الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

Home – Accuei

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3130 du 17 .12.2008

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس

حــرية و إنـصاف: اعتقال الطالب وسام الأطرش عشية انتخابات المجالس العلمية

الحوار.نت:المدافعون عن حقوق الإنسان بتونس ضحايا الإعتداءات دراسة أكاديمية

لطفي حيدوري : إدانة جلاد تونسي أمام العدالة الفرنسية في ظل حصانة تامة من القضاء التونسي

محمد الحمروني  : 8 سنوات سجناً لدبلوماسي تونسي أدين بـ «التعذيب»

عبدالرزاق داعي : عودة الاحتجاجات والاعتقالات بالحوض المنجمي

الاتحاد العام التونسي للشغل مجموعة من الجامعات و النقابات العامة: بـــــــــــــــــــلاغ

اتحاد الشغل: «التمسك بالبحث عن حلـول رصينـة قوامها الحوار بعيدا عن أساليب الزجر»

الحزب الديمقراطي التقدمي : بيان

طلبة تونس : أخبار الجامعة

قناة المستقلة  :برنامج « الحلم العربي » يناقش مطلع العام الجديد : دستورا مقترحا للولايات العربية المتحدة

روضة معلاوي  : حفل تكريم

محمد أحمد” : الحرية مقابل الصمت ».. رسالة اعتقال شورو

الحوار.نت  : ماذا بعد إعادة الزعيم الأسبق لحركة النهضة التونسية إلى السجن

سليم بن حميدان: المصالحة الوطنية: ديناميكية نضالية لا دعوة أخلاقية

العمري : مقاربة بين نظام بن علي ومسيلمة الكذاب

تقرير مركز القاهرة حول حالة حقوق الانسان في العالم العربي بعد60 عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

يو بي أي: حزب تونسي معارض يناشد بن علي العفو عن معتقلي احتجاجات الحوض المنجمي

يو بي أي: حزب تونسي معارض يعلن مساندته لترشح الرئيس بن علي لولاية جديدة

يو بي أي: وزير تونسي يدعو إلى بلورة إستراتيجية عربية للدفاع عن المغتربين العرب

رويترز: صحفيو تونس يقبلون على العمل بالاصدارات الالكترونية

قدس برس:صحف تونسية تحتفي بمنتظر الزيدي ونقابة الصحفيين تطالب بإطلاق سراحه

يو بي أي: تراجع نموّ إنتاج القطاع الصناعي التونسي بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية

بدر السلام الطرابلسي : مدونة ضد التطرف : النص التأسيسي

د. منصف المرزوقي : رجل الرأي

صالح عطية : رحل حسيب بعد أن «عمّر» البلاد بتجربة «الرأي» ومنجز الرابطة ومكسب المعهد العربي لحقوق الإنسان…

كمال بن يونس : حسيب بن عمار.. و”الرأي”

عبدالسلام المسدّي : تسييس اللغة

توفيق المديني : العروي من التاريخانية إلى اكتشاف الواقع المجتمعي الإسلامي

د.خــالد الطـراولي : من خُفَي حُنين إلى حذاء الزيدي : حوار المقامات

رويترز:  منتظر الزيدي : احلم بان أصبح رئيسا لوزراء العراق

الأستاذ بحري العرفاوي : حذاءُ « مُنتظرْ ”

محمد العروسي الهاني : الصحافي منتظر الزيدي العراقي : إعادة نخوة الأمة وعزتها وكرامتها بعد غيبوبة وطول انتظار

د. أحمد القديدي : أوروبا تبحث عن تموقع جديد إزاء أمريكا

ياسر الزعاترة  : غزة وحماس بين مصر الرسمية والشعبية

منير شفيق : استراتيجية أوباما وإيران وروسيا والصين


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة: 

 

 


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 19 ذو الحجة 1429 الموافق ل 17 ديسمبر 2008

 أخبار الحريات في تونس

 

1) لا لترحيل الحفناوي الشرايطي وقع اليوم الأربعاء 17/12/2008 نقل السيد الحفناوي الشرايطي (من مواليد 17/03/1977 )المواطن التونسي المقيم بمدينة نانت عبر القطار الرابط بين نانت و باريس قصد ترحيله عل متن الطائرة المتوجهة إلى تونس إثر صدور أمر إداري بترحيله بتاريخ 30/11/2008. علما بأن السيد الحفناوي الشرايطي كان من بين التونسيين المقيمين في نانت الذين عبروا عن تضامنهم مع أهالي الرديف بمنطقة الحوض المنجمي. و تجدر الإشارة إلى أن أحد أشقائه كان من بين المحاكمين يوم الخميس 11/12/2008 و هو متزوج من فرنسية حامل في شهرها الثامن. و حرية و إنصاف تستنكر قرار ترحيل السيد الحفناوي الشرايطي و تدعو السلطات الفرنسية إلى مراجعته بما يحفظ أمنه و كرامته و حريته و حقوق أسرته. 2) صدور الأحكام في قضية جماعة الدعوة و التبليغ: صدر صباح اليوم الأربعاء 17 ديسمبر2008  الحكم في القضية رقم 75443 التي أحيل بموجبها خمسة عشر شخصا من أنصار جماعة الدعوة والتبليغ من مدينة قربة اثنان منهم بحالة إيقاف وهما السيدان فوزي الحمروني  و حلمي سالم والباقون بحالة سراح وقد حكمت عليهم المحكمة اليوم بشهرين سجنا نافذة بتهمة عقد اجتماع بدون رخصة. 3) اقتحام المعهد العالي للتنشيط الشبابي ببئر البايو الاعتداء بالعنف على عدد من الطلبة:  قام مجموعة من الطلبة ينتمون للحزب الحاكم صباح اليوم الأربعاء 17/12/2008 بإقتحام المعهد العالي للتنشيط الشبابي ببئر الباي مدعومين بعناصر غريبة عن الجامعة. واعتدوا بالعنف الشديد على أعضاء في الإتحاد العام لطلبة تونس مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى و هم الطلبة عبد الستار المعلاوي و حمزة زعوقة و أسامة الخشناوي ، و يهدف هذا الاعتداء إلى ترهيب الطلبة المنافسين لطلبة الحزب الحاكم في إنتخابات المجلس العلمي.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com

تونس في 19 ذو الحجة 1429 الموافق ل 17 ديسمبر 2008  اعتقال الطالب وسام الأطرش عشية انتخابات المجالس العلمية

   

اعتقل البوليس السياسي اليوم الأربعاء 17/12/2008 الطالب وسام الأطرش و تم اقتياده إلى منطقة الشرطة بصفاقس أين وقع استجوابه عمن يقف وراءه و من يمثل كمرشح مستقل و لماذا هذا الإصرار على الترشح في قائمة مستقلة لكن الطالب وسام الأطرش تمسك بحقه في الترشح كطالب مستقل للدفاع عن حقوق زملائه الطلبة ثم أُطلق سراحه على الساعة العاشرة ليلا.  و الطالب وسام الأطرش ( نقابي مستقل ) مرسم بالسنة الثانية لهندسة الكهرباء آلية تعرض في السنة الماضية للاعتقال و التهديد بتوريطه في قضية متعلقة بقانون الإرهاب اللادستوري لمنعه من الترشح للمجلس العلمي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس. و حرية و إنصاف 1) تدين بشدة اعتقال الطالب وسام الأطرش و الاعتداء على حقه في الترشح للمجلس العلمي و تعتبر مثل هذه الممارسات تدخلا غير مشروع في الحياة الجامعية و مسا من حرية العمل النقابي الطلابي و استقلاليته. 2) تحيي تمسك الطالب وسام الأطرش بحقه في الترشح للمجلس العلمي لخدمة زملائه الطلبة و تدعو إلى احترام حق الطلبة في الترشح و في حرية اختيار من يمثلهم. 3) تدعو السلطة إلى احترام حرمة الجامعة و تمثيلية هياكلها المنتخبة و حرية العمل النقابي داخلها و حق الطلبة في تنظيم انتخابات حرة و نزيهة وتطالب بإخلاء الحرم الجامعي من قوات الشرطة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


المدافعون عن حقوق الإنسان بتونس ضحايا الإعتداءات دراسة أكاديمية من إعداد سامي نصرونشر موقع الحوار.نت

   

وصلنا بواسطة جمعية حرية وإنصاف التقرير الأكاديمي المتميـّز الذي أعدّه السيد سامي نصر وقد قامت أسرة التحرير (في الحوار.نت) بإعادة تنسيق النص  المتكوّن من 42 صفحة ويحوي 40 رسما بيانيا. ونحن (في الحوار.نت) نهدي الجهد الذي بذلناه في أسرة التحرير من أجل  إخراج هذا العمل على وجه حسن إلى السيد سامي  نصر و إلى كل المدافعين عن حقوق الإنسان والمتابعين للشأن الحقوقي والسياسي في تونس. وهذا رابط التقرير:http://www.alhiwar.net/1/defnseurs.htm      مقتطفات من التقرير   ** التقديم العام للبحث:   ارتكز هذا البحث على قضيّة « الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّض لها المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان بتونس » خلال الفترة الممتدة من بداية التسعينات إلى منتصف 2007، ولعبت جملة من المبررات والدوافع لاختيار هذا الموضوع بالذات، والتي نذكر منها:   أولا، تفاقم ظاهرة الاعتداءات والمضايقات على المدافعين والمدافعات خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت هذه الفئة أكثر استهدافا من قبل البوليس التونسي وأيضا من كل مؤسسات الدولة التي تأتمر بإمرته.   ثانيا، غياب منظمات حقوقيّة وطنيّة أو تحالفات وطنيّة بين جمعيات تونسيّة تتخذ من الاعتداءات على المدافعين والمدافعات موضوع عملها، ففي الوقت الذي بدأ فيه هذا الشكل من المنظمات يظهر على المستوى الدولي مثل منظمة Front Line ومنظمة حقوق الإنسان أوّلا،… إلاّ أن صداها ظل محدودا لغياب المنظمات الوطنية المعنيّة بقضية المدافعين والمدافعات.   ثالثا، عدم وجود رؤية إستراتيجية واضحة من قبل المدافعين والمدافعات تجاه الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّضون لها، إذ عادة ما تقتصر ردود فعل المدافعين على بعض البيانات أو المقالات التي لا تتجاوز عالم الإعلام البديل (الانترنت) وأحيانا بعض الفضائيات.   رابعا، محاولة رصد الاعتداءات والانتهاكات المرتكبة على المدافعين والمدافعات قصد فهم الآليات المعتمدة من قبل السلطة.   خامسا، بناءا على كل ما ذكر استهدفنا من هذا البحث الوصول إلى تحديد رؤية إستراتيجية عمليّة يمكن أن يستفيد منها المدافعون والمدافعات للحد من ظاهرة الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّضون لها.   للقيام بهذا البحث، وتحقيق هذه الأهداف قمنا باختيار عينة تمثيليّة للمجتمع المدروس تتوفر فيها أهم خصائص ومميزات مجتمع المدافعين والمدافعات.   ولتجنب بعض سلبيات البحث مثل تأثير الباحث على المبحوث، أو التوجيه الغير مباشر أثناء المقابلات… اخترنا فريق عمل ليس له أي صلة بعالم المدافعين والمدافعات، واكتف دور المجلس على الإشراف العام وجمع المعطيات وتحليلها.   ………………………………   ** الخلاصة العامة للبحث   نستنتج من خلال نتائج البحث أنّ ظاهرة الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّض لها المدافعون والمدافعات لم تعد مجرد انتهاكات عابرة أو تجاوزات شخصيّة للبوليس التونسي، بل أصبحت عمليّة منظمة ومهيكلة وتندرج ضمن إستراتيجية واضحة ومحددة، تستهدف: إهانة المدافع والمدافعة، وحرمانه من أبسط حقوق المواطنة، وتشويه صورته، وعزله عن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه من خلال ضرب كل أشكال العلاقات الاجتماعيّة… إضافة لمحاربته في موارد رزقه أو موارد رزق أفراد عائلته. ومن بين الخصائص الأساسيّة التي نستخلصها من هذا البحث نذكر:   أوّلا، ارتفاع نسب الاعتداءات والمضايقات على المدافعين والمدافعات، إذ سجلنا 4421 حالة اعتداء ومضايقة ارتكبت منذ بداية التسعينات إلى الآن.   ثانيا، المؤسسات المتورطة في الاعتداءات: لم تعد وزارة الداخليّة تحتكر لوحدها الاعتداءات على المدافعين والمدافعات، بل أصبحت العديد من مؤسسات الدولة تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في هذه الاعتداءات والمضايقات (انظر الملحق: المؤسسات المتورطة في الاعتداءات .(   ثالثا، الطابع الممنهج والمنظم للاعتداءات: القراءة التحليليّة لمختلف أشكال الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّض لها المدافعون والمدافعات وخاصة ظروف وطريقة ارتكابه تؤكد لنا الطابع الممنهج والمنظمة، فمرتكبي الاعتداءات يدركون جيّدا أهدافهم القريبة والبعيدة، ويحسنون اختيار الطريقة التي يتم بها ارتكاب الاعتداءات، كيفيّة حماية أنفسهم ليتجنبوا أي شكل من أشكال المتابعة والملاحقة القضائيّة…   رابعا، التجانس بين الاعتداءات اللفظيّة المرتكبة من قبل البوليس التونسي والاعتداءات عبر وسائل الإعلام، فالاعتداءات التي يتعرّض لها المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان عبر وسائل الإعلام كانت عبارة عن امتداد للاعتداءات البوليسيّة، فتقريبا نفس العبارات ونفس التهم التي يوجهها البوليس التونسي حين اعتداءه على المدافعين وجدناها في الاعتداء عليهم عبر وسائل الإعلام أحيانا بإمضاءات صحفيّة وأحيانا بأسماء مستعارة أو الاكتفاء بوضع حرفين، وكثيرا ما تكون هذه المقالات غير ممضاة.   خامسا، الاعتداءات تستهدف رموز المجتمع المدني: نلاحظ من خلال هذا البحث أن مرتكبي الاعتداءات يستهدفون بالأساس شخصيات محدّدة، والتي عادة ما تحتل مكانة متميّزة داخل مكوّنات المجتمع المدني مثل رئيس أو رئيسة المنظمة والكاتب (ة) العام (ة). وكأن الرسالة التي يتضمنها الاعتداء لا تقتصر على الضحيّة بقدر ما هي موجهة للمنظمة ككل.   سادسا، الصورة الحقيقيّة للعمل الجمعياتي من خلال الاعتداءات على المدافعين والمدافعات: تعتبر القراءة التحليليّة للاعتداءات التي يتعرّض لها المدافعون والمدافعات مرآة تكشف الظروف التي تعمل المنظمات الحقوقيّة التونسيّة، إذ أغلب الاعتداءات المرتكبة خلال السنوات الأخيرة كانت بسبب محاولة المشاركة في الأنشطة الجمعياتيّة.   سابعا، العزوف عن الاستنجاد بالقضاء: من بين أهم الملاحظات التي أفرزها هذا البحث هو العزوف الكلي من قبل المدافعين والمدافعات عن الاستنجاد بالقضاء التونسي.   ثامنا، السلطة تقتحم عالم الإعلام البديل: لم يعد الإعلام البديل (الانترنت: الصحف والمواقع الالكترونيّة، والمدونات الشخصيّة الالكترونيّة…) حكرا على المدافعين والمدافعات يلتجئون إليها بعد أن تم حرمانهم من مختلف وسائل الإعلام الرسميّة والغير الرسميّة، إذ أصبحت السلطة تعتمد في محاربتها للمدافعين والمدافعات وتشويه صورهم والرد على كل إصداراتهم عبر مواقع متخصّصة في ذلك مثل موقع « بالمكشوف »، وموقع « تونس بلادي »…   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 15 ديسمبر 2008)


إدانة جلاد تونسي أمام العدالة الفرنسية في ظل حصانة تامة من القضاء التونسي

   

لطفي حيدوري   قضت في ساعة متأخرة من يوم الاثنين 15 نوفمبر الجاري محكمة فرنسية بمدينة سترازبورغ غيابيّا بإدانة ديبلوماسي تونسي سابق بتهمة المسؤولية على ارتكاب أعمال تعذيب تمت تحت إشرافه. وحكمت عليه بثماني سنوات سجنا نافذا. وقد رفعت الدعوى ضد السيد خالد بن سعيد زوجة ناشط إسلامي مقيمة بفرنسا اتهمته بمعاملتها بوحشية والإشراف على تعذيبها في مقر الشرطة سنة 1996 عندما كان يعمل ضابطا للشرطة بمنطقة جندوبة). وكان الهدف من تعذيبها انتزاع معلومات حول زوجها المتحصّن بالفرار من الملاحقات الأمنية. وقد عيّن السيد خالد بن سعيد سنة 2001 نائب قنصل لتونس بمدينة سترازبورغ قبل أن تتفطّن مواطنته المذكورة لوجوده ورفع شكوى ضدّه. وتفيد بعض المصادر أنّ الحكومة التونسية سارعت بعد ذلك إلى إعادة هذا الدبلوماسي إلى تونس وتعيينه في خطة أمنية ربّما تكون في أحد مدارس الشرطة. هذا وقد استغرقت المحكمة الفرنسية وقتا طويلا للبتّ في أهليتها لمحاكمة هذا المسؤول التونسي من التاسعة صباحا حتى السادسة مساء قبل أن تختلي وتتخذ قرارها للشروع في المحاكمة بناء على مبدأ الاختصاص الكوني وباعتبار جريمة التعذيب جريمة كونية.   وقد أدلت السيدة سهام بن سدرين بشهادة أمام المحكمة بصفتها الحقوقية عرضت فيها ما رصده المجلس الوطني للحريات ومنظمات تونسية أخرى من وقائع تدل على وجود تعذيب منهجي يمارس في مخافر الأمن. وأكّدت بن سدرين أمام المحكمة أنّ ممارسة التعذيب عرفتها تونس منذ استقلالها لكنه كان مقتصرا على خصوم سياسيين وفي أماكن معيّن أمّا في ظل حكم بن علي ومنذ بداية التسعينات تم تعميم هذه الانتهاكات على جميع النقاط الأمنية بمختلف درجاتها وشمل عائلات السياسيين وحتى متهمين في قضايا حق عام. كما أشارت إلى أنّ اسم خالد بن سعيد قد ذكر أكثر من مرة خلال تقارير وتحقيقات عن التعذيب في تونس. وذكّرت سهام بن سدرين بأنّه على إثر صدور قرار اللجنة الأممية لمناهضة التعذيب بإدانة تونس بخصوص حالة مقتل فيصل بركات سنة 1991 ربّما انخفضت وتيرة التعذيب في المحلات التابعة لوزارة الداخلية لكنّ آلة التعذيب عادت بقوة مع صدور قانون مكافحة الإرهاب الذي اتخذ ذريعة للانتهاكات في ظل مسوّغ دولي قامت به دول عظمى على رأسها الولايات المتحدة في العراق وأماكن أخرى من العالم. كما صرّحت المحامية راضية النصراوي أمام المحكمة أنّها استقبلت في مكتبها زوجات معارضين تونسيين استهدفهم عقاب جماعي حيث جرى تعذيبهنّ بسبب اختفاء أزواجهنّ. وأضافت النصراوي أمام المحكمة أنّها هي نفسها تعرضت لانتهاكات جسدية من قبل البوليس السياسي لكنّها فشلت في الحصول على إثباتات طبّية بسبب إحجام الجهات الطبّية عن ذلك بفعل مناخ الخوف. أمّا الباحث الفرنسي بجامعة إيكس « فانسون جاسير » فقد قدم من جهته عرضا عن الحالة التونسية دعم فيه مواقف المنظمات المستقلة المنتقدة لأداء الحكومة التونسية في مجال حقوق الإنسان والحريات. هذا ويعدّ هذا الحكم أحد الضربات الموجعة التي تتلقاها الحكومة التونسية منذ صدور قرار لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب بإدانة التعذيب في تونس ثم حادثة فرار وزير الداخلية الأسبق عبد الله القلال بجلده من سويسرا إلى أحكام أخرى من القضاء الأمريكي والأوروبي بعدم ترحيل مواطنين تونسيين إلى بلدهم خشية التعذيب. أمّا قابلية الحكم للتنفيذ فهي مستبعدة في الظروف الحالية مع تمسّك عنيد بحصانة جلادين كانوا في متناول القضاء التونسي.   (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 16 ديسمبر 2008)الرابط http://www.kalimatunisie.com/ar/11/80/135 :   

8 سنوات سجناً لدبلوماسي تونسي أدين بـ «التعذيب»

 

تونس – محمد الحمروني    تباينت ردود أفعال الأوساط الحقوقية والسياسية التونسية حول الحكم الذي أصدرته محكمة فرنسية ليلة الثلاثاء ضد خالد بن سعيد نائب القنصل التونسي السابق بمدينة ستراسبورغ الفرنسية والقاضي بسجنه مدة 8 سنوات. واعتبرت بعض تلك الأوساط أن الحكم الصادر بحق بن سعيد يمثل «تدخلا في الشؤون الداخلية لتونس وأنه لا يحق للقضاء الفرنسي أن يقاضي تونسيين حتى وإن كانوا متهمين بممارسة التعذيب».   وقال الناشط الحقوقي التونسي زهير مخلوف إنه «يعتبر أن المحاكمة تمثل مسا بالسيادة الوطنية وإنه بالتالي يعارضها». وأضاف مخلوف في تصريحات لـ «العرب» أنه كان «يفضل أن تجرى محاكمة بن سعيد في محاكم دولية أو في محاكم تونسية وأن تشمل كل «الجلادين» على حد تعبيره، موضحا أنه كان من الأجدى لو قامت المنظمات الحقوقية بالضغط من أجل محاكمة المتورطين في التعذيب في المحاكم التونسية.   وقال مخلوف إن المحاكمة التي جرت في فرنسا ليست «إلا ذرا للرماد على العيون، وأن الهدف منها التعمية عن آلاف الانتهاكات التي جرت وتجرى في مخافر الشرطة بتونس».   وجاءت محاكمة بن سعيد على خلفية اتهامه من قبل القضاء الفرنسي بممارسة التعذيب ضد مواطنة تونسية لما كان محافظا للشرطة بمحافظة جندوبة (110 شمال غرب العاصمة تونس  .
واتهمت زليخة المحجوبي بن سعيد بتعذيبها وإساءة معاملتها طيلة 24 ساعة سنة 1996 في منطقة الأمن بجندوبة وذلك بهدف انتزاع معلومات عن زوجها المتهم بـ «إتيان أفعال مناهضة للحكم».   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 ديسمبر 2008)   

عودة الاحتجاجات والاعتقالات بالحوض المنجمي

   

بعد أكثر من عشرة أشهر على انطلاق الأحداث الاحتجاجية بعدد من مناطق ما يسمى بالحوض ألمنجمي المضيلة , المتلوي, أم العرائس والرديف من طرف متساكني هذه المناطق وخاصة الشباب منهم للمطالبة بمواطن شغل والتنمية والاستثمار الذي تفتقر إليه هذه المناطق وقد تعاملت السلطة الجهوية والمحلية في بداية هذه التحركات بفتح حوار مع ممثلي المحتجين خاصة في مدينة الرديف وقد استجابت لبعض من مطالبهم كترسيم عدد من عمال البلدية وتحسين ظروف العمل لعمال مؤسسة الحراسة وانتداب أبناء المتوفين على اثر حوادث شغل بشركة فسفاط قفصة وهناك حديث يدور الآن في أوساط السكان في كل ولاية قفصة حول إمكانية بعث العديد من المشاريع بالجهة من طرف خواص تونسيين وأجانب مثل معمل للكابلاج وآخر لانصهار الحديد وثالث للاسمنت ومشروع فلاحي كبير بمنطقة الدوارة التابعة لمعتمديه أم العرائس ومعمل للآجر ولكن بقدر ما أدخلت هذه الأخبار ارتياح وبهجة عند المواطنين لازالوا ينتظرون و يترقبون الانجاز بفارغ الصبر. وبعد هذه المدة الغير قصيرة من الحوار بين السلطة واللجنة المحلية بالرديف فوجئ الجميع بحملة أمنية كبيرة وحصار عسكري لمدينة الرديف ومنع لكل التحركات الاحتجاجية السلمية مما سبب في بعض للاشتباكات مع بعض الشباب أدى إلى وفاة اثنين منهم بالرصاص  وثالث بصعقة كهربائية خلال اعتصامه داخل محطة كهربائية ثم انطلقت حملة المداهمات للمنازل والاعتقالات لمئات الشباب وتم البحث معهم باستعمال العنف والتعذيب ضدهم لإجبارهم على إمضاء محضر الجلسات حسب ما ذكره بعض الموقوفين لمحاميهم ثم لقاضي التحقيق وبعد ذلك بدأت مرحلة المحاكمات بعقد سلسلة من الجلسات أسبوعيا في محاكم الابتدائية والاستئناف بقفصة مثل خلالها مئات من الشباب من موظفين وأساتذة وأصحاب شهائد عليا ونقابيين وعاطلين على العمل وقد كانت الأحكام من شهرين إلى سنة سجن إلى ثلاثة سنوات وصولا إلى ستة سنوات بالنسبة إلى شباب المتلوي وتسعة سنوات لشباب المضيلة وقد توجت هذه المحاكمات بالجلسة الأخيرة بالقاعة الجنائية في المحكمة الابتدائية بقفصة التي مثل أمامها 34 من جملة 38 متهما في قضية ما سمي بالوفاق التي تضم نقابيين وأساتذة ومعلمين ممن عملوا على تأطير والمحافظة على الطابع السلمي لهذه الاحتجاجات وقد صدرت أحكاما بسرعة فائقة خلال الجلسة الثانية دون مرافعة ولا استنطاق للمتهمين تراوحت بين الحكم بسماع الدعوة لخمسة منهم وعامين سجن مع تأجيل التنفيذ للبعض الآخر مرورا بستة سنوات سجن نافذ الى مجموعة أخرى وصولا إلى عشرة سنوات سجن نافذ الى البقية وقد رافع خلال هذه المحاكمة ما يزيد عن المائة محامي الذين اعتبر أغلبيتهم أنها محاكمة غير عادلة . وعلى اثر هذه المحاكمة عادت الاحتجاجات من جديد في مدينة الرديف من طرف مجموعة من الشباب المحتجين على الأحكام التي اعتبروها قاسية وانتقامية ورفعوا النشيد الوطني وبعض الشعارات وقد واجهتهم قوات الأمن لمنعهم وتم  تفريقهم وفي الليل قام الأمن بمداهمات للمنازل وإيقاف 13 شابا وجهت لهم تهم تعطيل حركة الجولان والإضرار بملك الغير وإحداث الهرج والتشويش في الطريق العام والاعتداء على موظف وسيمثلون أمام المحكمة يوم 19/12/2008  ستة منهم في حالة سراح وستة ظلوا في حالة إيقاف وحفظت في شأن واحد منهم التهم كل هذا حسب ما أفادنا به بعض متساكني الرديف ثم يوم 15/12/2008 حدثت بعض التحركات التلمذية في مدينة الرديف ويوم الثلاثاء 16/12/2008 تظاهر عدد من التلاميذ أمام بعض المعاهد بمدينة أم العرائس مما أدى إلى تدخل الأمن وتفريقهم وإيقاف ستة منهم بقوا لساعات ضمن البحث ثم أطلق سراحهم حسب ما ذكره لنا أحد أولياء الموقوفين كما نظم عدد من النقابيين من خلال اللجنة الجهوية النقابية لمساندة أبناء الحوض المنجمي اجتماع عام داخل ساحة مقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة يوم الثلاثاء 16/12/2008 تم خلاله توزيع عدد من البيانات الصادرة عن المنظمات والأحزاب والهياكل القطاعية النقابية ثم صدر عن الاجتماع العام بيان دعوا من خلاله كل الهياكل النقابية لتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن المساجين في قضايا الحوض المنجمي والعمل على إطلاق سراحهم . كل هذه التحركات تؤكد من جديد عدم جدوى الأسلوب الأمني والمعالجات القضائية لمثل هذه التحركات الاحتجاجية للأسباب اجتماعية بحتة دون معالجة الدوافع الحقيقية التي تسببت في اندلاعها . في الأخير أتمنى من السلطة أن تطوي صفحة الإيقافات والمحاكمات وان تطلق سراح كل الموقوفين والمساجين في هذه القضايا التي حوكموا فيها شباب في مقتبل العمر أيام احتفل فيه كل العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك والعالم بأسره بمرور 60 سنة على إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان خاصة ونحن في هذا الوطن العزيز على مشارف سنة 2009 التي سوف تدور فيها الانتخابات الرئاسية والتشريعية والتي تتطلب جوا سياسيا واجتماعيا نقيا   ونتمنى أن تعمل السلطة بجد وحزم على انجاز المشاريع المذكورة  أعلاه حتى يشعر المواطن في هذه الجهات بأن السلطة مهتمة بمشاغله ومطالبه.   عبدالرزاق داعي


الاتحاد العام التونسي للشغل مجموعة من الجامعات و النقابات العامة تونس في 16 ديسمبر 2008 بـــــــــــــــــــلاغ    

على إثر الأحكام التي صدرت ضدّ مناضلي الرديف و دعما لمطلب إطلاق سراح المعتقلين و تضامنا مع أهالينا في الحوض المنجمي، تدعو النقابات العامة و الجامعات العامة الممضية كافة منظوريها و الهياكل النقابية لحضور التجمع العام الذي سيعقد يوم الجمعة 19 ديسمبر 2008 على الساعة الثانية بعد الزوال (س 14) ببطحاء محمد علي.   النقابة العامة للتعليم الثانوي        النقابة العامة للتعليم الأساسي الجامعة العامة للبريد والاتصالات الجامعة العامة للتعليم العالي  والبحث النقابة العامة  لأطباء الصحة العمومية والصيادلة   المصدر: منتدى  » الديمقراطية النقابية و السياسية » الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  

بعد صدور أحكام ضد الموقوفين في أحداث الحوض المنجمي اتحاد الشغل: «التمسك بالبحث عن حلـول رصينـة قوامها الحوار بعيدا عن أساليب الزجر»

   

صدر بلاغ عن الاتحاد العام التونسي للشغل جاء فيه ما يلي: «ان المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل وهو يتابع بانشغال شديد التطورات الاخيرة التي شهدتها محاكمات الموقوفين في احداث الحوض المنجمي والتي آلت الى احكام متفاوتة وصلت حد السجن مدة عشر سنوات وما انجر عن ذلك من احداث تؤكد ما لخيار التصعيد من تأثيرات لن تزيد الامور الا تعقيدا وتشعبا ولن تؤدي الى الانفراج الذي يضع حدا لمسار التوتر الذي ميز آليات معالجة جذور الاحداث وانعكاساتها، وهو اذ يذكر بما بذلته القيادة النقابية والنقابيون من اجل البحث عن الحلول الجذرية الكفيلة بتطويق الازمة في انطلاقتها بعيدا عن الحلول الامنية. اولا: فانه وبقدر احترامه للقضاء ولما يصدر عنه من احكام في ما يعرض من قضايا، يعتبر الاحكام الصادرة في حق الموقوفين قاسية وغير منتظرة ولا تعكس الاسلوب الانجع في معالجة احداث ذات صلة وثيقة بالظروف التي جدت فيها، وبقضية البطالة التي تعتبر المحور الاساسي والمنطلق الرئيسي لما جد من تراكمات. ثانيا: يجدد مناشدة سيادة رئيس الدولة، وفي اطار السياسة المتدرجة التي انتهجها في اطلاق سراح عدد من الموقوفين، التدخل للافراج عن المحكوم عليهم من اجل تثبيت اسس مناخ سليم يميزه الحوار والتوافق والاستقرار في ظرف عالمي متأزم. ثالثا: يؤكد ان من بين الحلول السليمة لما يحدث في منطقة الحوض المنجمي، ضرورة العمل على تفعيل توصيات الندوة الوطنية للتشغيل الهادفة الى تعميق الحوار جهويا ومحليا بحثا عن افاق افضل لمعضلة البطالة. رابعا: بقدر ما يتمسك بالبحث عن حلول رصينة قوامها الحوار بعيدا عن اساليب الزجر فان المكتب التنفيذي يرفض كافة اشكال التوظيف وكل اساليب التعبير التي لن تسهم في تجاوز بؤر التوتر وخلق مناخ من الانفراج طالمما طمح اهالي الحوض المنجمي وكافة النقابيين والشغالين الى ارسائه».   عن المكتب التنفيذي عبد السلام جراد   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 17 ديسمبر 2008)
 

طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET  الثلاثاء 16 ديسمبرر 2008 :العدد السادس – السنة الثالثة – أخبار الجامعة      
انتخابات المجالس العلمية : انتخابات في جو كئيب ….   تقرر أن تجري انتخابات المجالس العلمية يوم الخميس 18 ديسمبر 2008 بعد أن راجت إشاعات بأنها كانت ستتم يوم الجمعة 5 ديسمبر و تختلف ظروف الإنتخابات هذه السنة عن سابقاتها بسبب الغياب الكبير للطلبة الذين فضّل عدد كبير منهم  التمديد في عطلة العيد والبقاء في مواطنهم إلى مابعد عطلة الشتاء و التفرّغ التام للتحضير للإمتحانات كما أن الأجواء العامة في مختلف المؤسسات الجامعية لا تعطي انطباعا بوجود تنافس بين مختلف التيارات السياسية لدرجة أن نسبة هامة من الطلبة ليست على علم بوجود انتخابات أصلا فضلا عن قدرتها على الإختيار      الإتحاد العام لطلبة تونس يقاطع انتخابات المجالس العلمية : أصدر الإتحاد العام لطلبة تونس بيانا دعا فيه الطلبة إلى مقاطعة انتخابات المجالس العلمية و قد برّر هذه الدعوة على أساس أن  » هذه الإنتخابات إنتخابات صورية و لا تمت بأي صلة للواقع الطلابي باعتبار تزامنها مع موعد العطلة ، إضافة إلى تقليص مدة الإقتراع إلى أربع ساعات مما يعني وجوبا حرمان عموم الطلبة من ممارسة حقهم في الإقتراع أي تنقية الأجواء أمام طلبة الحزب الحاكم للإستفراد بالعملية الإنتخابية و حرمان الطلبة من ممارسة حقهم الإنتخابي .  و أمام حالة الإختناق و التطويق المفروض على المنظمة الطلابية و تهميش دورها في الحياة الجامعية نعلن مقاطعتنا لمهزلة جديدة تفرضها وزارة التعليم العالي استخفافا بالطلبة و الإتحاد و الفضاء الجامعي عموما ….  »   البوليس الإلكتروني يعيث فسادا في الإنترنت و يفتك بالرسائل الإلكترونية : ازدادت الرقابة على الإنترنت في المدة الأخيرة شراسة فتم تدمير العديد من المواقع و حجب البعض الآخر كما تم تعطيل العديد من الرسائل الإلكترونية التي تعرضت لقرصنة مفضوحة  و لم يقتصر الأمر على ذلك حيث اصبحت المحلات العمومية للإنترنت أشبه بمراكز البوليس يتردد عليها أعوان بالزي المدني لمراقبة مرتاديها و التجسس على المحتويات التي يطالعونها كما عمد عدد هام من القائمين على هذه المحلات إلى اشتراط بطاقة التعريف الوطنية و منع استعمال وحدة الذاكرة  إلا من خلالهم حتى يتمكنوا من مراقبة محتواها – و ربما تقديم نسخة منها للبوليس –   وزارة التعليم العالي و البحث العلمي : لأول مرة الميزانية تتجاوز الألف مليار …. تجاوزت الميزانية المخصصة لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي لسنة 2009 المليار دينار حيث بلغت 1035,237 مليار و جاءت في المرتبة الثانية بعد وزارة التربية في ترتيب ميزانيات الوزارات :         

الوزارة                                                 2009                2008

1 – وزارة التربية و التكوين :                             2795,494         2599,942 2 – وزارة التعليم العالي و البحث العلمي :              1035,237         974,141 3 – وزارة الداخلية :                                        1031,841         944,317 4 – وزارة الصناعة و الطاقة :                            993,798           685,499 5 – وزارة التجارة و الصناعات التقليدية :              872,261           766,473 6 – وزارة الصحة :                                         834,731           774,011 7 – وزارة الفلاحة :                                         776,404           712,896 8 – وزارة الدفاع :                                           720,293           669,136   المرحلة الثالثة : 100 25 طالب مسجّل خلال السنة الجامعية الحالية ….. انخفض عدد الطلبة المسجلين في المرحلة الثالثة من التعليم العالي خلال السنة الجامعية الحالية 2008 – 2009 إلى    100 25  بعدما كان في السنة الفارطة 141 25  طالب و يتوزع هؤلاء على : – 700 19   في ماجستير البحث – 400 5     في الدكتوراه وقد بلغت نسبة خريجي المرحلة الثالثة في السنة الجامعية الفارطة 7,9 في المائة من مجموع الخريجين في حين كانت : – 7,5 في المائة      في سنة 2006 – 2007 – 6,4 في المائة     في سنة 2005 – 2006 و تم تأهيل 70 مؤسسة جامعية قصد إسناد 263 شهادة ماجستير و 112 شهادة دكتوراه في العديد من الإختصاصات العلمية و الإنسانية و تجدر الإشارة إلى أن نسبة النجاح في الماجستير ضعيفة جدا حيث تصل في بعض الأحيان إلى 3 في المائة من عدد المسجلين كما أن عددا كبيرا من الطلبة يسجلون أنفسهم دون المواظبة على حضور الدروس و كذلك عدم إجراء الإمتحانات النهائية التي عادة ما تتم في شهر أفريل   ملتقى الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي و المعلومات : شهادات جديدة حول حقبة مغيبة من مسيرة الإتحاد العام لطلبة تونس ….. في شهادته التي أدلى بها على منبر مؤسسة التميمي للبحث العلمي صباح يوم السبت 23 نوفمبر 2008 تحدث حبيب الشغّال الذي تولى منصب الكاتب العام للإتحاد العام لطلبة تونس إثر مؤتمر قربة سنة 1971 عن النزعات الجهوية داخل الإتحاد قائلا : » لا يمكن أن تبنى منظمة طلابية على انتماءات سياسية و جهوية فقررت في نطاق المنظمة أن نتصدى لهذه النزعات خدمة للطلبة رغم أنني كنت أنتمي للحزب الدستوري … و واصلت نضالي في الحزب و الإتحاد على هذا الأساس رغم وجود خلافات داخل هياكل المنظمة… » و أضاف : » يجب معرفة أن نتائج مؤتمر قربة ليست أقل شرعية من المؤتمرات السابقة بل أفضل من مؤتمرالمهدية الذي انسحبت منه 40 بالمائة من القواعد ولم تشارك في التصويت  »   و قال حبيب الشغال إن السلطة خفّضت المنحة الجامعية بنسبة 25 بالمائة بعد مؤتمر قربة و  » هنا أرى أنه وقع خلط      و تداخل بين العمل النقابي و السياسي و قد كنت أنادي دائما بألا يقتحم الإتحاد مجال الخلافات السياسية داخل الحزب الدستوري حفاظا على استقلالية الإتحاد و وحدته ، و قد عبرت عن هذا أيضا في جويلية 1971 بمنزل محمد شاكر بصفاقس ، فقد طالب هذا الأخير بضرورة مسايرة الإتحاد لتوجهات الحزب إلا أنني عارضت رأيه …  » من ناحية أخرى تحدث حبيب الشغال عن مؤتمر الحزب الدستوري في العام نفسه ( 1971 ) قائلا :  » كان للطلبة دور كبير في  » الشحنة الديمقراطية  » للمؤتمر، فقد توقف انعقاد المؤتمرفي مناسبتين بعد معارضة أحد النواب – و كان طالبا – طريقة اختيار رئيس المؤتمر و طريقة عرض التقرير المالي و كان لهذين التدخلين وقع كبير بين النواب الحاضرين في المؤتمر من خلال التصفيق  » ….   يحدث في أحد معاهد المنزه : تلميذ و تلميذة يمارسان العلاقة المحرّمة في القسم … ؟؟؟ و هذه عينة أخرى من العينات الكثيرة التي تبرز مدى التدهور الذي تعرفه المؤسسات التربوية : تلميذ و تلميذة يختليان بنفسيهما في إحدى قاعات الدرس المخصصة أصلا لتلقي القيم الأخلاقية و يقومان- بعيدا عن أعين الإدارة و بقية زملائهم – بممارسة العلاقة المحرمة …. تحرّكت الإدارة و لكن بعد أن حصل المحظور و قامت باستدعاء وليّ التلميذة الذي كانت تبدوعليه علامات الأبّهة والثراء و في موقف يندى له جبين الحياء توجه بالكلام لابنته « علاش كريتلك الفلات ( الشقّة )  » فهو لم ينكر عليها فعلتها المشينة بل فقط قيامها بها في المعهد …..     قائمة سوداء مفتوحة في أعداء الحجاب :

1 – فتحي الحنفي :                مدير المعهد الثانوي علي البلهوان بنابل 2 – محمد الصغير الزعفوري : مدير المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد 3 – صالح الجملي :               مدير المعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل 4 – مراد موســى :               مدير معهد  » العقبة  » الثانوي بمنوبة 5 – سيدة التليلـي :               مديرة المبيت الرياضي بالحي الأولمبي بالمنزه 6 – عادل موسى :                مدير المعهد الثانوي بالحرايرية – تونس – 7 – محمد جلال سعد :           مدير معهد الفتيات الطاهر صفر بسوسة 8 – عزالدين بن بريك  :         مدير المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية ببنزرت 9 – منوبية المسكي :            مديرة المعهد العالي للغات التطبيقية والإعلامية بنابل 10 – قمر بوسنة :               مديرة المدرسة الإعدادية ببطحاء الشهداء – نابل – 11 – الهادي حمدون :          مدير المعهد الثانوي بقربة 12 – عبد الله البلطي :          القيم العام بالمعهد الثانوي ببوسالم – ولاية جندوبة – 13 – علي المانع :              مدير المدرسة الإعدادية بزاوية المقايز – 45 كلم شمال شرق مدينة سليمان – 14 – عبد الرؤوف بن كريم :  مدير المدرسة الإعدادية العهد الجديد بدار شعبان الفهري – نابل –  – عمّار بن سعيد :           قيم عام المعهد الثانوي 7 نوفمبر بمعتمدية كسرى – سليانة – 15 16 – عبد الستار بن ضياء :   كاتب عام كلية الطب بالمنستير

 الحكم بالمؤبد على قاتل طالبة المعهد الوطني للعلوم الفلاحية : بعد قرابة السنتين من وقوع الجريمة التي روّعت كل من حضر أطوارها قضت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم الإثنين 17 نوفمبر 2008 بثبوت إدانة الطالب الذي قتل زميلته و قضت بسجنه مدى الحياة و قد وجّهت للقاتل – وهو في العقد الثالث من عمره – تهمة  » قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية الإضمار » طبق أحكام الفصلين 201 و 202 من المجلة الجنائية و تعود وقائع القضية إلى يوم الجمعة 13 أكتوبر 2006 حين توجه الجاني إلى مقر الدراسة بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية أين تدرس كذلك الضحية و التي كانت تربطه بها علاقة عاطفية منذ سنتين إلى درجة أنه اتصل بوالدها و أعلمه برغبته في الإرتباط بابنته بصفة رسمية و قد صرح والدها أمام المحكمة بأنه قال له بأن ابنته لا زالت تواصل تعليمها وأن مسألة الإرتباط تعتبرمبكرة في حين يقول الجاني بأنه احتقره و شتمه و أوضح له بأن هناك فوارق اجتماعية بينهما  و في يوم الحادثة – و في حدود منتصف النهار – و وسط ساحة المؤسسة الجامعية  لمح الجاني زميلته و لما ناداها طلبت منه أن لا يتحدث إليها و قال أنها شتمته و أهانته فاغتاظ من ذلك و ثارت ثائرته و استلّ سكينا كانت داخل محفظته و قام بطعنها في مواضع مختلفة من جسدها فخارت قواها و رغم نقلها إلى قسم الإستعجالي بإحدى المصحات القريبة بالمنزه فإنها أسلمت الروح و بعد ارتكابه للجريمة قام الجاني – الذي  يعاني من سرطان الدم و من أمراض عصبية – بالإعتداء على نفسه و لكن الإصابة كانت سطحية   صفاقس : رطل زطلة في بيت طلبة ….. تم ليلة السبت 8 نوفمبر 2008 مداهمة منزل يقطنه مجموعة من الطلبة في أحد ضواحي مدينة صفاقس و عثر البوليس بداخله على كمية من المخدرات تزن رطلا و كان طالب يبلغ من العمر 23 سنة و يدرس بالسنة الثانية إعلامية يزود مجموعة من التلاميذ و الطلبة بالمادة المخدرة و قد تم القبض على ثلاثة منهم أما البقية فلا زالوا في حالة فرار و وجهت لهم تهمة استهلاك و ترويج المخدرات ….  ( المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 16 ديسمبر 2008)


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة تونس بيــــــــان      
تتابع جامعة تونس باستغراب وقلق شديدين ما تقدم عليه السلطة من ممارسات تجاه الملفات الاجتماعية والسياسية التي تشغل الرأي العام. فعلى صعيد أحداث الحوض المنجمي لم تستوعب السلطة الدرس من  هذه الأحداث التي هزت البلاد، وعوض المعالجة الحقيقية للازمة، التي هي في الحقيقة نتاج لسياسة التهميش والتوزيع غير العادل للثروة الوطنية، ما تزال السلطة تعتبر، كما تؤكده ممارساتها، إن الحل الأمني هو المخرج الوحيد. وهي بالتالي تحمّل أهل قفصة ونقابييها الذين دافعوا عن حقهم في الحياة الكريمة ورفض سياسة التهميش والمطالبة بتوزيع عادل للثروة وبحق ابناهم في العمل، المسؤولية عبر تسخير السلطة  القضائية لإنزال اشد العقوبات بهم. وعلى صعيد ثان، وبعد أن خطت السلطة خطوة، متأخرة كثيرا لكنها ايجابية، فيما يخص ملف النهضة باعتبارها احد القوى السياسية فأطلقت سراح بقية مساجينها إلا أنها تراجعت بسرعة وأعادت اعتقال و الحكم على السيد الصادق شورو بتهم تستعصي على كل منطق. والحقيقة أن السلطة تريد أن تجعل من مسالة المساجين السياسيين قضية « إنسانية اجتماعية » بلا أي طابع سياسي، وتعاقب أي سجين يريد استرجاع حقوقه. إن هذه الممارسات تؤكد مرة أخرى انغلاق  السلطة وعدم نضجها لاستيعاب التحولات الكثيرة وخوض  حوار جدي مع الذات أولا ومع كل الأطراف التي لن تقبل التلاعب بمصير البلاد والعباد، ولذلك فهي تسعى إلى إجهاض أي نزعة بهذا الاتجاه. وإننا ندعو كل القوى الحية إلى دعم قضايا الحق والعدل حتى يتم فرض الإصلاحات الضرورية التي لم تعد تنتظر. إن جامعة تونس للحزب الديمقراطي التقدمي تعلن معارضتها ورفضها هذه الممارسات التي لا تحل الأزمة بقدر ما تساهم في الاحتقان والدفع إلى المجهول.   الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة تونس الكاتب العام محمود البارودي  

برنامج « الحلم العربي » يناقش مطلع العام الجديد دستورا مقترحا للولايات العربية المتحدة

   

يسر إدارة البرامج في قناة المستقلة أن تعلن أن برنامج « الحلم العربي » سيشرع مطلع العام الهجري الجديد 1430، الموافق لمطلع العام الميلادي 2009، في مناقشة دستور جديد مقترح للولايات العربية المتحدة. الدستور سيكون ثمرة مناقشات حرة ومباشرة وموضوعية بين النخب العربية المشاركة في الندوات اليومية لبرنامج « الحلم العربي »، والممثلة للإتجاهات الفكرية والسياسية الرئيسية المتنافسة في الإنتخابات الإفتراضية لزعامة الولايات العربية المتحدة. يذكر أن مسيرة برنامج « الحلم العربي » بدأت يوم 3 نوفمبر 2008. البرنامج يقوم على الترويج لحلم الوحدة والحرية ومبادئ حقوق الإنسان في المجتمعات العربية، وفكرته هي افتراض قيام كيان فيدرالي اتحادي للعرب اسمه « الولايات العربية المتحدة »، وقيام المواطنين في هذا الإتحاد باختيار زعيمهم عبر انتخابات حرة ونزيهة، ومن بين عشرة مرشحين يمثلون أشهر الإتجاهات الفكرية والسياسية في الدول العربية حاليا (المصدر: إدارة قناة المستقلة (لندن) بتاريخ 17 ديسمبر 2008)  

حفل تكريم    
تحية طيبة إلى الجميع بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الجامعة التونسية « كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس » أقيم حفل تكريم نخبة من مؤسسي  هذه الجامعة ومن ساهموا في تسييرها وتطويرها وإشعاعها بالفضل عليهم وعلى وطنهم  تونس. وقد كان من بين هذه النخبة أ.د.الطيب البكوش  الذي عمل كثيرا على نشر العلم والمعرفة ومنحت له بهذه المناسبة شهادة إعتراف  بالأفعال الجليلة التي قدمها للنهوض بالبحث العلمي وتطوير المؤسسة الجامعية.   ستنشر تفاصيل أخرى على موقعه الشخصي www.baccouche-taieb.net     Raoudha MAALAOUI Responsable du site web et d’information   Institut Arabe des Droits de l’Homme www.iadh-aihr.org  

« الحرية مقابل الصمت ».. رسالة اعتقال شورو

   

محمد أحمد   تونس – « الحرية مقابل الصمت ».. هذه هي الرسالة التي ترغب السلطات التونسية في توصيلها لأنصار حركة « النهضة الإسلامية » المحظورة رسميا من إعادة اعتقالها للدكتور الصادق شورو الزعيم التاريخي للحركة مؤخرا بعد تصريحات أدلى بها لشبكة « إسلام أون لاين.نت »، بحسب قياديين في الحركة.   ففي تصريحات خاصة لـ إسلام أون لاين.نت قال زياد الدولاتلي القيادي بالحركة: إن « من أبرز الدلالات لإعادة سجن شورو الذي أفرج عنه في نوفمبر الماضي هو أن الدولة ترغب في إبقاء أبناء الحركة المطلقين صامتين، وتوضيح أن صدرها ضاق بالصوت المعارض حتى وإن كان ذلك الصوت من الداعين إلى الحوار وإلى طي ونسيان صفحة الماضي مثلما هو حال الدكتور شورو ».   واعتبر أن « الحكم أراد من إعادة سجن القيادي النهضوي معاقبته شخصيا على التصريحات التي أدلى بها بعد خروجه من السجن، ومنها الحوار الذي أجراه مع « إسلام أون لاين.نت » بعيد الإفراج عنه والتي أكد فيها أن حركته ما زالت قوية ومتماسكة وذلك برغم المحنة الطويلة التي عاشتها، وأن النصر آت لا محالة ».   وتابع الدولاتلي قائلا: « كأن الحكم، أراد من خلال إعادة سجن شورو، وخاصة حرمانه من قضاء أول عيد له مع عائلته منذ 18 عاما، النيل من عزيمته وكسر إرادته، خاصة بعد أن تبين للحكم أن فترة السجن وكل ما عاشه الشيخ من تنكيل لم تنجح في النيل منه ».   سقف للحركة   من جانبه، اعتبر علي العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة « النهضة » أن « الحكم أراد من خلال إعادة سجن شورو أن يحدد سقفا للحركة، وعبر عن هذا السقف أحد الصحفيين المقربين من الحكم الذي اعتبر أن الحركة ينبغي أن تعي أن أولوياتها إنسانية وليست سياسية، بمعنى أنه على الحركة أن تهتم بعودة اللاجئين من أنصارها والظروف الاجتماعية السيئة التي يعيشها أبناؤها لا أن تطالب بحقها في المشاركة السياسية بل تصمت عن ذلك ».   وقال العريضي: « أنا قلت منذ الإفراج عن هؤلاء الإخوة إنه لا توجد أي دلالات سياسية لهذا العفو كأن يفهم منه مثلا أنه إشارة إلى عزم السلطة مثلا فتح صفحة جديدة مع المعارضة، أو تخليها عن الأساليب التي اعتمدتها في إدارة الشأن العام وسماحها بهامش حرية ».   كما أكد العريض على أنه « لا يمكن الحديث عن دلالات سياسية وعلى انفتاح ما للسلطة، إلا إذا قررت الأخيرة فتح الباب أمام أبناء النهضة للمشاركة السياسية والعمل، ومكنتهم من الحق في التعبير عن آرائهم بحرية، وممارستهم للعمل السياسي.. أما وهم ممنوعون حتى من التنقل فمن الصعب أن نتحدث عن انفتاح وإن كان ذلك ما نأمله ».   وبعد خروج آخر دفعة من أبنائنا من السجون في نوفمبر الماضي، يضيف العريض، بدأت تطرح داخل الحركة وفي البلاد وحتى داخل السلطة نفسها تساؤلات عن الخطوة التي يفترض أن تَلِي إطلاق السراح، هل سيقوم الحُكْم بإعادة الحقوق إلى أصحابها، كأن يعيدهم إلى أعمالهم، ويمكنهم من حقهم في السفر والعلاج وحقهم في المشاركة السياسية؟ ».   « لكن إقدام السلطة على إعادة اعتقال شورو قد يفهم منها أن الحكم -أو بعض أجنحته على الأقل »- بحسب العريضي « يريد أن يقول: على النهضة ألا تفكر في الخطوات التالية فلا حقوق سياسية ولا مدنية، ولا يجب أن تأمل الحركة في أكثر من أن يظل أبناؤها مطلقين وصامتين لا أكثر ولا أقل ».   رسالة جماعية   وبرؤية أوسع، يرى فريق من المتابعين للأوضاع السياسية بتونس أن الرسالة التي يحملها سجن شورو من جديد تتجاوز الحركة وشورو نفسه لتبعث برسالة ترهيب إلى كل مكونات المجتمع المدني والسياسي.   ويستدل هذا الفريق على ذلك بما قاله الدكتور شورو نفسه خلال دفاعه عن نفسه أمام المحكمة حين قال: « أقول لمن يريد توجيه رسالة ترهيب من خلال إيقافي إنه قد أخطأ العنوان ».   ويربط هذا الفريق بين « الحكم على شورو والهجمة التي تشنها السلطة على مكونات المجتمع المدني في تونس بكل أطيافه، بدءا من المتهمين بتأجيج الاحتجاجات الاجتماعية الأخيرة في منطقة الحوض المنجمي بقفصة بالجنوب التونسي، والحملات المستمرة على الشباب المتدين والمحجبات، وصولا إلى منظمات حقوق الإنسان وغيرها ».   وفي الإطار ذاته، تذهب بعض التحليلات إلى أن الهدف من تصعيد السلطة لحملتها في الفترة الأخيرة هو « ترهيب النشطاء والسياسيين، وإلجامهم حتى تضمن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في السنة القادمة دون شوشرة، وتضمن ولاية خامسة للرئيس بن علي الذي مر على إلقائه بيان السابع من نوفمبر والذي قال فيه إنه لا مجال لرئاسة مدى الحياة « 21 سنة »!.   وكانت محكمة تونسية قضت بسجن شورو السبت الماضي عاما بتهمة الإصرار على الانتماء إلى حركة النهضة، والتحدث باسمها في وسائل الإعلام، بعد أن أفرجت عنه في بداية نوفمبر الماضي، مع عدد من معتقلي حركة النهضة الذين كانوا معتقلين منذ تسعينيات القرن الماضي.   يذكر أن د.شورو هو آخر رئيس لحركة « النهضة » قبل أن تشن عليها السلطة حملة استئصال شاملة في بداية تسعينيات القرن الماضي شملت قرابة 100 ألف بين موقوف ومحاكم ولاجئ ومُطارد.   وآنذاك حكم على د.شورو بالسجن المؤبد، وأطلق سراحه قبيل عيد الأضحى الماضي، بعد أن قضى 18 سنة متنقلا بين السجون التونسية، منها 14 سنة في السجن الانفرادي أو العزل.   (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 17 ديسمبر 2008)   

ماذا بعد إعادة الزعيم الأسبق لحركة النهضة التونسية إلى السجن

   

عبد الرحمان الحامدي (*)   تناقلت وسائل الإعلام المختلفة خبر إيقاف ومحاكمة الدكتور صادق شورو الزعيم الأسبق لحركة النهضة التونسية المحضورة على خلفية تصريحات أدلى بها إلى بعض وسائل الإعلام 1 فور مغادرته السجن إثر صدور عفو رآسي بحقه وبحق آخر دفعة من مساجين حركة النهضة. وقد صدر العفو الرآسى بعد ثمانية عشر سنة قضاها الرجل وراء القضبان منها ثلاثة عشر سنة في السجن الإنفرادي كما صرح هو نفسه بذلك.    و إثر صدور حكم الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بتونس العاصمة  يوم السبت 13  ديسمبر 2008 بسجن الدكتور مدة سنة نافذة،   تتالت ردود الفعل وتراوحت بين الغضب والتنديد والتعبيرعن مشاعر الإحباط والإدانة وقد ورد ت تلك الردود عن شخصيات وطنية وأحزاب سياسية معارضة وجمعيات حقوقية ومحامين أجمعت كلها تقريبا على أن المحاكمة لا تعدو كونها سياسية  بإعتبار أن التهمة بحسب محامي الدفاع » مجردة و لا تستند إلى أساس واقعي و قانوني .”الحكم على الدكتور شورو تزامن مع صدور أحكام إعتبرت قاسية على رموز المطلبية الإجتماعية فيما يعرف بأحداث الحوض المنجمي بولاية قفصة.    وبقطع النظر عن ظروف إيقاف  الدكتور والملابسات التي حفت  بالمحاكمة،  وهو ما أثاره محامو الدفاع طيلة ساعات أمام القاضي، فإنه لا يسع المرء إلا أن يتساءل عن الرسالة أو الرسائل التي دأبت  السلطة، منذ عقدين من الزمن وإلى اليوم، على  تبليغها إلى معارضيها من خلال مثل هذه المحاكمات.   فقد توالت على مدى العقدين المنصرمين محاكمات الرأي في تونس بحسب شهادات منظمات حقوقية وبعض الحكومات الغربية   و جهات إعلامية محلية وعالمية، وشملت تلك المحاكمات  أفرادا ينحدرون من مختلف شرائح المجتمع التونسي بحيث قدمت السلطة للمحاكمة أمام القضاء عددا معتبرا من أصحاب التوجهات الدينية والسياسية والحقوقية والإعلامية والجمعياتية والثقافية المعارضة كلما إرتأت أن ذلك ضروري لحماية إستقرارحكمها، كما ترددت شهادات من داخل البلاد عن لجوء البوليس السياسي إلى أساليب أجمعت الجهات الحقوقية والإعلامية على كونها مخلة  بآدمية الإنسان التونسي  وبأبسط حقوق المواطنة وذلك في محاولة لمنع المواطنين من ممارسة نشاطهم المعارض.    ومهما يكن من أمرفإن توقعات أكثر المحللين والمراقبين للشأن التونسي تفاؤلا تجمع على أن السنوات القادمة من الولاية الخامسة للرئيس بن علي 2009  –  2013  لن تشهد تغييرات جذرية، كما تطمح إليه المعارضة، في مجال التعاطي مع مسألة الحريات و الإعلام وحقوق الإنسان وأن دار لقمان ستبقى على حالها.    أما  المتشائمين منهم   فيتحدثون عن أن منهج التعاطي الأمني سيتواصل بل سيتخذ منعرجات أكثر حدة خاصة بعد إقرار أطراف في السلطة2  بخطورة إنعكاسات الأزمة المالية العالمية على إقتصاد البلد المعتمد أساسا على التصدير والخدمات وتوقع المزيد من هبوط النمو في الدخل الوطني وهوما سينعكس سلبا على الوضع الإجتماعي وسيجعل السلطة توسع دائرة القبضة الأمنية  تحسبا  لفرضية إنتشار أعمال الإحتجاج والتوترات الإجتماعية بسبب مزيد تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين  وتراكم أعداد العاطلين عن العمل من المسرحين  ومن أصحاب الشهادات العليا وغيرهم وإنسداد آفاق التشغيل لمن هم على أبواب التخرج أوالباحثين عن الشغل.   في هذا التوقيت المليء بأسوإ التوقعات  تتنزل المحاكمتين بالنظر إلى قسوة الأحكام الصادرة عنهما و أسبابهما.    فالمحاكمة الأولى التي تمت يوم الخميس11  ديسمبر  2008  تعلقت بمن قادوا التحركات الإحتجاجية المطلبية  في معتمديات المتلوي و أم العرائس و الرديف من ولاية قفصة بالجنوب الغربي التونسي  أما محاكمة الزعيم الأسبق لحركة النهضة فتتعلق بمحاكمة الرأي كما هو مجمع عليه في أوساط المحامين والمتابعين  لهاعن كثب من حقوقيين و غيرهم.     فهل يمكن إعتبار محاكمات ما يعرف بأحداث الحوض المنجمي، والتي شملت  32   عنصرا و تراوحت بين سنتين سجنا مع تأجيل التنفيذ وعشر سنوات نافذة،  ضربة إستباقية  لمنع مناطق أخرى من البلاد من إعادة إنتاج نفس السيناريوالإحتجاجي كما هو متوقع ؟ أو على الأقل تحجيمه و التقليل من خطورته؟   فالذي حدث في الأشهر الأخيرة في ولاية قفصة أرق السلطة لأنه إتخذ منحى الإصرارالشديد على مطالب إجتماعية إرتأى المتتبعون لما حدث أنها مطالب مشروعة  بدأت التحركات من أجلها سلمية ثم تحولت إلى إضرابات وإعتصامات لم تتجاوب معها السلطة، على مايبدو، بالسرعة والإيجابية اللازمتين فكانت المصادمات بين قوات الأمن والمواطنين أسفرت عن قتيلين في صفوف المواطنين    و جرحى في الجانبين وموقوفين عبروا عن تعرضهم للتعذيب. بعبارة أخرى هل أن قسوة الأحكام الصادرة على إثر التحركات المطلبية هي رسالة تخص كل الشرائح الإجتماعية حتى لا تنحو نفس المنحى المطلبي إذا وجدت نفسها مضطرة لذلك ربما في القريب المنظور؟   هذا من جهة، و من جهة أخرى هل تعني إعادة الزعيم الأسبق لحركة النهضة إلى السجن، وهو الذي لم يمض على مفارقته إياه أقل من شهر،  أن  السلطة ما زالت تصرعلى التذكير بأن الملف السياسي للنهضة يبقى من الخطوط الحمراء ومن المواضيع المحرمة سياسيا والتي لا تجب إثارتها أو الخوض فيها؟ وأن عملية الإفراج  الأخير على آخر دفعة من مساجين حركة النهضة  التونسية لا يعدو كونه مبادرة، ذات بعد إنساني لا أكثر و لا أقل كما جرت العادة من كل سنة في الإفراج المتدرج وعلى دفعات لأنصار الحركة ؟   إذا كان الجواب بنعم يصبح حينئذ مجرد تعبير الزعيم الأسبق للحركة عن « أمانيه » بأن تعود الحياة لحركة النهضة وتستعيد دورها في البلد مسألة في غاية الخطورة بالنسبة للسلطة  وهي التي عملت طيلة عقدين من الزمن على ضرب مشروع النهضة السياسي والثقافي  بكافة الأساليب وإلغاء إسمها من الذاكرة الجماعية للتونسيين.   يقول الدكتور الصادق شورو في معرض إجابته عن أسئلة  إسلام أون لاين  » الآن و قد أطلق سراح آخر دفعة من قيادات النهضة فنأملأن تستعيد الحركة عافيتها ونشاطها حتى تبلغ  ما كانت عليه أواخر الثمانينات ».  و يضيف ناصحا  » و عليها في سبيل تحقيق ذلك أن تتجاوز العقبات التي تواجهها، كالحضر الأمني، وتعمل على إعادة البناء من جديد و أن تسعى أيضا لإعادة شعبيتها السابقة لدي الشارع التونسي »  و يضيف في معرض حديته عن قصة سيدنا موسى  وقومه مع فرعون  » فرغم البلاء الشديد فإن الله تعالى يبشر المؤمن برسالته بالنصر العزيز فوفى الله وعده بأن نصر موسى وقومه على فرعون، ورغم أن الإنطباعات الأولى عن الواقعٌٌ [في تونس] لا تبشر بخير فنحن مستبشرون و أملنا في الله سبحانه مستمر ».     صدورمجرد هذه الأماني والنصائح من أعلى  ثاني رمز في الحركة بعد إطلاق صراحه مباشرة، كان كافيا لإرباك السلطة وجعلها ترتاب في أمر الرجل وتعتبركلامه  « عودا على بدء » ونداءا صريحا للم الشمل من جديد والعودة بالحركة إلى عافية الثمانينات وهو ما أحسب أن النطام في تونس يرفضه أشد الرفض بعد أن مرت البلاد بمرحلة كادت تعصف بإستقرارها بسبب ذاك الصراع الذي وجد كل من النظام والحركة نفسيهما فيه وإنتهى كما هو معلوم بحسم الأمر لصالح النظام الحاكم عبر سجن و تشريد الآلآلف من أنصار الحركة.وعليه فلا يبدو أن السلطة، على الأقل في عهد الرئيس بن علي، مستعدة لإعادة التجربة والسماح للحركة بالوجود مهما إجتهدت الحركة في التعبير عن نيتها بطي صفحة الماضي و البدء بصفحة جديدة تنأى فيها  بنفسها عن الدخول في صراع  على السلطة وهو ما وقع التصريح به مرات  في وسائل الإعلام من قبل قيادات الحركة في المهجر.    و من غير المستبعد من جهة أخرى  أن يكون البعد الشخصي حاضرا  في عملية إعادة الدكتور إلى السجن، فتشبيه الصراع بين  الحركة والسلطة، بالصراع بين موسى وقومه  مع فرعون قد يكون له صلة  بعملية الإعادة إلى السجن، فقد تبين بالعودة  إلى طبع الرئيس بن علي أن بعضا من قرارات الرجل تتأثر،  كما بينت في مقال لي سابق3 ، بما يراه طعنا في شخصه.   ومهما يكن من أمر فالمؤكد أن تصريحات الدكتور شورو فهمتها السلطة من خلال تلك الحساسية المفرطة  تجاه ما ميز العلاقة في فترة  أوائل التسعينات بينها و بين الحركة مما جعلها تعتبرها تصريحات ذات خطورة على إستقرار النظام على المدى المتوسط  وهوما اٌعتبرفي أوساط الحزب الحاكم خطأ سياسيا فادحا  لا يمكن السماح بتكراره وأن على النهضة ورموزها وأنصارها أن يفهموا أن السلطة، بإعادة زعيمها الأسبق إلى السجن، ليس في نيتها التردد في إلحاق الأذى بمن يجرؤ على طرح موضوع العمل السياسي لحركة النهضة من داخل الوطن تونس أو حتى يلمح إليه تلميحا من قريب أو من بعيد وهو ما يستوجب، برأي السلطة دائما، الضرب بيد من حديد والمعاقبة بالسجن مجددا لأي كان وإن قضى  ثمانية عشر سنة سجنا بسبب ذلك.   والأكيد، برأيي، أن السلطة إشتمت من تصريحات الدكتور الصادق شورو أنه أراد أن يستثمر السنوات  التي قضاها هو والآلاف من رفاقه وراء القضبان أو مشردين في الداخل والخارج  لصالح  الدعاية لحركته مجددا وهو ما قد يمهد في نظر السلطة لبعث الهمم مجددا وتجميع ما تبقى من أنصارها  حوله  وتجرئتهم من جديد على سلطة « منهكة » في الأصل بما تواجهه يوميا من تحديات لها صلة بالوضع الإقتصادي والإجتماعي وصراع الأجنحة بداخلها من أجل النفوذ والثروة والتصدي لمناوشات  الخصوم السياسيين  ونشطاء حقوق الإنسان وبعض الإعلاميين وتصاعد المد السلفي.    من هنا  نفهم هذا الرفض الشديد والمتجدد للسلطة لكل حديث في موضوع حركة النهضة  باعتبار أن سنوات السجن والمحنة التي شملت اللآلآف من أنصار الحركة، حسب إحصائيات منظمات حقوق الإنسان، لن تكون شفيعا لطي صفحة الماضي بالشكل الذي ترغب فيه الحركة و كثير من المنظمات الحقوقية والأحزاب المعارضة وهو السماح بحرية التعبير والتنظم للجميع كما هوحال و شأن دول عربية أخرى.    و لئن عبرت الحركة في مناسبات عديدة عن تمسكها بالخيار السلمي في التغيير والقبول بلعبة الديمقراطية وإستعدادها لمصالحة على مراحل، وهو ما فهم منه إستيعابها للدرس المستخلص من عشريتي المواجهة بينها وبين السلطة،  فإن هذه الأخيرة، أي السلطة، إختارت  فهما متفردا لمعنى « المصالحة ».    فهي تعمل منذ مدة على أن يكون مبدأ »التصالح » مع أنصار الحركة ذو طابع فردي وشخصي بشروط الأقوى عبرما يسمى  ب » خيار الخلاص الفردي » وفتح باب  العودة للأفراد إلى الوطن بشروط محددة أدناها، كما بلغني، التنصل التام والنهائي من الإنتماء للحركة وهو ما قد تكون نجحت فيه السلطة نسبيا بوجود بعض المستجيبين للمشروع  من عناصر النهضة الراغبين في ذلك إذ أن طول الفترة التي قضاها الآلاف من أنصار النهضة  بين الغربة في الخارج والتهميش في الداخل قد أدى إلى نوع من الفتورواللامبالاة لدى نسبة معينة من أنصارها تجسد في بعض الإستقالات والتجميدات التي لا يعرف عددها إلا قلة من قياديي الحركة.    و لئن سعى المتكلمون بإسم السلطة  وخصوم الحركة إلى التذكير من حين لآخر بوفاتها وإندثار تأثيرها في واقع البلاد فلسائل أن يسأل، إذا كان الأمر كذلك،  فماالذي يجعل السلطة  تنزعج من تصريحات رجل، مقطوع عن الواقع منذ ثمانية عشر سنة، قد تكون  تصريحاته كذاك الذي يصرخ في واد إنسجاما مع ما يروجه خصوم النهضة منذ وقت بأنهم أمضوا شهادة وفاتها وقضوا على أنصارها.؟؟   ومهما يكن من أمر، فإن الحلول التي إعتمدتها السلطة لمواجهة التحديات قد نجحت حتى الآن في ضمان دوامها على رأس الحكم، فهل  تنجح السلطة في تونس في إدامة إستقرارها إذا واصلت إعتماد نفس  الحلول  في التعاطي مع تحديات المرحلة المقبلة على صعيد المطالبة الداخلية المتنامية بالحريات وعلى صعيد سياساتها الإقتصادية والإجتماعية مع بداية بروزأزمة عالمية لن تخفى إنعكاستها الخطيرة على وضع البلاد و العباد في تونس؟   حركة النهضة في المهجر  نجحت بدورها  في إقناع العالم بطبيعتها السلمية  كما نجحت في إحراج النظام التونسي على  أكثر من صعيد فهل تراها ستكتفي بمواصلة الضغط على السلطة إعلاميا وسياسيا حتى ذهاب  الرئيس بن علي  مع نهاية الولاية الخامسة كما يتردد في الأوساط القريبة من الحزب الحاكم؟ أم أنها ستلجأ بفعل واقع الإقصاء السياسي  المتواصل لها منذ عشرين سنة وبفعل طغوط داخلية متنامية من بعض أنصارها وقيادييها  إلى تعديل سلم أولوياتها التاريخي  بإرجاء السياسي والعناية بالإجتماعي والدعوي في إطارلا يحمل بالضرورة لافتة النهضة؟   سويسرا في 17 -12 -2008    1  حوار الدكتور شورو مع موقع اسلام أون لاين    حوار الدكتور شورو مع قناة الحوار اللندنية   2  أنظر للغرض تصريحات الأمين العام للديوان الوطني للصناعة و التجارة السيد الجيلاني  المنشور بموقع تونس نيوز شهر ديسمبر 2008   3 الحقيقة الغائبة أو للأذكياء فقط، أرشيف تونس نيوز -19 – 21جانفي2007   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 17 ديسمبر 2008) 

 المصالحة الوطنية: ديناميكية نضالية لا دعوة أخلاقية

   

سليم بن حميدان   حديث المصالحة والوفاق الوطني تحول هذه الأيام إلى معزوفة تقليدية شبيهة بالمالوف الأندلسي الرخيم الذي يطرب الآذان ولا تسمع له في واقع الناس ركزا. نظامنا الحاكم في تونس يحب المالوف كثيرا ولكنه لا يحب شيئا سواه، لذلك تراه يتعامل في السياسة، فيما هي إدارة للشأن العام، كما المنتشي بضرب الدفوف وهز الأرداف.   مثل هذا الموقف الرسمي مؤسف وغير حضاري بل هو مسؤول مباشرة عن راديكالية الخطاب المعارض اليائس من إصلاح الأوضاع والداعي إلى القطيعة والتغيير الجذري.   موقف بائس ما ينبغي أن يفاجئنا لاعتبارين أساسيين سبقت الإشارة إليهما في مقالات عديدة سابقة :   1- لا مصلحة للنظام الحاكم في إحداث أي انفراج قد يكون منفذا للـ »شياطين » المصفدين بسلاسل القمع والاستخبارات والجدران العازلة بين حلقات المجتمع المدني.   2- الفيتو الخارجي على الانفتاح السياسي الذي ترى فيه القوى الدولية النافذة والمستفيدة من وجوده تهديدا مباشرا لمصالحها.   وعليه، يكون السلوك « الغريزي » والطبيعي لنظامنا، كأي نظام بدائي، هو تشديد القمع إثباتا للوجود (أنا أقمع إذن أنا موجود) ومناورة مع بؤر الاحتجاج إما عبر امتصاصها وتمييعها أو اختراقها وتفجير تناقضاتها الداخلية .   ليس هناك للأسف أي مؤشرات تدل على تعديل هذا السلوك مادام سويا في نظر أصحابه بل ربما يعتقدون في « عقلانيته » وحتى في « وطنيته » لأنه يجنب بلادنا، في رؤيتهم الدالتونية (عمى الألوان)، ويلات المغامرات غير المأمونة ويقيها شرور الانتقال الديمقراطي لشعب لا تزال بناه الثقافية والاقتصادية (في نظرهم دائما) غير مؤهلة لتقبلها فتفتقت قرائحهم على مفاهيم « الديمقراطية قطرة قطرة » أو ما أسماه أحد أشقيائهم بـ »الديمقراطية الناشئة »!   النظام التونسي هو أحد إفرازات اللعبة الدولية التي بدأت خيوطها تحبك منذ القرن التاسع عشر والتقسيم الجيو-ستراتيجي للعالم بين القوى العظمى المكونة لمنظومة العالم الحر والذي يراجع باستمرار، تبعا لتغير الظروف والأحداث والتحالفات العالمية، بما يؤمن استمرار تدفق الولاء والتبعية الكاملتين.    ما زلنا، منذ تلك الحقبة مفعولا به دوليا ولم نرتق بعد إلى مصاف الفاعلين. معنى ذلك أننا فاقدون للسيادة بالكامل ولا نملك من جهاز الدولة إلا هياكل دستورية محنطة من برلمان يصادق أعضاؤه على أوامر سيد قرطاج وسلطتي تنفيذ وقضاء مجوفتين من أي مضمون وطني أو حضاري حيث تفتقد الأولى لمعيار المصلحة العامة ويغيب عن الثانية مبدآ الاستقلالية والحياد. استبداد الدولة بمجتمعها هو إذن نتيجة منطقية وحتمية لوقوعها هي ذاتها بين كفي كماشة الاستبداد الدولي ومصالح النخب الحاكمة العميلة والفاسدة.   باختصار، ليس نظامنا هو الذي يقرر الانفتاح السياسي أو يملك صلاحيات تعديل قواعد البنية الدستورية للسلطة وإنما هو يخضع في ذلك لرقابة خارجية وفوقية صارمة تجد نقطة ارتكازها شمالي المتوسط أو وما وراء الأطلنطي.   يقول الهادي التيمومي في كتابه « النشاط الصهيوني بتونس 1897 – 1948 » : [وكانت تونس خاضعة منذ 1881 إلى الاستعمار الفرنسي المباشر وفق صيغة « الحماية »، وتتمثل هذه الصيغة في ازدواجية الهياكل الحاكمة، إذ أبقى الاستعماريون الفرنسيون على جهاز الدولة التقليدي التونسي، وخلقوا إلى جانبه جهازا عسكريا ومدنيا عصريا يعود بالنظر شكليا إلى الباي (الملك) وعمليا إلى السلطات الفرنسية، علما بأن هذا الجهاز الحكومي العصري هو الذي يتمتع بالسلطة الحقيقية]     وفي كل الأحوال، سواء كان الأمر زمن الاستعمار، فيما هو استبداد خارجي، أو زمن الاستقلال الزائف فيما هو احتلال داخلي (والعبارة للدكتور منصف المرزوقي)، فإن السلطة الحقيقية باتت في أياد غير وطنية، تتحرك كالدمى من وراء ستار، لا روح فيها ولا قلب ولا ضمير.   صمت النظام التونسي وعدم اكتراثه بدعوات المصالحة المتكررة ليس إذن مفاجئا ولا غريبا، الغريب حقا هو صمت النخب الثقافية والسياسية العاملة في أجهزة الدولة (الوظيفة العمومية) أو القريبة من الأوساط الرسمية وكأن الأمر لا يعنيها إطلاقا متخلية بذلك عن مسؤوليتها الوطنية والتاريخية في تدارك الأمور ومكتفية بلعب دور بيروقراطية الدولة ضمن منظومة العلاقات الزبائنية.   قد تتذمر هذه النخب على السياسات الرسمية والأوضاع المتدهورة ولكنها نادرا ما تتجرأ على الاقتراب من الخطوط الحمراء خشية تعريض مصالحها للخطر.   هذه النخب متكونة من تونسيين، عمومة و أجوارا وزملاء، جمعتنا يوما مدارس البلاد وجامعاتها ومقاهيها ومنتدياتها. تفرغوا اليوم جميعا لبناء البيت السعيد وسد الحاجة وإعالة الأطفال.   نخب تسخر ذكاءها وإمكانياتها تلبية لنداء الأمعاء وصراخ العيال وتنسى آلام الأمة والوطن. نخب ترتخي أجفانها متخمة والجار جائع بل وإخوة لهم في غياهب السجون يسامون أشد العذاب.   نخب تخشى مواقعها وأرزاقها أكثر من خشيتها رازقها الذي « يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ».   إنه نموذج الإنسان ذي البعد الواحد (الغريزة) الذي حدثنا عنه هربارت ماركوز والذي تحول إلى كائن استهلاكي متنكر لطبيعته الميتافيزيقية وكينونته الأخلاقية المتعالية.   هذا الإنسان المتنكر لإنسانيته، أسير رغباته الوضيعة لا يمكنه تقرير مصيره بنفسه إلا بعد أن يكسب معركة تحرره الذاتي ويقلع عن معصية النفاق فيما هي تبعية للباطل وسكوت عن الحق.   خطيئة وطنية وجريمة أخلاقية ودينية وإنسانية ترتفع كلفتها كل يوم لترهن مستقبل الأجيال القادمة، ومنهم فلذات أكبادهم حتما، بما يمنع عنا أي أمل في فك روابط التبعية والارتقاء إلى درجة الفعل التاريخي.   عزاؤنا أنه لا يزال في هذه النخب، على جبنها وتواطئها، أصحاب ضمير انخرطوا كرها في « السيستام » وأجبروا على الصمت أو آثروه طلبا للأمن واتقاء لعيون المخبرين، فلم يبق لهم سوى حق السمع والطاعة حتى يترك لهم من فتات العيش نصيب.   إنها، على جبنها وأنانيتها، نخب ذكية انفتحت في غالبيتها على لغات الحداثة السياسية وقيمها، فتراها تقر، إذا ما أخذت أصحابها « مثنى وفرادى »، بحالة التخلف الوطني وبإمكان الأفضل، غير أنها تخشى على مواقعها ومصالحها، فللنضال ثمن باهظ لا يقدر عليه إلا بعض « المجانين » الذين سيبقون ثلة على مدى الأزمان.   هذه النخب تستطيع من مواقعها البيروقراطية، إن أرادت طبعا، لعب دور وطني عبر الضغط في اتجاه تحرير السلطة الحاكمة من قبضة العقل الأمني والدفع نحو تبني حلول سياسية جادة ومسؤولة لمشاكل البلاد بما يقيها آفات الحاضر وكوارث المستقبل.   غير أنها لن تستطيع ذلك دون أن تتحرر من جبنها وتخرج من صمتها فتجدد إيمانها بالقيم الوطنية الأصيلة وتجتهد « ما استطاعت » لترجمة معانيها في حياتها اليومية والمهنية.   الوطنية التي هي في أسمى معانيها وأرقى تجلياتها « الموت فداء للوطن » أي القبول بالشقاء الفردي مقابل السعادة الجماعية.   إنه مجال واسع خصب للنضال الثقافي والسياسي تستطيع فيه تلك النخب، ومن أبراجها العاجية، إنتاج قيم التضامن والأخوة والمودة في القربى توازيا مع تضحياتنا، سجنا وتهجيرا، من أجل المواطنة والسيادة والكرامة.   ينبغي برأينا أن تتوجه محاولات الإصلاح وجهود المصالحة إلى هذه النخب، داخل بيروقراطية الدولة وعلى تخومها (في القضاء والإعلام والجامعات والأمن وقطاعات الأعمال والخدمات … الخ.)، من أجل استمالتها للانخراط الإيجابي في معركة الوفاق الوطني بما لا يهدد مصالحها المهنية والاجتماعية وبما يزيد في سرعة رياح الإصلاح والتغيير القادمة لا محالة.   إن يأسنا من قدرة النظام على الانفتاح والمصالحة يضاهيه يقيننا في قدرة شعبنا وبيروقراطيته الصامتة على تجاوز صمتها وقعودها وتقريرها لمصير أفضل، فللشعوب طاقات كامنة وإرادات لا تقهر.   بهذا الأفق تتحول المصالحة الوطنية من دعوة أخلاقية حالمة إلى ديناميكية نضالية شاملة لا يسع النظام الحاكم سوى الإذعان لها أو التعاطي معها بغير منطق المناورة وتنفيس الاحتقان.   فهل تلبي هذه النخب نداء الوطنية والعقل والضمير أم ترتضي مواصلة حياة العبيد وموت البعير.


 
مقاربة بين نظام بن علي ومسيلمة الكذاب

   

العمري  بعد فتح مكة وبدء انتشار الدين الاسلامي في شبه الجزيرة العربية ظن بعض الاعراب أن أفضل طريقة لجمع الأنصار حولهم هي ادعاء النبوة كافرين بالله عز وجل وبنبوة رسوله الكريم   محمد صلى الله عليه وسلم بل ان أحدهم أرسل الى الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوه لاقتسام النبوة والجزيرة العربية معه . ولافترائه ولكذبه على الله عز وجل وكان يسمى مسيلمة لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم بالكذاب. وقد ظن مسيلمة الكذاب  أن الايمان بالله موجة يمكنه أن يركبها للوصول الى الملك فأهلكه الله بكذبه.   كذلك في هذا الزمان ,ادعاء حماية حقوق الانسان واحترامها وممارسة  الديمقراطية واطلاق الحريات كلها قيم, نظريا جميع الدول تؤمن بها وتنتسب لها حتى صار ذلك موضة العصر,  وما كان لرئيس دولتنا تونس ,بن علي أن يتخلف عن الأخذ بهذه( الموضة )  وركوب موجة حقوق الانسان وادعاء الديمقراطية في الحكم.   فهل هو  صادق في دعواه ؟؟  اليكم البيان .  كتب موقع رئاسة الجمهورية بمناسبة عيد الاضحى المبارك (وألقى امام الجامع خطبة عيد الاضحى عدد فيها معاني هذه السنة الحميدة وفضائلها كمناسبة للتزاور والتواصل وفعل الخير مبرزا حرص سيادة الرئيس… على نشر واشاعة هذه القيم وترسيخ مبادئ الاعتدال والتسامح والتضامن والخلق الحسن ولا سيما عند الشباب)  ( كمناسبة للتزاور والتواصل ) وفي هذا الاطار عز على سيادة الرئيس ترك مسجونين في سجن المرناقية بتونس يقضيان عيد الاضحى دون رفيق دربهما الصادق شورو  فأمر باعادة الصادق شورو للسجن  ولنفس الزنزانة للتزاور والتواصل وفعل الخير ؟؟ أرأيتم أي خير يريده بن علي للمعارضين السياسيين؟ )كما أكد أن قيم حقوق الانسان ومبادئها أرفع من أن تكون مطية لخدمة مصالح معينة وهي أنبل من أن يزج بها في تحقيق الأغراض السياسية وأكبر من أن ينصب فيها طرف نفسه مانحا للدروس( بن علي يضرب ويعذب الناس ويرفض حتى أن يصرخوا ويستنجدوا ؟ومن يفعل أو يطلب احترام حقوق الانسان فهو يفعل ذلك لأغراض دنيئة  وخدمة لمصالح معينة؟؟ دولة الرئيس بن علي معصومة عن الخطأ فلا يجوز مطالبته باحترام حقوق الانسان كيف وهو الضامن لحسن تطبيق الدستور؟؟   فيك الخصام وأنت الخصم والحكم . يقول  أيضا في خطابه الأخير بمناسبة الاحتفال بحقوق الانسان (ونعرب بهذه المناسبة عن اكبارنا للعاملين في مجال حقوق الانسان أفرادا ومنظمات وجمعيات  وهياكل لما يبذلونه من جهود محمودة   في الدفاع عن هذه الحقوق وتكريس مقوماتها) هنا يكفي قراءة الدراسة الأكاديمية التي أعدها سامي نصر بعنوان مدافعون عن حقوق الانسان  بتونس ضحايا الاعتداءات ثم ان الاعتداءات على المدافعين عن حقوق الانسان بلغت حد التواتر  ومبلغ القطع واليقين ولا ينكر ذلك الا نظام بن علي ؟كذلك الضرب والصفع والاهانة وخلع المكاتب وحجز الوثائق وقائع لا ينكرها الا أعمى البصر والبصيرة   (فلم تمر مرحلة من مسيرتنا دون أن نطور تلك الحقوق وندعم حمايتها ونعزز( لياتها… هكذا وردت في موقع رئاسة الجمهورية وقد أنطق الله الكاتب بالحق فليس هناك لي واحد لعنق هذه الحقوق بل اللي كثير؟  لياتها أو لعل الكاتب يجهز نفسه لأكل لية خروف العيد؟ ولعل الكلمة المقصودة آلياتها)في التشريع والممارسة وتوسع مجال حقوق الانسان من جيل لجيل ليشمل الحقوق كافة…انطلاقا من الحقوق الأصلية الى أكثر الحقوق تقدما … والحقوق المتصلة بتكنولوجيا الاتصال الحديثة  والثقافة الرقمية) والى هذا يشير الرئيس الى استئجاره جماعة من الهاكرز بمال الشعب هدفهم الوحيد تدمير المواقع الألكترونية المعارضة  بل  حتى مواقع الأخبار المخالفة في الرأي له؟ كذلك يشير بن علي الى حجب جميع المواقع التي يسيرها تونسيون بالمهجر وتعرض رؤية مخالفة له ؟؟)كرست حق كل المواطنين والمواطنات في التمتع بمرافق العيش الأساسية  والحصول على على أسباب الرزق والرفاه…)      الدليل على ذلك حرمان أخ الصادق شورو من ممارسة عمله ونفي عبد الله الزواري ومنع تقريبا جميع المسرحين من السجن لأسباب سياسية من مزاولة أعمالهم والتضييق عليهم عند سعيهم  لكسب قوتهم وقوت عيالهم ومنعهم من التنقل بحرية داخل البلاد للسعي وراء الرزق ……؟ )ان دستور الجمهورية التونسية  ومنذ اصلاح 2002 شامل متكامل في تكريسه لحقوق الانسان…. وفي تأمين الحريات الأساسية للمواطنين والمواطنات  والتواصي بمبادئ الديمقراطية والتعددية)    اسمعوا يا قوم نظام بن علي الطاغي المتأله , اللابس ثوب الزور يوصي معارضيه بمبادئ الديمقراطية  , لا وبل التعددية ؟؟     بن علي يسعى لتأمين الحريات الأساسية للمواطنين ؟؟ يا للدجل ؟ يا للكذب ؟ عشرات آلاف المساجين السياسيين خلال العشرية الأخيرة للقرن الماضي ؟ وهو يحدثنا الان عن التعددية عشرات الآلاف من الناس عذبوا وذاقوا الويلات على أيدي زبانيته ,بل نال العذاب حتى الأقارب وهو يحدثنا عن تكريس حقوق الانسان الأساسية؟؟    وماذا عن مقتل الكثيرين تحت التعذيب ؟ فتحي الخياري,عبد الرؤوف العريبي…….     تبت يداه وألف تب ….على سوء فعله وقلة الأدب    جاء في خطاب 7نوفمبر 2008(كما جعلنا الحوار ركنا أساسيا في مسارنا الديمقراطي)وسعيا من سيادة الرئيس للحوار قابل دعوة الصادق شورو لنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة عبر الحوار ولتمكين جميع  التونسيين من المساهمة في نهضة البلاد زج به في السجن بعد قرابة الثلاثة أسابيع من خروجه منه بعد 17 سنة؟؟؟؟    (وقد عملنا باستمرار على الارتقاء بالحريات العامة  وفي مقدمتها حرية التعبير)  وهذه هي الطامة الكبرى بن علي يتحدث عن حرية التعبير؟ ألم يحاكم الصادق شورو من أجل ممارسة حقه في التعبيروحديثه  مع قناة الحوار؟ ويشهد على حرية التعبير في تونس أيضا الكرسيين الفارغين في المنتدى العربي لحرية الصحافة  كرسي الصحفي التونسي لطفي الحيدوري والمحامي المعني بحقوق الانسان محمد عبو      لقد هزلت حتى بدا من هزالها …….كلاها وسامها كل مفلس  (وسعينا الى اذكاء جذوة التضامن في المجتمع في اطار رؤية  تقوم  على صيانة كرامة الفرد )  هل منكم من لم يسمع بجريمة بن علي في السجن  ؟ طبس كح ؟ هذه هي صيانة الكرامة عند بن علي؟   (لقد جدت ببعض معتمديات الحوض المنجمي أحداث ناجمة عن الاخلالات  المسجلة في عملية الانتداب بشركة فسفاط قفصة  والتجاوزات الحاصلة بشأنها من قبل المسؤولين عنها وما خلفه لدى الشبان المعنيين بعملية الانتداب من خيبة واحباط) نقلا عن مقال العداسي كوكتال.     بن علي يعترف بخطأ المسؤولين ولكنه ترك الجلاد وعاقب الضحية ؟؟؟  

عدنان الحاجي    عشر سنوات سجن وشهر واحد نافذة    الطيب بن عثمان   عشر سنوات سجن وشهر واحد نافذة    طارق حليمي      عشر سنوات سجن وشهر واحد نافذة    عادل جيار       عشر سنوات سجن وشهر واحد نافذة    حسن بو عبد الله   عشر سنوات سجن وشهر واحد نافذة    ماهر فجراوي    عشر سنوات سجن وشهر واحد نافذة    فيصل بن عمر     ست سنوات سجن  وشهر واحد نافذة    سامي بن أحمد     ست سنوات سجن وشهر واحد نافذة    هارون الحليمي   ست سنوات سجن وشهر واحد نافذة    غانم شريطي     ست سنوات سجن وشهر واحد نافذة    مظفر العبيدي      ست سنوات سجن وشهر واحد نافذة    رضا عز الدين    ست سنوات سجن  وشهر واحد نافذة     عبد السلام الهلالي    ست سنوات سجن وشهر واحد نافذة    عبيد خلايفي       ست سنوات سجن وشهر واحد نافذة    رشيد عبداوي     ست سنوات سجن وشهر واحد نافذة     الفاهم بو كدوس     ست سنوات سجن     بو بكر بن بو بكر   أربع سنوات وشهر نافذة    حفناوي بن عثمان   أربع سنوات وشهر نافذة   محمود الردادي        أربع سنوات  وشهر نافذة   الهادي بو صلاحي   أربع سنوات وشهر نافذة  محي الدين شريب   سنتان غيابيا مع النفاذ العاجل

     وبعد ,خوفا من الاطالة أعرضت عن ضرب الأمثلة الكثيرة لخروقات دولة بن علي للقانون واعتمدت على متابعة القارئ للأخبار التي تواترت وبلغت حد القطع واليقين .     لقد وصف أحد رؤساء منظمة عربية للدفاع عن حقوق الانسان لا يحضرني اسمه النظام التونسي بأنه نظام متفرد فريد في نوعه ,فبقدر ما يتحدث هذا النظام عن حقوق الانسان واحترامها بقدر ما يخترقها ويدوسها ويهينها؟  هذا هو نظام بن علي يتبع سياسة الدعاية النازية التي وضعها غوبلز والتي خلاصتها اكذب واكذب واكذب حتى يصدقك الناس ؟ ولكن هيهات فما عادت هذه الحيل تنطلي؟   بن علي يقول ويخطب ويقول ويتكلم ولكن سياسته تناقض أفعاله ؟  هو الآن يركب موجة الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان ولكنه يكذب ويخادع ويراوغ هذه المبادئ؟   حقا لقد افترى كثيرا؟؟  لقد أعظم الفرية على الله مسيلمة الكذاب حين ادعى أنه يوحى اليه, وقد قلده بن علي في كذبه وافترائه على مبادئ الحق وحقوق الانسان والديمقراطية   لقد أعظم بن علي الفرية على المبادئ والخلق ؟ ألا يجدر أن يكون هو الوريث التاريخي لمسيلمة الكذاب ؟ هل يمكن أن نسميه بن علي ……..   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 16 ديسمبر 2008) 


تقرير مركز القاهرة حول حالة حقوق الانسان في العالم العربي
بعد60 عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

 

في تقرير عن حالة حقوق الإنسان في العالم العربي خلال عام 2008 تدهور كبير والطريق مغلق أمام الإصلاح • دعاة الإصلاح واحترام حقوق الإنسان الهدف الرئيسي للقمع • « المحررون » يتحولون إلى جلادين ويحولون سلاح  » المقاومة » لصدور الشعوب • زيادة التطرف الديني بسبب تحالف النظم الحاكمة مع السلفية • خريطة ضحايا القمع تغيرت.. ولم يعد الإسلاميون في مركز الاستهداف من تصدير الإرهاب إلى تصدير القمع • الحكومات تحول الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى منابر لتصدير القمع • الجامعة العربية تدعم مجرمي الحرب والانقلاب على الديمقراطية وتقيد حرية التعبير بيان صحفي أكد مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان أن وضعية حقوق الإنسان في العالم العربي، شهدت خلال العام 2008، تدهورا متزايدا، بل تصاعد الهجوم المضاد على المساحات المحدودة المتاحة للحريات العامة والسياسية في معظم البلدان. ولاحظ مركز القاهرة أن تزايد وتائر القمع بحق دعاة الإصلاح والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافة المستقلة ووسائط الإعلام الالكتروني وقادة حركات الاحتجاج الاجتماعي، ومختلف أشكال الحراك السياسي داخل البلدان العربية، في نفس الوقت الذي تراجع فيه استهداف الإسلاميين . ومن الملاحظ أن ذلك قد اقترن بمساعي حثيثة لتصدير القمع – الذي فاض عن حاجة العالم العربي !- من خلال منابر الأمم المتحدة والشراكة الاورومتوسطية، التي شهدت ضغوطا متزايدة من الحكومات العربية، للجم أصوات المنظمات غير الحكومية أو إقصائها تماما من هذه المنابر، وللدفع باتجاه إفراغ آليات الحماية الدولية لحقوق الإنسان من مضمونها، ولتبني قرارات منافية لمنظومة حقوق الإنسان. جدير بالذكر أن لبنان ومصر -بقيادة شارل مالك ومحمود عزمي الذين كانا على رأس وفديهما إلى لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة- كان لهما دور حيوي في ميلاد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، وتدشين آليات حماية حقوق الإنسان في السنوات القليلة التالية، وهي الآليات ذاتها التي تحاول الآن دول الجامعة العربية -بقيادة مصر وفلسطين- إضعافها وتقويضها بالتعاون مع عدد من أسوأ الحكومات الاستبدادية في العالم. جاء ذلك في أول تقرير سنوي يصدره اليوم مركز القاهرة حول حالة حقوق الإنسان في العالم العربي عن عام 2008، تحت عنوان  » من تصدير الإرهاب إلى تصدير القمع ». والذي ستجرى مناقشته خلال الأسبوع القادم في البرلمان الأوروبي ببروكسل، وجنيف وبرشلونة. جدير بالذكر أن مركز القاهرة كان قد قام بعرض المؤشرات الأولية للتقرير في ورشة عمل ببروكسل الشهر الماضي، وذلك بدعوة من لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي. واستهدف التقرير بالرصد والتحليل الأوضاع في 12 دولة، شملت مصر وتونس والجزائر والمغرب والمملكة السعودية والبحرين وسوريا، إلى جانب خمسة من البلدان التي تعيش تحت وطأة الاحتلال، أو في ظل نزاعات داخلية مسلحة، وهى العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة، والسودان ولبنان واليمن. كما أفرد التقرير أقساما أخرى لرصد التحولات الجارية في الثقافة العربية في علاقتها بحقوق الإنسان، ولتقييم أداء الحكومات العربية أمام المجلس الأممي لحقوق الإنسان، وقنوات الشراكة الأوروبية-المتوسطية، وجامعة الدول العربية. ولاحظ التقرير أن جامعة الدول العربية صارت خلال 2008 اكثر تعبيرا عن توجهات النظم الاستبدادية من أي وقت مضى، فقد انضمت الجامعة إلى قادة الانقلاب العسكري في إهدارهم لحق الشعب الموريتاني في اختيار حكامه على أسس ديمقراطية. وهبت لدعم النظام السوداني في مساعيه للإفلات من المحاسبة على المجازر المتواصلة في دارفور، والحيلولة دون مثول مسئوليه أمام المحكمة الجنائية الدولية. فضلا عن تحولها إلى منصة للهجوم على حرية التعبير، وبخاصة وسائط البث الفضائي والالكتروني. وأكد التقرير أن الشعب الفلسطيني كان هدفا لانتهاكات بالغة الخطورة، سواء في ظل الممارسات الإجرامية المتواصلة من جانب قوت الاحتلال الإسرائيلي، أو بسبب النزاع الداخلي الدموي بين حماس وفتح. ولاحظ التقرير أن أعداد القتلى الفلسطينيين من جراء الاقتتال الداخلي فاق –لأول مرة- أعداد من قتلوا نتيجة للهجمات الإسرائيلية.و أن الطرفين تباريا أيضا في ممارسة تعذيب أسراه من الطرف الأخر، مستخدمين في ذلك أبشع وسائل التعذيب في العالم! وفي لبنان قام حزب الله بتوجيه سلاح « المقاومة » إلى صدور اللبنانيين، خلال الحرب الخاطفة التي شنها الحزب والأطراف المتحالفة معه على مناطق بيروت والجبل في مايو 2008، والتي وضعت البلاد على حافة حرب أهلية شيعية/ سنية. وهو خطر سيظل قائما، طالما واصل حزب الله « مقاومته » مبدأ الخضوع لسيادة الدولة اللبنانية، وتنامي الدعوات في أوساط السنة، باتجاه التجييش والتسلح لإحداث قدر من التوازن مع سلاح حزب الله. وأكد التقرير أن العراق ظل مسرحا لأخطر انتهاكات حقوق الإنسان، التي أفضت إلى سقوط الآلاف من القتلى المدنيين، سواء على أيدي قوات الاحتلال الأمريكية، أو السلطات العراقية، أو نتيجة لمواصلة الجماعات الإرهابية لجرائمها، واستمرار الاقتتال وأعمال العنف ذات الطابع العرقي أو المذهبي. وأن العراق يظل مرشحا لمزيد من التدهور، فالمعالجات السياسية والأمنية لا تقف على أرض صلبة. ولم تحسم بعد قواعد تقاسم السلطة والثروة النفطية على أسس أكثر عدلا؛ الأمر الذي قد يهدد بفتح جبهات قتال إضافية، تفضي إلى تقسيم العراق. وأكد التقرير أن النظام السوداني أظهر استخفافا صارخا بحياة ومعاناة الشعب السوداني، وبالقرارات الدولية والإقليمية ذات الصلة، وواصل اعتداءاته الوحشية على القرى ومراكز النزوح لسكان دارفور، حتى بعد أن أصبح الرئيس السوداني مطلوبا للتوقيف من قبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، مثلما مارس الإرهاب ضد كل صوت وطني يرفض الصمت على المجازر الجارية في دارفور. وعلى الرغم من إعلان الرئيس اليمني إيقاف الحرب بصفة نهائية في إقليم « صعدة »، والتي أفضت إلى سقوط المئات من القتلى وتشريد ما يزيد على 100 ألف من السكان، تظل احتمالات تجدد القتال قائمة، مثلما تجددت من قبل 4 مرات، خاصة وأن هذا القرار لم يقترن بالإفراج عن عدد كبير من المعتقلين والمختفين قسريا على خلفية هذا النزاع، أو الكشف عن مصيرهم. ولاحظ التقرير تزايد مظاهر التوترات ذات الطابع العرقي أو الديني أو المذهبي في عدد من البلدان، وبخاصة في ظل التمييز الممنهج ضد الشيعة في البحرين والمملكة السعودية، وفي مواجهة الأكراد في سوريا. كما لفت النظر إلى تزايد حدة الاحتقان الطائفي في مصر، بسبب تنامي مشاعر التعصب الديني، وخاصة في ظل توظيف الدين في العمل السياسي من الحكومة وجماعات الإسلام السياسي. فضلا على تقاعس الحكومة في معالجة العديد من المشكلات المزمنة، التي تكرس التمييز ضد الأقباط وغيرهم. كما أشار التقرير إلى تعرض الحريات الدينية لمزيد من الضغوط، وبخاصة في مصر والمملكة السعودية والجزائر. وأظهر التقرير أن افتقار النظم القضائية العربية بصفة عامة لمعايير الاستقلال وتغييب ضمانات العدالة، وتنوع أشكال القضاء الاستثنائي، قد أفضى بدوره إلى تعريض المشتغلين بالرأي والمطالبين بالديمقراطية والمدافعين عن حقوق الإنسان والأقليات، والمدونين والصحفيين إلى محاكمات جائرة في معظم البلدان التي تناولها التقرير.كما أظهرت بجلاء أن جرائم التعذيب والتجاوزات الشرطية الجسيمة لا تخضع في الغالب للمحاسبة والعقاب. وأكد التقرير أن الطريق يبدو مغلقا أمام فرص حقيقية للتداول السلمي للسلطة في البلدان العربية؛ حيث تحيط ظلال الشك بفرص إجراء انتخابات حرة في بلدان تعاني من أزمات سياسية مستحكمة، مثل لبنان، أو في ظل استمرار الصراعات المسلحة في السودان، أو عجز  الأطراف السياسية في العراق عن التوافق على القانون الانتخابي للمحليات. بينما دفعت السلطات في الجزائر بتعديل دستوري يفسح الطريق لولاية ثالثة أو أكثر للرئيس الجزائري؛ وتلاعب النظام التونسي كالمعتاد بالدستور، لضمان إقصاء رموز بعينها من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولتظل الانتخابات الرئاسية في تونس أقرب إلى الاستفتاء، مثلما هو الحال في مصر والجزائر. وأوضح التقرير أن حقوق المشاركة السياسية قد امتهنت على نطاق واسع في مصر؛ بعد أن استخدمت السلطات كل الوسائل القانونية وغير القانونية، لإقصاء غالبية مرشحي الإخوان المسلمين وأحزاب المعارضة، وحرمانهم من التقدم بأوراق ترشيحهم في انتخابات المحليات، التي جرت وسط اعتقالات واسعة في أوساط الإخوان المسلمين ومرشحيهم. وعلى الرغم أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة في المغرب تعتبر الأفضل نسبيا، إلا إنها عكست عدم ثقة المواطنين في قدرة الأحزاب السياسية أو البرلمان على معالجة تردي الأوضاع المعيشية للسكان؛ طالما أن القرار الفعلي تهيمن عليه المؤسسة الملكية. وأكد التقرير أن أغلبية النظم الحاكمة تتعرض لعملية تآكل في شرعيتها السياسية، نتيجة لفشلها المزمن في حل إشكالات تنمية وتطوير المجتمعات العربية، ولرفضها تأسيس شرعيتها على أساس خيار ديمقراطي حر . وأنها في المقابل تسعى لترميم شرعيتها بتوثيق أواصر التحالف مع السلفية غير المعارضة لها، الأمر الذي يترتب عليه تعزيز التطرف الديني، وتوقع المزيد من تدهور حقوق الإنسان.


 حزب تونسي معارض يناشد بن علي العفو
عن معتقلي احتجاجات الحوض المنجمي

   

تونس, تونس,  17 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — ناشد حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي المعارض، الرئيس زين العابدين بن علي العفو عن معتقلي الاحتجاجات الاجتماعية التي وقعت في منطقة الحوض المنجمي جنوب غرب تونس. ودعا في بيان حمل توقيع أمينه العام أحمد الأينوبلي، وتلقت يونايتد برس إنترناشونال نسخة منه اليوم الإربعاء، إلى إطلاق سراح كل الذين صدرت بحقهم أحكام على خلفية تلك الاحتجاجات، وإلى معالجة مخلفاتها لتفويت الفرصة على كل من يبحث عن توتير الأوضاع. وكانت المحكمة الإبتدائية في مدينة قفصة (350 كيلومترا جنوب غرب تونس العاصمة)، أصدرت في الحادي عشر من الشهر الجاري، أحكاما بالسجن لمدة عشر سنوات بحق ستة من المتهمين الذين تورطوا في ما يعرف باحتجاجات الحوض المنجمي التي شهدتها مدينة الرديف جنوب غرب البلاد في مطلع العام الجاري. ووصف حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي في بيانه تلك الأحكام بأنها قاسية، وأنها مثلت توتيرا غير مبرر في قضية متصلة بالحياة اليومية، وبالظروف الاجتماعية الصعبة لأهالي الحوض المنجمي،كان من الأجدر معالجتها برصانة. كما شدد على مشروعية المطالب الإجتماعية التي أدت إلى تلك الإحتجاجات، ولكنه رفض في المقابل ما وصفه التوظيف السياسي والركوب الانتهازي على تلك الأحداث العفوية، وما أقدم عليه البعض من جر لأطراف خارجية للتدخل في الشأن الوطني. يشار إلى أن منطقة الحوض المنجمي في جنوب غرب تونس شهدت في شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري، مظاهرات احتجاجية تواصلت لأشهر عدة، تخللتها مصادمات مع قوات الأمن، ما استدعى تدخل الجيش التونسي. وشارك في المظاهرات التي خرجت على خلفية البطالة وغلاء المعيشة، عدد من النقابيين في المنطقة منهم النقابي المعروف عدنان الحاجي الذي صدر ضده حكم بالسجن لمدة عشر سنوات.    
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 17 ديسمبر)  

 حزب تونسي معارض يعلن مساندته لترشح الرئيس بن علي لولاية جديدة

   

تونس, تونس,  17 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — أعلن حزب الخضر للتقدم التونسي المعارض في ختام أعمال مؤتمره الأول دعم ترشيح الرئيس زين العابدين بن علي للإنتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في خريف العام المقبل. وبرر هذا القرار الذي اتخذه خلال مؤتمره الأول الذي إنتهت أعماله في ساعة متأخرة من مساء أمس،بالقول إن هذه المساندة تأتي لتأمين تواصل مسيرة الإصلاح والتحديث التي يقودها الرئيس بن علي بإرادة حازمة منذ سنة 1987. واعتبر حزب الخضر التونسي أن قبول الرئيس بن علي الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ضمان مؤكد لاستدامة أوضاع الخير والنماء والاستقرار في البلاد. وبهذا الإعلان،يكون حزب الخضر للتقدم ثالث حزب تونسي معارض يعلن مساندته لترشيح الرئيس بن علي للانتخابات المقبلة،وذلك بعد الحزب الاجتماعي التحرري،وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين. وكان بن علي أعلن في نهاية شهر يوليو/تموز الماضي ترشحه لولاية رئاسية جديدة خلال الإنتخابات التي ينتظر أن تجري خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل. وفي المقابل أعلن ثلاثة معارضين هم محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية،وأحمد الأينوبلي الأمين العام للإتحاد الديمقراطي الوحدوي، وأحمد إيراهيم الأمين العام الأول لحركة التجديد(الحزب الشيوعي سابقا) ترشّحهم لهذا الإستحقاق الرئاسي. يشار إلى أنه يوجد في تونس إلى جانب حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم،ثمانية أحزاب معارضة،خمسة منها ممثلة في البرلمان بـ37 نائباً.   (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 17 ديسمبر)  


وزير تونسي يدعو إلى بلورة إستراتيجية عربية للدفاع عن المغتربين العرب

   

تونس, تونس,  17 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — دعا وزير الشؤون الإجتماعية والتضامن التونسي علي الشاوش اليوم الأربعاء الحكومات العربية إلى بلورة إستراتيجيات للدفاع عن المغتربين العرب وعن مصالحهم في دول الإقامة. وشدّد الشاوش في كلمة ألقاها في الجلسة الإفتتاحية لندوة بعنوان واقع وآفاق الهجرة العربية إلى أوروبا بدأت أعمالها اليوم في تونس، على ضرورة الإحاطة بالجاليات العربية في المهجر، وتفعيل دورها في تنمية الأقطار العربية. وطالب الدول الأوروبية بالإسراع في استكمال المنظومات التشريعية حول حقوق وواجبات المهاجرين، بشكل يضمن المساواة الفعلية ونشر قيم التسامح والتضامن وإبراز الدور الإيجابي للمهاجر،إلى جانب إنتهاج سياسات واضحة لتأمين الإندماج الفاعل والإيجابي للجاليات العربية في المجتمعات الأوروبية. من ناحيته دعا الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الشاذلي النفاتي، دول الإتحاد الأوروبي إلى إعتماد مقاربة شمولية لمعالجة مسألة الهجرة، وإلى دعم علاقات التعاون والتضامن من أجل إدراة ملف الهجرة بشكل جماعي. يشار إلى أن الندوة المذكورة ينظمها مركز جامعة الدول العربية بتونس بمشاركة خبراء ومسؤولين من تونس والجزائر وألمانيا وفرنسا. ويتضمّن جدول أعمال الندوة بحث ومناقشة واقع الإندماج ودور النخب، والمرأة العربية المهاجرة، والمهاجرون العرب، والحياة السياسية في أوروبا، والسياسة الأوروبية الموحّدة في مجال الهجرة. ويقدّر عدد المغتربين العرب في أوروبا بنحو 10 ملايين مغترب، ثلثهم ينتمون إلى دول المغرب العربي، وخاصة الجزائر وتونس والمغرب، ويساهمون في دعم إقتصادات دولهم من خلال التحويلات المالية السنوية التي قدّرتها دراسة للبنك الأوروبي للإستثمار بـ 21.1 مليار يورو (29.6 مليار دولار أميركي) سنوياً.   (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 17 ديسمبر)

صحفيو تونس يقبلون على العمل بالاصدارات الالكترونية

   

يتزايد عدد الصحفيين الذين يتحولون الى وسائل الاعلام الالكترونية سريعة التطور في تونس من خلال انشاء صحف واذاعات على شبكة الانترنت بتكاليف أقل مع تمتعهم بمساحة أكبر من حرية التعبير والاستقلال المهني وهي شروط يصعب توفرها في المنافذ الاعلامية التقليدية بسبب القواعد الحكومية المشددة والرقابة على وسائل الاعلام. وفي وقت يتراجع فيه الاقبال على قراءة الصحف في أنحاء العالم توفر وسائل الاعلام الالكترونية منبرا أكثر تفاعلا وأرخص للقراء وتجذب صحفيين بأجور رخيصة وتوفر لهم حرية التعبير نظرا لغياب القيود القانونية على البث عبر شبكة الانترنت في تونس. ومن الصعب للغاية الحصول على رخصة لاصدار صحيفة في تونس بيد أن انشاء صحيفة على شبكة الانترنت أسهل مقارنة مع ذلك حيث لا يتطلب الامر سوى ابرام عقد مع الوكالة التونسية للانترنت التي تزود بالخدمة في البلاد ودفع حوالي 500 دينار تونسي /375 دولار/ سنويا. وقال نزار بهلول مدير صحيفة //بيزنيس نيوز// احدى أبرز الصحف الالكترونية التونسية ان الاقبال على قراءة الصحيفة يتزايد. وأضاف //المادة الصحفية موجودة وهذا مش صعب وهناك رد فعل ايجابي جدا من عند القراء وجبنا /أحضرنا/ هلا شيء جديد وهو شيء صاير في أوروبا وأمريكا مجال جديد كامل مجال الصحافة المكتوبة مع الصحافة المرئية والمسموعة واليوم مع الصحافة الالكترونية//. وفي عام 2007 قدرت الوكالة التونسية للانترنت عدد المشتركين في خدمات الانترنت في البلاد بحوالي مليوني شخص. وقال خالد بوميزة مدير صحيفة //افريكان مانجر// الالكترونية ان الصحف الالكترونية تتفوق على الصحف التقليدية. وأضاف //أولا  /هناك/ فراغ قانوني فيما يخص الصحافة الالكترونية وهم صحفيين يحبوا يعملوا صحيفة وبالتالي توجهوا للويب /الانترنت/ ليعملوا صحيفة ثم السبب الثاني هو أن الصحافة الالكترونية يحبوا ينكروا وأخذت شوط عن الصحافة الورقية من حيث لطريقة التي تتكلم بها واللي تكتب بها اللي هي لغاد شوية من الصحافة الورقية باعتبار أعطينا لنفسنا احنا كصحفيين درجة من الحرية والكلام اللي مش موجودة في الصحافة الورقية//. وفي حين أن الرقابة الحكومية على البث عبر الانترنت أخف مقارنة مع الرقابة على وسائل الاعلام التقليدية يقول بعض الصحفيين ان الحكومة لا تغض الطرف كلية عن الاعلام الالكتروني وان هناك حدا لمدى ما يمكن أن تصل اليه حرية التعبير عبر المنافذ الالكترونية. كما ان الصحفيين العاملين لدى اصدارات الكترونية غير معترف بهم رسميا من جانب نقابة الصحفيين التونسيين. وقال بوميزة //أولا نتحدث على حماية الصحافة الالكرتونية هذا الذي يهمني بالذات في الموضوع لانه يولي جانب أن الصحافة الالكترونية معترف به كصحفي حسب مقتضيات قانون الصحافة في تونس//. وتعهدت الحكومة التونسية قبل نحو عامين بوضع قواعد قانونية للبث عبر الانترنت لكن ذلك لم يخرج الى النور بعد.   (المصدر: وكالة رويترزللأنباء بتاريخ 16 ديسمبر 2008)

صحف تونسية تحتفي بمنتظر الزيدي ونقابة الصحفيين تطالب بإطلاق سراحه

   

تونس – خدمة قدس برس   دعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين السلطات العراقية للإفراج فورا عن الصحفي العراقي منتظر الزيدي وحمّلتها المسؤولية الكاملة في الحفاظ على سلامته الجسدية وحرمته المادية والمعنوية. واعتبرت النقابة في بيان حصلت « قدس برس » على نسخة منه أنّ تصرف الزيدي هو تعبير عن مدى رفض العراقيين للاحتلال الأمريكي. وأدانت نقابة الصحافيين ما تعرض له الصحفي العراقي من اعتداء أمام وسائل الإعلام وعلى مرأى رئيس دولة تعتدّ بالديمقراطية كما دعت النقابة كافة المنظمات المهنيّة للصحفيين بالتحرك العاجل من أجل المطالبة بإطلاق سراح الزيدي والحفاظ على حياته، حسب البيان. من جهتها احتفت صحيفة « الشروق » التونسية المعروفة بميوله القومية بالحادثة وخصصت لها كامل صفحاتها الدولية في اليومين الأخيرين وكتبت في صفحتها الأولى « الزيدي أصدر الحكم ونفّذه باسم الأمّة: بالحذاء ثأرا من الأعداء »، « البطل والجلادون ». كما كتبت رئيسة التحرير فاطمة الكراي تحت عنوان « بوش وحذاء منتظر وضمير الأمّة » ما يلي « كان الصحفي العراقي الذي هبّ نحوه أكثر من مائتي محام عراقي وعربي وأجنبي قد وفّى بوش ما يستحق فقام بما قام به نيابة عن ضمير الأمّة بأسرها التي أرادت كلّها وحتى المترددين والمتخاذلين فيها أن ينالها ذاك الشرف: توديع « نيرون » بزوج حذاء.. فهل فهم بوش معنى ما تعرض له؟ » أمّا يومية « الصباح » المستقلة فقد كتبت « حذاء الزبيدي صنع المفاجأة وخلّف تساؤلات » وجاء في افتتاحيتها أمس الثلاثاء (16/12) أنّه « لولا الوسام الذي وشح به صدره الرئيس الأفغاني حامد قرضاي لعاد الرئيس الأمريكي خالي الوفاض من جولة الوداع التي فشل في التكهن بنتائجها مستشاروه ومخططو زياراته وتنقلاته ». وكتب محسن الزغلامي في يومية الصباح ساخرا « يبدو أنّ الرئيس الأمريكي كان محظوظا فعلا إذ لم يكن منتظر الزيدي « كوبويا » أمريكيا، فلو أنّ الصحفي العراقي صاحب الحذاء كان أمريكيا وكان واحدا من رعاة البقر أي من أولئك الذين يجيدون لعبة « الروديو » الأمريكية الشهيرة والمتمثلة في اصطياد البقرة عن بعد بواسطة قطعة حبل طويلة وسميكة يتم رميها من بعيد لتلف عنق الفريسة، هل يا ترى كان سيجرب مثل هذه الطريقة مع الرئيس بوش عوضا عن الحذاء؟ »، على حد تعبيره.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 17 ديسمبر 2008)  


تراجع نموّ إنتاج القطاع الصناعي التونسي بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية

   

تونس, تونس,  16 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — سجّل نموّ الإنتاج في القطاع الصناعي التونسي تراجعاً بسبب الانكماش الاقتصادي في أوروبا الناجم عن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة. وأظهرت بيانات إحصائية نشرها اليوم الثلاثاء المعهد الوطني التونسي للإحصاء (مؤسسة حكومية)، أن نموّ مؤشر الإنتاج الصناعي في تونس استقرّ خلال الأشهر الـ10 الماضية في حدود 3%، ليحقق بذلك 128.8 نقطة. واعتبر المعهد الوطني أن ذلك يؤشر إلى أن نموّ هذا القطاع بدأ يتراجع تدريجياً من 33.5% خلال شهر يناير/كانون الثاني من العام الحالي، إلى 14.6% خلال شهر أغسطس/آب الماضي. وأشار إلى أن تداعيات الإنكماش الإقتصادي الأوروبي الناجمة عن الأزمة المالية العالمية التي أثرت على مبيعات السيارات المصنّعة في أوروبا، بدأت أيضا تنعكس سلباً على قطاع الميكانيك والكهرباء في تونس، إذ أن صناعة السيارات الأوروبية تستخدم قطع غيار ومكوّنات مصنّعة في تونس مثل الأسلاك (cables) وعدد من المواد الكهربائية والميكانيكية الأخرى. وأضاف المعهد الوطني أن هذه التداعيات شملت أيضاً قطاع صناعة النسيج في تونس، إذ تراجعت صادراته إلى 1.4% خلال الأشهر الـ 11 الماضية ، لتبلغ قيمتها 5.63 مليار دينار (4.20 مليار دولار أميركي).   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 16 ديسمبر 2008)

مدونة ضد التطرف : النص التأسيسي

   

بدر السلام الطرابلسي تعرف حركة التدوين التونسية في الوقت الراهن حالة مد ومراكمة تصاعدية على مستوى الصورة والكتابة. وقد أفرزت طفرة التدوينات وكمية المنشور منها منتوجا إعلاميا نوعيا على الرغم من غثها الكثير. كما أن عموم المدونين التونسيين تطرقوا في كتاباتهم إلى شتى المواضيع التي تتناول الشأن العام والساحة الوطنية بالتشريح والتمحيص بما لهتين المفردتين من عمق وأبعاد، كل على طريقته الخاصة وبوسائله المميزة بلا تابوهات ولا حتى رقابة ذاتية كالتي نجدها في الصحف الرسمية أو شبه الرسمية، ومن عازته الجرأة للكلام بطلاقة بصفته الشخصية استنجد بالكنايات والأسماء المستعارة ليوجه سهامه اللاذعة يمينا و يسارا ويساهم مع رفاق النات في بلورة رؤيا مغايرة للواقع اليباب متحديا بصراحته النادرة مقص نسناس الرقابة المعروف بــ »عمار 404″.. وكباقي الزملاء المدونين أنشأت مدونتي الخاصة المسماةمدونة النصر دائما حاولت من خلالها ملامسة الواقع التونسي في جوانبه الاجتماعية و السياسية والتطرق لمواضيع دولية سواء أكان ذلك عن طريق المقالات التي نشرتها على صفحات جريدة « مواطنون » التي كنت أعمل محررا فيها أو كذلك عن طريق النزر القليل من المقالات التي أعدتها لصحف ورقية والكترونية محلية وعربية أو أيضا عن طريق التدوينات التي أنجزتها خصيصا لمدونة مدونة النصر دائما..وها أنا ذا بصدد تأسيس مدونة جديدة اخترت لها اسم « ضد التعصب » لتكون مساهمة جدية من أجل دفع المجهود العقلاني الذي يقوم به أصحاب الأحلام النيرة في أفق مراكمة الفعل الثقافي الواعي لنحت مجتمع جديد نقي من شوائب القبلية والعروشية والجهوية والاسلاموية ..مجتمع يتأسس على العلمانية وينبذ التعصب والتطرف مهما كان مأتاه أو خلفياته..مجتمع ينبني على فكرة الوطنية دون التنكر لثقافته العربية الإسلامية.. إذا سيكون من أهم أهداف وأولويات هذه المدونة هو مناهضة الإيديولوجيات الشوفينية والأفكار المنغلقة والهذيان السياسوي بمختلف تعبيراته الرجعية… لقد آن الأوان لترك قميص عثمان المعمد على شماعات الدين والأمة والقومية و الملة والقبيلة وجميع مرادفات الشوفينية والانغلاق..فالعنتريات المبنية على هذه المفاهيم لم تجلب لشعوبها غير الهزائم والانتكاسات والظلامية .. هذه أهم ملامح مدونة « ضد التعصب » وأهدافها..سأسعى إلى مقاربتها وإياكم .. أتمنى أن ألامس أدنى آفاقها..وأحلم أن يأتي يوم يجتمع فيه البشر على هذه المبادئ التي أعتبرها كونية وقادرة على توحيد الشعوب على مبادئ السلم والعدالة والانعتاق من كل القيود..  


رجل الرأي    
 د. منصف المرزوقي    رحم الله حسيب بن عمّار الذي فارقنا هذه الأيام الكئيبة المشحونة بكل الصراعات . رحل الرجل ولم يرى تحقيق ما ناضل من أجله عقودا عجفاء طويلة.   رحل ولم يرى حرية الرأي هو الذي أخذ نضاله من أجل حقوق الإنسان والشعب منعرجا هاما لما أسس الجريدة الشهيرة التي حملت هذا الاسم . وفي أروقة المقرّ المتواضع للجريدة في شارع يوغسلافيا، كنت تلاقي في نهاية السبعينات وبداية الثمانيات كل الأقلام الواعدة، كل الشخصيات التي ستلعب أدوارا متباينة في مستقبل تونس، وكنت تكاد ترى في قاعات تعبق برائحة الدخان أجنحة الآمال العريضة ترفرف تبشّر بقرب بزوغ فجر الحرية .   وسط هذه المجموعة كان حسيب بن عمار يلعب دور الأب العطوف ،دور الثوري الهادئ، دور الحكم والحكيم…في حين كان الرجل الآخر الذي كان أيضا رمز للرأي أحمد الكرفاعي ، يدير شؤون الجريدة ويعطيها تألقها الذي لم تنجح جريدة تونسية من بعد في مضاهاته.     كانت الرأي نقطة اللقاء ونقطة التجمع ونقطة الإشعاع لكل الديمقراطيين التونسيين لا تفرّق بين ديمقراطيين علمانيين وديمقراطيين إسلاميين، ولم يكن هذا إلا فيض من كل الجديد الذي جاءت وبشّرت به.   كانت الرأي الناطق الرسمي وشبه الوحيد باسم قيم حقوق الإنسان ومنها الحق في الديمقراطية. ولعبت دورا لا مثيل له لإشاعة هذه الأفكار ونجحت في الأمر كما لم تنجح بعدها أي وسيلة إعلامية   الخسارة بل الغلطة الكبرى، بل لحظة الضعف في مسار رجل هادئ وقويّ  لما أغلقت الجريدة المشعل أبوابها وكأن حسيب بن عمار فهم قبل كل الآخرين ، أن المهمة انتهت  لا لأنها اكتملت وإنما لأنها فشلت وقد وصلت سدة الحكم عصابات  لن تحارب خصومها بالوسائل السياسية وإنما بوسائلها هي.   إنه من المحزن أن يناضل شخص طوال عقود من أجل قيم وأهداف لا يرى تحقيقها وإنما يشهد انتصار عكسها.   لاشكّ أن الرجل الكبير مات بحسرته وهو يشاهد عاجزا انحطاط تونس المتسارع وكيف مرّت في ظرف عقدين من الزمن من بلد على باب قوسين أو أدنى من الديمقراطية إلى دولة تحكمها عصابات حق عام دمّرت المجتمع المدني وخرّبت الدولة، وجعلت من المفاهيم والقوانين والقيم مجرد كلمات مهمتها التستر على غياب كل ما تشير إليه.   حسيب بن عمار كان مجرد حلقة من سلسلة . والسلسلة متواصلة رحم الله حسيب بن عمار وشكرا له على ما قدّم وبقية الطريق الشاق الطويل مسؤوليتنا ومسؤولية من سيأتي بعده وبعدنا.   www.cprtunisie.net   
 

رحل حسيب بعد أن «عمّر» البلاد بتجربة «الرأي»
ومنجز الرابطة ومكسب المعهد العربي لحقوق الإنسان…

     

تونس ـ الصباح: شيّعت تونس أمس، الاستاذ حسيب بن عمار، الحقوقي والاعلامي والسياسي البارز، عن سنّ ناهزت الرابعة والثمانين.. ويعدّ بن عمار، الذي تولى مناصب عديدة في الحكم إبان الاستقلال، آخرها وزير الدفاع، أحد أبرز رجالات تونس الوطنيين الذين كرّسوا حياتهم لخدمة البلاد والانتصار لقضايا الحق والعدل والاعلام الحر والمستقل والنزيه..   ويحظى الفقيد، الذي عُـرف بتواضعه الكبير وحسن إدارته لعلاقاته المختلفة، باحترام كبير في جميع الاوساط السياسية والاعلامية والثقافية، وصلب المعارضة كما في الحكم..   واشتهر حسيب بن عمار بتأسيس أول جريدة رأي في تونس، هي صحيفة « الرأي » التي كانت حاضنة للنخب التونسية عندما ضاقت بهم السبل، كما مثلت الصحيفة، مدرسة لعديد الصحفيين وملجأ للحركة السياسية والحقوقية في البلاد، في فترة احتكر فيها الحزب الحاكم (الحزب الاشتراكي الدستوري السابق)، وسائل الاعلام والتعبير..   ومثلت « الرأي »، ثم مجلة « ديمكراسي » (Democratie) الناطقة بالفرنسية، علامة فارقة في تاريخ البلاد، حيث دشّنتا مرحلة جديدة في الاعلام التونسي،  وكانتا بحق المخاض الرئيسي، والعجينة التي تشكلت منها المعارضة التونسية وصحافتها لاحقا..   تولى حسيب بن عمار، مهام عليا عديدة، بداية بالحزب الاشتراكي الدستوري (التجمع الدستوري حاليا)، وصلب الحكومة التونسية بعد الاستقلال مباشرة، كان آخرها وزارة الدفاع الوطني إلى حدود العام 1971، قبل أن يستقيل من مهامه السياسية، ليكون ضمن مجموعة عرفت باسمه (مجموعة حسيب بن عمار)، التي خرجت من الحزب الحاكم، بينها الحبيب بولعراس وأحمد المستيري  وإسماعيل بولحية وغيرهم… لتشكل فيما بعد نواة المعارضة الناشئة، التي سيجتمع معظمها ضمن مولود جديد هو « حركة الديمقراطيين الاشتراكيين »، بزعامة السيد أحمد المستيري..   كانت « الرأي »، الحلقة المهمة في حياته ومسيرته، أعطاها من جهده وعرقه وماله وخبرته الطويلة، حتى جعل منها أحد أبرز المنابر الاعلامية في تونس والوطن العربي على حدّ السواء، حيث لعبت دورا مهما في تسويق ما كان ممنوعا ومحرّما من أخبار ومعلومات وتحاليل وأفكار ومقاربات فكرية وسياسية ونقابية واجتماعية.. بما جعلها صحيفة شاهدة على فترة مهمة من التاريخ التونسي الحديث والمعاصر..   شخصيا كان لي شرف الكتابة في هذه الصحيفة / الرمز منتصف الثمانينات في بداية خطواتي الصحفية، وعندما كنت أقابله بعد أن اشتدّ عودي وتمرست في العمل الصحفي، كان يقول لي مازحا « لا أذكر ملامحك وقتئذ ومكن أسلوبك قريبا من أسلوب (الرأي)، فلا يمكن أن تكون إلا تلميذا سابقا في مدرستها ».. كان لتلك الكلمات رنين خاص في أذني منذ تلك الفترة، ولم تزدني السنوات الاولى لانشاء المعهد العربي لحقوق الانسان، والتي كنت خلالها قريبا من الاستاذ حسيب بن عمار، بحكم متابعاتي لانشطة المعهد، سوى إصرارا على أن أكون تلميذا للرأي، بل وتلميذا ناجحا..   ساهم المرحوم حسيب بن عمار، بشكل كبير في تأسيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان العام 1977، ولعب الرجل دورا مهما في تقوية عودها، عبر توظيف علاقاته الاقليمية والدولية للتعريف بها، وحمايتها من الضربات التي كانت تستهدفها من قبل بعض أجنحة الحكم السابق بين الفينة والاخرى..   وفي وقت لاحق، أيقن بن عمار، أن تطوير مناخ حقوق الانسان، يحتاج إلى مؤسسة أكبر من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، لذلك حزم أمره وبادر بتأسيس « المعهد العربي لحقوق الانسان » بتونس، حيث ترأسه في مرحلة أولى، ثم تابع تطوراته أولا بأول، وكان دائم المتابعة لفعالياته، من خلال حضوره المنتظم، بل إن الرجل كان مصرا على الحضور حتى وهو متعب صحيا.. وأثمرت جهوده الحصول على « جائزة الامم المتحدة في ميدان حقوق الانسان »، التي حاز عليها سنة 1993.   وإذا جاز للمرء أن يختزل في كلمة حياة المرحوم حسيب بن عمار (على اعتبار أن حياة الرجال العظام لا يمكن اختزالها في بضع كلمات)، يمكنني القول أن حياة الرجل تميّزت بعلامتين بارزتين هما: جعل الاعلام المستقل والتعددي واقعا معيشا في البلاد، وخلق حالة حقوقية جديدة في تونس قوامها الرابطة والمعهد العربي، وحسبه هذا المنجز الذي مثّل علامة بارزة في تاريخ البلاد ومستقبلها..   رحم الله الفقيد رحمة واسعة.. وجعل مسيرته نبراسا للاجيال القادمة التي تبدو بحاجة إلى رمز من هذا النوع..   صالح عطية   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 ديسمبر 2008)   

حسيب بن عمار.. و”الرأي”

   

يكتبه: كمال بن يونس   ودعت تونس أمس الاعلامي والحقوقي والمناضل الديمقراطي والوزير حسيب بن عمار.. الذي ستخلده مساهماته في خدمة بلده وشعبه.. وبصفة أخص مساهماته المتميزة في دعم حرية الاعلام والحريات العامة والفردية.. من خلال جريدة الرأي طوال عشرية كاملة.. بالاضافة إلى مساهمات مجلة الديمقراطية « ديمكراسي » (Démocratie) الناطقة بالفرنسية.    عرفت حسيب بن عمار مثل نسبة كبيرة من الشباب الطالبي والمثقفين في الثمانينات في مقر جريدة الرأي بنهج يوغسلافيا.. وشرفني ورئيس تحرير الصحيفة وقتها الزميل أبوبكر الصغير بفتح صفحاتها لقلمي.. مما مهد لتفرغي لاحقا للعمل الصحفي.. ثم عرفته في المعهد العربي لحقوق الانسان بعد مبادرة تاسيسه من قبل رئيس الدولة زين العابدين بن علي..   عرفت مثل مئات من المثقفين والاعلاميين والحقوقيين حسيب بن عمار بدعواته الى الاعتدال والوسطية.. ومعارضته لكل اشكال الاقصاء.. مما جعل من صحيفة « الراي » مدرسة فريدة صحفية مميزة.. ساهمت في توسيع هامش الحريات وفي ترفيع مستوى الاعلام والاعلاميين والحوار الثقافي والسياسي في تونس في الثمانينات.. ثم أسس عدد من المنشقين عنها والمختلفين مع ادراتها صحفا مستقلة ومعارضة عديدة باللغتين العربية والفرنسية تابعت الرسالة من زوايا مختلفة.. بل إن نسبة كبيرة من ابرز السياسيين في عهد التغيير والاعلاميين البارزين في الصحف اليومية ووسائل الاعلام الوطنية مروا يوما بـ »الراي »..   وسيذكر الجميع عن حسيب بن عمار مثاليته في الدفاع عن حق التعبير لكل العائلات الفكرية والسياسية.. وفي تغطية كل الاحداث بما فيها تلك التي كان خصومه النقابيون والسياسيون طرفا فيها..   وسيذكرون في نفس الوقت تميز الحقوقي والاعلامي والسياسي حسيب بن عمار وكتاباته بالحزم في معارضة التغيير عن طريق العنف والتطرف والارهاب والاستقواء بالخارج.. وهو ما عرضه ـ وصحيفة الرأي ـ في مراحل عديدة الى انتقادات حادة من قبل ممثلي عدة فصائل طلابية ونقابية وسياسية وحزبية قانونية وغير قانونية.   حسيب بن عمار مناضل وطني بدأ مبكرا الكفاح السياسي عندما انخرط منذ شبابه في الحركة الوطنية في الثلاثينات.. وقام في منتصف الاربعينات بتأسيس منظمة الهلال السرية صحبة ثلة من المناضلين بينهم أحمد بن صالح والطيب المهيري.. ثم برهن بصيغ عديدة عن ايمانه باهمية المجتمع المدني عندما ساهم في تاسيس جمعية صيانة مدينة تونس في 1967 وتولى رئاستها إلى 1969 كما كان له نشاط في غرفة تونس للصناعة والتجارة وفي جمعية النادي الافريقي..  قبل أن يلعب مع مئات الحقوقيين دورا في تاسيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان في 1977.   مات حسيب بن عمار الانسان..   لكن مجلدات « الرأي » ستظل خالدة..   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 ديسمبر 2008)  

تسييس اللغة    
عبدالسلام المسدّي (*)   إن الأحداث التاريخية الكبرى تفقد اللغة كثيراً من طاقاتها، لأنها تقلص من هوامش الحركة لديها، ولا غرابة أنها تسلبها بعضاً من إرادتها المعهودة فتحوّل متونها إلى ضفاف من الحواشي. فمع انطلاق التاريخ السياسي الجديد في مطالع الألفية الثالثة انحشرت اللغة الإنسانية في أزقة الاختيار الأليم، إذ لم يعد لابن آدم -وهو يستخدم الكلام- ما كان له من فضاء تجهيز المقاصد: إن فاه اللسان تحددت المسؤولية. فحين كانت تحدث الواقعة على أرض فلسطين أو أرض العراق أو جبال الشيشان أو مرتفعات أفغانستان تتحول اللغة آليّاً إلى معسكر من معسكرات المواجهة، فإذا هي على محك الامتحان: كيف تقول الأشياء؟ كيف تسمّي أطراف الحدث؟ بأي لفظ تصف الموصوف؟ إذا تحدث المتحدث عمن فعلوا الفعل فسماهم بالمقاومين كان في اللفظ الذي يستعمله ما يدل على أنه أخذ في اعتباره أنهم أناس يتحركون على أرضهم، وأن أرضهم تلك قد اغتصبها الغازون وجاءوها متسلطين ظالمين، وأن ما يأتونه إن هو إلا دفاع عن النفس مشروع. فإن تركنا لفظ المقاومين وآثرنا عليه لفظاً آخر فنعتنا ما يفعلونه بأنه عملية انتحاريّة، اتخذنا عندئذ موقعاً آخر في دائرة الانخراط الدلالي، وهو أنهم مجرمون تحولوا بفعل اليأس إلى دعاة للهدم، يبدؤون بإعدام أنفسهم، وهذا هو المصطلح الذي يتماهى إلى حد كبير مع اللفظ الذي يشيع في اللغات الأجنبية من باب الدخيل ذي الجذور اللغوية القصية وهو لفظ الكاميكاز.. إنها كلمة يابانية ظهرت في أواخر الحرب العالمية الثانية (1944-1945) صاغها أهلها عانين بها الطائرة التي يتطوع لقيادتها طيار ليقذف بها وبنفسه وبكل حمولتها من المتفجرات على جبهة العدو الأميركي، ولاسيما بوارجه العسكرية، ثمّ أصبح اللفظ دالاًّ على الطيار الذي يقودها، وتلك التسمية كانت محملة بشحنة فائضة من العزة والشرف لأن العملية تجسم الفداء المطلق. يظل لفظ الكاميكاز دخيلا هجينا وإن الفرق واضح بينه وبين لفظ الانتحار، فلفظ الانتحار يدير الدلالة على إنهاء الذات لوجودها ولفظ الكاميكاز يعطيها بعداً آخر يتجاوزها لأنه يمعن في التضحية والفداء. وهنا يتجلى لنا خطر تسييس ألفاظ اللغة وفجيعة التغافل عنه. فمن المعلوم بالضرورة أن الإرث المعنوي في الثقافة العربية الإسلامية لا يتقبل فكرة الانتحار بذاك المعنى الذي هو إنهاء لحياة الذات رفضاً لما جادت به الحياة، والسند في ذلك أخلاقي وروحي، ويكفي أن حكم من قتل نفسه كحكم من قتل غيره، فليس من الشرف ولا من الفضيلة أن يقتل الإنسان نفسَه إذ يأتي بفعلته جرماً جَللا. هنا يفد علينا البديل الثالث ضمن بدائل التسمية: أن نتحدث عمن ينجز العملية العسكرية في ساحة الوغى بلفظ الاستشهادي، عندئذ نكون قد غيرنا موقعنا داخل سياج الدلالة، فاللفظ مبتكر حديثاً ينطلق اشتقاقه من كلمتين شائعتين في الموروث وفي خطاب المثاقفة المتجددة: الشهادة والشهيد. وتتحدث الأخبار التي روت لنا تفاصيل الغزوات والفتوحات أن بعضهم كان يتهيأ على جواده لينزل في لحظة عسيرة يكاد الموت فيها يكون يقيناً، وكان يستأذن في النزول قائد الجيش مبرراً عزمه قائلاً: «إني أطلب الشهادة» وإذا باللغة المعاصرة تختصر الجملة بأكملها بصيغة من صيغ الفعل الاشتقاقية، تلك التي تدل على طلب الشيء، فقيل «استشهادي» على معنى: «طالب الشهادة». وتحدد الفارق بين الدلالتين: قبل لحظة الموت يُطلق عليه اسم الاستشهادي وبعدها اسم الشهيد. أفلا نرى كيف يقحمنا اللفظ الذي نختار في صميم الالتزامات السياسية، من خلال مبدأ تسييس اللغة. وثمة بديل رابع وضعه أهله لأنهم على خبرة مكينة بآليات التداول اللغوي وأثرها في إعادة تشكيل الحقائق السياسية بتدبير عتيد. فقد يعن للمتكلم أن يتحدث عمن يقوم بالعملية العسكرية على أرض فلسطين السليبة، أو أرض العراق المحتلة، أو أرض الشيشان المأسورة، أو أرض أفغانستان المغتصبة، مستعملا نعت الإرهابي، تماماً كما كان الفرنسيون ينعتون أبناء الشعب الجزائري وهو يخوض حرب تحرير وطنه، قبل أن يجلسوا أمام قياداته في مدينة آيفيان العام 1962. والذي -من المتكلمين- يتوسل بهذا اللفظ يكون قد أبصم كليّاً على حقيقة افتراضية، خلاصتها أن الإرهابيين أناس يحبون قتل الآخرين حبا في القتل إلى درجة العشق والهيام، وأنهم بذلك أعداء للإنسانية جمعاً بحكم أنهم أعداء للحياة، وأن القضاء عليهم هو الواجب المقدس الأسمى الذي تثيب عليه الأرض والسماء. إننا بهذا الذي نقول لا نروم حثا ولا تحريضا، لا نبتغي فيما نقول أي استنفار. فنحن نقرر واقعاً يموج به الخطاب السائد بصرف النظر عن الدواعي الحافزة أو الدواعي المضادة. فالهمّ لغويّ صرف، والقلق حيال توالج سلطة اللغة وسلطة السياسة فكري خالص. وقد يكفي -لإثبات أمانة الوصف والتحليل- أن نستعصر مما سلف حقيقتين على منوال المعادلة الرياضية الصارمة: 1 – إن الواقع السياسي الجديد قد سلب من الإنسان حرية التعامل مع اللغة، إذ لم يبق له فيها هامش إذا توسل به ضمن لنفسه الحياد حيال الحدث وتحلّى خطابه بالموضوعية التامة. ولننظر من خلال مثالنا إلى أي واحد من الاحتمالات الأربعة وما ينجر عنه من تبعات سياسية صريحة: المقاومون – الانتحاريون – الاستشهاديون – الإرهابيون. 2 – إن غزارة الإعلام والتسابق إلى الخبر وصفقات الارتباط بوكالات الأنباء العملاقة.. كل ذلك قد خلق وضعاً على غاية من التعقيد في مسؤولية النقل والترجمة وفي أمانة التطابق الدلالي مع ما يشوب ذلك من ارتباك أقصى يفضح تمزق الذات بين تبني الخطاب الوافد وإعادة صياغته وفقاً لأخلاقيات الانتماء. ولا يكاد يمر يوم على الراصد للأخبار من خلال الفضائيات العربية جميعها دون أن ينجرح وعيه اللغوي انجراحاً قاسياً، ولا نعني –هنا- انجراحَ الاختيارات المضمنة، وإنما نعني فقط ما تفضحه اللغة من غفلة كاملة عن آليات التضمين وأدوات التوظيف، بحيث ينكشف أن الإعلام العربي ضحية الغفلة أكثر مما هو ضحية الاختيارات والرؤى   (*) كاتب ووزير سابق من تونس   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 ديسمبر 2008)   

العروي من التاريخانية إلى اكتشاف الواقع المجتمعي الإسلامي

   

توفيق المديني في تحليله للنزعة التاريخانية يقول المفكر المغربي عبد الله العروي في  كتابه عن « الايديولوجيا العربية المعاصرة »:إن المعتقد الديني يرتبط كليا  بكلمات- القرآن و الحديث ورواية التاريخ… و يضيف :لقد كان الإسلام  دائما إسلاما مجدداً..الإسلام الحنبلي يركز على شخص النبي- و من هنا منشأ الأهمية التي يوليها ابن حنبل لأقوال النبي و أعماله ، وشخص النبي يجسد في آن واحد الرسالة الإلهية ، ويجسد مثالاً إنسانياً، بضمن العلاقات بين الإنسان  والله. و هكذا،فالحنبلية هي رؤية للعالم و إشكالية و لغة لا تعدو للماضي و لا للمستقبل، إذ إن الإسلام ، كمعتقد، لا يرسم استمرارية تاريخية و احدة فقط. التاريخانية  التي شكلت المكون  الفلسفي الأساسي في فكر عبد الله العروي منذ عقود ثلاثة مضت ، و أصبحت جزءا من الثقافة العربية المعاصرة، التي استوعبتها، بعد أن أدت دورها في تحليل الواقع العربي وفق رؤية منهجية مختلفة عن ماهو سائد،تنطحت بأطروحاتها الفكرية لمعالجة قضايا أقلقت الوعي العربي المعاصر: الاستشراق، الاستعمار، التأخر التاريخي، الثورة في العالم الثالث، الايديولوجيا العربية، الخصوصية الثقافية في العالم العربي. لقد اجتهد العروي معرفيا و فكريا، ساعده في ذلك انفتاحه الكبير على الفكر الفلسفي العالمي ، و على المناهج الفكرية السائدة في العالم الغربي طيلة عقدي الخمسينات و الستينيات من القرن الماضي، و قدم أطروحات في علم التاريخ ، أطروحات تنظيرية تسد حاجات داخلية في العالم العربي، شكلت خطابا فكريا بنيويا متماسكا في الفكر العربي  المتفلسف. التاريخانية أثارت الكثير من الجدل ، من القبول و الرفض، في العالم العربي، و في ذينك دليل على حيوتها، و لا سيما حين تنطلق من لحظة في زمان و مكان محدد لتعانق العالمي. و لعلها بالغت هنا في استدعاء الآخر، أو الليبرالي الأوروبي، و لا سيما الماركسي حيث عُبت حتى الإفراط و بحيث، كانت  تُغفل الحدود، و الخصوصي، و الممكن  قبوله في الفكرالعربي  العريق في الحضارة، و في الفعل الفلسفي على حدقول الدكتور علي زبعور في معرض تقده للتاريخانية. في كتابه الجديد:/ »الإصلاح و السنة » الصادر عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء،يعترف  المفكر المغربي الكبير لسائلته الأميركية محدودية المنهجية التاريخانية ، أو الفلسفة النقدية في التاريخ ، التي أثارت الكثير من الرفض و الحوار، بسبب كلام العروي نفسه  في مقدمته : » كيف يمكن للفكر العربي أن يستوعب مكتسبات الليبرالية قبل ( ومن دون) أن يعيش مرحلة ليبرالية »، و هو ما يعكس لنا الانبهار الكبير من جانب العروي بالمركزية الثقافية الأوروبية ـ و بالعقلانية النرجسية الغربية و الاستعلائية و اللاتاريخية. فيقول العروي: »لا أرى نفسي فيلسوفا- من يستطيع أن يقول إنه فيلسوف؟- و لا أرى نفسي متكلما و لا حتى مؤرخا همّه الوحيد استحضار الواقعة كما وقعت في زمن معين و مكان محدد.لم أرفع أبدا راية الفلسفة و لا الدين و لا التاريخ، بل رفعت راية التاريخانية في وقت لم يعد أحد يقبل  إضافة اسمه إلى هذه المدرسة الفكرية لكثرة ما فندت و سفهت.لماذا؟فعلت ذلك بدافع الواقعية والقناعة . و أعني بالقناعة الكفاف.و لم أتوصل إلى موقفي دفعة واحدة، بل مررت بمراحل عدة. كنت أميل إلى التجريد فلم أنفلت منه إلا بمعانقة التاريخ، عندما قررت ، في لحظة ماء، الاندماج الكلي في المجموعة البشرية التي انتمي إليها و أن أربط نهائيا مآلي بمآلها. الخروج  من الدائرة الخاصة، التعالي، عن أنانية الشباب، يعني اكتشاف الواقع المجتمعي الذي لا يدرك حقاإلا في منظور التاريخ. مرّ علي وقت طويل قبل أن أفهم أن مايحرك المجتمع ليس الحق بقدر ماهو المنفعة »(ص6.( و يضيف العروي قائلا: »هذا بالنسبةللمجتمع. وماعداه؟ خارج حيز المجتمع  كل شيء جائز،الأناحرّ كطليق.لا أحد مجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه أن يتكلم بلسانه( المجتمع) ،أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه »(ص7. ( إنه اعتراف بأن التاريخانية  العربية التي يعتبر العروي أبرز منظريها ، عليها إذا أرادت أن تخاطب الفكر العربي، و أن تنطق باسمه أو تحمل فعله الفلسفي، أن ترتبط بالمجتمع العربي الذي يحتل فيه الإسلام العربي مكانا مركزيا في سيرورته التاريخية، منذ الفتوحات  الإسلامية و مارافقها من عملية تعريب للأقطار الجديدة التي دخلت  الإسلام . فالعامل الديني  المعبر عنه في الإسلام كان  الأساس في تكون المجال العربي و انصهاره.فالإسلام العربي، و لا سيما السني منه ، ظل يحتل مركز الثقل في العالمين العربي و الإسلامي، بوصفه المجال المقدس الأساسي للمسلمين جميعا،نظرا لالتزام كل مسلم  برموزه الرئيسة في تعبده: كالصلاة، و الصوم ، و الحج  ، و الكعبة ، وقبر الرسول، و القبلةالخ. كتاب العروي الجديد هو عبارة عن سجال في قالب تراسل  بواسطة شبكة الأنترنت مع سيدة أميركية مطلقة من رجل شرقي ، من دون أن يذكر  اسمها، و إنما يعرفها بأنها متخصصة في البيولوجيا البحرية، ولها ولد يقارب التاسعة، ووالدتها سيدة أجنبية. ويقدم لنا العروي إشارة عن اللقاء الأول حين يقول: « تقولين إنك استمعت إلي مرة وأنا أحاضر في إحدى مؤسسات الشاطئ الشرقي من الولايات المتحدة الأميركية. تذكرت اسمي وبحثت عنه في الشبكة العنكبوتية، فعثرت على عنواني وقررت مراسلتي « ( من بداية الفصل الأول المعنون السائلة: السيدة الأميركية  و المسؤول: الدكتور عبد الله العروي.( يقدم الكتاب إذن من خلال أسلوب التراسل، على شكل جواب على تساؤلات هذه السيدة الأميركية، وهي تساؤلات تتناول صورة الإسلام. وكيف يقدم نفسه، وكيف ينظر إلى الأديان الأخرى، لاسيما وأن السيدة مسلمة، بحكم الانتماء، وتعيش في محيط تتعدد فيه الأديان. لم يحدثنا العروي عن مآل الحوار بينه وبين هذه السيدة لأننا لا نسمع لها صوتا في الكتاب، ولا يكاد المؤلف يذكرها أو يشير إليها إلا في المقدمة التأطيرية وعدا ذلك في ثلاث، أو أربع مناسبات على وجه الدقة، وهي في كل الحالات المعدودة امرأة صامتة متلقية سلبية « جاهلة » أو « جاهلية »، لما يقوله العروي، وحين تقوى عليها المسائل والمشكلات المعرفية، التي شغلت كل تاريخ الفكر العربي الإسلامي، يدعوها العروي إلى قراءة القرآن والتدبر فيه، فهو وحده الحافل بالإجابات عن كل الأسئلة المضمرة أوالمستعصية. يكتب العروي: « نصحتك، مراسلتي الكريمة، بأن تهمي بقراءة كتابنا العزيز. لكنني لن أنتظر أن أعرف وقعه في نفسك لأطلعك على وقعه في نفسي أنا، مع الذكر أن كل « اعتراف » أو « عقيدة »، تتكلم عن الآخرين أكثر مما تتكلم عن القائل نفسه ، بل تختزل الزمن وترد على الأجداد »).ص11 من الفصل الأول.( في المقدمة أيضا، يحدث العروي سائلته عن حقيقة وهم الحوارات، التي تجري تحت يافطة حوار الحضارات ويرى أنها مجرد دعاوى لا أساس لها من الصحة، من خلال واقعة حقيقية جرت معه، عندما اقترح أحد أصدقاء المفكر اسمه على مؤسسة أميركية مهمتها ترسيخ السلم بين الشعوب وتشجيع تفاهم الثقافات، وتملك في جبال الألب الإيطالية قصرا فسيحا تستضيف فيه على مدى السنة وبالتناوب باحثين من مختلف الجنسيات والتخصصات، موفرة كل ما يحتاجون إليه خلال فترة البحث، ومتيحة لهم جميع الوسائل، مؤمنة لهم كل أسباب الراحة. وكانت فكرة العروي أن يذهب إلى هناك، وأن ينفرد خلال ستة أشهر، وهي المدة، التي تمنحها المؤسسة الأميركية للباحثين، مرفوقا بكتاب واحد هو القرآن الكريم، مستغنيا عن كل الوسائط من شراح ومفسرين ومؤولين، وذلك كما يقول العروي: « حتى أعرف بالضبط ماذا يبعث ذلك الكتاب في نفسي أنا، في وضعيتي الحالية، في سني الحالية، بثقافتي والتجربة، التي مررت بها ». ورفضت المؤسسة الأميركية، اقتراح العروي، لأن الأمر كان يتعلق بكتاب له حساسية خاصة عند الغرب، وهذا الكتاب هو القرآن الكريم، وهو الأمر، الذي يبين انغلاق الفكر الغربي وفساد أطروحاته المتعلقة بكل أشكال الحوارات، التي يدعو إليها. وفي سياق حديثه إلى « سيدته الكريمة » كما يصفها العروي، يحثها على القيام بالتجربة، التي منع هو من القيام بها، لا لسبب، ولكن لأنها العربية الأصل، التي حافظت على جذور والدها رغم من أن والدتها أجنبية، وورثت هذه الجذور لابنها. إن النصح بقراءة القرآن، حتى وإن كان الأمر بلغات أخرى غير اللسان العربي المبين، هو طريق في نظر العروي إلى الطمأنينة، وإلى اكتشاف العالم الروحاني والفيض الرباني. ولامرأة عالمة مثل »سيدته الكريمة » التي تقضي أكثر من نصف السنة على ظهر سفينة مختبر تجري فحوصا وتجارب دقيقة في عمق المحيط الهادي، ستكون قراءة القرآن ذات معنى خاص بالنسبة لمن يجد نفسه على طوف ماء في حيرة من الأمر، مهددا دوما بأسئلة الوجود الكبرى. بعد هذا التقديم، الذي يضع الإطار العام للكتاب، يدخل العروي مباشرة في مناقشة القضايا الخلافية، متناسيا « سيدته »، تلك القضايا، التي شكلت محاور الفكر العربي الإسلامي وفلسفته منذ بداية الرسالة المحمدية وإلى الآن. وهي مسائل حديثة قديمة، مطروحة في كل زمان ومكان، ليكون الإطار الجامع للكتاب هو عنوان الغلاف « السنة والإصلاح » إذ يبدو الكتاب جملة وتفصيلا خارج المشروع الفكري للعروي،حسب ماجاء في مقال تأملات العروي في القضايا الأساسية للفكر العربي الإسلامي المنشور في جريدة المغربية بتاريخ 21/7/2008. العصر الهلستيني يغوص  الدكتور عبد الله العروي في أعماق تاريخ الفلسفة اليونانية  ،و لا سيما في العصر الهلستيني الذي يقدره بنحو ألف سنة ، إذ يبتدأ تقريبا من فتوحات الإسكندرالمقدوني(بداية القرن الرابع  قبل الميلاد) وينتهي مع  ظهورالإسلام في القرن السادس بعد الميلاد.  و ارتبطت الفلسفة تاريخيا بذلك العصرفمن يتفلسف اليوم ، بالمعنى التقليدي، »يتهلسن » بالضرورة. يقول العروي: » تاريخيانشأت الميتافيزيقيا في حضن تالميثولوجيا فلم تتنكر لها ولم تنفصل عنها،كما أن الثيولوجيا تولدت عن الميتافيزيقيا فلم تنفصل لا عنها و لا عن الميثولوجيا، كما أن العلم الموضوعي انبثق عن السوابق الثلاث المذكورة و لم يقطع أبدا الصلة بها رغم طرقه مسالك جديدة و حصوله على مكاسب متزايدة باهرة . لا يصح  النسق الكونتي إلا على المستوى العقائدي، أي السياسي في النهاية. و لا يستبعد أن يكون هذا كا ما سعى إليه صاحبه. نعيش  اليوم عهدا هلستينياً جديداً حيث تختلط المناهج الأربعة: الميثولوجيا، الميتافيزيقا، الثيولوجيا،العلم الموضوعي. نراها تتجاور في كل مجال، بل تتداخل و تتلاقح. اليوم كما حصل أمس، تبلغ الفلسفة المنتهى، فتكتمل و تفنى. تتخلل كل حقل معرفي، الكونيات والإلاهيات، الطبيعيات و الرياضيات، الفن و الرمز، الوعي و الحلم، قوانين المجتمع و سلوك الفرد. وكلما اندست في علم ضاعت فيه ». في نظر العروي الفيلسوف المعاصر، لا يختلف عن سابقه الهلستيني، بوصفه وسيطا، واصلا، و ناقلا، و مؤولاً.الفيلسوف في عالمنا المعاصر كف عن الوعد بمرحلة لاحقة تاتي بعد مرحلة الهدم للبنية الفكرية السابقة.و يقول العروي: »آخر محاولات التركيب  جاءت على يد الماركسيين و ت ثمينه  مهيبة،و على يد الفرويديين و كانت تافهة بخيسة. فقامت علة أنقاضهما الفلسفة التحليلية مسلحة بمكاسب الرياضيات العليا و اكتسحت كراسي أشهر جامعات الدنيا »(ص19.(  الفيلسوف في العالم الحديث يحاول أن يتخطى ديالكتيكيا  أنانية الفيلسوف في العصر الهلسنتيني أي الأولاني ، و المتكلم الجريء. وعن الفيلسوف، وهي الصفة التي ينفي العروي أن يكونها، يقول: « الفيلسوف فيلسوف لا بفكره أو موقفه أو أسلوبه فقط، بل بالمجتمع الذي يحيط به والزمن الذي يعيش فيه. والأمر صحيح بالنسبة إلى المتكلم، بينهما أكثر من تماثل إذ أن دورهما واحد »(ص30). و عن العلم يقول العروي: » « وماذا عن العلم؟ هناك علم العلميين وهناك علم الهواة المتطفلين. ما أكثر من يحاضر عن العلم دون أن يمارسه فينسب إليه وحدة في المنهج وفي الهدف لا يقرهم عليها أصحاب الشأن »(ص29).. أما بصدد العلم فيقول: وكان أن انتهى العروي إلى الحل: الإفادة من الفريقين والتمتع بهما دون الانحياز لا لهذا الفريق ولا لذاك، يقول: « هذا ما رسب في خاطري منذ أن بدأت أطالع كتب الفريقين.تمتعت بالجميع وأفدت من الجميع دون أن أنحاز لأي واحد منهم، مشددا على المسائل والأدلة، متغافلا عن النتائج والخلاصات »(ص31). ولأن العلم التجريبي أو العلم الحديث لم يحقق أمل الإنسانية، أو أن ذلك حدث في حدود ضيقة، كما يؤكد على ذلك العروي، فإن هذا العجز النسبي للعلم « يبقي على وجود الفلسفة، ينعش الثيولوجيا ويحيي الميثولوجيا بواسطة الفن والشعر »(ص34). العرب و الدور الريادي للإسلام في الفصل السادس يتعرض العروي لموضوع ظهور الإسلام ، فيقول : »لانجد للعرب حضورا في المجال اليوناني الكلاسيكي هذا صحيح ، لكن للفرس حضور و كذلك للساميين الغربيين. و للشعبين معا علاقات وثيقة وموثقة بالعرب، بمن نسميهم نحن العرب، إذا كانوا المخاطبين بالرسالة ». لقد كان للعرب حضور في « العهد القديم أي في تاريخ العبرانيين »، وأضحى حضورهم أقوى في عهد الامبراطورية الرومانية، و لا سيما عندما انتقل إلى الشرق مركزالثقل فيها.فرسالة  الإسلام جاءت في محيط تاريخي ، يسميه العروي، بالعهد  الهلستيني ، الذي تتداخل فيه الثقافات.  و في نظر العروي تظل  الثقافة الهلستينية هي خاتمة  ذلم العالم المجهوا  أي ما سبق العهد الهلستيني : » خلاصة بديهية، و مع ذلك يتجاهلها من يصر على ربط العلم  الحديث  بالمادية(الدهرية) اليونانية، وكذا من يرى في انتشار الثقافة اليونانية في أعقاب حملة اسكندر فوز الغرب على الشرق. أيام إسكندر، وأيام يوليوس قيصر، خضع الشرق للغرب عسكريا وسياسيا، لكنه ساد عليه ذهنيا روحيا »(ص49). هذا هو الشرق الكبير، المعدي، اللافح بناره التي لا تخبو، نار الروح المسافرة الحيرانة من أعماق الجزيرة العربية إلى تخوم القارة الهندية. وفي النهاية، فإن ما يحل كل الإشكالات المحيطة بالإنسان هو العلم الموضوعي: « فائدة العلم الموضوعي هي أنه يحل ما تعقده ذاكرتنا، يفكك ما تركبه، يذكرنا بالموازين والمقادير الصحيحة. فيمدد ما عملنا على اختزاله جيلا بعد جيل. يعيد كل شيء إلى موضعه: التاريخ المروي ضمن التاريخ الدارس المنسي، التاريخ البشري ضمن تاريخ الحياة، التاريخ ضمن الأنثربولوجيا، الأنثربولوجيا ضمن النورولوجيا. بذلك تنكشف لعبة الفكر ».       و عند ظهور الإسلام، إذن كان الشرق ، في حلبة المتوسط،قد حسم لصالحه المنافسة الروحية بينه و بين الغرب، حسب الاستقطاب الذي اخترعه اليونانيون لأغراض تعبوية وطنية منذ كانت هيرودوت. انتهى الغرب المفترض بالذوبان في الشرق الأزلي. يقول العروي : »و على العموم نسجل في الثقافة الهلستينية، في جوانبها السياسية و الاجتماعية، و الفكرية و الفنية ميلا واضحا نحو الشرق، انجذابا متزايدا  نحو موطن الثروة و الذوق و الحذق و البراعة. فوق كل هذا، و ربما بسببه، موطن التناسق و التناغم،التبسيط و التيسير. في الشرق لايسهل الانتقال من التعدد إلى الوحدة، من التناثر إلى الانتظام، من التنوع و الاختلاف إلى التماثل و الائتلاف، من فوضى الغوغاء أو تناحر الأشراف إلى الانقياد لإرادة الفرد المتسلط »(ص93.(  ـ من المعروف تاريخياً أن ثورة العرب الإسلامية انطلقت من فكرة التوحيد، أي وحدانية الله «هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام» (59 الحشر الآية 23)، «وإلهكم إله واحد»، «الله لا إله إلا هو الحي القيوم» (البقرة 163، 255) «هو الله الذي لا إله هو عالم الغيب والشهادة، هو الرحمن الرحيم» (الحشر 22.( هذه السيادة العليا والمتعالية للكلي المطلق، هي التي تبرز وتشرع الممارسة السياسية والاجتماعية والثقافية للنبي محمد، وبالتالي لسلطته السياسية ولخلفائه من بعده. وليست ثورة العرب هذه التي قادها النبي محمد، والقائمة في رؤيتها للعالم، وفي مثالها على الإسلام من حيث هو في جوهره وحي متجسد في كتاب الإسلام الأول والوحيد القرآن، هذا الكتاب الذي هو المصدر الذي يتضمن كل الآيات القرآنية، والذي خلع لباس التعالي على هذه السيرورة الثورية في الواقع المعاش بتاريخيته وتجريبيته ونسبيته في الجزيرة العربية، عن طريق ربطها بالكلي المطلق الأعلى الله، هذه الثورة ليست سوى ذلك التحول والصعود لقوى تاريخية جيدة منظمة، الذي أسس وعياً إسلامياً في حال انبثاق عن روح العالم والتاريخ، ورسخ بدوره نوعاً من النظرة للوجود، والرؤية للعالم. كما أن هذه الثورة مثلت الاستجابة التاريخية الضرورية لحاجة العرب في شبه الجزيرة من أجل مواجهة الأخطار التي كانت محدقة بهم خصوصاً بعد انقطاع التجارة الهندية بسبب تغيير الطريق التجاري الأوروبي ـ الآسيوي، والغزوات الفارسية القادمة من الشمال والتي كانت تهدد مكة، وكذلك التهديدات التي كانت تمارسها الحبشة على سكان الجزيرة، والأزمات التي كانت تعصف بالمجتمع العربي القبلي الجاهلي. لقد جاء الإسلام وثورته الاجتماعية والثقافية بفكرة الإله الواحد، من حيث هو ذات أو مفهوم ينطوي على سائر الأفكار والرؤى والحدوس والمثل العليا التي تحتوي على قيم مطلقة أبدية لا تحل في الزمان، والتي تعتمد في حقيقتها وصدقيتها على تماسك المعنى المقدم من قبل الخطاب القرآني، وقام بثورته على أيديولوجية الطبقة الاجتماعية المسيطرة المتمثلة بسادة مكة القريشيين، التي تتخذ من شكل وعيها الديني ”الوثني والمحافظ على حسية الرموز الدينية وعلى الأوثان كتعبير عن التجزؤ والتشرذم، والتعبير لقوى عرب الجاهلية بين دوائر قبلية منفصل بعضها عن بعض.” وفضلاً عن ذلك فإن العمق الثوري للإسلام انطلق من تلك العلاقات التي نسجت وحيكت بين السيادة العليا الإلهية والوحي الإسلامي بجملته، وبين السلطة السياسية للنبي محمد، التي أرست نواة الدولة في المدينة، وراحت تعيد إنتاج الواقع التاريخي لعرب الجزيرة على ضوء منظومة المعايير الإسلامية الآمرة، لكي يصبح مطابقاً مع هذه المعايير، وحطمت بذلك أسس المجتمع الجاهلي المتحكم فيه النظام القبلي البدائي، ووحدت الجزيرة العربية، وحافظت على مكة أم القرى واعتبارها إحدى المقدسات الإسلامية. وتجدر الإشارة هان إلى أن النبي محمد في سياق المبادرات السياسية الثورية التي كان يقوم بها، اضطلع بدور مزدوج، إن لجهة الإكمال النظري لهذه المنظومة من التحديات والآيات القرآنية لترسيخها في وعي البشر، أو لجهة القيام بدور العنصر المفسر لهذه المنظومة ذاتها، حيث تتطلع هذه المنظومة المعيارية إلى الارتقاء بالواقع إلى مستوى (المثال) إما بسلب الواقع سلباً مباشراً، وإما بسلب جزئي يمارسه الواقع التاريخي على منظومة المعايير الإسلامية من خلال منهج في التفسير يعيد تفهم هذه المنظومة المعيارية بأكملها في ضوء أحد المنجزات التي يكون (روح العالم) قد حققها في لحظة تاريخية معينة من لحظات حياته. العرب حملوا راية الإسلام إلى العالم، كما أن الوحي الإسلامي بلسان عربي. وقام الإسلام بفرض توحيد اللغة العربية التي قامت على أنقاض اللهجات القبلية العربية المتعددة، حتى أصبح الارتباط بين الإسلام والعروبة ارتباطاً صميمياً. وكان لانتشار الإسلام أثر قوي في انتشار ظاهرة التعريب واللغة العربية، وإن كان مفهوم التعريب لم يكن مجاله وأثره شاملاً، ولا واحداً في الأمصار، التي انتشر فيها الإسلام. فهناك شعوب مسلمة استوعبها التعريب، ورسخت فيها الثقافة العربية الإسلامية حيث سادت اللغة العربية، وهناك أمم عريقة مجاورة اعتنقت الإسلام وشاركت في بناء الحضارة الإسلامية، انطلاقاً من تفسيراتها للإسلام المرتبطة جزئياً على الأقل، بخلفيتها التاريخية والثقافية والحضارية والدينية العريقة التي وجدت قبل الإسلام بقرون عديدة. ومثلما أن الاحتفاظ بمكة وتكريس تقديسها وتحويلها إلى مركز لعبادة التوحيد الإسلامية يشير إلى النزعة القومية العربية الجديدة التي حملها الإسلام، والتي خاضت حروباً طاحنة في سبيل توحيد عرب الجزيرة، والتي انطلقت استناداً لتلك الوحدة العربية الجديدة لتوسيع سيطرتها على سورية وفلسطين، ثم الانطلاق نحو مصر وأفريقيا، مثلما أن الاحتفاظ بمكة رمزاً حضارياً عربياً قومياً، فإن انتقال مركز الخلافة إلى دمشق، ونشوء الدولة الأموية كثمرة لتطور طبيعي في سياق الظروف الدولية والإقليمية السائدة آنذاك في القرن السابع الميلادي، وكذلك الواقع الاقتصادي ـ الاجتماعي حينذاك، وتحولها إلى إمبراطورية عربية مترامية الأطراف شكلت قطيعة بالمعنى الجدلي مع فجر الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) وفتحت الباب أمام نشوء طبقة ارستقراطية عربية متكونة من أبناء القبائل العربية الأساسية، بصرف النظر عن دورها في الإسلام.  وهكذا فإن الإسلام العربي لم يكن مجرد دين بالنسبة للعرب، لأن النبي محمد بذل جهداً مستمراً في اضطلاعه ببلورة نظرية لتفسير نصوص الوحي، دامجاً بذلك بين عملية الوحي بإطلاقيتها وعملية التفسير بتاريخيتها داخل عملية واحدة، تجمع بين الإلهي والإنساني في ثنائية تطابقية بين المطلق والنسبي، الكلي والجزئي، اللامتناهي والمتناهي، المفهوم والتعين. ما يميز تجربة العرب مع الإسلام ارتباطه بالضرورة بالتاريخ والسياسة.. من هنا يتبدى الإسلام على أنه دلالة الزمان والحياة، أي دين ودنيا، من خلال هذا الاتحاد بين الوحي (المعنى) والواقع التاريخي. وتجربة العرب مع الإسلام ليست أبداً تجربة أوروبا مع المسيحية ولا الهند مع البوذية، ولا نريد بأن نوحي بذلك، كما سيتبادر إلى ذهن البعض الحريص على المقارنة والمماثلة، إن المجتمع العربي لم يقم بثورة فكريه وعلمية (وهذا أمر واقع وإن كان لا يستدعي في الواقع البكاء) ولكن الأكثر من ذلك، وبشكل رئيسي، إن تاريخ هذا الدين بالنسبة للمجتمع العربي لم يكن تاريخ الدين المسيحي بالنسبة للغرب. الثورة التي قام بها الإسلام في الجزيرة العربية ثم في المجتمع العربي عموماً، هي في مضمونها التاريخي ثورة قومية عربية، وهذا يؤكد على أن الوعي القومي للنبي محمد في رسالته، والثورة العربية الإسلامية التي قام بها حاضرٌ، بما أنه أسس حركة عربية قومية، رفعت شأن العرب وأنقذتهم من براثن التخلف، وكانت في أصل تحولهم إلى مدنية وإمبراطورية عالمية، عززت مكانة العرب في إطار الصراع الدولي المحتدم آنذاك مع الإمبراطوريات المجاورة، وأدت إلى احتلالهم موقع الريادة في قيادة السياسة الدولية. ويتجلى الوعي القومي واعتزاز محمد بأنسابه إلى القومية العربية في قوله «الذين يتبعون الرسول النبي الأمين الذي يجدونه مكرماً عندهم في التوراة والإنجيل»، ويضيف «.. إنما يعلمه البشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين»، وكقوله: «قل لإن اجتمعت الإنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم لبعضهم ظهيرا. ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فآبى أكثر الناس إلا كفوراً»، باعتبار أن القرآن الذي أتى به محمد هو «تنزيل رب العالمين» نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين». وبذلك أعطى الإسلام العرب رسالة، وغدا حسب مفهوم ذلك الزمان ثورياً، بالنسبة لمرحلة التشرذم القبلي، لأنه اتخذ موقفاً سلبياً من البداوة، واستخدمه محمد في ثورته القومية كسلاح إيديولوجي وسياسي في سبيل توحيد عرب الشمال مع عرب الجنوب، في إطار دولة واحدة، جمعت بين البدو والحضر في دعوة واحدة وحركة إسلامية واحده، وأنهت بذلك «حالة المجابهة والصراع بين البدو والحضر لفترة تناهز قرنين»، من أجل مواجهة ودرء أخطار ومطامع الأمم المجاورة: الفارسية، والحبشيه، والبيزنطية، التي كانت تهدد الجزيرة العربية، ومركزها التجاري مكة، والطريق التجاري الذي يقود إلى البحر الأسود عبر فارس، وإلى سوريا وآسيا الصغرى، والطريق الذي كان يمر بالبحر الأحمر. ويمكن القول من ناحية الواقع التاريخي، إن الإسلام باعتباره عقيدة ورباطاً سياسياً، وثقافة، وشريعة، وأساساً إيديولوجياً للمجتمع العربي الإسلامي، قد تحول مع الزمن ومع مرور الوقت إلى البوتقه التاريخية التي صهرت فيها وتكونت ونوقشت وتجددت كل النظم والنظريات والفلسفات القانونية والأخلاقية والسياسية للمجتمع العربي بحيث أصبحت المدنية العربية والقيم والنظم الإسلامية شيئاً واحداً، ولم يعد للشخصية العربية من مرتكز ثابت وواع وحقيقي آخر غير الإسلام، وما ارتبط به عبر التاريخ من نظم واعتقادات، حتى ولو كانت هذه النظم ليست أمينة كلياً لتعاليمه الحقيقية. ووفق هذا المنظور، فإن دولة المدينة التي أسسها النبي محمد وتحولت في المراحل اللاحقة من انتشار الإسلام إلى امبراطورية عربية واسعة شاسعة شملت أيام الخلفاء الراشدين كل الجزيرة وسورية وفلسطين والعراق، ومصر، وإيران (فارس)، ثم لاحقاً بلاد المغرب، كانت حدود الدولة فيها هي الحدود القومية، إذا استثنينا البلدان التي لم تتعرب، حيث كان التطابق التام بين الدولة القومية والأمة قائماً. وبما أن الإسلام المبكر كان دين العرب والفاتحين، وعلى كاهلهم وقعت مسؤولية نشره بين مختلف الأمم، والعروبة في المراحل الأولى ومن بداية الفتح العربي الإسلامي وحتى نهاية العصر العباسي، كانت حاملة لرسالة الإسلام، فإن العلاقة بين الإسلام والقومية العربية كانت علاقة تأسيس، لأن القومية العربية ليست لها فلسفة خاصة معروفة ولا أسس عقائدية ثابتة يمكن العرب بواسطتها التجمع حولها كما يتجمع أصحاب العقائد الواضحة والمبادئ المفصلة والتي تقوم على مخطط فلسفي معروف. فالعلاقة بين الإسلام التاريخي المتمايز عن الإسلام الميتافيزيقي أو الأسطوري ـ باعتباره الدين الجديد الذي سرعان ما تمظهر في شكل الدين القومي الحربي الجماعي الذي وجد له قاعدة اجتماعية سياسية منذ الهجرة إلى المدينة، وأصبح مدعوماً بوساطة النجاحات السياسية في قلب المجتمع العربي كحدث تاريخي بشكل كامل، والذي في ظله استكملت الأمة العربية وحدتها القومية، بوصفه أحد مكونات المجتمع العربي ـ وبين العروبة واللغة العربية، أصبحت رابطة عضوية. لأن العربي أسهمت إسهاماً فعلياً بواسطة الاتصال اللغوي في تغذية وتقوية الإسلام، كإيمان، وكقانون، وكأخلاق، وفي إنتاج الإسلام التاريخي كتراث حي من خلال الممارسة السياسية والإيديولوجية، والنهضة الثقافية والفكرية والحضارية، التي تقوم بها الذات على ذاتها في مرحلة تاريخية محددة من تاريخ الأمة العربية هي مرحلة الثورة العربية ـ الإسلامية، التي كانت أكثر عمقاً وامتداداً في جذور التاريخ العربي، وفي المراحل الذهبية من تكوين وتطوير الدولة الإمبراطورية العربية الإسلامية المركزية، وهذا الإسلام التاريخي أعطى قوة دفع قوية لفكرة القومية العربية، من خلال الدور الذي اضطلع به كإطار للمدنية والحضارة للدولة ـ الأمة (الأمة الروحية) منذ دولة المدينة أولاً، ثم في أعقاب الفتوحات الإسلامية وتشكل الدولة الإمبراطورية العربية الإسلامية، التي أصبحت الأمة العربية في صيرورتها مجتمعاً تاريخياً مجهزاً بدولة ومسؤوليات، وله إستراتيجية سياسية واقتصادية، ومؤسسات، وإدارة قضائية، وبلورة للقانون الديني المثالي: الشريعة، وانتشار لثقافة دنيوية، وحضارة مادية دنيوية أيضاً، ثانياً. أي إصلاح نحتاج؟ لاشك أن الدكتور عبد الله العروي مفكر و فيلسوف كبير على الرغم من تواضعه، بيد أن كتابة الأخير عن « السنة و الإصلاح » هو كتاب إشكالي مكتوب بأسلوب روائي أكثر منه بأسلوب فلسفي ، لكنه لا يتطرق إلى الأزمات البنيوية التي يعيشها عالمنا العربي، و لا سيما مسألة الإصلاح في الفكر الإسلامي ز فالمثقف الملتزم بالمعنى الغرامشي للكلمة هو المثقف الذي يحتك و يشتبك مع المعضلات التي تعاني منها أمته. مازال المشروع الثقافي العربي التنويري سجين نظام الأنظمة المعرفية والإيديولوجية التقليدية. لقد عاجلته في الماضي المؤسسة الدينية والحركات الإسلامية المحافظة، التي تهاجم العلوم العقلية، والحداثة، وتقدم للناس في مؤلفاتها خطاباتها الإيديولوجية والسياسية، بأن هناك إسلاماً واحداً صحيحاً ومستقيماً تدعي بأنها تنفرد بمعرفته، وتتقيد به دون سواها، وتكفر بالآخر. وهذه النظرة التيولوجية التقليدية والمحافظة التي سيطرت على الوعي العربي ـ الإسلامي، والتي تدعو إلى إعتناق المذهب الواحد، بإثبات مطلق الإرادة الإلهية على كل شيء، الإنسان والطبيعة، هي في الحقيقة التاريخية تنتج باستمرار إيديولوجيا إسلامية مأزومة ومهزومة تمجد السلطات القائمة، وتدعو إلى الطاعة، وتبرر للفئات الحاكمة المهيمنة على السلطة المحافظة على امتيازاتها الطبقية، والحفاظ على هذا الوضع القائم، وترفض على هذا الصعيد أحداث قطيعة تاريخية كلية مع دائرة الفكر البدعوي، المنطلق من وجود إسلام أصيل يتطابق مع مفهوم الدين الحق. فالقطيعة التاريخية تقود إلى أحداث ثورة معرفية وروحية كاملة في الفكر الإسلامي، وإعادة التفكير في مفهوم التراث الكلي الخاص بالإسلام، والقيام بفتح معرفي حديث في دائرة المستحيل التفكير فيه ودائرة اللامفكر فيه، بالمعنى القوي والمليء لكلمة تفكير مفهومة فهماً علمياً ونقدياً، خصوصاً وأن الخطاب الإيديولوجي للحركات الإسلامية المعاصرة يميل للسيطرة على كل الخطابات الأخرى، بوساطة قوة التجييش السياسي التي يتمتع بها، وبسبب انتشاره الواسع سوسيولوجياً وبسيكولوجياً على صعيد الجماهير العربية، مازال يتحكم فيه العقل الإسلامي العقائدي الدوغمائي، الذي راح أيضاً منذ القرن التاسع عشر ينشغل كلياً بالدفاع التبريري والافتخاري عن تراثه، وبالجدال والمماحكة ضد الغرب الاستعماري والامبريالي، وأسطرة تاريخه الخاص على حد قول محمد أركون. إن الإسلام السياسي في محاولته الجادة والفعلية الوقوف في وجه مخططات الهيمنة الغربية والاستسلام لمطامح الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية العالمية، مطالب اليوم وأكثر من أي وقت مضى إنجاز هذه المهمة التاريخية الحديثة والجديدة، أي فرض معركة تجديد الفكر الإسلامي، بما يعني ذلك نقد العقل الإسلامي، باعتباره مشروعاً تاريخياً وانتربولوجيا في آن معاً، يثير أسئلة في كل مرحلة من مراحل التاريخ. ويقول محمد أركون بصدد نقد العقل الإسلامي هذا بأنه لا يكتفي بمعلومات التاريخ الراوي المشير إلى أسماء وحوادث وأفكار وآثار دون أن يتساءل عن تاريخ المفهومات الأساسية المؤسسة كالدين والدولة والمجتمع والحقوق والحرام والحلال والمقدس والطبيعة والعقل والخيال والضمير واللاشعور واللامعقول والمعرفة القصصية (أي الأسطورية) والمعرفة التاريخية والمعرفة العلمية والمعرفة الفلسفية. كما أن مشروع نقد العقل الإسلامي مطالب بأن يتوسع لكي يصل إلى اللاهوتي عند أهل الكتاب، فيتحول مفهوم أهل الكتاب إلى المفهوم الانتربولوجي التاريخي: مجتمعات أم الكتاب والكتاب: ثم إلى نقد العقل الديني حتى يحل الإسلام وتحل الأديان المنزلة محلها الحقيقي في ميدان التعرف الانتربولوجي على الأديان «العالمية» منها والمحلية، الموسومة بالوثنية منذ أن انتصر العقل اللاهوتي المعتمد على سلطة الامبراطوريات المسيحية والإسلامية والبوذية والهندوسية، ويزداد المشروع اتساعاً بنقد عقل الأنوار الذي فرضته أوروبا البرجوازية والرأسمالية كنموذج عالمي بديل للنموذج الديني الذي شاع وسيطر باسم الكنيسة الكاثوليكية إلى القرن السادس عشر، ثم باسم الكنيستين المتنافستين ـ الكاثوليكية والبروتستانتنية المهمشتين للكنيسة الارثوذكسية «الشرقية»، ناهيك عن الإسلام في العصور الحديثة. ويشكل نقد العقل الإسلامي نقداً جذرياً الذي تفرضه حركة التاريخ والعصر على العالم العربي الإسلامي بأجمعه، المدخل الضروري لإعادة بناء العلاقة بين العروبة والإسلام، وإعادة ضبطها، وتنظيمها، وترتيبها، باعتبارها المهمة الجوهرية المطروحة على الأمة العربية في هذا المنعطف التاريخي من وجودها، في سبيل صوغ المشروع القومي الديمقراطي النهضوي على أسس معرفية ـ فكرية وثقافية حديثة ومعاصرة. إن العروبة باعتبارها عقيدة لها مبادئها ومنهجها وشرائعها التي تنعكس عن الروح العربية الأولى في المرجعية التراثية «اللغة والقرآن»، إذ أن النبي محمد هو الرجل الأول الذي نعتبره الرائد للقومية العربية، ومثال هذه الروح العربية، ونضاله في سبيل التمثيل الصادق الصحيح للعروبة، وأثره الخالد لنشر الإسلام في أمته العربية وفي العالم، لم يخسر شيئاً من بلاغتهما وقوتهما منذ عصر الإسلام الأولى، أي مع إسلام المدينة المنورة وحتى عصرنا الراهن ـ تضمنت الإسلام كدين عالمي، بوصفه أحد مكوناتها الثقافية والحضارية، وأحد نتاجاتها التاريخية في آن واحد، وظلت العروبة تختلف وضوحاً وغموضاً حسب العصر والأشخاص والمواقف، إلى أن سطعت شمس القومية العربية في عصر النهضة العربية الأولى والثانية، حيث أصبح مفهوم العروبة في النتاج النهضوي مرتبطاً بإعادة صياغة الوعي القومي العربي بدلالة العصر الحديث، أي بدلالة المشروع القومي الديمقراطي النهضوي المرتكز على مكونات الحداثة والمعاصرة وإنجاز الثورة القومية الديمقراطية، وتحقيق الوحدة العربية، وبناء المجتمع المدني الحديث بالتلازم مع دولة الحق والقانون. أما الإسلام المستنير المطالب اليوم بأن يحقق قطيعة معرفية مع المنهج والرؤية السلفية والتقليدية والمحافظة للإسلام التقليدي المحافظ، وبصرف النظر عن الأسماء التي يتخذها، الإسلام الجهادي، الإسلام الثوري، اليسار الإسلامي، الإسلام المتصالح مع العصر الحديث، فإنه له دور متميز وملحوظ في المشروع العربي الديمقراطي النهضوي.            الكتاب:السنة و الإصلاح      الكاتب: عبد الله العروي      الناشر: المركز الثقافي العربي،بيروت، 2008   (المصدر: صحيفة  » المستقبل  » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 17 ديسمبر 2008)  

من خُفَي حُنين إلى حذاء الزيدي : حوار المقامات

   

د.خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr    رأيته يدخل مكتبي واضعا فوق رأسه شيئا لم أتبينه من النظرة الأولى، ليس بالقبعة ولا بالطربوش…حدّقت أكثر…لم أصدق ما أرى، قلت جنّ الرجل ولا شك…حذاء فوق رأسه…فزعت، تألمت استغربت… قلـت تلطفا : ما لك يا صاحبي…؟ ثم أردفت مازحا خوفا عليه وتهوينا مما أرى… يبدو أنك أخطأت مكان الحذاء… قـال مستغربا : ألم تشاهد ما فعله الصحفي في تلك الندوة التي جمعت أكابر القوم، لقد رمى حذاءه في وجه من عمل على استبلاه قومه والفتك بهم…  قلـت مقاطعا: خسر الرجل عمله ولعله سيصيبه أذى كثيرا وستعيش أسرته الفقر والحاجة ، فهو لم يرع حاجة اهله وذويه إليه، ولم يفكر إلا في ذاته وخسر كل شيء…حتى حذاءه! ولعله عاد بخفي حنين! قـال غاضبا: إن خسر حذائه فقد كسب كرامته وكرامة أهله وقومه وأمته…إن خسر حذائه فقد كسب عطف الناس شرقا وغربا… إن سقط حذائه فقد ارتفع شأنه ورفع رأسه ورأس قومه بين الأمم …إن خسر حذائه فإنه لم يعد بخفي حنين، وإنما أعاد عزا مفقودا وكرامة مهزوزة وشرفا ومجدا… قلـت مازحا : لقد جعل صاحبك للأحذية منذ اليوم مقاما رفيعا وشأنا عاليا، ولعل أصحاب الموضة لن يبخلوا علينا بأحذية نضعها على الرأس كرامة وشرفا! قـال : ليس المقام مقام هزل فالحياة لحظات عابرة تبني بين ثناياها سقوطا أو شهودا، والحياة مواقف عزة أو انكسار… ودورك حي تبني أو محتضر!  قلـت: ولكنه حذاء ويبقى حذاء نمشي به في الطرقات وبين الغبار والأوساخ، ونقتل به الصراصير! فلا تحمّله أكثر من شأنه. قـال : نعم الحذاء يبقى حذاء ولكن الأيدي تختلف… نعم كم لبسنا أحذية وكم مشينا بها حذو الحائط وفي المستنقعات وفي الظل بعيدا عن الشمس، وفي الدهاليز المظلمة بعيدا عن النور.. نعم كم مشينا بها في المستنقعات والمنخفضات، كانت أحذية لا يروق لها التسلق والارتفاع، لا تحبذ صعود الجبال، صاغتها أيد وضمنت لها المشي على اليابسة والزحف على بطنها أو المبيت في الحفر! قلـت معاكسا : يبدو أن هناك حذاء وحذاء، حذاء تلبسه وهو وضعه الطبيعي، وحذاء ترميه وتقذفه ثم تضعه على رأسك تيمنا وشرفا وهذا وضعه الجديد! حذاء سندرلا بنى لها مجدا وعزة وحذاء كروتشاف أخاف منه العالم وحسبوا له ألف حساب، ولم أر في تاريخنا إلا حذاء الإسكافي وخفي حنين…فراغ في فراغ! وحذائك بعد وضعه على الرأس ماذا أنت فاعل به! قـال مطمئنا : حذائي يا صاحبي دخل التاريخ وكتب عناوين جديدة له! حذاءي يا صاحبي حمل رسالة ذات عنوان واحد ومضمون واحد : العنوان أمة وكرامة، والمضمون أمة وكرامة.. لم أفكر يوما أن الحذاء يمكن أن يطير، وهو مجعول للمشي عند البعض وللزحف عند البعض الآخر..، لم أفكر لحظة أن الحذاء صناعة سوف تحلق في سماء الممانعة والمقاطعة والمقاومة… لم أع أن حذائي البسيط يمكن أن يعبر الفيافي والصحاري بدون أجنحة، أن يمر على محطات التاريخ فيخضها ولا يتوقف عندها، وأن يرج الجغرافيا مستنهضا هويتها… لأول مرة  يا صاحبي أنظر إلى حذائي نظرة احترام وتقدير، لأول مرة وضعت الحذاء…على الرأس، حياء من وضعه في القدم!   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 17 ديسمبر 2008)  

منتظر الزيدي: احلم بان أصبح رئيسا لوزراء العراق

   

بيروت (رويترز) – حلمه ان يصبح رئيس وزراء العراق لكن حذاءه ادخله الى عالم النجومية عندما رشق به الرئيس الامريكي جورج بوش في زيارة الوداع التي قام بها الى العراق.   هكذا عبر الصحفي العراقي منتظر الزيدي عن حلمه في مقابلة اجريت معه في بيروت الشهر الماضي ويبثها تلفزيون المستقبل اللبناني مساء الاثنين المقبل ضمن برنامج « سيرة وانفتحت » الذي يقدمه الاعلامي اللبناني زافين قيومجيان.   يقول الزيدي في المقابلة التي حصلت رويترز على مقتطفات منها  » ناوي اكمل واكون رئيس وزراء العراق. هذا مشروعي للمستقبل… ربما في يوم من الايام سيكون عندي ارشيف. عندما اصبح رئيسا للوزراء تطلعون على الارشيف. »   وقال زافين انه التقى الزيدي نهاية الشهر الماضي في بيروت خلال دورة اعلامية شارك فيها مع عشرين صحفيا واعلاميا عراقيا.   ويتحدث الزيدي في المقابلة التي يعتقد انها الوحيدة له عن احلامه وخيباته وعن تجربته في بيروت وتأثره برؤية السيدات المحجبات الى جانب الفتيات المتحررات بملابسهن.   ويقول « في بيروت عندما تنظر الى المرأة التي ترتدي البكيني والى جانب اخر ترى امرأة ترتدي النقاب والاثنين تمشيان في سلام ووئام لا احد يتدخل بالاخر هذا يحتاج الى وعي وثقافة. »   وعن الوضع السياسي في لبنان يقول الزيدي « لو استطعنا ان ننقل التجربة اللبنانية الى العراق ربما نوعا ما سيتحسن وضعنا في العراق. »   وانطلق منتظر الزيدي الذي يعمل لحساب قناة البغدادية المستقلة الى عالم النجومية عندما رمى فردتي حذائه على بوش اثناء مؤتمر صحفي مشترك في بغداد مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارة وداعية للعراق يوم الاحد.   وانقض رجال امن أمريكيون وعراقيون على الزيدي واقتادوه خارج قاعة المؤتمر وهم ينهالون عليه ضربا.   وقال الزيدي لبوش وهو يرشقه بفردتي حذائه « هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي… يا كلب. »   ولم يصب الحذاء هدفه اذ تفادى بوش الفردة الاولى حين انحنى لتصيب جدارا خلفه فيما حاول المالكي الذي كان يقف الى جانب بوش أن يصد الفردة الاخرى بذراعه.   واعادت قنوات تلفزيونية لبنانية بث اللقطة مرارا وتكرارا واحيانا بالحركة البطيئة فيما تساءلت احدى الصحف في عناوين صفحتها الاولى « هل اشترى الحذاء من بيروت.. »   وانكب صحفيون في بيروت الى البحث عن مكان شراء الحذاء الذي يعتقد كثيرون انه سيصبح الاغلى في العالم.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 17 ديسمبر 2008)  

حذاءُ « مُنتظرْ: ”

تجليد الأستاذ بحري العرفاوي     ذا الحذاء إذن تاجك بالعراقْ   وخاتمة زيفك…….. والنفاقْ   وأنت توقعُ ثمّ تودّعُ   يعلوك نعلان من دون واقْ   …………………………..   مااسمُ حذائكَ يابنَ الكرامة ؟   سوف يُدوّنُ في كل بــــــاقْ   وسوف تكـــون لهُ ذكرياتٌ   وذكرى على الظالم..لا تطاقْ   …………………………….   حذاءٌ:   وجيش الغزاة بغير حذاء   وكل حذاء سواهُ    يُراقْ   حذاءٌ:   يُرَدّدُ في النشرات   بكل اللغات   ويحسدهُ قادة الارتزاقْ   حذاءٌ:   سيُعرضُ في متحف للمزاد   ولن يشتريه جبانٌ   إذا شافهُ … جرّ ساقًا بساقْ   حذاءٌ:   كأن الجميع بدون حذاء   سوئ »منتظرْ »   احتذى شرفا ثم ساقَ المساقْ   لم يكن حافيًا وهو يرمي الحذاءْ   إنما …كان يمشي الحذاءُ به … كالبُراقْ     بحري العرفاوي تونس 15:12:2008   (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 15 ديسمبر 2008)  


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين الرسالة رقم 518 على موقع تونس نيوز تونس في : 17/12/2008 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل – كاتب في الشأن الوطني و العربي و الاسلامي

الصحافي منتظر الزيدي العراقي إعادة نخوة الأمة وعزتها وكرامتها بعد غيبوبة وطول انتظار

   

تابع ملايين البشر من المسلمين من المحيط إلى الخليج ومن باكستان وإيران وأفغانستان وماليزيا وأندونيسيا والشيشان وتركيا والمسلمين في مشارق الأرض ومغربها في العالم على شاشة الجزيرة قناة العالم الاسلامي بدون منازع تابع مليار ونصف المليار من المسلمين ما حصل يوم الأحد 14/12/2008 في بغداد لرجل طغى وتجبر وفعل فعل فرعون الطاغية فكان جزاؤه يوم الأحد الرابع عشر من ديسمبر 2008 اللعنة والضرب بالحذاء الذي أهان به منتظر أكبر رئيس دولة في العالم في مكان يعتقد بوش أنه أمن ومحصن ومحمي في المنطقة الخضراء المحمية من طرف
قوات الاحتلال الأمريكي ولكن رغم وجوده في المكان أخذ نصيبه من الإهانة أمام الملا… وشهد إهانته الكبار والصغار والأطفال والأمريكان والعالم كله يتفرج على ضرب الطاغية بأرخص ما نسميه حذاء ولكن في الحقيقة حذاء منتظر أصبح رمز وأغنى وأثمن حذاء لأنه استعمل لأهانة من كان سببا في احتلال العراق وأفغانستان والحصار على غزة وضرب لبنان فكان جزاؤه الاهانة والضرب بالحذاء وتوجيه كلام حسب المقام وما فعلته يد الظالم المحتل الذي جاء طامعا في ثروة النفط في بغداد فحصل له عكس ما كان ينوي وقامت المقاومة في كل مكان وخسر كل شيء حتى ماء الوجه والحمد لله الذي يمهل ولا يهمل وهذا جزاء بسيط أمام ما ينتظره من عذاب وعقاب شديد ولا ينفعه المالكي ولا الحكومة المدعمة والمؤيدة من طرف دولة الاحتلال وقد كانت زيارته في الربع الساعة الأخيرة مليئة بالخزي والعار والشتم والثلب والاهانة وهذا والله نهاية الأشرار؟؟؟ وزيارته قبل نهاية فترة حكمه بخمسة أسابيع فقط وهذا والله عقاب من الواحد القهار على يد منتظر ومازلنا في الانتظار…. وفي العشرين من شهر جانفي 2009 سينصب الرئيس الجديد المنتخب باراك أوباما الذي انتخب يوم 4 نوفمبر 2008 بأغلبية مريحة من طرف الناخب الأمريكي. وقد جاء الرئيس بوش إلى العراق في زيارة أخيرة للاجتماع برجال السلطة في العراق وتفقد القوات المحتلة هناك. – جاء بوش في زيارة تحدي لإدارة الشعب العراقي الأصيل. – جاء لإحياء تاريخ اعتقال الرئيس العربي الصامد صدام حسين يوم 14/12/2008 وتسليمه إلى المحاكمة ومسرحية المحاكمة التي حاك خيوطها بوش وخطط لها وتم الحكم شنقا حتى الموت يوم عيد الإضحى يوم عيد المسلمين عيد التسامح والفداء وعيد الوفاء. – جاء بوش لتحية وشكر الموقعين على الاتفاقية التي تعطي الغطاء الشرعي لأمريكيا وتدعم الاحتلال وترسخ أقدامه وتضع قواعد عسكرية على أمد طويلا، وتصنع حلفاء لبث والله أعلم ما هي أبعاده وأهدافه ونواياه ؟؟؟ جاء بوش لإحياء مشاعر الاستفزاز والتحدي لإرادة الشعب العراقي العربي المسلم جاء لبث سمومه ومواصلة التشفي من رجال المقاومة والشرف والكرامة العربية جاء في آخر أنفاسه الأخيرة كرئيس دولة ليقول بكل وقاحة أنه صاحب المغامرة وصاحب فكرة احتلال العراق ؟؟؟ هذه مقاصد الرئيس بوش الشرير نهايته فرعون وهامان والنمرود. وهذه نواياه من هذه الزيارة الفجئية وهذه طريقته وأسلوبه في التشفي من العرب وحسبما يعتقد أنه انتصر في العراق ووجد أنصار ومؤيدين وحلفاء هذا هو اعتقاد بوش وتصوره وعقيدته ونزعته الغربية وشذوذه الذي أدى به إلى العزلة والإحباط والتناقض والشطح والهرولة والارتجال والتقلب في المواقف حتى فقد توازنه وفقد أنصاره وخسر أعضاءه ورجال حزبه نتيجة هذه السياسة العدائية ضد العرب والمسلمين وقد وصل به الحقد والكراهية إلى درجة أنه قال في مناسبتين أنه يريدها حرب صليبية ضد المسلمين ثم قالوا صقوره المحافظين آنذاك أنها زلة لسان حفاظا على الصف العربي والإسلامي بل قل حفاظا على مصالح أمريكيا في الخليج وفي كل الدول العربية والإسلامية انطلاقا من استغلال النفط الذهب الأسود هذا الرجل المتقلب غريب الأطوار عاش 8 أعوام على رقصات وشطحات وافتراءات ومجموعة من التصورات والتناقضات واللعب على الأحبال وأخيرا اعتمد الطريقة الجديدة والنمط الحالي محاربة الإرهاب وقد جعل كل أنواع المقاومة الشريفة هي إرهاب وبعضهم يسمون بوش السيد واعتقادهم مغلوط وقد صنف سيد البعض ؟؟؟ حزب الله في لبنان والمقاومة      إرهاب وحركة حماس في فلسطين        إرهاب ومقاومة العراق                     إرهاب ومقاومة افغانستان                  إرهاب وكل مقاومة هي ارهاب عند بوش وأتباعه ؟؟؟ ولو الجزائر والمغرب وتونس وليبيا عاشوا حكم بوش لقال لهم أنتم دول ارهاب والزعيم بورقيبة يصبح عنده ارهابي. لأنه قاوم الاستعمار الفرنسي وناضل وضحى من أجل كرامة التونسي لو كان بوش موجود في تلك الفترة لقال هذا الزعيم ارهابي.؟؟؟ – أما إسرائيل فهي دولة مسالمة مسكينة تدافع عن نفسها وهي مظلومة غير مستبدة وغير محتلة وهي شرعية وصاحبة الحق ليس لها سلاح نووي وهي تحتاج إلى مزيد الدعم من طرف أمريكيا وغيرها من الحلفاء والاتباع هذه خطة بوش الطاغية هذه نوايا بوش العدائية للعرب والمسلمين هذا هو حصاد بوش وهذا هو أرثه ؟؟؟ حتى فاض الكاس يوم 14/12/2008 في شهر ذي الحجة الذي حكم فيه على صدام حسين شنقا حتى الموت في عيد المسلمين رحمه الله فكان الجزاء والاهانة والضرب بالحذاء ؟؟؟ وحضر المناسبة رجل شهم وصحافي عربي يؤمن بالكرامة العربية وعزة النفس والمجد العربي والنخوة والدم العربي وفي تلك الساعة استحضر الصحفي منتظر الزيدي الرجل البطل الشهم استحضر شريط ومسلسل بوش منذ عام 1992 في عهد والده بوش الأكبر واستحضر مناورات وافتراءات وبهتان وكذب وتأويل وقلب الحقائق للرجل الذي جاء وهو الواقف بجانب رئيس الحكومة العراقية الذي يعتبر أكبر مجرم خطير شتت الشعب ومزق أمة وقتل الملايين وشرد الملايين وهدم المساجد والجوامع ويتم الأطفال وأدخل الفتنة بين المسلمين هذه حصيلة ونتائج بوش وحصاده كما يقولون زرع الشوك واليوم يحصد الشوك واليوم الموعود أشد وأعظم ؟؟؟ وقد استحضر الشهم العربي منتظر الزيدي هذه الصور الفضيعة والأعمال الاجرامية ضد المسلمين والعرب وضد الانسانية جمعاء ولم يتمالك وأراد توجيه رسالة قوية لبوش عبرا عنها ببعض الكلمات ضد بوش ثم أراد توجيه لكمة أو اهانة أو اعتداء واختار حذائه الذي صنع المفاجئة التاريخية ورماه مرتين على وجه بوش أمام الملايين في نهاية عهده مكافئة لأفعاله وإذلاله للأمة العربية وقتله  للشرفاء والأطفال فكان الجزاء في الحياة لأكبر رئيس دولة في العالم وهي رسالة بليغة لكل ظالم ومتجبر وفرعون القرن الواحد والعشرين وأن هذه الاهانة لن تمحى ؟؟؟ وأن صورة بوش كانت في حذاء منتظر الزيدي هذا الحذاء الذي وصل ثمنه بالمزاد العلني 5 مليارات حسبما ذكرته الصحف التونسية ونتمنى أن يكون ثمن الحذاء الذي ضرب به منتظر الزيدي الرئيس بوش ينتفع به الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتكسير الحصار الاسرائيلي بدعم من أمريكيا وبذلك يكون للحذاء دورين فاعلين دور إهانة من تسبب في احتلال العراق والدور الثاني تمويل الشعب الفلسطيني وكسر الحصار والثمن حذاء منتظر الزيدي العراقي . ختاما أقول أن هذه الأمة دوما بخير وتنجب الرجال الشجعان وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة صدق رسول الله الذي لا ينطق على الهوى. ونهاية كل الأشرار من النمرود إلى فرعون وهامان وبوش وهتلر وكل شرير نهايته على هذه الصورة المخزية مع العقاب المأجل يوم الطامة الكبرى فهل اتعظى أصحاب الغرور والطغاة والأشرار أم العجوز هازة الواد وهي تقول العام عام صابة ؟؟؟   قال الله تعالى : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين        صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني (مناضل( 22022354 نهج الوفاء عدد3 حمام الشط تونس  

أوروبا تبحث عن تموقع جديد إزاء أمريكا

   

د. أحمد القديدي (*)       منذ أسبوع كتب وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا مقالا تحليليا نشرته أوسع صحف البلدين انتشارا وجاء على قلم الرجلين باختصار بأن الاتحاد الأوروبي لابد أن يعمل من أجل إقرار سياسة خارجية موحدة وإنشاء قوة عسكرية مشتركة، وقد فهم المراقبون الأذكياء بأن أشياء كثيرة بدأت تتغير في ملف العلاقات الأوروبية الأميركية مع قدوم البركة بن الحسين أوباما إلى البيت الأبيض، ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، ومع رئاسة نيكولا ساركوزي للاتحاد الأوروبي، ومع بروز معضلة القرصنة البحرية في المعابر التقليدية والتي تهدد التجارة العالمية وإمدادات النفط والغاز.   وبإيجاز مع حلول عصر جديد في العالم وصلت خلاله أمم صاعدة إلى مركز القيادة والريادة مثل الصين والهند والبرازيل وعودة روسيا التدريجية إلى سالف عنفوانها مع الأزمة الجورجية. وقد ذكر الوزيران برنار كوشنير وديفيد ميليباند في المقال أن الأخطار المحدقة بأوروبا تدفع الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في نوعية الارتباط ما بين أوروبا وحلف شمال الأطلسي أي في الحقيقة ما بين القارة العجوز التي تعتبر نفسها أم الولايات المتحدة وما بين الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها راعية وعرابة أوروبا ! وذكر الوزيران بلقاء سان مالو بفرنسا بين فرنسا وبريطانيا منذ عشرة أعوام في عز الأزمة البلقانية حين اتفقت الدولتان الأكبر في أوروبا على تنسيق جهودهما للتدخل من أجل كوسوفو عسكريا ودبلوماسيا.   ولم يخل المقال من إشارات تهدف لطمأنة الرئيس الأمريكي المنتخب والحلفاء في الناتو لكون باريس ولندن لا تنويان قلب الموازين الغربية رأسا على عقب بل هما تسعيان فقط إلى نوع من التكامل والتناغم مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. ومن الأكيد بأن هذه الإشارات جاءت كتنازل فرنسي ضروري للحساسية البريطانية إزاء كل ما من شأنه أن يعكر مزاج واشنطن أو صفو إدارتها الجديدة، لأن الفروق قائمة بين السياستين الخارجيتين لكل من فرنسا وبريطانيا في هذا الملف بالذات. فباريس بالرغم من ميول ساركوزي الأطلسية ليس بمقدورها التخلي عن استقلال قرارها السيادي وبخاصة في علاقاتها العربية والإفريقية بينما لا ترى بريطانيا إلا ما يتناسب مع مصالح الولايات المتحدة. وهذا يفسر الحيص بيص الذي يميز التأسيس الأوروبي منذ نصف قرن.   وعلى هذه الخلفية الحرجة تأتي قضية قبول أوكرانيا وجورجيا كعضوين في الاتحاد الأوروبي بعد أن دارت رحى حرب حدودية بين جورجيا وروسيا منذ ثلاثة شهور وكادت الحرب المحدودة تتسع وتتحول إلى صراع نووي أوروبي- روسي تم بسرعة إخماد لهيبها إلى حين، بفضل تحرك مكوكي قام به الرئيس الفرنسي ونجح في إمساك العصا الدبلوماسية من وسطها بفهلوة صعبة وعجيبة. فالملف رغم تأجيله يبقى ساخنا لأن موسكو أثبتت بأنها لن تفرط فيما تسميه قضية حياة أو موت بالنسبة لروسيا ومصير اتحادها ولأن واشنطن بعيدة جغرافيا عن ساحة الصراع لكنها مرتبطة بمعاهدة حلف الناتو وأكد البركة بن الحسين أنه يساند مساعي ساركوزي. وهذا الملف سيشكل قلب الرحى لقمة حلف شمال الأطلسي التي ستنعقد بداية العام القادم في مدينة سترازبورغ الفرنسية.   والملف الحساس الثاني الذي سيرسم خارطة العلاقات الأوروبية الأمريكية في الشهور الأولى لولاية أوباما هو بلا شك الملف الأفغاني لأن الرئيس الأمريكي الجديد يضع في طليعة مشاغله تعزيز حضور قوات الناتو بقيادة أمريكية في أفغانستان بالموازاة مع الانسحاب المبرمج للقوات الأمريكية من العراق. وسيكون الإسهام الأوروبي في هذا التوجه الاستراتيجي مقياس مدى انخراط الاتحاد الأوروبي في قوات الحلف ومدى التزام أعضائه النافذين في تقوية الحلف وإنجاح عملياته. ونلاحظ بأن تشكيل فريق الإدارة الأمريكية القادمة خضع لخيارات أساسية تقدم التقاليد الثابتة للسياسة الخارجية الأمريكية على إغراءات التغيير المستعجل، فتعيين السيدة هيلاري كلينتون على رأس الخارجية وتعيين السيد روبرت غاتس على رأس الدفاع يؤكدان هذه التوجهات البعيدة عن المغامرة.   بقي أمام العلاقات الأوروبية الأمريكية إشكال تنسيق التعاطي مع الصين وروسيا في المستقبل لأن واشنطن تعلق أهمية قصوى على انخراط أوروبا في برنامج استراتيجي غربي شامل للتعامل مع القوتين الصاعدتين في بيجين وموسكو بالنظر إلى دقة التناقض بين مصالح الغرب ومصالح هاتين الدولتين المتعاظمتين بالخصوص في مجال استهلاك ومراقبة إنتاج وتسويق الطاقة في العالم. وهنا يدخل على الخط التباين الواضح في علاقات ساركوزي المتينة مع موسكو والتوتر في علاقاته مع بيجين، فموسكو تثني على جهوده كرئيس للاتحاد الأوروبي في معالجة الملف الجورجي بينما تتهمه بيجين باللعب على الوتر التيبتي بلقائه بالدالاي لاما منذ أسبوع.   هذا والملاحظ أن المحك الحقيقي لتطور أو تدهور العلاقات الأوروبية الأمريكية سيكون الموقف تجاه الانهيار النقدي والاقتصادي الغربي والعالمي لأن البركة بن الحسين يطالب باستعداد أوروبي ساطع لإعانة الاقتصاد الأمريكي على النهوض بعد الأزمة كنوع من رد الجميل على خطة مارشال الأمريكية التي أنقذت أوروبا من الضياع في أعقاب الحرب العالمية الثانية.   (*) كاتب وسياسي من تونس   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) 17 ديسمبر 2008)  


غزة وحماس بين مصر الرسمية والشعبية

   

ياسر الزعاترة  بحسب أحد المؤثرين في الحزب الحاكم (مصطفي الفقي)، فإن مصر لن تقبل إقامة «إمارة إسلامية في قطاع غزة». وقد كان الرجل الذي فاز في انتخابات مجلس الشعب بالتزوير (عيني عينك) على المرشح «الإخواني» جمال حشمت، كان يتحدث عن موقف مصر، ولم يقل إنه يتحدث برأيه الشخصي (هو رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب). من جهة أخرى، نقلت صحيفة «المصري اليوم» عن شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي قوله: «لا أعلم أن هناك حصاراً على غزة». وقالت الصحيفة إن أقوال الرجل وردت في جزء حذف من نص مقابلة ضمن برنامج تلفزيوني بثه التلفزيون المصري الأسبوع الماضي. وفي سياق آخر من المقابلة قال بطريقته المعهودة: «حصار إيه، وقرف إيه؟»، وهو الموقف الذي أثار زوبعة حاول المعنيون احتواءها بتصريحات مدروسة للرجل يطالب فيها بفك الحصار المفروض على قطاع غزة. في سياقات رسمية مشابهة لم يتوقف السياسيون المصريون، يتقدمهم وزير الخارجية أبو الغيط، ومن ورائهم الإعلام الرسمي عن ممارسة الردح السياسي بحق حماس، لاسيما بعد رفضها حضور الحوار الذي نظمته على قاعدة ورقة سياسية هي في واقع الحال صك استسلام للحركة وعموم قوى المقاومة، يأتي بها صاغرة إلى بيت الطاعة التابع للسلطة في رام الله (الرئيس الفلسطيني يقول إن سبب عدم حضور حماس للحوار هو مكان جلوس خالد مشعل، الأمر الذي لم يكن صحيحاً بحال، حتى لو جرى الاعتراض على الجانب البروتوكولي الذي وضع الرئيس مع رعاة الحوار بينما هو طرفه الثاني). والحال أن حماس لم تتملكها أية أوهام بشأن الموقف الرسمي المصري من وجودها في القطاع، فضلاً عن وجودها على رأس المؤسسة الرسمية الفلسطينية، وهي تدرك أن هدف الحوارات واللقاءات التي تعقد هنا وهناك لا تتعدى شطب هذا التحول من كتاب القضية، مع حرص على أن لا يلجأ الإسرائيليون إلى خيار عسكري قد يفجر الشارع المصري والعربي في حال طالت مدته وكثرت خسائره. سيقول البعض هنا إن مصر الرسمية لا تحكم الحصار من حول قطاع غزة، بقدر ما تلتزم بالاتفاقات الدولية، بدليل أنها تسمح بالتهريب عبر الأنفاق، وتبادر بين حين وآخر إلى فتح المعابر، الأمر الذي ينطوي على قدر من الصحة، لكنه يأتي ضمن سياسة طنجرة الضغط، إيماناً من القاهرة بأن تشديد الحصار قد يكرر سيناريو هدم المعبر، فيما سيكون مكلفاً من الناحية السياسية، أكان داخلياً أم خارجياً. وإذا كانت بضعة اعتصامات أمام سفارات مصر في عدد من العواصم قد أثارت أعصاب النظام، فما بالك لو جرى تصعيد الموقف نحو فضاءات أخرى أكثر إثارة؟! لا يتوقف الأمر عند حدود الحصار، بل يصل حد الضغط من أجل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير عبر صفقة يرضى عنها الإسرائيليون، بصرف النظر عن مستوى القهر الذي ستسببه للشارع الفلسطيني الذي يئن تحت وطأة اعتقال 11 ألفاً من أبنائه، وينتظر بلهفة فتح الأمل للمئات من المحكومين بالمؤبدات منهم، والذين يجسدون أروع مستويات البطولة والفداء. في الجانب الآخر من المشهد، ينهض الشارع المصري وقواه الحية مجسداً أروع أشكال التعاطف مع إخوته الفلسطينيين، وحين تضحي جماعة الإخوان بالمئات من شبابها الذين يلقون في السجون بسبب مسيرات واعتصامات ونشاطات التعاطف مع قطاع غزة، فهي لا تفعل ذلك من منطلق أن حماس فرع من الجماعة (هو سبب جوهري من أسباب مطاردة الحركة)، بل لأنها القوة الأكثر تعبيراً عن هواجس الناس، بدليل فوزها الكبير في الانتخابات الماضية، والذي لا تعبر نسبته عن الحقيقة كما يعرف الجميع. لا يتوقف الأمر عند الإخوان، بل يمتد ليطال سائر القوى الحية، ومعها مختلف شرائح الشارع المصري التي لم تؤثر فيها الدعاية المضادة التي يبثها الإعلام المصري، هي التي لا تتردد في الانحياز إلى جانب من يستهدفه العدو. وما كم الأضاحي الذي تدفق من مصر على قطاع غزة سوى تأكيداً على ذلك. إنها ذات المعادلة التي تتوفر في سائر الدول العربية، إذ بوسع هذا النظام أو ذاك أن يكسب السيوف إلى جانبه، لكن القلوب حكاية أخرى لا تنتصر لغير الحق والحقيقة.    (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 17 ديسمبر 2008)  


استراتيجية أوباما وإيران وروسيا والصين

 

 
منير شفيق السؤال المطروح أمام مصممي الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي عليها أن تخلف استراتيجية إدارة بوش الفاشلة جملة وتفصيلا، أو من الرأس إلى القدم، يتلخص في تحديد الدولة التي ستوضع في أولوية الاستراتيجية للمرحلة القادمة: هل هي روسيا باعتبارها الدولة الكبرى التي تضاهي أميركا بالقوة العسكرية، لاسيما في مجال أسلحة الدمار الشامل والصواريخ عابرة القارات والفضاء الخارجي وذات الرؤوس المتعددة، الأمر الذي يعني أن أميركا لا تستطيع – كما فعلت بعد انتهاء الحرب الباردة- الادعاء أنها القطب العسكري الأكبر والأوحد في العالم، وذلك إلى جانب وقوف روسيا في وجه تمدد حلف الناتو، ووضع حد للاقتراب من الأمن القومي الروسي في أوروبا، فضلا عن الاعتراف بشراكة روسية في تقرير السياسات العالمية في ظل نظام دولي متعدد القطبية؟ هذه الحيثيات تفرض السؤال: هل ستضع الاستراتيجية الأميركية – وباتفاق الحزبين الجمهوري والديمقراطي وبشبه إجماع أميركي- روسيا في أولويتها للاحتواء أو للمواجهة في المرحلة القادمة؟ أم هل ستوضع الصين إلى جانبها -أو منفردة- في أولوية تلك الاستراتيجية؟ وقد راحت الصين تتقدم بسرعة الصاروخ اقتصاديا وعلميا وتكنولوجياً وعسكريا، وأصبحت تجارتها العالمية تغمر كل الأسواق وفى مقدمتها السوق الأميركية نفسها، فالصين إذا تركت – كما يقال- تتقدم وتتطور على رسلها فستكون في زمن قصير منافسا حقيقيا للهيمنة الأميركية العالمية. ولابد أن يكون موضوع الصين في مقدمة تحديد أولويات الاستراتيجية الأميركية، فكيف سيأتي تقدير مصممي الاستراتيجية الأميركية؟ وبالمناسبة، فإن الخلل الأساسي في استراتيجية إدارة بوش تمثل في تخليها عن الاستراتيجية التي وُضعت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، بمواصلة احتواء كل من روسيا والصين، أو بالأدق مواصلة تفكيك الاتحاد الروسي وتجريده، ولو بالشراء من سلاحه النووي والصاروخي، كما الضغط على الصين في الموضوع الديمقراطي وحقوق الإنسان بهدف محاصرتها، وإن أمكن دفعها إلى مصير شبيه بمصير الاتحاد السوفيتي. بدلا من ذلك وضعت إدارة بوش – بتأثير المحافظين الجدد – إعادة بناء «الشرق الأوسط الكبير» وفقا للرؤية الإسرائيلية-الصهيونية، في أولوية استراتيجيتها، مما اقتضى مهادنة كل من روسيا والصين بل ومساومتهما على مشاريع القرارات المقدمة إلى مجلس الأمن في خدمة المشروع الإسرائيلي الشرق أوسطي آنف الذكر. وهذا ما أتاح للرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن يصفي – بصمت أميركي – أغلبية البؤر الروسية المؤمركة-المصيهنة، وأن يعيد بناء الدولة الروسية القوية الطامعة لاستعادة موقع الدولة الكبرى، وهو ما أتاح أيضا للصين لتفلت، بلا رقابة واحتواء أميركيين، فتخترق كل أسواق العالم وتعقد الاتفاقيات النفطية حيثما وجد بئر نفطي. هذا الخلل في تحديد أولويات الاستراتيجية الأميركية ستعض أميركا عليه أصابعها ندما لعقود قادمة، بعد أن أفلتت روسيا والصين لتحتلا موقع الدولتين الكبريتين المنافستين للانفراد الأميركي أو للهيمنة الأميركية العالمية. على أن الخيار الثالث الذي يحمله السؤال المطروح أمام مصممي الاستراتيجية الأميركية -وبسبب ثقل اللوبي الصهيوني الأميركي- هو إيران وبرنامجها النووي، مما قد يقفز بموضوع محاصرة البرنامج النووي الإيراني وتجريد إيران منه -حتى في حدوده السلمية – إلى أولوية الاستراتيجية في الأقل للسنتين القادمتين، ومن ثم العودة إلى روسيا والصين بالرغم من أن الخيار هنا – لو ترك الأمر لقراءة موضوعية بعيدا عن النفوذ الصهيوني – سوف يفترض بألا توضع إيران منافسا لروسيا والصين على المستوى العالمي لمنافسي الهيمنة الأميركية. قد يقال: لماذا لا تدرج الدول الثلاث معا في أولوية الاستراتيجية الأميركية ومن ثم وضع خطة احتواء لكل دولة على حدة وفى آن واحد؟ وهذا ما حذر منه بريجنسكي في مقاله أخيرا، ولو بصورة غير مباشرة، حين قال إن شن حرب على إيران يجب أن يتم بموافقة عالمية واسعة تضم روسيا والصين، وذلك – كما يبدو- لأن الانفراد هنا سيكرر حرب بوش – المعزولة دوليا- على العراق. وقد تكون زيارة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس – الذي اختير أيضا ليواصل موقعه في إدارة باراك أوباما – إلى البحرين ثم إلى العراق، وتصريحه الذي طالب فيه بـ «تكثيف الضغوط الاقتصادية على إيران وضم العراق إلى مجلس التعاون الخليجي»، مؤشرا إلى اختيار الحرب السياسية أو الحامية على إيران أولوية للاستراتيجية الأميركية للسنتين القادمتين، ومن ثم تأجيل موضوع روسيا والصين لما بعد ذلك، ولكن لا بد من دفع ثمن لكل منهما مقابل التوافق (روسيا في جورجيا والصواريخ المضادة للصواريخ في أوروبا، والصين في موضوع تايوان وفي المجال التجاري) الأمر الذي يعني قفزة أخرى لمصلحة كل منهما، استمرارا عمليا لسياسات إدارة بوش آنفة الذكر. هذا.. وهنالك مؤشران آخران لافتان كذلك، إذ يدخلان ضمن الإطار نفسه، الأول: تصريح قائد القوات الأميركية أديرنو أن قواته ستحتفظ بمواقع عسكرية لها في المدن بعد يونيو 2009، الأمر الذي يناقض حتى الاتفاقية الكارثية على العراق التي ادعى الموقعون عليها أنها «اتفاقية انسحاب»، وهو تصريح يدخل في إطار الإعداد لمواجهة إيران وليس مجرد سياسة احتلال للعراق فقط. أما المؤشر الثاني -وهو الثالث عمليا- فتقديم أميركا مشروع قرار لمجلس الأمن بهدف دعم مسار «أنابوليس» التفاوضي، مما يوجب إدخاله في إطار الإعداد للمواجهة ضد إيران منذ السنة الأولى لعهد أوباما، ذلك لأن الحرص على استمرار المفاوضات وإيصالها إلى اتفاق إطار، لا ينبع من حرص على إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية، وإنما يراد منه أن يكون في خدمة الحشد العربي ضد إيران. وأخيرا وليس آخرا، فإن مطالبة روبرت غيتس الغبية بضم العراق إلى مجلس التعاون الخليجي كان الدافع لها هو الإعداد للحرب سياسيا أو عسكريا ضد إيران، ولكن جاء الغباء من عدم إدراكه رد الفعل الخليجي، إلا إذا كان المقصود الابتزاز لتحقيق الغرض نفسه أو أغراض أخرى. ولكن يبقى السؤال ملحا أمام مصممي الاستراتيجية الأميركية ولم يحسم بعد. http://208.109.168.188/details.php?docId=66189&issueNo=358&secId=15 (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 16 ديسمبر 2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

Lire aussi ces articles

20 août 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 8 ème année, N° 2645 du 20.08.2007  archives : www.tunisnews.net   FTCR: Procès de sept pêcheurs

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.