فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS 10ème année, N°3976 du 12.04.2011
archives :www.tunisnews.net
Pourafficherlescaractèresarabessuivreladémarchesuivan:Affichage / Codage / ArabeWindows)Toreadarabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
تابعوا جديدأخبار تونسنيوز على الفايس بوك
الرابط
http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141
احتضن فضاء دار الثقافة بجبنيانة فعاليات الاجتماع الشعبي الذي نظمه فرع حزب العمال الشيوعي تحت اشراف حمة الهمامي الناطق الرسمي للحزب وبحضور مناضليه وممثلين عن عدة احزاب ومكونات المجتمع المدني وانطلق الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت ترحما على ارواح شهداء ثورة الكرامة والحرية وتكريم توفيق بن صالح وعلي بن عبد الله وفاخر بن شهيدة شهداء انتفاضة الخبز لسنة 1984. واثر ذلك تناول حمة الهمامي الكلمة فابرز نجاح التونسيين في اسقاط الدكتاتور بن علي لكنهم لم يصفوا بعد الدكتاتورية وضرب قاعدتها الاجتماعية والاقتصادية في ظل تواجد هذه المنظومة في الادارة وفي جهاز القضاء والاجهزة الامنية مؤكدا ان القوى الرجعية تحاول بكل وسائلها الالتفاف على الثورة داعيا القوى الشعبية مواصلة الثورة الى حين اقامة الجمهورية الديمقراطية الشعبية التي تكرس الحرية والعدالة الاجتماعية وتحفظ كرامة الانسان التونسي كما اكد ان الدستور المنشود ينبغي ان يتضمن الى جانب الحقوق السياسية الحقوق الاجتماعية التي تحفظ للتونسي حقه في الشغل والسكن ومجانية التعليم والصحة داعيا الى تعليق دفع الديون لمدة ثلاث سنوات اقتداء بعديد الدول التي عرفت ثورات كالارجنتين وتخصيص تلك المبالغ لانجاز مشاريع تشغيلية منتقدا تعيين موعد 24 جويلية 2011 تاريخا لاجراء انتخابات المجلس التاسيسي باعتباره موعدا مفروضا من طرف الحكومة الى جانب ضيق الوقت امام التونسيين للتمييز بين برامج الاحزاب التي لازال بعضها لم يحصل على التاشيرة اضافة الى تزامنه مع نهاية الامتحانات الوطنية واستعداد العائلات لشهر رمضان مقترحا كموعد بديل اكتوبر 2011. وفي ما يخص الهوية ابرز الهمامي ان موقف الحزب واضح وثابت من حيث حرية المعتقد ولا يجب الزج بالدين في الخلافات بين الاحزاب مشددا على وجوب العمل الجبهوي. وفي نهاية كلمته تطرق الى الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه جبنيانة قائلا ان الجهة ظلت مهمشة من حيث التنمية مؤكدا على توفير الدعم لفائدة صغار الفلاحين والبحارة والتعجيل بحل الوضعية العقارية المعقدة وتحسين البنية الاساسية والخدمات الصحية والتعليمية ووضع برنامج واضح لمعالجة معضلة البطالة المستفحلة بالجهة وتوج الاجتماع بتدشين مقر فرع الحزب. المختار بنعلية (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2011)
أكدت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي في تصريح خصت به “الصباح” أن الخطايا المالية هي أحسن إجراء يمكن من خلاله التعامل مع القائمات التي لا تلتزم بوجود عناصر نسائية. ومن ناحية أخرى أكدت الجريبي أن حزبها لا يفضل إلزام القائمات بأن تكون تناصفية أي (نصفها رجال والنصف الثاني نساء) غير أنها تؤكد على وجوب أن يكون العنصر النسائي حاضرا بنسب عالية في هذه المحطة.
وينص الفصل 16 من مشروع المرسوم المتعلق بقانون انتخاب المجلس الـتأسيسي الذي عرض للنقاش في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي _الذي يتوقع أن تم التصويت عليه في اجتماع الهيئة أمس-، أنه “تقدّم الترشّحات على أساس مبدأ التناصف بين النساء والرجال، على أن يتمّ ترتيب المرشحين صلب القائمات على أساس التناوب. وإن تعذّر ذلك، تحتوي وجوبا كلّ قائمة بالنسبة للدوائر التي يخصّص لها أكثر من مقعدين على مترشّحة على الأقل”.
وعن من يمثل تهديدا اليوم لمسار الانتقال الديمقراطي الذي يجمع الأغلبية أن البلاد تتوجه في هذا المسار، أكدت مية الجريبي أن الأطراف التي لا تؤمن بالديمقراطية والتي توظف المساجد للترويج لأطروحاتها وأفكارها هي أكبر تهديد للديمقراطية.
ومن ناحية أخرى رفضت مية الجريبي الإجابة على سؤال “الصباح” حول إمكانية أن يجمع الحزب الديمقراطي التقدمي تحالفا انتخابيا يترجم عبر قائمات مشتركة مع حركة النهضة، وقالت “لم أفهم السؤال”.
واعتبرت الجريبي أن محطة انتخابات المجلس التأسيسي المقررة لـ24 جويلية المقبل تاريخ على غاية من الأهمية وأن التأخير لا يخدم البلاد، مؤكدة أن تمسك الديمقراطي التقدمي بهذا التوقيت ينبع من مسؤوليته تجاه مقتضيات البلاد الاقتصادية ويرمي إلى توفير الاستقرار السياسي. ويذكر أن عددا من الأحزاب السياسية طالبت بتأجيل الانتخابات معللة ذلك بعدم تحضيرها لنفسها لهذا الموعد.
وللتذكير فان الحزب الديمقراطي التقدمي، كان يعتبر حزبا راديكاليا في عهد النظام السابق، وذلك لتموقعه الواضح في المعارضة للرئيس المخلوع، غير أنه التحق بالحكومة الانتقالية الأولى التي قادها محمد الغنوشي بعد 14 جانفي مؤكدا أن الحزب “لن يدع المجال لفراغ سياسي في البلاد فقد يجهض الثورة”، غير أنه تراجع عن ذلك وانسحب من هذه الحكومة، وذلك بعد أن اشترط الباجي قائد السبسي أن لا يترشح أعضاء حكومته إلى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وقد تعرض الحزب لحملة كبيرة عند مشاركته بالحكومة المؤقتة الأولى.
ويذكر أن مية الجريبي هي أول امرأة تشغل خطة أمينة عامة لحزب سياسي تونسي، وقد انتخبت على رأس حزبها عبر مؤتمر ديمقراطي، لتعوض أحمد نجيب الشابي الذي ما زال عدد من المتابعين يعتبرونه الشخصية رقم واحد بالحزب. أيمن الزمالي
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2011)
الدكتور المنصف السليطي جامعي تونسي تألق في باريس علميا وسياسيا وفي عالم المال والأعمال وأصبح يرأس المركز الاورومتوسطي للدراسات والتنمية INSERD وعضوا في عدة مؤسسات علمية واقتصادية وسياسية فرنسية منتخبة من بينها عضوية احد مجالس بلدية باريس.. على هامش زيارته إلى تونس كان معه اللقاء التالي : كيف تقيمون كنخب تونسية في أوروبا وممثلين للجالية في المهجر الوضع في تونس بعد الثورة ؟ رحبنا كتونسيين في فرنسا وفي أوروبا عامة بقوة بانتصار الثورة التونسية المباركة وبإنهاء عهد تراكمت فيه سلوكيات استبدادية ومظاهر الرشوة والاستبداد وغياب الشفافية.. كما سجلت قبل الثورة في عدد كبير من لقاءات رجال الاعمال والمثقفين والسياسيين الاوروبيين والتونسيين في المهجر تشكيات من غياب الشفافية في المعاملات الاستثمارية والاقتصادية مما اثر سلبا على فرص الاستثمار الوطني والاجنبي في تونس اي على فرص معالجة معضلة البطالة عامة وبطالة الشباب خاصة.. واليوم نلاحظ مؤشرات ايجابية عديدة ترجح سيناريو الاصلاح..لكن نقاط اخرى تشغلنا من بينها الفلتان الامني والاعلامي وبروز ملامح الرد على سياسات الاقصاء باقصاء مضاد.. وعلى الاستبداد باشكال جديدة من التسلط على المجتمع عن حسن نية حينا وضمن اجندات خاصة ببعض الاحزاب والاطراف السياسية حينا آخر.. قواسم مشتركة ماذا تقترح في هذا السياق من خلال متابعتك للوضع في تونس بعين تونسية بعيدا عن حسابات الاطراف المعنية مباشرة بالمباردات السياسية الميدانية ؟ مهما كانت التعقيدات الامنية والسياسية والاعلامية الحالية فالحلول ممكنة وواردة اذا صدقت النوايا وقدم الجميع مصلحة البلاد على الاعتبارات الشخصية والحزبية والجهوية والفئوية.. وفي هذا السياق فان المطلوب من قوى المعارضة السابقة والمسيرين لمنظمات المجتمع المدني وللاتحادات المهنية مثل اتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة ونقابات الفلاحين والمهندسين والأطباء وغيرهم..أن يعطوا المثل للمجتمع التونسي ويبادروا بتنظيم مؤتمراتهم الوطنية المؤجلة وان يعقدوا جلسات عامة يدعون لها كل منخرطيهم.. حتى تقرر تلك المنظمات والاتحادات والنقابات سياسات منظماتها بعد الثورة وتختار قيادات جديدة..خاصة أن بعض تلك القيادات تضم أعضاء احتكروا مناصبهم منذ مدة فانفض عنهم المنخرطون..وبعض تلك المنظمات والنقبات لم تعقد مؤتمرا ديمقراطيا ولم توزع بطاقات العضوية منذ حوالي 10 اعوام.. واذا اردنا للمسار الاصلاحي والديمقراطي التعددي ان ينجح فلا مفر من تنظيم مؤتمرات منظمات المجتمع المدني فورا وقبل انتخابات المجلس التأسيسي.. مشاركة التونسيين في الخارج وكيف ترى مشاركة التونسيين في الخارج في المسار الاصلاحي والانتخابي القادم بتونس ؟ اولا اني من بين الذين يعتقدون أن المليون تونسي في الخارج ـ بينهم 650 الفا في فرنسا ـ ينبغي ان يشاركوا في المسار السياسي والاصلاحي في تونس وان نحسن التعامل معهم لتوظيف ثروات قيم منهم في اعادة بناء تونس اقتصاديا.. لذلك اعتقد انه ينبغي احداث “وكالة موحدة لتشجيع الاستثمارفي تونس” يقع تركيزها في كل بلد اوروبي ومن بينها العاصمة الفرنسية باريس..تعوض الاليات القديمة المشتتة للجهود التي كانت تتمثل في مكاتب تابعة لديون السياحة ووكالات النهوض بالتجارة والزراعة والصناعة والاتصال الخارجي وغيرها من المؤسسات التي كثيرا ما كانت تتصارع وتتضارب.. ثانيا اعتقد شخصيا انه لا بد من تشريك الجالية التونسية في المهجر في المسار السياسي وعدم الاختصار على التعامل مع ممثلي حزبين سياسيين وقع تعيينهم في الهيئة العليا.. اختراق أجنبي للمؤسسات السياسية التونسية ؟ لكن البعض قد يعترض على ذلك..بحجة ان انتخاب حاملي الجنسيات المزدوجة في البرلمان او للرئاسة خطر على سيادة البلاد ومساهمة في تكريس الاختراق الاجنبي للمؤسسات الدستورية والسيادية التونسية ؟ المحاذير موجودة وانا مع الدفاع عن مصالح تونس العليا وعن سيادتها..ويمكن مثلا استثناء التونسيين حاملي جنسية مزدوجة من الترشح للرئاسة ولوزارات السيادة اي الدفاع والداخلية والخارجية والعدل.. لكن لماذا تحرم تونس من الاستفادة من خبرات وطنية لمجرد ان مئات الالاف من التونسيين اضطروا للهجرة للدراسة او العمل او هربا من سياسات القمع في عهد الاستبداد فحصلوا على جنسية ثانية ؟ شخصيا اعتقد ان كثيرا من التونسيين حاملي جنسية مزدوجة يمكن ان يكونوا اكثر وطنية واخلاصا لتونس من بعض زملائهم في تونس.. لكن الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه..ودساتير العالم تتحفظ على منح حاملي اكثر من جنسية فرصة المشاركة في المناصب السياسية المهمة ؟ هذه وجهة نظر احترمها..لكني اعتقد ان الغالبية الساحقة من التونسيين في المهجر من الوطنيين المخلصين.. الانتخابات البلدية اولا هل تتوقع نجاح انتخابات 24 جويلية القادم ؟ اتمنى ذلك وارجحه.. لكن من خلال تجاربي السياسية في فرنسا ومتابعاتي للتجارب الديمقراطية في العالم تمنيت لو بدانا بتنظيم الانتخابات جهويا في مستوى البلديات.. اي البدء بالانتخابات البلدية وليس بالتشريعة والرئاسية..وميزة الانتخابات البلدية انها تعود الشعب على الديمقراطية قاعديا ثم تمهد للانتخابات الوطنية للبرلمان وبعد ذلك للانتخابات الرئاسية.. اما وقد تقرر البدء بتنظيم الانتخابات وطنيا فعلى الجميع العمل على انجاحها..
حاوره كمال بن يونس
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2011)
<
أمام الإضراب الذي يقوم به أعوان النظافة بأغلب بلديات الجمهورية وخاصّة بلدية العاصمة، وما نجم عنه من تكدّس كبير للقمامة والأوساخ بمختلف أنهج وشوارع البلاد ينبّه حزب الخضر للتقدّم إلى تراجع وزارة الداخلية في كلّ الاتفاقات التي تمّ التوصّل إليها بين البلدية من جهة والجامعات المحليّة التابعة للوزارة من جهة أخرى، وهو ما يتعارض تماما مع تطلعات أعوان البلديات.
وأمام ما أصبحت عليه الحالة البيئية لمختلف المناطق من تدهور ينبئ بتعقيدات صحيّة لدى المواطن يدعو حزب الخضر للتقدّم جميع الأطراف إلى الحوار العاجل وإيجاد الحلول الممكنة لمطالب أعوان النظافة وتمتيعهم بحقّهم في الترسيم وظروف الشغل اللائقة، كما يدعو الأعوان إلى التحلّي بروح المواطنة والمسؤولية، والعودة إلى عملهم استجابة للظرف الاقتصادي والاجتماعي الذي لا يحتمل مثل هذه الإضرابات والمطالب التي من شأنها أن تكبّل عجلة الاقتصاد عن الدوران والإساءة لسمعة تونس.
ويحيّي الحزب المبادرات التي أقدم عليها عديد المواطنين، والشباب خاصّة، عبر تنظيم حملات نظافة ساهمت في الحدّ من تكدّس الأوساخ والقمامة. ويدعو بالمناسبة كلّ مناضليه في الجهات إلى مزيد اليقظة والتحسيس ومؤازرة الأعوان البلديين.
كما يشدّد الحزب على ضرورة وضع صحّة المواطن فوق كلّ اعتبار، وأنّه لا يجب أن تخضع إلى مزايدة أي طرف من الأطراف، درءا لما قد يزيد من تعكير الأوضاع وتراجع جمالية المحيط وصورة تونس لدى السيّاح والوافدين على بلادنا. حزب الخضر للتقدّم عن/ المكتب السياسي الأمين العام منجي الخماسي
يومي 9 و10 أفريل إنعقد بنابل المؤتمر الوطني لللجان و المجالس الجهوية و المحلية لحماية الثورة على إثر مبادرة قامت بهااللجنة الجهوية لحماية الثورة ودعمها بجهة بنابل وإنظم إليها مناضلون من حساسيات سياسية يسارية مختلفة ودعوا لها على صفحات الأنترنيت بالنداء التالي
ـ نداء: أمام تنامى محولات الالتفاف على الثورة و قلة نضج أغلب من نصبوا أنفسهم ساسة للثورة لنعمل على إرجاع الثورة الى قواها الفعلية لنعمل من أجل عقد مؤتمر وطنى للجان المحلية والجهوية لحماية الثورة. وهذه الصفحة مفتوحة للاعلام بمختلف أشكاله الصادر عن اللجان والمجالس المحلية والجهوية لحماية الثورة.
إثر صدور النداء تبنت المبادرة مجالس كثيرة وإنعقد لتفعيل هذه المبادرة يوم 02 أفريل 2011 بنابل ملتقى تحضيري حضره أكثر من 20 مجلسا أصدر بيانين وورقة حول تراتيب المشاركة في المؤتمر وبالتواقف إختار لجنة إعداد للمؤتمر الذي تُرك لها أمر تحديد تاريخه [أنظرالبيان الأول والبيان الثاني وورقة تراتيب المشاركة في المؤتمر على الرابط في الأسفل] .
لجنة الإعداد إجتمعت مرتين وأقرت يوم 09 أفريل كتاريخ لإنعقاد المؤتمروناقشت في الجلستين أمور كثيرة تخص الإعداد المادي للمؤتمر وتركت في جلستها الأخيرة أمر تحديد أعضاء الإشراف على المؤتمر وتسييره بيد لجنة نابل لأنه لم يتسن حينها مناقشة المسألة بإفاضة.
وللتذكير لابد من الإشارة إلى أن المبادرة كانت تهدف في الأساس إلى تنظيم ومركزة وتفعيل تلك اللجان والمجالس التي ظهرت و نشأت كهيئات مواطنية من داخل حركة الجماهير والتي بقيت مشتتة غير موحدة ولا ينتظم تدخلها ونضالها ونشاطها الثوري تحت رؤية برنامجية موحدة .
إن الهدف من المبادرة كان دفع هذه المجالس إلى التوحيد حول أرضية سياسية ثورية وبرنامج عمل نضالي لمواصلة الثورة حتى تحقيق مهامها خصوصا بعد أن خفت النشاط الجماهيري وحوصرت حركة الإعتصامات وبان تعثر هذه اللجان والمجالس في مواصلة النشاط الثوري مقابل توسع جبهة الإلتفاف على الثورة بقيادة الجكومة اللاشرعية وكل من يسير في ركابها من كل تلك الأحزاب والهيئات والشخصيات التي قبلت بالتواجد في هيئة بن عاشورالمسماة زيفا الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال الديمقراطي.
كان هذا هو الهدف الذي من أجله وقعت هذه المبادرة وهو توجه وقع التعبير عنه في البيان رقم واحد الذي صدر عن الملتقى التحضيري لمؤتمر هذه اللجان والمجالس وفي النداء الأول للمبادرة والذي ينص على ـ لنعمل على إرجاع الثورة الى قواها الفعلية ـ
كذلك لابد من التأكيد على أنّ لا نصّ الإعلان عن المبادرة ولا بيانات الملتقى التحضيري أشارت إلى أن المؤتمر هو مؤتمر للجان ومجالس محلية وجهوية منتظمة أو تحت إشراف المجلس الوطني لجماية الثورة والذي يعرف الجميع أن أمر تكونه وتركيبته وسياساته هي محل خلاف كبير بين أعضاء هذه اللجان والمجالس الجهوية والمحلية والتي تكونت دون مبادرة منه وبإستقلال عنه.
إن بيان الملتقى التحضيري كان واضحا في هذه النقطة فقد إعتبر المجلسَ الوطني لحماية الثورة هيئةً ـ تظل في حاجة إلى دعم القوى الحقيقية الفاعلة في الثورة ـ
لقد كان واضحا وعلى الأقل عند المبادرين وعند من حظروا الملتقى التحضري أن مؤتمر 09 أفريل سيؤسس لهيئة لها إستقلاليتها عن كل الهيئات الأخرى وهو أمر تفرضه طبيعتها كهيئة للنضال الجماهيري ولكن هذا لا يعني أنها مدعوة لابل أنه من أوكد مهماتها أن تنسق عملها مع كل المنظمات الجماهيرية الأخرى والأحزاب والهيئات التي مازالت ترى نفسها معنية بمواصلة الثورة وتنخرط جنبا إلى جنب معها في النضال من أجل تحقيق مهام الثورة.
كان هذا هو التوجه الذي من أجله وقعت المبادرة ومن أجله وقع الدفع في إتجاه إقامة مؤتمر لجان ومجالس حماية الثورة وهو توجه نابع من تصور سليم حول طبيعة عمل المنظمات الجماهيرية إلا أن ما حدث أثناء المؤتمر ومن بعض المؤتمرين كان مخالفا لكل ما تقدم حيث جاء البعض المؤتمر لتحقيق هدف آخر يختلف تماما عما وقع الإشارة إليه وهو الإنحراف بهذه المبادرة عن هدفها الحقيقي والحيلولة دون أن تعلن هذه اللجان و المجالس أنها هيئة مستقلة بذاتها .
لقد إنطلق هؤلاء النواب ومنذ بدء أشغال المؤتمر في الدفع في هذا التوجه فطرحوا قضية أحقية لجنة الإعداد للمؤتمر في الإشراف على أشغاله وتسييره وطالب البعض بأنه لابد من إنتحاب لجنة أخرى من داخل المؤتمرللأشراف والتسيير وهي في الحقيقة مسألة مفتعلة نادى بها البعض في محاولة لتوجيه المؤتمر الوجهة التي خططووا لها وهي منع اللجان والمجالس من أن تعلن في آخر أشغال مؤتمرها أنها هيأة جماهيرية ديمقراطية مناضلة ومستقلة عن مجلس حماية الثورة.
قد يتعلل البعض بأن السبب هو ليس ما ذكر بل هو وجود أحد أعضاء لجنة الإشراف على المؤتمر في هيئة الإصلاح السياسي والإنتقال الديمقراطي إن هذه التعلة تسقط لأن محاولات توجيه المؤتمر وتعطيله وتهميشه عن مناقشة جدول أعماله تواصلت حتى بعد إنسحاب هذا العضو من لجنة الإشراف.
لم يكن يعني هؤلاء غير أن يفشل المؤتمر في الإعلان عن تكون هيئة شعبية مناضلة جماهيرية وممثلة وديمقراطية ومستقلة لقد كان هاجسهم طيلة الأشغال الدفع في إتجاه أن لا يخرج المؤتمر عن الجبة التي أحظروها له و إجتهدوا في إلباسها له وهي جبة المجلس الوطني لحماية الثورة . لذلك نلاحظ الصيغة الغائمة غير الواضحة والتي خرج بها المؤتمر حول هذه المسألة وهي [تمسكنا بــ”المجلس الوطني لحماية الثورة” في تركيبته الباقية المكونة من القوى الثورية كإطار يتبنى ويدافع عن مبادىء الثورةوأهدافها ويحتكم إلى التشاور والتوافق حول التوجهات السياسية والقرارات الوطنية الكبرى. على أن يقع إرساء “تنسيقية وطنية” تضمن تمثيل وتفعيل اللجان والمجالس المحلية والجهوية داخل “المجلس الوطني لحماية الثورة].
في الحقيقة إن كل ما وقع في المؤتمر وفي علاقة بهذه النقطة هو ناتج عن إنحراف في فهم هؤلاء لطبيعة عمل المنظمات الجماهيرية وعلاقتها بالأحزاب والمنظمات السياسية. إن فهمهم لضرورة أن تكون المنظمات الجماهيرية تابعة للأحزاب وللمنظمات السياسية ومسيرة من قبلها وفي واقع الحال ضرورة أن تكون لجان ومجالس حماية الثورة تابعة ومسيرة من مجلس حماية الثورة هو فهم كانت نتائجه كارثية على المنظمات الجماهيرية في تونس منذ ما قبل 14 جانفي.
لقد أدت هذه السياسة إلى الشلل الذي يعاني منه الإتحاد العام التونسي للشغل كما الإتحاد العام لطلبة تونس كما منظمات أخرى عديدة كان التدخل فيها يحدده هذا الفهم الحزبوي الضيق. إن مثل هذا الطرح لا يستند في الحقيقة لغير دوغمائية وطفولية بائسة في فهم نشاط المنضمات الجماهيرية وعمل الثوريين داخلها.
إن المنظمة الجماهيرية ليست حزبا سياسيا وطبيعتها هذه وفي واقعنا بالتحديد تجعلها أدة موضوعيا مستقلة عن الأحزاب أو توليفات الأحزاب مهما كانت هذه الإحزاب. إن واقعنا وواقع ثورتنا والتحديات المطروحة اليوم على الجماهير لمواصلة الثورة وتجاوز عفوية النشاطات النضالية ليدعونا ليس فقط لتكوين منظمة لللجان والمجالس الشعبية إنه يدعونا إلى تكوين لجان في كل قطاعات النشاط في المؤسسات وفي المعامل وفي الأحياء منظمات للنساء وللشباب وللمعطلين بكل أصنافهم.
إن تعدد التنظيمات الجماهيرية وإنخراطها في التعبئة على برنامج الثورة وعدم إكتفائها بالبيان السياسي وتحولها إلى هيئات نضال ميداني لهو الطريق الوحيد نحو تجاوز عفوية الفعل النضالي والتصدي الفعلي لقوى الثورة المضادة.
لقد أظهرت مسيرة الثورة بالملموس أن خفوت النشاط الجماهير ناتج بالفعل عن غياب مثل هذه الأدوات النظالية الشعبية كما أنه وفي غياب هذه المنظمات تبقى الأحزاب والمنظمات السياسية معزولة عن الجماهيروعاجزة عن التقدم بالثورة والتصدي لقوى الإلتفتف عليها هذا إن تمكنت هي نفسها [أي هذه الأحزاب والمنظمات] من ضمان إستقلاليتها السياسية عن أرضية جبهة اليمين.
أخيرا نقول أن المؤتمر الوطني لللجان و المجالس الجهوية و المحلية لحماية الثورة ولئن كانت أرضية مطالبه ومواقفه السياسية هي الأرضية والمواقف المطلوبة في هذا الظرف إلا أنه ومن حيث عجزه عن الخروج بخطة تدخل نضالية لمواجهة قوى جبهة اليمين جبهة الإلتفاف على الثورة كما إكتفاؤه بأن تمثل وتفعل اللجان والمجالس المحلية والجهوية داخل “المجلس الوطني لحماية الثورة”. دون الإعلان عن تكون منظمة لهذه اللجان والمجالس مستقلة ولكنها تدعم وتعمل جنبا إلى جنب مع كل الهيئات الأخرى بما فيها مجلس جماية الثورة والمعنية بمواصلة الثورة وتعد لمؤتمر وطني لحماية الثورة تتمثل فيه كل الأحزاب والهيئات والمنظمات المتمسكة بمواصلة الثورة وبالإطاحة بنظام بقايا الدكتاتورية يعد خطأ كبيرا سيكون له تأثير بالغ على الدينامية النضالية لهذه اللجان والمجالس وعلى المسارالنضالي لإستكمال مهمات ثورة الحرية والكرامة. ـــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي تونس في 13 أفريل 2011 رابط البيان الأول والبيان الثاني وورقة تراتيب المشاركة في المؤتمرالوطني لللجان و المجالس الجهوية و المحلية لحماية الثورة الصادرة عن الملتقى التحضيري الذي إنعقد يوم 02 أفريل 2011 . http://www.facebook.com/hamdibechir#!/note.php?note_id=10150146824152620 رابط البيان الختامي لمؤتمر9 أفريل للجان ومجالس حماية الثورة المنعقد بنابل http://www.facebook.com/notes/tammem-abidi/فعاليات-مؤتمر-نابل-للمجلس-الوطني-لحماية-الثورة/154085277988585
الاشتراكيين محل تدارس قبل الاستحقاق الانتخابي للمجلس الوطني التأسيسي
حقق الشعب التونسي يوم 14 جانفي 2011 معجزة سيخلدها التاريخ باعتباره انجز اولى ثورات المنطقة العربية في بداية القرن الحادي و العشرين . انها ثورة الكرامة و الحرية و الديمقراطية التي اطاحت بنظام فاسد قمعي استبدادي و بوليسي . و اليوم تستعد تونس لفتح صفحة جديدة في تاريخها بسن دستور يتلائم و ارادة الشعب ليكرس الديمقراطية و دولة المؤسسات و الحقوق و الحريات و التداول على السلطة عبر الانتخابات الحقيقية . و حركة الديمقراطية الاشتراكيين بعد تراكمات سلبية لسنوات طويلة استنهضت بإجراء عملية انقاذ و الوقوف في صفوف القوى الديمقراطية المساهمة في تحقيق اهداف الثورة . و هي مقرة بان المناخ السياسي العام و مصلحة الحركة و المصلحة الوطنية تستدعي تقدير احسن السبل لتتمكن الحركة من القيام بمهامها في ضوء المحطات القادمة لاسيما انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بطريقة القائمات في دوائر صغيرة و بنظام النسبية مع اكبر البقايا يذكر انه من المهم في هذه الظروف التذكير بأدبيات الحركة و مبادئها. 1 ) المبادئ الفكرية و السياسية العامة / تعتبر حركة الديمقراطيين الاشتراكيين من الاحزاب التي تنتمي للعائلات الفكرية و السياسية ذات التوجهات الديمقراطية الاجتماعية . La Social-Démocratie و عادة ما تصنف هذه الاحزاب في وسط اليسار بالتحليل الغربي . لكن لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين باعتبارها حركة وطنية خصائص ذاتية و ذلك حسب ما اراد لها المؤسسين / – المرجعية الفكرية للحركة اذن ليست الايديولوجيا الماركسية و ما تعنيه من صراع الطبقات و احتكار السلطة من القوى الكادحة طبقة العمال و ملكيتها لأدوات الانتاج . و هي ليست حزب اشتراكي علماني حيث تدار كل القطاعات من الدولة و تمارس الاستبداد و التعتيم باسم الديمقراطية الشعبية ( يعني الغياب المطلق للحريات الفردية و للتعددية ) . و هي ليست حزب قومي اشتراكي علماني على طريقة حزب البعث في منطلقاته قبل اقحام العنصر الثقافي و الديني بعد حرب الخليج الاولى . – كذلك حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ليست تيار محافظ او حزب ليبيرالي على الطريقة الغربية حيث تحتكر راس المال جهات نافذة في الميادين السياسية و الاقتصادية ( غياب العدالة الاجتماعية ) بينما توجد بعض الحريات الفردية و الاحزاب و النقابات و كذلك حياة سياسية لكنها تحت تأثير المال و القوى الاقتصادية و اللوبيات . – الديمقراطية التي تدافع عنها حركة الديمقراطيين الاشتراكيين و تناضل في سبيل ارسائها في المجتمع قوامها المشاركة التلقائية للمواطن الناتجة عن ارادة الشعب في ادارة و تصريف اعماله و مصالحه في كنف قيم المواطنة و الحرية ( حرية التعبير و الاعلام و تأسيس الاحزاب و الجمعيات ….) بعيدا عن تأثيرات المال و اللوبيات و الاطراف الخارجية . و هذه الديمقراطية تفترض توفر جملة من الشروط في المجتمع مثل ايجاد ارضية وفاقيه حول خصائص الدولة التونسية و مؤسساتها بين مختلف الاطياف و التداول على الحكم و المسؤوليات عبر الانتخابات النزيهة . – اما الاشتراكية فهي تحيلنا للتوجهات الاجتماعية للحركة و نعني بذلك التوزيع العادل للثروات و الخيرات لتحقيق العدالة الاجتماعية في البلاد و اقامة مجتمع متوازن بين مختلف فئاته و جهاته . و اشتراكية حركة الديمقراطيين الاشتراكيين تعني كذلك ارساء منوال للتنمية يلبي حاجيات افراد الشعب في كنف العدالة و بتواجد القطاع العمومي في المجالات الاستراتيجية و القطاع الخاص لدعم الثروة الوطنية و القطاع التعاوني لتجاوز الصعوبات في تظافر المجهودات لدعم التنمية . هذا و نشير للحاجة لإصلاح الاوضاع العقارية لتتمكن البلاد من تطوير قطاع الفلاحة الحيوي حيث يلاحظ ان 50 في المائة من المستغلات لا تتجاوز مساحتها 5 هكتارات مثقلة بمديونية لا تساعدها في القيام بأعمالها . – و تتميز حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بالبعد الاستراتيجي الذي تخصصه لمسالة هويتنا العربية الاسلامية في نظرتها الفكرية و السياسية في ضوء التلازم بين الاصالة و الحداثة و التوجهات الاصلاحية التي برزت في بلادنا منذ اواسط القرن التاسع عشر و تم تدعيمها اثناء مسيرة حركة التحرير الوطني بالدعوة لسن دستور وتأسيس برلمان تونسي واعطاء المرأة قيمتها و تمكينها من حقوقها . – كما ان حركة الديمقراطيين الاشتراكيين تعطي مكانة خاصة للبعد الثقافي و الحضاري في أدبياتها نظرا لقيمة مخزوننا و تراثنا و ما يمثله ذلك من مصدر الهام للاجيال الصاعدة و القادمة و ارتباطنا بالأمة العربية و الاسلامية و محيطنا و ما يمثله من عنصر دفع للتفاعل مع المعاصرة و الحداثة . – يذكر ان حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بعثت خلال السنوات السبعين اثر حركة احتجاجية ضد غياب الديمقراطية و الحكم الفردي و فشل التنمية و دوس الدستور و قمع النضالات النقابية . و بعد مشاركتها في الانتخابات التشريعية لسنة 1981 التي وقع تزويرها تعرضت لمحاولات الاقصاء و المضايقة من السلطة . و اثر نكسة انتخابات 1989 اضطر زعيمها و مؤسسها الاخ احمد المستيري لمغادرة الحياة السياسية . كما انها تعرضت لمحاولات التدجين و الاختراق لتهميشها و تقزيمها لما كانت تمثله دائما لدى المواطنين من اهمية نضالية تجاه الوضع المتأزم في البلاد من طرف النظام البائد الذي عمل على اقصاء عديد الاطارات من الساحة السياسية النضالية بأساليبه القمعية . و لكن للتاريخ وجب الاشارة الى الاخطاء و الانحرافات التي انخرطت فيها القيادات السابقة للحركة و زيغها عن مبادئ الحركة الحقيقية و تمتين علاقتها من جهة اخرى مع النظام البائد الشيء الذي اساء للحركة و مناضليها الصادقين الذين وقع اقصائهم بسبب مواقفهم . و هذا يستدعي في مجال اخر القيام بنقد ذاتي في تقديرنا في وقت لاحق لاسيما و قد تمكنت الحركة من انعقاد مؤتمرها الاخير يوم 27 فيفري 2011 و هي تتهيأ حاليا للتفاعل الايجابي مع الساحة السياسية و قواها بعد ثورة الكرامة و الحرية و الديمقراطية ليوم 14 جانفي 2011 . 2) بالرجوع الى المحطة الانتخابية يوم 24 جويلية القادم باعتبارها اولى مهام الاحزاب في تأطير المواطنين لهذا الحدث / اعتقد ان المطروح امامنا كمناضلين يقتضي بلورة جملة من المواقف و الرؤى لرد الاعتبار للحركة و لدعم الموقف الوطني الى جانب الثورة . لأننا على يقين بان نجاح الثورة هو نجاح تونس و نجاح حركة الديمقراطيين الاشتراكيين لذلك نجدد التحية و التقدير لأرواح و تضحيات الشهداء الابرار من كل جهات تونس بمدنها و اريافها من الجنوب الى الشمال و التحية الكبرى الى روح الشهيد محمد البوعزيزي الذي دخل التاريخ من بابه الكبير و اصبح رمز لانتفاضة امة باسرها من المحيط الى الخليج و حتى في قلب اوروبا بمدينة باريس اما بخصوص ما بعد 24 جويلية 2011 و انتخاب المجلس الوطني التأسيسي فإننا نقترح بخصوص تحرير الدستور الجديد و نظرا لعدة اسباب المحافظة على الفصل الاول من دستور غرة جوان 1959 / ” تونس دولة حرة، مستقلة، ذات سيادة، الاسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها ” . او العمل على ابقاء جوهره واثرائه بمضامين متجانسة تبقي على التوازن بين العبارات التي تحقق الوفاق حولها . كما نعتقد ان تونس في حاجة لأركان نظام جديد يقوم من خلال التنصيص في الدستور على الدور الجوهري للمؤسسات و القانون الفعلي و تقسيم و تفريق السلطات و توزيع السلطة بعيدا عن الاحتكار و مراكز القوة و فتج المجال واسعا امام الاعلام و مكونات المجتمع المدني باعتبارها تمارس صلاحيات ” السلطة المضادة ” و ممارسة الحريات و احترام حقوق الانسان و القيم الكونية . كما نقترح الابقاء على النظام الرئاسي و لكن مع تقليص كبير في مهام رئيس الجمهورية لفائدة رئيس الحكومة المنتخب من البرلمان الذي له صلاحيات يمكن اقالته مع حكومته عند الاقتضاء بسحب الثقة ( نظام نصف رئاسي ) .
مداخلة للعضو جلال الاخضر الاطار بالحركة في اعمال اللجنة السياسية /
تونس في 12 ابريل 2011
د. المنذر صفر لا يمكن لاحد ان يشك في المنزلق الذي وقعت فيه البلاد والذي يجرها الآن لكارثة اقتصادية و اجتماعية و سياسية لا مفرّ منها.
اننا تناسينا ان النظام التجمعي ما زال قائما، مستترا وراء الكومة الحالية التي تنكب ليلا نهارا علي التختيط لاعادة الدكتاترية للمكانة التي كانت تتبوئها منذ اكثر من خمس عقود. و تناسينا كذلك كيف أُحبِطت جميع التجارب الانتخابية التي نُظّمت في ظل الحزب الدستوري منذ الاستقلال حتّي يومنا هذا: 1955،1981، 1989 كانت هذه الانتخابات اجهضت ولم تغير في الوصاية التي سلطها الحزب علي البلاد.
ويجب علينا ان نذكر مدى تشابه السيناريو الذي يشهده المسار السياسي الحالي للبلاد بالمسار الذي واكب السابع من نوفمبر:الركوب علي طموحات الشعب للحرية والكرامة و زعمها الحفاظ علي هذه المبادئ ؛ التبرء من الحزب و الاعلان علي إلغائه و استنباط اسم جديد له؛ امضاء علي اتفاقيات لحقوق الانسان في الوقت الذي يواصًل التعذيب و الاعتقلات والمداهمات؛ الميثاق الوطني؛ الوعود بالاهتمام بالشباب والمناطق النائية… اما المخطط الاستراتيجي لربح الوقت يبقي نفس المخطط: الدعوة لتنظيم الانتخابات التي مكنت النظام السابق عند توليه الحكم من تعزيز قواه الامنية و نشر رجالاته الحزبية و الامنية في جميع الادارات المركزية و الجهوية والمصالح العمومية وهكذا كانت الانتخابات موعدا مناسبا لبدئ حملة واسعة للاعتقالات والمحاكمات و تصفية الاحزاب السياسية و المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني.
و هذا بالظبط ما نشاهده اليوم من تعزيز الجهاز الامني يوم بعد يوم و ارجاع رجالات الامن و الحزب و حتّي تمكينهم من تكوين احزاب و قبول ترشحاتهم للانتخابات…
و لكن خطورة هذه التحركات تكاد لا تقاس امام المخطط الجهنمي الذي بدء النظام التجمعي في تنفيذه للإسراع في ارجاع الدكتاتورية، وهو التعمد المنَظَم لتعفين الاجواء و ارساء الفوضى وهذا على ثلاث اصعدة: اولا علي الصعيد الامني : بقدر ما يسترجع الجهاز الامني قواه المفقودة وبقدر ما يتفاقم استعماله للعنف و التعذيب بقدر ما يتخاذل في مقاومة الجريمة والحفاظ علي امن المواطن و حراسة المؤسّسات العمومية و ذالك بغياب ارادة صادقة و بغياب خطة اي كانت لاستتاب الامن؛ ثانيا علي الصعيد الاقتصادي: لا توجد خطة و لا سياسة لمعالجة اكبر المخاطر التي تواجهها البلاد من انهيارِ اقتصادي و غلق الشركات لابوابها و تفاقم البطالة و المطالب المهنية بالرغم من وجود كثير من الحلول و الارصدة المالية لارجاع الحركة الاقتصادية للبلاد الذي يشكو كما اسلفنا من اخفاق النظام لارجاع الثقه بسلوكات افتزازية ليس لها اي مبرر. ثالثا علي الصعيد السياسي: و ههنا كارثة اخرى تمشي في نفس النسق، وهي الصراع الاديولوجي و العقائدي و الشخصي الذي يواكب الإنتخابات التي فرضها النظام لصرف النظر عن القظايا المصيرية للبلاد كاسترجاع الامن و ثقة الشعب في الدولة. هذا امر خطير لا علي مصير الثورة فحسب، بل كذلك علي الوحدة القومية للبلاد، لان الصراع الاديولوجي و العقائدي لا يمكن ان يقام قبل ارساء و انتصار اهداف الثورة وهي ترسيخ مبادئ الكرامة والحرمة الجسدية والمعنوية للانسان كركيزة اساسية لمجتمعنا الجديد و قناعة عند كل فرد منا و التي تمكننا من التصدي للاتجاهات الدكتاتورية مهما كان لونها السياسي. فانه من الاجرام في حق شعبنا اذا خضنا هذا الصراع الاديولوجي و العقائدي قبل ارساء مفاهيم ثورتنا و تشبعنا بها، و كذلك يكون من الاجرام في حق شعبنا اذا خضنا هذا الصراع في ضل النظام التجمعي الذي فرض علينا هذه الإنتخابات في غير وقتها كعامل اساسي لتعفن الاجواء السياسية والتسريع في قلب الرأي العام علي الثورة، و هذا ما تأكده الاستطلاعات الاخيرة حيث يضع الكثير الاولوية لاستتاب الامن قبل تحقيق اهداف الثورة، و هذا بلا شك بداية النهاية اذا لم نستدرك الوضع و لم نعد النظر في السياق السياسي الحالي الذي جرتنا اليه الحكومت الحالية من غير ان ننتبه الي نواياها المبيتة. ان فرض هذه الإنتخابات كمرحلة طبيعية و اساسية للمسار الثوري للبلاد هي مغالطة كبيرة لا يمكن ان نقبلها بهذه السهولة حيث ان هدف الثورة هو ليس الخيار بين اتجاه سياسي او اديولوجي او عقائدي. ان هدف الثورة هو غير ذلك تماما: انما هو تكريس على ارض الواقع و في صلب الدولة و مؤسّساتها مبادئ الحرية والحق في الحياة الكريمة التي قامت من اجلها الثورة و راقت من اجلها الدماء، واستشهد الكثير من شعبنا. فليس للانتخابات اي دور و اي مبرر في المسار السياسي الذي نمر به اليوم و الذي يقتضي اصلاحات جذرية تجسد على ارض الواقع اهداف الثورة و التي من دونها لا يمكن ان نحميها و لا يمكن ان نحمي انفسنا و نحمي شعبنا من الدكتاتورية التي تعمل الآن علي استرجاع قواها. فلنترك أُلعوبة الانتخابات و لنكرس جهودنا لحماية ثورتنا بانجاز الاصلاحات الجذرية التي تاخرنا في انجازها والتي اصبحت من الظروريات القصوى و الحيوية للبلاد. ولعل اول اصلاح جذري و اساسي لحماية ثورتنا و في نفس الوقت لانقاض بلدنا من الاخطار المحدقة به هو اصلاح الجهاز الامني الذي اصبح طوال اكثر من نصف قرن اداة قمع و ارهاب في ايدي الحاكم المستبد، وكاد ان يكون دولة فوق الدولة فكيف لنا ان نتكلم علي اهداف الثورة والحفاظ عليها من دون ان نتكلم علي اداة الظلم والاستبداد و دوس كرامة الانسان و ارهابه و تعنيفه و تعذيبه و قتله. فان هذا الوضع الذي عهدنا به في زمن بن علي ما زالت تمارسه الحكومة الحالية كما لو ان شيئ لم يحدث في البلاد، فكيف يمكن ان نتغافل عن الجريمة بسكوتنا و لم نتجند لانهاء هذه الممارسات بصفة جدية و جذرية، وكيف يمكن ان نحافظ علي مصداقيتنا عندما ندافع عن اهداف الثورة و لا ندافع عن شعبنا عندما يعًذًب و يُقتل؟ و هذا ما يبين لنا اولوية و ضرورة الاصلاحات و اول اصلاح يحتاج له الشعب و يأمّنه من مخاطر الدكتاتورية هو اصلاح الجهاز الامني لكي ينسجم مع مبادئ الثورة و يصبح مأسّسة في خدمة الشعب بعد ما كان في خدمة الحاكم واستبداده. :و يمكن ان يكون هذا الاصلاح علي مستويين علي مستوي الطلبات الاستعجالية؛ و علي مستوي اعادة هيكلة الجهاز الامني: اماعلي مستوي الطلبات الاستعجالية، فاول خطوة تقوم بها الهيئة العليا لحماية الثورة هي تكوين سلطة جديدة ممثِّلة للثورة مكوّنة من مُفوًّضِين مُكلًّفين بتسير الجهاز الامني علي جميع مستوياته ؛ و تُكلَّفُ هذه السلطة بمهمتين:
)- اصدار جملة من القرارات العاجلة لوضع حد فوري للانتهاكات والممارسات القمعيّة التي ما زالت تقوم بها قوات1
الامن من ارهاب و عنف و تعذيب ضد المواطنين الابرار و من بينهم الثوار الذين ضحوا من اجل كرامة كل تونسي و هم يطاردون و يعاملون كمجرمين في حين ان المجرمين الحقيقين يتمتعون بكثير من التسامح؛ ثم وضع حد فوري للظروف المزرية للاوضاع اللا انسانية للسجون و المساجين وهي عار لا يمكن استمراره . 2)- اتخاذ التدابير السريعة والجدّية لضمان الامن للمواطنين بعد اخفاق الحكومة في هذا الميدان و من بين هذه التدابير تشريك المواطنين في الحفاظ علي الامن و اعادة ثقة المواطنين بعضهم ببعض و ارجاع الاخوة والّلحمة التي تحلّي بها الشعب عند الثورة؛ واما علي مستوي اعادة هيكلة الجهاز الامني: يمكن هنا تكليف لجنة متكونة من اخصائين في الادارة و من القضاة و من المجتمع المدني و كذلك من امنيين قد اقصو لنزاهتهم و رفضهم للقمع. و اخيرا لكي ننهي معضلة جهاز الامن و الاسراع لطي صفحة الماضي يقع تكوين لجنة انصاف و مصالحة للتقصي في التجاوزات التي اقترفت من طرف اجهزة الامن منذ نشأتها الي يومنا هذا، و ذلك للتعريف بصفحة مظلمة من تاريخ شعبنا التي باتت في الخفاء رغم اهميتها القصوي في حياتنا اليومية و تاريخنا السياسي. ان هذا الكشف لا يهدف للثأر و لكن لمعالجة هذه الظاهرة و تسهيل الانتقال الى مجتمع تسوده الطمأنينة على الارواح والاجساد، الذي من اجله قامت الثورة واستشهد الكثير منا. اما الاصلاح الثاني الذي يجب الانكباب عليه كاولوية لتحقيق اهداف الثورة هو الاصلاح الاقتصادي و يكون هذا كذلك علي مرحلتين:استعجالية و هيكلية. فالاستعجالية تحدد الاولويات لانقاذ الاقتصاد بمشاركة جميع الاطراف في كل قطاع لايجاد الحلول العملية؛ تحديد الاعانات الاستعجالية للافراد والقطاعات؛ اعادة النظر في التأطير النقابي ليصبح ممثلا حقيقيا للقطاع العُمّالي لكي يقوم بدوره لتجنب الفوضي المطالبية و الوصول السريع لارضاء الجميع و انقاذ اقتصادنا من الهلاك. اما في ما يخص الاصلاح الهيكلي، يجب تكوين لجنة تنكب علي ابراز الخيارات الكبرى مثل اعادة هيكلة السياحة و اعادة تنشيط الفلاحة ووضع خطة كاملة للنمو بالمناطق النائية. و في الختام يجب التأكيد علي ان المشروع الانتخابي لا يمت بصلة لاهداف الثورة بل هو مخطط وضعه النظام لربح الوقت لكي يسترجع قواه و يجد المجال للعمل علي تعفن الوضع السياسي والاقتصادي و تهميش اهداف الثورة.
إنه علي الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي ان تمارس مسؤوليتها التاريخية في اصلاح الجهاز الامني و جعله تحت رقابتها المباشرة لكي يصبح اداة تعمل لامن المواطن و ليس لتعنيفه و ترعيبه. هذا هو الاصلاح الاساسي والمصيري لتحقيق أهداف الثورة، الذي لا يوجد مبرر لتاجيله الى ما بعد الانتخابات، و الذي من دونه لا تحقق اهداف الثورة و لا يحقق اصلاح سياسي و لا تكون انتخابات نزيهة علي الاطلاق.
إنه لفي هذا الاصلاح اختبار للنوايا الحقيقية لرجالات السلطة في الحكومة : اما ان يسارعوا لهذا الاصلاح و اما ان يرفضوه، و عندها تكشف نواياهم المبيتة امام المجتمع والشعب و نكون عندها نجحنا في احباط برنامجهم في ربح الوقت و نتمكن انذاك للتصدي لمؤامرتهم ضد الثورة المحبوكة باسم الانتخابات، و نجند الشعب للدفاع عن الثورة و استرجاع سيادته كاملة قبل فوات الاوان.
د. المنذر صفر، منفي سياسي في باريس 2011 افريل mondher.sfar@club-internet.fr
تونس لكل أبنائها أو لا تكون. وإذا كان للثورة عليها فضل فهو أساسا في تحقيق الفصل مع الاستبداد والاستئثار بكل أشكاله ومنه إقصاء الآخر المختلف في الرأي أو الموقف. الاستبداد في تونس كما في كل دول العالم ومن خلال التجربة الإنسانية عبر كل العصور لا يمكن اختزاله في شخص أو مجموعة من حوله بل هو منظومة متكاملة تتمعش من الوضع القائم لأنها تجد فيه مصالحها. منظومة الاستبداد تنتج ضحايا، الجانب السياسي هو أحد إفرازاتها وهو الأخطر والأكثر مرارة لأن الحطام فيه قد يطال النفوس.
لذلك فالقطع مع منظومة الاستبداد يوجب حتما حصول المحاسبة باعتبارها طلبا للعدالة وليس للثأر.
لقد جربنا سياسة «عفا الله عما سلف» عند حصول تغيير السابع من نوفمبر 1987، لكن ما الذي حصل بعد انقضاء الربيع الذي عشناه عاما ونيف؟ عدنا إلى المربع الأول وبصورة قد تكون أكثر بشاعة!! لماذا؟ لأننا لم نتحاسب!!
الحساب لا يعني الانتقام بل هو وقوف كل واحد منا عند أخطائه. هو أن يعترف المسيء بأنه أساء ويقف على بشاعة إساءته. وهو كذلك أن يستمع الضحية على الأقل إلى كلمة اعتذار لن تمحي بكل تأكيد الدمار والخراب الحاصلين في ذاته ومن حوله ولكنها تعيد له على الأقل اعتباره وثقته في نفسه وبأنه لم يكن “لا شيء” مثلما أراد أن يوهمه جلاّدوه.
والحساب عندما يكون طريقا للعدل لا يمكن شقه بأداة الظلم. فالتعميم ظلم والإدانة دون تتبع قضائي ومحاكمة عادلة ظلم. لا يحق لأي تونسي أن يحرم تونسيا آخر من حق من حقوقه أيا كان موقع الطرفين قبل 14 جانفي 2011 وبعده دون سند قانوني عادل.
هذا السند ليس النص القانوني الذي يصنعه الطرف «الأقوى» لأنه قادر على ذلك، وكم عانينا من ذلك من قبل، لكنه القانون الناتج عن الوفاق بحيث يضع كل طرف نفسه مكان الطرف الآخر قبل أن يقرر ويحكم. فلا ظلم بعد الثورة … والمطلوب اليوم ليس وضع القواعد الاقصائية حتى وإن تم إنزالها في مرتبة القانون أو المرسوم أو أي تسمية نشاء.
المطلوب بعث هيكل للمحاسبة له وحده أن يحدد المسؤوليات والتجاوزات ويقرر استتباعاتها. علما بأن مساهمة بعض المطلوب إزاحتهم من المشهد السياسي في الثورة قد تكون أكبر من مساهمة بعض الذين تصدروا للحكم عليهم.
تونس لكل التونسيين والثورة لهم جميعا إذ لا معنى لها إن لم تكن تأسيسا لثقافة جديدة ولقاعدة جديدة للتعامل بينهم تنبني على التواصل والوحدة. فالتمسك بالمبادئ وتجنب القرارات غير المحسوبة بدقة ضمانة لحماية الثورة وإنقاذ تونس وإنجاح مسار التحول الديمقراطي.
زياد الهاني
افتتاحية جريدة “الصحافة” الصادرة يوم الثلاثاء 12 أفريل 2011
د.خالد شوكات*
من جهة نؤكد على أن أبرز ما ستحققه الثورة أنها ستعيد السيادة للشعب، بعد أن كانت طيلة العقود الماضية بيد الحاكم الفرد، لكننا من جهة ثانية نرى أن “هيئة تحقيق أهداف الثورة” تؤكد من خلال مقترح قانون انتخاب المجلس التأسيسي، الذي صودق عليه يوم الاثنين 12 افريل، أن الشعب “قاصر” و أنه لن يكون بمقدوره أن يحكم بنفسه على من أجرم في حقه ممن لم يجرم.
بالأمس كنا ننتقد النظام السابق لأنه كان يستغل سلطة القانون و يسخرها لتحقيق أهدافه وتصفية خصومه، و عندما تتاح لنا اليوم فرصة لنري الشعب التونسي كيف سنتصرف نحن عندما تتاح لنا فرص تشريع القوانين، نبادر إلى ممارسة “الانتقام” نفسه، و”التشفي” ذاته، ونسبغ على أمزجتنا الشخصية و مؤامراتنا الحزبية مسوحا موضوعية، لنستغل بعد ذلك شعار “الحق” لنحقق به “باطلا”.
و إن عقلية “الإقصاء” و منطق “الثأر” لا أراه يصادر فحسب، حق الشعب التونسي في أن يمارس “الاختيار الحر” بنفسه مباشرة كما يفترض مبدأ “السيادة الشعبية” الذي هو أول مبادئ الديمقراطية، بل يتعدى أيضا على حق السلطة القضائية المستقلة في ممارسة وظيفتها وتحديد “المجرم” من “البريء” و “المذنب” من المشتبه فيه.
و إنني لا أعتقد أن برلمانا تونسيا منتخبا انتخابا حرا و نزيها و شفافا وبإشراف دولي، كان سيقدم على اتيان الفعل ذاته و استغلال ظروف البلاد الاستثنائية والانتقالية لتمرير قانون ينضح بروح الأقلية الشعبية، المتكبرة في حقيقة تفكيرها و ممارساتها على عموم الشعب الكريم و المعروفة بتعاليها واحتقارها وتشكيكها في قدرات الشعب، و المعتقدة في قرارة نفسها أن لها حق ممارسة الوصاية السياسية على الشعب بحجة الغيرة على مصالح هذا الشعب، والغالبية يعرفون أن هذا الشعب يعرف أن هذه “الأقلية” التي هي مزيج من “اليساريين المتطرفين” و “الفرنكفونيين الأصوليين” لديهم أجندة خاصة ضيقة إقصائية لا علاقة لها بالشعب.
و عندما تأملت في سيرة الدول التي حققت نجاحا باهرا في الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، مثل الهند و اسبانيا و البرتغال وجنوب افريقيا و التشيلي والبرازيل و غيرها، وجدت أن قادة مرحلتها الجديدة حاولوا ما أمكن بحكمتهم و روح التسامح التي تغمرهم و بعد النظر الذي يميز عقولهم، أن يبعدوا شعوبهم و دولهم عن السقوط في حالات التصفية الشعبوية و المزايدة الثورية و ممارسات الثأر والإقصاء والانتقام والتشفي. و كذا كان حال بناة الأمم العظيمة في التاريخ، مثل سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال لمن حاربه ربع قرن من الزمان “إذهبوا فأنتم الطلقاء”، وما عساه قال لمن لم يحاربه يا ترى، ولم ير في سيرته العطرة أنه أصدر أمرا بإقصاء هؤلاء الأعداء من شغل الوظائف العامة أو المشاركة في شؤون الرعية بعد أن أصبحوا مواطنين متساوين في الأمة الجديدة، و ما مثال معاوية بن أبي سفيان بقليل.
و حتى لا يزايدن أحد علينا، فإن لا عاقل ينكر حق الشعب التونسي في محاسبة من أوغل في دمه أو ماله أو الاثنين معا، غير أن ممارسة هذا الحق يجب أن تحدث من خلال القضاء العادل المستقل والنزيه، و أن يمكن المتهمون من كل ضمانات المحاكمة النزيهة، حتى يدرك الناس الفرق بين النظام الديمقراطي والنظام الديكتاتوري، وحتى يفرقوا تماما بين “دولة القانون والمؤسسات”، تطبيقا وشعارا، و فعلا وقولا.
إن أخطر ما في قانون انتخابات المجلس التأسيسي المصادق عليه من قبل هيئة السيد ابن عاشور، أنه يكرس للمرة الثانية تقسيم المجتمع التونسي إلى “مواطنين” و”منبوذين”، و لأن كثيرا من بيننا كانوا من “المنبوذين” لعقود طويلة، فإنني أربأ بهم اليوم أن يكونوا مساهمين في مشروع جديد لتقسيم التونسيين، و زرع بذرة الحقد والشقاق في نفوس كثير من بينهم..
علينا أن لا نفكر فقط في “كوادر التجمع وقياداته”، الذين لا استطيع أن أقتنع – للأسف- بأن جميعهم مجرمون، إنما يجب أن نشمل بالنظر أيضا أبناءهم وأحفادهم و أزواجهم، الذين سيطالهم بالضرورة قانون “النبذ” المشؤوم..ما تعلمته و أتعلمه من الديمقراطية هي أنها مصدر للعفو والرحمة و طي الصفحة والنظر للمستقبل المشرق وإتاحة الفرصة حتى أمام عتاة المجرمين ليكونوا مواطنين صالحين..
وما فعلته هيئة تحقيق أهداف الثورة، ليس في رأيي إلا جريمة كبرى في حق الثورة، لأنها حولتها من حالة بناء وتأسيس إلى أداة صراع وانتقام..وما يحز في النفس فعلا أننا نصر على أن نجعل من تاريخنا حلقات من التصفية والثأر و الاجتثاث متواصلة، إذ كلما جاءت فئة تنصب نفسها “ملائكة” وتشيطن ما قبلها، وكلما جاءت أمة لعنت أختها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
* كاتب و سياسي تونسي
صوّت أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة و الإصلاح السيّاسي و الإنتقال الدّيمقراطي على مشروع المرسوم المتعلقّ بإنتخاب المجلس الوطني التأسيسي ، و قد رافق هذه المصادقة الهتاف و ترديد النشيد الوطني ، و كأنّي بهذه الهيئة حقّقت إنجازا عظيما و تاريخيّا ، و لعلّ هذا الإنجاز و هذا التّعبير عن النّصر المبين لا يتعلقّ بالمصادقة على المشروع برمّته بل هو يتعلقّ فقط بما تضمّنه الفصل الخامس عشر منه من شرط عدم ترشّح كلّ من تحمّل المسؤوليّة صلب الحكومة أو هياكل التجمّع الدّستوري الدّيمقراطي خلال 23 سنة و كلّ من تورّط في مناشدة بن علي للترشّح لإنتخابات 2014 ، و هذا يعني فيما يعنيه إذا إعتمدنا على تأويل مفتوح لهذا الفصل حرمان عشرات الألاف من أبناء هذا الشعب من الترشّح و إقصائهم بقطع النظر عن مدى نزاهتهم و لهذا تكون الهيئة المنصّبة قد وضعت أمام رئيس الحكومة المؤقّت و أعضاء حكومته مشروعا يقصيه هو نفسه من هذ الإستحقاق الإنتخابي،ويقصي كذلك رئيس الجمهوريّة المؤقّت الذّي سيتوّلى إمضاءه بعد مصادقة الحكومة ،وهذا يعتبر إعترافا ضمنيّا من قبل هذه الهيئة الغير شرعيّة بعدم شرعيّة كلّ من رئيس الحكومة المؤقّت و رئيس الجمهوريّة المؤقّت و إنّ هذه الحالة تعكس ما تعيشه بلادنا من تخبّط وفوضى وضبابيّة في الرّؤية و” الرّعوانية ” وسيادة اللاّ منطق و هيمنة الإستبداد و الإنفعاليّة و التشفّي والقطع مع كلّ مشروعيّة قيميّة و أخلاقيّة . هذه الهيئة التّي نصّبت نفسها لحماية الثورة هل هي فعلا بصدد حمايتها أم هي بصدد هزّ أركان المجتمع التونسي و التخطيط للفتنة و الفرقة في ظرف لم تعد فيه البلاد تحتمل أية هزّة مهما كان مأتاها أو مهما كانت طبيعتها . ألم تقم الثورة من أجل تصحيح مسار سياسيّ و إجتماعي ؟ ألم تقم من أجل العدالة و الكرامة و العزّة لكلّ التونسيين مهما إختلفت مشاربهم و أينما وجدوا ؟ ألم تقم من أجل خلق مناخ تتساوى فيه الحظوظ و الفرص ؟ ألا يعتبر تصويتكم الذّي تتباهون به إنتكاسة للدّيمقراطيّة يامن نصّبتم أنفسكم لتنقلونا إلى الدّيمقراطيّة ؟ ألم تستبدّوا عبر مبايعتكم لأنفسكم بأنفسكم . ألا يعبّد تصويتكم الطريق لتشفّي الأطياف السياسيّة بعضها من بعض في مرحلة لاحقة ؟ لا بل أنتم شرّعتم لذلك و شرّعتم ” ليزروا وازرة وزر أخرى “.أليس هذا منطقكم من أقصانا بالأمس نقصيه اليوم ليصبح في خطوة أخرى من عذّبنا بالأمس نعذّبه اليوم عوض التّقاضى و الإحتكام إلى سلطة القانون ، و لن يؤدّي هذا إلاّ إلى الإقصاء و الإقصاء المضادّ . لقد أكّدتم أنّكم لا تمثّلون الشعب فعلا و لا الثورة بل تمثّلون أطيافا سياسيّة لها حساباتها إمتلأت حقدا و كراهيّة ، أكدّتم كذلك أنّكم في معزل عن واقع البلاد . فمتى كان لرئيس شعبة أو عضو جامعة أو حتّى عضو لجنة مركزية دور في الإقصاء أو في إتخاذ قرار مهما كان مستواه ، أو تزوير إرادة الشعب كان أولى بكم إن كنتم مصّرين على الإقصاء ، أن تقصوا أصحاب القرار الفعليين ، أن تقصوا من كتم أنفاس الشعب و شارك في تردّي وضعه ، أليست المنظمّات طرفا فاعلا أكثر أحيانا من هياكل الحزب و إطاراته ؟ لقد كان هؤلاء يعيشون معاناة الشعب مثلهم مثل كلّ التونسيين،وهنا أحيلكم إلى ولاية القصرين لتتأكدّوا أنّ من قاد أوّل مظاهرة في قلب المدينة لم يكن سوى الكاتب العامّ المحليّ للشباب الدّستوري.حضرات أعضاء الهيئة الموقّرين لقد وضعتم لبنة هامّة في إتجّاه الإجتثاث و الفتنة وكان عليكم ليكتمل مخطّطكم أن تضيفوا إلى قائمة إقصاأتكم أبناء كلّ من تحمّل مسؤوليّة حتى يخلو الجوّ لأحزابكم فعلا. علي مطـيـر
د. طارق الكحلاوي
1. نشر موقع “المشهد التونسي” فيديو وصله من مصدر خاص صور بشكل خفي طريقة عمل احدى شركات سبر الآراء الناشطة في تونس في خريف سنة 2010.
(الفيديو مع رابط للخبر)
الفيديو يوضح أن سبر الآراء في الميدان غير حقيقي و ان العمال و المراقبين على السواء يقومون بتعمير الاستمارات كما يحلو لهم (بـ”اللوجيك” مثلما يقول بعضهم). شركة “ميديا سكان” هي احدى شركتين كانتا المتخصصتين الوحيدتين في تونس في عهد المخلوع بن علي في سبر الآراء. و قد كانت هذه الشركات تعمل أساسا في سبر اراء التوسيق و الاشهار الاعلامي، و لهذا كانتا محل انتقادات متواترة من قبل القنوات النلفزية و الاذاعية الرئيسية بناء على تأثر مداخيل الاعلانات في اي منها من نتائج سبر الاراء. و اذا كان المشكل في السابق يخص مجرد التنافس على بيزنيس اقتسام كعكة الاشهارات فإن الوضع الآن خطير و يتعدى مصالح بعض المستثمرين التلفزيين. حيث أن الشركتين التين ورثناهما من عهد بن علي و المختصتين في سبر الآراء انتقلتا الآن الى سبر الرأي العام في المسائل السياسية. و شركة “ميديا سكان” تحديدا، موضوع الفيديو، قامت باتسطلاعي رأي يتعلقنان كليا او جزئيا بالشأن السياسي في الشهرين الاخيرين. حيث ركز الاول حول “احلام التونسيين بعد الثورة” و انتهى ألى أولوية الاقتصاد/الأمن على السياسة، في حين ركز الثاني على موضوع “المجلس التأسيسي” و انتهى الى “جهل” نسبة هامة من التونسيين بمهام المجلس.
المعضلة هنا أنه اذا اعتبرنا ان التزييف المشار اليه اعلاه في الفيديو اداة منهجية في سبر الاراء الخاصة بالاشهارات فلا يوجد سبب في أن لا يكون ذلك القاعدة في عمليات سبر الآراء الحالية الخاصة بالشأن السياسي. إن مؤسسات سبر الآراء في أي ديمقراطية ناضجة تلعب دورا خطيرا و هي عموما في حالة دفاع عن النفس بسبب التشكيك المتواتر في نتائجها، و لهذا تتكاثر سبر الآراء حتى يتم فرض مستوة تنافس لا يسمح بالتزوير. و هي تصبح أكثر خطورة في ديمقراطية ناشئة بل خاصة اذا كانت في مرحلة التأسيس مثلما هو حالنا. و تصبح بلا شك بخطورة لا تضاهى عندما تعتمد بشكل شائع اساليب تستسهل التزوير. اذ عندها لا يتم سبر آراء الرأي العام بل صناعته و اختلاقه و توجيهه.
2. تعمل في تونس منذ التسعينات و بتصريح من نظام بن علي شركتين أساسيتين متخصصتين في سبر الآراء. شركة “سيغما كونساي” التي يرأسها حسان الزرقوني و شركة “ميديا سكان” التي تديرها هناء الشريف، و الشركة الاخيرة كانت موضوع الفيديو أعلاه. و قد كانت الشركتان محل نقد متواتر من قبل الثلاثة تلفزات الرئيسية في تونس و شركات الانتاج المرتبطة بها (خاصة شركة “كاكتوس” المرتبطة بالقناة الرسمية المسماة “تونس 7″ انذاك). و تعاملت وسائل الاعلام المعنية بسبر الآراء بشكل انتهازي مع الشركتين حيث أن اتهامات التلفزات مثلا كانت تتكاثر كلما تراجعت نسب مشاهدتها و تصل حتى الاتهام بالتزوير و تقل اذا تحسن ترتيبها في عمليات سبر الآراء.
ومن الصعب الآن أن نفهم اسباب تفاوت هذه العلاقة بين الطرفين و تحولها المطرد، لكن الفيديو أعلاه يعكس فعلا أن عمليات سبر الآراء تخضع للاهواء بما يعني صحة بعض الاتهامات الموجهة لهذه الشركات من قبل القنوات التلفزية. غير أن الاخيرة عندما حاولت الرد قامت باستخدام نفس الاساليب من خلال توظيف شركات تعمل بطريقة موجهة لرد الاعتبار لهذه القنواة.
وقد كشف معز السناوي عن بعض ذلك في ندوة في شهر سبتمبر سنة 2010 (نظمتها جريدة “الخبير” تحت عنوان:”مؤشرات المشاهدة وسبل التعامل بين المؤسسات السمعية والبصرية والصحافة المكتوبة ومؤسسات الاستشهار”.)، السناوي الذي كان آنذاك مديرا في قناة “نسمة تي في” و هو الآن المسؤول الاعلامي لحكومة الباجي قائد السبسي. و تذكر “الخبير” حول: “التجاء قناة “نسمة تي في” إلى مكتب دراسات لتقييم نسبة المشاهدة لديها ولدى القنوات التلفزية الأخرى والتي انتهت إلى نتائج مخالفة للنتائج التي قدمتها شركتي MEDIA SCAN و SIGMA CONSEIL أكد السيد معز السيناوي أن الضرورة اقتضت ذلك رغم الاقتناع بأن أساليب كل مؤسسات سبر الآراء في تونس غير دقيقة حتى تسترجع القناة مكانتها لدى المستشهرين.”
لكن من هي هاتين الشركتين التين منحهما بن علي حق العمل في مجال حساس؟
3. شركة “سيغما كونساي” المؤسسة من قبل حسان الزرقوني منذ سنة 1998 اصبحت منذ سنة 2003 شريكة لمؤسسة فرنسية رئيسية في موضوع استطلاعات الرأي و الاستشارات في التسويق و هي شركة “إيبسوس”، حسبما يشير موقع “سيغما كونساي”
http://www.e-sigmaconseil.com/en/html/presenta.htm
و شركة “ميديا سكان” التي تديرها هناء الشريف ليست شركة تونسية أصلا و هي فرع من شركة فرنسية اسمها “كريارجي” (Créargie)، يشرف على فروعها في المنطقة العربية من الدار البيضاء منذ بداية الثمانينات دومينيك شوارتز (Dominique Schwartz)، كما تشير صفحته المهنية:
http://www.linkedin.com/pub/dominique-schwartz/8/7a7/899
السؤال الأساسي هنا: هل يمكن الثقة في شركتان تستطلعان الرأي السياسي و ترتبطان في ذات الوقت بشكل كامل او جزئي ببلد (فرنسا) له مصالح رئيسية في تونس؟
في فرنسا الشركات الرئيسية لاستطلاع الرأي خاصة السياسي منه فرنسية (“ابسوس” أشهرها) و في الولايات المتحدة الأمريكية هي شركات امريكية (شركة “غالوب” اشهرها). إن استطلاع الرأي خاصة في المسائل السياسية قطاع حساس و يستوجب وضعه تحت سيطرة شركات تونسية بشكل كامل دون اي ارتباط باي طرف خارجي خاصة اذا كانت له مصالح سياسية و اقتصادية كبيرة. و عموما فإن هذه العلاقة بالخارج لا يبدو أنها مفيدة على الاقل حسب الفيديو أعلاه في تحسين خبرة و أداء سبر الآراء في تونس. و هذا لا يعني أنه لا يتم الاستفادة من خبرات شركات اجنبية خاصة في ميدان يحتاج فيه التونسيون الى كثير من التدريب لكن ذلك يجب أن يحصل من خلال دول و منظمات ليس لها مصالح كبرى في بلادنا. و طبعا من المصلحة العامة أن لا تكون هذه الشركات مرتبطة بأي طرف له علاقة مباشرة بالسياسة سواء في الحكومة أو خارجها.
4. عندما نشرت شركة “ميديا سكان” استطلاعا للرأي وسط شهر فيفري الماضي (تحديدا بين 11 و 17 فيفري) حول “أحلام التونسيين” بعد الثورة اتى ذلك في سياق جدل متصاعد سبق بأيام قليلة اعتصام “القصبة 2″ حول مدى استجابة حكومة الغنوشي الثانية للطموحات السياسية للثورة. و كان النقاش عموما حول أي جانب يجب أن تكون له الأولوية: الوضع الأمني-الاقتصادي أم المطالب السياسية. أحد أسئلة “ميديا سكان” كانت في هذا الاستطلاع كما يلي: ماهي امال و مخاوف التونسيين في الستة أشهر القادمة؟ في شهر فيفري بالمناسبة كان يتم الحديث من قبل الحكومة على ضرورة وقف الاحتجاجات و انتظار موعد الانتخابات الذي كان متوقعا آنذاك بعد ستة اشهر. نتائج استطلاع “ميديا سكان” كانت كالتالي على هذا السؤال: آمال ما يفوق 60 في المئة من المستطلعين مركزة على البعدين الأمني و الاقتصادي و أن فقط 10 في المئة متركزة على حرية التعبير:
هنا لا نتحدث عن مؤامرة سمجة. بل بكل بساطة عن معطيات واضحة أهمها اختلاق الآراء كما هو واضح في الفيديو أعلاه و ارتباط هذه الشركة بأطراف اجنبية لديها مصالح كبرى في البلاد و قبل كل ذلك أنها مثل غريمتها من بقايا النظام السابق. إن حياة سياسية تنافسية جدية و شفافة تحتاج وضعا جديدا في مجال سبر الآراء. و هو مجال ليس أقل أهمية من المجالين السمعي-البصري، حيث لاتزال المؤسسات التي تركها بن علي مسيطرة على المشهد الاعلامي خاصة أمام رفض الحكومة منح تراخيص جديدة. و في الوقت الذي أصبح فيه من الممكن أي يشاهد الرأي العام التونسي نفسه في مرآة سبر الآراء فإن البنية التحتية لهذا الميدان لازالت غير جاهزة بعد لتقدم الخدمة المطلوبة.
http://www.machhad.com/?p=1084 (المصدر:المشهد التونسي بتاريخ 12 أفريل 2011)
الثورة اليتيمة – فهل كانت ثورة الشعب التونسي يتيمة حقا كما يراد لها ويروج عنها؟ (2)
إن الإرهاصات المشار إليها وغيرها من الإرهاصات هي التي كانت وقود الثورة والإطاحة برأس النظام السياسي في تونس. وقد كانت الجهات المساهمة في إشعال فتيلها ثلاث:
1- النظام نفسه:
لم يكن النظام الذي أحلته المخابرات الأجنبية في تونس قبيل ما كانت تتجه إليه حركة الشعب التونسي في حركته المتصاعدة دفاعا عن نفسه في الحملة التي كان يشنها على الحركة الإسلامية تحديدا وعلى كل مكونات المجتمع المدني سنة 1987 لإسقاط نظام الهالك الحبيب بورقيبة، نظاما سياسيا جديدا. ولكنه كان النسخة الثانية من نفس النظام الذي اقتضت مصلحة استبدال طائفة ومجموعة من الذين استثروا وشبعوا من خلال السلطة بوافدين جدد من الجياع، ليكون لهم نفس الهدف وتكون لهم نفس الغايات . حينها وجد الشعب التونسي نفسه أمام مشهد مغشوش، اختلط عليه فيه الحق بالباطل والخطإ بالصواب والكذب بالصدق والأمانة بالخيانة…ولم يكن الشعب التونسي يعلم، ولعله لا يعلم إلى حد الآن أو على الأقل قطاعات منه لا تعلم، أن هذه النسخة الجديدة القديمة لم تأتي بجديد. ولم تكن تستمد قوتها من ذاتها، ولكنها استمدتها من جل مكونات بطون الطائفة العلمانية اللائكية الإنتهازية غير المتجانسة، التي لم يكن يجمع بينها شيء كجمع النزعة الإستئصالية لديها، وعداءها لهوية الشعب التونسي العربية الإسلامية التي لم تكن تبديها إلا من خلال الحركة الإسلامية التي مازالت على رأسها، ومنذ ذلك الحين، حركة النهضة الإسلامية.ولم يكن يجمع بينها إلا التهافت على المواقع التي يستغلون من خلالها الشعب ماديا وأدبيا ويفسدون في الأرض. فكان نظام تجمع المفسدين من يسار ماركسي وقومي عربي وبقايا الحزب الدستوري نظام إنتاج المفاسد والأزمات وإدارتها.
في ظل تنافس هذه المكونات للسلطة على المنافع والمواقع، كان الطرف الوحيد المبعد والخاسر هو الشعب الذي لا حق له في الحرية السياسية، ولا حق له في التغطية الإجتماعية الجيدة وفي جودة الخدمات المختلفة ولا حق له في الشغل، ولا رأي له في ماضي حاضر ومستقبل بلاده.
2- حركة المجتمع المدني بكل مكوناتها الحقيقية الجادة لا الإنتهازية المتطفلة المايعة:
إضافة إلى طبيعة النظام السياسي الفاسد ومكوناته الإنتهازية الفاسدة التي كانت سببا كبيرا ومباشرا وطرفا في تفجر الإنتفاضة التي انتهت إلى ثورة، فإن المجتمع المدني الآخذ في النشأة والتطور، والذي أضعفته الحركة العلمانية التي تهافتت لتكون حليفة لنظام بن علي ومكونا من مكوناته حتى أصبحت هي حجر الزاوية فيه، وحتى أصبح النظام نظامها بعد أن كانت قوة ضغط كبيرة على نظام الهالك الحبيب بورقيبة، مما كان سببا من أسباب سقوطه، كان كذلك طرفا في الضغط على نظام كبير المجرمين بن علي. هذا المجتمع المدني المكون من بعض أحزاب المعارضة، وبعض الجمعيات والنقابات والهيئات الإعلامية والشخصيات الوطنية، والتي كانت كلها تتمحور حول مطلب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والتي كان حجر الزاوية في أكثر نشاطاته ملف حركة النهضة الإسلامية التي تحول الموقف منها من الكثير من الجهات من موقف المشارك في استئصالها، إلى موقف الملتحق بها في ساحة المعارضة التي خلت تقريبا من الكل سواها.
ففي الوقت الذي كانت فيه حركة المجتمع المدني تصارع النظام من أجل مطالب ثورة الشباب التونسي التي هي في النهاية ثورة الشعب التونسي كله في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة والعدالة الإجتماعية، كان الشباب التونسي، الذي كان وقود الثورة، معرضا عنها ولم يأبه ولم يلتحق بها.
وفي الوقت الذي كانت حركة المجتمع المدني الحرة تشتغل على المساحة الإجتماعية الفايس بوك بهذا الإتجاه، والتي التقت فيها حركة الشباب التونسي معها، كانت هذه الحركة تتحرك في نفس الوقت ميدانيا وتخوض صدامات متواصلة مع النظام بالرغم من اختلال موازين القوة لغير صالها.
فليس صحيحا أن المكونات السياسية المعارضة الجادة لم تكن طرفا في إنجاز الثورة وإسقاط النظام، إلا أن الشارع التونسي هو الذي لم يلتحق بها خوفا من البطش والقمع، وهي التي يحال دونها ودون الإلتحام والإلتحاق به.
فالحقيقة أن تكاملا حقيقيا كان قد حصل بين حركة الشباب التونسي من العاطلين عن الشغل ومن طلبة التعليم الثانوي والإعدادي والعالي وحتى العامل منه، وبين حركة المجتمع المدني والمعارضة السياسية الحقيقية المكونة كذلك من كل هذه الفئات الإجتماعية نفسها.
فقد بدا واضحا أنه في الوقت الذي كانت فيه حركة الشباب تخوض اللهب ليلا في مواجهة قوات البوليس المدافعة عن النظام والحامية له، والتي نجحت في إلحاق الهزيمة به وحرق مقراته واستهداف كل ما له علاقة بالحزب الحاكم من مقرات ومؤسسات، كانت مكونات المجتمع المدني تفرض حق التظاهر السلمي نهارا رافعة نفس الشعارات التي كانت ترفعها من قبل، والتي جاء شباب الثورة رافعا لها.والذي لا شك فيه أنه ما كان لهذه الثورة أن تكون ولا أن تحقق الكثير من أهدافها إلى حد الآن لولا تظافر كل هذه الجهود لمختلف مكونات الشعب التونسي غير المنخرطة في خانة التواطؤ والإنتهازية والمناهضة لطموحات الشعب التونسي في الحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة.
فما كان لحركة الشباب التونسي الثائر أن تحقق أهدافها في الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بن علي لولا المظاهرات العارمة التي عمت كل المدن والقرى التونسية، والتي التحمت فيها كل فئات المجتمع التونسي لتقول كلها بصوت واحد للمجرم بن علي وعصابات اللصوص من عائلته وأصهاره خاصة، إرحلوا فقد أصبح غير مرغوب فيكم ببلادنا وفي سدة الحكم، ولحزبه لم نعد نطيق وجودك في الساحة السياسية..
3- عموم الشعب التونسي وخاصة فئة الشباب منه:
فإذا كان النظام طرفا مهما في إشعال فتيل الثورة بسبب فساده وحالة الإنسداد التي أوجدها على كل صعيد بالبلاد، فإن عموم الشعب التونسي هو الذي كان من وراء تفجر الأوضاع بكامل البلاد شرقا وغربا للإعتبارات التالية :
أ- لكون مكونات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة، لا أحزاب الموالاة والمعاضدة، على ما كانت عليه من الضعف هي مكون أساسي من مكونات الشعب من مختلف الفئات التي كان النظام حائلا دونها ودون تأطير الشعب سياسيا وحقوقيا ومهنيا واجتماعيا، وهي المكون الأكثر حيوية ونشاطا وتحديا للنظام.
بـ – لكون الشعب التونسي ككل شعوب العالم الثالث، هو شعب فتي تصل نسبة الشباب فيه إلى حوالي °/°75 وبذلك فإن الطبيعي هو أن تكون فئة الشباب هي القوة الأكبر في أي إنجاز ثوري أو غيره. وكان يجب أن يكون واضحا أن هذا الشباب الذي لم يكن مؤطرا سياسيا، ولم يكن منخرطا في الأحزاب وفي التجمعات المختلفة التي كان له من الخيفة والتوجس ما يجعله بعيدا عنها وغير منخرط بها، كان له من الوعي السياسي من خلال التقنيات الحديثة ما يجعله يعلم من أين تؤكل الكتف تقريبا ويعلم الجهة التي تضره وتلحق به من الخسائر ما لا طاقة له باحتماله، والجهة التي يمكن أن تتحقق من خلالها مصالحه وأهدافه وغاياته وحريته وكرامته وحقوقه..
ج- لكون باقي مكونات الشعب التي يمثلها الآباء والأمهات هي من بين المنخرطين في الصراع الثوري، ومساهمة فيه كل من موقعه، بين مؤيد لإبنائهم في مشاركتهم في إشعال الثورة ودافع بهم إلى كل أماكن التوتر والمشاركة في المظاهرات وكل الأنشطة ذات الصبغة الثورية، وبين من كان فاقدا للسيطرة على الأوضاع من حوله ولا يسمع له أمر ولا نهي، سواء في هذا الإتجاه أو غيره، ولو كانت العلاقة على خلاف ذلك ما سمح لأبنائه من فئة الشباب بتعريض أنفسهم لما تعرضوا له من مخاطر، ولم يكن الشباب التونسي يفعل ذلك عقوقا، ولكن إدراكا منه لما لا يدركه أوليائه، وهو الذي أصبح له الأهلية القانونية على نفسه. وهو الذي أصبحت له المسؤولية على حاضره ومستقبله. وأصبح يعلم أنه لا حق له إلا ما يستخلصه من يد عصابات النهب واللصوصية والفساد المالي والإداري والسياسي والإجتماعي والثقافي وغيره بنفسه. وبذلك يمكن القول أن الشعب التونسي كان مشاركا كل من موقعه في تفجير الثورة. وأنه من الطبيعي جدا أن يكون الشباب عمادها وعمودها الفقري.. (يتبع)
علــــي شرطــــاني
أحمد قعلول
لست هنا في مقام كيل المديح للقناة الوطنية التي بحسب التساؤل أصبحت تغطي بشكل لا أقول حيادي وحرفي للأحداث الوطنية، ولكن وبالمقارنة من حيث السوء فإنه يمكن القول أن القناة الوطنية أقل سوء من تغطية الحصة المغاربية لقناة الجزيرة.
فالمتابع لهذه التغطية من أهم قناة عربية على الإطلاق ومن إحدى أهم القنوات الإخبارية العالمية يلاحظ أن نوعا من عمى الألوان أصاب عدسات القناة التي ساهمت أيما مساهمة في الثورة العظيمة التي أنجزها الشعب التونسي. وهو الأمر الذي استحقت به القناة أن تكون من أول القنواة الإعلامية جنيا لثمار الحرية في تونس وقد طمع التونسيون أن يكون للقناة موطأ قدم يطبع صورة تونس الثورة والحرية. وليس معلوما إلى حد الآن خلفيات انسحاب مكتب الجزيرة من تونس وعودته إلى الدوحة رغم عدم تسجيل حوادث تذكرنا بما وقع في المغرب الأقصى ما اضطر القناة إلى الخروج من الرباط.
على أنه وفي الحالة التونسية يبدو أن المشتكي ليس هو الجهات الرسمية بل جهات المعارضة التي أصبح طرفا منها شبه رسمي يحضى بنصيب الأسد في التغطية. بحيث تكاد تخبر القناة عن عطيسه اليومي وسعاله ونشاطه الحزبي واللاحزبي بينما يمكن أن تقوم أطراف أخرى باجتماعات شعبية يفوق الحضور فيها العشرة آلاف ونرى رغم ذلك أن القناة تحتكر تغطية حدث سياسي آخر فيه بعض المئات. وليس للحدث الثاني أهمية تفوق الأول لا من حيث المضمون ولا المادة الخبرية. بل ويصل الأمر لحدود أبعد من ذلك إذ تنقل النشرة المغاربية عن أحد أهم الأطراف السياسية، إن لم يكن أهم حزب سياسي موجود في الساحة التونسية، أخبارا معلوم عدم صدقها مع تكرر ذكر الخبر في نشرتها مع حوارات على الهواء في الموضوع دون أن يكلف فريق النشرة نفسه استدعاء متحدثين باسم ذلك الطرف إلا بعد الاحتجاج ببيان رسمي من الحزب.
السؤال هنا هو هل تتحول النشرة المغاربية إلى ناطق شبه رسمي لطرف حزبي معين في تونس دون غيره مثلما هو الحال مع قناة نسمة التي أصبحت بوقا لمعركة سياسية وعقائدية؟
لقد عودت الجزيرة المشاهد العربي والعالمي بأن تكون مساحة حرة للرأي والرأي الآخر من حيث التغطية الإخبارية. وأن تكون من حيث القيم الصحفية صوتا للشارع العربي بتنوعاته ومساحاته المختلفة وهو النهج الذي ارتقى بأول مؤسسة اعلامية عربية إلى مستوى العالمية وارتقى بالدوحة وقطر إلى مصاف الدول ذات الثقل الديبلوماسي الاقليمي. ولكن السؤال لماذا تخلفت التغطية المغاربية منذ نزولها تونس الثورة عن هذا الركب؟ ولماذا يبح صوت العرب من دوحة الجزيرة عن حناجر الشعب التونسي؟
لا أدري صراحة كيف أبدأ الحديث و لا حتى ما الذي ينبغي أن أقوله..أحيانا تخوننا الكلمات و تضيع العبارات خاصة إذا كان الطرف الذي سنوجّه إليه الكلام “جبلا أشمّا” إسمه سهام بن سدرين.
أنا شخصيا لا أعرف سهام بن سدرين إلا من خلال كتاباتها و الأخبار المتناثرة عنها في المواقع التونسية المهتمة بحقوق الإنسان..للأسف كانت هذه السيدة الفاضلة محاطة بسياج حديدي يمنعها من التواصل مع الناس و يمنع الناس من التواصل معها..كانت الأخبار التي تأتينا حول سهام بن سدرين لا تغيب معها أخبار الإعتدءات و الإنتهاكات و التضييقات الصارخة التي تعرّضت لها هذه السيّدة الفاضلة طيلة أكثر من عقدين.كنت كلما سمعت عن تكريم تونس” العهد الجديد” للمرأة التونسية إلا و قفزت إلى ذهني صورة إمرأتين أثّرتا فيّ بشكل كبير و هما سهام بن سدرين و أم زياد و كانتا بمثابة أستاذتين لي. كان بن علي يكرم المرأة و لكن بشرط أن تكون بنفس مواصفات زوجته و ربما لهذا السبب لم يتم تكريم هاتين السيدتين الفاضلتين بل تعرضتا لصنوف التنكيل و الإضطهاد فشتان بين ليلى و أخواتها و سهام و نزيهة..شتان بين الثرى و الثريا.
إذا أردت أن أشكر السيدة سهام بن سدرين من خلال هذه الكلمات فأنا أخطأ من جهتين لا من جهة واحدة..فأولا مهما حبّرت و أفصحت فلن أوفي هذه السيدة ما تستحقّ من إطراء و من شكر نظير ما قدّمت لتونس و ثانيا لأني أعتقد أن السيدة سهام بن سدرين إنما قامت بما قامت به و هي تؤمن بأنها إنما تؤدي واجبها تجاه وطنها و لا تنتظر منا لا جزاءا و لا شكورا.
أنا لا أريد أن أشكر سهام و لكني أريد في المقابل أن أنقل لها المقدار الكبير من الإعجاب بشخصها كمناضلة حقوقية و هو إعجاب يشاطرني فيه العديد من أبناء هذا الوطن من بنزرت إلى تطاوين. أود أن أنقل إليها مقدار فخري بها كشخصية تونسية مناضلة دافعت بلا هوادة عن حقوق الإنسان و عن مقّومات الحرية و العيش بكرامة..أنا فخور بانتسابي لهذه الأرض التي أعطتنا و لا تزال أسماء ستبقى كالنجوم نهتدي بها في حالك الليل المظلم…لكن إذا كان الآخرون نجوما فأنا أعتبرك سيدتي الفاضلة “شمسا ” سطعت على ربوع هذا البلد يوم تلبّدت سماءه بسحب الإستبداد…كان إسمك يبعث الراحة في نفوس المظلومين و يبعث الرعب في نفوس الجلاّدين فغدوت أمل المظلوم و كابوس الظالم و كفى بهذا فخرا لك..لن أتحدّث عمّا تعرّضت له من مضايقات أو إعتداءات…الطريق الذي سرت فيه سيدتي لم يكن معبّدا بالورود و الأزهار و أنت كنت أدرى الناس بهذا إلا أن شرفك و حسّك الإنساني أبى عليك إلا أن تسيري فيه بعزم و إصرار إلى النهاية ….قديما قيل إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام..أكيد أنك تعبت..أكيد أنك حزنت و بكيت…أكيد أنك تألمت..لكن هل بغير الألم نجني النصر؟ أنا لن أهنّئك بهروب زين العابدين بن علي و لا بالنصر الذي حققته الثورة لسبب واحد…لأني أراك ببساطة تقولين بينك و بين نفسك ما أبعدنا عن النصر..الحرية و العدل و الكرامة لم تتحقق بمجرد رحيل الديكتاتور المخلوع فالمعركة مستمرّة..و ليس على الإنسان إلا أن يكدح لأن طريق الحرية شاق ووعر و قليل سالكه.
ربما قد يبدو هذا غريبا و لكنني ما كتبت مقالا إلا و تمنيت في قرارة نفسي أن يقع بين يديك و تقرئيه..أنا أعتبر نفسي تلميذا في مدرستك التي أسهمت و لا تزال في بناء تونس أخرى..أنت من علمتني أن بلدي ليست أكواما من الحجارة و الطين و الأشجار ولكنها حلم يسكننا و أمل بغد أفضل ينتظرنا…أنت من علّمتني أن النضال هو خير ردّ و جواب على الديكتاتور و خير رسالة مفعمة بالأمل لأبناء الوطن و كنت هنا القدوة و القائدة …..أنت من علّمتني أنه ليس ضروريا أن يكون معنا سلاح لنهزم الديكتاتورية..تكفي الكلمة الصادقة لينهار بيت الإستبداد وهو أوهن من بيت العنكبوت…كلماتك كانت “سهاما” حادة في جسد الديكتاتورية…جديرة أنت بهذا الإسم الذي تحملين.
في هذه الصائفة قرأت كتابا مميّزا( إيران تستيقظ:مذكرات الثورة و الأمل) عبارة عن مذّكرات لإمرأة مميزة أخرى وهي المحامية الإيرانية شيرين عبادي المتحصلة على جائزة نوبل للسلام .. كان الكتاب محمّلا بذكريات ذو شجون من نضال هذه المرأة العظيمة ضدّ الإستبداد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية..لا أدري لماذا قرأت في كل سطر و في كل حرف إسم سهام بن سدرين..بدت لي المرأتان متشابهتان في عديد النواحي..و ربما تبقى أكبر ناحية هي الإصرار الكبير على دحر مرض كل العصور “الإستبداد”..إذا كان لإيران “شيرينها” فإن لتونس “سهامها”..و إذا حقّ لإيران أن تفخر ب”شيرين عبادي” فإنه يحق لتونس أن ترفع رأسها فخرا ب”سهام بن سدرين”..
سأطلب منك سيدتي الفاضلة بكل لطف ثلاث طلبات أرجو أن تجد حظها عندك من القبول, أما الطلب الأول فيخصّك شخصيا وهو أن تبدئي في كتابة مذكّراتك الشخصية حتى نعرف جوانب عنك مازالت مجهولة إلى الآن…نحن بحاجة إلى شهادتك على عصرك..نحن بحاجة من جديد إلى قلمك..ليعرف البدو و الحضر من هي سهام خاصة و أن حملات التشويه التي رافقتك في حلّك و ترحالك و التعتيم الذي فرض عليك يحتاج إلى مجهود إعلامي كبير لدحض هذه الإفتراءات و لا أقلّ من كتاب.
الطلب الثاني و الثالث يخص المجلس الوطني للحريات الذي أرجو منه تبني قضيّتين الأولى تخص الطالب وليد حسني المختفي منذ أكثر من سنة و نحن بحاجة إلى حملة إعلامية للتعريف بقضية هذا الطالب المنكوب و إنقاذ أهله من الحيرة التي يتخبّطون فيها أما القضية الثانية فتتمثل في القيام بحملة على المستوى الوطني من أجل إعادة التحقيق في مقتل مديرة الإذاعة الوطنية المرحومة عواطف بالحاج الحميدة التي رافقت قضيتها ألغاز كبيرة و نحن نعرف جيدا مدى نزاهة و استقلالية القضاء زمن الرئيس المخلوع.
سيدتي الفاضلة لم يبق لي في الأخير إلا أن أجدد لك تمنياتي بموفور الصحة و العافية راجيا من الله أن يحفظك من كل سوء..قرأت للدكتور المنصف المرزوقي ذات مرة مقالا يقول فيه “سهام بن سدرين المرأة التي شرّفت المرأة”..قلت حينها سامحك الله يا دكتور منصف..كان الأولى أن تقول : “سهام بن سدرين..المرأة التي شرّفت المرأة……. و الرجل”.
يسري الساحلــــي
نعود باذن الله تعالى يوم الجمعة 15 افريل الى ارض الثورة والاحرار تونس الجديدة تونس الحرية والكرامة لنعانق الاهل والاحباب والاصحاب ولنستنشق نسائم الحرية التي هلت من بعيد ولنقول للطاغية الهالك ها نحن نعود بعزة وكرامة والراس مرفوعة اما انت فقد فررت ذليلا مقهورا لا لشيئ الا انك والاشرار الذين كانوا معك هتكتم الاستار وخربتم الديار وروعتم الا حرار فصافحتم المهانة والعار فمصيركم لا محالة ال البوار وشتان بين دخول بعز وافتخار وبين خروج بذل وانكسار تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير نعود وقد ظن البعض انه لن نعود وكانه طال عليهم الامد فبدات القلوب تقسى ونسي البعض ان رحمة الله اقرب الى الانسان من شراك نعله حتى اذا استياس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ولا يرد باسنا عن القوم المجرمين تحط الطائرة بنا الرحال بحول الله من يوم الجمعة حوالي س 19 و25د بمطار تونس قرطاج الدولي فتكون المصافحة الاولى مع المستقبلين وكذلك مع بعض الاخوة القادمين من فرنسا وسويسرا ام التلاقي الثاني فيكون يوم السبت 16 افريل بمدينة الفحص وتحديدا في ربوع عين الصيد لنعيد لها بسمتها بعد السنين العجاف هذا المكان كان في الثمانينات منطلقا للدعوة والحركة بالجهة اما في التسعينات فقد اصبح مزارا لجلاوزة الطاغية وكلابه علهم يظفرون بصيد يتقربون به لاسيادهم زلفى ولكن الله في كل مرة يخيب امالهم فيعودوا خاسئين ولكم كنا نتمنى ان يشاركنا هذه الفرحة الوالد رحمة الله عليه الذى فارق الدنيا في الصائفة الماضية ولطالما انتظر هذه اللحظة التاريخية ولكن الله عز وجل اراد غير ذلك فالحمد لله اولا واخيرا وسبحان الله بكرة واصيلا ويومئذ يفر المؤمنون بنصر الله وفي الاخير تحية شكر واكبار لرجال الثورة الاحرار والمجد والخلود الى شهداءنا الابرار ميونيخ في 12 افريل2001 محمد علي الدريسي
شهدت منطقة حومة السوق بجربة خلال ليلة الاثنين الماضية احداث عنف مأساوية انطلقت بخلاف بسيط بين شبان كانوا يلعبون الورق في احدى المقاهي بهذه المنطقة المعروفة بهدوئها وسرعان ما تطور الموقف الى عنف وتخريب ساد معه الخوف والفزع.
أما عن تفاصيل ما جرى حسب شهود عيان فانه اثر خلاف بين شبان كانوا يلعبون الورق سرعان ما علا الصياح والسباب ومن ثمة انطلقوا في شجار تطور الى تكسير ما في داخل المقهى من تجهيزات الا ان الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل خرج المتخاصمون الى الشارع وتم الاعتداء على عدد من السيارات وكسروا بلورها وتسببوا في اضرار كبيرة بها.
وبانتشار الخبر خرجت اعدادا غفيرة من المواطنين الى الشارع حاملين العصي والأسلحة البيضاء وأسفرت الاحداث عن اصابة عدد من الاشخاص بجروح نقلوا على اثرها الى المستشفى الجهوي الصادق المقدم وتم الاحتفاظ بجريحين احدهما اصيب بكسور في حين غادر البقية المستشفى بعد تلقي العلاج.
اسباب تافهة وابعاد جهوية
وفي اتصال هاتفي أجرته «الصحافة» امس باحد المصادر الامنية بالمنطقة اكد لنا ان اعمال العنف كانت نتيجة لأسباب تافهة واخذ أبعادا جهوية اعتبارا وان الخلاف نشب بين مجموعة من ابناء جزيرة جربة واصيلي احدى جهات الجمهورية واضاف ان الخلاف ادى الى تعمّد عدد من الاهالي بابعاد كل من ينسب الى تلك الجهة وانجر عن ذلك صدامات ومشاحنات. وأشار نفس المصدر الى اهمية تدخل وحدات الامن الوطني والجيش الوطني للسيطرة على الوضع وتصدوا لاعمال التخريب وتوصلوا كذلك الى ايقاف عددا من الاشخاص.
رواية اخرى
وتفيد مصادر اخرى ان الشرارة الاولى لاندلاع هذه الاحداث قد انطلقت في الاسبوع المنقضي وتحديدا في مليتة التابعة لجربة حومة السوق حيث طلب مالك شقة من امرأة تسكن محله على وجه الكراء الى مغادرتها وهي اصيلة نفس الجهة التي كان الشبان طرفا في الخلاف الا انها رفضت واستنجدت بمجموعة من ابناء منطقتها الذين هبوا لنجدتها ودخلوا في مواجهات عنيفة مع ابناء منطقة مليتة وفي رد فعل على الاحداث التي جدت البارحة اعتصم اول امس عدد من اهالي جربة امام مقر المعتمدية. مصباح الجدي
(المصدر: جريدة “الصحافة” (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2011)
إيمان مهذب-تونس تشهد العلاقات التونسية الليبية تحولات عقب اندلاع ثورة 17 فبراير المنادية بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي.
ويأتي هذا التحول وسط أنباء عن قيام الحكومة التونسية بتزويد ليبيا بالمشتقات النفطية، فيما يعبر تونس منشقون عن نظام االقذافي وموالون له للسفر منها إلى الخارج، مع الإشارة إلى أن المبادلات التجارية غير الغذائية متوقفة حاليا بين البلدين.
المبادلات
ونفى مصدر مسؤول بوزارة الصناعة والتكنولوجيا التونسية في تصريح للجزيرة نت أي عمليات تزويد رسمية لليبيا بالمنتجات البترولية انطلاقا من السوق التونسية، خلافا لأنباء عن دخول شاحنات ليبية للأراضي التونسية لتزويد ليبيا بالوقود. ويرجح البعض أن يكون الأمر إن صح مجرد أنشطة تجارية ممن يحترفون التهريب بين البلدين.
ويتفق مراقبون على أن الوضع في ليبيا انعكس سلبا على الاقتصاد التونسي إذ أضر بالمبادلات التجارية, والسياحة, والصحة, والتشغيل, وتوقعوا ضررا أكبر إذا استمر هذا الوضع.
ويرى الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي عبد الله العبيدي أن العلاقات التونسية الليبية في أسوء أحوالها، مضيفا أن “ليبيا كانت عنصرا مهما في معاملاتنا التجارية والاقتصادية مع الخارج وحجم المبادلات بين البلدين الضخم يدلل على ذلك”.
وقال للجزيرة نت إن اضطراب العلاقات سبب خسائر مادية لتونس فضلا عن عودة الآلاف من التونسيين العاملين بليبيا.
موقف حساس
وبشأن العلاقات السياسية, كان رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي قال في تصريح صحفي إنه إذا “قرر الليبيون التخلص من نظامهم فهذا شأنهم، سنأخذ علما بذلك ونستمر في العمل مع ليبيا، نحن نعترف بالدول، فالأنظمة ليست خالدة”.
ولم تنف الخارجية التونسية دخول مسؤولين ليبيين منشقين منهم وزير الخارجية السابق موسى كوسا, ومندوب ليبيا المعين لدى الأمم المتحدة عبد السلام التريكي الذي استقال لاحقا من منصبه.
وأكد مصدر مسؤول بالوزارة للجزيرة نت أن مسؤولين ليبيين غير مدرجين على لائحة العقوبات التي أقرتها الأمم المتحدة مروا من معبر رأس جدير الحدودي ليسافروا إلى الخارج عبر مطار جربة.
وأضاف أن هذه الشخصيات الليبية لم تجر في تونس أي اتصالات مع جهات رسمية تونسية.
واعتبر المحلل عبد الله العبيدي أن تونس لا تريد اتخاذ موقف سياسي من أحداث ليبيا لحساسية الوضع, قائلا إن اتخاذ موقف سواء مع القذافي أو مع الثوار قد تحاسب عليه تونس بعد نهاية الأزمة.
وذكّر بأن القذافي اتخذ موقفا مناهضا للثورة التونسية معلنا تضامنه مع صديقه (الرئيس المخلوع) زين العابدين بن علي.
مواقف الأحزاب
وبينما وقفت الحكومة التونسية موقفا حذرا حيال الأحداث، تفاوتت ردود الأحزاب في تونس على ما يجري في ليبيا.
وأدان رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المنصف المرزوقي ما يرتكبه القذافي ضد الليبيين قائلا إن حزبه قبل بالتدخل الأجنبي في ليبيا على مضض. وقال للجزيرة نت “إن رضي إخوتنا في ليبيا من باب مكره أخوك بالتدخل الأجنبي, وقد خانهم الدعم العربي ضد جلادهم, فلا خيار لنا رغم كرهنا الشديد لأي تدخل أجنبي غير قبول ما يقبلون به”.
أما الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (الذي كان أحد الأحزاب القريبة من السلطة في عهد بن علي) فقد أدان في بيان القرار الأممي 1973 معتبرا ذلك “انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية الليبية, وغطاء مفضوحا للاحتلال, وتهديدا للأمن القومي العربي”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 أفريل 2011)
احتد الجدل أمس الاثنين بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ حول أفضل السبل ففي التعامل مع ما اسموه بفيضان المهاجرين من شمال إفريقيا نحو ايطاليا. وقد عبر وزير داخلية ألمانيا “هانز بيتر فريدريش” عن رفضه استقبال مهاجرين فيما اعتبر وزير الداخلية الايطالي ماروني أن الاجتماع هو اختبار لمستوى التضامن بين الدول الأوروبية وجددت فرنسا رفضها منح تراخيص مؤقتة للمهاجرين وطالبت السلطات الايطالية بالالتزام بالمعايير القانونية وطالبتها بالنهوض بواجباتها. وكان الاتحاد الأوروبي قد طلب رسميا في الأسبوع الفائت من الدول الأعضاء تفعيل آلية الحماية المؤقتة للاتحاد الأوروبي، والتي تطالب الدول المشاركة في ضمان فرص الإسكان والتوظيف والتعليم للاجئين لما يصل إلى ثلاث سنوات.
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 12 أفريل 2011)
“رسالتي إلى الشعب التونسي واضحة: أوروبا معكم”، ذلك ما صرح به رئيس المفوضية الأوروبية البرتغالي خوسيه مانويل باروزو حسب ما ورد في بلاغ صادر عن الإتحاد الأوروبي بمناسبة زيارته المقررة إلى تونس يوم الثلاثاء.
كما أكد باروزو “أن تونس رائدة الحركة من أجل الحرية والديمقراطية في العالم العربي” وهو ما يجعل ” مساندة هذه الإصلاحات التاريخية مسؤولية الإتحاد الأوروبي” مضيفا بان أوروبا مصرة على تحقيق هذه القفزة النوعية مع جيرانها في الجنوب.
وأوضح يقول “نمنح من يرغب في المضي قدما على طريق الإصلاحات شراكة من أجل الديمقراطية والازدهار المشترك كما نقترح دعما من اجل تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان فضلا عن شراكة وثيقة مع المجتمع المدني ومساندة هامة من أجل نمو اقتصادي شامل”.
وبين باروزو من جهة أخرى أن تونس هي أول بلد شرعت في مسار الإنتقال الديمقراطي معربا عن الأمل في أن تكون “النموذخ الأول من الجيل الجديد لهذه الشراكة التي تمثل رهانا تاريخيا تستعد أوروبا لرفعه”. ومن المنتظر أن يجري رئيس المفوضية الأوروبية خلال زيارته محادثات مع فؤاد المبزع رئيس الجمهورية المؤقت والوزير الأول الباجي القايد السبسي ووزير الشؤون الخارجية مولدي الكافي.
(المصدر: جريدة “الصحافة” (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2011)
تونس, تونس, 12 (UPI) — قال رئيس المفوضية الأوروبية البرتغالي خوسيه مانويل باروسو اليوم الثلاثاء،إن الإتحاد الأوروبي قرر إعادة توجيه برنامج مساعداته لتونس برصد إعتماد إضافي بقيمة 140 مليون يورو للموازنة المخصصة لها للفترة 2011 -2013 .
وأوضح باروسو للصحافيين في أعقاب إجتماعه مع رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي ،أن هذه الخطوة تندرج في إطار برامج مساعدات الإتحاد الأوروبي لدول الجنوب خلال الفترة ما بين عامي 2011 و2013 ،التي يقدر حجمها بنحو 4 مليارات يورو.
وأشار إلى أن تونس ستحصل على مساعدات إضافية خلال الفترة المذكورة بقيمة 140 مليون يورو ،ستضاف إلى إلى الإعتمادات المرصودة لها في وقت سابق والتي تُقدر بـ 257 مليون يورو. وإعتبر أن الإتحاد الأوروبي يهدف من خلال هذه الآلية للشراكة “على تحقيق قفزة نوعية ” مع جيرانه بالجنوب.
من جهة أخرى،دعا باروسو السلطات التونسية إلى القبول بإعادة إستقبال التونسيين الموجودين بشكل غير شرعي في أوروبا،وإلى الإلتزام بالتصدي للهجرة غير الشرعية.
وقال إن ” هذا الإلتزام ضروري بالنسبة لتواصل تعاوننا”،كما يتعين على تونس وأوروبا تناول هذه المسألة بروح بناءة،على اعتبار أن الأمر يتعلق بتحد مشترك ومسؤولية يتقاسمها الجانبان.
يشار إلى أن باروسو بدأ اليوم زيارة رسمية إلى تونس تستغرق يومين،حيث إجتمع مع الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع،كما يُنتظر أن يجري في وقت لاحق مشاورات مع وزير الخارجية المولدي الكافي،ومع عدد من مسؤولي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 11 أفريل 2011)
واشنطن (رويترز) – قال روبرت زوليك رئيس البنك الدولي يوم الثلاثاء ان البنك يدرس مع تونس قرضا بقيمة 500 مليون دولار لدعم الميزانية. وأضاف أن التمويل من خلال الميزانية سيدعم اصلاحات لتعزيز الشفافية والخدمات وتوفير الوظائف. وقال زوليك في مؤتمر صحفي عبر الهاتف “ستركز الاصلاحات على حرية التنظيم والوصول الى المعلومات وعلى الشفافية في المشتريات العامة ومشاركة المستفيدين في تقديم الخدمات واعادة تدريب العاطلين.” ومضى يقول انه سيزور تونس في مايو ايار لبحث كيف يمكن أن يزيد البنك مساعداته لها. وكان وزير المالية التونسي جلول عياد قد قال في أول ابريل نيسان الجاري ان بلاده تتوقع نموا اقتصاديا ضعيفا هذا العام وتحتاج قروضا أجنبية بقيمة أربعة مليارات دولار لمساعدتها في التعافي من التراجع الحاد في السياحة والاستثمارات الاجنبية المباشرة. وقال زوليك ان البنك الدولي دعا الى اجتماع لعدد من البنوك خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لبحث تحرك مشترك لمساعدة المنطقة. واضاف “نحن أيضا بحاجة لمساعدة البلدان التي لديها برامج ضمان مالي من أجل مساعدة المحتاجين ولكن بطرق لا ترهق الميزانيات.” وفيما يخص مصر قال زوليك انه لا يمكن للدولة العودة الى الطرق القديمة التي تقوم على زيادة الاجور والدعم في مواجهة ارتفاع أسعار الوقود والغذاء. وتابع أن مساعدة الفقراء ينبغي أن تتم بطريقة “معقولة اقتصاديا” للدولة. وقال “النهج المصري التقليدي سيحدث فجوة في الميزانيات ولن يكون مستداما.” ويجري البنك الدولي وصندوق النقد الدولي محادثات مع فريق اقتصادي مصري بشأن سبل دعم البلاد مع خروجها من الاضطرابات السياسية.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 12 أفريل 2011)
قالت بورصة تونس على موقعها على شبكة الانترنت أن جمعية البورصات الفرانكفونية بإفريقيا التي تأسست في خمسة من الشهر الجاري اختارت تونس مقرا لها. وقالت وكالة الأنباء الصينية”شينخوا” إن جمعية البورصات الفرانكفونية بإفريقيا تهدف إلى دفع تبادل المعلومات والتجارب المتعلقة بالسوق المالية بين أعضائها ودعم اندماج أفضل لهذه الأسواق وانجاز دراسات ذات مصالح مشتركة وتوفير فرص لقاءات للتعليم في مجال المالية في الدول الأعضاء. ويأتي الإعلان عن اختيار تونس لتكون مقرا لهذه الجمعية الجديدة، فيما سجل مؤشر “توناندكس” لبورصة تونس خلال الأسبوع الماضي (من 4 إلى 8 إبريل الجاري) تراجعا جديدا بلغت نسبته 1.26 ليقفل عند 4339.54 نقطة
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 12 أفريل 2011)
لجأ عبد الرحمان سوبير الحارس الشخصي للرئيس المخلوع مرة أخرى إلى “الفايسبوك” ليكشف حقائق خطيرة عن العهد السابق وتوجيه تهم جنائية إلى الرئيس المخلوع وزوجته وصهره سليم شيبوب وعدد من القيادات الأمنية الكبرى. وحسب ما جاء في “الشهادة الالكترونية” لسوبير التي جاءت في 19 دقيقة تقريبا فان” ليلى بن علي جندت عميلين بالمخابرات التونسية سنة 1991 لاغتيال رجل أعمال تونسي يدعى كمال اللطيف الذي كان من الأصدقاء المقربين من بن علي والذي عارض بشدة زواجه من الحجامة وكان ذلك بعلم من بن علي نفسه وطلب منها التريث وعدم التسرع قي اخذ القرار وكأن الأمر يعود إليها” وطالب الحارس الشخصي السابق للرئيس المخلوع الحكومة الحالية بفتح تحقيق في هذا الملف مؤكدا في شهادته انه يتحمل مسؤوليته أمام الله ومستعد للشهادة أمام القضاء. “الصباح” اتصلت بالسيد كمال اللطيف الذي أكد علمه بالمخطط وقتها وان عدم وجود أدلة كافية منعه من تقديم قضية في التخطيط لاغتياله. ولكن شهادة سوبير يمكن أن تمثل اليوم الدليل القاطع والأمر موكول اليوم أمام القضاء”. مقتل فتاة الرديف قضية ثانية لا تقل خطورة عن الاولى أثارها سوبير في شهادته على “فايسبوك” وهي تأكيده على ان صهر الرئيس المخلوع كان وراء مقتل طفلة لم تتجاوز الاربع سنوات من العمر سنة 1992 بمنطقة الرديف “والتي أثبتت تحقيقات أمن الدولة حينها من خلال تقرير سلمه علي السرياطي إلى جهاز أمن الدولة ان القاتل كان شخصا مكلفا من طرف صهر الرئيس المخلوع (ذكر اسمه في الشهادة) بذبح الفتاة بغية استخراج بعض الكنوز المدفونة بجهة الوردانين” وأضاف سوبير ” أن التحريات أثبتت أن القاتل تقابل مع صهر “المخلوع” في نزل القنطاوي بسوسة في أوت 1992 وسلمه مبلغ 100 الف دينار نصيبه من العملية وقد علم الرئيس المخلوع وقتها بالأمر وأمر السرياطي بلملمة الموضوع وغلق الملف وكانت تلك القضية سبب مقاطعة الرئيس المخلوع لصهره”… وطالب الحارس الشخصي للمخلوع من حاكم التحقيق الذي يباشر تحقيقاته مع علي السرياطي استدعاءه للشهادة وكشف العديد من الجرائم الأخرى بالدلائل والبراهين… عملاء “الموساد” كما كشف سوبير معلومات جديدة عن وجود “كنوز أخرى موجودة بقصر قرطاج أكثر بكثير مما تم العثور عليه في قصر سيدي الظريف” مؤكدا أن هذه “الكنوز مجموعة من النياشين والأوسمة الموشحة بالذهب والياقوت وكان يقع تجميعها من طرف ليلىوشقيقها بلحسن”. وكشف الحارس السابق للمخلوع كذلك اسرارا عن محمد العربي المحجوبي المعروف باسم الشاذلي الحامي الذي كان يشغل منصب كاتب دولة لدى وزير الداخلية سنة 1990 بتهمة التواطؤ والتخابر مع “الموساد” مشيرا أن “تلك العملية كانت وهمية ومفتعلة من قبل بن علي وزوجته لتهدئة الراي العام التونسي” وأكد ” ان بن علي وليلى الطرابلسي متواطئان مع إسرائيل وان ليلى عميلة للموساد ولها يد في عديد الاغتيالات التي استهدفت القادة الفلسطينيين في تونس”. بداية حجة يمكن اعتمادها حول جملة هذه الاتهامات وإمكانيات التقاضي بناء على شهادة الكترونية أجاب الأستاذ عبد المجيد العبدلي المحامي لدى التعقيب “الصباح” بان الشهادة على “الفايسبوك” تعد بداية حجة بإمكان القضاء اعتمادها وحتى الاستماع إليها كما هي إذا ما تقدم احد المتضررين (كمال اللطيف او عائلة فتاة الرديف) او من ينوبه بنسخة من الشريط. كما أن النيابة العمومية بإمكانها من تلقاء نفسها إثارة القضية عملا بأحكام الفصل 26 من مجلة الاجراءات الجزائية الذي ينص على أن “وكيل الجمهورية مكلف بمعاينة سائر الجرائم وتلقي ما يعلمه به الموظفون العموميون أو أفراد الناس من الجرائم وقبول شكايات المعتدى عليهم.” وليس له فيما عدا الجنايات أو الجنح المتلبس بها أن يجري أعمال تحقيق، لكن يمكنه أن يجري بحثا أوليا على سبيل الاسترشاد لجمع أدلة الجريمة، ويمكنه استنطاق المشبوه فيه بصفة إجمالية وتلقي التصريحات وتحرير المحاضر فيها. ويمكنه حتى في الجنايات أو الجنح المتلبس بها تكليف أحد مأموري الضابطة العدلية ببعض الأعمال التي هي من اختصاصه”. كما أن الفصل 31 من نفس المجلة ينص على أن”لوكيـل الجمهوريـة إزاء شكايـة لم تبلغ حد الكفاية من التعليل أو التبريـر أن يطلـب إجراء بحث مؤقتا ضد مجهـول بواسطـة حاكم التحقيق إلى أن توجه تهم أو تصدر عند الاقتضاء طلبات ضد شخص معين.” وبالإضافة إلى بداية الحجة التي توفرت فان الحجة الممتثلة في الشهادة أمام القضاء يمكن أن تتوفر إذا ما تم دعوة الحارس الشخصي السابق لبن علي للشهادة أمام المحكمة… فهل سنرى قريبا ملفات قضائية جنائية تفتح ضد الرئيس المخلوع وزوجته وعدد من المقربين منهما؟.. الأحداث والشهادات والقرائن تفترض ذلك. سفيان رجب (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 أفريل 2011)
أحمد الشريقي
منذ ظهورها قبل أكثر من 15 عاما أحدثت الجزيرة ثورة إعلامية وثقافية لا في الوطن العربي فحسب بل في العالم أجمع، ولأن الثورات لا تحقق أهدافها إلا بالدماء فقد روّى شهداء الجزيرة -بدءا من طارق أيوب في بغداد وانتهاء بدم مصورها القطري علي الجابر- دربها بدمائهم، ثمنا لصدقية الفضائية التي أصبحت بحق راعية ثورات التغيير في العالم العربي، وقفزت نسبة المشاهدة فيها بحسب المدير العام لشبكتها وضاح خنفر إلى 2500% بعد ثورتيْ تونس ومصر. ولم تكن المكانة التي احتلتها الجزيرة بوصفها رمزا للعالم الجديد المتمركز حول الإعلام، إلا لأنها آمنت منذ بداية انطلاقتها -بحسب كتاب “تأثير الجزيرة” لمؤلفه فيليب سيب- بـ”الأمل والإيمان بأن الناس إذا منحوا حرية أكبر في اختيار سياستهم وطريقة حصولهم على المعلومات فسيصبح العالم مكانا أفضل، وقد يساهم “تأثير الجزيرة” في الدفع بذلك إلى الأمام”. الإيمان بالحرية ومع كل محطة مفصلية بتغطيتها للأحداث المهمة في المنطقة والعالم، بدءا من أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول ومرورا احتلال العراق في عام 2003، وقبله أفغانستان، كانت السهام تنال المحطة الأكثر مشاهدة في العالم العربي، وكان السؤال التشكيكي حول هوية المحطة وانتمائها هو الأكثر جاذبية للكثيرين. أما الجواب على الأسئلة المشككة، فهو ما صرح به مديرها وضاح خنفر في وقت سابق، بقوله “لقد اتهمنا بأننا صنيعة وكالات دولية مثل “الموساد” و”سي آي أي” وأن الأميركيين يقفون وراءنا وأن أسامة بن لادن يقف وراءنا, كل هذا الهراء يعني أن ما نفعله صحيح.. نحن لا نرفع الشعارات ولا نمارس الدعاية لأحد أبدا نحن مجرد أناس عاديين مغرمين بالصحافة”. إلا أن المغرمين بالصحافة كانوا يحطمون أصناما إعلامية استقرت في المشهد طويلا كـ”سي أن أن” وغيرها، وحركت بوصلة الإنسان العربي -وبعد فترة الإنسان العالمي- إليها بوصفها الأصدق في نقل الخبر، وأيضا تحليله وسبر عمقه في برامجها الحوارية. وفي لحظة اعتراف أخيرا بالحضور الذي حققته الجزيرة، جاء على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أن قناة “الجزيرة” أصبح لها جمهور كبير. مثنية على استطاعة “الجزيرة” تقديم “أخبار تلاحق الزمن”، بينما كانت نظيراتها الأميركية مثل “سي أن أن” و”أم أس أن بي سي” و”فوكس نيوز” ترهق أسماع وأبصار مشاهديها بـ”ملايين الإعلانات التجارية ومناظرات بين شخصيات عامة، ولا تقدم لنا نحن مادة إخبارية مفيدة.. ناهيك عن الأجانب”. ويرى سيب في كتابه أن الجزيرة هي أخرى الحلقات في سلسلة المشاريع الإعلامية التي تسعى لاستخدام وسائل الإعلام الجماهيرية في خلق هوية عربية وحدوية، وأبعد من ذلك، يذهب “سيب إلى أن الجزيرة هي سليلة إذاعة “صوت العرب”، لما تقوم به من دور في تحقيق التماسك لمفهوم العروبة”. ويقول إن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر “كان قد استخدم قبل نصف قرن إذاعته “صوت العرب” لخلخلة الأنظمة المنافسة، ولكن مع حلول الانتفاضة الثانية أصبح التحكم السياسي المباشر في الرسائل الإعلامية أضعف بكثير، ومع ذلك فإن الصور لها القدرة نفسها التي كان عبد الناصر يسعى إلى تحقيقها، إذ هي تجعل العرب يشعرون بالإحباط مما يتصورونه عجزا لحكوماتهم عن نصرة فلسطين، مضيفا أن الجزيرة في 2002 كانت “عاملا أساسيا في هذا المسار”. تكثيف للسخط العربي وحسب المؤلف سيب، فإن الجمهور العربي ينظر إلى الجزيرة باعتبارها تكثيفا لسخطهم وتطلعاتهم المشتركة، ومصدرا موثوقا لتسجيل المصالح العربية وروايتها، وبالتالي -ووفق رأي الكثيرين من مشاهديها- فإنه لا ضير إن كانت تغطيتها الإخبارية تثير العواطف، ولا مانع إن خرج التعبير عن تلك العواطف عن السيطرة، فضبط النفس في سياق موجة الحرية الصحافية/السياسية التي يمثلها أسلوب الجزيرة التحريري يعتبر أمرا ثانويا. وفي سياق رصده تأثيرات الجزيرة يعتبر الأكاديمي الأميركي أن المحطة لعبت دورا تاريخيا في تغيير المشهد الإعلامي ليس في الشرق الأوسط فحسب، وإنما على الصعيد العالمي أيضا، وأثبتت أنه يمكن النجاح في تحدي المؤسسة الإعلامية الغربية. وإلى جانب النجاح الذي حققته الجزيرة على هذا المستوى، فهي تقدم نموذجا داخل العالم العربي وخارجه، باعتبارها مثالا للمؤسسات الإعلامية ذات الحضور الإقليمي والعالمي التي ستنتشر في العشرية القادمة بالتأكيد. منذ أطلق المفكر الأميركي صامويل هنتنغتون نبوءته عن صدام الحضارات والحرب الفكرية، لم تهدأ الردود والردود المضادة على مقولاته، بيد أن سيب يرى أنه قد تكثر النزاعات المسلحة وما دونها من الصراعات، كما هي الحال في مختلف مراحل التاريخ البشري. إلا أن ذلك لا يكون -بحسب تفسيره- بالضرورة في إطار الصدام الحضاري. ويجد صاحب كتاب “تأثير الجزيرة” أن الصراع أو ما يسميه “المشاكل بين الإسرائيليين والفلسطينيين مثلا في العمق هي سياسية تشمل الأراضي والحقوق وليست ذات طبيعة حضارية خالصة”. وإذ يرى أن القنوات الفضائية إلى جانب وسائل الإعلام الجديد تسرع من رد فعل الجمهور العالمي على الأخبار التي تبثها وتقلص من الوقت المتاح أمام الحكومات للتفاعل مع الأخبار، وفي عالم تسوده العولمة ويتحول إلى قرية صغيرة فإن الحكومات التي ترغب في إبقاء الاضطرابات محدودة، وهذا ما يحدث في العالم العربي اليوم، سيغمرها سيل المعلومات المنقولة عبر قنوات الإعلام الجديد العامة والخاصة، وحتى إذا تمكنت من تقليص التغطية الإخبارية فإن بإمكان الكلمة دائما أن تخرج عبر الهواتف الخلوية وشبكة الإنترنت. تغيير المشهد وإذا كان الساسة الغربيون لا يرون في الجزيرة إلا مصدرا “للضجيج الحاقد”، فإن جمهور الجزيرة العربي يجد فيها متنفسا لسخطه، وفي سياق هذا النهج نقلت الجزيرة أحداث الانتفاضة الشعب الفلسطيني عام ألفين، منسجمة مع مشاعر الغضب للعرب والمسلمين الذين يرون في أنفسهم “الهدف الجماعي لحملة من الإذلال تقودها إسرائيل بمشاركة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين. لقد لعبت الجزيرة دورا تاريخيا في تغيير المشهد الإعلامي ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل على الصعيد العالمي وأثبتت أنه يمكن النجاح في تحدي المؤسسات الإعلامية الغربية. والى جانب النجاح الذي حققته الجزيرة على هذا المستوى فهي تقدم نموذجا داخل العالم العربي وخارجه باعتبارها مثالا للمؤسسات الإعلامية ذات الحضور الإقليمي والعالمي التي ستنتشر في العشرية القادمة بالتأكيد. ولأن “الغذاء الفكري” هو أحد أهم عناصر الجذب في الجزيرة، فقد أثبتت القناة لجمهور شكاك أن الإعلام العربي يمكن أن يكون مفيدا، وأنه لم تعد هناك حاجة للاعتماد على وسائل الإعلام الغربية للحصول على معلومات بشأن الأحداث الهامة. كما أثبتت الجزيرة -التي وصفها السياسي الإسرائيلي إفرام سينيه مؤخرا بأنها أحد أعداء إسرائيل- أيضا نفسها كوجهة مفضلة للأخبار، وحسب سيب فما عليك إلا أن تنتقل بين المقاهي من المغرب إلى الكويت لترى أن المحطة التي يشاهدها الناس في زاوية المقهى هي الجزيرة. وإذا كانت كثرة من الساسة -أو المشتغلين بالسياسة في العالم العربي- ما زالوا لم يدركوا بعد التحول الذي أصاب الجغرافيا السياسية وانتقالها إلى عالم افتراضي، فقد أدركت الجزيرة الأثر الذي تلعبه وسائل الاتصال الحديث في ظل تنامي العالم الافتراضي، وضمن هذا التوجه أنشأت القناة الإنجليزية لتخاطب جزءا كبيرا من أبناء العام الإسلامي في الخارج. كما أعلنت خططها لإنشاء قناة ناطقة بالأوردية موجهة إلى القارة الهندية، ويعكس ذلك ما لاحظه سيب في كتابه من أن “الشباب المسلم الذي ولد ونشأ في الغرب يبحث عن فضاءات ولغات تساعده على بناء إسلام ملائم في الوقت نفسه لوضعه الاجتماعي والثقافي، ومتحررا من هيمنة المصادر التقليدية للتأويل والسلطة”. وفي خلاصته، يجيب سيب على سؤال ما إذا كان تأثير الجزيرة سيتمكن من الدفع بالديمقراطية إلى الأمام، وتقليص احتمال صدام الحضارات بقوله: ربما. بيد أن الإجابة الأكثر حسما على تساؤلات سيب كانت تأتي من ميدان التحرير على لسان الناشطة المصرية نوارة نجم لدى الإطاحة بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك بقولها “شكرا لتونس.. شكرا للجزيرة، مفيش خوف تاني، مفيش ظلم تاني”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 أفريل 2011)
هيثم مناع ترك الفريق حافظ الأسد العالم في لحظة لم تعد أركان السلطة التي بناها صالحة بحال من الأحوال لأي حاكم من بعده، اللهم إلا بمعنى الإدارة الأمنية لبقاء الأمر الواقع. فقد أقام سلطته على تجمعات مصالح عسكرية وأمنية ترتكز على عصبيات قبل مدنية، واعتمد مبدأ الحزب الواحد القائد للدولة والمجتمع، ودمج بين الحزب والأيديولوجية والدولة في الدستور والمؤسسات، واعتمد على تضخيم الأجهزة الأمنية وعسكرة المجتمع وسيلة لإخضاع السياسي للأمني والأمني لقرار الرئيس. اختزلت السلطات الثلاث في التنفيذية، والتنفيذية في مراكز قرار فعلية غير تلك التي نجدها في قواميس التعريف بالجمهورية العربية السورية. استعمل الفريق حافظ الأسد الوقت كوسيلة للسيطرة الداخلية وتنظيم العلاقات الخارجية، كان ذلك في فترة جمدت فيها الحرب الباردة والصراعات الدولية أهمية الزمن الضائع الإقليمي، الأمر الذي سمح له بنسيان آلاف المعتقلين عقدين من الزمن في السجون دون رد فعل متناسب داخل أو خارج الحدود، وأحرق المجتمعيْن السياسي والمدني على نار هادئة حينا وهائجة أحيانا أخرى، إضافة للتمتع بحقوق الخطأ والصواب في إدارة الدولة. لكن العالم تغيّر، والظروف تغيرت، وإن كان العلم بوجود معتقل في السجون يحتاج لأشهر أحيانا قبل ربع قرن، فهو لا يحتاج لأكثر من دقائق اليوم. الثورة السبرانية والمعلوماتية حولت الرقابة والتعتيمات الأمنية إلى أساليب بالية وباهتة، وقد شيّع العالم أنموذج الحزب الواحد دون أسف عليه في معظم الدول التي اعتبرت الحزب القائد أسلوبا للحكم. لم تستوعب السلطات السورية اليتيمة بكل مكوناتها حقائق المرحلة البشرية الجديدة التي بدأت منذ سقوط جدار برلين: لم تفهم أن الدولة الأمنية قد أصبحت شكلا بائسا للدكتاتورية يعزز بالضرورة منظومة الفساد ويستمر في الانتشار الأفقي لمؤسسات القمع. وأن استمرار النهج الأمني في حكم الناس يحقق بالضرورة القطيعة بين الحاكم والمحكوم ويلغي أشكال الوساطة السلمية وصمامات الأمان المدنية الضرورية لاقتصاد العنف، وأنه سيعطي ردود فعل جديدة لا يمكن رصدها أو إحصاؤها أو السيطرة عليها بسهولة. كذلك حسرت السلطة الأمنية مفهوم الأمن باستمرار المجموعة الحاكمة لا بضمان الأمن الوطني واحتياجاته، والضرورات المواطنية ومقوماتها. الأمر الذي ترجم تغييب المجتمع عن المشاركة السياسية والمدنية بغياب قدرة السلطة نفسها عن الموقف الوطني الفاعل والدينامي، باعتبارها لا تملك المناعة الذاتية اللازمة لمواجهة الرهانات الإقليمية الجديدة. وقد ظهر ذلك للعيان في عجز السلطة عن المبادرة السياسية للخروج عسكريا من لبنان بعد تحرير الجنوب، وركودها في التعامل مع قضية تحرير الجولان، وتخبطها في العلاقات العربية العربية. ولا شك في أن وصول المحافظين الجدد والسياسات المغامرة والمتخبطة لهم في المنطقة قد أفادت وأطالت في عمر الأوضاع رغم بؤسها، بحيث بدت السلطات السورية معقلا للصمود والرفض لسياسات الهيمنة والاحتلال، الأمر الذي ضم للخطاب الرسمي، موضوعيا أو ذاتيا، فئات واسعة مناهضة للاحتلال الأميركي والسياسة الإسرائيلية التوسعية والعدوانية، اعتبرت في هذا الموقف وسيلة ضرورية لتحديد وتحجيم الخسائر. إلا أن السلطة السورية، وقد كسبت أكثر من معركة سياسية إقليمية، نسيت البنية الهشة والمتآكلة للسلطة الأمنية، والبنية المهمشة للتعبيرات السياسية الحاكمة، والإفقار السياسي والمدني للشعب مع ما جرى من اختزال للعلاقة بين الحاكم والمحكوم بترخيص الأمن لهذا بالسفر، ولذاك بالعمل، ولثالث بشراء قطعة أرض، ورابع بإعطاء تصريح لوسائل الإعلام.. إلخ. تحول ضابط الأمن إلى ضابط لعملية التنفس البيولوجية والنفسية والثقافية والمدنية والسياسية للمواطن، بحيث لم يبق للأخير من المصطلح لا المعنى ولا المبنى. ومع موت السياسي في حضن الأمني، أصبح الحديث في الإصلاح السياسي الضروري والعاجل هرطقة وتشتيتا لطاقات البلاد، ووهنا للأمة وإثارة لكل نعرات التفرقة في المجتمع طائفية أو قومية أو سياسية. احتضر خطاب الإصلاح في المؤسسات المهيمنة على البلاد والعباد مع حملات الاعتقال المتتابعة وتصعيد التضييقات، وكانت الأمور تهرول نحو استكمال عملية اغتيال المواطنة والإنسان، بحيث استقر الأمر -كما كتبت قبل ثلاث سنوات- على أننا وصلنا لوضع “يمكن القول فيه دون مبالغة أن رفع حالة الطوارئ دون تعديل ودمقرطة دستور البلاد ومحاسبة الفاسدين يعد خطوة أقل من المطلوب، ليس فقط في مسار تكسير حالة الاستعصاء التي أوصلتنا الدولة التسلطية الأمنية إليها، بل ولمواجهة المخاطر التي تعصف بسفينة الوطن”. بعد مجزرة حماة، نشرت مقالة قلت فيها إن الجنرال حافظ الأسد قد حطم أسس النضال المدني والسياسي في سوريا على الأقل لعقد من الزمن، وإننا سنرجع سنوات إلى الخلف على صعيد مفاهيم النضال النقابية والاجتماعية والثقافية والسياسية. فالطليعة المقاتلة، باختيارها للعنف والخطاب الطائفي، سمحت للدكتاتورية بالتوظيف المفرط لكليهما باسم تخليص البلد من الظلامية. ولا أظن أنني كنت بعيدا عن الحقيقة. خلال سنوات، كانت أطروحات المعارضة هشة وبرامجها البديلة هزيلة وتنسيقها مع بعضها في غاية الضعف. لقد دفعت غاليا ثمن تحالف قطاع منها مع السلطتين السياسيتين في الأردن والعراق، ودفعت أغلى من ذلك ثمن حملات اعتقال واسعة هشمتها باستخدام الحل الأمني الذي يضعف المحكوم ويهشم المجتمع ويفقد الحاكم الشرعية السياسية والمدنية.. لكنها خزّنت -ومن عمق المأساة نفسها- فكرة مركزية تقوم على عقم وبؤس العنف السياسي في مواجهة الدكتاتورية. لقد استوعبت التجربة السياسية الديمقراطية السورية حقيقة أن الدكتاتورية مزودة بكل الوسائل الضرورية لمحاربة العنف السياسي، وقامت قناعة مشتركة من القامشلي إلى درعا ومن الديني إلى العلماني وعند العربي والكردي، تقول إن مجرد اختيار العنف وسيلة لإسقاط الدكتاتورية يعني منح الطغيان تفوقا مسبقا على أرض المعركة يمنحه القدرة على التحكم في مختلف وسائل الرد دون محاسبة، خاصة إن كانت الدكتاتورية هذه صديقة للقوى التي تحكم المنظومة العولمية السائدة. ففي كل أشكال مقاومة الدكتاتورية الداخلية تكمن أهمية اللا عنف في المترتبات الكلية على نتائج الصراع بين السلطة والمجتمع، بين أنصار الديمقراطية وأنصار التسلط. لأن كل تعزيز لدور العنف في الشأن العام ينعكس سلبا ولأجيال، على الاختيار الديمقراطي المدني في البلاد. هذا الدرس المشترك بين أركان المجتمعيْن السياسي والمدني، هو الذي استقاه الشباب الأحرار اليوم في رفضهم القاطع لأي شكل من أشكال العنف وأي تعبير طائفي وأي خطاب عصبوي منغلق. بحيث ترفض الشبيبة الحرة أن تحمل عقابيل الدكتاتورية وأمراضها بإعلانها القطيعة في التفكير والممارسة مع نصف قرن من حالة الطوارئ وأيديولوجيات الطوارئ ومركبات الخوف. كما سبق أن ذكرنا، مات الأسد سياسيا كمشروع وكتصور قبل وفاته الفيزيائية. وأصبحت الدكتاتورية من العقم بحيث لا تنتج سوى الفساد والاستبداد، وأصبح السكوت عن الأمر القائم جزءا من الخوف العام. لعل غياب رأس السلطة قد حّرك ما تبقى من نبضات في جسد مجتمعي منهك. إلا أن السلطة الأمنية العسكرية لم تفعل سوى الاستفادة من الوقت لتعاود ضرب نويات التغيير في خريف دمشق الذي استحق اسمه باعتقال عشرة من أسماء الفعل الاجتماعي والسياسي آخرهم قبل 11 سبتمبر/أيلول 2001 بيومين، أي لأسباب ودوافع وحسابات داخلية أكثر من كونه قرارا استباقيا مرتبطا بما عرف بالحرب على “الإرهاب”. لكن العالم تغّير والمعطيات الإقليمية تبدلت، وأصبحت نقطة قوة السلطة السياسية (الشرعية الوطنية التسلطية التي منحت البلد الاستقرار وواجهت المؤامرات عليه)، أصبحت عارا وشؤما على السلطة عينها. صارت السلطة مكشوفة الظهر والبطن. وما الاندفاع المجنون عند مافيات الفساد لكسب ما يمكن بأقصى سرعة، إلا تعبير عن خوفها المبكر من نهاية عهد محتملة وضرورة نهب ما يمكن “قبل يوم القيامة”، كما يقول المثل. وها نحن مع ولادة الشرعية المواطنية للشعب نشاهد السقوط الذريع للشرعية الوطنية التسلطية وانتصاب الشرعية الشعبية المواطنية باعتبارها أرقى أشكال البرنامج القومي في زماننا ومكاننا. خلال عشرين يوما من عمر انتفاضة الكرامة، تعرت الطبيعة الأمنية للسلطة في غياب واضح لقيادات حزبية من أحزاب الجبهة على اختلافها، والوزارات المختلفة، والإدارات المحلية والوطنية. وباستثناء ثلاث مداخلات سياسية، كان هناك خطاب واحد على الأرض هو خطاب السلطة الأمنية والحل الأمني والمواجهة المفتوحة مع الشبيبة. لقد نال الشباب السوري في درعا حصته من طائرات الهليكوبتر وخراطيم المياه وسيارات الإطفاء والرصاص الحي منذ اليوم الأول، في حين انتظر قرابة أسبوع ليستمع لأول رد فعل سياسي على الحدث. وبرز للعيان، أن ما يحكى عن “الحزب القائد للدولة والمجتمع” لا يتعدى المادة الثامنة في الدستور الذي لم يدخل حيز التطبيق بسبب حالة الطوارئ، وربما لن يدخلها قبل أن يتحرر من كل ما هو حزبي وتسلطي في مواده. وأن السلطة الفعلية تكمن في أخطبوط الأجهزة الأمنية الذي يتداخل مع كل الفعاليات المجتمعية بشكل سرطاني وسلبي يشل قدرتها على الابتكار والفعل المدني والحركة السياسية الخلاقة. لا يعرف الشباب الذي صنع انتفاضة الكرامة الحسابات السياسية والتحالفات والعداوات والتكتيكات والإستراتيجيات، لقد همشته المنظومة السياسية السائدة فعثر على نفسه خارج سقفها وبنيتها وهياكلها. من هنا لا يعنيه كثيرا أن يتحدث عن إصلاح أو إسقاط النظام لأنه يتحرك خارج أي مساومات أو توليفات مع الأمر القائم ويعتبر القطيعة مع الدكتاتورية والفساد شرطا واجب الوجوب لبناء الحلم الجديد. لم تتبلور بعد تنظيمات سياسية جديدة تعبر عن الجديد المرافق للانتفاضة، وباستثناء “حركة شباب 17 نيسان للتغيير الديمقراطي” التي ولدت قبيل الانتفاضة بأسبوعين، فإن جملة أشكال التعبير الأخرى مشتقة من الحقبة السابقة خطابا وأسلوبا ونهجا. ويمكن القول إن العديد منها يحمل بضاعته القديمة لحقبة مفتوحة جديدة لا بد له -حتى يعيش- من إعادة نظر شاملة في تجربته وتصوراته للذات والآخر والثورة. لقد قضت السلطة الدكتاتورية في سوريا على عنصر هام من عناصر المدنية: هو العلاقة بين الواقع والخطاب السياسي. حيث تشوهت الكلمة وتشوه الشعار وتشوهت الحقائق وتجردت الأشياء إلى درجة فقدان حس التمييز. لقد أصبحت تنتج الخلايا الخبيثة في عملية دورانها حول نفسها، وبذلك لم تعد قادرة على حماية نفسها من سرطانها. لذا تشوهت علاقتها بغريزة البقاء الموجودة في أعماق كل من يمارس الحكم. وخلال قرابة نصف قرن، تكفل الاستبداد السلطوي بسحق الشخصية القضائية وقتل الشخصية الأخلاقية وإلغاء الخصوصية النوعية للكائن البشري. ومع التحطيم المنهجي للقدرات الذاتية للمجتمعات، نما الإحساس بهذا العجز السياسي الوطني وليس فقط عقم وبؤس الأنموذج السياسي/الاقتصادي وراء العديد من شعارات الشبيبة التي تؤكد الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي والتحرير، وليس فقط مناهضة الطائفية والتسلط ومحاربة نهب المال العام. فلسفة الشبيبة تقول إن المناعة الذاتية أساس الحق والقوة، وليس بالإمكان الدفاع عن الوضع القائم باعتباره ضمانا من الخطر الخارجي، لأن هذا الوضع هو السبب الأساسي في جعل الخطر الخارجي قائما. الدولة الراهنة بشكلها الحالي لم تعد تمثل طموحات أحد، وصورتها السلبية مزروعة عند الأغلبية الساحقة من أبناء المجتمع. لم يعد بالإمكان العودة إلى نواظم مشتركة عليا دون اعتبار المواطنة، وليس الحكومة أو الرئيس، الجامع الوحيد للكيانات المحطمة والدافع الأوحد للاجتماع السياسي. لكن ما معنى المواطنة في غياب الحقوق الفردية والجماعية؟ ما هو مبناها في غياب تعريف واضح للأشخاص بغض النظر عن جنسهم ودينهم وقوميتهم؟ هل ارتقينا إلى قبول فكرة الفضاء السياسي والمدني الأوسع الرافض لكل استثناء وإقصاء؟ هل توافقنا على نزع القداسة عن الشأن العام لنتساوى أمام القانون في الوازع والناظم والرادع؟ هل بالإمكان جعل سلامة النفس والجسد شعارا ثقافيا/سياسيا عاما، أي زرع مناهضة التعذيب في الوعي الجماعي؟ هل وضعنا أسس إعادة الروح للسلطة القضائية المحتضرة تحت ضربات الأمن والمتنفذين؟ كل هذه الأسئلة يتم طرحها اليوم في معمعان القطيعة مع التسلط وأمل بناء نهضة الإنسان والأوطان. هل نحن بصدد تبلور حركة مدنية واسعة من أتون حركة مئات آلاف الشباب الذين ينخرطون كل يوم في النضال من أجل التغيير الديمقراطي؟ هل ستقوم الطبقة السياسية التقليدية بعملية غسل الدم الضرورية لتكون بمستوى الوضع الثوري؟ هل ستخرج الجموع المدجنة عن صمتها وارتهانها؟ كل هذه الأسئلة تطرح اليوم في صلب التجربة الرائدة التي يخوضها الأحرار منذ انتفاضة 18 مارس/آذار وحتى اليوم. حيث تتماسك أجهزة القمع دفاعا عن بقائها بالحفاظ على كل الخلايا السرطانية في تكوينها، أي تعجز عن التجاوز والخروج من العقل التسلطي والممارسات التسلطية التي أودت بحياة مائتي شهيد على الأقل. وهي اليوم في مواجهة إقدام الشبيبة، عاجزة عن فك الشيفرة الجماعية التي يتحدث بها الجيل الجديد. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 أفريل 2011)
فهمي هويدي يبدو أننا بصدد الدخول في متاهة فتنة جديدة في مصر. إذ بعدما مررنا بفتنة الوقيعة بين المسلمين والأقباط، وتفجير العلاقة بين السلفيين والمتصوفة، فها نحن نشهد إذكاء لفتنة جديدة تستهدف إفساد العلاقة بين الجيش والشعب، الأمر الذي يستوجب الاستنفار والإنذار. (1) الذي حدث يوم الجمعة الماضي في ميدان التحرير بالقاهرة لا يصدقه عقل. إذ لم يخطر على بال أحد أن تتحول جمعة محاكمة رأس النظام السابق وتطهير البلاد من ذيول نظامه وأتباعه، إلى تشهير البعض بقيادة القوات المسلحة والمطالبة بإسقاط المشير طنطاوي. ولا أفهم كيف وبأي منطق يظهر بين المتظاهرين أشخاص لا يزيد عددهم على أصابع اليدين يرتدون الزي العسكري ويقولون إنهم ضباط في الجيش، ثم يقرأ أحدهم ما أسماه البيان الأول، داعيا إلى ما بدا أنه ثورة على الثورة. ولا أعرف كيف تطورت الأمور بحيث احتمى هؤلاء ببعض المتظاهرين المعتصمين حتى لا تستجوبهم الشرطة العسكرية، ثم تحول الشد والجذب إلى هجوم، تخلله إطلاق الرصاص المطاطي والنيران، مما ترتب عليه سقوط قتيل وعدد من الجرحى. هذا المشهد طرح أسئلة كثيرة حول هوية الذين نادوا بالاعتصام والمبيت في الميدان رغم حظر التجول، وحقيقة الذين استجابوا للنداء، وما هي نسبة الذين ينتمون حقا إلى ثوار 25 يناير، ونسبة المزايدين عليهم، ونسبة اليساريين الذين رفعوا السقف عاليا وأرادوا أن يقرروا مستقبل مصر من الميدان، وما هي نسبة العاطلين الذين اعتبروا الميدان ملاذا لهم، والبلطجية الذين اعتبروا المظاهرات فرصة لتنشيط الشغل والاسترزاق. من تلك الأسئلة أيضا: هل اتفقت المجموعات التي تمثل ثوار 25 يناير على التنسيق فيما بينها في تنظيم جمعة المحاكمة والتطهير؟، وهل كان ظهور أولئك الضباط ضمن ذلك التنسيق أم أنهم فوجئوا بهم؟، ومنذ متى كان ضباط الجيش -أي جيش- يظهرون بثيابهم العسكرية في مظاهرات الاحتجاج ثم يقفون أمام الملأ لكي يحرضوا الناس ضد القوات المسلحة وقياداتها؟، وما ملابسات إطلاق النار على بعض المتظاهرين، وإذا صح أن الشرطة العسكرية أرادت أن تصل إلى أولئك الضباط المتمردين لاستجوابهم، فهل بذل جهد قبل ذلك لتحقيق هذا المطلب دون استخدام العنف وإطلاق الرصاص؟، وبأي صفة يطالب البيان الضباط بإقصاء هذا القائد أو ذاك. أو بتشكيل مجلس رئاسي يدير البلاد؟، وهل يجوز في التقاليد الديمقراطية أن توافق الأغلبية على التعديلات الدستورية التي تحدد مسارا لتسليم الحكم للمدنيين في آجال محددة، ثم تخرج علينا أصوات داعية إلى قلب الطاولة ورافضة موقف الأغلبية؟ (2) ثمة حقائق ينبغي أن تكون واضحة في الأذهان ونحن نتعامل مع إرهاصات الفتنة، وهي: * إن الجيش ينبغي أن يظل خطا أحمر لا يجوز المساس به، ليس لأنه معصوم ومنزه عن الخطأ، ولكن لأن ثمة مصلحة وطنية ضرورية تقتضي ذلك في الوقت الراهن. علما بأن أي انتقاص من دور الجيش أو مساس به يصب مباشرة في صالح الثورة المضادة، التي تسعى لإعادتنا إلى حظيرة الحقبة السوداء التي مر بها الوطن. ولأنه ليس معصوما أو منزها، فلنا أن نعاتبه ونحاسبه ونعارض مواقفه. وذلك كله انطلاقا من الحرص على تصويب مسيرته وإنجاح مهمته. على العكس تماما مما استهدفته الهتافات المسيئة التي رددها البعض. * إن ثمة أمورا حدثت بعد الثورة لم يجد لها المجتمع المصري تفسيرا مقنعا، الأمر الذي حيرَّ كثيرين ودفع آخرين إلى إساءة الظن. من ذلك مثلا أن أبرز ركائز النظام السابق الذين يحملهم المجتمع مسؤولية الفساد السياسي طوال عهد مبارك ظلوا مطلقي السراح طوال الوقت، ولم تتخذ ضد بعضهم إجراءات تذكر إلا بعد شهرين من تنحي الرئيس السابق، وفي أعقاب ضغوط قوية مارسها الشارع. وفي حين اهتمت السلطة القائمة بملاحقة المشتبه في ضلوعهم في الفساد الاقتصادي، فإنها لم تول الفساد السياسي نفس القدر من الأهمية، وكان غريبا أيضا أننا وجدنا مثلا أن وزير الداخلية الذي تفترض مسؤوليته عن التعذيب والقتل وتزوير الانتخابات قدم إلى المحاكمة بتهمة غسل الأموال، ولم يفتح بعد ملف جرائمه وجناياته الأخرى، الأخطر والأفدح. وجدنا أيضا أن من ذكرت اسمه في واقعة إطلاق الجمال والخيول على المتظاهرين في 28 فبراير/شباك الماضي، ظهر اسمه مرة أخرى متهما بالضلوع في فوضى ميدان التحرير يوم 8 أبريل/نيسان الحالي، وحينئذ فقط -بعد شهرين تقريبا- صدر قرار النائب العام بضبطه وإحضاره. وجدنا كذلك أن المسؤول الذي فتح الباب على مصراعيه لتبديد الثروة العقارية ونهبها في مصر، والذي أغرق الجميع في بحر الفساد الواسع، ظل مطلق السراح أيضا، ولم يفكر أحد في مساءلته إلا أخيرا جدا. * يثير الانتباه في هذا السياق أن المجلس العسكري تعامل بسرعة وحزم مع بعض الذين ألقي القبض عليهم أثناء المظاهرات، إذ قدم هؤلاء خلال أيام قليلة إلى المحاكمة العسكرية، التي سارعت بدورها إلى إصدار أحكام بحبسهم لمدد تراوحت بين عدة أشهر وثلاث سنوات، في حين أن مساءلة رؤوس الفساد ورموزه اتسمت بالتمهل والبطء الشديدين. * إن وجود الرئيس السابق في شرم الشيخ واستمرار ممارسة رئيس ديوانه وكاتم أسراره لعمله في مكتبه بالقاهرة (حتى الخميس 7/4)، وما قيل عن خطوط مفتوحة بين مقره في شرم الشيخ وآخرين من أعوانه في العاصمة، كان مصدرا آخر للبلبلة التي فتحت الشهية لإطلاق شائعات أثارت مخاوف كثيرين وقلقهم على مصير الثورة، ناهيك عن أن كثيرين لم يفهموا كيف أن مصر شهدت كل ذلك الفساد المروع الذي تتكشف وقائعه يوما بعد يوم، ثم لا يساءل أو يحاسب المسؤول الأول عن تلك المرحلة. * إن اتصال المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالمجتمع لم يكن بالكفاءة المرجوة. فالإعلام الرسمي المتمثل في التليفزيون والإذاعة كان مرتبكا، حتى إنه تجاهل تقريبا التعديلات الدستورية التي طلبها المجلس، أما الصحف القومية التي كانت لسان حال نظام مبارك فقد شغلت بتبييض صفحتها وبالمزايدة على ثورية الآخرين. ومن ثم شغلت بإدانة النظام السابق بأكثر من انشغالها بالتفاعل مع النظام الجديد. وكانت النتيجة أن الناس لم يفهموا كثيرا من التطورات التي حدثت، الأمر الذي أوقعهم في حبائل البلبلة والشك. وفي حين ظل البعض يعانى الحيرة ويردد الأسئلة المعلقة، فإن آخرين سارعوا إلى تفسير بعض الوقائع باعتبارها تعبيرا عن «التواطؤ» مع النظام السابق. وحين أصدرت الشؤون المعنوية للقوات المسلحة الملحق المجاني الذي وزع مع جريدة الأهرام يوم الجمعة (8/4) وأرادت به الدفاع عن موقف المجلس العسكري، فإن الوقت كان متأخرا، ناهيك عن أن المرافعة كانت خطابية وإنشائية، وكان الرنين فيها أقوى من الإقناع. (3) إذا كان هناك ما يمكن أن يقال بحق ممارسات المجلس العسكري الذي ربما التمسنا له أعذارا في بعض المواقف، فإن الكثير يمكن أن يقال بحق «الثوار» الذين تعددت مجموعاتهم وتباينت مواقفهم حتى ظهر بينهم من زايد على الجميع. في هذا الصدد، فإننا ينبغي أن نذكر بثلاثة أمور، أولها أن الثوار كانوا يعرفون جيدا هم ضد ماذا، لكنهم لم يكونوا يعرفون هم مع ماذا. وإذا كانوا قد تحدثوا عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، فإن الأغلبية لم تكن تعرف كيف؟، ثانيها أنهم كانوا قبل انفراط عقدهم يمثلون كل الاتجاهات الوطنية في مصر، باختلاف مشاربها ومقاصدها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، إضافة إلى آخرين لم يكونوا إلى جانب هؤلاء أو هؤلاء. الأمر الثالث الذي سبق أن نبهت إليه هو أنهم كانوا يمثلون الشعب المصري في مجمله، وليس الشباب وحدهم الذين كان دورهم فاعلا حقا ولا ينكر، لكن دور غيرهم كان لا غنى عنه، وبغيره ما كان للثورة أن تحقق أهدافها. رغم أننا لا نستطيع أن نعمم على كل الشباب، فإننا لا نستطيع أيضا أن نتجاهل ممارسات كثيرة صدرت عنهم ونسبت إليهم، أساء فيها بعضهم فهم حفاوتنا بهم وتقديرنا لهم. وكانت النتيجة أن أولئك البعض تصوروا أن البلد يجب أن يسلم إليهم بحيث تدار الدولة من الميدان أو الشارع. ولم أفهم مثلا مطالبة بعضهم بكتابة الدستور في ميدان التحرير وليس من قبل رجال القانون والسياسة والفكر الذين اعتبروا أن قيامهم بهذه المهمة سرقة للثورة. وبدلا من وقوفهم وراء انتخاب مجلس تشريعي نزيه يصدر القوانين ويراقب أداء الحكومة، وجدناهم يطالبون رئيس الوزراء بالمشاركة في إصدار القرارات، واستغربنا أن يخصص لهم الرجل غرفة في مقر الحكومة. أما الأكثر غرابة فقد كان مطالبة بعضهم بالاشتراك في انتخابات عمداء الكليات، والإشراف على «الكنترول» الذي تودع فيه أوراق الامتحانات ونتائج رصد الدرجات، ومطالبتهم بمراقبة عمل المحافظين وتولي مهام مجالس المحافظات… إلخ. هذا الشطط ينبغي أن يوضع له حد، خصوصا أن رياحه تكاد تعصف بقطاع الإنتاج في مصر، إذ كما أن بعض الشبان يريدون إدارة البلد، فلماذا لا يتولى العمال إدارة المصانع وطرد مديريها وأصحابها، وهذه وتلك من قبيل الممارسات التي يظن البعض أنها تفعيل للثورة، في حين أنها تمهد الطريق لنجاح الثورة المضادة. (4) صحيح أن المظاهرات شكلت عنصرا ضاغطا دفع المجلس العسكري إلى التحسب له، بدليل أن بعض قراراته المهمة أصبحت تتخذ يوم الخميس وقبل حلول يوم الجمعة، إلا أننا ينبغي أن نعترف بأننا ما زلنا نفتقد قيادة واضحة المعالم والأفكار تعبر عن الثورة، الأمر الذي فتح الباب لكي ينتسب إليها ويزايد عليها البعض، ومما يؤسف له أن التجمعات التي برزت معبرة عنها لم تنجح لا في التنسيق بينها ولا في ضبط وتنظيم المظاهرات التي لم تعد تعرف من يدعو إليها ومن يشارك فيها. وفي الوقت ذاته، فإننا صرنا ندفع ثمن غياب مؤسسات المجتمع المدني في مصر. فالأحزاب التي خلفها النظام السابق أشهرت إفلاسها، والنقابات المهنية لا تزال أسيرة حالة الشلل التي فرضت عليها منذ أكثر من 15 عاما، والنقابات العمالية في غيبوبة كاملة، والمنظمات الأهلية الممولة أغلبيتها من الخارج ضعيفة التأثير ولا يكاد يسمع لها صوت. كأننا بإزاء ثورة لها جسم دون رأس، ومجتمع يعاني الفراغ وهشاشة بنيانه الداخلي، وإذا أضفت إلى ذلك أن النخبة باتت مشغولة بانقساماتها واحترابها الداخلي بأكثر من انشغالها بهم الوطن وإنقاذ سفينته المنهكة والموشكة على الغرق. إذا صح ذلك التحليل فإنه يصور لنا كيف أن المسؤولية التي يتحملها المجلس العسكري وحيدا أشد جسامة مما نتصور، كما أنه ينبهنا إلى خطورة الحملة المشبوهة التي تشكك فيه وتسعى للوقيعة بينه وبين الشعب. وهو ما يدعوني إلى القول إنه إلى أن تقوم للحكم المدني أي قائمة، فينبغي أن يتوافق الوطنيون الغيورون على البلد على أن استمرار المجلس هو الحل. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 أفريل 2011)
2011-04-12 واشنطن ـ (يو بي اي) قالت الممرضة الأوكرانية السابقة للزعيم الليبي، معمر القذافي أوكسانا بالينسكايا ان أياً من ممرضاته، لم تكن عشيقته، وأنهنّ تمتعن بأسلوب حياة مرفّه ورافقنه في حلّه وترحاله خارج البلاد. وكتبت أوكسانا بالينسكايا، التي عادت إلى أوكرانيا مطلع فبراير/شباط بعيد انطلاق الثورة الليبية في مجلة “نيوزويك” الأميركية ان “الصحافة الأوكرانية سمّتنا حريم القذافي. هذا هراء. لم تكن أي واحدة منا نحن الممرضات عشيقته، والمرة الوحيدة التي كنا نلمسه فيها، كان لقياس ضغط دمه”. وقالت ان “بابيك” (Papik) أي “الأب الصغير” بالروسية كما كانت ممرضات القذافي تنادينه، كان متحفظاً أكثر بكثير من صديقه “زير النساء” سيلفيو برلسكوني. وعزت ممرضة الزعيم الليبي اختياره للنساء الأوكرانيات الجميلات للعمل ضمن حاشيته كممرضات “ربما إلى مظهرهن”، وأضافت “كان يحب أن يكون محاطاً بالأشياء الجميلة والناس الجميلين”. وقالت بالينسكايا ان “بابيك” كان سخياً جداً مع ممرضاته اللواتي عشن حياة مرفّهة، وقدم لهنّ أشياء أكثر مما كنّ يحلمن بالحصول عليه “شقة مفروشة من غرفتي نوم، وسائق يظهر كلما طلبته. ولكن كانت شقتي فيها أجهزة تنصّت وحياتي الشخصية مراقبة عن كثب”. وأشارت إلى أنه كان يعطي ممرضاته المال للتسوّق أثناء السفر ويشتري لهن كل عام ساعة ذهبية عليه صورته. وأوضحت أن وظيفة الممرضات كانت التأكّد من أن صاحب عملهنّ بصحة جيدة، وأكدت ان القذافي “كان لديه ضربات قلب وضغط دم لرجل أصغر سناً بكثير. وكنا نصر على أن يلبس قفازات في زياراته إلى تشاد ومالي لحمايته من الأمراض المدارية. وكنّا نحرص على أن يمشي يومياً حول مقر إقامته، ويأخذ اللقاحات الضرورية، وكنّا نفحص ضغط دمه في أوقات محددة”. وقالت ان القذافي كانت لديه عادات غريبة، إذ كان يحب الاستماع الى الموسيقى العربية على راديو كاسيت قديم، وانه يبدل ثيابه عدة مرات في اليوم وفي تجواله في الدول الافريقية الفقيرة كان يرمي المال والحلوى من نافذة الليموزين المصفحة للأطفال الذين يتعقبوا موكبه وكان يخاف أن يقتربوا منه مخافة أن يلتقط أية أمراض منه. وأكدت بالينسكايا ان القذافي لم يسبق أن نام في خيمة، وأنه استخدم الخيمة فقط للاجتماعات الرسمية. وقالت انه كان لديها انطباعاً بأن ما لا يقل عن نصف سكان ليبيا لا يحبون القذافي وان الموظفين الطبيين الليبيين كانوا يغارون من الممرضات لأنهن يتقاضين ثلاث مرات أكثرمنهم (أكثر من 3000 دولار شهرياً). وأضافت “كان واضحا أن ‘بابيك’ يتخذ كل القرارات في بلده. وهو يشبه ستالين، فلديه كل السلطة، وجميع الكماليات، وكلها لنفسه”. وتابعت “عندما شاهدت الصور التلفزيونية الأولى للثورة المصرية فكرت أن لا أحد يجرؤ على الثورة على ‘بابيك’. ولكن كانت هناك سلسلة ردود فعل بعد تونس ومصر”. واعتبرت انه لو سلم القذافي السلطة لابنه سيف الإسلام عندما كان لا يزال هناك فرصة، لما كان حصل شيء في ليبيا. وبررت فرارها من ليبيا لكونها حامل، وخشيتها من عدم رضا العقيد عن صديقها الصربي وقالت انه لا يزال هناك ممرضتان أوكرانيتان مع القذافي. وكانت ممرضة أوكرانية أخرى للقذافي هي، غلينا كولوتنيتسكا، عادت إلى أوكرانيا في أواخر فبراير/شباط الماضي ورفضت الحديث لوسائل الإعلام، إلاّ أن برقية للسفارة الأميركية في طرابلس نشرها موقع “ويكيليكس” كشفت إن القذافي مهووس تقريباً بالاعتماد عليها. ووصفت البرقية كولوتنيتسكا، 38 عاماً، بـ”الشقراء المثيرة” وتناولت شائعات عن وجود علاقة غرامية تربطها بالعقيد. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أفريل 2011)
أعربت الحكومة الليبية عن مخاوفها من نفاد الأموال النقدية خلال أشهر إذا لم يتم إيجاد حل للأزمة السياسية والعسكرية في البلاد، وقالت إنها تسعى لمضاعفة أسعار الفائدة.
وفي حديث مع صحيفة ذي غارديان، قال وزير المالية عبد الحفيظ الزليطني إن الحكومة تعتزم رفع قيمة سعر الفائدة إلى الضعف، ضمن واحدة من الإجراءات الطارئة التي اتخذها النظام الليبي خلال الأسابيع الأخيرة.
ومن تلك الإجراءات تقنين الوقود، وفرض قيود على السحوبات النقدية من البنوك، وزيادة رواتب القطاع العام بمعدل 50% ومضاعفة رواتب التقاعد.
ويقول الوزير “في الوقت الراهن لا توجد لدينا أي مشكلة في دفع الرواتب”، مشيرا إلى أن أكثر من 75% من السكان يعيشون في الجزء الغربي من البلاد الذي تسيطر عليه حكومة العقيد معمر القذافي وتدفع رواتب القطاع العام والمعونات الحكومية.
وذكر الزليطني أن ليبيا الغنية بالنفط تمكنت من حل معظم القضايا السياسية الشائكة مع الغرب، وتجنبت أسوأ آثار الأزمة المالية العالمية.
ولكن الأزمة التي تشهدها الساحة الليبية -في إشارة إلى الثورة الشعبية التي تطالب بإطاحة النظام- دفعت بالليبيين إلى عمليات شراء وتخزين السلع بسبب الذعر، وأوقفت الواردات التي تبلغ 50% من استهلاك الشعب الليبي بسبب العقوبات، وتسببت في تراجع النشاط الاقتصادي بشكل كبير نظرا لفرار العمالة الوافدة.
وأكد المسؤول الليبي أن الحكومة سترفع سعر الفائدة من 3 إلى 6% الأسبوع المقبل، موضحا أن القلق الذي ينتاب الناس دفعهم إلى كنز أموالهم في المنازل والابتعاد عن البنوك، “لذلك نريد أن نقدم للناس بعض الحوافز” لأن الأموال المتداولة أكثر مما يحتاجه المستهلكون أو المستثمرون.
ولفت إلى أن أكثر من ثلثي القوة العاملة في ليبيا تعمل لدى الدولة، وقد تم رفع رواتب العاملين فيها لتشجيعهم على العمل كي يحلوا محل العمالة المهاجرة في قطاع الخدمات.
ولدى سؤاله عما إذا كان يفكر في مغادرة البلاد تيمنا بوزير الخارجية المنشق موسى كوسا، ابتسم الزليطني وهز كتفيه قائلا “الوقت ليس مناسبا للسفر، أليس كذلك”؟ المصدر:غارديان (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 أفريل 2011)
2011-04-12 الجزائر- يو بي اي: كشف مصدر جزائري الثلاثاء أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أقر في اجتماع عقده مع قادة الجيش والمخابرات والأجهزة الأمنية الأخرى في منتصف الشهر الماضي خطة أمنية طارئة لمواجهة تداعيات الوضع في ليبيا على خلفية المواجهات العسكرية بين نظام العقيد معمر القذافي والمعارضة التي تسعى لإسقاط حكمه.
ونقلت صحيفة (الخبر) عن مصدر جزائري وصفته بالعليم أن الإجتماع الأمني العالي المستوى خرج بجملة من الإجراءات السريعة منها زيادة عدد القوات في الجنوب بنقل قوات برية وجوية إضافية إلى هذه المناطق واقتناء معدات مراقبة جوية من دول غربية، وإنشاء مهابط طائرات عمودية وطائرات استطلاع خفيفة لمواجهة انعكاسات تردي الأوضاع في ليبيا على الجزائر. وأضاف المصدر إنه تقرر خلال الإجتماع أيضا التنسيق بين قيادة الجيش والدرك مع المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية الجمارك والعمل على المدى الطويل عبر إنشاء مدارس تدريب العناصر ومكاتب لانتقاء الضباط في مناطق الجنوب بغرض زيادة عدد منتسبي الجيش والدرك والشرطة من سكان المناطق الجنوبية لضمان الأمن والحد من البطالة في هذه المناطق.
وتتضمن خطط قيادة الجيش زيادة الاعتماد على عسكريين وضباط صف وضباط من أبناء أقصى الجنوب ومن القبائل المحلية الموجودة في منطقة الحدود الجنوبية.
وتقرر في هذا الإطار تخريج دفعات متتالية من الجنود والرتباء من مدرسة (عين مقل) العسكرية في أقصى جنوب الجزائر بمعدل دفعة خلال 6 أشهر تضم 1500 عسكري.
ومن ناحية أخرى، أخضعت مصالح الأمن في الجنوب سلعا جديدة للرقابة الأمنية، وتقرر أن لا تسوق هذه السلع إلا بمراقبة أمنية وبرخص مسبقة خاصة في المناطق الحدودية، تشمل مختلف أنواع زيوت شحوم السيارات وقطع الغيار وعجلات سيارات الدفع الرباعي، والبراميل الفارغة التي تستعمل في نقل المحروقات.
كما تدرس المديرية العامة للأمن الوطني إنشاء مدرسة جديدة لتدريب عناصر الشرطة ومركز تدريب للوحدات الجمهورية للأمن في إحدى ولايات أقصى الجنوب المتاخمة للساحل الإفريقي المضطرب أمنيا.
وعزا نفس المصدر هذه الإجراءات إلى انكشاف 982 كيلومترا من الحدود الجزائرية الليبية وتحولها إلى منطقة توتر، وبات على قوات حفظ الأمن أن تراقب حدودا صحراوية مضطربة بطول 3777 كيلومترا، أي أكبر بـ500 كيلومتر عن الحدود التي تربط المكسيك بالولايات المتحدة.
ورجحت مصادر عسكرية أن مناطق الجنوب الكبير بحاجة إلى ما لا يقل عن 10 آلاف دركي وشرطي إضافي، ومطارات عسكرية، ووحدات متنقلة للشرطة القضائية، عبر الحدود الصحراوية التي تصنف بأنها غير آمنة للجزائر، والتي باتت الآن تمتد لمسافة 3777 كيلومترا، وهي الحدود المشتركة للجزائر مع دول مالي، وموريتانيا، وليبيا والنيجر.
وكانت تقارير إخبارية محلية تحدثت الإثنين عن أن الجزائر وتونس ودولا إفريقية أخرى طلبت من دول غربية كبرى تسهيل حل الأزمة الليبية بسرعة، لمنع المزيد من التدهور في الوضع ولقطع الطريق على أتباع تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” الذي شرع في تدريب عشرات المتطوعين من مختلف الجنسيات لإرسالهم إلى ليبيا.
وأشارت التقارير إلى أن “إرهابيين” من جنسية ليبية عملوا لحساب تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” بايعوا مؤخرا أميرا جديدا مجهول الهوية، ويعتقد بأنه من جنسية ليبية وكان ضمن “الإرهابيين” الليبيين في الساحل الإفريقي، بعدما زكاه زعيم تنظيم القاعدة في المنطقة الجزائري عبد الملك دروكدال (أبو مصعب عبد الودود).
وذكرت التقارير أن القاعدة تعمل على إعداد العدة لإطلاق حرب جديدة في ليبيا بتدريب عشرات المتطوعين من الأفارقة والمغاربة والتونسيين والمصريين، التحق بعضهم بشمال مالي والنيجر التي باتت تسمى (أرض العدة والتدريب) لإجراء دورات تدريب قصيرة في قواعد متحركة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 أفريل 2011)