الاثنين، 6 ديسمبر 2010

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

10ème année, N°3849 du 06.12.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


منظمات حقوقية تونسية:دعوة لتجمع احتجاجيّ ضد التعذيب في تونس أوقفوا التعذيب في تونس
منظمات حقوقية:رسالة إلى وزيرة الخارجية ورئيس بعثة المفوضية الأوروبية بتونس(مع رد السيد المختار الطريفي)

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:محاكمة المتهمين بإعادة إحياء نشاط حركة النهضة: أحكام تتراوح بين 6 أشهر نافذة و شهرين مع تأجيل التنفيذ ..!

حــرية وإنـصاف:أخبار الحريات في تونس

عفاف بالناصر:طاقة زيارة

هند الهاروني:بعد شهر، شرطة أمن الدولة في زيارة لي إلى المنزل حول موضوع تجديد جواز سفري؟

حــرية وإنـصاف:معاناة الأسرى الفلسطينيين

الرابط التونسية  للدفاع  عن  حقوق الإنسان – فرع بنزرت:دعـــــوة

التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات:دعــوة

سفيان الشورابي:«الأخبار» Not Found في تونس

رشيد خشانة:ثمن الحرية …

كلمة:البنك المركزي: تراجع احتياطي العملة الصعبة، تفاقم العجز وارتفاع الأسعار

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسانفرع قليبية قربة:نحبك يا شعب

الصباح الأسبوعي:القضاء الفرنسي يحمي مجرمي الحرب!؟ تعقيدات في قضية اغتيال حشاد

خميس بن بريك:نقابات تونس تلاحق قتلة حشاد

المرصد التونسي:عاجل …العامل والنقابي عبد الرزاق المشرقي يدخل في اضراب مفتوح عن الطعام بالاتحاد الجهوي للشغل بنابل

المرصد التونسي:هذا ما حدث في الإتحاد الجهوي بسيدي بوزيد في ذكرى إستشهاد فرحات حشاد

المرصد التونسي:تطاوين … ادارة بئر البرمة للنفط واستهتار بالعمل النقابي

الصباح الأسبوعي:تونس تفقد أحد أعلامها:الشيخ عبد الرحمان الحفيان في ذمة الله

قدس برس:تونس: 280  محاولة انتحار حرقاً خلال عشرة أشهر

كلمة:مكنسة المراقبة السياحية تكنس عشرات الوحدات السياحية والنزل

كلمة:تعليق نشاط معلّق رياضي بسبب عبارات عنصريّة

عبدالحميد العدّاسي:الثلاثمائة متر الأخيرة

الشيخ راشد الغنوشي:على راس سنة هجرية:ماذا بقي من الهجرة؟

نبيل نايلي:الأبعاد الستراتيجية في صفقة تسليح السعودية: من تبعية الـPax Americana  إلى دور الرادع الإقليمي !

الجزيرة نت:ثلاث قضايا فاقمت العلاقة بين الرجلين فشل جهود الصلح بين عباس ودحلان  

الجزيرة نت:رفض بمصر لتقرير الحريات الأميركي

القدس العربي:مصر: اقبال ضعيف بالاعادة..واتهامات بالتزوير للمعارضة وبطلان يشوب البرلمان بحكم نهائي وسط تكهنات بحله قريبا

القدس العربي:ائتلاف منظمات حقوقية مستقلة يدعو مبارك لحل مجلس الشعب الجديد

الجزيرة نت:ويكيليكس: تخبط حكومي بإعدام صدام

فاروق جاتكوث:لماذا يرغب جنوبيو السودان في الانفصال؟

جورج سمعان:الخليج بين الدرع الأميركية والتحدي الإيراني


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm

 


دعوة لتجمع احتجاجيّ ضد التعذيب في تونس أوقفوا التعذيب في تونس


ترتكب السلطة التونسية جريمة ممارسة التعذيب على المناضلين السياسيين والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين والنقابيين، وهذا التعذيب المتواصل منذ عقود هو منهج السلطة  الثابت في التعامل مع المعارضين، لإسكات المناضلين وارهاب الناس،  وقد أدى  ذلك الى استشهاد عدد غير قليل من التونسيين. فخلال السنوات الاخيرة تعرض المئات من الشباب التونسي  الى تعذيب وحشي بحجة  مقاومة الإرهاب اعتمادا على قانون 10 ديسمبر 2003 سيء الذكر، كما تعرض الى ذلك أيضا مناضلو الحوض المنجمي، وكان آخر ما بلغنا تصريحات مفزعة لأحد ضحايا التعذيب في تونس الطالب علي بن عون.. الذي تعرض للتعذيب بتهمة “التفكير في احياء جمعية غير مرخص لها”، هي حركة النهضة. كما يتعرض مناضلو المعارضة والمجتمع المدني والاعلاميين الى البلطجة والمحاكمات الملفقة في محاولة لاسكات وارهاب كل الأصوات المطالبة بالحريات والحقوق، فقد حوكم الصحفي الفاهم بوكدوس بسبب تغطية احداث الحوض المنجمي واودع السجن رغم وضعه الصحي الحرج، كما يتواصل اعتقال المناضل حسن بن عبد الله و عدد من سكان المظيلة واعتقل السيدان علي الحرابي وعلي بن فرحات السجينان السياسيان السابقان واحيلا الى محاكمة صورية بحالة ايقاف بتهمة التفكير في احياء جمعية غير مرخص لها، وتعرّض القاضي صالح بن عبدالله الى بلطجة وعنف من اعوان امن تحت اشراف رئيس مركز البوليس واعتقل واحيل الى المحاكمة الملفقة كذلك. ان المناضلين التونسيين وكل احرار العالم يرفعون اصواتهم عاليا للتنديد بهذا العنف والتعذيب الذي ترتكبه السلطة التونسية ضد المواطنين العزل المطالبين بحقوقهم الاساسية. و بمناسبة اليوم العالمي للإعلان عن حقوق الإنسان يعتزم جمع كبير من المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس وأوروبا تنظيم:    وقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة البرلمان الأوروبي ببروكسيل  يوم الخميس 09 ديسمبر 2010 على الساعة 10:30 احتجاجا على ما يمارسه النظام التونسي من تعذيب واضطهاد مناف لكل القيم.   وقد أكدت عديد الجمعيات الحقوقية التونسية مشاركتها، كما ستشارك جمعيات حقوقية مغاربية وأوروبية في هذا الإحتجاج. ان هذا التجمع الاحتجاجي يندرج ضمن سلسلة من التحركات للمطالبة بايقاف التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان في تونس.   لا للتعذيب…   نعم لكرامة الإنسان .. من  أجل الحقوق والحريات في تونس    الجمعيات المنظمة: جمعية التضامن التونسي جمعية الزيتونة منظمة صوت حر لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس اللجنة العربية لحقوق الإنسان الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس س أو أس تونس / لجنة مساندة البروفيسور المنصف بن سالم المجلس الوطني للحريات بتونس جمعية ضحايا التّعذيب بتونس فدرالية التونسيين من أجل مواطنة للضفتين

الجمعيّة التونسيّة للنّساء الدّيمقراطيّـــــات جمعيّة النساء التونسيات للبحث حول التنمية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تونس في 03 ديسمبر 2010
رسالة

الأخوات والإخوة والأصدقاء والصديقات أرسل إليكم صحبة هذا الرسالة التي وجهتها الجمعيّة التونسيّة للنّساء الدّيمقراطيّـــــات وجمعيّة النساء التونسيات للبحث حول التنمية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى السيدين وزير الخارجية وسفير الاتحاد الأوروبي بتونس ردا على الدعوات التي تلقيناها لحضور  اليوم الإعلامي والتشاوري حول مرتبة الشريك المتقدّم .وهذه الرسالة تعلم بعدم مشاركتنا في ذلك اليوم احتجاجا على فرض تثميل الرابطة دون احترام لاستقلاليتها.والملاحظ انه بعد إرسال الرسالة تلقى رئيس الرابطة استدعاء ثالثا بواسطة ساع من وزارة الخارجية سلم إلى عنوانه الشخصي وهو كما يلي:الأستاذ مختار الطريفي رئيس الهيئة المكلفة بإعداد مؤتمر الرابطة التونسية لحقوق الإنسان”.ويضاف هذا الاستدعاء إلى سابقيه وأولهما بلغ من الخارجية وهو موجه إلى”الأستاذ مختار الطريفي” وقد وصل يوم 01 ديسمبر  والثاني وجه من طرف الاتحاد الأوروبي من الغد ويحمل ” السيد مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان” وبعد التشاور ارتأينا أن هذا الاستدعاء الثالث لا يغير موقفنا في شئ . مع التقدير لكم جميعا  
المختار الطريفي.  
 
السيــد وزيــر الخارجيــة المحترم         سعادة السفير رئيس بعثة المفوضية الأوروبية بتونس المحترم تحيّــة طيّبـــة وبعد،  
فقد تفضلتم بدعوة السيدة سناء بن عاشور بصفتها رئيسة الجمعيّة التونسيّة للنّساء الدّيمقراطيّات والسيدة راضية بلحاج  زكري بصفتها رئيسة جمعيّة النساء التونسيات للبحث حول التنمية للمشاركة فـي ” اليوم الإعلامي والتشاوري حول مرتبة الشريك المتقدّم ” المقرر عقده يوم 6 ديسمبر 2010 بنزل أكروبول بضفاف البحيرة بتونس .
كما تلقى السيد المختار الطريفي دعوة أولى  يوم 01 ديسمبر 2010 حملها إلى عنوانه الخاص ساع من وزارة الخارجية لم تتضمن الإشارة إلى صفته كرئيس للرّابطة التونسية للدّفاع عن حقوق الإنسان وتلقى من الغد دعوة ثانية تتضمن صفته تلك مرسلة من مفوضية الاتحاد الأوروبي بتونس  .
وقد علمنا أن الدعوة وجّهت للسيد المختار الطريفي ، كما وجهت الدعوة أيضا للسيد الشادلي بن يونس بعد وضعهما في خانة ” الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ” .
وقد تضمنت ” ورقة التقديم ” المرافقة للدعوة  أن هذا اليوم الإعلامي والتشاوري ينظم ” لمزيد تشريك البرلمانيين والجامعيين وكذلك عدد من مؤسسات الدولة والجمعيات وخاصة جمعيّات المجتمع المدني … لتبادل الآراء بشأن العلاقات الحاليّة بين تونس والإتحاد الأوروبي وأيضا بشأن مختلف الرهانات لتعميق هذه العلاقات في مختلف الميادين” .
ويهم الجمعية التونسية للنّساء الدّيمقراطيّات ، وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية ، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  الموقعة أسفله أن تشير إلى أنه بقدر حرصها على المساهمة بإيجابية وجدّية في كل ما يتعلق بالشأن الوطني ومستقبل علاقات تونس بمختلف شركائها وخاصة الإتحاد الأوروبي ، فإنها تؤكّد أن تعيين منظمات المجتمع المدني لمن يمثّلها في مثل هذا الحوار هو حق أصيل لقيادات تلك المنظمات ولهياكلها ولا يمكن بحال من الأحوال أن تتركه لغيرها طالما حافظت على استقلاليتها  ، ولذلك فإن استبعاد صفة رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن السيد المختار الطريفي ، ودعوته بصفته الشخصية  في مرحلة أولى وكذلك دعوة السيد الشادلي بن يونس بنفس الصفة  موضوعا مع السيد الطريفي تحت خانة ” الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ”  فيه مسّ غير مقبول من استقلالية هذه المنظمة العتيدة ، وتدخل سافر في شؤونها الداخلية ، ففي حين دعيت كل المنظمات والهيئات الأخرى في شخص رؤسائها ومسؤوليها الأول يتم  استثناء الرابطة ويفرض عليها تمثيل لا علاقة له بهياكلها .
وعليه وبعد تسجيل احتجاجنا  على هذا التدخل غير المقبول في شؤون الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وفرض تمثيلها في هذا الحوار بطريقة لا تحترم استقلاليتها  فإنه يؤسفنا  أن نعلمكم بعدم مشاركتنا في هذا اليوم الإعلامي والتشاوري .               وتقبلوا سيدي الوزير، سعادة السفير فائق عبارات التقدير.   –          الجمعيّة التونسيّة للنّساء الدّيمقراطيّات: الرئيسة  :    سناء بن عاشور. –          جمعيّة النساء التونسيات للبحث حول التنمية: الرئيسة: راضية بلحاج  زكري . –         الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان : الرئيس: المختار الطريفي.  


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com  43 نهج الجزيرة تونس تونس في : 06/12/2010

محاكمة المتهمين بإعادة إحياء نشاط حركة النهضة: أحكام تتراوح بين 6 أشهر نافذة و شهرين مع تأجيل التنفيذ ..!


أصدرت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي،اليوم 06/12/2010 حكمها في القضية عدد 19635 التي أحيل فيها بحالة إيقاف كل من : علي الحرابي و علي فرحات و بحالة سراح كل من علي بن عون و سيف الدين محجوب ، و بحالة فرار كل من : محمد الهاشمي بن طالب و أيمن بن مسعود و محمد الهادي بن عبد الله ، بتهم عقد اجتماع غير مرخص فيه و المشاركة في إعادة تكوين جمعية لم يعترف بوجودها و إعداد محل لعقد اجتماع غير مرخص فيه و جمع التبرعات بدون رخصة،طبق الفصول2+5+7+23+24من قانون 24 جانفي 1969.والفصول 1+2+3+4+5+6+10+30 قانون 7 نوفمبر 1959 و الفصل 6 من الأمر المؤرخ في 21/12/1944 المتعلق بجمع التبرعات ، و قد كانت الأحكام كما يلي :
علي الحرابي وعلي فرحات : 6 أشهر سجنا نافذة لكل منهما . علي بن عون و سيف الدين محجوب: شهران مع تأجيل التنفيذ لكل منهما. أيمن بن مسعود : عام و 3 أشهر سجنا نافذا . محمد الهادي بن عبد الله: عام و 7 أشهر سجنا نافذا. محمد الهاشمي بن طالب: عام و9 أشهر سجنا نافذا.
و إذ تجدد الجمعية تنديدها بإقحام القضاء في تصفية حسابات السلطة مع معارضيها السياسيين فإنها تعتبر الحكم  بسجن مواطنين تونسيين أبرياء إمعانا في الدوس على القوانين و الإستخفاف بحقوق التونسيين و حرياتهم و دليلا على التردي المتواصل للأوضاع السياسية و الحقوقية في البلاد. عن الجمعية الرئيس الأستاذ سمير ديلو  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية وإنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 30 ذو الحجة 1431 الموافق ل 06 ديسمبر 2010

أخبار الحريات في تونس


1)     صدور الأحكام في قضية المنتمين إلى حركة النهضة: قضت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي في جلستها المنعقدة اليوم الاثنين 06 ديسمبر 2010 حكمها في القضية عدد 19635 بسجن كل من: –         علي الحرابي وعلي فرحات : 6 أشهر سجنا نافذة لكل منهما . –         علي بن عون و سيف الدين محجوب: شهران مع تأجيل التنفيذ لكل منهما. –         أيمن بن مسعود : عام و 3 أشهر سجنا نافذا . –         محمد الهادي بن عبد الله: عام و 7 أشهر سجنا نافذا. –         محمد الهاشمي بن طالب: عام و9 أشهر سجنا نافذا. من أجل تهم عقد اجتماع غير مرخص فيه والمشاركة في إعادة تكوين جمعية لم يعترف بوجودها وإعداد محل لعقد اجتماع غير مرخص فيه وجمع التبرعات بدون رخصة. 2)     مدير سجن المسعدين المدعو عماد العجمي يضطهد سجين الرأي كريم العياري: ذكرت عائلة سجين الرأي كريم العياري المعتقل حاليا بسجن المسعدين أن ابنها الذي زارته يوم الجمعة 03 ديسمبر 2010 يتعرض لاضطهاد متواصل من قبل مدير السجن المذكور المدعو عماد العجمي الذي قال له بالحرف الواحد ”لن أتركك إلا ما تعود تبعبع”، وقد أوصى السجين عائلته بتوجيه نداء لكل المنظمات الحقوقية والضمائر الحية للتدخل من أجل نقله إلى سجن آخر لأنه لن يتحمل أكثر مما تحمل لحد الآن. ويعتبر سجن المسعدين الآن سجن العقوبة بامتياز، حيث يتعرض المساجين فيه بصفة عامة ومساجين الرأي بصفة خاصة إلى معاملة قاسية وظروف سيئة على يد هذا المدير الذي يتجاوز القانون ويتجاوز السلطات الممنوحة له ويعتدي على المساجين بالليل والنهار دون حسيب أو رقيب.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


بطاقة زيارة 6 ديسمبر2010  

هذا الاثنين وجدت الفاهم بوكدّوس بدأ يتعافى شيئا فشيئا لولا ملازمة تعفّن الحنجرة له.
وحول موضوع مماطلة الإدارة في الزيارة المباشرة واحتجاز الكتب و المجلات و الرسائل فانه لم يحصل جديد يقطع مع سياسة العزل و الاستفزاز، وتعليقا على إعلان مجموعة جمال الكرماوي يوم 16 جانفي القادم تاريخ انعقاد مؤتمر النقابة الوطنية للصحافيين ،أشار الفاهم بوكدوس أن هذا التاريخ معلوم منذ جويلية الماضي حيث اتخذ “التجمّع” قرارهذا التاريخ و فرضه على أنصاره في ضربة أولى للاتفاق الحاصل ب”كاديس”باسبانيا بين الفرقاء الصحافيين تحت إشراف( الفيدرالية الدولية للصحافيين fij )،كما أكد بوكدوس إن المؤتمر القادم لن يكون إلا تلميعا  للانقلاب الذي أطاح برفاق ناجي البغوري واختطف الشرعية الانتخابية لأول هيئة مستقلة في تاريخ الصحافة التونسية على خلفية اتخاذ قرار الحياد تجاه مرشحي الرئاسيات وإصدار تقريرين لحرية الصحافة وقفا بجلاء على منهج محاصرة حرية الكلمة والتعبير ومَؤسسة  قمعها وضربها ،واعتبر بوكدوس أن أزمة الفصيل الصحفي تعكس رؤية السلطة لهذا القطاع التي لا تريده إلا تابعا وذليلا وخادما آمينا لمصالحها.
ورغم احترامه لكل المعالجات المطروحة لطيّ هذه الأزمة فإن بوكدوس يعتبرأن المدخل التقني العادل لحماية الجسم الصحفي من التشتت والانقسام يمرعبر إزالة آثار الانقلاب وتمكين زملاء البغوري من إتمام فترة إدارته للنقابة وتكليفهم بإنجاز مؤتمر عادي وخلاف ذلك لايصب في خانة التعددية النقابية القسرية . عفاف بالناصر

 


بعد شهر، شرطة أمن الدولة في زيارة لي إلى المنزل حول موضوع تجديد جواز سفري؟


هند الهاروني-تونس الهاتف : 21671971180 الجوال : 21693439770 بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين تونس في 6 ديسمبر 2010-29 ذو الحجة 1431

اليوم، الاثنين 6 ديسمبر 2010 حوالي الساعة الثانية بعد الزوال بتوقيت تونس،  طرق بابنا شخصان سائلين عن هند الهاروني كنت في المطبخ و ناداني والدي و معه أخي الأصغر ليعلماني فخرجت لهما في الباب أين دار كل الحديث على مرأى و مسمع من السكان : سألتهما من أنتما : فأجاب واحد فقط هو الذي يتكلم و الثاني أعرف وجهه يكون من بين الذين يجندون عند تسليط المراقبة الأمنية اللصيقة على أخي عبد الكريم أمام بيتنا و في جميع تنقلاته، نحن من “الداخلية” فسألته من أين في “الداخلية” فأجاب كرها من “أمن الدولة”. سألني هل أنت هند الهاروني قلت : نعم قال لي أنت قدمت مطلب جواز سفر أجبت : بنعم فقال لي هات بطاقة الهوية فسألته لماذا ؟ قال : لنتعرف عليك ؟… و نسألك أسئلة ؟ … فقلت  : لا أسئلة تسألونني إياها ، لا أجوبة لدي. في باديء الأمر كان يقول لي بهدوء لو تجيبي و سنعطيك “الباسبور” أي جواز السفر قلت له : أنا قمت بالإجراءات التي يقوم بها اي مواطن للحصول على جواز سفره سلمت الوثائق المطلوبة و تلقيت وصلا في ذلك و الآن فات الشهر و لم يجهز. ثم إنني ذهبت إلى مركز الشرطة المعني “مركز شرطة 5 ديسمبر بالكرم الغربي” و قد قال لي رئيس المركز أنه سيجعله يجهز في 7 أيام ثم إن القانون يقول 10 أيام و قد ذهبت للسؤال عن جواز سفري 3 مرات (كان ذلك في 2 و 15 و 27 نوفمبر  2010 و ها أنتم اليوم) و لم يجهز بعد … و الأصل أن يرسل إلى مركز الشرطة ليعمني بأن جواز سفري جاهز و أن أذهب لأتسلمه لا ان تأتوا أنتم إلي من أمن الدولة و تقولوا تريدون “التعرف علي” و طرح أسئلة عليّ ؟. قال لي و هو في كل مرة يلح علي كي يسألني أسئلة لأجيب عليها …؟ : مركز الشرطة ؛أي المركز المذكور طلب منا”استشارة”  فأجبته : بأن ذلك عملكم أنتم من مركز شرطة و منطقة الأمن و غيرها فيما بينكم  أما المواطن فإنه يقدم الوثائق المطلوبة لطلب الحصول على جواز سفر و على مركز الشرطة الذي تسلم هذا المطلب أن يسلم المواطن جواز سفره في الظرف القانوني أي 10 أيام كما يقال له عندما يسأل عن الفترة القانونية التي يعود فيها إلى مركز الشرطة للحصول على جواز سفره و لا يزوره رجال أمن من شرطة أمن الدولة أو أي جهاز أمني آخر ليسأله… ؟. عندها قال لي أنت “حالة خاصة” ؟… فقلت له : ما هذا؟ أنا لست “حالة خاصة “ما معنى هذا؟. و في تلك اللحظة  ظهر شخص ثالث انظم إليهما و هو أيضا بالزي المدني و بعد إلقاء السلام فقال له بإشارة معناها لا تقل هكذا…  وقال بصوت عال هي ليست حالة خاصة ملفها نظيف. فعندما ضاق “السائل” ضرعا : صعد لهجته بعض الشيء قائلا إذا لا لن تحصلي على جواز السفر ثم أضاف قائلا أو بعد عام أو عامين … ؟ فقلت له هكذا إذا ؟،  ليس لك الحق بأن تقول لي ذلك لأن ما تقوله هو ضد الدستور و القانون و الحصول على جواز سفري في آجاله هو حقي. و انصرفوا بإلحاح من المتدخل الثالث. هذه حكايتي مع مسألة تجديد جواز سفري، حقي المشروع.

*** رجاء الرجوع إلى ما كتبت حول نفس الموضوع في 2 نوفمبر 2010 بعنوان : عاجل اسمعوا يا عالم، ماذا حدث اليوم معي في مركز الشرطة 5 ديسمبر الكرم الغربي-تونس
أختكم هند الهاروني الهاتف : 216-71.971.180 بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين الموضوع : تقديم مطلب للحصول على تجديد جواز سفري اليوم الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 اليوم الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 صباحا حوالي الساعة  9  و النصف صباحا توجهت إلى مركز الشرطة 5 ديسمبر الكرم الغربي تونس لتقديم مطلب في تجديد جواز سفري. كان استقبال الكاتبة المختصة في تسجيل مطالب جوازات السفر و تسليمها حسنا تسلمت مني الوثائق و تمت الاجراءات بصفة عادية و سلمتني الوصل رقم 777. سألتها متي بحضر جواز سفري فقالت لي في 10 أيام. عدت إلى البيت و مع حوالي الساعة الواحدة أرسل نفس المركز لي بطلب الحضور لتسليمي جواز سفري بأنه قد جهز. استغربت من سرعة “الانجاز” فقلت لو حصل هذا فعلا فهو “معجزة لبنت الهاروني في تونس” عدت إلى نفس مركز الشرطة في حدود الساعة الثانية بعد الزوال وجدت رئيس المركز يعيد كل مواطن و يقول له ليست الساعة ساعة العمل و أن  يعودوا في الحصة الثانية. فقلت له أنا هند الهاروني طلبتم مني الحضور لتسليمي جواز سفري و قد جهز سريعا. فقال لي “آه أنت هند الهاروني” و هم جميعهم يعرفونني ، فطلب مني الدخول إلى مكتبه فقال لي بإنه رئيس مركز الشرطة فطلبت منه جواز سفري و إذا بملفي و وثائقي فوق مكتبه فقال لي  : “لا ليس جاهزا طلبتك لكي أسألك و أراك لكي “أتثبت من أنك هند الهاروني لأنك لابسة خمار …؟ فأصررت عليه بأنه ليس من اللائق و لا القانوني و لا الإنساني أنكم تستدعونني للحضور لتسلم جواز سفري ثم تقولون لي أنه ليس كذلك هذا ليس بلائق برئيس مركز شرطة  و هذا الأمر لا قانوني و لا إنساني، فكان رده أريد أن أتثبت منك أنظر إليك لأنك لابسة خمار فقلت له و أنا واقفة  و لم أجلس لأني رفضت أن استدعى لسبب و أسأل عن سبب غيره. أولا أنت دعوتني لأمر و لم تحققه و عند حضوري سألتني عن سبب آخر و تريد الحديث معي أي حديث تتحدث فيه معي ؟ ثم إن الكاتبة رأتني و لم تسألني هذا السؤال و لأنه أيضا ليس من حقها و لا من حقه هو أو أعوانه. ثم قلت له هذا عيب أن تستدعي امرأة لتقول لها إنك تريد أن “تتثبت فيها” و على هذا الأساس فكل امرأة محجبة تأتي و تسلم ملفها لبطاقة تعريف أو جواز سفر تتثبت منها و تنظر إليها ؟ فقلت له هذا غير لائق و عيب حتى بين رجل و امرأة عاديين فما بالك برئيس مركز شرطة. فأراد في الأثناء أن يبدأ فيسألني عن عملي السابق و إذا كنت أعمل حاليا أم و عنده جميع الوثائق أمامه … و أراد أن يسترسل في الحديث و طلب معلومات مني فأكدت عليه مجددا أنني جئت على أساس أنني سأتسلم جواز سفري فقط لا غير. فقلت له فكيف لك أن تتثبت مني و تدقق في النظر إليّ و قد رأتني الكاتبة و لم تطلب مني هذا الطلب الغريب و غير اللائق؟ قلت له كيف لا تعرفوني أنا بنت الهاروني و هل يعقل ذلك  و هل يعقل ذلكن كلكم تعرفونني و جميع أعوانكم يعرفون وجهي و تعرفون جيدا أخي عبد الكريم الهاروني؟ أنتم تعرفونني جيدا و أعوانكم كلهم يعرفونني جيدا و يعرفون وجهي جيدا… من لا يعرف هند الهاروني و أخي عبد الكريم الهاروني. و قد كان معه مساعده قد حضر معه لأنه و قد رآني منفعلة جدا لتصرف رئيس المركز غير اللائق و غير القانوني و اللأأخلاقي و من كان في المركز يستمع الي جيدا . قلت لهما نحن عائلة الهاروني أنا هند و أخي عبد الكريم الهاروني لا نظلم الناس أبدا و نكره الظلم و لا نقبل مثل هذه التصرفات فقتل لهم انتم تريدون ان تقوموا بهذه الأشياء و نقولها للعالم فيسخر منكم ن لماذا تفعلون كل ذلك؟ قلت لرئيس المركز و مساعده أن ما يقومون به هو غير قانوني و لا إنساني. كما طلب مني رقم الهاتف فرفضت. هم لديهم كل شئ و حياتنا تحت رقابة البوليس السياسي. و لا يطلب رقم هاتف عند تسليم ملف طلب تجديد جواز السفر أو بطاقة التعريف. قلت لرئيس المركز هنالك أشخاصا يأتونك أنت توقع لهم و تحضر لهم و تعطى لهم جوازات السفر في وقتهم و أنني ظننت أن بنت الهاروني قرر الحاكم في البلاد  بش يطلعها جواز السفر متاعها في نهاره و أن ذلك يكون معجزة في البلاد” قال لي مساعد رئيس المركز : بأن هناك حالات خاصة فقلت له : الإستثنائات هو عمل غير قانوني و لا أخلاقي و لا يقع في دولة القانون. فلو أن شخصا من أقارب الرئيس و عائلته و أصهاره هل كان سيتسلم جواز سفره ككل المواطنين في ظرف 10 أيام ؟ أنا مواطنة تونسية و من حقي أن أتسلم جواز سفري بمعاملة أكثر تحضرا. فقال لي مساعد رئيس المركز نحن نتشرف بك فأجبته هذا لأنني أنا التي بشخصيتي فرضت أن يتشرف بي الناس. قال لي مساعد رئيس المركز هل ستعيدين نفس المسألة يقصد يريد ان تنتهي الحكاية فقلت له مصرة لأن ما قام به رئيس المركز ليس لائقا بالمرة . فما كان الا أن حاولا تهدئتي و قال لي رئيس المركز “تونحضرهو لك أي جواز السفر قبل 10 أيام”. فسألته سؤالي الأخير  : متى يكون جواز السفري جاهزا فآتي لأتسلمه ؟ فأجابني 10 أيام  و بأنه سيجعله جاهزا قبل ذلك سألته متى ؟ قال لي 7 أيام فكان جوابي أن : كنت سآتي بعد 10 أيام أو 15 يوما لأتسلمه و لكنكم طلبتم  مني الحضور لأتسلمه لي دون تسليمي إياه اليوم ، فأنا سآتي بعد 10 أيام و معي الوصل لأتسلم جواز سفري أجده حاضرا و إذا أحضرته في 7 أيام كما قلت الآن (بحضور مساعده)  أن ترسل لي عونا من أعوانك للشرطة ليعلمني بأن جواز سفري جاهز لآتي لأتسلمه. و انصرفت. جواز سفري هو حقي المشروع و وثائقي المطلوبة ككل مواطنة تونسية قدمتها و تسلمت الوصل في ذلك. ما عدى ذلك من سوء معاملة فلا أقبلها و لا طائلة من ورائها. فليصبح الاستثناء هو القاعدة قانونا أي بما أن هنالك أشخاصا يتمتعون بإمكانية تحضير جوازات سفرهم فورا في سويعات أو في 24 ساعة فليصبح ذلك من حق جميع المواطنين التونسيين أينما كانوا خصوصا و أنه عصر التكنولوجيا . “و آخر كلمة أقولها أن حسبي الله و نعم الوكيل، نعم المولى و نعم النصير”. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته. هند الهاروني كاتبة أستاذة انقليزية معطلة ناشطة حقوقية شقيقة عبد الكريم الهاروني الأمين العام لمنظمة حرية و إنصاف السجين السياسي السابق في قضية حركة النهضة المهندس الأول في ميدان الهندسة المدنية  

الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية وإنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 30 ذو الحجة 1431 الموافق ل 06 ديسمبر 2010

معاناة الأسرى الفلسطينيين


انعقدت يوم أمس الأحد 05/12/2010 الموافق ل 30 من شهر ذي الحجة ندوة بالجزائر العاصمة حول “الأوضاع القاسية التي يعيشها آلاف الأسرى الفلسطينيين”، فمنذ عام 1967 اختطف الاحتلال ما يزيد عن 700 ألف مواطن فلسطيني لا يزال منهم (7000) معتقل أو أسير موزعين على أكثر من 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف بينهم (37) أسيرة و(340) طفل يتعرضون لهجمة شرسة ومستمرة من قبل إدارة السجون طالت كافة مناحي حياتهم وجعلت منها جحيما لا يطاق حيث يبتكر الاحتلال الأساليب التي تنتقص من حقوقهم وتضيق على معيشتهم وتحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية بما فيها العلاج للمرضى منهم الذين وصل عددهم إلى 1600 مريض يمارس بحقهم الإهمال الطبي المتعمد لتركهم فريسة للأمراض تنهش أجسادهم المنهكة بفعل ظروف السجن القاسية حتى أصيب (16) منهم بمرض السرطان القاتل ولا يتلقون سوى المسكنات فقط فيما يحرم الاحتلال الآلاف منهم من زيارة ذويهم في انتهاك مكشوف لمبادئ اتفاقية جنيف الرابعة التي تمنح الأسري حق الزيارة بشكل شهري ومتواتر إضافة إلى استمرار اختطاف (16) نائبا من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني منذ ما يقارب 4 سنوات وإصدار أحكام مختلفة بحقهم دون اعتبار لوضعهم القانوني وحصانتهم البرلمانية.

ولازال الاحتلال الاسرائيلي يمارس كافة وسائل التعذيب بحق المعتقلين الفلسطينيين بأوامر رسمية إضافة إلى ان المعتقلين يعانون من سياسة اقتحام الغرف ليلا للتفتيش والاعتداء عليهم بالضرب والشتم والمعاملة المهينة واستمرار التفتيش العاري ومصادرة ممتلكاتهم الخاصة والعزل الانفرادي المميت الذي تعاقب فيه سلطات الاحتلال المعتقلين لسنوات طويلة حتى أصبح بعضهم عرضة للأمراض النفسية الصعبة نتيجة عزل السجين وحيدا لفترات طويلة هذا عدا ما تقوم به سلطة الاحتلال من احتجاز المئات من المناضلين لشهور وسنوات دون محاكمة أو تهمة تحت مسمي الاعتقال الإداري أو المقاتل الغير شرعي وفرض الغرامات المالية الباهظة عليهم واستغلال حاجة المعتقلين للشراء من الكنتين بعد أن حرمهم الاحتلال الصهيوني من كافة احتياجاتهم برفع أسعار المواد الأساسية عدة أضعاف . إن اعتقال المناضلين الفلسطينيين وإبقائهم بالسجون الإسرائيلية هو جريمة استعمارية متواصلة ضمن سياسة ممنهجة لكسر إرادة النضال لدى الشعب الفلسطيني وقد كان السجن دوما آلة القمع والتخويف التي يسلكها المستعمر ضد المناضلين وعائلاتهم وإن كان ذلك قد حصل في جميع البلدان التي سبق استعمارها فإن الاستعمار الإسرائيلي كان دوما يخفي وجهه القبيح لإظهار أن ما يقوم به المناضلون الفلسطينيون من اجل تحرير بلادهم هو أعمال مخالفة للقانون تستوجب ردعهم للمحافظة على النظام فيعمد إلى اعتقالهم وتقديمهم لما يسميه عدالة أو محاكم تكون عادة استثنائية للبت في مصيرهم وتصدر تلك المحاكم ضدهم أحكاما جائرة بالسجن لسنوات عديدة نتيجة لمحاكمات لا تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة .
فإذا ما تفحصنا ملفات المعتقلين نجد أن ما قاموا به من نشاط لا يعدو أن يكون مجرد أفعال نضالية من اجل تحرير بلادهم .
 وتعتبر قضية الأسرى من القضايا الهامة والمصيرية للشعب الفلسطيني في ظل وجود أكثر من 7500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال قضى بعضهم أكثر من ثلاثين عاما خلف القضبان في أوضاع مأساوية سببتها إجراءات إدارة السجون الصهيونية والتي لا تنكفئ عن اختلاق أساليب التعذيب والإذلال بحق المساجين ومن عزل انفرادي وحرمانهم من حق الزيارة ومنع العلاج وفرض الغرامات في سجون فقدت ابسط مقومات الحياة الآدمية .
إن الإيمان العميق للشعب الفلسطيني بأهمية وضرورة العمل على تحرير الشعب . جعل مؤسساته الشعبية والرسمية لا تتوقف عن تفعيل هذه القضية على الساحات المحلية والدولية بهدف وضع العالم في صورة معاناة المعتقلين في سجون الاحتلال الأخير في العالم وسعيا نحو تشكيل جبهة دولية للضغط على الاحتلال من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإنهاء هذه القضية، كما دفع إيمان الحكومة الفلسطينية بعدالة هذه القضية قوى المقاومة الفلسطينية إلى وضع قضية الأسرى ضمن سلم الأولويات والعمل بكل قوة من أجل تحريرهم.
وحرية وإنصاف
تدعو جميع المنظمات الحقوقية وأصحاب الضمائر الحية في العالم للعمل بجميع الوسائل المتاحة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإدانة الاحتلال الصهيوني على ما يرتكبه من جرائم بحقهم. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


                 دعـــــوة  


الرابط التونسية  للدفاع  عن  حقوق الإنسان – فرع بنزرت , تحتفل بذكره ألإعلان العالمي  لحقوق الإنسان لعشرة ديسمبر 1948.  يوم  الجمعة  القادم  22 ديسمبر  الجاري علي  الساعة  الثالثة ضهرا  (س 15 ) وذلك بمقر  الفرع الكائن بشارع  فرحات  حشاد  عدد  75  بنزرت. هده الدعوة عامة فمرحبا بكم.                                                                              رئيس الفرع عـلـي  بـن ســالـم  


التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات دعــوة  

يتشرف التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بدعوتكم للمشاركة في الندوة الفكرية السياسية التي ينظمها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان حول موضوع:
“حرية الصحافة بين المواثيق الدولية والتطبيق”
 وذلك يوم الجمعة 10 ديسمبر 2010 على الساعة الرابعة بعد الظهر بمقر التكتل، 4 نهج أنقلترا، تونس.                                                                                                     د. مصطفى بن جعفر                                                                            الأمين العام  


«الأخبار» Not Found في تونس


تونس ــ سفيان الشورابي
وأخيراً فعلتها السلطة. الموقع الإلكتروني لصحيفة «الأخبار»Not Found في تونس. إذ عمدت السلطات الى ممارسة الحجب الكلي على الموقع الإلكتروني للجريدة، ومنعت التونسيين من تصفّحها. حدث غير مستغرب في بلد يحجب باستمرار جميع المواقع والمدونات التي تنقل أخباراً عن تونس قد لا تتوافق مع الخط الحكومي.
السلطات تلجأ دوماً إلى إغلاق المواقع الإخبارية والحقوقية فور نشرها أنباء عن تحركات المعارضة الديموقراطية أو تعكس أصداء عن انتهاكات لحقوق الإنسان تمارسها السلطة، ما يصعّب الأمر على حوالى ثلاثة ملايين تونسي استعملوا الإنترنت في العام الماضي. وكان عدد من الناشطين الإلكترونيين والمدوّنين قد حاولوا في 22 أيار (مايو) الماضي تنظيم تحرك رمزي أمام مقر وزارة تكنولوجيا الاتصال، لكنّ الأمن تدخّل لإجهاضه. ويخوض الشبان التونسيون حملات متواترة في هذا السياق، غير أن السلطات لا تأبه بدعواتهم. ولا يكاد يمر يوم واحد من دون أن يُغلق موقع إلكتروني أو تُحجب صفحة على «فايسبوك» لأحد «المغضوب عليهم». وهو ما بوّأ تونس المراتب الأولى في معاداة حرية الإنترنت بعدما وضعتها منظمة «مراسلون بلا حدود» على القائمة السوداء لأكثر البلدان الممارِسة للرقابة على الشبكة العنكبوتية.
وحالما نشر موقع «ويكيليكس» مئات الآلاف عن تقارير وزارة الخارجية الأميركية، من بينها قرابة ألف وثيقة لمراسلات السفارة الأميركية في تونس حُجب الموقع، وجميع المواقع التي نقلت تلك الوثائق أو تطرّقت إلى بعض من تفاصيلها. وكانت «الأخبار» قد نشرت حصرياً على موقعها الإلكتروني يوم السبت الماضي وثائق «ويكيليكس» المتعلقة بمجموعة من الدول العربية، من ضمنها تونس. وهذه الخطوة كانت كافية للرقيب التونسي من أجل حجب موقع الصحيفة التي تحظى باهتمام كبير لدى القرّاء التونسيين. كما حُجبت صفحة «فايسبوك» الخاصة بمراسل «الأخبار» وكاتب هذه السطور منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2009.
واللافت أن السلطات ترفض الاعتراف الرسمي بوجود هيئة لممارسة الرقابة، إلا أنّ الشكوك تحوم حول الوكالة التونسية للإنترنت باعتبارها الموزع الحصري لهذه الخدمة في البلد. http://al-akhbar.com/ar/node/217142  


افتتاحية

ثمن الحرية …


رشيد خشانة  
لم يكن ما تعرض له الزميل الصحفي توفيق العياشي مؤخرا، وهو في طريق العودة إلى بيته في ضاحية مقرين، جريمة عادية، فكل القرائن تدل على أن الإعتداء عملية مدبرة جاءت ردا على سلسلة مقالات كتبها الزميل وخاصة مقاله عن الفساد.

بهذا المعنى شكل الإعتداء رسالة مضمونة الوصول حملت تهديدا صريحا إلى كافة الإعلاميين، ولكل من يحمل قلمه لإبداء رأي حر أو لمحاربة الفساد والحكم الفردي. فطيلة عشر سنوات ذاق الإعلاميون في بلادنا ألوانا من العسف والترهيب بدأت مع إطلاق النار على الزميل رياض بن فضل يوم 3 ماي 2000، غير بعيد عن بيته في ضاحية قرطاج، بعد أيام من نشره مقالا في صحيفة “لوموند” طلب فيه من رئيس الدولة عدم الإستجابة للمناشدين، الداعين لتعديل الدستور (آنذاك) لضمان ولاية رئاسية جديدة، مُشددا على ضرورة إفساح المجال أمام التداول.
وتم استقبال بن فضل في قرطاج يوم 8 ماي قبل نزع الرصاصات من جسمه في مستشفى فرنسي، وسمع وعدا رسميا نقلته عنه صحيفة “لابراس” بإلقاء الضوء على الإعتداء لإظهار الحقيقة. لكن الظلام ظل يلف تلك الجريمة إلى اليوم. ورغم أن اللجنة الدولية لحماية الصحفيين حثت الحكومة يوم 3 ماي 2001 في الذكرى الأولى لإطلاق النار على بن فضل، على الكشف عن نتائج التحقيق (إن كان هناك تحقيق اصلا)، فإن الحكومة لاذت بالصمت، ومازالت.
وبعد بن فضل تعرض عدة صحافيين ومثقفين طيلة السنوات العشر الماضية لمحاكمات رأي واعتداءات اكتست أشكالا مختلفة وتذرعت بتعلات أوهى من خيوط العنكبوت، من توفيق بن بريك إلى محمد عبو، ومن سليم بوخذير إلى لطفي حجي، ومن زهير مخلوف والفاهم بوكدوس إلى توفيق العياشي، ومازالت القائمة تطول على ما يبدو … هذا فضلا عما لا نسمع عنه من توظيفات جبائية انتقامية وحصار مالي وملاحقة أمنية لصيقة وتنصت على المكالمات الهاتفية وتدمير للبريد الألكتروني وحجب للمواقع، مما يندر العثور على مثيل له في بلدان العالم الثالث الأخرى.
الصحفي الحر في عرف أهل الحكم خطر يجب الإحتراس منه ولا ينفع معه سوى توخي الأسلوب الوقائي لانتزاع قلمه، أو تدمير حاسوبه، إستباقا لجريمة ممارسة حق التعبير التي سيرتكبها. وهذا يتطلب من أفراد الأسرة الإعلامية مزيدا من التكاتف، خاصة في ظل سيطرة العناصر المُنصبة على نقابة الصحفيين، كما يستوجب من مكونات المجتمع المدني أحزابا وجمعيات ونقابات التزاما أكبر بالذود عن حرية التعبير، لأن الإعلاميين الأحرار لا يدافعون عن مهنتهم فحسب وإنما ينشدون الحرية للمجتمع بأسره.  


البنك المركزي: تراجع احتياطي العملة الصعبة، تفاقم العجز وارتفاع الأسعار


حرر من قبل التحرير في الأحد, 05. ديسمبر 2010 تراجع احتياطيّ تونس من العملة الصعبة خلال الشهور العشرة الأولى من السّنة الحالية مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وأفاد البنك المركزي في بيان له صدر يوم الإربعاء الماضي أن الحجم الصافي للعملة الأجنبية في تونس بلغ إلى حدود 29 نوفمبر الماضي 12,832 مليار دينار مقابل 13,206 مليار دينار عن الفترة نفسها من سنة 2009، مسجّلا بذلك تراجعا بقيمة 374 مليون دينار ، أي ما يكفي لتغطية الواردات التونسية للخمسة أشهر القادمة. واعتبر البنك المركزي هذا التراجع ناتجا عن ارتفاع نسق الواردات التونسية خاصّة من الموادّ الأولية والطاقة وموادّ التجهيز، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم العجز التجاري وبلوغه نسبة 4.1 بالمائة من إجمالي الناتج المحلّي إلى حدود شهر أكتوبر المنقضي، مقابل ارتفاع مؤشّر الأسعار ب4.5 بالمائة في نفس الفترة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 ديسمبر 2010)


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان(في السنة الـ33 من وجودها القانوني= قبل 18سنة من07 نوفمبر87 فرع قليبية قربة ( في السنة الخامسة من الحصار البوليسي الظالم وغير القانوني= بعد شهر من الخطاب الرئاسي 07 نوفمبر 2010

نحبك يا شعب


ولأن روح حشاد العظيم تسري فينا ، سريان الروح في دمائنا، فإننا نسمح لأنفسنا بأن نستعير من حشاد العظيم كلمته الرائعة : ” أحبك يا شعب” لتصير نحبك يا شعب، ونون الجماعة في نحبك تعود إلى جماهير الشعب الكادحة( الشغيلة بالفكر والساعد، صاحبة المصلحة الكبرى في كل تغيير، يكون في اتجاه التاريخ)، والتي لخصها حشاد العظيم في شخصه الكبير، الذي كان يحمل في ذاته وروحه ، كما حملته هذه الجماهيرفي روحها الخالدة، كيف لا وقد عبر عن آمالها في التحرر من قيود الإستغلال المذلة، من قوى الداخل وقوى الخارج المهيمن، المتحالف مع هذا الداخل ، الرجعي، المؤمن بمقولته المتخلفة:” ليس في الإمكان أبدع مما كان”؟ كما أن حشاد العظيم عبر في كلمته عن  تطلعات هذه الجماهيرالمشروعة في الحرية والسيادة لتتمكن من التمتع العادل بما تنتجة من الثروة، دون أن تسمح لأعدائها، في الداخل والخارج بالمتاجرة بعرقها، وبيع مجهودها في أسواق النخاسة..وحشاد العظيم،عندما قال :” أحبك يا شعب… أحبك حين تبحث، وتكثر من البحث، عن مجرى أمور بلادك وسيرَ قضيتك، وحين تنتقد، وحين تصيح، وحين تغضب…  ,احبك حين تدافع عن مختلف النظريات التي تخطر ببالك في سلوك السياسة العامة وحين تستفسر وتستجوب، وحين تناقش وتحاسب..” ــ كان جمعا في فرد، ومفردا في جمع( قسّم جسمه في أجسام من يحب، وأعطاها من روحه وحياته)، ومن هنا لم تكن ” أحبك يا شعب” مجرد كلمة خرجت من شفاه شخص يسمى فرحات حشاد، بل كانت إحساسا صادقا من زعيم عظيم ربط مصيره بمصير الجماهير، فهو بها صار زعيم الشعب التونسي، ومحركه، وهي به وعت أنها قوة فاعلة وقادرة على صنع المعجزات ، تعرف ما تريد وتتعلم، بالنضال بأن تريد ما تعرف. إن حشاد، لم يكن يقول كلاما لإشعال جذوة حماس كاذب، خادع للجماهير، كأيّ مُحَم+ِس حزبي، أو رياضي، أو سياسي، بل كان يخاطب الجماهير بالصدق الصادق ، فتحس به ويحس بها، فكانت تسمعه بقلبها وروحها، كان يقول لها، يحمّسها:” يجب أن تفهمي، وتعي، أنك قوة كل عمل ثوري، ومتى فهمت نفسك هابك أعداؤك، لكنك إن تجاهلت هذا فسيستأسد عليك الضباعُ . والصراع بينك وبينهم مستمر، ولا ينكره إلاّ جاهل أو ماكر مخادع. إن أعداءك سيحاولون، بكل ما ملكون من مكر وخداع، أن يستبلهوك و ” يُبَهِّموك” ليتواصل استغلالهم لك وسرقة عرقك والمتاجرة بدمك”، وليس من السهل أن يقيل أعداءُ الكادحين، في الداخل والخارج، مثل هذا المنطق التحريضي المزلزل لمصالحهم، ولذلك تكالبت عليه قوى الإستغلال، في الداخل(الرجعي) والخارج،(الإستعماري، الفرنسي)، فما كان من عصابة ” اليد الحمراء” القذرة إلاّ أن استغلت هذا التكالب الرجعي الإستعماري، ونفذت جريمتها النكراء واغتالت زعيم الشعب التونسي فرحات حشاد العظيم( يوم 05 ديسمبر 1952 )، فكان استشهاده أكبر دافع لتحريك الحركة الوطنية والتعجيل بخروج الفرنسيين من بلادنا، وإفهام الشغيلة التونسية حقيقة دامغة، وهي أنه” لا يحكّ جلدك مثل ظفرك “، التي هي بلغتنا التونسية تقول ” ما يبكي لك كانْ شَفْرك، وما يندبلك كان ظفرك” لكن، وبعد خروج الفرنسيين من بلادك، ظلت الشغيلة التونسية تبحث عن ظفْرها وشفْرها، لتقاوم ما تتعرض له من إستغلال فاحش وممنهج ،رغم ما تقددّمَ لها من “زعامات”، لم تأخذ من حشاد شيئا، ولا شيئا من الشيء، فهل يعقل أن نرى ، اليوم، مسؤولا” نقابيا” يتعاون مع الإدارة لضرب عامل من العمال؟ أم نردد ما قاله الشاعر منور صمادح: البابَ فتّحه الذين استشهدوا     فلمن، ترى، قد سلموا المفتاحا؟ وإذا كان الذين استشهدوا لم يخطئوا باستشهادهم فإن الخطأ، كل الخطأ في هؤلاء الذين تسلموا المفتاح ولم يحسنوا التصرف فيه، وبذلك ضاعت الكثير من مصالح الشغيلة، تحت شعارات وأسماء مختلفة، لا يمكنها أن تخدع ، وتغر،ّ الشغيلة أو تضحك عليهم بسراب من الأوهام والأكاذيب، والمؤمن، وغير المؤمن، لا يُلدغ من جحر مرتين، فما بالكم أن يلدغ أكثر؟
                               قليبية في 05 ديسمبر2010 – رئيس الفرع: عبد القادر الدردوري — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


القضاء الفرنسي يحمي مجرمي الحرب!؟

تعقيدات في قضية اغتيال حشاد


رفع الأمر للمحاكم التونسية أحد الحلول ـ علمت «الأسبوعي» أن الاتحاد العام التونسي للشغل انطلق في الإعداد لرفع قضية ضد مغتالي الزعيم النقابي فرحات حشاد لدى المحاكم التونسية حيث يتم حاليا التشاور مع المحامين لدراسة كل الامكانيات والاجراءات التي تضمن نجاح القضية باعتبار أنها الأولى من نوعها بالنسبة إلى محاكمنا… وتشير مصادرنا إلى أن الاتحاد لم يتراجع عن رفع القضية لكنه لا يريد الوقوع في نفس الاشكال الذي اعترض المنظمة الشغلية لدى تقديمها لقضية التباهي بجريمة ضد أحد المشاركين في اغتيال حشاد وهو «انطوان ميلرو» بفرنسا حيث رفض قاضي التحقيق الفرنسي القضية على اعتبار أن الاتحاد لا يملك الصلاحية ولا يخوّل له قانونه الأساسي مقاضاة مغتالي حشاد…   تعقيدات وحماية   ورغم أن الاتحاد استأنف القضية وهو بانتظار ما سيصدر عن محكمة الاستئناف وذلك بعد أن ترجم المحامون الذين يعتمد عليهم الاتحاد القانون الأساسي ومدوا محكمة الاستئناف الفرنسية بكل المؤيدات التي تفيد أحقية الاتحاد برفع قضية التباهي بجريمة ضد «أنطوان ميلرو»، فإنه يستعد لبلوغ محكمة التعقيب وإن لزم الأمر الانتقال للمحكمة الأوروبية حيث لاحظت مصادرنا أن مسار القضية ما انفك يتعقّد داخل أروقة المحاكم الفرنسية خاصة أن فرنسا أكثر البلدان كانت لها مستعمرات في العالم وقد يحرّك ذلك موجة دولية ضدها لتتبع مجرمي الحرب ولذلك بدأت المحاكم الفرنسية تتحفظ على القضية باعتبار أن مجرمي الحرب كانت تغطيهم حكومة الاحتلال ولا تقبل محاكمتهم من قبل مستعمرات فرنسا السابقة…   مسرح الجريمة   وبينت مصادر نقابية أن الاتحاد في انتظار حلول سنة 2011 موعد الإفراج عن كل الملفات والوثائق الخاصة بتاريخ اليد الحمراء ومجرمي الحرب والاغتيالات بما يوفر له المزيد من المعلومات التي ستخدم القضية في المستقبل في المحاكم الفرنسية إذ بالإضافة إلى قضية التباهي بالجريمة المرفوعة ضد «أنطوان ميلرو» ومن معه من الأحياء الذين شاركوا في اغتيال فرحات حشاد فإن الاتحاد سيرفع قضية في الأصل، وهي نفسها القضية التي سيرفعها خلال الفترة المقبلة للمحاكم التونسية باعتبار أن مسرح الجريمة كان في تونس… ولاحظت مصادر نقابية أن الاتحاد لن يتنازل عن هذه القضية بسبب ما لمسه لدى القضاء الفرنسي من تحفظ تجاه هذا الملف حماية لمجرمي الحرب. عبد الوهاب (المصدر: جريدة “الصباح الاسبوعي” الصادرة يوم 06 ديسمبر 2010)


نقابات تونس تلاحق قتلة حشاد


خميس بن بريك-تونس احتفل الاتحاد العام التونسي للشغل -وهو أكبر منظمة عمالية في البلاد- أمس بالذكرى الـ58 لاغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد، الذي قامت المنظمة الإرهابية للاستخبارات الفرنسية آنذاك “اليد الحمراء” بتصفيته عام 1952.

وتظاهر آلاف النقابيين في مسيرة جابت بعض شوارع العاصمة، وطالبوا بمحاكمة عضو المنظمة الفرنسية أنطوان ميليرو، وردّدوا هتافات تقول “يا ميليرو يا جبان.. الاتحاد لا يهان”، ورفعوا شعارات كتب عليها “حاكموا المجرم ميليرو”.
وكان ميليرو قد اعترف في فيلم وثائقي بثته قناة الجزيرة الوثائقية نهاية العام الماضي بتفاصيل اغتيال حشاد من قبل “اليد الحمراء”، واعتبر ذلك شرعيا، وقال إنه سيقوم بذلك مجددا لو طلب منه، الأمر الذي أثار سخط الاتحاد الذي حرّك بسرعة دعوى قضائية ضدّه.
وباءت جهود الاتحاد بالفشل بعدما رفض القضاء الفرنسي الشهر الماضي القضية شكلا، بدعوى أنّ الاتحاد “لا يملك الصفة”. وانتقد الاتحاد هذا الرفض قائلا إنه المعني برفع القضية باعتبار أن حشاد كان يتولى الأمانة العامة للاتحاد ساعة اغتياله.
وبعدما خابت آماله في القضاء الفرنسي، يدرس الاتحاد حاليا إمكانية مقاضاة ميليرو أمام المحاكم التونسية، في خطوة تعدّ الأولى من نوعها. وكلّف فريقا من خمسة محامين ومؤرخين لإعداد ملف يدين ميليرو. تحضير وقال الأمين العام المساعد للاتحاد عبيد البريكي للجزيرة نت “نحن بصدد دراسة مختلف الجوانب القانونية لمقاضاة ميليرو في تونس”. لكنه أشار إلى أن الاتحاد لن يتسرع في رفع القضية حتى يتأكد أولا من قبول القضاء التونسي للقضية. وعن إمكانية رفض محكمة تونس لهذا المطلب، يقول البريكي “نحن لا تهمنا النهاية بقدر ما تهمنا الضجة التي سيحدثها تحركنا”. وقال إنّ الاتحاد يسعى لتشريك الاتحاد النقابي لاتحاد المغرب العربي لتبني القضية وتشكيل قوى ضغط على فرنسا. وحول الموقف التونسي الرسمي، قال البريكي إنّ “مطالبة السلطة بمحاكمة قتلة حشاد هو موقف طبيعي، لكن حتى لو أننا نجحنا في تحييد الموقف الرسمي، فهذه خطوة إيجابية في حدّ ذاتها”. وتعدّ فرنسا الشريك الاقتصادي الأوّل لتونس. تهوين وفي المقابل قال المؤرخ التونسي خالد عبيد إن “كل جهد يبذل في هذا الاتجاه لا معنى له قضائيا ولا جدوى ترجى من ورائه، في ظل غياب تحرك شعبي واسع ووجود آليات ضغط حقيقية”. وأضاف أن “فرنسا لن تكشف عن الوثائق السرية التي تذكر بدقة تفاصيل اغتيال حشاد، لأن ذلك سيكون بمثابة الإمضاء على سحب الشرعية التاريخية لكيانها المعاصر”. كما نبه إلى أنّ الضغط على فرنسا “لن ينجح بالحديث عن اغتيال حشاد وحده”. ويقول “إن تحقيق نسبة نجاح في القضية يكمن في أخذ كل الاغتيالات السياسية في تونس بعين الاعتبار”. يشار إلى أن “اليد الحمراء” اغتالت الكثير من السياسيين التونسيين منهم الهادي شاكر وعبد الرحمان مامي والطاهر وعلي حفوز. وأكد عبيد أنّ هذه الاغتيالات تتنزل في خانة الجريمة ضدّ الإنسانية، وهي جريمة لديها تعريف دقيق في فرنسا ولا تسقط بالتقادم، بخلاف القضية التي تمّ رفعها ضدّ ميليرو، والتي نزع عنها القضاء الفرنسي صبغتها السياسية وأضفى عليها الصبغة الشخصية، على حدّ قوله. يشار إلى أنّ الصبغة الشخصية للقضايا تسقط بالتقادم بعد 30 عاما. علما بأن جريمة اغتيال حشاد قد مضى على تاريخ ارتكابها حتى الآن 58 سنة. بينما لا تسقط الجريمة السياسية بالتقادم أبدا.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 ديسمبر  2010)


عاجل …العامل والنقابي عبد الرزاق المشرقي يدخل في اضراب مفتوح عن الطعام بالاتحاد الجهوي للشغل بنابل


دخل اليوم 06/11/2010 العامل والنقابي في قطاع النقل بنابل عبد الرزاق المشرقي في إضراب عن الطعام في مقر الإتحاد الجهوي للشغل بنابل دفاعا عن حقوقه المسلوبة بأيادي نقابية وتخاذل من وعدوه من المسؤولين النقابيين بحل لمشكلته لكن (وجود الرجال من الأيدي، وجودهم من اللسان … فلا كانوا ولا كان الجود). من أحفاد حشاد قليبية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


هذا ما حدث في الإتحاد الجهوي بسيدي بوزيد في ذكرى إستشهاد فرحات حشاد


إن اللقاء النقابي الديمقراطي يدين بشدة ما أقدم عليه الكاتب العام الجهوي للإتحاد في ذكرى إستشهاد المناضل فرحات حشاد في حق كل النقابيين بالجهة إذ أراد أن تمر هذه الذكرى على المقاس الذي تريده البيروقراطية حيث إستقدم مجموعة كبيرة من المرتزقة وأوهمهم أن ثمة من يريد إفتكاك الإتحاد وانتشرت هذه المجموعات في الشارع أمام مقر الإتحاد تنتظر الكاتب العام وبمجرد وصول سيارته تجمعت هذه المليشيات وأمرها بالدخول أمام إستغراب النقابيين لأن هذه الوجوه لم تدخل الإتحاد سابقا و بعضهم لاعلاقة له بالعمل النقابي لا من قريب أو من بعيد المهم أن هذه المجموعات التي جاءت في إطار مهمة واضحة لم تفهم الشريط الذي كان فيه محمود المسعدي يقدم شهادته على فرحات حشاد ليعم التشويش الأمر الذي دفع الكاتب العام الى قطع المشاهدة و إلقاء محاضرة مرتجلة و فيها الكثير من التواريخ الخاطئة حول الحركة النقابية الوطنية و العالمية و طلب منه الحضور فتح باب المناقشة وكان أول المتدخلين الرفيق محمد الهادي عمري ( البحار ) النقابي الديمقراطي المناضل و سنقدم لكم بكل أمانة ودون تحريف مداخلة الرفيق وما ترتب عنها من عنف و تهديد من طرف الكاتب العام أنه بإمكانه إستقدام 1000 مرتزق آخر وكادت تحدث الكارثة لولا قدرة النقابيين في القاعة على التعامل بعقلانية مع هولاء الذين إعترفوا أن ثمة من غالطهم و إستغل وضعياتهم الإجتماعية( طرد ، بطالة …) وتمكن الرفيق البحار مواصلة تدخله وفرض على الكاتب العام حرية التدخلات التي إتجهت لتقييم أداء الإتحاد العام التونسي للشغل .   
                                        هكذا أراد الرفيق البحار أن يحتفي بالشهيد فرحات حشاد وهذا نص مداخلته التي أثارت غضب الكاتب العام :يقول شاعر الثورة مظفر النواب دعني أريك كثيرون خانوا و هم يرفعون البنادق وردة الشمع لا تنتمي للهوى ها نحن اليوم في أحلك فترات الإتحاد العام التونسي للشغل ها نحن أمام قيادة توهمنا بالإنحياز إلى هموم الشغيلة من خلال ما تروج له هذه الأيام من أكاذيب في محاولة يائسة لمغالطة المنضوين في صلب الإتاد العام التونسي للشغل ولكننا كلقاء نقابي ديمقراطي مناضل (هنا انتفض الكاتب العام الجهوي وتحولت القاعة الى حلبة صراع بين النقابيين والمجموعات التي إستقدمها الكاتب العام ) و كقوى تقدمية بالبلاد سنرفع ملء حناجرنا اللاءات الثلاث لا لتحويل الإتحاد الى خلية و شعبة دستورية تخدم مصالح أقلية متنفذة بالبلاد ، لا لتحويل الإتحاد الى قبلة للتمعش المادي و السلطوي ، لا لتنقيح القوانين الصادرة عن مقررات المؤتمرات الوطنية على قياس كروش البقرطة…رفاقي إن الإحتفال بذكرى إغتيال الزعيم النقابي المناضل فرحات حشاد هو فرصة للبيروقراطية لمزيد التمعش المادي و المتاجرة برموزنا الوطنية وهو فرصة لنا و لكل نقابي حر لتقييم أوضاع المنظمة اليوم لأن فرحات حشاد ترك لنا منظمة/مؤسسة تحترم فيها سلطة القواعد و حرية المنابر و لا أدل على ذلك أنه بين مرحلة التأسيس 46 و 52 انعقدت 4 مؤتمرات و في أقل من سنتين فيما بين 49 و 51 انعقدت 22 هيئة إدارية و لم تغب عن مؤسسي و هم في غمرة نضالهم الوطني أهمية الممارسة الديمقراطية داخل صفوف منظمتهم مقتفين بذلك خطى محمد علي الحامي و رفاقه أمثال الخياري و العياري و بودمغة الذين وقع إغتيالهم في 05/02/1925 و حل جامعة عموم العملة التونسية الأولى رفاقي بين 1952 إغتيال حشاد و2010 اغتيال الإتحاد ثمة دروس كثيرة يجب أن نتوقف عندها و إلا لا فائدة من إزعاج الشهداء إن لم تكن ذكراهم حافزا لنا للنهوض و مواصلة الطريق .   أيها النقابيون الأحرار أليس لنا الحق مثل البحار في نقد أداء منظمتنا ؟ لماذا يسمى النقد إفتكاك ؟ لما نسمي الإختلاف تطاول ؟ لما نحاكم النوايا قبل الأفعال ؟ أهكذا يجب أن تدار عجلة الإتحاد ؟ نعم لنا أخطاء لم ننكر ذلك و لكن لنا رؤية من حقنا الدفاع عنها ولنا أصدقاء نلتقي معهم في الطريق ونختلف معهم في السير . 
                 هدا وعندما وجد الكاتب العام للاتحاد الجهوى نفسه فى مأزق وغير قادر على تنفيد مخططه فى تأديب النقابيين الاحرار وإسكاتهم اضطر الى  ادارة الاجتماع بالطريقة التى فرضها عليه المناضلون النقابيون والزامه بالتخلى عن اجندته الخبيثة .تداول على اخد الكلمة عديدالمناضلين الدين جاءت تدخلاتهم إدانة لسلوكه الميلشياوىوتمسكا بوحدة العمال ودفاعا عن استقلالية الاتحاد فى وجه محاولات دسترته من قبل الكاتب العام التجمعى .وقد كان الايمان كبيرا عند المتدخلين والمنا ضلين للسيرعلى خطى حشاد ليبقى الاتحاد حرا مستقلا ومناضلا  
البحار مناضل نقابي  ديمقراطي   — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


تطاوين … ادارة بئر البرمة للنفط واستهتار بالعمل النقابي


في خطوة تعد استهتارا بالعمل النقابي قامت ادارة بئر البرمة للنفط بتطاوين بتهديد بعض النقابيين المترشحين لعضوية النقابة الاساسية من انها ستمنعهم من حضور المؤتمر المقرر يوم الثلاثاء 14/12/2010 عبر عدم الموافقة على رخصهم النقابية في حين ستسمح للنقابة الاساسية الحالية وانصارها  بوصفها موالية للادارة لحضور اشغال المؤتمر وسط غياب وصمت الاتحاد الجهوي للشغل بتطاوين نقابي من تطاوين — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


تونس تفقد أحد أعلامها الشيخ عبد الرحمان الحفيان في ذمة الله


الفقيد تولى تعليم 40 حزبا من القرآن الكريم عبر اذاعة الزيتونة ـ فجعت تونس أمس في أحد أبرز رجالاتها المعاصرين ألا وهو الشيخ الدكتور عبد الرحمان الحفيان المختص في القرآن وعلومه. والفقيد من مواليد 1953 بمكثر وتعلم بالكتاتيب وبالمرحلتين الابتدائية والثانوية ثم سافر الى مصر حيث أعدّ أطروحة دكتوراه دولة حول القراءات وقد مكث طويلا في الأزهر وهو يطلب العلم. وله سفرات الى باريس حيث درس مادة الصوتيات وبرز فيها وتفوق ثم عاد الى تونس ودرّس برابطة الجمعيات القرآنية (إمام خطيب) الى أن انتمى الى إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم بعد ان عينه مؤسسها السيد محمد صخر الماطري مديرا متخصصا في القرآن وعلومه ومشرفا على كل الأصوات التي رتلت القرآن الكريم ووصل عددها الى ما يفوق العشرين. ومنذ افتتاح إذاعة الزيتونة تم على يد الفقيد تعليم 40 حزبا من القرآن الكريم وذلك عملا بالحديث النبوي الشريف «خيركم من تعلم القرآن وعلّمه». ولم يكن بالبلاد التونسية إلا ختمة واحدة للشيخ علي البراق سجلت في تونس حتى ظهرت إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم. ويعدّ الفقيد الشيخ عبد الرحمان الحفيان من أبرز رجالات تونس المعاصرين المتخصصين في القرآن الكريم وفي القراءات على وجه الخصوص وهو الذي رفع لواء رواية قالون عن نافع المدني وأشرف على تصحيح مصحف الجمهورية التونسية.     مسيرة عالم جليل   ـ أستاذ متعاقد بالمعهد الأعلى للشريعة ـ أستاذ زائر ـ مدرس برابطة الجمعيات القرآنية (إمام خطيب) ـ عضو لجنة التحكيم الدولية لمسابقة حفظ القرآن الكريم وتفسيره وترتيله وتجويده ـ عضو لجنة التحكيم الداخلية والخارجية لحفظ القرآن الكريم وتفسيره وترتيله وتجويده ـ عضو لجنة تصحيح المصاحف العامة ـ عضو لجنة تصحيح المصاحف بالمجلس الإسلامي الأعلى (بالوزارة الأولى) ـ الشهادة العالية للقراءات وعلوم القرآن والصوتيات ـ شهادة التخصص للقراءات وعلوم القرآن والصوتيات ـ الشهادة العالمية للقراءات وعلوم القرآن والصوتيات ـ أكاديمي في الصوتيات ـ باحث في الدراسات ـ تحقيق رسالة ابن الجزري (قراءة نافع) مع المرحوم الشيخ محمد الشاذلي النيفر ـ تأليف المختصر المفيد في علم التجويد ـ تأليف الأخطاء عند الأئمة والقرّاء (في سورة الفاتحة) ـ الإشراف على تصحيح مصحف الجمهورية التونسية (رواية قالون). (المصدر: جريدة “الصباح الاسبوعي” الصادرة يوم 06 ديسمبر 2010)

خمي


تونس: 280  محاولة انتحار حرقاً خلال عشرة أشهر


تونس – خدمة قدس برس أظهرت إحصائية طبّية أنّ عدد محاولات الانتحار حرقاً، التي عالجها أحد مستشفيات العاصمة تونس منذ مطلع العام الجاري وحتى شهر تشرين أول (أكتوبر) الماضي بلغ نحو 280 حالة. وذكر الدكتور أمان الله المسعدي، رئيس قسم الإنعاش الطبّي بمركز الإصابات والحروق البليغة في تصريح لصحيفة “الأسبوعي” التونسية في عددها ليوم الاثنين (12/6)، أنّ معظم تلك الحالات عمد فيها الضحايا إلى سكب الوقود على أجسادهم وإشعال النار فيها، وقد تسببت في الموت أو فقدان وظيفة عضو حيوي بالجسم. وبحسب المصدر؛ فإنّ محاولات الانتحار هذه تمثل نسبة 12 في المائة من عدد حالات الإصابة بحروق، التي عالجها المركز هذا العام والبالغة 2339 حالة. وبيّن المسعدي أنّ معدّل الأعمار في تلك الإصابات هو ثلاثون عاماً. وأفاد الدكتور أمان الله أنّ مستشفى الحروق استقبل أيضا 46 حالة إصابة بحروق ناتجة عن “عمل إجرامي” أي بنيّة بالقتل، وتمثل نسبة اثنين في المائة من جملة الحالات السنوية.  

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 6 ديسمبر 2010)  
 

مكنسة المراقبة السياحية تكنس عشرات الوحدات السياحية والنزل


حرر من قبل التحرير في الأحد, 05. ديسمبر 2010 قال وزير السياحة سليم التلاتلي بمناسبة مناقشة ميزانية وزارته أن عمليّات المراقبة على الوحدات الفندقية والمؤسسات السياحيّة لسنة 2010 أسفرت عن غلق 23 وحدة سياحية وعن تخفيض رتبة 156 نزلا مقابل ترفيع رتبة 16 نزلا فقط، مشيرا إلى أن الوحدات التي تمّ غلقها عادت للنشاط من جديد بعد أن خضعت لإعادة تأهيل. وأفاد الوزير أن 7200 عمليّة مراقبة طالت وكالات الأسفار في حين شملت 6439 منها الوحدات السياحية و4149 عمليّة تفقّد للمجال السياحي. وكنّا أشرنا في نشرات سابقة إلى المصاعب التي يعانيها القطاع السياحي في تونس، نتيجة تراجع عدد السياح الوافدين من جهة، وتردّي البنية والخدمات السياحيّة من جهة أخرى، كما شهدت سنة 2010 تصاعد احتجاجات الفندقيّين ومطالبتهم الوزارة بحلّ مشاكلهم العالقة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 ديسمبر 2010)  


تعليق نشاط معلّق رياضي بسبب عبارات عنصريّة


حرر من قبل التحرير في الأحد, 05. ديسمبر 2010 أفادت بعض المصادر أنّ المعلّق الرياضيّ بقناة تونس 7 نبيل خيرات الذي تسبّب تعليقه على مباراة كرة قدم في ضجّة شديدة لدى الشباب التونسي، قد وقع إيقافه عن العمل. وكان خيرات قد اتهم بالتلفّظ بعبارات عنصريّة من نوع “وصيف” التي تحيل على لون بشرة أحد اللاعبين أثناء تعليقه على مباراة الملعب التونسي وترجّي جرجيس في القناة الرسميّة، واعتبر تعليقه من قبل الشباب التونسيّ مسيئا ومشحونا بدلالات عنصريّة، حيث أبدى ارتياحه لخروج اللاعب أسمر البشرة بورقة صفراء قائلا أنّه لم يتبقّ على الملعب سوى « وصيف واحد ».  وقد أثار هذا التعليق سخط الجماهير خاصة الشبابية التي تناقلت مقطع فيديو يحتوي هذه اللقطة ونشر على نطاق واسع على الشبكة الاجتماعية فايسبوك. وهو ما تناولته قناة الجزيرة في حصادها المغاربيّ يوم السبت المنقضي. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 ديسمبر 2010)


الثلاثمائة متر الأخيرة


  الثلاثمائة متر الأخيرة أو ربع الساعة الأخير، هما تعبيران يستعملان كثيرا في بلاد الغرب، ويُراد بهما تحريض الهمم وتنشيط العزائم واستجماع القوّة لإتمام عمل أو مشروع بُدئ، وأراه ضامنا لحسن خاتمة العمل الدنيوي عندهم ولحسن خاتمة الأعمال عندنا إذا ما اعتُمِد الإخلاص… والملفت في بلادنا العربيّة عموما أنّ هذا التحريض أو هذا التنشيط قد أخطأ الرّبع الساعة الأخير أو الثلاثمائة متر الأخيرة واهتمّ بالمقابل بربع الساعة الأوّل، حتّى بتنا تقريبا لا نحسن الخواتيم، ما ينبئ – لا قدّر الله – بسوء الخاتمة… وللتدليل على ذلك فإنّه يكفي المرء المنصف توقّفا عند المَشاهِد، فهذا الحاكم العربيّ يفتتح عهده في أيّ قطر من أقطارنا بـ”لعن” سلفه عموما، فيظهره فاسدا ويبادر هو بالإصلاح ويقدّمه متيّما بالحكم ويسنّ هو القوانين المانعة للاستمرار اللّانهائي ويبرزه ظالما فيَعِد هو بأن لا ظلم بعد اليوم ويتراءى له مستبدّا بالرّأي فيُؤلّف هو المؤسّسات ويعقد الاجتماعات ويصوغ الاتّفاقات… ثمّ سرعان ما يجلس الجميع بعد ربع الساعة الأوّل يتذاكرون مزايا السابق ويعدّدون محاسنه ويعدّون تجاوزات الحاضر حتّى ليترحّمون على الأوّل – دون وعي – وقد عَدّوه من قبل كافرا بنعم الله تعالى مخالفا لشرعه القويم… وهذه الفرق الرّياضيّة القوميّة تدخل في المباراة خلال الرّبع الساعة الأوّل بعزيمة تحدّث بالنصر المبين ثمّ تتقهقر – إلاّ ما ندر – إلى القاع تذكّرنا بأنّنا قد بتنا غثاء كغثاء السيل يركبنا كلّ كبير ووضيع… وهذه المنتديات الإلكترونية تأخذك بجمال مظهرها وتنوّع أبوابها وثراء بعض مواضيعها ثمّ سرعان ما تشهد من النّاس عنها انصرافا ومن القرّاء والكتبة فيها زهدا… يجتهد المجتهدون فيدرجون مواضيع تحرّك القارئ ثمّ تفقد بريقها بسرعة قاصمة ميئِّسة!… كلّ الأنشطة في مختلف الميادين منتعشة جادّة خلال الرّبع الساعة الأوّل ميّتة مميتة خلال ما تبقّى من الزمن أو العمر أو الحياة!…   قد لا تستقيم ملاحظاتي هذه إذا ما عُمّمت بالكلّية!… فهناك استثناءات تُحاكي الغرب في الاهتمام بالثلاثمائة متر الأخيرة أو بربع الساعة الأخير!… فذاك الحاكم الذي خارت قوّاه منذ ربع الساعة الأوّل – كما أسلفت – ولم يشأ متابعة ما عزم عليه أو ما اتّخذه وسيلة لترويض نفوسٍ يعلم أنّها قد كرهته، ينشط في الرّبع الساعة الأخير (أي ثلاثة أرباع الساعة المتبقيّة لديه) من حكمه فيستعمل كلّ وسائل ظلمه حتّى يُصدِّقَ على نفسه لعنة كان هو قد لعن بها سلفه، ويتحيّل لتوريث ولده حتّى إذا لم يكن له ولد تزوّج كيفما رأى ممّن تلدُ له ولده حتّى لا يكون في الحكم من بعده إلاّ ولدُه… وهؤلاء ملأ الحاكم وأصهاره قد استُنْفِروا يشيّدون قصورهم ويهرّبون خيرات بلادهم ويغتصبون حقوق مواطنيهم… وأولئك الساديون من الجلّادين ومن حكّام الزور يُعمِلون أنيابهم في الأبرياء – وقد اتّهموهم – يسجنون يعرّون يعذّبون يطاردون يقتلون يدلّسون الحقائق والألسنة يُخرسون والأحكام القاسية عليهم يُنزلون ويتطاولون وحدود الله – دون خوف – يتعدّون… وهذا الفاسد الذي اصطلح على تسميته “مثقّفا” قد جدّ واجتهد ناسيا الإجهاد، فانتصب في كلّ ركن تمرّ منه الفضيلة يتناولها بالنقد يبغّضها للنّاس يُعسّرها ويعسّر الأخذ بها، يضع لها البديل السهل ويزيّنه حتّى لا تبقى نفس خائرة إلاّ أخذت به، فـ”صغار أكاديمي” بدل الكتاتيب للصّغار، والأخوّة في الإنسانية بدل الأخوّة في الإيمان، والمساواة في الرّداءة بدل المساواة في الخلق والواجبات مع مراعاة الخصوصيات، و”أحنا هكّا”: راقصين صاخبين ضاحكين متعانقين مقبّلين بعضنا البعض بدل أن نكون مسلمين رساليين محترمين لأعراف المروءة محافظين على الحياء والحشمة متمسّكين بمبادئ الرّجولة غيورين، بشرفنا متمسّكين… و”أحنا هكّا” لا تستفزّنا تعرية أخت أو زوجة بل ولا يحرّكنا تقبيلها من طرف “أخيها في الإنسانية” ذاك الساقط اللئيم، وقد كتبت الصحف عمّا هو أكبر بكثير من التقبيل، و”أبناؤنا في الإنسانية” يجوبون الشوارع مباهين بأمّهاتهم العازبات دون حاجة لآباء لم يغرسوا في نظرائهم الشرعيين إلاّ أفكار المجتمع الأبوي الرجعي!…   الحقيقة أنّنا بحاجة إلى عمل كثير على كلّ الأصعدة، الثقافية والحقوقية والإعلاميّة والنّضالية النّشيطة، التي من بينها الخروج إلى الشارع والمرابطة فيه لافتكاك الحقوق المغتصبة… ولكنّ الحقوق لن تُنال إلاّ بترسيخ التمسّك بإنهاء الرّبع الساعة الأخير… ولن يترسّخ هذا التمسّك إلاّ بتضامن النّاس بعضهم مع بعض، فقد عمل أهلنا في الجنوب التونسي في الرّديّف وقفصة عملا طويلا مضنيا وقد بدأوا العمل في مجال ومدار الرّبع الساعة الأخير لولا عدم حضورٍ كافٍ اقترفه بقيّة الجسم التونسي الواقع تحت تأثير ثقافة “أحنا هكّا” المسيئة لتونس وأهلها ودينها ولغتها!…     عبدالحميد العدّاسي الدّنمارك في 6 ديسمبر 2010         


على راس سنة هجرية:ماذا بقي من الهجرة؟


 تمر هذه الايام الذكرى الثانية والثلاثين بعد الابعمائة وألف للهجرة ،أعظم حدث في تاريخ الاسلام وأمته بل في تاريخ البشرية، فقد نقلت الهجرة المباركة من مكة الى المدينة الاسلام من كونه دعوة مستضعفة وجماعة مطاردة مهددة بالاستئصال الى كونه دعوة عزيزة تعضّدها دولة ذات سيادة هي مجلى لشرائعه وقيمه ومقاصده وأداة للذب عن حماه وحمى أمته  ، دولة لم يؤسسها عنف ولا انقلاب وإنما تعاقد حر بين رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم ،  صاحب الدعوة وقائد الجماعة ، وبين زعماء قبائل يثرب الذين أقدموا ليس فحسب على اعتناق الاسلام في بيعة العقبة الاولى بل رفدوها في سنة لاحقة ببيعة أخرى  كانت تعاقدا على إقامة دولة للاسلام بإيواء الدعوة والدعاة والتصدي لكل متربص بهما، بما أكد أصالة ومكانة الدولة في بنية الاسلام ، وجعل الاحتفاء بالهجرة هو في جوهره إحياء وتذكير بموقع السياسة المتقدم في هذا الدين .  
 لقد كانت  دولة المدينة على حداثة سنها وضآلة مواردها المادية والبشرية نواة غاية في الثراء،  بما اختزنته من مشروع  حضاري الهي انساني، هو النسخة النهائية لبعوثي العناية الالهية عليهم السلام ،  المستهدف ليس فحسب القضاء على الوثنية العربية وما انبنى عليها من تشتت وأوضاع تخلف، وكذا نقل العرب  من هامش التاريخ الى مركزه  ، وإنما أساسا إصلاح جملة الاوضاع الدينية المتحللة  و نقل البشرية بكاملها  من الوثنية الى التوحيد ومن جور الاديان الى عدل الاسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة. لقد غيرت الهجرة  بإقامتها لدولة في خدمة الدعوة والامة ، خرائط العالم القديم السياسية والعقدية والحضارية.
ورغم ما تعرضت له أمة الاسلام على مر التاريخ من انحرافات الحكام المتألهة ومن اجتياحات دولية فقد ظلت تلك النواة الصلبة بالغة الثراء تفصح في كل عصر عن إمكانات هائلة للتجدد وإنتاج مشاريع مقاومة وإصلاح وثورات ودول منجذبة الى النموذج النبوي ثائرة على الانظمة الكسروية رافضة ثقافات تأليه الملوك السائدة عاملة على استيعاب كل كسب حضاري والامتداد بأشعتها مخترقة كل حدود، متأبّية على الاستسلام إلا للحق والعدل، بما جعل الثورات تتناسل ضد محاولات تأله الملوك،  وحركات التجديد تتوارث ضد الجمود والانغلاق والتشدد.
ومع أن ذكرى الهجرة  تحل على أمة الاسلام وهي  مغلوبة على أمرها ،تكابد الاحتلال في عدد من أقطارها وبخاصة في فلسطين، وقدسها تستصفى على ملإ من الناس ، وثرواتها تنهب، وذلك في غياب دولة ورسثة دولة  الهجرة ، الدولة المعبرة عن جماعة المسلمين، الملتزمة بشرائع الاسلام الذابة عن دعوته ، فمعظم حكامها ليسوا منها،  لأنهم يحكمونها بالقهر والتزوير حتى المفضوح ، وشرائع الاسلام معطلة وبخاصة شريعة الشورى والعدالة والوحدة .. ومع ذلك فالثابت أن دعوة الاسلام  ومقاوماته على اختلاف الوسائل في حال صعود  كمّا ونوعا ، وتنتزع انتصارات هنا وهناك فارضة  التراجع والانسحاب حتى الذليل على أعدائها ، داخل الامة وخارجها ، وذلك ترجمة لموعودات الله سبحانه في انهزام الطغيان والظلم مهما عتا في مواجهة المستضعفين المستقوين بالحق سبحانه وبعدالة قضيتهم. وما حصل ويحصل من صمود ونصر في غزة وجنوب لبنان والعراق وافغانستان وامتداد دعوة الاسلام داخل الامة وخصوصا في تركيا العظيمة  وعلى امتداد العالم  رغم الحملات المسعورة عليها ، وكذا التراجع المتسارع لامبراطوريات الهيمنة والظلم..   ليس إلا امتدادا متواصلا مع حدث وروح الهجرة ، مع بدر والاحزاب والفتح والسقيفة وحطين وعين جالوت ومع عشرات الانسحابات الذليلة للجيوش الغازية من أرض الاسلام تحت ضربات الايدي المتوضئة. والبقية في الطريق بإذن الله
تحل ذكرى الهجرة على وطننا الصغير الحبيب تونس – وحاله من حال الامة-: سحابة داكنة من الظلم والاستبداد تمتد خيوطها السوداء على معظم أهله في مدنهم وقراهم وقد فقدوا الامن ..الامن من الجوع والخصاصة والبطالة  وتسلط عصابات النهب صاحبة النفوذ المطلق على ارزاق الناس وأعراضهم ..كما فقدوا الامن على أنفسهم وذرياتهم من تسلط أجهزة القمع المنفلتة وما أدمنت عليه من تنكيل بالمواطنين وبخاصة أنصار الحرية وبالاخص بشباب الاسلام ورجال الدعوة ، بما  شحن السجون والمعتقلات السرية والعلنية  بآلاف الاحراريسامون فيها سوء العذاب ، بل  جعل البلاد كلها سجنا خانقا معظم أهله يحدثون أنفسهم بالهجيج ، ولو من طريق قذف أنفسهم في لجج البحر، ملتحقين بميئات الآلاف الذين سبقوهم ، وهو ما جعل وطن ابن خلدون لا يذكر إذا ذكر إلا في معرض الحديث عن انتهاكات حقوق الانسان والتعذيب ونهب الارزاق. إنه لا يعزي أحرار الأمة  والعالم أمام أوضاع الظلم التي تسود عالمنا وبخاصة ظلم الدول الكبرى الدول المستضعفة وظلم الحكام للشعوب والاثرياء للفقراء والحرب المستعرة نارها على الاسلام وأهله يؤججها أعداؤه وبخاصة الصهاينة والمتعصبين ، وما يتعرض له الاحرار من آلام ، إلا اليقين في أن الله سبحانه الذي نصر محمدا عليه السلام وهو مطارد من عدو يقف على فوهة الغار الذ أوى اليه “إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة 40]” سينصر حملة دعوته أبدا وأن تضحياتهم في سبيل دينه لن تذهب هدرا” وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [ سورة البقرة: 143 ] . ” فضلا عما يحققه الاسلام  ودعوته ومقاوماته كل يوم من تقدم مصداقا للوعد الالهي .” إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد .غافر51 إن الهجرة الواجبة من مكة الى المدينة التحاقا بجماعة المسلمين وتعزيزا للدولة حدث تاريخي انتهى بفتح مكة المكرمة وهو ما أعلنه النبي عليه السلام “لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية”/متفق عليه/ وتبقى الهجرة بابا مفتوحا أمام طلاب الحرية والعدل الثائرين على أوضاع الاستضعاف بكل ألوانها السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي أو الديني، . قال تعالى — سالبا العذر عن  مستضعفين ركنوا الى الظلم، فلا هم قاوموه ولا هم هجروه حتى توفاهم الله وهم على ذلك ظالمي أنفسهم  :” إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء:97. –       واعدا بالرعاية والنصر والتمكين  ولو بعد حين من تمرد  في سبيله على أوضاع الضعف  أنه سيرزقه لا يضيعه ، وسيمكّنه من لوسائل يراغم بها أنف عدوه” وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كثيرا وسعة “النساء98 –         متوعدا بالهلاك من اقترف جريمة إخراج الانسان من بيته وأهله. قال تعالى” وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْلَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14ابراهيم   والهجرة أخيرا وصف دائم للمؤمن ينال ثوابها ما تخلق بأخلاقها، فالمهاجر الحق من هجر- حيثما كان-  ما نهى الله عنه  ابتغاء وجه الله: من ترك للواجبات كالصلاة والامانة والصدق وقول الحق وتورّط في المعاصي وبخاصة كبائر الذنوب كقول الزور والغش والنفاق وأكل أموال الناس بالباطل والركون الى الظلمين..
تستقبل  أمة الاسلام سنة جديدة  ، تؤرخ لذكرى مبتدإ تاريخنا فيما يشبه الخرس الاعلامي وكأن شيئا لم يقع  ربما وسائل إعلامها قد شغلها الإعداد للاحتفاء بذكرى السنة الميلادية .  نسال الرحمن الرحيم مغفرة الذنوب  وكشف الكروب  وإصلاح العيوب ، وأن يجعلها سنة مباركة على أمة الاسلام وعلى أحرار العالم، سنة أوبة الى الله سبحانه إيمانا وعدلا وحرية وأخوة وتصافحا وتغافرا وتضامنا  ونصرة لأهل الحق والعدل حيثما كانوا وبخاصة في غزة المحاصرة وحيثما كان هناك احتلال ومقاومة وحيثما هناك استبداد وثائرون عليه. كل عام بل كل يوم ونحن جميعا في توبة وإنابة  وفي نصرة للمقاومة وللمستضعفين وللمظلومين وللقائمين على الظلم ولأسرانا في سجون الاحتلال الداخلي والخارجي وفي السجون المفتوحة. كل عام ونحن جميعا  في هجرة متجددة لما نهى الله عنه ورسوله وعزم على طاعته والكفر بالطاغوت.  
 
غرة 1432  راشد الغنوشي

 


الأبعاد الستراتيجية في صفقة تسليح السعودية: من تبعية الـPax Americana  إلى دور الرادع الإقليمي !


نبيل نايلي* « هذه الصفقة المرتقبة لديها أهمية هائلة من الناحية الستراتيجية في المنطقة، إن الصفقة الدفاعية ستدعم الاستقرار الإقليمي، وتحسن القدرات الدفاعية لشريك خليجي مهم لدينا علاقة أمنية وثيقة معه منذ زمن… ستعيد التأكيد على الشراكة الستراتيجية مع السعودية، وسترسل رسالة قوية لدول في المنطقة بأننا ملتزمون بدعم شركائنا وحلفائنا في الخليج، وستزيد من قدرة السعودية على منع التهديدات على حدودها وللبنية التحتية للنفط، الأمر الأساسي لمصالحنا الاقتصادية». تصريح مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية – العسكرية أندرو شابيرو،Andrew J. Shapiro . لا شك أن صفقة التسلّح السعودية قد أسالت من الحبر الكثير وتعرّض لها المختصّون  بالنقاش والتحليل على أكثر من منبر وعلى مختلف المستويات، إلاّ أن الدراسة التي صدرت عن  مركز الدراسات الستراتيجية والدولية “Center For Strategic and International Studies”، بإمضاء الخبير الستراتيجي والكاتب والمحلّل العسكري ذائع الصيت أنتوني كوردسمان، Anthony H. Cordesman، بتاريخ: 3 نوفمبر الجاري، تحت عنوان: ” Reinforcing a Strategic Partnership in the Gulf :The Saudi Arms Sale، تختلف جذريا في مقاربتها للمسألة لتكشف تغييرا جوهريا وجذريا، وتفضح الكثير من الخفايا وتسلّط الضوء على الأبعاد الستراتيجية لصفقة بهكذا حجم وفي ظل ظروف على غاية من الاستثنائية ووضع أمني مضطرب تعيشه منطقة الخليج خصوصا، والوطن العربي عموما.
يصرّ أنتوني كوردسمان ومنذ مستهلّ دراسته، التي شملت 30 صفحة، أن عرض وزارة الدفاع الأمريكية صفقة القرن الأخيرة إنما جاء تلبية لخدمة ضرورات مصيرية لها علاقة وطيدة بالمصالح الحيوية المشتركة والتصدي لتهديدات الأمن القومي لكلى البلدين وفي تناغم مع تغيير جوهري في طبيعة العلاقة السعودية-الأمريكية. ففي ظلّ احتلال العراق وما نشوء فراغ ستراتيجي أخلّ بالتوازن الأمني للمنطقة، وتمدّد إيران الساعية للعب دور إقليمي بارز، وتنامي مخاطر وتهديدات قد تعصف بالمصالح الأمريكية،  بات من المصيري إعادة النظر في دور المملكة العربية السعودية الجيوـستراتيجي. وإن حاول كوردسمان تغليف هذا التحوّل الراديكالي للمقاربة الأمريكية لعلاقتها بالمملكة، بمصطلح “الشراكة الستراتيجية”، فإن زمن اعتبار المملكة العربية السعودية مجرّد محمية، ومصدر أساسي للطاقة فحسب، وحنفية ضخ أموال لسدّ عجز الموازنة والركود الإقتصادي الأمريكيين، أو كقاعدة عسكرية تستخدم عند الضرورة، بإذن وبدونه، علنا وفي الأغلب سرّا، هذا الزمن قد أزف ليحلّ محلّه عهد جديد يجعل من العربية السعودية حليفا ستراتيجيا “فاعلا” بإمكانه الاضطلاع بمهام غاية في الأهمية كحفظ الأمن والتكفّل بضمان سلامة ناقلات النفط ومنشآته والمشاركة الفعلية في خوض الحرب ضد ما تسميه الولايات المتحدة بـ”الإرهاب”، ثم وهو الأهم القيام بدور كان يناط بعهدة العراق وهو إحتواء إيران أو أية قوة إقليمية صاعدة، تحاول المساس بالوضع القائم أو إعادة ترتيب موازين القوى مما قد يهدّد المصالح الأمريكية.
تغوص الدراسة بعمق تفاصيل الصفقة لتتناول بالتحليل المسهب تاريخ وتأثير ومضاعفات كل مرحلة من المراحل التي سيتم خلالها تسليم العتاد ليس على أمن الخليج فحسب بل وعلى حاضر ومستقبل تدفّق صادرات الطاقة العالمية، لتنتهي إلى خلاصة مفادها أن للولايات المتحدة مصالح ستراتيجية في منتهى الحساسية بات لزاما عليها، في ظلّ التخبّط العسكري الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان، تقاسمها والمملكة مما يجعلها مضطرّة للتعجيل بتأمين الدفعات الأربع للصفقة. نفهم الآن لماذا تمّت الصفقة رغم معارضة الكيان الصهيوني وبعض أعضاء الكونغرس الموالين له.
يوجز كوردسمان مبررات المصادقة على الصفقة ليحصرها بالنقاط التالية:
– بخلاف الحديث عن التعويل على مصادر طاقة بديلة وجنوح الولايات المتحدة على مستوى مرهونيتها لمنطقة الخليج ومواردها، تؤكّد وزارة الطاقة الأمريكية أن اعتماد الولايات المتحدة على العربية السعودية مستمرّ إلى غاية 2035 بنفس حجمه الحالي وربما سيزيد. ومراعاة لمدى حساسية الإقتصاد المعولم وتأثُّره بأي عامل قد يمسّ الجانب الأمني، فإن استقرار الخليج والمحافظة على تدفّق سلس ومنتظم لمصادر الطاقة له بالغ الأثر على اقتصاد الولايات المتحدة وعلى مواطن الشغل بها.
– منح المملكة العربية السعودية صلاحيات أكثر ومجالات حركة أوسع استجابة لأدوار جديدة تنسجم والمقاربة الجديدة لطبيعة العلاقة وماهية الدور الذي سيعهد به للمملكة، في ظل ستراتيجية اعادة نشر القوات الأمريكية داخل العراق والخليج عموما، وضمن ما يصطلح على تسميته كوردسمان بـ:  “الردع الإقليمي الموسّع، Extended Regional Deterrence “. لتخرج المملكة أخيرا من تبعية المحمية النفطية في ظل سياسة الـ “Pax Americana” ، إلى مصاف الحلفاء الستراتيجيين، ليُعهد لها مثلا لعب دور شرطي الخليج أو كماشة إحتواء للتمدّد الإيراني، كما تفيد الدراسة. لعلّ هذا ما حدا  باندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية المكلّف بالشؤون السياسية العسكرية للتصريح قائلا: «هناك أدوار محتملة عدة للطائرات التي ستذهب للقوات السعودية البرية، وقد رأينا أحد السيناريوهات في مواجهة المتمردين الحوثيين في اليمن.»، اليمن ولم لا السودان أو أي قطر آخر تعتبره الولايات المتحدة جدير بالردع الإقليمي !!
– في ظل الوقوف على محدودية القدرة العسكرية الأمريكية المتخبّطة بالعراق وأفغانستان، وتعرّض الولايات المتحدة والعربية السعودية لتهديدات ومخاطر متنامية، فإن الإدارة الأمريكية أمست بحاجة لحلفاء أكفّاء لا  تبّع وأعباء، لهم قوات مسلّحة تملك القدرة القتالية العالية والعتاد المتطوّر بحيث يمكنهم مدّ يد العون في حالات الضرورة مما يخفّف من وطأة العبء على القوات الأمريكية المشتتة والمنهكة. وهكذا يصبح بإمكان السعوديين تولّي مسؤولية الدفاع والمحافظة على أمن المملكة بأنفسهم. و لا يفوت أنتوني كوردسمان التنبيه لخطورة إيران التي يعتبرها مصدر تهديد حقيقي ومباشر لدول الخليج، معترفا أن غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق قد أسهم في تحييد القوة العسكرية العراقية وبتفكيكها لم تعد تشكل رديفا يمكن أن يلعب الدور التاريخي أيام تطبيق عقيدة الإحتواء المزدوج، Dual Containment، وعليه لم يبق، بنظره، غير العربية السعودية، القوة الأساسية الموثوقة، بديلا يمكن أن يضطلع بهذا الدور. كما أن الصفقة تمثّل بارقة أمل للإلتزام الأمريكي بأمن الخليج والرد الأنسب للإنزلاق نحو سباق محموم نحو تسلّح نووي غير محمود العواقب.
– إن تمركز القاعدة باليمن وتنامي ما تسميه الإدارة الأمريكية بـ”العمليات الإرهابية”، كلها عوامل تشكّل تهديدا مباشرا للمملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج، وعليه يرى كوردسمان، أن إنشاء “وحدات سعودية” عالية الكفاءة، سريعة الإنتشار ومدجّجة بأحدث تسليح مسألة باتت حيوية لأمن المنشآت والحقول النفطية السعودية وبناها التحتية ولتأمين عملية ضخ لمصادر الطاقة بانتظام. إن مساعدة المملكة على بناء منظومة عسكرية تزاوج بين البحري والجوي، لن تضمن أمن الخليج فحسب بل ستساهم في حماية الحقول والمنشآت النفطية والبنى التحتية للطاقة ومناطق العبور الحيوية وطرقها وتعيد استقرار الوضع الأمني للبحر الأحمر المتدهور تدريجيا. وهنا لا يفوته التنويه بالقفزة النوعية التي حققتها المملكة في مجال التخابر وتعقّب الحركات الراديكالية، مشيدا بالتعاون الأمني وبالدور الذي لعبته العربية السعودية في مساعدة الأمريكيين للحيلولة دون نجاح عمليات كانت تستهدف الأمن القومي الأمريكي.
– إن إيران التي تمثّل اليوم خطرا محدقا بصواريخها وأسلحتها الكيمياوية قد تصبح في غضون 3 إلى 5 سنوات ، حسب تقديرات كوردسمان، قوة نووية، لذلك فإن تطوير منظومة صواريخ باتريوت الموجودة بحوزة المملكة بما يضمن إمكانية التصدّي للصواريخ الإيرانية، كما ستشكّل عملية التحديث والتحيين حجر زاوية لمنظومة أكثر تطورا كتلك التي يطلق عليها إسم:تي. أيتش. آي. آي. دي، (THAAD).Terminal High Altitude Area Defense  طبعا لا يغفل كوردسمان، التأكيد جازما أن كل ذلك لن يتعدى الضرورة الدفاعية الأمنية وفي أقصاها حماية المملكة أو المنشآت بحيث يبعث رسالة واضحة أن المقصود بعملية التسليح ليس الكيان الصهيوني الذي يحيده تماما كمصدر تهديد محتمل سواء للمنطقة أو للمملكة.
– إن الصفقة لا تقتصر على بيع سرب من الطائرات فحسب، بل هي منظومة مكتملة بمثابة الحزمة التي ستشمل المعلومات التقنية، عمليات التدريب، مستودعات التخزين، والصيانة، علاوة على العقيدة العسكرية، بما يضمن تبعية “متبادلة”، مما يضع الحكومات السعودية المتعاقبة مدفوعة حتى لا نقول ملزمة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، من 15 إلى 20 سنة قادمة. لأن المملكة ستظل بحاجة للمساعدة على مدى المراحل التي ستتطلّبها المنظومة مع وتدفّق كل دفعة جديدة متممة للصفقة، ولن يكون بإمكان الحكومات السعودية اللاحقة إلا مواصلة التعاون، كما يكشف كوردسمان ويؤكّد عليه مساعد وزير الدفاع لقضايا الأمن الدولي أليكساندر فيرشباو حين يعلن: “نحن نرحب بقرار السعودية بأن تصطف استراتيجيا مع الولايات المتحدة. هذه الصفقة ستستمر بين 15 و20 عاما، مما يعني تقوية علاقتنا مع المملكة”.
ترى هل انتبه صانعوا القرار بالمملكة لهذا التحول الجذري للمقاربة الأمريكية لطبيعة العلاقة والدور المناط بعهدة المملكة؟ وهل ستتولّى العربية السعودية الاضطلاع بمهام شرطي الخليج كما إيران أيام الشاه؟ وإلى أي مدى يمكن اعتبار ما ورد بوثائق وزارة الخارجية الأمريكية التي نشرها موقع ويكيليكس أخيرا والكاشفة لطلب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز من الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً شن هجوم عسكري على “رأس الأفعى” لتدمير منشآتها النووية، كما وصّفها جنابه، نقلا عن عن عادل الجبير، سفير المملكة بواشنطن، اعتباره بمثابة القبول بتسلّم أوراق اعتماد “الرادع الإقليمي” ذي الصلاحيات الموسّعة؟ أم أن صراع الأجنحة حول مسألة الخلافة قد يؤجّل أو قد ينسف الأمر برمته؟ الخليج بأسره في عين العاصفة …هل من عاقل ليتدبّر عبر ودروس العراق؟
*باحث في الفكر الستراتيجي، جامعة باريس. المراجع: – راجع الدراسة المشار إليها والمنشورة بموقع مركز الدراسات الستراتيجية والدولية،CSIS، على الرابط التالي:http://csis.org/files/publication/101103_SaudiArmssale.pdf – أنظر التقرير المهم التالي الذي يكشف وبوضوح مدى اعتماد الولايات المتحدة على منطقة الخليج حتى سنوات 2035 وأبعد من ذلك، الوصلة التالية: http://www.eia.doe.gov/oiaf/aeo/pdf/0383(2010).pdf –  لمزيد من المعلومات حول حجم التعاون العسكري يرجى مراجعة الموقع التالي:http://www.dsca.osd.mil/pressreleases/36-b/36b_index.htm –  راجع كتاب أنتوني كوردسمان الصادر سنة 2009، تحت عنوان: “العربية السعودية: الأمن القومي في منطقة مضطربة، “Saudi Arabia: National Security in a Troubled Region”.  –  راجع مقال صحيفة الغارديان البريطانية، وما ورد بها بخصوص تحريض سعودي لضرب القدرة النووية الإيرانية، الرابط التالي: http://www.guardian.co.uk/world/2010/nov/28/us-embassy-cables-saudis-iran  


ثلاث قضايا فاقمت العلاقة بين الرجلين فشل جهود الصلح بين عباس ودحلان

    


الجزيرة نت-خاص
فشلت محاولتان على الأقل حتى الآن في حل الخلاف بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والنائب عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد دحلان، عقب الأزمة الأخيرة في العلاقات بين الرجلين، بحسب ما ذكره مسؤول بارز في حركة فتح.
وقال المصدر للجزيرة نت -مشترطا عدم ذكر اسمه- إن أعضاء في اللجنة المركزية لفتح تحدثوا مع عباس عن حل الخلاف، لكنه أجاب بالرفض المطلق، معتبراً أن ما تحدث به دحلان وتدخلاته أمور غير مقبولة مطلقاً.
وأشار ذات المصدر إلى أن عباس أبلغ محدثيه من أعضاء مركزية فتح أن دحلان تجاوز حدوده كثيراً، وأنه وجه شتائم وكلاما غير لائق له ولنجليه، واتهمهما بالاستفادة من منصب والديهما في أنشطتهم التجارية، وهو ما ينفيه عباس ونجلاه.
وأضاف أن عباس رفض حتى أن يقوم دحلان بالاعتذار إليه، وجدد له الاتهام بالمسؤولية عن خسارة الأجهزة الأمنية أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، مؤكداً أنه لن يسمح بأن تستولي حماس على الضفة الغربية بالتراخي مع أخطاء دحلان وغيره.
وكانت مصادر فلسطينية موثوقة كشفت للجزيرة نت في وقت سابق أن الشهرين الأخيرين شهدا مزيدا من الخلاف بين عباس ودحلان.
تحريض قيادات
وأشارت ذات المصادر إلى أن ثلاث قضايا فاقمت العلاقة بين الرجلين، الأولى اتهام مساعدين لعباس دحلان بأنه وراء تحريض قيادات في فتح وخاصة ناصر القدوة على أنهم أحق من عباس ورئيس حكومتهسلام فياض بالحكم واستلام زمام الأمور بـالسلطة الفلسطينية.
والثانية –بحسب نفس المصادر- سعي دحلان لتعزيز نفوذه في الأجهزة الأمنية والوزارات في الضفة الغربية، وهو ما أغضب تلك القيادات، التي تتهم دحلان بأنه المسؤول المباشر عن سقوط غزة بيد حماس. تشكيل الحكومة
أما القضية الثالثة -والتي فاقمت الخلاف بشكل حاد بين الرجلين- فهي تدخل دحلان في ملف تشكيل الحكومة الجديدة لفياض، وهو الأمر الذي أزعج فياض وعباس معا. وأضافت المصادر أن دحلان تطوع للاتصال بشخصيات في قطاع غزة وعرض عليها الانضمام للحكومة التي توقف الحديث عنها عقب هذا التدخل.
وبعد تفاقم الخلافات بين عباس ودحلان، أمر الرئيس الفلسطيني بسحب الحراسات بالقرب من منزل القيادي في فتح بمدينة رام الله.
وأضافت هذه المصادر للجزيرة نت أن عباس أمر فياض بإجراء نقل لمديرين عامين ووكلاء وزراء مقربين من دحلان في وزارتيْ الخارجية والداخلية إلى وزارات أخرى ليست ذات علاقة بالسياسة الخارجية أو بالأمن الداخلي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 5 ديسمبر 2010)  


رفض بمصر لتقرير الحريات الأميركي


محمود جمعة-القاهرة طلب مفكرون ومثقفون مسلمون وأقباط من مجمع البحوث الإسلامية إصدار بيان يعبر عن موقف المسلمين والأقباط من تقرير الخارجية الأميركية حول أوضاع الحريات الدينية في مصر، وما ذكره من ادعاءات حول عدم وجود حريات دينية فيها وممارسة التمييز ضد الأقباط. وكان من المقرر صدور بيان مشترك من قبل مثقفين ومفكرين مسلمين وأقباط إزاء التقرير، لكن المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا قال للجزيرة نت إنه تم الاتفاق على بيان يصدر من مجمع البحوث في الأزهر الشريف “باعتبار أنه يعبر عن موقفنا جميعا كمسلمين وأقباط”. وكان شيخ الأزهر قد شكل لجنة من مجمع البحوث تضم علماء ومفكرين للاتصال بممثلي الكنيسة في مصر لإصدار بيان مشترك بشأن التقرير الأميركي، وعرضه على الجلسة الخاصة التي يعقدها المجمع لهذا الغرض اليوم الاثنين. وقد انتقد تقرير الخارجية الأميركية ما سماه “التمييز” ضد الأقباط والبهائيين في مصر. وقال إن “المسيحيين والبهائيين يواجهون تمييزا على المستوى الفردي والجماعي، وخصوصا في الحصول على وظائف حكومية”، وذكر التقرير أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر يتعرضون لـ”اعتقالات تعسفية وضغوط من قبل السلطة”. وبدورها -ولأول مرة- رحبت الكنائس المصرية الثلاث بالتقرير، وتحدثت عن وجود تمييز ضد المسيحيين في مصر، وحملت الحكومة مسؤولية وجود مصر في القائمة السوداء “بسبب إهمال الانتقادات السابقة وتجاهل علاجها”. ونقلت صحف محلية عن أساقفة أرثوذكس قولهم إن “هذه التقارير تسيء إلى مصر في الخارج، وإن المسؤولين المصريين يعرفون ذلك جيدا، لكن تجاهلهم التقارير السابقة أعطى الأميركيين الحق في التدخل بمثل هذه التقارير”، مشيرين إلى أن تقارير الحريات الأميركية منذ صدورها وهي تدين التمييز ضد المسيحيين في مصر ولم يتغير شيء. تدخل أجنبي وشدد الدكتور سليم العوا على أن تقرير الحريات الأميركي ترفضه كل الدول بشكل عام “لأنه تدخل أجنبي في شؤون داخلية، وتعطي واشنطن به نفسها حق الرقابة والنقد والتوجيه في ما لا تملكه، وبالتالي من واجب كل مصري رفض هذا التدخل والوقوف في مواجهته”. وأضاف “إذا كانت الحكومات لديها ضرورات تمنعها من المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة سياسيا وفكريا وثقافيا، فنحن كجماعة وطنية ليست لدينا هذه الضرورات ونستطيع الرد بمسلمينا وأقباطنا، استجابة لنداء الكرامة الوطنية الطليق من أي قيد أو حسابات أو مصالح”. وقال العوا إن “ما يتعرض له الأقباط وكثير من المسلمين في شأن الأوضاع الدينية داخل الوطن يحل بأيدٍ وطنية صرفة، وعبر طاولة حوار مصرية خالصة، يسودها مبدأ المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وسيادة القانون على الكافة، على المسجد والكنيسة، وعلى المسلم والقبطي، وعلى الحاكم والمحكوم”. ورفض العوا القول بأنه يتحفظ على مواقف بعض القيادات الكنسية من الاضطرابات التي تخلفها مشاكل الأقباط، وقال “الأقباط أحرار في اختيار قادتهم، لكني تحفظت على تصريحات لبعض هذه القيادات كانت خاطئة”، في إشارة إلى تصريحات الأنبا بيشوي نائب البابا التي قال فيها إن المسلمين ضيوف على الأقباط في مصر. بعيدا عن الحكومة ونفى العوا ما تردد عن إيعاز الحكومة المصرية للأزهر بالاستعانة بمفكرين ومثقفين مسلمين وأقباط لإصدار بيان, وقال “نحن كجماعة وطنية امتدت على مدار تاريخ مصر تحمل ضمير الأمة وتعبر عن إرادة وحدة الوطن، تشكلت من مختلف الأطياف, والحكومة لا تعلم عن تحركاتنا ولا ننسق معها”. واعتبر العوا أن تأخر المثقفين المسلمين والأقباط في الرد على التقرير إلى ما بعد الرد الرسمي المصري، جاء “مراعاة للترتيب الأدبي والبروتوكولي وآداب التعامل مع الدولة”. وتعليقا على امتناع الكنيسة المصرية عن إصدار بيان رسمي للرد على التقرير الأميركي, قال العوا “لا أعرف لماذا لم ترد الكنيسة لكني أقول إن عليهم أن يردوا، وان يكونوا أول من يتصدى للمغالطات والأكاذيب حول واقع الأقباط في مصر المنتشرة على بعض الفضائيات ومواقع الإنترنت”. فتنة مرفوضة أما المفكر القبطي جورج إسحق القيادي في حركة كفاية فاعتبر أن التقرير يثير الفتن والضغائن بين أبناء مصر، “وهذا ما يحتم الرفض التام له باعتباره تدخلا سافرا في الشأن الوطني المصري”. وقال إسحق للجزيرة نت “إننا كمثقفين تشاورنا وفوضنا مجمع البحوث لإصدار بيان وطني يعبر عن رأي الجماعة الوطنية المصرية بكافة عناصرها”، مشيرا إلى أن المثقفين الأقباط لديهم تراث كبير من الكتابات والبحوث والدراسات التي ترفض هذه التقارير من سنوات. وحول ترحيب الكنيسة المصرية بالتقرير، قال إسحق “نحن نتحدث عن حقوق تتعلق بالمدنيين المصريين مسلمين وأقباط وبهائيين وشيعة، ونحن نرفض أي مساس بحقوق المدنيين المصريين، وندعو إلى معالجات وطنية لأي مشكلات”. ورأى إسحق أن المثقفين لن يكتفوا بإصدار بيان شجب وإدانة، بل إنهم بصدد تشكيل لجنة مشتركة تضم عددا من المهتمين بالشأن العام ممن لهم مصداقية لبحث الأمر. صمت قبطي وفي المقابل، رفض الأنبا مرقص أسقف أبرشية شبرا الخيمة التعليق على الموضوع، وقال للجزيرة نت إنه ملتزم بقرار البابا شنودة الذي اتخذه إبان أزمة “كاميليا شحاتة” بعدم الإدلاء مطلقا بأي تصريحات لوسائل الإعلام في أي قضايا تتعلق بالأقباط، وأكد أنه وكافة القيادات الكنسية “ملتزمة بهذا الأمر لحين صدور قرار آخر من البابا”. كما اعتذر الأب مكاري ونان عن التصريح للجزيرة نت “احتراما لقرار البابا”، كما أنه “أخذ عهدا على نفسه بعدم الحديث في الأمور السياسية، خاصة التي تتعلق بالأقباط في مصر”، فيما لم يجب الأنبا أرميا والأنبا يوئنس سكرتيرا البابا شنودة على هواتفهما.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 ديسمبر  2010)


جمال مبارك ‘في غرفة عمليات الوطني’.. ومرشحون انشقوا عن ‘الوفد’ و’الاخوان’ مصر: اقبال ضعيف بالاعادة..واتهامات بالتزوير للمعارضة وبطلان يشوب البرلمان بحكم نهائي وسط تكهنات بحله قريبا


2010-12-05 لندن ‘القدس العربي’ من خالد الشامي: مشهد مضطرب يسوده اقبال ضعيف، لم يخل من العنف واتهامات التزوير في جولة الاعادة بالانتخابات المصرية، وخيم عليه حكم المحكمة الادارية العليا بأن البرلمان ‘سيشوبه البطلان’، بسبب امتناع اللجنة العليا للانتخابات عن تنفيذ احكام المحاكم الادارية (اول درجة) وتعتبر هذه المحكمة اعلى هيئة للقضاء الاداري في مصر، كما ان حكمها نهائي غير قابل للطعن.

وقالت المحكمة الادارية العليا ان عدم تنفيذ اللجنة العليا للانتخابات ‘للاحكام الصادرة بالغاء الانتخابات رغم صدورها قبل التاريخ المحدد للانتخابات’ في عدة دوائر يعني ان كل ما يترتب على انتخابات هذه الدوائر ليس قانونيا و’يكون مجلس الشعب عندئذ مشوبا بشبهة البطلان’.
وقالت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية امس ان الرئيس حسني مبارك ربما يحل البرلمان الاسبوع المقبل، تفاديا لشبهة عدم البطلان في الانتخابات الرئاسية المقررة في اكتوبر المقبل. الا ان مراقبين استبعدوا هذا الاحتمال لما سيخلقه من ‘عدم استقرار’ من وجهة نظر النظام، الذي سيكتفي بمحاولة ضم اكبر عدد من مرشحي المعارضة في الاعادة لتحسين صورة البرلمان.
وتولى نجل الرئيس المصري بنفسه امس الاشراف على عمليات التصويت بعد ان حضر شخصيا الى غرفة عمليات الحزب الوطني الحاكم، بالقاهرة، وهو ما لم يحدث في الجولة الاولى.
وبينما ساد الهدوء في بعض الدوائر، فقد شهدت اخرى مواجهات مسلحة استخدمت فيها اسلحة نارية وبيضاء حسب مصادر متطابقة، بين مرشحي الحزب الحاكم، او بينهم وبين مرشحين مستقلين، وظهرت اسلحة نارية وبيضاء فيها، كما حدث في محافظات الدقهلية وقنا واسيوط والقاهرة. ودخل سبعة من مرشحي حزب ‘الوفد’ جولة الاعادة رغم اعلان الحزب الانسحاب، بينهم رامي لكح في دائرة شبرا ذات الاغلبية القبطية.
ودخل مجدي عاشور النائب عن ‘الاخوان’ الانتخابات في جولة الاعادة في مخالفة لقرار الجماعة بالانسحاب الا انه نفى ادعاءات حكومية بأنه ‘تعرض للخطف على ايدي التنظيم السري للجماعة لمنعه من دخول الانتخابات’.
ولم يعبأ حزب التجمع باحتجاجات واستقالات عدد كبير من اعضائه، وشارك في انتخابات الاعادة، بعد ان منعت قوات الامن عددا من قيادييه من الوصول الى مقر الحزب للاعتصام فيه، والمطالبة باقالة رئيسه الدكتور رفعت السعيد. واقدم مرشح من ‘الحزب الوطني’ على الانسحاب من الانتخابات في محافظة الدقهلية متهما الحزب بالتزوير لمرشح حزب التجمع.
واعتبر مراقبون ان الحزب الوطني الذي ضمن الفوز بنسبة تربو على خمسة وتسعين في المئة قد يواجه ازمة شرعية سياسية وقانونية، قد تضفي حالة من الشكوك على شرعية ما سيصدر عنه من قوانين، بالاضافة الى الاستحقاق الرئاسي، وهو الحدث الاهم في الحياة السياسية المصرية.
وكان الرئيس المصري قام بحل البرلمان في العام 1987 ودعا الى انتخابات جديدة، بعد حكم قضائي بعدم شرعيته، تفاديا للتشكيك في مدى قانونية الاستفتاء الرئاسي الذي اجري في العام نفسه. الا ان اختلاف المعطيات السياسية والقانونية في 2010 يكرس الغموض الذي يكتنف بالفعل عملية نقل السلطة المرتقبة في مصر.
وحسب خبراء قانونيين فان النظام قد يلجأ الى اعادة الانتخابات في عدد محدود من الدوائر تفاديا لتهمة رفض تنفيذ حكم القضاء ببطلان النتائج، الا ان هذا لن يمنع صدور احكام قضائية في المستقبل ببطلان كل ما سيصدر عن البرلمان بما في ذلك انتخاب الرئيس المقبل للجمهورية مهما كان اسمه. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 05 ديسمبر  2010)


ائتلاف منظمات حقوقية مستقلة يدعو مبارك لحل مجلس الشعب الجديد


2010-12-06 القاهرة- دعا ائتلاف منظمات غير حكومية مصرية راقب الانتخابات التشريعية الاثنين الرئيس المصري حسني مبارك إلى حل مجلس الشعب الجديد بسبب “مطاعن خطيرة باتت تهدد مشروعيته”. وقال الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات في بيان أصدره غداة الدور الثاني للانتخابات، انه يعلن بأسف للرأي العام أن مطاعن خطيرة باتت تحاصر بقوة مشروعية مجلس الشعب (الجديد) إذا ما اعتمد تشكيله على النتائح المعلنة للانتخابات البرلمانية بجولتيها اللتين أجريتا في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر و5 كانون الاول/ ديسمبر. وأكد الائتلاف الذي يضم عدة منظمات غير حكومية مصرية أن الانتخابات حفلت بأوسع قدر ممكن من الانتهاكات التي أعادت عقارب الساعة إلى الوراء 15 عاما على الأقل. واعتبر أن قدرا كبيرا من المطاعن على مشروعية مجلس الشعب الجديد يستمد قوته من عدم احترام اللجنة العليا للانتخابات ووزارة الداخلية للاحكام الصادرة من القضاء الاداري الذي الزمهما بادراج بعض المرشحين المستبعدين من الكشوف النهائية كما تجاهلا حكم المحكمة الادارية العليا الذي الزم اللجنة العليا بتطبيق تلك الاحكام وهو ما أدى إلى بطلان الانتخابات قانونا في عدة دوائر. واضاف الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات انه “يخشى من ان الاستمرار في اهدار حجية الاحكام القضائية وثيقة الصلة بالعملية الانتخابية وترك الامور بيد برلمان مطعون في مشروعيته من شأنه ان يطول الانتخابات الرئاسية المفترض اجراؤها العام المقبل وكل ما سيسنه البرلمان من تشريعات”. وأكد البيان انه “بناء على ذلك يدعو الائتلاف المستقل رئيس الجمهورية الى استخدام صلاحياته الدستورية بموجب المادة 136 من الدستور لحل مجلس الشعب الجديد”. وكانت المحكمة الادارية العليا أكدت في بيان أصدرته مساء السبت أن عدم تنفيذ اللجنة العليا للانتخابات “للاحكام الصادرة بالغاء الانتخابات رغم صدورها قبل التاريخ المحدد للانتخابات” في عدة دوائر يعني ان كل ما يترتب على انتخابات هذه الدوائر ليس قانونيا و”يكون مجلس الشعب عندئذ مشوبا بشبهة البطلان”. غير أن اللجنة العليا للانتخابات أكدت أن عمليات الاقتراع تمت وفق إجراءات سليمة. وأعلن المتحدث باسم اللجنة سامح الكاشف الأحد أن اللجنة ليس لديها ولاية الفصل في القضايا والنزاعات بين المرشحين، معتبرا أن اقامة اشكال في التنفيذ يحقق اثرا واقفا للحكم المطلوب تنفيذه حتى لو اقيم أمام قضاء غير مختص. وأظهرت مؤشرات أولية لنتائج انتخابات مجلس الشعب المصري نشرتها الصحف الاثنين غداة إجراء الدور الثاني، أن الحزب الحاكم واصل اكتساحه لمقاعد المجلس في حين حسنت المعارضة نتيجتها التي تبقى هزيلة. وجرت المنافسة خلال الجولة الثانية على 283 مقعدا من اجمالي عدد مقاعد مجلس الشعب البالغ 508 مقاعد من بينها 64 مخصصة للمراة. وحسم 221 مقعدا خلال الجولة الاولى للانتخابات في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر بينما تم الغاء الانتخابات على اربعة مقاعد، بحسب اللجنة العليا للانتخابات. وفاز الحزب الحاكم بنحو 95 بالمئة منها مقابل 5 مقاعد لمختلف احزاب المعارضة. وعنونت صحيفة الاخبار الحكومية الاثنين (209 مقاعد للوطني في المؤشرات الاولية لجولة الاعادة) في حين حصل (المستقلون) على 54 مقعدا وحزب التجمع على 4 مقاعد وحزبا السلام والجيل على مقعد لكل منهما. وحصل الوفد الذي اعلن انسحابه من الانتخابات على أربعة مقاعد، بحسب الصحيفة ذاتها. وعنونت الاهرام الحكومية صفحتها الاولى (10 مقاعد جديدة للمعارضة والوطني يعزز اكتساحه) وصحيفة الجمهورية (النتائج الاولى للفرز تؤكد اكتساح الحزب الوطني). في المقابل جاء عنوان صحيفة الاحرار الناطقة بلسان حزب الاحرار (فضائح الاعادة: الوطني يزور الانتخابات لصالح مرشحي المعارضة علشان الصورة تطلع حلوة). وعنونت صحيفة الوفد تعليقا على ما وصفته بـ(فضيحة الانتخابات المصرية) ان “سياسات الحزب الحاكم تهدد الاستقرار في مصر”. أما صحيفة المصري اليوم المستقلة فعنونت في صدر صفحتها الاولى (محاولة أخيرة لحشر المعارضة في الصناديق) وقالت إن المؤشرات الاولية تشير إلى فوز مرشح اخواني و4 تجمع و5 من الوفد ونائب عن حزب الجيل. ويذكر انه بموجب القانون المصري، لا يمكن لاي مرشح الانسحاب رسميا من الانتخابات بعد أن تبدأ وبالتالي فان أسماء مرشحي قوى المعارضة التي انسحبت ظلت على قوائم المرشحين في الجولة الثانية. كما ركزت المصري اليوم في عناوينها على الجدل القانوني السياسي الذي صاحب الانتخابات خصوصا في جولتها الثانية. وعنونت في صفحتها الاولى “اشتعال معركة البطلان بين القضاء الاداري و(اللجنة) العليا للانتخابات”. وقاطعت قوتا المعارضة الرئيسيتان الاسلامية والليبرالية الاخوان والوفد الانتخابات احتجاجا على حدوث تزوير وعنف. وقالت صحيفة الوفد الاثنين ان المكتب التنفيذي للحزب سيعقد اجتماعا الاربعاء لبحث تطبيق لائحة الحزب على الأعضاء الذين لم يلتزموا بقرار الانسحاب وهو ما يعني فصلهم. وكانت الجولة الاولى للانتخابات شهدت بحسب المنظمات الحقوقية المصرية المستقلة التي راقبت عمليات الاقتراع انتهاكات واسعة من بينها حشو صناديق الاقتراع ببطاقات مزورة وشراء اصوات فضلا عن أعمال عنف. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 06 ديسمبر  2010)


ويكيليكس: تخبط حكومي بإعدام صدام


كشفت إحدى برقيات وزارة الخارجية الأميركية التي سربها موقع ويكيليكس أن الحكومة العراقية أخفقت في تنظيم تنفيذ حكم إعدام الرئيس العراقي صدام حسين يوم 30 ديسمبر/كانون الأول 2006 تزامنا مع أول أيام عيد الأضحى المبارك. وجاء في برقية من السفارة الأميركية في بغداد والتي كان يشرف عليها آنذاك زلماي خليل زاده، أنه لم تكن للحكومة العراقية خطة واضحة ومنظمة للتحكم في الشهود الذين عاينوا تنفيذ حكم الإعدام. وأضافت البرقية أن الحكومة العراقية لم تتمكن من التحكم في سلوك الحاضرين، وهو ما أدى إلى حالة من التخبط والفوضى حيث هاجم بعض الحراس صدام حسين بكلمات قاسية توحي بالتشفي وروح الانتقام وردد آخرون كلمات ذات نفحة طائفية. كما أنه خلال تلك المحاكمة التقط بعض الحاضرين صورا بالهواتف المحمولة لعملية تنفيذ حكم الإعدام، وهو ما أثار جدلا دوليا واسعا ألقى بظلاله على ملابسات وخلفيات المحاكمة برمتها. وورد في البرقية المؤرخة في يناير/كانون الثاني 2007 أن السفير زلماي خليل زاده علق على الحادثة قائلا إن أنصار صدام حسين قد يستعملون ذلك التخبط للتشكيك في نزاهة محاكمة الرئيس العراقي الراحل. وأضافت البرقية أن لائحة الأشخاص الذين كان من المتوقع حضورهم لحظة الإعدام تعرضت للتغيير عدة مرات وضمت في بعض الأحيان ما بين 20 و30 شخصا.   المصدر:الفرنسية (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 ديسمبر  2010)


لماذا يرغب جنوبيو السودان في الانفصال؟

  


فاروق جاتكوث تعود مشكلة جنوب السودان الذي يختلف عن الشمال في أوجه كثيرة عرقا وثقافة ودينا ولغة، إلى العهد الاستعماري أي قبل رفع علم استقلال السودان عام 1956، إلا أن الأنظمة التي تعاقبت على الحكم بعد الاستقلال (عسكريةً كانت أم مدنية) عمقتها حتى اجتازت الحدود وامتدت إلى بقية المناطق المهشمة الأخرى.
انطلقت الشرارة في 18/8/1955 بتمرد كتيبة من الجنود الجنوبيين في مدينة توريت. وبعد ذلك امتدت الحروب الأهلية المدمرة إلى عقود من الزمن اُستغل فيها الجيش السوداني كأداة قهر وكيد لشعب جنوب السودان وكل من سولت له نفسه في الأطراف طلب حقه الشرعي في المساواة والعدالة وقسمة الثروة والسلطة.
ومن هنا نمت الرغبة في الابتعاد عن المركز الذي صارت قبضته محكمة وقوية في مقاليد الحكم وبدأ الكل يبحث عن الخلاص والفكاك من هذه القبضة، ومن هنا برزت في الأفق فكرة حروب التحرير من أجل نيل الانفصال بالذات لدى معشر شعب جنوب السودان، وعليه فإن أهم أسباب رغبة أهل الجنوب في الانفصال تكمن في الحقائق التاريخية الآتية:
* تمادي النخب الشمالية المستعربة الحاكمة في تبني الهوية العربية الإسلامية التي حددها جيل الحركة الوطنية جراء فشلهم في بناء المشروع الوطني للسودان قبل أن ينشأ كدولة، وخطاب الزعيم إسماعيل الأزهري أول رئيس للبلاد في يوم الاستقلال يقف شاهدا على ذلك حيث أعلن صراحةً أن السودان دولة عربية ومسلمة.
* ممارسة تجارة الرقيق بعون التجار الشماليين كالزبير باشا الذي بكل أسف استجار بقبره شعرا البروفيسور عبد الله الطيب (رحمة الله عليه) إبان أحداث توريت عندما قال في إحدى قصائده: ألا هل درى قبـرُ الزبيـرِ    بأننا نُذَبَّح وَسـطَ الزّنـجِ ذَبحَ البهائم.
* إقصاء السياسيين الجنوبيين في كثير من الأمور التي لها علاقة بحكم السودان بما في ذلك تقرير مصير السودان، ومؤتمر القاهرة الشهير عام 1953م يقف شاهدا على ذلك.
* الظلم الذي وقع على الجنوبيين جراء توطين (سودنة) الوظائف قبل الاستقلال في عام 1954م حيث حصل أبناء الجنوب على ست وظائف فقط من جملة 880 وظيفة، مما أدى إلى تدني نسبة مشاركة الجنوبيين في الوظائف المدنية المركزية حتى اليوم، بالإضافة إلى عدم التكافؤ في الأجور بين العاملين في الشمال والجنوب حتى توقيع اتفاقية أديس أبابا عام 1972 دون مبرر، في الوقت الذي تصرف للشماليين العاملين بالجنوب علاوة تعرف ببدل الجنوب.
* سلب الحقوق والحريات والمواطنة في محاولة لطمس هوية وثقافات شعب جنوب السودان، وجهادية الحرب الأخيرة في الجنوب دليل على ذلك. * التنمية غير المتوازنة في جنوب السودان بالمقارنة مع شماله.
* نقض العهود والمواثيق ممثلة في نقض اتفاقيات أديس أبابا 1972، والخرطوم-فشودة للسلام 1997، فضلا عما نراه اليوم في الملاسنات التي لا تسمن ولا تغني من جوع بين شريكي اتفاقية السلام الشامل الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني والتي أخرجت الشيطان من التفاصيل.
* اعتراف رئيس الوزراء الأسبق محمد أحمد محجوب في كتابه “الديمقراطية في الميزان” بأنه هو والسياسي المعروف مبارك زروق قد احتالا على الجنوبيين في مؤتمر 1947م في محاولة تضمينهما توصية ضمن توصيات المؤتمر بأن البرلمان سيمنحهم حق الاعتبار الكامل لحكومة فدرالية للمديريات الجنوبية الثلاث في حالة تصويتهم مع الأعضاء الشماليين لاستقلال السودان.
*عدم جدية الحكومة الاتحادية في تعاملها مع توظيف أبناء جنوب السودان في الوزارات والمؤسسات الاتحادية بنسبة 20% كما أقرته اتفاقية السلام الشامل عام 2005. فقد رفضت بعض الوزارات السيادية كالخارجية والمالية رفضا باتا توظيف أبناء الجنوب على الرغم من أن أمر توزيعهم وتعيينهم تم بتوقيع رئيس الجمهورية نفسه. إن التفسير الوحيد لهذا الرفض هو تمادي النخبة الحاكمة في مواصلة السياسات السابقة التي حظي الجنوب فيها بست وظائف فقط من جملة 880 وظيفة في عام 1954 أي عند توطين الوظائف التي كان يشغلها الإنجليز ما قبل الاستقلال.
* تصريحات بعض القيادات من النخب الشمالية في المؤتمر الوطني وشاغلي المناصب الدستورية في حكومة الوحدة الوطنية بقصد تخويف وإرعاب الجنوبيين بأن الويل وكل الويل سيكون لهم إذا ما اختاروا الانفصال وبأنه ستسقط عنهم الجنسية وحق المواطنة ويحرمون حتى من حق العلاج ويطردون على الفور من شمال السودان أو يصيرون رهائن حتى يقضي الله في أمرهم.
* أتت هذه التصريحات غير المسؤولة بما لا يحمد عقباه لدى المؤتمر الوطني، وعلى ضوء ذلك شد كثير من جنوبي المؤتمر الوطني ودعاة الوحدة الرحال صوب الحركة الشعبية في موكب أو موسم الهجرة إلى الجنوب إظهارا لرفضهم التام لتلك التصريحات الجارحة والمستفزة لكيانهم.
وأسوأ من ذلك، يأتي الرئيس البشير لينفخ الهواء البارد مكان اللدغة ويصرح في الأجهزة الإعلامية بشيء من الكلام مفاده أن حكومته ستولي كل الاهتمام والمسؤولية في حماية حقوق الجنوبيين وممتلكاتهم في الشمال.
* أما في ما يخص عائدات بترول الجنوب، تجدهم –أي النخبة الشمالية الحاكمة– يجهرون بسداد 50% شهريا من هذه العائدات لحكومة جنوب السودان، ولكن دون الفصح عن عدد الآبار المنتجة وإنتاجها اليومي وكيف يتم تسويق الإنتاج؟
إن تنامي الوعي لدى أبناء جنوب السودان قد تجاوز حاجز التخويف الأيديولوجي والعسكري لأنهم خاضوا معارك في مختلف المحافل داخليا وخارجيا دفاعاً عن هويتهم الثقافية عبر حركات منها حركة تحرير جنوب السودان (الأنيانيا) وحركة استقلال جنوب السودان (SSIM) والحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM) التي جاءت باتفاقية السلام الشامل 2005.
يبدو أن الأخوة في شمال السودان مصرون على فرض الهوية العربية الإسلامية دون أقل اعتبار للمجموعات غير العربية التي ترى أن الوطن لا يتطلب بالضرورة فرض ثقافة واحدة أو دين واحد أو لغة واحدة على جماعات منقسمة بعمق إثنيا أو دينياً أو ثقافيا، لأن الشعوب ليست معادن قابلة للتذويب والانصهار في أي وقت. ويظهر ذلك جليا في قول البروفيسور علي مزروعي “إن السودانيين بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم العربية والأفريقية قد اختير لهم بكل أسف أن يكونوا أسوأ العرب بدلاً من أن يكونوا أميز الأفارقة”. فإذا كان شعب جنوب السودان لا يمت للعروبة بصلة، فما جدوى انتمائه للعروبة إن لم يكن في مقدوره كعناصر غير عربية تبوؤ منصب الأمين للجامعة العربية؟ أي هل يمكن للسياسي الجنوبي الأستاذ أبيل ألير أو شخصي الضعيف تبوؤ هذا المنصب؟ كما أنني أشك أيضا في تبوؤ وزير الخارجية الأسبق مصطفى إسماعيل نفسه ذلك المنصب بوصفه عنصرا ينتمى للعروبة.
إن القهر والظلم الذى مورس على شعب جنوب السودان كان بقصد إسقاط هويتهم الأفريقية، ولكن بقوة إرادتهم تولد وعيهم بالأفرقة والأفريقانية كهوية. ويقود هذا إلى الجهل بحقيقة ماثلة ألا وهي أن وحدة الهوية ليست بالضرورة أن تحقق التفاهم في الدولة كما هو الحال في الصومال وباكستان وكوريا وهايتي.
هذا لأن هنالك دولا قامت وازدهرت رغم تعدد هويتها كالولايات المتحدة التي تقوم مجتمعاتها على الهجرة، أي على تلاقي جماعات وافدة من أديان وثقافات وأجناس مختلفة ومتباينة. وعليه فإن تحديد هوية دولة متعددة الثقافات -كالسودان– كان يجب أن لا يسبق إقامة الدولة بحسبانه القشة التي قصمت ظهر البعير ونتجت عنه المحنة التي نحن جميعا نعانيها اليوم.
كذلك فإن أي سيناريو مفاده تصعيب الاستفتاء عامة وخيار الانفصال لشعب جنوب السودان خاصةً، سوف لن تحمد عواقبه خاصة بعد أن رأى الجنوبيون خيوط الحرية والخلاص من القهر والظلم وبدأت آمالهم وأحلامهم تتعالى في أعالي قمم جبال الأماتونج من أجل صيانة وحماية إرادتهم في الحياة ليلحقوا بركب الأمم والبشرية. ويتماشى ذلك مع قول إحدى سيدات الجنوب في إحدى دول اللجوء “ماذا سأقول لأخي الذي استشهد هو وآلاف من أبناء وبنات جنوب السودان إن لم ينل شعب جنوب السودان استقلاله وأنا على قيد الحياة”.
وعلى الرغم من أن جل الحروب الأهلية بين الشمال والجنوب دارت رحاها في جنوب السودان فإن أعدادا كبيرة من أهله اختاروا النزوح شمالا. ولكن نظام الإنقاذ لم يحرك ساكنا في تقديم الخدمات الضرورية والأساسية لهم لكسب ثقتهم التي كان يمكن أن تتولد منها بذرة الوحدة الطوعية التي نبحث عنها اليوم، أو على أقل تقدير كسر حاجز الثقة بين الشمال والجنوب الذي طغى على النفوس.
ومن هنا نود أن نشيد بترحاب الأخوة في شمال السودان بأهلنا من جنوب السودان الذين أجبرتهم ظروف الحرب على النزوح بحثا عن المأوى والاستقرار.
ختاما، ومهما يكن الخيار يجب على النخبة احترامه حتى ولو أدى ذلك إلى انفصال جنوب السودان باعتباره حلا سياسيا، ويمكن أن يعمل الجميع على توطيد العلاقات والصلات الطيبة بين الشعبين في المناحي الأخرى الاقتصادية والاجتماعية وغيرها وذلك من أجل مصالحهم المشتركة.
وتكمن أهمية الحفاظ على هذه الصلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بين شعبي جنوب وشمال السودان في ضرورة تبادل الموارد الطبيعية والاقتصادية خاصة في مناطق التماس، وليس في العلائق الاجتماعية البحتة.. كالزواج وغيره كما تدعي بعض القيادات الشمالية.
ومن هنا أناشد الجميع الاحتكام لصوت العقل حتى نأتي باستفتاء سلس وهادئ يتماشى مع إرادة الشعوب التي لا تقهر. وهذا يتطلب من النخبة الحاكمة الجرأة في التخلي عن ممارسة التحريض والتخويف واستغلال أجهزة الدولة الأمنية والشرطية والإعلامية –المرئية والمقروءة والمسموعة– في الدعاية الرخيصة لجعل الوحدة جاذبة في الوقت بدل الضائع.
لقد كان بإمكانهم طرح هذه البرامج منذ اليوم الأول من توقيع اتفاقية السلام عام 2005 لكسب ود ورضا شعب جنوب السودان من أجل الوحدة، ولكن اليوم هناك حقيقة واحدة ماثلة هي أن الفأس قد وقع في الرأس وأن البكاء على الميت لا يفيد ولن يعيده للحياة.
إن الوحدة التي جاءت بها الحركة الوطنية وجيل الاستقلال (قبل وبعد الاستقلال) والتي نعيش تحت مظلتها حتى الآن، لا تغني ولا تسمن من جوع، وشهدنا كما شهد العالم أجمع أسوأ الانتهاكات في حقوق شعب جنوب السودان أكثر بكثير مما كانت عليه التفرقة العنصرية (apartheid) في جنوب أفريقيا. فلقد مورست كل أنواع القهر والظلم والقتل والدمار فيه من قبل جيش الشمال العربي المسلم وأعلن الجهاد ضد شعب جنوب السودان.
يتساءل الإنسان الجنوبي عن الوحدة التي نريد لها أن تكون جاذبة، هل تلك الوحدة التي اقتتلنا في سبيلها وفقدنا فيها نحن سودانيين فلذات أكبادنا وتضرر فيها حتى كيس الخضار ومحفظة كتب تلاميذنا في المدارس؟ أم إن هنالك وحدة طوعية بمعايير جديدة نغير فيها ما بأنفسنا أولاً قبل أن نطالب به الآخرين؟
إن الوحدة التي نحن في ظلها حتى اليوم هي بالطبع مرفوضة رفضا باتا، لإنها تشبه الوحدة بين الحصان والرجل الذي يمتطى ظهره طوال حياته. هذه وحدة لا فائدة منها. وإن كنا نأمل في وحدة بمعايير جديدة، فالكل يعرف ما يمكن تقديمه من تضحيات كإعادة النظر في تحديد هوية السودان، وإعادة صياغة الدولة بنظام علماني ديمقراطي يتساوى الجميع تحته في الحقوق والواجبات والتوزيع العادل للسلطة والثروة. تلك هي أنسب طريقة للوصول إلى الوحدة في التنوع بالمفهوم الديمقراطي الذي يستظل الجميع تحت مظلته دون استعلائية في الدين أو اللون أو الجنس أو غيرها.
ويبدو من هنا أن الأمر قد وصل طور الاستحالة لتحقيق الوحدة بوصفها خيارا للسودان حيث إن كفة الانفصال قد صارت الأكثر ترجيحا وواقعيةً من أي وقت مضى. فالإعداد لخلق سودان موحد أو جديد يتطلب بل يستدعي الأخذ في الاعتبار كل المكونات الثقافية للسودان شرطا أساسيا للوصول إلى وفاق وطني نحو هوية تستوعب وتتفاعل مع الخصائص الثقافية والاجتماعية لتجنيب الوطن الانفصال ومآلاته، وإلا فالانفصال آت لا محالة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 5 ديسمبر 2010)


الخليج بين الدرع الأميركية والتحدي الإيراني


جورج سمعان
إيران الجامع المشترك لثلاث فعاليات إقليمية ودولية هذا الأسبوع: قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تنعقد اليوم في أبو ظبي. والمحادثات التي تستأنف اليوم وغداً في جنيف بين الجمهورية الاسلامية والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا. «منتدى حوار المنامة» المنعقد في العاصمة البحرينية والمواقف التي أعلنها كل من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الإيراني منوشهر متقي. وقبل ذلك وبعده إيران الجامع المشترك والطاغي في معظم المراسلات الديبلوماسية السرية التي كشفها موقع «ويكيليكس».
يكفي هذا الموقع الذي باتت تحتله إيران في مواجهة الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، لتتحول التحدي الأكبر لجيرانها، دول مجلس التعاون الخليجي. فهذه الدول هي جغرافياً الخط الأول لهذه الحرب الباردة وستكون مسرح العمليات الأول إذا رجحت كفة الخيار العسكري.
ليس هذا التحدي الضاغط مصدر تهديد وحيد لدول المجلس. فالتحديات القديمة الجديدة، الداخلية والمحيطة، لا تزال ماثلة. وتشكل صلب محادثات القمة الخليجية في أبو ظبي اليوم. وهي لا تحتاج إلى مزيد من الشرح والدراسات. وعلى رأسها تطوير آليات وإجراءات لتنويع مصادر الدخل لتمويل موازناتها، فلا تظل تعتمد على عائدات النفط والغاز فقط. وبين الأخطار هذا الخلل في التركيبة السكانية التي ترجح الكفة فيها للعمالة الأجنبية بنسب متفاوتة في كل من هذه الدول.
وبين الأخطار أيضاً ما تشكله «جيوش القراصنة» في القرن الأفريقي من تهديد لحرية الملاحة في الممرات النفطية خصوصاً، من بحر العرب إلى باب المندب. فضلاً عن الاضطرابات في الصومال وما قد يخلفه الاستفتاء في جنوب السودان من قلاقل… فيكتمل قوس الأزمات حول الدول الست، إذا أضفنا إليها هذه الحرب المفتوحة بين سلطات اليمن و«القاعدة» وغيرها من الحركات التي تعمل على تقويض استقرار هذا البلد وتحويله منطلقاً للعبث بأمن جيرانه.
كما أن انسداد الأفق في مسيرة التسوية في الـشرق الأوسط يعزز الصراع الذي باتت إيران عنصراً أساسياً فيه، لظئلا نقول طاغياً على الدور العربي. وهو ما يخلف آثاراً وتهديدات لدول مجلس التعاون.
لكن إيران بملفها النووي وما يتفرع عنه من مواجهة مع المجتمع الدولي، وبتمدد نفوذها في أكثر من موقع عربي، تشكل التحدي الكبير لجيرانها الخليجيين والعــائق أمام قيام نظام اقليمي تسعى إليه واشنطن أساساً، بالتعاون مع دول الشرق الأوسـط «الكـبير»، مـن أفـغانستان إلى شمال أفريقيا.
ولا ضرورة هنا للتذكير بالمواقف التي تتخذها الجمهورية الاسلامية حيال جيرانها وتثير مخاوفهم. يكفي تهديدها بأن دول الخليج لن تكون بمنأى عن أي مــــواجهة عسكرية بينها وبين الولايات المتـــــحدة أو إسرائيل. وتكفي هذه المناورات الإيرانية التي لا تتوقف في مياه الخليج والتي يقابلها تعزيز القواعد الأميركية وشبكة الصواريخ التي عمت المنطقة أخيراً براً وبحراً. ويكفي اندفاعها نحو الامساك بالساحــــة الـــعراقية التي تركت أبواب الخليج الشرقية – الشمالية مشرعة أمام رياح أين منها ريــــاح السموم!
إن مسؤولية الدول الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة، في المنطقة وما يدور فيها واضحة لا نقاش فيها. لكن إيران أيضاً تتحمل مسؤولية موازية. ولعل أول المطلوب لتفادي الانجرار إلى حرب رابعة فيها، هو أن تبدل الجمهورية الاسلامية في نبرة خطابها.كان جيرانها يشكون أيام ولاية الرئيس محمد خاتمي من «ازدواجية» المواقف. وهم يعانون اليوم من نبرة التعالي والفوقية… والاملاء كتلك التي توجه بها الرئيس محمود أحمدي نجاد في قمة مجلس التعاون في الدوحة قبل سنتين.
وعلى طهران أن تعترف أولاً بأن ثمة مصالح متبادلة للمجتمع الدولي – والدول الصناعية أساساً – وأهل الإقليم في قضايا النفط والغاز. وأي حوار يتجاهل هذه الحقيقة لن يكتب له النجاح ولن يخرج المنطقة من أسر العسكرة الدولية وسباق التسلح. ولن يبعد الأطماع ويزيل القواعد العسكرية والدروع الصاروخية.
إن الاتفاق بين دول المنطقة على حماية مصادر الطاقة وممراتها، وبقاء هذا الشريان الحيوي في متناول الدول الصناعية بشروط مقبولة للطرفين، وحده الكفيل بإبعاد شبح الحرب. ووحده الكفيل بترسيخ نظام إقليمي يعرف فيه كـــــل طرف حدود واجباته ومسؤولياته. والواقع أن ما يزيد تعقيد أي حوار محتمل بين إيران وخصومها هو أنه لن يقتصر على الملف النووي، بل سيتناول الدور الذي ستؤديه طهران والسياسة التي ستمارسها بما ينسجم والقواعد الدولـــية، في ما خص العلاقات الندية مع الجيران، ووقف التدخـــــل في شؤونهم الداخلية، ووقــــف مناهضة المساعي لإقرار تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين… في مقابل وقف التدخل في شؤون الجمهورية الاسلامية ورفع الحصار وكل القيود الاقتصادية المفروضة عليها والاعتراف بدورها وموقعها في أي نظام إقليمي.
وما يزيد في تعقيد أي حوار محتمل هو طموح إيران إلى أرجحية في أي نظام جديد. لكن دون ذلك عقبات وحقائق لا يمكن القفز فوقها. ذلك أن الجمهورية الاسلامية على تماس مع دول مجلس التعاون في أكثر من ملف وساحة، من لبنان وفلسطين إلى العراق وأفغانستان.
كما أن النظام الإقليمي في الخليج لا يشمل دول المنطقة فحسب، وإن بدت هذه الدول إثر مغامرة صدام في الكويت كأنها تحاول التفرد أو الانعزال عن الجامعة بمنظومة مستقلة. إنه جزء لا يتجزأ من النظام العربي الذي لا يمكن أن تغيب عنه مصر «الغائبة» ولكن المعنية بأمن الخليج، في تاريخها الــحديث وتاريخها القديم، أيام الصــراع بيــن الفراعنة والفرس على الشرق الأوسط.
وتشمل عناصر هذا النظام تركيا التي يدفع الخليجيون بها إلى أدوار توازي الدور الإيراني في المنطقة. ويشمل باكستان وافغانستان. والواقع أن إسلام آباد تصرفت في السابق وتتصرف علناً على أساس أن أمن دول الخليج العربية من أمن باكستان، وأن ليس مسموحاً لإيران بأن تمتلك سلاحاً نووياً لأن في ذلك تهديداً لأمن هذه الدول. وكانت باكستان ومعها أفغانستان، تؤديان قبل اعتداءات 11 (أيلول) سبتمبر 2001، دوراً حيوياً في إشغال الجمهورية الاسلامية بآسيا الوسطى، حديقتها الخلفية، بدل الاندفاع نحو الخليج. ولا يخفى الدور الذي يمكن أن يلعبه مجلس التعاون، خصوصاً السعودية على صعيد باكستان وأفغانستان أيضاً. وهما فضاءان حيويان للجمهورية الاسلامية.
صحيح أن التعامل بيــــن إيران ودول المجلس يختلف بين دولــة وأخــرى. أي أن الـدول الست لا تسير في خــط سيــاسي واحـد حــيال الجار الشرقي. لكن هذا التباين لم يحل دون توافق الخليجيين على التعاون مع الولايات المتحدة ودول كبرى أخرى، على معاهدات واتفاقات دفاعية وعسكرية وإجراءات ميدانية وصفقات تسلح… من أجل ضمان تدفق النفط والغاز (20 في المئة من السوق العالمية يمر عبر مضيق هرمز).
ومثل هذه التدابير، معطوف عليها تعزيز قوة «درع الجزيرة»، والشبكة الصاروخية التي نشرتها أميركا في الخليج، ومعطوف عليها إقرار حلف «الناتو» نشر الدرع الصاروخية في دول الحلف لمواجهة أي أخطار وتهديدات رأى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن إيران تشكل أكبرها… تعزز ثقة دول المجلس وقدرتها على مواجهة النفوذ الإيراني. أو على الأقل تعزز موقعها وتصحح بعض الخلل في ميزان القوى مع جارها الشرقي بما يحد من جموحه نحو السيطرة والغلبة.
تعرف إيران، مثلما تعرف دول مجلس التعاون، أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتخلى عن وجودها العسكري في الخليج أياً كانت الظروف. ولا يمكن أن تسمح لأي قوة مهما بالغت في التحدي أن تنافسها على موقعها في بحر النفط هذا وممراته.
تتذكر طهران وجيرانها أن البحرية الأميركية تولت في العام 1987 للمرة الأولى حماية ناقلات النفط الكويتية لعبور الخليج أثناء الحرب العراقية – الإيرانية. وقدمت شتى المساعدات إلى بغداد، وقلبت موازين القوى لمصلحتها، ودفعت الخميني إلى «تجرع السم» والقبول بوقف النار… ثم كانت حرب تحرير الكويت التي أظهرت فيها واشنطن عزمها على عدم التسامح حيال أي تهديد لمصالحها في الخليج.
وتعرف إيران ودول المجلس أن ما يهم أميركا أيضاً توفير أكبر حماية ممكنة لقواتها المنتشرة في المنطقة، ومواجــهة أي احتمالات ومفاجآت، خصوصاً في ضوء قرار استكمال الانسحاب من العراق السنة المقبلة والمتاعب التي تواجهها في أفغانستان. كما أن محاربة شبكات الارهاب تحتل موقعاً متقدماً في الاستراتيجة الأميركية في المنطقة كلها، خصوصاً في أفغانستان وباكستان واليمن حيث التدخل العسكري الأميركي غير المعلن.
ما لم تعترف أميركا ودول المجلس بأنه يستحيل ترسيخ الاستقرار في الخليج من دون إيران، وما لم تعترف الجمهورية الاسلامية بحدود دورها وبمصالح الآخرين في المنطقة لا يمكن أن تجد حلاً سلمياً للملفات الكثيرة موضوع المواجهة مع الولايات المتحدة… إلا إذا تمكن أهل الخليج بضفتيه الشرقية والغربية من التوافق على صيغة إقليمية قادرة على الموازنة بين المصالح والأطماع والطموحات في هذه المنطقة الحيوية من العالم… عندها فقط تتبدد مخاوف أهل مجلس التعاون من المواجهة الدامية، أو من «الصفقة» على… حسابهم.  
 (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم  6 ديسمبر 2010)  

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

3 octobre 2003

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1231 du 03.10.2003  archives : www.tunisnews.net قدس برس: تونس: الحكومة تأمر بالتقشف والتحكم

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.