الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

 

11 ème année, N°4136 du 26.10.2011
archives : www.tunisnews.net


بناء نيوز:هل نكرم شهداء الثورة وهناك دماء لا تزال تنزف؟

كلمة:الهيئة المركزية للانتخابات تعلن عن بعض النتائج

إيلاف:تونس:حزب النهضة يؤكد تقدمه في النتائج الجزئية

كلمة:حركة النهضة تعلن فوزها والديمقراطي التقدمي يقر بهزيمته في الانتخابات

خالد الطراولي:حديث القلب إلى الإخوة في حركة النهضة

بناء نيوز:قيادي في النهضة لـ « بناء نيوز » : التحالفات بعد الانتخابات والباب مفتوح والمعارضة ليست عيبا

كلمة:صحيفة أمريكية تؤكد التزام النهضة بالديمقراطية

كريم السليتي:لماذا رفضت الأقلية النخبوية قبول نتائج الانتخابات

رويترز:تونس.. نموذج لنجاح الديمقراطية عربيا

الشروق:بين الذهول والانقسام: ذهول اليسار… اعتزاز المؤتمر ورسائل واضحة إلى النهضة

الشروق:أوباما يهنئ… اليساريون ينتقدون… والاشتراكي الفرنسي متخوّف

الصباح:الشابي والجريبي النتائج كانت مفاجئة.. وموقعنا في المعارضة

الصباح:المختار الطريفي:ضرورة حصول توافق بين «التأسيسي» ومكونات المجتمع المدني

عبد الباري عطوان لـ«الصباح»:الشعب التونسي أراد مكافأة النهضة فصوت لها بكثافة

صالح عطية:تحليل سياسي ـ في ضوء النتائج الأولية للانتخابات مؤشرات مشهد سياسي جديد.. والوفاق «خريطة طريق» المرحلة

مازن غرسلي:شكرا ياشعبي٠٠

رويترز:تحليل : تونس.. نموذج لنجاح الديمقراطية مع الاسلاميين

خالد زروان:المسلمون في تونس يختارون نظام الاسلام، فهل يحققه لهم المجلس التأسيسي؟

الشروق:قضية المطار: السرياطي يعد بكشف حقائق خطيرة أمام المحكمة العسكرية

القدس العربي:الانتقالي الليبي يؤكد دفن جثة القذافي في مكان مجهول بالصحراء الليبية

القدس العربي:احتفالات بالديمقراطية ‘نعم’ بالتحرير ‘لا’


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعواجديد أخبارتونس نيوزعلى الفايسبوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141  


هل نكرم شهداء الثورة وهناك دماء لا تزال تنزف؟ جرحى الثورة ينتقلون المستشفى العسكري بعد ان يئسوا من تلقي المساعدة


تونس- بناء نيوز- نادية الزاير هم من شباب الثورة الأبطال، أصيب كل منهم بعاهة ما بسبب رصاصة قناص، يعيشون طلقاء وربما هم يتمتعون بما تقاضوه من مال على جرائهم تاركين مجموعة من الشباب يواجهون الألم والأمراض المستعصية وحرموهم حتى من حق التمتع بشبابهم ومن أهم نعمة في الحياة الا وهي الصحة.
وبعد انتظارهم الطويل لمن ينقذهم من مصير مجهول يترصدهم، وتجاهل الحكومة المؤقتة والجهات المعنية لهم، قرر الجرحى السبعة بعد الاضراب الذي قاموا به الانتقال إلى المستشفى العسكري أملا في أن يلقون هناك العلاج المناسب.

دفعنا ثمن حرية بلد لا يأبه لنا
رشاد بالعربي يبلغ من العمر 21 سنة أحد الجرحى أصيب يرصاصة في الصدر، قرب القلب، خرجت من ظهره لتصيب العمود الفقري وتتسبب له في شلل نصفي وأصابت شريان القلب لتتسبب له في نزيف داخلي. هذا الفتا الغر، أجرى 5 عمليات في 12 يوم، الأولى تم فيها ايقاف النزيف الداخلي والثانية أزالوا فيها االشريان المصاب المرتبط بالقلب، والثالثة قاموا فيها بإخراج الرصاصة، ثم الرابعة والخامسة وهناك جرح لا يزال مفتوحا وهو الآن مشلول وفي أمس الحاجة إلى المساعدة.

رشاد قال لبناء نيوز: سمعت انه يمكنني اجراء عملية للعمود الفقري في فرانكفورد لأنها عملية دقيقة وتحتاج إلى مختصين ولكني لا أملك المال الكافي كغيري من الجرحى هنا » وأضاف رشاد بصوت متأثر « ما يحز في أنفسنا أكثر هو أن لا أحد يهتم لأمرنا بعد أن وهبنا شبابنا ثمن لحرية هذا البلد. »
أين الوعود؟
كان ممثل وزارة الدفاع الوطني العميد مختار بن نصر قد صرح في وقت سابق أن الدولة ستتكفل بعلاج جرحى الثورة مجانا وتقديم الرعاية النفسية والجسدية لهم مع معالجة بعض الحالات على نفقتها الخاصة بالخارج تجسيما للقرارات المنبثقة عن جلسة العمل الوزارية المنعقدة بتاريخ 23 سبتمبر 2011 .
وأضاف بأن لجانا فنية وطبية بصدد التكوين قصد دراسة الحالات حالة بحالة وتحديد نسب العجز البدني إلى جانب ضبط قائمة نهائية لجرحى الثورة تفاديا لأي لبس محتمل في هذا الشأن. وهنا نتساءل أين هذه الوعود وهل ننتظر أن يلقى هؤلاء نفس مصير الجرحى السابقين الذين وافتهم المنية، حتى نتحرك فعليا؟
فكم من جريح توفي وهو ينتظر تحقيق وعود لم تتم على غرار حسونة بن عمر الذي توفي وحيدا بعد صراع مع المرض والاهمال دام ثماني أشهر حسونة ليس الوحيد من جرحى الثورة الذي تم إهماله و تجاهله ليصارع الموت وحيدا فقد كان مصير شاب آخر من القصرين أقدم على حرق نفسه احتجاجا يوم 26 ديسمبر رُفت هو الآخر من مستشفى الحروق البليغة ببن عروس وأهمل حتى أفرز جسده الدود و لم يتم إعادة إيوائه بالمستشفى إلا بضغط إعلامي.

فهل ننتظر أن يواجه هؤلاء نفس المصير لنبكي عليهم ونلحقهم بالشهداء ونترحم عليهم ونحن لم نرحم آلامهم وهم أحياء، وكيف يمكن أن ترتاح دماء الشهداء، وهناك دماء ما تزال تنزف؟ وهل يمكن أن نحتفي بالحرية ونتنكر لأبطالها بكل هذا الجحود؟ (المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 25 أكتوبر 2011)


أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج النهائية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في الدائرات الانتخابية جندوبة وصفاقس 1 وصفاقس 2 وقبلي وسوسة. وتتمثل النتائج في الأتي: دائرة جندوبة التي تظم 8 مقاعد موزعة كالأتي: – مقعدين لحركة النهضة – مقعد للعريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية – مقعد لحزب التكتل من اجل العمل والحريات – مقعد للحزب الديمقراطي التقدمي – مقعد لحركة الوطنيين الديمقراطيين – مقعد لقائمة النضال الاجتماعي – ومقعد لحزب المؤتمر من اجل الجمهوري دائرة صفاقس 1 التي تظم 7 مقاعد موزعة كالأتي: – 3 مقاعد لحركة النهضة – مقعد لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية – مقعد للعريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية – مقعد لحزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات – مقعد لقائمة البديل الثوري (حزب العمال الشيوعي التونسي) دائرة صفاقس 2 التي تظم 9 مقاعد موزعة كالأتي: – 4 مقاعد لحركة النهضة – مقعد لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية – مقعد للعريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية – مقعد للقائمة المستقلة العريضة الشعبية لحرية والعدالة والتنمية – مقعد لحزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات دائرة قبلي التي تظم 5 مقاعد موزعة كالأتي: – مقعدان لحركة النهضة – مقعدان لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية – مقعد للقائمة المستقلة العريضة الشعبية لحرية والعدالة والتنمية دائرة سوسة التي تظم 9 مقاعد موزعة كالأتي: – 4 مقاعد لحركة النهضة – مقعدين لحزب المبادرة – مقعد للقائمة المستقلة العريضة الشعبية لحرية والعدالة والتنمية – مقعد لحزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات – مقعد للحزب الديمقراطي التقدمي
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 25 أكتوبر 2011)

<



تونس: اكدت اولى النتائج الجزئية غير النهائية لانتخابات المجلس الوطني التاسيسي في تونس والتي اعلنتها الثلاثاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تقدم حزب النهضة الاسلامي الذي حصل على 15 من 39 مقعدا في خمس دوائر انتخابية في اربع مناطق بينها صفاقس ثاني اكبر مدن البلاد.
وحل حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي ثانيا وحصل على 6 مقاعد ثم قائمة « العريضة الشعبية » (مستقلة- 5 مقاعد) والتكتل من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر (4 مقاعد). وحصل الحزب الديموقراطي التقدمي بزعامة نجيب الشابي على مقعدين وكذلك حزب المبادرة بزعامة وزير الخارجية السابق كمال مرجان.
وتوزعت بقية المقاعد الخمسة على احزاب صغيرة وقوائم مستقلة حصل كل منها على مقعد واحد.
ونالت هذه المقاعد قائمة « البديل الثوري » التي يدعمها حزب العمال الشيوعي التونسي بزعامة حمة الهمامي وحزب آفاق (ليبرالي) وحزب الوطنيين الديموقراطيين (يسار عروبي) وقائمتان مستقلتان. والدوائر الخمس هي صفاقس 1 وصفاقس 2 (جنوب) وسوسة (ساحل شرقي) وجندوبة (شمال غرب) وقبلي (جنوب). (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 25 أكتوبر 2011)

<



قالت حركة النهضة الإسلامية اليوم أن النتائج المسجلة حتى الآن في مراكز الاقتراع بعد الانتخابات التي أجريت يوم الأحد تظهر حصول النهضة على المركز الأول على المستوى الوطني وفي معظم الدوائر بحصولها على ما يزيد على 30 في المائة من الأصوات التي تم فرزها حتى الآن، حسب تصريح السيد عبد الحميد الجلاصي مدير الحملة الانتخابية للحركة. من جهة أخرى، أعلنت الأمينة العامة للحزب الديموقراطي التقدمي مية الجريبي الاثنين إقرار حزبها بهزيمته في الانتخابات بعد أن كانت استطلاعات الرأي توقعت أن يحتل المرتبة الثانية في الانتخابات، وذلك في تصريحها لفرانس براس اليوم.
كما أكدت الجريبي أن حزبها في موقع سيء، بقرار من الشعب التونسي، وأكدت احترامها لقراره، وتهنئتها للفائزين.
كما قالت في نفس التصريح أن حزبها سيكون في صفوف المعارضة ضد الأغلبية التي من المتوقع أن تقودها حركة النهضة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 25 أكتوبر 2011)

<



د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr اخوتي الأعزاء…شكرا، هذه كلمات تتسابق، رفضت التعثر، والتزمت الصدق والإخلاص، تتقدم على حياء حتى لا تكتب في منازل المجاملة أو السعي لنيل الإكرامات.. ساندناكم في سنوات الجمر لما كانت الكلمة من نار، وقفنا إلى جانبكم لما كانت تونس سجنا كبيرا وكانت الصحراء من حولنا جميعا تعوي بالذئاب، وكان ذلك واجب الأخوة والوطن…كان فضلا تكرم الله به علينا فاصطفانا أن ننصركم ونقف إلى جانب المظلوم، رضينا كما رضيتم فما ساومنا، بقي بعضكم من الأفاضل صامدين من وراء القضبان، وبقينا مرميين من وراء البحار ولم نرد العودة، كان شعارنا جميعا خرجنا من أجل مشروع فلا نعود إلا بصحبته، ومات الأهل والعشيرة وحرمنا رفقة الأحباب وتواصل مشوار العزة والإباء… أنتم منا ونحن منكم، افترقنا يوما من أجل هذا المشروع وكانت الأخوة صرحا بنيناه بأيد فظل شامخا، لم يكن اختلافنا خلافا وإنما هي الرؤى والاجتهاد، وهو خير قائم إذا خلصت النوايا وصدقت الأفعال…سنوات احترام وتقدير لم يختل بنيانها يوما وما ارتج…بنيتم وبقيت أبني… حتى جاء فصل الربيع وسقطت الحجب وانهار ستار استبداد. نهنئكم اليوم وفي القلب فرحة وفي العين دمعة وفي الصدر انشراح، هذه تونس الغالية، هذه تونس العزيزة، هذه تونس الماضي والحاضر والمستقبل بين أيديكم، ندعو لكم من الأعماق بالتوفيق وتقوى الله فيها، ونشد على أيديكم من أجل خير هذه البلاد وسعادة أهلها دينا ودنيا. « والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون »
أخوكم خالد الطراولي / أكتوبر 2011 حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

<



تونس – بناء نيوز – منير بودالي أكد قيادي في النهضة في تصريح حصري لـ « بناء نيوز » قبل لحظات أن أية مشاورات سياسية لمرحلة ما بعد الانتخابات لن تتم إلا غداة الاعلان الرسمي عن نتائج الاقتراع للمجلس الوطني التاسيسي. وقال العجمي الوريمي عضو المكتب التنفيذي لحزب النهضة « سنعلن اعترافنا بالنتيجة الرسمية التي سيعلن عنها خلال ساعات، وسنهنئ الفائزين ونمد اليد لكل الأطراف الذين منحهم الشعب ثقته، وسنظل اوفياء لبرنامجنا المستمد من مبادئ الثورة ». وبخصوص بعض الأطراف، على غرار أحمد نجيب الشابي، التي سارعت بالإعلان عن تموقعها في صفوف المعارضة ورفضها الدخول في تفاهمات أو تحالفات مع أبرز القوى الفائزة، أوضح الوريمي « الباب مفتوح لمن يريد أن يعمل مع المجموع، والمعارضة ليسا عيبا ولا جريمة، ولكل أن يختار الموقع الذي يناسبه ». وقدم العجمي الوريمي أجوبته هذه واصفا المشهد حول المقر المركزي لحزب حركة النهضة حيث هو، بالقول « الآن حول مقر الحركة يتقاطر مئات من التونسيين والتونسيات يحتفلون بالنتائج المعلنة، تلقائيا دون حاجة إلى نداء أو استدعاء ». وعن سؤال بخصوص توقع البعض أن تبادر النهضة بالدعوة إلى احتفالات صاخبة قال الوريمي « النهضة تبدي كثيرا من التواضع وهناك من يلومها على ذلك قائلا لماذا تكتمون الفرح؟ والنهضة تقول ينبغي أن نتواضع لله عز وجل أن أهدى هذا الشعب هذه الهدايا التاريخية، ونتواضع ثانيا أمام شعبنا الذي برهن ولا يزال بانه متمسك بأهداف ثورته. والذي نأمله بقوة ان تبلغ هذه الثورة بر الأمان باقل التكاليف وفي أقرب الأوقات، وأن يبقى التونسيون متآلفين متكاتفين وهذا سر القوة ». إلى هذا عبر العجمي الوريمي عن رؤى حزبه وآماله بالنسبة إلى تونس فقال « ونأمل بإذن الله أن تكون تونس أجمل وأقوى نهضة ورقيّا، وأن تشارك قواها الحية في نهضتها، فمن ناصرها كافأهم الشعب وبادلهم ودا بودّ، والعكس بالعكس ». (المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 25 أكتوبر 2011)

<



قالت صحيفة الواشنطن بوست في عددها الصادر أمس أن انتصار حركة النهضة في مجتمع علماني مثل مجتمع التونسي يمكن له اثر واسع في استلهام بقية الأحزاب الدينية في المنطقة العربية. و قالت الصحيفة أن حزب النهضة يؤمن بالديمقراطية و يعتبرها النظام الأمثل للحصول على حقوق الشعب كما يؤيد وجوب اتخاذ الإسلام كمرجعية شرعية النظام وقوانين حكم البلاد. و كان الشيخ راشد الغنوشي قال خلال بداية الشهر الجاري أن تلقى تطمينات من عديد الدول الكبرى في حال حصول حزبه على الأغلبية.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 25 أكتوبر 2011)

<



إنّ من أبسط قواعد الديمقراطية هو احترام الأغلبية لحقوق الأقلية في الاختلاف، و كذلك قبول الأقلية لإرادة الأغلبية و الالتزام بها. لكننا في تونس لم نكن واثقين تماما من قبول ما يسمى بالأقلية النخبوية ممثلة أساسا في الفرنكفونيين ذوي التوجهات المتطرفة التي تتبنى التوجه الانسلاخي عن الهوية العربية الاسلامية، لإرادة عموم أفراد الشعب التونسي و لما أفرزته الانتخابات التأسيسية. و سبب التوجس من هذه المسألة يعود إلى خمسة أسباب أساسية وهي:
أولا:سيطرة الأقلية النخبوية على ميادين بعينها كالفن و الاعلام و جزءهام من التعليم العالي و الادارة، بالاضافة الى بعض الميادين الاقتصادية الأخرى. وهذا ما يعطي هذه الأقلية سلطة اعلامية لا يستهان بها في حال رفضها لارادة الأغلبية الشعبية.
ثانيا:النظرة الفوقية لهذه الأقلية لعموم الشعب التونسي، و عدم ثقتها بإخياراته و التي قد تختلف تماما عن الايديولوجيات التي تسيطر على هذه الأقلية. ثالثا:التصريحات التي نسمعها من حين لآخر من قبل بعض الشخصيات من هذه الأقلية و التي تعبر عن رفضها اما العمل مع القوى التي تتبنى نهج الهوية أو تهديدها حتى بمغادرة البلاد في صورة فوز غريمها. و المظاهرة الهمجية التي تمت أمام قصر المؤتمرات للتنديد بنتائج الانتخابات قبل اعلانها.
رابعا:استعمال المال السياسي خاصة داخل الاوساط الشعبية و بالجهات المحرومة قصد التأثير على الناخبين البسطاء و شراء أصواتهم والذين عادة ما يفضلون التوجه التونسي الأصيل على التوجه التحرري من الضوابط الاجتماعية و الأخلاقية. ومحاولة التأثير على الطلبة ايديولوجيا و ترهيبهم من الهوية و تصوير الانهزام الحضاري على أنه تفتح و حداثة خامسا:المحاولات التي لا تنتهي للحد من سلطات المجلس التأسيسي تارة بالمبادرة المواطنية و طورا بميثاق المسار الديمقراطي، و محاولة اعادة طرحهما بعد الانتخابات.
كل هذه العوامل تدل على قلق كبير داخل النخبة الفرنكوفونية الاستئصالية المتطرفة ( و الممثلة أساسا بالقطب الحداثي الذي أثبتت الانتخابات أنه لا قطب و لا حداثي بالنظر للنتائج الهزيلة التي حصل عليها مقارنة بالامتيازات في التغطية الاعلاميةالتي حصل عليها،ورفضه لنتائج الانتخابات) و التي تخشى أن تفقد سيطرتها على ميادين الاعلام و الفن و التعليم والادارة و غيرها. كما يمكن أن تفقد الأولوية التي كانت تتمتع بها، زمن الديكتاتورية، في مجالات التشغيل و بعث المؤسسات و الحصول على التمويل و الصفقات العمومية و اسناد مقاسم الارض و… و… لتحل محل هذه السيطرة ارادة شعبية تكرس العدالة و المساواة بين جميع التونسيين. كما أن قلق هذه النخبة نابع من خشيتها أن تفقد الامتيازات التي كانت تتمتع بها زمن الرئيس المخلوع خاصة في ما يتعلق بغياب المساءلة و المحاسبة، حيث كانت النخبة الفرنكفونية تحظى بمنزلة المواطنين من الدرجة الأولى مقابل بقية يُعتبرون مواطنون من درجة ثانية أو ثالثة اذا تعلق الامر بأبناء الجهات الشعبية و الداخلية الفقيرة.
القلق العميق أيضا لهذه النخبة من أن يتم وضع ضوابط لبعض مظاهر الانحلال الاجتماعي و الأخلاقي بحيث تصبح الدولة أكثر حرصا على تطبيق القانون خاصة بالنسية للسياقة تحت تأثير الكحول و العلاقات الخنائية العلنية، و الخيانة الزوجية و المراودة و العنف اللفظي، والفساد المالي و الاداري و التهرب الضريبي.
كما أن أجواء الحرية التي تنعم بها تونس اليوم، لم تكن في صالح الأقلية النخبوية حيث صاروا يسمعون اصواتا أخرى تختلف تماما عن توجهاتهم، و يرون مظاهر لا تعجبهم كنتاج لتبدد مناخ الخوف و خاصة فيما يتعلق بإنتشار الحجاب و الملتحين و امتلاء المساجد بالمصلين من مختلف الأجيال. و قد لوحظ أنه لا يكاد يبث برنامج تلفزي أو اذاعي أو حوار صحفي مع أحد أفراد الأقلية النخبوية الا و يبدي قلقه و أسفه العميق لإنتشار مظاهر التدين و عودة العفة للمجتمع حيث يعتبر ذلك رجعية و ظلامية و ابتعادا عن جوهر الحضارة الغربية الحديثة. و قد جعلت كثرة هذه التصريحات المواطن التونسي يتساءل عن مدى مصداقية النخبة « الحداثية » حيث يطالبون بحقوق « الشواذ » و ينتقدون و بشدة حرية « التدين » والتي تعتبر من أبجديات الحرية بالنسبة للأفراد.
ان انتخابات المجلس التأسيسي و مايحدث بعدها كان اختبار حقيقي لمدى وطنية الأقلية النخبوية. فهم لم يقبلوا بالنتائج بكل روح رياضية ، عكس ماكانوا يروجون قبل ذلك. كما أثبتوا أنهم غير مستعدين للتخلي عن صفة « مواطن فوق العادة » و يتساوون مع جميع فئات شعبنا، هم لم يقبلوا بحق الاختلاف والخضوع للنتائج الانتخابات المنبثقة عن ارادة الشعب .
بعد ردة الفعل العنيفة لما يسمى بالقطب الحداثي و رفضه لارادة الشعب في انتخابات شهد كل العالم على نزاهتها و شفافيتها، أثبت هؤلاء أنهم غير وطنيين و أن الدروس التي أوجعوا رؤوسنا بها في قناة نسمة و حنبعل و الاذاعات و التلفزات الوطنية و التي كادت أن تكون حكرا عليهم خلال التسعة أشهر الماضية، لم تكن سوى تنظير حيث أنهم و في أول امتحان فشلوا في اثبات أنهم ديمقراطيين و منفتحين و يقبلون ارادة الشعب و حق الاختلاف.
لقد أثبت القطب « الحداثي » أنهم رواد الفكر الواحد المتسلط و المتزمت للايديولجيا الاقصائية. و أثبتوا أنهم مفلسون شعبيا و أنهم لا يمثلون الا أنفسهم، و أن الشعب لفظهم، و كره طرحهم و توجهاتهم التي لا يختلف اثنان أنها لا تعدوا أن تكون تقليدا أعمى للغرب ليس في التقدم العلمي و الاقتصادي بل في جوانب الانحلال و التحرر من القيم الاجتماعية و الروابط الاسرية و الأخلاقية. و لكننا كتونسيين نقول لهذه الأقلية نحن نقبل بكم بيننا، فاحترموا خياراتنا. كريم السليتي: خبير بمكتب استشارات دولي للتواصل: karimbenkarim@yahoo.fr

<



تونس- كانت تونس هي مهد ثورات « الربيع العربي ».. والآن ترشد مرة أخرى الشرق الأوسط إلى الطريق من خلال نموذج لفوز إسلاميين معتدلين في الانتخابات دون التسبب في أزمة. لكن الدول العربية التي تسأل هي والعالم الخارجي كيف سيمارس الإسلاميون في تونس تلك السلطة ستضطر على الأرجح للانتظار لمدة عام على الأقل للحصول على رد قاطع. واظهرت نتائج الانتخابات التاريخية التي أجريت في 23 اكتوبر 2011 أن حزب النهضة وهو حزب إسلامي معتدل حصل على اكبر نصيب من الاصوات. وعلى عكس بعض التوقعات مرت عملية التصويت بسلاسة وهدوء دون اشتباكات عنيفة بين الشرطة والإسلاميين المتشددين كالتي اندلعت في العاصمة في الأسبوع السابق للانتخابات. وقال سفيان بن صلاح وهو محلل سياسي تونسي مستقل « يظهر هذا النصر أن من الممكن أن يفوز حزب إسلامي غير متشدد في الانتخابات… هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في العالم العربي. » بدأت موجة الاضطرابات التي تهز العالم العربي في تونس في ديسمبر كانون الأول عندما أضرم محمد البوعزيزي الذي كان يبيع الخضروات في مدينة سيدي بوزيد النار في نفسه احتجاجا مما أشعل نار الانتفاضة التي عمت كل أجزاء البلاد. وبعد أسابيع اضطر الرئيس السابق زين العابدين بن علي للفرار إلى المملكة العربية السعودية منهيا بذلك فترة حكمه التي استمرت 23 عاما. ومست الثورة التونسية وترا في دول عربية أخرى تعاني من مشكلات مماثلة. اندلعت نيران الثورات في مصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا. كما اندلعت احتجاجات أقل حدة في المغرب والجزائر والأردن والكويت وسلطنة عمان. وفي الدول التي سقط زعماؤها لاح في الأفق سؤال جديد وهو ماذا لو أتاحت الحريات الديمقراطية الجديدة للإسلاميين الذين همشتهم أنظمة حكم علمانية لعقود تولي السلطة؟ قدمت الانتخابات التي أجريت يوم الأحد بهدف اختيار أعضاء المجلس التأسيسي الذي سيكون أمامه عام لصياغة دستور جديد بعض الإجابات. وقالت ليز مارتينز كبيرة الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في بنك (اتش.اس.بي.سي) في دبي « أعتقد أن النتيجة السلسة وعدم وجود اضطرابات أمر مشجع لكنها خطوة أولى وليست الأخيرة في رحلة تونس للديمقراطية. » وستبرز الدروس المستخلصة من التجربة التونسية أول ما ستبرز في مصر حيث اندلعت أول ثورة عقب الثورة التونسية وحيث ستبدأ عملية التصويت في انتخابات برلمانية من ثلاث مراحل في نوفمبر تشرين الثاني. ومن المتوقع أن يكون حزب الحرية والعدالة -وهو الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين التي يوجد بها قواسم ايديولوجية مشتركة مع حزب النهضة التونسي- الأوفر حظا. ويقول البعض إن انتصار حزب النهضة سيقوي موقف الإسلاميين المعتدلين في مصر في سباقهم مع المتشددين للاستحواذ على النفوذ في الشارع العربي. وقال خليل العناني وهو محلل سياسي مصري في جامعة درهام البريطانية « أي انتصار… (لحزب النهضة) سيساعد الاخوان باعتبارهم صوت الإسلاميين الليبراليين والمعتدلين في مصر. » وأضاف « أعتقد أنه إذا فاز الإسلاميون في تونس فسيدفع هذا الإسلاميين في مصر لتهدئة المخاوف والسعي لإقامة تحالفات وائتلافات مع قوى علمانية وليبرالية. » ومضى يقول « أعتقد أنه سيمنح الاخوان نوعا من القوة المعنوية للمضي قدما. » ولن تتضح في الفترة الحالية دروس ملموسة بدرجة أكبر. فانتقال تونس للديمقراطية على مراحل ونظامها الانتخابي المركب يعني أن النهضة لن يستحوذ على السلطة فعليا في الوقت الراهن. وإلى جانب صياغة دستور جديد سيختار المجلس التأسيسي رئيسا مؤقتا للبلاد وحكومة جديدة. لكنها مجرد خطوة في اتجاه وضع دستور جديد. وستتحول المعركة السياسية الفعلية إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرجح أن تجرى في أوائل عام 2013 . وأغلب التوقعات هي أن يكون حزب النهضة الحزب الأكبر في المجلس التأسيسي لكنه لن يحصل على الأغلبية الكافية مما قد يجبره على التحالف مع خصوم علمانيين. وأظهرت نتائج غير رسمية من بعض المناطق أن حزب منصف المرزوقي وهو معارض يساري أمضى سنوات في المنفى في فرنسا جاء في المركز الثاني. وأعلن المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من اجل الجمهورية أنه مستعد للتعاون مع النهضة.. لذا قد يصبح الحزبان شريكين في ائتلاف في نهاية المطاف. وحزب النهضة نفسه يفضل تشكيل ائتلاف ربما خشية أن تقع اللائمة عليه وحده إذا وقعت أي مشكلات. وقال جان بابتسيست جالوبان وهو محلل في مؤسسة (كونترول ريسكس) العالمية للاستشارات في مجال المخاطر والتي يقع مقرها في لندن « لم يبد النهضة خلال الحملة أنه في عجلة للحكم رغم أنه حتى الآن هو الحزب الاكثر شعبية بفارق كبير. » وأضاف « أعتقد أن المشهد السياسي سيظل مائعا نوعا ما على مدى السنة المقبلة ومن غير المرجح أن نرى انقساما واضحا بين الاحزاب المختلفة. » وإذا كان بالإمكان تأجيل المعركة على السلطة فإن الاقتصاد المتعثر لا يمكنه الانتظار. كان الغضب من نقص فرص العمل في بلدات صغيرة مثل سيدي بوزيد هو شرارة الثورة في تونس. لكن منذ ذلك الحين لم تعمل السلطات التي تقوم بتسيير الأعمال بمجهود يذكر لعلاج هذه المشكلة. كما أن الاحوال المالية للحكومة خطيرة نظرا لابتعاد السائحين بسبب الاضطرابات التي شهدتها البلاد بعد الثورة مع كون السياحة مصدرا رئيسيا للدخل. وتقول وزارة المالية إن البلاد ربما لا تشهد أي نمو اقتصادي هذا العام. وقالت مارتينز من اتش.اس.بي.سي « بدلا من توفير فرص العمل كما كان يطالب المحتجون في يناير.. من المرجح ان تكون الثورة قد أدت إلى ارتفاع في البطالة. » وأضافت « سيكون هناك ضغط على المجلس حتى يظهر أنه يتخذ أي خطوة. » (رويترز). (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 أكتوبر 2011)

<



في قلب احتفال الشعب التونسي بنجاحه المذهل في التجربة الأولى للحرية، لم ينس نشطاء الموقع الاجتماعي تلك المجموعة الصغيرة من جرحى الثورة التي لم تفرح بالانتخابات لأنها كانت في إضراب جوع واعتصام منذ يوم 19 أكتوبر في العاصمة.
ولم يقتصر ذلك على نشطاء الموقع، لأن الدكتور المرزوقي سارع إلى زيارة المضربين، كما أعلن حمة الهمامي أن النقطة السوداء الوحيدة في هذه الانتخابات هي مشكلة جرحى الثورة.
باستثناء ذلك، شهد الموقع الاجتماعي أكبر نشاط تونسي في تاريخه مساء أول أمس، واستمر الآلاف من الناشطين في تتبع نتائج الانتخابات لحظة بلحظة إلى طلوع النهار، وسط انتشار الشائعات وتضارب بعض النتائج التي انتهت مع بداية الصباح إلى الإقرار بالحقيقة الوحيدة: «النهضة تتصدر نتائج الانتخابات»، وانهزام أغلب زعماء السياسة في تونس.
بعدها، انقسم التونسيون إلى ثلاثة أقسام: مع النهضة، أو ضدها تماما، أو مع احترام نتائج الصندوق والدعوة إلى حماية المجتمع المدني. كما برز أنصار حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذين افتخروا في الموقع الاجتماعي بأنهم «أثبتوا للعالم بأسره إمكانية ممارسة السياسة بدون المال السياسي». وعلى ذكر المال السياسي، فقد قرأنا مقالات كثيرة تسخر من الأحزاب التي أنفقت أموالا طائلة في الحملة ولم تجن شيئا، وكتب أحد خبثاء الموقع إن أموالهم قد ذهبت مع الريح.
وعلى مستوى التفاصيل، اندفع خصوم النهضة إلى إطلاق «عبارات مسيلة للدموع»، بكاء على ضياع المجتمع المدني وقرب إعلان الدولة الدينية في تونس، كما كتب أحد الناشطين اليساريين. وبصفة عامة، أعلنت صفحات يسارية كثيرة أسفها على مآل الانتخابات فيما بدا آخرون في حالة ذهول كامل أمام تتالي النتائج التي تدعم حركة النهضة، ودعا بعض نشطاء اليسار إلى الاتعاظ من هذه النتائج التي هي ثمرة تشرذمهم والعمل على استخلاص الدرس مما حدث.
أما أنصار النهضة، فقد شنوا حملات ضارية على خصومهم من اليسار بكل أطيافه وعلى عدة أحزاب أخرى، وافتخرت العديد من صفحات النهضة بما تسميه «ثقة الشعب التونسي في برنامجها». وبلغت السخرية ببعض النهضويين حد تناقل خبر عن أحد زعماء اليسار نسبوا له إنه قال بحرقة: «لقد خانني الشعب التونسي».
وبين الطرفين، ظهرت عدة مقالات وتعاليق جدية لناشطين سياسيين وحقوقيين انطلقوا من الحقيقة التي لا ينكرها أحد: «لقد قال الشعب التونسي كلمته في ظروف شفافة ونزيهة ولا مجال للشك فيها أو للتشكيك في إرادة الشعب». كما نقرأ تعاليق رصينة وعميقة عن تقصير السياسيين على مستوى البرامج الجادة والقرب من الناس العاديين والبسطاء، لأن «سياسة صالونات الشاي» لا تقدم أجوبة للأسئلة التي يطرحها الشعب التونسي. وكتب ناشطون حقوقيون عبارات مؤثرة مثل: «يا جماعة النهضة، لقد أعطاكم الشعب التونسي ثقته، فكونوا في مستوى هذه الثقة ولا تنقلبوا على الديمقراطية التي أوصلتكم إلى الحكم»، كما قرأنا عبارات مماثلة كثيرة يمكن قراءتها على أنها رسائل مهمة إلى أنصار حركة النهضة
في الأثناء، أطلق شباب الموقع عدة نكات جديدة عن نتائج الانتخابات، ومنها طرفة تروي كيف قام السيد فؤاد المبزع، صباحا في موعده العادي، وخرج من غرفة النوم يتثاءب، فاعترضه السيد الهاشمي الحامدي يحمل حشية (جراية) وبعض الأدباش. توقف السيد الرئيس مذهولا، وقبل أن ينطق بحرف، قال له السيد الحامدي: «أين أضع أدباشي ؟»، مع الاعتذار للسيد الرئيس طبعا، فهو ما يزال رئيسا. ك. الشارني (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 أكتوبر 2011)

<



بدأت صناديق الاقتراع في انتخابات التأسيسي تبوح بأولى نتائجها وقد كتبت وكالة فرانس براس تقول ان حزب النهضة يتوقّع فوزه بحوالي 40٪ من أصوات الناخبين حسب ما صرّح به عضو مكتبها السياسي سمير ديلو. ونقلت عنه كذلك ان قائمات النهضة ستفوز في 24 دائرة انتخابية في مجموع 27 دائرة في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات الفرز، وتساءلت عن الفائز الثاني والثالث. وفي مستوى ردود الفعل الدولية، كان الرئيس الأمريكي أوباما أول المعلقين على انتخابات المجلس التأسيسي فقد هنأ ملايين التونسيين على إقبالهم المكثف على صناديق الاقتراع في انتخابات ديمقراطية غيّرت مسار التاريخ ومثلت فاتحة الربيع العربي وهي خطوة هامة قطعها الشعب التونسي. تهنئة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة لم يفوّت على نفسه فرصة التعليق في الانتخابات فقد رحّب بالسير العادي والسلمي للانتخابات في تونس واعتبرها خطوة مهمة جدّا للانتقال الديمقراطي ومسار التغيير الديمقراطي أيضا في شمال افريقيا والشرق الأوسط عموما. ودعا بان كي مون كل الأحزاب السياسية التونسية لمواصلة التمسّك بمبادئ الوفاق حول هذا المسار والشفافية في المحطات الانتخابية المقبلة. في الصحافة الفرنسية كان الاهتمام بالشأن التونسي كبيرا حيث تصدّرت واجهات الصحف الكبرى والمواقع الالكترونية الفرنسية عناوين بارزة لعل أهمها العنوان الذي اختارته اذاعة Europe1 لمقالها الرئيسي في موقعها «تونس: نحو انتصار للاسلاميين؟» فقد نقلت عن الكاتب اليساري التونسي حمادي الرديسي تأكيدا بأن النهضة فازت بثمانية مقاعد من مجموع 18 مقعدا بالمجلس التأسيسي في الدوائر الانتخابية بالخارج يليها حزب التكتل ثم المؤتمر من أجل الجمهورية. قلق اليسار وفي تحليلها لهذا الفوز النهضوي قالت الاذاعة الفرنسية ان مرشحي اليسار والحزب الشيوعي يعتبرون فوز النهضة بنسبة هامة من الاصوات دليلا على نقص «الخبرة الديمقراطية» لدى التونسين فأغلب هؤلاء كانوا مترددين في اختيار مرشحيهم الى حدود اللحظات الأخيرة أمام صناديق الاقتراع وانتقد بعض اليساريين استخدام النهضة المفرط للدين وهو خطاب سهل الترويج في الاحياء الشعبية التونسية التي تشهد انفجارا سكانيا هاما. ونقلت الاذاعة على لسان المحامية راضية النصراوي المناضلة التي واجهت نظام بن علي طوال سنوات نقدها «للأسلوب الخطابي الذي توخته النهضة في حملتها الانتخابية كالوعيد والتحذير من عواقب عدم التصويت للنهضة واستخدامها ايضا لأموال طائلة مجهولة المصادر». وحملت الاذاعة الفرنسية بعض مخاوف اليساريين التونسيين من «إمكانية المساس بمكاسب المرأة التونسية مستقبلا وبالحريات والمعتقدات». وقالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في أبرز مقال لها عن الانتخابات التونسية ان التونسيين أثبتوا نضجا سياسيا. انزعاج الاشتراكيين وتساءل تيري أوبرلي كاتب المقال عن إمكانية لجوء الأحزاب الحداثية واليسارية الى التحالف وتشكيل جبهة سياسية للحدّ من التغوّل السياسي لحزب النهضة والتقليص مما أسماه الصحفي «مشروع أسلمة المجتمع التونسي» ونقل القلق الذي يحدو أوساط الحزب الاشتراكي الفرنسي من مخاطر الزجّ بالمجتمع التونسي «اللائكي» في دائرة الدين وغياب التوازن السياسي والايديولوجي في المجلس التأسيسي بما يمكن أن ينعكس على البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية في تونس خلال المرحلة المقبلة. وتساءلت لوفيغارو عن المفاجأة التي كشفت عن ميولات اسلامية لدى شريحة واسعة من المهاجرين التونسيين المقيمين في فرنسا، وقالت إن هذا الاختيار يعكس التركيبة الذهنية الجديدة لهؤلاء المهاجرين المحتكين بالديمقراطية الفرنسية والحداثة اللائكية. خطاب النهضة وتحدث إيلودي أوفري في مقاله الصادر أمس في صحيفة «Libération» الفرنسية اليسارية التوجه عن الحملة الانتخابية الذكية التي قادتها «النهضة» في كل شبر تقريبا من أنحاء تونس وخصوصا في الأحياء الشعبية وكان أكبر تحرك لمرشحي النهضة في حي التضامن الذي يتوفر على كثافة سكانية عالية وأول الأحياء التي اندلعت منها شرارة الثورة على نظام بن علي، واعتبره أسلوبا انتخابيا ذكيا يعتمد الاقتراب من الفقراء ومخاطبتهم بلغة الدين واحترام الذات البشرية وكرامة الانسان والدفاع عن حرية المرأة في ارتداء ما ترغب فيه. كما حاول تقديم تفسير لمنهج المرونة الذي اعتمدته حركة «النهضة» في خطابها فقال إنهم لم يجبروا أحدا على ارتداء زيّ بعينه أو ممارسة الشعائر الدينية وخصوصا فريضة الصلاة محاولين تقديم صورة اعتدالية لحزب «النهضة» متسائلا عمّا إذا كان يصحّ الحديث اليوم عن مسألة ازدواجية خطاب «النهضة» انطلاقا من الخشية المبرّرة من عودة قيادييها وأنصارها الى الانقلاب على هذا الخطاب المرن المتسامح بعد انطلاق أشغال المجلس التأسيسي والشروع في صياغة دستور البلاد وصياغة القوانين الأساسية الكبرى المنظمة للحياة السياسية. إلى سدّة الحكم؟ ولم ينس الصحفي الفرنسي أوفري التذكير بما أقدمت النهضة على فعله خلال شهر رمضان الماضي حين أنفقت أموالا طائلة على الهدايا والمساعدات العينية والمالية لفقراء الحال والمحتاجين من سكان الأحياء الشعبية في كل أنحاء البلاد وهو أسلوب ذكي متبع من قبل جماعة الاخوان المسلمين في مصر والأردن وحتى في بعض الدول الافريقية بما يجعل الروابط بين الأحزاب الاسلامية والمواطنين قائمة على التضامن تكريسا لما جاءت به النصوص الدينية. وتوقفت الصحيفة مطوّلا على التصريح الذي أدلى به علي لعريض عضو المكتب السياسي لحركة النهضة «كنا مشتتين لا يجمعنا حوار ولا لقاء واليوم أصبحنا قادرين على حكم البلاد». وتوجهت إذاعة «فرانس أنفو ـ France info» بالسؤال عن طبيعة النتائج الى الأمينة العامة للحزب الديمقراطي مية الجريبي التي علقت قائلة أن «الانتخابات نقطة تحول في تاريخ تونس التي ظلت عصرية ومنفتحة وهاهي الآن تختار خيارا اسلاميا الى حدّ كبير». ونقلت وكالة رويترز عن ديبلوماسيين غربيين قولهم «إنه من غير المحتمل أن يفوز حزب «النهضة» بأغلبية مقاعد المجلس التأسيسي بمفرده ممّا يجبره على تشكيل تحالفات مع أحزاب علمانية لتخفيف نفوذه والحدّ من سطوته. ناجي (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 أكتوبر 2011)

<


الشابي والجريبي النتائج كانت مفاجئة.. وموقعنا في المعارضة


قالت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي أن النتائج الحاصلة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي إلى حدود عيشة أمس كانت بمثابة المفاجأة لنا وللراي العام بأسره فظهور التقدمي لم يضاهيه سوى ظهور حركة النهضة.
واعتبرت الجريبي أمس خلال لقاء صحفي بالعاصمة بأن النتائح لم تكن متوقعة رغم عمليات سبر الآراء التي وضعت التقدمي في مركز غير مركزها الحقيقي. مؤكدة في ذات السياق أن النتائج المتناقلة إلى حدود يوم أمس لم تعكس الحجم الحقيقي والمجهود الذي قام به الحزب وهو ما يجعلنا نستخلص النتائج والدروس من هذه الانتخابات.
من جهته دعا نجيب الشابي رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي، الحكومة القادمة إلى « ضرورة تلبية المطالب الملحة للشعب التونسي مبينا أن التقدمي سيسعى للمساعدة على ذلك انطلاقا من موقعه الجديد كمعارضة. بالاضافة إلى الدور الذي سيتخذه الحزب في صياغة الدستور الجديد وسنواصل العمل من أجل تحقيق الكرامة والدفاع عن الحريات ودستور ديمقراطي يحفظ الاختلاف والقبول باللعبة الديمقراطية. » واكد الشابي أن الحزب كان مستهدفا بحملات تشويه سبقت العملية الانتخابية.
وردا علي سؤال لـ »الصباح » حول تأثير الاستقالات على النتائج قالت الجريبي أن أغلب الاستقالات جاءت نتيجة ردة فعل ورفض القائمات الانتخابية وانها لم تؤثر لا على صورة الحزب ولا على نتائجه. وكانت اللأمينة العامة قد هنأت الشعب التونسي بانطلاق مرحلة الاختيارالحر والتقدم خطوة نحو الديمقراطية مؤكدة أن الحملة صارت في أحسن الظروف، مثمنة دورالهيئة العليا المستقلة للانتخابات والمنظمات التي وضعت طواقم من الملاحظين كما لم تنس دور الجيش والأمن لجهودهما في تأمين كافة مراحل العملية الانتخابية.
خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 أكتوبر 2011)

<


المختار الطريفي ضرورة حصول توافق بين «التأسيسي» ومكونات المجتمع المدني


قصر المؤتمرات ـ وات ـ اكد الرئيس الشرفي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان المختار الطريفي ضرورة حصول توافق بين كافة الاطراف مكونات المجتمع المدني والمنظمات والاحزاب السياسية والمستقلين… حول تركيبة المجلس الوطني التاسيسي بعد الاعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات اليوم الثلاثاء.
وقال في تصريح لـ «وات» ان الاولوية في هذه المرحلة بالذات تتمثل في صياغة دستور يرضي جميع الاطراف ويضع مصلحة تونس فوق كل اعتبار. ولاحظ ان النتائج الاولية المتداولة حاليا في مختلف وسائل الاعلام تؤشر الى صعود حركة النهضة مقارنة ببقية الاحزاب.
وافاد الطريفي في ذات السياق ان حزب المؤتمر من اجل الجمهورية يسجل الى حد الان صعودا لم يكن متوقعا وذلك بفضل الحملة الانتخابية التي مكنت اعضاء الحزب من اقناع الشباب بالتصويت يوم الاحد رغم عدم اقبالهم على التسجيل الارادي. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 أكتوبر 2011)

<


عبد الباري عطوان لـ«الصباح»

الشعب التونسي أراد مكافأة النهضة فصوت لها بكثافة


أبدى رئيس تحرير صحيفة القدس العربي عبد الباري عطوان إنبهارا كبيرا بسير العملية الإنتخابية بتونس التي رآها في مستوى وحجم الثورة التي قام بها الشعب التونسي. ولكن وبعد أن بدأت تتضح بوصلة نتائج عملية الإقتراع التي يبدو اتجاهها لصالح حركة النهضة في انتخابات المجلس الوطني الـتأسيسي برر نجاح هذا الحزب بالقول أنه لم يفاجأه بإستراتيجيته التي يتبعها منذ سنوات وعندما توفرت له الفرصة نفذها على الميدان وكسب الرهان، مضيفا أن فئة كبيرة من الشعب التونسي أرادت مكافأة الأحزاب التي اضطهدت وقيادتها في العهد السابق وعلى رأسها حركة النهضة التي تعتبر الحزب الأكثر تنظيما. وعن سؤال ما إذا كانت سيطرة حركة النهضة على المجلس الـتأسيسي وبالتالي على الحكم في تونس قد تعيد البلاد إلى الوراء حسب ما يخشاه البعض من التونسيين أجاب رئيس تحرير صحيفة القدس العربي بأنه لا يرى ذلك أبدا فالرابح الأكبر من الانتخابات هو الشعب التونسي الذي فجــّر الثورة ، هذا الشعب الذي لن يتسامح مع أحد في المستقبل بوعيه وثقافته السياسية التي أعجب بها واكتشفها عبد الباري عطوان عن قرب من خلال تحركاته في تونس. ولئن تحدث رئيس تحرير صحيفة القدس العربي عن تونس فإنه يراقب ربيع بقية الثورات العربية التي يراها ستصل إلى القدس لتكون إسرائيل الخاسر الأكبر في المنطقة العربية مؤكدا أن ترسانتها العسكرية لن تحميها أمام المد الثوري وهياج الشعوب العربية التي ما أن تنتهي من الإطاحة بأنظمتها فإنها ستتجه لإسرائيل لأنها الركن الأكبر في أجندا الشباب العربي الثائر ليحقق حلم الأجداد باسترجاع القدس عربية خالصة.  
كمال الطرابلسي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 أكتوبر 2011)

<


تحليل سياسي ـ في ضوء النتائج الأولية للانتخابات مؤشرات مشهد سياسي جديد.. والوفاق «خريطة طريق» المرحلة


وفق النتائج الأولية التي أعلنت عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أمس، يمكن القول أن ثمة مؤشرات لخارطة سياسية جديدة، ستتحكم في المعادلة الحزبية والسياسية خلال المرحلة المقبلة. ومن الواضح أن هذه الخارطة، ستتشكل من حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، كأبرز قوى ستمثل الأغلبية المريحة ضمن المجلس الوطني التأسيسي، فيما ستكون بقية الأحزاب والقوائم المستقلة الفائزة، أمام خيارين: إما الدخول في تحالف مع « الأغلبية »، أو لعب دور المعارضة لهذه القوة التي ستتشكل فور صدور النتائج النهائية.. التوافقات ضرورية
ولا شك أن هذه النتائج الأولية، وإذا ما تم تأكيدها نهائيا اليوم عبر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فإنها لا يمكن أن تقسم المجلس التأسيسي إلى نصفين، حتى وإن كان ثمة أغلبية في مواجهة أقلية، بل حتى وإن كانت النتائج تكرس ذلك من الناحية العملية.. وذلك لاعتبارين اثنين على الأقل:
* أن جميع الفائزين ليست لديهم الخبرة الكافية بالحكم وإدارة الدولة، ما يجعل هذا الاستحقاق مسؤولية جماعية بالضرورة، فالديمقراطية التي أشّرت لها صناديق الاقتراع، تحتاج إلى بناء جماعي، وجهد من جميع الأطراف لضمان الدخول في عملية الانتقال الديمقراطي بسلاسة، ولكن بثبات أيضا، لأن أي انتكاسة في هذا المجال، ستكون انتكاسة لمستقبل الديمقراطية في البلاد..
* أن الوضع في تونس اليوم، يحتاج إلى توافقات واسعة، في شكل « حزام » أساسي صلب المجلس التأسيسي وخارجه أيضا، من أجل البحث عن بدائل وإجابات للقضايا والاشكاليات والملفات المطروحة في البلاد، وهي بدائل وإجابات ليس بوسع أي طرف الانفراد بها، أو ادعاء الحلول لها.. لذلك يبدو التوافق اليوم، خريطة الطريق الضرورية، والتي لا مندوحة عنها للبلاد في المرحلة المقبلة، وهي مسؤولية أساسية أولى مطروحة على حركة النهضة، كما هي مطروحة على بقية الأحزاب، سواء من كتلة الأغلبية أو الأقلية.. ملاحظات أساسية
لكن بعيدا عن المقاربات الحزبوية والسياسوية، لا بد للمرء من طرح سؤال أساسي: لماذا فازت حركة النهضة بالأغلبية النسبية؟ وبعبارة أخرى: لماذا فشلت الأحزاب التي وضعتها استطلاعات الرأي كثاني كتل في المجلس التأسيسي؟
صحيح أن الأمر يحتاج على دراسة عميقة، سوسيوسياسية للمشهد الانتخابي والسياسي في تونس، لكن بوسع المرء أن يطرح جملة من الملاحظات في هذا السياق.. ويبدو من خلال قراءة سريعة لمجريات الأمور منذ الثورة المجيدة إلى حين غلق صناديق الاقتراع، أن معطيات كثيرة ساهمت في فوز حركة النهضة بهذه الأغلبية، بينها: 1 ـ أن النهضويين، لم يعتمدوا خطايا ديماغوجيا أمام التونسيين، وحاولوا التحدث « بلغة شعبية »، يفهمها الناس ويستوعبون معانيها..
2 ـ لم تعتمد حركة النهضة خطابا اقصائيا أو استفزازيا مع منافسيها من الأحزاب الأخرى، بمن في ذلك الذين يقفون على أرض مناقضة لها تماما، بل انها حرصت على الظهور بمظهر الحركة الوفاقية التي تراهن على ما يجمع أكثر مما يفرق، وهذا خطاب، طمأن ـ على ما يبدو ـ قسما واسعا من التونسيين.. فالتونسي، لا تعنيه المماحكات السياسية، بقدر ما يعنيه التجانس والتوافق..
3 ـ أن النهضة استفادت بكيفية كبيرة، من « المعارك » و »الخصومات » التي حاولت بعض الأحزاب جرها إليها، فلم « تسقط في الفخ » من ناحية، ولم تبن خطابها السياسي والانتخابي على إنقاض ذلك من ناحية أخرى.. 4 ـ لكن حركة النهضة، استثمرت كذلك، « الغباء السياسي » لدى بعض الأحزاب التي بنت استراتيجيتها وفق منطق شتم النهضة واستخدام « خطاب النفي » معها، وهو ما ساهم في مزيد إقبال الناس عليها، و »اكتشاف » خطابها من جديد بعد عقدين من غيابها عن المشهد التونسي.
5 ـ أن جميع الاستفزازات التي تعرضت إليها حركة النهضة، لم تسقط فيها إطلاقا، وهي استفزازات متنوعة، بدأت بحملات إعلامية « فضائية » مكشوفة، ثم انتقلت الى الساحات الحزبية، قبل أن تصل إلى الشارع، من خلال ما حصل لها في اجتماعاتها أو في مقراتها، في العاصمة كما في الجهات..
لا يعني هذا إطلاقا، أن النهضة لم ترتكب أخطاء، أو أنها كانت الطرف المثالي بين الأطراف السياسية، لكنها كانت ـ بالتأكيد ـ الحزب الذي « اقترف » اقل الأخطاء والذي تجنب التجاذبات الهامشية بالقدر الذي لم يفقد من خلاله، صورته السياسية والشعبية..
ولا ينبغي على المرء أن ينسى في هذا السياق، العامل الخارجي ممثلا في موقف الولايات المتحدة الأمريكية، وشق واسع من الدول الأوروبية، التي أظهرت مرونة كبيرة إزاء مسألة مشاركة الإسلاميين في الحكم في العالم العربي، وهو الموقف الذي زاد ـ على ما يبدو ـ في طمأنة الناس، خصوصا أمام تعهد النهضة بعدم المساس بعلاقات تونس مع شركائها الرئيسيين، وهو ما أكدته في مؤتمرها الصحفي أمس.. اليسار على المحك
لكن في مقابل ذلك تبدو « خسارة » اليسار التونسي في هذه الانتخابات مبررة ـ في رأينا ـ لاعتبارات عديدة أهمها: * أن اليسار دخل هذه الانتخابات، بشكل مشتت، وراهن كل طرف فيه على موقعه، بمعزل عن تكتل يساري واسع، كان يمكن أن يستفيد منه اليساريون الذين وجدوا أنفسهم ـ في النهاية ـ في مواجهات مباشرة وغير مباشرة.
* أن بعض الأحزاب اليسارية، في مقدمتها الحزب الديمقراطي التقدمي، بنت استراتيجيتها على انقاض النهضة، عبر تسويق التعارض والتناقض معها، بدلا من البحث عن خطاب يعكس فكر الحزب ونزوعه الشعبي، لذلك بدت هذه الأحزاب في صراع مع « النهضة »، أكثر من كونها أحزابا تفكر في الشأن التونسي.. وهذه « الذاتية » في التفكير السياسي، لم تقنع الناخبين، على ما يبدو وإلى حد الآن.. * أن بعض الأحزاب اليسارية التي كان يمكن أن تكون فاعلة في اللحظة التونسية الراهنة منذ الثورة، لم تتعامل بشكل إيجابي مع موضوع الهوية، ما يعني أن المسألة الدينية، تتحكم إلى حد بعيد في تشكل وعي الناس في بلد الغالبية الساحقة من مواطنيه، مسلمون.. ويبدو أن القفز على هذا الجانب، واعتماد « الخيار الصفر » إزاء هذه المسألة، ساهم في اطفاء جذوة الخطاب السياسي اليساري، الذي كان يمكن أن يلعب دورا أفضل في الانتخابات وفي المشهد السياسي..
* أن اليسار، أو بعضه على الاقل، راهن على الخارج من دون بوصلة، وتصور أن المال السياسي الداخلي يمكن أن يكون كافيا لإقناع التونسي.. * وتنبغي الاشارة في هذا السياق، إلى أن الخطاب السياسي الديماغوجي لليسار، كشف بأن مفردات هذا الخطاب لا تستجيب لتوقعات التونسيين، بل حتى مفهوم « الحداثة » التي طرحت، كانت مستنسخة من تجارب غربية، ولم تكن « متونسة »، وهو ما تسبب في هذا الشرخ الذي كشفته النتائج الأولية للانتخابات..
ولا شك أن أمام اليسار التونسي، مهمة أساسية لكي يقوم بمراجعات كبيرة في أساسات وعيه السياسي، وفي مقارباته.. وعلى أية حال، ستكون نتائج الانتخابات الراهنة، مدخلا لعديد الاحزاب للمراجعة، لكنها ستكون ـ بالتأكيد ـ سبيلا لإعادة صياغة عديد الأحزاب، التي ستتعرض لامتحان عسير، ليس أقله، تصدع داخل عديد المكونات الحزبية خلال الاسابيع المقبلة.. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 أكتوبر 2011)

<



لك الفخر اليوم يا شعبي أن تحتفل بإ ستقلالك،كيف لا و قد كسرت قيدا وضع على عنقك لأكثر من قرن و نصف٠خرجت لتعلّم من إستعبدنا ثمّ ترك من بعد جلائه من هم أشدّ و أنكل بأنّ لليل و إن طال فجر يبزُغُ.أعطيت درسا في الحرية و الإباء لكل سجّان وضيع راهن على خنوعك وعجزك٠أرسلت إلى المجاري من شكك في عروبتك و إسلامك٠أنهيت بذلك تاريخا كتبه لك غيرك،لتسّطر تاريخا تصنعه بسواعد أبنائك٠ ليّ الفخر اليوم يا شعبي أن أباهي بك و بكل شهيد سقط من أجل رفعتك. أولئك الذين قارعوا الباي و ظلمه٠٠أولئك الذين قاوموا المستعمروطغيانه٠٠أولئك الذين تصدّوا لبورقيبة و فسقه٠٠أولئك الذين هزموا بن علي و جبنه٠٠ أما الأحزاب التي التي وقع إختيارنا عليها فلابدّ أن تدرك بأنّنا وضعنا ثقتنا فيها لأنها الأصلح و ليست الأمثل في مواجهة التحديات التي يفرضها الداخل و الخارج٠وجب تذكيرهم بأنّ نجاحهم دفع ثمنه شهادئنا الأخيار الأبرار من دمائهم الطاهرة الزكية،فالوفاء الوفاء لدماء القادة والسادة٠وفاء يبدأ بالمحاسبة ثمّ القصاص٠وفاء يبدأ بتحقيق الأهداف التي إستشهد من أجلها خيرة شباب تونس و لعلّ أهمها التوزيع العادل للثروات بين الجهات٠ أخيرا ليعذرني شعبي في تونس بأن أخصّ أهلنا في تالة الأبية وفي القصرين العصية بتحية إقدار و إكبار لما قدموه من تضحيات عظام لتونس و لأمتهم العربية٠٠كيف لا و قد كانوا أول من حطّم حاجز الخوف بهِمَمهم العالية وصدورهم العارية٠فشكرا لمدينة الشهداء ولا نامت أعين الجبناء٠ مازن غرسلي

<


انتصار حزب النهضة سيقوي موقف الاسلاميين المعتدلين في مصر في سباقهم مع المتشددين للاستحواذ على النفوذ في الشارع العربي

 
تونس (رويترز)
كانت تونس هي مهد ثورات « الربيع العربي ».. والان ترشد مرة أخرى الشرق الاوسط الى الطريق من خلال نموذج لفوز اسلاميين معتدلين في الانتخابات دون التسبب في أزمة. لكن الدول العربية التي تسأل هي والعالم الخارجي كيف سيمارس الاسلاميون في تونس تلك السلطة ستضطر على الارجح للانتظار لمدة عام على الاقل للحصول على رد قاطع. تظهر المؤشرات المبكرة من الانتخابات التاريخية التي أجريت يوم الاحد أن حزب النهضة وهو حزب اسلامي معتدل سيحصل على اكبر نصيب من الاصوات لكن دون الحصول على أغلبية من الجولة الاولى. وعلى عكس بعض التوقعات مرت عملية التصويت بسلاسة وهدوء دون اشتباكات عنيفة بين الشرطة والاسلاميين المتشددين كالتي اندلعت في العاصمة في الاسبوع السابق للانتخابات. وقال سفيان بن صلاح وهو محلل سياسي تونسي مستقل « يظهر هذا النصر أن من الممكن أن يفوز حزب اسلامي غير متشدد في الانتخابات… هذه هي المرة الاولى التي يحدث فيها هذا في العالم العربي. » بدأت موجة الاضطرابات التي تهز العالم العربي في تونس في ديسمبر كانون الاول عندما أضرم محمد البوعزيزي الذي كان يبيع الخضروات في مدينة سيدي بوزيد النار في نفسه احتجاجا مما أشعل نار الانتفاضة التي عمت كل أجزاء البلاد. وبعد أسابيع اضطر الرئيس السابق زين العابدين بن علي للفرار الى المملكة العربية السعودية منهيا بذلك فترة حكمه التي استمرت 23 عاما. ومست الثورة التونسية وترا في دول عربية أخرى تعاني من مشكلات مماثلة. اندلعت نيران الثورات في مصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا. كما اندلعت احتجاجات أقل حدة في المغرب والجزائر والاردن والكويت وسلطنة عمان. وفي الدول التي سقط زعماؤها لاح في الافق سؤال جديد وهو ماذا لو أتاحت الحريات الديمقراطية الجديدة للاسلاميين الذين همشتهم أنظمة حكم علمانية لعقود تولي السلطة؟ قدمت الانتخابات التي أجريت يوم الاحد بهدف اختيار أعضاء المجلس التأسيسي الذي سيكون أمامه عام لصياغة دستور جديد بعض الاجابات. وقالت ليز مارتينز كبيرة الاقتصاديين لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في بنك (اتش.اس.بي.سي) في دبي « أعتقد أن النتيجة السلسة وعدم وجود اضطرابات أمر مشجع لكنها خطوة أولى وليست الاخيرة في رحلة تونس للديمقراطية. » وستبرز الدروس المستخلصة من التجربة التونسية أول ما ستبرز في مصر حيث اندلعت أول ثورة عقب الثورة التونسية وحيث ستبدأ عملية التصويت في انتخابات برلمانية من ثلاث مراحل في نوفمبر تشرين الثاني. ومن المتوقع أن يكون حزب الحرية والعدالة -وهو الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين التي يوجد بها قواسم ايديولوجية مشتركة مع حزب النهضة التونسي- الاوفر حظا. ويقول البعض ان انتصار حزب النهضة سيقوي موقف الاسلاميين المعتدلين في مصر في سباقهم مع المتشددين للاستحواذ على النفوذ في الشارع العربي. وقال خليل العناني وهو محلل سياسي مصري في جامعة درهام البريطانية « أي انتصار… (لحزب النهضة) سيساعد الاخوان باعتبارهم صوت الاسلاميين الليبراليين والمعتدلين في مصر. » وأضاف « أعتقد أنه اذا فاز الاسلاميون في تونس فسيدفع هذا الاسلاميين في مصر لتهدئة المخاوف والسعي لاقامة تحالفات وائتلافات مع قوى علمانية وليبرالية. » ومضى يقول « أعتقد أنه سيمنح الاخوان نوعا من القوة المعنوية للمضي قدما. » ولن تتضح في الفترة الحالية دروس ملموسة بدرجة أكبر. فانتقال تونس للديمقراطية على مراحل ونظامها الانتخابي المركب يعني أن النهضة لن يستحوذ على السلطة فعليا في الوقت الراهن. والى جانب صياغة دستور جديد سيختار المجلس التأسيسي رئيسا مؤقتا للبلاد وحكومة جديدة. لكنها مجرد خطوة في اتجاه وضع دستور جديد. وستتحول المعركة السياسية الفعلية الى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرجح أن تجرى في أوائل عام 2013 . وأغلب التوقعات هي أن يكون حزب النهضة الحزب الاكبر في المجلس التأسيسي لكنه لن يحصل على الاغلبية الكافية مما قد يجبره على التحالف مع خصوم علمانيين. وأظهرت نتائج غير رسمية من بعض المناطق أن حزب منصف المرزوقي وهو معارض يساري أمضى سنوات في المنفى في فرنسا جاء في المركز الثاني. وأعلن المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من اجل الجمهورية أنه مستعد للتعاون مع النهضة.. لذا قد يصبح الحزبان شريكين في ائتلاف في نهاية المطاف. وحزب النهضة نفسه يفضل تشكيل ائتلاف ربما خشية أن تقع اللائمة عليه وحده اذا وقعت أي مشكلات. وقال جان بابتسيست جالوبان وهو محلل في مؤسسة (كونترول ريسكس) العالمية للاستشارات في مجال المخاطر والتي يقع مقرها في لندن « لم يبد النهضة خلال الحملة أنه في عجلة للحكم رغم أنه حتى الان هو الحزب الاكثر شعبية بفارق كبير. » وأضاف « أعتقد أن المشهد السياسي سيظل مائعا نوعا ما على مدى السنة المقبلة ومن غير المرجح أن نرى انقساما واضحا بين الاحزاب المختلفة. » واذا كان بالامكان تأجيل المعركة على السلطة فان الاقتصاد المتعثر لا يمكنه الانتظار. كان الغضب من نقص فرص العمل في بلدات صغيرة مثل سيدي بوزيد هو شرارة الثورة في تونس. لكن منذ ذلك الحين لم تعمل السلطات التي تقوم بتسيير الاعمال بمجهود يذكر لعلاج هذه المشكلة. كما أن الاحوال المالية للحكومة خطيرة نظرا لابتعاد السائحين بسبب الاضطرابات التي شهدتها البلاد بعد الثورة مع كون السياحة مصدرا رئيسيا للدخل. وتقول وزارة المالية ان البلاد ربما لا تشهد أي نمو اقتصادي هذا العام. وقالت مارتينز من اتش.اس.بي.سي « بدلا من توفير فرص العمل كما كان يطالب المحتجون في يناير.. من المرجح ان تكون الثورة قد أدت الى ارتفاع في البطالة. » وأضافت « سيكون هناك ضغط على المجلس حتى يظهر أنه يتخذ أي خطوة. » من كريستيان لو (شارك في التغطية طارق عمارة من تونس وباتريك ور من القاهرة)
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 أكتوبر2011)

<



بقلم خالد زروان أظهرت النتائج الأولية في انتخابات ما يسمى المجلس التأسيسي في تونس نسبة مقاطعة كبيرة عكس جوقة وسائل الاعلام الغربية والفضائيات، حيث كانت نسبة المشاركة الاولى المعلن عنها 38% ثم اصبحت اليوم 51% حسب هيئة كمال الجندوبي -بالنسبة إلى العدد الإجمالي للناخبين-. وهو ما يجعل نسبة المقاطعين يقارب ال 50%. وكان حزب التحرير قد حث التونسيين على مقاطعة هذه الانتخابات باعتبارها محاولة للالتفاف على إرادة الشعب ووأد ثورته ومؤامرة لاقصاء الاسلام عن تنظيم شؤون الناس، اي اقصائه من مفاصل الدولة والمجتمع. وحث حزب التحرير الناس على المحافظة على علو سقف هدفهم ومواصلة الثورة حتى اقامة الدولة والنظام الذين ينشدهما وينتظرهما جميع المسلمين بل والعالم: دولة الخلافة ونظام الاسلام. وحسب آخر الانباء حول نتائج الانتخابات فإنها تظهر تقدما لافتا لحركة النهضة وهزيمة نكراء للعلمانيين، مما جعل احد العلمانيين وممثلة الحزب الديمقراطي التقدمي مية الجربي تصرح لإذاعة فرانس آنفو بان الانتخابات هي « نقطة تحول في تاريخ تونس التي ظلت دائماً عصرية ومنفتحة وهاهي الان تختار خيارا إسلاميا الى حد كبير » واعترفت بهزيمة حزبها العلماني. كما عبر أحد محاربي الإسلام وهو حزب القطب الحداثي، عن خيبة أمل عميقة حيث لم يتحصل على أي مقعد إلى حدود مساء هذا اليوم. وعبر احد قياديي حركة النهضة ان حركته قد تحصل على 45% من أصوات المصوتين. وكان الأهل في تونس قد عبروا عن اختيارهم منذ 14 اكتوبر عندما خرجت الجموع الغفيرة في كل مدن تونس منادية بثلاث شعارات أساسية : « الشعب يريد دولة اسلامية » « الشعب يريد خلافة اسلامية » و « الشعب يريد تطبيق شرع الله ». فرغبة اهل تونس أوضح من الشمس في يوم صيفي وحرقته للاحتكام للإسلام صهرت الإرادات المعادية واجنداتها وقد عبر في هذه الانتخابات عن رغبته وخياره بصفة لافتة بالمقاطعة وبالمشاركة معاً. فالمقاطعون والبالغ نسبتهم ما يقارب 50% بحسب إحصائيات هيئة الجندوبي، انما يعبرون عن رأي سياسي وهذا الرأي يتبناه أساساً حزب التحرير والقائل بأن الشعب يجب أن يتم ثورته وأن لا يقع في فخ النفوذ الأجنبي الذي يريد بهذه الإنتخابات الإلتفاف على إرادة الشعب ومصادرة خياره وترسيخ إبعاد الإسلام عن الحياة وإعادة الشعب إلى الإستعباد الغربي العلماني الديمقراطي. فالمقاطعة كانت من أجل تفويت الفرصة على مخططات العلمانيين والغرب من ورائه ومن أجل تثبيت وعي الناس على الفخاخ المنصوبة لهذا الشعب ولثورته ورسملة للرأي العام الناتج عن وعي عام بضرورة عودة الإسلام للحياة من خلال دولته ونظامه. وكان هناك جانب من الشعب ومن الخارجين يوم 14 أكتوبر منادين بدولة إسلامية، بحت بها اصواتهم، قد قدموا الواقعية على الإلتزام بحكم شرعي وهو حرمة التصويت لمن يرتئي التشريع مكان الله، وخرجوا وصوتوا لحركة النهضة « دفعاً للمفسدة » كما قال لهم بعض الشيوخ، ورغم قصر نظر هذا الرأي، لأن أكبر المفاسد هي الإحتكام إلى غير ما أنزل الله أو التأسيس له، الذي يراد ترسيخه من خلال ما يسمى « المجلس التأسيسي »، فإن صوتهم لحركة النهضة قد بلغ رسالة مفادها أنهم كذلك كالمقاطعين، انما بذلك يريدون دولة إسلامية، ويضعون الأمانة في عنق حركة النهضة. فإذا صدقت آخر التوقعات بأن 45% من المصوتين انتخبوا مرشحي حركة النهضة، أي ما يقارب نسبة 25% من أصوات الناخبين، فإن ما جملته تقارب ال-75% من المسلمين في تونس يصوتون للإسلام دولة ونظاماً!. 75% يعبرون عن رغبة واضحة في عودة دولة الإسلام دولة الخلافة. والسؤال الملح في طرحه: الشعب يعبر عن إختياره بكل وضوح وهو يريد الإسلام عقيدة ونظام حياة، يريد دولة الإسلام دولة الخلافة، فأي السبل يتم به تحقيقها له؟ هل بما يسمى « المجلس التأسيسي » وبسقفه الواطي الذي يجعل الجمهورية والعلمانية والديمقراطية الملفوظة من طرف شعوبها الثائرة عليها، خطوطاً حمراء لا يجب الإقتراب منها والذي تعهدت حركة النهضة باحترامها أم بمواصلة طريق الثورة وفرض إرادة الشعب على نظام علماني متجدد يضخ في عروقه محسوبون على الإسلام دماً جديداً لاستدامته؟ ولمحاولة الإجابة نشير إلى بعض النقاط الهامة: 1- إن الذين صوتوا لحركة النهضة انما كان تصويتهم لنظام الإسلام الذي بحت اصواتهم مناداة به. هؤلاء يدركون سريعاً، حتى قبل إعلان النتائج، أن مدخل ما يسمى « المجلس التأسيسي » انما كان تزويراً لإرادتهم، وسوف لن يكون لهم تجاهه أي صبر أو قبول لتأجيل اهدافهم. فقد ولى زمن المراوغات والخداع السياسي وتسارع التاريخ مع طبيعة المرحلة الثورية يجعل من أهداف الشباب من تصويتهم لنظام الإسلام، أهدافاً آنية لا تقبل التأجيل تحت أي ظرف. ومن تأخر به عمله لم يسرع به نسبه، فالعالم يتسارع نحو الإسلام. واقتناص فرصة التحرر من نفوذ الغرب وريادة العالم نحو التغيير بالإسلام كاملاً، لا تقبل التأجيل. 2- حركة النهضة التي يتم تظخيم فوزها وقد تصل نسبة المصوتين لها ال-45 أو 50% من جملة الأصوات أي 25 % من جملة أصوات الناخبين، سوف لن تحصل إلا على 60 أو 65 مقعد من جملة 217 أي أنها لا تمثل في أقصى حد سوى 30% من جملة المقاعد. فحتى وإن توفرت لها الإرادة لتلبية هدف الشعب وتحقيق ارادته فإنها سوف لن تستطيع انفاذه من خلال هذا المجلس الضرار، فما بالكم وقد التزمت وتعهدت أنها سوف لن تخرج عن السقف الواطي لما يسمى المجلس التأسيسي والتي وضعتها قوى النفوذ الأجنبي في تونس: علمانية الدولة والحياة، نظام جمهوري، نظام ديمقراطي، تعددية حزبية -بمعنى احزاب تعمل على أساس كفر كالشيوعية والماسونية أو الإلحاد عموماً والفساد والإفساد …-، حقوق الإنسان، فللشواذ لهم حقوق وللقاتل حصانة من القصاص،… 3- إن مطب ما يسمى « المجلس التأسيسي » هو أخطر المداخل على الثورة وعلى الشعب وهويته وأهدافه ورغباته وخياراته. وقد كان يكفي الشعب من شر هذا المطب أن تمتنع حركة النهضة عن المشاركة وتلتزم خط الثورة على أساس الإسلام. فالشعب الذي ثار على بن علي وفرض ارادته عليه يمكنه إن لم تخذله ما تسمى بالنخبة أن يفرض أي خيار يريده ومنه خيار الإسلام ودولته ونظامه. 4- الثورة على أساس فكرة إستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة وتطبيق شرع الله، والرأي العام الذي تكون حولها لزمه قائد ورائد سياسي يلتزم ذلك الهدف ويسعى في تحقيقه على أساس طريقة من جنس الفكرة، أي طريقة إسلامية قطعية ثابتة في الشرع. وهذا الخيار يقوده ببراعة وإبداع حزب التحرير الذي خرج أكبر منتصر من هذا الإمتحان فقد تمكن من الحفاظ على إنسجام طريقة عمله مع نصاعة بياض الفكرة التي يحملها وأظهر أنه يقود فكرياً وسياسياً الرأي العام المنبثق عن وعي عام على وجوب إستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة وتطبيق شرع الله . 5- نسبة المقاطعة تصل إلى حدود 50% من الناخبين هو تصويت مباشر لصالح نظام الإسلام، بل تصويت لصاحب الرأي وللقائد نحو تحقيق ذلك أي لحزب التحرير. وهؤلاء هم من سيقودون المرحلة القادمة في الإتجاه الصحيح، رغماً عن المجلس الضرار. ونصيحتنا لكل الشباب ولأهل تونس بعامة، لا تضيعوا وقتاً ثميناً وأخرجوا عن بيت العنكبوت الوهن والتفوا حول قيادة ابنائكم في حزب التحرير الواعين على متطلبات المرحلة وأدواتها وأهدافها من أجل فرض ارادتكم التي لا يجب أن تعلوها إرادة غير إرادة الله. فليس لنا سقف يضعه مخلوق، ولا نتقيد بقوانين وضعها البشر فذلك خلق العبيد وذلك شرك برب العباد. وإنما نحن احرار بإسلامنا، تحررنا يوم أخرجنا الإسلام من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. خالد زروان

<



تونس (الشروق) حجزت مساء أمس الدائرة الجناحية 16 بمحكمة الاستئناف بتونس، ملفات ما عرف بقضية المطار التي تورط فيها عدد من أفراد عائلتي بن علي والطرابلسي اثر محاولتهم الفرار عبر مطار قرطاج يوم 14 جانفي 2011، وقررت المحكمة التصريح بالحكم يوم 3 نوفمبر المقبل. المحاكمة انطلقت منذ الساعة التاسعة صباحا وتواصلت الى حدود الساعة الثامنة مساء، اذ استنطقت المحكمة المتهمين باستثناء عماد الطرابلسي الذي طلب من المحكمة السماح له بالخروج من قاعة المحكمة، فاستجابت له. وقد تراوحت تصريحات المتهمين بين التمسك بما صدر عنهم من تصريحات خلال الطور الابتدائي وبين من أنكر التهم، وقال علي السرياطي، المدير العام للأمن الرئاسي السابق، إنه سيقدم حقائق مهمة أمام المحكمة العسكرية بمناسبة النظر في القضية الكبرى وهي قضية التآمر على أمن الدولة وقتل الشهداء. وقال متهمون آخرون إنهم لم تكن له نية السفر أو الهرب، ومنهم من اعترف بالسعي الى مغادرة البلاد التونسية هربا من ثورة الشعب التونسي، خاصة بعد أن تمّ احراق منازلهم، وقال البعض الآخر إن ما تمّ حجزه لديهم هو من ممتلكاتهم. بعد أن تمّ تسجيل تصريحات المتهمين، أحيلت الكلمة للدفاع، إذ امتدت المرافعات على مدى أكثر من ثماني ساعات. وقد اعتبر لسان الدفاع أنّ عملية الحجز قانونا، لم تتم إلا يوم 19 جانفي رغم أن المتهمين تمّ ايقافهم يوم 14 جانفي، واعتبر أيضا أن محاضر الحجز لم يتم تحريرها طبق الصيغ القانونية وتراوحت الطلبات عموما بين الحكم ببطلان اجراءات التتبع. وقال محامي عماد الطرابلسي إنّ منوّبه أراد أن يحتجّ على طريقة محاكمته، وقال إنّ سمير الطرهوني نصب كمينا لمنوّبه، وطلب على أساس ذلك الحكم لفائدة منوّبه ببطلان اجراءات التتبع وبطلان اجراءات الحجز والمعاينة وارجاع المحجوز واحتياطيا استدعاء سمير الطرهوني وكل من كان حاضرا لخطة إلقاء القبض على المتهمين لسماعهم. كما رأى لسان الدفاع أنّ قيام حالة الضرورة تبيح ارتكاب بعض الممنوعات مثل ما جرى يوم المطار وتعفي من المؤاخذة الجزائية، وقال إنّ من بين الطعون في الاجراءات هو أنّ الدعوى يجب أن تكون بإذن من وزير المالية. وقال محامي ناجية الجريدية أم عماد الطرابلسي وابنها حسام وزوجته ايناس، لم يتم إلقاء القبض عليهم في المطار إنما في ثكنة العوينة، وهي ليست من مشمولات الاجراءات الديوانية وقال إنّ الجريمة الديوانية تفترض وجود اطار ديواني. واتهم أحد المحامين الصحافة بالتحريض على المتهمين لأنهم طرابلسية ومنهم من دعا الى «التطهير العرقي» فيما تمسك ممثل النيابة العمومية باقرار الحكم الابتدائي. وبعد أن استمعت هيئة المحكمة الى كافة أطراف القضية حجزتها للمفاوضة والتصريح بالحكم في جلسة يوم 3 نوفمبر المقبل. منجي الخضراوي (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 أكتوبر 2011)

<



القاهرة- (د ب أ): أعلن المجلس الانتقالي الليبي دفن العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي في « مكان مجهول في الصحراء الليبية » فجر الثلاثاء. ونقل مراسل قناة الجزيرة عن مصادر من الانتقالي أن عددا من أقاربه من سرت صلوا عليه بحضور ممثلين عن المجلس المحلي والمجلس العسكري لمدينة طرابلس بعد فتوى رئيس المجلس الأعلى للإفتاء صادق الغرياني بضرورة التعامل مع الجثة وفق الشريعة الإسلامية. وأرجع البعض إحاطة مكان الدفن بالسرية إلى الحرص على ما يبدو على ألا يكون قبره رمزا. وكان مسؤول بالمجلس الانتقالي قد أبلغ رويترز قبل بضعة أيام أن أربعة شهود فقط سيحضرون مراسم الدفن وانهم جميعا سيقسمون على المصحف الشريف بألا يكشفوا عن مكان دفن الجثتين. ووضع مقتل القذافي (69 عاما) في سرت مسقط رأسه نهاية لحرب استمرت قرابة ثمانية اشهر وملاحقة قوات المجلس الوطني الانتقالي له على مدى شهرين بعد فراره من العاصمة طرابلس عندما اجتاحتها قوات المعارضة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 أكتوبر2011)

<



احتفل مئات الليبيين في مختلف المدن بـ’تحرير’ جميع الاراضي الليبية، وسقوط نظام العقيد معمر القذافي بعد حكم ديكتاتوري استمر اكثر من اربعين عاماً عانى خلالها المواطنون من مختلف انواع القمع والاضطهاد والحرمان، ولذلك لم يكن مفاجئاً ان يعبر هؤلاء عن فرحهم بهذه المناسبة رقصاً وغناء وتبادلاً للتهاني.
صفحة سوداء انطوت من تاريخ ليبيا، ولكن النهاية الدموية الهمجية التي انتهى بها حكم العقيد القذافي لا توحي بان الصفحة الجديدة التي من المفترض ان تبدأ حالياً ستكون ناصعة البياض لما يمكن ان يترتب عليها من تطورات داخلية عنفية في المستقبل القريب.
نشرح اكثر ونقول ان اعدام العقيد الليبي بدم بارد، واكثر من ألف من انصاره وابناء قبيلته والقبائل الاخرى المتحالفة معها، وخاصة الورفلة والمقارحة، وسحله في شوارع مصراتة والتمثيل بجثته، وتعريضه وهو الميت الى مختلف انواع الاذلال والمهانة بعرضه امام الجمهور في حاوية، وفوق ‘مرتبة’ قذرة، هذه الممارسات تسيء، بل وتشوه صورة النظام الليبي الجديد الذي يؤكد في جميع ادبياته انه يريد اقامة نظام ديمقراطي حضاري يستند الى حكم القانون والشفافية والقضاء المستقل.
لا نريد استباق الاحداث، واعطاء صورة متشائمة لتطورات الاحداث في ليبيا في الأشهر او السنوات المقبلة، ولكن نجد لزاماً علينا ان ننبه الى بعض النقاط التي تستحق التوقف عندها وتسليط الاضواء عليها لما تنطوي عليه من معان على درجة كبيرة من الاهمية على صعيد محاولة رسم صورة ولو تقريبية للمشهد الليبي المستقبلي:
أولاً: اختيار مدينة بنغازي، وليس العاصمة طرابلس، مكاناً لهذه الاحتفالات بالتحرير يوحي بان المناطقية، او بالاحرى التقسيم الجهوي سيكون أحد عناوين المرحلة المقبلة، مضافاً الى ذلك ان معظم حكام ليبيا الجدد ينتمون الى المنطقة الشرقية، والنسبة الأقل منهم من العاصمة او المنطقة الغربية بشكل عام.
ثانياً: سيطرة روح الانتقام والثأرية على نسبة كبيرة من حكام ليبيا الجدد والميليشيات التابعة لهم، فالى جانب اعدام العقيد الليبي وابنه بعد القاء القبض عليهما حيين، اكدت منظمة هيومان رايتس ووتش الامريكية امس انها رصدت اعدام 53 مؤيداً للقذافي في فندق المهاري في مدينة سرت الذي كان تحت سيطرة المناهضين للقذافي، وكان معظم هؤلاء مقيدي الايدي خلف ظهورهم، وبعضهم كان يعالج من جروح اصيب بها.
ثالثاً: تعيش ليبيا الجديدة حالة فراغ على صعيد القيادة السياسية، فالسيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي قال انه سيترك منصبه بعد التحرير، اما السيد محمود جبريل رئيس الوزراء فقد ترك منصبه عملياً وغاب عن الاحتفالات تحت ذريعة المشاركة في مؤتمر اقتصادي في الاردن، ولا يوجد اشخاص آخرون مهيؤون لملء هذا الفراغ.
رابعاً: الصراع على السلطة بين الاسلاميين والليبراليين العلمانيين مازال مستمراً، وقد يوازيه صراع مناطقي ايضاً، والتنافس بين الميليشيات المقسمة على اساس المعيار المناطقي نفسه، مما يوحي بان الامور تتجه نحو مسارات مجهولة في المستقبل القريب.
خامساً: الظهور السريع والمختصر لسيف الاسلام القذافي، والغموض المحيط باختفائه، وتهديداته للنظام الجديد قد توحي بان هناك نوايا، ولو نظرية، لتعبئة بعض بقايا النظام السابق للقيام باعمال عنف، خاصة انه يملك المليارات من النقد والذهب في حوزته ورثها عن والده.
من حق الليبيين ان يحتفلوا باطاحة نظام ديكتاتوري، وليس بـ’تحرير’ ليبيا، لان ليبيا لم تكن مستعمرة اجنبية حتى تحرر، كما ان من حقنا، وكل الذين ايدوا الثورة الليبية ضد الطاغية ان نطالب بتحقيق كامل في الاعدامات الهمجية هذه، وكل انتهاكات حقوق الانسان، فكون النظام الليبي السابق كان دموياً وديكتاتورياً لا يعني ان يعامل بالطريقة نفسها، من قبل نظام من المفترض انه يؤسس للديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الانسان. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 أكتوبر2011)

<

Lire aussi ces articles

5 octobre 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1599 du 05.10.2004  archives : www.tunisnews.net المجلس الوطني للحريات بـتونس: السلطة تمعن في التنكيل

En savoir plus +

28 mars 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2136 du 28.03.2006  archives : www.tunisnews.net  FIDH : Tunisie : La

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.