في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس
Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS
9 ème année, N 3410 du 23.09 .2009
archives : www.tunisnews.net
السبيل أونلاين:أشتباكات بعد مقتل مواطن داخل مركز للشرطة بحي الزهور بالقصرين
رويترز:فيضانات في جنوب تونس تخلف قتلى وخسائر مادية جسيمة
الشروق:تفاصيل لم تنشر عن إعصار المكنين: عروسان في بيت الجيران.. بقرة طائرة.. وشيخان تحت الانقاض
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
حــرية و إنـصاف:علي رمزي بالطيبي يضرب عن الطعام
كلمة:محاكمة طلبة ناشطين في المهدية
كلمة:عمال يحتفلون بالعيد معتصمين بالمؤسسة
كلمة:صاحب فرع المغازة العامة بسوسة القنطاوي ينهي أزمة العمّال بغلق المؤسسة
كلمة:رفض طلب ترشح قائمة مستقلة في قفصة دون دراسته
القائمة المستقلة الاصلاح والتنمية( دائرة تونس1): إعلان ترشح
التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات :بلاغ إعلامي
الحزب الديمقراطي التقدّمي:ندوة صحفية
رؤساء قائمات الحزب الديمقراطي التقدمي للانتخابات التشريعية لسنة 2009
صلاح الدين الجورشي:إسماعيل بولحية: نتوقع بعد الانتخابات فتح صفحة جديدة لكل التونسيين
صـابر التونسي:لصحتكم: أوقفوا الحملة الإنتخابية!
المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية:أزمة قطاع النسيج في بنزرت : من المسؤول ؟
المولدي الزوابي:مساعدات العائلات الفقيرة رهينة المزايدات
مدونة “تونسية وأفتخر”:العزوزة هاززها الواد و تقول عام صابة
الصباح:في اتحاد الكتّـاب التونسيين: طاحونة الخلافات المعتادة… أم زوبعة في فنجان؟
الجزيرة.نت:بسبب انخفاض نسبة النمو الديمغرافي تراجع عدد تلاميذ تونس
الشروق:انطلاق تسوية وضعيات المهاجرين السريين في ايطاليا
الصباح:الرئيس بن علي يشرف على الجلسة الممتازة للمجلس الجهوى لولاية قابس
ياسر الزعاترة :إنهم يمنعون الحجاب.. واللحى أيضاً!!
العجمي الوريمي:الذكرى الثامنة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر.. محاولة فهم (1/2)
عبدالسلام المسدّي :المثقف وسيف الإرهاب المسلول
محمد كريشان:الدولة الفلسطينية من جانب واحد
‘القدس العربي’:تحالف امريكا واوروبا وضغوط المنظمات اليهودية هزمته بفارق 4 اصوات فاروق حسني يخسر اليونسكو
محمد جمال عرفة :معركة اليونسكو .. تعمق “صراع الحضارات” و”الشمال والجنوب”
القدس العربي:القذافي: لسنا ملزمين باطاعة مجلس الامن بتركيبته الحالية
الشروق:الزيدي يروي تفاصيل واقعة الحذاء: نطقت بالشهادتين وفكّرت في البصق على وجه بوش، لكن…
خوسي لويس رودريغيث سبتيرو:رئيس الحكومة الاسباني يدعو الى حوار مع الحركات الاسلامية المعتدلة
إسلام أون لاين : ليبرمان: القمة الثلاثية نصر لموقفنا من الاستيطان
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
جويلية 2009
أشتباكات بعد مقتل مواطن داخل مركز للشرطة بحي الزهور بالقصرين
السبيل أونلاين – تونس – خاص وردت السبيل أونلاين رسالة برقية تتعلق بوفاة مواطن داخل مركز للشرطة بمدينة حي الزهور بالقصرين ليلة الإربعاء 23 سبتمبر 2009 (البارحة) على أيدي أعوان الشرطة ، وقد أكدت المراسلة أن إشتباكات وقعت بين المواطنين وقوات من البوليس عقب الحادثة ، وقد ضربت تلك القوات طوقا على مدينة القصرين ، كما استقدمت قوات إضافية من الولايات المجاورة . وتسربت معلومات حسب المصدر أن الأعوان الذين إرتكبوا جريمة القتل قد وقع تهريبهم خارج ولاية القصرين ، في ظل تنامي الغضب الشعبي بسبب حادثة القتل ومطالبة أهالي الضحية بإيقاف ومحاكمة الأعوان الجناة . وفي ما يلي البرقية (الرسالة) التى وردت السبيل أونلاين : – عنف و شغب تكسيير و مقاومة كل ذلك من اجل نفس بشرية مسلمة اهدرت داخل مركز للشرطة بمدينة حي الزهور بالقصرين البارحة الموافق لـ 23/09/2009 .
– قوات الامن تطوق المدينة و تضرب حصارا خانقا عليها مخافة تجدد الاشتباكات .
– تعزيزات لقوات الامن من الولايات المجاورة .
– اهالي الضحية يطالبون بايقاف اعوان الامن المتسببين بمقتل ابنهم .
– انباء عن ترحيل الاعوان ليلا مع عائلاتهم الى احد الولايات الاخرى . (ملاحظة : نتحفظ على إيراد توقيع صاحب الرسالة) (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 23 سبتمبر 2009)
فيضانات في جنوب تونس تخلف قتلى وخسائر مادية جسيمة
تونس (رويترز) – قالت عائلات وشهود بمدينة الرديف الواقعة جنوبي العاصمة يوم الاربعاء 23 سبتمبر 2009 إن فيضانات وسيول كبيرة اجتاحت المنطقة منذ فجر هذا اليوم وخلفت عديدا من القتلى وخسائر مادية جسيمة. وأقرت الحكومة في تقرير نشرته وكالة الانباء الحكومية (وات) بوقوع ضحايا وخسائر مادية بليغة لكنها لم تحدد عدد الضحايا. وقالت خاسمة بن عثمان التي تسكن بالرديف لرويترز عبر الهاتف “لقد مات ابن اخت زوجي بعد أن اجتاحت المياه كل بيتهم وبقينا ننتظر طويلا تدخلا لكن دوى جدوى”. وأضافت انها علمت ان خمسة اخرين من أقاربها ماتوا ايضا جراء هذه الفيضانات من بينهم طالبة واستاذ وتوأمان صغيران. ولم يتم حصر عدد الضحايا حتى الان لكن سكانا يتوقعون ان يكون الضحايا أكثر من عشرة قتلى وعشرات المصابين. وقال (وات) ان “الرئيس يتابع بكل اهتمام الاوضاع الناجمة عن الامطار التي تهاطلت بغزارة على الرديف ونتج عنها ضحايا واضرار مادية بليغة”. وقال شهود لرويترز ان أسقف عديد من المباني والبيوت سقطت نتيجة الفيضانات الجارفة التي اجتاحت المنطقة منذ الفجر وان مستوى المياه تجاوز مترين وان عديدا من الامتعة أتلفت جراء المياه الجارفة. وصعد عديد من الاهالي الى الطوابق العليا لبيوتهم او بيوت جيرانهم. وقالت (وات) ان رئيس الدولة اعطى تعليماته بالتدخل الفوري والعاجل لمجابهة هذه الاوضاع وقرر تكوين لجنة تدخل سريع واتخاذ اجراءات ضرورية لمجابهة الاضرار والحد من تفاقم هذه الاضرار وتسخير امكانيات وزارتي الدفاع والداخلية وتقديم مساعدات عاجلة للمنكوبين (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 سبتمبر 2009)
تفاصيل لم تنشر عن إعصار المكنين: عروسان في بيت الجيران.. بقرة طائرة.. وشيخان تحت الانقاض
الشروق ـ مكتب الساحل: مرّ ببلادنا كما هو معلوم وتحديدا بمناطق ريفية تابعة الى ولاية المنستير إعصار مدمر خلف خسائر مادية كبيرة لحقت بالبنية الأساسية في حين لم يخلف خسائر في الأرواح البشرية باستثناء بعض الإصابات.. الحدث كان في حجم الكارثة.. والمصيبة ألقت بظلالها على الجميع.. فخيم الصمت والحزن على أغلب العائلات وغاب الحديث في العيد وعن العودة المدرسية ولم يكن هناك من حديث سوى عن الإعصار ومخلفاته والبحث عن سبل تجاوز الأزمة.. غابت الابتسامة وحضرت البهتة وتداخل الحديث حتى أن بعضه ورغم وقعه الشديد على المتضررين حمل أثناء نقله بعض الطرائف.. طرائف رصدناها أثناء حديثنا إلى الأهالي ونقلها إلينا شهود عيان. في بيت الجيران؟ عريس لم يمض على زواجه شهر واحد كان ينعم بالعيش السعيد وسط أفراد عائلته وفي بيت والديه.. كان بعد الاعصار في حالة ذهول وقد وضع يديه على رأسه.. يتأمل المنزل الذي كان يأويه وزوجته وقد تحول إلى ركام من الأتربة.. المنزل لم يعد صالحا للسكن وقد التجأ صحبة عروسه وبقية أفراد العائلة للإقامة عند الجيران. رهيب..! حجم الخسائر كان كبيرا وقد حدثنا البعض عن برجين للتيار الكهربائي قاعدتهما 4م على 4م وطول الواحد منهما 40م وقيمته المالية في حدود الـ600 ألف د. هذان البرجان للضغط العالي إلتويا جراء قوة الإعصار.. ولم يعودا صالحين للاستعمال. بقرة في الهواء طال الإعصار عديد الحيوانات وقد جاء في حديث شهود العيان أنهم رأوا بقرة تحلق في الفضاء قبل أن تستقر في منزل أحد الجيران.. البقرة ومن شدة ارتطامها بالأرض لم تقو على الوقوف وقد كانت في ذهول تام ومستغربة مما حدث لها. ذهول كلب! ما حصل للبقرة حصل أيضا لكلب إذ وجد نفسه فجأة تحت الأنقاض وعند إخراجه وقف ينظر الى من حوله نظرات كلها استعطاف وتعجب واستغراب. دجاجة في المطبخ؟ إثر هدوء العاصفة وخروج الأهالي لاستجلاء حجم الخسائر التي لحقتهم وفي أثناء تفقد أحدهم لزوايا منزله تفطن إلى وجود دجاجة مختبئة في المطبخ.. الدجاجة لم يعرف مصدرها والأكيد أن حرارة الروح قادتها الى ذلك المكان الآمن. وطارت الأبواب.. أحد المتساكنين ومع هدوء العاصفة لم يجد أبواب ونوافذ منزله فقد مر عليها الإعصار ونقلها إلى مكان بعيد. شجرة فوق شجرة! أول ما شد انتباهنا ونحن نجوب بعض المناطق المتضررة حالة أشجار الزيتون.. بعضها اقتلع من الجذور.. ولعل من أطراف ما شاهدناه استقرار شجرة مقتلعة على شجرة أخرى لم يأت عليها الإعصار. جدّة.. وحفيدها أصيبت امرأة مسنة اثناء الإعصار بخلع في الكتفين وإثر تلقيها للعلاج ومغادرتها المستشفى استقرّت بالبيت وقد كان بجانبها حفيدها البالغ من العمر 4 سنوات وهو يمسك بمروحة تقليدية ويمروح عليها. تحت الأنقاض كان شيخان داخل الكوري يحلبان الأبقار عندما مر الإعصار وكنتيجة حتمية تهدم �الكوري� وسقط عليهما وغطى جسميهما باستثناء رأس الشيخ الذي ظل يطلب النجدة من الجيران.. عديدة هي الطرائف التي صاحبت مرور الإعصار الذي حل بمناطق ريفية من ولاية المنستير.. طرائف وفي ظاهرها مسلية ولكنها في حقيقة الأمر تعكس واقعا مرا فاجأ الأهالي الذين استسلموا لقدر الله.. ولعل ما خفّف عنهم وطأة ما أصابهم وقوف المسؤولين الجهويين والمحليين إلى جانبهم ومواساتهم ووعدهم بالمساعدة.
(المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم الاربعاء 23 سبتمبر 2009)
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 04 شوال 1430 الموافق ل 23 سبتمبر 2009
أخبار الحريات في تونس
1) مسيرة احتجاجية بالرديف بسبب تأخر فرق الإنقاذ والمساعدات: بعد السيول والفيضانات الجارفة التي اجتاحت جنوب البلاد وبالخصوص مدينة الرديف يوم الأربعاء 23 سبتمبر 2009 والتي نجم عنها مقتل أكثر من 17 شخصا وتسجل عدد آخر في عداد المفقودين، خرج المواطنون المتضررون في مسيرة عفوية بمدينة الرديف احتجاجا على تأخر فرق الإنقاذ وعدم وصول المساعدات الضرورية، بينما وصلت الطائرة التونسية التي تحمل المساعدات إلى موريتانيا. 2) اعتقال مجموعة من الشبان إثر مباراة كرة قدم ببنزت: قام أعوان البوليس السياسي ببنزرت يوم الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 باعتقال مجموعة من الشبان عندما كانوا يلعبون مباراة في كرة القدم، فقد قام عونان في البداية بتصوير كل من ناجي عروة والياس منصر وصهيب الصقسلي وسليم بن رجب وسمير عبد الرحمان القفصي والشاذلي الصقسلي ورضوان المشرقي وبلال المفتاحي ومحمد البحري و الشريف العلوش وهم يجرون مباراة كرة القدم بالملعب البلدي بنهج اليونان ببنزرت، ثم استقدم العونان تعزيزات تحت قيادة رئيس فرقة الإرشاد المدعو مختار ومساعداه نبيل بن حسين ونادر بن خليل وقاموا باعتقال الشبان المذكورين واقتيادهم إلى مركز شرطة نائي بجهة ”سكمة” حتى يمنعوا الناشطين الحقوقيين ببنزرت من اللحاق بهم والاعتصام والمطالبة بإطلاق سراحهم، ورغم ذلك استطاع ناشطو بنزرت بقيادة شيخ الحقوقيين في تونس السيد علي بن سالم من الوصول إلى المركز المذكور والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وقد تم ذلك بعد تحرير بطاقات إرشادات ضدهم أي بعد ساعة ونصف تقريبا من الاعتقال. 3) محاصرة منزل الناشط الحقوقي حمزة حمزة: قام أعوان البوليس السياسي صباح اليوم الأربعاء 23 سبتمبر 2009 بمحاصرة منزل الناشط الحقوقي السيد حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 04 شوال 1430 الموافق ل 23 سبتمبر 2009
علي رمزي بالطيبي يضرب عن الطعام
دخل سجين الرأي السابق السيد علي رمزي بالطيبي في إضراب مفتوح عن الطعام بداية من يوم أمس الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 وذلك للاحتجاج على عدم تمكينه من حقه في التقاضي ضد لاعب كرة القدم السابق عادل السليمي الذي تسوّغ منه محلا تجاريا استغله كمقهى يقع بشارع الحبيب بورقيبة عدد 157 بالكرم، ولم يكتف المتسوّغ (الكاري) المذكور بعدم دفع معيّنات الكراء (مبلغ الكراء) في إبانها وهو ما أدى لرفع عدة قضايا استعجالية ضده، فقد عمد أخيرا إلى مضايقة مالك العقار (السيد بالطيبي) بأن نصب عدة طاولات وكراسي أمام منزله مستغلا فضاء إضافيا ليس في تسوّغه، وقد أدى ذلك إلى إحراج زائريه وأفراد عائلته الذين لم يعد بإمكانهم الدخول بسهولة إلى المنزل، بالإضافة إلى أن البعض من رواد المقهى الذين أتى بهم السليمي خصيصا لمضايقة السيد بالطيبي يعتدون باستمرار على الأخلاق الحميدة ويتجاهرون بما ينافي الحياء. وقد اشتكى السيد رمزي بالطيبي إلى رئيس بلدية الكرم السيدة فضلون لمنع هذا التجاوز إلا أن السلطات البلدية غضت الطرف عن مثل هذه التجاوزات، وبتشجيع من جهات متنفذة، تبجح مستغل المقهى السيد السليمي بكونه فوق القانون وأن الشكاوى التي يتقدم بها السيد رمزي بالطيبي لن تأتي بأية نتيجة، وما عليه إلا أن يبيع له منزله ويرحل من المنطقة. ويبدو أن السيد عادل السليمي تمكن أخيرا من امتلاك وهدم معلم أثري بالكرم يتمثل في قصر الوزير مصطفى الآغا الذي رفضت بلدية الكرم الترخيص في هدمه لجميع المالكين السابقين، وقد سبق لهذه البلدية أن صنفت هذا القصر باعتباره أول بناية أقيمت بالكرم وباعتباره القصر الذي كان يقطنه الشاعر المشهور مصطفى الآغا الثاني الذي آل إليه بموجب الميراث ضمن قائمة المعالم الأثرية، كما كان هذا القصر منتدى لأفراد من جماعة تحت السور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
محاكمة طلبة ناشطين في المهدية
التحرير في الثلاثاء, 22. سبتمبر 2009 تنعقد اليوم الأربعاء بمقر المحكمة الابتدائية بالمهدية جلسة محاكمة المسؤولين النقابيين للاتحاد العام لطلبة تونس محمد السوداني وأيمن الجعيبيري وجواهر شنة ورمزي سليماني وحسن السمايري بتهمة الاعتداء على ملك الغير والاعتداء على موظف دولة. وتأتي هذه المحاكمة في إطار سلسلة المحاكمات ضد مناضلي الاتحاد بسبب نشاطهم النقابي داخل الجامعة. جدير بالذكر أنّ الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس السيد عز الدين زعتور محكوم علية ب 7 أشهر سجنا. وتأتي هذه المحاكمات في خضم تحضير المنظمة الطلابية لمؤتمرها التوحيدي الذي منع عقده من قبل السلطات قبل أشهر. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 سبتمبر 2009)
عمال يحتفلون بالعيد معتصمين بالمؤسسة
التحرير في الثلاثاء, 22. سبتمبر 2009 علمت كلمة أنّ عمّال مؤسّسة “سوكوفوتاكس” للملابس الجاهزة الكائنة بمنطقة الكرم بتونس العاصمة و التي تم التفويت فيها، قد قضوا يومي العيد معتصمين بمقر المؤسسة وسط حصار أمنيّ مكثف. وتقول مصادر نقابية أنّ حوالي 150 عاملا مصرّون على نيل حقوقهم المتمثلة في مستحقات مالية والحفاظ على مواطن شغلهم . ولا يزال هذا التحرك متواصلا إلى حدود يوم أمس.
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 سبتمبر 2009)
صاحب فرع المغازة العامة بسوسة القنطاوي ينهي أزمة العمّال بغلق المؤسسة
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 22. سبتمبر 2009 أنهى عملة المغازة العامة بسوسة القنطاوي اعتصامهم بعد تدخل الأمين العام ووعده بحل مشكل المضربين. لكن وفي خطوة تصعيدية قام المؤجر بغلق المؤسسة وإيقاف نشاطها. وقد تم تحديد جلسة صلحية بمقر التفقدية العامة للشغل يوم الجمعة 25 سبتمبر الجاري كفرصة أخيرة لتراجع المؤجّر عن قرار النقل التعسفية خارج ولاية سوسة.
(المصدر: مجلة “” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 سبتمبر 2009)
رفض طلب ترشح قائمة مستقلة في قفصة دون دراسته
التحرير في الثلاثاء, 22. سبتمبر 2009 امتنع مسؤولو ولاية قفصة في اليوم الثالث من فتح باب الترشحات للانتخابات التشريعية عن قبول تسجيل إحدى القائمات المستقلة وعدم تسليمها الوصل المبدئي دون تبرير قانوني. وجاء رفض الولاية الشفوي بتعلة أن رئيس القائمة قد انسحب قبل يومين فقط من أحد الأحزاب السياسية. وكان السيد عمار فضيلي كاتب عام فرع أم العرائس للاتحاد الديمقراطي الوحدوي قد استقال منذ أسبوع من هذا الحزب، وقد أكّد أنّه قدّم يوم الثلاثاء قائمة مستقلة مستوفية للشروط القانونية تضم ثلاثة من المستقيلين من الحزب المذكور. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 سبتمبر 2009)
الانتخابات التشريعية 2009 دائرة تونس 1 القائمة المستقلة الاصلاح والتنمية إعلان ترشح
تقدمت بدائرة تونس 1 للانتخابات التشريعية 2009 اليوم الإربعاء 23 سبتمبر 2009 على الساعة الخامسة بعد الظهر بمقر ولاية تونس قائمة مستقلة تحت تسمية “الاصلاح والتنمية” ويرأسها الدكتور فتحي التوزري. واختارت القائمة اللون الزيتوني. وتضمنت القائمة الأسماء :
|
الاسم واللقب
|
المهنة
|
العمر
|
1
|
فتحي التوزري
|
طبيب
|
48 سنة
|
2
|
حبيب بوعجيلة
|
أستاذ
|
46 سنة
|
3
|
مصدق وناس
|
فني بشركة الفسفاط
|
48 سنة
|
4
|
إبراهيم الحاج حسن
|
أستاذ
|
47 سنة
|
5
|
نادية الغاوي
|
متحصلة على إجازة
|
29 سنة
|
6
|
علي الجوهري
|
مهندس مساعد
|
57 سنة
|
7
|
رابحح العمدوني
|
تقني مخبري
|
45 سنة
|
8
|
محمد القوماني
|
أستاذ
|
49 سنة
|
عن القائمة فتحي التوزري
التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات تونس في 22/9/2009 بلاغ إعلامي
يتقدم الدكتور مصطفي بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي للعمل والحريات إلى المجلس الدستوري ( ضاحية باردو, طريق الدندان ) ترشحه رسميا إلى الإنتخابات الرئاسية وذلك تمام الساعة الحادية عشر من صباح الخميس 24 سبتمبر 2009 عن المكتب السياسي المسؤول عن الإعلام يوسف الجربي
ندوة صحفية
يعقدالحزب الديمقراطي التقدّميندوة صحفية بمقره المركزي من أجل تقديم قائماته الانتخابية للصحافة وذلك يوم الخميس 24 سبتمبر على الساعة 12:30 فمرحبا بالصحافيين عن الهيأة التنفيذية د. أحمد بوعزّي
رؤساء قائمات الحزب الديمقراطي التقدمي للانتخابات التشريعية لسنة 2009
إلى حدّ يوم الثلاثاء 22 سبتمبر على الساعة السادسة مساء تقدّم الحزب الديمقراطي التقدمي بقائمات مرشّحيه للانتخابات التشريعية في خمسة وعشرين دائرة ، ومن المنتظر أن تتقدّم قائمته الأخيرة في سوسة خلال هذا اليوم. المعلوم أن الديمقراطي التقدّمي كان قرر المشاركة في الدوائر الستة وعشرين. وكان آخر مكتب سياسي وافق في بداية سبتمبرعلى رؤساء القائمات وكانت كالتالي:
مية الجريبي، مديرة مكتب دراسات، دائرة تونس 1 عصام الشابي، عدل منفّذ، دائرة أريانة أحمد بوعزّي، أستاذ جامعي، دائرة منّوبة رشيد خشانة، صحافي، دائرة القيروان مولدي الفاهم، مهندس ، دائرة بن عروس منجي اللوز، صحافي، دائرة تونس 2 سهام بن الحاج قاسم، ممرضة، دائرة باجة ناجي غرسلّي، محامي، دائرة الكاف سعاد قوسامي، أستاذة، دائرة بنزرت فرحات حمّودي، أستاذ، دائرة سليانة رابح خرايفي، محامي، دائرة جندوبة حليم شعبان، رئيس مصلحة، دائرة نابل نجيب الحدّاد، مهندس، دائرة المنستير عبد المجيد المسلّمي، جرّاح، دائرة سوسة عطية عثموني، أستاذ، دائرة سيدي بوزيد لمياء الدريدي، أستاذة، دائرة زغوان عبد الجبار الرقيقي، أستاذ، دائرة قابس ماهر حنيـن، أستاذ، دائرة صفاقس 1 فريد النجار، أستاذ، دائرة صفاقس 2 خليفة الجربوعي، معلم تطبيق، دائرة المهدية عمار حمدي، أستاذ، دائرة القصرين مصباح شنيب، أستاذ، دائرة تطاوين هشام بوعتّور، صيدلاني، دائرة توزر محمد الهادي حمدة، أستاذ، دائرة قفصة معزّ الجماعي، عون إداري، دائرة قبلّي محمد الحامدي، أستاذ، دائرة مدنيـن عن الهيأة التنفيذية د. أحمد بوعزّي
إسماعيل بولحية: نتوقع بعد الانتخابات فتح صفحة جديدة لكل التونسيين
أجرى الحوار في تونس صلاح الدين الجورشي خلافا لمُـعظم الأحزاب السياسية التونسية المصنّـفة ضِـمن المعارضة، جدّدت حركة الديمقراطيين الإشتراكيين ترشيحها للرئيس زين العابدين بن علي للإنتخابات الرئاسية القادمة التي تنظم يوم 25 أكتوبر 2009. وبما أن منطِـق الأشياء في الممارسة السياسية يقتضي من زعماء المعارضة منافسة الرئيس الحاكم وليس مساندته، فإن محاورة السيد إسماعيل بولحية، رئيس هذه الحركة التي تأسست على يد أحمد المستيري عام 1978، تفرض نفسها إعلاميا بعد أن سبَـق لـ swissinfo.ch محاورة مُـعظم المرشحين للرئاسيات التونسية. قرّر العديد من رؤساء الأحزاب منذ فترة طويلة إعلان ترشحهم للانتخابات الرئاسية التي ستجري في شهر أكتوبر، لكنكم مرّة أخرى تتجنّـبون صيغة الترشّـح وتقرِّرون مساندة الرئيس بن علي. ماذا وراء رفضكم المتواصل للدخول في منافسة، ولو رمزية، مع رئيس الحزب الحاكم؟ إسماعيل بولحية: موقفنا من الانتخابات الرئاسية، ليس فيه رفض لمبدإ الترشح، بل فيه تواصُـل مع سياسة حِـزبنا منذ أن كان على رأسه الأخ أحمد المستيري، ثم الأخ محمد مواعدة، وصولا إلى اللحظة الرّاهنة التي أتحمّـل فيها المسؤولية الأولى في هذه الحركة. كان الموقف دائما، هو دعم ترشح الرئيس بن علي، ويعود ذلك إلى اعتقادنا بأن بيان السابع من نوفمبر (تاريخ وصول الرئيس التونسي إلى السلطة – التحرير) تضمّـن جزءً هاما من اختيارات الحركة، وبالتالي، فإن تجديد مساندتنا للرئيس بن علي هو دعم سياسي له من قِـبل حركتنا، حتى يواصل تنفيذ مشروعه الحضاري، باعتباره صاحب القرار القادر على تجسيد ذلك البيان على أرض الواقع. ومن أهم مرتكزات ذلك المشروع، الإستمرار في الإصلاح السياسي وجعل التنمية السياسية مُـقترنة بالتنمية الاقتصادية، وخاصة ما أعلن عنه من جعل جمهورية الغد جمهورية كل التونسيين، والسيادة فيها للشعب والمشاركة فيها مضمونة للجميع، بدون إقصاء أو تهميش، ومسعانا في هذا السياق، يتمثل في أن نجعل هذه التوجهات المعلنة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع. ونعتقد بأن الرئيس بن علي بعد عشريتيْـن من ممارسة الحكم، أصبحت له الخِـبرة والقدرة على مواجهة الملفّـات الصعبة، وفي مقدِّمتها ملف بطالة الشباب وخرِّيجي الجامعات. ولكن، ما الذي ستُـضيفه مساندتكم له، ألا يتعارض ذلك مع وظيفة المعارضة، التي تتمثل في النقد وتكريس المنافسة وتقديم البدائل؟ إسماعيل بولحية: صحيح أن المراقِـب يتساءل كيف يرشّـح حزب المعارضة رئيسا لحزب في الحكم؟ أريد أنا أؤكِّـد في هذا السياق، أن حركتنا تعتبِـر نفسها في حالة منافسة مع الحزب الحاكم، وهي تعمل على تغيير المعادلات السياسية، وذلك من خلال وسائل متعدِّدة، من بينها تطوير صيغة الكُـتل البرلمانية من عشرة إلى خمسة (نواب)، لكن ذلك لم يحصل بالمستوى الذي يُـرضينا والذي يُـمكِّـن رؤساء الكُـتل من المشاركة في مكتب مجلس النواب. حصل ذلك بضغط، مارسه أعضاء الحزب الحاكم. يعني أنكم تعتقدون بأن مساندة رئيس الدولة لا تتعارض مع منافستِـكم للحزب الحاكم؟ إسماعيل بولحية: تونس اليوم تحتاج إلى وِفاق. ومن هذا المنطلق، نطالب كحركة، بتشكيل أغلبية رئاسية تُـساعد على مواجهة بلادنا للتحدِّيات الكبيرة في مُـختلف الميادين الاقتصادية والحضارية والبيئية وغيرها، وهو ما يدعونا إلى مساعدة الرئيس بن علي على تنفيذ ما وعد به. والخمسية القادمة التي ستستمر إلى سنة 2014، ستتميّـز بتحقيق مزيد من المكاسِـب وتعزيز المسار الديمقراطي في تونس. ما هي أهمّ اعتراضاتكم على سياسات وممارسات الحكم القائم؟ إسماعيل بولحية: في مقدمة اعتراضاتنا، هو ما نسجِّـله من تباعُـد بين الخطاب والممارسة، كما أن فِـكرة الحزب الواحد لا تزال متجذِّرة، خاصة في الأرياف وداخل البلاد. إن قضية الديمقراطية هي قبل كل شيء ثقافة نعمل منذ سنوات طويلة على نشرها. وللأسف، توجد أطراف تُـحسب على النظام، لا تقبل فكرة التعدّدية وممارستها بشكل فعلي على أرض الواقع، ولذلك، تجِـدنا في مجلس النواب على سبيل المثال، نتقدم بمبادرات ومواقف تختلِـف عن توجّـهات الحزب الحاكم، وإن كُـنا في الآن نفسه، نبارك وندعم ما يتّـخذه رئيس الدولة من قرارات كُـبرى ونعمل على متابعة تنفيذها. يعني أنتم متمسِّـكون بالتمييز بين الرئيس بن علي وحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، تؤيِّـدون الأول وتنتقدون الطرف الثاني؟ ولكن على أي شيء ترتكزون في هذه المنهجية السياسية؟
إسماعيل بولحية: نحن نركِّـز في إستراتيجيتنا على تزكِـية الخطاب السياسي للرئيس بن علي من جهة، وعلى الممارسة الفعلية من جهة أخرى. وقد لاحظنا البون الشاسع بين الخطاب، بما في ذلك الخطاب الذي يردِّده الحزب الحاكم، مما جعلنا نتحدّث عن التبايُـن القائم بين قصر قرطاج (يقصد مقر الرئاسة التونسية) وبين قصر باردو (مقر مجلس النواب)، فحتى القرارات السخِـية التي يعلن عنها رئيس الدولة، تحتاج لكي تتحوّل إلى واقع فعلي، إلى أن تصبح قوانين نافذة، لكن نبرة سيطرة الحزب الحاكم ونزعته الإحتكارية قد تحُـول أحيانا دُون ذلك. لماذا طالبتم بأغلبية رئاسية، وما هي الجدوى السياسية من ذلك؟ إسماعيل بولحية: نعتقد بأن تونس، بعد خمسين عاما من الاستقلال وعشرين عاما من التحوّل، أصبحت كل مكوِّناتها التي ساهمت في صياغة الميثاق الوطني وصادقت عليه في عام 1988، مؤهّـلة لكي تكون مسؤولة على الحُـكم بقيادة الرئيس بن علي، ولأجل ذلك، طالبنا بقيام أغلبية رئاسية. صحيح أن الحزب الحاكم له ما يكفي من الأنصار والمؤيدين، ما يُـغنيه عن مشاركة بقية الأطراف، لكن في اعتقادنا أن قرار الرئيس بن علي بجعل تمثيل الحزب الحاكم، مهْـما كان حجمه، لا يتجاوز 75% في البرلمان وفي البلديات، يجعل من ربع السكان وفق هذا الاختيار خارج مراكز القرار. لهذا، عندما تُقبل فكرة الأغلبية الرئاسية، كما هي معروفة في فرنسا أو المغرب وفي كثير من البلدان التي بدأت تمارس على أرض الواقع التعدّدية الحقيقية، فإن تونس ستكسب من خلالها، ليس فقط على الصعيد الداخلي، وإنما سيدعم ذلك إشعاعها على الصعيد الدولي. لماذا فشلت الفكرة، وهل هناك من عطّـلها؟ إسماعيل بولحية: الفكرة لم تفشل ولا تزال مطروحة عند بعض أطراف السلطة ولم تُـرفض بصفة رسمية، ولكن المؤكّـد أن الذين يتكلّـمون باسم الحزب الحاكم لم يوجِّـهوا الدعوة إلى الذين طرحوها مثل حركتنا، لتعميق النقاش حولها. فنحن نؤمن بأن ذلك من شأنه أن يساعد على قيام معارضة قوية إلى جانب حزب حاكم قوي، إذ يجب أن لا ننكر بأن المعارضة في وضعها الرّاهن لا تزال بعيدة عن تحقيق ما يطمح له الشعب التونسي. حتى تكون الانتخابات القادمة مختلفة عن سابقاتها وأن تحدث نقلة في الحياة السياسية، ماذا تقترحون؟ إسماعيل بولحية: أولا، علينا أن نتعهّـد بإنجاز ما وُعدنا به من بيان السابع من نوفمبر، أي تجديد الزّخم الذي عرفته البلاد في تلك المرحلة والإلتفاف الواسع حول الرئيس بن علي في مجتمع ديمقراطي، دون إقصاء أو تهميش. كما يجب استيعاب الشباب والقِـوى الجديدة في تونس وتحقيق جيل جديد من الإصلاحات. ماذا تتوقّـعون تحديدا من هذه الانتخابات؟ إسماعيل بولحية: نتوقّـع أن تفتح بعد هذه الانتخابات صفحة جديدة لكل التونسيين. فهناك ملفّـات لا تزال عالِـقة، نعتقد بأنه قد حان الوقت لغلقِـها وفتح آفاق جديدة للجميع، وذلك لإضفاء مزيد من الشعبية والشرعية على المشروع الذي يقوده الرئيس بن علي. فنحن نعتقد بأنه، إذا بقي الحزب الحاكم على ما هو عليه، فإن بعض المشكلات ستبقى مطروحة دون عِـلاج شامل، وهذا أمر طبيعي في بلد لا تزال إمكانياته الاقتصادية لا تسمح له بتحقيق طموحات جميع أبنائه، وهو ما يفسِّـر ما حصل بالحوض المنجمي، ولهذا السبب، نعتقد بأن المشاركة الشعبية الواسِـعة لإنجاح الخيارات الكُـبرى، ضرورية لتحقيق أكثر عدالة في توزيع الثروة. فتونس اليوم في حاجة إلى تشريك المواطنين والنّـخب بطريقة أكثر حضارية وديمقراطية. تحدّثتم عن طي صفحة الماضي، فهل تتوقّـعون أن يشمل ذلك ملف الإسلاميين، خاصة وقد سبق لكم أن طالبتم بتحقيق مصالحة وطنية؟ إسماعيل بولحية: في اعتقادي أن السنوات القادمة ستكون بالنِّـسبة لكل التونسيين، مهما كانت انتماءاتهم الفكرية والسياسية، مجالا ليعيشوا أجواء شبيهة بتلك التي عِـشناها بعد تغيير السابع من نوفمبر. فالإضطرابات التي عاشتها البلاد قبل التحوّل وفي مطلع التسعينات في علاقة مع ما عُـرف بملف الحركة الإسلامية، من شأنها أن تفتح المجال لإعادة النظر والبحث عن تمكين المكوِّن الإسلامي في المجتمع، لكي يساهِـم في توطيد الهوية العربية الإسلامية التي تشكِّـل مرتكزا أساسيا في مشروع الرئيس بن علي. فهو في خطاباته ومواقفه من الإسلام، كان صريحا وواضحا. بقي أن هناك مَـن يعتقد بأن الظاهرة الإسلامية تشكِّـل خطرا على المجتمع الحداثي. واعتقادي أن التونسيين، بقطع النظر عن انتماءاتهم السياسية، يفترض أن يكون جميعهم متّـفقين حول ضرورة المحافظة على المكاسب التي تحقّـقت للمرأة، وكذلك على تجذير هوية تونس، وهو ما جعل مدينة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، التي حضر فعالياتها الكثير من الرّموز الإسلامية التونسية وغيرها، ممّـا دلّ على قناعة الرئيس بن علي والنظام بضرورة ترسيخ هذا التوجّـه، وهو ما يجعلني مُـتفائلا بأن المصالحة التي عِـشناها في عام 1987 مع الشعب ومع الدِّين ومع اللّـغة، ستبقى قائمة، لأنها قناعة راسخة وليست شيئا عابرا في مشروع الرئيس بن علي. فتونس الأعماق وتونس الحضارة، واقع نعيشه، وليس مجرّد ادِّعاء. (المصدر: موقع سويس انفو بتاريخ 19 سبتمبر 2009)
لصحتكم: أوقفوا الحملة الإنتخابية!
صـابر التونسي في الثلاثاء, 22. سبتمبر 2009 مبايع أنا وموافق على استمررار النهج والزعيم على كرسيه! ولست معارضا لأدعو إلى مقاطعة الإنتخاب أو الحملة الإنتخابية! وإنما أنا “مقاصديّ” أريد أن أصل إلى النتيجة دون التزام بالطرق المتشعبة! أدعو المواطنين صادقا إلى ترك الإنتخاب والحملة الإنتخابية، ولا أقول مقاطعتها فذلك موقف مخالف تماما! … وهو قطعا ليس مقصَدي ولا هدفي! … إنما هدفي هو تنزيل نصوص “مشرِّعنا” الأكبر، “ذو القرنين”* الذي أصدر “فرماناتِه” لترك التقبيل والمعانقة حفاظا على صحة رعاياه وسلامتهم! وخوفا منه عليهم من انتقال الفيروس الفتاك بينهم بسبب التقارب! … لأنه إن تفشى، بقي سيادتُه وحيدا من غير رعايا، وفقد بذلك صفة الزعيم التي رافقته قرنين وألفيتين! ولنفس السبب دعت الحكومة “رعاياها” إلى ترك الحج والعمرة لهذا الموسم مستلهمة ذلك من هدي الزعيم! … الذي لا ينطق عن غير مصلحة! ولأن التجمعيين يكثرون من العناق، ويقبلون على التقبيل وإظهار الود المبالغ فيه، وعلى ذلك يعيشون ويقتاتون! رأينا حبا للوطن ولشعبنا وزعيمه أن ننصح بترك الحملة الإنتخابية والإنتخاب برمته! …لأنه اشترك مع الحج والعمرة والتقبيل في علة المنع، ويجدر أن يكون له نفس الحكم! للأن النتيجة واحدة، وهي توفير أجواء ملائمة للفيروس كي ينتشر! … ولأن الأمور مرتبة والمقاعد محددة ونحن في غنى عن الإنتخاب والمهرجانات! حدثني صديقي أبو اللطف وحالة الهلع بادية على محياه، قال: “حزب الرئيس حزب جماهيري عريض يفوق مشتركوه المليونين! … أي ما يقارب عدد حجاج موسم، أو معتمري شهر رمضان في العشر الأواخر! … ولا شك أن الإصرار على المضي في المهرجانات الإحتفالية بالفوزالمسبق، مع ضعف المناعة المتفشية فيهم!… وضيق مساحة البلد بأهلها وتقارب مواقع الإحتفالات … سيجعل الأمر عليهم وبالا! … وستكون الحالقة! … لا قدر الله! قلت: “لا نريد أن يمحو الفيروس الوبائي أثر حزبنا العريق! … أويحرمنا منه! … حزب الزعيم والتحرير، نأمل أن لا يزول له أثر! … وأن يحنط الله هيكله ويحفظه كما حفظ فرعون من قبل ونجاه ببدنه ليكون لمن خلفه آية! المصلحة العامة تقتضي درء الخطر القطعي للفيروس بدل التمسك بمصلحة ظنية في التباهي بكثرة الأنصار وبزّ المنافسين! تونس متمسكة “بزعيمها” وبايعت على االإستمررار في النهب! … ـ قاتل الله الألسن ـ ما أسرعها في إخراج خفايا القلوب! … إنما قصدت استمرار النهج وليس النهب! … وإن تساويا عند أقوام! وقد صح عن الدكتور “سليل البايات” بعد أبحاث علمية مكثفة أن الفيروس الخطير يتنقل عبر أوراق النقد وقطعه كما يتنقل عبر القبلة والمعانقة! … وقد نصح ـ واستجيبت نصيحته ـ بأن تصادر كل الأموال خلال فترة العيد لأنه موسم ظهورها من الإختفاء! … أفلح الأعوان في اصطيادها والقبض عليها وإخراجها من كل الجيوب أو الجحور! قد يكون الإجراء مؤلما بعض الشيء ولكن المصاب يقبل أن يقطع منه عضو حتى لا يستفحل الداء، فما بالك بالمال يبدّد وتجمعه الرجال من جديد! … والحمد لله ” في الأموال وليست في الأبدان”! … وربي يخلف! المشكلة أن الجباة والسعاة لم يتسلحوا بما يكفي من وسائل الوقاية فبدأت نار الفيروس تلفحهم! وتكوي جباههم وجنوبهم بلا رحمة! (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 سبتمبر 2009)
أزمة قطاع النسيج في بنزرت : من المسؤول ؟
بعد غلق مصانع ROMBO وCASAMBA وORANGE وDELAVE TOUT وطرد عمالها فوجئ عمال وعاملات مصنع الملابس الجاهزة STABIL بمنزل عبد الرحمان (600 عامل وعاملة) صبيحة يوم السبت 12 سبتمبر 2009 عند وصولهم بغلق أبواب المصنع ومنعهم من مباشرة عملهم. توجه العشرات من العمال والعاملات إلى مقر الولاية لإعلام المسؤولين الجهويين والاحتجاج على ما تعرضوا له من حيف وظلم وصل إلى درجة مصادرة مصدر رزقهم الوحيد. وقعت طمأنة العمال من طرف المسؤولين الجهويين مؤكدين لهم بأن العمل بالمصنع المذكور سيستأنف يوم الاثنين 14 سبتمبر 2009. نتساءل عن أسباب تسارع وتيرة إغلاق المصانع، هل لاشتداد الأزمة العالمية في قطاع النسيج بعد اجتياح المنتوج الصيني لأغلب الأسواق في العالم ؟ أم لتخاذل الطرف الاجتماعي (الإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت) وعدم قدرته على وضع إستراتجية مناسبة تحد من إغلاق المصانع وطرد العمال. يقول بعض العارفين للشأن النقابي بالجهة أن أغلب أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي منغمسون في كسب الأنصار وتجميع النيابات للنجاح في المحطة الانتخابية القادمة , مؤتمر الإتحاد الجهوي لذا اقتصر دورهم او كاد في إصدار كم هائل من برقيات الإضراب ضاربين عرض الحائط بمراسلة جامعة النسيج التي توصي بالمرونة في التفاوض مما سهل للأعراف غلق خمسة مصانع للنسيج في أقل من شهرين وطرد عمالها وتشريد مئات العاملات. محمد الحبيب — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals
مساعدات العائلات الفقيرة رهينة المزايدات
المولدي الزوابي في الثلاثاء, 22. سبتمبر 2009 عبّر عدد من الفقراء والمعوزين بعدد من مناطق الشمال الغربي، بينها نفزة وسيدي إسماعيل ووشتاتة والفرنانة وغار الدماء وبوسالم وتيبار عن شديد استيائهم من حرمانهم من المساعدات التي رصدتها الدولة في مطلع السنة الدراسية الحالية لتلامذة العائلات الفقيرة والتي توصف رسميا بفاقدة السند ومحدودة الدخل. وقال عدد من الأولياء إنّ المقاييس المعتمدة لمنح المعونة لتلك الشريحة من المواطنين بدت غامضة جدا، بل إنّهم يرتابون في أنّ الرشوة والتدخلات هي معايير حصول التلاميذ على مساعدات من قبيل الأدوات المدرسية ومبلغ 20 د لكل تلميذ وبعض الملابس. وأشار بعض الأولياء بمعتمدية الفرنانة إلى أنّهم لم يلقوا القبول الحسن في بعض المؤسسات التربوية في أول أيام العودة المدرسية حيث وجّهت لأبنائهم العديد من الإهانات والاعتداءات اللفظية . وذكر بعض التلاميذ القاطنين بقرى بعيدة أنّهم لم يحصلوا بعد على أسرّة بالمبيتات بحجة أنّ ظروفهم تسمح لهم باستعمال وسائل النقل مضيفين أنّ تعقيدات تشوب عملية التسجيل بالمبيت باعتباره أصبح يخضع لتقديرات العمد وأعضاء شعب الحزب الحاكم.
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 سبتمبر 2009)
العزوزة هاززها الواد و تقول عام صابة
بقلم: آمال السنا برشا ناس ما هيش بش تمشي للحج عملا بالتوصيات متع الدولة إلي خايفة علينا من المرض متع الحلالف – أما الحلالف لخرين ماهيش خايفة علينا منهم- و لذلك و بفضل السياسة المجيدة لعم الحاج، قرروا السنا بش يجيبولنا الحج حتى لهوني لتونس والفعاليات متاعو بش تدور في قصر الرياضة بالمنزه و سيتم الطواف حول أهم حاجة تمثل مشاغل التونسي و تقوم حولها النقاشات و حتى النقد يا بو ڨلب : النقد البناء و المدمر زادة و تتلم العايلة حول حصة بالمكشوف بش تشارك في النقاش: موش نقاش مشاكل المجتمع، لا كيفاش، عندنا مشاكل أحنا، موش حلو الكلام هذا! آه إما لا شنوة؟ الكرة يا ولدي الكرة!!! قالك السنا بش يجوبلنا كأس العالم إلي الفحولة متاعنا ما نجموش يجيبوها. بش يحطوها في وسط العباد، و يبداو يطوفو بيها و يمسحوا عليها و يبوسوا فيها و يبكيو عليها و يقراو شوية فاتحة و يدعيو شوية دعاء ثماش ما ربي يجيب عبادو الكوارجية في الصواب!!! ربي يخللينا عم الحاج إلي خمم في التوانسة و جابلهم الحج الكروي حتى لتونس، خلي نلقاو آش ننقدوا عل القليلة شكرا شكرا يا سيادة الحاج (المصدر: مدونة “تونسية وأفتخر” الألكترونية بتاريخ 23 سبتمبر 2009) الرابط:http://tunisienne-et-fiere.blogspot.com/2009/09/blog-post_3022.html
في اتحاد الكتّـاب التونسيين: طاحونة الخلافات المعتادة… أم زوبعة في فنجان؟
تونس – الصباح تشهد الساحة الأدبية هذه الأيام العديد من المناورات والتراشق و«القيل والقال» التي يتردد بعضها في الكواليس وبعضها الآخر على صفحات المجلات والجرائد اليومية والمقاهي حيث يتسامر الأدباء والشعراء… والظاهر هو أن هذه الهزات تخص مردودية ونشاط الهيئة الجديدة لاتحاد الكتاب التونسيين بعد 9 أشهر من انتخابها. أما الخفي في الموضوع فهو عدم الاتفاق مع اختيارات الهيئة وطريقة عملها وأولوياتها وسعيها للقطع مع -سلبيات أو إيجابيات- الماضي القريب. «الصباح» استمعت الى بعض أطراف الحوار- الطرشان الشاعر عبد الله مالك القاسمي صرح لنا بالتالي:« أنا عضو في اتحاد الكتاب التونسيين وقد شغلت مناصب في هيئاته من قبل وباعتبار أني من أقدم الاعضاء أرى أنه من حقي أن أقيّم نشاط الاتحاد بعد مرور 9 أشهر على انتخاب هيئته المديرة خاصة بعد أن عاينت بنفسي أنه لا نشاط يذكر لهذه الهيئة سوى مشاركة في ندوة أقامتها المندوبية الجهوية للثقافة في تونس عن الراحل علي الدوعاجي..ما عدا ذلك فالاتحاد يركن للركود والجمود كما أني أنادي باحترام البند الثاني من القانون الأساسي لاتحاد الكتاب وهو الذود عن حرية الفكر واحترام المخالفين لنا في الرأي.. كما أطالب بعدم غلق أبواب الاتحاد ومكاتبه في وجه الاعضاء واعتماد لغة الحوار والتسامح والنقاش عوض محاولة قطع أرزاق الأعضاء والمناورات». بطاقة كاتب وفي هذا الإطار تحادثنا مع الشاعر النوري قم، عضو اتحاد الكتاب التونسيين منذ سنة 2005 وناشط في فرع الاتحاد بالمنستير فقال لنا إنه مازال ينتظر تنفيذ الوعود التي قطعتها الهيئة المنتخبة على نفسها خلال المؤتمر. كذلك يرغب في معرفة مآل الملفات الاجتماعية للاعضاء وخاصة بطاقة كاتب التي يعتبرها من أولويات الأمور ويطالب بتقريب الاتحاد من فروعه وعدم التركيز على العاصمة فقط. ولتسليط المزيد من الأضواء حول هذا الموضوع اتصلنا بالأستاذ عثمان بن طالب وسألناه رأيه فأبدى الكثير من التحفظ قائلا :«لي غيرة خاصة على الاتحاد وكنت أحد أعضاء هيئاته المديرة في السابق وأحاديث الكواليس التي تدور حوله حاليا لا تهمني. أما إذا كانت هنالك إشكاليات حقيقية فيمكن فضها أو تجاوزها في اجتماع عام ما عدا ذلك فلا أرغب في أن أعلق على شيء». من جهته، يرى الشاعر محمد الهادي الجزيري الكاتب العام للاتحاد أنه ليس من مصلحة الاتحاد في الظروف الحالية أن يقول شيئا أو أن يعلق. فكل ما يستطيع قوله هو: «ما ثمة كان الخير وبعد العيد سنبدأ العمل والنشاط ونعدكم بالتجاوز وبذل الجهد». مقابل وبدون مقابل وللعلم فإن الاشكال الذي حدث بين الهيئة المديرة وأعضاء الاتحاد على ما يبدو حسب ما تردد في بعض الكواليس انطلق بسبب سهرات رمضان التي أقيمت بالاشتراك مع نادي القصة التي حضرها القصاصون وساهموا في فعالياتها مجانا الأمر الذي لم يتقبله الشعراء الذين تعودوا على المشاركة بمقابل مالي. ومما تردد أيضا في الكواليس أن السبب في هذه الاشكال قد يكون رغبة الهيئة الجديدة في القطع النهائي مع الإرث الثقيل الذي خلفه المرحوم الميداني بن صالح وقطع المنح التي قد يكون رصدها للبعض وتواصل منحها على ما يبدو خلال رئاسة الدكتور صلاح الدين بوجاه للاتحاد . ويبدو أن هؤلاء المتضررين ودائما حسب ما يتردد في الكواليس ، هم الذين يثيرون الاشكالات وهم الذين يحاسبون الاتحاد على الركود والجمود وعلى «مجلة» المسار أو العلاقة «الباهتة» التي أصبحت تربط الاتحاد بأعضائه . تسديد الديون الأديبة مسعودة أبو بكر عضو الهيئة المديرة والمسؤولة عن النوادي والفروع والنشاط لم تشأ أن تتدخل في الموضوع وأعتبرت أن كل تغيير يحتاج الى الصبر وخاصة إن كان المقصود به اتحاد الكتاب الذي يعاني من مشاكل مادية وموضوعية يعسر الخروج منها في مدة وجيزة. وبالرغم من ذلك، فإن مجلة «المسار» هي في المسار الصحيح بشكل جديد، وقريبا يكتمل ترميم مقر الاتحاد وتجديد تجهيزاته المهترئة التي لا تليق بالأدباء ورواد الاتحاد بصفة عامة. كما أننا سددنا الكثير من الديون المتخلدة في ذمة الاتحاد وقمنا بتظاهرات وندوات ولنا برنامج واضح ونحن بصدد تنفيذه خطوة خطوة.. وعلى كل نحن نطلب المزيد من الاقتراحات سواء عن طريق الاتصال المباشر أو عن طريق المراسلات ولنا صندوق اقتراحات مخصص لذلك حتى تكون العلاقة واضحة وشفافة ولمزيد التوضيح اتصلنا بأمين مال اتحاد الكتاب التونسيين صلاح الدين الحمادي فمكننا من التصريح التالي: «في خصوص ما تردد من أنه حملة على الاتحاد لم تتجاوز بضعة مقالات في صحيفة واحدة وبقطع النظر عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ذلك، فإننا في الهيئة المديرة للاتحاد نرحب بكل الكتابات التي تهدف الى النقد البنا..فنحن مع حرية الكتابة والتعبير شرط أن تكون هذه الكتابة متحلية بالموضوعية وبعيدة عن التحامل. نشاط غير خاف أما عن نشاط الاتحاد، فإنه غير خاف على الجميع من المتابعين لشؤونه أن المدة التي نحاسب عليها لم تتجاوز الستة أشهر باعتبار أن ميزانية الاتحاد صرفت في أواخر فيفري 2009. ومع ذلك بادرنا الى دعم كل الفروع بمبالغ مالية هامة وهيأنا فضاء الاتحاد بما يتلاءم مع أنشطته ومكانته ونظمنا كذلك ثلاث ندوات أولاها حول غزة وما شهدته من أحداث تلتها ندوة عربية كبرى لاقت نجاحا ملحوظا محورها الكاتب التونسي علي الدوعاجي وندوة أخرى وفاء لروح الشاعر الراحل الطاهر الهمامي. وأصدرنا مجلة المسار وقدمنا مبالغ هامة في شكل مساعدات اجتماعية للأعضاء في إقليم تونس الكبرى وداخل ولايات الجمهورية وانتهينا منذ يومين من تنظيم سلسلة من الندوات الرمضانية التي شهدها مقر الاتحاد بالتعاون مع نادي القصة كما نظمنا سهرة شعرية يوم 27 رمضان في مقر الاتحاد… هذا إضافة الى مشاركة الاتحاد في اجتماعات وأنشطة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إذ شاركنا بوفد في اجتماع الكويت والندوات المرافقة له كما يستعد الاتحاد الى المشاركة في مؤتمر الاتحاد العام الذي سينعقد في ليبيا من 18 الى 22 أكتوبر 2009. كل هذا في ظرف زمني وجيز . ومع ذلك نحن نرحب بكل الأفكار والمقترحات التي تهدف الى تطوير عمل الاتحاد ومزيد إشعاعه من طرف كل الأعضاء سواء بالاقتراح المباشر أو المكتوب». ان الاختلاف بين أفراد أية مجموعة تعمل معا من أجل هدف واحد علامة صحة تؤدي بالضرورة الى إيجابيات خاصة اذا كانت دوافعه مصلحة الأدباء.. وهم نخبة هذا البلد.. ولكن هذا الاختلاف لا يجب أن يستفحل مهما كانت درجته ونوعيته والمطلوب من طرفي «الحوار» هو أن لا يصلوا الى طريق مسدود يعرقل مسيرة الاتحاد أو يعطل مصلحة الأدباء وعملهم على اكتساب المزيد من حرية التعبير والنهوض بالفكر واحترام بعضهم لبعضهم الآخر مهما كانت مواقعهم في الساحة الأدبية. علياء بن نحيلة (المصدر: “الصباح” (يومية – تونس) بتاريخ 23 سبتمبر 2009)
بسبب انخفاض نسبة النمو الديمغرافي تراجع عدد تلاميذ تونس
افتتحت الثلاثاء في تونس السنة الدراسية الجديدة في كامل المدارس والمعاهد الثانوية وفي أغلب الجامعات، وسط قلق من تراجع النمو الديمغرافي للسكان تجلى في نقص أعداد التلاميذ هذه السنة. وحسب وزارة التربية فإن مليونين و36 ألف تلميذ سيعودون لفصولهم بالتعليم الابتدائي والثانوي تحت إشراف 129 ألف مدرس. وتشير الأرقام إلى أن عدد تلاميذ الابتدائي يتجه نحو التراجع حيث سجلت المدارس نقصا بـ38 ألف تلميذ هذا العام، وذلك نتيجة نقص التزايد السكاني بالبلاد. وقد رصدت الدولة لهذه العودة 250 مليون دولار خصصت لتشغيل مدرسين جدد، ولأشغال الإصلاح والتوسيع والبناء وتجهيز المؤسسات. وذكرت أرقام لوزارة التعليم العالي أن عدد الطلبة بلغ في السنة الجامعية الحالية 370 ألف طالب تحت إشراف 16.800 أستاذ جامعي موزعين على 193 مؤسسة جامعية، بينهم 75 ألفا من الناجحين هذا العام في شهادة ختم الثانوية (البكالوريا). (المصدر: “الجزيرة.نت” (الدوحة – قطر) نقلا عن وكالة قدس برس بتاريخ 22 سبتمبر 2009)
انطلاق تسوية وضعيات المهاجرين السريين في ايطاليا
تونس (الشروق) : بقرار رسمي من الحكومة.. يصدر للمرة الثالثة على التوالي بعد قراري 1998 و2002… يجري في ايطاليا هذه الايام تسوية ملفات اقامة عدد من المهاجرين السريين… قال عنهم ضيف من المهجر السيد الهادي خيرات كاتب عام الاتحاد المحلي للكنفدرالية الايطالية للعمل في مدينة بيروجا انهم كل المهاجرين الذين دخلوا التراب الايطالي قبل غرة ماي 2009 ويعملون في الخفاء. كما صرّح لـ الشروق ان تسوية الوضعيات قد تطال ايضا من تواجدوا بإيطاليا بعد ذاك التاريخ اذا كانوا يعملون وذلك بالتعاون مع رؤسائهم في العمل… مشيرا الى ان هذا المقترح الرسمي للحكومة الايطالية يستقطب أحيانا مهاجرين سريين من باقي الدول الأوروبية المجاورة… بحثا عن الاقامة. قرار التسوية سبقته قبل أشهر قليلة محاولة تمرير مقترح وصفه ضيف من المهجر باللاإنساني. يتحدث عنه بحماسة ليقول إن المقترح الاخير لحكومة اليمين المتطرّف لو تم تمريره كان سيجرد التعامل مع المهاجر السري من الانسانية… اذ يطالب بتجريم الطبيب الذي يشخص الحالة الصحية لمهاجر سرّي دون الابلاغ عنه. يقول نجحت النقابات في التصدي لمقترح الحكومة خلال شهر أفريل الماضي وذلك بالطعن فيه عبر احتجاجات مسترسلة نجحت في قطع الطريق أمام تمريره. كما قال ضيف من المهجر ان النقابات تحاول التصدي لاستصدار قوانين صارمة جدا ضد انسانية المهاجر السرّي لكنها في المقابل ما تزال تبحث عن اصغاء جدي لنصائحها من قبل هؤلاء الوافدين. نادمون يعبّر أغلبهم عن ندمه الشديد في اختيار التسلل الى الشواطئ الايطالية… وبأنه تسرّع في الحرقة… لكن أغلبهم لا يفكر في خطو خطوة الى الوراء… لذلك نحاول ان نبعدهم قدر المستطاع عن دخول السوق السوداء للمخدرات وشخصيا، يقولها بنبرة آسفة، كثيرة هي المرات التي رددت فيها على مسامع بعضهم �تجنّب المتاهات وحاول ايجاد عمل وقتي في حضائر البناء او غيرها حتى العثور على حلّ. ويشير السيد الهادي خيرات كاتب عام الاتحاد المحلي للكنفدرالية الايطالية للعمل في مدينة بيروجا إن الظروف الصعبة التي يعيشها المهاجر السرّي تحوّله الى شخص مهيإ للعمل في الممنوع وربما العودة جثة الى الوطن… قائلا يعيشون تحت الخوف من الترحيل في أية لحظة عاجزين عن العمل دون وثائق تثبت إقامتهم في ايطاليا فيلجؤون الى السوق السوداء للعمل… وتبقى النصيحة عالقة تبحث عن اصغاء… لا تتسرّع وانتظر فرصتك القانونية. رجع صدى يجرّه فجأة الى الحديث عن نصيحة أخرى لا صدى لها في الوطن… حين يتساءل لماذا يرغب أغلب الشباب في التسلل بطريقة غير قانونية خارج أرض الوطن؟ وهل إن الأمر متعلق فقط بتلك الصورة العالقة في أذهانهم… بأن الجنّة على الضفة الاخرى للمتوسط؟ وضعيات صعبة يعيش العمّال في المهجر وضعيات صعبة ويقتات أغلبهم من القروض تماما كما يعيش الشغالون في الوطن… والصورة التي يعود بها هؤلاء صيفا صورة عادية قد لا تكون الحافز لتلك الرغبة. وبيّن السيد الهادي خيرات ان الازمة المالية التي اندلعت في مصارف الولايات المتحدة الامريكية في أوت 2008 والتي تحولت الى أزمة اقتصادية عالمية عمّقت من صعوبة تلك الوضعيات فتواتر طرد العمّال… ويتواجد في ايطاليا اليوم حوالي 60٪ من العاطلين حوالي 20٪ منهم تونسيون. كما أوضح ضيف من المهجر ان نسبة المسرّحين بلغت الى غاية شهر جويلية الماضي حوالي 40٪… حوالي 30٪ منهم (تونسيون) انتقلوا للاقامة في فرنسا بمساعدة من السيجال (الكنفدرالية الايطالية للعمل). ويصف ضيف الشروق الازمة الاقتصادية الحالية بأنها أفظع من أزمة الثلاثينات. كما يقول كاتب عام الاتحاد المحلي للسيجال في بيروجا إن إيطاليا ليس لها الامكانات المادية الكافية للمساعدات الاجتماعية مقارنة مثلا بألمانيا وفرنسا… لذلك فهي غير قادرة على التعويض للكم الهائل من عمّالها المسرحين. ويعود ضيف من المهجر صاحب الثلاثين سنة تجربة في المهجر الى الحديث عن الهجرة السرية بحماسة ليقول إن الهجرة ظاهرة تاريخية… وإن اللاقانوني منها يعالج بإيجاد حلول اقتصادية واجتماعية له في البلدان المصدرة للمهاجرين جنوب المتوسط. كما يرى ان الهجرة المنظمة قد تكون الحل الانموذج لايقاف نزيف الهجرة السرية فاقتراح استقبال 4 آلاف عامل تونسي سنويا ما بين 2003 و2007 يعد قرارا هاما… فلماذا لا يتم التشجيع على الهجرة المنظمة والمضي في تنمية دول الجنوب عوض استصدار القوانين الصارمة؟ (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم الاربعاء 23 سبتمبر 2009)
الرئيس بن علي يشرف على الجلسة الممتازة للمجلس الجهوى لولاية قابس
قرطاج 23 سبتمبر 2009 – انعقدت صباح يوم الأربعاء جلسة ممتازة للمجلس الجهوي لولاية قابس بإشراف الرئيس زين العابدين بن على في إطار متابعته للعمل التنموي وتحسين ظروف العيش بالجهات. وأعلن رئيس الدولة في كلمة ألقاها خلال هذه الجلسة عن جملة من الإجراءات لتعزيز مسيرة التنمية بولاية قابس تهم ميادين الفلاحة والصيد البحري والتنمية الصناعية والتكنولوجية والسياحة والتنمية المندمجة والبنية الأساسية للطرقات وحماية البيئة والثقافة والصحة وتحسين ظروف العيش. وفي هذا الصدد أذن سيادة الرئيس بما يلي : الفلاحة والصيد البحري وضع خطة تهدف إلى توسيع الفلاحة السقوية والجيوحرارية على مساحة 350 هكتارا وذلك ب : تهيئة المنطقة السقوية والجيوحرارية بالمطوية على مساحة ثمانين هكتارا إحداث بئر عميقة جيوحرارية ببشيمة البرج بالحامة وتجهيزها وكهربتها إحداث بئر لإثراء المنطقة السقوية بليماوة 3 بقابس الجنوبية إنشاء بئر لتغذية المنطقة السقوية بمطماطة 5 تهيئة مسلك فلاحي وتعبيده على طول ثلاثة كيلومترات يربط المنطقة السقوية سهيب بعمادة طبلبو من معتمدية قابس الجنوبية دعم الري التكميلي على مساحة أربعين هكتارا بمنطقة الهيشة عبر إحداث بئر عميقة وكهربتها وتجهيزها بناء خزان ومد قنوات بالمطوية تركيز العناية بفلاحة الواحات على مساحة 250 7 هكتارا وذلك ب : دعم الري بواحات قابس العليا بشنني على مساحة 250 هكتارا تنشيط العمل الفلاحي في سبعة آلاف هكتارمن الواحات القديمة تعهد النشعيات والمسالك الفلاحية وتنظيف الواحات بقابس ومارث والحامة إنجاز دراسة للمرحلة الثانية من مشروع التنمية الفلاحية بقابس ليشمل معتمديات مطماطة ومطماطة الجديدة ومنزل الحبيب ومارث والحامة والمطوية بهدف تطوير الإنتاج الفلاحي ودعم قطاع تربية الماشية وبعث المشاريع الصغرى وتحسين ظروف عيش متساكني المناطق الريفية الإسراع في إصلاح الأرصفة وصيانة التجهيزات بميناء الصيد البحري بمدينة قابس وتقديم تاريخ انطلاق مشروع حماية هذا الميناء إلى سنة 2010 التنمية الصناعية والتكنولوجيا إحداث قطب تكنولوجي وصناعي يأخذ في الاعتبار ميزات الجهة ويتولى دفع التنمية في كل القطاعات الصناعية ذات القيمة المضافة العالية وذلك بهدف تعزيز التجديد والتطوير التكنولوجي والصناعي وضمان التفاعل بين المؤسسات الإقتصادية ومؤسسات التعليم العالي والتكوين والبحث إحداث شركة خفية الاسم تتولى إنجاز القطب الصناعي والتكنولوجي بقابس واستغلاله وتنميته برأس مال قدره عشرون مليون دينار يساهم فيه المجمع الكيميائى التونسي في حدود 80 بالمائة وشركة الاستثمار والتنمية بالجنوب السياحة الإنطلاق في تهيئة المنطقة السياحية بشط الحمروني بإحداث قطب سياحي على مساحة 325 هكتارا الشروع في تهيئة البنية الأساسية الخارجية للمنطقة السياحية الإستشفائية بالخبايات بحامة قابس وإحداث شركة دراسات واستثمار لتطوير هذا المشروع ترميم القرى الجبلية بتوجان من معتمدية مارث وتاوجوت البربرية من معتمدية مطماطة القديمة وزراوة بمطماطة الجديدة مع مزيد العناية بمواقع المياه الحارة بالحامة والواحة الساحلية بقابس ودعم السياحة الثقافية التنمية المندمجة الإنطلاق في إنجاز ثلاثة مشاريع للتنمية المندمجة بمعتمديات مارث ومطماطة الجديدة والحامة في نطاق البرنامج الرئاسي للمعتمديات ذات الأولوية البنية الأساسية للطرقات الإنطلاق في أشغال الطريق السيارة صفاقس-قابس بعد أن تم استكمال الدراسات وتوفير التمويلات. وسيحقق إنجاز هذا المشروع المهم ميزات تفاضلية أخرى للجهة لاسيما فيما يخص الحفز على الاستثمار بما يجعل هذه الجهة نقطة تواصل في إطار الطريق السيارة المغاربية تكوين مخزون عقاري يحاذى الطريق السيارة ويمكن من الإستجابة عند الحاجة لطلبات الإنتصاب بالجهة تهيئة مسلك شط العوامر بمارث وتعبيده على طول سبعة كيلو مترات تهيئة المدخل الشمالي لمدينة المطوية على طول كيلو مترين وستة مائة متر حماية البيئة الإعلان عن طلب العروض للانطلاق في أشغال تهيئة مصب الفوسفوجيبس بالمخشرمة الشروع في إنجاز وحدة جديدة لتقليص انبعاثات غاز الامونوياك بمصنع /داب / بغنوش الإنطلاق في مقاومة التلوث الهوائى للكبريت بميناء قابس وفى إنجاز برنامج للتشجير يحيط بمصانع المجمع الكيميائى بقابس الثقافة بناء مكتبة عمومية باالنحال بقابس الغربية والإنطلاق في إنجاز دار ثقافة بغنوش وتهيئة دار الشباب بوذرف وإحداث نادي شباب ريفي بالمنصف من معتمدية قابس الغربية وتهيئة الملعب البلدي بالمطوية إحداث مركب شبابي نموذجي بقابس الجنوبية يضم قاعة متعددة الإختصاصات وقاعة للعروض ونوادي اختصاص وفضاءات ترفيهية وملاعب الصحة بناء قسم استعجالي جديد بالمستشفى الجهوى بقابس إحداث قسم لجراحة العظام بالمستشفى الجهوى بقابس الجنوبية إحداث قسم لأمراض النساء والتوليد وقاعة للتوليد بمستشفى الحامة تحسين ظروف العيش تزويد تجمعات أولاد زايد وأولاد خلف الله والحميلة وأولاد مساعد والشميلات بمنطقة السقي بمنزل الحبيب بالماء الصالح للشراب تزويد منطقة الزقابة الشرقية بمارث بالنور الكهربائي الإنطلاق في تهيئة أحياء المنارة بمارث والإزدهار بوذرف والحامة الغربية و2 مارس ببوشمة بقابس الغربية والتي تهم حوالي 26 ألف ساكن الإذن بتهيئة منتزه المطوية وقد استعرض رئيس الدولة ما تم تحقيقه في ولاية قابس من إنجازات ومكاسب في مختلف المجالات ولاسيما الإقتصادية والإجتماعية مكنتها من قطع أشواط بارزة على درب التنمية الشاملة. واثر ذلك فسح المجال لتدخلات الوالي وأعضاء المجلس الجهوي الذين قدموا خصائص ومميزات العمل التنموي بولاية قابس وأثاروا المشاغل الملحة لبعض مناطق الولاية. وأقر رئيس الدولة على ضوء هذه التدخلات إجراءات تكميلية تتمثل في : الترفيع في عدد منح العائلات المعوزة وعدد منح المعوقين تطوير مركز الصحة الأساسية بالمطوية ومركز الصحة الأساسية بغنوش وبناء مركز صحة أساسية بمنطقة الزريبة وأذن سيادة الرئيس بإحداث دار ثقافة بمنزل الحبيب واقتناء حافلة للتنشيط الثقافي بكافة المعتمديات وأذن أيضا بتخصيص اعتمادات إضافية لصيانة المؤسسات التربوية. كما تتمثل الإجراءات التكميلية في : حماية مدينة وذرف من الفيضانات تهيئة وتهذيب السوق الأسبوعية بالميدة تزويد منطقة قصر المجني عرام بالماء الصالح للشراب وتجهيز خمسة مفترقات على الطريق الوطنية رقم 1 بالتنوير العمومي وتأكيدا لما يوليه من أهمية كبرى لقطاع التشغيل أذن رئيس الدولة بتخصيص حصة إضافية من الصندوق الوطني للشتغيل 21 – 21 لفائدة 300 منتفع وتمكين 180 حامل شهائد عليا من نظام التربصات للحياة العملية. وعبر والي قابس في ختام هذه الجلسة في كلمة باسم أعضاء المجلس ونيابة عن مواطني ومواطنات قابس عن مشاعر التقدير والعرفان لرئيس الدولة على ما حظيت به الجهة من رعاية رئاسية موصولة جسمتها خطط وبرامج التنمية التي شملت كافة الميادين مجددين العهد على مواصلة العمل التفاني في تكريس السياسات والتوجهات الرائدة للرئيس زين العابدين بن علي حتى يواصل قيادة تونس والسير بها على درب التنمية والرقى والإزدهار.
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2009)
إنهم يمنعون الحجاب.. واللحى أيضاً!!
ياسر الزعاترة 2009-09-23 تقول الأنباء القادمة من تونس إن عدة مؤسسات جامعية قد فرضت على طلابها خلال إجراءات التسجيل للعام الدراسي الجديد، التوقيع على مرسوم صادر عن وزارة التعليم العالي، يحظر ارتداء الحجاب بالنسبة للطالبات وإعفاء اللحية بالنسبة للطلاب. وتحت عنوان النظام الداخلي المتعلق بالسلوك الذي يتعيّن على الطلبة التزامه، نص المرسوم على حظر اللباس الطائفي والالتزام بالحضور إلى المؤسسة الجامعية بلباس محترم ومظهر لائق: (ذقن محلوق ورأس مكشوف وهندام محترم). وحذّر المرسوم من أن كل مخالفة لهذا النظام الداخلي يترتب عليها سحب تسجيل الطالب من المؤسسة، كما يترتب عليها عند الاقتضاء تبعات قضائية. لن نتوقف هنا عند ما تبقى من بنود المرسوم، لاسيما تلك المتعلقة بالسلوك الجامعي، والتي تهدف في جوهرها إلى منع أي نشاط طلابي تشتم منه رائحة السياسة، الأمر الذي يأتي رداً على عودة بعض النشاط لحركة النهضة الإسلامية في الجامعات رغم الملاحقة الرهيبة التي تتعرض لها منذ عشرين سنة تقريباً، فضلاً عن بعض قوى المعارضة الأخرى. لن نتوقف عند هذا الجانب رغم أهميته البالغة، ربما لأننا ندرك طبيعة الوضع السياسي في تونس التي تعاني من سيطرة شاملة للحزب الحاكم والأجهزة الأمنية على مختلف مناحي الحياة، ومن يتابع تلك النتائج التي يحصل عليها الحزب في الانتخابات سيعتقد أن قديسين هم من يقودونه، وليس مجرد بشر عاديين يصيبون ويخطئون، لاسيما أنهم لفرط حنانهم ورقة قلوبهم قد قرروا أن يمنحوا كوتا محددة لقوى المعارضة في البرلمان، نظراً لعجزها عن الحصول على أية نسبة، تماماً كما تفعل بعض الدول مع النساء والأقليات بمنحها كوتا محددة من الهيئة التشريعية بصرف النظر عن مسماها. ما يعنينا هنا هو الموقف الجديد القديم من الحجاب، والذي يأتي كنوع من الإصرار على الغيّ والموقف البعيد كل البعد عن عقيدة وقيم المجتمع التونسي، وفي وقت اعتقد فيه كثيرون أن ذلك الموقف المتطرف من الحجاب، والذي يحاكي الموقف الفرنسي (كان سابقاً عليه في واقع الحال) قد انتهى إلى غير رجعة، لاسيما بعد أن استضافت السلطات عدداً من العلماء من خارج تونس ورتبت لهم لقاءات وجولات خرجوا من خلالها بانطباعات (جرى إعلانها) تقول إن كل شيء على ما يرام، وأقله ليس بالسوء الذي تروجه دوائر إسلامية معارضة، وأنه لا عداء للظاهرة الإسلامية في تونس، وأن التضييق لا يطال سوى النشاط السياسي المعارض لا أكثر ولا أقل. الآن، يثبت أن شيئاً لم يتغير، وأن الحملة الرامية إلى التضييق على سائر المظاهر الإسلامية ماضية في سبيلها، ليس فقط ما يتعلق بالحجاب، بل سوى ذلك من المظاهر، ومن ضمنها اللحية، مع العلم أن وصف اللباس الطائفي هو الذي يستخدم في تونس لوصف الحجاب، أو غطاء الرأس. البعد الأهم لهذه الحملة هو ما يعكسه من إصرار من طرف السلطة على الصدام مع الموقف الجمعي للشارع التونسي، مستغلة ضعف قوى المعارضة، ومن ضمن ذلك القوى الإسلامية، أما البعد الآخر، فيتمثل في إرادة التضييق على شيوع الحجاب كجزء من الظاهر الإسلامية بعد انتشارها الواسع خلال السنوات الأخيرة، ربما إيمانا بسياسة تجفيف الينابيع التي سبق أن استخدمت بنجاح خلال التسعينيات قبل أن يثبت فشلها بعد ذلك، لاسيما خلال الألفية الجديدة. أياً يكن الأمر، فإن الوضع الطبيعي أن يتحرك المجتمع التونسي ضد قرار من هذا النوع يشكل عدواناً على قيمه، فضلاً عن سائر التوجهات التي تحد من الحريات وتعسكر المجتمع. وإذا كان الوضع القائم لا يشهد حراكاً قوياً على هذا الصعيد، فإن تراكم المواقف المناهضة لتوجهات الجماهير سيؤدي إلى شيء كهذا ولو بعد حين. � كاتب أردني (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2009)
الذكرى الثامنة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر.. محاولة فهم (1/2)
العجمي الوريمي في الذكرى الثامنة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهي في نظر البعض اعتداء وعمل إجرامي, وفي نظر آخرين غزوة مباركة, وفي اعتبار الجميع حدث تاريخي بالغ الخطورة شطر التاريخ وأوضاع العالم إلى ما قبل وما بعد، في هذه الذكرى لا تزال الحيرة تلازمنا ولا تزال نفس الأسئلة تخامرنا: لماذا تتجه الأمور نحو القطيعة والصدام والحرب الشاملة؟ لماذا يكشف لنا الغرب وهو في أعلى مراحل تطوره الاقتصادي والعلمي والتقني عن وجه مُخيف وأطماع لا حد لها وأنانية قُصوى؟ ولماذا تحول عدد من خيرة أبنائنا الذين يواصلون تعلمهم بتفوق في الجامعات الأوروبية والأميركية إلى قنابل بشرية وإلى استشهاديين بامتياز؟ أين تكمن المشكلة؟ في غربٍ بات يفتقر إلى مشروع, أم في عالم إسلامي أخفقت مشاريع نهضته وضاق شبابه وقواه الحية ذرعا بالفجوة الهائلة بين طموحهم المشروع وواقعهم المفروض؟ كما استفز وعيهم ومشاعرهم الهوة الواسعة بين تقدم الغرب وتأخرهم. إن الغرب المُتحدث عنه غرب مُتخيل ولكننا نحس أثره القاسي في حياتنا، فما بالك حينما تكون أساطيله وقواعده العسكرية في مياهنا وعلى أرضنا, ومقدساتنا تحت الاحتلال المباشر والغاصب المحتل يحصد الأرواح ويمتهن وجودنا بصلف وكبرياء ودم بارد. لذلك قال أسامة بن لادن في أحد تسجيلاته مبررا ما حدث بأن الدم الأميركي ليس أغلى من الدم الفلسطيني. ودون تبرير ما لا يُبرر فإن الإنسان وكل ما يتصل بوجوده معتقدا، وكرامة، وحقوقا طبيعية، وحظا في هذه الحياة له صلة بشكل من الأشكال بمعادلة الصراع، وما أوصاف الإرهاب والهيمنة والشيطنة المتبادلة إلا نوع من إضفاء الشرعية على مواجهة يتعجل البعض حصولها باعتبارها حتمية تاريخية لا مرد لها، ويؤجل البعض قيامها استكمالاً لشروطها. وقد رأى هوبير فيدرين وزير الخارجية الفرنسي السابق في حوار مطول مع إحدى المجلات في نظرية المفكر الأميركي هنتنغتون عن صدام الحضارات شيئاً من الوجاهة بخصوص العلاقة بين العالم الغربي والعالم الإسلامي لما يعتريها من أزمة ثقة وسوء تفاهم وإرث من الصراعات وتباين على مستوى القيم القاعدية التي توجه المصالح الخصوصية لكل طرف, مما يجعل من دعوات فتح الحوار بين العالمين الغربي والإسلامي أمرا مؤكدا وحيويا، وإلا فستعم الفوضى الشاملة وحرب الكل ضد الكل. ونعرف من تجارب التاريخ أن بعض الحروب يكسبها طرف ويخسرها طرف آخر وبعضها يكون خاسرا كل من دخل فيها، ولكن يصبح السلام أولوية مطلقة عندما تغدو ثقافة الحرب هي الثقافة السائدة ويدخل المعركة من ليس لديه ما يخسره إلا قيوده. بعد ثماني سنوات من أحداث الحادي عشر من سبتمبر لا يزال العالم يمر بأزمة مفتوحة، وهي تزداد احتدادا وتعقيدا, وإن تداعياتها وارتداداتها تمثل تهديدا للأمن والسلم العالميين، فعدد الحروب في تصاعد وجيوب التوتر تنشأ كالفقاقيع مما يُخل بالتوازنات التقليدية الهشة وهي توازنات لا تستقر على حال حتى تتغير في صيغ انفلاتات واختراقات وبؤر توتر وحروب باردة وساخنة. وما من شك فإن منظومات الظلم والباطل والمصالح الأنانية لا يمكن أن تدوم ولو فُرضت لحين. فالهيمنة تُقابلها المقاومة والأحادية يعترضها التعدد والتنوع والمركزية العرقية والحضارية تجابهها الخصوصية والاستثناء الثقافي. وإذا كانت كل كونية مزيفة تخفي هيمنة جامحة فإن كل خصوصية مكينة في أصالتها بُعدٌ كوني أصيل. وإن أهم رسالة ومشروع يجسدان أفضل صيغة لمعادلة الفطرة الأصيلة ومصلحة العباد الحقيقية هي رسالة الإسلام لو عرفت كيف تحملها وتؤديها خير أمة أخرجت للناس، أي لو أنها فقهت حاجة البشرية إليها وآمنت بضرورة تأهلها للنهوض من جديد، إذ إنها أمة الرسالة الضامنة للفوز والنجاة والسعادة وإنها مع العدد الوفير تملك مفاتيح الإصلاح والتفوق: الزاد الإيماني وثروة الذكاء وثراء الموارد البشرية المؤهلة وتنوع الموارد المادية الميسرة والمسخرة، وفي مجالها الجغرافي السياسي الواسع أرض النبوات وطرق التجارة العالمية ومنابع الأنهار وحقول النفط والغاز ومناجم الذهب واليورانيوم. كما تشتمل أمة الإسلام على شعوب وأقوام عديدة تشكل رصيدا حضاريا وإنسانيا عظيم الأهمية وتُبوئ الإسلام موقعاً متميزاً للتعارف والحوار مع الثقافات والحضارات الأخرى، وتملك أوفر الحظوظ لتحييد قوى الحرب والعدوان وإحباط مخططات الاستدراج لصدام الحضارات, خاصة وقد انتبه المسلمون بعد غزو أفغانستان واحتلال العراق إلى أنه يُراد لهم أن يكونوا وقود صراع دولي محموم على مناطق النفوذ ومصادر الطاقة ويُراد لهم الغرق في وحل حروب أهلية وطائفية تدخلهم في دوامة التدمير الذاتي والاستقواء بالأجنبي والآخر الحضاري ضد الإخوة في الدين، ولا شك في أن اقتتال أهل القبلة الواحدة أشد فتكاً بالأمة من عدوان الصليب والنجمة السداسية, بل إنه لا سبيل إلى رد ذلك العدوان إلا بمصالحة إسلامية شاملة يُحرَّم فيها الدم المسلم ويعلى فيها من شأن الإنسان ويُجرَّم فيها الاستبداد والظلم وتتضافر فيها الجهود لإعلاء القيم وكلمة الحق.. كلمة سواء تجمع المؤمنين والراشدين من كل الديانات والفلسفات والإيديولوجيات. يؤيد هذا الرأي ما نلحظه اليوم من تدهور للأوضاع في المناطق الإسلامية، إذ تُسارع حكومات وحركات مناهضة لها إلى اعتماد الحل العسكري في حل خلافاتها حتى إننا شهدنا حراكاً باتجاه الانفصال بعد خيبات الوحدة، وأنظمة تستعمل الأسلحة الثقيلة من طائرات ودبابات ضد جزء من شعبها، وتفتعل دُولٌ فاشلة مشكلات أمنية وحدودية مع دول شقيقة تفصلها عنها الحدود المصطنعة لتدويل خلافاتها والذهاب بها إلى مدى وضع الجيوش قُبالة بعضها استدراجاً للنزال والاستنزاف. وعلى خلفية هذا المشهد المتأزم والمتفجر والدامي تعود المخططات الاستعمارية القديمة بصيغ جديدة وتحت عناوين مضللة, ولكن بحرص أشد على فرض وضع جديد ينكأ الجراح ويُمأسِس الأمر الواقع ويضفي طابع الدوام على الهيمنة التي تقاد إليها الشعوب غير مختارة.. وعوض أن توحِّد شعوب العالم جهودها للقضاء على الفقر والجهل والأمية والتلوث ولنشر المحبة والسلام والإخاء الإنساني والتضامن لردم الفوارق التنموية.. بديلا عن ذلك استيقظت القوميات والعرقيات والهويات وتفجرت براكين لا تعرف الهدوء من قعر التاريخ وباطن الثقافات فتضافرت الهيمنة مع المظالم والاستبداد المحلي لتدفع بنزعات الرفض والاحتجاج إلى ذروتها بعد أن بان بالكاشف أن العولمة حادت عن مسارها ولم توف بوعدها وتجلت في شكل أمركة للعالم وغربنة له. لقد كان حدث الحادي عشر من سبتمبر علامة فارقة في فضح التناقضات الصارخة التي ميزت الوضع الدولي في مرحلة ما بعد البرسترويكا وسقوط جدار برلين، أي مرحلة ما بعد الحرب الباردة وتفكك الإمبراطورية السوفييتية وانفراط عقد المعسكر الاشتراكي. وفي وجه من وجوهه كان الحادي عشر من سبتمبر صرخة مُدوية في وجه الاستكبار المُظاهر للاحتلال، لكنه أثار جدلا داخل الساحة الإسلامية ووفر ذريعة للأعداء وأوجد خلطا بين الإسلام والإرهاب. إن أحداث العقدين الأخيرين كانت ذات أثر مباشر على الأمة الإسلامية وعلى الحركة الإسلامية المنتصرة في أفغانستان على السوفييت. فالإسلام قد استُهدف باعتباره العدو الجديد للقوى الأطلسية والعقبة الأساسية أمام الهيمنة الأميركية والسيطرة الصهيونية بعد أن كان رأس الحربة في الإطاحة بالإمبراطورية السوفييتية. وإذا كان حدث الحادي عشر من سبتمبر قد غير العالم بتعبير المستشار الألماني السابق شرودر، وشفى صدور قوم مؤمنين وأقوامٍ مستضعفةٍ حسب أنصار القاعدة، وأصاب أميركا في مقتل حسب تعبير زعيم القاعدة أسامة بن لادن.. فإنه في نظر بعض المراقبين والقادة الإسلاميين قد عرض الحركة الإسلامية لخطر الاستهداف الغربي والحرب الاستباقية الأميركية. وكان من نتائج ذلك أن تعمق الفرز داخل الحركة الإسلامية بين الداعين إلى إنقاذ العلاقة مع الغرب، وهي نفس الدعوة التي وجهها أوباما إلى العالم الإسلامي بعد فشل سياسة بوش، وبين الداعين إلى تحريك جبهات المواجهة وتوسيع رقعتها. (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر ) بتاريخ 22 سبتمبر 2009 )
المثقف وسيف الإرهاب المسلول
عبدالسلام المسدّي سنوات المحافظين الجدد على سدة الحكم في البيت الأبيض الأميركي كانت كالسنوات العجاف، لياليها سُودٌ ونهاراتها ضباب كثيف، آخر ضحاياها شهداء غزة، كانت أسلحتها مدمّرة ورايتها سيف فتاك كذاك الذي قال عنه صاحبه بعد أن أنجز به فعلته: اشتريته بألف وسَمَمْته بألف. إنه سيف التهمة الجاهزة، التهمة المعَلبة في ملفوفات التسويق، تهمة الإرهاب. وعلى جمرات الوعي التاريخي لم يكن أمام المثقف العربي خيارات كثيرة، كان أمامه خيار واحد هو أن يبحث عن صورته من خلال صورة المثقف الآخر، في العالم الآخر. وانكفأ يضمّد الجراح التي كلمتها ثنائية الأنا والآخر، وأصبح يلوذ بالذي كان يدميه متسائلا عن صورة الأنا في مرآة الآخر. هناك، في العالم الآخر، كان المثقف المتمرد دوما على الأحداث، والثائر باستمرار على ذرائعية القرار، والمعترض آلياً على المؤسسة الكبرى كلما عنّ لها أن تخرّب قلعة الفكر تحت إغواء السريالية السياسية. أما في وطننا العربي فقد كان المثقف حيرانَ أسِفاً. نطق المثقف الآخر منذ اليوم الأول بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر 2001 وتردد مثقفنا بضعة أيام. وانبثقت جلية لأول مرة صورة دلالة الصمت، وكانت خزيا مخزيا. وحين بدأ يفتح فاه بعد مرور الأيام الأولى كان يتحسس الطريق بعصا بيضاءَ يجسّ بها الأرض قارئا ألف حساب. المثقف الآخر كان حرّا يقول كل شيء، في أي مكان، وفي أي ساعة. وكان المثقف العربي مقيدا، كبلته كوابح التأثيم كالنائم الذي يروم الجريَ في الأحلام. كان يجر ماضيا بأعباء التعب فجاءته الأحداث بعقدة جديدة من عقد الذنب. كان عليه إذا رام الكلام أن يستهل خطابه بمقدمة طللية يقف فيها على آثار مانهاتن باكيا عليها بعد أن دَرَسَت، ذارفا دمعَ الخراب. كان المثقف الآخر حرّا، وبدستور حريته كان ينفر من المقدمة الطللية -أيامئذٍ- لأنه يربو بنفسه عن تأكيد البديهيات، وبحريته كان المثقف الآخر يستنكف أن يقول ما ينتظره منه المنتظرون. بحريته كان يسكت حتى لا يقول إن السماء فوقنا وإن الأرض تحتنا. ولكنه بحريته كان يكْسر المنتظرَ ليذكر السّاسة قائلا: لا تنسوا أن السماء فوق الجميع وأن الأرض ملك تحت أقدام أصحابها. إن المقدمة الطللية أصبحت «لازمة» من لوازم الكتابة، ومن لوازم الموقف، وأصبحت ضربا من الطقوس كلزوم ما لا يلزم على لسان الشعراء. وحتى الشرفاءُ والنبلاءُ قد انخرطوا في مراسم التأبين بعد أن مرّ زمن التأبين. المقدمة الطللية حيث البكاء على رسم الديار وأنقاض الأبراج كياسة انقلبت إلى ضرورة في مخيلة المثقف العربي، هي وهم لأن المثقف وهو يقولها لم يكن ينطق باسم قناعته الحميمة، وإنما ينطق باسم إرادة مؤسسة القرار في وطنه، تلك التي تخشى أن يستشيط راعي السلام غضبا عليها أن لم تفلح في كبح جماح الأصوات الناشزة، وفي ردع الأعناق المتسللة خارج مسالك السرب. والمثقف العربي كان عليه أن يمارس المازوشية القصوى حتى يسكت فلا يسائلَ إن كانت مؤسسة القرار في وطنه تبكي حقا على الأطلال أم تصطنع البكاء، فكان يرتدي قميص التقية حتى لا ترتاب المؤسسة إذا جاءت مقدمته الطللية فاترة لا تذرف دموعا ساخنة. وحين مرت الأيام الأولى وأصغى العرب إلى الأصوات الحرة في العالم الآخر أصبحت المؤسسة العربية تسكت إذا نطق مثقفوها، ثم أصبحت تتمنى أن يتكلموا دون أن تقول إنها تتمنى. وانبثقت لوحة عجائبية جديدة، مكيافلية (عربية–عربية) تحمل في هودجها الصفقة البدائية: لك أن تفعل ما تريد لأنه هو الذي أريد. فكان كل عربي ضاحكا وكل عربي مضحوكا عليه، لأن الضوء الأخضر قد أناره السياسيون العرب للمثقفين العرب بفوانيس صغيرة مرّروها تحت الطاولات بواسطة أجهزة الرعاية الذكية كما قد طوّروها فتطوّرت. وعاد المثقف العربي يراجع نفسه، بل ويعيد قراءة موقعه من السياسة بالقياس إلى موقع المثقف الآخر من السياسة. فمنذ مساء انفجار الأبراج بادر نوام تشومسكي إلى تسجيل موقفه على الشبكة فخاطب الإدارة الأميركية قائلاً: «عليكم أن تبحثوا عن أسباب ما حدث، وعليكم أن تبحثوا عن تلكم الأسباب داخل الولايات المتحدة لا خارجها». كان المثقف العربي يتأمل كيف يضطلع المثقف الملتزم بأمانته على الضفاف الأخرى، وكيف يصدح بصوته وكل الناس على لهيب الحدث في أول استعارِهِ، وكل الناس تحت قعقعة الانفجار من أعالي الأبراج. كان تشومسكي صورة للمثقف المبحوث عنه في أوطاننا، كان لا يحيد عن نهجه ولا يهادن باسمِ فواجعِ اللحظة. كان لا يحيد عن نهجه المرسوم منذ كان صوته يدوي في كل اجتماع أيام حرب فيتنام حتى كادت الجماهير المثقفة يومها تنسى أن له اختصاصا غيرَ اختصاص النضال السياسي دفاعا عن حق الشعوب وخدمة لقضايا العدالة. بعد تفجير الأبراج، وبحكم ما حصل بعد تفجير الأبراج، وبناءً على ما تاهت فيه الأنظمة العربية التي أصبحت تمشي عارية القدمين بين الأشواك، كان لزاما على المثقف العربي -وهو يبحث عن صورته من خلال صورة الآخر- أن يستدعي إلى الذاكرة أنموذج المثقف الثلاثي: الملتزم، والعضوي، والنقديّ. لقد ربط تشومسكي تفسيراته بسياسة بلاده في التدخل العسكري الدائم، وشرح كيف سيزداد العنف العالمي نتيجة ما أعلتنه أميركا وحلفاؤها من حملة حربية على الإرهاب دون أن يستوفي الواقع الموضوعي الأشراط الأولى لاتساق حصول الحرب. كان الدرس رائعا، فاتنا، قاسيا. فالمشهد بعد تطور أحداث الانفجار قد كان مغريا للمثقف العربي أن يعيد ساعة التاريخ على أولها. فأمر العلاقة بين العلم والسياسة قد انتقل إلى وضع جديد. كان المثقف العربي يتأمل المشهد الرائع: مواطن أميركي يصدح بصوته معترضا على سياسة بلده فيما تعتبره خيارا حيويا وخيارا مصيريا، لأنه -في تأويلها- خيار الزوال أو البقاء. هو ذات المشهد الذي شد إعجاب المثقفين العرب حين رأوا جمعاً من الأميركيين الشرفاء يتظاهرون أمام البيت الأبيض في (29 سبتمبر 2001) محتجين على الحملة العسكرية، حاملين لافتات كتب عليها بمداد التحذير: «العين بالعين: سنكون جميعا عميانا». كانوا خائفين يومئذ من فلسفة القصاص، ولم يخطر ببالهم أن القصاص سيختفي متواريا كي يحل محله الثأر، ثم يحتجب الثأر ويأتي الانتقام، فتسود نوازع التمثيل والتنكيل إطفاءً للهيب الغرائز كما عرفتها قرون ماضيات خلت. (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر ) بتاريخ 23 سبتمبر 2009 )
الدولة الفلسطينية من جانب واحد
محمد كريشان 23/09/2009 ليس بالضرورة دائما أن تأتي الأفكار المبتكرة من شخصيات بارزة فها هو رئيس حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي وهو حزب صغير ولا تأثير كبير له، حتى وإن كان الصالحي مرشحا سابقا للرئاسة عام 2005 ، يدعو إلى إحداث تغيير جذري في مجمل الإستراتيجية الفلسطينية في تعاملها مع كل الشأن التفاوضي. ويوضح الصالحي فيقول في مقابلة مع تلفزيون النيل للأخبار أمس الأول أن الفلسطينيين ملزمون في ظل التراخي الامريكي والتعنت الإسرائيلي أن يفكروا جديا في المضي قدما في خيار الإعلان عن حدود الدولة الفلسطينية في حدود 1967 من جانب واحد والمطالبة بالاعتراف بهذه الحدود بالإضافة للإعلان عن إنهاء التزامات السلطة الفلسطينية تجاه إسرائيل وربط أية التزامات جديدة باعتراف متبادل بين الدولتين. ويرجع الصالحي فكرته إلى أن النتيجة الوحيدة التي قد يسفر عنها اللقاء الثلاثي في نيويورك بين الرئيس الامريكي باراك أوباما والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو التأكيد على ضرورة استمرار جهود المبعوث الامريكي إلى المنطقة جورج ميتشل من أجل ما تعتبره أميركا ضرورة وقف الاستيطان، مضيفا أنه ما دامت لن تطرح أية مسائل أخرى ذات أهمية، فقد كان من الأجدى ألا يُعقد هذا اللقاء أصلا وأن تعمل الولايات المتحدة على ممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل بدل خلق مناخ يوحي كما لو أنه ستتم مكافأة إسرائيل على تعنتها واستمرارها في عمليات الاستيطان. طبعا فكرة إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد ليست وليدة اليوم وليس الصالحي صاحب براءة اختراعها فقد سبق أن لوح بها الزعيم الراحل ياسر عرفات عندما وصلت المفاوضات إلى مأزق لا يقل سوءا عن الحالي في بدايات العشرية الحالية. يومها ارتعب الجميع وسعت كل الأطراف الدولية الفاعلة إلى الاتصال بعرفات لثنيه عن ذلك مطالبين إياه وناصحين بضرورة ‘تطويل البال’ إذ من الأفضل الوصول إلى الدولة الفلسطينية بالتراضي والتنسيق مع الإسرائيليين وليس بفرضها عليهم . جاءت خارطة الطريق في ضوء اعتبار الرئيس عرفات عقبة أمام التسوية فحددت عام 2005 تاريخا لقيام الدولة. رحل عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 وظن كثيرون أن وصول محمود عباس خلفا له سيفتح آفاقا أفضل وسيسارع الذين بدوا متحمسين لوصوله بعد محاولاتهم المحمومة لتحييد ‘الختيار’ لمجازاته بإنجاز ما لكن لا شيء من ذلك حدث. حتى الرئيس بوش الذي كان يفتخر بمناسبة ودون مناسبة بأنه أول رئيس أمريكي يتبنى خيار الدولتين ترك البيت الأبيض دون أن يترجم ذلك بل وهيأ لهذا التخلي بالقول إنه لا يعتقد أن الدولة الفلسطينية ستقوم في عهده. نحن الآن في عهد رئيس أمريكي جديد بدا واعدا لكن مصداقيته قضمت كثيرا مع أول تحرك لمبعوثه الخاص جورج ميتشل إلى المنطقة فإذا كانت الولايات المتحدة بعظمة قدرها لم تستطع أن تظفر من نتنياهو بتجميد مؤقت للاستيطان فماذا سيكون وضعها في ملفات أكثر تعقيدا. ما جرى مؤشر بالغ الدلالة بأن الإدارة الأمريكية، ديمقراطية كانت أو جمهورية، غير قادرة أو لا تريد الدخول في مواجهة حقيقية مع إسرائيل لفرض أي شيء خاصة عندما ترى الآن وضعا عربيا مهترئا وانقساما فلسطينيا معيبا. حري بالفلسطينيين الآن أن ينسوا بالكامل شيئا إسمه مفاوضات ناهيك عن تسوية مع رجل يدعى نتنياهو وأن ينصرفوا إلى ترتيب بيتهم الداخلي وإنهاء هذا التشرذم بين فصيلين مأزومين عساهم بذلك أن يصلوا إلى وضعية يكونون قادرين فيها على إطلاق المبادرة الشجاعة بإعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم عبر صرخة واحدة مدوية ومبررة: للصبر حدود!! (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2009)
تحالف امريكا واوروبا وضغوط المنظمات اليهودية هزمته بفارق 4 اصوات فاروق حسني يخسر اليونسكو بعد معركة سياسية ساخنة
بفارق اربعة اصوات ، وفي الجولة الخامسة والاخيرة، قضي الامر وفازت البلغارية ايرينا بوكوفا بمنصب المدير العام لليونسكو، بعد ان فازت على وزير الثقافة المصري فاروق حسني. وفي جولة الاقتراع الخامسة والحاسمة التي جرت مساء الثلاثاء فازت بوكوفا (57 عاما) بأكثرية 31 صوتا مقابل 27 صوتا لوزير الثقافة المصري فاروق حسني. وتعمل بوكوفا حاليا سفيرة لبلادها في فرنسا ولدى منظمة اليونسكو. وفور انتخابها حرصت بوكوفا على توجيه تحية الى مصر والى المرشح فاروق حسني. وقالت في تصريح مقتضب ‘قلت للوفد المصري انني آمل ان نكون معا، لانني لم اؤمن يوما بصراع الحضارات’. ولا يزال هذا الانتخاب بحاجة الى مصادقة المؤتمر العام للمنظمة بأعضائها الـ193 في تشرين الاول/اكتوبر المقبل ليصبح نافذا. وبذلك تصبح البلغارية بوكوفا اول امرأة تتولى منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو. وكانت بوكوفا وحسني تعادلا في الجولة الرابعة بـ29 صوتا لكل منهما بعد انسحاب كل المرشحين باستثناء الجزائري محمد بيجاوي الذي لم يفز بأي صوت. وقالت مصادر في اليونسكو ان تحـــالفات ومســــاومات سياسية ساخنة كانت تجـــري حتى وقـــت متأخـــر من ليلة الثلاثاء، من اجل تأمين كل صوت ممكن من الفريق المقابل. واشارت الى ان انضمام مؤيدي المرشحتين المنسحبتين الاكوادورية من اصل لبناني ايفون عبد الباقي التي تمثل الامريكيتين، والنمساوية بينيتا فيريرو فالدنر ادى لانتكاسة في فرص فوز حسني، خاصة في ظل تواصل هجوم المنظمات اليهودية على حسني بسبب تصريحاته حول حرق الكتب الاسرائيلية. وعلى الرغم من ان السلطات الاسرائيلية التزمت الى حد كبير الصمت ازاء ترشيح حسني ، إلا ان مصادر وثيقة الصلة باليونسكو قالت ان الحكومة الامريكية قد شنت حملة شديدة وراء الكواليس ضده، كما لعبت المانيا دورا مهما عندما اعلنت انها ستقطع الطريق على امكانية فوزه. والتزمت اوساط الوفد المصري الصمت، وسط حالة من الاحباط نظرا للاستثمار السياسي والمالي والاعلامي الكبير الذي وضعته الحكومة المصرية وراء حسني، وكذلك بسبب التحالف الاوروبي الامريكي ضد المرشح المصري رغم العلاقات السياسية الجيدة، وكذلك الوعود التي قطعتها تلك الدول للقيادة المصرية. واشار مصدر في الوفد الى ان الوزير يشعر بالاكتئاب، وانه كان يأمل في ان يؤدي اعتذاره المتكرر لليهود عن تصريحاته الى تخفيف الانتقادات ضده. ولم يدل الوزير بأي تصريح لدى مغادرته امس، كما لم يتضح ان كان سيقدم استقالته من منصبه كوزير للثقافة كما كان تعهد اثناء حملته الانتخابية في حال فشل في الانتخابات. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2009)
معركة اليونسكو .. تعمق “صراع الحضارات” و”الشمال والجنوب”
محمد جمال عرفة حسني خسر معركة اليونسكو رغم أن منصب مدير عام منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم) هو منصب ثقافي شرفي عالمي غير مؤثر ولا يسمع العالم عمن يشغله كثيرا سوى خلال المناسبات أو الأحداث الثقافية الهامة، فقد تحول التنافس على المنصب إلى معركة شرسة خلال عملية انتخاب المدير العام العاشر للمنظمة، منذ إنشائها عام 1946، بين الدول الكبرى في الشمال ودول الجنوب، وظهرت فيها ملامح الصراع الحضاري بين الشمال الغني والجنوب الفقير، إضافة لبقايا حملة “العداء للإسلام” (الإسلاموفوبيا) التي أطلت برأسها منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001. وسبق أن ظهرت تلك الملامح في المرة الأولى التي رشح فيها مرشح عربي مسلم لرئاسة اليونسكو عام 1999، وهو الدكتور غازي القصيبي، الوزير والمثقف السعودي الذي مني بهزيمة ثقيلة، رغم الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل إنجاحه عربيا وإسلاميا وإفريقيا، وشهد يوم الثلاثاء 22-9-2009 المرة الثانية التي يخسر فيها مرشح عربي لرئاسة اليونسكو في عشرة أعوام. وظهرت هذه الملامح أيضا في الساعات الأولى لترشيح فاروق حسني وفي مراحل الانتخاب الخمس، وهو لم ينكره محللون غربيون مثلما لم يستطع المرشح المصري ولا المشرفون على حملته كتمان حقيقة وجود هذا “الصراع السياسي الثقافي”، وتأكيد وجود محاولات لإسقاط مرشح العرب وحضارات الجنوب لصالح مرشح الشمال الأوروبي. فقد صرخوا بالشكوى علنا أمام كاميرات الفضائيات من “تسييس” المعركة الثقافية، ومن تحويلها إلى معركة حضارية بين مرشح عربي جنوبي ينتمي لحضارات غير أوروبية، وبين المرشحة الأوروبية خصوصا أنه لا أحد من العالمين العربي والإسلامي رأس اليونسكو من قبل وظل هذا المنصب منذ تأسيس اليونسكو حكرا على أبناء الشمال خصوصا الدول الأوروبية. ولم يتورع المرشح المصري فاروق حسنى -بعد إعلان نتيجة الجولة الرابعة من الانتخابات على منصب مدير عام منظمة اليونسكو بالتعادل بينه وبين المرشحة التي دعمها الغرب- عن وصف التكتلات الدولية ضده بأنها “تسييس للمنظمة” وأن “موقف منظمة اليونسكو ضده يجعل المنظمة سياسية وليست ثقافية”، بل اضطر للمشاركة في هذه المعركة السياسية عندما قال، وهو يوجه التحية إلى ممثلى دول أمريكا اللاتينية والدول الشرقية والعرب والأفارقة والصين والهند لوقوفهم معه في مراحل المنافسة الأربع الأولى إن: “مجتمعات الجنوب لقنوا الشمال درسا لن ينسوه”، في إشارة إلى تفوقه الملحوظ فى الحصول على أعلى الأصوات طوال جولات الانتخابات قبل النهائية. بل لقد اشتكت مصادر مصرية رسمية والصحافة الحكومية المصرية مما أسمته “حملة أمريكية متعمدة” تستهدف إسقاط المرشح المصري لمنصب مدير اليونسكو وزير الثقافة فاروق حسني، واعتبرت انسحاب المرشحة النمساوية (التي حصلت على 11 صوتا) من السباق هو لصالح المنافسة البلغارية (التي كان لها 13 صوتا فقط ارتفعت إلى 29 فجأة ثم فازت في الجولة النهائية بـ31 صوتا من 58 مقابل 27 للمرشح المصري الذي ظل متفوقا بـ 29 صوتا وكان يحتاج لصوت واحد للفوز قبل أن يطيح به الأوروبيون في نهاية السباق)، ويستهدف تجميع الأصوات لإسقاط المرشح المصري العربي الذي تقدم السباق في مراحل التصويت الثلاث الأولى. واستغربت المصادر نفسها استمرار الحملة الشرسة التي يشنها المندوب الأمريكي الدائم لدى اليونسكو ضد فاروق حسنى، خاصة أن تأكيدات واشنطن للقاهرة أظهرت أن الإدارة الأمريكية وإن كانت تعارض ترشيح فاروق حسني وانتخابه مديرا عاما لليونسكو فإنها (أي إدارة أوباما) لا تنوي التصدي للمرشح المصري أو إجهاض ترشيحه، وهو ما ظهر عكسه، واعتبرت صحف مصرية أن التحركات الأمريكية الهادفة لإسقاط المرشح العربي ستؤدي إلى “تعميق للهوة بين الحضارات والثقافات والأديان”. أيضا أشار حسام نصار مستشار وزير الثقافة والمسئول عن حملته الانتخابية لهذا الصراع السياسي الحضاري عندما تحدث عن “تحالف مضاد من قوى عظمى” ضد المرشح المصري الذي يمثل طموحا عربيا إسلاميا جنوبيا، وقال: “إن هناك تحالفا واضحا وصريحا ضد فاروق حسني لمنعه من الوصول إلى المنصب من جانب العديد من القوى العظمى وبدون أي مبرر”. وقال نصار: “إن من يتغنون بالحوار بين الشمال والجنوب حولوا الأمر إلى مبارزة بين الجانبين بلا أي مبرر، وتحالفوا ضدنا”، مؤكدا: “إن دولا كبرى دبرت انسحابات مفاجئة (من جانب مؤيدين لحسني) من أجل إنهاء المنافسة في الجولة الأخيرة، غير أن فاروق حسني استطاع الحصول على 4 أصوات إضافية مقارنة بالجولة السابقة في مواجهة تحالفات قوى عظمى”، ولكن تكثفت التحالفات في اللحظات الأخيرة حتى تم إسقاط المرشح العربي المسلم نهائيا. تداعيات ثقافية وحضارية ربما يعكس فشل المرشح المصري في تخطي عتبة اليونسكو وتوليه – كأول عربي مسلم- لمنصب مدير عام المنظمة، استمرار حالة الحوار غير المثمر بين الشمال والجنوب، فضلا عن أنه أفشل فرصة كان من الممكن أن يستغلها الغرب -لو أراد- لتحسين العلاقة مع العالم الإسلامي بعد حملات الكراهية والتحريض الأخيرة ضده، خصوصا أن فاروق حسني علماني وغربي التوجه ولن يضر ترشيح الغرب له شيئا، وكان متوقعا في حال فوزه أن يكون (حسني) أسير وقوف الغرب معه في مواقفه اللاحقة، لكن بدا أن الغرب لم يفضل هذا الخيار ولم يعطه أولوية. بعبارة أخرى سيكون لخسارة المرشح العربي (حسني) تداعيات أخطر مستقبلا على الحوار بين الشمال والجنوب وصراع الحضارات وعلى حالة العداء للإسلام، لأن معركة اليونسكو -ورغم عدم أهمية المنصب في التأثير على السياسات الدولية- عمقت من جراح هذه الصراعات الحضارية وستفتح الباب واسعا لتحليلات ودراسات تخلص إلى أن كل ما قيل عن سعي الغرب لتجاوز حالة العداء بينه وبين العالم العربي والإسلامي في الفترة الأخيرة، وتحديدا منذ تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما السلطة، غير حقيقي، وأن حالة الإسلاموفوبيا الغربية لا تزال قائمة بقوة. وسيكون من السهل أيضا أن تستحضر هذه التحليلات وقائع حديثة تعزز هذا الصراع والانقسام بين الشمال والجنوب وبين حضارات الغرب والشرق، منها مثلا الدور الذي لعبه مؤخرا بابا الفاتيكان الجديد (بنديكت السادس عشر) منذ توليه منصبه في الهجوم على الإسلام والمسلمين وتركيزه علي الاستعلاء الغربي المسيحي، ويدخل في هذا الإطار أيضا تصاعد المعارضة الأوروبية لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي وتصريحات قادة أوروبيين علنا أن هذا الاتحاد هو للمسيحيين الأوروبيين فقط لا المسلمين. وجاءت التدخلات الإسرائيلية والأمريكية في معركة اليونسكو، عن طريق التهديد تارة والمساومة بالمعونات خاصة للدول النامية والإفريقية تارة أخرى لتعطي الصراع بعدا آخر، وتثير الشكوك لدي بلدان الجنوب العربية والإسلامية والإفريقية حول وجود نوايا أوروبية غربية حقيقية خالصة في إنجاح الحوار بين الشمال والجنوب، وتؤكد أن ما يثار من حوار حضارات وشمال وجنوب ما هي سوى تصريحات إعلامية وقد ترقى لأن تكون مجرد تصريحات تخديرية للحصول على مقابل في صورة مصالح ومنافع من دول الجنوب. وبشكل عام يمكن استخلاص الدروس التالية من معركة اليونسكو: 1- لا يزال الغرب يمارس الهيمنة والسيطرة على كل أدوات الأمم المتحدة ويرفض التفريط فيها منذ انتصاره في الحرب العالمية الثانية، ويعتبر أن جزءا من هذه الهيمنة يجب أن يتجسد في فرض توجهاته الثقافية على العالم عبر هذه المؤسسات ومنها اليونسكو خصوصا في عصر العولمة. 2- هناك رغبة أمريكية في عدم فوز مرشح عربي أو مسلم – بصرف النظر عن قناعاته العلمانية- لأنه في نهاية الأمر سوف يعكس قناعات الدول العربية والاسلامية على بعض قرارات المنظمة، في وقت تسعى فيه أمريكا للتأثير الثقافي عبر منهج مخطط منذ 11 سبتمبر على المسلمين وتحويل المسلم إلى “مسلم علماني جديد” يؤمن بالثقافة الغربية ولا يتمسك بالشريعة الإسلامية، وهو ما عكسه بوضوح تام تقرير مؤسسة “راند” البحثية الأمريكية بشأن “بناء شبكات إسلامية معتدلة”. 3- هناك رغبة إسرائيلية عكستها الحملة الشرسة ضد حسني في بداية المعركة، في عدم فوز مرشح عربي أو مسلم برئاسة اليونسكو في هذا التوقيت بالذات الذي تسعى فيه إسرائيل بكل قوة لتنفيذ الشق الأخير الأخطر من عملية تهويد القدس العربية، ومن الطبيعي ألا تسمح بفوز مرشح عربي مسلم بمنصب المدير العام لهذه المنظمة الدولية ليعمل على التصدي لخططها، بصرف النظر عن الأسباب المعلنة لمعارضتها له مثل القول إنه أمر بحرق كتب يهودية في مصر أو برفض ترميم الآثار اليهودية في مصر، وربما يفسر هذا أن وزارة الخارجية الإسرائيلية كانت أول من هنأ المرشحة البلغارية بفوزها. 4- استمرار التكتل ضد المرشح المصري يؤكد أن ما أعطاه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من وعود للرئيس المصري مبارك بشأن وقف الحملة الإسرائيلية ضد المرشح المصري غير جدية ، وأن إسرائيل استفادت إعلاميا وفعليا من هذه الوعود في الضغط على مصر ودفعها لتنفيذ خطوات تطبيعية ثقافية عديدة (ترميم آثار يهودية + استقبال موسيقار إسرائيلي + ترجمة كتب أدبية إسرائيلية للعربية.. إلخ) في حين كان الهدف الإسرائيلي – كما الغربي- واضحا ويستهدف إسقاط المرشح العربي المسلم. 5- أصبح اليونسكو في هذه المرحلة أداة سياسية لا ثقافية في الصراع بين الشمال والجنوب وبات أحد أدوات السياسية الأمريكية العالمية، ما يحول هذا الصرح العالمي الذي كان متاحا كبوابة للحوار بين الحضارات والثقافات إلى مجرد أداة سياسية في يد الغرب مثلما حدث مع أدوات أخرى مثل منظمات حقوق الإنسان العالمية التي أصبحت أدوات لتأديب المارقين والمخالفين للسياسات الأمريكية والأوروبية. 6- خسارة المرشح المصري العربي ستفيد معارضي التطبيع وستعزز مطالبهم بوقف أي خطوات تطبيعية عربية مع إسرائيل، في حين أن فوزه لو حدث كان سيعتبر طعنة لمعارضي التطبيع وفرصة تستغلها الولايات المتحدة وإسرائيل لتسريع وتيرة التطبيع الثقافي، خصوصا أن الوزير المصري تعهد في حال فوزه بزيارة تل أبيب، لإثبات أنه غير “معاد للسامية”. ومن منظور مقابل، يمكن القول بأن هذه الخسارة أثبتت أن تهويد القدس بشكل كامل أهم لدى إسرائيل من التطبيع مع العرب وأن التطبيع لم يعد هدفا ذات قيمة أو ذا أولوية لدى صانع السياسة الإسرائيلية. المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين.نت (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 23 سبتمبر 2009)
القذافي: لسنا ملزمين باطاعة مجلس الامن بتركيبته الحالية الزعيم الليبي معمر القذافي في خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة
نيويورك – صرح الزعيم الليبي معمر القذافي في خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء ان “مجلس الأمن منذ قيامه عام 1945 وحتى الآن، لم يوفر لنا الأمن بل العقوبات الرعب، وي الحالية، ولايستطيع أحد إجبارنا على البقاء فيه، إعتبارا من هذا الخطاب في الدورة الـ (64)”. وقال القذافي الى ان” 45 حربا قامت ضدنا منذ إنشاء مجلس الأمن خرقا للميثاق”. واضاف القذافي ان “إصلاح الأمم المتحدة يقضي بنقل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة، وأن تكون عضوية المجلس للإتحادات وليس للدول، ويجب قفل باب زيادة مقاعد الدول”. وقال ” يجب قفل باب زيادة مقاعد الدول . فتح باب زيادة المقاعد سيزيد الغبن والخوف والتوتر عالميا، وسيزيد التنافس بين الدول “. واردف “إصلاح الأمم المتحدة ليس بالتوجه نحو زيادة المقاعد في مجلس الأمن، فزيادة المقاعد يزيد الطين بلة”. وقال إن” الصين هي الدولة الوحيدة التي أعطيناها المقعد في مجلس الأمن”. و اشار القذافي الى “أن يكون الفيتو والمقاعد الدائمة لمن يملكون القوة، هو جور وإرهاب لايمكن أن نعيش فيه بعد الآن”. وقال “افريقيا تستحق مقعدا دائما في مجلس الامن سواء اصلح المجلس ام لم يصلح”. واستطرد القذافي “مطروح على الجمعية العامة تعويض الدول التي كانت مستعمرة حتى لايتكرر الإستعمار، ولا تتكرر هجرة هذه الشعوب إلى الدول التي نهبت ثرواتها”. متابعا “إفريقيا تستحق تعويضا مقداره (777) تريليون دولار من الدول التي استعمرتها”. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2009)
الزيدي يروي تفاصيل واقعة الحذاء: نطقت بالشهادتين وفكّرت في البصق على وجه بوش، لكن…
تونس (الشروق) : روى الصحفي العراقي المحرر منتظر الزيدي في لقاء مع قناة البغدادية التي يعمل لحسابها تفاصيل واقعة رمية الحذاء وما تلاها من تعرضه للتعذيب والاستجوابات والاستفزازات من جانب القوات الحكومية العراقية وكشف أنه تلقى تهديدات بقتل أفراد عائلته عندما كان في المعتقل. وفي التصريحات التي تلقت الشروق تفاصيل أوفى عنها من خلال مكالمة هاتفية مع رفيق منتظر تحدث الزيدي عن ذلك اليوم الذي قام فيه برمي فردتي حذائه في وجه الرئيس الامريكي جورج بوش. تفاصيل الحادثة وقال الزيدي : عند دخولنا الى المنطقة الخضراء خضعنا لتفتيش دقيق جدا، وأعطونا بطاقات دخول مكتوب عليها صحافة البيت الابيض ومُنع اي شخص لا يحمل هذه البطاقة من الدخول، وعندما دخلنا وجدنا بوش والمالكي وبعد ذلك بدأ الصحفيون بتوجيه الاسئلة وقمت بتسليم البطاقة وكافة أوراقي الشخصية الى زميلي وسلمت بعض الحاجات وقلت له سأنطق بالشهادتين. وأضاف الزيدي بعد ذلك فكرت في ان أبصق على بوش لكنني رأيت انه بعيد عني فتذكرت ان السلاح الوحيد هو ان أضرب بوش بالحذاء. ومضى الزيدي متحدثا عن تلك اللحظات عندما رأيت بوش أمامي رأيت دماء العراقيين والجرائم التي ارتكبها بوش في العراق، فلم أتمالك نفسي وضربته بالحذاء. وتابع الزيدي قائلا فوجئت بأنني مازلت حيا بعد رمي فردة الحذاء الاولى فألقيت له الثانية وقلت له خذها من الارامل والأيتام والعراقيين الذين قتلتهم. وأكد الزيدي انه تعمد اطلاق صرخات كي يسمعه بوش والمالكي وقال إن الفريق المكلف بحماية المالكي تولى سحبه من القاعة وأشبعه ضربا وركلا. رحلة العذاب وواصل الصحفي العراقي رواية ما حدث له بعد تلك الواقعة قائلا بعد ذلك سحبوني الى منطقة مجاورة وجاءت لجنة بعد نصف ساعة وأخذت منه عينة من الدم وبعدها قامت قوات الامن بوضع برنامج خاص لتعذيبي فسألوني بعض الاسئلة من قبيل : من أرسلك وفي اي قناة تعمل والى اي حزب تنتمي؟ كنت متخوفا جدا من ذكر أسماء زملائي في القناة، ولم أذكر الجهة التي اعمل فيها الا بعد الضرب المبرح وقلت في نفسي لقد ارتكبت جرما كبيرا بحق زملائي. ومضى الزيدي قائلا: تعرضت للتعذيب والضرب لعدة ساعات وكان من بين الاسئلة هل أنت سنّي ام شيعي لكني رفضت الاجابة وقلت إنني عراقي من العراق، بعد ذلك وجّهوا الي ضربة أخرى وأعادوا السؤال فقلت انني أرفض هذه الانتماءات فلكموني وألحّوا في السؤال وحينها قلت لهم أنا من الناصرية من جنوب العراق لكي لا أرتكب خطيئة وأقول لهم إنني شيعي. وفي ردّه على سؤال حول السبب الذي دفعه الى ضرب بوش، وبوش ضيف في العراق قال الزيدي إن الضيوف نحن والمالكي، أصبحنا ضيوفا لدى بوش لأنه يحتل بلدنا، كيف للمحتل الغازي ان يكون ضيفا على البلد الذي يحتله، هناك 150 ألف جندي يحتلون بلدنا فكيف نسميهم ضيوفا وهم يعتبرون أنفسهم أصحاب الدار، ونحن الدخلاء على المنطقة الخضراء. وتحدث الزيدي عن تعرضه لألوان من العذاب حيث سكبوا عليه الماء في الشتاء البارد وألقوا على جسمه مادة الخل وصعقوه بالكهرباء وحرموه من النوم لعدة أيام كما هددوه بقتل أفراد عائلته وضرب اخوته. ووجه الزيدي رسالة شكر الى كل الاشقاء.
(المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم الاربعاء 23 سبتمبر 2009)
رئيس الحكومة الاسباني يدعو الى حوار مع الحركات الاسلامية المعتدلة
خوسي لويس رودريغيث سبتيرو مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي ـ دعا رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو الى حوار مع الحركات الإسلامية المعتدلة في إطار “تحالف الحضارات” لمواجهة “جميع أنواع التطرف”، وهذا التوجه يدفع ببعض المراقبين الى الاعتقاد أن رئاسته للاتحاد الأوروبي ابتداء من بداية السنة المقبلة قد تشهد مبادرة ما تجاه الحركات الإسلامية في العالم العربي. وجاءت تصريحات سبتيرو في حوار مع القناة الأمريكية “سي إن إن” في نيويورك ليلة الثلاثاء حيث يتواجد للمشاركة في أشغال الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية ضمن أشغال الجمعية العامة لهذه المنظمة الدولية. ويرى أن الأمر يتطلب “تحالفا كبيرا مع الاسلاميين المعتدلين لتهميش المتطرفين” ودافع عن أهمية “عمل سياسي شامل في الشرق الأوسط يرسي السلام بما في ذلك في أفغانستان”. وفي تعليقه على الأصوات التي تطالب بمزيد من الجنود في أفغانستان يعتقد أن “العمل العسكري يجب أن يتم بالتزامن مع العمل السياسي والتعاون في إطار استراتيجية النظام الدولي”. مبرزا أن التقدم في السلام في الشرق الأوسط سيعمل على تقصير المجهودات في أفغانستان رئيس الحكومة الذي يشغل في الوقت نفسه الأمانة العامة للحزب الاشتراكي الحاكم يعتبر أن التواجد العسكري في أفغانستان مبني على قرار الأمم المتحدة، وأكد أن قرار سحبه الجنود من العراق مبني على اعتبار أن الحرب ضد هذا البلد العربي لم تكن شرعية. وتكتسي تصريحات سبتيرو أهمية خاصة بحكم أنها تأتي في الاتجاه نفسه بين ربط مكافحة التطرف بالحوار والتنمية، حيث كانت من الزعماء الغربيين القلائل الذين تفادوا الانحياز لإسرائيل خلال حرب 2006 وخلال الهجوم الإسرائيلي ضد قطاع غزة في يناير الماضي. والجديد في تصريحات سبتيرو هو دفاعه عن ضرورة فتح قنوات مع الحركات الإسلامية المعتدلة بدل إقصائها. وترى مصادر بالحزب الإشتراكي الحاكم أن الأنظمة العربية يجب أن تعي أن عدم إدماج هذه الحركات يعتبر هدرا للديمقراطية ومزيدا من افتعال التوتر السياسي والاجتماعي. وتابعت أن تركيا الدولة المنغمسة في العلمانية قبلت بحزب العدالة والتنمية الذي يشرف على إصلاحات ديمقراطية عميقة فكيف يتم إقصاء هؤلاء في دول إسلامية. وتتزامن تصريحات سبتيرو وقرب رئاسة اسبانيا للاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من سنة 2010، حيث من المرتقب أن يعزز العلاقات مع العالم العربي وخاصة منطقة المغربي والتقدم بمقترحات للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكان وزير الخارجية ميغيل آنخيل موراتينوس قد أكد في مناسبات متعددة أن بلاده مستعدة لاحتضان مؤتمر سلام جديد على شاكلة مؤتمر مدريد سنة 1992 وأنها فاتحت الأطراف المعنية والدول الكبرى والجامعة العربية بهذا الهدف. وتؤكد مصادر دبلوماسية في مدريد أن النزاع في الشرق الأوسط واحتمال احتضان مدريد لمؤتمر مماثل سيكون على طاولة المباحثات بين سبتيرو والرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر المقبل في البيت الأبيض. ويعتبر المراقبون ومن ضمنها تعاليق حتى بعض القراء في موقع جريدة بوبليكو مساء الاربعاء أن إسرائيل ستعمل على عرقلة أي مساع في هذا الاتجاه بحكم أنها تعتبر سبتيرو منحازا للصف العربي بسبب مواقفه في حرب 2006 وإبان الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 سبتمبر 2009)
ليبرمان: القمة الثلاثية نصر لموقفنا من الاستيطان
علا عطا الله – وكالات القدس المحتلة – وصف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان القمة الثلاثية التي جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيسين الأمريكي والفلسطيني باراك أوباما ومحمود عباس بأنها نصر للموقف الإسرائيلي الرافض لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية. واعتبرت حركة حماس أن تصريحات ليبرمان “أمر متوقع بعد حضور الرئيس الفلسطيني للقمة دون أي شرط مسبق”، لكن حكومة رام الله نفت أن تكون القمة الثلاثية كناية عن استئناف المفاوضات مع إسرائيل، مشددة على ثبات موقف الحكومة الرافض للمفاوضات لحين وقف الاستيطان. وقال ليبرمان اليوم الأربعاء 23-9-2009 في تصريحات لراديو إسرائيل: إن “القمة أظهرت أن الموقف الحازم لإسرائيل ضد تجميد الاستيطان قد أثبت فعاليته”. وأضاف: “هذه الحكومة أظهرت أنك لست دائما بحاجة للاستسلام، ما يهم بالنسبة لي هو أن هذه الحكومة حافظت على وعدها للناخب”، وهو ما اعتبره نصرا للموقف الإسرائيلي الرافض لتجميد الاستيطان، بحسب ما نقل موقع ياهو للأخبار عن وكالة الأسوشيتد برس. وعقد أوباما قمة ثلاثية مع عباس ونتنياهو أمس الثلاثاء في نيويورك في مسعى لاستئناف مفاوضات السلام المجمدة منذ نهاية 2008، لكنها لم تحقق مسعاها. وكان أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون قد طالبا في وقت سابق إسرائيل بوقف كامل للاستيطان، لكن أوباما لم يدع صراحة إلى تجميد الاستيطان في اجتماع الثلاثاء. وعقب اللقاء قال جورج ميتشل مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط إن الإدارة الأمريكية لا ترى حلا لمواجهة الاستيطان كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات. وفي تعليقه على الموقف الأمريكي خلال اللقاء الثلاثي قال ليبرمان: “أشعر بالارتياح لحدوث اللقاء بحد ذاته”، وطالب باستئناف “الحوار بدون شروط مسبقة”، مشيرا إلى أن الفلسطينيين “لم يضعوا أبدا مثل هذا الشرط أثناء 16 عاما من المحادثات”. ورأى ليبرمان مجددا أنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في السنوات القادمة، معتبرا أنه يمكن التوصل في أفضل الحالات إلى تسوية وقتية، مشيرا إلى أن “عشرات النزاعات مستمرة في العالم دون اتفاق (نهائي) على تسويتها”. نقطة الصفر وتعليقا على تصريحات ليبرمان، قال إسماعيل رضوان المتحدث باسم حركة حماس في تصريحات لـ”إسلام أون لاين.نت”: “الإسرائيليون يشعرون بالانتصار والراحة لقبول الرئيس عباس الاجتماع بنتيناهو دون أية شروط خلافا لتصريحاته السابقة”. وتوقع رضوان المزيد من اللقاءات والاجتماعات بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وتابع: “للأسف محمود عباس لم يتعظ من مسلسل الحوارات ولا زال يصر على نهج المفاوضات لأجل المفاوضات.. هو اليوم تراجع عن مواقفه وقبل بالاجتماع مع نتنياهو دون أن يحصل حتى على تعهد بوقف الاستيطان.. وذلك يعني الرجوع لنقطة الصفر، وسيقبل بمزيد من اللقاءات العبثية”. وحذر رضوان من “الامتثال للأجندة الخارجية والتنازل عن المواقف والثوابت الفلسطينية”، معتبرا أن عباس لا يملك حق التفاوض أو التحدث باسم الشعب الفلسطيني. موقف ثابت وفي المقابل نفى الناطق باسم حكومة رام الله الدكتور غسان الخطيب أن تكون القمة الثلاثية كناية عن استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، مؤكدا ثبات موقف الحكومة الرافض للمفاوضات لحين وقف الاستيطان. وقال الخطيب في تصريحات لـ”قدس برس”: “هذه القمة الثلاثية هي جزء من عملية جارية يصعب تقييمها بمعزل عن مختلف التطورات الجارية بالمنطقة، ولذلك علينا أن ننتظر لنعرف كيف ستعالج أمريكا مسألة الرفض الإسرائيلي لتجميد الاستيطان، لا شك أن الجانب الفلسطيني كان يأمل وقف الاستيطان، ويبدو أن أمريكا تعتمد منهجا بديلا غير واضح المعالم حتى الآن، لهذا علينا أن ننتظر بعض الوقت لنحكم على نتائج القمة”. ودعا الخطيب الفلسطينيين والعرب إلى تكثيف ضغوطهم من أجل إجبار إسرائيل على التنازل والتراجع عن رفضها وقف الاستيطان، لكنه حذر من اختزال القضية الفلسطينية في مسألة الاستيطان. وتصر الحكومة الإسرائيلية على أن أي تعليق للاستيطان في الأراضي الفلسطينية لن يشمل الخطط التي أقرتها لبناء وحدات جديدة في مستوطنات الضفة بإجمالي ثلاثة آلاف شقة، كما ترفض إسرائيل وقف البناء في القدس الشرقية. ويبلغ عدد المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة أكثر من 145 مستوطنة، وهي منتشرة بشكل يتسبب في تمزيق أوصال الضفة، وفصل القدس الشرقية تقريبا عن المناطق الأخرى بالضفة ذات الكثافة السكانية الفلسطينية، بهدف إفشال قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، والتمهيد لتكريس إعلان القدس عاصمة يهودية لإسرائيل. وأدى الاستيطان وجدار الفصل إلى تقليص مساحة الضفة الغربية بنحو 46%. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 23 سبتمبر 2009)