغزلاني تعرض لاعتداء بالعنف على مرأى و مسمع من الناس في المقهى على خلفية مساندته لاعتصام شقيقته. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
سيدي بوزيد : تعنيف و إعتقال ناشط سياسي و نقابي
في إطار مواصلة متابعتنا لصدى إعتصام الشابة المعطلة عن العمل “جمعة الغزلاني” أمام مقر معتدية “جلمة” للمطالبة بحقها في الشغل . ذكرت مصادر مطلعة لموقع الحزب الديمقراطي التقدمي أن عناصر تنتمي للحزب الحاكم قامت تحت إشراف معتمد الجهة بالإعتداء بالعنف الشديد على الناشط السياسي و النقابي الأستاذ “رضا الغزلاني” ، و جاء هذا الإعتداء على خلفية مساندته للآنسة “جمعة” و تبني مطلبها . و أضافت نفس المصادر أن الإعتداء خلف له إصابات بليغة على مستوى الرأس و هو ما استوجب نقله بسرعة إلى المستشفى ، و إستغربت من تعمدعناصر الحزب الحاكم الذين نفذوا الإعتداء تسجيل قضية عدلية ضد الأستاذ “رضا” و إتهامه بمحاولة إقتحام مقر المعتمدية . و في إتصال هاتفي مع شقيق المتضرر السيد “محمود الغزلاني” ذكر لمراسل الموقع أن أعوان فرقة الشرطة العدلية قاموا صباح اليوم بمداهمة المستشفى و إقتياد شقيقه إلى مركز الشرطة لإستجوابه رغم حالته الصحية . معز الجماعي المصدر : موقع الحزب الديمقراطي التقدمي
الحزب الحاكم يرفض المنافسة في إنتخابات المجالس العلمية
ذكر شهود عيان أن طلبة الحزب الحاكم قاموا صباح اليوم بإقتحام المعهد العالي للتنشيط الشبابي ببئر الباي ، كما ذكر عضو الهيئة الإدارية للإتحاد العام لطلبة تونس “وسام الصغير” أن طلبة “التجمع” كانوا مدعومون بعناصر غريبة عن الجامعة وصفهم بالمنحرفين على حد تعبيره . و أضاف “الصغير” في تصريح لموقع الحزب الديمقراطي التقدمي أن عملية إقتحام المعهد وقعت تحت حماية أعوان الأمن الجامعي و إشراف مدير المعهد ، و أكد أن مليشيات “التجمع” تعمدت مباشرة الإعتداء بالعنف الشديد على مناضلي إتحاد الطلبة مستعملة هراوات و أسلحة بيضاء و هو ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف الطلبة و نقل ثلاثة منهم (عبد الستار معلاوي،حمزة زعوقة ، أسامة الخشناوي ) إلى المستشفى بعد تعرضهم لإصابات بليغة . و ختم بأن التصرفات المتخلفة التي قام بها من وصفهم بالمليشيات كان هدفها ترهيب و منع الطلبة من القيام بالحملة المتعلقة بالإنتخابات التي يتنافس فيها أعضاء الإتحاد العام لطلبة تونس وطلبة الحزب الحاكم للفوز بمقاعد المجالس العلمية . معز الجماعي المصدر : موقع الحزب الديمقراطي التقدمي
www.pdpinfo.org
قفصة في 13ديسمبر 2008 الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قفصة بـــيـــــــان .
إن الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي في مناطق الحوض المنجمي [ الرديف- أم العرائس- المتلوي- المضيلة ] من استشراء لظاهرة البطالة وفقر وخصاصة كانت هي الأسباب الوحيدة لاندلاع الحركة الاحتجاجية في هذه المناطق وذلك للمطالبة بحقهم في العيش الكريم والشغل والتنمية . وقد جابهت السلطة هذه الحركات السلمية بتدخل أمني عنيف أدى إلى سقوط قتيلين بالرصاص من شباب الرديف وبسلسلة من المحاكمات الغير العادلة وصلت أحكامها إلى التسعة سنوات في المضيلة وتوجت بجلسة يوم الخميس 4 ديسمبر 2008 التي مثل أمام هيئتها 34 متهم من بين 38 في ما سمي بقضية الوفاق التي تضم ممثلين عن لجنة التفاوض المحلية لمدينة الرديف والتي تفاوضت لمدة طويلة مع ممثلي السلطة في الجهة واستجابت لبعض مطالبها. وقد دارت هذه المحاكمة في ظروف تفتقر إلى أدنى شروط المحاكمة العادلة وتحت طوق أمني غير مسبوق على كل مداخل مدينة قفصه وكل الطرق المؤدية إلى المحكمة وبحضور أمني كبير داخل قاعة المحكمة وقد كانت الأحكام قاسية جدا تستنج من خلالها خلفية الانتقام الغير مبررة والتي تراوحت من السنتين سجن مع تأجيل التنفيذ إلى الستة سنوات سجن نافذ وصولا إلى العشرة سنوات سجن نافذ . وجامعة قفصه للحزب الديمقراطي التقدمي إذ تذكر بمساندتها لمطالب أبناء الحوض المنجمي المشروعة وتضامنها معهم فإنها . 1- تعبر عن رفضها لهذه الأحكام وتعتبرها جائرة بحق هذه النخبة التي كان همها الوحيد هو المحافظة على الطابع السلمي المدني لهذه الاحتجاجات. 2- تستنكر ما تعرض له النقابيون وممثلي الأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية وأهالي الموقوفين من عنف لفظي ومادي. 3- تنبه كذلك إلى خطورة عداء السلطة للأعلام الحر والمستقل من خلال تلفيق تهم باطلة إلى المراسلين رشيد عبداوي [ عن جريدة الموقف ] والفاهم بوكدوس [ عن قناة الحوار التونسي ] وصدور أحكام نافذة بستة سنوات في حقهما 4- تطالب السلطة بالا فراج عن كل المساجين والموقوفين وإيقاف التتبعات القضائية ضدهم 5- تؤكد من جديد على أنه لا مخرج للسلطة من هذه الأزمة إلا بمعالجة الأسباب الحقيقية لهذه الاحتجاجات والتي يجب أن تنطلق بفتح حوار جدي مع مكونات المجتمع المدني . 6- تدعو كل الأحرار في تونس من نقابيين وسياسيين وحقوقيين وشخصيات وطنية للعمل من أجل إطلاق سراح كل المسجونين والموقوفين في هذه القضايا. الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قفصة الكاتب العام عبدالرزاق داعي
المنظمة الديمقراطية للشغل / المغرب المكتب التنفيذي الرباط، في15 دجنبر 2008. بيان تضامني
تعبر عن تضامنها المطلق مع المناضلين والمسؤولين النقابيين المحكوم عليهم ظلما تندد بالظروف التي تم الحكم فيها على النقابيين والمتنافية مع شروط المحاكمة العادلة تطالب بالتعجيل بإطلاق سراح كافة المناضلات والمناضلين دون قيد أو شرط تدعو جميع التنظيمات النقابية المغاربية إلى التحرك فورا قصد حل هذا المشكل تتابع المنظمة الديمقراطية للشغل منذ فترة بقلق شديد الأوضاع المتوثرة في منطقة الرديف (قفصة) بتونس والتي بدأت أطوارها الأولى بالتضييق على العمل النقابي ومواجهة الأشكال النضالية المشروعة والحق في الاحتجاج السلمي بالعنف والقمع والتدخل الهمجي لقوات الأمن في حق المواطنين والنقابيين على السواء. وقد تطورت الأحداث لتصل حد اعتقال عدد من المناضلين والمسؤولين النقابيين (38 شخصا) بالحوض المنجمي قبل شهور ليتم تقديمهم أمام المحكمة الابتدائية بقفصة يوم الخميس الماضي في مهزلة قضائية افتقرت للشروط الدنيا للمحاكمة العادلة والمتمثلة في تعدد التجاوزات القانونية وعدم احترام أبسط الضوابط القانونية في إجراءات الإحالةطبخ المحاضر والتهم الكيدية وغياب الشهود رغم مطالبة المحامين بحضورهم في الجلسة وتعرض الموقوفين للتعذيب أثناء التحقيق وعدم استجوابهم أثناء المحاكمة. وقد جاءت الأحكام القاسية والصادرة في حق الموقوفين والتي تفاوتت بين سنتين وعشر سنوات نافذة كحلقة نهائية في مسلسل تم حبكه اعتمادا على المقاربة الأمنية لإسكات أصوات المواطنين والنقابيين الشرفاء الذين طالبوا بضرورة انكباب الجهات المسؤولة والمعنية بتسطير برامج تنموية حقيقية وحل مشكلة البطالة والحد من ظواهر الإقصاء والتهميش التي تعاني منها المنطقة. وأمام التطورات الأخيرة والخطيرة التي عرفتها منطقة الرديف والحوض المنجمي تحديدا قرب مدينة قفصة، وباستحضار المحاكمة الصورية والظالمة للانتقام من المواطنين والنقابيين، وتأكيدا منها على احترام وتفعيل التوصيات والقرارات الصادرة عن المنتدى النقابي المغربي وكذا المنتدى الاجتماعي المغاربي المنعقد مؤخرا بالجديدة (المغرب)، فإن المنظمة الديمقراطية للشغل Odt : 1.تعبر عن تضامنها المطلق مع المواطنين والمسؤولين النقابيين بالحوض المنجمي بالرديف بجمهورية تونس؛ 2.تستنكر ظروف الاعتقال والتعذيب والممارسات اللاإنسانية التي كان الموقوفون عرضة لها، وتندد بالظروف اللاقانونية التي جرت فيها المحاكمة؛ 3.تطالب الجهات المسؤولة بالإطلاق الفوري لجميع الموقوفين دون قيد أو شرط وحفظ الملفات وإيقاف المتابعات، وكذا التعاطي الإيجابي المعتمد على المقاربة الاجتماعية لحل مختلف الملفات ومن ضمنها مطالب الشغيلة المنجمية؛ 4.تدعو جميع التنظيمات النقابية المكونة للمنتدى النقابي المغاربي وأعضاء لجنة المتابعة للمنتدى الاجتماعي المغاربي إلى عقد لقاء عاجل قصد تدارس هذه التطورات في أفق توحيد المعركة النضالية من أجل المطالبة بإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين ورد الاعتبار إليهم وتسطير برنامج عمل للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية بالمنطقة المغاربية؛ 5.تدعو مختلف القطاعات العضوة في المنظمة الديمقراطية للشغل إلى إصدار بيانات التضامن مع مناضلات ومناضلي الحوض المنجمي بمنطقة الرديف قرب قفصة بالجمهورية التونسية. عن المكتب التنفيذي الكاتب العام: علي لطفي ———- Ali LOTFI tel / fax : +212 37 26 46 93 GSM : +21261081760 جزيرة العرب باب الأحد ، الرباط – الهاتف و الفاكس:037264693 ، البريد الالكتروني: Odt.maroc@gmail. com
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة النهصة تنعى الزعيم الأستاذ حسيب بن عمار
تلقت حركة النهصة ببالغ الأسى نبأ وفاة الزعيم الأستاذ حسيب بن عمار تغمده الله بواسع رحمته ، فقد عرفت فيه سماحة الإسلام وعمق الوطنية واتساع الأفق والروح الإنساني الفياض.لقد كان إسهامه ضخما في الانتقال بالبلاد من فكر وثقافة الحزب الواحد إلى إشاعة فكرة التعددية والديمقراطية، فهو إلى جانب الأستاذ أحمد المستيري أب ومؤسس لهذه المدرسة ولهذه الريادة إذ تمردا على فكر وممارسة عهد بكامله. سواء من خلال تأسيس الرابطة أو من خلال تأسيس المعهد العربي لحقوق الإنسان أو من خلال تأسيس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين. وأهم من كل ذلك تأسيس جريدة الرأي رائدة الإعلام الحر حيث ظلت تكافح الدكتاتورية طيلة عشرية قبل أن يخمدها نهائيا “العهد الجديد”. لقد وجد التيار الإسلامي في جريدة الرأي صوته ومنبره الذي حمل لواء التعريف بقضيته حتى كانت الرأي هي التي روجت للتيار الإسلامي أشهر أسمائه “حركة الاتجاه الإسلامي”. ويوم أن اتجهت آلة القمع متحولة عن اليسار إلى الإسلاميين كانت الرأي في المقدمة تذب عنه وتعرّف بمظلمته وبفكره وتحشّد الرأي العام وراء مطلب إطلاق قيادته ضمن المطلب التي كانت أول من طرحه في الساحة الوطنية وجمعت عشرات آلاف التوقيعات لتأييده . صحيح أن حسيب ابن عمار توفاه الله دون أن يشهد الثمار، ولكن حسب الرجال الكبار أن يزرعوا لتحصد من بعدهم الأجيال اللاحقة. ونحن الإسلاميين نشهد أنه كان من بين أساتذتنا الكبار الذين تعلمنا عنهم الكثير وكان إسهامهم كبيرا في إدماجنا ضمن المنتظم السياسي المعارض، وفي التعريف بقضيتنا ورفع المظلمة الأولى عنا. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وعوّض الله فيه أسرته الكريمة والبلاد خيرا. لندن في 16 ديسمبر 2008 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 ذو الحجة 1429 الموافق ل 16 ديسمبر 2008
حــرية و إنـصاف إنا لله و إنا إليه راجعون
شيع عدد كبير من المواطنين مساء اليوم الثلاثاء 16/12/2008 المناضل الوطني و الحقوقي الفقيد حسيب بن عمار إلى مثواه الأخير بمقبرة الجلاز. و حرية و إنصاف تتوجه باحر التعازي إلى عائلة الفقيد راجية من المولى العلي القدير أن يتغمده برحمته و أن يرزق أهله جميل الصبر و السلوان. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحكم بسجن مراسل قناة الحوار التونسي بقفصة: صفعة مدوية لحرية الإعلام بتونس
شهدت المحكمة الابتدائية بقفصة يوم الخميس 11 ديسمبر 2008 الفصل الأول من محاكمة قادة ونشطاء الحركة الاحتجاجية بمدن الحوض المنجمي، والتي تواصلت لأكثر من نصف عام للمطالبة بالتشغيل والتنمية العادلة. ولقد عكست قساوة الأحكام، والأجواء الترهيبية التي حفت بالمحاكمة، ومجمل التجاوزات الفجة في حق الدفاع والمعتقلين، مواصلة لمحاولة اجتثاث الحركة الاجتماعية، وتضخيم في استعمال الأداة الأمنية القضائية لتجريم المطالبات والاحتجاجات الشعبية. ولقد نال الفاهم بوكدوس مراسل قناة الحوار التونسي بقفصة والمتواري عن الأنظار منذ 5 جويلية الماضي، حكما بـ6 سنوات سجنا بتهم “الانخراط في عصابة والمشاركة في وفاق وقع بقصد تحضير وارتكاب اعتداء على الأشخاص والأملاك، وتوزيع وبيع وعرض ومسك بنية الترويج لنشرات من شأنها تعكير صفو النظام العام بغرض دعائي” وذلك عقابا لتميّزه في تغطية أحداث انتفاضة المناجم، ونقله للرأي العام ما حاولت مختلف الأجهزة السلطوية إخفاءه والتعتيم عليه في ضرب لحقّ تبادل المعلومة وسيلانها. لقد تفطنت التقارير الصحفية للفاهم بوكدوس على قناة الحوار التونسي مبكرا للحراك الاجتماعي بالحوض المنجمي ووضعت الإصبع على أسبابه المباشرة والمزمنة، وكشفت عن إمكانيات تواصله وتوسّعه مستندة في ذلك على متابعة دقيقة للوضع الاجتماعي لأكثر من سنتين، تابع فيه عديد المشاهدين ملامح من بوادر نهوض نضالي اجتماعي تعمّق مع توسّع فعل حركة المعطلين عن العمل من أصحاب الشهائد، ومسّ جملة من شعاراتهم المطالبة بالعمل ومقاومة كافة أشكال الفساد والمحسوبية والزبونية وعدم تكافؤ الفرص، لوعي الآلاف من السكان. وقد كشفت هذه التقارير جملة من الأكاذيب والمغالطات التي مسّت الحركة الاحتجاجية على غرار تحميل الاتحاد العام التونسي للشغل كامل مسؤولية فساد مناظرة شركة الفسفاط التي فجّرت الأوضاع، أو تحييد الشركة المذكورة عن كل ما حصل، أو إصباغ الحركة بطابع عشائري، أو نفي لإمكانية تواصل الاحتجاجات الشعبية لفترة طويلة دون وسائط سياسية. لقد ساهم الفاهم بوكدوس طيلة أشهر الاحتجاجات الأهلية بالمدن المنجميّة بجهة قفصة في تحدّي أنجع أساليب الصحافة الرسمية ألا وهي التجاهل، وساعد في كسر “تواطئها الإجرامي” في مساعي الالتفاف على النضالات الجماهيرية وإفشالها في المهد، ونجح في تقديم تلك النضالات وأصحابها إلى عدد واسع من المتفرجين، وتحاور مع عدد من كوادر الحركة الاحتجاجية وشبابها، وأصبح للمواطنين العاديين نصيب من التغطية الإعلامية ومن الحضور الفضائي تمكنوا من خلاله من التعبير عن مشاكلهم ومطالبهم، ومن فضح تهم التوظيف والاستغلال الشخصي والسياسي للحركة، ومن الإحساس بقيمة فعلهم وبعدالة قضيتهم، إلا أنّ السلط الأمنية والقضائية لم تر في ذلك التواصل الإعلامي الضروري والشجاع سوى ربط لصلات مع “وفاق جنائي يستهدف مؤسسات الدولة والأمن العام” و”ينبع من نفوس مريضة تحسد بلادنا على النعيم الذي تعيشه والخيرات التي ترفل فيها على خلاف غيرها من الأقطار”. إن مراسل قناة الحوار التونسي لم يحاول قط احتكار المعطيات والمادة المصورة، التي صوّرها بنفسه أو التي جمعها من عدة مصورين على رأسهم السجين محمود الردادي أو التي رصدتها كاميرات عشرات الهواتف الجوالة، بل سخّرها للقناة التي يعمل معها، ولوسائل الإعلام العربية والدولية، وللجمعيات الصحفية والحقوقية التي تشتغل على مثل هذه المواضيع، انطلاقا من إيمانه الراسخ بـ”مشاعية” المعلومة وضرورة تبادلها على نطاق واسع ما دام المهم عنده طبيعة استعمالها وكيفية تطويعها لتصل إلى أكثر ما يمكن من المستهلكين، ولتنصف القضايا التي تعكسها خاصة إذا تعلقت بملفات اجتماعية ومسّت الأغلبية الساحقة من طبقات المجتمع وفئاته المسحوقة، ومرّة أخرى لم تجد السلطة في هذا الأمر سوى انسجام مع “دور مفترض” لعنصر اتصال بين “العصابة الإجرامية الاجتماعية” ووسائل الإعلام الدولية والمحلية، لا تبتغى منه حاجة أو دور إعلامي، وقد يكون ساهم وفق تفسير قصووي في الوصول إلى المنعرج الأمني لـ6 جوان 2008 وقتلى وجرحى الرصاص الحيّ… إن المتابعة الأمنية والقضائية للصحافي المذكور لم تكن مفاجئة ولا طارئة، بل جاءت وفق مخطط بدأت ملامحه تظهر قبل ذلك بأشهر، صحيح أنه منذ اشتغاله بقناة الحوار التونسي كان عرضة لشتى المضايقات والإيقافات والتهديدات كغيره من عناصر طاقم القناة، إلا أن تغطيته لانتفاضة الشغل المنجمية نُظر إليها كجريمة وكتحدّ لسياسات فرض صمت القبور وقبول الأمر الواقع، وجب وضع حدّ لها ومعاقبة صاحبها، ووفقا لتصريحات بعض الموقوفين من قادة الحركة الاحتجاجية في أفريل 2008 فإن الفاهم بوكدوس كان على قائمة المطلوبين آنذاك، لكن ما حصل من تصعيد شعبي عرقل الأمر وأجّله إلى شهر جويلية الماضي. إن جملة المعطيات والوقائع التي تدلل على إمكانية استهدافه لم تكن غائبة عن ذهنه بالمرّة، لكنها لم تدفعه إلى التراجع عن أداء رسالته لاستيعابه الإطار السياسي والأمني الذي يتواجد فيه ويشتغل والذي يرى في حرية الصحافة والإعلام هبة ومنّة وخلافها مغامرة وسير في المجهول، ولا شكّ أنه كان على استعداد لتحمّل عواقب فهمه الملتزم لمهنته ولشتى الأخطار التي يمكن أن تستهدفه. إنه وفقا لبداهة الأمور، وانسجاما مع خطاب السلطة المتكرّر والمتجدّد والمتهافت حول الحريات الإعلامية ببلادنا، فإن استهداف مراسل قناة الحوار التونسي بقفصة يمثل جريمة لا يمكن تبريرها أو الدفاع عنها، وتحتاج إلى كثير من الرفض والإدانة، وإظهار مراميها الحقيقية بما توجيه جملة من الرسائل إلى الصحافيين الشبان لكبح جماح التزامهم الصحفي وحصره في أدوار كلاسيكية، غير أن اليد الطّولى في تنفيذ أجندة تكميم الأفواه لم تعد كاسحة وباتت معرّضة أكثر من ذي قبل للارتجاف والانحصار خاصة إذا اتحد الصحافيون وتضامنوا وتغلبوا على بعض النزعات الحيادية والفئوية والسّياسويّة ودافعوا بمبدئيّة عن حريّة التعبير وحق الاختلاف، البوّابة الأساسيّة لمجتمع المواطنة الحقـّة. عفاف بالناصر
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 ديسمبر 2008)
1) الإتحاد الجهوي للشغل بسوسة لا يقدر على الدفاع على استقلالية قراره: تنادت منظمات المجتمع المدني بسوسة (فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، فرع منظمة العفو الدولية، مجموعة نساء ديمقراطيات) للتنسيق فيما بينها وبين الإتحاد الجهوي للشغل بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، واتفقت على أن يحتضن الإتحاد الجهوي تظاهرة تجمع بين معرض للصور والموسيقى الملتزمة من آداء جمال قلة ومحاضرة كان سيلقيها عميد المحامين السابق الأستاذ عبد الستار بن موسى حول الموضوع. وقطعت التحضيرات والتأثيث للتظاهرة شوطا هاما، لكن ما راع المدعوين والضيوف إلا أن اصطدمت آمالهم بسياسة التعليمات القادمة هذه المرّة من الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نفسه، حسب رواية المكتب التنفيذي الجهوي، والتي مفادها تأجيل التظاهرة إلى وقت لاحق. وكردّة فعل عمّ الإستياء والإستنكار الأوساط النقابية والحقوقية، واستشاط النقابيون بالخصوص غضبا على الدور الذي باتت تلعبه منظمتهم النقابية، إذ لا يكفي أنها لم تصدع بموقف مبدئي واضح من أحكام السجن القاسية جدّا على أبنائها النقابيين وإطاراتها المناضلة، والحال أن كل المنظمات المستقلة والديمقراطية ندّدت بالمظلمة، بل فرطت مرّة أخرى في الدفاع عن استقلالية قرارها وانحنت وتخاذلت أمام تعليمات السلطة الديكتاتورية. إن الإتحاد الجهوي للشغل بسوسة الذي لا يترك فرصة إلا وينبري يزايد في الدفاع عن استقلالية القرار النقابي، لم يقدر في مثل هذه الظروف، التي تُحَاكَمُ وتُحَاصَرُ وتُهَمَّشُ فيها الأصوات الديمقراطية والتقدمية، على الوقوف إلى جانب ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وظل موقفه من مكونات المجتمع المدني بالجهة محكوما بالريبة والتوجس ويبلغ أحيانا درجة العداء رغم ما تبديه المكونات المذكورة من رحابة صدر ورغبة في التنسيق والعمل المشترك معه. إن هذا الموقف الخاضع لأوامر السلطة ينزع لا عن قيادة الإتحاد الجهوي فقط، بل عن قيادة الإتحاد العام البيروقراطية جلباب الدفاع عن الشغالين، إذ القيادة لم تخذلهم اليوم فحسب بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بل لا يزال جل النقابيين يتجرّعون خذلان أحداث الحوض المنجمي والمفاوضات الإجتماعية التي لم تلبّ الحدّ الأدنى للتعويض عن المقدرة الشرائية. فأيّ تبريرات ستقدّم لنا البيروقراطية النقابية جهويا أو وطنيا هذه المرّة؟ ومن سيقتنع بموقفها من النقابيين؟ 2) فرع منظمة العفو الدولية بسوسة يحتضن المجتمع المدني: أمام المنع والحصار انتقلت فعاليات المجتمع المدني التي أُوصِدَتْ أبواب الإتحاد في وجوهها إلى مقرّ فرع منظمة العفو الدولية أين وجدت الحفاوة والترحاب وتمكن النقابيون والحقوقيون من الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان على طريقتهم، فكانت الكلمة الحرّة واللحن الملتزم والمحتويات القيّمة المختلفة أحيانا والثرية دائما من سوسة والقيروان والمنستير، تقيم الإعلان العالمي والمواثيق الدولية انطلاقا من محاضرة عميد المحامين السابق، وقد وقف عديد المتدخلين على الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وآخرها المحاكمات الجائرة لمناضلي الحوض المنجمي التي لازالت تخيّم على صدور الأحرار والتقدميين. 3) أما فرع الحزب الديمقراطي التقدمي فتشله الصراعات الهامشية: تلبية لدعوة جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة من أجل مساندة مساجين الحوض المنجمي، توافد الحقوقيون والنقابيون والطلبة وكلهم أمل في فضاء يوصلون من خلاله رسالتهم المستنكرة والمندّدة بالمحاكمات الظالمة، لكن ما كلّ مرّة تسلم الجرّة، إذ لم تعترضهم فقط مجموعات القمع من البوليس السياسي الذين حالوا دونهم والمقر، بل إعترضهم أيضا حلفائهم الموضوعيين من العناصر المجمّدة والمطرودة والتي استغلها البوليس ووظفها أحسن توظيف، إذ طفقت بعض العناصر تصول وتجول مانعة الضيوف من الإقتراب من المقر بتعلة أنها لم تشارك في اتخاذ قرار الدعوة للإجتماع غير مكترثة بأساليب فض النزاعات الحزبية الداخلية. وعلى مرأى ومسمع من الجميع ظل التراشق بالتهم والسباب والإستعراضات العضلية سيّد الموقف ممّا فوّت الفرصة على المدعوين والضيوف في الدفاع المتماسك والموحّد على الحق في الإجتماع وحق الحزب الديمقراطي التقدمي في استضافة من يشاء والدفاع على مقره، وهو ما يذكرنا تماما بما وقع للتكتل الديمقراطي بالجهة منذ سنتين. خاب أمل الضيوف والمدعوين من الأطراف المتنازعة التي لم تكلف نفسها حتى مجرد الإعتذار لما حصل، واهتزت صورة الحزب الديمقراطي بالجهة واستاءت وجوه المعارضة ممّا حدث وظل الرابح الوحيد هو السلطة وبوليسها السياسي. عندها انسحبت المجموعات النقابية والحقوقية للمقاهي رغم المحاولات المهزوزة للتصدي لمنع الإجتماع. 4) الديمقراطيون بالجهة يطارَدون حتى في المقاهي: في حركة غاية في التخلف والإنحطاط الأخلاقي والتشفي والإعتداء السافر على كل الفضاءات العمومية حتى غير المعدّة للنشاط السياسي، وفي سلوك يستحي منه حتى عامة الناس التحقت عناصرالبوليس بالنقابيين والحقوقيين بمقهى “المشتل” لتمنعهم من تناول قهوة مثل بقية الزبائن وأمرت صاحب المقهى بإخراجهم عنوة بكل وقاحة وسفالة ممّا جلب أنظار بقية الحرفاء واستاءوا له أيّما استياء وزاد في افتضاح البوليس وتدخله في الحياة العامة والخاصة. تلك هي حال حقوق الإنسان والديمقراطية في “تونس العهد الجديد” وتلك هي حال الفضاءات العمومية والمقرات غير المستقلة !! تلك هي حال الأحزاب اللاهثة وراء حشو صفوفها بالغث والسمين دون معايير مبدئية ونضالية، إذ هي لا تعرقل أحزابها فقط بل تلحق أيّما ضرر بالحياة الحزبية العامة والعمل السياسي. ولكن، ورغم الحصار ورغم الدمار ورغم ردء الزمان وبطش السجان فإن المجتمع يقاوم وأحراره صامدون ومنظماته المستقلة المحدودة تظل شوكة في خصر الديكتاتورية، ومنها سينبلج صبح الغد المشرق الوضاء. مراسلة من سوسة
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 ديسمبر 2008)
أخبـــــــــــــــار
الحكم على جلاد تونسي بـ 8 سنوات سجنا: أصدرت مساء اليوم المحكمة الجنائية بمدينة سترازبورغ الفرنسية حكما غيابيا بـ8 سنوات سجن ضدّ خالد بن سعيد لإعطائه أوامر بتعذيب السيدة زليخة الغربي. وقد تكوّن القائمون بالحق الشخصي (partie civile) من أبناء وزوج السيدة زليخة الغربي إلى جانب الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان (LDH) وفيدرالية رابطات حقوق الإنسان (FIDH)، ونابهم في القضية كلّ من الأستاذ إيريك بلوفيي (Eric Plouvier) عن العائلة والأستاذ باتريك بودوان (Patrick Beaudouin) عن الرابطة والفيدرالية، كما شهد من جانب القائمين بالحق الشخصي كل من الأستاذة راضية النصراوي والسيدة سهام بن سدرين والباحث الفرنسي فانسان جيسّير (Vincent Geisser). تعود أحداث التعذيب الذي تعرّضت إليه السيدة زليخة الغربي إلى أكتوبر 1996 بجندوبة، أين كان المدعو خالد بن سعيد يشغل خطة مفتش شرطة، لإرغامها على الإدلاء بمعلومات حول زوجها الملاحق بسبب نشاطه السياسي في حركة النهضة. لمّا علم خالد بن سعيد بالقضية المرفوعة ضدّه من طرف السيدة زليخة الغربي سنة 2001 فرّ من التراب الفرنسي حيث كان نائبا لقنصل تونس بستازبورغ. الرديف: حاول تلاميذ معهد 2 مارس 1934 ومعهد 18 جانفي 1952 الخروج في مسيرات احتجاجية، إلا أن قوات البوليس تصدّت إليهم ومنعتهم. كما حصلت مواجهات بعد الظهر بين شباب حي النزلة والبوليس.
(المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 ديسمبر 2008)
أحمد النجار
لا لدورة جديدة من الاشتباك
( تصحيح )
تسرب خطأ في صياغة عنوان مقال ( لا لدورة جديدة من الإشتباك )في نشريتنا ليوم أمس الموافق ل 15 ديسمبر لصاحبه السيد أحمد النجار حيث نسب المقال إلى الإتحاد العام التونسي للشغل الأتحاد المحلي بنفطة
والصحيح أنه للسيد أحمد النجار وعليه فإننا نتقدم باعتذارنا الشديد للسيد أحمد النجار وللإتحاد المحلي بنفطة على هذه اللخبطة الغير مقصودة ولذا وجب التصحيح والإعتذار
عن أسرة تونس نيوز
حول البيان الأخير للوحدويون الناصريون
هل هو بيان الخطأ؟ أم هو بيان الخطيئة؟
مقالة كاتبها
وأنا أقرا بيان الوحدويين الناصريين الأخير مرت بذهني تساؤلات كبرى غذاها كلام القيل والقال الذي تندرت به بعض المنتديات في غير مكان… أعدت قراءة البيان سبع مرات … محققا في الامضاء لأني كل مرة كنت مشككا.. فيمكن أن يكون البيان مدسوس لتشويههم…لكن قيام مواقع محددة بنشره يؤكد أن البيان هو بيان الوحدويين الناصريين.. هل هو البيان الخطأ ؟ أم البيان الخطيئة ؟ هل هو تذكرة السفر الى بيت الطاعة؟ هل هو فاتحة أولى في فتح قنوات مع السلطة ؟ أم هو تتويجا لقنوات مفتوحة مع السلطة ؟ والحال أن المشكلة لم تعد مع النظام بل مع السلطة… وحتى أطمئن نفسي الحائرة التي لم تعد بقادرة على تحمل الضغوطات..وحتى لا أظلم أحد..أبعدت بأكبر قدر ما يمكن عني كلام القيل والقال..وابعدت ما يتم تناقله لبعض السلوكيات الفردية التي قد تفسر ….وعدت وقرأت البيان الصادر في 6 أوت 2008 حول انتفاضة الحوض المنجمي أي قبل قرابة 5 أشهر من هذا البيان الجديد المنشور في 12 12 2008 بتونس نيوز . يستهلون بيان 6 أوت 2008 بقولة يؤكدون فيها
أنّه لم يعد هناك طريق للخروج مما نحن فيه
( بالطبع يقصدون تونس هنا )
إلا أن نشق طريقناً نحو ما نريده عنوة وبالقوة، فوق بحر من الدم وتحت أفق مشتعل بالنار. ومهما بدت هذه النتيجة قاسية بما تحمله معها من تكاليف وتضحيات
( يقصدون تونس هنا )،
فإننا لا نجد أمامنا غير ذلك بديلاً نصون به الشرف والحرية والحياة والمستقبل جميعاً
.” _(بالطبع يقصدون تونس) ويدينون في البيان “
عمليات القتل المتعمد
” و “
كما يستنكرون عمليات النهب والعنف والإرهاب” و “.يعتبرون أن الوضع الاجتماعي المتوتر هو مآل طبيعي للخيارات الرأسمالية والسياسات الليبرالية والانغلاق الإقليمي والتهميش المتعمد لمنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية التي انتهجها نظام الحكم منذ ما يزيد عن نصف قرن”
ويخلصون أن الأسباب الموضوعية تعود الى الاقليمية والى النظام الرأسمالي وأن الحل يعود الى العنف الجماهيري المنظم الى هدف دولة الوحدة..لكنهم لم يحددوا لنا كيف أو لم يجيبوا على هذا السؤال ..أي عن الأسلوب..* ” يؤكدون على أن عجز النظام الحاكم على حل مشكلة البطالة يعود إلى الأزمة الهيكلية التي تعيشها الإقليمية، وأنه لم يعد أمام الجماهير العربية إلاّ أن تشق طريقها عنوة وبقوة لتصوغ مستقبلها على النحو الذي يحقق لها عزتها وكرامتها ولتبني دولتها العربية الواحدة من الخليج إلى المحيط”. كلام لا غبار فيه يتماشى والخط العام الذي عرفناه على التيار الوحدوي. في البيان الجديد تختلف اللغة بنسبة مائة وثمانين درجة..فالمشكلة لم تعد مشكلة النظام بل تصبح مشكلةالسلطة الحاكمة..وأن ما يجري ليس الا ”
محاولة الحزب الحاكم توظيف مؤسسات الدولة
” و”
أقدمت السلطة على لملمة القضاء
” فليست محاولة قتل متعمد وليس ارهاب دولة وعملية اغتصاب لثروات ولعقول شعب..
فهي مجرد توزيع غير عادل للثروات
.. والذي يحدث ليس انتفاضة شعب يبحث عن الحرية والكرامة بل هي عبارة عن أحداث اجتماعية..ومصطلح الأحداث هو أقرب الى التصغير والتقزيم منه الى الحيادية. وتم استخدام هذا المصطلح أكثر من مرة.. في البيان الجديد يتحدثون عن الطريقة الخاطئة التي “
تعاملت به السلطة مع الأحداث” وهذه “الأحداث الاجتماعية في منطقة الحوض المنجمي” هي “أحداث” “انفجاريات” “تندلع بين الحين والآخر بمختلف مدن وقرى القطر
“. و انطلاقا من معرفتنا بالساحة في تونس فإن الوحدويين العرب هم أكثر التيارات السياسية تمسكا وحرصا على المصطلحات والمفاهيم وتجد نفسك أنت مجبر أن تصطحب معك معجم للمفاهيم عند النقاش معهم..فما إن تنطق كلمة الا وطالبوك أن تقدم مفهومك لهذا المصطلح؟ فهل الذي وقع خطأ أم بداية الخطيئة.. وتذكرهم بالخطابات الرنانة والكلمات الطنانة فيقولون لك ذاك من أمر الرب أما نحن لا سبيل لنا للتأشيرة الا بهذا الأسلوب…. وعندما تغوص في البيان لتحليله تجد ماهو أفدح فالأسباب الموضوعية التي أدت الى ما تعيشه تونس الان لم تعد كما قدمت في بيان 6 أوت 2008 فللوحدويين الناصريين ابداع جديد..و فتوى جديدة..تتناقض مع ما كتبوه منذ أربعة أشهر : فقد غابت الرأسمالية وأصبحت المشكلة أي السبب الأساسي هي مشاريع تنمية قصيرة الأمد فماذا لو تفطن النظام الى عبقرية المشرفين على ادارة “الوحدويين الناصريين” وطبق سياسة “
المشاريع التنموية ذات الطاقة التشغيلية العالية
” أما عن الاقليمية وأصل الداء كما صوروها في بيان 6 أوت 2008 ففسحت المجال لتجديد آخر وهو “التوزيع غير العادل للثورة.” وتضيف قريحة المشرفين على الوحدويين الناصريين في تحديد “
الأسباب الموضوعية أساسا
” اضافة الى انعدام التنمية بتلك المنطقة وعجز مؤسسات الدولة وقصورها في القيام بدورها التنموي والاجتماعي هو “..
تغييبها المتعمد لقوى المجتمع المدني والحيلولة دون تشريكه بفاعلية في أهم الملفات الوطنية
..” نعم عدم تشريكها بفاعلية في أهم الملفات الوطنية… المشكل عديم تشريك بفاعلية فقط … لا سيضاف الى هذه الأسباب الجغرافيا والديمغرافيا..ومن حق الملاحظ أن يسأل الوحدويين الناصريين الذين لا ينكرون على النظام تشريكه لقوى المجتمع المدني…ماذا يقصدون بقوى المجتمع المدني ومن هي؟ وكيف يمكن الحديث عن قوى مجتمع مدني في ظل نظام يسيطر على كل شيء ؟..وهل يمكن للحديث عن قوى المجتمع المدني في ظل انعدام الحريات وانعدام التداول على السلطة؟..وماهي هذه القوى التي لم يمنعها من المشاركة بفاعلية ولكن يسمح لها بالمشاركة لكن بفاعلية ضعيفة؟ .. هل يمكن الحديث عن قوى المجتمع المدني في ظل انعدام الحريات والتداول على السلطة..؟ ومن حقنا أن نسأل ماهو السلّم المكتشف من قبل الوحدويين الناصريين في الحديث عن واقع الحريات في تونس الذي انتهى به الوحدويون الناصريون الى أنه في المستوى الأدنى.. نود معرفة هذا المستوى الأدنى وماهي مضامينه.. الذي قامت “السلطة الحاكمة”.”
ب خفض حيز الحريات الفردية والعامة في أدنى مستوياتها
” الم يكن من الأسهل الحديث عن انعدام الحريات في القطر..ام أن المنعرج الجديد يتطلب لغة جديدة لغة التعقل … قريحة المشرفين على الوحدويين الناصريين أصبحت أكثر خصوبة مما يتصوره الناس العاديين فهاهي تضيف تفسيرات جديدة طالما قدمها نظام الحكم كتعلات لتبرير النهب ترتكز على الجغرافيا والديمغرافيا ”
منطقة تشهد تكدس سكاني منذ مطلع القرن العشرين وتعاني أصلا من قساوة الطبيعة الصحراوية
..” مسكينة أنت يا قفصة!!!! لا..لا..لا.. هم المساكين..وأنت ثورة قادمة.. هذه هي الأسباب الموضوعية الأساسية التي يقدمها “الوحدويون الناصريون الاخراج الجديد” .. أما عن الأسباب الثانوية.. فهي غير ذات قيمة..فبالتالي التطرق اليها أو التلميح لها لا يرقى الى مستوى المنهج العلمي. و هذا هو الابداع الجديد اذا تطرقنا الى الأساسيات تحسم الفرعيات..أما كيف يعبر هؤلاء الوحدويون جدا عن وحدويتهم التي يذيلون بها بياناتهم فتلك جزئية ثانوية؟ بالتقسيم العادل للثروة تسقط الحدود.. حدود التجزئة..و بقوى المجتمع المدني تتحقق دولة الوحدة التي يعدوننا بها!!!..أما ماهية الثروة والثورة وماهي هذه القوى و طبيعتها. ؟؟؟. فهذا من أمر ربي!!! أليس دور الوحدويين هو الربط بين مشكلات التنمية و مشكلات التخلف…لا..لا.. هذا قول رجعي متخلف؟؟!!!هذه ثقافة الكتب..وكلمات المدن الفاضلة؟؟!!! ماالفرق بين هذا البيان وبيانات الاتحاد الديمقراطي الوحدوي…. أما المضمون واحد.. هل هو منعرج جديد لقناصة الزورق الصغير بعد جملة من منعرجات فردية سابقة حتى يتماشى واتجاه الريح.. اتجاه الريح الجديد عبر عنه أحد المحامين “المنتشين” عندما تقدم بطلب الى وزارة الداخلية عريضة يطالب فيها حل الاتحاد الديمقراطي الوحدوي باعتبار شركة مفلسة في التلاعب بالموقف القومي التقدمي ( وهو على حق) واعتماده الوكيل الشرعي الجديد لدى وزارة الداخلية نيابة عن القوى القومية…لكن هل حمل أخونا معه التوكيل موقعة قبل أن يذهب..أم هي أخطاء غبية.. اختلفت الأسماء والدور واحد… قد أكون مجحفا في حق الوحدويين الناصريين لكني أطلب من القارئ الكريم أن يقرأ البيانين المذكورين بعين فاحصة..وأن يقرأ المطلب أو العريضة التي كتبها هذا المحامي المنتشي….وفيها يطلب حل الاتحاد الوحدوي الديمقراطي.. قد نشرت كلها بتونس نيوز فسيصل بالضرورة الى نفس النتيجة التي وصلت إليها: قد تختلف الأسماء لكن الدور سيكون واحد والله أعلم أرجو من تونس نيوز نشر الاقتاباسات باللون الأحمر..ولكم الشكر.. maklatkatibouha@yahoo.fr
تونس في 16 ديسمبر 2008 الإدارة : بمناسبة المؤتمر الانقلابي الثاني لقضاة الإدارة
حين تكسر السلطة الأبواب وتبدل الأقفال !!!
فادي جمال الدين إن الأزمة التي تعيشها جمعية القضاة التونسيين منذ ثلاثة سنوات تمثل واحدا من أخطر الانقلابات التي تعرضت لها جمعية مستقلة في تونس. فلقد بدأ مسلسل مناوئة الجمعية الذي أسفر لاحقا عن تخريب هياكلها والاستيلاء عليها تماما منذ انتخاب المكتب المنبثق عن المؤتمر العاشر يوم 12 -12- 2005 فلقد رفضت وزارة العدل التعامل مع المكتب الجديد المنتخب لأن الاقتراع جرى في أجواء ديمقراطية وأسفر عن صعود مكتب مستقل ، غير موال وخاصة غير قابل للعمل وفق امتلاءاتها . وربما تكون الذريعة التي وجدتها الوزارة للانقضاض على الجمعية وإخماد صوت التيار المستقل الذي تشكل داخلها منذ سنة 2000 و الذي أصبح يطرح بجدية مسألة استقلال القضاء هي وقائع 2 مارس 2005. فلقد أصدر القضاة حينها وإبان مثول الأستاذ محمد عبو أمام التحقيق واثر أحداث العنف التي جدت بقصر العدالة بتونس بيانا قويا يتهمون فيه السلطة بالاعتداء المباشر على الحرمة المعنوية للمحكمة والمساس باعتبار السلطة القضائية . وعلى اثر هذا البيان انتشرت عرائض يرى القضاة أن وزارة العدل تقف وراءها تشكّك في تمثيلية الجمعية كما نظمت اجتماعات موازية لعملها بداية من يوم 3 -3-2005 أي صبيحة صدور البيان المذكور. ثم بدأ منذ 23 من نفس الشهر في بعض الصحف اليومية والأسبوعية الرسمية الترويج لوجود خلافات بين القضاة وهي التعلة المستعملة من قبل السلطة التونسية عادة للانقضاض على الجمعيات غير الموالية . وراج الحديث منذ الاجتماعات الأولى التي لاشك أنها موضبة عن امكانية سحب الثقة من المكتب المنتخب وعقد مؤتمر قبل انتهاء المدة الانتخابية وهي الخطة التي بدأ فعلا تنفيذها منذ شهر جويلية 2005 إذ وبمناسبة انعقاد جلسة عامة خارقة للعادة دعا إليها المكتب التنفيذي تحت ضغط الأحداث وقع تنفيذ جملة من الأعمال السرية تمثلت في دعوة القضاة خارج إطار الجلسة العامة وحتى قبل الانتهاء من أعمالها إلى الإمضاء على أوراق بيضاء وإلحاق جملة الإمضاءات التي وقع جمعها بطريق التحّيل(اعتقد القضاة الموقّعون أنهم يمضون على الحضور) بنص تمت صياغته باسم القضاة التونسيين تضمن تغييرا لوقائع الجلسة وتهجما على هياكلها الشرعية واختلاقا لمقررات تمت نسبتها لمجموعة من القضاة تتعلق بسحب الثقة من المكتب التنفيذي وتعيين مؤتمر استثنائي يوم 4- 12- 2005 وهو ذات النص الذي اعتمد لتكوين لجنة سميت بالمؤقتة وضع على رأسها الرئيس الأسبق للجمعية القاضي خالد عباس. ولتمكين هذا الأخير من الحلول محل القضاة المنتخبين تم الاستيلاء على مقر الجمعية بكسر الأبواب وإبدال الأقفال في واقعة قلما تحدث في مثل هذه الأوساط. ثم فتح باب المقر للّجنة المحدثة من قبل السلطة ووقع الإعلان عن مؤتمر استثنائي يوم 04-12-2005 وكان المجلس الأعلى للقضاء وهو المجلس المسؤول دستوريا في تونس عن نقلة القضاة قد قرر في وقت سابق نقلة عضوين من المكتب التنفيذي من العاصمة إلى مناطق بعيدة عنها قصد تشتيت أعضائه كما وقع نقلة 15 عضوا من الهيئة الإدارية وهو الهيكل الأوسط الذي يضم ممثلي المحاكم . مع العلم أن نقلتهم تعني فقدانهم لعضويتهم بمجلس إدارة الجمعية . وأخيرا انتهى المسلسل المثير بعقد المؤتمر الاستثنائي فعلا في اليوم المعين أي 04 -12-2005 وقد حضره أغلب القضاة كتب البعض منهم على أوراق الانتخاب شعارات تندد ” بالانقلاب “.و قد استغل حضورهم المكثف في ما بعد من قبل وزير العدل للتأكيد على أن أزمة الجمعية مشكل داخلي وقع حسمه من قبل القضاة أنفسهم عبر المؤتمر الاستثنائي . – الاعتداء على القانون بواسطة القانون ولكن الانقلاب لم يقف عند هذا الحد إذ عمد المكتب المنصب إلى تحوير القانون الأساسي للجمعية بشكل مثير للانتباه إذ شابته اخلالات خطيرة حسب ما ورد في تقارير محامي الجمعية والتي نشرت بالصحافة الالكترونية ويتمثل هذا التحوير في التقليص من عدد أعضاء المكتب التنفيذي وجعله سبعة عوض تسعة ثم حصر الترشح في دوائر استئناف تونس ونابل وبنزرت بعد أن نقل كل أعضاء المكتب الشرعي خارج هذه الدوائر. وقد جاء هذا التحوير في مخالفة صريحة لقانون الجمعيات بل لقانون جمعية القضاة نفسها. لقد تم تنقيح قانون الجمعية في ظروف مريبة مع نية واضحة في تغييب القضاة المعنيين بالتنقيح وهم قضاة داخل الجمهورية عن الحضور بالجلسة العامة أو حتى العلم بموضوع التنقيح، إذ كيف يتم التداول في شأن تنقيح فصل هام بمثل أهمية الفصل 13 من قانون جمعية القضاة التونسيين في بنده المتعلق بتمثيلية قضاة الداخل في أعلى وأهم هيكل من هياكل الجمعية وهو المكتب التنفيذي في آخر يوم من السنة القضائية (الجلسة العامة الأولى يوم السبت 15 جويلية 2006 مساءا) وهو تاريخ حال دون حضور أغلب القضاة وخاصة منهم قضاة الداخل المرتبطين بالعمل بمحاكمهم في ذلك اليوم ثم كيف تعقد جلسة ثانية خلال العطلة القضائية بعد أن يكون جل القضاة قد غادروا المحاكم للتمتع برخصهم السنوية. إن تمثيل قضاة الداخل في المكتب التنفيذي للجمعية هو مكسب كان موضوع مطالبة قاعدية لسنين وضمن تكرارا بلوائح مؤتمرات الجمعية باعتباره يمثل مطمحا من مطامح القضاة في ترسيخ أعمق للممارسة الديمقراطية داخل الجمعية وتحقيقا لإشعاعها على مستوى المحاكم الداخلية التي تضم أكثر من نصف عدد القضاة. و إن التراجع عن هذا المكسب الذي ناضلت أجيال القضاة من أجل تحقيقه إنما يتنزل في إطار إتمام عملية تصفية العناصر المستقلة من ناشطي الجمعية ومسؤوليها بعد تفكيك هياكلها الشرعية على إثر حركة نقل أوت 2005 . ومن غير الخفي على أحد أن التحوير جاء لاستبعاد أعضاء المكتب الشرعي والهيئة الإدارية ومنعهم من الترشح مرة أخرى لعضوية المكتب بعد أن نقلوا كلهم بدون استثناء إلى داخل الجمهورية. وهكذا يأخذ الانقلاب معنى مركبا فهو ذو أثر ظرفي مباشر من جهة الاستيلاء على الهيكل باستبعاد مكتبه القانوني بواسطة انتخابات لا انتخاب فيها وهو ذو أثر هيكلي من جهة خلق موانع ” قانونية ” دائمة تستثني أولئك الذين نقلوا خارج الدائرة الانتخابية وسيظلون بلا شك هناك تحسبا لأي رجوع ممكن لهم وهو احتمال صار هوسا يؤرق وزارة العدل هذه في خلاصة شديدة الاقتضاب بعض أطوار هذه القضية الخطيرة التي لم تحظ في نظرنا بالأهمية التي تستحقها من المجتمع المدني و من الرأي العام في تونس أولا. ولا يسعنا في الأخيرالا أن نقول انه لجريمة حقا أن يستفرد نظام احترف البلطجة بمجموعة من النساء القاضيات فيشردنهن في أركان البلاد الأربعة ويسومهن شتى أنواع العذاب ولا نرى من رد فعل على ذلك غير بعض العرائض المحتشمة التي قرآنا البعض منها في المدة الأخيرة والتي لم تجد من صيغ المقاومة غير تذكير القضاة بواجبهم وبضرورة التزامهم باليمين الذي اقسموه في ما يشبه الدرس الأخلاقي الفج في حين أن الجميع على علم تام بان المسالة تتجاوز بكثير المعطى الأخلاقي لتمس مباشرة طبيعة النظام الاستبدادية والقانون الأساسي البائس الذي فرضه على القضاة والذي جعلهم تحت رحمة الإدارة تشردهم وتهينهم وتقودهم حيث تشاء وتستفرد بمن رفض الانصياع منهم إلى أوامرها استفردا يغذيه المحامون أنفسهم حين يفتحون أبواب اجتماعاتهم إلى الانقلابيين ويرحبون بهم في خطوة لم تجد من يرد عليها غير بعض الأصوات القليلة التي سريعا ما سكتت لتنشغل بقضايا أخرى ويغذيه أيضا صمت مطبق عام من قبل مجتمع مدني مغلوب على أمره وأحزاب معارضة تضع على أجندتها النظرية مشكلة استقلال القضاء مكتفية بالكلمات الرنانة في حين يواجه القضاة الأحرار وحدهم الألة الجهنمية التي تعصرهم والتي لا قبل لهم بها , تقودهم الى مؤتمرات الانقلابيين في ما يشبه الملهاة المأساة التي تتجدد كل سنتين , تبتزهم وتؤلب بعضهم على بعض . وانه لمؤسف حقا ألا يجد القضاة من حل غير عرض هذا الملف الخطير على أنظار العالم المتحضر حتى يقف قضاة العالم على حجم المأساة التي يعانيها مجموعة من رجال القضاء ونسائه ، كان كل ذنبهم أنهم طالبوا بانضباط جدير بالقضاة بما يقره دستور البلاد وقوانينها وما تؤكد عليه الأعراف والمواثيق الدولية .ولكن يبدو أنه لا أذن تصغي هنا لصوت الحق والواجب مما يجبر خيرة مواطنينا على أن يبحثوا عن الإنصاف لدى الهيئات الدولية المتخصصة .وهو مثال آخر يجسد بكل المعاني الحرفية والرمزية عمق الشرخ الذي تحياه سلطة الحاكم القائمة على فصام الخطاب الرسمي المتبجح بأرقى صور الحداثة المعلبة والموجّهة للتصدير والذي يعجز عن ستر سلوك سياسي يستعيض عن سلطة القانون بقانون سلطة لا تتحرج أن تنشر ضمن القضاة أنفسهم، حماة القانون، منطق الافتكاك والغصب و الانقلاب. وهكذا تنقلب الأدوار في ما يشبه التراجيديا المفزعة فيصبح القاضي ضحية في بلاده لا يجد من يحميه في حين يتعيّن أن يكون هو ملاذ كل ضحية، له يشتكي الجميع، وبه يقام العدل وتسترد الحقوق المغتصبة. فادي جمال الدين
بسم الله الرحمان الرحيم
الحد الادنى البيولوجي للعودة
اسعفتني كلمات الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك اثناء زيارته لتونس منوهابما ينعم به التونسيون من الحقوق الاساسية كحق الاكل والشرب والجماع والدهاب الى بيت الخلاء اوبتعبير اكثر جمالية وحساسية للادمية التونسية المنعمة بيت الراحة حقوق الحد الادنى البيولوجي هده تعتبر اهانة لانجازات المناضلة الحقوقية بريجيت باردو في الدفاع عن حقوق الحيوان فمن يجرؤ على المس من الكرامة الحيوانية للكلب بوبي او القط فيليكس.فلا نستغرب ان ينص البيان العالمي لحقوق الحيوان على بنود جديدة قد يفرضها لوبي ملكيات الحيوان على الزام الدول والمؤسسات بتوسيع المشاركة السياسية لجماعات وتكتلات حيوانية وسن تشريعات رادعة لكل اهدار لكرامة النوع وحقوقه في حين يكفي التونسي وامثاله في هدا العالم مرتبة الحد الادنى البيولوجي .
وحتى لااتيه في طراطيش الكلام اعود لادكر ما اسعفتني به كلمات السيد شيراك حول موضوع العودة فلقد استمعت الى معزوفة جديدة تطالب بالتخلي عن اي مسعى جماعي للمبادرة وترك الناس احرارا في طرق ابواب عفوا بويبة الوطن . وهوراي يشيىء بوضع معنوي ومرتبة انسانية لم يعد يعنيها الا الحد الادنى من العيش بعد ان ضاق بها العيش .الافراد معنيون بالحد الادنى البيولوجي اما المبادرات تحتاج الى نفوس كبار ترتقي فوق الحد الادنى لتحقق الممكن ضمن شروط يقبل بها المعنيون .المبادرة الوطنية للعودة تدرك انها الوجه الاخر للمعادلة الحرية والعودة وانه لا انفصام بينهمافكماان هدف الحرية معني به الداخل والخارج فان العودةقضية مركزية للداخل والخارج والتاثير متبادل بين ارتفاع وتائر حركة الداخل واستجابات الخارج.
ان محور المبادرة الوطنية للعودة وعصبها وجوهرها الدي لاتاتي عليهاالاعراض جهداوطنيا جماعيا يضع العودة كاولوية سياسية وهنا نقصد السياسي العام الدي لايتحدد باجندةطرف من الاطراف واولوية حقوقية دستورية. وهي لاتنتمي كفكرة واطاروهيكلة للجماعة المؤسسة بل هي ملك لكل المغتربين والمنفيين مهما تباعدت نظرتهم و مهمااختلفت مقاربتهم الابما يتنافى مع شروط ادمية تضمن الحقوق وتوفر الضمانات . في كل دورة تاريخية للنفي والتهجير يصبح العود قدرا تاريخيا لافكاك عنه ينهي المعاناة ويعيد الروح الىموطنها انه تجاوز تاريخي لمرحلة النفي باعتبارها استثناء وكل دلك محكوم بصراع ارادات.ان دور هدا الجهد الجماعي حشد جبهة واسعةيمكن ان تتسع لنخبة من السلطة تتجاوز وعيها المحدود والمحكوم بالحد الادنىالبيولوجي للمنفي لتنخرط في مسار تسوية عادل.
و انتهاج الانسب و الاسهل رسالة لكل الارادات النافدة في هدا الملف من اجل ان لا يكون ساحة مواجهة جديدة. الاستاد عزالدين شمام
الحريات العامة في الدولة الإسلامية المؤلف : الشيخ راشد الغنوشي
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، الطبعة الأولى ، 1993م، 382 صفحة
مراجعة: الأستاذ الفاتح عبد الله عبدالسلام ليس من سرف القول أن الفكر الإسلامي المعاصر يشهد دورة معرفية نشطة تسعى نحو توجيه ذلك الفكر في اتجاه مشكلات الحضارة وعمليات النهوض الحضاري للأمة الإسلامية وتهدف هذه الدورة المعرفية الى تطهير الفكر الإسلامي من كل رواسب التخلف والإنحطاط رقيا الى التجديد والإجتهاد ليعود ذلك الفكر أصيلا مستجيبا لتحديات العصر متجاوبا مع قضاياه في إطار المرجعية العليا للوحي الإلهي. وتتجلى هذه الصحوة في الثورة المفهومية في مجالات حياتنا الفكرية ولا غرابة في ذلك إذا ما نظرنا إلى التجديد الإسلامي بوصفه ظاهرة تاريخية دورية تبرز كلما إعترى المسلمين ذبول في دوافع الإيمان وخمول في الفكر وجمود في الحركة واستفزهم التحدي الخارجي. وقد تجاوز توسع هذه الظاهرة وامتدادها دائرة النشاط الإسلامي المنظم حتى غدت تيارا فكريا ممتدا وظاهرة اجتماعية واسعة وشعورا قويا بضرورة التحرر من سلطان قيم الفكر الوافد وأنماط الحياة الغربية وبالأوبة الى أصول الإنتماء الإسلامي والسعي لتمكين قيم الدين في واقع الحياة مما جعلها تتحول الى حركة تجديد شامل لكيان الأمة الإسلامية ولقدرتها الجماعية على الفعل الحضاري. من الجدليات الشائكة والساخنة والمتجددة التي شغلت الفكر السياسي الإسلامي الحديث مسألة الديمقراطية والحريات العامة في العقل الغربي والعقل الإسلامي وتعد هذه الإشكالية دون مبالغة قضية القضايا في الفكر الإسلامي الحركي الحديث، وإذا كان الإسلام بوصفه نظاما شاملا ومتكاملا للحياة قد واجه في كثير من بلاد المسلمين ضغوطا شديدة الوطأة محورها ان الإسلام لا يملك القدرة على تنظبم الحياة السياسية والإجتماعية ولا ضمان فيه للحريات العامة والفردية وحقوق الأقليات وبالتالي لا يملك تصورا محددا للدولة، فإن الديمقراطية الليبرالية الغربية قد قدمت بالمقابل على أنها الضد النقيض للإسلام ليس ذلك فحسب بل كانت الديمقراطية الغربية تفرض على أنها النظام الأمثل القابل للتطبيق في مواجهة شعارات الإسلاميين التي تتهم بأنها تستثير المشاعر والعواطف فحسب ولا تصلح منهاجا لتنظيم الحياة في مختلف جوانبها! لقد أدت هذه الإشكالية الى انقسام الأراء والإتجاهات بصورة كبيرة نتيجة التنوع الإيديولوجي والسياسي في العالم الإسلامي، وهذا التعدد قد حصل حتى في داخل التيار الواحد كالتيار الإسلامي بإتجاهاته السياسية والحركية المختلفة، فنحن نجد مثلا توجهات رافضة لفكرة الديمقراطية إلا انها توجهات لا تمثل كتلة واحدة فهي تتفاوت في تسويغها الرفض او التحفظ حيال فكرة الديمقراطية، أو في قبولها المشروط أو المقيد لها، وفي هذا الإطار نجد توجها نظريا رافضا للفكرة جملة وتفصيلا بناء على تصور معين لها يظنه ثابتا وكامنا في الفكرة الديمقراطية ذاتها، وأنها ليست من الإسلام ولا تلتقي مع قيمه ومبادئه وأن العلاقة بينهما علاقة تعارض وتناقض. وهناك توجه آخر يرى أن المسلمين ليسوا بحاجة الى الديمقراطية لأنهم يملكون فكرة بديلة هي الشورى، بل يذهب بعضهم الى القول بأن مفهوم الشورى أرقى وأنضج وأكثر شمولا من مفهوم الديمقراطية اذ مصدرها واصلها الوحي الإلهي الذي جاء بمنهج متكامل لحياة الإنسان، في حين أن الديمقراطية مفهوما ومنهجا وقيما مجرد نتاج للتجربة الحضارية الغربية. وهناك توجه ثالث يرفض فكرة الديمقراطية لإنتمائها بصلة القرابة الفلسفية مع فكرة العلمانية، والعلمانية مرفوضة لتناقضها مع فكرة سيادة الشريعة وحاكميتها ولاستبعادها الدين من تنظيم الشؤون الإجتماعية. وهناك تيار رابع يسوغ رفضه للديمقراطية بسبب بعض الإشكالات المرتبطة بجملة من آلياته، مثل الحزبية والدعاية الإنتخابية والمعارضة الشكلية والأغلبية والأقلية و ومبدأ النيابة عن الشعب، وهي أمور يرى أنها تفتقر الى المحتوي الموضوعي، ومن ثم فإن هذا التيار يرفض الممارسات الشكلية والمظهرية لبعض النظم السياسية باسم الديمقراطية وهي نظم تغلف عناصر الإستبداد الكامن فيها بغشاء من الديمقراطية وبأشكال برلمانية ودستورية زائفة. وهناك أخيرا تيار يبني رفضه لفكرة الديمقراطية على اعتبارات خلقية مثل كون مفهوم الحرية الملازم لفكرة الديمقراطية في الثقافة الغربية ينطوي على نزوع إباحي وعدم انظباط خلقي مما يتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية وفلسفتها الخلقية وتلتقي كل هذه المواقف الرافضة للديمقراطية في أن الاخذ بها يعني استبدال التشريع الالهي الذي ورد به الوحي، بتشريع وضعي محدود بإطار خبرة حضارية معينة. والملاحظة الجديرة بالتسجيل هنا ان التيارات الرافضة رفضا باتا للديمقراطية باسم الإسلام تمثل مجموعات صغيرة أبرزها السلفيون، ولعل سبب موقفهم هذا أنهم لم يمارسوا العمل السياسي إلا مؤخرا، وهم كذلك حرفيون في منهجهم الفكري لأنهم آثروا الإنكفاء على القديم ولم يواكبوا حركة التطور الفكري والإجتماعي التي شهدتها مجتمعات المسلمين. وفي مقابل التيارات الفكرية الرافضة لفكرة الديمقراطية هنالك تيار إسلامي عريض حاول مفكروه ومنظروه تأصيل فكرة الديمقراطية والتأسيس النظري لها في السياق الفكري الإسلامي، ويحمد لرموز هذا التيار ومنظريه أنهم بطرحهم هذا يتجاوزون عقلية المقابلة والمناظرة بين الإسلام والديمقراطية التي تستغرقها سطوح القضايا وشكلياتها، ليبلوروا فكرا سياسيا يستوعب جوهر فكرة الديمقراطية ويبرز ابعادها الإسلامية أو إن شئنا قلنا يبرزون كيف أن الإسلام يحتوي على مكون ديمقراطي أصيل. وحتى وقت قريب كان الإستقراء السريع لمدى حضور فكرة الديمقراطية بوصفها نظرية ومنهجا في الأعمال الفكرية الإسلامية منذ حركة الإصلاح الإسلامي في النصف الثاني من القرن الماضي، يكشف لنا أن الديمقراطية وإن كان لها حضور في العمل الفكري الإسلامي إلا أنه حضور محدود وعرضي، ويكشف هذا الإستقراء عن اشكالية منهجية في الفكر الإسلامي من حيث معالجة القضايا الفكرية المعاصرة وجوهر هذه الاشكالية المنهجية أن الفكر الإسلامي كان أقرب الى الدفاع عن الذات ومحاولة ابراز عناصر التشابه والتماثل بين المبادئ الإسلامية والمبادئ التي تقوم عليها الحضارة الغربية دون ارتقاء منهجيته الى المستوى الذي يؤهلها لبلورة وصياغة فكر اسلامي يعالج الاشكاليات النظرية والعملية التي تواجه مجتمعات المسلمين بصورة علمية أصيلة بعيدا عن الإعتذارية أو ردود الفعل. كما يمكن ان نلاحظ أن مسألة الديمقراطية تطرح منذ بداية عهد التسعينات من هذا القرن بوتيرة متصاعدة ومكثفة في الخطاب الإسلامي وبصور متباينة وثرية من حيث الفهم والتحليل، والامر الذي يكشف عن تحول في الرؤية السياسية وتغير في النظرية الفكرية السياسية عند المفكرين الإسلاميين المحدثين، وبعبارة أخرى إن الديمقراطية أخضعت للتشريح من قبل المفكرين الاسلاميين بهدف معرفة مكوناتها وأبعادها آفاق تكييفها وإمكانياته، وقد كان من نتائج ذلك التسليم والقبول بمشروعية بعض تلك المكونات وليس كلها مبدأ تداول السلطة بشكل سلمي، ومبدأ التعددية الحزبية والتعايش السلمي بين الجماعات على اختلاف طروحاتها واجتهاداتها، وحقوق الإنسان ورعايتها والفصل بين السلطات وما شابه ذلك مما يتعلق يإدارة الحياة والفعل السياسي، وهذا امر بالغ الدلالة إذ إنه يكشف عن تحول منهجي ومعرفي في الوقت نفسه يشهده الفكر الإسلامي المعاصر الذي كانت تغلب عليه الإطلاقية واللاتاريخية. في هذا السياق من تطور الفكر الاسلامي الحديث تأتي دراسة الشيخ راشد الغنوشي التي خصصها لبحث قضية الحرية، وإخضاعها للمناقشة الفكرية والعلمية، ويلاحظ هذا أن انحياز الكاتب للموقف الإسلامي المؤيد للحرية ضد الإستبداد وللإنطلاق ضد الجمود كان انحيازا حاسما لا يداخله أي تردد، والكتاب في كلياته يطرح عددا من الأسئلة الفكرية المحورية : هل هناك مفهوم لحقوق الإنسان في الإسلام؟ هل هناك أساس لمفهوم الدولة في الإسلام وإن وجد فما العلاقة بينه وبين مفاهيم الدولة في الثقافة الغربية الحديثة؟ ما الأبعاد السياسية والإقتصادية والتربوية للشورى؟ وما ضمانات الحرية في الدولة الإسلامية ضد الجور؟ تلك هي جملة القضايا المحورية التي عرض لها الكتاب، ولنعرض الآن بشيئ من التفصيل لأهم مقولات المؤلف. أفرد الأستاذ الغنوشي المبحث الأول من الكتاب لدراسة حقوق الإنسان وحرياته في الإسلام، فهو يرى أن الحرية في الإسلام قيمة أساسية أصيلة، إنها ليست مجرد إباحة، بل هي واجب وكدح متواصل لتجاوز الضرورة عبر مجاهدة النفس لحملها على معالي الأمور، ومجاهدة قوى الشر والجهالة لاعلاء كلمة الحق والعدل. ويذهب المؤلف الى أن حقوق الإنسان في الإسلام تنطلق من مبدأ عقدي أساسي، مفاده أن الإنسان يحمل في ذاته تكريما الهيا أزليا، وأنه بناء على ذلك مستخلف من الله في الكون، الأمر الذي يخوله حقوقا لا سلطان لأحد عليها. وبالمقارنة والمقابلة بين حقوق الإنسان في الإسلام وفي الإعلانات الغربية لحقوق الإنسان يوضح المؤلف أن مجال اللقاء بينهما جد رحب، و أن الإختلافات يسيرة، وتشكل الإستثناء لا القاعدة، وأن الإختلاف لا يكمن في المضامين الجوهرية وإنما في الأسس الفلسفية والدوافع والغايات والمقاصد. ففي رأيه يؤخذ على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مثلا استناده الى أسس فلسفية غامضة مثل القانون الطبيعي، وهو مفهوم مبهم وغير محدد، الأمر الذي يحرم تلك الحقوق من العمق الروحي والخلقي ومن البواعث القوية للإلتزام بها ورعايتها، وفي مقابل ذلك نجدها في الإسلام جزء لا يتجزأ من الشريعة ومقاصدها، بل ومن البناء العقدي الإسلامي كله، مما يكسبها صفة الواجب وقوة الإلزام والدوام والمبدئية. وقد عالج المؤلف موضوع الإطار العام لحقوق الإنسان في خمسة مباحث فرعية : أفرد أولها لحرية الإعتقاد، مركزا على ما يمكن ان يرد على هذا الحق من قيود، فناقش موضوع الردة وأزال التناقض الذي يمكن أن يتوهم بينه وبين مبدأ الحرية، ثم عرض للآثار المترتبة على حرية الإعتقاد مثل حرية التعبير والمناقشة وممارسة الشعائر والحرية الفكرية وأبان كيف أن الإسلام أحاطها بسياج سميك من الضمانات والحماية، ثم تناول حرية الذات أو ما سماه حق التكريم الإلهي أي سلامة الشخصية الإنسانية وحمايتها حيث تعرض بالتمحيص والغربلة لموضوع العنف والتعذيب وأساليب الاكراه وانتهى الى الحكم بأنها محظورة حظرا مطلقا. ثم عرج على موضوع الحقوق الإقتصادية فأثبت حق التملك على أساس العمل، وحق العامل في التمتع بثمار عمله والنظر الى الملكية بصفتها وظيفة اجتماعية يمارسها الفرد تحت رقابة ضميره الديني وسلطة المجتمع في إطار مصلحة الجماعة، فإذا أساء الفرد التصرف تدخل المجتمع صاحب الحق نيابة عن المالك الأصلي الله سبحانه وتعالى، أما مسألة الحقوق الإجتماعية فقد أكد الباحث أن العمل واجب ديني، وأن في مال الإغنياء حقا معلوما لمن لايملك، وانتهى الى أنه لا حرمة لمال طالما في المجتمع محتاج معدم. ثم تعرض لجملة من الحقوق الإجتماعية الأساسية التي رعاها الإسلام مثل حق التعليم الإلزامي، والحق في الرعاية الصحية، والحق في السكن والكساء وإقامة الأسرة. والواقع أن مفهوم العدالة الإجتماعية أحد ابرز المفاهيم التي اثارها الفكر الإجتماعي السياسي الإسلامي المعاصر، وكان سيد قطب رائد توجيه الفكر الإسلامي الى هذا الموضوع، ولعل ذلك يرجع الى عاملين الأول : يتمثل في تفاقم احوال الفقر وسوء توزيع الثروة في المجتمعات الإسلامية، والثاني الضغط السياسي الذي مارسته الحركات الإجتماعية السياسية الجماعية والشيوعية في مطالع الخمسينات من هذا القرن، غير ان كتاب سيد قطب لم يقدم الا وصفا عاما للمفهوم، ومبادئ عامة تحكمه، وقد تابع هذه الافكار مفكرون اسلاميون آخرون كان في مقدمتهم الداعية الإسلامي السوري الدكتور مصطفى السباعي، الذي ضمن أفكاره كتابا لا يخرج في جملته عن كتاب سيد قطب نشره في عام 1959م بعنوان ” اشتراكية الإسلام” أما المبحث الرئيسي الثاني لكتاب ” الحريات العامة ” فقد خصصه المؤلف لقضية الحريات السياسية، مقارنا بين المبادئ الأساسية للديمقراطية الغربية ونظام الحكم الإسلامي أو ما نعته ” بالديمقراطية الإسلامية ” وفي معالجته لمفهوم الدولة في الفكر الديمقراطي الغربي حاول المؤلف إبراز ما في هذا المفهوم من تناقض وغموض وأخطار كامنة بسبب الأساس الفلسفي المادي والأساس السياسي القومي الذي يسنده، والذي كان من نتائجه الحروب القومية والإقتصادية، وانتشار الفقر والأوبئة الفتاكة، وتدهور أحوال البيئة ،وتطور أسلحة الدمار الشامل على حساب الخدمات الإنسانية، وتنمية الموارد وحماية البيئة، وقد أبان الكاتب أن النظام الديمقراطي الغربي يبقى في تجلياته وتطبيقاته بعيدا عن مثاله، لأنه ولإن تساوت في اطاره أصوات المواطنين نظريا، الا ان انقسام المجتمع الى طبقة أصحاب الاحتكارات الكبرى للمال ووسائل الإعلام، ومأجورين وعاطلين عن العمل يمثلون الأغلبية كل ذلك طبع الديمقراطية الغربية بميسم الزيف والتناقض. ويبقى الخلل الرئيسي في هذا النظام كامنا في مضامينه الفلسفية المادية، أي في علمانيته بما في ذلك تجليها الأكبر المتمثل في استبعاد الوحي والدين من تنظيم شؤون المجتمع، وتأليه الإنسان بالتنكر للمطلق الحقيقي الله سبحانه وتعالى، وخالق الكون ومدبره. ومن خلال دراسته للمبادئ الأساسية للحكم الإسلامي أو الديمقراطية الإسلامية انتهى المؤلف الى ان مفهوم الدولة أصيل في مبادئ الإسلام وفكره السياسي، وأن السلطة حاجة طبيعية وضرورة اجتماعية، ومقتضى ديني لإقامة الدين، وأن السلطان المتجسد فيها مخول من الله للجماعة، ولأن الجماعة لا يمكن – عمليا – أن تدير السلطة مباشرة تحتم إيكال هذه السلطة بمقتضى عقد أو بيعة لمن يقوم بها وفق القانون أو النص الذي أساسه الكتاب والسنة من جهة والشورى ورقابة الشعب في مستوى التشريع والتنفيذ من جهة أخرى. وقد تعرض المؤلف بالتفصيل لما أشترط من شروط لأعضاء الهيئة الشورية ووظيفتهم، وأظهر الإختلاف الجوهري بين مجلس الشورى والمؤسسة البرلمانية الغربية، غيران الهدف من الشورى ليس مجرد معرفة اتجاه الأغلبية، وانما الإجماع او ما يقرب منه، والى جانب الشورى في بعدها التشريعي تحدث المؤلف عن ابعاد أخرى للشورى، مثل الشورى السياسية، والشورى أو الحرية في الميدان الاقتصادي، والشورى الثقافية والتربوية، حيث ذهب الى أن هذه الأبعاد لا تختلف في جوانب عديدة منها وفي كثير من عناصرها عن النموذج الليبرالي الغربي، الا أن الأسس مختلفة، وكذلك الظوابط الأخلاقية والغايات. هذا وقد خصص المؤلف المبحث الرئيس الثالث والأخير لدراسة ضمانات عدم الجور في الدولة الإسلامية، وهذه القضية من القضايا الرئيسية التي اهتم بها الفكر السياسي الإسلامي منذ زمن غير يسير، فرفاعة رافع الطهطاوي يرى ” ان الحرية عند الغربيين هي عين ما يسمى في الفكر الإسلامي بالعدل والإنصاف ” ويربط صراحة بين الحرية والعدل من ناحية وعمارة البلدان وكثرة المعارف وتراكم الغنى وراحة القلوب أي تفشي الأمن من ناحية أخرى، مذكرا في ذلك بمقولة ابن خلدون من أن العدل أساس العمران، وقد تبعه في ذلك خير الدين التونسي الذي لا يختلف عنه كثيرا، حيث حاول أن يقيس على المثال الأروبي القائم على الأخذ بالتنظيمات الدنيوية، التي رأى انه يكمن فيها تحديدا سر التمدن الغربي وحسن السياسة عند الأروبيين، مما ترتب عليه توسيع دائرة العلوم والمعرفة وتطوير مصادر الثروة من التجارة والزراعة والصناعة، بل ان المصلح خير الدين التونسي يختزل كل المسألة في القول ان التنظيمات المؤسسة على العدل والحرية هي اساس ما أحرزه الأروبيون من قوة وثراء ونماء ورفاهية، وتابع ابن ابي الضياف المؤرخ التونسي لعهد البايات الحملة على الجور والظلم، وأعاد الى الأذهان كلمة ابن خلدون الخالدة “ان الظلم مؤذن بفساد العمران” ويعد المفكر السوري عبد الرحمان الكواكبي، من ثلة المفكرين المناهضين للإستبداد والحكم والمطلق، حيث يركز اهتمامه على تشريح جثة الإستبداد وبيان علاقة هذا الداء بتقهقر الامة واعاقة حركتها الحضارية، وربما كان للكواكبي فضل تنبيهنا الى ان القرآن الكريم نفسه مشحون بتعاليم إماتة الاستبداد واحياء قيم العدل والإنصاف. لقد طور الشيخ الغنوشي افكار هؤلاء المفكرين وزاد عليها،فهو يرى ان الدولة في النظام الماركسي الشيوعي ما هي الا اداة لقمع الخصوم، وتحقيق اهداف القلة، واشباع حاجاتها، أما في الديمقراطية الغربية وعلى الرغم مما تتوفر عليه من أجهزة الرقابة، فان قيام الدولة على الفلسفة المادية جعل لقيم الربح والكبرياء القومي السلطان الأعلى على مؤسساتها، وأعطى ذوي النفوذ المادي سلطانا عظيما على عقول الناس وحياتهم ومصائرهم، أما الدولة الإسلامية فإن هدفها الأسمى في رأي الغنوشي إتاحة مناخات الحرية والعدالة والتطهر والترقي الروحي والمادي أمام أوسع قطاع من المواطنين. ثم يطرح المؤلف مجموعة من الضمانات تحول دون انحراف الدولة الإسلامية وترديها في الجور، خاصة وقد حدث ذلك تاريخيا، ومن الظوابط الأساسية التي يقترحها المؤلف النظر أولا : الى أن المشروعية العليا في الدولة إنما هي لله سبحانه وتعالى من خلال شريعته، وأن الأمة هي المستخلفة عن الله وليس فردا أو مؤسسة أو جماعة بعينها، الأمر الذي يضع قيودا على سلطان الدولة التشريعي والتنفيذي. ثانيا: اعتبار عقد النيابة وكالة خاص، الأمر الذي يجعل النائب او عضو مجلس الشورى تحت مجهر رقابة الناخبين بشكل دائم. ثالثا: اشتراط عدم احتجاب الحكام في ابراج عاجية عن الشعب، مع منع جمعهم بين سلطتي المال والحكم. رابعا: اقامة نظام اقتصادي يضمن عدم تركيز الثروة، ويسهل توزيعها وتكثير عدد المالكين. خامسا: إقامة نظام اجتماعي يؤكد قيمة العمل، ويعترف بالتملك وحق الفقير في مال الغني. سادسا: إقامة نظام تربوي يشيع المعرفة وييسر وسائلها ويرفع سلطان الدولة عن عقول الناس وارواحهم. سابعا: اقامة نظام تعدد الأحزاب بظوابط معينة، وضمان عدم اشتغال الأحزاب بالصراعات الهامشية على حساب المصلحة العليا العامة. ثامنا وأخيرا : إقامة نظام اداري للحكم المحلي، يسحب معظم صلاحية الحكومة المركزية ليضعها في يد الشورى الشعبية. والى جانب الظوابط أو الضمانات السابقة الذكر، يشير المؤلف الى مبدأ فصل السلطات بوصفه ضمانا من ضمانات عدم الجور، مؤكدا على استقلالية القضاء، ونفاذ أحكامه، ومضيفا أن الموقف الإسلامي يحتمل الفصل والتعاون أو الإندماج في شأن العلاقة بين سلطة التشريع والتنفيذ، بيد أننا نجده يرجح الفصل غير المغلظ او المرن بين السلطات الثلاث. وأخيرا: يتناول المؤلف ما حدث من جور في تاريخ الدولة الإسلامية، على الرغم من أن الإسلام قرن بين الإستبداد والظلم، وبين التوحيد والعدل، وفي هذا السياق يفصل الغنوشي او يميز بين النظرية ( الشريعة) والتاريخ الإسلامي، من حيث انه يمثل الجاني التطبيقي الذي هو فعل المكلفين، فما حدث من جور ليس في رأيه من مسؤولية الإسلام، وإنما هو مسؤولية المسلمين الذين تجلت في سلوكهم – الى حد كبير – الروح التي كانت سائدة في عهدهم ذلك، على الرغم من أن التاريخ الإسلامي قد عرف بنفس القدر ازدهارا للتعدد الثقافي والحضاري والتسامح الديني والفكري وعرف – بدرجات متفاوتة – ظاهرة التعدد السياسي بما يتجاوز عصره بكثير. لقد اراد الباحث أن يؤكد – عبر فصول كتابه كلها – أن الإسلام إنما جاء لمصلحة البشرية، وأنه يستوعب كل انجازاتها الخيرة، مثل التقدم العلمي، والتنظيم الديمقراطي للشؤون السياسية، وضمان حقوق الأفراد والشعوب والأقليات والنساء، على أساس العدل والمساواة، وأن إقامة دولته الشورية الديمقراطية – دولة الأمة – لا تمثل حاجة للمسلمين فحسب، وإنما حاجة للبشرية قاطبة. وهذا الكتاب جدير بالقراءة للمسلمين خاصتهم وعامتهم ولغير المسلمين، لأنه يطرح بعض القضايا والإشكاليات الحساسة التي لم يعالجها الفكر الإسلامي الحديث بكيفية حاسمة، على الرغم مما بذل من عطاء فكري واجتهاد ثقافي على طول التاريخ الإسلامي الحديث، كل ذلك قد انجز بمنهجية منظمة وتحليل عميق. ويحمد للمؤلف أنه يقدم استنتاجاته وخلاصاته دون أحكام قطعية او نظرة آحادية الجانب، تلغي فعل العوامل التاريخية والإجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها، مما يعكس استشعارا وتقديرا للمسؤولية العلمية، والأمر ذاته يظهر ايضا في التوثيق العلمي والفكري والتاريخي لما اورده من آراء وما تبناه من طروحات، متمثلا في العدد الكبير من المراجع العربية والأجنبية التي استفاد منها المؤلف في كتابه، أما لغة الكتابة فقد جاءت سهلة يسيرة جزلة الألفاظ ومتينة السبك وجيدة الصياغة وهي – على كل حال – طابع كتابات الشيخ الغنوشي الأخرى. كلمة أخيرة لابد منها وهي ان جدارة هذا الكتاب لا تنبع فقط من أهمية موضوعه ولا من خطورة المسائل التي تناولها في الشأن السياسي الاسلامي المعاصر، وإنما أيضا من كونه الحصيلة التي خرج بها مؤلفه من تأمل طويل تم معظمه وهو أسير المعتقل، وينهض هذا الكتاب دليلا على ان مؤلفات المفكرين الحركيين الخالدة جلها قد كتبت في ظروف دخول المحن والخروج منها، وهي دليل إضافي على ان المحنة تخفي في ثناياها منحة، مما يعزز مقولة قدوة المجاهدين الصابرين من العلماء شيخ الاسلام ابن تيمية ” إن نفيي سياحة، وسجني خلوة، وقتلي شهادة” كما أشار الى ذلك مقدم الكتاب الدكتور محمد سليم العوا، صاحب المؤلفات السياسية والقانونية المعروفة. ( نقلا عن موقع الشيخ راشد الغنوشي بتاريخ 16 ديسمبر 2008)
مرثيّـة الوفـاء أربعينيّــة المناضـل المرحــوم عبـدالعزيـز الـواد
انتظم مساء يوم 29 نوفمبر 2008 بمقر بلدية بوحجر موكب خاشع إحياء لأربعينية المناضل المرحوم عبدالعزيز الواد. وفي مستهل الموكب ألقى رئيس البلدية السيد المازري بوزيد كلمة رحّب فيها بالحاضرين منوّها بمناقب الفقيد كما ألقى رئيس الشعبة السيد حسين المحمدي كلمة في نفس المعنى أكّد فيها وفاء التجمع وقيادته وفي مقدمتها الرئيس زين العابدين بن علي لكل الذين جاهدوا في سبيل الوطن ومن أجل استرجاع الحريّة والكرامة للشعب وللوطن. وإثر ذلك ألقى كلّ من السادة محمد الصيّاح مدير الحزب الإشتراكي الدستوري والوزير الأسبق (أصيل مدينة بوحجر) وجعفر الأكحل (مناضل من خنيس) والطيّب عكيك (مناضل من الوردنين) وعليّ الأشغل (مناضل من بوعثمان) وحسين ثابت (مناضل من زرمدن) وتحدّث جميعهم عن مناقب الفقيد وإخلاصه وثباته على المبدأ وتمسّكه بالمبادئ الدستورية النبيلة التي أساسها تكران الذات وخدمة المواطن والدفاع عن الوطن سواء قبل الإستقلال أو بعده على طريق بناء الدولة العصرية حيث ظل الفقيد متمسكا على إمتداد السنين، وأكد المتدخلون في كلماتهم ما يتمتّع به الفقيد من خصال جعلته يواصل الرّسالة بكلّ حماس رغم تقدمه في السّن وظل بعد التّحول يعمل على نشر نفس المبادئ لدى الشباب بالخصوص في كل الأوساط. هذا وقد ولد المرحوم عبدالعزيز الواد في 03 جوان 1930 ببوحجر (من ولاية المنستير) وانخرط في صفوف الحركة الوطنية منذ فجر شبابه حيث كان والده المرحوم حسين الواد (تـ/سنة 2001) من أبرز رجال المقاومة والكفاح بجهة السّاحل التونسي وساهم بكلّ إقدام وشجاعة في حركة التحرر الوطني وكان حريصا على تجذير قيم التضحية والنّضال في أوساط الشباب ضمانا لتواصل الرّسالة النضاليّة والحضارية جيلا بعد جيل. هذا وقد توفي المرحوم عبدالعزيز الواد يوم 25 أكتوبر 2008 وشيع إلى مئواه الأخير بحضور عدد كبير من المواطنين ورفاقه من مختلف المناطق بولاية ومن خارجها. هذا قد أعلن السيد المازري بوزيد بأنّ المجلس البلدي قرّر إطلاق اسم الفقيد أحد شوارع المدينة تقديرا لنضال المرحوم عبدالعزيز الواد ووفاء من جيل اليوم نحو جيل الأمس أسوة بالرئيس زين العابدين بن عليّ. gيا أيّتها النفس المطمئنّة إرجعي إلى ربّك راضية مرضيّة فادخلي في عبادي وادخلي جنّتيh صدق الله العظيم
واصفا العلاقات الجزائرية ـ التونسية بالنموذجية سفير تونس: 974 ألف جزائري زاروا تونس
زار تونس للسياحة والاستجمام، خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام 974 ألف جزائري، بزيادة نسبتها 5٪ مقارنة بالعام الماضي، وهذا الرقم يجعل الجزائر في المرتبة الثالثة بعد كل من ليبيا وفرنسا من حيث عدد السياح الذين يفضلون تونس لوجهة سياحية كل عام، وبلغ عددهم خلال نفس الفترة من العام الجاري 6 ملايين و300 ألف عربي وأجنبي، والرقم مرشح للزيادة، هذه الارقام والنسب تناولها سفير تونس بالجزائر السيد حبيب أمبارك في ندوة صحفية عقدها مساء أمس الاثنين بفندق هلتون بمناسبة إحياء اليوم السياحي والثقافي بالجزائر الذي نظم تحت شعار »تونس أرض الضيافة« وتم بهذه المناسبة إقامة مأدبة عشاء وحفل فني ساهر تونسي تخلله عرض للزي التقليدي يمثل مختلف الجهات في البلاد التونسية الشقيقة، حضرها العديد من المدعوين والمسؤولين يتقدمهم وزير التجارة الهاشمي جعبوب والوزير المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل والامين العام لمجلس الشورى المغاربي سعيد مقدم وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر وبعض أصحاب وكالات السياحة والأسفار من كلا البلدين . وقد شدد السفير التونسي في مداخلة تمهيدية للندوة الصحفية التي نشطها بمعية ممثل الديوان التونسي للسياحة بالجزائر، وكذا في كلمة الترحيب القصيرة أمام المدعوين للحفل ـ على »أهمية العلاقات الجزائرية التونسية ذات الجذور التاريخية العريقة واصفا إياها بالنموذجية والاستراتيجية مافتئت تزداد رسوخا مع مر الايام يربط بينهما تاريخ ومستقبل واحد وحاضر مشترك«. وقال السفير التونسي بأن سنة 2008 تعد في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين نموذجية أعطتها زيارة فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلي تونس في فيفري الماضي زخما آخر، منوها بالنتائج التي تمخضت عنها اجتماعات اللجنة المشتركة الكبرى في تونس يومي 4 و 5 من هذا الشهر وذلك بالتوقيع على عدة اتفاقيات وبرامج تدعم التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يتماشى وجهود الحكومتين الرامية إلى الارتقاء بهذا التعاون الى أفضل مستوى له، وصولا الى التكامل والاندماج الاقتصادي والاجتماعي بين الجزائر وتونس تحت القيادة الرشيدة لكل من فخامة الرئيس السيد عبد العزيز بوتفليقة وفخامة الرئيس زين العابدين بن علي، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة تكاتف الجهود من أجل رفع التحديات المفروضة اليوم وفي مقدمتها الأزمة المالية العالمية التي بدأت مؤشراتها تظهر والتي نأمل أن تكون عابرة كما قال . ثم انتقل السفير التونس إلى صلب موضوع الندوة الصحفية، مجيبا على كل الاسئلة التي طرحت عليه دون تردد حتى وإن كان بعضها خارج الاطار (عفوا خارج الموضوع) حيث أشار الى أن السلطات التونسية اتخذت كل الاجراءات اللازمة لتحسين ظروف استقبال السياح الجزائريين بالمركز الحدودي البري بالعيون وطيلة إقامتهم بتونس، معترفا بصعوبة الأمر عندما يتوافد يوميا طيلة شهري جويلية وأوت على المركز الحدودي المذكور مالا يقل عن 7 آلاف سيارة بما يعني 7 آلاف عائلة. وكشف السيد حبيب أمبارك في سياق آخر بأن هناك لجنة جزائرية تونسية مختصة ستجتمع خلال شهر فيفري القادم من أجل البت في ملف هام يخص التعويضات عن حوادث المرور التي يتعرض لها مواطنو البلدين في كل من تونس والجزائر، مؤكدا أن هذه المسألة حظيت بقدر من الاهتمام في جدول اللجنة الكبرى المشتركة علي أكثر من مستوى . 2920 مليار دينار مداخيل السياحة في تونس هذا العام تبين الأرقام والنسب المقدمة خلال هذه الندوة الصحفية بأن السياحة في تونس أصبحت فعلا صناعة قائمة بذاتها تساهم ب 22٪ من إجمالي مداخيل تونس من العملة الصعبة، و 54٪ في تغطية عجز الميزان التجاري التونسي و 6٪ من الناتج المحلي الاجمالي، علما أن مداخيلها من العملة الصعبة هذا العام قدرت بالدينار التونسي ب 2920 مليار دينار تونسي، كما تساهم السياحة بقدر وافر في تنشيط الدورة الاقتصادية والتجارية، وناهيك عن توفير 340 ألف موطن شغل . كما أن ملايير الدينارات التي ضختها تونس للاستثمار في هذا القطاع إلى جانب الاستثمارات العربية والاجنبية الأخرى جعلت تونس في مرتبة متقدمة جدا عربيا ومتوسطيا من حيث البنى التحتية وهياكل الاستقبال . وقد نجحت تونس في المراهنة على القطاع السياحي، وهو ما تؤكده الأرقام، بحيث أن عدد الأسرة بها قد بلغ في نهاية 247 ,2006 ألف سرير وعدد الليالي السياحية 640 مليون ليلة في السنة، وهذه الأسرة تتوزع على فنادق من 3 و 4 و 5 نجوم الي جانب القرى السياحية وإقامات عائلية، ويبلغ مجموع النزل 800 موزعة على 11 جهة سياحية بالوطن. وكانت تونس قد برمجت عشر مناطق سياحية جديدة، تستوعب 38 ألف سرير والانطلاق قبل سنوات قليلة في تنفيذ برنامج تحديثي نموذجي يشمل 45 مؤسسة فندقية بطاقة إيواء تقديرية ب 20 ألف سرير، وتنويع المنتوج السياحي ووضع منظومة تكوينية متكاملة وبعث معهد للدراسات السياحية العليا، يعني بتكوين الكوادر المتوسطة والعليا واعتماد استراتيجية اتصال تروج للسياحة وتتلاءم وحاجيات الطلب السياحي وإحداث بوابة وطنية لدفع عملية ترويج وتسويق المنتوج السياحي التونسي ومزيدا من العناية بالسياحة الثقافية وبالاستغلال الأمثل لما تزخر به تونس من تراث ثقافي ومخزون حضاري. هذه المقومات وغيرها جعلت السياحة في تونس تتجاوز التداعيات السلبية لأحداث 11 سبتمبر على الحركة السياحية في العالم . وكان السفير التونسي قد نوه في حديثه للصحفيين بالمقومات الهائلة التي تزخر بها الجزائر في مجال السياحة بمعناها المتنوع والشامل لكل القطاعات الأخرى ذات العلاقة، داعيا المتعاملين من كلا البلدين إلى الاستفادة من مزايا كل بلد في هذا القطاع الحيوي الاستراتيجي وتكثيف التعامل والتعاون بينهما بما يخدم المصلحة المشتركة بين الشعبين الشقيقين (المصدر: جريدة الشعب ( يومية – الجوائر ) بتاريخ 16 ديسمبر 2008)
مغنية تونسية تؤدي أغنية عن اعدام صدام حسين
تونس (رويترز) – أطلقت مغنية تونسية شهيرة أغنية تأخذ شكل مرثية عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الذكرى الثانية لاعدامه. فقد بثت اذاعة موزاييك التونسية الخاصة يوم الاثنين الاغنية لاول مرة والتي تحمل عنوان “الوريد” وتدوم 20 دقيقة أدتها المغنية نوال غشام التي اشتهرت في تونس وعدة بلدان عربية منذ مطلع التسعينات باغان رومانسية ووطنية وتراثية ايضا. وتقول كلمات الاغنية “لو كان نلقى من يطول وريدي..يحكم علي اعدام يوم عيدي” “نلقى قاضي يحكم علي اعدام..نمشي راضي” “وسلموا لامي جميع اغراضي..علي يقطعو التشهيد” “ينسى العرب ويدير راسا (رأسه) برأسي”. ولحن الاغنية الملحن الليبي خليفة الزنيطني وكتبها الشاعر الليبي المعروف علي الكيلاني الذي كتب ايضا كلمات اغنية “وين الملايين ..الشعب العربي وين” والتي اشترك في غنائها أمل عرفة وجوليا بطرس وسوسن الحمامي. وقال الكيلاني لصحف تونسية محلية في وقت سابق انه اختار غشام لاداء هذه الاغنية لانها برأيه “شجاعة ومناضلة” مضيفا انها هي الصوت الذي يمكن ان يبلغ اغنية مثل هذه. وقالت غشام في مقابلة مع رويترز “هذه الاغنية هي تعبير عن ما أحسه أغلب العرب والمسلمين حين أعدموا صدام يوم عيد الاضحى”. وأثار اعدام الرئيس العراقي السابق يوم عيد الاضحى منذ نحو عامين جدلا واسعا واحتجاجات في صفوف فئات واسعة من العرب. لكن هذه اول مرة تطلق فيها أغنية ذات نفس ملحمي عن اعدام صدام. وتقول المغنية التونسية التي اشتهرت باداء اغان مثل “راجيت” و”عيني يا للا” انها لاتهدف من خلال هذه الاغنية الى تحقيق ربح وانها لم تفكر بتاتا في هذا الجانب. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 ديسمبر 2008)
تونس 18 ذو الحجة 1429 هـ الموافق 16 ديسمبر 2008 م واس تستعد مدينة دوز التونسية التى تقع فى قلب الصحراء جنوبى البلاد لاستقبال الاف الزوار من مختلف انحاء العالم فى اطار المهرجان السنوى الدولى للصحراء الذى تقام دورته الـحادية والاربعين بين 25 و28 ديسمبر الحالى . وتتضمن هذه التظاهرة الثقافية السياحية السنوية عروضا فنية تقليدية تبرز نمط الحياة اليومية لسكان الصحراء ومسابقات ومعارض للصناعات التقليدية والفنون التشكيلية وامسيات شعرية والعاب شعبية دولية وندوات ثقافية وفكرية تتعلق بدور السياحة الثقافية والطبيعة بالصحراء فى تنمية الحوار بين الشعوب . //انتهى// 1056 ت م (المصدر:وكالة الأنباء السعودية ( واس ) بتاريخ 16 ديسمبر 2008)
تحيّة إلى الدّكتور الصّادق تحيّة إلى رحال الحوض المنجمي تحيّة إلى طلاّب الخضراء وتلامذتهاالصّامدين وراء الحدود إلى هؤلاء جميعا أهدي هذه التّحيّة
تــحـيّــــــة مـنّـي إلـيــك تـحـيّــة يــا ابــن الأســـــود يــا ثـابـتــا مـن خــلـف أســوار الـحـديــــد وفــــــؤادك الـمــــوّار فـــي نـبــضـــاتــه بـيـن الـجــوانـح خـافـقـا مـثـل الـرّعــــود حــــرّا تـحــدّيـت الـسّــجــون وقـيــدهـــا وظـلــلـت نـســرا شــامخــا صلبا عـنـيـــد وصـمــدت فــي زمــن تـخــــاذل أهــلـــه ورفـعــت صــوتــك عــالـيـا حــرّا عـتـيـــد وســلاحـــك الـقـــرطـــاس والاقــــــــلام بـاسـقـة تـرفـرف فـي شـمـوخ كـالـبـنــود وبـهـا وقـفـت بــوجــه شـرذمــــة ارادت خـنـــق صــوتـك بـالـرّصـاص وبـالحـديـد وأبــيــت ذلاّ صــار عـــــرفــا فـي بــــلاد أهــلـهـا قـــــد صـيّــــروهـم كــالـعـبـيــــد أنـت الـمـنـــــار بــأبــحــر مــن ظـلـمـــة أنـت الـضّـيــاء بـعـتـمـة الـلّـيـل الـشّـديـد قــد صـرت شـوكـا فـي حـلـوق عـصـابة قــد جــاوزت بـفـســادهـا كـلّ الـحــــدود ورفـضـت ظـلـمـا قــاتـلا خـنـق الـجـمـيـع فـكـنـت وحـدك ثــائـرا بـيـن الـحـشــود واصــــل طــريـقــك فـــي دروب كــلّــهـــا مــوت وسـجّــــان وجـــــلاّد حــقـــــــود فـلأنـتــمُ الأحــيــــــــاء فـيـنـا قـد زرعـتـم أرضـنـــا عـــزمــا وإيــمــانــا وجـــــود الأخـضــر الــوســلاتــي باريس 10-2008
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين الرسالة رقم 517 على موقع تونس نيوزتونس في : 15/12/2008 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل – كاتب في الشأن الوطني و العربي و الاسلامي رد السيد الطاهر بلخوجة في جريدة الموقف يوم 05/12/2008 كان على غاية من الأهمية والإطلاع عليه مفيدا للأجيال ودرسا للكبار ومرجعا للأحرار
بكل استغراب ودهشة وحيرة اطلعت على الحوار الذي جرى بمؤسسة التميمي خلال الشهر المنصرم حول الإشاعات المفرضة والافتراءات المزعومة والاتهامات الخطيرة والأمراض القلبية المزمنة والطموحات الغير مشروعة للوصول إلى مأرب شخصية أو مطامح خاصة ورخيصة على حساب تاريخ أمة ومجد شعب وكفاح رموز وتضحيات زعيم خالد أفنى العمر من أجل تونس وشعبها وعزة الأمة وسيادة الوطن واستقلال البلاد وتحرير العقول وبناء دولة عصرية حديثة وناضل طويلا وصمد وصبر وسجن وأبعد وضحى بشبابه وحياته وزوجته ونجله الوحيد وأهله وأخوانه وأصدقاؤه وعشيرته وبني وطنه ضحى بالنفس والنفيس وبالأهل والعمل والخبزة وإرث والدته وإرث والده أي رجل هذا أي زعيم هذا أي بشر هذا الذي يزهد في الحياة ووسخ الدنيا والوظيفة والعمل ويترك الزوجة والإبن الوحيد ويغامر بحياته ومستقبله وصحته من أجل الشعب ويضحي بشبابه وبكل شيء من أجل سيادة الشعب وحريته وكرامته ويرمي بنفسه في السجون والمنافي وهو في سن 31 سنة أي رجل هذا وأي نوع هذا يترك مهنة المحاماة والمال والشهرة والعاصمة والشطوط والمرسى وحلق الوادي وما يحبه الشباب في عمره يترك كل هذه الحياة الكريمة وهو صاحب الشهادة العليا في الحقوق والقانون عام 1927 وهو في سن 24 سنة ويدخل معترك النضال والصحافة والمغامرة والكتابة بجرأة وشجاعة ويتألق وينجح ويأثر في العقول والقلوب ومقالاته المؤثرة تأتي بالنتائج الإيجابية والتوعية والحماس والمشاركة الفاعلة وتؤتي نتائجها ويشعر الاستعمار الفرنسي المتحل بخطورة قلم هذا المحامي الشاب والزعيم الثائر فيقرأ له الاستعمار الفرنسي ألف حساب وبعدها يواصل النضال ويتقدم حول القيادة السياسية ويغامر مع رفاقه الشبان الخمس وتتظافر جهودهم حول تطوير العمل السياسي ضمن الحزب الحر الدستوري التونسي ويقع ضمهم للحزب وبعد فترة شعر قادة الحزب القديم بتقدم أفكار الشبان أصحاب الشهائد العليا وأحسوا بالتغيير والحماس والمشاركة الفاعلة والفكر المتحرر وتطوير العمل السياسي وإعلان الاتجاه الوطني والكفاح التحريري المنظم والإصداع بالحقوق السياسية والمطالبة المشروعة بأكثر جرأة وشجاعة واندفاع و بدون خوف من السجون والأبعاد والمنافي والموت من أجل الوطن وقد وقع الخلاف المبارك والانشقاق المبارك الذي عجل بعقد مؤتمر خارق للعادة بمدينة قصر هلال مدينة النضال الوطني ودعاء الزعيم الشاب المحامي الحبيب بورقيبة رحمه الله بضرورة عقد مؤتمر خارق للعادة لتوضيح الخلاف واعتماد منهجية للكفاح الوطني والعمل السياسي المتطور للوصول إلى الأهداف المرسومة وغامر يوم 3 جانفي 1934 بزيارة مدينة قصر هلال لشرح الخلاف وتوضيح الأمور فوجد في البداية انكماش وعدم تحمس وبعد حوار طويل طلبوا منه العودة بعد الإفطار في يوم من شهر رمضان المعظم وعاد الزعيم الحبيب بورقيبة رفقة صديقة ورفيقه الطاهر صفر رفيق الدرب واجتمع بمناضلي قصر هلال وبعد حوار دام أكثر من 4 ساعات كاملة في ليلة ليلا في شهر الشتاء البارد اقتنع الجميع ورفعوه على الأعناق وهتفوا بحياة تونس وعاهدوه على مواصلة العمل معه وحددوا له موعدا جديدا لاحتضان مؤتمر الحزب وفعلا كتب التاريخ أن تحتضن مدينة قصر هلال أول مؤتمر خارق للعادة لميلاد الحزب الجديد حزب التحرير والبناء وقد انتخب المؤتمر التاريخي يوم 2 مارس 1934 قيادة جديدة للحزب واسندت رئاسة المؤتمر للدكتور محمود الماطري والكاتب العام للحزب اسندت هذه الخطة إلى الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وبقية الأخوان الطاهر صفر مساعد الكاتب العام ومحمد بورقيبة أمين مال للحزب والبحري قيقة مساعد امين مال وكان المؤتمر التاريخي بقصر هلال المنعرج السياسي والمحطة السياسية الهامة التي دعمت الحركة الوطنية وفتحت الأبواب لكل شرائح الشعب للانخراط في الحزب الجديد والمشاركة في التعبئة العامة من أجل التحرير الوطن. وقد نجحت الخطة الاستراتيجية التي اعتمدها الديوان السياسي للحزب بفضل القيادة الجديدة وتغيرت أساليب العمل السياسي المنظم ضد الاستعمار الفرنسي وعندما شعر الاحتلال الفرنسي بخطورة العمل السياسي والتوعية الشاملة عمد الاستعمار لاعتقال الزعيم الحبيب بورقيبة والزعيم الطاهر صفر وذلك يوم 3 سبتمبر 1934 ونفاهما في قبلي المنطقة العسكرية إيمانا من الاستعمار بأن في نفيهما معا تخمد الحركة وتضمحل ثم عمدت سلطات الاستعمار الفرنسي إلى اعتقال بقية أعضاء الديوان السياسي إلى برج البوف وفي 3 أكتوبر 1934 قام الاستعمار بانتقال الزعيمان بورقيبة وصفر إلى معتقل برج البوف مع بقية الزعماء وكانت هذه المحطة الأولى والمحنة الأولى لضرب الحركة الوطنية وسجن الزعماء ولكن الحزب ومناضليه والأحرار من الوطنيين واصلوا الكفاح الوطني بفضل ما غرسه بورقيبة فيهم من روح وطنية وتعلق بالوطن وفي محطات متوالية واصل الزعيم الكفاح الوطني ولم يعبأ ولم يخاف من بطش الاستعمار الفرنسي وتهديده وأساليب التعسف والسجون والمنافي وفي كل محطة تزداد قوة الحزب واشعاعه وشمولية نشاطه وتوسيع رقعته وشعبيته ونضاله ولم يفلح الاستعمار في حوادث 9 أفريل 1938 واعتقاله للزعيم الحبيب بورقيبة ولم ينجح في محاكمته الظالمة لزعيم الحزب ولم ينجح في خطة اتهام الزعيم بالطواتي مع المحور لكن التاريخ كان ضد هذا الاتهام وخلافا لاتهام الاستعمار كان الزعيم وهو في المنفى يدعوا المناضلين لعدم الانسياق مع ألمانيا وحلفائها ولم يفلح الاستعمار في ضرب الحزب وقرار حله … ولم ينجح في قراره بمنع نشاط الزعيم أو خروجه إلى المشرق مصر للتعريف بالقضية الوطنية 1945 – 1949. ولم يفلح الاستعمار الفرنسي في تهيئة المعركة الحاسمة التي سماها الزعيم بالربع الساعة الأخيرة المعركة الحاسمة 1952 – 1955 واندلاع شرارة الثورة المباركة 18/01/1952. واعتقال الزعيم الخالد الاعتقال الأخير 18 جانفي 1952 إلى 31/05/1955 وفعلا كان هذا التاريخ هو آخر اعتقال لزعيم أمة وصدقت امرأة من تطاوين عام 1954 حينما غنت على الزعيم الخالد وقالت من الأعماق بالله يا طيارة البيضة بورقيبة وين هزيتيه هزيته شاب صغير رجعتيه الشيب منقرفيه …. ما أبلغ هذه المعاني البليغة الصادقة هذا الرجل الذي ضحى بشبابه وصحته وحياته طيلة ملحمة دامت ستين عاما من 1927 إلى 1987 على امتداد 60 سنة كاملة. اليوم مع الأسف بعضهم يدفعهم الغرور والمادة والشهرة والبروز والمطامح الغير مشروعة لضرب كل هذه الملحمة الرائعة الفريدة من نوعها في العالم والذي يعرفها القاصي والداني في العالم ويعرفون نضال الزعيم وسمعته ونظافته الشاملة وبعضهم عندما يطالعون في مواقع الانترنات والصحف الحرة لبعض المقالات الصادقة التي تروي تاريخ هذا الزعيم الخالد والعملاق الذي ملأ الدنيا شرقا وغربا ماذا يفعلون خاصة إذا تحدثنا على نظافة هذا الزعيم الخالد يقلقهم كلامنا ويحرجهم ماذا يفعلون وماذا يقولون وماذا يسعون يا ترى يسعون لتشويه سمعة هذا الزعيم وبعضهم وصل به الحقد والعمى إذا نعت بورقيبة بأنه رجل يريد تصفية رفاقه وآخر ضحكة وآخر موضة وآخر رواية مضحكة مفضوحة ما قالته نجلة الزعيم الخالد المرحوم الطيب المهيري الرجل الصامت والزعيم الصامد ورجل الوفاء والصدق للوطن وللشعب وللزعيم وللحزب وللنظام ولرفاقه وللمناضلين الزعيم الذي أحب الشعب وحبه الشعب وكان متواضعا حنونا بشوشا غيورا صادقا مخلصا للوطن ووفيا للزعيم الحبيب بورقيبة وأحبه الزعيم حبا جما واعتبره ابنه البار وأسند إليه حقيبة وزارة الداخلية من يوم 14 أفريل 1956 في أول حكومة وطنية برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله إلى يوم وفاته يوم 29 جوان 1965 وعينه الزعيم الراحل أمينا عاما مساعد للحزب منذ مؤتمر صفاقس 1955 بعد انتخابه في عضوية الديوان السياسي للحزب وأعيد انتخابه في 02/03/1959 بمؤتمر سوسة وفي مؤتمر بنزرت في سبتمبر 1964 واستمر أمينا عاما مساعدا طيلة عشرة أعوام 1955- 1965. وكان يحتل مرتبة مرموقة في قلب الزعيم الحبيب بورقيبة ومن أقرب الوزراء إليه وأقربهم الحبيب بورقيبة ومن أقرب الوزراء إليه وأكثرهم تقديرا وثقة وهو بمثابة الابن البار للزعيم الحبيب بورقيبة وهو الرجل القوي والصادق والأمين والوفي والغيور والمخلص للوطن والزعيم والنظام وللشعب … ويوم وفاته في 29 جوان 1965 حزن الشعب على فراقه وتأثر الزعيم تأثرا بالغا وأبى إلا أن يحضر تأيين ابنه البار وقال شاءت الأقدار الأهية أن يأبن الأب ابنه وكان في الحسبان أن يكون ابني البار الطيب المهيري المخلص أن يتولى الحكم بعدي ويخلفني في الرئاسة هذا ما قاله الزعيم الحبيب بورقيبة في تأبين ابنه المرحوم الطيب المهيري ربما يومها نجلته التي قالت كلاما غريبا في مؤسسته التميمي مؤخرا سنها أقل من 7 أعوام وقد مر على وفاة الزعيم الطيب المهيري 43 سنة وكل المناضلين يحيون ذكرى وفاته بكل تأثر وقد كتب أكثر من 6 مقالات وفاء لروح الزعيم الطيب المهيري عبر هذا الموقع وذكرت مناقبه وخصاله وتواضعه وعلاقته المتينة بالمناضلين والولاة والمعتمدين وكل من ضحى من أجل تونس ولم أكن أتصور بعد 43 سنة كاملة على رحيل المرحوم الطيب المهيري رحمه الله أن تقف نجلته في مؤسسة التميمي وتحدثت بأسلوب غير حضاري وغير منطقي ودون حجج واضحة ودامغة ودون أي برهان أو حجة واتهمت بغير حجة وفاة والدها أخ الجميع بطريقة غامضة أو مشبوه فيها كلام خطير للغاية.وغير دقيق وكنت أعتقد أن نجلة المرحوم الزعيم الطيب المهيري هي التي ستكون أكثر وفاء للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة تقديرا واكبار لما يكنه الزعيم لوالدها أخ الجميع وقلت بكل صراحة ووضوح لو كان الزعيم بورقيبة حيا ما حصل هذا الاتهام وهذه الإساءة كما كان سابقا ؟؟؟ ولو كانت المرحومة الماجده وسيلة بورقيبة حية ولم يحصل الطلاق ؟؟؟ ما وقع مثل هذا النبش للتاريخ بهذا الأسلوب ولو كان الحبيب بورقيبة الابن مسؤولا في القصر ما تكلمت بعض الأفواه اليوم ؟؟؟ ولكن والحمد لله رغم غياب هؤلاء العناصر التاريخية وكان حضور السادة محمد مزالي ونجيب البوزيري السفير المحنك والمناضل المخلص وشهادة بعض المناضلين مثل الدكتور عمر الشاذلي الطبيب الخاص ومدير ديوان رئيس الجمهورية الحبيب بورقيبة رحمه الله هؤلاء الأخوة المخلصين فندوا كل نية أو تفكيرا أو اتهام أو جملة واحدة من هذه الأقاويل الباطلة الخالية وجاء ردهم عاجلا وتعقيبهم بكل صراحة ووضوح ودقة وشفافية كما أكدوا أن الدكتور الذي عالج المرحوم الطيب المهيري المرحوم حسونة بن عياد هو من أصدق وأخلص الأطباء وهو من النزهاء والشرفاء وهو من الأطباء الوطنيين الذين تركوا بصماتهم وأن كل كلام من هذا النوع هو مردود على صاحبه لست أدري لماذا هذا الكلام في هذا الوقت وما الفائدة ولماذا هذه الاساءة والشك والتحامل على الزعيم الراحل لا ألوم على أصحاب الأحقاد والحسبات والكراهية والخلفيات السياسية مع بورقيبة ولكن ألوم على نجلة أقرب وزير وطني مخلص للرئيس بورقيبة والحب والوفاء متبادلا بينهما. وفي الختام أشكر من الأعماق للسيد الطاهر بلخوجة وزير الإعلام سابقا الذي عقب يوم الجمعة 5 ديسمبر 2008 عبر جريدة الموقف الأسبوعية ورد بكل وفاء وصدق على كل المتدخلين الذي أساءوا للزعيم الراحل بورقيبة العظيم وكان السيد الطاهر بلخوجة واضحا في تعقيبه وأنا أشاطره وأسانده وأضم صوتي لرده وتعقيبه وما ذكره صحيحا وهو على حق وكل مناضلا غيورا ووطنيا صادقا يضم صوته إليه ويأيد ما جاء في التعقيب الواضح والشامل والذي يعبر عن ما يخالج مشاعر كل المناضلين الصادقين ولا يجوز اطلاقا الإساءة لزعيم الوطن والتحامل على سمعة وتاريخ ونضال هذا الرمز الخالد الذي يشرف الوطن بكل معنى الكلمة ويشرف المغرب العربي الكبير ويشرف افريقيا والعالم أجمع وهو مفخرة للأمة العربية والإسلامية جمعاء و أن كل من يعمد للإساءة للزعيم الراحل فهو يعتبر شاذ والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه والتاريخ لا يرحم أيها السادة ؟؟؟ بعض القراء الكرام سوف يستغربون من هذا المقال لأنا فيه شكر للوزير الطاهر بلخوجة وهذا الرجل كنت على خلاف معه من عام 1977 لكن الخلاف شيء والاعتراف بالفضل والحق لرجل أعطى حق التاريخ والزعيم وأقدم له التحية وهو يستحق التقدير والاحترام والإكبار وهذا من شيم المناضلين لأوفياء للقيم والنضال وقيم ديننا الإسلامي الحنيف دين التسامح والمحبة. ملاحظة هامة : إن صحيفة الموقف هي الوحيدة التي استطاعت نشر مقال السيد الطاهر بلخوجة يوم 5 ديسمبر 2008 اعتبارا أن الصحف الأخرى التي تصدر في بلادنا ليس لها الشجاعة الكاملة لنشر مثل هذه المواقف الشجاعة، وقد سبق لي أن توجهت إلى عديد الصحف لنشر مقال حول تدشين ساحة الزعيم الحبيب بورقيبة بباريس 6 أفريل 2004 ولكن دون جدوى وتم نشر المقال بجريدة الموقف في الصفحة الأولى بتاريخ 18 أفريل 2004 كما تم نشر المقال بجريدة الشعب لسان الاتحاد العام التونسي للشغل في 25 أفريل 2004 وهذه حقائق لا لبس فيها أتمنى أن تتحرر الصحف في بلادنا وتفتح أعمدتها للقراء حتى يساهموا بأفكارهم وآرائهم بكل حرية ويكتبون التاريخ بكل موضوعية ودون خطوط حمراء. قال الله تعالى : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني (مناضل) 22022354 نهج الوفاء عدد3 حمام الشط تونس
طلبة وأساتذة الجامعة في اليونان : ” صوتنا أصبح أقوى “
عبدالسلام الككلي
عمت الاحتجاجات منذ أكثر من عشرة أيام اليونان على اثر مقتل مراهق برصاص شرطي في حي إسكارخيا بالعاصمة أثينا ولم يفلح توجيه تهم القتل العمْد إلى الشرطي الذي أطلق النار وتهم التواطؤ إلى زميل له, في إنهاء احتجاجات امتدت إلى الولايات المتحدة وتسع دول أوروبية, حيث استهدفت بعثات دبلوماسية يونانية. وقال الضابط المتهم بالقتل إنه كان يدافع عن نفسه ضد الفتى ورفاق له, وخلص تقرير أولي مشكوك في صدقيّته إلى أن الفتى أليكسيس غريغوروبولوس قتل برصاصة مرتدة. وطلب الحزب الاشتراكي استقالة الحكومة اليمينية وتنظيم انتخابات مبكرة, لكن رئيس الوزراء كوستاس كرامنليس – الذي لا تملك حكومته إلا أغلبية صوت واحد- طار رغم الأزمة إلى بروكسل للمشاركة في قمة أوروبية, في وقت حذر فيه سياسيون ومراقبون من امتداد الاحتجاجات إلى مجتمعات أوروبية أخرى خصوصا في ظل أزمة اقتصادية تحكم قبضتها على القارة. وقال مسؤولون في مكتب رئيس وزراء فرنسا فرنسوا فيون إنه كان يراقب الأوضاع عن كثب وإن الرئيس نيكولا ساركوزي طلب من نواب الحزب الحاكم الانتباه إلى احتمال حدوث احتجاجات مماثلة في فرنسا بسبب تدهور أحوال المعيشة وقال “انظروا فقط ما يحدث في اليونان” . و بدأت أحداث العنف التي استمرت عنيفة طيلة أكثر من أسبوع, تتحول إلى احتجاجات منظمة, وبدأ المتظاهرون يوزعون منشورات تفصّل مطالبهم, التي من بينها سحب شرطة الشغب من الشوارع, والتراجع عن قرارات حكومية تقلص الإنفاق العام. وقد نشرت إبان الأزمة أرقام تظهر أن عددا متزايدا من اليونانيين يتضررون من الأزمة الاقتصادية, وهي أزمة قال محللون إن مقتل الفتى لم يكن إلا الشرارة التي أشعلت نار الغضب من آثارها هذا وقد أحرقت مئات البنوك والمحلات والسيارات, وأغلقت 100 مدرسة و15 جامعة, في الاحتجاجات التي شملت أثينا وسالونيكا ومدنا أخرى, واعتبرت الأسوأ منذ 1974, تاريخ الإطاحة بالدكتاتورية في اليونان. غير إن الأحداث اتخذت في الأيام القليلة الماضية شكل تحرك طلابي وجامعي فقد شن الأساتذة الجامعيون إضرابا عن الدروس مستبقين بذلك الإضراب العام الذي أعلن ضد إصلاح المعاهد يوم 8 -12 – 2008 واعتصم الطلبة بجامعاتهم ومعاهدهم قبل أن تضطر الحكومة تحت ضغط الأحداث إلى إغلاق المؤسسات التعليمية واستقال رئيس جامعة أثينا بعد أن امتدت حركة الاحتجاج إلى الحرم الجامعي, وقال “لقد أصبح الطلاب أكثر عدائية تجاهنا وتجاه رموز السلطة” . وقد صرح الأستاذ الجامعي جانيس ميلوبولوس من جامعة الهندسة متعددة الاختصاصات بسالونيك أن الجديد في تحرك الطلبة هو التعبئة العامة والضخامة والقوة والعفوية وأضاف أن مقتل الفتى الكسندروس جيركورو بولوس لم تكن غير القطرة التي أضافت الكأس لان الشرطة اليونانية تتصرف عادة بشكل قمعي واعتباطي وان السلطة السياسية تتستر على المافيا القريبة منها والتي ولدت في احضانها منذ ولادة الدولة اليونانية وان المشكلة الأساسية اليوم تتمثل في مدي قدرة حكومة كراماليس على إقناع المواطن العادي بأنها قادرة على حمايته من المعاملة السيئة التي يتعرض لها على يد الشرطة وعلى إقناع الشباب الطلابي بان الجامعة تفتح أمامهم أبواب المستقبل في حين إن أغلب هؤلاء الطلاب يؤمنون بعجز القوى السياسية عن الحكم وعن حل مشاكلهم وأضاف الأستاذ زيسي باباديمتريو الأستاذ بجامعة سالونيك انه لا أفق أمام الشباب الطلابي وانه لا يوجد أي بديل سياسي في البلد وأضاف أن الطابع العفوي للمظاهرات لا يمنع انه في القريب العاجل ستظهر قوى جديدة في النظام السياسي و قال أيضا انه بالإضافة إلى ذلك فانه من الواضح أن التجربة ستؤدي إلى ميلاد وعي سياسي لدى الشباب الذي يشارك في هذه التحركات. وعبر عن أسفه من بقاء عالم الثقافة بعيدا عن هذه التحركات كما استغرب ألا يكترث كثير من الجامعيين بمستقبل بلادهم وان يصطفوا وراء السلطة خدمة لمصالحهم الضيقة كما صرح الأستاذ تريينتافيلوس ميتفيديس رئيس نقابة أساتذة التعليم الثانوي الذي سجن أيام الحكم العسكري في السبعينات إن النظام اليوناني غارق في الفضائح المالية ولكن لم يكفه هذا فأطلق يد الشرطة لتغتال اليونانيين دون رحمة . وأضاف أن ذلك يمثل قفزة نوعية في السياسة القمعية. فالي حد ألان عودت الحكومة الناس على الفقر وعلى التفريط في الملك العمومي وعلى نهب أرصدة التامين وعلى سلطة قهرية معممة ولكنها تتجاوز ذلك اليوم لتتلطخ يداها بدم الأبرياء وقال أيضا أن غضب الطلبة يجب أن يتحول إلى قوة تولد معها صراعات اجتماعية مثمرة. مع العلم أن ثورة الطلاب تعكس أزمة مستفحلة في القطاع التعليمي غير الملائم ولكن أيضا في قطاع التشغيل حيث تفاقم التمايز منذ أكثر من عشرين سنة وحيث يخلص آلاف الطلبة بعد استكمال دراستهم إلى مصائر مجهولة والى بطالة عاصفة . وقد تضامن الطلبة الأوروبيون مع زملائهم اليونانيين الأمر الذي يؤذن بتوسع دائرة الاحتجاجات الطلابية لتعم كامل أوربا في جو من الاحتقان السياسي والأزمة الاقتصادية الخانقة . إن الخلاصة من كل هذه الأنباء الواردة علينا من اليونان هي أن نموذج النضالات الطلابية التي تشهدها فرنسا من حين لأخر، ليست استثناء في أوروبا. إذ أن الحركة الطلابية اليونانية تعطينا صورة عما سيكون عليه المستقبل في كل بلدان أوروبا في هذه الأجواء التي ربما تؤذن بأزمة متعددة الأوجه تتربص بالعالم بأسره .
عبدالسلام الككلي المصدر: منتدى ” الديمقراطية النقابية و السياسية” الرابط:
http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
أوباما وحروب أفغانستان وباكستان
بقلم :توفيق المديني نادراً في التاريخ المعاصر للولايات المتحدة الأميركية، أن يجد رئيس منتخب في السياسة الخارجية إرثاً محفوفاً بالمخاطر، وأرضاً مزروعة بالألغام، كما هو الحال مع الرئيس المنتخب باراك اوباما، الذي يرث من سلفه ثماني سنوات من السياسة الخارجية المضللة لإدارة الرئيس بوش في الشرق الأوسط. فبعد أن أعلن اوباما في أول ديسمبر الجاري عن تشكيل فريقه الحكومي المكون رسميا من وزرائه ومستشاريه الكبار لشؤون الأمن القومي الذي سيقود السياسة الخارجية الأميركية، ينتظر الأميركيون معرفة ما هي أولوياته الدولية، ولاسيما أن الأمل في التغيير الذي يجسده أوباما يمنحه حسب الاعتقاد السائد في واشنطن حرية أكبر. عندما استشاره فريق اوباما، قال زبغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي في إدارة كارتر، وعضو مجلس الأمناء في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية :«لدى أوباما فرصة وحيدة لكي يفرض رؤيته على العالم بسرعة جدا(…)الأولويات المباشرة تكمن في إعادة إنعاش العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، وإعادة تحريك المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والتحرك نحو إيران، إذ إن هذه الملفات مترابطة. وعلى الرئيس أوباما أن يقدم مفهومه الاستراتيجي، ثم بدء المناقشات مع حلفائنا، وكذلك مع الصين وروسيا.علينا أن نتوقف عن اتخاذ قرارات بمفردنا. نحن أقوياء، ولكننا لسنا أقوياء كفاية». يعتقد الكثيرون في واشنطن، أنه إضافة إلى الدبلوماسية مع الحلفاء والقوى العظمى الأخرى، على الرئيس أوباما أن يجسد «التغيير»الذي وعد به العالم من خلال اتخاذ قرارات تتعلق بالحروب المفتوحة في كل من أفغانستان وباكستان. وقد كان «مفعول أوباما» له وقع في أفغانستان، مع تأكيد الناطق الرسمي للجيش الأميركي الكولونيل غريغ جوليان، يوم 23 نوفمبر الماضي، عن إرسال فرقة أميركية مكونة من 3500 إلى 4400 عسكري إلى شرق أفغانستان في شهر يناير 2009. إنها المرحلة الأولى من حركة تعزيز الوجود الأميركي في أفغانستان الذي سيترجم بإرسال ما يقارب 20000 جندي إضافي، طالبت بهم القيادة العسكرية الأميركية العليا لمحاصرة حرب العصابات التي تخوضها حركة طالبان، سيضافون إلى 32000جندي أميركي موجودين من قبل من أصل 70000 عدد القوات العسكرية في التحالف الدولي المتمركز في أفغانستان. وما انفك الرئيس المنتخب أوباما يردد طيلة حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية أن أفغانستان هي المصدر الحقيقي ل«لإرهاب »الذي يجب تصفيته. وطالب بسحب القوات الأميركية من العراق لإعادة نشرها فوق الأراضي الأفغانية. فبعد سبعة أعوام من سقوط نظام طالبان، وأربع سنوات من تشكيل الحكومة الأفغانية المنتخبة، عادت حركة طالبان إلى القيام بنشاط عسكري فاق كل التصورات، إذ زادت العمليات العسكرية داخل كابول ولعل أبرزها محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني حامد كرازاي في 27 ابريل 2008، وعملية الفرار الجريئة التي قام بها أكثر من أربعمائة عنصر من طالبان من سجن قندهار في يونيو الماضي، إضافة إلى اعتماد إستراتيجية ضرب خطوط الإمداد للحلف الأطلسي، التي تمر عبر الأراضي الباكستانية، والتي أثبتت حتى الآن فعاليتها ونجاحها في إلحاق الأذى بمصادر التموين للحلف الأطلسي. فالحرب الثالثة الحقيقية بدأت منذ العام 2006، وهي الحرب السرية التي تخوضها وكالة المخابرات المركزية الأميركية والقوات الخاصة داخل باكستان، والتي تستخدم فيها طائرات الاستطلاع الأميركية التي تقصف أهدافا يفترض أنها محددة الهوية تابعة لمتمردي تنظيم القاعدة الذين وجدوا ملاذا آمنا في المناطق القبلية المحاذية للحدود الباكستانية ـ الأفغانية. فالجبهة المركزية للحرب ضد القاعدة لم تعد لا العراق، ولا أفغانستان، بل باكستان المكان المقدس للقاعدة. يقول بارنيت روبن وأحمد رشيد في مقالهما المشترك: «باكستان مفتاح الاستقرار في أفغانستان» المنشور في مجلة «فورين أفيرز» الأميركية 11 /2008: «حريّ بالولايات المتحدة التخلي عن خطاب بوش في الحرب على محور الشر والإرهاب، وانتهاج سياسة تميز بين خصومها والإرهابيين العالميين، مثل أعضاء القاعدة الناشطين بأفغانستان وباكستان، عن طريق التوصل إلى حل سياسي والتفاوض مع أكبر عدد من المجموعات المتمردة الباكستانية والأفغانية، وإدارة المناطق القبلية الفيدرالية في المؤسسات السياسية والإدارية الباكستانية. كاتب تونسي (المصدر: صحيفة البيان الإماراتية ، أراء و أفكار،الثلاثاء 16 ديسمبر 2008)
من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟
عرض/بدر محمد بدر هذا الكتاب هو أحدث ما صدر من مؤلفات المفكر الموسوعي الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري, الذي كتب مقدمته قبل أشهر قليلة من وفاته في يوليو/تموز الماضي, وفيه يكشف عن أزمة تعريف: من هو اليهودي؟ وما هي اليهودية؟ وبالتالي فقدان الأساس “الديني” لدولة “إسرائيل”, وانهيار شعار “يهودية” الدولة, الذي طرح في الآونة الأخيرة. ويتكون الكتاب من ثلاثة أبواب وأحد عشر فصلاً ومقدمة أشار فيها المؤلف إلى أن قضية تعريف من هو اليهودي, ليست دينية أو سياسية وحسب, بل قضية مصيرية تنصرف إلى رؤية العالم والذات, وإلى الأساس الذي يستند إليه تضامن المجتمع الصهيوني, وإلى مصادر شرعيته. والفشل في تعريف “اليهودي” يضعف من مقدرة إسرائيل التعبوية, بل يضرب أسطورة الشرعية الصهيونية في الصميم, والمثير -كما يقول المؤلف- أن الصهاينة يدركون هذا تمام الإدراك, ومن هنا يأتي إصرارهم على ما يسمونه “تهويد” كل شيء في فلسطين: التاريخ والآثار وأسماء القرى والمدن والبلدات, بل تزيد الشهية وتتسع الشهوة فيسمون أراضي الضفة الغربية وغزة “يهودا والسامرة”! الدعم الأميركي والغياب العربي ويقول المؤلف إن هناك من يتصور أن أزمة “التجمع” الصهيوني في تنوعها واحتدامها وتصاعدها, ستؤدي إلى انهياره من الداخل, بل يتصورون أنني أبشر بهذا “الوهم”, وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة, فأنا أذهب إلى أن المجتمع الصهيوني لن ينهار من الداخل؛ لأن مقومات حياته ليست من داخله وإنما من خارجه, إذ يوجد عنصران يضمنان استمراره, رغم كل ما يعتمل داخله من تناقضات وهما: الدعم الأميركي والغياب العربي. وفي الباب الأول يتحدث الدكتور المسيري عن “تنوع الهويات اليهودية” وعدم وجود هوية يهودية واحدة, فهناك ثلاث جماعات يهودية أساسية, يؤمن أعضاؤها باليهودية الحاخامية وهي: السفارد والإشكناز والإسرائيليون. وتوجد عشرات من الجماعات الصغيرة الهامشية تؤمن بأشكال مختلفة من اليهودية بدرجات متفاوتة. ورغم تنوع هويات أعضاء الجماعات اليهودية, يدعى الصهاينة أن ثمة “وحدة يهودية عالمية”, وهو تصور أبعد ما يكون عن واقع أعضاء الجماعات اليهودية. فمثلاً من الجماعات اليهودية الهامشية توجد أنواع أربعة في الهند, لا تنتمي إلى أي من الكتل الثلاث الرئيسية, كما أن جماعة يهود الصين تختلف عن جماعات الهند, وفي القوقاز هناك يهود جورجيا ويهود بخاري ويهود الجبال, وهناك “اليهود السود” ومنهم الفلاشا والعبرانيون السود, والنوع الأول يعيش في إثيوبيا, أما العبرانيون فيعيشون في أميركا. وهناك أيضا جماعات سوداء يهودية في غرب أفريقيا, بالإضافة إلى اليهود المستعربة, الذين عاشوا في البلاد العربية وأصبحوا عربًا, وهناك السامريون الذين يعيشون في نابلس الآن, وهناك أيضا القراؤون, ويهود الدونمة, ويهود شبه جزيرة القرم واليهود الأكراد, واليهود الإيرانيون وغيرهم كثير وكثير, مما لا يمكن معه القول بوجود “وحدة يهودية عالمية”, حيث إن هؤلاء لا يختلفون عن أهل المناطق التي يعيشون فيها, فاليهودي العربي مثلاً يتكلم العربية وهو جزء من الثقافة والحضارة والسلوك في المنطقة, وهكذا. ثلاثة أقسام ” الهوية اليهودية الآن في العالم تنقسم إلى ثلاثة أقسام أساسية هي: خارج فلسطين وهي هوية ذات ملامح يهودية عرقية أو دينية, وداخل فلسطين وهي هوية جديدة تمامًا لا علاقة لها بكل الهويات السابقة, ويهود متدينون (أرثوذكس) وهم أقلية صغيرة خارج “إسرائيل” وأقلية كبيرة داخلها ” ويقسم الكتاب الهوية اليهودية الآن في العالم إلى ثلاثة أقسام أساسية هي: 1- خارج فلسطين المحتلة: وهي هوية ذات ملامح يهودية عرقية أو دينية, والبعد اليهودي فيها هامشي باهت, لا يؤثر كثيرًا في سلوك أعضاء الجماعات اليهودية. 2- داخل فلسطين المحتلة: وهي هوية جديدة تمامًا لا علاقة لها بكل الهويات السابقة, وهي جيل “الصابرا”, ويتنبأ الدارسون بأن هؤلاء “الصابرا” (وتعني الجيل الذي نشأ في فلسطين المحتلة ولم يأت من الخارج والاسم مشتق من نبات الصبار ومن الصبر) سيكونون أغيارًا (هو الاسم الذي يطلقه اليهود على غيرهم) يتحدثون العبرية, لا تربطهم بأعضاء الجماعات اليهودية في العالم سوى روابط واهية, لا تختلف كثيرًا عن روابط اليونانيين المحدثين بالإغريق القدامى. 3 – يهود متدينون (أرثوذكس): وهم أقلية صغيرة خارج “إسرائيل” وأقلية كبيرة داخلها. ويتناول الباب الثاني تواريخ وثقافات وفنون الجماعات اليهودية, ليؤكد أنه ليس هناك تاريخ يهودي واحد, ولا ثقافة ولا فنون واحدة, بل تاريخ وثقافة وفن مختلف لدى كل جماعة يهودية, يرتبط بالبيئة والحضارة التي عاشت فيها. فالعقيدة اليهودية في الصين مثلاً اكتسبت مضمونًا صينيًّا صريحًا, وفي الهند تأثرت اليهودية بنظام الطوائف المغلقة, وبالعديد من الشعائر الخاصة بالطهارة والنجاسة تحت تأثير الهندوكية, أما في إثيوبيا فقد تأثرت اليهودية هناك بكل من المسيحية والإسلام. وفي المحيط الإسلامي قام موسى بن ميمون بتطوير عناصر التوحيد في اليهودية وأكدها, بل وحاول ابنه من بعده إضفاء الطابع الإسلامي على اليهودية, كما تأثرت اليهودية في المحيط السلافي الفلاحي بالمسيحيين الأرثوذكس, وهكذا كل يهودية تستمد خصوصيتها من محيطها الديني. وفي العصر الحديث انقسمت اليهودية إلى فرق منها: الإصلاحية والمحافظة والتجديدية والأرثوذكسية والأرثوذكسية الجديدة واليهودية الإنسانية أو العلمانية, وهي يهودية اليهودي الذي لا يؤمن بالله أو اليوم الآخر أو الشريعة اليهودية, وكذلك اليهودية الإثنية التي تتمثل في بعض الشعائر والعادات التي لا تعبر عن إيمان ديني, بل شكل أشكال الفلكلور الذي يرفع الروح المعنوية, وهي لا تختلف كثيرًا عن اليهودية الإلحادية! ويستفيض المؤلف في التأكيد على أنه ليس هناك تاريخ يهودي أو ثقافة أو فن أو أدب يهودي, وليس هناك عبقرية يهودية أو عرقية أو شعب يهودي واحد, بل هناك تواريخ وثقافات وشعوب وفنون حسب البيئة التي يوجد فيها هؤلاء. سؤال الهوية ” أعضاء الجماعات اليهودية المنتشرة في أنحاء العالم لا يبحثون عن أرض أو وطن, وإنما يندمجون في المجتمعات التي يعيشون فيها, ولذا تصر جامعة بار إيلان في إسرائيل على ضرورة عقد مؤتمر دولي حول موضوع الاندماج, باعتبار أنه يشكل خطورة حقيقية على الصهيونية ” وفي الباب الثالث والأخير يتحدث المؤلف عن سؤال الهوية وأزمة المجتمع الصهيوني, ويشير إلى أن الأرقام الواردة في كل الإحصائيات تبين أن 58% مما يسمى بـ”الشعب اليهودي”, الذي يدعى الصهاينة أنه في حالة شوق دائم للعودة إلى أرض الميعاد, لا تزال تعيش في “المنفى” بكامل إرادتها, ولا يوجد سوى 42% منه ( أي 4.9 ملايين نسمة) في إسرائيل. وهذا يعني أن أعضاء الجماعات اليهودية المنتشرة في أنحاء العالم لا يبحثون عن أرض أو وطن, وإنما يندمجون في المجتمعات التي يعيشون بين ظهرانيها, ولذا تصر جامعة بار إيلان في إسرائيل على ضرورة عقد مؤتمر دولي حول موضوع الاندماج, باعتبار أنه يشكل خطورة حقيقية على الصهيونية؛ لأنها -كما قال أي. أف. ستون المفكر اليهودي الأميركي “تعيش على الكوارث التي تحيق باليهود, وبدون كوارث لا يمكن أن تقوم لها قائمة”! لقد بلغ عدد اليهود عام 1967 ثلاثة عشر مليونًا وثمانمائة ألف نسمة, وفي عام 1982 بلغ اثني عشر مليونًا وتسعمائة ألف نسمة, أي أن عدد اليهود في العالم نقص بنحو مليون في تلك الفترة دون إبادة بل من خلال تناقص طبيعي, ويبلغ عدد اليهود حاليا (2008) حوالي ثلاثة عشر مليونًا فقط, ومن المتوقع حسب معهد اليهودية المعاصرة التابع للجامعة العبرية في القدس, أن يزيد عددهم بنحو أربعمائة ألف نسمة عام 2010. وثمة خوف عميق لدى المستوطن الصهيوني من تزايد السكان العرب في فلسطين المحتلة بحيث يزيد عن عدد المستوطنين الصهاينة, فتفقد الدولة هويتها اليهودية, وهو ما يسمى بالهاجس الديمغرافي, الذي يزيد من تعميق حدة الخلاف بخصوص سؤال الهوية, فالصهاينة المتدينون يرفضون التهاون بيهودية الدولة. أما الصهاينة العلمانيون فالعنصر الديمغرافي يأتي في المرتبة الأولى على حساب العنصر الديني, ولذا فلا مانع عندهم من التهاون بتعريف من هو اليهودي، لأنهم يعلمون تمام العلم أن الدولة الصهيونية دولة وظيفية أوكلت إليها وظيفة حماية المصالح الغربية. ولكي تقوم بهذه الوظيفة فإنها تحتاج لـ”مادة” بشرية, لتقوم بملء المستوطنات والحرب ضد السكان الأصليين من الفلسطينيين والبطش بهم لإخضاعهم, وبالتالي فالبعد السكاني في نظرهم مهم للغاية. أزمة لن تحسم ” الدولة الصهيونية تزعم أنها دولة يهودية, وأنها لا بد من أن تحافظ على يهوديتها, وتكرر هذا الزعم ليل نهار لأنه -رغم كذبه- يشكل التبرير الوحيد لوجود المستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة, ويسبغ نوعًا من الشرعية على الدولة الصهيونية ” ويرى المؤلف أن أزمة الهوية اليهودية سوف تتعمق, ولن تحسم في المستقبل القريب لأسباب عديدة تتصل بالتطورات داخل المستوطن الصهيوني وخارجه, أما داخل المستوطن الصهيوني فقد لوحظ, على عكس ما توقع المفكرون الصهاينة, أن التطورات والآليات الاجتماعية لم تؤد إلى صهر العناصر اليهودية, وإنما ازدادت الصورة استقطابًا وتطرفًا. وإذا ما ركزنا على الجانب الديني مقابل العلماني سنلاحظ ظهور هوية يهودية جديدة, بالإضافة إلى عدم التجانس, وهي هوية “الصابرا” من الإشكناز التي يتسم أصحابها بسمات خاصة, كمعاداة العقل والفكر والتحلل من القيم الأخلاقية وحسم كل القضايا من خلال العنف, بل إنهم يكنون احتقارًا عميقًا ليهود المنفى, أي يهود العالم كله, وإلى جانب ذلك يلاحظ تزايد معدلات العلمنة في التجمع الصهيوني, وبحسب بعض الإحصاءات يبلغ عدد المواطنين الذين لا يؤمنون بالخالق 85% من الإسرائيليين. ويقول المؤلف إن كلمة “يهود” في الإسلام تعني أتباع الكتاب الذي جاء به موسى عليه السلام, ورغم أنهم قاموا بتحريفه أو أصروا على اتباع المحرف منه, فإن ثمة مبادئ أساسية وردت فيه لم يتم تحريفها, منها الإيمان بالله واليوم الآخر. هذا التعريف الإسلامي لو طبق على يهود العالم الحديث لتم استبعاد ما يزيد على 90% منهم, ( 50% ملحدون وغير دينيين و40% يتعذر قبولهم يهودًا وهم الإصلاحيون والمحافظون والتجديديون) وربما قُبل الـ10% الباقية فقط وهم الأرثوذكس, ويبدو أن العدد تراجع ليصبح 7%. ويؤكد المؤلف أن الدولة الصهيونية تزعم أنها دولة يهودية, وأنها لا بد من أن تحافظ على يهوديتها, وتكرر هذا الزعم ليل نهار لأنه -رغم كذبه- يشكل التبرير الوحيد لوجود المستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة, ويسبغ نوعًا من الشرعية على الدولة الصهيونية, كما أنه يعطيها “الحق” في أن تظل تطالب “بحق العودة” لليهود, الذين تركوا وطنهم القومي منذ آلاف السنين! رغم أنها تنكر نفس الحق على الفلسطينيين, الذين أجبروا على ترك وطنهم منذ عشرات السنين ولا يزالون في مخيمات اللاجئين يطالبون بحق العودة لمنازلهم وأراضيهم! دولة يهودية ويطرح الدكتور المسيري سؤالاً يقول: هل إسرائيل حقاً دولة يهودية؟ ويرد قائلاً إن هذا التصور هو وهْم يسيطر على كثير من المستوطنين الصهاينة, كما أنه يسيطر على معظم العرب. ويضيف أن ثمة تطورات جديدة ستجعل الدولة الصهيونية, دولة لا هي يهودية ولا هي دولة لليهود, بل دولة استيطانية إحلالية, ذات قشرة يهودية سطحية. وللتأكيد على ذلك تمكن الإشارة إلى أن الاستعمار الصهيوني مر بثلاث مراحل: الأولى وصلت ذروتها عام 1948 مع إعلان الدولة وطرد آلاف الفلسطينيين ووصول آلاف المهاجرين للاستيطان في أرض فلسطين. ثم انتهت هذه المرحلة عام 1967 حين قامت إسرائيل بضم الضفة الغربية وقطاع غزة, وهي مناطق مأهولة بالسكان العرب الذين لم يتمكن الاستعمار الصهيوني من طردهم, وهذه هي المرحلة الثانية. ” ثمة تطورات جديدة ستجعل من الدولة الصهيونية, دولة لا هي يهودية ولا هي دولة لليهود, بل دولة استيطانية إحلالية, ذات قشرة يهودية سطحية ” أما المرحلة الثالثة فأهم معالمها: 1- تصاعد الأزمة السكانية وتزايد النهم للتوسع, ولذا لا بد للدولة الصهيونية الاستعمارية من أن تأتي بالمزيد من المهاجرين الاستيطانيين بأي ثمن. 2- أتاح النظام العالمي الجديد فرصًا جديدة للنظام الاستيطاني الصهيوني, فأصبح بوسعه أن يتجاوز نطاق فلسطين المحتلة, ليتغلغل في البلاد العربية وليحول السوق العربية إلى سوق شرق أوسطية, يلعب هو فيها دور الوسيط الأساسي بين العرب والغرب. 3- ظهرت نخب حاكمة عربية على استعداد تام لأن تلعب دور الجماعة الوظيفية, التي تخدم المصالح الغربية على حساب مصلحة شعوبها, لإنجاز عملية التغلغل (السلمي) للكيان الصهيوني في الجسد العربي الإسلامي. وهذه هي المرحلة الثالثة الآخذة في التشكل في الوقت الحاضر.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 4 ديسمبر 2008)