To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
في حلقة بمناسبة الذكرى 19 للسابع من نوفمبر
جمادي الجبالي والمنصف المرزوقي على قناة الحوار في برنامج 90 دقيقة يعاد بثه في الاوقات التالية الاثنين الساعة 22:00 بتوقيت غرينيتش الثلاثاء الساعة 03:00 بتوقيت غرينيتش الثلاثء الساعة 07:30 بتوقيت غرينيتش
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 شارع المختار عطية تونس 1001
الهاتف: 71340860 الفاكس:71354984
تونس في 06/11/2006
بــــيـــــان
أفرجت السلطات التونسية ليلة البارحة عن مجموعة من المساجين الإسلاميين تمكنت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين من إحصاء عدد منهم بلغ الخمسة والخمسين نورد فيما يلي أسماءهم حسب السجون التي خرجوا منها:
** من سجن برج الرومي السادة :
1) – نبيل النوري 2 )- فيصل المهذبي 3) – علي الغضبان4) – الهاشمي باكير 5) – محسن الجويني6) – خالد الدريسي7) – عادل بن عمر8) – الشاذلي محفوظ 9) – لطفي النجار 10 )- ظافر الزلاجي11)- فوزي العمدوني12)- الحبيب ساسي
و من سجن الناظور السادة:
13)- حمادي عبد الملك14)- عبد الله ادريسي15)- فريد الرزقي16)- فوزي التليلي17)- محمد الهادي البجاوي18)- محمد الجواني19)- معتوق العير
و من سجن المرناقية السادة:
20)- محمد العكروت 21)- عبد الله المسعودي22)- انور بن لاح 23)- حاتم زروق 24)- الحبيب اللوز
و من سجن صفاقس السادة:
25)- الحبيب إدريس26)- محمد المسدي27)- محمد الطرابلسي
و من سجن برج العامري السادة:
28)- عبد الرؤوف التونكتي29)- محيي الدين الفرجاني30)- منير الشرقي31)- نور الدين براهم32)- شكري العياري33)- لطفي الحباري34)- الصادق العرفاوي35)- محمد الشاوش 36)- عبد المجيد النموشي
و من سجن المهدية السادة:
37)- رمزي الخلصي38)- محمد العيادي 39)- عبد الحفيظ بن خليفة40)- زهير بن حسين 41)- سامي النوري
و من سجن المسعدين السادة:
42)- عبد الرؤوف البدوي43)- جمال المخينيني44)- خالد عبد الجليل45)- حبيب عبد الجليل46)- عبد الوهاب الهمامي47)- نصر الدين عياد48)- لطفي القروي49)- نبيل الفقيه 50)- عبد الرزاق مزقريشو
و من سجن الكاف السيدان
51)- فتحي الورغي52)- منير بن يحمد
و من سجن قابس السيد:
53)- علي عون
و من سجن سليانة السيدان:
54)- حمادي العبيدي55)- ماهر سلمان
و تجدر الإشارة إلى أن القائمة ليست نهائية و تأمل الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في أن يتم الإفراج عن بقية المساجين السياسيين خلال الساعات القادمة وستصدر بيانا تكميليا في الإبان علما بتواتر الأنباء حول حصول بعض المساجين السياسيين على الحط من العقاب و هو ما يدل على أن الإفراج في هذه الفترة لن يكون تاما.
فقد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أنه:
تم الحط من بقية العقاب بنسبة الثلث لكل من فتحي العيساوي وفرج الجامي والصادق شورو والشاذلي النقاش وسمير بن تيلي وعلي الزواغي وعبد الكريم الهاروني والدكتور أحمد الأبيض وحليم قاسم وعلي شنيتر.
ووقع الحط من بقية العقاب بنسبة النصف للسجين السياسي محمد القلوي.
ولم تصلنا بعد المعلومات بخصوص بقية المساجين المنتمين لحركة النهضة، كما لم تصلنا معلومات عن المساجين الذين تمت محاكمتهم بموجب قانون الإرهاب .
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تتقدم بتهانيها الحارة إلى عائلات المساجين السياسيين المفرج عنهم تعبر عن بالغ انشغالها من بقاء عدد لا يستهان به من المساجين السياسيين بمختلف السجون التونسية. و تطالب بإطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن إذ أن الإسراع بذلك من شأنه وضع حد لمأساة طالت و إرجاع الطمأنينة لجزء هام من المجتمع التونسي والمساهمة في استتباب الأمن كما أن إطلاق سراح الأستاذ محمد عبو من شأنه أن يساهم في تهدئة الجو المتوتر داخل قطاع المحاماة.
و قد عبرت بعض عائلات المساجين السياسيين الذين لم يقع الإفراج عنهم عن امتعاضها وغضبها من بقاء أبنائها بالسجن خاصة وأنها كانت تترقب بفارغ الصبر المناسبات القليلة التي يقع الإعلان فيها عن إطلاق سراح دفعة من مساجين الرأي و فهموا أن عليهم أن يترقبوا فرصة أخرى ربما يتاح فيها الإفراج في حين أن صبرهم قد نفد وأن البعض من المساجين السياسيين مثلما هو الحال بالنسبة لفتحي العيساوي المصاب بسرطان في الغدد الدرقية منذ ثلاث سنوات و تخشى عائلته من تطور المرض بصورة مفجعة خلال الأسابيع المقبلة كما أن الحالة الصحية للسجين السياسي فرج الجامي تنذر بالخطر إذ هو مصاب بعدة أمراض.
رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
كما علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أنه تم غلق قاعة الأفراح المعدة لاستقبال المدعوين و منع الاحتفال بذريعة عدم الحصول على ترخيص في ذلك و هو ما حدا بعائلتي العريسين إلى دعوة المحتفلين للتنقل إلى دار السيد حمادي الجبالي حيث تم الاحتفال بالزواج بالساحة الخارجية المحيطة بالمنزل . و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تستنكر المضايقات المسلطة على عائلات المساجين السياسيين بعد خروجهم من السجن. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري
بيان من لجنة الدّفاع عن حجاب المرأة في تونس بألمانيا ولجنة الدّفاع عن المحجّبات بتونس بــيـــــان
إطلاق سراح مجموعة من المساجين السياسيين
تم بحمد الله اليوم الاحد 13 شوال1427هجـ/ 05 نوفمبر إطلاق سراح عدد من الإخوة المساجين السياسيين، الأعضاء في حركة النهضة، الذين رزحوا تحت كلاكل السجن 15 سنة أو تزيد.
بهذه المناسبة السعيدة نهنئ هؤلاء الإخوة الأعزاء وعائلاتهم ونسأل الله تعالى أن يجازيهم خيرا على صبرهم وثباتهم وأن يكون ذلك في ميزان حسناتهم كما ندعوه سبحانه أن يعجل بإلافراج عن باقي السجناء الآخرين.
وفي ما يلي القائمة الأولية بأسماء المسرحين:
|
الاسم اللقب |
السجن |
1 |
عبدالله المسعودي |
المرناقية |
2 |
أنور باللح |
المرناقية |
3 |
حاتم زروق |
المرناقية |
4 |
الشيخ الحبيب اللوز |
المرناقية |
5 |
الشيخ محمد العكروت |
المرناقية |
6 |
عبدالرزاق مزقريشو |
المسعدين |
7 |
عبد الرؤوف البدوي |
المسعدين |
8 |
جمال المخيميني |
المسعدين |
9 |
لطفي القروي |
المسعدين |
10 |
نصر الدين عياد |
المسعدين |
11 |
حبيب عبد الجليل |
المسعدين |
12 |
خالد عبد الجليل |
المسعدين |
13 |
عبد الوهاب الهمامي |
المسعدين |
14 |
نبيل الفقيه |
المسعدين |
15 |
رمزي الخلصي |
المهدية |
16 |
محمد العيادي |
المهدية |
17 |
سامي النوري |
المهدية |
18 |
زهير بن حسين |
المهدية |
19 |
عبد الحفيظ بن خليفة |
المهدية |
20 |
حمادي عبدالملك |
الناظور |
21 |
عبدالله دريسة |
الناظور |
22 |
فوزي التليلي |
الناظور |
23 |
فريد الرزقي |
الناظور |
24 |
محمد الهادي البجاوي |
الناظور |
25 |
معتوق العير |
الناظور |
26 |
محمد علي الجواني |
الناظور |
27 |
نبيل النوري |
برج الرومي |
28 |
فيصل المهذبي |
برج الرومي |
29 |
علي الغضبان |
برج الرومي |
30 |
الهاشمي بكير |
برج الرومي |
31 |
محسن الجويني (لخطية مالية لم يسرح بعد ) |
برج الرومي |
32 |
خالد الدريسي |
برج الرومي |
33 |
عادل بن عمر |
برج الرومي |
34 |
حبيب ساسي |
برج الرومي |
35 |
الشاذلي محفوظ |
برج الرومي |
36 |
ظافر الزلازي |
برج الرومي |
37 |
فوزي العمدوني |
برح الرومي |
38 |
لطفي النجار |
برح الرومي |
39 |
شكري العياري |
برج العامري |
40 |
منير الرزقي الشرقي |
برج العامري |
41 |
عبد الحميد النغموشي |
برج العامري |
42 |
صادق العرفاوي |
برج العامري |
43 |
لطفي الجبالي |
برج العامري |
44 |
محمد الشارش |
برج العامري |
45 |
نور الدين براهم |
برج العامري |
46 |
محي الدين الفرجاني |
برج العامري |
47 |
عبدالرؤوف التونكتي |
برج العامري |
48 |
حمادي العبيدي |
سليانة |
49 |
محمد الطرابلسي |
صفاقس |
50 |
حبيب ادريس |
صفاقس |
51 |
محمد المسدي |
صفاقس |
52 |
على عون |
قابس |
53 |
فتحي الورغي |
الكاف |
54 |
نبيل بن يحمد |
الكاف |
(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 6 نوفمبر 2006 على الساعة2 و 7 دقائق فجرا بنوقيت لندن)
عفو رئاسي عن عشرات السجناء الإسلاميين
تونس: اطلاق سراح حوالي ستين قياديا ومناضلا من حركة النهضة
الإفراج عن 54 من سجناء حركة النهضة الإسلامية التونسية
نشطاء : تونس تفرج عن 55 سجينا اسلاميا
تونس (رويترز) – قال نشطاء معنيون بحقوق الانسان يوم الاثنين ان تونس أفرجت عن قياديين معارضين بارزين ضمن 55 سجينا اسلاميا أطلق سراحهم في اطار عفو سنوي بمناسبة ذكرى تولي الرئيس زين العابدين بن علي السلطة.
وأضافوا أن العفو شمل محمد العكروت والحبيب اللوز وهما رئيسان سابقان لحركة النهضة الاسلامية المحظورة وهي من بين أكبر حركات المعارضة في البلاد. وقال النشطاء انهم يعتقدون أن غالبية المفرج عنهم اطلق سراحهم في اليومين الماضيين.
وحكم على العكروت واللوز عام 1992 بالسجن مدى الحياة بتهمة محاولة الانقلاب على النظام. وأمضى الرجلان من هذه العقوبة 15 عاما.
وقال علي العريض المتحدث باسم حركة النهضة لرويترز معلقا على العفو “هذه خطوة ايجابية وفي الاتجاه الصحيح ونأمل ان تتدعم بخطوات لاحقة في اطار العفو التشريعي“.
وذكرت جماعات حقوق الانسان أن زهاء 300 شخص ما زالوا سجناء بسبب آرائهم الدينية أو السياسية وأن معظمهم من أعضاء النهضة.
وتنفي الحكومة التي تقول إنها ملتزمة بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وجود سجناء سياسيين في البلاد وتقول انه لم يسجن أحد لتعبيره عن رأيه.
وتحتفل تونس في السابع من نوفمبر تشرين الثاني بالذكرى التاسعة عشرة لتولي بن علي السلطة.
وعادة ما تفرج السلطات عن بعض السجناء في هذه المناسبة لكنها لا تكشف عن عددهم. وأكدت الحكومة الإفراج عن عدة أشخاص لكنها رفضت الخوض في تفاصيل.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 6 نوفمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
إطلاق السجناء خطوة جزئية تحتاج إلى خطوات انفراجية
الغنوشي لـ “قدس برس”: إطلاق السجناء خطوة جزئية تحتاج إلى خطوات انفراجية
تونس: إطلاق معتقلين إسلاميين ضمن عفو رئاسي عن مئات مساجين “الحق العام”
تونس – لندن ـ خدمة قدس برس (الاثنين 06 تشرين ثاني (نوفمبر) 2006)
قالت مصادر إعلامية، إن السلطات التونسية أطلقت سراح عدد من السجناء السياسيين التابعين لحركة النهضة الإسلامية، أكبر الحركات التونسية المعارضة الموجودة في الخارج.
وأبرز الموقع الإلكتروني، التابع لحركة النهضة التونسية /نهضة نت/، مساء الأحد (5/11) قائمة مكونة من 54 سجينا سياسيا، قال إنه ثبت إطلاق سراحهم، بينهم قياديون سابقون في حركة النهضة، على غرار الشيخ حبيب اللوز، والشيخ محمد عكروت، وكلاهما ترأس الحركة سابقا.
وفي أول تعليق له على إطلاق المساجين، قال رئيس حركة النهضة، الشيخ راشد الغنوشي، لوكالة “قدس برس”: “إن هذا العدد ليس نهائيا”، في إشارة إلى ما ذكره القيادي في حركة النهضة، المفرج عنه، حبيب اللوز، من أن إدارة السجن أعلمت قيادات لم يفرج عنها بعد، بأن قرار العفو يشملهم أيضا.
وأضاف الغنوشي: “على الرغم من أن هذا القرار جاء بعد 15 عاما من السجن والموت البطيء، وبعد حصول إجماع وطني حول مطلب إطلاق سراح المساجين، وتكثف الضغوط على السلطة، بما جعل تهمة الإرهاب أو الانقلاب تهمة لم يعد يصدقها أحد، ووجدت السلطة نفسها في حرج شديد، فاكتفت خلال الأعوام الماضية بإطلاق سراحهم بالتقسيط”، على حد وصفه، فقد أبدى الغنوشي، ابتهاجه باستعادة مجموعة من المساجين لحرياتهم، وقال “نحن مبتهجون باستعادة الاخوة لحرياتهم، ونبارك لهم ولعائلاتهم وللشعب التونسي، ونحن ممتنون للأحزاب والمنظمات لدورهم في الدفاع عن المساجين”.
وعلى الرغم من عدم إشارة حركة النهضة، لحيثيات إطلاق سراح هؤلاء المساجين، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن قرار إطلاقهم جاء في إطار عفو رئاسي، بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لاعتلاء الرئيس زين العابدين بن علي سدة الحكم، وشمل مئات من مساجين الحق العام.
ويؤكد نشطاء حقوق الإنسان، في تونس، أن السلطات تعودت أن تفرج في بعض المناسبات الوطنية عن مجموعة قليلة من المساجين السياسيين، ضمن مئات من مساجين الحق العام، مصرة على أن لا وجود لمساجين رأي عندها، وإنما جميع من تطلق سراحهم هم من مجرمي الحق العام.
من جهة ثانية، لفت الشيخ الغنوشي، إلى أن الكثير من المساجين الذين يطلق سراحهم يعيشون ظروفا صعبة للغاية، بسبب الحصار والتضييق المفروضين عليهم، مشيرا إلى حادثة إعادة الدكتور الأمين الزيدي، إلى السجن بعد أن رفض تعسف السلطات الأمنية، في فرض التوقيع الإداري اليومي عليه، في مركز أمن بعيد عن مقر إقامته.
وتحدث زعيم النهضة عن استمرار حوالي 100 سجين سياسي من النهضة، رهن الاعتقال، منذ العام 1991، واستمرار محاكمة بعض الشباب الإسلامي من حين لآخر، هو دليل، حسب رأي الغنوشي، “على عدم جدية السلطة في الانفتاح، واستمرار انغلاقها السياسي”. وأضاف “نحن نرى أن بقاء حوالي 100 سجين سياسي، أمر غير مبرر، ويحتاج لتوضيح من السلطة”.
وشدد الغنوشي، الذي يعيش في المنفى منذ العام 1988، في تعليقه على ما يمكن أن تفتحه خطوة إطلاق سراح مجموعة المساجين النهضويين من آفاق، قائلا إن “التجربة علمتنا أنها خطوة جزئية ما لم تتبعها إجراءات حقيقية انفراجية في إطار عفو تشريعي عام، يستعيد من خلاله هؤلاء المساجين حرياتهم وحقوقهم، وتلغى القوانين
التعسفية التي سجنوا بسببها، بل ولا تزال تصنع ضحايا جدد من الشباب الإسلامي، وحصار المعارضة وتخنق الصحافة”.
ولذلك استبعد الزعيم الإسلامي، أن يكون الإفراج عن مجموعة الإسلاميين النهضويين يأتي في إطار خطوات انفراجية، مؤكدا أن الحملة التي تشنها السلطات التونسية على النساء المحجبات، والتضييق المستمر على المعارضين، على غرار فرض إقامة شبه جبرية على رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الدكتور منصف المرزوقي، ومنع الأحزاب والمنظمات من النشاط كلها تعبر عن عدم وجود توجهات انفتاحية لدى السلطة القائمة.
وكشف الغنوشي أنه تحدث إلى كل من الشيخ الحبيب اللوز، والشيخ محمد العكروت، وهنأهما بمغادرة السجن، ناقلا عنهما تمسكهما بعدالة القضية التي سجنوا من أجلها.
ونفى زعيم النهضة، أن تكون عملية الإفراج عن المساجين السياسيين جاءت نتيجة اتصالات أو حوار مع السلطة، مشيرا إلى أن تعامل السلطة لا يزال “أمنيا إلى اليوم”، لا سيما معاودة التحقيق مع كل من المهندس علي العريض وحمادي الجبالي، القياديين البارزين في حركة النهضة، على حد تعبيره.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 6 نوفمبر 2006)
تونس: اطلاق 40 سجينا إسلاميا حوكموا في 90 بعفو رئاسي
الحوار نت تحاور السيدة سهــام بن سدرين
تدافعات التدين والقانون و السياسة
كتاب في مسالة الحجاب
بوبكر التَايب
اللباس من الأشياء الشخصية يختاره الإنسان بمحض ارادته و لا سلطان في الغالب لغيره كالدولة او الحزب او المؤسسة في تحديده. و معلوم ان لباس الناس يتاثر بالعوامل الثقافية الدينية و الإقتصاية و المناخية و غبرها. و الأصل ان تختار المرأة ما يناسبها من اللباس دون ضغط و لا اكراه في اي من الإتجاهات كان هذا الضغط او الإكراه. فمسالة اللباس مسالة شخصية يحميها الدين، فإذا كان ” لا اكراه في الدين” فمن باب اولى أنه لا اكراه في اللباس. و حرية اللباس من الحريات و الحقوق التي تحميها الدساتير العادلة و أمهات المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان عموما او تلك المخصصة لحقوق المرأة.
فإذا كان من حق المراة ان تختار لباسها التزاما بأوامر دينها و نواهيه وفي اطار من التفاعل الإيجابي و المرن معا الأعراف و العادات من جهة وواقع الناس الدائم التحول من جهة ثانية فإنه على السلطات العامة في الدولة حماية هذا الحق و ضمانه لكل مواطني الدولة دون التفريق بينهم على أساس الدين أو العر أو الطائفة أو اللون او الإنتماء الفكري او السياسي. و التحدَي الحقيقي لواجب الدولة في هذا المقام هو وضع التنوع و التعدد في الملبس لا و ضع الأشباه و النظائر، اذ بقدر ماتتعدد انواع الألبسة و أنماطها داخل فضاء الدولة الواحدة بقدر ما يشتد الطلب على الدولة لحماية هذا التعدد، و بقدمر ما تتوفق الدولة في حماية فسيفساء اللباس داخل اقليمها بقدر ما يدل ذلك على مرونة الساطات العامة لتلك الدولة وعلى قدرتها على حماية الحقوق و الحريات، الفردية و الجماعية.
وفي حملة ليست الأولي من نوعها، غير أنَها غير مسبوقة في مداها و حجمها كما انها تتجاوز نوعيا الحملة في فرنسا، دشنت السلطات السياسية في تونس حملة منهجية و ممأسسة على حرية اللباس من خلال المنع القسري للحجاب. وقد سخرت الجهات الرسمية التونسية في معركتها ضد حرية اللباس كل مؤسسات الدولة و مؤسسات الحزب الحاكم التي تكاد تتماهى مع مؤسسات الدولة كما عمدت الى توظيف أخلاط غريبة من الرَخويات و العجائن ” الأكاديمية” و ” الإعلامية” و
“السياسية”.
و الحجاب الذي تشذ الجهات الرسمية في تونس في منعه في مفارقة مع سياسات حوالي 190 دولة عضو بمنظمة الأمم المتحدة وأكثر من 50 دولة عضو بمنظمة المؤتمر الإسلامي، هذا الحجاب مسموح به في مشارق الأرض و مغاربها. فحيثما رحلت من بلد الى بلد أو أنت نقلت نظرك من قناة فضائية الى أخرى إلا و لاحظت حضور الحجاب. في حملة الإنتخابات الرئاسية للرئيس المصري حسني مبارك و الدروس الحسنية في المغرب و في حفلات الفاتح من سبتمبر بالجماهيرية الليبة و في الأراضي الفلسطينية، سواء منها المحتلة سنة 1948 و الخاضعة لدولة اسرائيل او المحتلة سنة 1967 والداخلة في سلطان محمود عباس أو اسماعيل هنيَة. في لقاءات الرئيس الأمريكي مع أبناء و بنات الأقلية المسلة في الولايات المتحدة و على صفحة الأنترنات الرسمية للحكومة الكندية. مختلف أشكاله و ألوانه ، و في اختلافهن في ذلك رحمة، لكنهن تردينه في مؤسسات العمل و العلم و التسَوق الخاصة منها و العامة. ترتدينه من فانكوفر الى سيدني مرورا بلندن و كوالالمبور، و من جوهنزبورغ الى أسلو مرورا بداكار و روما.
لكن رغم هذا القبول العالمي بالحجاب، عدا تضييقات محدودة هنا او هناك أو نقاش حول امكان منع االنقاب في بعض المجالات في بعض الدول الغربية و غير بعيد عن تداعيات احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، فإن الشذوذ التونسي في هذا المجال يظهر منفردا عيانا سافرا اذ انطلقت الحملة على الحجاب في تونس 20 سنة قبل احداث 11 سبتمبر 2001.و دعاة منع الحجاب في تونس يحاولون التواري خلف ذرائع الإجتهاد و التحديث او دعاوي الأصالة و الهوية او شعارات القانون و الشرعية
عدم وجوب الحجاب شرعا!
من الشعارات الرئيسة في منظومة الخطاب السلطوي في تونس هو مقولة انه ” لامجال للخلط بين الدين و السياسة” بدعوى ان الدين مقدس و ملك مشترك لعموم التونسيين في حين ان السياسة مجال للتغالب و التدافع. و في الواقع فقد دأبت الحكومات المتعابقة على ممراسة ما يناقض دعواها في هذا المضمار فكانت تلجأ الى الوصل أو الى الفصل بين الدين و السياسة متى و كيفما شاءت و ليس موضوع الحجاب الا عيَنة معبَرة على وصاية الدولة على التدين في تونس. فالجهات الرسمية تتولى مهمة الإفتاء و الإجتهاد في الدين و تخلص الى ان الحجاب لا يوجبه الشرع الحنيف. ثم هي، السلطة السياسية، لا تقف عند مجرَد الإجتهاد في ما ادعت انه مجال للدين و منفصل عن مجال السياسة بل تعدَته الى حجب حق الغير في الإجتهاد في ما سمحت به بل احتكرته لنفسها. فتجاوزت بذلك مجرَد الوقوع في مطب التناقض بين مقامي الخطاب و الممارسة الى تولََى مهام “باباوية” اسلامية او قل “كهنوت” سياسي و هي من مرد على رفع شعار الإعتدال و المرونة و التسامح الديني. فمن المعتدل، المتسامح و المرن او على العكس من ذلك، من المتشد و المتطرف في تونس اليوم ؟ من يطالب بحق المراة في ارتداء الحجاب باعتباره اجتهادا يسعه الشرع أم من يمنع المرأة هذا الحق و يفرض عليها نزعه بل ينزعه بيده اكراها لها.إذ لا يتعلق امر الحجاب في تونس بفرضه بل بمنعه. أبعد من ذلك، فالجهات الرسمية و هي التي قررت ان تتحذ مفتيا للدَيار التونسية، عيَنته و جعلته من سامي موظفي الدولة المدنيين و تدفع له راتبا من المال العام لم تلجأحتى الى سماحة المفتي لإستبيان حكم الشرع في موضوع الحجاب. لا بل ان بعض من تصدى للفتوى بتحريم ،منع، الحجاب بعض من رميم الشيوعية الهالكة. و اذا كان من حق الإنسان ان يكون شيوعيا فلا حق له مطلقا ان يعرَف المسلمين كيف يعبدون ربهم الذي لا يؤمن به. و اذا كانت ظاهرة ” الدولة الفقيه المجتهد” ليست جديدة فلعلَه من الطرافة ان نسمع ب”الرَفيق المجتهد”.
وبعيدا عن “فقه السلطان” فإن علماء المسلمين يقولون بأن النصوص، القرآن و السَنة، قطعيَة في دلالتها على و جوب لباس السَتر و الحشمة و عدم ابداء الزينة الا ما ظهر منها و أن الإجتهاد غبر ذي موضوع في هذا الصدد اذ لا اجتهاد مع النص المحكم إنما اجتهد المختصون من علماء المسلمين في ما دون ذلك فبحثوا في ما يجب على المرأة عدم كشفه من جسدها فكان مدار الإجتهاد أمران اساسا و هما الكشف و الوصف، فذهب الغالبية منهم الى ان المرأة اذا بلغت المحيض لا يصلح ان يرى مهنا غير الوجه و الكفان و خالفهم في ذلك الإجتهاد اقليتان. أحدهما تقول بوجوب حجب الوجه ، التَنقَب، أيضا و ثانيتهما تقول بجواز كشف بعض اليدين، أي أكثر من الكفين. و لم يشترط العلماء، كما لم يمنعوا، ان يكون الحجاب من لون واحد (أسود مثلا) او متعدد الألوان. الى ذلك فهم لم يقولوا، أي لم يجمعوا، بوجوب ان يكون الحجاب من قطعة واحدة (جلباب مثلا) أو من مجموعة من الملابس. و هذه الإجتهادات العامة تتضمن طبعا تفريعات داخلها كما أنها تفرَق بين الحكم العام و الحالات الخاصة، الإستثناسية و غيرها. و هذه الإجتهادات هي من المتجدَد من التدين الذي لا يكون كلَه صالحا لكل زمان و مكان لأن تلك، الصلوحية لكل زمان و مكان، من صفات الدين لا التدين الذي تتغيَر فتاوي مجتهديه بقدر تغير أقضية الناس و أوضاعهم.
الحجاب زي طائفي !
جاء في المنشور رقم 108 لسنة 1981 المانع للحجاب في تونس أن الحجاب “يكاد يكتسي صبغة الزي طائفي” والحجاب ليس زيا طائفيا و لو فرضنا انه كذلك فمن المعلوم ان الدين يحمي الطوائف و كذلك تفعل القوانين الوطنية و المواثيق الدولية العادلة.
والحجاب ليس زيا طائفيا، اذ في تفاعل مع ما كان محكما من النص و ما كان مجالا للإجتهاد المتجدد و المتنوع و في تفاعل مع متغيرات الزمن و الجغرافيا؛ و العادات و التقاليد؛ و الفقر أو الرفاه؛ و التشدد أو التوسَط أو التَحلل؛ و عدل السلطان او جوره؛ و قوة الأمة او اقتدائها بمن ظهرت شوكته عليها؛ أخذ لباس المراة المسلمة انماطا شتى أحاول ردَها الى أربعة كبرى بغرض التقريب دون الإدعاء بتقديم عرض في سوسيولوجيا لباس المرأة المسلمة.
نمط او منظومة مغالية و تاخذ مظهرها الأشد في “البرقع” المنتشر بأفغنستان او لباس
“المتسلَفة الجدد” حيث ُيغطَى كامل جسد المراة بما في ذلك كامل الوجه و الكفَان، لباس من قطعة و احدة و من لون واحد(عباءة و نقاب أسودان في الغالب) و يأخذ هذا النمط مداه في التشدد عندما ُيلبس في بلاد الغرب لا بل اكثر من ذلك عندما تريد لابسته ان تتجاوز به مجالها الخاص الى مجال تقديم خدمات عامة لغير المسلمين كتعليم ابنائهم. و هذا النمط من اللباس غير موجود في تونس و لو أن العباءة السوداء و النقاب بدءا في الظهور مؤخَرا.
نمط من اللباس التقليدي الذي تتوفر فيه في الغالب مواصفات اللباس الشرعي الوسطي و هو يختلف من بلد الى بلد و بين المدينة و الريف. ويأخذ في تونس شكل “الملية”،”الملحفة”،”الحرام”، “الحولي”، “السفساري” لستر سائر الجسد في حين يأخذ شكل “المحرمة”،”التقريطة”، “الفولارة” أو
“العصابة” كغطاء للرأس او شكل “الفوطة” أو “الطرف” كغطاء ثان فوق الرأس كما يسدل ليغطي النَصف الأعلى من الجسد. و قد تتنقَب المرأة دون اللجوء الى “النقاب” اذ قد تعمد الى تغطية جلَ وجهها ولا تترك الا عينا او العينين مستعملة في ذلك “السفساري” او” الطرف” و يعرف ذلك في تونس ب” الغنبوز” فيقال فلانة “مغنبزة”. هذا النوع من اللباس تراجع كثيرا في تونس، من جهة لإنه لم يعد عمليا و لا يتناسب مع أغلب المناشط العصرية للمراة و خاصة في المدن و من ثانية لأن البعض أعجبن باللباس المستورد من الغرب و رأين فيه رمزا للتَحرر فلبسنه بدعم ودعاية من الحكم السابق.
نمط الزَي المستورد ، الإفرنجي، و هو الذي يظم مختلف انواع و أشكال و أجيال و موديلات الزّي الغربي من النسائي الصّرف الى المشترك بين الجنسين. و هو الأكثر انتشارا في معظم امصار العالم الإسلامي و لعل طفرة انتشاره كانت مع ارتقاء غالب الدول الإسلامية الى الإستقلال و التعامل مع الغرب من موقع المغلوب المولع ابدا بالإقتداء بالغالب. و هذا النمط شاسع، طرفه شبه شرعي قد لا ينقصه الا غطاء الراس- الخمار- ليكون كذلك و طرفه الأخر “كاسيات عاريات”. و يلاحظ ان الزي الغربي لم ينتشر في العالم الإسلامي انتشارا واسعا خلال مرحلة الإستعمار المباشرلأن المراة المسلمة ربما ارادت من خلال تمسَكها بلباسها التقليدي آنذاك ان تساهم في مقاومة الإحتلال.
نمط رابع يحاول الجمع او التَوليف بين مواصفات اللباس الشرعي و بين منتجات العصر و الحداثة من اللباس و كذا الإستجابة الى متطلبات تطور أنماط الحياة في الشغل و الدراسة و الحياة العامة. و في هذاتدخل انواع الحجاب المختلفة، منه الساتر و منه أكثر فتنة و إثارة من اللباس الإفرنجي المستورد. و الحجاب الساتر هو الذي تمنعه السلطات التونسية بدعوى أنه “زيَ طائفيَ” و قد أخذ في الإنتشار، في تونس و في غيرها، بصورة ظاهرة في الثمانينات من القرم العشرين.
و اذا كان قد قيل ان ” الطبيعة تخشى الفراغ” فإن الإحتماع البشري يخشاه أيضاًً، فهذه الأنماط المختلفة من لباس المراة المسلمة ليست في قطيعة تامة بل هي في تفاعل و تداخل و تعارف متواصل و هي متعايشة في اغلب دول الأرض بل داخل نفس العائلة أحيانا كثيرة. فليس الحجاب طائفيا اذا و انما هو نمط لباس معاصر.
لقد خُلق النَاس مختلفين ،لتعارفوا، فكان التنوع و التعدَد الآدميَ على اساس العرق و اللون و الدين و الجنس و قامت القوانين الوطنية و الدولية بقصد حماية هذا التنوّع الذي جعل من الناس شعوبا و طوائف وأقليات.وأما و قد كيَفت الجهات الرسمية في تونس الحجاب على انه زيّ طائفيّ فصار لزاما عليها حماية من ينتمي الى هذه الطائفة عملا بمقتضايات الدستور التونسي في الموضوع و المواثيق الدولية التي صادقت عليها. فإنما المقصد من حماية القانون للطوائف بمختلف أنواعها هو منع الطائفية اي منع اضطهاد طائفة لأخرى ، حرمانها من بعض حقوقها او العمل على استئصالها او الإستعلاء عليها. و من هنا قيل ان الدولة العادلة او المدنية هي تلك الدولة التي تقوم على اساس المواطنة و ان تعددت الديانات، المذاهب، اللغات أو الألوان بالنسبة لمواطنيها. و على ذات الأساس اعتبرت الدولة التي تتعدَى على حقوق الطوائف بأنها دولة تمييز او أنَها دولة طائفية. و خبراء القانون الدستوري و القانون الدولي يعرفون هذه المبادئ الأولية في القانون العام جدَ المعرفة. و السؤال الذي يتبادر الى الذَهن بهذا الصَدد هو هل انّ عزم الجهات الرّسمية في تونس على “تطهيرها” من “طائفة” المحجبات سيمتدّ الى تطهيرها من بقية الطوائف من مثل مواطنينا من البربر او المسيحيين او اليهود او السود او غير المؤمنين بأيّ دين؟
الحجاب مستورد ودخيل!
ما زالت السلطات التونسية تبشّر بالنموذج التونسي في مقاومة التّطرف و الإرهاب و تعمل جاهدة على تصديره الى سائر دول العالم الى تبيَن لها انها غير قادرة على المنافسة الدولية في واقع متغيرات عولمة المعرفة و الإتصال و التجارة فاذا بها ترتدّ على أدبارها و تمنع التفاعل الحضاري الدّولي في مجال اللباس و تجرَم الحجاب بدعوى أنَه “مستورد” و “دخيل”. و في زمن العولمة حيث اصبحت سيادة الدولة مفهوما شفَافا و اكثر هشاشة من اي وقت مضى فلا شك ان التمترس خلف ذريعة مقاومة الإستيراد مآله الفشل. فما الذي لا تستورده تونس! و أية دولة في العالم يمكنها ان تعيش دون استيراد.في تفاعله مع افكار “فرنسيس فوكوياما” الورادة في “الإنسان الأخير او نهاية التاريخ” ذهب “برتران بادي” الى ان الدولة في العالم الثالث مستودة و عنون كتابه الشهير ب”الدولة المستودة”
و الحجاب عندما ظهر في تونس مطلع الثمانينات من القرن المنصرم لم يكن مستوردا بل كان تونسيا خالصا فلم يكن”برقعا” افغانيا و لا عباءة او نقابا من الخليج ولم يكن “تشادورا” ايرانيا كما أنه لم يكن أسود اللون. لقد كان لباسا تونسيا أصيلا خاطته اياد تونسية في المنازل أو عند الخواص اذ أنَه لم يكن يمكن بيعه في الأسواق و لم يدخل البلاد عن طريق بعض الفاعلين الدوليين الجدد من مثل الفضائيات او الأنترنات الذين لم يكونا.
و الدولة التي تمنع الحجاب في تونس تأسيسا على أنه مستوردة دولة غير عادلة و تمارس تمييزا مزدوجا ضد من اخترن الحجاب. المستوى الأول من التمييز يظهر بين النساء التونسيات حيث لا يُمنع لباس النساء المستورد من الغرب في حين يمنع الحجاب .و المستوى الثاني من التمييز يقع بين المراة و الرجل حيث ان اغلب لباس الرجال في تونس مستوردا و هو غير ممنوع في تون. و عندما ظهر السادة الوزراء و غيرهم من أعيان الدولة في مختلف جهات البلاد لتبرير منعهم للحجاب رأيناهم في الفضائية التونسية يرتدون ملابس مستوردة و ذلك من حقَهم.
الحجاب يرمزإلى اضطهاد المرأة وإلى احتقارها!
هكذا يرى البعض و من حقَه أن يرى غير إنَه من حقَنا مخالفتهم في ما يرونه و على الدولة أن تضمن لكل انسان ان يرتدي ما يراه مناسبا من الملبس.و الحقيقة أن لباس “البرقع” أو العباءة السوداء مع النقاب أو “التشادور” قد يكون مفروضا على بعص النساء في افغانستان او في بعض دول الخليج اوفي ايران غير ان القول بأن الحجاب مفروض على المرأة في تونس أو هي مُكرهة على لبسه قول مجاف للموضوعية وعار من العلمية. ومن الناحية المنهجية يمكن تصوَر نوعين من الإكراه في هذا الصَدد. اكراه عام صريح أو ضمني قد يأتي من السلطات العامة او من المجتمع العام، و اكراه خاص قد يأتي من العائلة او من رب العمل مثلا. و بما أن السلطات في تونس تمنع الحجاب منذ ما لا يقل عن ربع قرن و تمارس حملات اعلامية دورية ضدّه و ضدَ من ترتدينه بل تعمد الى نزعه عنوة و الى طرد من ترتدينه من العمل او التَعلم فإن المراة في تونس تكره صراحة على عدم ارتداء الحجاب، ففي الحالة التونسية إنما تضطهد المراة المرتدية للحجاب لا التي لا ترتديه. كما أن الكثير من الآباء و الأزواج وأرباب العمل يضطرون بناتهم او زوجاتهم او العاملات الى نزع الحجاب خوفا من تتبعات الدولة. فالتي ترتدي الحجاب في تونس في هذه الظروف و الملابسات انما هي امراة تمتلك كامل ارادتها و حريَتها و ترفض أن يستبدّ بها و ليس اختيارها للحجاب غير رفضها للإضطهاد. و اذا كان من المعلوم أن المراة لا ترتدي الحجاب للقعود في البيت و خدمة السَيَد الرجل و إنَما للخروج الى مواقع الفعل الإجتماعي المختلفة لمنافسة الرجل ومشاركته في عملية التنمية، فعندها لن يكون الحجاب الاَ رمزا الى تحرَر المراة من استبداد بعض الرجال وقبل ذلك رمزا الى انعتاقها من اسرها الذاتي. و هذا ما قصده المرحومان قاسم أمين و الطاهر الحداد في دفاعهما عن “سفور المرأة”، أي خروجها محتشمة للمساهمة في تحمَل الأعباء العامة للتنمية. و عندها ايضا لا يفعل الذين يمنعون المرأة من ارتداء الحجاب غير اكراه العديدات منهن الى الإحتجاب في بيوتهن و هذا ما رفضه المرحومان عندما طالبا بعدم “حجب” المرأة في البيت.
منافاة الحجاب للعلمانية و الحداثة !
يؤسس فريق من دعاة منع الحجاب صنيعهم الإستبدادي على ذريعة منافاة الحجاب للعلمانية و الحداثة و كثير من هؤلاء يتقعَر في الكلام و هو يجهل او يحرَف دلالات الحداثة و العلمانية، مقاصدها و اختلافاتها. فئة أخرى من الذين يدافعون عن الححاب لا يرون في العلمانية و العلمانيين الاّ شيطانا او مجموعة من أعداء الحجاب و الهوية. و لعل في كل من الرايين مبالغات منافية للواقع و الموضوعية.
فالعلمانية علمانيات و ليست علمانية واحدة، إن على مستوى الفكرة او على مستوى الوقائع و السياسات. فثمة على الأقل علمانيتان، علمانية، لادينية،تتمحور أساسا حول علمانية الدولة بمعنى لادينية النظام السياسى الذي يفترض فيه ان يكون لا دينيا في حين يبقى للأفراد و المحتمع الأهلي مجال واسع لهيكة التدين و ادارة شؤؤن و قضايا أخرى عديدة. و أقرب تجسَدات هذا النوع من العلمانية نجدها عند البروتستان، الأنجلوساكسون، و” نظام قانون العموم”. هذا التيار العلماني ،و هو الأكثر انتشارا اليوم في الغرب و في العلمانيات المشوَهة في العالمين الثالث و الإسلامي، لا يمنع الحجاب. فغالب العلمانية و الحداثة ليس اذا ضدّ الحجاب.
أما الصَنف الثاني من العلمانية فهي العلمانية الشمولية، اللائكية، التى لا تقف عند علمنة النظام السياسي للدولة بل تتعدّاه الى علمنة المجتمع و افراده و مؤسَساته، بمعنى انها تطمح في النهاية الى انكار الدين و الرغبة في ازاحته من حياة الناس حتَى و ان ادّعت عملها على تحييده سياسيا فقط. و يتفرَع عن هذه العلمانية مدرستان، العلمانية المادية الشيوعية النافية في حقيقتها للقانون و الدّين و الدولة. و العلمانية الفرنسية، الكاثوليكية، اللاتينية، علمانية ” نظام القانون المدني”. و هذا ما يفسَر لماذا تنفرد فرنسا بمنع الحجاب من بين الدول العلمانية الغربية الحداثية. و لأن تونس كانت مستعمرة فرنسية لا بريطانية و لأن الشيوعية في فرنسا كانت و لا تزال من اقوى الشيوعيات، الإشتراكيات، في الغرب فقد “ابتليت” تونس بأسوا العلمانيات، علمانية لائكية-مادية استئصالية. و لهذا يمنع الجحاب في تونس منعا شاذا لا نظير له. وهذا من “شقاء الحداثة” الذي ابدع الفيلسوف “تشارلز تايلور” في تحليله في كتاب بذات العنوان.
و لأن قسما محترما من النخبة العلمانية التونسية وعى و استوعب ان العلمانية الرسمية في تونس علمانية استبدادية فقد عمد هذا القسم من النخبة المعارضة الى توطين العلمانية و الوقوف الى جانب حرية اللباس، الحجاب، فطالبت احزاب المعارضة العلمانية الوطنية و امتدادتها الحقوقية، الإعلامية و الأكاديمية مطالبة صريحة ب”الحق في الححاب”.
وقبل ذلك و بعده فلا شيء في القوانين العادلة او في الحكمة يجبر الإنسان على ان يكون علمانيا،رغم اختلاف مدارس العلمانية. و لا شيء أيضا يجبره على ان يكون حداثيا، بصرف النظر عن ابداع أو شقاء الحداثة. هل رأيتم انسانا حوكم في بلد ديمقراطي و في اطار نظام قضائي مستقل بتهمة أنه ليس علمانيا او أنه كفر بصاحبة الجلالة الحداثة. عظمة “لا اكراه في الدين” أنها تسمو على محاولات الإكراه باسم الحداثة أو في الحداثة او على الحداثة.
مقاومة الرمزية السياسية للحجاب فهو علامة انتماء سياسي او هو “تستَر بالدين” !
و الواقع ان المحجبات في تونس هذه الأيام لسن منشغلات” بموت السياسة” في تونس وأن أغلبهن لسن منتيميات سياسيا. أما اذا ما أرادت محجَة ان تنتمي سياسيَا فما المانع، ان اختارت، ان تنتمي الى الحزب الحاكم أو الى النَجمع الديمقراطي التَقدمي اوالى المؤتمر من أجل الجمهورية او الى حزب النهضة او الى ايَ حزب اخر كما هو الحال في اغلب الدول الإسلامية اذ تنتمي الكثير من المححبات الى احزاب سياسية مختلفة و حيث تتنافس الأحزاب في هذه الدول على استقطاب المحجبات. أحسب أنّه من الأنسب للحزب الحاكم في تونس ان يراجع سياسته في هذا المجال وان يدخل في منافسة مع سائر الأحزاب على استقطاب المحجبات بدل مناصبتهن العداء قبل فوات الأوان لأن رياح الحرية ماضية.
قبل ان يرسل الهوس الأمريكي في حربه على الإرهاب مواطنا كنديا من اصل سوري الى بلده الأصلي لتعذيبه بالوكالة، قبل ذلك لم تكن زوجته ،منية مزيغ الكندية من اصل تونسي، امراة مشهورة و لا منشغلة بالسياسة. و عندما اضطرتها الظروف للدفاع عن زوجها، الذي برَأته أخيرا هيئة تحقيق مكلفة من طرف الحكومة الكندية ، لإخراجه من سجنه كانت في الموعد لتخاصم العالم او جلَه لإثبات براءة زوجها من اتهام الأمركيين له بالإرهاب. و لما نجحت في تحريك المياه الراكدة و قاومت اللوبيات و اطلق سراح زوجها، و لما حان موعد الإنتخابات البرلمانية الفدرالية تدافعت الأحزاب الى السيدة منية طالبين ترشحها على قوائمهم الإنتخابية فاختارت الديمقراطي الجديد، وسط اليسار. لم تفز بالمقعد النيابي لأن الدائرة التي ترشَحت فيها من المواقع التقليدية للحزب اللبرالي غير أنَها بحجابها مكَنت حزبها من الحصول على شعبية و عدد من الأصوات لم تكونا له من قبل بتلك الدائرة.
لقد تمتعت المرأة في تونس بالعديد من الحقوق و الحريات لم تتوفر لكثير من مثيلاتها في الأقطار الإسلامية غير أن المراة التونسية تعرضت و تتعرَض لمظاهر من الإستبداد لم تتعرَض له أي من مثيلاتها في أي من أقطار العالمين العربي و الإسلامي و قد لحقت بتونس بسبب ذلك معرّة.
و المنشور 108 المانع “للزي الطائفي” في تونس يحتاج الى قرار سياسي لإلغائه. فالمنشور لا يمكن في اطار المنظومة القانونية التونسية الحالية الطعن بعدم دستوريته، وإن كان غير دستوري، لأمرين. أولا لأن المنشور درجة رابعة في سلَم القوانين الوطنية التونسية اذ يأتي بعد القوانين الدستورية، فالأساسية، فالعادية.و هذه الدرجة من القوانين، الفرعية، لا تقبل الطعن في دستوريتها. أما ثانيا فلإن الجهة الوحيدة في تونس التي يمكنها أن تطلب النظر في دستورية قانون ما هي حصريا رئيس الدولة في اطار خيار الرقابة السياسية، لا القضائية، على دستورية القوانين التي هي من مهام المجلس الدستوري.
كما أنه ليس من المحتمل ان تلغي المحكمة الإدارية المنشور او أن ان تحكم بالتعويض لفائدة المتضرارت بسبب تطبيقه عليهن،رغم اختصاصتها في ذلك النظر في أعمال الإدارة. ذلك لأن القضاء و خاصة الإداري منه ليس مستقلا بل خاضع لوصاية للسلطة السياسية كما هو امرالتدين و الحداثة و الهوية و العلمانية. فهل نحن اذا بصدد “ديمقراطية بلا حجاب” و فيها ألفت النَائبة التركية مروة قاوقجي كتاب “ديمقراطية بلا حجاب”، تديَن بلا حجاب، علمانية بلا حجاب، هوية بلا حجاب و حداثة هي ايضا بلا حجاب. لا شك أن ديمقراطية بلا اقصاء و لا حُجَاب ولا حواجز أصلح لنا.
بوبكر التَايب
20061102
ويل للقرضاوي وللجزيرة من رويبضة من تونس
الدكتور يتجاهل علاقة علة الحكم بالامر القطعي الثابت:
تفرق المسلمون منذ قديم في مسألتي التقصيد و التعليل إلى صنفين فمنهم المثبتون ومنهم النافون. المثبتون منهم إنقسموا إلى ثلاثة أصناف فمنهم المتوسعون ومنهم المضيقون ومنهم المتوسطون. لك أن تسأل : لم ؟ أحد أصح الأجوبة هو أن الناس إنما توخوا التضييق في التعليل والتقصيد ـ وهما عند الشاطبي سيان ـ سدا لذريعة إستخدام المسلك المقاصدي في غير وجهه الشرعي الصحيح فتهدر أحكام الشريعة الثابتة على قارعة الكذب على الله. لك أن تسأل أيضا عن عقل إبن حزم كيف إتسع لنبوغ بوأه لأن يكون من كبار الفقهاء من جانب ولنبذ القياس من جانب آخر وهو المناطقي صاحب عارضة نقدية عز كفوها. لو لم يطلع إبن حزم على ما آل إليه إستخدام القياس الشرعي عند كثير ممن سبقه لما نبذ القياس أبدا.من الامثلة أيضا قول إبن تيمية بعدم وجود المجاز في القرآن الكريم. هل تحسب أن ضارعة إبن تيمية في تبين الحقيقة من المجاز موجوءة ؟ كان يواجه بذلك الباطنية وبناتها ممن يتخذ المجاز بديلا عن الحقيقة. لما كان ذلك يجري ضمن علوية المنهاج الاسلامي عقيدة وسلطانا نبت الخصب بسبب سنة التدافع بين تلك المدارس الاجتهادية في كنف تلك العلوية وذاك هو المقصود من التدين. أما لما إندحر السلطان السياسي للاسلام ونبت فينا نبت العلمانية فإن كثيرا من أهلها توسلوا لقصم ظهر الاسلام من الداخل بالمبحث المقاصدي سيما بعد إستقلاله عن أصول الفقه. لذلك يحذرإبن عاشور من تعيين مقصد للاسلام دون تبين بسبب أن المقصد دليل شرعي في مواطن يعرفها أهل العلم. ما يهمنا هنا بمناسبة مجادلة الدكتور هو تأكيده على أن قوله سبحانه : ” ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ” هو علة الحكم الآمر بالإدناء من الجلابيب. أورد الدكتور ذلك التأكيد في سياق التدليل على أن الأمر بالإدناء من الجلابيب غير عام دون أن يوضح لنا من هن المخصوصات به أو منه. فإذا كان يعني الإماء فإن الحديث عن الإماء في عصرنا هو من قبيل الحديث عن تناسل الجن وإذا كان يعني الحرائر ـ رغم أن التعبير القرآني إستخدم لفظا أشد حسنا وهو المحصنات ـ فإن الخمار الذي إجتهد في جحود حكمه ليس له اليوم سواهن.
ملحظ مهم يعين على حسن الفهم :
على خلاف ما يظن كثير من المسلمين بأن حياة التعارف بين النساء والرجال في المجتمع أمر غير مرحب به فإن هذه الآية توطن مقصد حكمها على قيمة التعارف لتجعله سبيلا إلى نبذ المراهقات الصبيانية. قوله سبحانه : ” ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ” يدل على أن حياة التعارف بين الرجل والمرأة في المجتمع هو الأصل الذي لا ييسر الحياة الاجتماعية للناس فحسب بل يحسم سيئات علاقات الريبة بينهم. التعارف إذن بين الرجال والنساء دافع للتعاون والحماية ونابذ للإيذاء ومجفف لعوامل سوء الظنة. كما تجدر الإشارة هنا إلى صيغة التبعيض التي جاء بها الأمر : ” من جلابيبهن ” وهو ما يذكر بذات الصيغة الوادرة في الغض من الأبصار. توخي الوحي الكريم دقة متناهية عجيبة في أوامره ونواهيه وسائر تشريعاته. فكما أن غض البصر للرجال والنساء غير ممكن في الحياة المبنية على اليسر بغرض تنمية العمارة يكون إدناء الجلابيب على النساء كذلك. تلك هي وسطية الاسلام : لا غض للبصر ولكن غض منه ولا تسريح له راكضا يحملق في عورات النساء يدني من ساعة بوار المجتمع بتفشي الفاحشة فيه وأول ذلك ـ كما هو شأن الحرب الحقيقية ـ نظرة فكلام فسلام فلقاء .. وبالمثل لا إدناء للجلابيب ولكن إدناء منها. إدناؤها بالكلية يجلب العنت على حياة المرأة خارج بيتها أو يحولها إلى بعبع مخيف أو لا تجد الفقيرة ما تدنيه عليها سابغا أما الادناء من الجلابيب فهو أيسر للمرأة وللحياة ولثقافة التعارف بينها وبين الرجال. المرأة إنسان ولي مسؤول عن أمره كله جميعا ولا سبيل لها لحماية كرامتها أس رسالتها سوى بحماية زينتها عروس أنوثتها. دع عنك تأويل الجاهلين الذين يزعمون أن الرجل حين يأنس بزينة المرأة متبرجة تهجع غرائزه أو تموت. دع عنك تحريف المبطلين الذين يزعمون بأن مقتضيات الحياة المعاصرة تتطلب بالضرورة إلغاء مستويات التميز بين الرجل والمرأة بدنيا ونفسيا تعاونا على رهانات التنمية. دع عنك كل كلام يصطدم مع الفطرة أو يتمرد عليها بسبب أنه لم يخلق واحد منا نفسه ولا خير واحد منا قبل خلقه عن مقادير غريزة كذا أو مكامن جبلة كذا. دع عنك ذلك مما تردده الببغاوات عندنا وإستمع إلى الغربيات اللائي ركضن عقودا طويلة مضنية في بيداوات التمرد على الفطرة في معركة إلغاء الغرائز وتجميد الجبلات. لا أزيد هنا لضيق المجال على توجيهك إلى كتاب بعنوان ” مبدأ حواء .. من أجل أنوثة جديدة ” صدر بالالمانية في سبتمبر المنصرم لأشهر مقدمة برامج بحسب آخر إستطلاع شعبي وهي السيدة ” إيفا هيرمان ” ـ 48 سنة ـ وتجربتها الاعلامية تجاوزت ربع قرن كامل. وإلى لقاء تال ضمن هذه المجادلة أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه. الهادي بريك ــ ألمانيا
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في 06/11/2006
الرسالة رقم 159 على موقع الحرية تونس نيوز
تعقيبا على مقال برهان بسيّس بعنوان البعد الآخر ….( العبرة) المنشور بجريدة الصباح يوم الأحد 05/11/2006
غريب و الله المتحاملين على الدين و على التاريخ يجدون أبواب الصحافة ( مفتوحة)
مرة أخرى تكلم و كتب برهان بحكمة البرهان و حلّل و استنتج و تعمق في التحليل و لا يحلو له حديث أو تعليق إلا إذا تهكم و تطاول و استفز و تحدى الزعماء العظام و العمالقة الكبار و الابطال الذين دخلوا التاريخ من الباب الكبير أمثال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.
و قد سبق لهذا الشخص ان تهكم في جانفي 2005 بمناسبة مناقشة كتاب بورقيبة و الإسلام
بورقيبة الزعامة و الإمامة
للصحفي لطفي حجي . و قد نعت زعيم الأمة و ضميرها و قائدها و صانع مجدها و تاريخها الحديث …و نعت الرمز الخالد بنعوت لا تليق … و لا اسمح لنفسي بإعادة ذكر الوصف … و قد ذهلت من كلامه و ذهل أغلب الحاضرون و نهضت من مكاني و طلبت منه سحب كلمته و نعته و قلت كلاما هاما يومها سيسجله التاريخ … و في عدّة حوارات يسمح لنفسه بالإساءة للزعيم و في الحوار الذي برز في قناة حنبعل و كان كالطير يغني و جناحه يرد عليه … و ايضا تحامل و ذكر الماضي بسوء و ابرز السلبي … ثم إنه في يوم 5 نوفمبر 2006 أراد ان يساهم بمقال حول الذكرى التاسعة عشرة للتحول و من حقه التعبير عن رايه و الفرحة بالذكرى و هو حر في الكتابة و حر في التعبير و حر في الشكر و المدح و التنويه و ذكر المحاسن فهو حر في ذلك و لكن ليس حر بأن يمس مشاعر الآخرين أو إذا يجرح شعور المناضلين أو أن يتحدث بأسلوب الشامتين و المتهكمين و المتحاملين و لو ينبعث واحد او كلمة يشتم منها رائحة الإساءة و لو بين السطور … و قد لمح في مقاله بما يلي و قصر مغلق على شيخوخة زعيمه و هي تنتقل بين الغفو و الصحو و سط سوق الشد و الجذب و الحسابات و التجاذبات بين أجنحة الحاشية و مراكز القوى المتناثرة المهووسة بشبح الخلافة الجاثم على الافكار و الأرواح بحساب مستقبل الأدوار و المصالح الشخصية فيما كانت العاصفة تنذر بالإعصار الذي قد يقتلع دولة الاستقلال من جذورها و هي تقف على مشارف إقتصاد منهار و شارع منفلت و نظام الضعيف و شعب يعاين بحيرة و مرارة فصول الإنهيار هذه فقرات من مقال برهان الطبيب الماهر الذي شخص المرض و الألم و كان من أكبر ابطال الإستنتاج على وصف الوضع الراهن في تلك الحقبة و هو متألم و صاحب رأي سديد و كانه من الذين ساهموا في بناء دولة الاستقلال أو من شاركو في تحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي أومن الذين قالو كلمة الخير في النظام البورقيبي أو الذي جاء بعده أو الذين عندما تمّ بناء الدولة العصرية شاركوا في المحافظة عليها و دعموا مكاسب الاستقلال أو من الذين على الأقل عندما دخلوا الجامعة التونسية مكسب الشعب التونسي و دعامة لتونس بلد الاحرار أو الذين على الأقل حافظوا على استقرار الجامعة عام 86 أو منعوا الفوضى و الإنهيار و الإضرابات و الخصام و النظريات اليسارية أو أوديولوجية لينين و الشيوعيين و لم يساهم في تأزم الوضع الجامعي في عام 1986 و 1987 و إنفلات الأمن و اليوم يتحدث عن شيخوخة العملاق الذي صبر على موجة الفوضى بعطف أبوي رائع و قلب كبير و رحمة الآباء …. و تسامح الشرفاء العظماء … و هل يجوز شرعا و قانونا و أخلاقيا عقوق الابوين في شيخوختهم أو التهكم عليهما في سنّ الكبر و الشيخوخة و لا يفعل ذلك إلا عقوقا أو عائقا لأبويه و إلا كيف يسمح إنسان أن يذكر زعيمه و رمز الامة و قائدها بنعوت لا تليق بعد وفاته و هو تحت الحود لا يفعل ذلك إلا إبنا عائقا أو معارضا لدود …
و إلا كيف بعد رحيل الزعيم الأكبر بست أعوام و مازال التحامل و الإساءة في الفم و اللسان و الكتابة في صحيفة تحاملت قبل زمان و صاحبنا له تاريخ حتى مع عهدنا الجديد الذي كان بالأمس القريب في قناة المستقلة مراسلا من تونس يحلل الأوضاع و يسلط الاضواء و يتفنن في وصف الأحوال باسلوب الفقهاء في شؤون السياسية و الاجتماع و المتضلعين في أخبار كل الأوضاع و بقى فترة مراسلا و رفيقا للحامدي متضامنا معه في السراء و الضراء … ثم مال و دار مع الريح و عاد محللا شاكرا منوها بكل ما كان في السابق سلبي أو في نظره غير سليم من الاخطاء … و ماهو السر يا ترى في هذا الإنقلاب المفاجىء لصاحبنا و المحللون يدركون أنّ السرّ و الغز ليس غامضا أو معقدا كماهو عند الأغبياء أما اصحاب الأفكار النيرة فهم مدركون أنّ السر يكمن في أنه صاحبنا يحب المال و من يدفع أكثر فهو صاحبه حتى يجلس في مقهى من الصنف الرفيع و ثمن الفنجال بخمسة دينار و لا يجلس في هذه المقهى إلا اصحاب المال … و الجاه و رؤوس الأموال … بعد هذا التعليق الخفيف لأنّ صاحبنا صغير السنّ و يكفيه هذا التعقيب الخاطف … و لا نريد أن نخوض في كل المحاور و الاسرار و أسرار الجامعة و أخبار الاصدقاء و ختاما نقول لصاحبنا و الاستاذ في علم النفس إنّ تاريخ ميلادكم يصادف عام 1966 بعد 32 عاما في كفاح و نضال البطل المغوار قائد الوطن و محرر تونس من الاستعمار و مهندس تحرير المرأة من ظلم الجهلة و قهر النساء و القسم بتطليق المرأة في مشوار و معلم الشعب و محرر الأفكار من زيغ الشيطان و الخبير بمعدن الرجال الأحرار يا برهان … و ارجوكم يا برهان أن تراجعوا بكل إهتمام خطاب الرئيس بن علي يوم 3 سبتمبر 1987 قبل التغير بشهرين و 4 ايام ستجدون فيه ما يشفي الغليل على الفارس المغوار الذي نعتموه مرار بنعوت لا تليق بعملاق لا يستحق الإساءة لا من أبناء و طنه أو من الأقزام و لكن صدق البطل المغوار الذي قال لا أخاف على تونس إلا من أبنائها … و سماسرة آخر الزمان و أعود لأقول لو كان زعيمنا في سبتمبر 1987 قبل التحول بشهرين و 4 أيام كما وصفتموه في المقال أو إذا بلغت شيخوخته الإغماء و الغفوة و الصحوة لماذا يكلف يوم 3 سبتمبر إبنه البار لإلقاء محاضرة إمام الأحرار على ذكرى الاعتقال و ما قاله الرئيس بن علي يومها الذي كان وزيرا للداخلية في تلك الحقية ما قاله حول شخصية الزعيم يفند ما قاله برهان هذه الايام و سبحان الله مبدل الأحوال .. و نلح اليوم على نشر محاضرة يوم 3 سبتمبر 1987 حتى نعيد للأذهان شهادة إبنه البار و هذا ما طلبته و إقترحته بموقع الأنترنات تونس نيوز
في ذكرى الإعتقال يوم 3/09/2006 في مقالي حول إحياء ذكرى الاعتقال و إذا إستجابت تلفزتنا التي أسسها الزعيم الفذ بطل الكبار و الصغار و إذا قامت إذاعتنا الوطنية التي أحبها عملاق المغرب العربي و إفريقيا و كل الاحرار و استجابت لإذاعة محاضرة رئيسنا بن علي الذي ذكر فيها خصال القائد الأسد المغوار و قتها يعدل ساعته برهان … أو يعترف بأن الزعيم لم يفقد الذاكرة كما ذهب في مقاله و هاجم فترة شيخوخة الاب الروحي للكبار و النساء و الأطفال و المناضلين الاحرار و حتى إذا فعلت الشيخوخة في كل إنسان تقدم به السن فهذا ليس بعار و قال الشاعر
عيرتني بالشيب و الشيب وقار يا ليتها عيرتني بهما هو عار؟ … يا برهان و العار هو الطمع و إبدال الفيستة في مشوار و شتم الأحرار و التطاول على العمالقة في زمن أناس همهم بث الشك في العمالقة أحرار و هذا و الله ما يفعله إلا الأشرار و مسك الختام أقول لك يا برهان أنظر إلى الرئيس بن علي منذ عام 1987 هل تفوها بكلمة غير دقيقة حول زعيم الاحرار لا و ألف لا ما قال إلا ما يثلج فؤاد المناضلين الابرار و يسعد الشعب و الاحرار و ما إنفك يذكر الزعيم بكل إفتخار و يمجد فترة حكمه التي دامت 31 عاما و قال في البيان
إنّ التضحيات الجسام التي أقدم عليها الرئيس الحبيب بورقيبة أو رئيس للجمهورية التونسية صحبة رجال برره لا تحصى و لا تعد هذا هو نص البيان
و إذا كانت شهادة بن علي الواردة في البيان التاريخي يوم 7 نوفمبر 1987 على هذه الصورة و العرفان بالجميل ماذا يمكن أن يقول برهان و ألف برهان و مليون برهان سواء كانوا بحق لهم براهين أو جاؤوا بالبهتان و الافتراء من أجل المطامع و إشباع البطون و الشهوات و لو على حساب تاريخ صفوة القوم و عظماء التاريخ و عمالقة الزمان الذي خلدوا تاريخهم و خلد التاريخ ذكرهم و أفعالهم و بصماتهم هي خير شاهد على آثارهم و قال الحكيم رحمه الله تلك آثارنا تدل علينا و قال الله تعالى فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض صدق الله العظيم و قال أيضا : و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان صدق الله العظيم
يا برهان إتقي الله مستقبلا في الزعماء و أرجوكم الكف على اذيتهم وهم أسياد الديار على مرّ الساعات و الايام و السنين و الدهور حب من حب و كره من كره و العالم يشهد بمآثر زعيم تونس سواء حيا او ميت رحمه الله.
ملاحظة : إذا عدتم عدنا و الكلام القادم سيكون حارا إذا تواصل الهجوم على الأحرار.
قال الله تعالى : و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون على المنكر و أولائك هم المفلحون صدق الله العظيم
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
كاتب عام جمعية الوفاء
الجوال 22.022.354
في الذكرى الثامنة لرحيل علامة تونس سيدي الشيخ الفقيه المجدد علي اللافي: شامخا عزيزا حيا وميتا
شنوَّ رايكم في حِجْ بالسفساري
هل للقادة العرب من تعليق علي شنق زميلهم؟
ما مدى مسؤولية قطب عن حركات التكفير والعنف؟