الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année,N°3046 du 24 .09.2008
 archives : www.tunisnews.net 


مصطفى بن جعفر: لماذا الخوف من التغيير؟؟

(التكتل الديمقراطي للعمل والحريات- جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي- فرع حركة التجديد) بصفاقس: بيان مشترك

التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات : بلاغ

 التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات بيان

حــرية و إنـصاف : أخبار الحريات في تونس

حــرية و إنـصاف: بيان بمناسبة اليوم العالمي للقدس

رابح الخرايفي : أخبار حملة اعتقالات الشباب في جندوبة : بلاغ اعلامي

موقع المؤتمر من أجل الجمهورية : القلم الحرّ يتعرّض لاعتداء جديد

رويترز: منظمة حقوقية في تونس تدعو للافراج عن ناشط تحدث للجزيرة

الشرق : مدير معهد ثانوي يمنع تلميذة من الترسيم بسبب حجابها

العرب : تونس: وفاة سجين بعد 72 يوماً من الإضراب عن الطعام

الصباح : للقطع مع سياسة حجب المعلومة:الوزارة الأولى تطالب الوزراء بضبط سياسة إعلامية واضحة

ا ف ب : السفير التونسي يسلم اوراق اعتماده للخارجية القطرية بعد سنتين من القطيعة

 الصباح : افتتاح السنة السياسية الجديدة: تعيينات ديبلوماسية وسياسية بالجملة

الشرق الأوسط: تونس: تأجيل البت في قضية دفن المرأة المتحولة للإسلام

رويترز: تأجيل النظر في قضية دفن مسلمة في مقبرة لغير المسلمين بتونس

يو بي أي : تراجع إجمالي حجم إنتاج تونس من الحبوب بنسبة 40 %

  رويترز : تونس تعزز مراقبتها للمنتجات المستوردة بعد فضحية الحليب الصيني

الصباح : مدير إدارة حفظ الصحة والوسط وحماية المحيط يحذر: لعب ولوازم مدرسية مصنوعة من بلاستيك ضار بالصحة

الصباح : أسعار الهاتف والأنترنات

رويترز: مهرجان ليالي رمضان تونس يكرم المغنية الراحلة صليحة

الراية : صاعقة رعدية تقتل راعي أغنام تونسيا حرقاً

الصباح : في مسلسل «صيد الريم» على الفضائية «تونس 21»: بــذاءات لفظيــة من العيــــار الثقيــــل!

أبوجعفر لعويني : قصيدة حظّ الغزال ووثبة الأبطال

الحوار نت : سواك حار 94 – ولد الدار

زياد الهاني : (4) من 1922 إلى 2008 : المعركة من أجل حريّـة الإعلام في تونس متواصلة – مجلة الميثاق الجمهوري نموذجا شكوى للمحكمة الإدارية

السبيل أونلاين : واجبنــــا نحو القـــــدس

عماد بن محمد : تونس…بعد 17 عاما – الجزء الثاني﴿2﴾

محمد العروسي الهاني : التمثيل الجهوي والمحلي صورة حية مطلوبة: لدعم الديمقراطية واحترام إرادة

احمد ياسين : إن أنت أكرمت الكريم ….

لطفي حيدوري : الكنوز في تونس بين الوهم والحقيقة والتبرير

الجزيرة.نت : زعيم قاعدة المغرب الإسلامي يهاجم قيادات بلدان المغرب العربي

العرب : الاغتيالات في سوريا استهدفت عناصر التسليح الاستراتيجي

رويترز: جماعة حقوقية ترصد تمييزا في السعودية

العرب : ابتداء من هيكل.. وانتهاء بعمرو خالد الشارع المصري يبحث عن رئيس!

بدر محمد بدر : أعاصير الشرق الأوسط

فهمي هويدي : أخطأتَ يا مولانا

فهمي هويدي : عن التدليس والتضليل في الملف الفلسطيني


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante :Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 
 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو

 


لماذا الخوف من التغيير؟؟

 
مصطفى بن جعفر   نفس السيناريو يتكرّر- مضحكا مبكيا في آن و في كل مرة- كلما أراد حزب معارض من خارج الموالاة تنظيم اجتماع عام بالمواطنين. أردنا الالتقاء بمناضلي و مناضلات صفاقص و قمنا بكل الإجراءات القانونية و احتجزنا قاعة في نزل و وجّهنا الدّعوات …إلا أن السلطة كان  لها رأي آخر أدى بها إلى الاعتماد أولا على أساليب ملتوية لحرماننا من مكان الاجتماع عبر الضغط على صاحب النزل، ثم  على أساليب مكشوفة لملاحقة جمع من الوافدين و منع صاحب المقهى الذي انتقلوا إليه من الاستجابة لمطالبهم… حقيقة مُرّة نتوقف عندها لأننا نعيشها مثل غيرنا من أحزاب المعارضة الجدية و التنظيمات المستقلة بشكل  مزعج يبعث على القلق و يجعل عددا متزايدا من المناضلين يتساءلون عن مدى نجاعة الأسلوب النضالي الذي اتبعناه و اتبعه من سبقنا طوال السنين و السنين. القانون بالنسبة لنا يبقى الفيصل. نعارضه و نطالب بتنقيحه عندما نعتبره غير عادل أو غير ملتزم بنص الدستور و روحه أو غير منسجم مع حركة التاريخ  و تقدم البشرية. و لكنه يبقى المرجع في حالات الاختلاف و النزاع، المرجع للجميع..ومما يغذي الارتباك و يدفع إلى الحيرة تواتر الحالات التي يقع فيها التجني على القانون من طرف من هم مكلفون بالسهر على حمايته و تطبيقه.   و لعل الارتباك و الحيرة يتحولان إلى إحباط و استقالة عندما يتعلق الأمر لا بتصرف أفراد معزولين بل بتصرف جهاز متناسق و متكامل اكتسحت فيه ‘التعليمات’ مجال القوانين بل هي عوضتها و حلت محلها و اكتسبت من التلقائية ما جعل ‘مقترفي التعليمات’ لا يترددون في تطبيقها و لا يتساءلون عن مدى تطابقها مع ما درسوه في مادة القانون على مدارج الكلية.  ثم و مع مرور الزمن و غياب الإصلاح يتحول القلق و الإحباط إلى أزمة ثقة و غضب دفين يزيده عمقا التناقض الصارخ بين ما يتردد على مسامعنا صباحا  مساء من ‘ دولة القانون و المؤسسات’ و ‘الديمقراطية و التعددية و احترام حقوق الإنسان خيارات لا رجعة فيها’ و ما نلمسه يوميا على أرض الواقع.  و بعيدا عن المراوغة أعتقد أنّ الماسكين بدواليب السلطة يعلمون بكل ذلك ولكنهم  يرفضون القيام بأي تغيير خشية من كل عنصر مجهول قد يأتي به التغيير و قد لا يكون في صالحهم. و قد أدي هذا التخوف المفرط من كل مجازفة إلى سياسة تنطلق من رغبة جامحة في تجميد الخارطة و المحا فظة على الأوضاع بعلاّتها  و تنتهي إلى ما تعيشه البلاد من فقر مدقع في مجالات الحياة عامة و الحياة السياسية على وجه الخصوص. فلا حياة للمجتمع أو الفرد بدون  مبادرة و لا مبادرة بدون حدّ أدنى من المجازفة.  ولكن و حتى لو اعتبرنا أننا أمام جيل في الحكم لا يؤمن بالديمقراطية  بل يعمل ما في وسعه لاستبعادها و تأجيلها و هو ليس مستعدا لتشريك غيره و لا يطمئن حتى لمن تنافسوا في موالاته و التملق إليه، و أنه استمد خطابه من السائد دون نية تجسيمه، يبقى سؤال ملح يتداوله جل المتابعين للشأن التونسي: ما الذي يفسر هذا الانغلاق المفرط ؟ لماذا كل هذا التخوف لدى حزب الأكثر من مليوني منخرط تجاه تحرك بعض العشرات من الناشطين إلى حد اللجوء إلى القمع و ما يكلفه من تدهور لصورة النظام وطنيا و خارجيا؟ لماذا و على الرغم من كثافة تواجده في كل المناطق و الأحياء واحتكاره لكل إمكانيات الاتصال و تصرفه في إمكانيات مادية غير محدودة، لماذا يحتمي بالإدارة بعد أن طوّعها و يوظف الجهاز الأمني خارج مهامّه لمواجهة معارضيه عوض الاعتماد على كفاءة إطاراته و مضمون برامجه لمقارعة الحجة بالحجة؟ :يف يمكن للماسكين بالسلطة أن يؤكدوا بإلحاح أنّ تونس للجميع و  أن  يصنفوا في نفس الوقت التونسيين حسب نسب ولائهم لهم؟  إن الولاء لتونس يفرض أننضع مصلحتها فوق كل المصالح و أن تتضافر كلّ الجهود لإخراجها من حلقة الجمود و فتح آفاق جديدة لشعبنا و شبابنا تحيي جذوة الأمل و تدفعه للعمل الجاد من أجل أن تلتحق تونس بركب التقدم و الديمقراطية. و هذا ليس بعسير إذا خلصت النية و توفرت الإرادة !!


بيان  
 
أقدمت السلطة الجهوية وبمعية الأجهزة الأمنية إلى ممارسة ضغوطات شديدة على مدير أحد النزل بصفاقس لمنع اجتماع عام دعا له ‘التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات’ ليلة السبت 20 سبتمبر 2008 على الساعة التاسعة والنصف ليلا تحت عنوان ‘انتخابات 2009 و دور المعارضة الديمقراطية’ و قد فوجئ مناضلو التكتل و في مقدمتهم الدكتور مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل و الذي تحول إلى صفاقس للإشراف على الاجتماع بحضور أمني مكثف حول النزل الذي كانت أبوابه مغلقة مما حال دون التحاق مناضلي الجهة من نقابيين و حقوقيين و سياسيين بقاعة الاجتماع رغم استكمال ممثلي التكتل بالجهة كل الإجراءات القانونية لعقد الاجتماع. كما بلغ الحصار الأمني حد ملاحقة الدكتور بن جعفر و ضيوفه إلى أحد مقاهي المدينة والضغط على صاحب المقهى لأمرهم بمغادرة المكان. إن الأحزاب الممضية أسفله إذ تدين  هذه الممارسة و تعتبرها اعتداء على حق الاجتماع العام, فإنها :   1 – ترى في حرمان الأحزاب السياسية من حقها في النشاط والاتصال بالناس علامة على استمرار الانغلاق السياسي سنة واحدة قبل انتخابات 2009 . 2 – تدعو الحكومة إلى رفع كل التضييقات على نشاط الأحزاب والمنظمات و تمكينها من حقها في العمل القانوني و السلمي 3 – تؤكد إصرارها على مواصلة  العمل المشترك من أجل تحقيق الشروط الضرورية لانتخابات حرة و نزيهة سنة 2009 عن التكتل الديمقراطي للعمل والحريات             عن جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بصفاقس               جلال بوزيد                                                   الكاتب العام فريد النجار  
عن فرع حركة التجديد بصفاقس     فتحي الهمامي

 التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات بـــــــــــــــلاغ
20سبتمبر 2008     مرة أخرى تلجأ السلطة إلى تعطيل نشاط حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات. فبعد أن حاصرت مقره المركزي في عديد المناسبات لمنع الوافدين إليه بتعلة أو بأخرى، عمدت هذا الأسبوع إلى الضغط على صاحب نزل ‘تينا’ بمدينة صفاقص لحثه على إلغاء عقد كراء قاعة دعا التكتل إلى الاجتماع فيها حول موضوع ‘انتخابات 2009 أي دور للمعارضة’ و ذلك مساء السبت الماضي. و لم يجد صاحب النزل مناصا من إعلامنا باستحالة عقد الاجتماع بتعلة وجود أشغال في القاعة  وهي تعلة واهية’قديمة جديدة’.و لا أدل على تدخل السلطة من الحضور المكثف للبوليس السياسي أمام النزل حيث حضر الأمين العام للتكتل صحبة الأخ جلال بوزيد عضو المكتب السياسي لاستقبال الوافدين و تقديم الاعتذار لهم. و قد استمرت المحاصرة قرابة الساعة لتصبح ملاحقة عندما انتقل الأخ مصطفى بن جعفر إلى مقهى  حيث استضافه عدد من الأصدقاء الحاضرين. و بنفس الأسلوب الفج وقع الضغط على صاحب المقهى لكي لا يستجيب إلى طلبات حرفائه و أن يطالبهم بمغادرة المكان.   إن التكتل الذي استوفى كل الإجراءات القانونية المتعلقة بتنظيم الاجتماع يعبر عن استنكاره الشديد لهذه الأساليب التي تؤكد حالة الاختناق القصوى التي بلغها الوضع السياسي بالبلاد حيث أصبح من المستحيل لحزب قانوني  أن ينظم ندوة في فضاء خاص أو عمومي و أن يلتقي بمن يرغب في الحوار معه. يقع ذلك  في نفس الوقت الذي تطغي فيه علامات الدعاية لحزب الدولة الذي لم يكتف باحتكار كل الفضاءات العمومية بل وظف الجهاز الإداري و الأمني لعرقلة من يخالفه الرأي  و شل تحرك من يعارضه في تناقض تام مع أبسط قواعد المنافسة النزيهة.   إن جهاز الأمن السياسي أصبح يتصرف خلافا لما جاء به لقانون و حسب قاعدة تجريم أي نشاط مستقل أو معارض سواء كان حزبيا أو جمعياتيا أو نقابيا، وهو مؤشر خطير تتضاعف خطورته إذا اعتبرنا أن للبلاد موعدا انتخابيا لن يكون له أي معنى إذا تمادت الأوضاع على ما هي عليه.و التكتل إذ ينبه السلطة إلى ضرورة الكف عن هذا النهج و اتخاذ التدابير اللازمة في اتجاه الانفراج، فإنه يدعو كل القوى الحية لمزيد من اليقظة و التصدي الحازم لهذا الانحراف تفاديا لعواقبه الوخيمة.  مصطفى بن جعفر الأمين العام 

التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات بيان

 
17 سبتمبر 2008  أيّدت محكمة الاستئناف بقفصة يوم 15 سبتمبر 2008 قرار الاتهام تجاه الأخت زكية الضيفاوي المسؤولة عن جامعة جهة القيروان للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ومراسلة جريدة ‘ مواطنون ‘ والعضوة بجمعية مناهضة التعذيب بتونس والعضوة بفرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، مع تخفيض عقوبة السجن النافذة إلى أربعة أشهر ونصف. وكانت النيابة العموميّة قد وجهت إليها وإلى من معها في نفس القضية – وهم جميعا من أسرة التربية والتعليم – تهم  ‘ تعطيل حريّة الجولان، والإضرار بملك الغير، والعصيان الواقع من أكثر من عشرة أشخاص بدون سلاح، وهضم جانب موظّف أثناء مباشرته لوظيفته، والإعتداء على الأخلاق الحميدة…’. وقضت محكمة الاستئناف بالسجن النافذ مدة ثلاثة أشهر في حق ثلاثة من المتهمين معها وبأربعة أشهر ونصف في حق الثلاثة الآخرين مع الاكتفاء بالمدة المقضاة وإعفائهم من تنفيذ باقي العقوبة. وللتذكير فقد كانت المحكمة الابتدائية بقفصة قد أصدرت يوم 14 أوت 2008 ضدّ الأخت زكية الضيفاوي حكما نافذا بثمانية أشهر سجنا، إثر مشاركتها يوم 27 جويلية 2008 في مسيرة احتجاجية نظمها متساكنو مدينة الرديف للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في الأحداث التي هزّت جهة الحوض المنجمي بقفصة طوال الأشهر الأخيرة على أرضية اجتماعية احتجاجية. وللتذكير أيضا كانت الأخت زكية الضيفاوي تتولى في ذلك اليوم تغطية تلك المسيرة الاحتجاجية لفائدة جريدة ‘ مواطنون ‘ . وأثناء جلستي 14 أوت و 10 سبتمبر تعاقب على الترافع أكثر من عشرين محاميا، كان على رأسهم العميد عبد الستار بن موسى، فأوضحوا تهافت أركان التهم المنسوبة إلى الأخت زكية الضيفاوي ومن معها، من النواحي الإجرائية والأصلية، وندّدوا بما تعرض له المتهمون من سوء معاملة وتعذيب وانتهاكات مختلفة لحقهم في محاكمة عادلة، من ذلك إجبارهم على إمضاء محاضر دون الخضوع إلى استجواب وتحت مختلف أنواع الابتزاز والتهديد، ومن ذلك خاصة ما أفادت به الأخت زكية الضيفاوي أمام المحكمة من تعرضها إلى التهديد بالاغتصاب في مقرّات البوليس بقفصة، وكلّ هذه انتهاكات ودفوعات لم تلتفت إليها المحكمة بل أهملتها. وقد التأمت جلسة 10 سبتمبر – والتي منع الجمهور من مواكبتها – بحضور الأستاذ مارتن برادال ممثلا لمرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، وهو برنامج مشترك بين الفيدرالية العالمية لرابطات حقوق الإنسان وبين المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب والشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان، وممثلا كذلك لعمادة باريس للمحاماة، كما حضر الجلسة أيضا شخصيات عديدة من الفضاءات السياسية والنقابية والجمعياتية التونسية المختلفة. إنّ الأحكام الصادرة عن محكمة الاستئناف بقفصة يوم 10 سبتمبر 2008 لتؤكد مرة أخرى أنّ السلطة تواصل تعنّتها في تجريم كل أشكال الاحتجاج السلمي والتضامن المشروع مع ضحايا القمع، وإزاء هذا التعنّت فإنّ التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات: 1- يرفض الأحكام المسلطة على الرفيقة زكية الضيفاوي والمتهمين معها، ويدعو كلّ القوى الحيّة بالبلاد إلى مواصلة التضامن معها ومع كلّ الذين سجنوا على إثر حركة الاحتجاج الاجتماعي التي شهدها الحوض المنجمي بقفصة، ويدعو إلى إطلاق سراحهم جميعا. 2- يندّد بهيمنة حزب التجمع الدستوري الديمقراطي على كلّ دواليب الحياة السياسية كما يندّد بتوظيفه للنظام القضائي من أجل تهميش معارضيه والقضاء عليهم، وهو يقوم حاجزا بهذه العقليّة وبهذا السلوك دون توفّر مناخ ملائم لحريّة التعبير وللقواعد الدنيا لتنافس حقيقيّ، والحال أنّه لا تفصلنا سوى سنة واحدة عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية. 3- يطالب السلط بوضع حدّ للقمع وبإقامة الحوار الضروري مع متساكني الحوض المنجمي بقفصة وبفتح تحقيق حول الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها الموقوفون والمساجين، وعلى وجه الخصوص موضوع التحرّش الجنسي والتهديد بالاغتصاب الذي تعرضت إليه رفيقتنا زكية الضيفاوي بمقرات البوليس بقفصة. 4-يوجه جزيل الشكر إلى كل مناصري ومناصرات الحرية الذين وقفوا إلى جانبه وعبّروا عن مساندتهم الفاعلة للأخت زكية الضيفاوي في هذه المحنة، ويؤكد تعلقه المطلق بقضايا الحريات وشَجْبِه لكل أشكال المضايقات والتهميش التي   تستهدف مناضليه ومناضلاته، وبقاءه ثابتا على مواصلة نضاله، مهما كلّفه ذلك. مصطفى بن جعفر


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني : liberte.equite@gmail.com      تونس في 24 رمضان 1429 الموافق ل 24 سبتمبر 2008

أخبار الحريات في تونس

 

 لا تزال محاكمات الشبان المتدينين المنتمين للتيار السلفي متواصلة على قدم و ساق في جميع المستويات ( جناحي ، جنائي ابتدائي ، استئناف و تعقيب ): ·فقد مثل اليوم أمام الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الابتدائية بتونس بحالة إيقاف كلا من الشبان صهيب بن عبد السلام بن خميس الجزيري و سامي بن عبد الغني بن المكي بورقعة و وسيم بن محمد بن عبد العزيز التوكابري و محمد التيجاني بن فريد بن التيجاني الدباغ لمقاضاتهم من أجل عقد اجتماع غير مرخص فيه طبق الفصول 2 و5 و7 و 8 و 23 و 24 من القانون المؤرخ في 24 جانفي 1969 في القضية عدد 21950 برئاسة القاضي محمد علي بن شويخة و قد أبقي الموقوفون بغرفة الحجز إلى حين الانتهاء من قضايا الحق العام و حوالي منتصف النهار بدأت محاكمتهم باستنطاقهم بخصوص الأفعال المنسوبة إليهم و المتمثلة حسبما ورد بمحضر البحث في كونه على إثر ورود معلومات للإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بتونس مفادها عقد مجموعة من الأشخاص لاجتماعات غير مرخص فيها تطرقوا خلالها بالحديث إلى مسائل فقهية عقائدية من منظور سلفي فوقع ضبط العديد من أفراد المجموعة المتكونة من خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 24 و 28 سنة و لم يقع العثور على الشخص الخامس الذي يدعى محسن بن حميدة بن عثمان الصمعي و هو ما أدى لعدم صدور قرار إحالة بشأنه و تم الاحتفاظ بهم لإجراء البحث معهم و أصدر إثر ذلك وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس قرارا بإحالتهم على المحكمة الابتدائية بتونس لمقاضاتهم من أجل ما نسب إليهم ، و بعد استنطاقهم من جديد من طرف رئيس الدائرة الجناحية الثامنة و سماع مرافعات المحامين تم حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم. ·كما وقعت المناداة بعد ظهر اليوم الأربعاء 24/09/2008 على القضية عدد 19764 المحال فيها بحالة سراح كلا من رمزي بن نورالدين العيادي و ابراهيم بن الصغير بن بوزيان التليلي لمقاضاتهما من أجل عدم إشعار السلطات ذات النظر بما أمكن لهما الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليهما من معلومات حول ارتكاب جرائم ارهابية طبق أحكام الفصل 22 من القانون عدد 75 المؤرخ في 10/12/2003 لتبنيهما للفكر السلفي. ·و وقعت المناداة أيضا على القضية عدد 2008/20368 المحال فيها كلا من: ياسين بن سالم بن مبارك بالليلي- سليم بن محمد الهادي بن صالح جمعة – الطاهر بن مصطفى بن الطاهر حشاد – العربي بن عصام بن العربي الزعيبي – أحمد بن محمد العروسي بن أحمد النظيفي – الأسعد بن الحبيب بن صالح مرمش – بلحسن بن محمد لطفي بن بلحسن بن الشاذلي – محمد بن بشير بن محمد الفطومي – محمد العروسي بن محمد الصغير بن علي الصغير – حسن بن محمد الصالح بن حسن – محمد بن نورالدين بن محمد درابكي لمقاضاتهم من أجل الامتناع عن إشعار السلط ذات النظر فورا على معنى أحكام الفصل 22 من الدائرة عدد 75 لسنة 2003 بموجب قرار ختم البحث المحرر من طرف قاضي التحقيق بالمكتب الرابع بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي سبق له أن اتخذ ضدهم أحد عشر قرارا بتحجير السفر علما بأنه وقع الاحتفاظ بهم منذ يوم 9 سبتمبر 2007 و لم يقع الإفراج عنهم إلا لاحقا.    

 
عن المكتب التنفيذي للمنظمة           الرئيس    الأستاذ محمد النوري


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 24 رمضان 1429 الموافق لـ 24/09/2008

 بيان بمناسبة اليوم العالمي للقدس

 

تحيي الإنسانية قاطبة و الأمة  العربية و الإسلامية  خاصة يوم الجمعة المقبل 26 رمضان الموافق للسادس و العشرين من شهر سبتمبر 2008 ” اليوم العالمي للقدس ” مدينة السلام المقدسة لدى الديانات السماوية الثلاث، و الوضع الحقوقي و السياسي و الإنساني يزداد تأزما يوما بعد يوم فالشعب الفلسطيني الأعزل أصبح محاصرا سجينا في أرضه محروما من حقوقه المشروعة و من أبسط الحاجيات التي تضمن له حقه في تقرير مصيره و في العيش الكريم مثل بقية الشعوب، و الاستعمار يزداد بطشا و ضراوة و المسجد الأقصى بات مهددا بالانهيار و الفلسطينيون محرومون من حقهم في التعبد فيه. و حرية و إنصاف 1)- تدعو جميع المسلمين و جميع الأحرار في العالم للاحتفال بهذا اليوم العالمي دفاعا عن القدس الشريف. 2) تقف بإجلال و إكبار لكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للقدس عاصمة فلسطين و تحيي الأسرى و المعتقلين  في سجون الاحتلال و عائلاتهم. 3)- تندد بالحفريات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي تحت المسجد الأقصى والتي  تهدد أسسه بالانهيار و تعتبر الاعتداء على المسجد الأقصى و التسبب في انهياره و هدمه هو اعتداء على جميع المسلمين في العالم الذين يعطونه قيمة دينية خاصة فهو مسرى الرسول صلى الله عليه و سلم و قبلة المسلمين الأولى و ثالث الحرمين الشريفين و بالتالي من أقدس مقدساتهم. 4)- تطالب برفع الحصار المسلط على الشعب الفلسطيني من طرف قوات الاحتلال كما تطالب بفتح معبر رفح عاجلا أمام سكان غزة التي أصبحت أكبر سجن في العالم و ذلك لتمكينهم من أبسط حاجياتهم و تمكين المرضى منهم من التداوي و الطلبة من مواصلة الدراسة و المعتمرين من زيارة البقاع المقدسة و الجميع من حرّيّة التّنقّل و السّفر. 5)- تدعو كافة مكونات المجتمع المدني في تونس و في العالم إلى اعتبار رفع الحصار عن غزة مهمة إنسانية عاجلة تتطلب التفافا و تضامنا حولها و إنهاء الاحتلال للقدس واجبا على الإنسانيّة لا يقبل التأجيل أو التفاوض. عن منظمة حرية و إنصاف الرّئيس الأستاذ محمّد النّور


 

أخبار حملة اعتقالات الشباب في جندوبة بلاغ اعلامي

 

اعتقلت في جندوبة المدينة (محافظة بشمال غرب تونس)يوم 19-09-2008  مجموعة من الشباب تتردد على المساجد عددهم الأوٌلي سبعة بينهم مؤذن جامع السلام اكبر المساجد بالولاية ،الشاب عبد الواحد بن محمد صالح العرقوبي .  بينما لا تزال مجموعة أخرى تسأل دون احتفاظ في مقر منطقة الأمن حول الانتظام في أداء صلاة الفجر في وقتها ولباس السراويل القصيرة وسبب إطلاق لحيهم والقنوات التلفزية التي يشاهدونها وكيفية أداء صلواتهم : بقبض اليد أو إطلاقها وإفشاء السلام في غير أوقاتها والكتب التي يقرؤونها وعلاقاتهم الشخصية….. يذكر عائلات “المحتفظ” بهم أنهم يجهلون أماكن اعتقالهم وظروفها ولا يمكن الاتصال بهم رغم أن قانون الإجراءات الجزائية يخول لهم حق الاتصال ومعرفة الجهة التي تحتجزهم وسبب الاحتجاز. هذا ونعلم انه يتابع الحقوقي رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بجندوبة السيد الهادي بن رمضان  هذا الملف . جندوبة : يوم الأربعاء العاشرة صباحا ،24-09-2008. رابح الخرايفي المحامي  عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي للاتصال:97.474.061


 
 

القلم الحرّ يتعرّض لاعتداء جديد ما ينتظرنا جميعا من أساليب سنة 2009 الثلاثاء 23 أيلول (سبتمبر) 2008.

 

 

في آخر ساعات يوم الأحد، وقع اختطاف سليم بوخذير من قبل أربعة اشخاص مجهولين ساقوه في الأول إلى منطقة الشرطة بصفاقس باعتبارهم أعوان أمن ، ثم أخذوه بسيارة إلى الخلاء متحولين إلى عصابة مجرمين هددوا القلم الحرّ بأخذه لرجل سيقتص منه لاعتدائه على شرف زوجته. وبعد أن اشبعوه سبا وتهديدا رموا به في العراء ليعود الرجل لبيته في بداية فجر يوم الأاثنين بعد مشي في الظلام . كل هذا يذكر بنفس الأساليب التي استعملت مع كثير من المعارضين باختطافهم في الشارع وضربهم و تهديدهم والرمي بهم ليلا بعيدا عن بيوتهم. ما يجب ان يستدعى انتباه الناس أمران الأول يتعلق بمفارقة نظام مهمته منع الجريمة ومعاقبتها، ويتصرف كالمجرمين الذين يدعي محاربتهم. ثانيا: تصاعد هذه الاعتداءات واستعمال التهديد الجنسي بالاغتصاب المباشر أو باتهام الشخص بأنه حاول الاعتصاب. دليل آخر على العقلية لنظام يدعي تعليم الناس الأساليب الحضارية. والمؤتمر الذي لا يتوجه لأناس يعرف بالتجربة الطويلة أنه لا شيء ينتظر منهم غير هذا وأكثر، يتوجه للرأي العام الوطني لينبه أن مثل هذه الاعتداءات ستتفاقم بازدياد اقتراب مهزلة 2009 التي سيتوج فيه شعب وهمي في انتخابات همية رئيس مدى الحياة حقيقي. ومن ثم فإن المؤتمر ينادي كل القوى الحية للاستعداد لموجة جديدة من قمع بأكثر الأساليب دناءة تحمل الطابع البنعلي المعروف و هدفها الترويع والإذلال وكسر الهمم . كما يطالب المناضلين بعدم لاستسلام لها وإفشالها بكل طريقة ، والهدف الذي لا يجب أن يغيب عنا يوما هو عودة الدولة للشرعية ابلقطع مع أساليب الإجرام االتي أدخلها نظام بن علي وعودة السياة للشعب والطمانينة لكل من يمشي في شارع تقاسمه مجرمو الدولة ومجرمو المجتمع

(المصدر: موقع المؤتمر من أجل الجمهورية بتاريخ 23 سبتمبر 2008)   http://www.cprtunisie.net


منظمة حقوقية في تونس تدعو للافراج عن ناشط تحدث للجزيرة

 
تونس 23 سبتمبر ايلول (رويترز) – دعت منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان السلطات التونسية للافراج الفوري على ناشط حقوقي اعتقل الشهر الماضي بعد تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية عن أوضاع حقوق الانسان في البلاد. وقالت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في بيان انها ” تطالب بالافراج الفوري عن الناشط طارق السويسي ووقف حملة الترهيب المسلطة على النشطاء الحقوقيين والسياسين.” وقال محامون ان السلطة القضائية في تونس وجهت للسويسي تهمة ” الترويج لاخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام” بعد تصريحات انتقد فيها اوضاع حقوق الانسان في تونس. وكان السويسي قال في تصريحات لقناة الجزيرة في 26 اغسطس اب الماضي ان الشرطة تعمدت القيام باعتقالات خارج القانون بمدينة بنزرت ضد مجموعة من الشبان في اطار مكافحة الارهاب. وقالت الجمعية في بيانها ان تجاهل القاضي مطلب الافراج عنه وعدم الرد عليه سلبا او ايجابا “يعتبر تصعيدا للامعان في انتهاك حقوقه ودليلا على الطابع السياسي والخلفية الكيدية للتهمة الموجهة له.” ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الحكومة التي تؤكد باستمرار انها لا تحاكم ايا من مواطنيها بسبب آرائهم وانها تكفل حرية التعبير في البلاد. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 سبتمبر 2008)


 

مدير معهد ثانوي يمنع تلميذة من الترسيم بسبب حجابها

 
تونس – قدس برس : انتقدت لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس إقدام مدير معهد ثانوي على رفض تسجيل تلميذة بسبب ارتدائها للحجاب، واعتبرت ذلك أمرا مخالفا لحق الفتاة الدستوري في الترسيم من أجل مواصلة تعليمها. وكشف بيان للجنة الدفاع عن المحجبات في تونس أرسلت نسخة منه لـ “قدس برس” النقاب عن أن مدير معهد سكرة الثانوي بتونس العاصمة أقدم أمس الثلاثاء على منع التلميذة إسلام شلادية سنة أولى ثانوي من الترسيم، لكن تدخل والدها حمادي بن مختار شلادية وإصراره على حق في الترسيم قد أفضى في النهاية إلى قبول التلميذة إسلام من دون أن تنزع حجابها. وأعربت اللجنة في بيانها عن سخطها العارم لما تمارسه الإدارات التعليمية التونسية ووصفته بأنه “ابتزاز مشين بحق الفتيات المحجبات”، ودعا البيان وزارة التربية والتعليم التونسية إلى تنقية أجواء الدراسة، والسهر على السير العادي لإجراءات الترسيم الدراسي في مختلف المستويات التعليمية وكذلك التسجيل في المبيتات الجامعية، واحترام وعي التلاميذ والطلبة، وهو ما يحتاجه قطاع التعليم في البلاد، وطالبت الحكومة بوقف حملة استهداف المحجبات وحملتها مسؤولية كل الآثار المترتبة على سياساتها التى تكرس يوما بعد يوم مظاهر التمييز والقهر والاستقواء على المرأة التونسية المحجبة بسلطة الدولة الغاشمة، على حد تعبير البيان. وتأتي حادثة منع التلميذة إسلام شلادية من التسجيل بسبب حجابها في إطار حملة واسعة تطلقها مؤسسات التعليم في كل عام لمنع الفتيات المحجبات من متابعة دراستهن إذا أصررن على ارتداء الحجاب. كما تأتي هذه الحملة بعد معلومات تحدثت عن أن الحكومة التونسية بدأت تغض الطرف عن مرتديات الحجاب الذي بات محل إقبال آلاف الفتيات في الشارع التونسي، وبشكل لافت للانتباه في السنوات الأخيرة، أرجعها البعض إلى كثرة توافد السياح العرب على تونس من جهة، وإلى الاكتساح الواسع للقنوات الفضائية الإسلامية التي تحتل المراتب الأولى في نسبة المشاهدة لدى المواطن التونسي. (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 24 سبتمبر 2008)

 


القضاء يفتح تحقيقاً في الحادثة والعائلة تطالب بمعاقبة المتسبّبين تونس: وفاة سجين بعد 72 يوماً من الإضراب عن الطعام

 

 
 
تونس – محمد الحمروني 
أعلنت المحامية إيمان الطريقي أن السلطات القضائية أمرت بفتح تحقيق في وفاة سجين في حالة إيقاف في انتظار المحاكمة بعد أن دخل في إضراب متواصل عن الطعام مدة 68 يوما. وطالبت الطريقي -بصفتها محامية الشاب-، مع عدد من المنظمات الحقوقية التونسية بتشريح الجثة وتحديد أسباب الوفاة، ومن ثمة تحديد المسؤوليات عن الإهمال الذي تعرض له موكلها طيلة شهرين من الإضراب المتواصل على الطعام في سجن المرناقية القريب من العاصمة. الشاب يدعى أنيس بن عبدالسلام الشوك، يبلغ من العمر 28 سنة، وهو أصيل مدينة دار شعبان الفهري من ولاية نابل (60 كلم شمال شرق العاصمة تونس)، اتهم ظلما كما تقول عائلته ومحاميته في قضية لم تكن له أية علاقة بها. وأحيل إلى القضاء بتهم كيدية، وأودع السجن في انتظار المحاكمة. ورفض القاضي المكلف بالقضية تمكينه من السراح الشرطي حتى موعد المحاكمة وهو ما حزّ في نفسه كثيرا فقرر الدخول في إضراب عن الطعام متواصل حتى فارق الحياة. الحبيب ستهم -أحد أبرز الوجوه الحقوقية بجهة نابل- أكد لـ «العرب» أن موجة عارمة من الأسى والحزن عمت المدينة بسبب عدم تحرك أي جهة رسمية من أجل إنقاذ حياة أنيس وتفادي الذي حصل. وعن سبب إصرار أنيس على الإضراب حتى الموت قال ستهم «لقد رفض رفضا قاطعا أن تشوه صورته المرحة والنقية أمام كل الذين يعرفونه وأمام نفسه وأمام عائلته وخاصة أمه التي لم يبق لها سوى الاحتساب إلى الله. أنيس أكد أنه رضي بالفقر ورضي بالبطالة في العديد من الأحوال خاصة وهو عامل في البناء ورضي بالحياة البسيطة وبأن يسرق منه شبابه ولكنه أبى بكل جوارحه بأن تسرق منه مروءته وكبرياؤه وإنسانيته». واعتبر ستهم أن حادثة الوفاة تعكس بوضوح قيمة المواطن التونسي في «دولة القانون والمؤسسات»، بحيث أصبحت حياته أو مماته لا تعني لأصحاب الأمر شيئا. وأثارت الحادثة ردود فعل مستنكرة من عدد من منظمات حقوق الإنسان التي رأت فيما حدث استهتارا بأرواح أبناء الشعب، إضافة إلى ما تكشف عنه حادثة اتهام أنيس وسجنه ظلما من فساد في المؤسسات الأمنية وعدم استقلال الأجهزة القضائية. (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2008)


 

للقطع مع سياسة حجب المعلومة: الوزارة الأولى تطالب الوزراء بضبط سياسة إعلامية واضحة…

التفاعل مع وسائل الإعلام وخلق ثقافة إعلامية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية

   

تونس-الصباح: يحتّل قطاع الإعلام المكانة الأبرز ضمن مكوّنات المجتمعات ويعتبر دائما القاطرة التي تسير وراءها بقية القطاعات.وأمام هذه الأهمية التي يلعبها الإعلام تواصل الحكومة التونسية اهتمامها بهذا القطاع في محاولة لتطويره ودفعه وخلق إعلام تعددي وديمقراطي وحرّ. ويبقى الإعلام وبالتحديد توفير المعلومة محل أخذ ورد بين ما يأمله البعض وبالخصوص أعلى هرم السلطة وسلطة الإشراف وبين البعض الآخر ممن يعملون ويسعون إلى حجب المعلومة و”رمرمتها” وعدم ايلاء محتاجيها من صحافة ومواطنين الأهمية الواجبة.   فحتّى البعض ممن يقتصر دورهم على الإخبار والعلاقة مع وسائل الاتصال والإعلام وتخصّص لهم مكاتب وهواتف في كل الوزارات والمؤسسات العمومية وحتّى الخاصة,يحاولون قدر المستطاع الحياد عن دورهم وإغلاق مكاتبهم وهواتفهم. وحتّى أن صادف وعثرت على أحدهم فانه من الصعب أن تحصل منه على معلومة ما معللا ذلك بضرورة الانتظار وأخذ الإذن والضوء الأخضر من رؤسائه.فهل نسي هؤلاء أن المعلومة لا تنتظر وهل نسي هؤلاء أن بعض وسائل الإعلام وخاصة منها اليومية وكذلك المسموعة والمرئية في حاجة دائما إلى المعلومة الآنية ودون انتظار. وهل نسي هؤلاء أنه في عصر العولمة والانفتاح لا مجال لحجب المعلومة…وهو ما فهمه البعض من المكلفين بالإعلام دون البعض الآخر.   خلق ثقافة إعلامية واضحة   وحتى يتم تصحيح المسار،وفتح الطريق أمام المعلومـة للمرور وخلق ثقافة اعلامية واضحة وخاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية تمّ مؤخرا في اجتماع وزاري ترأسّه الوزير الأول التركيز على السياسة الإعلامية والدعوة إلى ايلاء المعلومة الأهمية  الأكبر وإنارة الرأي العام وخلق ثقافة إعلامية خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.   وقد أوصت الجلسة الوزارية بدعوة الوزراء إلى الحرص على ضبط سياسة إعلامية واضحة في المجالات الراجعة إليهم بالنظر،وذلك للتعريف بخيارات الدولة وأولوياتها والسياسات المعتمدة في الغرض والمجهودات المبذولة،وتقديم المعلومات ذات الدلالة، وذلك بصفة دورية واستشرافية، مع ضرورة عقد لقاءات صحفية أسبوعية لتحديد البرنامج الإعلامي.   التفاعل مع وسائل الإعلام   كما أوصت الجلسة الوزارية بدعوة الوزراء الى الحرص شخصيا على متابعة ما يكتب عن القطاعات الراجعة إليهم بالنظر في مستوى الصحافة  والقيام بالرد عليها بالسرعة المرجوة مع ضرورة تحسيس إطارات الوزارة بصفة عامة والملحقين الصحفيين على وجه الخصوص,بأهمية الدور الذي يؤدونه في متابعة ومواكبة ما ينشر عن الوزارة في الصحف أو ما يبثّ في البرامج التلفزية، وإعلام الوزير بصفة فورية بذلك ليتسنى تقديم الإيضاحات اللازمة في إبانه.   هذا إلى جانب دعوة جميع الإطراف المعنية إلى التنسيق فيما بينها لخلق ثقافة إعلامية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية،وذلك بهدف التعريف بالبرامج والمشاريع وترويجها إعلاميا على أوسع نطاق.    إيصال المعلومة إلى المواطن   ومن شأن هذه القرارات أن تقضي على الممارسات التي لا تعكس بالمرة رغبة السلطات في أن تصل المعلومة مهما كانت إلى المواطن والى من يطلبها .فالوزارة الأولى دعت في مناشير سابقة الوزراء وكتاب الدولة إلى تحسيس كافة الأطراف العاملين في جهاز الدولة بأهمية الرسالة التي تؤديها مكاتب الإعلام والاتصال وبأهمية دورها في التعريف بخيارات الدولة والسياسات المعتمدة لتجسيد هذه الخيارات .   ودعتهم إلى تأمين مستلزمات العمل اليومي بمكاتب الإعلام والاتصال وضرورياته وتمكين هذه المكاتب من الوسائل التي تمكنهم من متابعة ما يكتب وينشر من مواضيع لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالعمل التنموي في مختلف القطاعات.هذا إلى جانب تيسير مهمة الملحق الصحفي فيما يتعلق بتجميع البيانات والمعطيات وإبلاغها في حينها لوسائل الإعلام في الصيغة المطلوبة حتى تنفذ المعلومة الهادفة إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين سعيا لانخراطهم الفاعل في المسار الإصلاحي والتنموي للبلاد….   وكل هذه المساعي وكل هذه الإجراءات تبقى الكفيلة لوحدها بتطوير الإعلام وخلق صحافة متنوعة وثرية تفيد المواطن وتلبي حاجياته الفكرية والمعرفية الى جانب دورها التحسيسي والتوعوي والتوجيهي.   سفيان رجب   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 24 سبتمبر 2008 )

 

السفير التونسي يسلم اوراق اعتماده للخارجية القطرية بعد سنتين من القطيعة

 

 

الدوحة 24-9-2008 (ا ف ب) – سلم سفير تونس الجديد في الدوحة محمود القروي اوراق  اعتماده الى الخارجية القطرية بعد سنتين من القطيعة بين البلدين، حسبما افادت  وكالة الانباء القطرية. ونقلت الوكالة في وقت متاخر من الثلاثاء عن مساعد وزير الخارجية القطري سيف  مقدم البوعينين قوله انه “تسلم نسخة من اوراق اعتماد محمود القروي سفيرا فوق  العادة مفوضا للجمهورية التونسية لدى الدولة”. وتمنى البوعينين للعلاقات بين تونس وقطر “المزيد من التطور والنماء”. وكانت تونس (اكرر تونس) عينت الشهر الماضي القروي سفيرا لها في قطر بعد قطيعة  دامت نحو عامين اثر احتجاجها على استضافة قناة الجزيرة القطرية معارضا تونسيا. واعلنت وزارة الخارجية التونسية في السادس والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر  2006 اغلاق سفارة الجمهورية التونسية في قطر احتجاجا على “حملة مغرضة مركزة  تستهدف الاساءة لتونس” تقوم بها قناة الجزيرة القطرية. واضاف بيان الوزارة انذاك “امام هذا التطور الخطير قررت تونس انهاء تمثيلها  الدبلوماسي في قطر وغلق سفارتها في الدوحة رغم ما تكنه من مودة وتقدير لقطر  الشقيق”. وجاء القرار التونسي عقب بث قناة الجزيرة الفضائية في 14 تشرين الاول/اكتوبر  مقابلة مع المعارض التونسي منصف المرزوقي رئيس حزب “المؤتمر من اجل الجمهورية”  المحظور دعا فيها الى “العصيان المدني” ضد السلطات التونسية. ووقعت تونس والدوحة نحو ثلاثين اتفاقية تعاون. ويعيش في قطر قرابة الفي تونسي  في اطار التعاون الفني لا سيما في مجالي الصحة والتعليم.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 24 سبتمبر 2008)


 

افتتاح السنة السياسية الجديدة: تعيينات ديبلوماسية وسياسية بالجملة

 

 
 
تونس – الصباح بعد مدة من الانتظار تعاقبت خلال الايام والاسابيع القليلة الماضية التعيينات والتسميات.. فسجل افتتاح السنة السياسية حركة جزئية شملت الحكومة والامانة العامة للحـــــزب والسلك الديبلوماسي. وخلافا للتوقعات شهدت الاسابيع والايام القليلة الماضية حركة واسعة في قائمة السفراء والديبلوماسيين. وشملت التعيينات عددا من الوزارء وكبار المسؤولين في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي والشخصيات السياسية المستقلة. وقد شملت التعيينات سفارة تونس بالقاهرة ـ التي يتولى رئيس بعثتها في نفس الوقت مهمة مندوب تونس لدى جامعة الدول العربية ـ وقد عين على رأسها السيد الصادق القربي وزيرالتربية السابق خلفا للسيد عبد الحفيظ الهرقام الذي عين مؤخرا كاتب دولة لدى وزيرالشؤون الخارجية مكلفا بالشؤون المغاربية والعربية والافريقية وهي الخطة التي كان يشغلها السيد روؤف الباسطي وزيرالثقافة الجديد. والسيد عبد الحفيظ الهرقام مستشارأول سابق لدى رئيس الجمهورية تولى حقائب اعلامية وثقافية وسياسية عديدة سابقا من ابرزها الادارة العامة لاتحاد اذاعات الدول العربية ورئاسة مؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية. جنيف وروما وبراغ وشملت التعيينات رئاسة البعثات الديبلوماسية وسفارات تونس في روما وفينا وتشيكيا. فقد عين السيد عبد الله الكعبي ـ وزير الشباب والرياضة السابق ووزير الداخلية الاسبق ـ سفيرا في روما وكلف السيد عبد الوهاب الجمل الامين العام المساعد  في التجمع وسفير تونس في موريتانيا سابقا برئاسة البعثة التونسية لدى مؤسسسات الامم المتحدة في جنيف. وعين وزيرالفلاحة السابق الحبيب حداد سفيرا في فينا.والحداد وال وعضو في البرلمان ورئيس لعمادة المهندسين سابقا. وكلف السيد كمال ساسي الامين العام المساعد السابق في التجمع برتبة وزير (وعضو الحكومة سابقا) بسفارة تونس في براغ. والسيد كمال ساسي تولى مسؤوليات حزبية وحكومية عديدة أغلبها في قطاعي الشباب والثقافة كما تولى منذ 1984 عدة مسؤوليات من بينها وال في أريانة والقيروان ورئيس ديوان وزير الداخلية وكلف بالاشراف على مؤسسة صندوق التضامن الوطني 26+26  في التسعينات. اعادة فتح السفارة في قطر ومن بين السفارات ذات الصبغة السياسية والاعلامية التي شملتها الحركة سفارتا تونس في الدوحة وبيروت. وقد تم اختيار السيد محمود القروي ليعيد فتح سفارة تونس في قطرالتي اغلقت قبل أكثرمن عامين في خطوة فسرت وقتها ببعض ما بثته قناة الجزيرة القطرية من اساءات لتونس ورموزها.والقروي أمين قار سابق في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي وعضو في مجلس النواب.وخطوة اعادة فتح السفارة متوقعة منذ حوالي عامين بعد زيارتي الامير القطري حمد بن خليفة الى تونس وتوجيه مبعوثين من الرئيس زين العابدين بن علي الى الدوحة. شخصيات اعلامية وسياسية وبالنسبة لسفارة تونس ببيروت عين على رأسها المحامي والاعلامي السابق سميرعبد الله. والسيد سميرعبد الله رئيس تحرير سابق لاحدى المجلات المستقلة وكاتب صحفي قبل أن يتفرغ للمحاماة وللتحركات في الاوساط السياسية والحقوقية. وقد كان عضوا في مجلس المستشارين خلال الاعوان الثلاثة الماضية. وشملت التعيينات شخصيات مستقلة ومعارضة اخرى تمثل الاحزاب الممثلة في البرلمان. نيجيريا كما عين رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزة السابق السيد المنصف قوجة رئيسا للبعثة الديبلوماسية التونسية في عاصمة نيجيريا أبوجا. وقد سبق للسيد المنصف قوجة أن تولى مسؤوليات ديبلوماسية عديدة في سفارة تونس بباريس كان اخرها قنصل عام. وكلف قوجة سابقا بادارة صحيفتي الحرية ولورنوفو ومؤسسة دار لابريس ثم مؤسسة الاذاعة والتلفزة. وحسب مصادر مطلعة فان سفارات مهمة أخرى قد تشملها بدروها التعيينات قريبا من بينها أثينا وواشنطن.. وشملت الحركة سفارة تونس بدمشق بعد الشغور الذي أحدثه تعيين الاستاذ الهادي بن نصر ـ سفير تونس في دمشق وفي بغداد سابقا ـ رئيسا جديدا لمؤسسة الاذاعة والتلفزة. و تم اختيار السفيرمحمد العويتي رئيس البعثة التونسية في المنامة سابقا لرئاسة البعثة التونسية في سوريا. وقد جاءت هذه الحركة غير المتوقعة بعد حركة واسعة نسبيا وقعت العام الماضي وشملت عديد العواصم المهمة من بينها لندن وبروكسيل وعمان والقاهرة والجزائر وموسكو.  ماراطون الانتخابات وبعد التعديل الجزئي على راس البعثات الديبلوماسية في الخارج وفي تركيبة الحكومة والديوان السياسي للحزب وفي تشكيلة الامناء العامين المساعدين للحزب والولاة ولجان التنسيق تبدأ الاستعدادات عمليا لماراطون الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة. وبعد تعيين السيد محمد الغرياني ـ المستشار الاول السابق في رئاسة الجمهورية ـ أمينا عاما جديدا لحزب التجمع خلفا للدكتور الهادي مهني ، قرر الرئيس زين العابدين بن علي ادخال تعديل مهم في مستوى الادارة المركزية للحزب ولجان التنسيق. وقد ثبّت  التعديل السيد فوزي العوام امينا عاما مساعدا مكلفا بالهياكل بحكم خبرته الطويلة في هذا المجال والحزب يستعد لمؤتمرات شعبه وتجديد هياكله الجهوية والقطاعية. كما وقع تثبيت السيد محمود سعيد امينا عاما مساعدامكلفا بمتابعة البرنامج المستقبلي والسيدة فوزية خالدي امينة عامة مساعدة مكلفة بالمرأة. تغييرات في المقابل شمل التغيير3 ادارات قطاعية مهمة جدا في قيادة التجمع هي: + الامانة القارة المكلفة بالعلاقة مع المنظمات والجمعيات وقد عين على راسها السيد عبد الجليل زدام والي أريانة وبن عروس سابقا. وقد سبق له ان تولى عدة مسؤوليات حزبية من بينها كاتب عام لجنة تنسيق.وكان السيد محمد الغرياني الامين العام الجديد قد اشرف على هذه الامانة القارة سابقا ويخلف زدام في هذه الحقيبة السيد عبد الوهاب الجمل الذي عين في جنيف. + الامانة القارة المكلفة بملفات الشباب والتربية والثقافة وقد عين على رأسها السيد المنصف عبد الهادي عضو مجلس النواب خلفا للسيد كمال ساسي الذي عين في براغ. ـ الامانة القارة للعلاقات الخارجيةٍ وقد عينت على رأسها السيدة هاجر الشريف شبيل وهي وجه نسائي جديد ومسؤولة سابقة عن قطاع الاعلامية في بلدية تونس وناشطة قاعدية تدخل الادارة المركزية للحزب لاول مرة. وبهذا التعيين يتضاعف عدد النساء في الامانة العامة للحزب. وتعوض السيدة هاجرالشريف السيد محمود المهيري الذي عين واليا على أريانة خلفا للسيد عبد الجليل زدام. وكان المهيري تولى سابقا عدة مسؤوليات من بينها مستشار أول لدى رئيس الجمهورية ووال لتونس.وهو محام برز قبل ذلك برئاسته لجمعية محامين بلا حدود. وولاية أريانة التي تعتبر ثاني أكبرولاية في تونس من حيث عدد السكان وواحدة من أهم الولايات التونسية اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا في مرحلة تنوعت فيها التحديات الأمنية والسياسية في البلاد.. واجمالا فان حركة التعديلات والتعيينات تؤكد بدء ماراطون الانتخابات..في مستهل سنة سياسية جديدة مهمة جدا.. من بين أكبر تحدياتها تحقيق وفاق سريع بين الاطراف الاجتماعية حول عدد من القضايا الخلافية من بينها ملف المراجعة الدورية للاجور. كمال بن يونس (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2008)


 
تونس: تأجيل البت في قضية دفن المرأة المتحولة للإسلام
 
تونس – المنجي السعيداني
أجلت محكمة تونسية أمس النظر في قضية كان قد رفعها تونسي ضد سلطات مدينة صفاقس (350 كلم جنوب العاصمة) لإصرارها على دفن زوجته التي كانت قد تحولت من المسيحية إلى الإسلام قبل عقود في مقبرة لغير المسلمين. وقال المحامي سهيل السليمي إن المحكمة الابتدائية بصفاقس أرجأت النظر في اول قضية من نوعها في تونس الى (يوم غد) الاربعاء بعد الدعوى العاجلة التي رفعها زوج المرأة المتوفاة ضد السلطات المحلية بصفاقس. وقررت المحكمة أن تكون جلسة الغد خاصة للترافع بين الطرفين المتنازعين (البلدية وعائلة المرأة المتوفاة). وانتقد السليمي، من ناحية أخرى، التبرير الذي قدمته مصادر بلدية صفاقس، عبر الإعلام، والذي اعتبر أن العائلة لم تقدم أثناء طلب إجراءات الدفن الشهادة الصادرة عن مفتى الجمهورية بشأن اعتناق المرأة للإسلام. وأكد السليمي في المقابل على أهمية الوثيقة التي قدمتها العائلة والمتمثلة في عقد الزواج والذي يحمل إمضاء وكيل الجمهورية التونسية. ووصف السليمي عقد الزواج بأنه وثيقة رسمية لا نقاش فيها. وقال السليمي إن البلدية واقعة تحت ضغوطات عديدة؛ فهي لا تود التراجع عن قرارها حتى لا تضع نفسها في تناقض من الناحية القانونية، وهي إلى جانب ذلك واقعة تحت ضغط أهالي العائلة وسكان المدينة الذين بدأوا يتحسسون للموضوع ويطالبون بضرورة دفن المرأة المسلمة التي يعرفها الكثير من سكان مدينة صفاقس، في مقبرة المسلمين. وكان قسم الوفيات ببلدية مدينة صفاقس قد اتخذ قراره بتوجيه جثة المرأة التي توفيت يوم 6 سبتمبر(أيلول) الحالي واعتنقت الإسلام منذ 14 يوليو (تموز) 1955 إلى مقبرة الأجانب، وبالتالي، منع دفنها بمقابر المسلمين بحجة أن لقبها ليس عربيا كما ورد في انطلاق هذه القضية التي تحدث في تونس لأول مرة. (المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2008)


تأجيل النظر في قضية دفن مسلمة في مقبرة لغير المسلمين بتونس
 
تونس (رويترز) – قال محام يوم الاثنين 22 سبتمبر  ان محكمة تونسية أجلت النظر في قضية مثيرة للجدل رفعها تونسي بعد اصرار سلطات مدينة صفاقس جنوبي تونس على دفن زوجته بمقبرة لغير المسلمين رغم انها مسلمة. وقال المحامي سهيل السليمي لرويترز عبر الهاتف ان المحكمة الابتدائية بصفاقس ارجأت النظر في اول قضية من نوعها في تونس الى يوم الاربعاء القادم بعد دعوى عاجلة رفعها زوج المتوفية التي تدعى اسيا ضد السلطات المحلية بصفاقس. وكان قسم الوفيات ببلدية صفاقس قدد قرر منع دفن امرأة في مقبرة للمسلمين بحجة ان لقبها ليس عربيا رغم اعتناقها الاسلام منذ 1955. ودفنت المرأة التي توفيت في السادس من الشهر الحالي بالفعل بمقبرة لغير المسلمين ليتفجر بذلك جدل واسع في الاوساط الدينية والقانونية بتونس. واعتنقت اسيا المولودة لابوين مسيحيين الدين الاسلامي في عام 1955 على يد مفتي صفاقس لكنها حافظت على لقب عائلتها الاصلي وهو لقب غير عربي. لكن بلدية صفاقس قالت في بيان صحفي ان “عائلة المرأة المتوفاة لم تستظهر عند قيامها باجراءات استلام رخصة الدفن بالوثيقة القانونية اللازمة والواجب اعتمادها التي تثبت اعتناق المتوفاة للدين الاسلامي والمتمثلة تحديدا في شهادة مبايعة يسلمها فضيلة مفتي الجمهورية التونسية.” واضافت ان عقد القران لا يقوم مقام الشهادة المذكورة وانه تبعا لذلك قامت البلدية بالترخيص في دفن المتوفاة بمقبرة الاجانب. وعبر محامو عائلة اسيا عن أملهم في ان يأمر القضاء التونسي بنبش القبر واعادة الجثة الى مقابر المسلمين. ويعتنق اغلب التونسيين الدين الاسلامي بينما يدين عدد قليل منهم لا يتجاوز المئات بالمسيح (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 سبتمبر 2008)

 

تراجع إجمالي حجم إنتاج تونس من الحبوب بنسبة 40 %

 

   
تونس / 24 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: أظهرت بيانات إحصائية أن إجمالي حجم إنتاج الحبوب في تونس تراجع خلال الموسم الحالي بنسبة 40% ، وذلك بالمقارنة مع النتائج المسجلة خلال الموسم الماضي 2006/2007. ووفقا لهذه البيانات التي أعدتها الإدارة العامة للدراسات والتنمية الزراعية التونسية،ونُشرت اليوم الأربعاء،فإن حجم إنتاج الموسم الحالي وصل إلى 1.19 مليون طن من الحبوب ،مقابل 1.99 مليون طن خلال موسم 2006/2007. وأوضحت ان هذا التراجع شمل جميع أنواع الحبوب،وخاصة منها القمح اللين والشعير. وينتظر أن يساهم هذا التراجع في ارتفاع واردات تونس من الحبوب لتغطية حاجياتها الاستهلاكية التي تتجه هي الأخرى نحو الارتفاع بشكل ملحوظ. وكان مدير ديوان الحبوب التونسي عبد العزيز الليلي أشار في وقت سابق إلى أن حجم إنتاج الموسم الحالي من الحبوب، من شأنه تغطية 47% فقط من إجمالي حاجيات تونس الاستهلاكية من الحبوب خلال العام الجاري. واعتبر أن هذا التراجع سيرفع من حجم وقيمة الواردات التونسية من الحبوب بالنظر إلى تواصل المنحى التصاعدي لأسعار المواد الأولية والمنتجات الزراعية، و خاصة منها الحبوب في الأسواق العالمية. وتتوقع السلطات التونسية أن تصل نفقات دعمها لواردات الحبوب خلال العام الجاري إلى 413 مليون دينار(344.16 مليون دولار)، مقابل 240 مليون دينار(200 مليون دولار). يشار إلى أن تونس تستورد سنويا ما قيمته 360 مليون دينار(300 مليون دولار) من القمح اللين،بإعتبار أن الشعب التونسي ينفق حوالي مليون دينار(833 ألف دولار) يوميا لتغطية استهلاكه من العجين بمختلف أنواعه.   (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 24 سبتمبر2008)


تونس تعزز مراقبتها للمنتجات المستوردة بعد فضحية الحليب الصيني

   

تونس 24 سبتمبر ايلول /رويترز/  قالت وزارة الصحة في تونس اليوم الاربعاء انها عززت اجراءات المراقبة لمختلف المنتجات المستوردة من الخارج تحسبا لاي خطر بعد فضيحة حليب الاطفال الملوث بمادة الميلامين الكيمائية في الصين. وقال بيان لوزارة الصحة انه //تم تعزيز اجراءات المراقبة كما ضاعفت مختلف الهيئات المكلفة بمراقبة المنتجات المستوردة الى تونس مستوى يقظتها وهي تؤمن متابعة مستمرة لتطور الوضع في هذا المجال على الصعيد العالمي//. وتقول الصين انها اكتشفت وجود مادة الميلامين في نحو عشرة في المئة من عينات الحليب واللبن الزبادي من ثلاث شركات كبرى لمنتجات الالبان هي شركة منجنيو لالبان ومجموعة يلي الصناعية ومجموعة برايت للالبان. لكن وزارة الصحة التونسية حرصت على طمأنة المواطنين ان //المنتجات المذكورة موضع الشبهة لم يقع توريدها الى تونس اطلاقا// وقالت ان جميع انواع حليب الرضع تخضع للمراقبة بصفة الية عند التوريد. وقالت منظمة الصحة العالمية انه يتعين على الدول المستوردة أن تراقب عن كثب منتجات الحليب الصينية للتأكد من أنها غير ملوثة.   (المصدر: وكالة (رويترز) بتاريخ 24 سبتمبر  2008)


 

مدير إدارة حفظ الصحة والوسط وحماية المحيط يحذر: لعب ولوازم مدرسية مصنوعة من بلاستيك ضار بالصحة حجز 25 ألف قطعة من اللعب الممنوعة السنة الماضية معظمها خلال رمضان

   

تونس-الصباح: حذر السيد مبروك نظيف مدير إدارة حفظ الصحة والوسط وحماية المحيط التابعة لوزارة الصحة العمومية من مخاطر بعض أنواع اللعب والأدوات المدرسية مجهولة المصدر خصوصا منها تلك التي لا تخضع للمواصفات القانونية المعمول بها في تونس، على صحة الأطفال. وقال في تصريح خص به “الصباح” أنه إضافة إلى الألعاب النارية كالمفرقعات (الفوشيك) والبنادق والمسدسات وغيرها، فإن قائمة الألعاب التي يمنع الاتجار بها تضم أيضا بعض اللعب التي تطلق نوعا من الأضواء الضارة بالبصر، وبعض الدمى التي ثبت ضررها بالأطفال نتيجة عدم تماسك شعر الدمية المصنوع من نوع من الوبر نتيجة امكانية تساقطه وإصابة أجزاء من الجسم كالعين أو احتمال ابتلاعه مباشرة من قبل الأطفال مما ينذر بمضاعفات خطيرة في صورة حدوث ذلك. الغلال وهو ما من شأنه أن يدفع الأطفال إلى ابتلاعها أو علقها وبالتالي توفر امكانية كبيرة لإصابتهم بأمراض خطيرة. وأكد مصدرنا أن وجود مثل تلك اللوازم المدرسية كانت محدودة لكنها اليوم أصبحت ظاهرة تستدعي الانتباه والحذر نظرا لانتشارها السريع واقبال عديد التجار بالسوق الموازية على الاتجار بها. وأفاد السيد مبروك النظيف في السياق ذاته أن كافة اللعب المصنوعة من نوع من البلاستيك يدعى فتالات phatalate ممنوعة في تونس وأيضا في عدة بلدان أخرى بعد ثبوت ضرره الكبير على صحة الصغار، وعموما فإن وجدت بعض اللعب في الأسواق يدخل في تركيبتها هذا النوع المحظور من البلاستيك فإن مصدرها عادة ما يكون مجهولا.  لكن المهم في الأمر أن مصالح المراقبة تتثبت في مصدر البضاعة خصوصا منها مجهولة المصدر وفي صورة التأكد بالعين المجردة من عدم شرعية البضاعة يتم فورا حجزها، أما في صورة الشك فيتم أخذ عينة من اللعب الممنوعة لتحليلها في مختبر إدارة حفظ الصحة. علما أنه يتم دوريا ضبط عديد المخالفين خصوصا في السوق الموازية فضلا عن حجز كميات كبيرة من اللعب الممنوعة والضارة صحيا. وأبرز نفس المصدر أن مصالح المراقبة الصحية تكثف من حملات المراقبة للعب واللوازم المدرسية على وجه التحديد خلال المناسبات على غرار شهر رمضان والعودة المدرسية وعيدي الفطر والإضحى.. تجدر الإشارة إلى أن السنة الماضية شهدت حجز 25 ألف قطعة خطرة وممنوعة من اللعب خصوصا من السوق الموازية، معظمها تم حجزه خلال شهر رمضان، ويتوقع أن يتم خلال هذه السنة حجز كميات كبيرة من اللعب الخطيرة نظرا لأن ظاهرة بيعها والاتجار بها ما تزال مزدهرة رغم منعها.   خطورة الألعاب النارية جدير بالذكر أن استخدام الألعاب النارية بكل أشكالها يعتبر خطرا على الأطفال وهي التي تسبب اصابات خطيرة خاصة بالعين وتتمثل في حروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو حدوث تجمع دموي في الغرفة الأمامية للعين أو انفصال في الشبكية أو فقدان للبصر وقد تتسبب في فقدان كلي للعين. وتشير الإحصائيات أن أكثر الفئات العمرية تعرضا للاصابة من مخاطر الألعاب النارية هم الأطفال والمراهقون وخاصة الذكور…. وكانت وزارة الصحة العمومية قد نبهت في بلاغ أصدرته مؤخرا الى المضاعفات التي يمكن أن تنجر عن استعمال اللعب الخطرة سيما منها الشبيهة بالأسلحة النارية والقاذفة لكويرات أو نبيلات أو سوائل الى جانب المصوبات الليزرية وهي لعب من شأنها أن تتسبب في حوادث خطيرة وأضرار جسيمة للأطفال. وتوجهت الوزارة بالنصح الى الاولياء بعدم اقتناء هذه اللعب والعمل على توعية أبنائهم واقناعهم بتجنب استعمالها حفاظا على سلامتهم وذكرت بضرورة الالتزام بما جاء في الإعلان المشترك بين وزارات الداخلية والتنمية المحلية والمالية والتجارة والصناعات التقليدية والصحة العمومية بتاريخ 13 جوان 2003 والمتعلق بمنع توريد ومسك وترويج الفوشيك وجميع اللعب الشبيهة بالأسلحة النارية. علما وأن كل مخالفة لمقتضيات الإعلان  تعرض صاحبها للتبعات والعقوبات الجارى بها العمل طبقا للنصوص التشريعية المتعلقة بحماية المستهلك ولمقتضيات القانون عدد 117 لسنة 1992 المؤرخ في 7 ديسمبر 1992.   رفيق بن عبد الله   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 24 سبتمبر  2008)


 
أسعار الهاتف والأنترنات
 
كمال بن يونس ما تحقق في تونس في عالم تطوير شبكة الاتصالات الهاتفية عبر الخطوط الارضية و”الجوالة ” (المحمول) ايجابي جدا.. فقد شملت التغطية جل مناطق البلاد.. بما في ذلك الارياف والجهات البعيدة جدا عن المدن والقرى.. بل لقد بدأت خدمات الانترنات تعمم في الجنوب والشمال الغربي.. وفي عدد من القرى الفقيرة اصبحت في بعض ” المقاهي الالكترونية ” فيما بادرت مجموعة من دور الثقافة والشباب بتخصيص فضاء لنوادي الانترنيت .. وكل هذا من مؤشرات التقدم .. لكن بعض النقائص لا تزال تزعج حقا.. من بينها ضعف “السعة ”  (DEBIT)  في أوقات عديدة.. وتقطع الاتصال.. الذي يفسره فنيون من شركات الانترنات بحالة خدمات اتصالات تونس.. واخرون برداءة بعض تجهيزات المزدودين ونقص كفاءة قسم من فنييهم.. بينما يحمل اخرون المسؤولية للوكالة التونسية للانرتنات ATI ما الصحيح؟ النتيجة واحدة.. وحتى نكون ايجابيين لا بد من التفكير اساسا في المستقبل.. اي في تحسين الخدمات وليس في تبادل الاتهامات.. في نفس الوقت لا بد من مقارنة نسبة تحسن خدمات الهاتف القار والجوال والانترنات بما تحقق في دول شقيقة وصديقة ..بعضها اقتحم التجرية بعدنا.. وأصبحت السعة فيها عالية.. وسعر المكالمات والخدمات أقل بكثير.. وفي تونس تحتاج اسعار خدمات الانترنات والمكالمات الهاتفية الى تخفيض حقيقي وسريع.. عوض حملات الدعاية التي تقوم بها مؤسستا الهاتف الجوال حول تخفيضات وتحسينات ” طفيفة جدا “..وشعاراتية غالبا.. مع تسابق مضحك احيانا في استخدام نجوم الفن والمسلسلات.. اسعار المكالمات الهاتف الجوال في تونس لا تزال مرتفعة.. وتكاليف الاشتراك في نظام ADSL  باهظة ( أكثرمن 90 دينارا بالنسبة للمنخرطين في نظام 512 فقط  كل ثلاثية).. فضلا عن تكاليف الاشتراك الشهري التي تدفع للمزود ( حوالي 60 دينارا اضافية كل ثلاثية ).. لقد تزايد الطلب.. فلا باس من تخفيف الاسعار.. وفتح  الباب امام مزيد من المنافسة.. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 سبتمبر 2008)
 

مهرجان ليالي رمضان تونس يكرم المغنية الراحلة صليحة
تونس (رويترز) – عاد الجمهور المتعطش للون البدوي التراثي التونسي ليستمتع ليل الثلاثاء بأغان خالدة للراحلة صليحة في الذكرى الخمسين لوفاتها وذلك بصوت الفنانة زهرة لجنف ضمن مهرجان ليالي رمضان بمدينة تونس. وغص فضاء حدائق خير الدين بالمدينة العتيقة بتونس بمرتاديه الذين جاءوا لاقتناص موعد طربي والاستمتاع بأغان خالدة بصوت زهرة لجنف المتميز بعذوبته. وتمكنت صليحة منذ عام 1938 تاريخ اكتشافها وبروز نجمها حتى عام 1958 تاريخ وفاتها من تقديم انتاج غزير ساهم الى حد كبير في تركيز دعائم الأغنية التونسية الحديثة في القرن العشرين وفي ترسيخ الهوية التونسية. واشتهرت صليحة التي حققت نجومية كاسحة مازالت مستمرة رغم وفاتها منذ 50 عاما بعدد من الاغاني التي تتردد حتى الان في الأعراس والحفلات في مدن تونس وقراها مثل “ام الحسن غنات” و”بخنوقة بنت المحاميد”. وخلال الحفل الذي استمر زهاء ساعتين غنت لجنف عددا من روائع صليحة مثل “فراق غزالي” و”آه يا خليلة” و”مع العزابة” لتذهب مع الجمهور الى أعماق التراث الموسيقي التونسي وتنقل لهم اهازيج الصحراء والبادية واغاني القوافل والرحل حيث لا خليل للمسافر الا الناي. وقد تميزت لجنف باتقانها اللون الترثي بشكل عصري وبنقاوة صوتها وقوته. ولم تكتف زهرة لجنف بترديد اغاني صليحة بل قدمت باقة من اغانيها الخاصة لتشكل لقاء بين تجربتين فنيتين مختلفتين. وقالت “هذه المراوحة شكل راق من التعبير الفني ومراوحة بين أنماط نهلت من أعماق التراث الموسيقي التونسي.” ويستمر مهرجان رمضان ليالي مدينة تونس حتى 29 سبتمبر ايلول الحالي (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 سبتمبر 2008)

 

صاعقة رعدية تقتل راعي أغنام تونسيا حرقاً

 

 

تسببت صاعقة رعدية بموت راعي أغنام تونسي حرقا في بلدة “ساقية سيدي يوسف” التابعة لمحافظة الكاف الواقعة علي بعد 170 كيلومترا غرب تونس العاصمة. وبحسب صحيفة” الأسبوعي” التونسية المستقلة ، فإن الحادثة وقعت بينما كان الراعي (70 عاماً) يرعي أغنامه صحبة ابنه، حيث تغيرت فجأة حالة الطقس، والعواصف الزوابع الرعدية. وذكرت أن صاعقة رعدية أصابت الراعي، وألحقت به حروقا بليغة تسببت بوفاته فورا. وأشارت الصحيفة إلي أن السلطات الأمنية سارعت إلي مكان الحادث وفتحت تحقيقا، فيما حولت السلطات القضائية جثة الراعي إلي قسم الطب الشرعي بمستشفي مدينة القصرين للتأكد من أسباب الوفاة. (المصدر: صحيفة “الراية” (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2008)

 


في مسلسل «صيد الريم» على الفضائية «تونس 21»: بــذاءات لفظيــة من العيــــار الثقيــــل! «غمزني ورمي يدوّ عليّ»  «تجي معايا وتأخذ 15 الف»..

ما ورد اعلاه هي مجرد عينات من قاموس الحوارالجاري على ألسنة ابطال وشخصيات مسلسل «صيد الريم» الذي تبثه الفضائية «تونس 21» وهو قاموس مثقل بالالفاظ البذيئة والايحاءات الجنسية.. فهذه تحدث صاحباتها عن ذلك الذي «غمزها ورمى يدّو عليها!» والآخر يدعو احدى الفتيات الى ان تستسلم له جنسيا ويقترح عليها مقابلا ماديا بخمسة عشر دينارا.. كل هذا على مرأى ومسمع منا ومن ابنائنا وبناتنا داخل بيوتنا.. فهل اصبح البعض يعتقد ان الدراما التلفزية تعني ـ وبدعوى الواقعية ـ ان يقول ما يحبّ.. حتى ولو كان هذا الذي «يحب» هو من قبيل التجاهر بما ينافي الحياء! مكالمات هاتفية كثيرة وغزيرة وصلتنا من مواطنين يلفتون فيها الانتباه الى ضرورة الوعي بخطورة هذه «الظاهرة» وما قد يترتب عنها من مسّ خطير بنظافة «لغتنا» وبأسلوبنا اللغوي الايحائي الجميل في الاشارة حتى الى ماهو جنس او رغبات غرائزية.. احد المواطنين ـ وفي معرض حديثه عن «بلاغة» لهجتنا العامية وقدرتها على ان تصور وبأسلوب ايحائي وساخر كل الوضعيات بما فيها تلك التي يكون فيها للرموز الجنسية حضور اشار ـ على سبيل المثال ـ الى ذلك المثل العامي التونسي الذي يقول: «حشم من نسيبتو.. غطى وجهو وعرى مصيبتو» وذلك قبل ان يتساءل: لماذا يعجز كتاب الدراما التلفزية اليوم عن ايجاد «اللغة» الايحائية المعبرة والساخرة عندما يريدون التعرض الى بعض الظواهر المستجدة في مجتمعنا ويسقطون في مستنقع قاموس البذاءة اللغوية ـ الشارعية المؤذية للاذن والمخيّلة والذوق؟! «عصفور سطح» في التلفزة! مواطن اخر وهو يعبر عن استنكاره لما اسماه «اللغة الهابطة» المستعملة في مسلسل «صيد الريم» ذكر بان مثل هذا التوجه «اللغوي الهابط» سبق ان عرف طريقه للسينما التونسية من خلال بعض الافلام مثل «عصفور سطح» لفريد بوغدير و«يا سلطان المدينة» للمنصف ذويب وهو يدعو الى ضرورة قطع الطريق على اولئك الذين يريدون الانتقال بالظاهرة الى انتاجاتنا الدرامية التلفزية.. فالسينما ليست الدراما التلفزية ـ على حد تعبيره ـ لان السينما تذهب اليها في الشارع اما الدراما فهي تدخل علينا بيوتنا.. محسن الزغلامي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2008)

 

حظّ الغزال ووثبة الأبطال

شعر:أبوجعفر لعويني 24/09/2008
 
حظّ الغزال ووثبة الأبطال *حيّوا سليم بوخذير* بكلّ مقال هل سليم حظّه كابن الغزال    ***  مثلماقلتم يا أشباه الرّجال
قشّة قيل لنا  أودت بالبعير     ***  لونفّذواتهديدهم ذاك محال توعّدوا بالقتل وبنيّة وترصّد   ***  القلم الحرّ, بوخذير بوبال وسباب الدّين و الله بفحش     ***  هدّدوه باغتصاب و نكال هكذاصيغ مقال قبل خطف    ***   حدّثوه وعن ضيف الغزال أطلقوه سرّحوه إنّ ريح الرّفض قد هاجت بإعصار شمالي يلقى تأييدا فيُذكي سوْرة       ***   الرّيح فلا تعصمكم  شمّ الجبال انقشعوا عنّا مللنا حكمكم      ***   أيّها الباغي  و باي متعالي أخلف الوعد وخان العهد     ***   يكفينا ضياعا وركوعا بضلال جفّفوا ماشئتم حتّى السّباخ    ***   و البحار لن تنالوا قلب سالي أنظروا ماحولكم هذا الشباب ***   تفتّحت أحداقهم نحو الكمال نعم يا هؤولاء تونس أوّلا    ***   لكن بكدّ وجدّ وتحسين الخصال ديننا دستورنا منهاجنا*قرآننا توفيقنا*ذاك الصّراط الغالي
 

 
سواك حار 94 – ولد الدار بالسواك الحار
 
 هينكين تشيد معصرة للخمور وتروج لعلامتها التجارية في تونس : اشترت شركة الخمور الهولندية هينكين 49.99% من شركة إنتاج وتوزيع المشروبات في تونس حسب نبأ لرويترز الجمعة 28 ديسمبر 2007. وأعلنت الشركة الهولندية عن استثمار أوّلي بقيمة 27 مليون أورو في تونس ستُستعمل في بناء معصرة جديدة للخمور ولتوزيع علامة هينكين التجارية وعلامات تجارية أخرى محلية في البلاد.  
 مغربية لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نشيد بالحسّ الوطني الراقي لصناع القرار في بلادنا حين لم يفوتوا إلا في 49،99% من أسهم الشركة المحلية وأبقوا على 50،1 وذالك للحفاظ على سيادة الوطن من الوقوع في يد جهات أجنبية… وساعتها – لا قدر الله – يصبح قرارنا الوطني مرهونا لدى الغير وتنتهك سيادتنا على المسكر والمنكر… ومهما كانت إغراءات الخصخصة والهجمة الشرسة للقطاع الخاص من أجل التهام مقدرات البلاد، على السلطة أن تكون في مستوى التحدي “كما عودتنا دائما” وأن لا تلين ولا تستكين وتصمد في المحافظة والتشبث بثروة أم الخبائث في حظيرة السيادة الوطنية.  قام مدمنَا خمر تونسيان بشَهْرِ سيفين وامتطاء جوادين وتصرفا كـ”أنّهما من الفرسان البواسل”، ما أثار هلع سكان إحدى ضواحي مدينة صفاقس التونسية وتندّرهم في الوقت نفسه، وقد احتسى المدمنان كميات كبيرة من الخمر كانت كافية ليشعر كل واحد منهما أنه فارس مقدام، وبطل من أبطال التّاريخ، جاءا في الوقت المناسب لإنقاذ الأمة العربية. وراح الشابان يجوبان الطريق في صولات وجولات، عمدا خلالها اٍلى اٍيهام كل من يعترض سبيلهما بأنّهما من الأبطال، حيث يقدّم أحدهما نفسه بأنه الصحابي خالد بن الوليد، فيما يشبه الثاني نفسه بالقائد الإسلامي الكبير صلاح الدين الأيوبي، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة “العام الكويتية” نقلا عن إحدى الصحف التونسية المحلية. وقالت الصحيفة إنّ الشــابين استمرا في تقمّص بعض الشخصيات التاريخية، إلى أن تداخل التّاريخ في ذهنيهما، حيث عمد أحدهما اٍلى تشبيه نفسه بالقائد القرطاجي حنّبعل، بينما استقرّ رأي الثاني على القائد الإسلامي حمزة، عم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ليتقمص شخصيته.  
 روافد  مخموران فاقدان لعقلهما يتقمصان أدوار سامية لشخصيات صنعت التاريخ ودخلته من بابه الكبير وسلطة “بكامل عقلها” تعفن غلالها ثم تسكبها في الحانات… وتنثر الحانات في أرجاء الوطن… ثم تفتح قاعات محاكمها لتتسلى بحصاد زرعها.  سجّل أب شكوى ضدّ ابنته الوحيدة بعد رجوعها إلى البيت في وقت الفجر مخمورة مع أصدقائها وعندما عاتبها والدها انهالت عليه بالضرب. وبعد جلسة أولى للمحكمة قررت سجن الفتاة لمدة سنة غير أنّ والدها عاد وقدم طلبا بإسقاط الحكم، فاكتفت المحكمة في جلستها الثانية بسجنها 15يوما بسبب السكر الواضح.  
 الصباح  خمس عشرة سنة سجنا لبرّ الوالدين والصلاة في المسجد والدعوة إلى الله… وخمس عشرة يوما سجنا من أجل عقوق الوالدين والاعتداء عليهما بالضرب مع السكر المحرم شرعا… حكم على العاقة بخمسة عشر يوما وستسعف ويخفف الحكم إذا ما كان سلوكها حسنا “ولم تخلط في شربها” وتخرج بعد يوم أو يومين من زيارتها الخاطفة إلى بعض السجون!!!… إذا كان إسقاط الحكم من طرف الأب ينفع إلى هذه الدرجة فإنّ آباء كل من السجناء السياسيين من إسلاميين وحقوقيين ومناضلي المجتمع المدني والشباب ضحايا قانون الإرهاب الجائر… قد اجتمعوا في صعيد واحد وأعلنوا أنهم يسقطون الحكم عن أبنائهم.
 … وذكرت جريدة تونسية أمس الخميس أنّ الزوجة وهي أيضا أم لطفل عمره عام واحد غادرت بيت الزوجية ورفضت العودة إليه وأقامت عند والديها احتجاجاً على إدمان زوجها الكحول وبيعه أثاث المنزل للإنفاق على الخمر. وكان الجاني المخمور اغتنم فرصة حضور زوجته حفل زفاف بمنزل أحد الجيران وسدد إليها ثلاث طعنات بسكين فأرداها قتيلة ثم سلم نفسه للشرطة.
جريدة الرياض
 ماضية هذه السلطة في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف… وقد أغلقت كتاتيب القرآن في بعض الأحياء وتغاضت عن محلات غير مرخصة لبيع الخمر في الأحياء الشعبية ومن الثمار الخبيثة للأمر بالمنكر هذا الذي أردى زوجته قتيلة، أما غيره في أحد الجهات فهو رجل مدمن استغل بعض الشباب المنحرف إدمانه وفقره ليزوده ببعض قوارير الجعة مقابل “المرور” إلى زوجته وبناته وروى البعض أن الأم كانت ترغبهم في نفسها وبناتها الكبار وتهشهم عن صغيرتها ابنة العشرة سنوات… ولا أدري كيف سيرأف منحرف مخمور وينثني عن رغباته المجنونة؟؟؟
 ….استقبلنا رجل في السبعينات من عمره عيناه زرقاوان اسمه الحاج عبد الرحمان الداودي. وبعد دقائق معدودات سرنا خلالها خلفه وسط ممر ضيق وجدنا أنفسنا أمام مغارة كبيرة يخيم عليها السكون، فالإضاءة كانت خافتة مما زاد المكان رهبة وعلق الصيدلي فتحي البقلوطي الذي كان برفقتنا “أشعر وكأنني أحضر قداسا” …….. وقال الحاج عبد الرحمن…..”أتعرفون من هم أعداء النبيذ؟ إنهم ثلاث. الضوء والهواء والحرارة المرتفعة”…… ويوجد في تونس أكثر من 600 كهفا لتعتيق الخمور وفق ما أفاد به السيد منير الداودي الذي يفخر بامتلاكه لأقدم زجاجة خمر في تونس تعود إلى عام 1923 “لقد عرضوا علي عشرة ألاف دينار لبيعها ولكني رفضت” ويمتلك السيد منير، وهو إطار بوزارة المالية، متحفا صغيرا جمع فيه قوارير نبيذ تعود إلى عقود مضت.  
مغاربية
الحاج عبد الرحمان الداودي مختص في الخمور ومسكرات  حاج مختص في الحديث… حاج مختص في الأصول… حاج مختص في الزهد… يا سيدي حاج مختص في التجارة… يا سيدي حاج مختص حتى في لعبة الرقبي… يا سيدي نمشي معاك بعيد ياسر حاج يسكر “بالدرقة” متخبي معناها… أما حاج مختص في الشراب !!! المعلومة هذي تعطيها للكمبيوتر يدخن والله أعلم بحاجنا هذيا كيفاش وعلاش وقتاش حج؟؟؟… أما سي الصيدلي يوصف في مشهد مفعم بالأحاسيس الراقية أول مرة قلت نحن في رحاب القدس الشريف بعد ظهر الراجل داخل لْدموس متاع شراب. ستة ميات دموس متاع شراب هذا معناها دواميس الشراب أكثر من المساجد والزوي والكتاتيب … أما دبوزة الشراب ألي يملكها سي منير الداودي والي يعود تاريخها إلى 1923 تذكرني بتاريخ آخر قبلو بعام 1924 سقوط الخلافة العثمانية أو على رواية بعض السوكارجية جلاء الخلافة العثمانية عن البلاد التونسية.
 
(المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 24 سبتمبر 2008)  

(4) من 1922 إلى 2008 : المعركة من أجل حريّـة الإعلام
في تونس متواصلة – مجلة الميثاق الجمهوري نموذجا شكوى للمحكمة الإدارية
زياد الهاني  
عندما باشرت إجراءات رفع الدعوى القضائية، كان القانون واضحا بالنسبة لي وكذلك حقي، إلى درجة أني توهمت بأنه سيتم الفصل في القضية التي رفعتها يوم 16 جوان 2000 تحت عدد 18918 قبل أن تغرب شمس آخر يوم في العام نفسه. أكثر من ذلك، أعددت وثائقي لرفع قضية قصد المطالبة يالتعويض لي عن المصاريف التي تكبدتها خلال فترة التعطيل وخاصة معينات كراء المحل الذي تسوغته منذ غرة فيفري 2000. طبعا لم أكن أتوقع أبدا أن تبقى القضية دون فصل لغاية اليوم… وهذا نصّ العريضة التي رفعتها للمحكمة الإدارية: الحمد لله وحده تونس في 2006.6.16 جناب السيد الرئيس الأول للمحكمة الإدارية المحترم دام حفظه الموضوع : دعوى في تجاوز السلطة العــارض : زياد الهاني، صحفي 12 شارع الهادي شاكر، 2016 قرطاج ضــــــــــدّ : السيد وزير الداخلية في شخص ممثله القانوني شارع الحبيب بورقيبة، 1000 تونس المؤيدات : نسخة من عريضة الشكوى الموجهة بالبريد مضمون الوصول المرجــع : الحكم الصادر في القضية عدد 17414 بتاريخ 1999.7.15 تحيّة وبعد فقد تقدمت أنا العارض المذكور أعلاه بتاريخ 2000.4.10 بملف إعلام لوزارة الداخلية لإصدار مجلة تحمل اسم: الميثاق الجمهوري وذلك حسب مقتضيات الفصل 13 من مجلة الصحافة. وتضمن الملف إلى جانب الإعلام مضمونا من سجلي العدلي ومضمونا من السجل التجاري. وكان يفترض حسب الفصل المشار إليه أن تقبل الوزارة الملف وتسلمني وصلا في ذلك. لكن وتنفيذا للتعليمات غير القانونية التي أصبحت في عرفنا أقوى نفاذا من القوانين، امتنعت الوزارة عن قبول الملف ودعتني لإرساله بالبريد، رغم تأكيدي على عدم قانونية هذا السلوك. أمام هذا الوضع اضطررت في اليوم نفسه لتوجيه الملف كاملا للسيد وزير الداخلية بالبريد مضمون الوصول مع الإعلام بالبلوغ مع مطلب مسبق في شكل تظلم أرفق لجنابكم نسخة منه. ودعوته في هذا التظلم لتمكيني من الوصل الذي لا يمكن النشر بدونه خلال المدة القانونية وإلاّ اضطررت لرفع الأمر إليكم. لكن ها قد مضى أكثر من شهرين دون ردّه مما يعتبر رفضا منه يدفعني لمقاضاته أمامكم في الآجال المنصوص عليها بالقانون للمطالبة بحقي في الوصل. سيدي الرئيس شرط الحصول على وصل قبل نشر أيّة دورية، وإن كان منصوصا عليه في مجلة الصحافة الصادرة عام 1975، إلاّ أن جذوره تعود في الواقع لعام 1922 حين دفعت سلطات الاحتلال الباي، بناء على البرقية عدد 283 التي وجهها المقيم العام لوزير الخارجية الفرنسي بتاريخ 16 نوفمبر 1921، لإصدار أمر 4 جانفي 1922 الذي أصبح نشر الصحف بموجبه مرتبطا بالحصول على وصل يسلّم للصحف الأوروبية في ظرف ثمانية أيام من إيداع الإعلام، في حين لا تكون الإدارة ملزمة بتسليم هذا الوصل للصحف العربية خلال أجل معيّن كوسيلة من سلط الاحتلال للتحكم في إصدار الصحف الوطنية وبالتالي كبح الحركة الوطنية التي يُـعتبر النضال من أجل الحرية محركها الرئيسي. وكان وزير الداخلية في مرحلة سابقة يستخدم هذا الأسلوب أي يقبل الملفات ويمتنع عن تسليم الوصل. والأمر هنا لا يتعلق بالصحف فحسب بل يتعداه لتكوين الجمعيات و الأحزاب. أي لكل ما له علاقة بالنشاط في مجال الحريات العامة. لكنه أخيرا طوّر الأسلوب بحيث أصبح يرفض قبول الملفات من الأصل. فهل يعتبر السيد وزير الداخلية نفسه فوق القانون وفوق المساءلة ولو بعد حين؟ سيدي الرئيس عندما نسعى لإصدار صحيفة أو تكوين جمعية أو حزب فلسنا نطلب منّة من أحد. بل نحن نمارس كمواطنين أحرار حقّـا جمهوريا مضمنا بالدستور والقانون في دولتنا دولة التونسيين جميعا. حق نستمده من شرعية نضالات أجيال التونسيين وتضحياتهم التي أسسته. ومسؤوليتنا في هذا الشأن نحن جيل الإستقلال والجمهورية مسؤولية مضاعفة. لذا وبناء على ما تقدم ألتمس من جنابكم الحكم بإلزام السيد وزير الداخلية بتمكيني من الوصل المثبت استلامه ملف الإعلام بإصدار مجلة الميثاق الجمهوري، مع حفظ الحق في ما زاد على ذلك. وتفضلوا سيدي في الختام بقبول فائق التقدير زياد الهاني السيد وزير الداخلية أنكر بكل بساطة أن تكون مصالحه قد تسلمت مراسلتي الموجهة له بالبريد مضمون الوصول؟؟ وهذا ردّه: الجمهورية التونسية وزارة الداخلية الإدارة العامة للدراسات القانونية والنزاعات عــ3548\2ـدد تونس في 25 أكتوبر 2000 من وزير الداخلية إلى السيد الرئيس الأول للمحكمة الإدارية الموضوع: حول القضية الإدارية عدد 18918 القائم بها في مادة تجاوز السلطة السيد زياد الهاني ضد وزارة الداخلية المرجــع: مكتوبكم عدد 8649 بتاريخ 2000.10.5 جوابا على عريضة الدعوى المؤرخة في 2000.6.16 والمدلى بها في نطاق القضية الإدارية عدد 18918 القائم بها في مادة تجاوز السلطة السيد “زياد الهاني” طعنا في القرار الضمني القاضي برفض تسليمه وصلا مقابل إدلائه بوثائق تخص الإعلام بإصدار مجلة تحمل عنوان “الميثاق الجمهوري”، أتشرف بإعلامكم أنه لم يرد على مصالح الوزارة إعلام من هدا القبيل. لذا وعملا بما تقدم بيانه المرجو من عدالة الجناب القضاء برفض الدعوى. ولكم سديد النظر          عن وزير الداخلية المدير العام للدراسات القانونية والنزاعات       صلاح الدين الضّمبــري ورغم الطابع المهذب لردّ وزارة الداخلية، إلاّ أني لم أهضم كيف تسمح وزارة سيادة لنفسها بعدم قول الحقيقة في مواجهة مواطن بسيط.. شعرت بمرارة ستنعكس على التقرير الجوابي الذي قدمته للمحكمة، والذي سأعرضه في التدوينة القادمة


 
بسم الله الرحمن الرحيم
السبيل أونلاين – تونس – يوم القدس العالمي السادس على الانترنت واجبنــــا نحو القـــــدس
 
القدس في قلب الأمة.. لا شك أن القدس- وقضية فلسطين عموما – تحتل مكانة رفيعة في قلوب المسلمين، ومن مظاهر تلك المكانة تعاطفهم المتواصل مع الفلسطينيين في كل المحن والنكبات التي مروا بها، ومن مظاهرها أيضا صور المسجد الأقصى التي تجاور صور المسجد الحرام في كثير من بيوت المسلمين حول العالم. ولقد أدهشني مشهد رأيته إبان بداية انتفاضة الأقصى سنة 2000 عبر قنوات الأخبار: صور لمظاهرة آلاف من نساء اندونيسيا وشاباتها تضامنا مع الانتفاضة، والملفت هو اللقطة التي ركزت عليها الكاميرا لفتاة محجبة في عمر الزهور وهي ترفع يديها بالدعاء لفلسطين وتبكي بكاء حارا!!. فعجبت لهذا المشهد وتساءلت: فتاة في أقاصي الدنيا بعيدة آلاف الكيلومترات عن القدس!!.. وربما لا تعرف الكثير من المعطيات عن القدس وعن فلسطين.. وقد لا تعرف موقعها على الخريطة أصلا.. لكنها مع ذلك تحضر وتشارك في المناصرة.. ولا تكتفي بذلك بل وتبكي بالدموع!! سبحان الله من أين أتى هذا الشعور؟؟ ومن أين جاءت هذه العاطفة الجياشة؟؟ رغم بعد المسافات.. ورغم اختلاف اللغات والقوميات.. ورغم طول العهد على النكبات..؟؟. القدس في قلب العقيدة.. إن السر في ذلك هو ارتباط القدس وفلسطين عند عموم الأمة الإسلامية برموز دينية نابعة من قلب العقيدة وراسخة في قلوب المسلمين: المسجد الأقصى، والإسراء والمعراج، وقبلة الصلاة الأولى. ومن الآيات المهمة التي أصلت هذه الرموز قوله تعالى:(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )(الإسراء: 1).. فهذه الآية تشير إلى أرض فلسطين وإلى المسجد الأقصى باعتبارها هدفا لرحلة الإسراء ومنطلقا لرحلة العروج إلى السماء.. والآية تربط أيضا بين المسجدين: المسجد الحرام والمسجد الأقصى، بل أكثر من ذلك فإن الآية تربط بين المساجد الثلاثة: فتسمية الأقصى هي تسمية قرآنية مستحدثة وكان فيما قبل يدعى مسجد بيت المقدس، وهي تسمية لها دلالة على مواقع المساجد الثلاثة وإلى ذلك يشير الشيخ الطاهر ابن عاشور: (وفي هذا الوصف بصيغة التفضيل – باعتبار أصل وضعها- معجزةٌ خفية من معجزات القرآن إيماء إلى أنه سيكون بين المسجدين مسجد عظيم هو مسجد طيبة الذي هو قَصِيٌ عن المسجد الحرام، فيكون مسجد بيت المقدس أقصى منه حينئذٍ. فتكون الآية مشيرة إلى جميع المساجد الثلاثة المفضلة في الإسلام على جميع المساجد الإسلامية، والتي بيّنها قول النبي:” لا تُشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي”(متفق عليه))(التحرير والتنوير ج 15/ص 15).. والآية تؤكد مباركة الأرض حول المسجد وهي فلسطين وأرض الشام عموما، وهي التي يعنيها قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ)(المائدة: 20/21).. جاء في تفسير القرطبي:(” المقدسة ” معناه المطهرة. قال مجاهد: المباركة، والبركة التطهير من القحط والجوع ونحوه. قال قتادة: هي الشام. ومجاهد: الطور وما حوله. وابن عباس والسدي وابن زيد: هي أريحاء. قال الزجاج: دمشق وفلسطين وبعض الأردن. وقول قتادة يجمع هذا كله }أي الشام{) (تفسير القرطبي ج 6 / ص125).. ومعنى البركة:(نماء الخير والفضل في الدنيا والآخرة بوفرة الثواب للمصلين فيه وبإجابة دعاء الداعين فيه)(التحريروالتنوير ج 15 / ص 19). (وبارك الشيء إذا جعل له بركة وهي زيادة في الخير، أي جُعلت البركة فيه بجعل الله تعالى، إذ قَدّرَ أن يكون داخلُهُ مُثاباً ومحصّلا على خيْر يبلغه على مبلغ نيته، وقدّر لمجاوريه وسكّان بلده أن يكونوا ببركة زيادةِ الثَّوابِ ورفاهية الحال، وأمر بجعل داخله آمناً، وقدّر ذلك بين النَّاس فكان ذلك كلّه بركة) )(التحريروالتنوير ج 4 / ص 16). (وأسباب بركة المسجد الأقصى كثيرة كما أشارت إليه كلمة { حوله }. منها أن واضعه إبراهيم عليه السلام، ومنها ما لحقه من البركة بمن صلى به من الأنبياء من داوود وسليمان ومن بعدهما من أنبياء بني إسرائيل، ثم بحلول الرسول عيسى عليه السلام وإعلانه الدعوة إلى الله فيه وفيما حوله، ومنها بركة من دُفن حوله من الأنبياء، فقد ثبت أن قبري داوود وسليمان حول المسجد الأقصى. وأعظم تلك البركات حلول النبي صلى الله عليه وسلم فيه ذلك الحلول الخارق للعادة، وصلاته فيه بالأنبياء كلهم.)(التحرير والتنوير ج 15 / ص 20). ومن فضائل المسجد الأقصى أنه كان القبلة الأولى للمسلمين في صلاتهم قبل تحويلها باتجاه المسجد الحرام بمكة؛ فقد أخرج البخاري ومسلم عن البراء ابن عازب رضي الله عنه قوله: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا حتى نزلت { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }(البقرة: 144).. ومن فضائله أن الصلاة فيه تساوي أضعافا مضعفة للصلاة في غيره، فقد جاء في الحديث الذي رواه الطبراني عن أبي الدرداء والبيهقي عن جابر بسند حسن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي ألف صلاة، وصلاة في بيت المقدس خمسمائة صلاة).. ومن فضائله أنه أول مسجد بني بعد المسجد الحرام ففي الحديث النبوي: (أول مسجد وضع في الأرض المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى و بينهما أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصل فإن الفضل فيه) (رواه البيهقي والنسائي).. ومن فضائل تلك الأرض المباركة – بيت المقدس وما حولها من أرض فلسطين والشام – أنها ستكون أرض المحشر يوم القيامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح(الشام أرض المحشر والمنشر)،(وعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله افتنا في بيت المقدس؟ فقال: أرض المحشر والمنشر).. القدس في قلب تونس.. والتونسيون كشأن بقية المسلمين متعلقون بالقدس وبفلسطين عموما، بل أدّعي أن التوانسة لهم تعلق خاص بتلك الأراضي، ولا أدل على ذلك من مشاركتهم في حرب 48 على أرض فلسطين. حيث شارك عشرات التوانسة متطوعين في تلك الحرب باعتبارها جهادا في سبيل الله، لم يثنهم عن ذلك كون بلادهم أيضا محتلة إذ يرون أن المعركة واحدة، وأن الشأن الخاص للبلد لا يمثل عائقا للمساهمة في الشأن العام للأمة، وأن الأرض المباركة والمقدسة في القرآن تمثل أولوية للمسلم رغم ظروفه المحلية، كما لم يثنهم بعد المسافات عن الوصول لساحة المعركة للقيام بواجب النصرة. ومن دلائل تعلق التونسيين بالقدس وحضورهم المبكر في هذه القضية حتى قبل حرب 48: المساهمة الجليلة للشيخ عبد العزيز الثعالبي أحد أكبر رموز الحركة الوطنية والإصلاحية التونسية. فالشيخ الثعالبي بعد أن ضيق عليه الاستعمار في تونس لم يجد وجهة خارج البلاد إلا إلى القدس حيث أقام لسنوات، توثقت أثناءها علاقته مع مفتي القدس الشيخ أمين الحسيني فصار مستشارا له، وعملا سويا لعقد المؤتمر الإسلامي للقدس أواخر سنة 1931، حيث تنادى قادة العالم الإسلامي للاجتماع في القدس لتدارس أوضاع قضية فلسطين في تلك الأوقات المبكرة من اندلاعها. وقد اختير الشيخ عبد العزيز الثعالبي عضوا في اللجنة الدائمة للمؤتمر الإسلامي للقدس. على أن حضور قضية القدس وفلسطين عند التوانسة لا زال – بفضل الله- قائما إلى الآن لم تمسه أو تأثر عليه كل محاولات التطبيع أو التمييع. ولا أدل على ذلك الشهداء التونسيين الذي استعيدت جثامينهم من الكيان الصهيوني في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، وكانوا ثمانية شهداء قدموا أنفسهم فداء لفلسطين خلال السنوات العشرين الأخيرة. ويمكن التأكيد هنا بكل اطمئنان على أنك قد لا تجد في تونس قضية محل إجماع بين التونسيين بمختلف مشاربهم وأفكارهم مثل إجماعهم والتقائهم على قضية فلسطين. القلب مع القدس.. فأين العقل؟؟ على أن تعلق عموم المسلمين بالقدس وقضية فلسطين تشوبه- مع الأسف- شائبة الارتباط العاطفي البحت بعيدا عن المعرفة الدقيقة بمجريات الأمور وبعيدا عن التفاعل العملي اليومي والمدروس والمخطط. وقد تابعت قبل سنوات حملة تعريفية قامت بها إحدى المؤسسات الفلسطينية لتعريف الناس بأن القبة المعروفة في المسجد الأقصى بلونها الذهبي المتميز ليست في الحقيقة قبة المسجد الأقصى بل هي قبة مسجد الصخرة، وأن المسجد الأقصى تحديدا له قبة خضراء اللون مختلفة تماما عن قبة الصخرة، وأن الحرم القدسي الشريف يضم داخلة أربعة عشر مسجدا من بينها المسجد الأقصى و مسجد الصخرة والمصلى المرواني وغيرها. ولم يكن الدافع وراء هذه الحملة الترف المعرفي بل الخشية أن تمتد يد التخريب اليهودي للمسجد الأقصى مع عدم المساس بقبة الصخرة فتمر الأمور على الجميع ظنا منهم أن المسجد لم يلمس باعتبار أن المسجد الأقصى لازال قائما لأن القبة الذهبية المعروفة لم تلمس بسوء!!!. ومن مظاهر تلك العلاقة العاطفية بقضية فلسطين أن شكل تفاعل المسلمين معها يأخذ طابع الهبّة القوية الحماسية في شكل مسيرات ومظاهرات حاشدة لكنها سرعان ما تنطفئ وتذوي بلا مردود عملي يؤثر على مجريات الأمور. والملاحظ أيضا أن تلك الهبات لا تقع إلا كرد فعل وليس كمبادرات، وهي لا تقع إلا تفاعلا مع أحداث كبيرة ولا علاقة لها بمجريات الأحداث اليومية التي تؤثر بالتراكم، وهي أيضا تقع على فترات متباعدة، وتكاد تفاجئ الجميع بمعنى أنها غير متوقعة في كثير من الأحيان. ورغم أهمية كل تلك الهبات وضخامتها العددية وتوسعها الجغرافي في طول العالم الإسلامي وعرضه، ورغم ضرورتها لتأكيد الحضور المساند لقضايا الشعب الفلسطيني في وقتها، إلا أن ذلك لا يكفي لتفعيل كل تلك الطاقات الحماسية لدى الأمة لنصرة قضيتها الأولى. ما الذي تريده القدس منا ؟؟ 1.المطلوب إذن تحويل ذلك الرصيد العاطفي العميق إلى أرصدة معرفية وعملية تخدم قضية القدس وفلسطين بشكل مدروس ومخطط. 2.المطلوب تحويل التحرك الظرفي المؤقت إلى تحرك يومي دائم فتكون قضية القدس وفلسطين في جدول أعمالنا اليومية إلى جانب أعمالنا الأخرى. 3.المطلوب تحويل التحركات الشعبية العارمة إلى تحركات فردية تشمل الجميع، وإلى مجموعات عمل متواصل. 4.المطلوب تكوين جمعيات في كل البلدان الإسلامية والعربية لخدمة القدس على مدار السنة. 5.المطلوب استراتيجية واضحة لخدمة القدس وفلسطين تؤطر كل هذه الجهود، يتوافق عليها قادة الفكر والرأي والسياسة والإعلام في العالم العربي والإسلامي، ولعل إنشاء مؤسسة القدس قبل بضع سنوات سيساهم في إحداث النقلة النوعية من العاطفة إلى الفعل.   بقلم : محب الدين التونسي   أسرة السبيل أونلاين   www.assabilonline.net 
  info@assabilonline.net   طالع رابط موضوعات السبيل أونلاين في اليوم القدس العالمي على الأنترنت على موقع حماسنا  http://www.qudsday.com/aqsa2008/tunisia1.html   —————————————- فهرس مشاركة السبيل أونلاين (تونس) في يوم القدس العالمي السادس على الأنترنت السبيل أونلاين – يوم القدس العالمي السادس على الأنترنت (1) نحو وضع قضية القدس في إطار استراتيجية حضارية شاملة – مساهمة السبيل أونلاين نت (تــونس) في اليوم العالمي للقدس . (2) وقفــــــة مع كتـاب القـدس – أصل المجهود لمحب الأقصى عبد الحميد العدّاسي (3) واجبنــــا نحو القـــــدس – محب الدين التونسي (4) يا قدس الأمة في ضياع ما ضيعتك – لعلي سعيد (5) المسلمـون والأقــصى – عبد الحميد العداسي (6) بيت المقدس ورحلة الإسراء : الأسرار والدلالات – الشيخ محمد الهادي الزمزمي (7) إلى اللقــاء في القــدس – د. خالد الطراولي (8) يا قدس لبّيك – أبو جعفر لعويني ملاحظة : مساهمة السبيل أونلاين نت (تونس) في يوم القدس العالمي السادس على الأنترنت ، هذه المساهمات هي ثمرة مشاركة عدد من الغيورين على قضية القدس فجازاهم الله خيرا.وسيقع ان شاء الله تعالى نشر كل يوم موضوع من الفهرس أعلاه إحياء ليوم القدس .   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 20 سبتمبر 2008 )

تونس…بعد 17 عاما – الجزء الثاني﴿2﴾ :

 

 
الوسط التونسية-عماد بن محمد:  
يا “شاف”.. يا “شاف” , خرج عون الأمن لدى الجمارك من مقصورته في ميناء حلق الوادي مسرعا… رافعا جواز سفري , متجها نحو رئيسه و ذلك بعد أن أظهر له الكمبيوتر أن إسمي يسبّب إشكالا. أُخلي لي الطريق حتى وصلت إلى” الشاف” الذي سألني : هل سويت وضعك مع العدالة فأجبته بنعم. فطلب من زميله بأن يأخذ عنواني في تونس و قال لي بعد أن لاحظ علامات الإرتباك عليّ “هاك باش تروّح لداركم”. و منذ تلك اللحظة إنقطع إتصالي بأعوان الأمن حتى الأيام الأخيرة من عطلتي عندما وقع إستدعائي بطريقة مهذّبة جدا إلى منطقة الأمن , و بحديث ودّي وقع إعلامي أنّهم يريدون إقفال ملفّي و وقع سؤالي أسئلة قليلة جدا متعلّقة أساسا بالحالة المدنية ثم خرجت من هناك على إيقاع نفس الحديث الودي. وشهادة لله أن نظرتي للأمن التونسي تغيّرت بشكل كبير منذ رجوعي إلى وطني. أوّلا لما رأيته من وقفة بطولية مع الحق من قبل الحرس الوطني عندما تعرضت لحادث مروري حيث دفع الذي ظلمني ما عليه برغم التدخلات التي قام بها. و ثانيا عندما علمت بأنّ زميل لي أيام الدراسة و بعد سنوات من الإشتغال في سلك الحرس الوطني أُلقي عليه القبض و مجموعة من زملائه ضمن شبكة متورطة في سرقة و تهريب السيارات , إذ برغم تعاطفي مع صديقي سابقا فقد أعجبني أكثر كون القانون يعلو و لا يُعلى عليه في بلدي. و لئن كان الشق الأمني من عودتي مرّ بسلام و دون صعوبات تذكر فإن الأجمل من ذلك لحظة لقاء تراب الوطن و الأهل و الأحباب. و قد بدأت رحلة عودتي من باريس بإتجاه مرسيليا و منها إلى تونس, حيث تختلط العواطف و المشاعر بشكل أكبر خصوصا بعد مجاوزتك للديوانة الفرنسية و أنت تصعد الباخرة حيث لا يعود لك مجال بأن ترجع إلى الخلف. و حقيقة إن الأفكار و المشاعر التي تنتابك و أنت في الباخرة أشبه بذلك المعتقد الغربي الذي يظن بأن الإنسان في غمرات الموت يرى شريط حياته يمرّ أمام ناظريه. فأنا و في طريق عودتي إلى أرض الوطن مرّ عليّ شريط 17 سنة التي قضيتها بعيدا على أرض الوطن بحلوها و مرها. ثم تتصعّد تلك المشاعر إزاء الوطن مع دخول الباخرة المياه الإقليمية التونسية و يلوح لك تراب العزيزة تونس… مشاعر جيّاشة نغّصتها فقط ” غصرة” الديوانة التونسية التي ما إن جاوزتها بسلام حتى إنفتحت لي أبواب الوطن كلّها أرضه و سماؤه و هواؤه. إستنشقت جرعة هواء كبيرة من هواء وطني و سلكت الطريق السريعة بإتجاه مسقط رأسي , ألتفت يمنة و يسرة, ألحظ تضاريس بلادي..أناس بلادي..التغيرات التي شهدتها بلادي طيلة السنوات التي قضّيتها في بلاد المهجر, كلّ ذلك تحت وقع رنين الهاتف و حول إستفسارات الأهل : هل وصلت إلى تونس أم لا؟ هل جاوزت الديوانة بسلام أم لا؟ في أي نقطة كيلومترية وصلت؟ و كانت لحظة وصولي إلى بيتنا أهمّ لحظة في عودتي كلّها. جمع من نحو قرابة 100 شخص من عائلتي الكبرى ينتظرونني أمام المنزل , إرتميت في أحضانهم جميعا… حيث إختلط العناق بالدموع…حالة تعجز الكلمات عن وصفها… و أحمد الله أن هيّأ لي أن أعيشها. وبعد إنقضاء الأيام الأولى ما بعد الوصول إلى الوطن , و تقبّل العقل لحقيقة العودة , تبدأ عملية مضنية و معقّدة في نفض الغبار على الذاكرة التي تخونك في كثير من الأحيان. فكثير من الذين التقيتهم و صافحوني بحرارة لم أعرف أسماءهم برغم تعرفي على وجوههم مما سبّب لي إحراجا في كثير من الأحيان, حتّى أنّي كنت أفضل أن يرافقني أخي في الأماكن العامة لينجدني بأسماء من يمكن أن نعترضهم فيتعرفون عليّ و لا أتعرف عليهم. و إعادة إحياء الذاكرة لا تتعلّق بالأشخاص أو الأماكن فقط و إنما تتعداهما إلى قيمة العملة و أسعار الأشياء. فقد خرجت من تونس عندما كان لقطعة الدينار النقدية قدرها و احترامها فإذا هي اليوم لا تسوى ثمن علبة عصير. لقد تغيّرت جرايات الناس و الأسعار…أسعار كل شيء. في الختام , أرى أنه مادامت كثيرة هي الأمور التي تغيّرت في تونس فإن رجوع التونسيين الراغبيين في العودة إلى وطنهم أمرا ممكن و متناول, فقط بشيء من الحكمة و كثير من تغليب مصلحة الوطن. (المصدر: موقع الوسط التونسية الإلكتروني – بتاريخ 23 سبتمبر 2008)  

   بسم الله الرحمان الرحيم  
 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
      تونس في24/09/2008             الرسالة رقم 474 
     بقلم محمد العروسي الهاني       على موقع الديمقراطية       
مناضل كاتب في الشأن  الوطني والعربي والإسلامي   
التمثيل الجهوي والمحلي صورة حية مطلوبة
لدعم الديمقراطية واحترام إرادة المناضلين وتكريسا للعدل السياسي

 

 
إن موضوع التمثيل الجهوي والمحلي موضوع هام وعميق وضروري لتكريس العدل السياسي والاجتماعي بين الجهات والأجيال وقد خصصت أكثر من 7 مقالات على موقع الأنترنات لهذا الموضوع منها أربع رسائل خلال شهري جويلية وأوت 2008 بمناسبة انعقاد مؤتمر التجمع الدستوري السابع عشر منذ ميلاد الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد عام 1934 والمؤتمر الخامس بعد التغيير. وقد أشرت في الرسائل المفتوحة التي وجهتها إلى سيادة الرئيس المباشر سواء بواسطة هذا الموقع الإعلامي الهام أو عن طريق الاتصال المباشر بموقع قصر قرطاج حيث هناك مكتب خاص يتقبل رسائل المواطنين وحرصا مني على الاطمئنان على إبلاغ الرسائل إلى رمز البلاد. قمت بصفة شخصية بالاتصال بمكتب الاستقبال وسلمت له الرسائل مباشرة. وهذا المكتب بدوره يقوم بالاتصال أمامك بالمصلة المعنية بالأمر برئاسة الجمهورية وبعد الإجراءات والموافقة يتسلم الرسائل بابتسامة ومسؤولية ويعيدك المكلف بالمكتب بوصول الرسالة إلى صاحبها المكلف بإبلاغها إلى رئيس الدولة. هذا بعد نشرها بواسطة الموقع ، أما بقية رسائل السادة الوزراء فقد وجدنا مواقع تخصهم عن طريق الانترنات وبهذه الطريقة العصرية وتطور رسائل الاتصال التي أصبحت شفافة وسريعة يطلع عليها المعني بالأمر في دقيقة وبصفة فردية وعاجلة وأعتقد أنه ليس هناك مبررات أو اجتهاد في وصول الرسالة أم لا… تبقى عملية التذكير مستمرة ومفيدة، هذا فيما يتعلق بالتأكد من إبلاغ المقالات والخواطر والمقترحات في إبانها. أما فيما يتعلق بالنتائج والحلول فهذا أمر موكول للمسؤول المشرف على الجهاز ومن المستحسن والمفيد التذكير وقال الله تعالى : فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين صدق الله العظيم. وفي هذا الإطار تتنزل مقالاتي التي لها أبعاد حضارية وأخلاقية وسياسية نبيلة المقاصد والغايات إن نريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب صدق الله العظيم ومقالاتي التي وجهتها إلى رئيس الدولة والتجمع على امتداد أيام مؤتمر التحدي للتجمع حزب الأغلبية والشرعية التاريخية تهدف إلى دعم هذا الهيكل السياسي العتيد الذي أسسه وجدد بنيانه زعيم الأمة المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله يوم 2 مارس 1934 في قصر هلال مدينة النضال والوفاء الدائم لمن يعطي قيمة لمعاني الوفاء في وقت قل فيه الوفاء والذي يذكر الزعيم بورقيبة يصبح مش متعنا؟؟؟ وقد جاء في مقالاتي ما يلي : 1- ضرورة مزيد دعم التمثيل الجهوي والمحلي والتوازن بين الجهات والأجيال والمناطق في خصوص تركيبة اللجنة المركزية للتجمع حيث تنقسم اللجنة المركزية للتجمع إلى قسمين قسم الانتخابات الجهوي والوطنية وقد تحصل تكتلات قوية لا يجد الضعيف مكانه فيها والأموال خدامة في المؤتمر الجهوي والوطني ؟؟؟ 2- وقسم التزكية 169 منها 60 أقل من سن 30 سنة لتشبيب اللجنة المركزية للتجمع مبادرة لدعم تواجد الشباب ، ولو في سن مبكرة ، نسبيا على أعلى هرم التجمع وأتذكر أن عام  1962 كان عمر أصغر سجين سياسي المرحوم الحسين الحاج خالد رحمه الله عمره 18 سنة والأخ المنصف بن عمر الشريف من باب سويقة عمره 17 سنة أشبال الحزب وفي سنة  1961  كان أصغر رئيس شعبة بالجم الأخ مصطفى بدر الدين 24 سنة والأخ صاحب المقال محمد العروسي الهاني أصغر رئيس شعبة دستورية في البلاد عمره 22 سنة عام 1962 وقبلها 8 أعوام في قيادة الشباب الدستوري أي منذ عام 1954 إلى اليوم وهذا العمر معدل أعمار شاب وفتاة معا 54 سنة هو تاريخ نضال شخص واحد؟؟؟ 3- ونعود لنؤكد أن توسيع تركيبة المجلس الأعلى للمقاومين وكبار المناضلين حسبما اقترحت يوم 6/12/2006 يتطلب إضافة عددا هاما من المناضلين لإدخال حركية على عمل المجلس وتجسيم العدل السياسي في التمثيل حيث كما أشرت في مقال يوم 2 أوت 2008 حول تركيبة اللجنة المركزية للتجمع أن ولاية صفاقس مثلا وقع اختيار 15 عضوا بالتعيين 13 من صفاقس واثنان من جزيرة قرقنة أما الريف نصف عدد السكان فهو نسيا منسيا في اللجنة المركزية ( قائمة التعيين) معتمديات السخيرة والمحرس والغربية وبئرعلي والحنشة وجبنيانة فهي غير ممثلة إطلاقا وربما تأخذ حظها في تركيبة المجلس الموسع للمناضلين إذا وقع العمل بهذا المقترح الذي أكدته في كل الرسائل التي وجهتها إذا أردنا دعم العدل السياسي. وقد ذكرت بعض الأشخاص ولم اقتصر على ولاية صفاقس وأعتقد أن الرجوع إلى مقالاتي تساعد على دعم فكرة الاختيار ولا نريد إلا إرضاء الضمير ودعم إشعاع التجمع والحضور والتمثيل والعدل السياسي وهذا من حقنا كمناضلين أقل واحد عنده رصيد 55 عاما من النضال الوطني وفي الاتحاد السوفياتي كان الحزب الشيوعي يمتاز بمجلس الشيوخ في سن 75 عاما حتى يتم النضج السياسي والوعي والإدراك وتحصل التجربة كما أشير إلى دعم العمل بالتمثيل على صعيد سلك الولاة والمعتمدين وجهة الحنشة من عام 1984 لم تحظى بلفتة من طرف الحكومة في مجال التسميات لماذا ؟؟؟ ملاحظة كل مقالاتي على مكتب الأمين العام للتجمع الجديد، قال الله تعالى ، وتعيها أذن واعية ،  صدق الله العظيم   
  محمد العروسي الهاني  

إن أنت أكرمت الكريم ….
 
 احمد ياسين تحز في أنفسنا أشياء كثيرة بسبب رغبات لم نستطع تلبيتها أو أحلام لم نستطع تحقيقها أو أهداف لم نصل إليها. وهو شعور إنساني عادي وسرعان ما يتجاوزه المرء ويعود للعمل عساه يحقق في عمله الجديد ما لم يحققه في عمله السابق. ولكن هناك من الأشياء والأحداث والأفعال ما يحز في نفسك كثيرا ويترك ندوبا عميقة لا تمحى بسرعة أو لا تمحى أبدا كندوب وجه النائحات. حديثي ينطلق من مرارة عاشها صديق لي هو اقرب إليّ من أخي، كان هذا الصديق يعمل في إحدى المؤسسات .. وكان له صديق رفض مطلب انتدابه أكثر من مرة بسبب عدم أهليته للعمل بنفس المؤسسة التي يعمل بها صديقي.   غير أن الأخير ومن موقع حب فعل الخير ومن صدق نيته وروحه الإسلامية البريئة أعاد الكرة وتوسط لصديقه لدى مسؤوليّ الشركة حتى تم انتدابه للعمل بها.   ولكن ومثلما يقول المثل التونسي “ركبو على البهيم مد يدّو للزمبيل” ولم يمض على انتداب “السيد” الجديد في العمل حتى بات “يخدّم في مُخّو في الفارغ” على صديقي، ويقلل من شانه ما استطاع لذلك سبيلا، لا بل وناصبه العداء. وللعمل فان “المندوب الجديد” عندما ادخله صديقي إلى العمل لم يكن يفرق بين الفأرة ولوحة المفاتيح وكان على صديقي أن يأخذ بيده ويعلمه أصول العمل. للأسف هذه هي أخلاقيات غالبة في بلادنا ومنتشرة في عديد “الأوساط” حتى التي نظن أحيانا أنها أوساط “فيها الخير”.   الغريب أن صديقي وبناء على نصيحة منّي توجه إلى صاحبه وواجهه بهذه الحقائق وذكره بان هو المتسبب، بعد الله طبعا، في العمل الذي يحظى به… أنكر “اللئيم” حتى توسط صديقي له في العمل وزاد في “تسميعه ما يكره”. فسبحان الله أية امة هذه وأي زمان هذا. النصيحة الأخيرة التي قالها لي صديقي في آخر مرة رايته قال لي : في المرة القادمة أتوسط “لرومي بو برطله” ولا أتوسط لعربي مهما كان.   

 
الكنوز في تونس بين الوهم والحقيقة والتبرير
 
 تحقيق لطفي حيدوري
 
كيف نصدّق أنّ شخصا جمع ثروة هامة في طرفة عين بفضل حفنة بخور وقطرات دماء وشواء ونصل فأس ؟ هل أصبح مصباح علاء الدين صالحا للاستعمال ؟ موائد لم تنزل من السماء بل خرجت من الأرض وأناس يشار إليهم بالبنان، أثْروا بفضل ما تركه الأوّلون في قبورهم، ما أكرمهم ! توجد سوق سوداء موازية وأنشطة مقترنة بها كالحفريات والتقييم والترويج. وهذه السوق تعتبر كل متعلقات الماضي قابلة للبيع بما لها من قيمة فنية كالتحف والتماثيل أو قيمة تداولية كالذهب والعملة الذهبية. لم يعد الثراء السريع حلما وأصبح بالإمكان تحقيقه أيضا بإرسالية قصيرة أو اختيار إجابة من ثلاث أو تعمير ورقة الرهان الرياضي أو فتح علبة جبن مطبوخة أو حكّ وصل شراء… بالشعوذة أو بالحداثة سيّان فهي وسائل متاحة لكنوز الماضي والحاضر، مثقفون وأمّيون ورجال أعمال وبطّالون كلّهم سواء أمام آلهة المال المخبوءة. كنوز أم آثار توجد سوق سوداء موازية وأنشطة مقترنة بها كالحفريات والتقييم والترويج. وهذه السوق تعتبر كل متعلقات الماضي قابلة للبيع بما لها من قيمة فنية كالتحف والتماثيل أو قيمة تداولية كالذهب والعملة الذهبية. وتتيح الملكية الخاصة إمكانية الاتجار بكل ما يعثر عليه. لكنّ الدولة تدخلت في هذا المجال وأمّمت كل الموجودات حتى التي لم يعثر عليها بعد ونظّمت هذه الوضعية بقانون يظلّ بعيدا عن مقاومة إغراءات السوق. فالفصل الأوّل من مجلة حماية التراث الأثري يعتبر التراث الأثريّ أو التاريخي أو التقليدي ملكا عاما للدولة. وينصّ الفصل 60 على أنّه “لا يحقّ لأحد القيام بالتنقيب بأرض على ملكه أو على ملك غيره بهدف التفتيش عن الآثار… بدون الحصول على الترخيص المسبق من طرف المصالح المختصة بالوزارة المكلفة بالتراث”.  والمشكلة هي أنّ الجميع يؤمن بوجود أشياء ثمينة من الماضي يختلفون في وصفها وفي طرق الوصول إليها. التقينا خلال إعداد هذا التحقيق مع عدد من الناشطين في السوق السوداء من مستويات علمية واجتماعية متفاوتة. منطقة أثرية مهملة في مجاز الباب ولاية باجة   مخطوطات وعرفان ثم الجريمة دلّنا ناشطون في هذا القطاع على شابّ فضّل أن يدعى “الدكتور” وهي صفته التي يعرف بها في نشاطه حسب ذكره. يقول “الدكتور” إنّ من الوسائل السهلة للوصول إلى الدفائن خرائط ووصايا متوارثة أو تجلب من خارج البلاد وتملكها في الغالب عائلات. هذه الخرائط تكون عادة مكتوبة بالعربية أو العبرية أو اللاتينية، ولكنّه أكّد أنّ أكثر من 90 بالمائة من الخرائط المتداولة مزوّرة. ويعود آخر ما اطّلع عليه في هذا السياق إلى سنة 2006 على وصية مكتوبة على جلد ثعبان وتتضمّن تحديد المكان وتحديد “العزيمة” ونوعية البخور. لكن لم يتم فكها إلى حدّ الآن. ويعود السبب إلى أنّ المكان سكن من قبل البدو بعد أن كان قفرا فتغيّرت المعالم الطبيعية للموقع. كما توجد عشرات العلامات على مواقع الكنوز والتي قد تكون مثبتة على الخرائط أو موجودة على طريق الدفائن. ومنها: –       السلحفاة وتكون حجرا منحوتا يدلّ على أهم “أمانة” أو “دفين” وتشير إلى وجود ذهب قد يصل وزنه الطنّ. وهناك 13 نوعا من السلحفاة 12 منها يتم فك رموزها هندسيا لتعيين المسافة والاتجاه والعمق الذي يصل عادة 3 أمتار. ورمز واحد روحاني يفكّ بالطلسمات. –       العقرب : حفنة صغيرة من الذهب لا يتجاوز عمق دفنها 50 أو 60صم. –       الناقة : حِمل بعير. –       السهم يدلّ على وجود فتحة في ذلك المكان أو على اتجاه. هذا إضافة إلى رموز أخرى ومنها العضو الذكري والحصان والقرد والحمامة والمنسج… وبرأي صاحبنا فإنّ لكل حضارة رموزها ويتم فك هذه الرموز روحانيا بطرق شتى، ومنها: – الاستخبار عن بعد بأخذ عيّنة من التراب يتم من خلالها كشف نوعية المخبوء ومتطلباته ( من نُشرة “ذبيحة حيوان أو بشرية” أو بخور أو دماء. – الاستخبار على عين المكان: باستحضار القرين من الجان ومخاطبته – تحديد المكان: ويسمّى التربيع، ويوجد مختصون فيها بقراءة نص يعرف “بالبرهتية” ثم يقع رش الماء على المكان المحدد وبعد وقت معلوم يخرج نمل منه إن كانت به دفينة. – الحفر : في مكان يحدّد بوصيّة. – التفوير : يتم عبر العزيمة والاستخراج – الشق : انفلاق الأرض أثناء العزيمة ثم ينتدب “الحكيم” شخصا للنزول وأخذ جزء محدود من الموجودات في وقت محدود. – الجلب : يتم نقل محتوى الدفينة من مكان إلى مكان وتروى في هذا الصدد حوادث جلب كنوز من الكاف إلى القصرين ومن تونس إلى المغرب. – ويستعمل بعض الفنّيين قصبتين تحدثان ذبذبة إن كان في باطن الأرض معدن نفيس. وجه لحجر يدّعي صاحبه أنّه رسم لخريطة الكنز – ويوجد نوع من الديكة يسمّى “الأفرم” وهو يتعرف على مكان المخبوءات ويقود إليها. لكنّ هناك من يتحدث عن أماكن رآها في المنام أو لقاء غير مقصود مع شخص يرونه لأوّل مرّة يعرّفهم بطريق الكنز ويدلّ على طريقة استخراجه. وهناك من يتحدث عن ضياع الكنز بإفشاء سرّ وجوده. “توفيق” أستاذ فلسفة معطّل عن العمل يؤمن بوجود هذه الكنوز وبطرق استخراجها، يقول إنّ قريته يشقّ باطنها الكهوف و بإمكان الإنسان إن وصل إليها أن يمشي داخلها. ويعتقد بأنّ خزائن كبيرة توجد في “الهناشير” أي في القلاع القديمة إضافة إلى أحجار كريمة تعود إلى العهد الإسلامي الفاطمي.   طريق الجريمة من المسلّم به لدى الباحثين عن الكنوز ومروّجيها أنّهم ينشطون في إطار يجرّمه القانون، وهو ما يفتح الباب كلّما تقدم البحث إلى محظورات جديدة وأخطرها استخدام الأطفال والتضحية بهم لاستخراج الكنوز المحروسة بالجن حسب زعمهم، وقد تواترت حالات الخطف والقتل. ففي جانفي 2008 عثر على الطفلة وجدان قتيلة في منطقة جبلية بين سبيطلة والقصرين وسط تونس وبدت على الجثّة آثار العنف كما انتزعت إحدى عينيها. وإلى حد السنة القضائية الجديدة ظلّت القضية غامضة خاصة بعد إطلاق سراح أحد المشتبه بهم. ولا يزال مصير “وليد” أصيل القصرين مجهولا منذ اختفائه سنة 2006 بعد اختطافه من قبل ثلاثة أشخاص وقد عثر على حافظة أوراقه وملابسه قرب هيكل عظمي بيّنت التحاليل أنّه لغيره. أمّا الرضيعة “نادية” من سبيطلة وعمرها عام وأربعة أشهر فقد عثر عليها هيكلا عظميا بعد اختفائها في جويلية 2006. حادثة أخرى حصلت في شهر أوت 2008 في حمام الأنف حيث اختطف الطفل منتصر (14 عاما) لمدة ثلاثة أيام ثم أخلي سبيله وعلى جسمه آثار كدمات. وفي سبتمبر 2006 اختفى طفل يبلغ من العمر سنتين ونصفا ثلاثة أيام بالقصور بالكاف ثم عاد سليما معافى ونسب عرّاف بالجهة خطفه إلى الجنّ. وقد عثر عليه قرب بحيرة بالجهة في مكان به بقع دماء على الأرض وأثبتت الفحوص الطبية أنّه سليم معافى. يقول مصدرنا “الدكتور” مفسرا هذه الظاهرة أنّ الطفل الذي يحمل علامة في إحدى عينيه يسمى ناظرا، ويشترط فيه أن لا يكون بالغا. ويتم استخدامه بوضع عصابة على جبهته فيستكشف الكنز المخبوء. كما قد تؤخذ من هذا الطفل عيّنة من دمه ولذلك هو يموت بعد 40 يوما بحسب هؤلاء لأنّ الجان يظل يمتص دمه حتى يموت. كما يُتخيّر الطفل الذي يوجد في كف يده خاتم أي الخط المتواصل. وتوجد قصص مريبة لا نعرف مدى صدقيتها أنّ هناك من ضحّى بابنه. وتتعدّد الجرائم المرافقة لهذا النشاط وتتعلق بالقسمة فقد قتل موظف متقاعد وابنه في ريف بئر علي بن خليفة من ولاية صفاقس في جويلية 2006 رميا بالرصاص وصدر في الجريمة حكم بالإعدام نهاية السنة القضائية الفارطة. وتبقى جرائم التحيل هي الطاغية في هذا المجال فقد أصبحت البلاد التونسية قبلة للمتحيّلين من عدة دول إفريقية (المغرب ومالي والنيجر ونيجيريا والسينغال) عملوا على إيهام أشخاص أثرياء بوجود كنوز في عقاراتهم ولهفوا أموالهم، والغريب في هذا السياق أنّ هناك من ضحّى بعشرات الملايين للحصول على الذهب والقطع الأثرية دون أن ينال شيئا. وبرع الأفارقة في خداع يصطلح عليه “الخنقطيرة” يقبض ثمنه بالدينار التونسي. كما يقع الغش بتقليد القطع الأثرية وهو ما يقع فيه حتى المختصّون. وتعدّ القصرين أهمّ جهة في التحيل في هذا الباب. ومن الطرائف التي تروى أنّه في فترة ما فقدت القطع النقدية من فئة 10 و20 و50 مليما في القصرين حيث يتم تقليد العملة الرومانية وأشهرها قطعة نقدية وجهها رأس عليه إكليل وقفاها فارس بيده رمح. وعادة ما يقع ضحيّة الغش السماسرة لا المتنفذون المعتمدون على الخبراء والفنيين. كما قد تعرض حالات تحيّل بافتكاك البضاعة.   ظاهرة تاريخية من الطريف أنّ العلاّمة ابن خلدون وصف هذه الظاهرة في “المقدمة” بما ينطبق على ما يحصل اليوم، يقول في فصل (في أنّ ابتغاء الأموال من الدفائن والكنوز ليس بمعاش طبيعي): “اعلم أنّ كثيرا من ضعفاء العقول في الأمصار يحرصون على استخراج الأموال من تحت الأرض ويبتغون الكسب في ذلك ويعتقدون أنّ أموال الأمم السالفة مختزنة كلّها تحت الأرض مختوم عليها كلها بطلاسم سحرية لا يفضّ ختامها ذلك إلاّ من عثر على علمه واستحضر ما يحلّه من البخور والدعاء والقربان”.  
آثار حفر عشوائي في المنطقة الأثرية ويذكر وسائل البحث والتنقيب بتفصيل لا يزال واقعا “وتنتهي التخرفة والكذب بهم على أن يسكنوا المنازل المشهورة والدور المعروفة لمثل هذه ويحتفرون الحفر ويضعون المطابق فيها والشواهد التي يكتبونها في صحائف كذبهم ثم يقصدون ضعفاء العقول بأمثال هذه الصحائف ويعثون على كبراء ذلك المنزل وسكناه ويوهمون أنّ به دفينا من المال لا يُعبّر عن كثرته ويطالبون بالمال لاشتراء العقاقير والبخورات لحلّ الطلاسم ويعيدونه بظهور الشواهد التي قد أعدّوها هنالك بأنفسهم ومن فعلهم فينبعث لما يراه من ذلك وهو قد خدع ولبّس عليه من حيث لا يشعر”. كما توجد كتب تراثية تنظّر للبحث عن الكنوز ومنها كتاب “ابن الحاج الكبير” للحكيم ابن الحاج التلمساني ولا تتوفر منه نسخ في تونس وقد يكون هناك تعميم رسمي بمصادرته، إضافة إلى كتاب الدمياطي وهو مرجع يغلب عليه السحر. ويشير أستاذ علم الاجتماع مهدي مبروك في تصيح لكلمة إلى أنّ هذه الظاهرة تاريخية وتعود إلى فترة الاستعمار، فالمستعمرون ذكّوا الاهتمام بالآثار. ملاحظا أنّنا “في ثقافتنا التقليدية لم يكن هناك تثمين لكل ما يتعلق بالتماثيل (الأصنام) فالاهتمام في الحقب الماضية منصب على الأموال والذهب والأحجار الثمينة. وكان قدوم الإيطاليين (الآثار الرومانية) والمالطيين هو الذي سيعيد الاعتبار إلى التماثيل والمنحوتات والجداريات. ونشطت هذه السوق فيما بين الحربين (في غياب التشريعات) وامتدّ هذا الأمر إلى حدود الستينات حيث تقلصت بحكم نشأة جهاز يفترض أن يكون حاميا للتراث (معهد التراث) وبداية حركة تشريعية وإجراءات (تحيين الخارطة الأثرية وعقد اتفاقيات دولية للصيانة والترميم).   عوامل ثقافية واقتصادية يلاحظ الدكتور مهدي مبروك أنّ الوهم والأساطير والخرافة تحيط بهذه الظاهرة، كالتعزيم واستحضار الجنّ والخلطات السحرية ممّا أصبح يشغّل يدا عاملة ويبيع الكثير من الأوهام. كما أدّى ذلك إلى جرائم القتل والنبش في القبور. ويرى أنّ المفارقة هي أنّ الثقافة الخرافية انتشرت في أوساط ما يسمى بالبورجوازية المرفهة الحاصلة على درجات علمية وثقافية وخريجي الجامعات، بما خلق نوعا من الحمّى التي فتكت بكثير من أصحابها. وبحسب مهدي مبروك فإنّ اندلاع هذه الظاهرة بشكل قوي في بداية التسعينات تعود أسبابه إلى : عوامل ثقافية، فليس من قبيل الصدفة أنّ اندلاع هذه الظاهرة يتزامن مع انسحاب الإسلام السياسي وهو إسلام سنّي عقلاني. وانتشرت مع عودة الإسلام الشعبي. وقد انتشر التصوف في جميع الطبقات، ولا نستغرب أن تكون هذه الموجة من التدين الشعبي الطرقي تنزاح نحو الشعوذة لأنّ الحدود ما بين الاعتقاد الطرقي في الأولياء والاعتقاد الشعبي في العرافين حدود مائعة ومرنة. وعوامل اقتصادية: تتعلق بمفهوم الثروة، وحمى البحث عن الثروة واليأس من أن يكون العلم والعمل مسالك لتحقيق الثروة، فيرتمي الناس في أحضان الخرافة والشعوذة لتحقيق الثروة. فبانعدام الحراك الاجتماعي في التسعينات أصبح المصعد الاجتماعي (المدرسة والعمل) معطلا بشكل لافت وبالتالي أصبحت إمكانيات الارتقاء الاجتماعي تكاد تكون معدومة.   حقيقة سوق الكنوز التونسية أكّدت بعض مصادرنا أنّ القطع الأثرية المتداولة في السوق السرية التونسية لم تستخرج من تونس بل يتم ادّعاء استخراجها داخل البلاد واختلاق سيناريوهات التنقيب والتعاويذ ومغامرات البحث لتجنّب جناية التهريب وإضفاء نوع من المشروعية على ما بحوزتهم. فقد تم العثور في تونس على عدد من القطع والتماثيل الأثرية من قبل سفارة الجزائر (رأس، جزء من تمثال امرأة من الرخام، رأس امرأة من الرخام، ثابتان جنائزيان للإله زحل، تمثال امرأة مسيحية، مجسم امرأة، مجسم امرأة فينيقية، تماثيل قديمة، تماثيل رومانية) سرقت من عدة أماكن (الموقع الأثري بعنابة، حديقة سراييدي بقالمة، متحف قالمة، المقبرة المسيحية بتبسة، متحف تبسة، متحف برج بوعريريج) وهي معلومات نقلتها مجلة العربي الكويتية، عدد 569 أفريل 2006. وبحسب تقارير صحفية جزائرية تقع 90 بالمائة من حوادث سرقة الآثار في المنطقة الشرقية من الجزائر قريبا من  الحدود التونسية حيث توجد شبكة من المهربين على معرفة دقيقة بمختلف المواقع والمناطق الأثرية بالجزائر. وكانت السلطات الجزائرية قد حجزت 3200 قطعة أثرية بمطار أقنار بولاية تمنراست حاول سياح تهريبها. وكانت أخبار صحفية قد ذكرت منذ سنوات أنّ إدارة الآثار التونسية قد أغلقت متحف “طينة” بصفاقس بعد تعدد السرقات. كما لاحظنا أمرا مهمّا في حديثنا مع نشطاء هذا القطاع، فالجميع يتحدث بحماس وبراعة عن وجود الكنوز وطرق استخراجها السحرية وشتى التعاويذ والشعوذة وعن أنواع القطع الأثرية وجرار الذهب (لويز) وعن الأثمان كما تذكر في هذا الصدد أسماء كبيرة معروفة في باب الشراء وتروى قصص وقائع البيع وحقائب المال. لكن لم يثبت لنا أحد منهم أنّه شهد استخراج الدفائن أو رآها. بل إنّ أغلب المستجوبين يتحدثون عن عثورهم عن بقايا جرار مكسورة أو آثار انتزاعها.   لكن في المقابل يؤكد انخراط أثرياء والتضحية بأموالهم في هذا الشأن وجود قناعة راسخة لديهم تم تأكيدها بتداول القطع الأثرية ووجود سوق رابحة، لكن من أين جاءت السلع وأين تذهب… تحدثت بعض المصادر عن مشترين من أجانب ويهود تونسيين وشخصيات نافذة. ويشار إلى معلومة لم يتسنّ التعرف إلى مدى صحّتها تذكر أنّ نهاية 2003 كانت فاصلة في مسار البحث والحفر بقدوم يهودي فرنسي إلى تونس، والتاريخ المذكور يتعلق بما تم التوصّل إليه بعد نهب متحف بغداد. وتتجه الأصابع أيضا إلى بعض تجار الذهب في تونس ودورهم في “تبييض” الذهب المستخرج. ولا تحتاج بعض المعطيات إلى كثير من الاجتهاد وتتعلق بوجود أكثر الناشطين تجارا ومشعوذين ومنقّبين طلقاء يستمر بهم نشاط السوق ويظلّ معهم أمل الكثيرين معلّقا أن ينالهم نصيب ممّا تحت الأرض أو فوقها، خاضعا للصدفة. وكان العلامة ابن خلدون قد علّق فيها الصدد قائلا “ويحتاج من وقع له شيء من هذا الوسواس وابتلي به أن يتعوّذ بالله من العجز والكسل في طلب معاشه”. ونحن نخشى أن لا يكون الأقلّون قد تركوا للأكثرين شيئا وتفنّنوا في صرفهم إلى التراب ووهم القبور.
(المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 16 سبتمبر 2008)

اتهمهم بتغييب الإسلام والخيانة والعمالة زعيم قاعدة المغرب الإسلامي يهاجم قيادات بلدان المغرب العربي

 
شن زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال المعروف باسم أبو مصعب عبد الودود، هجوما على قيادات دول المغرب العربي واتهمها بتغييب الإسلام عن حياة الشعوب وبالخيانة والعمالة لأميركا وفرنسا. وقال أبو مصعب في رسالة صوتية منسوبة إليه إن ما وصفه بالمد الجهادي آخذٌ فى التنامي والانتشار في أقطار العالم الإسلامي، ونفى أن يكون التنظيم يتعمد سفك دماء الأبرياء. وحذر أبو مصعب من الاقتراب من المراكز الأمنية والحكومية وتجمعات الغربيين ومصالحهم، قائلا إنها أهدافٌ مشروعة لتنظيمه.  وفي مطلع يوليو/تموز الماضي أكد درودكال في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن تنظيمه “لن يتردد في ضرب الولايات المتحدة عندما يتيسر له ذلك وحيثما تيسر”. يذكر أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي –الذي كان يسمى من قبل الجماعة السلفية للدعوة والقتال- تبنى عمليات اختطاف وهجمات ضد سياح غربيين وعدة تفجيرات في بلدان مختلفة من المغرب العربي. ومن أبرز العمليات التي نفذها التنظيم تفجير استهدف مكتب بعثة الأمم المتحدة في العاصمة الجزائر في ديسمبر/كانون الأول 2007 أسفر عن مقتل 41 شخصا منهم 17 من العاملين في المكتب. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) نقلا عن وكالات الأنباء بتاريخ 23 سبتمبر 2008)  

مصادر مطلعة تكشف لـ «العرب»: الاغتيالات في سوريا استهدفت عناصر التسليح الاستراتيجي
 
بيروت – قاسم قصير كشفت مصادر سياسية لبنانية مطلعة لـ «العرب» أن العمليات الأمنية والعسكرية التي تعرضت لها سوريا خلال الأشهر الماضية من قبل الطيران الإسرائيلي والموساد استهدفت القضاء على العناصر الأساسية المرتبطة بالتسليح الاستراتيجي لسوريا فعملية تدمير المركز العسكري في دير الزور واغتيال القائد العسكري لحزب الله الحاج عماد مغنية واغتيال المستشار الأمني الخاص للرئيس بشار الأسد العميد محمد سليمان مترابطة فيما بينها في إطار خطة نفذت بالتعاون بين الأميركيين والإسرائيليين لمنع سوريا من الحصول على أسلحة استراتيجية. وأضافت المصادر أن (مغنية) كان على علاقة وثيقة بالقيادات العسكرية والأمنية السورية وأنه بعد حرب يوليو 2006 والنتائج الاستراتيجية الهامة التي أسفرت عنها قدّم للقيادة السورية خطة متكاملة حول كيفية تطوير أداء الجيش السوري انطلاقا من تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان وأنه كان يتم تطبيق العديد من الخلاصات لهذه الخطة قبل عملية اغتياله، أما العميد سليمان فكان يـرتـبـط بـعـلاقة وثــيـقـة ويـتـولـى مـلـف الـتـسليح الاستراتيجي للجيش السوري. وحسب المعلومات المؤكدة فإن جهاز الموساد الإسرائيلي هو الذي تولى تنفيذ عمليتي الاغتيال وأن الأجهزة الأمنية السورية أجرت إعادة تقييم للثغرات التي سمحت بالاختراق الإسرائيلي للساحة السورية وتتم حاليا معالجة هذه الثغرات لمنع تكرارها. وحول تأثير هذه العمليات والمفاوضات السورية – الإسرائيلية على العلاقة بين سوريا من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى تقول المصادر «إن هذه العلاقة هي علاقة استراتيجية ولن تؤثر فيها هذه التطورات لأن القيادة السورية تؤكد دوما على متانة العلاقة وهذا ما أكده مؤخرا الرئيس بشار الأسد خلال الحوار مع التلفزيون الإيراني، وأن سوريا تدرك أن أي تراجع أو خلل في العلاقة مع إيــران وحـــزب الله سيـضـعـف نـقـاط الـقـوة لـديـهـا طـالـمـا أن الـمفاوضات مستمرة. مع العلم أنه ليس هناك توقعات بحصول نتائج إيجابية قريبة للمفاوضات مع إسرائيل والتي قد تستمر لفترة طويلة في ظل الأوضاع الأميركية والإسرائيلية». وتختم المصادر بالقول «إن المرحلة المقبلة ليست مرحلة سلام أو هدوء سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي بل نحن في مرحلة اشتداد للصراعات وخصوصا بعد عودة أجواء الحرب الباردة وإن القوى المعادية لسوريا وإيران وحزب الله تعمل لزيادة تحركاتها سياسيا وأمنيا، كما أن إسرائيل مستمرة في التصعيد الأمني والذي قد يتحول إلى تصعيد عسكري في أي وقت، مما يتطلب من سوريا وإيران وحزب الله وحماس وقوى المقاومة في المنطقة المزيد من التعاون والتنسيق وليس الخلاف أو التباعد، وإن سوريا تسعى حاليا للبحث عـن مـصـادر جــديــدة للتسلح الاســتــراتــيجي وخصوصا عبر العلاقة مع روسيا» (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2008)  

جماعة حقوقية ترصد تمييزا في السعودية
 
نيويورك (رويترز) – قالت منظمة هيومان رايتس ووتش يوم الاثنين ان مئات الالاف من أفراد الطائفة الشيعية الاسماعيلية في السعودية يواجهون تمييزا ترعاه الدولة وقمعا لحريتهم الدينية. ويتركز أبناء الطائفة الاسماعيلية في منطقة نجران التي تحد اليمن. واشتكوا من تمييز ضدهم من جانب الدولة. ووثق التقرير ما سماه “نمطا من أنماط التمييز ضد الاسماعيلية في مجالات التوظيف في الحكومة والتعليم والحريات الدينية ونظام العدالة.” وقال جو ستورك نائب مدير شؤون الشرق الاوسط في المنظمة التي مقرها نيويورك “ان الحكومة السعودية تدعو للتسامح الديني في الخارج ولكنها تعاقب بصورة منهجية أبناءها المنتمين للطائفة الاسماعيلية بسبب معتقداتهم الدينية.” وأضاف “على الحكومة أن تكف عن معاملة الاسماعيلية بوصفهم مواطنين من الدرجة الثانية في مجالات العمل ونظام العدالة والتعليم.” وأفاد التقرير بأن هناك مئات الالاف من أبناء هذه الطائفة وربما يصل العدد الى مليون في المملكة. والطائفة الاسماعيلية أقلية ضمن الشيعة ومعظم الشيعة البالغ تعدادهم مليونا شخص يعيشون في المنطقة الشرقية في القطيف والاحساء. وقال التقرير ان السلطات السعودية تستخدم “خطاب كراهية” ضد الاقلية الدينية مشيرا الى أن مسؤولا بهيئة كبار العلماء في السعودية وصف الاسماعيلية بالكفر والالحاد. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 سبتمبر 2008)

ابتداء من هيكل.. وانتهاء بعمرو خالد الشارع المصري يبحث عن رئيس!

 

 
القاهرة – شريف عبد الغني  بين الحين والآخر يخرج ناشطون سياسيون مصريون ومنظمات المجتمع المدني، بترشيح إحدى الشخصيات المصرية المرموقة لمنصب رئيس الجمهورية، وذلك منذ تعديل المادة 76 من الدستور التي تسمح بإجراء انتخابات على منصب الرئيس، بعد أن ظل هذا المنصب الرفيع منذ قيام ثورة يوليو 1952 عصيا على أحد من خارج السلطة، واقتصر الأمر على استفتاء يجرى على شخص واحد يظل في منصبه إلى ما لا نهاية. وخلال الانتخابات الرئاسية الأولى التي جرت عام 2005 بين عدة مرشحين وإلى الآن، ردد سياسيون عدة أسماء تحظى بشعبية ملموسة في الشارع المصري، نظرا لعطائها السياسي أو العلمي أو الفكري أو الاقتصادي أو حتى الاجتماعي، ومن أول هذه الأسماء الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذي يرى معارضون أنه يمثل شبحا للنظام المصري، نظرا لصوته المسموع عالميا، والاحترام الذي يلقاه من النخب السياسية والفكرية في مختلف عواصم القرار الدولي، وهو من أوائل -إن لم يكن اول- الذين كشفوا للناس ما يعتقد أن مخططا لتوريث منصب الرئيس إلى جمال مبارك نجل الرئيس حسني مبارك يتم بخطى متأنية وحثيثة، وذلك خلال محاضرته الشهيرة بالجامعة الأميركية بالقاهرة. النموذج المفتقد بعد هيكل يأتي اسم عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وزير الخارجية الأسبق، الذي تحول إلى نجم شعبي ، نظرا للهجته الحماسية حيناً و»الخطابية» حينا آخر تجاه إسرائيل. واللافت أن شعبيته ازدادت بعد إعفائه من منصبه الوزاري، والذي تصادف مع صدور أغنية للفنان الشعبي ذائع الصيت شعبان عبد الرحيم تتغنى باسمه و»بحبه وكراهية إسرائيل»، وترافق خبر تركه وزارة الخارجية مع شائعات مفادها أن النظام أقاله بعد زيادة شعبيته، وبشكل يهدد شعبية الرئيس نفسه! وهناك من رشح اسم المشير الراحل محمد عبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع السابق الذي رحل مؤخرا، وأصحاب هذا الاختيار برروا رأيهم بالتاريخ العسكري الحافل للمشير ومشاركته في كل الحروب التي خاضتها مصر في مواجهة إسرائيل، ودوره في زيادة قدرات الجيش المصري، فضلا عن زهده في المناصب، وحرصه الدائم على التزام الشرعية، مشيرين إلى أحداث تمرد جنود الأمن المركزي التابعين لوزارة الداخلية عام 1986، ونزول المشير بجزء من قوات الجيش إلى الشارع وقتها لإعادة الهدوء، ثم العودة سريعا إلى الثكنات العسكرية، رغم أنه كان بمقدوره- حسب رؤية البعض- السيطرة تماما على مقاليد السلطة في البلاد أيامها. يأتي بعد هذه الشخصيات الثلاثة أسماء أخرى، منها خالد محيي الدين، مؤسس حزب التجمع اليساري المعارض، عضو مجلس قيادة ثورة يوليو، ومبررات اختياره أهمها نضاله الطويل من أجل الديمقراطية، لدرجة تضحيته بعضوية مجلس قيادة الثورة، بل وبمنصب رئيس الوزراء الذي رشح له خلال ما عُرف بأزمة مارس 1954، وهو في ريعان شبابه، بعد مطالبته بعودة الثوار إلى ثكناتهم العسكرية، وتكوين حزب سياسي يخوض انتخابات حرة مع باقي الأحزاب الموجودة أيامها، وبعد رفض زملائه الضباط لاقتراحه توجه إلى منفاه الاختياري في سويسرا، ثم عاد ليمارس السياسة ليس من القمة التي تركها، ولكن من قلب عالم الصحافة وقضايا الشارع ومتطلباته، ثم تأسيس حزب التجمع، والوصول إلى مجلس الشعب كمعارض جاد وحقيقي يحظى باحترام خصومه قبل أنصاره، وبعد ذلك قام بالخطوة البارزة التي تعد «نغمة نشاز» في أوساط السياسيين المصريين بتخليه عن رئاسة الحزب الذي أسسه، لإعطاء الفرصة لجيل جديد لقيادة الحزب، وهي الخطوة التي لاقت إشادة كبيرة في أوساط المهتمين بالعمل العام باعتبارها نموذجا مفتقدا في مصر التي تسود فيها ثقافة «احتكار» المناصب وعدم التخلي عنها. العالم الكبير أحمد زويل صاحب جائزة نوبل، نال هو الآخر نصيبه من الترشيحات، باعتباره عقلية فذة يمكن أن تخطط لنهضة علمية في مصر تقودها لمصاف الدول المتقدمة. وقبله طُرح اسم صالح سليم رئيس النادي الأهلي الراحل، صاحب الشخصية القوية الحازمة، والذي لم يُعرف عنه يوما نفاق أي مسؤول أو صاحب سلطة، واعتبر من اختاره للترشيح أن النادي الأهلي تحت قيادته نموذج لدولة مصغرة، تُدار بمنهج مدروس بعيد عن العشوائية، وهو ما أثمر نجاحات عديدة للنادي على كافة المستويات المحلية، والعربية، والإفريقية، وأيضا العالمية، وهو ما يتمنونه لمصر. وفي أوقات أخرى، طرح البعض اسم القيادي البارز بجماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور عصام العريان، وهو ضيف دائم على سجون السلطة، وحصل على عدة شهادات جامعية، وأكثر من رسالة ماجستير ودكتوراة، وكذلك الداعية الإسلامي الشاب عمرو خالد، خاصة بعد رحيله إلى لندن نتيجة ما اعتبره هو نفسه «مضايقات» تعرض لها في مصر، وأعاقته عن عمله الدعوي ونشر أفكاره.وآخر المرشحين لمنصب الرئيس هو الدكتور محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية الطاقة الذرية، والذي طرح اسمه إيهاب الخولي رئيس حزب «الغد – جبهة أيمن نور»، وذلك استنادا إلى القبول الدولي الذي يحظى به الرجل، والاحترام الذي اكتسبه من خلال موقعه في إدارة الوكالة ،وهو المنصب الذي سيتركه في العام المقبل. «النظام لم يعد يحتمل الديمقراطية» وطَرحُ اسم البرادعي وبقية الأسماء السابقة كمرشحين للرئاسة، غالبا ما يُقابل بانقسام في الرأي ما بين مؤيدين للفكرة يرون أن مثل هذه الأسماء قادرة على دفع الناخبين المصريين إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتخلي عن سلبيتهم عند أية انتخابات جرت خلال العقود الثلاثة الأخيرة، معتبرين أن ترشيح أسماء قادرة على الفوز بالمقعد الرئاسي، يعني أن مصر بها العديد من الكفاءات السياسية، بعكس ما ذكره الرئيس حسني مبارك من أنه لا يجد شخصا يصلح لمنصب نائب الرئيس. وفي المقابل، هناك من يرفض مثل هذه الفكرة، وزج أسماءٍ لها ثقلها في انتخابات معروف نتيجتُها سلفا، باعتبار الانتخابات في مصر «مجرد ديكور يكمل الشكل الديمقراطي» حسب تعبيرهم، ومستشهدين بما جرى في انتخابات 2005 التي شهدت ترشيح أسماء مجهولة تتولى رئاسة أحزاب هشة لاستكمال الشكل الانتخابي، وحتى الأسماء المعروفة التي خاضتها انتهت سياسياً، مثل رئيس حزب الغد أيمن نور المسجون حاليا بتهمة تزوير توكيلات حزبه، ورئيس حزب الوفد السابق الدكتور نعمان جمعة الذي تعرض لانقلاب داخلي في حزبه أطاح به. أبرز المؤيدين في هذا الصدد المنسق العام المساعد لحركة «كفاية» جورج إسحاق الذي لا يرى مانعا في ترشيح البرادعي، أو غيره من الأسماء البارزة، لافتا إلى أن فكرة الإجماع على شخصية يتم الدفع بها كمرشحة من القوى والتيارات السياسية طرحت من قبل أثناء انتخابات 2005، على أن تحدد فترة الرئيس بسنتين فقط، يدعو فيها لهيئة تأسيسية لإعادة صياغة الدستور، على أن تجرى بعدها الانتخابات البرلمانية والمحلية ورئاسة الجمهورية.وقال إسحاق إن القوى الوطنية كانت قد حددت من قبل أن يكون للرئيس المنتخب أربعة نواب من القوى السياسية، إسلامي، وليبرالي، وقومي، وناصري. أما أبرز المعارضين للفكرة، فهو مجدي حسين الأمين العام لحزب العمل (المجّمد من قبل السلطات بدعوى وجود نزاع على رئاسته)، والذي قال إن الحلم بإجراء انتخابات رئاسية نزيهة، وترشيح شخصية مثل البرادعي، أو أحمد زويل، أو هيكل، أمر بعيد المنال؛ لكون الانتخابات عبارة عن «مسرحية هزلية». واعتبر حسين أن «النظام لم يعد يحتمل فكرة الديمقراطية من الأصل»، قائلاً إن ما حدث في انتخابات المحليات الأخيرة هو «إلغاء رسمي لفكرة الانتخابات في مصر»، وخاصة بعد إلغاء الإشراف القضائي عليها، ومنع المرشحين من تقديم أوراقهم. ورأى أنه مادام لا توجد انتخابات نزيهة، فإن الحل يكون من خلال التغيير عبر العصيان المدني، أو حدوث ثورة، واصفا ما يحدث حاليا في الساحة المصرية بأنه «عبث». وعلى الرغم من كل هذه الآراء، فإن اللافت في كل هذا الجدل الذي غاب عن ذهن الجميع، أن الدستور المصري لا يوجد به ما يسمى بالقوى الوطنية، وأن حسنين هيكل، أو عمرو موسى، أو أحمد زويل، أو محمد البرادعي، إذا أراد الترشح لمنصب رئيس الجمهورية فعليه الانضمام لأحد الأحزاب لتقوم بترشيحه، كون باب الانتخابات مفتوحا للأحزاب فقط. (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2008)

أعاصير الشرق الأوسط

 

عرض/ بدر محمد بدر يحظى مؤلف هذا الكتاب الدكتور حامد عمار بمكانة مرموقة بين المشتغلين بالعملية التعليمية والتربوية في مصر, وله إسهامات فكرية ومنهجية جديرة بالاهتمام. ويطلق عليه تلامذته وزملاؤه لقب شيخ التربويين, ليس فقط لأنه جاوز الخامسة والثمانين من العمر, ولكن أيضاً باعتباره مرجعاً مهماً للمناهج التعليمية وطرق التدريس في مصر.  
وهذا الكتاب تأملات سياسية وفكرية ومنهجية فيما يجري من أحداث وأزمات وأعاصير في منطقة الشرق الأوسط, وتداعيات ذلك على الفكر التربوي والمناهج التعليمية. وهو خلاصة تجارب المؤلف عبر هذه الرحلة الطويلة في ميدان التعليم وفي مجال الفكر, لكنها خلاصة ساخنة وعميقة وحاسمة كأن كاتبها في ريعان الشباب. وينقسم الكتاب إلى قسمين: الأول يتحدث فيه عن الهيمنة الإمبراطورية الأميركية والعدوان الصهيوني في المنطقة, والثاني يتناول الحديث عن تجارة التعليم وتفكك المجتمع. رأسمالية متوحشة في المقدمة يؤكد المؤلف أن المتتبع لمختلف الأحداث المأساوية التي جرت وتجري في منطقة الشرق الأوسط منذ تسعينيات القرنالماضي بالذات, يجد أنها تمثل الصورة الخشنة العنيفة والمتوحشة لإرساء قوانين التشكيل الجديد للخارطة, أي البنية التحتية المادية للواقع. ويأتي إصلاح التعليم ومفاهيمه وسياساته الجديدة لتمثل البنية الفوقية للتشكيل المادي الجديد, إذ يتم تشييد البنية الفوقية من خلال ما نشهده من إصلاحات تعليمية داخلية, مستوحاة من توصيات البنك أو صندوق النقد الدوليين أو منظمة التجارة العالمية. وتدعم ضغوطَ هذه المؤسسات أموال طائلة مرصودة لباب إصلاح التعليم في المشروع الشرق أوسطي, من خلال صندوق خاص لتمويل وتشجيع الدور الذي يقوم به في تفكيك قوى المجتمع وبعثرة توجهاته المعرفية والثقافية, عبر المعونات والمنح السخية التي تتدفق في ساحة التعليم ومشروعاته. هذا إذن هو الإطار الذي استهدفه الكتاب -كما يقول المؤلف- في الربط ما بين الأحداث السياسية والمعارك الحربية من ناحية, وبين قضايا إصلاح التعليم من ناحية أخرى. منذ البداية ينبه المؤلف إلى أن ما جرى من أحداث نشر الرسوم المسيئة إلى الرسول العظيم محمد -صلى الله عليه وسلم- وزلات لسان البابا بنديكت السادس عشر حول أنه لا عقلانية في الإسلام, وفي لجوئه إلى السيف والحرب لنشر دعوته, وكذلك إعلان الرئيس بوش حرباً صليبية ضد الإرهاب “الإسلامي” وصكه مصطلح “الإسلام الفاشي”.. لم يكن كل ذلك من قبيل الأحداث المنفصلة أو المنعزلة عن السياقات العولمية للرأسمالية المتوحشة وثقافتها, بل كانت من نواتج النظام العالمي الجديد الذي تسعى الولايات المتحدة -باعتبارها قطب العالم الأوحد- إلى تولي مسؤولية “أمن العالم”, ومحاولة السيطرة على موارد الضعفاء بكل ما لديها من قوة. مواجهة لا حوار ويرى المؤلف أنه مع فشل كل الجهود التي بذلها العرب والمسلمون فيما يسمى حوار الحضارات والمواثيق والإعلانات العالمية والمعاهدات الدولية, فإنه لم يعد ثمة إضاعة للجهد والوقت, ولا يوجد سوى خيار الحل الأخير: لا حوار ولا تبريرات حول تفسير الصراع, ولا دفاعَ لفظيا عن المقدسات, ولا مجاملات واسترضاءات دبلوماسية, إنما السبيل الناجع الوحيد اليوم هو المواجهة والمقاومة, بما لدينا من وسائل المقاومة المتاحة والممكنة, وهي ليست بالقليل, وإذا صح العزم وتوحدت الجهود فستفرض أمتنا مكانها اللائق بها. “لقد تفجر هذا الإحساس بفعل ما عايشت وعانيت كغيري من أبناء الأمة, من أحداث التعامل مع الغرب, لقد عايشت حروباً متعددة من عدوان الغرب علينا, منذ مهد الطريق لإنشاء دولة إسرائيل, ودعمها وناصرها في كل جرائمها. لقد بلغ شعورنا بالهوان إلى درجة الاحتقان والانفجار من مواقف الغرب نحونا, ومن الاستهانة بأقدرانا, وظللنا نسلك معه الأسلوب نفسه في الشجب والإدانة, ومحاولات الفهم والإفهام والاستكانة, ولم ننفذ أي موقف جسور شجاع, حتى حين الاعتداء على مقدساتنا, ولم ولن ينفعنا أن نستجير بالأمم المتحدة, ففي ذلك إضاعة للوقت, وتخلص من مسؤولية المواجهة الحازمة”. إن القضية بالنسبة للغرب -كما يؤكد المؤلف- ليست صراع حضارات ولا تطاحن ديانات, وإنما هي تفكيك وتحطيم من خلال فرض هيمنة ثقافية شاملة وعارمة بغية استغلال موارد الشعوب واستنزاف ثرواتها, وبالتالي لابد من مواجهة ومقاومة, وفي غياب الحريات تتعذر المواجهة والمقاومة. تغيير الخريطة ويستعرض المؤلف وقائع وتوابع الطغيان الغربي في منطقة الشرق الأوسط, وخصوصاً في أزمة الأسرى الإسرائيليين الثلاثة في لبنان وفلسطين, مؤكداً أن الهدف الأساسي هو تغيير خريطة عالمنا العربي, واستبدال الشرق الأوسط الواسع أو الجديد بخريطة الوطن العربي والأمتين العربية والإسلامية, وليكن ذلك بواسطة كل مصادر الجبروت والحرب, مع تغليفه بشعار مخادع, من إرساء دعائم ديمقراطية القهر والإذعان, وإقامة نظم حكم عميلة تخدم مصالحها, وتحطيم كل مقاومة وطنية وإسلامية بزعم مقاومة الإرهاب, ولم يعد هناك بعد اليوم أي ستار لهذه المطامع الاستعمارية. ويستمر في الحديث عن الحروب والصراعات والأزمات في المنطقة, سواء في لبنان أو في العراق أو في فلسطين التي يفرد لها مساحة كبيرة باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى, ويتحدث عن “الإبادة الجماعية للبشر في غزة” و”تجربة علمية كبرى في حرب الإبادة والتجويع في غزة” و”محنة سكان غزة” و”الغرب والكيل بمكيالين” ثم “متى تقدم إسرائيل للمحاكمة؟”. كما يتحدث عن “مصير العراق المأساوي بين التوحد والتقسيم” ويتساءل في نهاية القسم الأول من الكتاب “متى تنتهي الحروب في الشرق الأوسط الجديد؟” ويطرح سؤالا آخر “إلى فخامة إمبراطور آخر الزمان (بوش): صهيونية فاشية أم إسلام فاشي؟!”. في القسم الثاني يتحدث المؤلف بنفس الدرجة من القوة والحماسة فيقول إن مصر التي عرفتها قد تبدلت, وإنها آخذة في التبعية والتفكك, وما يجري في ساحة التعليم عوامل مؤذنة بكارثة التفكك المجتمعي, حيث تضيع البوصلة التي تحكم سياستنا التعليمية, والتي تقتضي وضوح الإجابة عن: من يتعلم؟ وإلى أي مدى يتعلم؟ وماذا يتعلم؟ وبماذا يتشبع من القيم الإنسانية والأخلاقية والمجتمعية؟ ولمصلحة من تصاغ المعرفة المتمثلة في المناهج والأنشطة المدرسية والجامعية؟ تفكك مدمر ومما يحزن ادعاء التعليم بأنه قطاع علمي وفني وموضوعي محايد, لكنه -كما يرى المؤلف- قطاع ونسق لعمليات سياسية, وأن وقائعه ومجرياته الحالية ستؤدي على الأفق الزمني المتوسط (بين 5 و7 سنوات) إلى بدايات التفكك الوطني المدمر, وإضعاف العروة الوثقى في التلاحم بين مختلف الشرائح الاجتماعية, والتضامن العربي المتأرجح. لقد أثرت الأوضاع السياسية العامة التي أفرزتها ورعتها تيارات العولمة, متمثلة في هيمنة السوق العالمية وفي القطب الواحد, في مسيرة التعليم في مصر وفي تفككه من داخل منظومته, وما في ذلك من تداعيات على أحوال المجتمع برمته. فالنظام الليبرالي الجديد اقتضى أن تزحف سيطرة رأس المال تدريجياً على الحكم, وبالتالي على منظومة التعليم, وأصبحت المعونات والقروض الأجنبية هي المحركة لمعظم جهود تطوير التعليم, ولها العديد من المشروعات المنفصلة, دون رؤية للمنظور العام في هيكلية التعليم وفي احتياجاته الأولية. وتحت عنوان “تعدد منظومات التعليم ومخاطره المجتمعية” يقول المؤلف إن رسالة التعليم هي توفير إطار عام لما يعرف باسم الثقافة الوطنية ومقومات التضامن الاجتماعي, بما يحقق تماسك البنية المجتمعية وتفاعلها من أجل العيش المشترك والسلام الاجتماعي والتطور الحضاري. وهذا يحدد نوع المواطنة التي يشكلها التعليم, فهي إما مواطنة مع استمرار النظام السياسي الحالي, أو مواطنة لتطوير النظام في مضمون مغاير لصورتها الراهنة, وهذا التوزع أو التفكك أو غموض الرؤية في قضية التعليم والمواطنة, هو محور ما يجري في منظومة التعليم المصري حاليا, وما تختلط وتضطرب فيه, من ضغوط العولمة وترسبات الموروثات المجتمعية التقليدية القديمة. أربع منظومات ويشير المؤلف إلى أن النظام التعليمي في مصر يتأسس من أربع منظومات مستقلة, كل منها متكامل ومتواصل في حلقاته, وهي منظومات حكومية وخاصة وأزهرية وأجنبية, والمشكلة أننا في مجتمع يعج بمشكلاته وأزماته السياسية والمجتمعية والثقافية ويحمل تراثه في الحكم السلطوي, ويؤسس لثقافة الصمت والانتظار والإذعان لما يأتي من فوق. يدعمه نظام تعليمي تقليدي تشكل لكي يثبت الأوضاع الراهنة, في بنيته ومناهجه وطرق تعليمه, والحشر في فصوله ومؤسساته, بما لا يدع للمعلم مجالاً للحوار وتبادل الرأي. وساد تعليمنا المدني والأزهري عملية النقل من السلف أو من الغير والحفظ والاجترار -حتى تدريس العلوم والرياضيات- ومع هذا اللون من الفكر والتفكير تتم برمجة العقل لأي نوع من التيارات الأيدولوجية لتعمل عملها في غسيل المخ, سواء من ناحية التطرف في مقاومة أي جديد, أو من ناحية التهام ذلك الجديد دون وعي أو فكر ناقد. وانشغلت السياسات التعليمية بمشكلات الامتحانات والمعلمين وتعديل المناهج, كما انشغل الطلاب بالكتب المقررة والمذكرات والدروس الخصوصية لحفظ الكتب المنقولة في معظمها أصلاً, نظراً لأنها الطريق الوحيد للنجاح والتميز. ومع هذه المرحلة المترهلة من الذهنية وتعطيل التفكير المستقل الناقد, تدهمنا العولمة الرأسمالية المتوحشة بمتغيراتها السياسية في الهيمنة وتحدياتها العلمية والتقنية وسوقها الاقتصادي الحر, وبذلك تضيف أزمة خارجية إلى الأزمة الداخلية. وينبه المؤلف إلى الخطر الذي كشفه تقرير التنمية البشرية لعام 2005 الصادر عن معهد التخطيط القومي في مصر, من أن معدل التحاق أبناء الفقراء بالتعليم الجامعي لا يتعدى 1% فقط ممن بدؤوا مسيرتهم التعليمية في المدرسة الابتدائية, وتزداد تلك النسبة في حالة أبناء الأغنياء, وخاصة من يلتحقون بالمدارس الخاصة المتميزة إلى أكثر من 90%. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 سبتمبر 2008)

أخطأتَ يا مولانا

 
فهمي هويدي (*) لو أن الدكتور يوسف القرضاوي استخدم في حديثه عن الشيعة معيار «الموازنات» الذي تعلمناه منه وألف فيه كتابه عن «الأولويات» لما قال ما قاله في الأسبوع الماضي، ذلك أننا إذا افترضنا ان كلامه صحيح والآراء التي عبر عنها لا غبار عليها، فإن ذلك سيكون بمنزلة دعوة إلى مخاصمة الشيعة، والاحتشاد ضد إيران، والتهوين من شأن انجازات ودور حزب الله في لبنان، وإثارة الشقاق والفرقة بين الشيعة والسنة في أكثر من بلد عربي، خصوصا في العراق ودول منطقة الخليج، وهو ما سيؤدي تلقائيا إلى تراجع أولوية الصراع ضد اسرائيل، وتهيئة الأجواء لتوجيه الضربة العسكرية الأميركية ضد إيران. لست أشك في ان شيئا من ذلك كله لم يخطر على بال الدكتور القرضاوي، وتلك هي المشكلة. فنحن نعرف ان الرجل في تاريخه الحافل بالعطاء المشرف له مواقفه المشهودة دفاعا عن وحدة الأمة الاسلامية، وفي الصف الأول من المنادين بنصرة المقاومة وتعزيز صفها في مواجهة العدوان الصهيوني، وهو حين عارض العمليات الاستشهادية من حيث المبدأ، فإنه أيدها في فلسطين، باعتبار أنه لا يتوافر أي بديل آخر للفلسطينيين للدفاع عن أرضهم وحقوقهم، ثم إنه في مقدمة الرافضين للهيمنة الأميركية والداعين إلى الوقوف إلى جانب ايران إذا ما تعرضت للعدوان الأميركي.  المشكلة أن الحوار الذي أجرته معه صحيفة المصري اليوم يصب في نقيض المواقف التي نعرفها عنه، فضلا عن أنه أطلق آراء لم يستخدم فيها نهجه الذي دعانا إليه، أعني أنه لو وازن بين الاضرار الحاصلة التي تحدث عنها ونسبها إلى الشيعة، وبين الأضرار التي ترتبت على كلامه لأدرك أننا صرنا مخيرين بين ضررين أحدهما أصغر والآخر أكبر، أو مفسدة صغرى وأخرى كبرى، وعند الاصوليين الذين هو في صدارتهم، فإن الموازنة بين الضررين أو المفسدتين تدفعنا إلى تقديم الضرر الأصغر على الأكبر، بمعنى السكوت مؤقتا عن الضرر الأول لتفويت الفرصة على وقوع الثاني، وذلك لم يحدث للأسف. لست في صدد مناقشة الوقائع التي ذكرها ولا المعاني التي أراد توصيلها، كما أنني قد اتفق معه بصورة نسبية في بعض ما قاله، لكني أتحدث عن النتائج التي أفضى إليها كلامه، كما أنني لا أتردد في القول إن ما صدر عن الشيخ الجليل كان مبعثه الغيرة على دينه والاعتزاز بانتمائه إلى أهل السنة، لكننا نعرف جيدا أن صدق النية ونبل الهدف لا يغطيان الآثار السلبية التي ترتبت على كلامه، لأن العبرة بالمقالات وليست بالنيات. ان احترامنا للشيخ ومحبتنا له، وحرصنا على صورته ومقامه، ذلك كله لا يمنعنا من نقد ما قاله، خصوصا ان مراجعتنا له تتم على ارضية السياسة وليس على أرضية العلم والفقه، الذي نعلم انه فيهما لا يبارى، وليس لمثلي ان يراجعه في شيء منهما.  لقد أخطأ الشيخ في بعض مضمون الرسالة التي وجهها، لأن كلامه عن مذهب التشيع يشق الصف ولا يخدم الوحدة او التقريب، ثم إنه اخطأ في اختيار المنبر الذي وجه منه رسالته، لأن انتقاداته ليس مكانها الصحف اليومية السيارة، يؤيد ذلك انه ذكر لاحقا ان بعض ما نقل على لسانه لم يكن بالدقة التي عبر عنها، كما أنه أخطأ في توقيت رسالته، لأنه خير من يعلم ان هناك من يهيئ الرأي العام في الوقت الراهن لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ونزع سلاح حزب الله، ثم إنه أخطأ حين تحدث بصفته رئيسا لاتحاد علماء المسلمين، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن كلامه يعبر عن رأي الاتحاد، وذلك ليس صحيحا، وإنما هو رأي شخصي له، فضلا عن ان كلامه يجرح صورته كرئيس للاتحاد، كما أنه يحدث صدعا في شرعية تمثيل الاتحاد لعلماء المسلمين، وهو من حرص على الا يكون ممثلا لأهل السنة وحدهم. إنني أخشى ان نكون بعد كلام الشيخ قد تراجعنا خطوات إلى الوراء ولم نتقدم إلى الأمام، وهو ما لم نعهده فيه لأنه عودنا على ان يكون حلالا لمشاكل المسلمين وليس مستدعيا لها. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة “الدستور” (يومية – مصر) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2008)

 
عن التدليس والتضليل في الملف الفلسطيني
 
فهمي هويدي (*) افهم ان تتآمر اسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية، لكن الذى ينبغى ان نستغربه ونستنكره هو يتوازى ذلك مع التدليس والتفريط الذى تمارسه بعض الاطراف الفلسطينية والعربية، الذى يمكن اسرائيل من تحقيق اهدافها. (1) خذ ذلك الاحتجاج المستمر بمسألة الشرعية والالتزامات الدولية في تبرير استمرار اغلاق معبر رفح وإحكام الحصار على أهالي غزة. فالتصريحات الدبلوماسية والأبواق الرسمية تتحدث عن ان شروط اتفاق إدارة المعبر الذي عقد بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين في عام 2005 لم تعد متوافرة الآن. فالسلطة الفلسطينية لاسلطان لها عليه. كما أن بعثة الاتحاد الأوروبي انسحبت من موقعه، والمراقبة الإسرائيلية له لم تعد قائمة. ورغم أن مدة الاتفاقية كانت سنة، وقيل انه تم تمديدها، إلا أن استخدام مصطلح “الشرعية” لاغلاق المعبر يعد نموذجاً للتدليس والتزوير الذى نتحدث عنه لأسباب عدة. فقد سبق أن أشرت إلى الرأي القانوني الذي أبداه الدكتور صلاح عامر، أحد كبار فقهاء وأساتذة القانون الدولي المصريين، وقرر فيه أنه في ظل استمرار اخلال اسرائيل بمقتضى الاتفاقات الثنائية المبرمة مع منظمة التحرير وحكومة السلطة الفلسطينية، فإن أحكام القانون الدولي تخول الفلسطينيين الحق فى إنهاء تلك الاتفاقات من جانب واحد، أو إيقاف العمل بها استناداً إلى المادة 60 فى إتفاقية فيينا بشأن قانون المعاهدات. من ناحية ثانية، فإن اساتذة القانون متفقون على أنه على فرض أن الاتفاقية مازالت سارية، إلا أن استخدام أحكامها لاغلاق المعبر وحصار الفلسطينيين ومنع وصول مقومات الحياة الأساسية إليهم يفقدها شرعيتها، ليس فقط استناداً الى المنطق الذى لايجيز الاحتجاج بقانونية أي اتفاق دولي لارتكاب جريمه عزل البشر وقتلهم، ولكن أيضاً لان القانون الدولي الانسانى، الذى هو أقوى من أية اتفاقيات ثنائية أو دولية، لايمنع ذلك فحسب, وإنما يعتبره عملا غير أخلاقي وجريمة إبادة للجنس. وللعلم فإن الفقرة الثانية من المادة السابعة للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، تعتبر أن جرائم الإبادة تشمل ” تعمد فرض أحوال معيشية من بينها الحرمان من الطعام والدواء”.وذلك بالضبط الحاصل في قطاع غزة. وهوما نصت عليه أيضاً المادة الثانية (فقرة ج) من ميثاق الإبادة البشرية لعام 1948. فوق هذا كله وذاك، فإن الذين يتعللون بشرعية اتفاقية المعابر. يبدون صمتا مدهشا ومريبا إزاء انتهاك إسرائيل لكل القرارات الدولية التى تتحدث عن حقوق الفلسطينيين، بدءاً بقرار مجلس الأمن بحق اللاجئين فى العودة وانتهاءً بقرار محكمة العدل الدولية الذى يمنع إقامة الجدار العازل، ومروراً بالقرارات الدولية التى تمنع تهويد القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. لا يذكر العرب المحدثون شيئاً عن هذه الشرعية، ويتمسكون بشرعية مطعون فيها لاتفاقية المعابر، فى حين أنهم لو تمتعوا بقدر من الانصاف- ولا أقول الغيرة – لوجدوا أن الشرعية القانونية الحقيقية لاتدعوهم الى إغلاق معبر رفح، ولكنها توجب عليهم فتحه وعدم المشاركة فى فرض التعاسة على فلسطينيي القطاع، وتحويل حياتهم جحيماً. (2) خذ أيضاً اقتراح إرسال قوات عربية الى غزة، الذي يبدو أنه مأخوذ على محمل الجد. وأن هناك ترتيبات وتمهيدات لتنفيذه بقوات تمثل ثلاثاً من دول ” الاعتدال ” هى مصر والسعودية والاردن. وهو فيما يبدو تطويرا وتهذيبا للفكرة التى طرحها أبو مازن فى وقت سابق، ودعا فيها إلى إرسال قوات دولية إلى القطاع. وهو اقتراح خطير لأسباب عدة، منها أن تلك القوات يفترض أن توجه إلى غزة وليس إلى رام الله، الأمر الذي يعنى أنها موجهة ضد حركة حماس تحديداً، ويعنى في الوقت ذاته أنها ذهبت للاشتباك مع حماس واخضاعها لسلطة أبو مازن في رام الله. كذلك يعنى أنها موجهة إلى قمع فصيل فلسطينى يحتل أغلبية المجلس التشريعى، وليس للدفاع عن الشعب الفلسطينى أو تحرير فلسطينى. وهو تطور لم يخطر يوماً ما على أكثر الناس تشاؤماً وإساءة للظن بالموقف العربى، حيث لايتصور أى مواطن عربى أن توضع القوات العربية فى موقف تقاتل فيه الفلسطينيين، مديرة ظهرها للإحتلال الاسرائيلى. من ناحية أخرى، فهذه القوات لن تدخل إلا بموافقه اسرائيلية، باعتبارها السلطة المحتلة وصاحية اليد العليا، الأمر الذى يضعنا بإزاء مفارقة أخرى مذهلة، تبارك فيها اسرائيل دخول قوات عربية لقمع أكبر فصيل للمقاومة الفلسطينية. من ناحية ثالثة، فإن تلك القوات ستوضع فى موقف حرج للغاية إذا ما قامت إحدى فصائل المقاومة بإطلاق صاروخ أو قامت بأى عملية ضد الإسرائليين، أو إذا قامت إسرائيل بالعدوان على الفلسطينيين فى الضفة، ذلك أنها سترتكب جريمة إذا تدخلت فى الحالة الأولى، وسترتكب جريمة أخرى إذا سكتت ووقفت متفرجة في الحالة الثانية. (3) خذ كذلك مسألة ” تبادل الأراضى “، التى اعلن أبومازن فى أكثر من مناسبة موافقته عليها، بعد أن تم التفاهم عليها مع الإسرائيليين في مباحثات البحر الميت وجنيف. وهى التى أصبحت ركيزة مشروع اليمينى الإسرائيلي المتطرف افيغدور ليبرمان نائب رئيس الوزراء ومؤسس حزب “إسرائيل بيتنا”. وللعلم فإن المحرك والمخطط الأساسي للفكرة هو جدعون بيجر أستاذ الجغرافيا بجامعة تل أبيب الذى يقوم بدور المستشار السياسى لليبرمان، وهو يدعو صراحة إلى ضرورة التخلص من الفلسطينيين لإبعاد شبح تفوقهم السكانى، الذي يهدد أغلبية الإسرائيليين. وكان الرئيس السابق بيل كلينتون قد عرض الفكرة أثناء مؤتمر كامب ديفيد الثانى ( أواخر عام 1999) لكن أبوعمار رئيس السلطة الفلسطينية آنذاك رفضها، معتبراً أن الأوطان لاتخضع للمقايضة والاستبدال، فى حين أن خلفه وبعض مساعديه قبلوا بها واعتبروها مبدأ قابلا لمناقشة والمساومة، وهو ما كشفت عنه القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلى التى ذكرت ( فى 22-11-2007) أنه خلال المباحثات التى أجراها الوفدان الفلسطينى والإسرائيلى عشية الذهاب إلى مؤتمر انابوليس، تم الاتفاق بين الجانبين على أن فكرة تبادل الأراضي يمكن أن تكون أحد الحلول المقبولة للصراع. وجرت صياغة الفكرة بصورة ملتوية تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية غير مسلحة، حدودها مبنية على خرائط عام 1967. ويجرى الاتفاق على تلك الحدود بدقة، بناء على الاحتياجات الأمنية (الإسرائيلية بطبيعة الحال) والتطورات الديموجرافية والمستلزمات الإنسانية. وهذا الشق الأخير من الكلام الذي يتحدث عن الاحتياجات الأمنية، يجعل الكلمة الأخيرة للإسرائيليين في ترسيم الحدود، ويفتح الباب لتبادل الاراضى. وإخراج ما لايقل عن 200 الف عربى من إسرائيل. وضمهم إلى “الدولة الجديدة” فى فلسطين، بحيث تصبح اسرائيل دولة عنصرية خالصة لليهود. وهذا الكلام ليس استنتاجا من جانبنا، ولكنه مؤيد بتصريح أدلى به البروفيسور جدعون بيجر الى صحيفة هاآرتس (16-12-2005) قال فيه ان مشروعه يتضمن خطة لتفريغ القرى الفلسطينية من سكانها. ولايقف الأمر عند المسألة السكانية وحدها، لأن الكتل الإستيطانية المطلوب ضمها إلى إسرائيل تتمدد فوق الخزان المائى الغربي في الضفة، التي تضم أكبر 3 خزانات، تضخ إسرائيل منه 90% من مخزونه، الذى يصل إلى 550 مليون متر مكعب من المياه سنوياً. وهى خلفية تدل على أن فكرة تبادل الأراضى ليست سوى قناع للتطهير العرقى ونهب الثروة الزراعية والمائية للفلسطينيين. (4) خذ أخيراً مسألة الخداع الذى يمارسه الإسرائيلييون لغش الطرف العربى وتنويمه، من خلال التلاعب بالألفاظ والمعلومات. ذلك أن إسرائيل حين فشلت فى القضاء على المقاومة الفسطينية فإنها لجأت إلى تفكيك القضية والعبث بملفاتها. فقد استخدم عنوان “مفاوضات السلام” غطاء لتوسيع المستوطنات وإضفاء الشرعية عليها وتهويد القدس. وفكرة “الدولة ذات الحدود المؤقتة” ظل هدفها المركزي هو انتزاع تنازل فلسطينى فورى عن حق العودة وعن الاراضى التى اقيمت عليها الكتل الاستيطانية والسماح بالتنازل عن القدس فى الوقت الذى يستمر فيه تهويدها وتطبيق القانون الاسرائيلى عليها. وبعدما كانت إسرائيل تعارض فكرة الدولة, فإنها أدعت قبولاً بها مع تفريغها من مضمونها السيادي. وفى حين كانت ترفض إزالة الاستيطان، فإنها أصبحت تقبل في العلن بإزالة بعض البقع الاستيطانية التى لا قيمة لها، وبعضها يقطنه ما بين اثنين وخمسة اشخاص، ولايزيد مجموع مستوطني تلك البقع على 3 آلاف شخص، مقابل اضفاء الشرعية على الكتل التى تضم 450 ألف مستوطن. في حالة القدس فإنهم يريدون تغيير مضمونها المتعارف عليه (الحرم الشريف وكنيسة القيامة والبلدة القديمة وجبل الزيتون والعيسوية وسلوان وغيرها) لينصرف إلى أحياء محيطة بالقدس كالعزيرية وأبوديس وربما بيت حنانينا. والهدف من ذلك خداع الرأى العالم العربى، الذى تحتل القدس لديه موقعا خاصا، وايهامه فى اى تسوية بانه استعاد القدس لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية، فى حين ان الذى يقدم اليهم هو قرية صغيرة مجاورة للقدس الحقيقية. أما التلاعب بالمعلومات والأرقام، فقد كشف عنه خليل التفكجى خبير شئون الاستيطان. ومدير دائرة الخرائط فى جمعية الدراسات العربية بالقدس، حيث ذكر أن إسرائيل كذبت حين اعربت عن استعدادها للقبول بإقامة دولة فلسطينية على 93% من اراضى الضفة (السبعة فى المائة المتبقية يفترض أن تخضع لتبادل السكان).والحقيقة أن إسرائيل تعرض 50% فقط من الضفة. ذلك أنها حين تحدثت عن الضفة دون ان تقدم للطرف الفلسطينى أيه خرائط، فإنها أخرجت من العرض مدينة القدس التي أصبحت تمثل الآن 10% من مساحتها كما أنها أسقطت غور الأردن الذى يشكل 22% من المساحة. وهذا التلاعب فى الأرقام حدث أيضاً فى معلومات الجدار العازل، الذى اثبت معهد البحوث التطبيقية (اريج) أنه يصادر 13% من أراضى الضفة، بخلاف ما تملكه تعلنه التى ما برحت تتحدث عن انه يقتطع فقط ما بين 6و9% من الضفة. إن أصابع الاتهام في كل ما سبق لاتشير فقط إلى طرف إسرائيلى متآمر، لكنها تشير أيضاً إلى أطراف فلسطينية وعربية إما مفرطة أو متواطئة، وتلك نكبة أخرى تدعونا الى اعادة النظر فى خريطة جبهة المواجهة التى باتت اوسع كثيرا مما نظن. (*) كاتب ومفكر من مصر هذا المقال ممنوع من النشر فى الاهرام المصريه ونشر فى الشرق القطريه والخليج الإماراتيه والوطن الكويتيه و مدونة مقالات فهمي هويدي (المصدر: صحيفة “الخليج” (يومية – الشارقة) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2008)  

 

Home – Accueil الرئيسي

 

Lire aussi ces articles

13 août 2006

Home – Accueil – الرئيسية   TUNISNEWS 7 ème année, N° 2274 du 13.08.2006  archives : www.tunisnews.net Famille Ahmed Tlili: Communiqué

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.