الأربعاء، 31 يناير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2445 du 31.01.2007

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت: بـيـــــان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: خبر موجز منتدى نـواة: أصداء الحملة الأمنية في بنزرت و ضواحيها آيفكس: خبراء وإعلاميون يناقشون المعوقات والتحديات التي يواجهها الإعلام في شمال إفريقيا واس: سياسي / تونس والجزائر / عبور الحدود واس: سياسي / تونس والاتحاد الأوروبي / محادثات  الحياة : وزراء الداخلية العرب يدرسون خططاً لتعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الحياة: الأمير نايف: نجاح الجهود العربية لمكافحة الإرهاب تجاوز 90 في المئة الصباح: في الدورة 24 لمجلس وزراء الداخلية العرب: هاجس التصدي لظاهرة الارهاب والتطرف والجريمة المنظمة يطغى على الأعمال الصباح:وزير الداخلية الاردني:تفعيل القائمة السوداء للإرهابيين و تعميها على الدول الأعضاء القدس العربي: زوجان تونسيان يحاولان تهريب الكوكايين في بطن رضيعهما الميّت الموقف: تطاوين: حال البيئة بين التوظيف السياسي والوعي الأيكولوجي السليم مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات: مستقبل الشراكة العلمية العربية-التركية في مجال الآثار العثمانية القدس العربي: المغرب يقترب من بدء صرف تعويضات لضحايا قمع الدولة في عهد الملك الحسن الثاني  سويس إنفو : بلغاريا تحاكم ضباطا ليبيين غيابيا بتهم تتعلق بالتعذيب القدس العربي: جند السماء ينفون التخطيط لقتل المراجع  سويس إنفو: العراقيون يهربون من الصراع عبر الحدود  سويس إنفو: أمريكا تحت ضغط لوقف رفض طلبات اللاجئين العراقيين سليم الزواوي:  الشباب بعيدا عن مصيدة الإرهاب: نحو سياسة شبابية مغايرة م.الفات: البعثيون التونسيون في مسارات الحركة الوطنية (1961-1968) في منتدى الذاكرة الوطنية  الهادي المثلوثي : حذاري من المس بشهدائنا لأننا نحبهم أكثر مما نحب أنفسنا المولدي الزوابي: عظمة الدولة تقاس بمدى إحترامها للحريات العامة

محمد العروسي الهاني: أربعون يوما في ريفنا الجميل الممتاز , سمعت وشاهدت مشاغل أهلها وفلذات أكبادنا ومعاناتهم . في ريفنا الجميل مناخ طيب د. خالد الطراولي: قراءة في شرعية الاستثمار في  البورصة (1/7) عادل القادري: لا فتوى في التشريع …فارحموا المرأة وارحمونا أيها الفقهاء  الدكتور محمد الهاشمي الحامدي: أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم عبد الحميد الحمدي:  الإمام القدوة مالك بن أنس رضي الله عنه ـــ ج 2  برهان بسيس: الأمة، المصحة، وليخسأ الخاسئون!! د. أحمد القديدي: كيف سيكون العالم مع الجيل القادم؟ محمد كريشان: فلسطين: يا تحلوها.. يا..! د. شاكر النابلسي: هل قاد اخفاق العَلْمانية إلى الارهاب؟ محمد الرميحي: قرن عربي في التيه السياسي الهاشمي بن علي: ما أغنى قليله عن كثيره…


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@yahoo.fr 31/01/2007
 بلاغ
أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس ظهر هذا اليوم 31/01/2007 حكما بالسجن خمس سنوات  في القضية عدد 40466 و التي موضوعها الاعتراض على الحكم الغيابي الصادر بتاريخ 20/06/1955 و الذي قضى غيابيا بسجن السيد محمود بن عبد الله بن سعيد التونكتي بعشرة أعوام سجنا من أجل وضع النفس زمن السلم تحت تصرف منظمة ارهابية تعمل بالخارج و قد دافع عن المعترض المذكور ثلاثة محامين طلبوا جميعا الحكم بسقوط العقاب بمرور الزمن ( أكثر من عشر سنوات على مرور الحكم) و الغريب في الأمر أنه رغم خلو الملف من كل حجة أو قرينة أو شبهة بانضمام المعترض لأية جمعية أو وضع نفسه تحت أي منظمة.
و قد انبنى الحكم الغيابي المعترض عليه على ما اعتبر شهادة صادرة عن أحد المحكوم ضدهم تفيد أن المعترض شارك في عمليات حربية داخل التراب الأفغاني و عند مكافحته به أنكر أن يكون تعرف على المعترض أو التقى به و أن الشخص المسمى “أبو محمود” لا تنطبق أوصافه على المعترض   و من جهته أنكر المعترض أن يكون ذهب إلى أفغانستان.
رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت 75  شارع فرحات حشاد 7001 بنزرت ـ الهاتف 435.440  72٭ ــ بنزرت في 30 جانفي 2007  بـيـــــان
           يعلم  فرع  بنزرت  للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان  الرأى العام أن البوليس السياسي يواصل بدون  إنقطاع منذ أشهر عديدة ،  الايقافات العشوائية خاصة في  صفوف الشبان الملتزمين بواجباتهم الدينية . ثم  إزدادت هذه الحملة  مباشرة بعد الافراج  علي بعض المساجين السياسيين في السنة الماضية (2006) . وكانت أبحاث الموقوفين جلها تدور حول التدين والفقه  والشيعة والسنة وفلسفة القرآن الكريم والتشريع الاسلامي في العهده القديم  وجدواه في العصر الحديث ، ثم كيفية الصلاة في المذاهب الاربعة وممن تعلم الموقوفون الصلاة ومع من يصلون خارج المساجد وما هي الدروس الدينية المتداولة  بين الشبان والاماكن التى يرتادونها حتى ولو كانت في منازل عائلية… ألخ وما حول هذه  المواضيع.  وأما بعد ما جد من حوادث دامية خلال شهر ديسمبر الماضي وشهر جانفي الحالي ، إزدادت المداهمات والايقافات والاختطافات  و (المفقودين) كثرة . منهم من أطلق سراحه بعد تعنيفه وتهديده لا لأجل شئ  سوى الصلاة واللحية . هذه  الانتهاكات  أصبحت يومية وصل بعضها الى هيئة  فرع الرابطة ببنزرت بطرق صعبة جدا لأن مقر الرابطة محاصر اﻟـ  24/24 ساعة  ويمنع البوليس الدخول إليه بداية من تاريخ 9 سبتمبر 2005 ، أي  قبل انعقاد قمة المعلومات بتونس في شهر نوفمبر 2005 ليومنا هذا .
وعلى سبيل الذكر ولا الحصر نذكر للرأى العام فيما يلي  بعض العينات :
1)      يوم الثلاثاء 23 جانفي الجاري وقع  إيقاف الشاب : محمد بن الشريف الطرابلسي وهو من سكان جرزونة معتمدية بنزرت .  أنكر البوليس أن يكون هذا الشاب المذكور موقوفا لديه. بعدها توجه والده السيد الشريف الطرابلسي الى مقر فرع الرابطة ببنزرت للإستعانة به لإيجاد إبنه المفقود، فألقي عليه القبض من طرف البوليس أمام باب مقر الرابطة وقادوه الى المركز حيث أسمعوه من الالفاظ ما لا يليق إيعادة ذكره ، ثم  أطردوه من المركز بالتهديد والوعيد إذا عاد وحاول الاتصال بفرع الرابطة مرة أخرة .    2)      كذلك يوم السبت 27 جانفي إختطف البوليس الشاب : نور الحق بن الشيخ، تلميذ سنة سادسة ثانوي ببنزرت، سنه 17 سنة وأربعة أشهر- ويذكر أن البوليس قد بدأ في جلبه للمركز وبحثه مرارا وتكرارا دون إنقطاع منذ سنتين حيث فتشوا إنذاك منزل عائلته باثين الرعب رغم  أنهم لم يعثروا إلا على كتب مطالعة ولعب أطفال. وبقى مصيره مجهولا لحد الان ويخشى عليه والداه من التعرض الى التعذيب ويطالبان السلطة أن تدلهما على مكان الايقاف وأسبابه . 3)      يوم الإثنين 29 جانفي الجاري اقتحم جمع من البوليس مقر تجاري للسيدة حياة كاترو زوجة السيد نورالدين ريحان حيث أوقفوا ابنها الشاب حسام ريحان ولما اعترضت والدته على تعنيفه وقع دفعها بعنف إلى الوراء فسقطت أرضا لا تقدر على الحراك لأنها مصابة بمرض السكري وفي ذات الوقت تعنفوا مع ابنها الأمر الذي جعل الأم تعتقد أن يد ابنها المذكور أصابه كسر ثم غادروا الحانوت بعد أن عاثوا فيه فسادا. وبعد أن استجمعت قواها اتجهت الأم إلى مركز البوليس وخاطبت بعضا ممن أهانوها في مقرها، طالبة أن يطلقوا سراح ابنها.فهددوها إن لم” تقلب” وجهها فسوف يعاقبوها هي أيضا، وبأنهم ليس لديهم ابنها ولا يعرفونها سابقا.
 إن فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:
  أ –   يستنكر هذه الانتهاكات ضد أبرياء ليس لهم ذنب سوى التدين المشروع أو لباس شخصي. ب-  يحمل السلطة هذه التصرفات التي لن يترتب عنها غير ما لا يرضي المجتمع التونسي.    ت-  نطالب السلطة مرة أخرى أن تقييم تصرفاتها الغير قانونية ليتجنب المجتمع ما لا يحمد عقباه.
عن هيئة الفرع . الرئيس. علي بن سالم.

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 21، نهج بودلير – العمران – 1005 تونس الهاتف : 71.280596 – الفاكس : 71.892866 البريد الإلكتروني : ltdhcongres6@yahoo.fr خبر موجز  
صدرت ببعض الصحف المحلية هذه الأيام “أخبار” وتعاليق مفادها أن أزمة الرابطة في طريقها إلى الحل على أساس أن هناك “مبادرات” بين السلطة والرابطة تقوم بها بعض الأطراف.
والمعلوم أن الهيئة المديرة للرابطة ما فتئت تنادي بالحوار مع السلطة وبضرورة إيجاد حل لأزمة الرابطة التي تسببت فيها السلطة بمنعها من النشاط ومحاصرة مقراتها واستعمال القضاء لتعليل منع انعقاد مؤتمرها السادس. والهيئة المديرة التي تأمل منذ مدة طويلة في حصول مبادرات جدية لحل تلك الأزمة تعلم مع الأسف العميق أنها لم تسمع بمثل تلك المبادرات ولم يتصل بها أي طرف مكلف بالقيام بمساع للعمل من أجل حل الأزمة.
كما تلاحظ الرابطة أن بعض الصحف تصر على إيراد معلومات مغلوطة من ذلك القول بأنه كان مقررا أن يتم يوم 12 جانفي 2007 التصريح بالحكم في القضية المرفوعة ضد الرابطة لإبطال الدعوة لعقد المؤتمر السادس… في حين أن تلك الجلسة كانت لتبادل التقارير وليست للمفاوضة والتصريح بالحكم ولا حتى للمرافعة، وقد تأجلت بطلب من القائمين بالدعوى وصرفت للمرافعة يوم 03 فيفري 2007 (وقد تم الإصرار على إيراد هذا الخبر المغلوط وتأكيده حتى بعد تلك الجلسة ليبنى عليه أن هناك مبادرات لحل الأزمة وأن تأخير التصريح بالحكم يدخل في هذا الإطار !!!). كما تحدثت هذه الصحف عن توصل الهيئة المديرة برسالة جديدة من طرف ما سمي “مجموعة الـ 108” وهذا أيضا غير صحيح بالمرة … فلماذا الإصرار في هذا الوقت بالذات على إيراد كل هذه “الأخبار” غير الصحيحة … ؟

أصداء الحملة الأمنية في بنزرت و ضواحيها

 

يوم 29 جانفي 2007 قام عشرات من رجال الأمن بمداهمة مكان عمل الشاب حسام ريحان حيث تم تعنيفه و اقتياده إلى مكان مجهول.

و في نفس اليوم ، 29 جانفي 2007 ، تم اعتقال الشاب نور الحق بالشيخ القاطن بمدينة بنزرت..

محمد بن محمد: تم إيقافه مؤخرا يوم السبت 20 جانفي 2007 من محل سكناه القاطن بمدينة ببنزرت. و تجدر الإشارة بأن الشاب محمد بن محمد قد تمت إحالته على المحكمة في شهر جويلية من سنة 2005 حيث صدر ضده حكما ب10 سنوات سجن و 5 مراقبة إدارية. و قد حكمت محكمة الإستئناف بإطلاق سراحه بعدم سماع الدعوى.

 

ومن مدينة بنزرت وقع إلقاء القبض على كل من :

 

محمد بن حمودة

أيمن حدوش

بشير الصفاقسي

محمد الصفاقسي

عبد العزيز التميمي

ناجي عروة

نور الحق بالشيخ

محمد الطرابلسي

بشير بن شعبان

 

من مدينة منزل الجميل ألقي القبض على:

 

مراد القيزاني

سعيد الغربي

نجم الدين طليبة

حسين الزموري

 

و من مدينة رأس الجبل تم اعتقال:

 

جمال الملاخ

وليد محجوب

مهدي بن رايس

أمجد مرابط

أشرف التونسي

 

و تجدر الإشارة بأن جهات أمنية قد سلمت جثة الشاب محمد بن عيسى بن خليفة إلى عائلته في رأس الجبل حيث تم دفنه في الخامسة صباحاً بأمر من رجال الأمن بعد أن مُنعت عائلته من فتح تابوت الجثمان.

 

وليد محجوب تم إيقافه في 4 ديسمبر 2007

 

و قد أصدرت الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم 23 جانفي 2007 برئاسة القاضي عبد الرزاق بن منى أحكاما في القضيّة عدد 11687على شباب من مدينة منزل بورقيبة و هم:

 

خالد العرفاوي 5سنوات

نضال بولعابي 5 سنوات

وليد السعيد 5 سنوات

أحمد الفازعي 5سنوات

رضوان الفازعي 9سنوات

علي بن سالم 7 سنوات

 

و في في وقت سابق تم تحويل عدد من الشباب كانوا يجرون مبارات في كرة القدم إلى مخفر الشرطة بمركز بوقطفة ببنزرت للتحقيق معهم. ولم يتم إطلاق سراحهم إلا بعد أن هرع إلى نجدتهم شيخ الرابطيين علي بن سالم الذي سارع إلى مركز الشرطة داعياً رجال الأمن إطلاق سراحهم:

 

إلياس منصر

حبيب منصر

وايد البوغانمي

أحمد المقراني

محمد العلاوي

محمد الشباب

محمد حمودة

حسين البوغانمي

إسكندر البوغانمي

 

(المصدر: منتدى تحت السور بموقع نـواة بتاريخ 31 جانفي 2007 على الساعة 12 و56 دقيقة)

الرابط: http://www.nawaat.org/forums/index.php?showtopic=13510

 


آيفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير
23 يناير/ كانون الثاني 2007 القاهرة – مصر

**  في اجتماع نظّمه مركز القاهرة: خبراء وإعلاميون يناقشون المعوقات والتحديات التي يواجهها الإعلام في شمال إفريقيا (تقرير موجز)**

** مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان – CIHRS ** عقد مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان خلال يومي 13-14 يناير 2007، بمدينة القاهرة، اجتماعًا تشاوريًّا تحت عنوان “نحو إعلام جديد: المعوقات والتحديات التي يواجهها الإعلام في شمال إفريقيا”، وقد شارك بالاجتماع مجموعة من رؤساء تحرير الصحف، وكتاب الأعمدة والصحفيين والإعلاميين – من 14 صحيفة و6 قنوات تليفزيونية ومحطة إذاعية – والأكاديميين، وممثلين عن عدد من المنظمات الدولية, وعدد من القانونيين والناشطين الحقوقيين، وذلك من 6 دول عربية تقع في شمال إفريقيا وهي (مصر– ليبيا – الجزائر – تونس – المغرب – موريتانيا)، ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة من الاجتماعات التشاورية الإقليمية التي عقدت على مستوى القارة الإفريقية، على مدار عام 2006 ، بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية الأفريقية بالأمم المتحدة ECA، والمنتدى العالمي لدعم الإعلام وهيئة الإذاعة البريطانية BBC ، ومبادرة تنمية الإعلام في أفريقيا. وتستهدف هذه الاجتماعات الوصول إلى فهم مشترك عن حالة قطاع الإعلام في أفريقيا، وتوفير منبر للحوار والتشاور بين الفاعلين الإعلاميين في أفريقيا، وللشركاء الدوليين المعنيين بالإعلام؛ لتحديد القضايا ذات الأولوية على المدى القريب والمدى البعيد، وكذلك المجالات التي بحاجة للدعم لتحقيق قطاع إعلامي قوي ومستقل.
الإعلام بين سيطرة الدولة والملكية الخاصة تناولت الجلسة الأولى في الاجتماع، الإعلام بين سيطرة الدولة والملكية الخاصة، وقد تولى رئاسة الجلسة عبد اللطيف شهبون الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بالمغرب، وتحدث فيها كل من عبد الله خليل الخبير في القانون الدولي لحقوق الإنسان، وأنور الهواري رئيس تحرير جريدة الوفد المصرية، ونزيهة رجيبة نائبة رئيس المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع بتونس. أكد المشاركون أن تشريعات الصحافة في دول شمال إفريقيا لم تطرأ عليها أية تغييرات جدية؛ حيث ما تزال الأنظمة الحاكمة في تلك الدول تحكم سيطرتها على وسائل الإعلام المختلفة، رغم مناخ الانفتاح النسبي الذي شهدته بعض هذه الدول بصورة متفاوتة. وفي هذا السياق فإن حريات الرأي والتعبير لا تزال مقيدة، وبحاجة إلى إطار تشريعي جديد، حيث تخضع الصحف المملوكة للدولة لسيطرة الحكومة، بدءًا من تعيين رؤساء التحرير، دون معايير واضحة، وحتى احتكارها للتوزيع، وكذلك تحكمها في منح تراخيص إصدار الصحف المستقلة. على سبيل المثال، فإن القانون المصري قصر إصدار الصحف على الأشخاص الاعتبارية العامة، واشترط في إصدار الصحف بواسطة الأشخاص الاعتبارية الخاصة –فيماعدا الأحزاب والنقابات والاتحادات- أن تأخذ شكل تعاونيات. ومن ثم فقد حرم القانون الجمعيات والمؤسسات الخاصة من إصدار الصحف، ما لم تتخذ شكل التعاونيات. وحصر حق الإصدار للشركات أن تتخذ صيغة الشركات المساهمة، مستبعدا كافة الأشكال الأخرى للشركات، فضلا عن حرمانه للأفراد من حق اصدار الصحف، كما فرض قيودا مالية هائلةتجعل إصدار الصحف الخاصة عمليا حكرا على رجال الأعمال. بالإضافة إلى ممارسة المجلس الأعلى للصحافة لدور الرقيب على الصحافة؛ فيتحكم في منح ومنع تراخيص إصدار الصحف، كما أن المطبوعات المصرية التي تطبع في الخارج تتعرض هي الأخرى للرقابة، بل إن القانون يعاملها معاملة الصحف الأجنبية ويمنح للسلطات حق مصادرتها. وطالب المشاركون بتقليص سلطة المشرِّع في المنطقة العربية، والتي تتيح له التدخل لفرض قيود على الحقوق والحريات العامة، لافتا إلى أن كل القوانين المقيدة مستوردة من أوروبا الشرقية قبل تحولها للديمقراطية. وتناول النقاش وجود قيود على الانترنت، الذي خلق فضاء افتراضى لممارسة حرية الرأي والتعبير، وقد تطرَّق المشاركون لمسألة خضوع الإعلام في تونس لشخص واحد فقط، هو رئيس الدولة الذي نجح في مصادرة حرية التعبير بأساليب بوليسية. وأشاروا إلى استمرار ضعف البرلمانات العربية في مواجهة ضغوط الحكومات واستعداد هذه البرلمانات للقبول بفرض مزيد من القيود على الإعلام والصحافة، وضربوا المثل بذلك في استمرار العقوبات السالبة للحريات واستحداث قوانين مكافحة الإرهاب وتوظيفها في تقييد حريات الرأي والتعبير، كما أشارت المداخلات إلى ما يعانيه الصحفيون فى تونس من تلفيق القضايا لهم بسبب مواقفهم السياسية المعارضة، و في هذا السياق طالبت بعض المداخلات بضرورة تأسيس قناة عربية مستقلة تناقش قضايا الحريات فى الوطن العربي. وأكدوا أن أرقام طباعة وتوزيع الصحف فى مصر أصبح سرًا، لا أحد يستطيع الوصول إليه، وأشاروا إلى أنه في ظل استمرار الهيمنة الحكومية على الصحف وعلى وجه الخصوص في ليبيا وتونس، فإن الصحافة تعمل بدون نصير اجتماعي، فلا يوجد شعب عربى يمكن أن يهب لحماية حرية الصحافة، بسبب حالة النفور المجتمعي من الصحف الخاضعة لسيطرة الأنظمة الحاكمة والمملوكة لها. وركزت مداخلات المشاركين على تصدى الأنظمة العربية لإجراء أي تغيير جوهري على القوانين التسلطية، الخاصة بحرية الصحافة، وطالبوا بوقفة مع الصحافة، التي تزعم أنها تدافع عن الحرية والإصلاح، في حين أنها تحتفي بالنظام التونسي، وتنشر موضوعات إعلانية، وتقدمها على انها انجازات الحرية، واحترام حقوق الانسان فى تونس، ودعوا إلى إلغاء الحبس في قضايا النشر، ومنع إغلاق الصحف، مؤكدين على أهمية مواجهة عقبة نقص الخبرة اللازمة لدى الصحفيين وكذلك العمل على انشاء صناديق لتوفير منافذ إعلامية جديدة . ودعت المداخلات إلى مشاركة المجتمع المدنى فى صياغة القوانين، وإلغاء العقوبات من قوانين الإعلام،ووقف التعطيل الإداري والقضائي وإلغاء قيد رأس المال عند إصدار الصحف؛ بحيث يصبح من حق أي فرد إصدار صحيفة أو تملك وسيلة إعلامية. ودعت المداخلات إلى أهمية قيام الصحف بالكشف عن مصادر التمويل، و ميزانيات الصحف؛ لتفعيل مبادئ الشفافية والنزاهة، وإلغاء العقوبات الجماعية على الصحف، وتفعيل المعايير الموضوعية للإعلام. وطالبت المداخلات بوضع قائمة سوداء للصحفيين الذين يحصلون على رشاوى من الأنظمة العربية، بالإضافة إلى الإفراج عن معتقلي الرأي والتعبير. مقومات استقلال الإعلام المرئي والمسموع
أما الجلسة الثانية، فتناولت موضوع مقومات استقلال الإعلام المرئي والمسموع، وقد تولى رئاسة الجلسة الدكتور صفوت العالم الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، و تحدث فيه كل من عمرو خفاجى مدير قناة دريم، ورضوان بوجمعة أستاذ الإعلام بالجامعة الجزائرية، والدكتورة رشا علام في قسم الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتولى التعقيب محمد خاتم معد ومقدم برنامج تحقيق بالتليفزيون المغربي. وتناولت ورقة علمية أعدتها الدكتورة رشا علام بالاشتراك مع الدكتور حسين أمين الأستاذ في قسم الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إصلاح الإرسال الإعلامي في مصر، وقد انتقدت الورقة احتكار الحكومة المصرية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، لافتة إلى أن هذا التركيز فى الملكية أدى إلى سوء استغلال السلطة السياسية من خلال الدولة، وأمام الزخم الهائل من القنوات الفضائية الخاصة، المتاحة أمام المشاهدين بفضل التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال، أصبح أمام هذا الإعلام الرسمي تحديًا في كيفية التصدي والصمود أمام هذا الإرسال التجاري، الذي ظهر وأخذ يتطور،دون أن تكون هناك ترتيبات وتنظيمات قانونية على أدائه، أو على المحتوى الذي يقدمه. وفي هذا الإطار طرحت الورقة عددًا من النقاط، التي تلخص أهم مواطن قصور الهيكل الإداري لإتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، وهي:
– خضوع قنوات الإرسال المصرية للأجهزة الحكومية بسبب سيطرتها الكاملة عليها. – الفشل في إنشاء جهاز قضائي يضمن حرية الإعلام. – الافتقاد للوضوح فيما يتعلق بالمسؤوليات في مجال الإعلام المصري وفي تقديم المعلومات الموضوعية للجمهور. – عدم وجود أي تنوع في القطاع الإعلامي. واقترحت الورقة نموذج لإصلاح شكل الملكية فى اتحاد الاذاعة والتليفزيون، من خلال تحويلها إلى مؤسسات خدمة عامة مستقلة فى هيكلها التنظيمى وبرامجها ومصادر تمويلها، وتشكيل مجلس إدارة تمثيلي مستقل، يمثل الجمهور ويقوم بمراقبة أداء قطاع التليفزيون، وكذلك إنشاء جهاز رقابي مستقل عن الدولة، يخضع لمسائلة البرلمان، وضمان عدم ممارسة أي ضغوط سياسية عند اختيار أعضاء هذا المجلس، أما التمويل فسيكون تمويل عام من حصيلة الإعلانات وحقوق الرعاية ورسوم الترخيص. وأوضحت الورقة أن هناك أنواع مختلفة، من أشكال تنظيم الإعلام، ونماذج متعددة للملكية الإعلامية، يجب أن يتم تطبيقها جميعا من أجل تحويل قطاع الإعلام المملوك للدولة فى مصر، إلى نظام إعلامي مستقل، يكون هدفه الأول والأساسي هو خدمة المصلحة العامة فى إطارها الأوسع. وقدَّم الدكتور رضوان بوجمعة ورقة تهدف إلى طرح التساؤلات المتعلقة بالإعلام السمعي والبصري، و أسباب بقاء احتكاره من قبل السلطة الحاكمة في الجزائر، و كيف يشكل هذا الاحتكار عائقًا بارزًا في انتقال الجزائر من الديمقراطية الصورية إلى مجال الممارسة الديمقراطية الفعلية. كما سعت الورقة للوقوف عند فكرة خاطئة تم تسويقها على نطاق واسع، مفاده أن الصحافة الجزائرية هي الأكثر حرية في العالم العربي، طارحة تساؤلات أخرى حول مدى تمتع الصحافة المكتوبة في الجزائر بهذه الحرية المزعومة، وهل يمكن الحديث عن ممارسة إعلامية مهنية في ظل الأحادية الإعلامية في المجال السمعي البصري؟ وهل من الممكن ممارسة الحريات السياسية و الاجتماعية و الثقافية و النقابية في ظل سيطرة أحادية الصوت و الصورة في مجتمع لا تقل فيه نسب الأمية عن 40 بالمائة؟ وذكرت الورقة أنه من الملاحظ اليوم، بالنسبة للممارسة الإعلامية التلفزيونية في مجال الأخبار، سيطرة الدعاية الرسمية وإقصاء كل الأصوات الديمقراطية المعارضة، ومقاطعة كل نشاطات الجمعيات التي لا تتبنى مواقف السلطة، وهو ما يبرز بجلاء فيما يتعلق بنشاطات الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، في ظل محاولات متواصلة من السلطة الحاكمة، لتسويق ما يمكن تقديمها في صورة المتبنية للإصلاح السياسي، بينما هي تقوم بغلق كل مجالات النشاط أمام الأحزاب والجمعيات المعارضة لخط السلطة، ورفض تسجيل واعتماد الأحزاب والجمعيات والنقابات الجديدة. وقد أكدت الورقة أن الوضع القائم لا يترجم أية إرادة سياسية حقيقية، في التغيير والإصلاح السياسي، والقبول بالتداول الديمقراطي للسلطة. وفي مداخلته، ألقى عمرو خفاجى مدير قناة دريم الضوء على العديد من المشكلات التي تواجه المبادرات المستقلة في البث الفضائي، مشيرا الى أن المبادرات الخاصة في المجال السمعي والمرئي في شمال أفريقيا محدودة للغاية، وأن هذه المبادرات لم تكن نتاج تفاعل سياسي حقيقي داخل المجتمع. وأضاف أن انطلاق القنوات الخاصة قد اتسم بالعشوائية. وأوضح أن هناك غموضا تشريعيا متعمدا في المعايير التي تحكم الترخيص بإنشاء قنوات البث في مصر. وأضاف أن حصر مجال إنشاء القنوات الخاصة في الشركات وضع هذه القنوات تحت قبضة هيئات لا صلة لها بالإعلام، مشيرا في ذلك الى دور هيئة الاستثمار بالمناطق الحرة في مصر. وأكد أن المبادرات الخاصة في مصر تجد نفسها في منافسة غير متكافئة مع الفضائيات الخليجية في ظل نقص التمويل، في الوقت الذي تتيح فيه القدرات التمويلية الهائلة للقنوات الخليجية الاستئثار بأفضل الكفاءات. وأشار كذلك الى أن القنوات التي تحرص على استقلاليتها ينظر إليها باعتبارها قنوات معارضة، ومن ثم يحجم المسئولون الرسميون عن المشاركة في برامجها، فضلا عن احجام المعلنين عن مدها بالاعلانات، مما يؤدي الى ضآلة الرواتب للعاملين بهذه القنوات. العلاقة بين المجتمع المدني والإعلام
وتناولت جلسة العمل الثالثة العلاقة بين المجتمع المدني والإعلام، وتولى رئاسة الجلسة سامي نصر عضو المجلس الوطني للحريات بتونس ورئيس هيئة تحرير “كلمة”، وتحدث خلالها نجاد البرعي محامي نقض (مصر)، ومعتز الفجيري مدير البرامج بمركز القاهرة للدراسات حقوق الإنسان، وإيهاب الزلاقي مساعد رئيس تحرير جريدة الدستور (مصر)، وقام بالتعقيب عليهم مصطفي الزنايدي المحرر بجريدة البيان (المغرب) والمسئول في نقابة الصحفيين بالمغرب، وخالد السرجاني الصحفي بجريدة الأهرام (مصر). طالب المشاركين بإيلاء اهتمام أكبر بتدريب الصحفيين على المهارات الصحفية والاهتمام بدور المجتمع المدني في طرح القضايا المتعلقة بإصلاح وسائل الإعلام والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه الإعلام البديل الموجود على الانترنت والذي يمثله انتشار مواقع المدونات، كما دعوا إلى تطوير مناهج كمية، وكيفية من جانب مؤسسات المجتمع المدني، لتقييم دور الاعلام في الانتخابات، وفي نشر ثقافة حقوق الإنسان. وأكدوا أن المجتمع المدني لن يستطيع القيام بدوره إلا في ظل إعلام حر قادر على نقل رسالته بشفافية، كما حذرت المناقشات من انخفاض مستوى تأهيل الصحفيين، وتدنى معرفتهم بالثقافة القانونية والتشريعات المتعلقة بعملهم، وامتداد ذلك إلى عدم احترام بعض الصحف للمعايير المهنية في الصحافة لافتين إلى قدرة المنظمات على تقديم نماذج ابتكاريه للصحف، تتضمن الشكل الأمثل المطلوب في إصلاح أوضاع الصحافة. وأضافوا أن الإعلام البديل، المتمثل في انتشار المواقع الإخبارية والصحف الاليكترونية والمدونات على شبكة الانترنت، نجح في فرض نفسه خلال الفترة الماضية وأصبح له تأثير تجاوز في بعض الأحيان أجهزة الإعلام التقليدية. الحماية النقابية ومواثيق الشرف
وتناولت الجلسة الرابعة موضوع الحماية النقابية ومواثيق الشرف، و تولى رئاسة الجلسة رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة موقف التونسية، وتحدث فيها كارم يحي الصحفي بجريدة الأهرام، وصلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة، وقام بالتعقيب خالد مشبال مدير جريدة الشمال المغربية، وفيصل مطاوي رئيس تحرير جريدة الوطن الجزائرية و جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحفيين المصرية. ركزت المناقشات على دور نقابة الصحفيين في مصر، وأظهرت القصور الشديد في علاج مشاكل الصحفيين مع صحفهم، ووضع قيود بيروقراطية على قيد الصحفيين في عضوية النقابة، وكذلك عدم إتاحة الفرصة أمام الصحفيين المستقلين، الذين لا يتبعون أي مؤسسة صحفية، في الانضمام إليها كما ناقشت الأوضاع المالية المتدهورة التي تعانى منها الجماعة الصحفية، وطالبت بضرورة وضع عقد عمل موحد للعمل الصحفي لمعالجة التفاوت الموجود في أجور الصحفيين المنتمين للمؤسسات القومية والصحفيين الذين يعملون خارج هذه المؤسسات. أجمع المشاركون في الجلسة على أهمية وضع آلية لتنفيذ ميثاق الشرف الصحفي، من خلال تشكيل النقابات الصحفية للجان مكونة من النقابيين السابقين، وشيوخ المهنة، وأساتذة الإعلام؛ لتقوم بتلقي الشكاوى الموجهة للصحفيين وتقوم بفحصها وتقييمها، ثم تقدِّم تقريرها للنقابة لاتخاذ الإجراءات الملائمة، حيال الصحفي الذي يخالف ميثاق الشرف. خلاصات وتوصيات
واختتم الاجتماع بجلسة ختامية برئاسة أحمد بن الوديعة رئيس تحرير صحيفة السراج المستقلة الموريتانية، وعصام الدين محمد حسن الباحث بمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومعتز الفجيري مدير البرامج بمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، وقد خصصت هذه الجلسة لبلورة ما انتهت إليه المداولات من خلاصات ومقترحات، وقد جرى التأكيد على أن وضعية الاعلام في العالم العربي تظهر أن هذه المنطقة من العالم ما تزال عصية على موجات نشر الديمقراطية والتحول الديمقراطي، الأمر الذي يعني أن إصلاح منظومة الإعلام لن يتأتى إلا من خلال تبني برامج شاملة للإصلاح في هذه البلدان. وقد أكدت التوصيات الختامية على ضرورة رفع القيود الموضوعة على حق الأفراد في إصدار الصحف، والاكتفاء بالإخطار، وأكدوا على ضرورة إلغاء القيود المالية الموجودة في تشريعات الصحافة، كشرط للحصول على تراخيص الصحف، وإنهاء سيطرة الحكومات على مؤسسات طباعة وتوزيع الصحف ومنح الصحف الصادرة بتراخيص أجنبية نفس حقوق الصحف المحلية. وطالبت التوصيات بفتح المجال أمام التعددية في مجال البث التليفزيوني والفضائي، مع توفير مناخ تنافسي جيد يمنع استقطاب الكفاءات في قنوات محددة، والبحث عن حلول جادة لمشاكل تمويل وتدريب العاملين في هذه القنوات. وشددت التوصيات على ضرورة وقف مختلف أشكال الملاحقات الحكومية للمدونين، الذين يمارسون حقهم في الرأي والتعبير بحرية عبر مدوناتهم على الانترنت. وأكدت على أهمية مراجعه التشريعات الإعلامية وضبط مصطلحاتها؛ حتى يتم منع تأويلها، ووضع نصوص تجرِّم منع المعلومات عن الصحفيين وتسمح بتداول حر وشفاف للمعلومات في دول شمال إفريقيا، وإلغاء القيود على حرية ممارسة العمل الصحفي، ومد مظلة الحماية النقابية على كل العاملين بمهنة الصحافة، وخاصة في الصحف الخاصة والمستقلة، وكذلك العمل على تحسين أوضاع الصحفيين من خلال صياغة عقود عمل جيدة لهم مع دعوة النقابات المهنية إلى تفعيل مواثيق الشرف الصحفية، وبلورة مدونة سلوك للعمل الإعلامي على المستوى العربي، ووضع برامج فعالة لتدريب الصحفيين، ورفع كفاءتهم المهنية بما يضمن تحقيق التراكم المعرفي لهم. وطالبت التوصيات بتفعيل دور منظمات المجتمع المدني في مراقبة وتقييم أداء الوسائط الإعلامية في فترة الانتخابات، وضمان حيادها التام مع تطوير مناهج كمية وكيفية في مراقبة وسائل الإعلام، مع العمل على وضع مدونة سلوك تتضمن معايير التغطية النزيهة للانتخابات، والعمل على تقييم دورها في نشر مبادئ الديمقراطية وتعزيز احترام حقوق الإنسان، ورفع القيود على إنشاء مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والنقابات وكفالة حقها في إصدار الصحف والقنوات التليفزيونية. كذلك العمل على توفير جولات منتظمة للصحفيين للإطلاع على التجارب الناجحة في إنهاء سيطرة الدولة على المؤسسات الإعلامية، وخاصة تجربة هيئة الإذاعة البريطانية BBC ، وكذلك التجارب الناجحة المشابهة في دولة جنوب إفريقيا، وكذلك أهمية قيام المؤسسات الصحفية العربية بكتابة لائحة تتضمن معايير واضحة للعمل بداخلها. لمزيد من المعلومات برجاء الاتصال ب:
مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان العنــــوان: 9 شارع رستم – جاردن سيتى – القاهرة – مصر تليــفون: 7945341 / 7951112 (202+) فـــاكس: 7921913 (202+) العنـــوان البريدي : ص.ب. 117 مجلس الشعب القاهرة – مصر البريد الالكتروني: info@cihrs.org                                                                                                             تم ارسال هذا البيان بمعرفة مركز استلام وتوزيع تنبيهات وبيانات الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير 555 شارع ريتشموند غرب, رقم 1101 صندوق بريد 407 تورونتو, كندا هاتف رقم :+1 416 515 9622       فاكس رقم : +1 416 515 7879 بريد عام ifex@ifex.org بريد برناكج الشرق الأوسط و شمال افريقيا (مينا) mena@ifex.org زوروا موقعنا http://www.ifex.org  و للعربیة زوروا http://hrinfo.net/ifex/    

منتــــــدى الجاحظ من أجل تنوير عربي إسلامي دعـوة يتشرّف منتدى الجاحظ بدعوتكم للمشاركة في الحوار المفتوح الذي تنظمه لجنة المرأة حول

“النساء و حق المواطنة “

و ذلك يوم الأحد 4 فيفري 2007 ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا بمقر المنتدى. مع الشكر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 3 نهج السوسن حي فطومة بورقيبة باردو    الهاتف: 71661028   الفاكس: 71661028 البريد الإلكتروني meljahedh@yahoo.fr    الموقع www.eljahedh.org

البرنـامج 1-    الحصة الصباحية: 10.00  – كلمة الافتتاح محمد القوماني الجلسة الأولى – مفهوم المواطنة و تكريسه في التشريع التونسي تقديم: الأستاذة ليلى بن محمود – حقوق المواطنة  من خلال تقرير التنمية الإنسانية العربية تقديم: الأستاذة سعاد القوسامي/ حجي –  نقاش 11.30         استراحة الجلسة الثانية 11.45        – التونسيات و المشاركـة في الحياة العامــة تقديم: الأستاذة درّة محفوظ – نقاش 13.15      غداء 2 – الحصة المسائية: 14.00        – المرأة  وحق المواطنة وإشكالية التدين تقديم : الأستاذ  صلاح الدين الجورشي – المرأة و حق المواطنة:العوائق السوسيوثقافيـــة تقديم: الأستاذ شكري المامني –  نقاش 15.15   الحصة الختامية –       توصيات و مقترحات

 

حزب الوحدة الشعبية منتدى التقدم  في إطار منتدى التقدم لحزب الوحدة الشعبية يتولى الأستاذ بلقاسم حسن تقديم مداخلة حول موضوع :

الشباب التونسي والمشاركة في الشأن العام

وذلك يوم الخميس 1 فيفري 2007 على الساعة السادسة مساء بمقر جريدة الوحدة 7 نهج النمسا ـ تونس. الدعوة إلى الحضور والمشاركة مفتوحة للجميع.                                                                                      عن منتدى التقدم                                                                                               عادل القادري  

 


سياسي / تونس والجزائر / عبور الحدود

الجزائر – واس – أكدت تونس أن جميع نقاط العبور الحدودية بينها وبين الجزائر مفتوحة أمام المواطنين الجزائريين من مختلف الأعمار والمهن والصفات لدخول التراب التونسي برا و بحرا وجوا. وجاء في بيان لسفارة تونس لدى الجزائر اليوم أن تونس كانت وستظل مفتوحة دائما للزوار الجزائريين وفاءا لنهجها الذي حافظت عليه منذ عقود. ويأتي التوضيح على خلفية شائعات ترددت في الجزائر مفادها أن السلطات التونسية تمنع المواطنين الجزائريين تحت سن الثلاثين عاما من دخول التراب التونسي وظهرت بعد إعلان تونس منذ أكثر من شهر عن القضاء على مجموعة إرهابية كانت تخطط لعمليات تستهدف بعض المنشات الحيوية تسلل بعض أفرادها حسب المصادر التونسية من الحدود الجزائرية . (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 30 جانفي 2007) الرابط: http://www.spa.gov.sa/details.php?id=421892

 

 

سياسي / تونس والاتحاد الأوروبي / محادثات   

  بروكسل 12- و ا س- يجري وزير الخارجية التونسي عبد الوهاب عبدالله محادثات يوم غد الخميس في بروكسل مع عدد من كبار المسئولين الاوروبين. وقال مصدر في المفوضية الاوروبية ان الوزير التونسي سيجتمع مع مسئولة العلاقات الخارجية وسياسة الجوار في الجهاز التنفيذي الاوروبي بنيتا فالندر. كما يعقد وزير الخارجية التونسي اجتماعا مع منسق السياسة الخارجبة الاوروبية خافير سولانا ويلتقي مع رئيس البرلمان الاوروبي هانس بوترينغ. وستتناول المحادثات سبل الدفع بالعلاقات بين الجانبين والقضايا التي تهم شؤون المنطقة. (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 31 جانفي 2007)

 

وزراء الداخلية العرب يدرسون خططاً لتعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب

تونس – رشيد خشانة     أجمع وزراء الداخلية العرب على ضرورة تطوير التنسيق في مكافحة الإرهاب. وباشروا في اجتماعاتهم السنوية التي بدأت في تونس أمس برئاسة وزير الداخلية والبريد الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين درس مشاريع اتفاقات وخطط تنفيذية لتعزيز التعاون في المجالات الأمنية. وافتتحت الاجتماعات في حضور 16 وزيراً وفي غياب وزراء داخلية كل من فلسطين الذي لم تسمح له السلطات الاسرائيلية بالسفر الى تونس، ولبنان، والبحرين، والإمارات، وجيبوتي، وجزر القمر، فيما لوحظ حضور كل من نائب رئيس الوزراء الصومالي للشؤون الأمنية حسين محمد فارح عيديد والأمين العام لاتحاد المغرب العربي حبيب بن يحيى ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن ديفيد فينيس. وحض الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الداخلية رفيق حاج قاسم على ضرورة «تكثيف التعاون والتنسيق بين البلدان العربية، خصوصاً على صعيد تبادل المعلومات والخبرات والتجارب (الأمنية) واتاحة فرص التدريب المتخصص للعاملين في هذه المجالات». وطلب تفعيل التنسيق في اطار المجتمع الدولي «للحد من تحرك العناصر الارهابية» ومراجعة أحكام منح اللجوء السياسي في البلدان الغربية «للحؤول دون استثماره من قبل فلول الإرهاب ورموزه». وناقش الوزراء الوثائق المعروضة على المجلس الذي ينهي أعماله اليوم، وفي مقدمها المرحلة الرابعة من الاستراتيجية الأمنية العربية الممتدة حتى العام 2010، والاتفاق العربي لمكافحة الارهاب، ومشروع اتفاق عربي لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود والاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب. وتركز المشاريع على مكافحة استخدام تبييض الأموال وتجارة المخدرات وتجارة الاسلحة في تمويل عمليات ارهابية، إضافة إلى الحؤول دون «حصول الجماعات الارهابية على أي نوع من أنواع الاسلحة الكيماوية». (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جانفي 2007)  

الأمير نايف: نجاح الجهود العربية لمكافحة الإرهاب تجاوز 90 في المئة

تونس – الحياة     أكد وزير الداخلية السعودي الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأمير نايف بن عبدالعزيز، «ضرورة الاهتمام بالأبعاد الفكرية والثقافية والشرعية في موازاة العمل الأمني العربي الدؤوب لمكافحة الارهاب». وشدد على «أن الأمن وحده لن يفيد إذا لم تتم محاربة الفكر الضال، وبذل جهود على المستويات الفكرية والثقافية والشرعية، وهو أمر يعتمده وزراء الداخلية العرب». وأوضح الأمير نايف، في تصريحات صحافية في تونس، حيث رأس وفد المملكة إلى اجتماعات الدورة الـ24 لمجلس وزراء الداخلية العرب التي بدأت أمس، «أن جميع القضايا ذات الصلة بالأمن تأتي في مقدم أولويات وزراء الداخلية العرب، ومن ذلك ما يتعلق بالإرهاب والوضع القائم حالياً». وأعرب عن ارتياحه الى الجهود العربية على صعيد مكافحة الإرهاب والمخدرات، مشيراً الى «ان الجهود العربية على هذا الصعيد حققت نجاحات تصل إلى نحو 90 في المئة». ودعا الأمير نايف، في كلمة خلال أعمال الدورة الى «تعاون مشترك بين أجهزة الأمن في مجتمعنا العربي وأجهزة التنشئة الاجتماعية والتوجيه الفكري والثقافي، وإلى تحقيق حصانة فكرية ووعي حضاري والتزام خلقي… وتبصير الأجيال بالتحديات التي تحيط بها… وتكوين شخصيتها ذات الأبعاد المرتبطة بالقيم والثوابت الوطنية الأصيلة، لتكون قادرة على الاستفادة من معطيات الحضارة والتقنية المعاصرة بوعي وإدراك، من دون الانفصام عن المعتقد وواجبات الوطن وأمنه واستقراره». وخاطب الأمير نايف الحضور بالقول: «ان اجتماع مجلسكم في هذه الدورة حافل بالعديد من المواضيع ذات الصلة بالعمل الأمني، واستراتيجيات تنفيذه ومتابعته، التي تؤكد في مجملها أهمية البعد الفكري في المعالجات الأمنية للظواهر والحالات الإجرامية، خصوصاً في ظل ما غزا عالمنا العربي من متغيرات فكرية وتوجهات سلبية تهدف إلى عزل الأمة عن ثوابتها وقيمها الأصيلة، والسعي إلى استبدال ثقافة العنف والتحلل والصراع بها، تحت شعارات زائفة عملت على نشرها والترويج لها جهات يديرها أشخاص مأجورون أو مغرر بهم، او جاهلون يتسترون وراء واجهات وأقنعة مختلفة، لا تخفى على ذوي البصيرة والعقول النيرة، ما يجعل المحافظة على أمننا الفكري في محيطنا العربي ضرورة استراتيجية ملحّة ومصلحة عربية عليا، يتوقف على نجاحنا في تحقيقها بقاء امتنا العربية متحدة قوية آمنة مستقرة». (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جانفي 2007)

في الدورة 24 لمجلس وزراء الداخلية العرب:

هاجس التصدي لظاهرة الارهاب والتطرف والجريمة المنظمة يطغى على الأعمال

** نحو تبني استراتيجيات جديدة لمكافحة الارهاب والمخدرات والجريمة المنظمة ولأول مرة خطة لتطبيق سياسة عربية للحماية المدنية

تغطية: سفيان رجب ـ رفيق بن عبد الله تونس ـ الصباح: طغى هاجس التصدي الامني المشترك لظواهر الارهاب والتطرف والجريمة المنظمة على أشغال الدورة 24 لمجلس وزراء الداخلية العرب التي افتتحت يوم أمس بمقر الامانة العامة للمجلس بمنطقة البحيرة بالعاصمة تونس، والتي تتواصل إلى اليوم بإصدار البيان الختامي ووثيقة التوصيات والقرارات التي ينتظر أن يتم خلالها تبني المجلس لخطة مرحلية خامسة لمكافحة المخدرات وخطة مرحلية رابعة لمكافحة الارهاب وخطة مرحلية أولى لتنفيذ الاستراتيجية العربية للحماية المدنية.  وقد تميزت الدورة بحضور 17 وزيرا للداخلية العرب فيما تغيب عن أشغالها وزراء داخلية كل من لبنان والبحرين وجزر القمر وفلسطين والامارات العربية المتحدة. استمع الحاضرون في جلسة الافتتاح إلى كلمة الرئيس زين العابدين بن علي ألقاها السيد رفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية التونسي. ثم تولى بعد ذلك الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي والرئيس الفخري للمجلس القاء كلمة أبرز فيها أهمية المحاور التي تنظر فيها الدورة خصوصا منها ذات الصلة بالامن ومعالجة الظواهر الامنية التي استفحلت خاصة بعد رواج اتجاهات فكرية متطرفة تحت شعارات زائفة عمل على ترويجها أشخاص مأجورون، مؤكدا على أن المحافظة على أمن الدول العربية يحتم وضع إستراتيجية يتوقف على نجاحها بقاء أمتنا متحدة آمنة ومستقرة. وقال ان التسرب الفكري المنحرف إلى عقول بعض الاطفال والشباب ساهم في تغذية الارهاب الذي لا يتورع عن قتل الانفس البريئة وتدمير الممتلكات والاموال وانتهاك الاعراض واستباحة الحرمات إما عن قصد أو عن جهالة وهو أمر يجعل الجهات الامنية تنظر بصفة بالغة للعمل الفكري السابق للعمل الامني. وشدد الامير نايف على ضرورة دعم التعاون الأمني المشترك وتفعيل أجهزة التنشئة الاجتماعية عبر نحت أصالة فكرية تؤسس لوعي حضاري وتكوين شخصيات مرتبطة بالقيم والثوابت الوطنية دون انفصام عن الوطن وأمنه واستقراره. الامن الوقائي لمواجهة الارهاب والجريمة وقال السيد محمد بن علي كومان أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب في كلمته أن الدورة تنعقد في ظل ظروف حساسة تقتضي العمل على توحيد كل الطاقات لمواجهتها، مشيرا الى أن أغلب النقاط الساخنة تتواجد في المنطقة العربية أو جوارها وتتعدد الازمات والصراعات التي ترتدي في جوانب كثيرة طابعا دمويا وعنيفا حادا تهدد وحدة الدول وكياناتاها وثرواتها فضلا عن مستقبل شعوبها واملها في التطور والتقدم. وعبر عن خشيته من المخططات الخطيرة التي ترمي إلى اشعال الفتنة بين أبناء الدول العربية لاسباب هامشية ومفتعلة. إلا أنه حذر أيضا من وجود أخطار أخرى منها الجريمة في مختلف صورها لا سيما المنظمة التي تعددت أشكالها، ومنها ظاهرة الارهاب التي تنشر الدمار في كل مكان وتستهدف المجتمع بأسره في ظل شعارات ودعاوى ثبت للجميع بطلانها وتأكد أنها ليست سوى مطية لتحقيق الاغراض الخفية لدى تنظيمات تتستر بالدين. وأشار السيد كومان إلى جرائم اخرى خطيرة ساهمت في انتشارها سياسات الانفتاح والعولمة وثورة المعلومات والاتصالات منها الاتجار بالمخدرات وغسل الاموال وتجارة الاسلحة والبشر وتهريب المهاجرين. وأضاف أن العامل الامني وحده لا يكفي لمقاومة ظواهر الشر والاجرام بالفعالية المنشودة بل بالامن الوقائي عبر تهيئة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية والتنموية لتوفير فرص الاستقرار الاجتماعي و تعزز الامن الجماعي وتقضي على البطالة والجهل والتهميش. وأفاد السيد كومان أن المجلس بصدد إعداد خطة مرحلية خامسة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية لمقاومة الجريمة المنظمة وخطة مرحلية رابعة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب، وخطة مرحلية اولى لتنفيذ الاستراتيجية العربية للحماية المدنية، مشيرا إلى تواصل التعاون مع مجلس وزراء العدل العرب لاعداد مشاريع مشتركة منها مشروع الاتفاقية العربية لنقل نزلاء المؤسسات العقابية والاصلاحية ومشروع الاتفاقية العربية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية ومشروع الاتفاقية العربية لمكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب. وركز السيد شكيب بن موسى وزير الداخلية المغربي رئيس الدورة السابقة لمجلس وزراء الداخلية العرب، في كلمته على ظاهرة الارهاب والجريمة والهجرة السرية وآفة المخدرات. وقال إن ظاهرة الارهاب أصبحت تكتسي تجليات خطيرة تتمثل في ارتباطها بالجريمة المنظمة وغسل الاموال والاتجار بالبشر وهو ما يشكل تهديدا للدول والافراد والجماعات مما يحتم توحيد الصفوف والتعاون لمكافحتها اقليميا وقاريا. اشكالية الهجرة السرية وحذر الوزير المغربي من اشكالية الهجرة السرية التي ستتوسع مستقبلا ما دامت أسبابها قائمة وهو ما جعل المغرب يعتمد مقاربة ترتكز على الجانب التنموي للدول المصدرة للهجرة، مشيرا إلى نتائج المؤتمر الوزاري الاورافريقي حول الهجرة والتنمية الذي احتضنته المغرب جويلية 2006 إذ تم التأكيد خلاله على ربط الجانب الامني بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لفائدة الدول المصدرة للهجرة. وافاد أن المملكة المغربية تتوفر على استراتيجية للتصدي لشبكات الهجرة السرية وهي مستعدة لتبادل الخبرات والمعلومات مع الدول العربية لمحاربتها. وأكد على ضرورة التصدي لانواع جديدة من المخدرات الخطرة كالكوكايين والاقراص التي من السهل انتاجها ونقلها وترويجها عبر المنطقة العربية التي تحولت إلى دول عبور لنقل وتهريب المخدرات. وذلك بتعزيز تطبيق القانون لردع المتاجرين بالمخدرات وتكثيف التنسيق بين الاجهزة المختصة وتعبئة وتحسيس المنظمات غير الحكومية من أجل انجاح الاستراتيجية الوقائية التي يتبناها المجلس. كما أكد على ضرورة تفعيل الخطة العربية للحماية المدنية لتضع من أولوياتها التدخل السريع والتنسيق بين الدول العربية لمقاومة الكوارث الطبيعية. التصدي للتيارات الهدامة وبعد أن تسلم السيد محمد ولد محمد الامين وزير الداخلية والبريد والمواصلات الموريتاني رئاسة الدورة اعطيت الكلمة لضيوف المجلس على غرار السيد الحبيب بن يحي أمين عام اتحاد المغرب العربي الذي أشار إلى أن تسلم مشعل رئاسة مجلس وزراء الداخلية العرب بين دول مغاربية دليل على تجذر الانتماء المغاربي للامة العربية وأكد على أن نجاح الخطط الامنية العربية يبقى رهين يقظة المواطن العربي وضرورة التحلي بالوسطية والاعتدال واعطاء الاهمية القصوى للبعد الثقافي والتوعوي للتصدي لكل التيارات الهدامة ملاحظا أن التعاون الامني بين الدول العربية يسجل تدعما ملحوظا لا سيما في المسائل ذات الخصوصية في المنطقة. وذكر أن المغرب العربي سبق أن نبه لخطر الارهاب المنظم ودعا المجتمع الدولي للتصدي له وأنه لن يدخر جهدا في دعم مجهودات المجلس لتجفيف منابع الظاهرة. دعم لبنان وقبل أن يتم إعطاء الكلمة لبعض رؤساء الوفود العربية تم الاستماع إلى كلمة مسجلة لوزير الداخلية اللبناني نظرا لتعذره الحضور بسبب الظروف الامنية التي يمر بها لبنان، عبر فيها عن ّأمله في أن تواصل الدول العربية دعمها للبنان التي تسعى لانشاء المحكمة الدولية لمعاقبة قتلة الحريري ورفاقه، وقال إن الهاجس الاساسي اليوم أصبح منصبا على مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة، وأن لبنان عانى لسنوات عديدة من هذه الظواهر وأوصى بإصدار المجلس قرارا بمواصلة دعم الاجهزة الامنية اللبنانية. وقد تم إثر ذلك اعطاء الكلمة لرؤساء الوفود المصرية والاردنية والسودانية والسورية التي ركزت بالخصوص على التنبيه لخطورة الارهاب والعمل على محاربته عبر التعاون الوثيق بين الدول العربية. جلسات مغلقة ودخل الوزراء بعد ذلك في جلسات مغلقة لتدارس المواضيع المدرجة على جدول أعمالهم، لعل أهمها تقرير أمين عام المجلس عن أعمال الامانة العامة خلال الدورة السابقة، كما ناقش وزراء الداخلية العرب مجموعة من التقارير المتعلقة بتنفيذ عدد من الخطط والاتفاقيات التي أقرها المجلس على غرار الاستراتيجية الامنية العربية، الاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب، والاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، والاستراتيجية العربية للسلامة المرورية.. كما نظر وزراء الداخلية العرب في التوصيات الصادرة عن الاجتماعات المشتركة التي انعقدت بين ممثلي وزارات الداخلية والعدل العرب إلى جانب النظر في مشروع خطة مرحلية خامسة لمكافحة المخدرات ومشروع خطة مرحلية رابعة لمكافحة الارهاب ومشروع خطة مرحلية أولى لتنفيذ الاستراتيجية العربية للحماية المدنية. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 31 جانفي 2007)  

وزير الداخلية الاردني:

تفعيل القائمة السوداء للإرهابيين و تعميها على الدول الأعضاء

تونس – الصباح: على هامش الدورة الرابعة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب كان لـ«الصباح» هذا الحديث مع السيد عيد الفايز وزير داخلية الأردن حول النقاط التي ستتم مناقشتها في هذه الدورة وكذلك البرامج التي تم تحقيقها والمنصوص عليها في توصيات الدورة الماضية وخاصة فيما يتعلق بالارهاب والجريمة. * معالي الوزير، تدخلون هذه الدورة وفي أجندة أعمالكم عديد المشاريع الخاصة بالأمن العربي، فهل من فكرة حول هذه المشاريع؟ – كالعادة، يحتل ملف الارهاب والجريمة المنظمة أهم خططنا ومشاريعنا، فمثلما لا يخفى على أحد ظل الارهاب الدولي أحد أخطر المشاكل التي يواجهها العالم بأسره إن لم يكن أخطرها على الاطلاق، فهذه الآفة لا تقتصر على دولة دون أخرى بل أنه يضرب في كل مكان، والدول العربية لم تكن في منأى عن هذا الخطر حيث ضرب الارهابيون في عدة عواصم وبلدان عربية، وهو ما حدانا إلى أن نعمل على تكثيف عملنا العربي المشترك في محاولة لوضع حد لهذه الظاهرة الغريبة عنا وعن الاسلام. * وهل تدخلون لهذه الدورة بمشروع قانون أوخطة عمل مشتركة؟ – بالفعل، سننظر في دورتنا هذه في مشروع قانون عربي مشترك أو بالاحرى مشروع خطة مرحلية رابعة للاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب بعد أن نكون قد ناقشنا تقريرا خاصا بما نفذته الدول الأعضاء من الاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب.. * وما هي أبرز ملامح هذه الاستراتيجية في ظل تواصل هذه الآفة وتماديها، بل والتساقها بالعرب والمسلمين؟ – طبعا، هي استراتيجية تعتمد أساسا على محاربة الارهاب في أي شبر من التراب العربي وتجنيب حدود الدول العربية أي تسرب أو إنفلات لإرهابيين. هذا إلى جانب تفعيل التعاون بين دولنا العربية في مجال اجراءات البحث والتحري والقبض على الأشخاص الهاربين من بين العناصر الارهابية والتنسيق بين دولنا فيما يتعلق بتبادل الخبرات والمعلومات بشأن قضايا الارهاب وتنقيح القائمة السوداء لمدبري ومنفذي العمليات الارهابية بصورة دورية وتعميمها على الدول الأعضاء. وستكون دولنا العربية حجر عثرة أمام كل المخططات الارهابية التي لا تمت بصلة بأصلنا العربي وبديننا الإسلامي الحنيف. * وإلى جانب الارهاب، أي ملفات سيتم تدارسها؟ – هناك ملف المخدرات والمؤثرات العقلية وكذلك السلامة المرورية والحماية المدنية التي ستفرد في هذه الدورة بخطة مرحلية، مع تواصل مناقشتنا لسبل انجاح أنشطتنا في المجالات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والاعلامية. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 31 جانفي 2007)  


 

زوجان تونسيان يحاولان تهريب الكوكايين في بطن رضيعهما الميّت

تونس ـ يو بي آي: تمكنت الجمارك التونسية من احباط ادخال نحو خمسة كيلوغرامات من الكوكايين الخام الي البلاد عبر مطار تونس ـ قرطاج الدولي في محاولة تهريب فريدة من نوعها. وبحسب صحيفة الصّريح التونسية، فان عملية التّهريب هذه نفذها زوجان تونسيان يحملان الجنسية الايطالية، حيث عمدا الي شق بطن رضيعــهما الميت ووضعا كمية من الكوكايين فيه لتهريبها الي تونس. وقالت الصحيفة امس ان الزوجين المذكورين تمكنا من تجاوز الاجراءات الأمنية الايطالية المعمول بها في المطارات، ولكن عندما وصلا أخيرا الي مطار تونس ـ قرطاج الدولي وقعا في قبضة رجال الجمارك وشرطة الحدود التونسية. وأشارت الي أن اكتشاف أمر الزّوجين المهرّبين تمّ صدفة، ذلك أنه لا يخطر علي بال أحد أن تعمد أمّ الي حمل رضيعها الميّت في أحضانها وبداخل بطنه كمية من المخدّرات. وأوضحت أن احدي العاملات في الجمارك التونسية تقدّمت من هذه الأم لمداعبة رضيعها، ولكن عندما لمسته شعرت ببرودة غريبة، فحاولت التمعن في وجه الرضيع حيث لاحظت أن اللون الأزرق يطغي عليه، عندها تأكدت أن الرّضيع ميّت، فسارعت الي توقيف الأم والأب. وأضافت أنه بالتّثبت من حالة الرّضيع لوحظ أن بطنه قد خيط بعناية، وبفتحه عثر بداخله علي نحو خمسة كيلوغرامات من الكوكايين الخام،عندها تم اعتقال المهربين، وتكفلت السلطات المعنية بمتابعة التّحقيق لمعرفة ما اذا كان الزّوجان حاول استغلال موت طبيعي لرضيعهما لتهريب هذه المخدرات، أم أنهما قتلا رضيعهما لتهريب المخدّرات داخل بطنه. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جانفي 2007)

تطاوين:

حال البيئة بين التوظيف السياسي والوعي الأيكولوجي السليم

مصباح شنيب أضحى معلوما- اليوم – أن شأن البيئة غدا مؤشرا قارا يُقاس به تقدم الدول ونموها المتوازن، وبلادنا الحريصة دوما على تسويق صورة ناصعة عنها لدى الأشقاء والأصدقاء ما فتئت تُضاعف الجهود لضمان موقع متقدم بين كوكبة الدول التي تسعى إلى توفير بيئة نظيفة لأحيائها البرية والبحرية، وأتى زمان تصاعد فيه هذا الاهتمام الأيكولوجي حتى أصبح الشغل الشاغل للمسؤولين و تنافست البلديات في إظهار حماسها الفياض لتنفيذ الأجندا البيئية وعمم ما يسمى ب”شارع البيئة” على مدن تونس وقراها وقرأت العيون الظامئة إلى المجال لافتة براقة رُسمت أحرفها بعناية على ناصية شارع فسيح من شوارع مدننا العامرة تحمل التسمية المذكورة. واحتذت بلدية تطاوين – مثل شقيقاتها- هذا السلوك البيئي و خصصت لذلك شارعا طويلا و شاسعا وسارعت إلى القيام بما يلزم من أعمال البستنة حتى يوافق الأسم المُسمّى وقادها اهتمامها بتزيين المدينة إلى بناء المُجسّمات في المفاصل الحساسة من الفضاء البلدي بعضها يترجم نماذج من الواقع وبعضها لايترجمه، واشتد ولعها بالنوافير- على قلة الماء- فركزت بعضا منها في المُفترقات ينبجس منها ماء مظغوط و تزينه أضواء عجيبة….لكن أتى زمن آخر فتُر فيه الحماس البيئي و انطفأ الحس النوافيريّ دون أن يثير ذلك حزن المواطنين لأن البلدية – وهي حديثة عهد- بهذه العناصر التزيينية الوافدة على المشهد المحلي لم تكن تراقب هذه النوافير – حتى في أوج الولع بها- فكانت المياه الملفوظة في برك النوافير تأسن و تمتلئ بالشوائب فتنبعث منها روائح عظة تؤذي المواطنين…. وماهي إلا سنوات معدودات حتى تعطل جُلّها وظلت هياكلها قائمة شاهدة على حقبة نوافيرية خصبة. و أهل تطاوين إذ يشكرون لبلديتهم اهتمامها بالتشجير و زراعة الحدائق خاصة في المواقع العاكسة لواجهة المدينة فإنهم لم ينفكوا يبدون امتعاضهم و يعبرون عن شدة تأذيهم من إقدام البلدية على إحراق الفضلات الصلبة في مكان لا يبعد إلا بضعة كيلومترات عن شارع البيئة حيث تنبعث سحابات من الدخان تغشى بعض أحياء المدينة كلما هبت الريح من جهة الشرق فتزكم الأنوف و تحرق العيون و تُؤذي نزلاء المستشفى الجهوي و منهم من يعاني الربو وأمراض تنفسية أخرى فتتكدر حالهم و تسوء صحتهم و يحدث في بعض – الأماسي- أن يسقط حي 7 نوفمبر بأكمله في قبضة أمواج الدخان التي لا يقوى على ردها أحد. و حبذا لو يُنفـخ الحماس مجددا في جذوة الوعي البيئي لدى مستشارينا البلديين فيُعاد الاعتبار إلى شارع البيئة الذي فقد قيمته كواجهة بيئية وأن تُعاد صياغة المقاربة البيئية على أُسس جديدة قوامها أن المواطن جدير بما هو أكثر من المأكل والمشرب وأن حقوقه مُتأكدة في بيئة نظيفة يعود نفعها عليه قبل أن يصبح هذا العنوان الجميل استرضاء لأُولي الأمر وتسويق لصورة دعائية لا تلبث أن تتلاشى أمام وهج الحقيقة. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية – تونس)، العدد 390 بتاريخ 26 جانفي 2007)

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات تنظم :

المؤتمر الثامن لمدونة الآثار العثمانية في العالم حول  :

–  الهوية في الآثار العثمانية : التكوين والعناصر المؤسسة لها ؛ –  المهندسون المعماريون العثمانيون والمعماريون العرب وعلاقتهم بمركز الدولة العثمانية؛ – القصور والحدائق الملوكية والهندسة العائلية للبيوت : الأساليب المحلية والتأثيرات المتبادلة – التحريات الجديدة حول علم المسكوكات والنقوش. تونس 7-8-9 فيفري – شباط 2007 * * * مؤسسة التميمي – تونس عنوان المؤسسة : عمارة الامتياز –المنطقة العمرانية الشمالية – 1003 تونس الهاتف  : 71751164/ 71231444  الفاكس : 71236677 البريد الإلكتروني :: temimi.fond@gnet.tn الموقع على الإنترنت : www.temimi.org (باللغة العربية) www.temimi.refer.org (باللغة الفرنسية) ***


مستقبل الشراكة العلمية العربية-التركية في مجال الآثار العثمانية

أ. د. عبد الجليل التميمي
لقد بادرنا سنة 1998، بعقد المؤتمر الأول لمدونة الآثار العثمانية في العالم، وكان ذلك بالتنسيق والشراكة العلمية مع الأخ د. عبد العزيز الدولاتلي، مدير المعهد الوطني للتراث يومئذ، اعتبارا أن هذا المعهد هو المؤتمن على مثل هاته المؤتمرات الأثرية المتخصصة، بحكم وجود نخبة من الأثريين التونسيين ذوي السمعة العربية والدولية. وقد توجنا ذلك بنشر أعماله بإشراف علمي لمؤسستينا.
لكن بعد أن غادر د. الدولاتلي إدارة المعهد، أبدى خلفه عدم الرغبة في المشاركة في هاته المؤتمرات الأثرية لأسباب وهمية، وهو ما نأسف له حقا، حيث كان الواجب على المعهد أن يكون سباقا إلى أخذ مثل هاته المؤتمرات الأثرية والتي تغطي الفضاء الأثري العثماني برمته.
غير أن ذلك لم يثننا على تنظيم المؤتمر الثاني ثم الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع بمفردنا، وتأمين نشر أعمال تلك المؤتمرات جميعها، وهي المؤتمرات التي شارك فيها عدد مرتفع من الأثريين التونسيين والأتراك والمغاربيين والمصريين والفرنسيين واليونانيين والهولنديين وغيرهم. وتوفقنا في نشر أكثر من 160 دراسة أثرية غطت الفضاء العمراني العثماني، وصاحب ذلك مئات الرسوم والبيانات والتي شكلت منظومة متكاملة من المعلومات الأساسية حول عديد الملفات عن الترميم والقصور والقلاع والأبراج والمساجد والنقائش القبورية وكذا على حيطان المباني العامة، ثم العملة وتوزيع المياه في المدن وهو ما ثمنه الأثريون عاليا واعتبروا مجمل تلك الدراسات، مساهمة مباشرة في إثراء هذا الحقل من الدراسات عن مدونة الآثار العثمانية في العالم.
أما مؤتمرنا الثامن هذا فسوف يركز على الهوية والتكوين والقصور والحدائق والهندسة المعمارية العائلية وكذا التحريات الجديدة في علم المسكوكات، وهي لعمري مواضيع في غاية الدقّة والأهمية، سيتناولها عدد من المتخصصين ولكن أيضا عدد آخر من الباحثين الشبان والذين قمنا دوما بتشجيعهم على المشاركة في مؤتمراتنا وكذا نشر بحوثهم الأثرية. ويسعدنا كمؤسسة علمية مواصلة رسالتنا البحثية في هذا المجال. لا يسعنا إلا رفع شكري لمختلف الأثريين والمؤرخين من تونسيين وجزائريين وعرب وأتراك وهم الذين لبوا الدعوة لتفعيل المؤتمر الثامن حول مدونة الآثار العثمانية في العالم.
والشكر موصول أيضا إلى سعادة سفير تركيا بتونس الذي تفضل مشكورا بالمساهمة في افتتاح المؤتمر مؤملين التوفيق في أعمالنا… .
تونس في 25 / 01/ 2007                                                                   د. عبد الجليل التميمي ***  

برنامج المؤتمر
 

 

يوم الأربعاء 07  فيفري/شباط 2007

 

الجلسة الافتتاحية للمؤتمر

9.30-10.00

كلمة الأستاذ عبد الجليل التميمي (بالعربية والفرنسية)

10.00-10.10

10.10-10.20

كلمة سعادة السيد ناجي أكنجي, سفير تركيا بتونس (بالفرنسية)

 كلمة الأستاذ د. أحمد السعداوي, باسم المشاركين (بالفرنسية)

10.20-11.00

استراحة.

11.00-13.00

 

 

11.00-11.20

الجلسة العلمية الأولى :

الرئيس : أ. د. عبد الجليل التميمي

– د. السعداوي, أحمد (كلية الآداب بمنوبة) :

الدور والقصور المرادية على ضوء وثائق الأوقاف”

11.20-11.40

– أوزلام, كمرولار (استانبول):

تمثل السلطة ومشاعر الندم والشفقة في المساجد التي أنشئت في عهد السلطان سليمان القانوني

11.40-12.00

– د. عثمان, نجوى (حلب – سوريا) :

“الدور السكنية بمدينة حلب أواخر العصر العثماني”

12.00-13.00

مناقشة المحاضرات

13.30

غداء

14.30-16.00

الجلسة العلمية الثانية :

الرئيس أحمد السعداوي

14.30-14.50

توتنسو, محمد (هولندا) :

“نقوش عائدة لفترة السلطان سليمان القانوني حول القدس”

14.50-15.10

–  د. سلامة القفصي, عبد الحكيم (المعهد القومي للتراث – تونس):

“”ملاحظة حول مهندسي المزاول في المدن الأندلسية في العهد العثماني”

15.10-15.30

–  الجراي, فتحي (المعهد العالي لمهن التراث بتونس) :

“حول بعض المزاول بالبلاد التونسية”

15.30-16.30

مناقشة المحاضرات

16.30-17.00

استراحة.

 

يوم الخميس 08  فيفري/شباط 2007

09.00-11.00

الجلسة العلمية الثالثة :

الرئيس أ. د. عبد الحكيم القفصي

9.00-9.20

– د. صالح, محمد منير,  (جامعة بن يوسف بن خدة – الجزائر) :

عناصر تأليفية لبيت القصبة في مدينة الجزائر”

9.20-9.40

– د. العودي، رجاء، (المعهد الوطني للتراث- تونس)

النقائش العربية في المتحف الوطني بباردو”

9.40-10.00

– الرزقي, شرقي (جامعة أبي بكر بلقايد – تلمسان) :

المسكن الحضري في الجزائر خلال الفترة العثمانية

10.00-11.00

مناقشة المحاضرات

11.00-11.30

استراحة

11.30-13.30

الجلسة العلمية الخامسة

الرئيس : محمد منير صالح

11.30-11.50

الغول, يحيى (كلية العلوم الانسانية والاجتماعية – تونس) :

“المدن التاريخية التونسية بين التراث والتطوير”

11.50-12.10

– الجابري, ليلى (المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات بقفصة) :

“المدرسة المرادية بقابس, دراسة أثرية وتاريخية”

12.10-12.30

– سعيد, محمد (المعهد العالي للحرف الأثرية بتونس) :

“السكن التقليدي بمنطقة مساكن”

12.30-13.30

مناقشة المحاضرات

13.30

غداء

14.50-17.00

الجلسة العلمية السادسة

الرئيس : أ. د. عبد الجليل التميمي

وهي مخصصة لحوار مفتوح حول آفاق الشراكة البحثية حول مدونة الآثار العثمانية في العالم

 

يوم الجمعة 09  فيفري/شباط 2007

09.00-11.00

الجلسة العلمية السابعة :

الرئيس :

9.00-9.20

– الآيسسكو (الرباط) :

“دور الآيسسكو في ترميم عدد من المعالم الأثرية العثمانية”

9.20-9.40

– العرايبي, هندة (المعهد العالي للفنون الجميلة بنابل) :

تحصينات مدينة الكاف : القصبة والأسواق نموذجا”

9.40-10.00

– واز, هناء (المهدية) :

الحدائق والقصور بمدينة تونس من خلال شهادات الرحالة”

10.00-11.00

مناقشة المحاضرات

11.00-11.30

استراحة.

11.30-13.30

الجلسة العلمية الثامنة والختامية

وهي مخصصة لقراءة البيان الختامي

* * *


سلسلة  مدونة الآثار العثمانية :

1 – أعمال المؤتمر العالمي الأول حول : مدونة الآثار العثمانية, 254 ص، نشر بالاشتراك مع المعهد الوطني للتراث، زغوان – جانفي 1997. 2 – أعمال المؤتمر الثاني عن مدونة الآثار العثمانية في العالم حول : العمارة السكنية, النقائش الجنائزية وآليات الترميم (بالعربية والانقليزية والفرنسية) 521ص، منشورات المؤسسة زغوان، أوت 1998. 3 –  أعمال المؤتمر الثالث عن مدونة الآثار العثمانية في العالم حول : المعالم الأثرية, الصيانة والترميم، 265ص, مارس 2000. 4 –  أعمال المؤتمر العالمي الرابع لمدونة الآثار العثمانية في العالم حول : التأثيرات المعمارية الأوربية على العمارة العثمانية، وآليات الحفظ والترميم، 462 ص، زغوان/أوت – آب 2001. 5- أعمال المؤتمر الخامس لمدونة الآثار العثمانية في العالم حول :  القلاع والتحصينات العسكرية والتأثيرات الفنية العثمانية, مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، فيفري/ شباط 2003. 6- أعمال المؤتمر السادس والسابع لمدونة الآثار العثمانية في العالم حول : المنشآت المائية والمآذن والترب والأسواق في العهد العثماني, ر د م ك : 32.052.2 (96 ص بالعربية و222 ص بالفرنسية والإنقليزية), ديسمبر 2005. 7 – د. جلول، الناجي، التحصينات العسكرية للسواحل التونسية أثناء العهد العثماني (جزءان), 875 ص، منشورات المؤسسة، زغوان، افريل 1995 (بالفرنسية وموجز مطول بالعربية). 8 – تحية تقدير للأستاذ ماخيال كيل، 740 ص (بالعربية والفرنسية والانقليزية والتركية والألمانية)، منشورات المؤسسة، زغوان، أكتوبر – تشرين الأول  1999. 9 – د. حسن نور عبد النور, مظاهر الحياة العثمانية من خلال ألبوم لم يسبق نشره : دراسة أثرية فنية, 130 ص, منشورات المؤسسة, زغوان, ديسمبر 2001 (بالعربية).

 


المغرب يقترب من بدء صرف تعويضات لضحايا قمع الدولة في عهد الملك الحسن الثاني

الرباط ـ القدس العربي من محمود معروف: أعلن ادريس بن زكري رئيس المجلس الاستشاري المغربي لحقوق الإنسان امس الاثنين بالرباط، أن المجلس سيقدم الأسبوع المقبل علي إبلاغ الضحايا بالمقررات الصادرة في شأنهم والإشعار ببدء صرف التعويضات المالية المستحقة لضحايا ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وذوي حقوقهم وفق منهجية تراعي القرب منهم وتسهيل حصولهم عليها في أوجز مدة ممكنة.
وأضاف بن زكري، في كلمة خلال تنصيب أعضاء التركيبة الجديدة للمجلس، أن اللجنة التي تعمل علي مستوي رئاسة الحكومة تمكنت، بمساهمة القطاعات الحكومية المعنية ومشاركة المجلس، من وضع الصيغة النهائية التي يستفيد بموجبها الضحايا وذووهم من الحق في التغطية الصحية الأساسية الموافق لنظام (التأمين الإجباري علي المرض ـ الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي) الذي يدخل حيز التنفيذ بعد توقيع اتفاقية ثلاثية الأطراف بين المجلس والحكومة والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي.
وأشار إلي أن الدولة ستتكلف بتسديد النفقات المترتبة عن الانخراط في هذا النظام طبقا للتوصية التي وافق عليها جلالة الملك في هذا الشأن وأن اللجنة التقنية تعمل حاليا علي دراسة جميع الترتيبات التدبيرية المتعلقة بأسلوب إعمال هذا البرنامج، وستقدم التفصيلات والتفسيرات عبر وسائل الإعلام والتواصل المباشر مع المعنيين بعد الاجتماع المقبل مع الوزير الأول، مشيرا إلي أن المجلس ينكب أيضا علي إجراء الدراسات والاستشارات المتعلقة بالاختيارات المناسبة لإحداث مركز مرجعي مختص بالعناية بضحايا العنف وسوء المعاملة بما يستجيب لمستوي التجربة المغربية، مع مراعاة التجارب العالمية في هذا المجال. وقال ادريس بن زكري، وهو معتقل سياسي سابق موازاة مع هذه الإجراءات، إن المجلس عمل علي استقبال وتقديم الإسعافات الضرورية للضحايا المرضي الذين يوجدون في حالة صحية تحتاج إلي تكفل طبي استعجالي بمراكز متخصصة والذين بلغ عددهم أكثر من 200 حالة وأنه تمت، بتعاون مع الحكومة، تسوية الأوضاع الإدارية والوظيفية للعديد من ضحايا الانتهاكات الماضية، وإعادة إدماج البعض منهم في أسلاك الوظيفة العمومية، وأنه تجري حاليا دراسة كل الحالات التي أوصت هيئة الإنصاف والمصالحة بإدماجهم اجتماعيا وأنه سيتم إخبار المعنيين بذلك في حينه.
وقال أن التعاون بين المجلس ووزارة العدل أفضي إلي إعداد واستخراج شواهد الوفيات لجميع الضحايا الذين وافتهم المنية، مشيرا إلي أنه سيتم تبليغها للمعنيين للمساهمة في حل بعض مشاكلهم الإدارية والقانونية العالقة بسبب عدم توفرهم عليها. وذكر بأن المجلس قد استجاب لطلبات العديد من عائلات المتوفين وتابع عملية استخراج رفات 166 حالة للتثبت من هويات المتوفين وأن هذه العملية تزامنت مع أخذ عينات بغرض تحليل الحمض النووي، بعد أن تأكد من خلال المعاينة الأنثروبولوجية مطابقة المعطيات المتضمنة في التقرير الختامي لهيئة الإنصاف والمصالحة في هذا الشأن. وأشار إلي أنه سيتم وضع بروتوكول ينظم جميع الأطوار العلمية والأخلاقية لهذه العملية من لدن جميع الأطراف المعنية وذلك طبقا للمعايير المتعارف عليها في هذا المجال.
واسس المجلس الاستشاري الملكي لحقوق الانسان في ايار/مايو 1990 وعرف منذ تولي العاهل المغربي الملك محمد السادس مقايد الحكم 1999 تطورا ايجابيا في فتح عدد من ملفات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في مرحلة ما يعرف مغربيا بسنوات الرصاص وهي السنوات التي كانت تعرف صراعا محتدما بين سلطة نظام الملك الحسن الثاني والتيارات اليسارية الديمقراطية. ونجح المجلس من خلال هيئة الانصاف والمصالحة التي انشئت في 2004 في الكشف عن مدي الانتهاكات الجسيمة والخروقات التي عاشتها البلاد ونشرت الهيئة نهاية 2005 تقريرا عن حصيلة عملها.
الا ان الناشطين في ميدان حقوق الانسان وجهوا انتقادات لعمل الهيئة لاقتصارها علي سنوات 1956 الي 1999 دون ان تشمل المرحلة التي تلت والتي يقولون انها ما زالت تشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان وان كانت هوية ضحاياها تبدلت حيث اصبح الضحايا من ناشطي التيارات الاصولية فيما كان ضحايا انتهاكات المرحلة السابقة من ناشطي التيارات اليسارية. كما طالبت هذه التيارات بعدم الاكتفاء بالكشف عن الانتهاكات وضرورة الكشف عن المسؤولين والجلادين وتقديمهم للمحاسبة. وكان من اهم النقاط التي سجلت في عمل هيئة الانصاف والمصالحة والذي يواصله المجلس الاستشاري لحقوق الانسان الفشل في الكشف عن مصير الزعيم المغربي المهدي بن بركة مؤسس اليسار المغربي الحديث الذي اختطف في نهاية تشرين الاول/اكتوبر 1965 من العاصمة الفرنسية باريس بالتعاون بين اجهزة المخابرات المغربية والمخابرات المركزية الامريكية والموساد الاسرائيلي وعملاء للمخابرات الفرنسية.
ورغم تأكيدات علي اختطاف واغتيال بن بركة الا انه ما زال مصير جثمانه مجهولا ورفضت السلطات المغربية مساعدة القضاء الفرنسي في تقديم تسهيلات لمساءلة عدد من المسؤولين الامنيين المغاربة الذين ما زالوا يمارسون مهامهم ويعتقد ان لهم دورا ما في عملية الاختطاف. كما سجل الناشطون عجز الهيئة عن كشف مصير الناشط اليساري الحسين المانوزي الذي اختطفته المخابرات المغربية من تونس منتصف السبعينات. وأعلن بن زكري أنه بعد التقدم المحرز في وضع الهياكل والبنيات التنظيمية علي المستوي المركزي والمحلي، سيقدم المجلس علي توقيع اتفاقية شراكة ثلاثية الأطراف أيضا بينه وبين الحكومة والاتحاد الأوروبي والتي سيليها البدء بإنجاز الشطر الأول من برامج جبر الضرر الجماعي التي تغطي15 منطقة بالمغرب. وذكر بأن المجلس وقع كذلك الأسبوع الماضي اتفاقية تعاون مع صندوق الأمم المتحدة للمرأة يساهم بموجبها هذا الأخير في التمويل المشترك لبرنامج خاص بحقوق المرأة والحكامة الديمقراطية.
ويتكون المجلس الاستشاري لحقوق الانسان الذي تم تنصيبه امس الاثنين من شخصيات يختارها الملك محمد السادس وهي شخصيات سياسية وحقوقية ومن ناشطين من المجتمع المدني ومن ممثلين للجمعيات الفاعلة في مجال حقوق الانسان ومن ممثلين للاحزاب والنقابات وممثلي الهيئات المهنية والمغاربة القاطنين بالخارج. وتضم هذه التركيبة14 عضوا جديدا، وهم السعدية بلمير وعائشة الخطابي وعبد القادر العلمي وعبد الحميد عقار رئيس اتحاد كتاب المغرب ورضا لمريني وعبد الفتاح البغدادي وأحمد عبادي ومحمد بنجلون أندلسي وعبد العالي بنعمور وعبد الله الولادي وأحمد بوكوس وعبد الحي مودن وادريس اليزمي ومحمد سؤال.
وعبر بن زكري عن اليقين بأن خبرت اعضاء المجلس الميدانية وانخراطهم كل من موقعه في الدينامية الاجتماعية والمؤسساتية ستجعلهم يساهمون في تفعيل الأدوار المنوطة بالمجلس وفي تقوية أدائه وتطوير طرق ومناهج تدخله ضمانا للمهنية في التصدي للقضايا الداخلة في اختصاصات المجلس وللنجاعة في إعداد وتنفيذ برامجه. وأضاف السيد بن زكري أنه استمرارا في نهج المقاربة التشاركية وإشراك كافة الطاقات والكفاءات الموجودة بالمجتمع، ينكب المجلس علي استكمال ما أطلقه من برامج وسيعمل علي فتح ورشات جديدة، طبقا لبرنامج عمل سيعرض مشروعه قريبا علي أعضاء المجلس، مسنودا بتصور للتنظيم الداخلي والتأطير الإداري والتواصلي لعمله، موضحا أن المجلس سيعمل قريبا علي إحداث مكاتب إدارية جهوية سيشرع في فتح ثلاثة منها بكل من الجهة الشرقية والجهة الشمالية والجهة الجنوبية.
وقال أنه يجري التحضير حاليا للإعلان الرسمي عن الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان ولإطلاق دينامية التشاور والدراسة والخبرة لإعداد الاستراتيجية الوطنية وبرنامج العمل حول حقوق الإنسان في إطار اتفاقية التعاون مع الاتحاد الأوروبي. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جانفي 2007)  
 


 

بلغاريا تحاكم ضباطا ليبيين غيابيا بتهم تتعلق بالتعذيب

صوفيا (رويترز) – قال ممثل ادعاء كبير يوم الاربعاء ان بلغاريا ستحاكم 11 من ضباط الشرطة الليبية بتهم تتعلق بتعذيب ممرضات بلغاريات للحصول على اعترافات منهن بأنهن تعمدن اصابة مئات الاطفال الليبيين بفيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز). وتستعد صوفيا لتوجيه اتهامات ضد ضباط الشرطة غيابيا في غضون أربعة أشهر. وفي قضية اكتسبت صبغة سياسية بدأت منذ ثمانية أعوام قضت محكمة ليبية في ديسمبر كانون الاول باعدام الممرضات فضلا عن طبيب فلسطيني لنشر عدوى بالفيروس في مستشفى في مدينة بنغازي. وبنى الادعاء الليبي قضيته على اعترافات من بعض الممرضات اللاتي قلن انهن بريئات وأنهن ضربن وعذبن للاعتراف بالذنب. وانتقدت بلغاريا العضو الجديد بالاتحاد الاوروبي وحلفاؤها في بروكسل وواشنطن بشدة هذه الاحكام بوصفها غير عادلة وصعدت من الضغوط الدبلوماسية على طرابلس لاطلاق سراحهن. وقال نيكولاي كوكينوف مدعي مدينة صوفيا “هناك ما يكفي من البيانات لفتح تحقيق ضد 11 ليبيا أجبروا خمس ممرضات ليبيات كشركاء (في جريمة) ومن خلال التهديدات والعنف على الاعتراف باصابة ما يزيد عن 400 طفل ليبي بفيروس اتش.اي.في”. وقالت احدى الممرضات وتدعى ناسيا نينوفا انها حاولت الانتحار في السجن لانها لم تستطع احتمال التعذيب بالصدمات الكهربائية. وأدلت سينزهانا ديميتروفا بشهادة عام 2001 قالت فيها ان أحد كتفيها خلع بعد أن علقت من ذراعيها في مدخل غرفة بعد أن توثيق يديها خلف ظهرها. وحاكمت طرابلس تسعة من رجال الشرطة الليبية وطبيبا بتهم تتصل بالتعذيب وبرأتهم في يونيو حزيران عام 2005. وقال محامو الدفاع عن الممرضات انه سيجري استجواب موكلاتهن في 11 فبراير شباط لاتهامات بأنهن أسأن لسمعة ضباط الشرطة الليبية بالإدلاء بشهادات ضدهم. وأثارت أنباء احتمال خضوع الممرضات المسجونات منذ عام 1999 لمحاكمة جديدة انتقادات حادة في بلغاريا. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 31 جانفي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


العراقيون يهربون من الصراع عبر الحدود

بيروت (رويترز) – العنف في العراق وعدم الاستقرار في لبنان يدفعان مئات الاف الاشخاص للنزوح الى الخارج في عملية غير مسبوقة في الشرق الاوسط منذ نزوح اللاجئين الفلسطينيين عند قيام اسرائيل في عام 1948 . وبينما يهاجر اللبنانيون عادة بصورة قانونية الى دول من اختيارهم فان العراقيين يفرون عبر الحدود في محنة للهرب من التفجيرات وفرق الاعدام والتطهير الطائفي التي يتعرض لها بلدهم منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 . وينتهي المطاف بمعظم العراقيين في دول تستضيف بالفعل جاليات فلسطينية كبيرة من بين 4.3 مليون لاجيء فلسطيني مسجل لدى الامم المتحدة. والمذابح التي يشهدها العراق اقتلعت نحو 30 الف لاجيء فلسطيني كانوا يعيشون هناك في عهد صدام حسين مما أجبرهم على الرحيل الى بلد ثان يقيمون فيه في المنفى أو تقطعت بهم السبل في مكان انتقالي. وتقطعت السبل بنحو 700 فلسطيني لعدة أشهر في مخيمات بائسة على الحدود العراقية السورية بعد الهرب من العنف في بغداد رغم نداءات من الامم المتحدة للدول العربية بالسماح لهم بالدخول. وتقول المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان ما يصل الى 50 الف عراقي يتركون منازلهم كل شهر. وقال ستيفان جاكميت الممثل الاقليمي للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لرويترز “العراق هو (النزوح) الكبير.” وتشير تقديرات المفوضية الى ان ما يصل الى مليوني عراقي انتقلوا الى دول مجاورة ولاسيما سوريا والاردن قبل ومنذ الحرب بينما نزح داخليا 1.7 مليون نسمة. وقال جاكميت انه يخشى من ان سوريا والاردن اللذان يستضيف كل منهما بين نصف مليون ومليون عراقي ربما يغلقان حدودهما في نهاية الامر امام اللاجئين وعدد كبير منهم ينفقون بسرعة أي موارد قد يكونون جلبوها معهم. ويقوم الاردن بالفعل باستجواب واعادة بعض النازحين العراقيين عند الحدود وخاصة الشبان الذين يفشلون في اقناع السلطات بأنهم يواجهون خطر الاضطهاد في بلدهم. وكانت سوريا التي تستضيف بالفعل 432 الف لاجيء فلسطيني أكثر الدول ترحيبا بالعراقيين رغم الاعباء الاضافية التي يخلقونها في اقتصاد يعاني من قلة فرص العمل وضعف الخدمات. غير ان دمشق التي تتهمها الولايات المتحدة بمساعدة المسلحين العراقيين لا تحصل على تقدير دولي لاسهامها في تحمل اعباء اللاجئين العراقيين. وسعى عشرات الوف العراقيين الى الامان في ايران ومصر ولبنان وتركيا ودول خليجية عربية. وعدد ضئيل من الذين يقدمون طلبات للحصول على وضع لاجيء رسمي لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين يقبل اعادة توطينهم في الغرب. حتى اولئك الذين يواجهون خطر عقاب وحشي أو اعداما في بلدهم للعمل مع الجيش الامريكي كمترجمين أو في ادوار معاونة اخرى يجدون انه من المستحيل تقريبا الحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة التي قبلت فقط 202 لاجيء عراقي في عام 2006. وقالت المفوضية انه داخل العراق فر ما يصل الى نصف مليون شخص من منازلهم الى اجزاء اخرى في البلاد في العام الماضي وحده. وقال جان فيليب تشوزي المتحدث باسم المنظمةالدولية للهجرة ومقرها جنيف التي تراقب النزوح في انحاء العراق ان “العامل الحاسم كان تفجير مرقدي سامراء يوم 22 فبراير.” فقد فجر تدمير المسجد الشيعي في سامراء موجة من اعمال القتل الانتقامية بين السنة والشيعة لم تهدأ بعد. وقال تشوزي “الناس فروا بسبب العنف أو تهديدات مباشرة لعائلاتهم. وكان المعدل نحو 1000 اسبوعيا وهذا الرقم في ازدياد.” واضاف “الناس ينتقلون الى مناطق وفقا للخطوط العرقية والدينية.” وقال “في مناطق عديدة الناس يدفعون ايجارا ليعيشوا في احوال غير صحية حيث لا توجد مياه نظيفة أو كهرباء. والوقود مشكلة ايضا. وكثيرون يعيشون مع اقارب. انها أزمة انسانية والاحتياجات هائلة.” ويعرقل عدم توفر الامن في العراق وكالات المساعدات الاجنبية منذ تفجير مكاتب الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر في بغداد في عام 2003 . وبينما يحاول العراقيون الفرار من اعمال القتل فان نزوح اللبنانيين الذي كان يتسم بالهدوء اكتسب ايقاعا أسرع منذ الحرب في العام الماضي بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله التي ادت الى ازمة سياسية ممتدة تفجرت الى اعمال عنف في يناير كانون الثاني. ويقول اقتصاديون لبنانيون ان عشرات الوف المواطنين نزحوا للبحث عن عمل ومكان امن في الخارج في الاشهر الاخيرة مما ادى الى خروج مواهب شابة وزيادة عدد اللبنانيين الذين يعيشون في الشتات الى نحو ربع عدد السكان البالغ عددهم اربعة ملايين نسمة. وأظهر مسح في الآونة الاخيرة ان 60 في المئة من خريجي الجامعات الشبان والمسنين مع عائلاتهم يأملون في مغادرة البلاد اما لانهم لا يرون مستقبلا في لبنان أو لانهم يريدون المحافظة على سلامة اطفالهم. وقالت باميلا شرابية وهي باحثة على اتصال بالعديد من المهاجرين المزمعين انها كانت تنصحهم بالتفكير جيدا قبل ان يواجهوا اعادة التوطين في دول قد يتعرضون فيها لحواجز رسمية وتمييز وبطالة. وقالت “لكن اولئك الذين فقدوا الامل كلية يقولون .. انه انتظار دائم ونحن لا نعرف ما الذي ننتظره لان المنطقة بالكامل مشتعلة.” من اليستير ليون (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 31 جانفي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


جند السماء ينفون التخطيط لقتل المراجع:

هل يرضي الحُسين بتحالف المالكي والحكيم مع بوش؟

لندن ـ القدس العربي : نفت جماعة جند السماء الشيعية ما قالته السلطات الامنية العراقية حول انها كانت تخطط لقتل المراجع الشيعية الكبري في النجف. وقالت الجماعة في بيان حصلت القدس العربي علي نسخة منه كذبوا والله كعهدهم ولم يقولوا الحقيقة وهي اننا كنا نخطط للهجوم علي مراجعهم واولياء امورهم قوات الاحتلال البغيض لنغسل العار الذي الحقوه باتباع آل البيت بتحالفهم مع القاتل بوش وبلير لتدمير العراق واشاعة الفتنة بين اهله، وهل يرضي الحسين ـ عليه السلام ـ بذلك؟ .

ودعت الجماعة الي الجهاد ضد الاحتلال واعوانه الحكيم والجعفري والمـــالكي والصدر حسب تعبير البيان. وذكرت الحكومة أن زعيم الجماعة كان يصف نفسه بأنه المهدي المنتظر. وأوضحت تغطية تلفزيونية جري تصويرها امس عشرات الجثث ملقاة فيما بدت وكأنها قناة ري جافة كان المقاتلون يستخدمونها فيما يبدو كخندق. وكانت هناك العشرات من أظرف الاعيرة النارية بجانب جثة رجل يرتدي سترة زرقاء اللون وملابس مدنية. وأوضحت التغطية أيضا جثث العديد من النساء والاطفال. وقال ضابط جيش بالفرقة العراقية الثامنة انهم عثروا ايضا علي 1000 نسخة من كتاب عن الحركة وزعيمها بعنوان قاضي السماء والوف النسخ من كتيب آخر. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جانفي 2007)  


أمريكا تحت ضغط لوقف رفض طلبات اللاجئين العراقيين

واشنطن (رويترز) – يجد ملايين اللاجئين العراقيين الفارين من العنف والتطهير الطائفي بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة قبل أربعة أعوام أن من شبه المستحيل اللجوء لامريكا بمن فيهم هؤلاء الذين جازفوا بأرواحهم لمساعدة الرئيس جورج بوش في جهوده لشن الحرب. وبدأ الكونجرس الامريكي الجديد الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الضغط على ادارة بوش الجمهورية لفتح الباب لهم خاصة المترجمين العراقيين والاخرين ممن يواجهون الاعدام على طريقة العصابات في وطنهم بسبب عملهم لحساب القوات الامريكية في العراق. وقال السناتور ادوارد كنيدي عضو مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي لرويترز “أعتقد أنهم (ادارة بوش) بصدد التحرك بالرغم من اعتقادي من أن (التحرك) شديد البطء”. وكان كنيدي واحدا من بين عديد من المشرعين شككوا في سياسة الولايات المتحدة تجاه اللاجئين العراقيين في جلسة استماع لمجلس الشيوخ عقدت هذا الشهر. وفر نحو 3.7 مليون من جملة سكان العراق البالغ عددهم 24 مليون نسمة من البلاد الى سوريا والاردن ودول أخرى او تركوا منازلهم بحثا عن ملاذات امنة داخل العراق وفقا لما ذكره مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويفر نحو 50 الف عراقي من ديارهم شهريا. وقال كينيث بيكون رئيس جماعة اللاجئين الدولية للجنة القضائية بمجلس الشيوخ في 16 يناير كانون الثاني “هذه أسرع أزمة للاجئين نموا في العالم”. وفي عام 2006 قبلت الولايات المتحدة 202 عراقي من جملة 70 الف لاجيء تقبلهم من أنحاء العالم. على النقيض قالت استراليا انها منحت نحو الفي تأشيرة دخول من هذا النوع لعراقيين العام الماضي. وقالت ايلين سويربري مساعدة وزيرة الخارجية للجنة “بالتأكيد نحن مشغولون بمسألة كيفية مساعدة هؤلاء الناس الذين عملوا لحساب حكومة الولايات المتحدة وقدموا لها المساعدة” لكنها قالت ان هناك عقبات. وأضافت سويربري أن الخطوات التي اتخذت على صعيد الامن الداخلي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة جعلت من الصعوبة بمكان قبول لاجئين عراقيين. كما أن اجراءات الفحص المشددة بدورها أثنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين عن توجيه لاجئين للذهاب الى الولايات المتحدة. وقال بيل فريليك مدير ادارة سياسة اللاجئين في منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ان العراقيين الذين يعملون لحساب القوات الامريكية يمرون بفحوص وتحريات أمنية موسعة قبل تعيينهم “وان كنت ارهابيا ذكيا فتستطيع أن تجد وسائل أسهل للدخول الى الولايات المتحدة”. وأضاف أن هناك عاملين يسهمان في قرار ادارة بوش الخاص بالتعليق شبه التام لقبول اللاجئين العراقيين. واستطرد قائلا ان البيروقراطيين لا يريدون خوض مجازفات مع عراقيين وأضاف “بوجه عام الرفض أسهل من القبول”. ويقول فريليك ان السياسة تلعب دورا ايضا. ويضيف “الاشخاص الذين تعتمد عليهم الولايات المتحدة من أجل مشروع بناء ديمقراطية مستقرة في العراق هم أنفسهم الاشخاص الذين يفرون من البلاد. قبول هؤلاء الفارين سيعني اعترافا بأن المشروع لا يحقق نجاحا”. في عام 1939 منعت السفينة (سانت لويس) وعلى متنها نحو الف لاجيء يهودي الماني من دخول الولايات المتحدة وأبحرت عائدة الى اوروبا حيث قتل كثيرون في النهاية في محارق النازي. وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان انه منذ الحرب العالمية الثانية فان الولايات المتحدة في معظم الاحيان تتجاوب بسرعة مع أزمات اللاجئين خاصة حين تلعب السياسة الامريكية دورا في مأساة انسانية. فصورة طائرة هليكوبتر عسكرية امريكية ترجع الى عام 1975 وهي تحلق فوق مبنى سكني في سايجون وترفع اشخاصا من جنوب فيتنام الى الامان في الطائرة محفورة في الوجدان الامريكي. وجاءت ثورة فاشلة في المجر عام 1956 ضد الاتحاد السوفيتي السابق ببعض اللاجئين من هذه الازمة الى الولايات المتحدة كما فر الكثير من الكوبيين من الرئيس فيدل كاسترو في اوائل الستينات ليصبحوا قوة سياسية لا يستهان بها في جنوب فلوريدا. وبعد ذلك بأربعين عاما يتساءل ساسة ان كانت الولايات المتحدة تخذل العراقيين الذين تطوعوا لخوض حرب تقودها الولايات المتحدة. وفي شهادة امام الكونجرس روى شخصان نجحا في الوصول الى الولايات المتحدة عن فرارهما الاشبه بالكابوس من العراق. وفي شهادة من وراء ستار مستخدما اسما مستعارا هو سامي العبيدي لاخفاء هويته وهوية أسرته التي لا تزال في العراق قال الشاب العربي السني (27 عاما) وهو من الموصل انه عمل مترجما لحساب الجيش الامريكي وكان في بعض الاحيان يرافق القوافل الامريكية عبر أراض تشهد قتالا. وقال العبيدي “المواطنون العراقيون بمن فيهم المترجمون كانوا يقتلون بالرصاص في رؤؤسهم او تقطع رؤؤسهم لكن بعد أن يجبر الارهابيون هؤلاء الاشخاص على الاعتراف بأنهم جواسيس وعملاء للولايات المتحدة”. وعلق اسمه اضافة الى اسماء اخرين في عدة مساجد مع ملاحظات تحث على قتلهم. وفي اواخر عام 2005 أصيب العبيدي في تفجير سيارة ملغومة. وبعد ذلك بفترة قصيرة فر الى الولايات المتحدة وكان أول من يحصل على حق اللجوء للولايات المتحدة بموجب قانون جديد للمترجمين. وقال كنيدي ان هناك 50 تأشيرة من هذا النوع متاحة كل عام مما يؤدي الى قائمة انتظار لمدة تصل الى ستة أعوام للمترجمين العراقيين والافغان. وذكر شاهد اخر (48 عاما) أطلق على نفسه اسم جون أنه أوسع ضربا مرتين لنقله الماء للجنود الامريكيين وقيل له اما أن يغادر العراق او يقتل. وأخذ بنصيحة معذبيه قائلا انه وصل الى الولايات المتحدة بعد أن سافر عبر خمس دول وأربع قارات. ومضى يقول “أخذنا سيارة أجرة من المكسيك الى حدود الولايات المتحدة” مضيفا أنه عبر الى كاليفورنيا بجواز سفر مزور من اليونان. وقالت كريستيل يونس من جماعة اللاجئين الدولية ان على واشنطن توفير المزيد من الاموال لمساعدة اللاجئين العراقيين على الاستقرار في الولايات المتحدة ودول أخرى كما ألمح السناتور كنيدي الى أن هذا يمكن أن يحدث. وقالت يونس “بالتأكيد يحدوني الامل”. من ريتشارد كوان (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 31 جانفي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 
الشباب بعيدا عن مصيدة الإرهاب:

نحو سياسة شبابية مغايرة

سليم الزواوي على اثر اكتشاف المجموعة المسلحة بالضاحية الجنوبية وهي في غالبيتها من الشباب، تكثف الحديث في الآونة الأخيرة حول أوضاع الشباب التونسي وسبل حمايته من الوقوع في مزالق التطرف والعنف. ورغم أن الدولة تكفلت أجهزتها الأمنية بسرعة ونجاعة بإزالة هذا الخطر وأعادت بذلك إلى النفوس بعض الطمأنينة والإحساس بالأمن والاستقرار، فان أوساطا عريضة من النخبة التونسية لم تعتبر أن المهمة قد انتهت وأن الخطر قد زال نهائيا وبدون رجعة، فيما استمر الحديث في الشارع عن هوية هؤلاء الشبان المغامرين من هم ومن أين جاؤوا وماذا يريدون ولم فعلوا ما فعلوا؟
في غياب صورة مكتملة عن الوقائع الدامية في الضاحية الجنوبية وسليمان لا يمكن الجزم بأحكام قاطعة حول طبيعتها وخلفيتها وربما يتعين انتظار ما سيسفر عنه التحقيق الجاري مع المعتقلين من عناصر المجموعة المسلحة، ومع ذلك فكل المعطيات المتوفرة تشير إلى خلية من الشبان المتطرفين التابعين لشبكة إرهابية معقلها الرئيسي بالجزائر وقد تكون ذات ارتباط عضوي بتنظيم القاعدة، إذا صحت هذه الصورة وهي غير مؤكدة لحد الآن، فان اتجاهات التفسير والتعليل لظاهرة الإرهاب الذي تسرب إلى بلادنا لا يجب أن تتحدد بما هو محلي وداخلي فحسب بقدر ما تستدعي النظر في عناصر التأثير ذات المصدر الإقليمي والدولي.
فالإرهاب ظاهرة عالمية في المقام الأول نما وتجذر في سياق الصراع مع سياسات الهيمنة التي تتوخاها الإدارة الأمريكية في محاولات مد سلطانها الإمبراطوري على العالم في أعقاب سقوط الكتلة الشرقية والاتحاد السوفياتي والى ما بعد إسقاط حركة طالبان في أفغانستان وسقوط بغداد واحتلال العراق. ففي ظل هذا المناخ الدولي المشحون والذي اتخذ من العالم الإسلامي والمنطقة العربية مسرحا لإحداثه الكبرى أمكن لتنظيم القاعدة والجماعات الجهادية التمدد والانتشار السرطاني في أوساط شبابية غاضبة ومحتقنة من مختلف البلدان العربية والإسلامية التي أظهرت أنظمتها بل وحتى نخبها المعارضة في الأحزاب والتجمعات المدنية عجزا فادحا واستسلاما ذليلا أمام الغطرسة الصهيونية والتغوّل الأمريكي.
في هذا الإطار ليس مستغربا أن يستدرج بعض الشباب المتحمس في بلادنا إلى الانخراط في نواتات جهادية تستهدف المصالح الأمريكية أو تسعى للالتحاق بجبهات القتال في العراق أو أفغانستان، اعتقادا منهم أنهم يستجيبون بصنيعهم هذا لنداء الواجب الديني في الدفاع عن حرمة الإسلام والمسلمين. المشكلة مع هؤلاء الشباب على غاية من الحرج والتعقيد، فهم ضحايا وجلادون في آن واحد، ضحايا الشعور بالغبن والعجز عن تغيير واقع دولي لا ينصف الحقوق العربية وينتهك المقدسات الإسلامية، وهم جلادون لأنهم انساقوا وراء طريق الإرهاب والعنف للتعبير عن احتجاجهم على هذا الواقع الدولي الظالم وانطلاقا من بلاد يتعاطف شعبها بالكامل مع جميع القضايا العربية المزمنة ومطالب الشعوب المهضومة.
مؤدى هذا الكلام أن الإرهاب ليس صناعة محلية وان محاولات تسربه وتوطينه في بلادنا من الممكن إبطالها من خلال تحصين شبابنا بانتهاج سياسة شبابية مغايرة للنمط السائد من السياسات المتبعة، سياسة تقوم على استيعاب شمولي لواقع هذه الفئة العمرية الحساسة أو الكتلة الحرجة كما يسميها بعض المثقفين. وما تعانيه بعض شرائحها المهمشة من مشاكل تجنح بها إلى الوقوع فريسة لخطابات العنف والتطرف. لنفتح المجال إذن من جديد لحوار جدي حول قضايا الشباب من أجل صياغة سياسة شبابية أكثر نجاعة وحصانة، ولعلنا بذلك نطابق المثل القائل “ربّ ضارة نافعة”. (المصدر: صحيفة “الوحدة” (أسبوعية – تونس)، العدد 532 بتاريخ 27 جانفي 2007)


البعثيون التونسيون في مسارات الحركة الوطنية (1961-1968) في منتدى الذاكرة الوطنية

م.الفات كان هذا عنوان حلقة الحوار التي انتظمت السبت الماضي بمقر مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات في إطار تناولها لتاريخ الحركة القومية في تونس، مهدت لها الورقة التي تمّ توزيعها على الحضور متضمنة التأكيد على أن الهدف الأساسي من وراء إنشاء هذا الفضاء العلمي هو العمل على جمع شهادات التونسيين بقطع النظر عن انتماءاتهم الفكرية أو الإيديولوجية أو الحزبية من أجل إنشاء قاعدة بيانات متعددة الاختصاصات، تعكس مختلف الاتجاهات والمشارب والرؤى المتكاملة والمتقاطعة في مسارات بناء الدولة الوطنية، وتأتي هذه الحلقة لتضاف إلى لقاءات علمية سابقة حول التوجه العروبي في تونس ودور القوميين التونسيين فيه حيث تأكد أن القوميين قد تحركوا في الستينات باحثين عن الطرق الكفيلة بتأمين مستقبل وتنمية البلاد والحفاظ على استقلالها. وقد توصلوا كما توصل غيرهم من طلائع النخب المغاربية والعربية إلى أنه لا مستقبل ولا تنمية في ظل الإقليمية والتجزئة. وقد دعي لتقديم شهادتيهما حول الموضوع الأستاذان على شلفوح وبلقاسم الشابي في مداخلتين تناولت الأولى عرضا تاريخيا عن الجذور العربية لسكان شمال إفريقيا الذين تعرضوا لغزوات أجنبية استخدم خلالها العنصران العسكري والثقافي في محاولات متتالية لطمس الهوية العربية الأصيلة في منطقة شمال إفريقيا الشيء الذي استدعى ضرورة البحث عن إطار تنظيمي ومرجعية فكرية في تونس من أجل التصدي لتلك المحاولات، وجدتها نخبة من الشباب القومي المناضل في حزب البعث العربي الاشتراكي منذ مطلع الستينات من القرن الماضي خصوصا بعد ما استشعروه من برمجة مقصودة لسلخ القطر التونسي من محيطه العربي الطبيعي وتونسته داخل إطار فرنسي الثقافة، فتكونت النواة الأولى من مجموعة من المناضلين القوميين الذين تبنوا فكر حزب البعث دون أن يكون لهم أي رابط تنظيمي بالقيادة المركزية في المشرق العربي… وفي حين تناولت المداخلة الأولى للأستاذ علي شلفوح عرضا تاريخيا ومقاربة سياسية وفكرية وثقافية للظروف التي هيأت لوجود البعث العربي الاشتراكي فكرا وتنظيما…جاءت مداخلة الأستاذ بلقاسم الشابي مركزة أكثر على الجانب الحركي وأسلوب الاستقطاب والنشاط الميداني واللقاءات التي أفرزت المجموعة التي شكلت النواة الأولى لحركة تبشيرية كما نعتها المتدخل تنطلق فكريا من البعث ولكنها تراعي الخصوصية القطرية كمرتكز أساسي كان يؤكد عليه المناضل المرحوم الطاهر عبد الله الذي شهد له المتدخلان وللدور الايجابي والفاعل الذي لعبه تنظيميا وفكريا وميدانيا أهله لتبوئ موقع قيادي هام في حركة البعث في تونس.. ولدى فتح باب النقاش العام تدخل عديد الأساتذة للاستفسار والاستيضاح حول بعض التفاصيل التي مازال يكتنفها الغموض خلال تلك المرحلة من النضال السري أو لتصحيح بعض المعلومات. ومنهم الأستاذ محمد ضيف الله الذي تساءل عن موقف البعثيين في تونس من خطاب الرئيس بورقيبة الشهير في أريحا والذي طالب فيه الفلسطينيين بقبول دولة فلسطينية في إطار تقسيم فلسطين العربية والتنازل على جزء منها إلى الكيان الصهيوني… في حين أشار الأستاذ عبد اللطيف الحناشي في تدخله إلى كون المجموعة التي انتمت لفكر البعث لم تكن تنظيما يطرح يطرح بديلا عن النظام في ذلك الوقت بقدر ماكانت تركز على الهوية… أما الأستاذ زكرياء صميدة فركز تدخله عل تصحيح بعض المعلومات التاريخية في حين أكد الأستاذ محمد البصيري العكرمي على وحدة الحركة القومية كتيار بقطع النظر عن الخصوصية الانتمائية للبعث أو الناصرية في تلك الفترة مستشهدا بقصائد الأستاذ علي شلفوح لفائدة الزعيم جمال عبد الناصر… واستخلص الأستاذ عبد الجليل التميمي من المداخلتين وجملة التدخلات والنقاش العام أن البعث في تونس كان ضمن تيار قومي أكثر منه تنظيما بالمفهوم المتعارف عليه للتنظيم. (المصدر: صحيفة “الوحدة” (أسبوعية – تونس)، العدد 532 بتاريخ 27 جانفي 2007)  
 

 

حذاري من المس بشهدائنا لأننا نحبهم أكثر مما نحب أنفسنا

 

بقلم الهادي المثلوثي

 

من الصدق ما قتل والقتيلة هنا الكاتبة الجامعية التونسية رجاء بن سلامة التي كتبت تحت عنوان “يحبّون طغاتهم أكثر ممّا يحبّون أنفسهم!”.  مقال منشور بموقع تونس نيوز وموقع “قنطرة” بتاريخ 3/1/2007. العنوان تعبير صادق عن حبنا وتعبير صادق عن حقدها وبين الحب والحقد صراع مثلما هو الصراع بين الخير والشر. وما بين صدام ومعارضيه هو عين هذا الصراع. وكاتبة المقال هي إحدى المجندات ضد الشهيد صدام ومحبيه. هو صار شهيدا حيا في وجداننا وهي حية شاهدة على الأحداث ولكن ميتة الوجدان. وقد أوحى لي مقالها بالتعليق والرد لأقول: إذا حضر الإيمان ينفتح العقل ويتسع الصدر ويقوى الصبر فيأتي الموقف عقليا ووجدانيا متوازنا كما يجب أن يكون موقف الإنسان المؤمن المنتمي إلى واقعه وأمته وإنسانية البشر بكل مصداقية وواقعية ذلك هو مأتى المواقف المتعاطفة والمؤيدة والناعية لصدام حسين الرجل كما هي دوما الرجال والمناضل كما هو النضال الصادق والمبدئي. فصدام لم يستعطف أحدا ولم ينحن لعدو ولم يخالف حقا ولم يغدر بأحد ولذا دخل قلوب الناس واتخذ موقعا في عقولهم فحاز التقدير والتكريم إلى حد التقديس أحيانا وهو شهيد بطل في رأي من أحبوه دكتاتورا نزيها وطاغية رحيما وشيطانا محترما.

أما من رأوا فيه مجرما فلا شك أنهم قطعوا شوطا طويلا في ضلالة الكفر بأنفسهم فرفعوها من مواقع الإيمان والنقاء الفكري والحسي إلى معاقل الحقد والبغض والكره ليحاكموا صدام وفكره بموازين تلك المهالك المعتدة غيا وبغيا.

لقد حضرت لدى محبي الطاغية كل معاني الإيمان والقيم النضالية ودواعي الشرف والرجولة أما من غابت عنهم هذه ليروا أخرى فإنهم بالتأكيد كانوا في الأصل ضحايا أحقادهم وجهلهم أولا وثانيا هم ضحايا الإعلام المعادي والغازي صفويا كان أو أمريكيا-صهيونيا أو شيطانيا.   

أما تساؤل الكاتبة عن أن يكتب للأسير الشهادة يوم الأضحى فذلك جزاء المؤمنين  وشهادة على جريمة الملثمين فاقدي العقل والدين.

أما سؤالها عن دور الدولة وحيادها في مثل تلك الجريمة فهذا دليل على الجهل بحقيقة الاحتلال وطبيعة عملائه ومعاني الخيانة ومخاطر الطائفية. وأما فتواها بحق التشفي والاحتفال بجريمة اغتيال صدام فتلك شهادة أخرى على أن الكاتبة مسكونة بجن الحقد ومحجوزة لعقل أرعن يرى الحق في غير ما يرى ويبطل الحق فيما يراه حقا بالصوت والصورة.

والحقيقة تقر الكاتبة بأن الأمر قد التبس عليها وهي تشاهد وتفكر فيما يحدث أمامها ولكنها كانت على يقين مطلق بأن الشهيد المغدور به طاغية ودكتاتورا ومجرما “هذا البطل الذي كان نموذجا لغياب الدّيمقراطيّة ولسيادة قانون الغاب” عانى منه العراقيون الأمرين. هذا هو ادعاؤها وقضاؤها وحكمها البات والنهائي في تجريم صدام والمصادقة على حكم المحكمة (تلك) والفتوى بالتشفي بقتله شر قتلة.

غريب أمر هذه الكاتبة المثقفة والمفكرة والمدرسة والتي التبس عليها “الدرس الذي كان ينبغي أن يقدّمه تنفيذ الحكم”.

لقد فرح البعض بالإعدام وطريقته وفرح الكثيرون لاستشهاد صدام ودخوله التاريخ من بابه الكبير ليصبح رمزا واستاءت الكاتبة من النخب العربية والشعوب لأن الدرس جرى بما لا تشتهي الكاتبة المثقفة والمفكرة والمدرسة مما أثار حفيظتها وحيّر أمرها فعلقت بمرارة الحاقد لتقول ” أيّ ذهنيّة سياسيّة لهذه النّخب العربية؟. عوض أن تتشفى وتبتهج صارت تؤبن وترثي وتقيم مجالس العزاء والتكريم حبا في ظاغيتها أكثر مما تحب نفسها.

وقد كان من الممكن للكاتبة أن تستعيض عن استيائها باستدعاء من هم على عقيدتها مثل مختار اليحياوي والهاشمي بن علي وأم صابر وغيرهم من الناعقين لتقيم بكائية حسينية أو حيدرية أو جعفرية أو صفوية للتكفير عن ضياع “الدرس” وضلالة النخب العربية الديمقراطية. وحينها بإمكانها وبكل شماتة أن تتساءل عن “أيّ مستقبل سياسيّ ينتظرنا؟.

بهذا السؤال ختمت التباسها واستياءها دون أن تميز بين عالمها وعالمنا وبين موقفها وموقفنا وبين دينها وديننا. على لسان النخبة العربية الديمقراطية أقول لها ولأمثالها لكم رموزكم ولنا رموزنا فافعلوا ما تشاءوا ولكن حذاري من المس بشهدائنا لأنهم أكرم منا جميعا ونحبهم أكثر مما نحب أنفسنا.

 

الهادي المثلوثي. تونس في 29/01/2007.

 

 

عظمة الدولة تقاس بمدى إحترامها للحريات العامة

المولدي الزوابي كان لافتا مع بدء المستجدات التي تعرف “بالإرهابية” التي حدثت ولازالت تحدث في عدد من بلدان المغرب العربي والتي لم تكن بلادنا، ورغم الاستقرارالنسبي الذي تحقق لها في السنوات الأخيرة، بمنأى عنها،أن نساهم بما تسمح لنا به حدود حرية التعبيرمن مساهمة في وضع هذه المحاولات التي أجمعت كل القوى السياسية والحقوقية بما فيها الحزب الحاكم على أنها تهدد استقرارالبلاد والعباد في إطارها التاريخي والواقعي الراهن . فلا أحد يشك في أن منطقة المغرب العربي عرفت عبر صيرورتها التاريخية والحضارية صراعات دامية ودموية في بعض المراحل تمحورت حول ما سيعرف لاحقا “بحقوق الإنسان” بدءا من حقه في الحياة إلى حقه في المشاركة في القرار وانتهاء بحقه في التمثيل والسلطة في مفهومها العام كإطار يحمي حقوقه ويمتعه بحريته ويضمن أمن واستقرار كينونته وديمومتها ويشعره بحقه في الوجود، وما تبع هذه الصراعات والحركات من بروز دويلات وتفكك أخرى وانهيار حضارات لازالت بصماتها حاضرة . وما أن خضعت بلدان المغرب العربي إلى الاستعمار الأوروبي في القرن 19 حتى برزت حركات اجتمآعية وسياسية مناهضة له داعية إلى الرفض والحرب مستعملة في ذلك شتى أنواع العنف ، متجاوزة تحت ضغط الضرورة المرحلية لا الوعي، خلافاتها الداخلية سيما وأن المنظومة الاستعمارية كحركة منظمة هي سالبة للحرية ومعتدية على حق الإنسان وبالتالي فهي تتطلب مجهودا جماعيا يهدف إلى مشترك واحد. ومع حصول تلك البلدان على استقلالها برز على الساحة السياسية زعماء الانقلابات الذين عادة ما يبررون بلوغهم سدة الحكم بغيرتهم على الوطن والدفاع عنه من المخاطرالمحدقة به ،وبالرغبة في توفير الحقوق والحريات ومحاربة الظلم والفساد بكل أشكاله أو وضع حد للحكم المطلق والانفراد بالسلطة. متى ما أستتب الأمر لهم تحولوا وفي سرعة مذهلة إلى مستبدين مستخدمين في ذلك كل آليات القمع والإقصاء وسياسة الهروب إلى الأمام وحتى تأويل النص القانوني وسن قوانين ودساتير جديدة تبدأ بضمان مستقبلهم من أي خطر مرتقب. بالمقابل ظهرفي الشق الآخر تبني جديد لقضية حقوق الإنسان أخذ أشكالا ومرجعيات إيديولوجية مختلفة بعد أن بات من المؤكد أن النار والوجع سيطالان كل من يتوق إلى الحرية في حدودها التي لاتتعارض مع تلك المكاسب التي ضحى ومات من أجلها ملايين المناضلين . غير أن اقتصار تبني الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات في بلادنا على النخبة المثقفة وعدم بلوغها حركات شعبية جماهيرية ذات تأثير في المجتمع مردهما بالأساس إلى أن مجتمعنا لم يعرف بعد النمو الديمقراطي الذي عرفته المجتمعات في أوروبا وأمريكا والتي ارتبطت هي الأخرى بأحداث سياسية هزت عرش الملوك وأسست لما يعرف اليوم بالرأي العام . ففي فترة الثورة الفرنسية على سبيل المثال لا الحصر كانت نحو 150 صحيفة خلقت فرصا نوعية ومنقطعة النظيرأمام التعبير عن شتى نزعات الرأي العام إيمانا بأن الصحافة باعتبارها أول وسيط للاتصال الجماعي والمساهم الأكبر في توعية أفراد المجتمع والصاقل لمواهبها والموجه والباني لغد أفضل ، في حين تبدو الساحة الثقافية والسياسية في مجال الإعلام أقرب إلى “التصحر”. وإذا استثنينا “الموقف” و”الطريق الجديد” و”مواطنون” فإنها مازالت في حاجة لحرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي باعتباره يشكل حجر الزاوية . ذلك أن مسألة حقوق الإنسان لم تبق ،كما كانت في الماضي البعيد أو القريب مسألة فردية بل تعدت ذلك لتصبح قضية عالمية وانسانية ، كما أصبحت الشغل الشاغل لكل حكم أو نظام يطمح إلى تحقيق نفسه بالشرعية وابعاد تهمة الدكتاتورية عن ممارساته . وأبدى الغرب استعداده لمنح خبرته ومعرفته وتقنياته لمعالجة هذه المشكلات التي لا يمكن أن يبقى أحد بمنأى عنها في كافة أنحاء العالم معتمدا في ذلك على مآله من نفوذ في المنظمات الدولية ومن تأثير في صنع قراراتها، فاستحال التقدم السياسي من دون ديمقراطية واستحالت الديمقراطية من دون ديمقراطيين . ومن هنا يجب العمل على إيقاف سياسة تهميش الإنسان وحرمانه من حقوقه وذلك بتمكينه من المشاركة في الحياة العامة ، وتمكينه من حق المشآركة في اتخاذ القرارالسياسي وضمان الحقوق والحريات ، هذه الحقوق والحريات التي تمثل العمود الفقري لكل نظام ديمقراطي قائم أو منشود كما تمثل المنهج الضروري في هذه المرحلة بالذات المانع لأي نوع من الهزات التي تشل قدرة الأنظمة على الإبداع ومواكبة الركب الحضاري. وذلك بمعالجة الخلل الحاصل في الدستوروالتشريع واعطاء النص القانوني عمقه المنطقي والحضاري و وضع حد للتنظيرات والشعارات الخلابة التي تحول الديمقراطية إلى واجهة دستورية منمقة والاسئثار بالسلطات . فلا حريات عامة ولا حقوقا لأي إنسان إذا لم تنظم وتحصن آليتهما واعني هنا القضاء بدرجة أولى والسلطات المساندة له بدرجة ثانية فأمام طغيان الحاكم وغياب المؤسسات السياسية والديمقراطية المستقلة والحرة وشيوع الممارسات الاستبدادية والقمعية المناهضة لأبسط حقوق الإنسان وبإعادة النظر في العقد الأخير برمته تبدو مسألة الديمقراطية أمرا بعيد المنال ، ويصعب تصور أن بلادنا سوف تنعم بالنهوض بسرعة وبلا ألم في المرة القادمة ، ما لم تعد النظر في علاقتها بالمواطن وتشبع احتياجآته وتمتعه بحقه في الحرية الطبيعية ووقف سياسة الوالاة والولاءات وتفتح باب المشاركة والتشريك في القرارات المصيرية عبر مؤسسات الدولة ووضع حد للاستئثار بالسلطة تحت راية الحزب الحاكم خاصة وأن صيحات الجوع قد أصبحت تمس شرائح اجتماعية كانت فيالماضي القريب بعيدة عن الجوع وآلفقر تلك الشرائح التي انتابها الإحباط واليأس وازدادت الهوة إتساعا بينها وبين السلطة الحاكمة . كما سيكون لدى بلدان منطقة المغرب العربي صعوبات تعيق النمو السريع والمستدام وبناء حكم ديمقراطي أكثر حيوية ، وأكثر تفاءلا مع المستجدات والتحديات المطروحة على المستويين الداخلي والخارجي ذلك أن السلم والديمقراطية هما بداية النهاية لعصر العنف والمتربصين بالشعب . فعظمة الدولة تقاس بمدى احترامها للحريات العامة وحقوق الإنسان والتزامها بتوفير الضمانات القانونية والعملية لها. (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية – تونس)، العدد 390 بتاريخ 26 جانفي 2007)

الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                        تونس في 31/01/2007 الرسالة 194 على موقع الأنترنت تونس نيوز   بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا  

أربعون يوما في ريفنا الجميل الممتاز , سمعت وشاهدت مشاغل أهلها وفلذات أكبادنا ومعاناتهم . في ريفنا الجميل مناخ طيب

 

وعشت في ريفنا الجميل في موسم جني الزيتون وخدمة الأرض ومهرجان الزيتونة . طيلة أربعون يوما يوما بيوم . تمتعت بجمال الريف والهواء النقي والنسمة الفائحة وطيب رائحة الشجرة المباركة الزيتونة التي ذكرها الله في كتابه العزيز .

 “زيتونة لا شرقية ولا غربي يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نورا على نوريهدي الله لنوره من يشاء” ( صدق الله العظيم ) ,

عشت أياما ممتعة مليئة بذكريات الماضي المجيد وتاريخ الريف الحافل بالذكريات الجميلة الخالدة ’, عشت أسابيع الود والحنان وذكريات خالدة , وصورة الوالد المرحوم أمامي وعطفه في قلبي على الدوام وصورة والدتي في ذهني وعقلي وقلبي لن تمحي أبد الدهر شعور خالص ومحبة صادقة وحب أبدي , عشت خمسة أسابيع بين الأهل والأقارب والخلان في جو الدفء والحنان والذكريات الحلوة .

ومرت الأيام بسرعة البرق وكالحلم وعدنا إلى المدينة وحملنا هموم الأهل وأبناء البلد ومشاغلهم , هذا يحكي إليك قصته مع شركة الكهرباء والغاز ويروي إليك الحكاية بصدق ويقول لك بالله دلني على الطريق الصحيح فقد ساعدني صندوق 2626 عام 1998 على بعث مشروع حدادة بمنطقة الحجارة وشرعت في العمل والحمد لله وجدت الدعم من أسرتي وأهلي وانطلق مشروعي الصغير المتواضع بما قيمته 20500 دت واليوم أخذ مشروعي في التوسع وأردت بناء محل واسع في القرية وبذلت مجهودا جبارا ولكن شركة شركة الكهرباء والغاز سدت أمامي كل الطموحات وطلبت مني أن أدفع 2500 دت معلوم إيصال النور الكهربائي لمحل العمل وقد عجزت على تسديد المبلغ الذي يفوق رأس مال المشروع …. فهل من مساعدة .

ويقول لك هذا الشاب بصراحة قدمت مطلبا لصندوق 2626 قصد المساعدة ولحد الآن أنتظر الرد والإجابة …..

والشاب الثاني يذكر لك قصة مع نفس الشركة ويضيف أردت إبدال العداد من المنزل الجماعي لأسرتي الموسعة أربعة عائلات كاملة وطالبت بوضع عداد خاص لمنزلي المنفرد ولكن الدراسة الفنية لشركة الكهرباء والغاز بإقليم جبنيانة  طلبت مني دفع مبلغ 1070 دت لتغيير العداد وهذا المبلغ باهض لا أقدر عليه وينبغي أن أعمل ثلاثة أعوام لجمع هذا المبلغ . ومع العلم أن المنطقة منطقة ظل راهن عليها سيادة الرئيس عام 1998 وهي منطقة ريفية والدخل الفردي متواضع للغاية . ولا أقدر على دفع هذا المبلغ ….

أما الشاب الثالث له اختصاص في صنع الجلد وله موهبة واختصاص هام في صناعة الجلد وقدم عديد المطالب للحصول على قرض من بنك التضامن ولم يظفر بالقرض . وأخيرا طرق باب صندوق 2121 عسى أن يحقق حلمه ويظفر بالمساعدة ويفتح الله عليه بمورد الرزق في منطقته لمساعدة أسرته الموسعة ….

أما الشاب الرابع من الحجارة منطقة الظل فيحكي إليك قصته الطويلة مع البطالة ويذكر إليك بصراحة قصته مع التعليم طيلة 18 سنة كاملة على النحو التالي 6 في الإبتدائي و 7 في الثانوي و5 في التعليم العالي وبعد الحصول على الإجازة في المحاسبة فهو عاطل عن العمل منذ سنتين وقد بلغ سن 27 سنة . ويعمل الآن عامل يومي في مقهى ….. شيء مؤسف للغاية ومخجل في عهدنا ….

أما الشاب الخامس إختصاصه صنع المرطبات والمخبزة وبعد فترة التكوين والشهادة التي تحصل عليها , فهو عاطل عن العمل وقدم مطلبا لوالي صفاقس عسى أن يظفر بقرض لتشغيل الشباب عام 2007 الذي هو شعارنا في الإعلام للعناية بأهالي الريف ومناطق الظل . حسبما تم الإعلان عنه رسميا وبناءا على حرص سيادة الرئيس وتعليماته في هذا الغرض والإعلام الرسمي أشار إلى هذا الموضوع .

أما الشاب السادس فقد تحصل على شهادة الباكالوريا وبعدها على شهادة المرحلة الأولى وتقدم بملف لوزارة التربية والتكوين منذ عام راجيا إمكانية انتابه ضمن أسرة التعليم الابتدائي وقد حصل شغور في إطار التدريس مع مطلع العام الجديد 2007 ووقع انتداب عدد هام من المعلمين . ولحد الآن لم يسعفه الحظ .

الشاب السابع : نفس الموضوع متحصل على الباكالوريا وزاول تعليمه العالي إلى حد السنة الثانية تعليم عالي وهو في حالة انتظار مثل صاحبه وهو ابن عمدة المنطقة ….

 

قصة الشاب الثامن : إنه اجتهد بعرق الجبين وأنجز محل سكنى وصل إلى حد السقف وعجز على إتمامه ويطمح كغيره أن يساعده صندوق 2626 خاصة والمنطقة التي ينتمي إليها منطقة ظل , تدخل الصندوق الوطني للتضامن فيها سنتي 1998 / 1999 .                                      

أما الشاب التاسع : فهو ناشط وذكي وله شهادة سياقة السيارات ولكن لا يقدر على شراء شاحنة دفعة واحدة لاستغلالها في مجال الفلاحة التجارة وهذا الشاب شديد الحرص على تنمية مدخوله وتحسين لقمة العيش لأسرته .

أما قصة الشاب العاشر فهي تتمثل في طلب تمكينه من قرض عن طريق جمعية التنمية المحلية لتحسين ظروف عيشه والملاحظ أن جمعية التنمية المحلية المتواجدة بمقر معتمدية الحنشة بعثت من أجل تطوير مناطق الظل لا غير وعددها حوالي خمس مناطق بالمعتمدية وللحديث بقية في هذا الغرض .

أما الشاب الحادي عشر فقصته تتمثل في عدم إيصال الماء الصالح للشراب لقريته “أولاد حمودة ” 32 أسرة , ويروي هذا الشاب أنه يقطع مسافة 1 كلم لجلب لماء الشروب بينما خزان الماء قريب من مقر سكناه .

والشاب الثاني عشر من أولاد بوعجيلة يشير إلى نفس الموضوع ويتألم من عدم تلبية عدد هام من أبناء عمومته حوالي 33 أسرة بأولاد بوعجيلة  .

أما الشاب الثالث عشر من أولاد جاء بالله فهو الآخر يروي نفس الحكاية ويلح في طلبه لإيصال الماء الصالح للشراب لفائدة 13 أسرة  كانت عناية الرئيس ملحوظة وملموسة حيث أمر سنة 1993 بإيصال النور الكهربائي لهذه القرى الثلاث ( أولاد حمودة , أولاد جاء بالله , أولاد بوعجيلة ) ولعل التاريخ يعيد نفسه وتعم الفرحة أبناء هذه القرى .

أما الشاب الرابع عشر والأخير فهو يأكد على إصلاح الطريق المعبدة التي تعطبت وأصبحت غير صالحة واستعمالها أصبح خطرا على السيارات والشاحنات . ومن المؤسف أنها أنجزت خلال 1999 عن طريق صندوق 2626 بما قيمتة 960 ألف دينار وقد ذكرت في مقالاتي السابقة على موقع الأنترنات أن الخلل الحاصل والعطب البارز بهذه الطريق ووجهت رسالة مفتوحة إلى السيدة وزيرة التجهيز والإسكان لافتا نظرها إلى خطورة الطريق والغش البارز دون ردع المقاول وفي غياب الرقابة المكثفة والصارمة , سوف أواصل في الحلقة القدمة بقية الخواطر والملاحظات والله ولي التوفيق  , قال الله تعالى ” ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألئك هم المفلحون ” صدق الله العظيم .

 


 

قراءة في شرعية الاستثمار في  البورصة (1/7)

الجزء الأول

د. خـالد الطــراولي* ktraouli@yahoo.fr تعتبر البورصة إحدى القلاع الهامة للاقتصاد في عصرنا، بما تمثله من تجميع وإدارة وتوجيه للثروة، وتشكل أهم مؤسسة مالية تأثيرا على اقتصاد الدول صعودا وهبوطا، فهي المرآة التي تعكس حقيقة الوضع الاقتصادي للبلاد ومؤشرا فعالا لأحوال الشركات التي تنضوي ضمن كيانها. ولقد ازداد اهتمام الأفراد والمجموعات بالبورصة منذ العقود الأولى لتأسيسها، نظرا للدور المتزايد الذي أخذت تلعبه في تعبئة الموارد وتوجيه الاستثمار وتمويل المشاريع، الضخمة منها والصغيرة، وللربح الوافر الذي تدره للخواص كوسيلة ادخار واستثمار، رغم الهزات المتعددة والخطيرة التي ضربت تقدمها وعصفت في العديد منها بآمال وتوقعات محترفيها. لتبقى البورصة الوسيلة الأجدى ربحا على المدى البعيد أمام كل من الاستثمار العقاري أو التجاري أو الإقراض أو غيره. وتمثل المقاربة الإسلامية في هذا الباب تأكيدا على عظمة دور البورصة في شؤون العامة، ومحاولة للاستجابة لضغوطات الواقع الجديد والمتجدد. وبين الريبة والربا يتمثل المشوار الفكري والفقهي لهذه المقاربة، وإذا كانت الريبة تعني الريب والشك والشبهات، وهو في ظاهره معيق للتفكر ومحبط للعزائم، وإذا كان الربا الشبهة الأكبر الحاسمة لكل خلل في الإدراك والتنزيل، فإن بين هذا وذاك سعة من التفكر والتدبر، يعبر عنه مصطلح الإشكال الذي تمثله البورصة وهو مصطلح منشط ومثير ودافع للبحث والاجتهاد والإبداع.  المبحث الأول : ماهية البورصة وأدواتها
1 ـ ماهية البورصة يعود الأصل التاريخي للفظ “البورصة” حسب إحدى الروايات إلى “فان دي بورص” البلجيكي، الذي كان محل اختلاف التجار إليه، حيث كان أفراد عائلته يقومون بالوساطة والسمسرة في المعاملات بين الأفراد، فسمي المكان فيما بعد بالبورصة. ولقد عرفت هولندا أول سوق منظمة للأوراق المالية في مدينة أمستردام، ثم تبعتها لندن، قبل أن تكتسح بورصة نيويورك منذ نشأتها سنة 1792 مجال المعاملات المالية وتهيمن عليها لتصبح أكبر بورصة تداول في العالم مؤكدة شعارها التي رفعته:” هنا فرصة عدم البيع تساوي صفرا”! والبورصة سوق مالية منظمة وثابتة تحكمها قوانين خاصة وتقاليد راسخة لتداول حقوق الثروة بيعا وشراء، والمتمثلة في الأسهم والسندات التي في حوزة المتعاملين، وذلك دون المساس بأصل المشروع. ويمكن تحديد أهم وظائف البورصة وأهدافها كما يلي:
·         تقويم أداء الشركات، بما تمنحه من تحكيم فوري لأعمالها ونتائجها واستشراف مستقبلها، وهي تعطي صورة فوتوغرافية حية لمشاريع الشركة وقراراتها وإطار منتوجها والقطاع التابع لها. فيعبر صعود السهم أو هبوطه عن تأكيد ثقة المتعاملين أو انفلاتها وانتكاستها. ورغم أن مؤشرات أخرى يمكن أن تحدد مقدرة الشركة وكفائتها، غير أن البورصة تتفوق بفورية قرارها وسرعته في التنبيه إلى أولى العوامل المحددة في ازدهار الشركة أو انكماش نشاطها، مما يجعل القيمة السوقية لأسهمها تمثل غالبا القيمة “الصحيحة” التي تعكس حقيقة أعمال الشركة ونتائجها عند المحللين والمتعاملين على السواء.
·         تقويم أداء الاقتصاد المحلي، بما تمنحه من نظرة إجمالية عامة لميولات المستثمرين واتجاهات الاستثمار في أي لحظة من لحظات مساره، وبما تعطيه من مؤشرات عامة وخاصة للاقتصاد القطاعات وتوجهاتها، مما يعكس قوة اقتصاد البلد أو ضعفه. كما تتجاوز مؤشرات بعض البورصات الإطار المحلي، لتعطي توجها ومعلومة ذات صبغة عالمية، مثلما يحدث بالنسبة لبورصة نيويورك وتأثيرها المباشر على البورصات العالمية ومن ورائها الاقتصاد العالمي.
·         تمويل التنمية، عبر مؤازرة نمو الشركات وزيادة رؤوس أموالها، بما تمنحه البورصة من إمكانية التمويل المباشر بعيدا عن هيمنة الإقراض البنكي مما يخفض على الشركة هذه الضغوطات ويقوي قدراتها التفاوضية وأصولها المالية، خاصة وأنها مجبرة على احترام معدلات معينة من الاقتراض لا يجب أن تتجاوز نسبا محددة من الأصول. فالبورصة تشكل منفسا ومخرجا هاما لتنمية فعالية الشركات وتعظيم إنتاجها[[1]].
·         منح حركية أكثر لرأس المال، بما تضمنه له البورصة من إمكانية التجديد والزيادة، حيث تتيح سيولتها التخلص أو التمكن من الأسهم والسندات المطروحة دون المساس بأصل الثروة. ففي صورة حالة الميراث مثلا، قد تتعرض حياة الشركة للهلاك في صورة عدم تمكن الوريث من دفع حقوق الإرث. غير أن التخلص إلى حدود 49% من أسهمها لدفع هذه الضريبة يُبقي الشركة ملكا للوريث الجديد، دون أن يُجبر على التخلص منها كلية ويزعزع استقرارها.
·         إيجاد سيولة مستمرة لرأس المال، بما تمنحه للبائع من إمكانية تسييل ثروته في كل لحظة وفي أحسن الظروف (باعتبار وفرة العرض والطلب)، كما تلبي للمستثمر مجالا واسعا للاستثمار واختيار أحسن الأوقات وأفضل الشركات على مدار اليوم، خاصة في ظل العولمة الحالية التي جعلت البورصة لا تغلق في مكان إلا وتفتح أخرى في مكان آخر.  
2 ـ أدوات البورصة
رغم تشعب أدوات البورصة التي أدت إلى تعدد مؤشراتها وعقودها، وخاصة بعد تطور المشتقات (dérivés) والمستقبليات (futures)، فإن الأدوات الأصلية للبورصة تبقى محصورة في الأسهم والسندات وحصص التأسيس.
2ـ1 السهم: يقع تعريفه على أنه صك يمثل حصة في رأس مال الشركة، قابل للتداول، ومتساوي القيمة، وغير قابل للتجزئة، يخول لصاحبه حق التصويت والرقابة والأولوية في الاكتتاب، وله نصيب من الأرباح، ولا يتحمل الخسارة إلا بمقدار أسهمه في الشركة.  وتتنوع الأسهم بحسب أشكالها أو قيمتها أو حقوق أصحابها أو علاقتها برأس المال، فقد تكون اسمية أو لحاملها، نقدية أو عينية، عادية أو ممتازة، أسهم تمتع أو رأس مال. وتتمتع الأسهم بأربع قيم، القيمة الاسمية وهي ثمن السعر عند امتلاكه ابتداء، وقيمة إصدارية وهي ثمنه عند إصداره وقد تختلف مع قيمته الاسمية، وقيمة سوقية تعبر عن رأي السوق وقانون العرض والطلب داخله، وقيمة حقيقية والتي تعبر عن صافي أموال الشركة من كل ما تملكه. ولنا عودة لاحقا لهذه الأنواع وتفصيلاتها نظرا لارتباطها المباشر مع موضوع بحثنا. 2ـ2 السند: يعرفه الاقتصاديون غالبا بأنه جزء من قرض جماعي طويل المدى تصدره الشركات العامة أو الخاصة أو المؤسسات أو الدولة. يتمتع صاحبه بالحقوق الطبيعية للدائن من استرداد للقرض واستيفاء لفوائده.
ومن خصائصه أنه قابل للتداول، ومتساوي القيمة، يعطي صاحبه فائدة ثابتة، وله الأولوية على السهم عند التصفية، وهو يمثل دينا على الشركة لا يرتبط بربحها أو خسارتها، ويكون السند اسميا أو لحامله، وهو طويل الأجل يمكن أن يصل إلى 30 سنة.
وقد تعرضت عديد المعاجم الاقتصادية إلى ذكر أنواع السندات حسب جهة الإصدار أو شروط الدفع أو طبيعة الضمان والحقوق الخ… وتنقسم السندات عادة إلى سندات حكومية تصدرها الخزينة العامة وتضمنها الدولة، وسندات الشركات. ويمكن ذكر هذه الأنواع دون أن نبحر في التفصيلات[[2]] : السند المستحق الوفاء بعلاوة إصدار، السند القابل إلى التحويل (إلى سهم أو سند)، السند الثابت النسبة، السند المتغير النسبة، السند الذي تراجع نسبته، السند المضمون،… 2ـ3 حصص التأسيس: هو التزام من أصحاب الشركة تجاه بعض الأفراد بإعطائهم حقوقا في أرباح الشركة مكافئة لهم نظير أعمال أدوها للشركة، وهذه الحقوق لا تمثل نصيبا في رأس المال، وهي بالتالي تختلف عن السند، وهي ليست لها قيمة اسمية ولكن تتحدد حسب نصيب من الأرباح، وعلى عكس الأسهم لا تخول لصاحبها حقوق التدخل في الشركة.
ـ يتبـــع ـ المصدر:  موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net [1]  أضحى الالتجاء إلى البورصة لتمويل نشاط الشركات حالة متعاظمة خاصة مع طفرة الاقتصاد الجديد،  ففي فرنسا كان التمويل البنكي يمثل 85% من تمويل الشركات سنة 1981 ليتقلص إلى 56% فقط سنة 1991 .Corynne Jaffeux   «  Bourse et Financement des entreprises  »   Dalloz  Paris 1994 P :3. [2]  انظر مثال ذلك  Edition Le journal des Finances 1997, P: 47-48.”L’école pratique de la bourse”

 

لا فتوى في التشريع …فارحموا المرأة وارحمونا أيها الفقهاء

يقول خبر سيء من بين مئات الأخبار العربية السيئة التي نسمعها يوميا وعلى مدار الساعة : أفتى الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية بتحريم تولي المرأة رئاسة الجمهورية. ونقول : لا حول ولا قوة إلا بالله!!!
أكبر دولة عربية لا تساوي ديمغرافيا واحد من 10 بالنسبة إلى الهند التي حكمتها انديرا غاندي لسنوات طويلة، ولا تساوي اقتصادييا 1 من 40 بالنسبة إلى بريطانيا العظمى التي حكمتها المرأة الحديدية تاتشر لسنوات إلى جانب الملكة التي لا تحكم، ولن نتحدث عن فنلندا أو الشيلي أو الفيليبين أو ليبيريا… أو عن الآنسة كوندي (وهي في منصب دون الرئاسة) وما تفعله منذ سنوات بأغلب رؤسائنا وأمرائنا. و ليطمئن الشيخ المفتي، فعموما المرأة الرئيسة غالبا ما يكون سنها أكبر من ” النفاس” وغيره …!!! وقبل ذلك : ألا يحق للرؤساء الرجال ان يمرضوا كجميع المواطنين والمواطنات ؟
وفي الوقت الذي يتصاعد الحديث عن إمكانية أن تتولى امرأة رئاسة أقوى دولة في العالم (الولايات المتحدة) بعد سنتين، وامرأ! ة أخرى رئاسة فرنسا بعد شهرين، يطلع علينا الشيخ المصري المجتهد والمرن جدا بهذه الفتوى “الجديدة” ” الموروثة ” (لا علاقة لها بمسألة التوريث الحامية) حرصا منه على الدفاع عن “شروط الإمامة ” أو الرئاسة أو القضاء ( لا فرق ) ومصالح ” الأمة ” إن بقيت هناك أمة أو مصالح أمة .
ولعل ذلك يندرج ضمن الحرص الأبدي للفقهاء عندنا على “حماية المرأة وصيانتها ” من الغواية والإغواء وشرور الكرسي وانفعالات الشارع وعيوب الأنوثة ونقائصها… تماما مثل التبريرات الغريبة والتافهة لتجميد وتأبيد مسألة التمييز في الميراث وغيرها.. ثم نعقد في ظل مثل هذه الفتاوى التقدمية إلى الوراء الندوات والمنابر الفكرية والسياسية ونجري الإصلاحات القانونية والاستفتاءات والانتخابات ونستشير المجالس الدستورية لتأكيد المساواة بين المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات. أوليس الترشح لمنصب الرئاسة حقا دستوريا من جملة الحقوق مكفولا للجنسين. أم أن هذا من أدلة ” امتيازمكانة المرأة في الإسلام” كما يردد البعض صباحا مساء. إنها فعلا فتوى أخرى ” قاضية ” و ” مصيبة ” و ” هامة ” . وهي مثال آخر لما يمكن أن ينتج عن الخلط الش! نيع بين التشريع العقلاني الحديث الوضعي والمنظومة الفقهية التقليدية .
ثم نتساءل كالأغبياء : لماذا بقينا في ذيل دول العالم وعاد إلينا الاستعمار والتقسيم والتفتين الطائفي ؟ ولنقلها بوضوح لهذا الصنف من ” الفقهاء” وغيرهم : لا نحتاج في التشريع إلى أي فتوى ، بل إلى سلطة تشريعية تستمد شرعيتها من الشعب السيد الحر .فليريحوا أنفسهم ويريحونا ويريحوا السماء… هؤلاء الأوصياء على المرأة وعلى مجتمعاتنا وعلى الإسلام ! عادل القادري (جريدة الوحدة) /http://adelkadri.maktoobblog.com


بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام القدوة مالك بن أنس رضي الله عنه ـــ ج 2

عبد الحميد الحمدي

حاولت خلال المساهمة الماضية , الحديث عن الإمام مالك بمقدمة اجمالية تلخص تراثه , أما اليوم سأتعرض بتفصيل غير مطول لحياته , نسبه ومولده وعشيرته , والمناخ الديني والسياسي الذي نشأ وترعرع فيه  .
أولا ــ هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي نسبة إلى جده ذي أصبح أحد قادة العرب القحطانيين آن ذاك , وأمه  الأم الصالحة والمدركة لمسؤوليتها  اتجاه إبنها الصغير ما يصلحه وما لا يربيه , إسمها : غالية بنت شريك بن عبد الرحمن  الأزدية من قبيلة معروفة ذات نسب عالي .
إذا فالإمام مالك  من بيت شريف في الجاهلية والإسلام , فجده أبو عامر  صحابي جليل  شهد الغزوات كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ما عدا غزوة بدر , وابنه مالك جد الإمام مالك من كبار التابعين وعلمائهم , وهو أحد الأربعة الذين حملوا جثمان الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه  إلى قبره بعد استشهاده على يد الفئة الضالة . أما الإمام مالك حفيده فمن كبار تابعي التابعين , وأحد أئمة المذاهب الأربعة السنية  المتبعة  في العالم  , إمام دار الهجرة وحامل لواء السنة النبوية المطهرة  , شيخ الفقهاء والمجتهدين وإمام المحدثين . ولد سنة 93 هجري بالمدينة المنورة دار الإسلام الأولى , وتوفي سنة 179 هجري , ودفن ببقيع الغرقد بجانب الصحابة  والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين  , بالقرب من مرقد سيد الأولين والآخرين  الذي أحبه وآل بيته حبا فاق به الجميع , وعرف عن الإمام مالك مشيه بمدينة رسول الله حافيا مخافة أن يقع بحذائه على مكان مشى فيه رسول الله , وهذا الفعل يدلل على الإ تباع والإقتداء الكامل بالإ مام الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .
عمر الإمام مالك طويلا , حيث عاصر الدولة الأموية والعباسية  , وانتهى هذا العمر الحافل في عهد هارون الرشيد  , عايش مالك فترة مليئة بالأ حداث السياسية والتيارات الفكرية والنهضة العلمية . شاهد في أوائل عمره حكم الإسلام المثالي من الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي عده سفيان الثوري خامس الخلفاء الراشدين المهديين  , وبالرغم من حداثة سنه أيام تلك الخلافة القصيرة , مع ذلك تأثرت حياته رضي الله عنه بعدل وورع وتقوى وعلم عمر بن عبد العزيز , وضمن كتابه الموطأ كثيرا من آرائه في الفقه  , إضافة إلى أن هذا الخليفة الأموي العادل, كان أول من أمر بتدوين السنة التي جعلت قرة عين مالك فيها ,وهو أول  من ألف  بالمعنى الصحيح .
إن التاريخ خير مدرسة يمكن أن نتعلم منها ونستخلص العبر , لو أجرينا إستفتاءا على الدولة الأموية وأمرائها , لجاءت النتيجة لصالح فترة حكم عمر بن عبد العزيز لماذا ـ لأنها اتصفت بالعدل , فالعدل أساس العمران كما يقول بن خلدون , إذا تمعنت النظر أيها القارئ الكريم في النظام الأموي من أوله إلى آخره لأدركت أن الحقبة المضيئة  فيه هي الأيام المباركة التي حكم فيها بن عبد العزيز , فالدولة الأموية رغم بعض حسناتها إلا الظلم الذي سادها من بدايتها وخاصة مع آل البيت غطت على إنجازاتها الكثيرة , فالظلم مدمر للعروش  , وقفص اتهام مصاحب لصاحبه  حيا أوميتا ماضيا وحاضرا ومستقبلا , فاليحذر حكامنا من عاقبة الظلم الوخيمة , وخير شاهد يمكن أن نستدل به على ملاحقة الظلم لخليله وخاصة ونحن نعيش هذه الأيام حادثة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام التي هزت العالم بأسره لأن سببها ظلم حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم , لذلك حين نتذكر هذه الواقعة الأليمة , نتعاطف ونترضى ونحزن ونبكي على الحسين , أما قاتله وظالمه , إذا ذكرناه إشمأزت أنفسنا منه ولعناه إلى يوم الدين , كيف لا نزدري ونلعن  من لوث يده النجسة بدم آل بيت رسول الله الطاهرة , إنها العبرة والعظة فاعتبروا ياأولي الأبصار , الظلم ظلمات في الدنيا والآخرة . وللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم

 

                     بقلم: الدكتور محمد الهاشمي الحامدي المؤمنون كافة إخوة في الله، أرفعهم قدرا عند الله أتقاهم. هذا هو ما بيّنه رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة بأقواله وأفعاله. ورسول الإسلام بشر مثل سائر البشر, فضله بتلقي الوحي وباختياره ليكون خاتم النبيين لم ينزع عنه صفته البشرية كما بين القرآن الكريم وكما بين الرسول نفسه، عليه الصلاة والسلام، في مواضع كثيرة.
وكان للرسول الإنسان عائلة وأقارب، مثلما هو حالة عامة الناس. أهله المقربون هؤلاء شرفوا بقرابته. ولكن القرابة وحدها من دون إيمان وعمل صالح لا تنفعهم شيئا. فالذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات زاد قدرهم وتضاعفت مكانتهم، بالإيمان والتقوى أولا، ثم بشرف القرابة من خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام ثانيا. أما من أعرض من هؤلاء عن هدي الإسلام وشرعه فإن قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تغني عنه من الله شيئا.
 أهل البيت النبوي الشريف، أو آل محمد صلى الله عليه وسلم، هم أزواجه، وبناته، وأحفاده من السيدة فاطمة الزهراء عليه السلام، وأعمامه، وبنو أعمامه، وذرياتهم. زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته. وبناته من أهل بيته. وحمزة سيد الشهداء وعم النبي صلى الله عليه وسلم من أهل البيت. والعباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل البيت. وجعفر الطيار، جعفر بن أبي طالب سفير الإسلام الموفق المشهور إلى الحبشة وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل البيت. وعلي بن أبي طالب من أهل البيت. وعقيل بن أبي طالب من أهل البيت. وذرية هؤلاء جميعا موصولون بالنسب النبوي الشريف.
في الحديث النبوي الشريف تعريفات ترد لاحقا تؤكد هذا التعريف. أما في القرآن الكريم فإن أوضح إشارة إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وردت في سورة الأحزاب. بعض من ينسب نفسه للتيار المحب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب المشايع له قديما وحديثا، يرى في هذه الآيات من سورة الأحزاب دليل عصمة لنفر من أهل البيت، عصمة من ارتكاب الذنوب والأخطاء، ويخرج زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من دائرة البيت. وهذا تأويل يصطدم مع المعنى الواضح للآيات، ومع أسباب نزولها.
 قال سبحانه وتعالى في سياق جملة من الآيات يتوجه الخطاب القرآني الكريم فيها لنساء النبي صلى الله عليه وسلم:
“يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا. وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما. يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا. ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما. يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن. فلا تخضعن بالقول فيطع الذي في قلبه مرض. وقلن قولا معروفا. وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى. وأقمن الصلاة وآتين الزكاة. وأطعن الله ورسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله إن الله كان لطيفا خبيرا”. (الأحزاب: 30-34)
في هذه الآيات، يبين الله تعالى لنساء النبي خاصة، أن المقصد والغاية من إلزامهن بهذه الأحكام وحثهن على التقيد بهذه الآداب، ومن دعوتهن إلى طاعة الله ورسوله في سائر أمورهن، هو لإبعاد الخبث والسوء والأذى عنهن وقد نلن شرف الإنتساب لبيت النبوة، وليكن مثال الطهر والعفة والأخلاق الكريمة. وهذا كرم فياض من الخالق عز وجل، بين القرآن الكريم لنساء النبي شروط استحقاقه، في الأوامر والتوجيهات والنواهي الواضحة الجلية التي تضمنتها الآيات التي خاطبت نساء النبي مباشرة. وفي الآيات أيضا تحذير واضح من مغبة الإعراض عن هذه الوصايا والتوجيهات، وعرض إمكانية التطليق لأي زوجة من زوجات النبي تفضل الحياة الدنيا وزينتها على طاعة الله ورسوله، وبيان للعقوبة المغلظة في حال ارتكاب فاحشة مبينة.
ليس في هذه الآيات ما يبين منح عصمة مطلقة من ارتكاب الأخطاء والذنوب لأهل بيت النبوة، على الرغم من الشرف الكبير العظيم الذي نالته كل زوجة من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم. هذه الآيات تبين أن الإلتزام بالتوجيهات والوصايا المتضمنة فيها يقود إلى المراتب العلى وذهاب الرجس والتطهير. وتبين في نفس الوقت أن الإعراض عن هذه الوصايا والتوجيهات يقود إلى الخسارة والعقوبة. والشرط واضح جدا في قوله تعالى لنساء النبي: “لستن كأحد من النساء إن اتقيتن”. فأنتن الأفضل والأعلى مقاما بين النساء بشرط التقوى. وهنا تذكير جديد بميزان التفاضل الخقيقي بين عباد الله كافة: ميزان التقوى.
كل من يقرأ العربية ويفهمها ويكتب بها، يدرك أن الخطاب القرآني الكريم يخاطب نساء النبي بهذه الآيات ويعدهن من أهل صميم أهل البيت. وليس ثمة ما يدعو للشك مطلقا في ذلك، فالخطاب واضح وصريح ومباشر، وهو يستمر في مخاطبة نساء النبي عليه الصلاة والسلام بعد بيان القصد من حثهن على التقيد بجملة من الأوامر والنواهي، وهو ذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم من دنس المعاصي، ويأمرهن بذكر ما يتلى في بيوتهن من آيات الله.
إن كان ثمة سؤال يتبادر إلى الذهن حول هذا الفضل الذي خص الله تعالى به أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه قد يصدر من عموم النساء المسلمات، وعموم المسلمين، عن مكانتهم جميعا عند الله عز وجل بعد بيان الفضل الخاص لأهل البيت. وهنا تأتي الآية الخامسة والثلاثون من سورة الأحزاب، تذكر المؤمنين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل العصور بالأصل الثابت في الإسلام، الذي تعرف به أقدار الرجال والنساء في كل زمان ومكان: “إن المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، والقانتين والقانتات، والصادقين والصادقات، والصابرين والصابرات، والخاشعين والخاشعات، والمتصدقين والمتصدقات، والصائمين والصائمات، والحافظين فروجهم والحافظات، والذاكرين الله كثيرا والذاكرات: أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما”. (الأحزاب: 35).
معنى النداء القرآني هنا هو الآتي:
أيتها التونسية المؤمنة. أيها التونسي المؤمن. أيتها التركستانية المؤمنة. أيها الصيني المؤمن. أيتها السينغالية المؤمنة. أيها الأندونيسي المؤمن. أيتها المصرية المؤمنة. ايها اليمني المؤمن. أيتها الأمريكية المؤمنة. أيها الماليزي المؤمن. أيتها الروسية المؤمنة. أيها الإيراني المؤمن. أيها العربية المؤمنة. أيها الأفريقي المؤمن. أيتها البيضاء المؤمنة. أيها الأسود المؤمن. أيها المؤمنات والمؤمنون، من كل لون وعرق وجنسية، في كل زمان ومكان: ليس ضروريا أن تكونوا من خاصة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنالوا المغفرة من ربكم والأجر العظيم. إنما الميزان واضح أمامكم وضوح الشمس في رابعة النهار. أعيدوا قراءة الآية الخامسة والثلاثين من سورة الأحزاب لتعرفوا أن الله تعالى أعد بعدله وفضله وكرمه مغفرة وأجرا عظيما لكل مؤمن أو مؤمنة على وجه الأرض، وفي أي زمان، يؤمن به ويطيعه ويتصدق ويصوم ويحفظ فرجه ويذكر الله كثيرا.
هنيئا لكل المؤمنين والمؤمنات بهذا الإعلان الإلهي الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

الأمة، المصحة، وليخسأ الخاسئون!!

بقلم: برهان بسيس ضحايا الاقتتال الداخلي بين ابناء الامة المجيدة الرشيدة ما فتئت اعدادها تتصاعد وتتضاعف منقولة على جناح ملاك الخير المتجول بين العواصم والمدن من بغداد وكربلاء الى غزة وبيروت. يتساقط المئات بكل لطف وهدوء وعناية ولا تودعهم تعاليق كبار المعلقين وضباط الديماغوجيا العربية وجنودها المظفرين سوى بكلمات الاسف وكثير من جمل التبرير اللامبالية لايمان خفي مستقر في ارواحنا العربية بان ملاك الخير قرر اطلاق حملة الابادة الذاتية تلبية لرغبة جامحة امسكت بالافكار والاذواق والمشاعر حولتنا الى امة تعبد الموت وتتلذذ به. كتب الصحفي الامريكي «طبعا العدو الكافر الملحد، النصراني، الحاقد، الشرير، القبيح، الركيك ـ الخ» توماس فريدمان في ركنه بصحيفة نيورك تايمز منذ اسبوع مستغربا حالة العقل الجمعي العربي الذي هب منتفخا ضد الرسوم الدانماركية في حق نبينا الكريم في حين يعاين بكل هدوء ورصانة وطمأنينة ولا مبالاة تساقط المئات والالاف من المسلمين في معارك الاقتتال الطائفي والمذهبي بين ابناء محمد عليه السلام الى درجة بدت فيها متابعتنا لحملة الابادة الداخلية في نفس درجة هدوء ورتابة متابعة نشرات الطقس والاحوال الجوية على حد عبارة فريدمان. تساءل «المغفل» الامريكي الا يوجد بين المسلمين والعرب مارتن لوثركينغ واحد ليقود مسيرة مليونية تصرخ بوجوب حلم ضروري «ان نعيش بسلام كما شعوب الارض، ان نعيد لانسانيتنا قيمتها فوق المذهب او الطائفة او العرق او الديانة؟!! جند السماء وجند الارض، احزاب الله واحزاب الجهاد، اهل السنة والجماعة وقوات بدر وجيش المهدي والجيش الاسلامي، كتيبة القعقاع وسرية الضرغام، جند الشام وجند المغرب والجماعة المقاتلة والسلفية المجاهدة فيلق الرافدين وقاعدة الجهاد، المحاكم الشرعية والدرر الطالبانية. هل يمكن ان تبقي هذه النجوم الساطعة هامشا لظهور ما يشبه مارتن لوثركينغ في سمائنا العربية الاسلامية؟! بالتأكيد لا والاخطر من ذلك هو الرصيد الاحتياطي لهذه الجيوش الجرارة التي تتصدى لقيادتنا نحو نصرنا / نحرنا المحتوم ذاك الرصيد الضخم من المقاولين والسماسرة وتجار الحرب من الساسة وصناع الرأي والاعلاميين وهم يتنافسون على كسب ود الحشود والجماهير المهووسة بمهرجان الموت والمنجرفة الى احتفالاته بكل حماس وايمان في ما يشبه حالة تاريخية نادرة تتحول خلالها امة باكملها الى مصحة نفسية واسعة يتقاسمها مرضى مهووسون واطباء لا يقلون عنهم هوسا!! في مكتب احد الاصدقاء التقيت شابا من رجال الاعمال المشتغلين في حقل الاعلامية وخدماتها، ضحوك ، بشوش تبدو عليه كامل علامات الرفاه، ساقنا الحديث الروتيني للسامر حول احداث العراق فنطق صديقنا رجل الاعمال الشاب بكل حماس واتقاد : «اتعرفون يا جماعة والله العظيم لقد خسرنا ابا مصعب الزرقاوي، كما اتمنى ان تنفجر السيارات المفخخة وسط هؤلاء الشيعة الخونة الذين سيحجون الى كربلاء غدا بمناسبة عاشوراء». خرجت من مكتب صديقي متلحفا صدمتي ومتدثرا بكثير من الخوف والجزع اذ كان هذا هو حال تفكير رجل اعمال شاب متعلم وناجح فكيف بالجملة، العاطلين المهمشين؟! ادرت ظهري للصدمة بفتح الكمبيوتر والابحار في مواقع النقاش وتلاقح الافكار بين النخب والكتاب فعثرت على بعضهم ممن تفاعلوا مشكورين مع مقالتي الفارطة حول «القس بيار» احدهم ذكر القراء بانه لا يصح الترحم على غير المسلم منددا بالجريمة التي اقترفتها بالترحم على القس بيار اذ الاسلام دين الرحمة، دين القرآن الذي يخاطب نبيه فيقول له: «وما ارسلناك الا رحمة للعالمين» وتتصدر لغة قومه بسملة تكرر دوما من صفات الله الواحد صفة الرحمان الرحيم هذا الاسلام الذي يخاطب البشر: «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم» بحزم برأي المنتقد الغاضب الترحم على غير المسلم!! على كل رحم الله الزرقاوي لا رحمة الله على القس بيار ورحمة الله على شيوخنا وكل ائمتنا فقرائهم واغنيائهم طالت لحيهم او قصرت سمنت ارصدتهم لدى الله والبنوك او خفت ولا رحمة الله على تلك الامريكية الشابة التي اغتالتها الجرافة الاسرائيلية وهي تدافع عن منزل احد المستضعفين في فلسطين لتجد لها مكانا مريحا في مربع منعش في جهنم تتقاسمه مع باستور ونيوتن وانشتاين وديكارت وفريق العلماء الذين يخترعون ويكتشفون لعل ائمتنا وهم يستمتعون ببحبوحة لذائذ الجنة يشفعون لهؤلاء الكفرة ذنوبهم على الاقل انهم اخترعوا لنا الدواء حين مرضنا وبعض دولهم ومجتمعاتهم الكافرة استقبلت مجاهدينا حين ضاقت بهم الارض!! معلق اخر على مقالتي حول «القس بيار» مر بعد استفاضة اكاديمية في فضح الشيعة والنصرانيين واقامة الحجة والدليل على اني من التبشيريين المنتقلين من المنجل الشيوعي الى الصليب المسيحي مر مباشرة الى حجج مفحمة لا يملك المرء امامها الا الاعجاب بعمق تفكير واستنتاجات صاحبها لله درهُ وهو يتصدى بضربة رجل واحد الى الاطاحة بحجج الشيعة والشيوعيين والمسيحيين مجموعين امامه في رزمة واحدة اعانه الله يمضي صاحبنا بارك الله في ذوقه الجمالي مستهزئا من بكاء المسيح عيسى حين كان معلقا على الصليب وهو يستصرخ إلاهه لينقذه ليقول: اين هي شجاعة عيسى من شجاعة صدام حسين امام المشنقة او شجاعة سيد قطب امام من اعدمه؟!! ثم يمر الى فضح القس بيار الذي كان يساعد الفقراء لتنصيرهم والام تيريزا التي ذهبت الى الهند لاصطياد فقرائها لفائدة الصليب، وهي حجج لعمري منطقية وصائبة والا لماذا وقف القس بيار وحيدا. منفردا في مساندة المفكر روجي غارودي وهو يواجه ملاحقات اللوبي الصهيوني في فرنسا ان لم يكن ذلك من اجل اعادته الى النصرانية بعد ان اعلن الرجل اسلامه!! من مكتب صديقي الى مواقع الجدل الالكتروني تصر الصدمة على استقرارها في العقل والروح وهي تعاين حجم الردة في التفكير وحجم التألق والانتعاش لدعاوي الحقد والكراهية والتكفير. لكن لا بأس والطوفان من حولنا يهدر سنصرخها «بكل اطمئنان وسعادة» «عاشت الامة وليخسأ الخاسئون.. » فعلا اشياء كثيرة ينبغي ان تخسأ حتى تضمن هذه الامة حظوظا حقيقية في الحياة. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 31 جانفي 2007)  

 

كيف سيكون العالم مع الجيل القادم؟

بقلم: د. أحمد القديدي (*) خلال أعوام 2030! 2050! ستكون أعمار أطفال اليوم ما بين الثلاثين والاربعين أي سيكون العالم عالمهم وهم رجال ونساء يصنعون مصائرهم في عالم مختلف تماما عن عالمنا وفي منظومات قيم ومفاهيم ورؤى تختلف عما تعودنا عليه حتى لوغرسنا في قلوبهم وعقولهم من الصغر أخلاقنا وموروثاتنا وربيناهم أونعتقد أننا ربيناهم على تقاليدنا وعاداتنا. لكن هل يمكن التكهن بذلك المجهول القادم لنتصور على الاقل أبرز معالم ذلك المستقبل ونعرف حدود التحولات العملاقة التي ستغير الكثير الكثير مما نعرف ونعايش؟ هل باستطاعتنا أن نفتح نافذة سحرية على الذي سيأتي ونطل منها على الزمن القادم؟ بلى ان الامر ممكن بل وقام به رجل مثقف له وزنه في الفكر الاوروبي وهو الاستاذ جاك أتالي الذي شغل منصب المستشار الاول للرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران ،وتربطه به عشرة الفكر والتأمل الفلسفي، وهوصاحب عشرة كتب مثيرة حول الحضارة والانسان المعاصر والعلاقات الدولية والسياسات الاقتصادية، وعائلته من يهود الجزائر الذين التحقوا بفرنسا في الستينيات. ويتميز الرجل باعتدال في مواقفه لم ينجرف للتطرف الصهيوني بل ظل محافظا على خط انساني مترفع عن الايديولوجيات. وصدر هذه الايام كتابه الاخير بعنوان (حكاية قصيرة عن المستقبل) عن دار النشر فايار الباريسية، وهوكتاب ممتع ومفيد ودسم في نفس الوقت، يبدأ باستعراض موجز لتاريخ البشرية منذ انسان ما قبل التاريخ الى الانسان المعاصر ثم الى انسان الجيل القادم، بعد ثلاثين وأربعين عاما. رحلة منعشة متعمقة في الحقائق الجيوستراتيجية والعلمية والتكنولوجية يضع بفضلها هذا المفكر الحر أيدينا على المستقبل المدهش بالمفاجآت والمشحون بالخوف والامل والساعي فوق رمال متحركة والراحل في العجائب المذهلة، لا بقراءة المنجمين ولكن باستقراء الخبراء العلماء الذين يستجوبون التاريخ والعصر الحاضر لرسم آفاق المستقبل. والكتاب جدير بالترجمة للغة العربية لأنه أيضا يتحدث عن مصير العرب والمسلمين، فنحن لسنا كوكبا منعزلا عن بقية العالم بل نحن جزء منه ويمسنا ما يمسه من خير أوشر. واخترت للقراء الكرام لمحات من الكتاب تتعلق بالامبراطوريات، لان جاك أتالي يؤكد بأن العالم سيشهد في المستقبل نشأة هايبر- HYPER-EMPIRE امبراطورية لن تكون الولايات المتحدة الامريكية سوى جزء منه، بفضل عاملين أساسيين هما: 1- تعملق شبكة الإنترنت بدرجة تجعل من العالم الافتراضي أي الالكتروني عالما مستقلا بذاته في ربع القرن القادم، سوف يخرج تدريجيا عن الهيمنة الامريكية التي نشأ تحتها ليصبح امبراطورية قائمة الذات بالتجارة والاقتصاد والثقافة، وستكون هذه الامبراطورية بدون جنسية حيث تتفاعل في صلبها كل القوى العظمى القادمة كالصين والهند والبرازيل والاتحاد الاوروبي وروسيا الى جانب الولايات المتحدة التي حسب الكاتب ستتخلى عن سياساتها الراهنة بضغوط داخلية متفاقمة لكنها لن تفقد لا تأثيرها الثقافي ولا حضورها الاقتصادي في بقية أنحاء العالم. 2- انفكاك تدريجي للشركات العملاقة عن جنسيتها الحالية لتصبح بالفعل شركات بلا هوية وطنية محددة وتدخل بذلك كل المؤسسات المنتجة والتجارية الامريكية واليابانية والاوروبية والصينية والهندية مجالا جديدا هوالعولمة الحقيقية أي التنافس على أساس الانتماء لا لوطن معين ولكن للانسانية جمعاء. ويقول المؤلف بأن هذا التحول سينعكس على السياسة والثقافة ليتحرك العالم نحوالغاء تدريجي للايديولوجيات التقليدية والمعتقدات الجاهزة فيهزها ليصهرها في قالب شبه موحد (ستندارد) يسعى بالبشرية على نهج حرية السوق والديمقراطية والحريات الشخصية، مع الاحتفاظ ببعض الخصوصيات الثقافية التي لا تفسد هذا الخط المعولم. ويستعرض الكاتب الامبراطوريات الماضية فيقول بأن أعمارها تناقصت مع مرور القرون، من الرومانية التي عمرت 1006 سنوات الى الصينية والفارسية والمغولية ثم الاوروبية ثم العثمانية وقد تقلصت أعمارها من 600 إلى 400 عام وصولا إلى الامبراطورية السوفييتية التي لم تعش سوى 70 عاما. وكذلك سوف تندثر الامبراطورية الامريكية لكن لتنصهر فيما سماه جاك أتالي الهايبر-أمبراطورية. وبخصوص الاسلام يقول الكاتب بأن الامة ستحاول هي أيضا الاجتماع على منظومة قيمها لتكون ذات تأثير في المستقبل، لكنها ستعدل من رؤاها لتصبح عقلانية أكثر بشرط حلحلة الازمات القائمة في الشرق الاوسط (فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان والملف الكردي). (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 31 جانفي 2007)


فلسطين: يا تحلوها.. يا..!

محمد كريشان صورة درامية مرعبة: مجموعة الأطفال المتحلقين حول جثة طفل لم يتجاوز السنتين قتل في التناحر الفلسطيني الداخلي الحالي في غزة فمن الواضح من قسمات الوجوه الشاحبة أن أغلب هؤلاء الأطفال ـ وأكبرهم قد لا يتجاوز الخمس سنوات ـ لم يكونوا ينتحبون بل كانوا في حال من الذهول عجيبة. بعضهم ربما كانت تلك لحظة اكتشافه الموت أول مرة وبعضهم الآخر ربما لم يستوعب القول إن الضحية قتله رصاص فلسطيني فقد فتح هؤلاء أعينهم علي سماع أن من يقتل هو دائما إسرائيلي سواء قدر لبعضهم، علي صغر سنهم، أن يروا ذلك رأي العين أو أن يروي لهم، فما من بيت فلسطيني تقريبا خلا من شهيد قريب أو بعيد.
هذه الصورة كانت كفيلة لوحدها بوقف المهزلة الحالية لو كان هناك تقدير عميق وحقيقي بالمعني الكبير الذي تحمله لكن يخشي أن إحساس من يصول ويجول في شوارع غزة ومن يأمرهم قد تبلد بالكامل، خاصة وأننا بتنا اليوم أمام ظاهرة مخيفة أكثر من الاقتتال في حد ذاته. وهي هذه الفجوة التي باتت تفصل علي ما يبدو القيادات السياسية الفلسطينية عن القيادات الميدانية، ففي زمن الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات كان هذا القائد قادرا علي الحديث والجلوس مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض وفي نفس الوقت قادرا علي الشيء ذاته مع أصغر مقاتل في أضيق شارع في أصغر حي، كان ذلك في المنفي وفي الوطن، وحتي إن لم يجلس مع أحد يكفي أن تقول لهذا المقاتل وإن كان غرا أو متهورا إن الختيار يأمركم بكذا وكذا حتي تجد فورا الطاعة والانضباط، أما الآن فالرئيس محمود عباس يناشد وخالد مشعل يناشد وإسماعيل هنية يناشد ومع ذلك الاقتتال مستمر والضحايا تتزايد وكأن هؤلاء المسلحين لا يقيمون وزنا لهذه الشخصيات أو أن مرجعيتهم الحقيقية أشخاص آخرون موتورون من حماس و”فتح علي حد سواء، وفي ذلك مشكل كبير سواء لهذه القيادات السياسية أو للوضع الفلسطيني برمته، فإن كانت كلمات هؤلاء غير مسموعة في أمر بالتوقف في القتال فكيف ستكون مسموعة ومحترمة فيما هو أكبر وأخطر في المقبل من الأيام!!
المسألة الخطيرة الأخري أن الاشتباكات التي شهدناها في غزة مؤخرا في غزة جمعت أحيانا مقاتلين من فتح تساندهم عناصر من الأمن الوطني و”الأمن الوقائي مقابل مقاتلين من حماس تساندهم عناصر من القوة التنفيذية بحيث بتنا أمام مشهد أجهزة السلطة فيه لا تتحرك فيه بمفردها لضبط الأمن ووضع حد لحالة الفلتان كائنا من كان من يقف وراءها بل صارت مؤجرة لخدمة هذا أو ذاك وزادها سوءا إنشاء هذه القوة التنفيذية التي عوض أن تتصرف وفق منطق الدولة والقانون، بعد ما قيل إنها ولدت أصلا لعدم تعاون باقي الأجهزة، أصبحت تتصرف ببساطة كمليشيا لحماس فازداد الطين بلة وانزلق الجميع في منطق الفعل ورد الفعل في ظل عجز شبه كامل علي معرفة من كان البادئ وهو الأظلم.
و فوق هذا وذاك، بدأت بعض المفردات العراقية المقيتة تتسرب للتغطية الإخبارية القادمة من فلسطين من قبيل عناصر ملثمة، استهداف دورية، اختطاف، محاولة اغتيال، محاصرة منطقة سكنية، قصف بالهاون علي البيوت، ضرب مقرات الأمن الرسمية، التحصن بمساجد والقصف منها، اقتحام هذه المساجد والقتل داخلها… وهكذا لم يبق لا سمح الله سوي تعبير الجثث مجهولة الهوية وعليها آثار تعذيب!! ولا يهم إن كان المسؤول عن ذلك التيار الانقلابي في فتح أو التيار الدموي في حماس، المهم أن تتوقف هذه الدوامة المخجلة التي تتابعها إسرائيل بمتعة بالغة دون حتي أن يتصدي لها إعلامها بالتعليق فالأحداث ناطقة بنفسها فيما اختار أحد رسامي الكاريكاتور في الصحف القطرية أحدهم يصرخ بقوة في وجه كل من فتح و حماس قائلا: بصراحة يا تحلوها… يا تحلوا عنا ! وقد صدق. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جانفي 2007)

هل قاد اخفاق العَلْمانية إلى الارهاب؟

د. شاكر النابلسي الارهاب مرض من الأمراض، يصيب الأمة في طور من أطوارها. وهو كذلك كأي مرض يصيب الإنسان في طور من أطواره أيضاً. وكما أنه لا يوجد لمعظم الأمراض الصحية والنفسية والعصبية سبب واحد، وإنما هناك عدة أسباب لمثل هذه الأمراض، فكذلك الحال بالنسبة لمرض الارهاب. ففي مرحلة من المراحل، يمكن للارهاب أن ينتج عن هشاشة الثقافة، ويمكن أن يكون نتيجة لظروف اقتصادية، واجتماعية معينة. وهذا المقال سوف يكون في معظمه عن أن ارتفاع وتيرة الارهاب في العالم العربي هذه الأيام، يمكن أن تكون نتيجة حتمية لاخفاق تحقق العلمانية في هذا العالم. العقل والحياة السياسية في العالم العربي مثلاً، لا يوجد توافق بنيوي تام وكامل – كما تم في الغرب – بين تطور العقل العربي من جانب، وبين تطور الحياة السياسية والاجتماعية بالإضافة إلى تطور الفكر النظري السياسي من جانب آخر. فميلاد المفاهيم السياسية العربية الحديثة لم يكن نتيجة لتحول واضح وملموس في الوجود والواقع السياسي العربي، حيث ان ظهور هذه المفاهيم لم يكن بمثابة إعلان القطيعة مع “عصر الانحطاط”، وإعلان الدخول في “العالم الجديد”، ولكن هذه المفاهيم جاءت نتيجة لتلاقح جزئي على مستوى النخبة الفكرية الأكاديمية، وليس على مستوى النخبة السياسية الحاكمة. وقد نشأ عن هذا أزمة  ديمقراطية، بدأت من مسألة الشراكة الممكنة بين الحاكم والمحكوم في تقرير السياسة. وبدأت من فكر العامة ولم تنته في فكر الخاصة. ففي فكر العامة تغيب السياسة كمحظور، ويُحكى عنها كمُحرَّم مقبول شعبياً، كقولهم “السياسة كناسة”، و “السياسة وجع راس”، و “من دخل السياسة غرق في النجاسة”.. الخ.  مشكلتنا التخلف لا الفقر في ظل موجة العقلانية، التي بدأت تجتاح العالم العربي في نهاية التسعينات، ونحن نودع القرن العشرين الذي انفجرت في نهايته ثورة المعلومات، وشهدت فيه البشرية ثورة التكنولوجيا، بدأ بعض المفكرين العرب يضعون أصابعهم على مواطن الداء الحقيقي الذي يُعيق تحقيق الوحدة العربية، وهو داء التخلف وليس الفقر. فبعضنا أغنياء متخلفون، ومعظمنا فقراء متخلفون. إذن: فكلنا متخلفون، وليس كلنا فقراء.  والفقر لا يعني دائماً التخلف، كما أن الغنى لا يعني دائماً التقدم. فبلد كالهند مثلاً تُعدُّ من الفقراء المتقدمين علمياً، وكذلك الصين.  فهناك وحدة مع الفقر، ولكن لا وحدة مع التخلف. وما اتحدت أمريكا مثلاً، إلا بالنور الذي جاء به الأوروبيون من أوروبا، ذات التنوير والإصلاح الديني، والثورة الصناعية، والثورة العلمية، والاكتشافات المذهلة في القرن الثامن عشر، والقرن التاسع عشر. وما الوحدة التي حققتها أوروبا في نهاية هذا القرن إلا نتيجة لهذا كله، ونتيجـة لعصر ثورة التكنولوجيا والمعلومات، ولم تأتِ من فراغ. أما نحن، فلا زلنا “مجتمعات متخلفة، وشعوبنا مُذلَّة مستعبدة، تحكمها أنظمة استبدادية فردية شمولية، وقوانا وحركاتنا السياسية متخلفة وقاصرة. انغلاق المفكرين الإسلاميين إن عدم تحقيق العَلْمانية العربية، في فترة النصف الثاني من القرن العشرين، وسقوط عصر النهضة في التيه الفكري، كان سببه أن المفكرين الإسلاميين الذين كانوا يتجادلون مع المفكرين العَلْمانيين، لم يكونوا على مستوى وعي وثقافة المفكرين العَلْمانيين، الذين درس معظمهم في جامعات غربية، ومكث بعضهم في الغرب يتعلم ويدرّس في جامعات الغرب، مما أمكنهم من الاطلاع أكثر فاكثر على فكر العَلْمانية الغربية، وأمكنهم من أن يتزودوا بزاد حديث ومتتابع من الثقافة الفكرية الغربية، الخاصة بمسألة العَلْمانية. في حين أن كثيراً من المفكرين الإسلاميين انغلقوا على أنفسهم، وحصروا جدلهم، طوال نصف قرن، في زاوية مقولة أن الإسلام دين ودولة، والتي أطلقها حسن البنا في النصف الأول من هذا القرن. وهذه حقيقة وليست تهمة للمفكرين الإسلاميين بحيث أن الشيخ راشد الغنوشي يثبتها، ويدلل على انغلاق الباحثين الإسلاميين على أنفسهم وتراثهم بقوله: ” إنه لمحزن جداً، أن لا نعثر من بين قائمة طويلة لمراجع كتاب، أو بحث إسلامي، على مرجع واحد، من غير المدرسة التي ينتمي إليها الباحث. أما مكتبات الحزبيين الإسلاميين، فنادراً ما تتوفر فيها مصادر من خارج الحزب، أو المذهب”. (مقاربات في العَلْمانية والمجتمع المدني، ص190). فكان الحوار بين المثقفين العلمانيين والمثقفين الدينيين، وكأنه حوار طرشان. لا فريق يفهم ما يقوله الفريق الآخر. الفهم الخاطيء يقول الباحث اللبناني عادل ضاهر، عن طريقة فهم رجال الدين للعلمانية، بأنه فهم خاطيء ” تُمليه اعتبارات أيديولوجية، أكثر مما تُمليه الرغبة في الوصول إلى فضِّ المكنون الجوهري لمفهوم العَلْمانية. والدافع الأساسي لهؤلاء المفكرين، هو الحفاظ على مقولة إن الإسلام دين ودولة، بحكم طبيعته. ولذلك كان ضرورياً لهم أن يفترضوا أمرين: الأول، هو أن العَلْمانية في جوهرها رفض للدولة الدينية، في الغرب المسيحي. والثاني، هو أن الإسلام، بما هو دين ودولة، لا يحمل في طياته مفهوم الدولة الدينية، ولا أي مكوِّن من مكوِّناتها، بل العكس تماماً هو الصحيح” (الأُسس الفلسفية للعَلْمانية، ص42،43). والعَلْمانية ليست كلها فصل الدين عن الدولة، كما يفهمها كثير من الإسلاميين، بقدر ما هي إبعاد رجال الدين عن السياسة، وذلك من خلال نظام سياسي واجتماعي وثقافي واقتصادي متكامل. وحوار الطرشان هذا بين المفكرين الإسلاميين وبين المفكرين العَلْمانيين، كانت من أسبابه أن الحركات الإسلامية، تعتبر نفسها هي الإسلام، وأن هزيمتها الفكرية والسياسية، هي هزيمة للفكر الإسلامي وللدولة الإسلامية. وأن من يكره هذه الحركات فإنما يكره الإسلام ذاته، كما يقول راشد الغنوشي (مقاربات في العَلْمانية والمجتمع المدني، ص196)، وهو ما أدى بالتالي إلى تسفيهٍ لبعضهم بعضاً، وقطيعةٍ، وتوقفٍ، وطريقٍ مسدود إلى حد ما. أسباب فشل العلمانية إن من أسباب عدم تقدم العَلْمانية في العالم العربي، فهم اليمين الإسلامي لها فهماً خاطئاً، وتشويه هذا الفهم، وتعميم هذا التشويه بين صفوف المسلمين لكي يقاوموا العَلْمانية، ويبقى صدر المجلس السياسي محفوظاً لرجال المؤسسة الدينية. فهـم يقولون إن العَلْمانية Secularism معناها العربي والغربي “لاديني” كما قال أنور الجندي في كتابه (سقوط العلمانية، ص7). في حين أن معناها الحرفي “الزمني”، حتى أن بعض المفكرين المعاصرين، ومنهم فؤاد زكريا، ترجموها بـ “الزمانية”. وبعض رجال الدين يريدون من وراء هذا الفهم الخاطيء والمقصود للعلمانية، تأليب الشارع الإسلامي والعربي على العَلْمانية، التي إن طُبِّقت تماماً في العالم العربي، سلبت رجال المؤسسة الدينية كثيراً من امتيازاتهم الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمالية. كذلك فإن من أسباب فشل تحقيق العَلْمانية في مجتمع كالمجتمع العربي الآن، تأتّى من اغلاق أبواب الاجتهاد، حيث قال الإسلاميون “إن ما أغلقه السلف لا يفتحه الخلف”. وأن القرآن موجود وهو يحتوي على كل ما نريد ونبغى، ولا داعٍ لاستيراد أفكار غربية ليست من ثوبنا، وليست من عاداتنا وتقاليدنا. وسوف يستغرق تحقيق العَلْمانية زمناً طويلاً في مجتمع كالمجتمع العربي، يخيم عليه طقس أيديولوجي غائم، وتسيطر عليه الجماعات الإسلامية السياسية التي تستعمل الدين كمتراس تحتمي وراءه اتقاءً من كل ما يوجه إليها من نقد ومقاومة. هل كل هذا يبرر الارهاب؟ لا يبدو فشل تحقيق العلمانية في العالم العربي حتى الآن مبرراً لرفع وتيرة الارهاب، في العالم العربي، على هذا النحو. ولكن لو قرأنا بعمق، في خطابات الجماعات الإسلاموية عموماً، لرأينا أن هذا العداء المُستحكم للحداثة وللغرب بشكل عام، ناجم عن هذا الغرب وهذه الحداثة، تريد بناء دولة عربية جديدة، لا يكون لرجال الدين دور سياسي فيها، مما يعني عزل هذه الجماعات، وليس الإسلام، عن الحكم. وبالتالي، فإن هذه الجماعات “تجاهد” الآن ليس من أجل الإسلام، ولكن من أجل عدم عزلها عن الحياة السياسية. وهو ما يبرر – ربما- ارتفاع وتيرة الارهاب، أو “الجهاد” كما هو في القاموس السياسي لهؤلاء. السلام عليكم. (المصدر: موقع إيلاف (لندن) بتاريخ 30 جانفي 2007) الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2007/1/207807.htm


 

قرن عربي في التيه السياسي

محمد الرميحي (*) قبل مائة عام تقريبا نشر فرح أنطون كتابه المعروف «يقظة العرب»، وتم النشر في فرنسا حيث لم يتسن للكتاب أن ينشر عربيا، وقامت الدنيا ولم تقعد في الأوساط العربية وقتها، لأن فرح أنطون طالب في ذلك الكتاب أن تستقل الدول العربية عن السلطة العثمانية وتشكل دولة واحدة مستقلة! كيلت للكاتب صنوف من التهم اقلها انه يعمل بوحي من الاستخبارات الفرنسية! واليوم بعد مائة عام تقريبا من نشر ذلك الكتاب من الصعب على عاقل أن يتحدث بصورة المفرد عن البلدان العربية، بسبب تناقض مسيرتها تقريبا في كل شيء، والصيرورة التي أصبحت عليها. قبل قرن من الزمان فقط كان الآباء يستهجنون حتى قيام دولة عربية موحدة، إلى أن أصبح الأمر شتاتا ليس في كل دولة عربية حديثة، ولكن أيضا في قطاعات اجتماعية عرقية وطائفية ومناطقية ودينية في تلك الدولة. لقد كان فرح أنطون مفرطا كثيرا في تفاؤله الذي لم يكن له محل. أصبح الخلاف في لبنان مثلا على من يتحكم بهذا الحي أو ذلك من المدينة، وأصبح الخلاف في المدن الفلسطينية على من يتحكم بهذا الشارع أو ذاك، أما الخلاف العراقي فقد أصبح على من يتحكم بهذا المنزل أو ذاك. في قرن عربي واحد شهدنا كل هذا التشرذم إلى درجة قد لا يستطيع معها احد أن يتكلم عن الوحدة الوطنية في البلد الواحد نفسه، فما بلك إذا استمر الأمر على ما هو عليه، ترى كم دولة عربية ستكون لدينا بعد مائة عام من الآن؟ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية ذهب قبل سنوات إلى أميركا و ظهر بزي صنعاني محلي فثار البعض في اليمن لأنه لم يظهر بزي جنوبي! السودان الذي تركه الانكليز موحداً، وكانت حفلة التسلم والتسليم في ذلك اليوم القديم من كانون الثاني (يناير)، يوم الاستقلال، على رأسها ثلاثة أشخاص، الحاكم البريطاني الذي يُعد للرحيل، ورئيس الحكومة السودانية، وثالثهم زعيم المعارضة، في احتفال مهيب، ظن البعض أن المعارضة جزء من التكوين القادم للدولة الوطنية! وانتهى السودان، ليس إلى تأكيد انفصال الجنوب عن الشمال، كما أصبح مؤكداً اليوم، ولكن أيضا في خضم حروب أهلية بين المتماثلين أنفسهم لأسباب اقتصادية وسياسية لا تخفى على احد، أما الصومال فلا يستطيع مراقب أن يتابع بالوقع نفسه والسرعة الذي تتغير فيها التحالفات والخصومات، كل ذلك جعل من استنزاف الثروة سواء السودانية أو الصومالية القاعدة الاساس في حروب الإخوة. ليست الجزائر ببعيدة عن هذا التوجه الذي يؤدي إلى تفتيت الأوطان تحت شعارات شتى وإغراءات مختلفة، مناطقية وعرقية واقتصادية ولغوية. وحتى البلد الكبير مصر، انتقل من تعانق الصليب والهلال في عام 1919 إلى المطالبة بأحزاب دينية، وتكفير المخالف. ما بشر به فرح أنطون منذ قرن تقريبا أصبح فسيفسائيا لا يقدر حتى أن يصد عن نفسه وطريقة حياته وثرواته طموح الطامحين. هذا كله اظهر ميلا مرضيا للتشديد على الهويات الفرعية في ما كان يعرف بالوطن الواحد الذي نتج عن تسويات الحرب العالمية الثانية في منطقتنا. يتحدث البعض اليوم عن حرب أهلية في العراق، ويتمنى بعض البسطاء والسذج في الفهم السياسي أن يعود العراق كما كان موحدا! وهو أمر لا يمكن أن يحدث. لقد تقرر تقسيم العراق عندما صوت العراقيون على الدستور القائم اليوم، فهذا الدستور المرعي حتى اليوم ولأجل قادم من الزمن يرسم الخطوط العريضة للتقسيم في العراق، ومن يقرأ نصوصه بتمعن يعرف على وجه اليقين انه لا يهدف إلى فيدرالية كما يعتقد البعض، بل في أفضل حالاته إلى كونفيدرالية تكون مكوناتها شبه مستقلة، وأصبح الحلم العراقي أن يحقق فيدرالية تقوم السلطة المركزية فيها بالأعمال الحيوية للدولة أمنية بعيدة التحقق. الأمثلة التي سقتها تعبر عن فشل الدولة العربية، التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، في أن تقوم بواجبات الدولة الحديثة. اتخذ البعض من الشعارات زاداً لاستمرار حكم القمع، فلا حافظوا على الدولة ولا حققوا التنمية ولا ساهموا في التحرير. المأساة أن الفكر المسؤول عن تهيئة الشعوب لنتائج كهذه لا يزال سائداً ويقوم أساساً على رفض المعروض الحالي في سبيل توقع حال أفضل، وينتهي الجميع بقبول اقل من الحد الأدنى المعروض. والأمثلة كثيرة وصادمة. يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل إن الغرب عرض على جمال عبد الناصر كل المساعدات الممكنة، فقط اذا وصل إلى تسوية مع إسرائيل. الموضوع فيه تفاصيل كثيرة، ولكن ان قبلناه على علاته، فبعد أربع حروب وفقدان مساحة من الأرض العربية، أكبر من حجم إسرائيل التي كانت وقتها، توصل خلفاء عبد الناصر إلى التسوية، بثمن أكبر وبعد أن صرفت طاقات أضخم. وكذلك تكرر الأمر لدى «حماس» اليوم، فبعد رفض مبدئي للاعتراف بما وقعته السلطة الفلسطينية من اتفاقات دولية، وبعد عشرات الضحايا من الفلسطينيين والحرب الأهلية التي بذرت بذرتها، تعود «حماس» من جديد لتقول إنها على استعداد لقبول كل ما اتفقت علية المنظمة دولياً في الموضوع الفلسطيني. ويكاد الأمر أن يتكرر في أكثر من قضية عربية وأكثر من دولة. رفض المعروض الآن في مقابل قبوله بشروط اقسى في المستقبل! يتكرر الأمر في لبنان، فبعد تحرير للأرض تكاتف فيه السياسي مع المقاوم في عام 2000 واستقطب السيد حسن نصرالله عقول وقلوب كثيرين خارج حزبه وطائفته، انتهى إلى أن أصبح بعيدا عن التحرير، بوجود قوات كثيفة للأمم المتحدة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وكان يواجه قراراً دولياً واحداً، فاصبح يواجه قرارين، وكان يظهر بين قومه فاختفى، وعلمنا التاريخ انه عندما تختفي حركة سياسية تصبح أكثر راديكالية واقرب إلى الرفض المطلق، ويتحول شباب لبنان إلى عاطلين بعد توقف دورة الاقتصاد، وينضم كل فريق إلى فريقه استعداداً لحرب أهلية تقسم لبنان على صغره، وتنزلق من سيئ، وهو حرب طائفية بين المسيحيين والمسلمين في السبعينات، على سوئها، إلى الأسوأ وهي حرب مذهبية بين المسلمين أنفسهم! القرن الذي مر بين نشر كتاب فرح أنطون وبين اليوم، شهد الهوية الوطنية الواحدة التي طالب بها لكنها تتحول إلى هويات لبلدان مختلفة، ثم تحولت أو هي في سبيل التحول إلى هويات فرعية في داخل الجسم الوطني الواحد، تتقاذفها ايديولوجيا التبجيل وتسخير الدين للسياسة، وسياسيون معصومون من الخطأ، وجمهور غارق في الخرافات السياسية فيا له من قرن عربي! (*) كاتب كويتي (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جانفي 2007)
 

لتعارفوا (6)

 

ما أغنى قليله عن كثيره…

 

الهاشمي بن علي

Hachemib2007@yahoo.fr

 

طلبت مني أسرة تونس نيوز الموقرة أن أختصر فيما أكتبه أن أتوخى الاختصار لأن مساحة النشرة لا تتسع  للإطناب الذي يحتاجه البحث في بعض القضايا. وأود هنا أن أكون صادق الضمير لأقول أولا إن للفريق المشرف كل الحق فيما طلبه، مشيرا في نفس الوقت إلى أن التعقيدات التي تثيرها المباحث تفرض الرجوع إلى أصول مشتركة يمكن التحاكم إليها.

 

من هذا المنطلق بالذات خيرت شخصيا أن تكون البداية بحديث الثقلين في قراءة مقارنة تكشف مدى اعتبار كل منهما، وتلفت الانتباه إلى الأسباب التي جعلت نصا ضعيفا ينتشر في الأفاق بلا مشكك أو ناقد حصيف في حين

يقع تراث نبوي آخر في شراك التعتيم ولا يظهر إلا في سياق جدل مذهبي تسيطر عليه عقليات متشنجة ومتحفزة للعنف تجاه الآخر.

 

ولقد كان أولى بمن صرف الجهد إلى نقد رواية السفينة أن يرينا باعه في حديث الثقلين، ذلك أن حديث السفينة هو من أحاديث المناقب التي تساهل القوم في كثير منها واستثنوا فضائل آل محمد يقتفونها ويسعون في تهوينها بكل سبيل ممكن..وليتهم كانوا منصفين فأجروها على الجميع بنفس الدرجة.

 

أما حديث الثقلين فهو من الأحاديث التي تلقي بأثرها على مصادر التشريع وبالتالي منهج استنباط الأحكام، بل وفي النظر لعموم الدين الإسلامي، ومع ذلك ضرب “دعاة التسنن” صفحا عن سنة نبيهم وضاقت صدورهم بفضائل فاطمة وعلي وبنيه وجعلوا من مناهضة”الرافضة”مطية لاستهداف ذلك التراث العظيم وخلطوا حابلا بنابل..فأصبح أهل البيت ومقامهم رهينة المواقف السياسية من قبيل إيران وأدوارها في العالم والعالم العربي على وجه الخصوص.

 

في سياق ما بات يعرف بمقاومة المد الشيعي أصبحت كل الطرق تقود إلى روما، وأضحى شيوخ الإرهاب و الانغلاق  والمواقع السلفية المتشددة مغفورة خطاياها ما دامت تقوم بالحسنة العظيمة: مقاومة مدرسة أهل البيت.

ولعل الجديد هو أن هذه المهمة باتت تشن بقيادة المايسترو جورج بوش الذي خطا خطوة جديدة في التبحر في علوم الدين الإسلامي فبعد أن أثبت وفق نظرته أنه دين الاعتدال: هاهو يمر إلى مرحلة عملية بالغة الخطورة في بناء ما سماه الحلف المعتدل للدول السنية في مقابل الهلال الشيعي المتطرف.

 

يساعده في السيمفونية عازفون مهرة من بينهم”أمير المؤمنين” الملك عبد الله البريطاني ملك الأردن والمناضل القومي السني الكبير حسني مبارك.

 

وما أدراك لعل زعامات أخرى تلتحق بالركب المعتدل..ألم تستخف واشنطن قوما فأطاعوها من قبل؟

 

معذرة نسيت!!!! نسيت أن الأحزاب الإسلامية الأفغانية ومجاهديها أعضاء نادي ستينغر للكرامات العسكرية كانوا شيعة عن بكرة أبيهم.

نسيت معذرة، آية الله عبد رب الرسول سياف وحجة الإسلام والمسلمين أحمد شاه مسعود وآية الله برهان الدين رباني.

 

نسيت كل طلبة حوزة بيشاور و منتسبي الباسدران الباكستاني وخريجي الحرس الثوري السعودي وفات ذاكرتي تلك الصور التي كان فيها المجاهدون يزورون بين الحين والآخر الكونغرس ليتباحثوا مع إدارة البيت الأبيض في واقع ومستقبل المشروع الجهادي !!!!!

 

لقد استخفتهم واشنطن وكانوا دائما ضيوفا على موائد البتر ودولار، حتى أنهم لم يقولوا واحدا على الألف في شيوخ المملكة السعودية الذين أفتوا بجواز استقدام الأمريكان لأرض الحرمين واعتبروا قتال العراق أفضل الجهاد في عصرنا الحاضر وأفتوا بأن صدام كافر كافر كافر حتى وإن صام أو صلى أو تشهد ألف مرة..لم يقولوا في هؤلاء شيئا مما قالوه في السيد السيستاني وهو الذي لم يفت بشيء مما أفتى به شيوخهم ولم يكن من أشار على صدام بحماقاته المتكررة حتى يتحمل المسؤولية في مقدم المحتل.

 

ولم تصدر عنه فتوى واحدة في إباحة دم المسلمين وهو الذي قال لبعض الضحايا المكلومين من الشيعة جاؤوا يراجعونه في اعتداءات وقعت بهم فقال لهم والله لو أبدتم عن بكرة أبيكم ما أجزت لكم قتال إخوتكم السنة.

 

وأفتى بأن لا تقولوا السنة إخوتنا بل أنفسنا..فأين أنتم من الرجل ومن قومه؟

 

أين أنتم من ذنوب تحاسبون عليها الغير من دون دليل وأنتم لا تملكون الشرعية الأخلاقية لذلك؟

 

إن كان منا من يتعامل مع الأمريكان ونحن لم نرض بفعله وننصحه بغيره، فإنكم مدرستهم في ذلك فطالما ربوكم في أحضانهم وتلاعبوا بكم ووجدوكم من المسارعين إلى الوقوع في أحابيلهم وها أنتم على العهد معهم..تشاركونهم (إلا المخلصين) في حرب حزب الله وفي تشويه الجمهورية الإسلامية قبل ضربها.بالنسبة للسيد خالد بن سليمان والتزاما بما طلبه المشرفون على تونس نيوز أجيب جمله بشكل برقي تاركا للقارئ أن يعود للأعداد الماضية من النشرة وأن يقارن بنفسه ويحكم في “معركة” واجهت فيها أقلاما تسوق الغث والسمين وتعتمد الشتيمة والتشويه.

 

قال السيد خالد:

رأينا في المقال السابق كيف اعتمد (الداعية الشيعي) السيد الهاشمي بن علي على مجموعة من الأحاديث النبوية  المفبركة المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الأحاديث الضعيفة التي لا يُحتج بها،وكيف نقلها من مراجع أوردتها كأمثلة على ضعف و نكارة الرواة لكن دعاة التشيع يروجونها على أنها ثابتة وحجة لمعتقداتهم.

 

ويعلم القارئ أننا سقنا أحاديث أغلبها الساحق من الصحاح الستة و هذه نماذج منها:

 

في عصمة أهل البيت وإمامتهم

 

 

سنن الترمذيمناقب أهل بيت النبي( ص ) – المناقب عن رسول اللهرقم الحديث : ( 3720 )

.

حدثنا ‏ ‏علي بن المنذر الكوفي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن فضيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن‏ ‏عطية ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد ‏ ‏والأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏حبيب بن أبي ثابت ‏ ‏عن ‏زيد بنأرقم ‏ ‏( ر ) ‏ ‏قالاقال رسول الله ‏ (ص)‏إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهلن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرضوعترتي أهل بيتيولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف ‏ ‏تخلفوني ‏ ‏فيهما،‏قال‏هذا ‏حديث حسن غريب ‏.

 

الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3720&doc=2

 

 فهل هذا الحديث موضوع مفبرك ..وقد صححه الألباني؟

 

الألبانيكتب تخريج الحديث النبويالشريفرقمالحديث : ( 1761 )

 

نوع الحديث : صـحـيـح

 

نص الحديث [ من كنت مولاه ، فعلي مولاه ،اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ] . صحيح انظر طرقه وشواهده في الكتاب فهيكثيرة . وأولها عن أبي الطفيل عنه قال : لما دفع النبي (ص) من حجة الوداع ، ونزلغدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : كأني دعيت فأجبت ،وإنيتارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظرواكيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال : إنالله مولاي وأنا ولي كل مؤمن . ثم إنه أخذ بيد علي ( ر ) فقال : من كنت وليه ، فهذاوليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . صحيح . وأما ما يذكره الشيعة في هذاالحديث وغيره أن النبي (ص) قال : في علي رضي اله عنه : إنه خليفتي من بعدي . فلايصح بوجه من الوجوه . بل هو من أباطيلهم الكثيرة .

 

الرابط :

http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=12236

 

اختصاص علي وفاطمة وحسن وحسين بآية التطير “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا”

 

البخاريالتاريخالكبيرالجزء : ( 9 ) – رقمالصفحة : ( 25 )

 

205 – أبو الحمراء له صحبة ، قال أبو عاصم عن عياد ابى يحيى قال نا أبو داود عن ابى الحمراء قال صحبت النبي (ص) تسعة أشهر فكان إذا اصبح كل يوم . يأتي باب علي وفاطمة فيقول السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.

 

 

صحيح مسلمفضائل الصحابة – فضائل أهل بيت النبي( ص ) – رقم الحديث : ( 4450 )

 

حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏ومحمد بن عبد الله بن نمير ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي بكر‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏محمد بن بشر ‏ ‏عن ‏ ‏زكرياء ‏ ‏عن ‏ ‏مصعب بن شيبة ‏ ‏عن ‏ ‏صفيةبنت شيبة ‏ ‏قالت قالت ‏ ‏عائشة : ‏خرج النبي ‏(ص)‏غداة ‏ ‏وعليه ‏ ‏مرط ‏ ‏مرحل ‏ ‏من شعر أسود فجاء ‏ ‏الحسن بن علي ‏ ‏فأدخله ثم

جاء ‏ ‏الحسين ‏ ‏فدخل معه ثم جاءت ‏‏فاطمة ‏ ‏فأدخلها ثم جاء ‏ ‏علي ‏ ‏فأدخله ثم قال : ‏إنما يريد الله ليذهب عنكم ‏ ‏الرجس ‏ ‏أهل البيت ويطهركم تطهيرا.

 

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4450&doc=1  

 

فهل ما أخرجه مسلم والبخاري ضعيف مفبرك يا صاحب الفقاهة والنباهة؟

 

 

**في فضل فاطمة التي عتمتم على منزلتها يا ” أحبة أهل البيت”

 

البيهقيالسنن الكبرىكتابالنكاح

 

12544حدثنا أبو عبد الله الحافظ ،ثنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبوسعيد ، مولى بني هاشم ، ثنا عبد الله بن جعفر قال : حدثتنا أم بكر بنت المسور بنمخرمة ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن المسور بن مخرمة ( ر ) عن رسول الله (ص) أنهقال : فاطمة مضغة منييقبضني ، ما قبضها ويبسطني مابسطها ، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري.

 

الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=594591

 

 

هذه سيدة نساء أهل الجنة وسيدة نساء العالمين يا خالد..سيدة لا تذكرونها إلا في مقام الرد على فضائلها وتفنيدها

  

صحيح البخاريالإستأذان –  من ناجى بين يدي الناس.. –رقمالحديث : ( 5812 )

 

حدثنا ‏ ‏موسى ‏ ‏عن ‏ ‏أبي عوانة ‏ ‏حدثنا‏ ‏فراس ‏ ‏عن ‏ ‏عامر ‏ ‏عن ‏ ‏مسروق ‏ ‏حدثتني ‏ ‏عائشة أم المؤمنين ‏ ‏قالت ‏‏إنا كنا أزواج النبي ‏ (ص) ‏ ‏عنده جميعا لم تغادر منا واحدة فأقبلت ‏ ‏فاطمة ‏‏عليها السلام ‏ ‏تمشي لا والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فلمارآها رحب قال ‏ ‏مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاءشديدا فلما رأى حزنها سارها الثانية فإذا هي تضحك فقلت لها أنا من بين نسائه خصكرسول الله ‏ (ص) ‏ ‏بالسر من بيننا ثم أنت تبكين فلما قام رسول الله ‏ (ص) ‏‏سألتها عما سارك قالت ما كنت لأفشي على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏سره فلما توفي قلت لهاعزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني قالت أما الآن فنعم فأخبرتني قالت أماحين سارني في الأمر الأول فإنه أخبرني أن ‏ ‏جبريل ‏ ‏كان يعارضه بالقرآن كل سنةمرة وإنه قد عارضني به العام مرتين ولا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبريفإني نعم السلف أنا لك قالت فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية قاليا ‏ ‏فاطمة ‏ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدةنساء هذه الأمة .

 

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5812&doc=0 

 

في أن النبي يغضب لها وغضبه من غضب الله عز وجل

 

 

صحيح البخاريالمناقب – مناقب قرابة رسول الله( ص ) ومنقبةرقم الحديث : ( 3437 )

 

‏- حدثنا ‏ ‏أبوالوليد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إبن عيينة ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن دينار ‏ ‏عن ‏ ‏إبن أبي مليكة ‏ ‏عن‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال : ‏‏فاطمة ‏ ‏بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.

 

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3437&doc=0 

 

فهل الرواية ضعيفة مفبركة يا محدثنا العظيم؟ 

 

 *في أنها ماتت غاضبة على أبي بكر رغم علمه بأن النبي يغضب لغضبها

  

صحيح البخارىالمغازي – غزوة خيبررقم الحديث : ( 3913 )

 

[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]

 

‏- حدثنا ‏ ‏يحيى بنبكير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏عقيل ‏ ‏عن ‏ ‏إبن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏‏عائشة ‏ أن ‏ ‏فاطمة ‏ ‏عليها السلام ‏ ‏بنت النبي ‏ (ص) ‏ ‏أرسلت إلى ‏ ‏أبي بكر‏ ‏تسأله ميراثها من رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏مما ‏ ‏أفاء ‏ ‏الله عليه ‏ ‏بالمدينة ‏‏وفدك ‏ ‏وما بقي من خمس ‏ ‏خيبر ‏ ‏فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏إن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال‏ ‏لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل ‏ ‏محمد ‏ (ص) ‏ ‏في هذا المال وإني واللهلا أغير شيئا من صدقة رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله‏ (ص) ‏ ‏ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فأبى ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏أن يدفعإلى ‏‏فاطمة ‏ ‏منها شيئافوجدت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏على ‏ ‏أبي بكر ‏‏في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ……...

 

الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3913&doc=0

 

 

*في أن عليا كرم الله وجهه وصي النبي

 

سننالترمذيالمناقب عن رسول الله – مناقب علي بن أبي طالب ( ر )  – رقم الحديث : ( 3645 )

 

‏‏حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جعفر بن سليمان الضبعي ‏ ‏عن ‏ ‏يزيد الرشك ‏ ‏عن ‏‏مطرف بن عبد الله ‏ ‏عن ‏ ‏عمران بن حصين ‏ ‏قال ‏ ‏بعث رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏جيشاواستعمل عليهم ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏فمضى في ‏ ‏السرية ‏ ‏فأصاب ‏ ‏جارية ‏‏فأنكروا عليه ‏ ‏وتعاقد ‏ ‏أربعة من ‏ ‏أصحاب رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فقالوا إذا لقينارسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أخبرناه بما صنع ‏ ‏علي ‏ ‏وكان المسلمون إذا رجعوا من السفربدءوا برسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى ‏ ‏رحالهم ‏ ‏فلما قدمت ‏‏السرية ‏ ‏سلموا على النبي ‏ (ص) ‏ ‏فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله ألم ترإلى ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏صنع كذا وكذا فأعرض عنه رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ثم قامالثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قامالرابع فقال مثل ما قالوا فأقبل رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏والغضب يعرف في وجهه فقال ماتريدون من ‏ ‏علي ‏ ‏ما تريدون من ‏ ‏علي ‏‏ما تريدون من ‏‏علي ‏ ‏إن ‏ ‏عليا ‏ ‏مني وأنا منه وهو ‏ ‏ولي ‏ ‏كل مؤمن بعدي‏، ‏قال ‏‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ‏ ‏لا نعرفه إلا منحديث ‏ ‏جعفر بن سليمان .

 

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3645&doc=2

 

فهل من الموضوعات ما صححه مرجعك الألباني يا خالد يا بن حسين؟

 

 

الألبانيكتب تخريج الحديث النبويالشريف رقم الحديث : ( 94 )

 

حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو الحسين أخبرني حماد بن سلمة عن علي بن زيد إبن جدعانعن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : أقبلنا مع رسول الله (ص) في حجته التي حجفنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة فأخذ بيد علي ( ر ) فقال ألست أولى بالمؤمنينمن أنفسهم قالوا بلى قال ألست أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلىقال فهذا ولي من أنا مولاه اللهم وال من والاه اللهم عاد من عاداه ،صحيحالصحيحة 1750 .

 

الرابط :

http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=2091

 

 

*في أنه لعلي كرم الله وجهه ما للنبي من خواص عدا النبوة وحسب

 

 

صحيح البخاريالمغازي – غزوة تبوكرقم الحديث : ( 4064 )

 

حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏الحكم ‏ ‏عن ‏ ‏مصعب بن سعد‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أن رسول الله ‏(ص)خرج إلى ‏ ‏تبوك ‏ ‏واستخلف ‏ ‏عليا ‏ ‏فقال أتخلفني في الصبيانوالنساء قال ‏‏ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏‏موسى ‏ ‏إلا أنه ليس نبي بعدي ‏‏وقال ‏ ‏أبو داود ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن‏ ‏الحكم ‏ ‏سمعت ‏ ‏مصعبا.

 

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4064&doc=0

 

ما رأيك في هذه الرواية الضعيفة المفبركة هي الأخرى؟

 

*في أنه لا يؤدي عن النبي سوى علي كرم الله وجهه

 

سننالترمذيالمناقب عن رسول الله – مناقب علي بن أبي طالب( ر ) – رقم الحديث  : ( 3653 )

 

حدثنا ‏ ‏إسمعيل بن موسى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شريك ‏ ‏عن ‏ ‏أبي إسحق ‏ ‏عن ‏ ‏حبشي بنجنادة ‏ ‏قال : ‏قال رسول الله ‏(ص)علي ‏ ‏مني وأنا من ‏ ‏علي ‏ ‏ولا يؤدي عني إلاأنا أو ‏ ‏علي، ‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏‏هذا ‏ ‏حديث حسنصحيح غريب.

 

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3653&doc=2

 

 

هذه رواية مفبركة فبركها الألبانيوقال فيها:

 

 

الألبانيكتب تخريج الحديث النبويالشريف رقمالحديث : ( 97 )

 

نوع الحديثحســن

 

نص الحديث 116 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد وإسمعيل بن موسىقالوا حدثنا شريك عن أبي إسحق عن حبشي بن جنادة قالسمعت رسول الله(ص)يقول علي مني وأنا منهولا يؤدي عني إلا علي،حسن.

 

الرابط :

http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=2094

  

أقف عند هذا الحد وأترك للقارئ أن يجيل البصر في ما حرمته سياسة التعتيم من معرفته طيلة قرون وبقي حبيس بطون الكتب يعاني التهميش من قبل من يقولون إنهم أولى الناس بسنة محمد وتكريم آله الطاهرين.


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

15 août 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 8 ème année, N° 2640 du 15.08.2007  archives : www.tunisnews.net Le TMG appelle à l’abandon des

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.