الاثنين، 6 نوفمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2359 du 06.11.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيــان هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات: بــيان بيان من لجنة الدّفاع عن حجاب المرأة في تونس بألمانيا ولجنة الدّفاع عن المحجّبات بتونس بي بي سي : عفو رئاسي عن عشرات السجناء الإسلاميين الوسط التونسية: تونس: اطلاق سراح حوالي ستين قياديا ومناضلا من حركة النهضة رويترز: نشطاء : تونس تفرج عن 55 سجينا اسلاميا الغنوشي لـ “قدس برس”: إطلاق السجناء خطوة جزئية تحتاج إلى خطوات انفراجية العربية.نت: تونس: اطلاق 40 سجينا إسلاميا حوكموا في 90 بعفو رئاسي الحوار نت تحاور السيدة سهــام بن سدرين بوبكر التَايب: تدافعات التدين والقانون و السياسة – كتاب في مسالة  الحجاب الهادي بريك: ويل للقرضاوي وللجزيرة من رويبضة من تونس محمد العروسي الهاني : تعقيبا على مقال برهان بسيّس بعنوان البعد الآخر ….( العبرة) الحاج معروف التونسي: في الذكرى الثامنة لرحيل علامة تونس سيدي الشيخ الفقيه المجدد علي اللافي عباس: شنوَّ رايكم في حِجْ بالسفساري د. احمد القديدي: هل للقادة العرب من تعليق علي شنق زميلهم؟ راشد الغنوشي: ما مدى مسؤولية قطب عن حركات التكفير والعنف؟


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 

في حلقة بمناسبة الذكرى 19 للسابع من نوفمبر

جمادي الجبالي والمنصف المرزوقي على قناة الحوار في برنامج 90 دقيقة يعاد بثه في الاوقات التالية الاثنين  الساعة 22:00 بتوقيت غرينيتش الثلاثاء الساعة 03:00 بتوقيت غرينيتش الثلاثء الساعة 07:30 بتوقيت غرينيتش


 

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 شارع المختار عطية تونس 1001

الهاتف: 71340860 الفاكس:71354984

 

تونس في 06/11/2006

 

بــــيـــــان

 

أفرجت السلطات التونسية ليلة البارحة عن مجموعة من المساجين الإسلاميين تمكنت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين من إحصاء عدد منهم بلغ الخمسة والخمسين نورد فيما يلي أسماءهم حسب السجون التي خرجوا منها:

 

** من سجن برج الرومي السادة :

1) – نبيل النوري  2 )- فيصل المهذبي     3) – علي الغضبان4) – الهاشمي باكير  5) – محسن الجويني6) – خالد الدريسي7) – عادل بن عمر8) – الشاذلي محفوظ  9) – لطفي النجار           10 )- ظافر الزلاجي11)- فوزي العمدوني12)- الحبيب ساسي

 

و من سجن الناظور السادة:

13)- حمادي عبد الملك14)- عبد الله ادريسي15)- فريد الرزقي16)- فوزي التليلي17)- محمد الهادي البجاوي18)- محمد الجواني19)- معتوق العير

 

و من سجن المرناقية السادة:

20)- محمد العكروت 21)- عبد الله المسعودي22)- انور بن لاح 23)-  حاتم زروق   24)- الحبيب اللوز

 

و  من سجن صفاقس السادة:

25)- الحبيب إدريس26)- محمد المسدي27)- محمد الطرابلسي

 

و  من سجن برج العامري السادة:

28)- عبد الرؤوف التونكتي29)- محيي الدين الفرجاني30)- منير الشرقي31)- نور الدين براهم32)- شكري العياري33)- لطفي الحباري34)- الصادق العرفاوي35)- محمد الشاوش  36)- عبد المجيد النموشي

 

و من سجن المهدية السادة:

37)- رمزي الخلصي38)- محمد العيادي 39)- عبد الحفيظ بن خليفة40)- زهير بن حسين   41)- سامي النوري

 

و من سجن المسعدين السادة:

42)- عبد الرؤوف البدوي43)- جمال المخينيني44)- خالد عبد الجليل45)- حبيب عبد الجليل46)- عبد الوهاب الهمامي47)- نصر الدين عياد48)- لطفي القروي49)- نبيل الفقيه  50)- عبد الرزاق مزقريشو

 

و من سجن الكاف السيدان

51)- فتحي الورغي52)- منير بن يحمد

 

و من سجن قابس السيد:

53)- علي عون

 

و  من سجن سليانة السيدان:

54)- حمادي العبيدي55)- ماهر سلمان

 

و تجدر الإشارة إلى أن القائمة ليست نهائية و تأمل الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في أن يتم الإفراج عن بقية المساجين السياسيين خلال الساعات القادمة وستصدر بيانا تكميليا في الإبان علما بتواتر الأنباء حول حصول بعض المساجين السياسيين على الحط من العقاب و هو ما يدل على أن الإفراج في هذه الفترة لن يكون تاما.

 

فقد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أنه:

 

تم الحط من بقية العقاب بنسبة الثلث لكل من فتحي العيساوي وفرج الجامي والصادق شورو والشاذلي النقاش وسمير بن تيلي وعلي الزواغي وعبد الكريم الهاروني والدكتور أحمد الأبيض وحليم قاسم وعلي شنيتر.

 

ووقع الحط من بقية العقاب بنسبة النصف للسجين السياسي محمد القلوي.

 

ولم تصلنا بعد المعلومات بخصوص بقية المساجين المنتمين لحركة النهضة، كما لم تصلنا معلومات عن المساجين الذين تمت محاكمتهم بموجب قانون الإرهاب .

 

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تتقدم بتهانيها الحارة إلى عائلات المساجين السياسيين المفرج عنهم تعبر عن بالغ انشغالها من بقاء عدد لا يستهان به من المساجين السياسيين بمختلف السجون التونسية. و تطالب بإطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن إذ أن الإسراع بذلك من شأنه وضع حد لمأساة طالت و إرجاع الطمأنينة لجزء هام من المجتمع التونسي والمساهمة في استتباب الأمن كما أن إطلاق سراح الأستاذ محمد عبو من شأنه أن يساهم في تهدئة الجو المتوتر داخل قطاع المحاماة.

 

و قد عبرت بعض عائلات المساجين السياسيين الذين لم يقع الإفراج عنهم عن امتعاضها وغضبها من بقاء أبنائها بالسجن خاصة وأنها كانت تترقب بفارغ الصبر المناسبات القليلة التي يقع الإعلان فيها عن إطلاق سراح دفعة من مساجين الرأي و فهموا أن عليهم أن يترقبوا فرصة أخرى ربما يتاح فيها الإفراج في حين أن صبرهم قد نفد وأن البعض من المساجين السياسيين مثلما هو الحال بالنسبة لفتحي العيساوي المصاب بسرطان في الغدد الدرقية منذ ثلاث سنوات و تخشى عائلته من تطور المرض  بصورة مفجعة خلال الأسابيع المقبلة كما أن الحالة الصحية للسجين السياسي فرج الجامي تنذر بالخطر إذ هو مصاب بعدة أمراض.

 

رئيس الجمعية

الأستاذ محمد النوري


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف : 71340860 الفاكس:71354984 06/11/2006 بلاغ

علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن أعوان البوليس السياسي عطلوا يوم الأحد 05/11/2006 الاحتفال بزواج السيد ذاكر الحارس بالآنسة سمية بنت المناضل السيد حمادي الجبالي السجين السياسي السابق و القيادي في حركة النهضة و ذلك عبر المضايقات المسلطة على المدعوين لحفل الزفاف إذ وضعت حواجز و أوقفت جميع السيارات التي تقلهم و تسجيل أرقامها    و طالبوا المدعوين بتقديم بطاقات التعريف التي يحملونها للتعريف على هوياتهم.

كما علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أنه تم غلق قاعة الأفراح المعدة لاستقبال المدعوين و منع الاحتفال بذريعة عدم الحصول على ترخيص في ذلك و هو ما حدا بعائلتي العريسين إلى دعوة المحتفلين للتنقل إلى دار السيد حمادي الجبالي حيث تم الاحتفال بالزواج بالساحة الخارجية المحيطة بالمنزل . و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تستنكر المضايقات المسلطة على عائلات المساجين السياسيين بعد خروجهم من السجن. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

 


هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات   بـــــــــيان  
تحول يوم الأحد 5 نوفمبر 2006 وفد عن هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات يضم كلا من السادة محمد النوري وعلي بن سالم و العياشي الهمامي وجلول عزونة وعبد الرؤوف العيادي إلى سوسة لزيارة الدكتور المنصف المرزوقي الذي يعتصم بمنزله احتجاجا منه على التعديات و الانتهاكات التي استهدف لها بالشارع على مرأى و مسمع من البوليس.   وقد عمدت السلطة إلى محاولة عرقلة وصول الوفد إلى منزل الدكتور عبر السدود التي أقامها البوليس و الحرس والتي كانت تأتمر بأوامر البوليس السياسي الذي كان موجودا بكثافة أمام مكان انطلاق السيارة التي تقل الوفد ثم تولى تعقب الوفد إلى حدود مدخل ضاحية مرناق إذ شوهد المدعو صلاح الدين البوغانمي محافظ تابع لفرقة البوليس السياسي رفقة عديد الأعوان وهو يتابع عملية التعطيل المقصودة لحركة السيارة بعد توقيفها تسع مرات و تعمد التباطؤ في تحرير المحاضر المفتعلة بل وحتى الشكلية مثلما صرح به أحد النقباء بمدخل القنطاوي إذ لا وجود لمخالفة موجبة لذلك.     و قد حدث تلاسن بين أعوان شرطة المرور وحرس المرور الذي كان يشرف عليه الملازم أول محمد الهادي النصري لرفضهم تسليم وثائق السيارة ووثائق هوية أعضاء الوفد بعد القيام “بالإجراءات” ما حدا بهم إلى الجلوس متكاتفين على الطريق السيارة لإلفات نظر المارة إلى الإنهاك الذي يتعرضون له.   وقد تكرر سيناريو توقيف سيارة الوفد إحدى عشر مرة فكان أن استغرقت الرحلة من تونس إلى سوسة سبع ساعات ونصف الساعة. علما بأن النقيب المشرف على فرقة المرور بالقنطاوي صرح للأستاذ العياشي الهمامي أنه سوف لن يمكن الوفد من زيارة الدكتور المرزوقي.   و قد حضر رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان السيد جمال المسلمي بمدخل القنطاوي و عاين المضايقات التي تعرض لها الوفد من قبل أعوان شرطة المرور بالمكان ثم رافق الوفد إلى منزل الدكتور المرزوقي كما تحول الوفد بعد ذلك إلى منزل السيد حمادي الجبالي الذي شرح للوفد ما يعانيه من مضايقة أمنية بعد خروجه من السجن و حرمانه من أبسط الحقوق في الحصول على بطاقة هوية و جواز سفر.   و إذ تندد هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات بما حصل من توظيف سلك الأمن والحرس في أعمال هرسلة ومضايقة سياسية استهدفت حرية التنقل في البلاد فإنها تشدد على خطورة ما يحصل من حشر هذا السلك النظامي في خصومة سياسية كما تطالب الهيئة جميع القوى الديمقراطية و الحقوقية إلى التصدي لجميع الانتهاكات وفرض احترام القانون والحقوق الأساسية للمواطن في الأمان وحرية التنقل داخل بلده.   تونس في 06/11/2006 هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات

بسم الله الرّحمان الرّحيم 

بيان من لجنة الدّفاع عن حجاب المرأة في تونس بألمانيا ولجنة الدّفاع عن المحجّبات بتونس بــيـــــان

 

 
تمر اليوم الذكرى 19  لاستيلاء  بن علي  على السّلطة في تونس  وسط أجواء سياسيّة متدهورة شاهدة على تعدّد وتنوّع الإنتهاكات والتعدّيات على حقوق الأفراد والجماعات بما في ذلك الحرّيات الشّخصية والدّينية . وتأتي هذه الذّكرى في سياق تواصل مسلسل محاربة السّلطة لكل مظاهر التديّن في البلاد حيث بلغ الأمر حد الإعتداء على المحجّبات داخل المعاهد الثّانوية والجامعات وإرغامهن بالقوّة على نزع الحجاب في حين قايضت      المؤسّسات العامّة والخاصّة المحجّبة على التّخلي عن حجابها كشرط لمواصلة العمل بالمؤسسة وإلا يكون مآلها الطّرد و مغادرة المؤسسة إن هي تمسكت  بحقها في نوعية لباسها. كما تشهد السّاحة الإجتماعية تفشي مظاهر الإنحلال والتفسّخ والإنحراف الأخلاقي لدى الشّباب مع استفحال مظاهر سب الجلالة والتفوّه بالكلام البذيئ بالطريق العام. ولئن كان من المأمول أن تتغير الأوضاع بالبلاد أمام النّداءات المتكررة لبعض الشّخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ، إلا أن السّلطة السياسية بالبلاد ارتأت المواصلة في نفس الخيار مع المزيد من التشدّد والتّضييق على الحرّيات ودون البحث عن معالجات للظواهر السّلوكيّة الجديدة التي تهدد شباب تونس ومستقبلها رغم أنّ الحاجة ماسّة للتدخّل والإصلاح ووضع تصوّرات وآليات  وقاية  لمعالجة هذه الظواهر الغريبة عن مجتمعنا وتقاليده وثقافته الإسلامية . وإيمانا منا بضرورة البحث والمساهمة لإيجاد مخرج لهذا المأزق الخطير الذي يهدد بلادنا وحرصا منّا على المصلحة العليا للوطن لمواكبة التطوّرات الحاصلة في مجال العلوم والتكنولوجيا وحقوق الإنسان بعيدا عن بعض الهزات التي قد تطرأ نتيجة إستمرار الوضع القاتم  فتدفع بالبلاد نحو المجهول ، فإننا في لجنة الدّفاع عن حجاب المرأة في تونس بألمانيا ولجنة الدّفاع عن المحجّبات بتونس  نطالب بما يلي : 1ـ طي صفحة الماضي بكل مآسيها عبر مصالحة وطنية حقيقية وشاملة تكون بداية لمرحلة جديدة يسود فيها القانون وتحترم فيها الكرامة البشرية. 2ـ إنهاء معاناة المواطن ووضع حدّ للإنتهاكات والتجاوزات بما في ذلك رفع المظلمة المسلّطة على المحجّبات ومراجعة كل القوانين والمناشير المنافية لحقوق الإنسان والمصادرة للحرّيات  الشّخصيّة للأفراد بما في ذلك منشور 108 السيئ الذّكر . 3ـ احترام  المواثيق والمعاهدات التي أمضت عليها الحكومة التّونسيّة بدون تحفّظ  وفي مقدّمتها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948 ولائحة عدم التّمييز ضدّ المرأة لسنة 1967 . عن لجنة الدّفاع عن حجاب المرأة في تونس بألمانيا Hassiba_07@yahoo.fr     :  للمراسلة         و لجنة الدّفاع عن المحجّبات بتونس protecthijeb@yahoo.fr     :   للمراسلة                أو:   grouperjx@yahoo.fr          2006.11.07

 


إطلاق سراح مجموعة من المساجين السياسيين

 

تم بحمد الله اليوم الاحد 13 شوال1427هجـ/ 05 نوفمبر إطلاق سراح عدد من الإخوة المساجين السياسيين، الأعضاء في حركة النهضة، الذين رزحوا تحت كلاكل السجن 15 سنة أو تزيد.

 

بهذه المناسبة السعيدة نهنئ هؤلاء الإخوة الأعزاء وعائلاتهم  ونسأل الله تعالى أن يجازيهم خيرا على صبرهم وثباتهم وأن يكون ذلك في ميزان حسناتهم كما ندعوه سبحانه أن يعجل  بإلافراج عن  باقي السجناء الآخرين.

 

وفي ما يلي القائمة الأولية بأسماء المسرحين:

 

 

الاسم اللقب

السجن

1

عبدالله المسعودي

المرناقية

2

أنور باللح

المرناقية

3

حاتم زروق

المرناقية

4

الشيخ الحبيب اللوز

المرناقية

5

الشيخ محمد العكروت

المرناقية

6

عبدالرزاق مزقريشو

المسعدين

7

عبد الرؤوف البدوي

المسعدين

8

جمال المخيميني

المسعدين

9

لطفي القروي

المسعدين

10

نصر الدين عياد

المسعدين

11

حبيب عبد الجليل

المسعدين

12

خالد عبد الجليل

المسعدين

13

عبد الوهاب الهمامي

المسعدين

14

نبيل الفقيه

المسعدين

15

رمزي الخلصي

المهدية

16

محمد العيادي

المهدية

17

سامي النوري

المهدية

18

زهير بن حسين

المهدية

19

عبد الحفيظ بن خليفة

المهدية

20

حمادي عبدالملك

الناظور

21

عبدالله دريسة

الناظور

22

فوزي التليلي

الناظور

23

فريد الرزقي

الناظور

24

محمد الهادي البجاوي

الناظور

25

معتوق العير

الناظور

26

محمد علي الجواني

الناظور

27

نبيل النوري

برج الرومي

28

فيصل المهذبي

برج الرومي

29

علي الغضبان

برج الرومي

30

الهاشمي بكير

برج الرومي

31

محسن الجويني (لخطية مالية لم يسرح بعد )

برج الرومي

32

خالد الدريسي

برج الرومي

33

عادل بن عمر

برج الرومي

34

حبيب ساسي

برج الرومي

35

الشاذلي محفوظ

برج الرومي

36

ظافر الزلازي

برج الرومي

37

فوزي العمدوني

برح الرومي

38

لطفي النجار

برح الرومي

39

شكري العياري

برج العامري

40

منير الرزقي الشرقي

برج العامري

41

عبد الحميد النغموشي

برج العامري

42

صادق العرفاوي

برج العامري

43

لطفي الجبالي

برج العامري

44

محمد الشارش

برج العامري

45

نور الدين براهم

برج العامري

46

محي الدين الفرجاني

برج العامري

47

عبدالرؤوف التونكتي

برج العامري

48

حمادي العبيدي

سليانة

49

محمد الطرابلسي

صفاقس

50

حبيب ادريس

صفاقس

51

محمد المسدي

صفاقس

52

على عون

قابس

53

فتحي الورغي

الكاف

54

نبيل بن يحمد

الكاف

 

 

(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 6 نوفمبر 2006 على الساعة2 و 7 دقائق فجرا بنوقيت لندن)


عفو رئاسي عن عشرات السجناء الإسلاميين

كمال بن يونس- تونس: افرج في تونس عن عشرات من القياديين والناشطين السابقين في حزب حركة النهضة الاسلامية المحظور، بعد نحو خمسة عشر عاما قضوها في السجن. وجاءت خطوة الافراج هذه بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لوصول الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى الحكم والاحتفالات التي تنظم في مختلف المدن والقرى التونسية استعدادا لدخول تونس العام العشرين من ”عهد التغيير”. وقد أكدت مصادر مسؤولة في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان للبي بي سي أن قياديين سابقين في حركة النهضة المحظورة بينهم الحبيب اللوز الناطق الرسمي الاسبق باسم الحركة ومحمد العكروت القيادي البارز فيها شملهم قرار الافراج الذي قرره الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لاستلامه السلطة خلفا للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ، بعد لقاء جمعه بوزير الداخلية رفيق الحاج قاسم والعدل البشير التكاري . ”التامر على أمن الدولة” وقد بدأت عملية اطلاق سراح المفرج عنهم في ساعة متأخرة من مساء الاحد وتأكد أن من بينهم عدد من المعتقلين منذ نحو خمسة عشر عاما والذين حوكموا من قبل المحكمة العسكرية العليا ومحاكم مدنية مختلفة بالسجن مدى الحياة أو لمدة تجاوزت أحيانا الثلاثين عاما بعد اتهامهم ب”التآمر على أمن الدولة والتحضير لتغيير النظام الجمهوري بالقوة وممارسة العنف والضلوع في الارهاب”. وجاءت خطوة الافراج الجزئية هذه بعد قرارات عفو مماثلة قررها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي خلال العامين الماضيين وشملت عددا من أبرز القيادات السياسية لحركة النهضة المحظورة من بينهم حمادي الجبالي وعلي العريض وزياد الدولاتلي. طي صفحة الماضي وكان آلاف من نشطاء الحركة المحظورة – أغلبهم من الطلاب والشباب – قد اعتقلوا مطلع التسعينات من القرن الماضي ثم افرج عن أغلبهم بعد استكمال مدة عقوبتهم أو بعد قرارات عفو رئاسية أو إجراءات سراح شرطي فيما تقدر اللجنة الدولية لمساندة السجناء السياسيين بزعامة المحامي محمد النوري عدد من تبقى منهم في السجن الى حدود يوم أمس بنحو مائة وخمسين. لكن مئات من الشبان المنتمين إلى جماعة اسلامية متشددة مرتبطة بالجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية اعتقلوا خلال الاشهر الماضية بعد انضمامهم الى تنظيم تونسي جزائري يجند الشباب للهجرة سرا الى العراق والانضمام الى ما يسمى بالمقاومة العراقية المسلحة. يذكر أن جل المنظمات الحقوقية والاحزاب التونسية تطالب السلطات منذ سنوات بطي صفحة الماضي سياسيا عبر إصدار عفو تشريعي عام يؤدي إلى استرجاع آلاف اللاجئين السياسيين في المهجر والسجناء الحاليين والسابقين كل حقوقهم المدنية والسياسية لكن السلطات التونسية نفت وجود ‘سجناء رأي” في معتقلاتها ووصفتهم بمجرمي الحق العام العاديين. (المصدر: موقع بي بي سي أون لاين بتاريخ 6 نوفمبر 2006) الرابط: http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_6119000/6119666.stm


تونس: اطلاق سراح حوالي ستين قياديا ومناضلا من حركة النهضة

مرسل الكسيبي-تونس-الوسط التونسية/ تحديث لأسماء المفرج عنهم: علمت مصادرنا الخاصة منذ قليل بنبأ اطلاق سراح القيادي الاسلامي البارز والرئيس الأسبق لحركة النهضة الأستاذ حبيب اللوز,والذي سبق وأن حوكم في اطار قضايا النهضة الشهيرة على بداية سنوات التسعينات,هذا علاوة على مجموعة من الكوادر القيادية الأخرى بحركة النهضة وأشخاص حوكموا في اطار نفس القضايا . وقد علمت الوسط التونسية من مصادر جد مطلعة بأن عفوا رئاسيا قد صدر في حق هؤلاء,ليشمل علاوة على الشيخ حبيب اللوز الأسماء التالية-56 اسما بصفة أولية-والقائمة غير نهائية : القيادي النهضوى البارز محمد العكروت ,محمد الطرابلسي-قيادي بارز-, حاتم زروق ,على عون ,عبد الله المسعودي,محمد المسدي,الحبيب ادريس ,أنور بللح, حمادي العبيدي ,نبيل النوري,الشاذلي محفوظ ,حمادي عبد الملك,محمد الهادي البجاوي , الحبيب البجاوي,الهاشمي بكير,لطفي النجار,عبد الله دريسة,عبد النبي برابح,فوزي العمدوني,علي الغضبان,فوزي البلدي,فوزي التليلي,فريد الرزقي,محمد الجوالي,معتوق العير,نبيل النوري,فيصل المهذبي,محسن الجويني,خالد الدريسي,عادل بن عمر,الحبيب ساسي,ظافر زلازي,منير الشرقي,شكري العياري,عبد الرؤوف التونسي ,نور الدين ابراهم,صادق العرفاوي,محي الدين الفرجاني,لطفي الجباري,عبد المجيد النموشي, رمزي خلصي,سامي النوري,محمد العيادي,عبد الحفيظ بن خليفة,زهير بن حسين,عبد الرزاق مزقريشو,عبد الرؤوف البدوي,فتحي الورغي,جمال المخينيني,خالد عبد الجليل,حبيب عبد الجليل,عبد الوهاب الهمامي,نصر الدين عياد,لطفي القروي,نبيل الفقيه,منير بن يحمد  وآخرون…. هذا وقد بلغ الوسط التونسية بان عدد المفرج عنهم بلغ الى حد الساعة مالا يقل عن أربعة وخمسين  معتقلا سياسيا ,ومازال المفرج عنهم يتوافدون تباعا على مدنهم وقراهم وأهاليهم . كما علمت الوسط بان المفرج عنهم كانوا موزعين عدديا على عدد من السجون نذكر جغرافيتها وعدد المفرج عنهم منها بحسب ماتأكد لدينا من معلومات وردت علينا من مصادر خاصة ومتعددة وجد مطلعة: – برج الرومي عدد المفرج عنهم 12 سجن الناظور: عدد المفرج عنهم 7 -برج العامري :عدد المفرج عنهم 9 -سجن المرناقية :عدد المفرج عنهم 5 -سجن المهدية :عدد المفرج عنهم 5 -سجن المسعدين :9 -سجن سليانة : عدد المفرج عنهم 1 سجن قابس: عدد المفرج عنهم 1 -سجن صفاقس :عدد المفرج عنهم 3 -سجن الكاف 2 مع مجموعة من السجون الأخرى نوافيكم بتقرير عن عدد المفرج عنهم منها لاحقا الوسط التونسية تتقدم باسم كل أقلامها ومحرريها الى العائلة الوطنية والنهضوية بأحر التهاني بمناسبة هذا الخبر السعيد وتعد قراءها ومتصفحيها بمزيد من التفاصيل حول هذا الخبر الذي يتنزل ضمن قرار سياسي بالافراج الجزئي عن عدد بارز من المعتقلين السياسيين في الذكرى ال19 لحدث السابع من نوفمبر . (*) تم تحديث قائمة أسماء المفرج عنهم على الساعة الواحدة ونصف صباحا بتوقيت وسط أوربا. (المصدر: صحيفة الوسط التونسية بتاريخ 5 نوفمبر 2006)  
 


الإفراج عن 54 من سجناء حركة النهضة الإسلامية التونسية

تونس- وكالات الأنباء أعلنت حركة النهضة الإسلامية التونسية أنَّ سلطات البلاد أطلقت سراح 54 من سجناء الحركة من بينهم من أمضى ما يزيد على الـ15 عامًا في السجون التونسية، ومن بينهم محمد العكروت والحبيب اللوز، واللذان كانا محتجزين في سجن المرناقية. ونقلت وكالة (رويترز) عن المتحدث باسم الحركة علي العريض اليوم الإثنين 6 من نوفمبر 2006م قوله إن القرار الذي صدر أمس “خطوة ايجابية وفي الاتجاه الصحيح”، معربًا عن أمله في أن “تتدعم بخطواتٍ لاحقة في إطار العفو التشريعي”. وبررت مصادر حكومية ذلك القرار بأنه يأتي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ19 لتولي الرئيس زين العابدين بن علي حكم البلاد، لكن السلطات التونسية لم تعلق بصورة رسمية على قرار إطلاق السجناء. وتعاني المعارضة السياسية في تونس وبخاصة الإسلامية من عمليات قمعٍ واسعة النطاق من جانب السلطات التونسية، وتطالب المعارضة بسن عفو تشريعي عام وإطلاق نحو 300 سجين سياسي، بينما تنفي الحكومة وجود سجناء سياسيين لديها وتقول إن المعارضين المسجونين “سجنوا في قضايا حق عام”!! واتخذت السلطات التونسية في الفترة الأخيرة عددًا من الإجراءات تهدف إلى محاصرة التوجهات الدينية للمجتمع التونسي ومن بينها منع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة وإجبار المصلين على ترك بياناتهم الشخصية في المساجد التي يترددون عليها، وهي الإجراءات التي لاقت الكثير من الانتقادات من جانب جماعات حقوق الإنسان داخل وخارج تونس. إخوان أون لاين – 06/11/2006

 

نشطاء : تونس تفرج عن 55 سجينا اسلاميا

 

تونس (رويترز) – قال نشطاء معنيون بحقوق الانسان يوم الاثنين ان تونس أفرجت عن قياديين معارضين بارزين ضمن 55 سجينا اسلاميا أطلق سراحهم في اطار عفو سنوي بمناسبة ذكرى تولي الرئيس زين العابدين بن علي السلطة.

وأضافوا أن العفو شمل محمد العكروت والحبيب اللوز وهما رئيسان سابقان لحركة النهضة الاسلامية المحظورة وهي من بين أكبر حركات المعارضة في البلاد. وقال النشطاء انهم يعتقدون أن غالبية المفرج عنهم اطلق سراحهم في اليومين الماضيين.

وحكم على العكروت واللوز عام 1992 بالسجن مدى الحياة بتهمة محاولة الانقلاب على النظام. وأمضى الرجلان من هذه العقوبة 15 عاما.

وقال علي العريض المتحدث باسم حركة النهضة لرويترز معلقا على العفو “هذه خطوة ايجابية وفي الاتجاه الصحيح ونأمل ان تتدعم بخطوات لاحقة في اطار العفو التشريعي“.

وذكرت جماعات حقوق الانسان أن زهاء 300 شخص ما زالوا سجناء بسبب آرائهم الدينية أو السياسية وأن معظمهم من أعضاء النهضة.

وتنفي الحكومة التي تقول إنها ملتزمة بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وجود سجناء سياسيين في البلاد وتقول انه لم يسجن أحد لتعبيره عن رأيه.

وتحتفل تونس في السابع من نوفمبر تشرين الثاني بالذكرى التاسعة عشرة لتولي بن علي السلطة.

وعادة ما تفرج السلطات عن بعض السجناء في هذه المناسبة لكنها لا تكشف عن عددهم. وأكدت الحكومة الإفراج عن عدة أشخاص لكنها رفضت الخوض في تفاصيل.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 6 نوفمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


إطلاق السجناء خطوة جزئية تحتاج إلى خطوات انفراجية

الغنوشي لـ “قدس برس”: إطلاق السجناء خطوة جزئية تحتاج إلى خطوات انفراجية

تونس: إطلاق معتقلين إسلاميين ضمن عفو رئاسي عن مئات مساجين “الحق العام”

 

تونس – لندن ـ خدمة قدس برس (الاثنين 06 تشرين ثاني (نوفمبر) 2006)

 

قالت مصادر إعلامية، إن السلطات التونسية أطلقت سراح عدد من السجناء السياسيين التابعين لحركة النهضة الإسلامية، أكبر الحركات التونسية المعارضة الموجودة في الخارج.

 

وأبرز الموقع الإلكتروني، التابع لحركة النهضة التونسية /نهضة نت/، مساء الأحد (5/11) قائمة مكونة من 54 سجينا سياسيا، قال إنه ثبت إطلاق سراحهم، بينهم قياديون سابقون في حركة النهضة، على غرار الشيخ حبيب اللوز، والشيخ محمد عكروت، وكلاهما ترأس الحركة سابقا.

 

وفي أول تعليق له على إطلاق المساجين، قال رئيس حركة النهضة، الشيخ راشد الغنوشي، لوكالة “قدس برس”: “إن هذا العدد ليس نهائيا”، في إشارة إلى ما ذكره القيادي في حركة النهضة، المفرج عنه، حبيب اللوز، من أن إدارة السجن أعلمت قيادات لم يفرج عنها بعد، بأن قرار العفو يشملهم أيضا.

 

وأضاف الغنوشي: “على الرغم من أن هذا القرار جاء بعد 15 عاما من السجن والموت البطيء، وبعد حصول إجماع وطني حول مطلب إطلاق سراح المساجين، وتكثف الضغوط على السلطة، بما جعل تهمة الإرهاب أو الانقلاب تهمة لم يعد يصدقها أحد، ووجدت السلطة نفسها في حرج شديد، فاكتفت خلال الأعوام الماضية بإطلاق سراحهم بالتقسيط”، على حد وصفه، فقد أبدى الغنوشي، ابتهاجه باستعادة مجموعة من المساجين لحرياتهم، وقال “نحن مبتهجون باستعادة الاخوة لحرياتهم، ونبارك لهم ولعائلاتهم وللشعب التونسي، ونحن ممتنون للأحزاب والمنظمات لدورهم في الدفاع عن المساجين”.

 

وعلى الرغم من عدم إشارة حركة النهضة، لحيثيات إطلاق سراح هؤلاء المساجين، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن قرار إطلاقهم جاء في إطار عفو رئاسي، بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لاعتلاء الرئيس زين العابدين بن علي سدة الحكم، وشمل مئات من مساجين الحق العام.

 

ويؤكد نشطاء حقوق الإنسان، في تونس، أن السلطات تعودت أن تفرج في بعض المناسبات الوطنية عن مجموعة قليلة من المساجين السياسيين، ضمن مئات من مساجين الحق العام، مصرة على أن لا وجود لمساجين رأي عندها، وإنما جميع من تطلق سراحهم هم من مجرمي الحق العام.

 

من جهة ثانية، لفت الشيخ الغنوشي، إلى أن الكثير من المساجين الذين يطلق سراحهم يعيشون ظروفا صعبة للغاية، بسبب الحصار والتضييق المفروضين عليهم، مشيرا إلى حادثة إعادة الدكتور الأمين الزيدي، إلى السجن بعد أن رفض تعسف السلطات الأمنية، في فرض التوقيع الإداري اليومي عليه، في مركز أمن بعيد عن مقر إقامته.

 

وتحدث زعيم النهضة عن استمرار حوالي 100 سجين سياسي من النهضة، رهن الاعتقال، منذ العام 1991، واستمرار محاكمة بعض الشباب الإسلامي من حين لآخر، هو دليل، حسب رأي الغنوشي، “على عدم جدية السلطة في الانفتاح، واستمرار انغلاقها السياسي”. وأضاف “نحن نرى أن بقاء حوالي 100 سجين سياسي، أمر غير مبرر، ويحتاج لتوضيح من السلطة”.

 

وشدد الغنوشي، الذي يعيش في المنفى منذ العام 1988، في تعليقه على ما يمكن أن تفتحه خطوة إطلاق سراح مجموعة المساجين النهضويين من آفاق، قائلا إن “التجربة علمتنا أنها خطوة جزئية ما لم تتبعها إجراءات حقيقية انفراجية في إطار عفو تشريعي عام، يستعيد من خلاله هؤلاء المساجين حرياتهم وحقوقهم، وتلغى القوانين

 

التعسفية التي سجنوا بسببها، بل ولا تزال تصنع ضحايا جدد من الشباب الإسلامي، وحصار المعارضة وتخنق الصحافة”.

 

ولذلك استبعد الزعيم الإسلامي، أن يكون الإفراج عن مجموعة الإسلاميين النهضويين يأتي في إطار خطوات انفراجية، مؤكدا أن الحملة التي تشنها السلطات التونسية على النساء المحجبات، والتضييق المستمر على المعارضين، على غرار فرض إقامة شبه جبرية على رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الدكتور منصف المرزوقي، ومنع الأحزاب والمنظمات من النشاط كلها تعبر عن عدم وجود توجهات انفتاحية لدى السلطة القائمة.

 

وكشف الغنوشي أنه تحدث إلى كل من الشيخ الحبيب اللوز، والشيخ محمد العكروت، وهنأهما بمغادرة السجن، ناقلا عنهما تمسكهما بعدالة القضية التي سجنوا من أجلها.

 

ونفى زعيم النهضة، أن تكون عملية الإفراج عن المساجين السياسيين جاءت نتيجة اتصالات أو حوار مع السلطة، مشيرا إلى أن تعامل السلطة لا يزال “أمنيا إلى اليوم”، لا سيما معاودة التحقيق مع كل من المهندس علي العريض وحمادي الجبالي، القياديين البارزين في حركة النهضة، على حد تعبيره.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 6 نوفمبر 2006)


بمناسبة ذكرى وصول بن علي إلى الحكم

تونس: اطلاق 40 سجينا إسلاميا حوكموا في 90 بعفو رئاسي

 

تونس – سليم بوخذير   أصدر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الأحد 5-11-2006 قرارا يقضي باطلاق سراح أكثر من 32 سجينا سياسيا غالبيتهم من حركة “النهضة” الإسلامية المحظورة، في مناسبة ذكرى وصوله للحكم.   وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية في تونس أن بن قرر العفو عن عدد من السجناء و ذلك بمناسبة الذكرى 19  لصعوده إلى الحكم إثر إنقلاب 7 نوفمبر/تشرين الثاني  1987 ، دون أن يُحدّد خبر الوكالة إن كان من بين المُفرج عنهم سجناء سياسيون.   لكنّ حركة “النهضة” المحظورة أعلنت في بيان لها حصلت “العربية.نت” على نسخة منه، إطلاق سراح مجموعة من سجنائها  في أكثر من 5 سجون بمناطق البلاد. ونشرت قائمة أولية تضم 32 من أعضائها المعتقلين. وتطابقت القائمة التي نشرتها حركة “النهضة” للمفرج عنهم من سجنائها مع القائمة المبدئية التي نشرتها “الحملة الدولية لحقوق الإنسان في تونس” في لندن.   لكن مصادر في حركة “النهضة” عادت لتؤكد في وقت لاحق، أن أسماء أخرى أضيفت لقائمة المسرّحين ليبلغ عدد المعتقلين الذين أخلي سبيلهم، 40 سجينا. وسبق للرئيس التونسي أن أعلن عفوه عن زهاء 70 من سجناء حركة “النهضة” في فبراير 2006.   وضمت قائمة المفرج عنهم إسمي محمد العكروت و الحبيب اللوز الرئيسين الأسبقين للحركة المحظورة، و كذلك عدد آخر من القياديين كحاتم زروق و حمادي عبد الملك  و توفيق العبيدي وغيرهم من الذين تمّ إعتقالهم منذ 1990 ، فيما ضمت القائمة أيضا سجينا من غير سجناء حركة “النهضة” و هو عبد الرزاق مزقريشو  السجين منذ 1987 ضمن قضية “حزب التحرير”.   لكن قائمة المفرج خلت من اسم أشهر “سجين سياسي” في تونس وهو المحامي محمد عبوّ الذي يقضى عقوبة بالسجن منذ مارس/آذار 2005، على خلفية مقال كان نشره على الانترنت شبّه فيه الأوضاع في السجون التونسية بما يحدث في سجن “أبو غريب”.   وتطالب المعارضة في تونس بسنّ عفو تشريعي عام  يقع بمقتضاه العفو عن أكثر من 400 سجين تعتبرهم سجناء رأي، لكن الحكومة التونسية تنفي تماما وجود أي سجين سياسي بالبلاد .   المرزوقي يعلن الإعتصام   من جهة أخرى، أعلن المعارض التونسي الدكتور المنصف المرزوقي رفضه المطلق العودة إلى منفاه بفرنسا رغم ملاحقته قضائيّا، والدخول في إعتصام متواصل ببيته إلى أن يحصل تغيير في البلاد، حسب بيان له حصلت “العربية.نت” على نسخة منه.   وتابع المرزوقي في بيانه “قرّرت التمسّك بحقي في العيش في وطني رغم ما يوفّره لي المنفى من أمان” ، معلنا “الإعتصام المتواصل داخل بيته إلى أن يحصل تغيير جدّي في البلاد يمكّنني من المشي والرأي بحريّة” ، على حدّ وصفه.   وإتّهم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يترأسه المرزوقي في بيان له السلطات التونسية ب”إخضاعه للإقامة الجبرية بيته محاصرا بعدد غفير من أعوان البوليس” ، حسب تعبير البيان. ورفضت مصادر حكومية التعليق على إتهامات حزب المرزوقي غير المرخص له في تونس.   وكان المرزوقي عاد إلى تونس منذ السبت 21 أكتوبر/تشرين الأول 2006 ، بعد سنوات طويلة قضاها في المهجر (فرنسا) ، رغم تتبّعه عدليا في نفس اليوم في قضية “تحريض السكّان على العنف والعصيان المدني” وجّهتها له السلطات على خلفيّة تصريحات تصريحات صحفية، ومازالت المحكمة لم تبتّ فيها بعد.   (المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 6 نوفمبر 2006) الرابط: https://w8.lovingv.com/dmirror/http/www.alarabiya.net/Articles/2006/11/06/28849.htm#1  

 

الحوار نت تحاور السيدة سهــام بن سدرين

حـاورها صابر التونسي السيدة سهام بن سدرين (56 سنة)كاتبة و صحفية معروفة كمعارضة سياسية وناشطة حقوقية، متزوجة من عمر المستيري وأم لثلاثة أبناء. بدأت نشاطها السياسي في منظمة “العامل التونسي” منذ سنة 1973، ثم ساهمت في تأسيس التجمع الاشتراكي التقدمي سنة 1981 وعملت في أطره القيادية إلى أن استقالت سنة 1996 بعد خلاف عميق حول أولوية النضال الديمقراطي. لها نشاط واسع في الفضاء الجمعياتي التونسي منذ 1979 (نادي الطاهر الحداد، جمعية الصحافين التونسيين، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، المجلس الوطني للحريات، مرصد حرية الصحافة و النشر و الابداع…). و لها حاليا العديد من المسؤوليات في إطار شبكات عربية و افريقية و دولية تعنى بحرية التعبير وحقوق الإنسان.  تحصلت على   ثمانية جوائز دولية لحرية التعبير.  الحوار نت: أستاذة سهام عُرفت بأنّك مناضلة سياسية وحقوقية فأيّ الصّفتين تقدمين على الأخرى؟ سهام بن سدرين: نشطت سياسيّا ضمن الأطر الحزبية من سنة 73 إلى سنة 96 وبعدها لم يكن لي أيّ انتماء سيّاسي حزبي. الآن الأمر محسوم، نشاطي يقتصر على العمل ضمن تنظيمات المجتمع المدني مثل المجلس الوطني للحريات والمرصد الوطني لحرية الصّحافة. التزامي بالشأن العام لا علاقة له بالرّهانات السلطوية،  أو بالأحرى لا أراهن على الوصول إلى السّلطة مثلما هو الأمر بالنسبة للقيادات الحزبية، بل أراهن على المساهمة في التّغيير المجتمعي عبر بناء مؤسسات ديمقراطية وتوفير شروط مواطنة حقيقية في تونس من موقع تعزيز مراكز السّلطة المضادّة. الحوار نت: كيف تتصوّرين آفاق العمل الحقوقي في تونس وهل له فعلا تأثير على السلطة؟ سهام بن سدرين: دور النّاشط الحقوقي هو رصد جميع الاخلالات التي قد تقوم بها الإدارة ورفعها للسّلط قصد تصليح الأوضاع، تصحيح الأخطاء وإنصاف المواطن المظلوم. لكنّ نظام بن علي قطع كل الجسور ورفض أن يتعامل مع مؤسسات المجتمع ايجابيا وبالتحاور، معتمدا منطق “إمّا معي أو ضدّي”. لهذا السبب لم تفلح أي مساعي في إقامة حوار بنّاء مع السّلطة من اجل إصلاح الأوضاع. وكان لرفض السلطة وجود أي عمل حقوقي مستقل أن اكتسى هذا الأخير بعدا استعجاليّا وتشهيريّا كما دفعت السّلطة الحقوقيّين إلى التّجذر وأجبرتهم على أن يتحوّلوا إلى خصوم لها.  رغم ذلك اكتسى هذا النّشاط الحقوقي فاعليّة وكان له وقع على أداء السّلطة بصفة غير مباشرة.  ومثلا لذلك كان لصدور أوّل تقرير عن المجلس الوطني للحريات تأثيرا مباشرا على أداء السلطة، أُخرج بعض الجلاّدين أو حُولوا من مناصبهم، قلّ التّعذيب في تلك الفترة، وتحوّلت مسؤولية السّجون من وزارة الدّاخلية إلى وزارة العدل، وعُين قاض لتنفيذ العقوبات وكلها كانت من مطالب مدوّنة في التقرير. إنّني مقتنعة بأن مواصلة النّضال على هذه الوتيرة من شأنه أن يضع النّظام أمام خيارين وهو إما أن يحافظ على الصورة المشرقة التي يسعى جاهدا أن يظهر بمظهرها بتغيير سياسته القمعية أو أن يتنازل عن تلك الصّورة ويظهر على حقيقته ممارسا لسياسة قمعية لا نفاق فيها، أي تبني النمط السّوري أو اللّيبي… وهو الآن في مأزق حقيقي لأنه عجز عن المحافظة على تلك الصورة وقد بدأ يظهر بصورة نظام دكتاتوري بشع لا يحترم قوانينه وهو يعاني الآن أزمة سياسيّة ودبلوماسية. الحوار نت: ما هيّ ملامح المشروع السّياسي الذي تطمحين لتحقيقه؟ سهام بن سدرين : كما ذكرت سالفا أعتبر نفسي أكثر معنيّة بالمشاركة في المجهود الرّامي إلى تأسيس سيادة القانون وضمان مساواة جميع المواطنين أمامه دون أدنى تمييز… العمل على أن تصبح الدّولة دولة جميع المواطنين تحميهم وتحمي حقوقهم وكرامتهم. وعند توفر هذا المطلب الأساسي يصبح الصّراع على الأفكار والمشاريع السياسية أمرا مقبولا ومطلوبا، بعد ضمان جميع الحرّيات. الحوار نت: كيف كانت تجربة السّجن؟ وهل خططت لها؟ وهل أحسست بالنّدم؟ وكيف كان تأثير التّجربة على أسرتك؟ سهام بن سدرين: السجن لا يكون بأيّ حال من الأحوال إختيارا لأنه إهانة للإنسان، يحرمه من كرامته و من حقه في الحركة الحرّة، وليس من الحكمة أن يخطط الإنسان ليلقي بنفسه في السجن. عندما قرّرت العودة إلى تونس في جوان 2001 ومواجهة خطر السجن لم يكن ذلك محبّة فيه، ولكن لانّني أعتبر أن المنفى أشدّ قسوة وعذابا من السّجن بنوعيه وكنت غير مستعّدة للبقاء في الهجرة والانقطاع عن بلدي وأهلي. وأمّا القمع فهو مسلّط عليّ وعلى أسرتي منذ سنة 91. وقد عانيت وعانت أسرتي من ذلك عناءا كبيرا… ولكنني رغم مرارة السجن المضيق أعتبر أن السجن الواسع (تونس) أشدّ، لأنّك إنْ كنت في السجن لا يطلب منك شيء، أما إن كنت “طليقا” في السّجن الواسع فللمجتمع وللأسرة مطالب تفقد القدرة على تلبيتها وهو ما يجعل العذاب خارج السجن مضاعفا. الحوار.نت: تُوصفين بأنك امرأة حديدية، هل بكيت في السجن؟ سهام بن سدرين: لم أبك في السّجن المضيّق وإنّما بكيت في السّجن الكبير! الحوار.نت: هل لأسرتك شيء من وقتك وما رأيك لو أن كل النّساء نهجت نهجك؟ سهام بن سدرين: إنْ وجَدَ الإنسان نفسه في ساحة العمل العمومي في ظلّ النظام الاستبدادي يصبح غير مالكٍ لنفسه والضّحية عادة في مثل هذه الحالة هي أيضا العائلة. وبالفعل انجرّ عن ذلك معاناة وأتعاب لأبنائي خاصّة خلال صغرهم وفي بداية المراهقة. أعتقد أنني ظلمت أبنائي رغم أنّني مقتنعة بخياراتي، والحمد لله أنّني أشاطر وزوجي جملة من القّيم ولنا انسجاما في الخيارات، ورغم ذلك فقد عانى أبناؤنا. وأنا لا أدعو بأن تنهج كلّ النّساء نهجي وإنّما أعتقد أنّ إزالة العراقيل وتحرير الفضاء العام سينجرّ عنه بكل تأكيد تخفيفا ملحوظا لعبء انخراط المرأة في الشّأن العام و انخفاض كلفته. أنا لم أختر الرّفاهية مقابل التّخلي عن الشرف والحرص على حياة حرّة وكريمة وقد كنت مكرهة على المسلك الذي سلكته ولم أكن مختارة ولا أتمنّى أن تواجه النّساء ما أجبرت على مواجهته. لكن أعتبر أنّ انخراط المرأة في تحرير المجتمع تكتسي أهمية قصوى ومحددة. ما أتمناه هو أن تكون المرأة طرفا فعالا في الشّأن العام. إن إقامة الدّيمقراطية ستخلق ظروفا سانحة أكثر لملاءمة الالتزامات العمومية مع الواجبات الأسرية والخاصّة.  الحوار نت: متى بدأت معركتك مع النّظام الحالي وكيف تطوّرت؟ سهام بن سدرين: انطلقت مواجهتي مع نظام بن عليّ منذ بداية التّسعينات (91) وأخذت أشكال خبيثة وقذرة من الملاحقة الأمنية اليوميّة لكافة العائلة أي المنع من الشغل مرورا بالتّشويه لسمعتي في الصحف الموالية وفبركة وترويج صورا برنوغرافية (92). تزامن ذلك تحديدا مع انطلاق الحملة القمعية على حركة النّهضة حيث كانت السّلطة تهدف إلى القضاء على صفة الشاهد المستقل. فقد تحمّلت الرابطة – وكنت كاتبها العامة المساعدة آنذاك – مسؤوليّتها في معالجة شكايات المواطنين إزاء ما تعرّضوا له من انتهاكات خطيرة (تعذيب، اعتداء على حرياتهم الخاصة) وعقاب جماعي (الاعتداءات على العائلات) وذلك بقطع النّظر عن مرجعيّاتهم السّياسية وخلفيّاتهم الفكرية. وهو ما أزعج نظام بن عليّ لأنّه يعتبر أن الدّفاع عن قضايا الإسلاميّين خطّ أحمر لا يجوز تعدّيه إذ صارت أجساد الإسلاميين “لحم حلال”. وقد كانت حملة فضيعة حيث اعتقل خلالها أكثر من عشرة آلاف مواطن ضمن اعتقالات عشوائية ووشهدت البلاد بمقتضى ذلك انهيارا للحقوق والضّمانات وتصحّرا للفضاء العام. وهو ما تسبّب في أزمة مباشرة بين الرّابطة والسّلطة التي استصدرت قانونا جديدا للجمعيات على القياس، بغرض تركيعها. وهكذا أصبحت تطالب باستقالتي من الهيئة المديرة للرابطة تطبيقا للقانون الجديد وسعيا منها إلى عزل العناصر القيّادية المتمسّكة باستقلالية الرابطة والحريصة على قيامها بواجبها في انتقاد نهج السّلطة القمعي، أمثال المنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر وخديجة الشريف… ولما أقرّ المجلس الوطني للرّابطة يوم 13 جوان 1992 هذا التوجّه وساند رفضي للاستقالة، جاءت إجابة السّلطة بعد نصف ساعة من نهاية اجتماعه في صيغة قرار من وزير الداخلية بحلّّ الرّابطة. وكان ذلك القرار بمثابة المنعرج إذ انجرّ عنه حدوث فراغا داخل الفضاء العامّ في تونس – رغم تراجع السلطة عن قرار الحلّ بعد سنة – وغياب هيكل يرصد وضع حقوق الإنسان. وهو ما دفعنا سنة 97 للتّفكير في سدّ الشغور الحاصل بتأسيس المجلس الوطني للحريات والذي أعلن عن تأسيـسـه سنة 98. الحوار نت: ما رأيك في تقسيم المعارضة إلى معارضة إسلامية وأخرى ديمقراطيّة؟ سهام بن سدرين: السّليم أن نقول معارضة إسلامية ومعارضة لائكية لسبب بسيط وهو أن الدّيمقراطية جملة من القيّم والسّلوكيات لا تتوفّر في كثير من الإسلاميين وكذلك لا تتوفّر في كثير من اللاّئكيين، وعلى العكس فيمكن أن يوجد إسلاميين ديمقراطيين ولائكيين ديمقراطيين. الحوار نت: ماذا تقولين في مقولة “لا حرّية لأعداء الحرية ولا ديمقراطية لأعداء الديمقراطية”؟ سهام بن سدرين: الحكم بهذه الطّريقة نابع من المنطق الكلياني لأنّه إن نصّب أشخاص أنفسهم حكّاما وأوصياء على المجتمع وجعلوا من أنفسهم مصدرا للحقيقة وهم الّذين يحددون للمجتمع ما هو صالح ومقبول وما هو منكر مرفوض، ثم يصنّفون بعد ذلك من يستحقّ الحرّية ومن لا يستحقّها، من له الأهليّة أو الجدارة للانتماء إلى السّاحة ومن هو دخيل… ذلك هو لبّ المنطق الدكتاتوري مهما كان الذي ينطق به، إسلاميا كان أو لائكيا، وهو نفس منطق بن علي. الحوار.نت:ما تقييمك لأداء بعض الأطراف السّياسية (اليساريّة) المتحالفة مع السّلطة؟ سهام بن سدرين: لليسار مكانة عريقة في بلادنا. فهو تزعّم قبل غيره مواجهة الحكم الفردي البورقيبي وعارض التّبعية وهو أيضا الذي طرح قضيّة الحرّيات وعمل منذ عقود على غرس قيم المساواة والعدالة الاجتماعية داخل المجتمع. أمّا بالنسبة للدّكتاتوريّة فمن البديهي أنّها لا تستطيع النّجاح إذا لم يسايرها جزء من المجتمع وبن على ليس المسؤول الوحيد في العمليّة الإجرامية في حقّ تونس. لو لا المساندة التي تلقّاها من جزء من النّخبة، لو أن التّونسيين كلّهم قاوموا الدّكتاتورية ما كان لبن علي أن ينجح في مشروعه الاستبدادي. وإحقاقا للحقّ هناك يساريون قاوموا الدكتاتورية وكانوا عرضة للقمع مثلما نجد صنفا من الإسلاميّين ساير الاستبداد ورفض أي مجهود مقاومة. فالفرز بين من قاوم ومن تورّط يخترق بالتّأكيد التّصنيف العقائدي التّقليدي. ما هو رأيك في الحملة التي تتعرض لها النساء المحجبات في تونس؟ سهام بن سدرين: ليست هذه هي الحملة الأولى، فقد بدأت الحملات منذ بداية التّسعينات وهي مستندة إلى قرار (المنشور108) غير قانوني ومنافيا للدستور التّونسي وأظنّ أنّه لهذا السّبب لم يتحوّل إلى قانون. ولكنّ هذه الحملة قد أخذت صدى أكبر لأن المجتمع التّونسي قاومها ولم يستسلم ولذلك كانت أكثر حدّة. وهي اعتداء فضيع على حرية المرأة التونسية وأعتقد أن لا أحد وصيّ على المرأة التّونسية  وما تلبس لأنّ الحجاب يدخل ضمن الحريات الخّاصة، لا يحق لأحد أن يفرضه أو يمنعه، ولكن النّظام قد عودنا على قهر النّساء المحجبات والاعتداء عليهنّ كما اعتدى كذلك على نساء غير محجبات بالعنف والبذاءة واصفهنّ بأقذع النعوت ـ التي تعبر عن حقارته ـ وآخر ضحاياه منهنّ كما هوّ معلوم السّيدة أمّ زياد. وهو دليل على أن النظام لا يقبل بالمرأة الحرة التي تختار لباسها وسلوكها وتعبيرها عن مواطنتها. وأنا أدين هذه الحملة التي تعرّض لها عدد كبير من النّساء في رمضان ولقد كان النّظام معهنّ شرسا جدا. ومع ذلك فإنّني أعتقد أنّه قد خسر كثيرا في هذه الحملة مع التّنبيه إلى أن كثيرا من النّساء واجهن الحملة ببسالة وشجاعة أربكت النظام . ما أزعجني أنّ بعض الأقلام الإسلامية قد اعتبرت أن قضيّة الحجاب هي قضيّة تديّن وكأن التي لا تلبس الحجاب غير مسلمة وغير متديّنة. مشكورون أنهم ردّوا الفعل وناصروا المحجّبات ولم يصمتوا لكنّهم لم يطرحوا القضيّة على أنّها قضيّة حرّيات فكان طرحهم مغلوطا. وآمل أن أرى هذه الأقلام تستنفر للدّفاع عن أي مواطنة لا ترتدي الحجاب إن تعرّضت للاعتداء على حرّيتها وكرامتها.     الحوار نت: هل لمجلّة كلمة التي أنت احد رؤساء تحريرها صدى في تونس أم إنّها لا تتعدّى بعض عناصر من النخبة؟ سهام بن سدرين: “لكلمة” صدى في تونس في أوساط النخبة ولكن أغلب التّونسيين لا يطّلعون عليها لأنّها مجلّة إلكترونية على الإنترنت وصفحتها ممنوعة في تونس شأنها شأن بقية صفحات الإعلام الهادف الممنوعة من النّزول إلى السّوق، وهي تصل إلى أفراد من النّخبة مطبوعة على الورق أو على أقراص مضغوطة CD)) وقد شرعنا مؤخرا في إرسالها عبر البريد الإلكتروني. الحوار نت: ماذا تطلبون من الخارج؟ هل تستقوون به على السّلطة؟ سهام بن سدرين: النّظام التونسي هو الّذي يستقوى بالخارج ضدّ شعبه. فهو نظام أقلّي وفاقد للشّرعية، يسعى إلى ضمان مصالح كبريات الشركات المتعدّدة الجنسيات في بلادنا وإرضاء طلبات بعض الجهات الغربية المتعارضة مع مصالحنا عبر تلجيم الشّعب وحرمانه من جميع السّبل الكفيلة بإبداء إرادته والتجنّد للمصالح الوطنية. غير أن في الخارج توجد أيضا – وفي تناقض مع الجهات الغربيّة المذكورة – عديد المنظّمات الحقوقية وجهات إعلامية وقوى أخرى تشاركنا القيم وتؤازر كفاح مجتمعاتنا نحو التحرّر والانعتاق… فهذه الأطراف لا أجد أي حرج في إرساء علاقات تضامن وتعاون معها وما يسمّيه البعض “الاستقواء بها” هو في الواقع إحياء لسنة راجعة لحركة التحررّ الوطني. لأنّ هذه الأطراف الغربية كانت دائما سندا ثمينا للحركة الحقوقيّة التّونسية. دورنا كحقوقيّين هو الاتّصال بمصادر السّلطة في البلدان الّتي لها علاقة بتونس حتى تكفّ عن مساندتها للدّكتاتوريّة. وموقفنا هذا نقوله بصراحة ووضوح ومن لا يعجبه ذلك فهو حرّ في موقفه، السلطة تريد أن تقمعنا ولا ضير أن نستعين بغيرنا ضد قمعها، شريطة أن يشاطرنا القيّم ويحترم استقلاليتنا ويقبل التعامل معنا بندية. الحوار.نت: كيف تقييمين التّعامل الرّسمي الدّولي والعربي مع حكومة حماس المنتخبة ديمقراطيّا؟ سهام بن سدرين: أعتقد أن نجاح حماس كان امتحانا لبعض أنظمة ديمقراطية غربية التي تطرح الانتخابات كمقياس أساسي للحكم على ديمقراطيّة الأنظمة من عدمها. لأوّل مرة رفضت الدّيمقراطيّة الغربية القبول بنتائج إنتخابات ديمقراطيّة فأصبحت النّتائج الدّيمقراطيّة غير ديمقراطيّة !! وهو ما مثّل نكسة حقيقيّة للدّيمقراطيّة الغربية حدثت على محكّ فوز حماس، وشكّلت تلك النّكسة انحرافا على الفكر الدّيمقراطي فأصبحت الدّيمقراطيّة عندهم مجرّد محتوى مضموني محدّد سلفا إذا لم يعجبهم – بالأحرى إذا رفض الخضوع لخياراتهم – رفضوه وعملوا على إسقاطه. وأمّا الحكّام العرب فالأغلبية السّاحقة منهم ليسو أصحاب قرارهم وأمرهم ليس بأيديهم وهم في بعض الحالات مجرّد أبواق للغرب وللإدارة الأمريكيّة ولذلك لم يشذّوا في موقفهم من فوز حماس. الحوار نت: ما رأيك فيما أقدمت عليه السّلطة مؤخرا من غلق سفارتها في قطر احتجاجا على “الجزيرة”؟ سهام بن سدرين: هي حماقة سياسيّة تدلّ على أنّه نظام في مأزق خطير وهو مأزق ديبلوماسي وسيّاسي دولي وهي دلالة قطعية بأنّه نظام لا يقبل بالاختلاف داخليّا كان أو خارجيّا وهو غير قادر على تحملّ خلاف على مستوى دولي، كما أنّه يريد أن يفرض رؤيته على غيره ولم يكفه خنق الإعلام في بلده فسعى ليخنقه خارجه. وهو أكبر خاسر من هذه القضيّة، والنّظام القطري هو الرّابح. ولكنّها حماقة غير مستغربة تنضاف إلى حماقاته. الحوار نت: أنت أول من منح لقب “الرّئيسة” لزوجة الرّئيس بن عليّ، هل هو مجرّد تهكّم سيّاسي أم أنّك تعتبرينها فعلا رئيسة؟ سهام بن سدرين: أنا أعتقد فعلا أنّ لها منصبا سياسيّا مؤثّرا في تسيير شؤون البلاد لا يقلّ بأيّ حال من الأحوال عن منصب “نائبة” للرّئيس!   الحوار نت: هل تتوقّعين لتونس انفراجا ديمقراطيّا؟ سهام بن سدرين: أنا متفائلة بأنّه سيأتي يوم تجد فيه تونس من أبنائها من يسيّرها وفق آمال شعبها، هذا من حيث المبدأ ولكنّني على المدى المنظور لست متفائلة ولا أرى بوادر للانفراج، لأنّ الفوضى هي التّي تخلف عادة الدّكتاتوريّة بالضّرورة وليست الدّيمقراطية. إن الدّكتاتوريّة من طبيعتها أن تحدث فراغا سياسيّا بعدما قامت به من تعطيل لآليّات الحوار الدّيمقراطي و استبعاد للطاقات المفكّرة ومعاقبة الالتزام وتصفية الرّأي الحرّ… وهو أخطر شيء على المجتمع الذي لا يتمكن من تهيئة بدائله. كلّ هذه العناصر تستبعد الدّيمقراطيّين عن مسؤولية السلطة في حالة حدوث فراغ على رأسها. فالدّيمقراطية تشترط مسبّقا إرساء آليّات أخرى وبناء مؤسسات بديلة وهو غير ممكن في ظل النّظام الدّكتاتوري الحالي… الوريث الوحيد سيأتي من داخل الدّكتاتورية ! الحوارنت: أستاذة سهام ونحن بصدد نشر الحوار معك بلغنا نبأ خروج مجموعة من المساجين الإسلاميين منهم بعض القيادات ذوي الأحكام المؤبدة فما تعليقك عن الحدث؟ سهام بن سدرين: مبدئيا ليس لديّ إحاطة بالموضوع ولكنّ خروج هؤلاء المناضلين يمثّل فرحة كبيرة بالنسبة لي، وهم رموز مقاومة وصمود، والمكان الطبيعي لهؤلاء خارج السّجن، ويفرحني جدا أنهم استردوا حقوقهم، وهم طاقات ستنضاف بلا شك إلى مقاومة الإستبداد. وتهاني القلبية لهم ولعائلاتهم وأملي أن تفرغ كل السجون من نزلائها وأن ينال محمد عبو حقه في الحرية ويخرج لموقعه الطبيعي. الحوار نت تشكر السيدة سهام بن سدرين على تفضلها بقبول الحوار آملين أن تجمعنا بها لقاءات أخرى وتونس تعيش أوضاعا أفضل. (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 6 نوفمبر 2006)


تدافعات التدين والقانون و السياسة

كتاب في مسالة  الحجاب

بوبكر التَايب

 

اللباس من الأشياء الشخصية يختاره الإنسان بمحض ارادته و لا سلطان في الغالب لغيره كالدولة او الحزب او المؤسسة في تحديده. و معلوم ان لباس الناس يتاثر بالعوامل الثقافية الدينية و الإقتصاية و المناخية و غبرها. و الأصل ان تختار المرأة ما يناسبها من اللباس دون ضغط و لا اكراه في اي من الإتجاهات كان هذا الضغط او الإكراه. فمسالة اللباس مسالة شخصية يحميها الدين، فإذا كان ” لا اكراه في الدين” فمن باب اولى أنه لا اكراه في اللباس. و حرية اللباس من الحريات و الحقوق التي تحميها الدساتير العادلة و أمهات المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان عموما  او تلك المخصصة لحقوق المرأة.

 

فإذا كان من حق المراة ان تختار لباسها التزاما بأوامر دينها و نواهيه وفي  اطار من التفاعل الإيجابي  و المرن معا الأعراف و  العادات من جهة وواقع الناس الدائم التحول من جهة ثانية فإنه على السلطات العامة في الدولة حماية هذا الحق و ضمانه لكل مواطني الدولة دون التفريق بينهم على أساس الدين أو العر أو الطائفة أو اللون او الإنتماء الفكري او السياسي. و التحدَي الحقيقي لواجب الدولة في هذا المقام هو وضع التنوع و التعدد في الملبس لا و ضع الأشباه و النظائر، اذ بقدر ماتتعدد انواع الألبسة و أنماطها داخل فضاء الدولة الواحدة بقدر ما يشتد الطلب على الدولة  لحماية هذا التعدد، و بقدمر ما تتوفق الدولة في حماية فسيفساء اللباس داخل اقليمها بقدر ما يدل  ذلك على مرونة الساطات العامة لتلك الدولة وعلى قدرتها على حماية الحقوق و الحريات، الفردية و الجماعية.

 

وفي حملة ليست الأولي  من نوعها، غير أنَها غير مسبوقة في مداها و حجمها كما انها تتجاوز نوعيا  الحملة في  فرنسا، دشنت السلطات السياسية في تونس حملة منهجية و ممأسسة على حرية اللباس من خلال المنع القسري للحجاب. وقد سخرت الجهات الرسمية التونسية في معركتها ضد حرية اللباس كل مؤسسات الدولة و مؤسسات الحزب الحاكم التي تكاد تتماهى مع مؤسسات الدولة كما عمدت الى توظيف أخلاط غريبة من الرَخويات و العجائن  ” الأكاديمية” و ” الإعلامية” و

 “السياسية”.

 

و الحجاب الذي تشذ الجهات الرسمية في تونس  في منعه في مفارقة مع سياسات حوالي 190 دولة عضو بمنظمة الأمم المتحدة وأكثر من 50 دولة عضو بمنظمة المؤتمر الإسلامي، هذا الحجاب  مسموح به في مشارق الأرض و مغاربها. فحيثما رحلت من بلد الى بلد أو أنت نقلت نظرك من  قناة فضائية الى أخرى إلا و لاحظت حضور الحجاب. في حملة الإنتخابات الرئاسية للرئيس المصري حسني مبارك و الدروس الحسنية  في المغرب و في حفلات الفاتح من سبتمبر بالجماهيرية الليبة و في  الأراضي الفلسطينية، سواء منها المحتلة سنة 1948 و الخاضعة لدولة اسرائيل او المحتلة سنة 1967 والداخلة في سلطان محمود عباس أو اسماعيل هنيَة. في لقاءات الرئيس الأمريكي مع أبناء و بنات الأقلية المسلة في الولايات المتحدة و على صفحة الأنترنات الرسمية للحكومة الكندية. مختلف أشكاله و ألوانه ، و في اختلافهن في ذلك رحمة، لكنهن تردينه في مؤسسات العمل و العلم و التسَوق الخاصة منها و العامة. ترتدينه من فانكوفر الى سيدني مرورا بلندن و كوالالمبور، و من جوهنزبورغ الى أسلو مرورا بداكار و روما.

 

لكن  رغم هذا القبول العالمي  بالحجاب، عدا تضييقات محدودة  هنا او هناك  أو نقاش حول امكان منع االنقاب في بعض المجالات في بعض الدول الغربية و غير بعيد عن تداعيات احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، فإن الشذوذ التونسي في هذا المجال يظهر منفردا عيانا  سافرا اذ انطلقت الحملة  على الحجاب في تونس 20 سنة قبل احداث 11 سبتمبر 2001.و دعاة منع  الحجاب في تونس يحاولون التواري خلف ذرائع الإجتهاد و التحديث او دعاوي الأصالة و  الهوية او شعارات  القانون و الشرعية

 

عدم وجوب الحجاب شرعا!

من الشعارات الرئيسة في منظومة الخطاب السلطوي في تونس هو مقولة انه ” لامجال للخلط بين الدين و السياسة” بدعوى ان الدين مقدس و ملك مشترك لعموم التونسيين في حين ان السياسة مجال للتغالب و التدافع. و في الواقع فقد دأبت الحكومات المتعابقة على ممراسة ما يناقض دعواها في هذا المضمار فكانت تلجأ الى الوصل أو الى الفصل بين الدين و السياسة  متى و كيفما شاءت و ليس موضوع الحجاب الا عيَنة معبَرة على وصاية الدولة على التدين في تونس. فالجهات الرسمية تتولى مهمة الإفتاء و الإجتهاد في  الدين و تخلص الى ان الحجاب لا يوجبه الشرع الحنيف. ثم هي، السلطة السياسية، لا تقف عند مجرَد الإجتهاد في ما ادعت انه مجال للدين و منفصل عن مجال السياسة بل تعدَته الى حجب حق الغير في الإجتهاد في ما سمحت به بل احتكرته لنفسها. فتجاوزت بذلك  مجرَد الوقوع في مطب التناقض بين مقامي الخطاب و الممارسة  الى تولََى مهام “باباوية” اسلامية او قل “كهنوت” سياسي و هي من مرد على رفع شعار الإعتدال و المرونة و التسامح الديني. فمن المعتدل، المتسامح و المرن او على العكس من ذلك، من المتشد و المتطرف في تونس اليوم ؟ من يطالب بحق المراة في ارتداء الحجاب باعتباره اجتهادا يسعه الشرع أم من يمنع المرأة هذا الحق و يفرض عليها نزعه بل ينزعه بيده اكراها لها.إذ لا يتعلق امر الحجاب في تونس بفرضه بل بمنعه. أبعد من ذلك، فالجهات الرسمية  و هي التي قررت ان تتحذ مفتيا للدَيار التونسية، عيَنته و جعلته من سامي موظفي الدولة المدنيين و تدفع له راتبا من المال العام لم تلجأحتى الى سماحة المفتي لإستبيان حكم الشرع في موضوع الحجاب. لا بل ان بعض من تصدى للفتوى بتحريم ،منع، الحجاب بعض من رميم  الشيوعية الهالكة. و اذا كان من حق الإنسان ان يكون شيوعيا فلا حق له مطلقا ان يعرَف المسلمين كيف يعبدون ربهم الذي لا يؤمن به. و اذا كانت ظاهرة ” الدولة الفقيه المجتهد” ليست جديدة فلعلَه من الطرافة ان نسمع ب”الرَفيق المجتهد”.

 

وبعيدا عن “فقه السلطان” فإن علماء المسلمين يقولون بأن النصوص، القرآن و السَنة، قطعيَة في دلالتها على و جوب  لباس السَتر و الحشمة   و عدم ابداء الزينة الا ما ظهر منها و أن  الإجتهاد غبر ذي موضوع في هذا الصدد اذ لا اجتهاد مع النص المحكم إنما اجتهد  المختصون من علماء المسلمين في ما دون ذلك فبحثوا في ما يجب على المرأة عدم كشفه من جسدها فكان مدار الإجتهاد أمران اساسا و هما الكشف و الوصف،  فذهب الغالبية منهم الى  ان المرأة اذا بلغت المحيض لا يصلح ان يرى مهنا غير الوجه و الكفان و خالفهم  في ذلك الإجتهاد اقليتان. أحدهما تقول بوجوب حجب الوجه ، التَنقَب، أيضا و ثانيتهما تقول بجواز كشف بعض اليدين، أي أكثر من الكفين. و لم يشترط العلماء، كما لم يمنعوا، ان يكون الحجاب من لون واحد (أسود مثلا) او متعدد الألوان. الى ذلك فهم لم يقولوا، أي لم يجمعوا، بوجوب ان يكون الحجاب من قطعة واحدة (جلباب مثلا) أو من مجموعة من الملابس. و هذه الإجتهادات العامة تتضمن طبعا تفريعات داخلها كما أنها تفرَق بين الحكم العام و الحالات الخاصة، الإستثناسية و غيرها. و هذه الإجتهادات هي من المتجدَد من التدين الذي لا يكون كلَه صالحا لكل زمان و مكان لأن تلك، الصلوحية لكل زمان و مكان، من صفات الدين لا التدين  الذي تتغيَر فتاوي مجتهديه بقدر تغير أقضية الناس و أوضاعهم. 

 

  الحجاب زي طائفي !

جاء في المنشور رقم 108 لسنة 1981 المانع للحجاب في تونس أن الحجاب “يكاد يكتسي صبغة الزي طائفي”  والحجاب ليس زيا طائفيا و لو فرضنا انه كذلك فمن المعلوم ان الدين يحمي الطوائف و كذلك تفعل القوانين الوطنية و المواثيق الدولية العادلة.

 

 والحجاب ليس زيا طائفيا، اذ في تفاعل مع ما كان محكما من النص و ما كان مجالا للإجتهاد المتجدد و المتنوع و في تفاعل مع متغيرات الزمن و الجغرافيا؛ و العادات و التقاليد؛ و الفقر أو الرفاه؛ و التشدد  أو التوسَط أو التَحلل؛ و عدل السلطان او جوره؛ و قوة الأمة او اقتدائها بمن ظهرت شوكته عليها؛ أخذ لباس المراة المسلمة انماطا شتى أحاول ردَها الى أربعة كبرى  بغرض التقريب دون الإدعاء بتقديم عرض في سوسيولوجيا لباس المرأة المسلمة.

 

نمط او منظومة مغالية و تاخذ مظهرها الأشد في “البرقع” المنتشر بأفغنستان او لباس

“المتسلَفة الجدد” حيث ُيغطَى كامل جسد المراة  بما  في ذلك كامل الوجه و الكفَان، لباس من قطعة و احدة و من لون واحد(عباءة و نقاب أسودان في الغالب) و يأخذ هذا النمط مداه  في التشدد عندما ُيلبس في بلاد الغرب لا بل اكثر من ذلك عندما  تريد لابسته ان تتجاوز به مجالها الخاص الى مجال  تقديم خدمات عامة لغير المسلمين كتعليم ابنائهم. و هذا النمط من اللباس غير موجود في تونس و لو أن العباءة السوداء و النقاب  بدءا في الظهور مؤخَرا.

 

نمط من اللباس التقليدي الذي تتوفر فيه في الغالب مواصفات اللباس الشرعي الوسطي و هو يختلف من بلد الى بلد و بين المدينة و الريف. ويأخذ في تونس شكل “الملية”،”الملحفة”،”الحرام”، “الحولي”، “السفساري” لستر سائر الجسد في حين يأخذ شكل “المحرمة”،”التقريطة”، “الفولارة” أو

“العصابة” كغطاء للرأس او شكل  “الفوطة” أو “الطرف” كغطاء ثان فوق الرأس كما يسدل  ليغطي النَصف الأعلى من الجسد. و قد تتنقَب المرأة دون اللجوء الى “النقاب” اذ قد تعمد الى تغطية جلَ وجهها ولا تترك  الا عينا او العينين  مستعملة في ذلك “السفساري” او” الطرف”  و يعرف  ذلك  في تونس ب” الغنبوز” فيقال فلانة “مغنبزة”. هذا النوع من اللباس تراجع كثيرا في تونس، من جهة لإنه لم يعد عمليا و لا يتناسب مع أغلب المناشط العصرية للمراة و خاصة في المدن و من ثانية لأن البعض أعجبن باللباس المستورد من الغرب و رأين فيه رمزا للتَحرر فلبسنه بدعم  ودعاية من  الحكم السابق.

 

نمط الزَي المستورد ،  الإفرنجي، و هو الذي يظم مختلف انواع و أشكال و أجيال و موديلات الزّي الغربي من النسائي الصّرف الى المشترك بين الجنسين.  و هو الأكثر انتشارا في معظم امصار العالم الإسلامي و لعل طفرة انتشاره  كانت مع ارتقاء غالب الدول الإسلامية الى الإستقلال و التعامل مع الغرب من موقع المغلوب المولع ابدا بالإقتداء بالغالب. و هذا النمط شاسع،  طرفه شبه شرعي قد لا ينقصه الا غطاء الراس- الخمار- ليكون كذلك و طرفه الأخر “كاسيات عاريات”. و يلاحظ ان الزي الغربي لم ينتشر في العالم الإسلامي انتشارا واسعا خلال مرحلة الإستعمار المباشرلأن المراة  المسلمة  ربما ارادت من خلال تمسَكها بلباسها التقليدي آنذاك ان تساهم في مقاومة الإحتلال.

 

نمط رابع يحاول الجمع او التَوليف بين مواصفات اللباس الشرعي و بين منتجات العصر و الحداثة من اللباس و كذا الإستجابة الى متطلبات تطور أنماط الحياة في الشغل و الدراسة و الحياة العامة. و في هذاتدخل انواع الحجاب المختلفة، منه الساتر و منه أكثر فتنة و إثارة من اللباس الإفرنجي المستورد.  و الحجاب الساتر هو الذي تمنعه السلطات التونسية بدعوى أنه “زيَ طائفيَ” و قد أخذ في الإنتشار، في تونس و في غيرها، بصورة ظاهرة في الثمانينات من القرم العشرين.

 

و اذا كان قد قيل ان ” الطبيعة تخشى الفراغ” فإن الإحتماع البشري يخشاه أيضاًً، فهذه الأنماط المختلفة من لباس المراة المسلمة ليست في قطيعة تامة بل هي في تفاعل و تداخل و تعارف متواصل و هي متعايشة في اغلب دول الأرض بل داخل نفس العائلة أحيانا كثيرة. فليس الحجاب  طائفيا اذا  و انما هو نمط  لباس معاصر.

 

 لقد خُلق النَاس مختلفين ،لتعارفوا، فكان التنوع و التعدَد الآدميَ على اساس العرق و اللون و الدين و الجنس و قامت القوانين الوطنية و الدولية بقصد حماية هذا التنوّع الذي جعل من الناس شعوبا و طوائف  وأقليات.وأما و قد كيَفت الجهات الرسمية في تونس الحجاب على انه زيّ طائفيّ فصار لزاما عليها حماية من ينتمي الى هذه الطائفة عملا بمقتضايات الدستور التونسي في الموضوع و المواثيق الدولية التي صادقت عليها. فإنما المقصد من حماية القانون للطوائف بمختلف أنواعها هو  منع الطائفية اي منع اضطهاد طائفة لأخرى ، حرمانها من بعض حقوقها او العمل على استئصالها او الإستعلاء عليها. و من هنا قيل ان الدولة العادلة او المدنية هي تلك الدولة التي تقوم على اساس المواطنة و ان تعددت الديانات، المذاهب، اللغات أو الألوان بالنسبة لمواطنيها. و على ذات الأساس اعتبرت الدولة التي تتعدَى على حقوق الطوائف  بأنها دولة تمييز او أنَها دولة طائفية. و خبراء القانون الدستوري و القانون الدولي يعرفون هذه المبادئ الأولية في القانون العام جدَ المعرفة. و السؤال الذي يتبادر الى الذَهن بهذا الصَدد هو هل انّ عزم الجهات الرّسمية في تونس على “تطهيرها”  من “طائفة” المحجبات سيمتدّ الى تطهيرها  من بقية الطوائف  من مثل مواطنينا من البربر او المسيحيين او اليهود او السود او غير المؤمنين بأيّ دين؟

 

الحجاب مستورد ودخيل!

ما زالت السلطات التونسية تبشّر بالنموذج التونسي  في مقاومة التّطرف و الإرهاب و تعمل جاهدة على تصديره الى سائر دول العالم الى تبيَن لها انها غير قادرة على المنافسة  الدولية في واقع متغيرات عولمة المعرفة و الإتصال و التجارة فاذا بها ترتدّ على أدبارها و تمنع التفاعل الحضاري الدّولي في مجال اللباس   و تجرَم الحجاب بدعوى أنَه  “مستورد” و “دخيل”. و في زمن العولمة حيث اصبحت سيادة الدولة مفهوما شفَافا و اكثر هشاشة من اي وقت مضى فلا شك ان التمترس خلف ذريعة مقاومة الإستيراد مآله الفشل. فما الذي لا تستورده تونس! و أية دولة في العالم يمكنها ان تعيش دون استيراد.في تفاعله مع افكار “فرنسيس فوكوياما” الورادة في “الإنسان الأخير او نهاية التاريخ”  ذهب “برتران بادي” الى ان الدولة في  العالم الثالث مستودة و عنون كتابه الشهير ب”الدولة المستودة”

 و الحجاب عندما ظهر في تونس مطلع الثمانينات من القرن المنصرم لم يكن مستوردا بل كان  تونسيا خالصا فلم يكن”برقعا” افغانيا و لا عباءة او نقابا من الخليج  ولم يكن “تشادورا” ايرانيا كما أنه لم يكن أسود اللون. لقد كان  لباسا تونسيا أصيلا خاطته اياد تونسية في المنازل أو عند الخواص  اذ أنَه لم يكن يمكن  بيعه في الأسواق و لم يدخل البلاد عن طريق بعض الفاعلين الدوليين الجدد من مثل الفضائيات او الأنترنات الذين لم يكونا.

و الدولة التي تمنع الحجاب في تونس تأسيسا على أنه مستوردة دولة غير عادلة و تمارس تمييزا مزدوجا ضد من اخترن الحجاب. المستوى الأول من التمييز يظهر بين النساء التونسيات حيث لا يُمنع  لباس النساء المستورد من الغرب في حين يمنع الحجاب .و المستوى الثاني من التمييز يقع بين المراة و الرجل حيث ان اغلب لباس الرجال في تونس مستوردا و هو غير ممنوع في تون. و عندما ظهر السادة الوزراء و غيرهم من أعيان الدولة في مختلف جهات البلاد لتبرير منعهم للحجاب رأيناهم في الفضائية التونسية يرتدون ملابس مستوردة و ذلك من حقَهم.

 

 الحجاب يرمزإلى اضطهاد المرأة وإلى احتقارها!

 هكذا يرى  البعض و من حقَه أن يرى غير إنَه من حقَنا مخالفتهم في ما يرونه و على الدولة  أن تضمن لكل انسان ان يرتدي ما يراه مناسبا من الملبس.و الحقيقة أن لباس “البرقع” أو  العباءة السوداء مع النقاب أو “التشادور” قد يكون مفروضا على  بعص النساء في افغانستان او في بعض دول الخليج اوفي ايران غير ان القول بأن الحجاب مفروض على المرأة في تونس أو هي مُكرهة على لبسه قول مجاف للموضوعية وعار من العلمية. ومن الناحية المنهجية يمكن تصوَر نوعين من الإكراه في هذا الصَدد. اكراه عام صريح أو ضمني قد يأتي من السلطات العامة او من المجتمع العام، و اكراه خاص قد يأتي من العائلة او من رب العمل مثلا. و بما أن السلطات في تونس تمنع الحجاب منذ ما لا يقل عن ربع قرن و تمارس حملات اعلامية دورية ضدّه و ضدَ من ترتدينه بل تعمد الى نزعه عنوة و الى طرد من ترتدينه من العمل او التَعلم فإن المراة في تونس تكره صراحة على عدم ارتداء الحجاب، ففي الحالة التونسية إنما تضطهد المراة المرتدية للحجاب لا التي لا ترتديه.  كما أن الكثير من الآباء و الأزواج وأرباب العمل يضطرون بناتهم او زوجاتهم او العاملات الى نزع الحجاب خوفا من تتبعات الدولة. فالتي ترتدي الحجاب في تونس في هذه الظروف و الملابسات انما هي امراة تمتلك كامل ارادتها و حريَتها و ترفض أن يستبدّ بها و ليس اختيارها للحجاب غير رفضها للإضطهاد. و اذا كان من المعلوم أن المراة لا ترتدي الحجاب للقعود في البيت و خدمة السَيَد الرجل و إنَما  للخروج الى مواقع الفعل الإجتماعي المختلفة لمنافسة الرجل  ومشاركته  في عملية التنمية، فعندها لن يكون الحجاب الاَ رمزا الى تحرَر المراة من استبداد  بعض الرجال وقبل ذلك رمزا الى انعتاقها من اسرها  الذاتي. و هذا ما قصده المرحومان  قاسم أمين و الطاهر الحداد في دفاعهما عن “سفور المرأة”، أي خروجها محتشمة للمساهمة في تحمَل الأعباء العامة للتنمية. و عندها ايضا لا يفعل الذين يمنعون المرأة من ارتداء الحجاب غير اكراه  العديدات  منهن الى الإحتجاب في بيوتهن و هذا ما رفضه المرحومان عندما  طالبا بعدم “حجب” المرأة في البيت.

 

 منافاة الحجاب للعلمانية و الحداثة !

يؤسس فريق من دعاة منع الحجاب  صنيعهم الإستبدادي على ذريعة منافاة الحجاب للعلمانية و الحداثة و كثير من هؤلاء يتقعَر في الكلام  و هو يجهل او يحرَف دلالات الحداثة و العلمانية، مقاصدها و اختلافاتها. فئة أخرى من الذين يدافعون عن الححاب لا يرون في العلمانية و العلمانيين الاّ شيطانا او مجموعة من أعداء  الحجاب و الهوية. و لعل في كل من الرايين مبالغات منافية للواقع و الموضوعية.

 

فالعلمانية علمانيات و ليست علمانية واحدة، إن على مستوى الفكرة او على مستوى الوقائع و السياسات. فثمة على الأقل علمانيتان، علمانية، لادينية،تتمحور أساسا حول علمانية الدولة بمعنى لادينية النظام  السياسى الذي يفترض فيه ان يكون  لا دينيا  في حين يبقى للأفراد و  المحتمع الأهلي مجال واسع  لهيكة التدين و ادارة شؤؤن و قضايا أخرى عديدة. و أقرب تجسَدات  هذا النوع من العلمانية  نجدها عند  البروتستان، الأنجلوساكسون،  و” نظام قانون العموم”.  هذا التيار العلماني ،و هو الأكثر  انتشارا اليوم في الغرب و في العلمانيات المشوَهة في العالمين الثالث و الإسلامي، لا يمنع الحجاب. فغالب العلمانية و الحداثة ليس اذا ضدّ الحجاب.

 

أما الصَنف الثاني من العلمانية  فهي العلمانية الشمولية، اللائكية، التى لا تقف عند  علمنة النظام السياسي للدولة  بل تتعدّاه الى علمنة المجتمع و افراده و مؤسَساته، بمعنى انها تطمح في النهاية الى انكار الدين و الرغبة في ازاحته من حياة الناس حتَى و ان ادّعت عملها على تحييده سياسيا فقط. و يتفرَع عن هذه العلمانية مدرستان، العلمانية المادية الشيوعية النافية في حقيقتها للقانون و الدّين و الدولة. و العلمانية الفرنسية، الكاثوليكية، اللاتينية، علمانية ” نظام القانون المدني”. و هذا ما يفسَر لماذا تنفرد فرنسا بمنع الحجاب من بين الدول  العلمانية الغربية الحداثية. و لأن تونس كانت مستعمرة فرنسية لا بريطانية و لأن الشيوعية في فرنسا كانت و لا تزال من اقوى الشيوعيات، الإشتراكيات، في الغرب فقد “ابتليت” تونس بأسوا العلمانيات، علمانية لائكية-مادية استئصالية. و لهذا يمنع الجحاب في تونس منعا شاذا لا نظير له. وهذا من “شقاء الحداثة” الذي ابدع الفيلسوف “تشارلز تايلور” في تحليله في كتاب بذات العنوان.

 

و لأن قسما محترما من النخبة العلمانية التونسية  وعى و استوعب  ان العلمانية  الرسمية في تونس علمانية استبدادية  فقد عمد هذا  القسم من النخبة المعارضة الى توطين العلمانية و الوقوف الى جانب حرية اللباس، الحجاب، فطالبت احزاب المعارضة  العلمانية الوطنية و امتدادتها الحقوقية، الإعلامية و الأكاديمية مطالبة صريحة ب”الحق في الححاب”.

 

وقبل ذلك و بعده فلا شيء في القوانين العادلة او في الحكمة يجبر الإنسان على ان يكون علمانيا،رغم اختلاف مدارس العلمانية. و لا شيء أيضا يجبره على ان يكون حداثيا، بصرف النظر عن  ابداع أو شقاء الحداثة. هل رأيتم  انسانا حوكم في  بلد ديمقراطي و في اطار نظام قضائي مستقل بتهمة أنه ليس علمانيا او أنه كفر بصاحبة الجلالة الحداثة. عظمة “لا اكراه في الدين” أنها تسمو على محاولات الإكراه باسم الحداثة أو في الحداثة او على الحداثة.

 

مقاومة الرمزية السياسية للحجاب فهو علامة انتماء سياسي او هو “تستَر بالدين” !

 و الواقع ان المحجبات في تونس هذه الأيام لسن منشغلات” بموت السياسة” في تونس وأن أغلبهن لسن منتيميات سياسيا. أما اذا ما أرادت محجَة ان تنتمي سياسيَا فما المانع، ان اختارت، ان تنتمي الى الحزب الحاكم أو الى النَجمع  الديمقراطي التَقدمي اوالى المؤتمر من أجل الجمهورية او الى حزب النهضة او الى ايَ حزب اخر كما هو الحال في اغلب الدول الإسلامية اذ تنتمي الكثير من المححبات الى احزاب سياسية مختلفة و حيث تتنافس الأحزاب في هذه الدول على استقطاب المحجبات. أحسب أنّه من الأنسب للحزب الحاكم في تونس ان يراجع سياسته في هذا المجال وان يدخل في منافسة مع سائر الأحزاب على استقطاب المحجبات بدل  مناصبتهن العداء قبل فوات الأوان لأن رياح الحرية ماضية.

 

قبل ان يرسل الهوس الأمريكي في حربه على الإرهاب مواطنا كنديا من اصل سوري الى بلده الأصلي لتعذيبه بالوكالة، قبل ذلك لم تكن زوجته ،منية مزيغ الكندية من اصل تونسي، امراة مشهورة و لا منشغلة  بالسياسة. و عندما اضطرتها الظروف للدفاع عن زوجها، الذي برَأته أخيرا هيئة تحقيق مكلفة من طرف الحكومة الكندية ، لإخراجه من سجنه كانت في الموعد لتخاصم العالم او جلَه لإثبات براءة زوجها من اتهام الأمركيين له بالإرهاب. و لما نجحت في تحريك المياه الراكدة و قاومت اللوبيات و اطلق سراح زوجها، و لما حان موعد الإنتخابات البرلمانية الفدرالية تدافعت الأحزاب الى السيدة منية طالبين ترشحها على قوائمهم الإنتخابية فاختارت الديمقراطي الجديد، وسط  اليسار. لم تفز بالمقعد النيابي لأن الدائرة التي ترشَحت فيها  من المواقع التقليدية للحزب اللبرالي غير أنَها بحجابها مكَنت حزبها من الحصول على شعبية و عدد من الأصوات لم تكونا له من قبل بتلك الدائرة.

 

لقد تمتعت المرأة في تونس بالعديد من الحقوق و الحريات لم تتوفر لكثير من مثيلاتها في الأقطار الإسلامية غير أن المراة التونسية تعرضت و تتعرَض لمظاهر من الإستبداد لم تتعرَض له أي من مثيلاتها في أي من أقطار العالمين العربي و الإسلامي و قد لحقت بتونس بسبب ذلك معرّة.

 

و المنشور 108 المانع “للزي الطائفي” في تونس يحتاج الى قرار سياسي لإلغائه. فالمنشور لا يمكن في اطار المنظومة القانونية التونسية الحالية الطعن بعدم دستوريته، وإن كان غير دستوري، لأمرين. أولا لأن المنشور درجة رابعة في سلَم القوانين الوطنية التونسية اذ يأتي بعد القوانين الدستورية، فالأساسية، فالعادية.و هذه الدرجة من القوانين، الفرعية، لا تقبل الطعن في دستوريتها. أما ثانيا فلإن الجهة الوحيدة  في تونس التي يمكنها أن تطلب النظر في  دستورية  قانون ما هي حصريا رئيس الدولة في اطار خيار الرقابة السياسية، لا القضائية، على دستورية القوانين التي هي من مهام المجلس الدستوري.

 

 كما أنه ليس من المحتمل ان تلغي المحكمة الإدارية المنشور او أن ان تحكم بالتعويض لفائدة المتضرارت  بسبب تطبيقه عليهن،رغم اختصاصتها في ذلك النظر في أعمال الإدارة. ذلك لأن القضاء و خاصة الإداري منه ليس مستقلا بل خاضع لوصاية للسلطة السياسية كما  هو امرالتدين و الحداثة و الهوية و العلمانية. فهل نحن اذا بصدد “ديمقراطية بلا حجاب” و فيها ألفت النَائبة التركية مروة قاوقجي كتاب “ديمقراطية بلا حجاب”، تديَن بلا حجاب، علمانية بلا حجاب، هوية بلا حجاب و حداثة هي ايضا بلا حجاب. لا شك أن ديمقراطية  بلا اقصاء و لا حُجَاب ولا حواجز أصلح لنا.  

 

بوبكر التَايب

20061102


ويل للقرضاوي وللجزيرة من رويبضة من تونس

   

الدكتور يتجاهل علاقة علة الحكم بالامر القطعي الثابت:

تفرق المسلمون منذ قديم  في مسألتي التقصيد و التعليل إلى صنفين فمنهم المثبتون ومنهم النافون. المثبتون منهم إنقسموا إلى ثلاثة أصناف فمنهم المتوسعون ومنهم المضيقون ومنهم المتوسطون. لك أن تسأل : لم ؟ أحد أصح الأجوبة هو أن الناس إنما توخوا التضييق في التعليل والتقصيد ـ وهما عند الشاطبي سيان ـ سدا لذريعة إستخدام المسلك المقاصدي في غير وجهه الشرعي الصحيح فتهدر أحكام الشريعة الثابتة على قارعة الكذب على الله. لك أن تسأل أيضا عن عقل إبن حزم كيف إتسع لنبوغ بوأه لأن يكون من كبار الفقهاء من جانب ولنبذ القياس من جانب آخر وهو المناطقي صاحب عارضة نقدية عز كفوها. لو لم يطلع إبن حزم على ما آل إليه إستخدام القياس الشرعي عند كثير ممن سبقه لما نبذ القياس أبدا.من الامثلة أيضا قول إبن تيمية بعدم وجود المجاز في القرآن الكريم. هل تحسب أن ضارعة إبن تيمية في تبين الحقيقة من المجاز موجوءة ؟ كان يواجه بذلك الباطنية وبناتها ممن يتخذ المجاز بديلا عن الحقيقة. لما كان ذلك يجري ضمن علوية المنهاج الاسلامي عقيدة وسلطانا نبت الخصب بسبب سنة التدافع بين تلك المدارس الاجتهادية في كنف تلك العلوية وذاك هو المقصود من التدين. أما لما إندحر السلطان السياسي للاسلام ونبت فينا نبت العلمانية فإن كثيرا من أهلها توسلوا لقصم ظهر الاسلام من الداخل بالمبحث المقاصدي سيما بعد إستقلاله عن أصول الفقه. لذلك يحذرإبن عاشور من تعيين مقصد للاسلام دون تبين  بسبب أن المقصد دليل شرعي في مواطن يعرفها أهل العلم. ما يهمنا هنا بمناسبة مجادلة الدكتور هو تأكيده على أن قوله سبحانه : ” ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ” هو علة الحكم الآمر بالإدناء من الجلابيب. أورد الدكتور ذلك التأكيد في سياق التدليل على أن الأمر بالإدناء من الجلابيب غير عام  دون أن يوضح لنا من هن المخصوصات به أو منه. فإذا كان يعني الإماء فإن الحديث عن الإماء في عصرنا هو من قبيل الحديث عن تناسل الجن وإذا كان يعني الحرائر ـ رغم أن التعبير القرآني إستخدم لفظا أشد حسنا وهو المحصنات ـ فإن الخمار الذي إجتهد في جحود حكمه ليس له اليوم سواهن.

فهل يعقل أن يقال بعد ذلك بأنه بناء على قضاء عمر فإن حكم لباس الخمار ليس عاما؟ ليعلم الدكتور بأن التذرع بالتأكيد على المقصد الذي ذيلت به الآية الكريمة من أجل هدر دم حكم الخمار لا يسعفه بسبب أمور منها أن المقصد الجزئي عندما يذكر في القرآن الكريم عادة ما يرد ضمن ما عبر عنه العلماء بقولهم ” مورد الغالب ” ويمثلون لذلك بما شذ عنه إبن حزم في مسألة حرمة الربيبة في الحجر. وذلك بخلاف التعرض للمقاصد الكلية العظمى من مثل التوحيد الالهي وكرامة الانسان وقيم العدل والرحمة وأداء الامانة و الشهادة. لا يغيب عن الذهن إذن بأن هذا المقصد الجزئي المتعلق بحكم الخمار ورد بحسب ما يغلب على حياة الناس يومئذ في علاقة المرأة بالرجل أي على أساس غلبة معاكسة الرجل  للمرأة غير المحصنة سواء بمعنى غير المتزوجة أو بمعنى غير شريفة العرض أو بمعنى الأمة. ومعلوم أن إيراد المقصد الجزئي على مورد غالب حياة الناس يخدم هدفين جليلين أولهما تنبيه الناس إلى الفساد في حياتهم المعيشة بشكل مباشر وثانيهما تعدية ذلك المقصد لمن يليهم في كل زمان ومكان يعيش ذات المشهد. فإذا ما تأخر ذلك المقصد الجزئي اليوم مثلا في حياتنا أو في حياة أي جيل من قبلنا أو من بعدنا فإن ذلك لا يكر على الحكم الأصلي. فإذا كانت المرأة اليوم لا تتعرض للإيذاء في أي موقع كانت سواء بسبب المعرفة بحال إحصانها أو شرفها أو نسبها أو حظوتها ..فإن ذلك لا يؤثر في الحكم مضاء وإطرادا. إبن عاشور يسمي هذا الضرب من العلل أو المقاصد عرفيا لا حقيقيا وذلك لتلبسه بعرف الناس وتقليدهم على نحو يسمح بتبدل المقصد الجزئي لا الكلي مع بقاء الحكم على أصله ليلبي مقاصد أخرى وحاجات تيسر للناس في أمصار أخرى وأعصار حياتهم قائمة على الدين مزينة بالعمارة والإجتماع والتعاون.

ملحظ مهم  يعين على حسن الفهم :

على خلاف ما يظن كثير من المسلمين بأن حياة التعارف بين النساء والرجال في المجتمع أمر غير مرحب به فإن هذه الآية توطن مقصد حكمها على قيمة التعارف لتجعله سبيلا إلى نبذ المراهقات الصبيانية. قوله سبحانه : ” ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ” يدل على أن حياة التعارف بين الرجل والمرأة في المجتمع هو الأصل الذي لا ييسر الحياة الاجتماعية للناس فحسب بل يحسم سيئات علاقات الريبة بينهم. التعارف إذن بين الرجال والنساء دافع للتعاون والحماية ونابذ للإيذاء ومجفف لعوامل سوء الظنة. كما تجدر الإشارة هنا إلى صيغة التبعيض التي جاء بها الأمر : ” من جلابيبهن ” وهو ما يذكر بذات الصيغة الوادرة في الغض من الأبصار. توخي الوحي الكريم دقة متناهية عجيبة في أوامره ونواهيه وسائر تشريعاته. فكما أن غض البصر للرجال والنساء غير ممكن في الحياة المبنية على اليسر بغرض تنمية العمارة يكون إدناء الجلابيب على النساء كذلك. تلك هي وسطية الاسلام : لا غض للبصر ولكن غض منه ولا تسريح له راكضا يحملق في عورات النساء يدني من ساعة بوار المجتمع بتفشي الفاحشة فيه وأول ذلك ـ كما هو شأن الحرب الحقيقية ـ نظرة فكلام فسلام فلقاء .. وبالمثل لا إدناء للجلابيب ولكن إدناء منها. إدناؤها بالكلية يجلب العنت على حياة المرأة خارج بيتها أو يحولها إلى بعبع مخيف أو لا تجد الفقيرة ما تدنيه عليها سابغا أما الادناء من الجلابيب فهو أيسر للمرأة وللحياة ولثقافة التعارف بينها وبين الرجال.  المرأة إنسان ولي مسؤول عن أمره كله جميعا ولا سبيل لها لحماية كرامتها أس رسالتها سوى بحماية زينتها عروس أنوثتها. دع عنك تأويل الجاهلين الذين يزعمون أن الرجل حين يأنس بزينة المرأة متبرجة تهجع غرائزه أو تموت. دع عنك تحريف المبطلين الذين يزعمون بأن مقتضيات الحياة المعاصرة تتطلب بالضرورة إلغاء مستويات التميز بين الرجل والمرأة بدنيا ونفسيا تعاونا على رهانات التنمية. دع عنك كل كلام يصطدم مع الفطرة أو يتمرد عليها بسبب أنه لم يخلق واحد منا نفسه ولا خير واحد منا قبل خلقه عن مقادير غريزة كذا أو مكامن جبلة كذا. دع عنك ذلك مما تردده الببغاوات عندنا وإستمع إلى الغربيات اللائي ركضن عقودا طويلة مضنية في بيداوات التمرد على الفطرة في معركة إلغاء الغرائز وتجميد الجبلات. لا أزيد هنا لضيق المجال على توجيهك إلى كتاب بعنوان ” مبدأ حواء .. من أجل أنوثة جديدة ” صدر بالالمانية في سبتمبر المنصرم لأشهر مقدمة برامج بحسب آخر إستطلاع شعبي وهي السيدة ” إيفا هيرمان ” ـ 48 سنة ـ وتجربتها الاعلامية تجاوزت ربع قرن كامل. وإلى لقاء تال ضمن هذه المجادلة أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه. الهادي بريك ــ ألمانيا


 بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

                                                                                تونس في 06/11/2006 

 

الرسالة رقم 159 على موقع الحرية تونس نيوز

تعقيبا على مقال برهان بسيّس بعنوان البعد الآخر ….( العبرة) المنشور بجريدة الصباح يوم الأحد 05/11/2006

غريب و الله المتحاملين على الدين و على التاريخ يجدون أبواب الصحافة ( مفتوحة)

مرة أخرى تكلم و كتب برهان بحكمة البرهان و حلّل و استنتج و تعمق في التحليل و لا يحلو له حديث أو تعليق إلا إذا تهكم و تطاول و استفز و تحدى الزعماء العظام و العمالقة الكبار و الابطال الذين دخلوا التاريخ من الباب الكبير أمثال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.

و قد سبق لهذا الشخص ان تهكم في جانفي 2005 بمناسبة مناقشة كتاب بورقيبة و الإسلام

بورقيبة الزعامة و الإمامة

للصحفي لطفي حجي . و قد نعت زعيم الأمة و ضميرها و قائدها و صانع مجدها و تاريخها الحديث …و نعت الرمز الخالد بنعوت لا تليق … و لا اسمح لنفسي بإعادة ذكر الوصف … و قد ذهلت من كلامه و ذهل أغلب الحاضرون و نهضت من مكاني و طلبت منه سحب كلمته و نعته و قلت كلاما هاما يومها سيسجله التاريخ … و في عدّة حوارات يسمح لنفسه بالإساءة للزعيم و في الحوار  الذي برز في قناة حنبعل و كان كالطير يغني و جناحه يرد عليه … و ايضا تحامل و ذكر الماضي بسوء و ابرز السلبي … ثم إنه في يوم 5 نوفمبر 2006 أراد ان يساهم بمقال حول الذكرى التاسعة عشرة للتحول و من حقه التعبير عن رايه و الفرحة بالذكرى و هو حر في الكتابة و حر في التعبير و حر في الشكر و المدح و التنويه و ذكر المحاسن فهو حر في ذلك و لكن ليس حر بأن يمس مشاعر الآخرين أو إذا يجرح شعور المناضلين أو أن يتحدث بأسلوب الشامتين و المتهكمين و المتحاملين و لو ينبعث واحد او كلمة يشتم منها رائحة الإساءة و لو بين السطور … و قد لمح في مقاله بما يلي و قصر مغلق على شيخوخة زعيمه و هي تنتقل بين الغفو و الصحو و سط سوق الشد و الجذب و الحسابات و التجاذبات بين أجنحة الحاشية و مراكز القوى المتناثرة المهووسة بشبح الخلافة الجاثم على الافكار و الأرواح بحساب مستقبل الأدوار و المصالح الشخصية فيما كانت العاصفة تنذر بالإعصار الذي قد يقتلع دولة الاستقلال من جذورها و هي تقف على مشارف إقتصاد منهار و شارع منفلت و نظام الضعيف و شعب يعاين بحيرة و مرارة فصول الإنهيار هذه فقرات من مقال برهان الطبيب الماهر الذي شخص المرض و الألم و كان من أكبر ابطال الإستنتاج على وصف الوضع الراهن في تلك الحقبة و هو متألم و صاحب رأي سديد و كانه من الذين ساهموا في بناء دولة الاستقلال أو من شاركو في تحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي أومن الذين قالو كلمة الخير في النظام البورقيبي أو الذي جاء بعده أو الذين عندما تمّ بناء الدولة العصرية شاركوا في المحافظة عليها و دعموا مكاسب الاستقلال أو من الذين على الأقل عندما دخلوا الجامعة التونسية مكسب الشعب التونسي و دعامة لتونس بلد الاحرار أو الذين على الأقل حافظوا على استقرار الجامعة عام 86 أو منعوا الفوضى و الإنهيار و الإضرابات و الخصام  و النظريات اليسارية أو أوديولوجية لينين و الشيوعيين و لم يساهم في تأزم الوضع الجامعي في عام 1986 و 1987 و إنفلات الأمن و اليوم يتحدث عن شيخوخة العملاق الذي صبر على موجة الفوضى بعطف أبوي رائع و قلب كبير و رحمة الآباء …. و تسامح الشرفاء  العظماء … و هل يجوز شرعا و قانونا و أخلاقيا عقوق الابوين في شيخوختهم أو التهكم عليهما في سنّ الكبر و الشيخوخة و لا يفعل ذلك إلا عقوقا أو عائقا لأبويه و إلا كيف يسمح إنسان أن يذكر زعيمه و رمز الامة و قائدها بنعوت لا تليق بعد وفاته و هو تحت الحود لا يفعل ذلك إلا إبنا عائقا أو معارضا لدود …

و إلا كيف بعد رحيل الزعيم الأكبر بست أعوام و مازال التحامل و الإساءة في الفم و اللسان و الكتابة في صحيفة تحاملت قبل زمان و صاحبنا له تاريخ حتى مع عهدنا الجديد الذي كان بالأمس القريب في قناة المستقلة مراسلا من تونس يحلل الأوضاع و يسلط الاضواء و يتفنن في وصف الأحوال باسلوب الفقهاء في شؤون السياسية و الاجتماع و المتضلعين في أخبار كل الأوضاع و بقى فترة مراسلا و رفيقا للحامدي متضامنا معه في السراء و الضراء … ثم مال و دار مع الريح و عاد محللا شاكرا منوها بكل ما كان في السابق سلبي أو في نظره غير سليم من الاخطاء … و ماهو السر يا ترى في هذا الإنقلاب المفاجىء لصاحبنا و المحللون يدركون أنّ السرّ و الغز ليس غامضا أو معقدا كماهو عند الأغبياء أما اصحاب الأفكار النيرة فهم مدركون أنّ السر يكمن في أنه صاحبنا يحب المال و من يدفع أكثر فهو صاحبه حتى يجلس في مقهى من الصنف الرفيع و ثمن الفنجال بخمسة دينار و لا يجلس في هذه المقهى إلا اصحاب المال … و الجاه و رؤوس الأموال … بعد هذا التعليق الخفيف لأنّ صاحبنا صغير السنّ و يكفيه هذا التعقيب الخاطف … و لا نريد أن نخوض في كل المحاور و الاسرار و أسرار الجامعة و أخبار الاصدقاء و ختاما نقول لصاحبنا و الاستاذ في علم النفس إنّ تاريخ ميلادكم يصادف عام 1966 بعد 32 عاما في كفاح و نضال البطل المغوار قائد الوطن و محرر تونس من الاستعمار و مهندس تحرير المرأة من ظلم الجهلة و قهر النساء و القسم بتطليق المرأة في مشوار و معلم الشعب و محرر الأفكار من زيغ الشيطان و الخبير بمعدن الرجال  الأحرار يا برهان … و ارجوكم يا برهان أن تراجعوا بكل إهتمام خطاب الرئيس بن علي يوم 3 سبتمبر 1987 قبل التغير بشهرين و 4 ايام ستجدون فيه ما يشفي الغليل على الفارس المغوار الذي نعتموه مرار بنعوت لا تليق بعملاق لا يستحق الإساءة لا من أبناء و طنه أو من الأقزام و لكن صدق البطل المغوار الذي قال لا أخاف على تونس إلا من أبنائها … و سماسرة آخر الزمان و أعود لأقول لو كان زعيمنا في سبتمبر 1987 قبل التحول بشهرين و 4 أيام كما وصفتموه في المقال أو إذا بلغت شيخوخته الإغماء و الغفوة و الصحوة لماذا يكلف يوم 3 سبتمبر إبنه البار لإلقاء محاضرة إمام الأحرار على ذكرى الاعتقال و ما قاله الرئيس بن علي يومها الذي كان وزيرا للداخلية في تلك الحقية ما قاله حول شخصية الزعيم يفند ما قاله برهان هذه الايام و سبحان الله مبدل الأحوال .. و نلح اليوم على نشر محاضرة يوم 3 سبتمبر 1987 حتى نعيد للأذهان شهادة إبنه البار و هذا ما طلبته و إقترحته بموقع الأنترنات تونس نيوز

في ذكرى الإعتقال يوم 3/09/2006 في مقالي حول إحياء ذكرى الاعتقال و إذا إستجابت تلفزتنا التي أسسها الزعيم الفذ بطل الكبار و الصغار و إذا قامت إذاعتنا الوطنية التي أحبها عملاق المغرب العربي و إفريقيا و كل الاحرار و استجابت لإذاعة محاضرة رئيسنا بن علي الذي ذكر فيها خصال القائد الأسد المغوار و قتها يعدل ساعته برهان … أو يعترف بأن الزعيم لم يفقد الذاكرة كما ذهب في مقاله و هاجم فترة شيخوخة الاب الروحي للكبار و النساء و الأطفال و المناضلين الاحرار و حتى إذا فعلت الشيخوخة في كل إنسان تقدم به السن فهذا ليس بعار و قال الشاعر

عيرتني بالشيب و الشيب وقار يا ليتها عيرتني بهما هو عار؟ … يا برهان و العار هو الطمع و إبدال الفيستة في مشوار و شتم الأحرار و التطاول على العمالقة في زمن أناس همهم بث الشك في العمالقة أحرار و هذا و الله ما يفعله إلا الأشرار و مسك الختام أقول لك يا برهان أنظر إلى الرئيس بن علي منذ عام 1987 هل تفوها بكلمة غير دقيقة حول زعيم الاحرار لا و ألف لا ما قال إلا ما يثلج فؤاد المناضلين الابرار و يسعد الشعب و الاحرار و ما إنفك يذكر الزعيم بكل إفتخار و يمجد فترة حكمه التي دامت 31 عاما و قال في البيان

إنّ التضحيات الجسام التي أقدم عليها الرئيس الحبيب بورقيبة أو رئيس للجمهورية التونسية صحبة رجال برره لا تحصى و لا تعد هذا هو نص البيان

و إذا كانت شهادة بن علي الواردة في البيان التاريخي يوم 7 نوفمبر 1987 على هذه الصورة و العرفان بالجميل ماذا يمكن أن يقول برهان و ألف برهان و مليون برهان سواء كانوا بحق لهم براهين أو جاؤوا بالبهتان و الافتراء من أجل المطامع و إشباع البطون و الشهوات و لو على حساب تاريخ صفوة القوم و عظماء التاريخ و عمالقة الزمان الذي خلدوا تاريخهم و خلد التاريخ ذكرهم و أفعالهم و بصماتهم هي خير شاهد على آثارهم و قال الحكيم رحمه الله تلك آثارنا تدل علينا و قال الله تعالى فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض صدق الله العظيم و قال أيضا : و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان صدق الله العظيم

يا برهان إتقي الله مستقبلا في الزعماء و أرجوكم الكف على اذيتهم وهم أسياد الديار على مرّ الساعات و الايام و السنين و الدهور حب من حب و كره من كره و العالم يشهد بمآثر زعيم تونس سواء حيا او ميت رحمه الله.

ملاحظة : إذا عدتم عدنا و الكلام القادم سيكون حارا إذا تواصل الهجوم على الأحرار.

قال الله تعالى : و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون على المنكر و أولائك هم المفلحون صدق الله العظيم

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

الجوال 22.022.354


 بسم الله ولي المؤمنين الصالحين والصلاة والسلام على الرحمة المهداة للعالمين

في الذكرى الثامنة لرحيل علامة تونس سيدي الشيخ الفقيه المجدد علي اللافي: شامخا عزيزا حيا وميتا

              في مثل هذه الأيام ( 5 نوفمبر1998 ) انتقل إلى جوار ربه سيدي الشيخ علي اللافي رحمه الله و تقبله بمغفرته و رضوانه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة رفقة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا.
             و نحن هنا نقف في ظلال ذكرى رجل كان شاهدا على عصره، كرس حياته داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وخادما لعيال الله بمد يد المساعدة للفقراء والمحتاجين سواء من خلال وظيفته الإدارية حيث كان مسؤولا على الشعائر الدينية بمدينة مدنين(في الجنوب التونسي) ثم مشرفا على قسم الشؤون الإجتماعية بالمعتمدية أو من خلال مساهمته في تأسيس الجمعية الوطنية للمحافظة على القرآن الكريم بتونس في أواخر الستينات من القرن الماضي رفقة الشيخين الحبيب المستاوي و محمود الباجي رحمهم الله جميعا، وبتفعيل دورها كأول مؤسسة حملت واجب الدعوة بعد إغلاق الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة لجامع الزيتونة المعمور، وذلك بالتواصل مع رمزي الصحوة الإسلامية الحديثة الأستاذين راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو حفظهما الله، ثم من خلال بعث الفرع الجهوي للجمعية المذكورة آنفا بولاية مدنين( مدنين وتطاوين)، صحبة صديقيه الشيخان عبد الصمد الذوادي وموسى العائب رحمهم الله جميعا حيث، وجهوا أغلب إهتمامهم لافتتاح ونشر الكتاتيب القرآنية لإحتضان الأطفال المستهدفين من قبل المشروع البورقيبي التغريبي، وتنظيم الرحلات التربوية لهم قصد التعرف على المعالم التاريخية الإسلامية، وكذلك إحياء المناسبات الدينية مثل: المولد النبوي الشريف وذكرى نزول القرآن الكريم وفتح مكة وغزوة بدر…، وقد ركزوا خلال جولاتهم الدورية بمختلف مناطق الجهة على محاربة البدع المنكرة والمعتقدات الفاسدة من مثل: مقاومة مظاهر الشرك الممارسة من العامة عند زيارتهم لقبور من يدعون صلاحهم لطلب معونتهم…مع ما يصاحب ذلك من تجاوزات و شعائر يُهَل بها لغير الله، وكان يسندهم في حملاتهم التوعوية العلامة الشيخ الفقيه إمحمد برينيس رحمه الله وشجعهم على نهجهم الشيخ الإمام أبوبكر جابر الجزائري عند زيارته إلى تونس، وقد غدا كتابه”عقيدة المؤمن” مرجعهم الرئيس.
            كان سيدي الشيخ علي اللافي رحمه الله أول شاب يدرس في المسجد العتيق بمدينة مدنين عندما كان كبار السن هم وحدهم رواد المساجد، وقد استمر على هذا النهج حتى ضاقت به السلطة ذرعا فأقالته من مسؤولية الشعائر الدينية ثم منعته من التدريس بكل مساجد تونس، وبحلول سنة 1987 واحتدام المواجهة مع الحركة الإسلامية وقعت إحالته على التقاعد الإجباري بتعلة الشك في عدم ولائه للسلطة الحاكمة، وبعد تواتر التقارير الأمنية ومراسلات الوشاة ووعاظ السلطة الذين باعوا ضمائرهم بعرض زهيد من الدنيا تدرج الحال إلى المضايقات البوليسية والاستجوابات المتلاحقة والمتابعة اللصيقة في المسكن والطريق العام، وخاصة في سنة 1991 وما تلاها من سجن لإبنه البكر المهندس محمد المختار وتهجير لابنه الآخر الدكتور محمد الفاضل اللافي الأستاذ الجامعي بباريس. ثم وصل الظلم حد سجن شيخنا الفاضل سنة 1995 بتهمة:” تنظيم اجتماعات غير مرخص فيها وإعداد محل للغرض” مع العلم أن الأمر كله لا يعدو كونه مناسبات عائلية ضمت الأقارب والجيران عند إحياء سنة العقيقة بمناسبة ولادة أحفاده.
            وإستمرت ممارسات التضييق عليه حتى بعد خروجه من السجن بالحضور المتواصل والإمضاء اليومي لدى      مراكز الشرطة والحرس الوطني بمدينة مدنين وبنقردان إلى حد يوم وفاته.
ألا رحم الله شيخنا المجاهد رحمة واسعة وجزاه عن الجميع خير الجزاء، فقد كان بيته محضنا لشباب الظاهرة الإسلامية. مات و لم يهن له عزم ولم يفت له عضد بل كان رافع الجبين شامخا عزيزا، وصدق ابنه البكر المهندس محمد المختار عندما زاره والده الشيخ العارف بالله بسجن برج الرومي بمدينة بنزرت(أقصى الشمال التونسي) فوصفه بقصيدة جاء في مطلعها:
( شامخ أنت أبي رغم الرياح العاتيات        ما لنت يوما للعدى ولا انحنيت للنائبات) “وإن في قصصهم لعبرة لأولي الألباب” صدق الله العظيم                                                                      أخوكم الحاج معروف التونسي

شنوَّ رايكم في حِجْ بالسفساري

سامحوني، معناها، راني ممحون كِكلْ التوانسه، معناها، بكلمة “معناها”. نلصّقها فين جات باش، معناها، نتكلم وانا نفكر. الله غالب عَلامَةْ بورقيبة، الله يرحمو كان مات تايب، معناها.ء
شنوَّ رايكم في ميمتك عويشة، ربي يطوّل في عمرها، معناها، وصلت لثمنيه و سبعين، معناها، وظهرلها تمش تحج. هاو عندها ولد، حشاكم متاع شعبه، معناها، حطلها في راسها، معناها، أنو ردبالك مللباس الطايفي، معناها، راهو حجك ربي مايباركش فيه. قاتلو “مسكينة هاك لُخرى، مَرت الزين، كسّرت  سويقاتها، وقرطت راس بنيتها يا حليلتها، وخسَّرِت فلوسها فلفارغ، قلي هُمَّ مِش فلوسها، حتى أنا، تغرف من ذيلو، هاشكون باش يسألها”. قالها “هانك قلتِيها بفمك، معناها، مش نحن كيف هيه، معناها، إنت عليك بالباس التقليدي كيما قال الرئيس، معناها”.ء
هاي مسكينه مش عارفه، معناها، شنو يستنّ فيها في الحج، معناها. لبست السفساري وتوكلت، معناها. هاو الساعة، تِكونسات وهي اطّوف، معناها، بناهي يِد باش تشد السفساري، معناها، وبناهي يد باش تحيي من بعيد لحجر لسود، معناها، وبناهي يد باش تشد سحابة السبعة نوفمبر، معناها. ولاتشي حكايه، معناها، وزيد، هاو واحد يدنفرها عليمين، معناها، ولاخر يعطاها بكتف عليسار، معناها، ولاخر يعفسلها عسفساري، معناها، وهي تتكركب فيه، معناها. وبرّا، باش تغطي شعرها قادمة السفساري بفمها، معناها. ومنين يجي النفس وهي تموج في الصفوف، معناها، والفم نازل عسفساري لاي يطيح، معناها. هي هاكاكا واحد قاللها واحد باش تدعي ربي وهي اطوف، معناها. عاد سيّبت فمها مسفساري وتسيبت عليه “بناهو فم باش ندعي ربي بجاه هالك الكعبة”. على كلكلمة تعرى راسها، أو وقتلي شاورت للكعبة طاح السفساري. الراجل مصري، معناها، مافهم شي من كلامها، مشى على روحو.ء
قالت لروحها، معناها، “والله عندو حق، لاش جايه لهنا، ماو باش ندعي ربي”، معناها. هكاكا وشافت نسى لابسين الحجاب، معناها. هاي ولات تمشي خطيوات وتسيّب السفساري من فمها وتدعي ربي “يكب سعدك ياوليدي، بجاه هالكعبه، على الدبارة”، معناها. تخطف السفساري مره أخرى بفمها وتكمل.ء
هام قالولها لازم ترمي الجمارات، معناها. شافت الحكاية قارصة، معناها. قالت “هو الطواف، خرجت منو نفغم وما عملت فيه شي.”، معناها. “يا ذنوبي لو كان نخرج حيه من هاذا متاع الشيطان، ما شيطان كان ها الرئيس اللي ملا راس ولدي بالكلام الفارغ وقلة الدين.”، معناها. هاي قالت “فامش شكون يسلف اميمتكم ها اللي يقوللو لباس طايفي”. ما فهمها حد، معناها. شدت حويط، معناها، وخذات حجيرات وبدات ترجم قدام ساقاها في الشيطان اللي فسّدلها ولدها في تونس.ء عباس

هل للقادة العرب من تعليق علي شنق زميلهم؟

د. احمد القديدي أعتقد مخلصا بأن جميع الرعايا العرب مشتاقون اليوم الي سماع رأي أعضاء نقابة الحكام العرب، أولئك الذين شاهدناهم مرات ومرات يجتمعون في قممهم الشهيرة، حين كنا نستمع الي خطب الأمناء العامين للجامعة العربية ينادونهم بأصحاب الجلالة والفخامة والسمو، وهم يشكلون في الواقع نادي الأقوياء، بحيث أننا نحن الرعايا المغلوبين علي أمرنا لا حول لنا ولا قوة في كثير من بلداننا علي رد تعليماتهم ومناقشة قراراتهم ورفض أوامرهم. وكنا نراهم في بهو القاعات الفخمة يتعانقون ويتباوسون ويضحكون حتي في أحلك مراحل الابادة الاسرائيلية والأمريكية لشعوبنا في فلسطين والعراق ولبنان. وكنا بالطبع نري من بينهم الرئيس القائد صدام حسين أو أحد نوابه عزت ابراهيم الدوري أو طه ياسين رمضان أو طارق عزيز، ونري بأم عيوننا تلك التحالفات والمناوشات والتناقضات التي تعبر عن حجم العجز العربي والتبعية والكلام الفارغ، ثم ينصرف الجمع وينفض الحفل، وتختتم القمة بالبيان المعروف والذي جرب بعض الزملاء الاعلاميين أن يكتبوه قبل تلاوة البيان الرسمي فوفقهم الله تعالي الي التكهن بجميع بنوده المفرقعة كبارود الأطفال يوم العيد، حيث كان يكفي ترصيف وتصفيف الأفعال الجاهزة منذ ثلاثين عاما من نوع: نندد ونشجب ونستنكر ونؤكد ونثمن وندعو، وفي نفس اللحظة التاريخية كانت قوات العدو في جنين وفي البصرة تقول: نقتل ونذبح ونغتصب ونعذب ونشرد وندمر وندك! ويوم الأحد الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 نشتاق لسماع آراء زملاء الرئيس صدام وبخاصة منهم أولئك الذين ناصروه في غزو الكويت وأمروا بخروج المظاهرات (التلقائية) لتعزيز العدوان علي دولة أخري مستقلة وعضوة في الجامعة العربية المحروسة وأطلقوا أقلام السوء المأجورة في صحافتهم لتكتب آيات من الشتيمة الرخيصة ضد اخوانهم في الخليج، في سياسات خرقاء ومرتجلة مهدت للفاجعة منذ حرب الخليج الأولي حتي اليوم مرورا باحتلال العراق وقتل أكثر من نصف مليون عراقي حسب التحقيق العلمي والميداني الذي قامت به صحيفة (ذي لانست الأمريكية). اليوم نريد أن نسمع سادتنا الحكام يقولون لنا كيف سمحوا أن يصل أحدهم وواحد من أقواهم الي حبل المشنقة؟ وكيف غفل أعضاء نقابة الحكام عن هذه المأساة وأين الأقلام التي ناصرت الرجل صبيحة الثاني من آب (أغسطس) 1990 وضللته وأعانته علي فتح باب جهنم في وجوه كل العرب؟ وأين ضاع نظراؤه الذين نددوا باسقاط تماثيله الشامخة يوم التاسع من نيسان (أبريل) 2003؟ أين الذين كانوا أمام عيوننا وعيون العالم يأخذونه بالحضن، وينتظرون منه نظرة مودة وتأييد؟ أين ميثاق شرف نقابة الحكام العرب قبل أن نسأل أين ميثاق جامعة الدول العربية؟ هل من اتعاظ بالدرس القاسي حتي بتأخير خطير؟ هل سنواصل تقديم الزعماء للمشانق ونحن غافلون؟ أم سنستخلص العبرة مما يحدث فنجمع أحوالنا ونتواصي بالحق ونتواصي بالصبر، ونفتح أبواب السجون والمعتقلات التي حشدوا فيها خيرة شباب العرب ونخبة مثقفيهم؟ هل نعيد لأرض الوطن آلاف المنفيين الضاربين في أرض الله الواسعة فرارا من الاضطهاد والقمع وتكميم الأفواه؟ هل نأتي حتي بعد فوات الأوان الي كلمة سواء ونعترف بأخطائنا ونكفر عن سيئاتنا ونستر سوآتنا في لحظة تاريخية من أخطر ما تمر به الأمة أم اننا سنواصل العرس المأساوي الفادح، المضرج كل يوم بدماء الطاهرات المسلمات في بيت حنون وبيت جالا، ودماء الأبرياء الشهداء في مدينة الصدر، ودماء طلبة العلم في مدرسة باكستان، ودماء الفقراء المستهدفين في قندهار؟ ان حال الأمة لا يبشر بأي خير، ونحن نواصل ارتكاب نفس الخطايا غير عابئين بأن التاريخ دار دورته والعالم من حولنا تغير وأنه لا مستقبل ولا نجاة سوي للأمم الحرة التي لديها كبرياء وعزة نفس وهمة قعساء والمسنودة بحضارتها ودينها وهويتها ومراجعها وثوابتها لا تلك المنبتة اللقيطة المنهارة من داخلها التابعة للطغاة الظالمين. تفكروا يا أولي الألباب. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 6 نوفمبر 2006)  

ما مدى مسؤولية قطب عن حركات التكفير والعنف؟

 

 
الأحد 7/10/1427 هـ – الموافق29/10/2006 م (آخر تحديث) الساعة 15:56 (مكة المكرمة)، 12:56 (غرينتش)
 
راشد الغنوشي
تمر هذه الأيام الذكرى المئوية لولادة واحد من أهم أعلام الفكر الإسلامي المعاصر الأستاذ سيد قطب وكذا الذكرى الأربعين لوفاته مقتولا نحتسبه عند الله شهيدا، وذلك بعد أن وجه له قضاء عسكري تهما بالتكفير والعنف. والحقيقة أنه قل من مفكر معاصر ألصقت به من تهم التنظير للعنف والتكفير وذهبت التأويلات لفكره أنحاء شتى مثلما حصل مع الأستاذ سيد. فما سر ذلك؟ وما موقع سيد قطب الحقيقي: أهو رمز من رموز الوسطية الإسلامية التي يمثلها الإخوان، باعتباره أحد أبرز قادتهم؟ أم هو قد تحول في غمرة المواجهة مع الثورة إلى منظّر لجماعات التكفير بل مؤسس لها!؟
إنه رغم الحملات من جهات شتى على الأستاذ سيد، لا يزال يتربع في طليعة المفكرين المؤثرين في الساحة الإسلامية وما أحسبه إلا معدودا في عداد عظماء الأمة. فقد كتب بدمه أروع ملاحم الفكر الإسلامي المعاصر التي ستظل مؤثرة على امتداد الأجيال على غرار أمثاله من فطاحل العلماء الأفذاذ: الغزالي وابن تيمية ومالك وابن حنبل والشافعي وأبي حنيفة وابن رشد وعبده والأفغاني ورضا والبنا والمودودي وابن عاشور..إلخ. ومن خصوصيات المفكرين الكبار أن يتحولوا مع الزمن الى رموز لمدارس أكثر من كونهم أفرادا، وذلك بما يتوفر عليه فكرهم من ثراء وتعدد أبعاد تجعله مبعثا لأنواع من الجدل حول تفسير نصوصهم على اتجاهات مختلفة، كلّ يبذل وسعه في سحب المفكر إلى صفه مؤولا تراثه وفق منزعه تأييدا لمذهبه الخاص.
وقد تقترب أو تبتعد تلك التأويلات من الأصل، ولا يكون المؤسس للمدرسة مسؤولا بالضرورة عن هذا التأويل أو ذاك، لا سيما إذا كان المؤسس هو أقرب إلى الأديب والفنان منه إلى العالم المنضبط بضوابط البحث العلمي، وهو الحال الغالب على تراث شهيد الكلمة سيد قطب رحمه الله، أنه أديب كبير، وكان الأدب مدخله إلى الإسلام وللدراسات الإسلامية، بما جعل سبحاته القرآنية أقرب إلى الفن الراقي والتأملات الفلسفية والمجادلات القوية ضد مناهج العلمنة التي كانت في طور تمدد وانتصار وطموح إلى احتواء الإسلام. إن تراثه في جوانب كبيرة منه أدب سياسي نضالي راق، يحرض على الثورة للإطاحة بالطواغيت وبالجاهليات. وفي العموم فقد بذل الرجل عصارة حياته لتقديم نظرية إسلامية عامة حول الإسلام ونظمه للحياة وتصوراته لأحوال الأمة ومسيرتها التاريخية وإرثها الحضاري وما يحيط بها من أوضاع دولية، وما يقترحه عليها من منهاج للتغيير في اتجاه البديل المطلوب.
ميزة هذه الرؤيا أنها بالغة الإغراء بما توفرت عليه من شمول وراديكالية وصياغة فنية راقية وثورة على الأوضاع عاصفة، وبما عمّدها بها صاحبها من زاكي دمه، بما جعل شابا كالذي كنته، يلتهم كتابات الرجل في حال تشبه الانجذاب الصوفي، والتوتر العصبي والاندفاع الثوري والاستعداد لمنازلة العالم كله، بعد أن تلون العالم بلونين ليس أكثر: أبيض هو الإسلام مأخوذا على هذه الصورة فقط ومعتنقوه، وأسود هو بقية العالم والأيديولوجيات وكل تصور آخر للإسلام وتجمّع على غير هذا التصور، بما يجعله مستهدفا لوصف الجاهلية وتهمة الخضوع لمقررات الحضارة الجاهلية المعاصرة وامتلاءاتها. وهو ما يجعل الحوار صعبا جدا بين حملة هذا التصور ومخالفيهم، إن داخل الدائرة الإسلامية أو خارجها، وقد لا يخلو حتى من الاستعداد لحسم الخلاف جهادا. واضح أن قصور هذا التصور -بعد تجريده من شحناته الانفعالية وجمالياته الفنية- وسبحاته الروحية، يكمن أساسا في افتقاده لأي جرعة من النسبية، لأي تمييز في الإسلام بين ما هو محكم وهو القليل جدا وبين متشابه هو الأكثر.
وهو ما زرع في هذا التراث العظيم قابلية واسعة لتأويلات شتى: بعضها تكفيري، وبالخصوص وقد تنزل هذا الفكر في مناط من الصراع السياسي والأيديولوجي المحتدم بين الحركة الإسلامية التي مهدت أرضية التغيير وبين جناحها العسكري الذي انفرد دونها بالأمر معتليا الموجة اليسارية العالمية الصاعدة واجدا فيها النصير على مقاومة الإمبريالية، والمبرر الأيديولوجي لمناهضة “إخوان” الأمس، وهو ما أتاح الفرصة لقوى اليسار أن تهتبل هذا الوضع وتدفع بالثورة الاجتماعية السياسية القائمة إلى أبعاد أخرى ثقافية أيديولوجية معادية للدين. فلم يكن عجبا في ظل حالة القهر التي يعيشها التيار الإسلامي مقابل تغول الأيديولوجيات المعادية واستظهارها بقوى الدولة القهرية أن تتم هذه النقلة في غيابات السجون لدى أديب كبير من وزن سيد قطب: كان له اسم وسط النقاد الأدبيين تلميذا للعقاد، كما عرف له اسم ضمن الأدباء الثوريين الاجتماعيين أنتج أدبيات إسلامية ثورية متميزة بانتصارها للعمال والفلاحين وحملتها العاصفة ضد الإقطاع والمعسكر الرأسمالي، برز ذلك سافرا في مقالاته المنشورة في كتاب دراسات إسلامية وفي كتابه “معركة الإسلام والرأسمالية” وفي كتابه المهم جدا “العدالة الاجتماعية” حتى أن رجال الثورة عرضوا عليه منصبا وزاريا، فهو أحد آباء الثورة ومنظّريها.
هذا الأديب الثائر الأقرب إلى اليسار، لم يكن عجبا أن يتحول في غيابات السجن عن ذلك التوجه الاجتماعي الثوري صوب توجه آخر يتسم بالراديكالية الأيديولوجية والصراع الذي لا هوادة فيه بين الإسلام والجاهلية على كل صعيد.. معتبرا جوهر مشكلة الأمة عقائديا يتمثل في أنها لم تفقه بعد “لا إله إلا الله” فلا مناص من البدء بإعادة تعليمها هذا المنطلق العقدي الأساس باعتباره منهج حياة. وفي هذا السياق الجديد أعاد تفسير أجزاء عدة من ظلال القرآن ولم يسعفه الأجل ليستكمل بقية الأجزاء، وكانت قمة هذا التوجه وصياغته المكثفة والأخيرة هي الواردة في كتابه “معالم في الطريق” ولكنه كسائر الأدباء الكبار نفث روحه في كل سطر كتبه في مرحلته الثانية. والذين يكتبون عن قطب يقتصرون في الغالب على كتابات المرحلة الثانية من عمره وبخاصة مرحلة المعالم، ويسدلون الستار على منتجات المرحلة الأولى سواء منها الأدبية وبخاصة “خصائص التصوير الفني في القرآن ” و “ومشاهد القيامة في القرآن” أو أدبه الاجتماعي الثوري ممثلا في رائعتيه “الصراع بين الإسلام والرأسمالية” و “العدالة الاجتماعية في الإسلام” الذي قرّضه علامة الهند أبو الحسن الندوي فاعتبره أفضل كتاب في موضوعه.
وتقديري أن الحركة الإسلامية المعاصرة ضمن الهجمة الإمبريالية الزاحفة هي أحوج ما تكون لإدراج إنتاج المرحلة الأولى من إسلاميات قطب ضمن مناهجها التربوية، ففيها مادة تسد ثغرة واسعة في بنيان الفكر الإسلامي الحديث، هذا البعد الثوري الذي اكتشفه الإمام الشهيد سيد قطب في الإسلام قرآنا وسُنة وصاغه صياغة أدبية راقية، مع ضرورة التمييز في كتابات المرحلة الثانية بين قيم إسلامية ثابتة وبين ما هو مصطبغ بصبغة ظروف الصراع بين الحركة الإسلامية وأبنائها المتمردين عليها. وهذا الصراع في المحصلة داخل الحركة الإسلامية، عمل التيار اليساري العلماني اليساري على دفعه بعيدا عن الإسلام وأداة لقمعه وأهله بعد أن تم تبني الثورة لأساسيات المشروع الإسلامي: العدالة الاجتماعية، الإصلاح الزراعي انتصارا للجماهير المسحوقة من الإقطاع وشطبا للقوى الاجتماعية والسياسية الخادمة له والدائرة في فلكه، وكذا إعادة مصر قلبا للعروبة بديلا عن توجهها الغربي السابق، لكن رغم تبني الثورة لأساسيات برنامج الحركة الإسلامية حتى ما هو سلبي مثل حل الأحزاب وصب قوى التغيير في تجمع واحد يقود مهمة التغيير والتنمية بأسرع ما يكون، إلا أنه وفي غمرة الصراع ورد الفعل وبتأثير العناصر اليسارية التي عملت على ملء الفراغ الأيديولوجي تم افراغ ذلك البرنامج من خلفيته الإسلامية، وتم الاتجاه به صوب الأيديولوجيات العلمانية وحتى الماركسية، مع تصدّ لا هوادة فيه للمؤسسة ورجالها صاحبة المشروع.
لم يكن عجبا وقد تنزل فكر سيد قطب في هذه المناخات المشحونة بالصراع أن يجد في غيابات السجون من الشباب الإسلامي الذي شوت سياط الثورة ظهره من يندفع إلى اعتناقه منهجا تكفيريا يحل دماء الحكام باعتبارهم جاهليين، ويصم المجتمعات التي تصفق لهم بالجاهلية. لكن إلى أي مدى يمكن تحميل الأديب الكبير سيد قطب مسؤولية مؤوليه وحمل تراثه هذا المحمل؟ وإلى أي مدى يمكن تحميل الظروف والملابسات التي قادت إلى صراع التنافي الحاصل مسؤولية أو بعض المسؤولية عن التحول الذي حصل لهذا الأديب الكبير، وعن اندفاعات الشباب وتأويلاتهم لتراثه مركزين على جانب منه دون الآخر؟ الثابت اليوم أنه بعد رحلة مريرة من الصراع بين الثورة والإخوان، ولك أن تقول بين الإخوان وأبنائهم، إدراك الحكماء من كل الإطراف أن ذلك الصراع لم يكن حتما لازما، والمؤكد أنه أضر بالجميع وبمصر خاصة وبالتيارين القومي والإسلامي، لم يفد من ذلك غير أعداء الإسلام، وأن الجميع أدركوا، وبصدد أن يتوسع هذا الإدراك فيعي الجميع، أن الجمهورية المصرية والثورة التي بنتها بنت شرعية للتيار الإسلامي، وأن المشروع الإسلامي هو من أسس لفكر الثورة على الإقطاع ومركزية مصر العربية والإسلامية، ولمشروع الوحدة العربية والجامعة العربية وللإصلاح الزراعي ونشر التعليم والصحة، وزعامة مصر العربية والإسلامية، ومناهضة المشروع الإمبريالي ممثلا بالخصوص في التصدي لرأس رمحه المدمر الكيان الصهيوني.
حول كل ذلك أخذت منذ نهاية الثمانينيات خيوط التواصل تمتد بين التيارين القومي والإسلامي، وأفضت إلى إرساء مؤسسة للنضال المشترك “المؤتمر القومي الإسلامي” نضالا مشتركا من أجل نفس الأهداف، مع إضافة البعد الديمقراطي الذي كان غائبا في المشروع، وتصديا لنفس الأعداء، وفي ذلك تجاوز لما سماه قطب في سياق آخر الصراع النكد: بين العروبة والإسلام، الصراع الذي لم يدخر سيد رحمه الله في مرحلته الثانية وسعا في تأجيجه وإعلاء الأسوار بينهما، خلافا لأصل فكر الإخوان كما أسسه الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، وتبلور في ورقة الوحدة العربية التي كانت من آخر ورقات الرؤيا الأساسية التي أقروها.
وإنه مما لفت هذه السنة أنظار المدعوين إلى الإفطار الرمضاني الإخواني المهيب، تصدر قاعة الاحتفال صورة البنا وإلى جانبه قطب بما دل على توجه واضح لاستعادة هذه الشخصية لتحتل موقعها الطبيعي البارز المؤثر ضمن رموز الوسطية الإسلامية، وانتزاعه من قبضة تيارات التشدد وجماعاته التي كادت تحتويه بغير حق. ففكر الرجل غاية في التركيب بينما فكرها غير في التسطيح، فما يلتبسان في عقل عارف.. قال تعالى”فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”. ـــــــــــ كاتب تونسي المصدر موقع الجزيرة نت بتاريخ 29 أكتوبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

21 janvier 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2435 du 21.01.2007  archives : www.tunisnews.net Appel: Participez à la plus

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.