الأربعاء، 13 يونيو 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2577 du 13.06.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:بين واقع  » قوانين مكافحة الإرهاب ».. وواجب مكافحة إرهاب القوانين الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس: لا لمحاصرة المجلس الوطني للحريات الإتحاد الدولي للصحفيين: التقرير السنوي « كسرالقيود   » مواطنون: الحل في تشريك النقابيين لا في معاداتهم… مواطنون: الانفراج السياسي… مواطنون: الأخبار مواطنون: « مكافحة الإرهاب  » في تونس من أولويات الكونغرس الأمريكي محمد القوماني: لاشيء يبرر التفتيش في أفكار الناس مدرس – نقابي: بمناسبة الذكرى الثانية لقطع أجور الجامعيين…لماذا التنكر لإنجازات وزير التعليم العالي؟ أخت الرجا ل: بشير الصيد..رجل من الزمن الجميل صحفي مستقل: حتى لا يفشل مشروع نقابة الصحفيين باسط بن حسن: حول مطلب « المصالحة » في تونس   محمد النوري:تصحيح الأزهر مقداد /محمد النوري: أسماؤنا ليست للمتاجرة د. محمد الهاشمي الحامدي: برقية جوابية عاجلة للأخ محمد النوري عبدالحميد العدّاسي :حول البيان الختامي والمبادرة الجديدة عبد الرحمان الحامدي: إلى الدكتور الهاشمي مجددا د. محمد الهاشمي الحامدي: ليتنافس المتنافسون في خدمة الدين والوطن مرسل الكسيبي: تهنئة رئيس تحرير الوسط التونسية بانعقاد المؤتمر الثامن لحركة النهضة د. الطاهر الهمامي: من ذيول النقاش حول حرب لبنان: كيف ندافع عن حزب الله ونطالب بالمساواة بين الجنسين د. أحمد القديدي: هل ينتهي نظام برتون وودس مع رحيل فولفوفيتز؟

 محمد كريشان: نبض رام الله


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات

اجتماع عام
تنظم هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات – باريس اجتماعا عاما بمناسبة الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية وذلك بمشاركة السادة أعضاء هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بتونس: –          أحمد نجيب الشابي ، مفوض الشؤون السياسية والدولية بالحزب الديمقراطي التقدمي –          حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي –          مصطفى بن جعفر أمين عام التكتل من أجل العمل والحريات –            لطفي حجي، عضو في هيئة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات
–          العياشي الهمامي، محام ومناضل حقوقي وذلك يوم الاربعاء 20 جوان 2007 ابتداءا من الساعة السابعة مساء:  
Le Mercredi 20 Juin 2007 à Partir de 19h A l’AGECA, 177, rue Charonne 75011 Paris Métro Ligne 2, Station Alexandre Dumas

 

توضيح
ورد في نشرتكم ليوم امس خبرا حول الندوة التي تعتزم تنظيمها هيئة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات بباريس بمناسبة الذكرى الخمسين لاعلان الجمهورية و قد اورد الاخوة المنظمون اسمي ضمن المشاركين بصفتي كاتب عام نقابة الصحفيين التونسيين و الصواب انني اشارك في هذه الندوة بصفتي الحقوقية و بصفتي عضو في هيئة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات و ليس بصفتي ممثلا عن نقابة الصحفيين التونسيين لذا وجب التصويب حتى لا يقع الخلط في اذهان الصحفيين المنضويين تحت لواء نقابة الصحفيين التونسيين
لطفي حجي

 

تابعوا سليم بوخذير على قناة « الحوار » اللندنية في هذه الأوقات

 خصّص برنامج « حقوق الناس » على قناة « الحوار » اللندنية حلقته التي بثّها مساء اليوم لموضوع حرية الصحافة في الوطن العربي، و قد إستضاف البرنامج الصحفي التونسي سليم  بوخذير الذي تحدّث عن القمع الذي يتعرّض له و الإعتداء عليه جسديا بشكل متكرّربسبب كشفه لحالات فساد مورّط فيها أصهار زين العابدين بن علي .   لمن فاته متابعة حلقة اليوم من « حقوق الناس » ، بإمكانه متابعة إعادتها في الأوقات التالية :  – على الساعة السادسة صباحا بتوقيت تونس غدا الخميس 14 جوان و على الساعة الخامسة بعد الزوال بتوقيت تونس في نفس اليوم .  – على الساعة منتصف النهار و 30 دقيقة بتوقيت تونس يوم الجمعة 15 جوان و على الساعة الخامسة بعد الزوال من نفس اليوم . – على الساعة العاشرة صباحا يوم السبت 16 جوان .    يُشار إلى أن قناة « الحوار » تبث برامجها على قمريْ « نايل سات » و « هود بارد » .


 

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو  أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

بين واقع  » قوانين مكافحة الإرهاب ».. وواجب مكافحة إرهاب القوانين

 
تتواصل، بلا هوادة، المحرقة القضائية للمئات من الشباب التونسي الذي يقدم قربانا لحرب استباقية على ما يسمى بالإرهاب ، فقد نظرت اليوم12/06/2007الدائرة الجنائية 27 لمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي المنوبي بن حميدان في القضية عدد 9200 التي يحال فيها كل من رضوان الفزعي ونضال البولعابي و خالد العرفاوي و علي بن سالم و رمزي بن سعيد ووليد السعيدي و أحمد الفزعي الذين صدرت في حقهم أحكام ابتدائية بالغة القسوة تراوحت بين 4 و 9 سنوات بتهم تتعلق بالسعي للسفر إلى العراق للإلتحاق بالمقاومة، وقد تعمد رئيس الدائرة الإستئنافية استفزاز المحامين بأن انتظر خلو المحكمة تماما من جميع المتقاضين ليبدأ النظر في القضية بل رفع الجلسة لمدة تزيد عن الساعتين و لم تستأنف إلا في حدود الساعة الخامسة مساء وسط حضور كثيف للبوليس السياسي الذي كان يسجل كل ما يدور بالجلسة وقد ترافع الأساتذة سمير ديلو وعلي بن منصور وعبد الرؤوف العيادي وسمير بن عمر مبينين، خاصة، الخلفية السياسية لهذه المحاكمات و بطلان إجراءات التتبع لصدورها عن جهة غير مختصة وهي إدارة أمن الدولة  فضلا عن ثبوت استخدام أبشع أنواع التعذيب لانتزاع الإعترافات من المتهمين في محلات البوليس السياسي، كما أكد المحامون أنه ليس من اختصاص القضاء أن يحاكم الفكر ولا أن يجرم المقاومة فضلا عن أن ينخرط في حرب استباقية على عدو موهوم توشك الإنتهاكات والأحكام الظالمة  أن تجعل منه خطرا غير بعيد الإحتمال . وإن الجمعية لتعيد التأكيد على مواقفها المبدئية التي تعتبر أن أمن المجتمع لا يقايض بحريات الأفراد، كما أن مكافحة الإرهاب قد انزلقت واقعيا إلى حرب على الحريات العامة بما أدى إلى  تعمير الزنزانات بعد أن غادرها مساجين سنوات القمع والمحاكمات الظالمة وذلك تحت ستار مكافحة الإرهاب. إن مطلب إلغاء قانون 10/12/2003 المتعلق بالمساهمة في المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب، قد غدا متأكدا أكثر من أي وقت مضى خاصة مع اتساع دائرة المحاكمات اليومية لتشمل مئات الشبان من التلاميذ و الطلبة ضحايا إرهاب هذا القانون. عن الجمعية المنسق المختار اليحياوي


 

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia

icfhrt@yahoo.com

 

لا لمحاصرة المجلس الوطني للحريات

 

يتعرض المجلس الوطني للحريات منذ تأسيسه الى حملات متكررة من الحصار لمقره، والملاحقة الامنية لأعضائه، بهدف عرقلتهم عن القيام بدورهم المشروع في الدفاع عن حقوق الانسان والحريات العامة. وضمن هذا السياق، عمد اعوان البوليس السياسي منذ يوم 18 ماي، الى محصارة مقر المجلس، ومنع اعضائه وفريق مجلة كلمة الالكترونية من الدخول اليه. كما بادر اعوان البوليس الى ملاحقة مناضلي المجلس في الطريق العام، وطردهم من المقاهي المجاورة لمنعهم من اللقاء و الاجتماع.

 

و ان الحملة الدولية لحقوق الانسان، اذ تحي صمود مناضلي المجلس الوطني للحريات، واعضاء مجلة كلمة، و نشطاء المجتمع المدني، الذين يتعرضون الى ملاحقات ومضايقات لعرقلتهم عن القيام بدورهم، تؤكد أن هذه المضايقات والملاحقات تأتي في سياق سياسة ثابتة للسلطة، تقوم على التضييق والحصار لكل الجمعيات والمنظمات التي تصر على المحافظة على استقلاليتها، مثل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، التي يستمر اغلاق مقرات فروعها في الجهات دون مبرر قانوني، و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، التي يحاصر مقرها لمنع هيئتها التنفيذية من الاجتماع، ومنظمة العفو الدولية التي تمنع من عقد جلستها العامة السنوية.

 

 وتطالب الحملة بالوقف الفوري لهذه السياسة العدوانية، ضد المجلس الوطني للحريات وكل المنظمات الحقوقية، والتي لن تؤدي الا الى مزيد من الاحتقان والتأزم، لعجزها عن معالجة القضايا الحقيقية التي ترفعها قوى المجتمع المدني.

 

عن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس

علي بن عرفة

لندن  في 13 جوان 2007  


 
أصدر الإتحاد الدولي للصحفيين يوم 3 ماي 2007 تقريره السنوي حول حرية الصحافة في العالم العربي وإيران الذي حمل هذا العام عنوان « كسر القيود ». نقتطف من نسخته العربية ما جاء في المقدمة والفقرة المخصصة لتونس.
 
« كسر القيود »  
« لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية ». الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – المادة 19. المقدمة في منطقة  الشرق الأوسط ،تتطلع الشعوب العربية والشعب الإيراني إلى المستقبل  بكثير من الريبة. وفي كثير من البلدان تناضل الشعوب لكي تحظى بالمكاسب التي تعود بها التنمية الإقتصادية والإجتماعية، بينما يشاهدون كيف تتحقق في مناطق أخرى  معدلات نمو متسارعة على المستوى المعيشي للسكان وما يؤدي إليه الإقتصاد  العالمي من تغيير اجتماعي، اقتصادي وسياسي– بما في ذلك على صعيد التعددية الديمقراطية وحرية الإعلام. لكن الأمر ليس كذلك في الشرق الأوسط الذي تقع شعوبه في شرك أنظمة سياسية متخلفة، وهي محرومة من أبسط الحريات بما فيها حرية التعبير. حيث تحول عقبات قانونية دون ظهور حكومات منفتحة ونزيهة، الأمر الذي يعيق مسيرة التقدم والإصلاح. والأسوأ من ذلك، ما تمثله مظاهر التطرف والإرهاب والعنف السياسي وما يرتبط به من خلق بيئة خطيرة تهدد حياة جميع الصحفيين في المنطقة. لقد تفاقمت أزمة العنف العالمية ضد الصحفيين في المنطقة، حيث بلغت معدلات غير مسبوقة  تمثلت في عمليات  قتل طواقم الإعلام والصحفيين عام 2006 مما أدى إلى مقتل 155 صحفياً. وفي 23 كانون أول من ذلك العام، أصدرت هيئة الأمم المتحدة لأول مرة قراراً أدانت فيه استهداف الصحفيين وطالبت بمحاكمة القتلة. وضمن مساعيهم لإسكات الصوت المعتدل، يواصل المتطرفون إعتداءاتهم على  الصحفيين. ويلاحظ بأن الصراعات والمعارك السياسية الداخلية في العديد من دول الشرق الأوسط تشكل مبرراً لحكوماتها  لمواصلة التضييق على الصحفيين، حيث تمثل حالة الطوارئ أو أمن البلد مبررات قوية لتبرير ملاحقة واعتقال العاملين في حقل الصحافة. كل ذلك يضاعف من الويلات في منطقة تفتقد الأمل بالسلام، الإستقرار، والإصلاح الديمقراطي.  فالديمقراطية والإزدهار الإقتصادي لن يتحققا إلا إذا انخرطت شعوب المنطقة بدرجة أكبر وبشكل مباشر في عملية التغيير. بكلمات أخرى، يتحقق ذلك عندما تكون الحكومات منفتحة وتفسح المجال للتعددية على الصعيدين السياسي والإعلامي، وبالتالي زيادة نسبة إنخراط المواطنين، وعلى مختلف المستويات، في المجال الإعلامي العام. وفي الواقع ليس من السهل تحقيق ذلك، ولكن يمكن القيام بالخطوة الأولى من خلال إلغاء كافة القوانين القمعية التي يتناولها هذا التقرير. إن الكتابة عن الشؤون السياسية والإجتماعية، أو الدينية أو القضايا الإقتصادية ضمن أجواء متوترة  تتطلب الكثير من الدقة والإنتباه وليس كتم صوت الحوار العام. وفي هذا السياق، فإن المطلب الجوهري يتمثل بإلغاء الإعتقال كعقوبة تستخدم لإرهاب الصحفيين ولإسكات الصحافة المستقلة. في قرارها رقم  42 /2003، طالبت المفوضية السامية للامم المتحدة لحقوق الإنسان من « كل الدول الامتناع عن استخدام عقوبات مبالغ فيها بالسجن او فرض الغرامات في قضايا متعلقة بالاعلام  لا تتناسب مع حجم الإساءة وهو الامر الذي يخرق القانون الإنساني الدولي. » حان الوقت للمضي قدماً. إن هذا التقرير يدعو إلى  ضرورة وقف العمل بكافة العقوبات الجنائية التي تمثل اعتداءً على الصحفيين كما يطالب بوقف عمليات الإعتقال، فرض الغرامات، خطف وتعذيب العاملين في الحقل الإعلامي. إن الدعوة إلى كسر القيود هي مبادرة مشتركة بين الإتحاد الدولي للصحفيين وإتحاد الصحفيين العرب.  وتعكس الحملة التي بدأت بإصدار هذا التقرير تعبيراً غير مسبوق عن الوحدة التي يشهدها الجسم الصحفي في العالم العربي وإيران. فهذا التقرير يعرض العقبات القانونية الأساسية التي تقف بوجه حرية التعبير في العالم العربي وإيران. كما يرصد حالات إعتقال وسجن صحفيين وقعت منذ وقت قريب،إضافة لحوادث إحتجاز لصحفيين بشكل غير قانوني لبضع ساعات أو لأيام، بل و في حالات أخرى جرى إعتقالهم لفترة طويلة دون محاكمة. إن استعراض مثل هذه الحالات  يلقي الضوء على الظروف التي يعمل في ظلها  الصحفيون إضافة إلى المداهمات التي تتم بموجب قانون سيء وما تولده من أجواء لا تطاق يسودها الإرهاب والخوف،الأمر الذي يرافق مهمات الصحافة في هذه المنطقة. لقد آن الأوان التغيير اللازم لحرية الصحافة وحرية التعبير، كما أن غياب الإصلاح الضروري  والدائم وعدم وجود مجتمعات حرة على إمتداد المنطقة الممتدة من المغرب إلى الخليج الفارسي من شأنه أن يبقي  ملايين البشر محرومين من التمتع بمستقبل آمن وزاهر. إيدن وايت                   الأمين العام للإتحاد الدولي للصحفيين                      
 

الفقرة المخصصة في التقرير لتونس:

 
تـونـس عرض واصلت السلطات خلال هذا العام ممارسة سلسلة من الضغوط  لكي تحقق رقابة ذاتية فعالة. فقد شملت تلك المضايقات: مصادرة الصحف، والحرمان من حقوق الطبع، والحرمان من البطاقات الصحفية الحكومية( وهي ضرورية لتغطية المؤتمرات الصحفية)، منع الكتابة عن بعض حوادث الترهيب . تراقب أجهزة الأمن عن قرب كافة الأنشطة الصحفية ووسائل الإعلام العامة، والخاصة، والمعارضة..إلخ- وقد تعرضت بمجملها لضغوط  كبيرة سياسية ومالية. ومن جهة أخرى، أغلقت الحكومة كافة المواقع الإلكترونية الخاصة بحقوق الإنسان ، المعارضة والمجموعات المتطرفة، كما قيدت وزارة الإتصالات والتكنولوجيا منح تراخيص للصحافة المحلية والمحطات الإذاعية كما أحكمت الرقابة على بث القنوات الفضائية. تقوم جمعية الصحفيين التونسيين بصفتها المجموعة الصحفية الرئيسية كل 3 ايار بإصدار تقرير سنوي حول واقع الحريات الصحفية في تونس. وقد أصدرت هذه السنة تقريرها السادس الذي تعرض لأهم الانتهاكات التي تعرض لها على العمل الصحفي، وتضمن كذلك عددا من مطالب الجمعية لإيجاد آليات تكفل حقوق الصحفيين وتوسيع هامش الحريات وخاصة إلغاء عقوبة الحبس من مجلة الصحافة. و هناك ايضا نقابة الصحفيين التونسيين التي تكونت قبل سنتين، وهي بمثابة مجموعة من النشطاء فى حقل الصحافة وهي أقل عددا من الجمعية. وقد خاض الإتحاد الدولي للصحفيين حواراً نشطاً مع منظمات الصحفيين التونسيين سعى من خلاله إلى حثهم على التعاون لمواجهة نفوذ الحكومة الذي كرُس رقابة ذاتية مكثفة بين وسائل الإعلام في البلاد. الإطار القانوني يكفل الدستور حريات التعبير والصحافة  » ضمن الشروط التي يحددها القانون ». و ينص القانون على الحكم بالسجن لمدة خمس سنوات لمن يسيء لسمعة رئيس الجمهورية والسجن ثلاث سنوات لنشر بيانات من نفس النمط ضد الحكومة أو ضد أعضائها وإداراتها أو ضد البرلمان والمجالس الدستورية. قضايا الإسموسيلة الإعلامالموقعحقائق طاهر بن حسينالحوار التونسي محطة ستالايتمديرفي 8-2-2007،اعتقل في تونس ليوم واحد إثر زيارته للصحفي المستقل توفيق بن بريك . الحوار التونسي برنامج أسبوعي مدته ساعتان يبث من قمر صناعي في إيطاليا.  تعرض عدد من العاملين بالبرنامج في تونس لمضايقات وإعتداءات. لطفي حجينقابة الصحفيين التونسيينرئيسفي 12-5-2006،استدعته السلطات إلى مقر الشرطة حيث استجوبته لمدة أربع ساعات  حول إجتماع  » غير شرعي »  « ضم ممثلي منظمات أهلية »  عقد في بيته في بنزرت . جاء إعتقاله بعد نشره مقالين على الإنترنت حول مواجهات بين الحكومة وجمعية المحامين التونسيين بشأن تأسيس مؤسسة حقوقية جديدة. ∆  محمد عبُومحامي في مجال حقوق الإنسانفي نيسان2005، حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف بتهمة  » تشويه العملية القضائية »  » و الإخلال بالنظام العام » ، وذلك لنشره على موقع تونسي محظور – تونس نيوز- موضوعاً يشير إلى ظروف الإعتقال  وممارسة التعذيب في السجون التونسية وبسبب نقده الرئيس بشكل مباشر.  تعرضت زوجته سامية لضغوط بشكل متزايد بعد  قيامها بالإضراب عن الطعام في 13آب 2006 مطالبة بإطلاق سراح زوجها. تم حجز واستجواب عدد آخر من الصحفيين دون   إعتقال رسمي . في 16.8.2006 اعتدت الشرطة بالضرب على صحفيين، (سليم بوخضير وتوفيق عياشي) في تونس بينما كانا في طريقهما إلى بيت سامية عبُو. وتقوم السلطات بتكرار  مضايقاتها  ضد بوخضير بعد أن نشر مواضيع على الإنترنت ينتقد فيها الحكومة. وفي تشرين ثاني 2005 توقفت صحيفة الشروقً العربية   عن نشر مقالاته وجمدت راتبه عن شهر شباط. وقد نفذ في شهري نيسان وأيار هو وصحفي آخر يعمل في الشروق إضراباً عن الطعام إحتجاجاً على تعامل إدارة الصحيفة معهما. رفضت السلطات الحكومية منح بوخضير بطاقة صحفية  وصادرت جواز سفره. ∆  تدل علامة المثلث على ان الصحفي ما زال في السجن لحظة إعداد هذا التقرير في نيسان 2007 المصادر – منظمات الصحفيين في المنطقة – منظمة العفو الدولية – المؤسسة العربية للتوثيق(AAI) – رقابة حرية الصحافة العربية( APFW ) – الشبكة العربية لإعلام حقوق الإنسان(ANHRI ) – المادة 19 – لجنة حماية الصحفيين (CPJ) – المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ( EOHR ) – هيومان رايتس وتش( HRW ) – المؤسسة الصحفية الدولية(IPI ) –  منظمة صحفيون بلا حدود (RSF ) –  وزارة الخارجية الأمريكية –  نساء صحفيات بلا قيود (  Yemen)  (المصدر: مراسلة من السيد سليم بوخذير بتاريخ 12 جوان 2007)


 

أخبار صحيفة « مواطنون »

1

 
مؤتمر نقابة الإدارة المركزية يتم في بهو وزارة الصحة:
 
تم يوم الثلاثاء 29 ماي المنقضي إنجاز انتخابات النقابة الأساسية لوزارة الصحة ( الإدارة المركزية) ولأول مرة قامت وزارة الصحة ببادرة  » طيّبة للغاية  » تمثلت في منع المؤتمر من أن يتم داخل أي قاعة من القاعات ولكن النقابيين أصروا على إنجاز مؤتمرهم متمسكين بحقهم في العمل النقابي وانعقد المؤتمر في بهو الوزارة. وقد قدمت الوزارة  » المزيد من الدعم والتعاون مع المؤتمرين  » بأن سلطت عليهم عناصر مشاغبة تابعة للشعبة لفرض جو خانق وحالة من الترهيب وتماديا في نفس النهج قام عدد من المسؤولين والمديرين بالوزارة بترهيب الأعوان الذين أدوا واجبهم الانتخابي ورغم هذه الظروف العصيبة فإن المؤتمر قد تم بنجاح وأفرز مكتبا متكونا من ستة أعضاء هم السادة هشام فيلالي وبدر الدين ومحمد الدوب وسمير السعيدي ولطفي الدراوي وحبيب فوزاعي وتم انتخاب السيد سمير بوراوي كاتبا عاما. الخواصّ يستولون على الملك العمومي
فصل الصيف على الأبواب ، و الصيف ضيف ، يحلم خلاله المواطن بالتمتع بالراحة  والاستجمام في الفضاءات الترفيهية العمومية كالحدائق والشواطئ والغابات, غير أن بعض البلديات تعمد إلى كراء أجزاء من هذه الفضاءات  ليقيم عليها المتسوّغون المطاعم و المقاهي والملاهي فيضعون الطاولات والكراسي ويثبّتون المظلات العملاقة بكل حرية … وقد يعمد بعض  هؤلاء إلى تسييج  هذه الفضاءات وانتداب حرّاس من ذوي السواعد المفتولة و الماضي المجيد في عالم الانحراف … يتصرف كلّ هؤلاء في أرض  بلادنا التي هي ملك للجميع و كأنهم يتصرفون في ملك أجدادهم الذي لم يرثوه … كتب مهملة وكراريس مقطعة … بانقضاء العام الدراسي ، وبعد اجتياز امتحان آخر السنة يعمد بعض التلاميذ إلى إهمال وتقطيع كل ماله صلة بالمدرسة الأدوات و الكتب والكراسات وحتى المحفظة و الميدعة هي عوامل نفسّية تبرز أن لبعض تلاميذنا موقف عدائي نحو المدرسة وكل ماله صلة بالمدرسة … من المفروض أن تتضافر كل الجهود بين الأولياء والمربين لتحسيس أبنائنا بقيمة الكتاب والكراس فيوجهوهم  ويوفروا لهم أماكن يحفظون فيها كتبهم و كراساتهم ليستفيد منها غيرهم ولتبقى شاهدا يحمل ذكرياتهم الدراسية واجتهادهم…
عندما يوظّف الأطفال والقرآن لخدمة أغراض معّينة …

تسّربت خلال معرض الكتاب الأخير مجموعة من الكتب التي تخدم أغراضا معينة وأخطر هذه الكتب تلك الموجهة إلى الأطفال … فهذا مثلا مصحف أنيق في أجزاء محلّى بالرسوم عمد ناشره إلى تجسيد صورة الرسول (ص) وبعض الأنبياء و الخلفاء بشكل مشين حيث بدا هؤلاء كالرجل الآلي الذي لا عين و لا أنف و لا فم له … تتصفّح هذا المصحف فترى أن الفضيلة و الخير مرتبط دائما بمن طالت لحاهم في حين أن الشّر والرذيلة مرتبط برجال حلقوا لحاهم … حيل خبيثة توظف فيها القرآن والأطفال لخدمة أغراض معينة … فحذار… (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 22 بتاريخ 6 جوان 2007) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_22.pdf


 

الأخبار :صحيفة « مواطنون » 2

 
المغرب العربي في مفترق الشراكات : انعقد الأربعاء الماضي مؤتمر المغرب العربي في مفترق الشراكات والذي نظمه مركز جامعة الدول العربية في تونس لمدة يوم واحد. وقد حضر المؤتمر عدد من الوجوه السياسية وخبراء الاقتصاد من مختلف بلدان المغرب العربي. وشدد أغلب المحاضرين على أن دفع مسار الوحدة المغاربي أصبح ضرورة ملحة أمام الظروف الدولية الراهنة خصوصا وأن العالم سار خطوات هامة باتجاه شراكة التكتلات الإقليمية. كما استعرض الحاضرون المراحل التاريخية التي مر بها مشروع الاتحاد المغاربي وما صاحبها من عوائق، وأشار السيد حاتم بن سالم كاتب الدولة المكلف بالشؤون الأوروبية في كلمة الافتتاح إلى الحاجة الماسة لتفعيل الاتحاد المغاربي طالما أن التجمعات الإقليمية الاقتصادية أصبحت ضرورة ملحة. ورأى السيد بن سالم أن ضعف حجم المبادلات يعد سببا رئيسيا في ضعف استعداد رأس المال الأجنبي للاستثمار في البلدان المغاربية رغم ضخامة هذه السوق. واعتبر السيد الشاذلي النفاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أن التكامل الاقتصادي هو السبيل المثلى لتنشيط الاقتصاد في بلدان المغرب العربي. ورغم أهمية الجوانب التي ذكرها الحاضرون في المؤتمر فإن تناول قضية الاستثمار الأجنبي أغفلت الاستثمار البيني الذي يمثل عنصر تقوية ودعم لمشروع الاتحاد كما لم يتطرق أي من المتدخلين إلى أهمية الجانب السياسي في المسالة حيث يلعب الواقع السياسي من دعم للحريات العامة وتطبيق موضوعي للقانون واحترام للمعاهدات والمواثيق وممارسة ديمقراطية للحكم دورا أساسيا في إنجاح مشاريع الوحدة والشراكة. أول مؤسسة عربية للديمقراطية : أسفر المؤتمر الثاني للديمقراطية  والإصلاح السياسي في الوطن العربي الذي نظم بالعاصمة القطرية الدوحة عن تأسيس المؤسسة العربية للديمقراطية وهي أول مؤسسة عربية دائمة للديمقراطية.   وقد بحث المشاركون في المؤتمر قضايا الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان وتحرير الإعلام وأوضاع المرأة والتعليم واستقلالية القضاء والتعديلات الدستورية القانونية. وتضمنت التوصيات النهائية للمؤتمر دعوات لمناهضة الانفراد بالسلطة وذلك بدعم استقلال القضاء وترسيخ قيم العدالة وتامين المحاكمات العادلة ووضع أسس الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان. كما حث على معالجة الآثار الجسيمة لانتهاكات حقوق الإنسان وطالب المؤتمرون الحكومات العربية بالسماح لمنظمات المجتمع المدني بالإشراف على العملية الانتخابية والتأكيد على أن الديمقراطية لا تتعارض مع مبادئ الأديان السمحة. وقد شهد المؤتمر اختلافات وتناقضات حول عديد القضايا منها خاصة العلاقة بين الدين والدولة وتوافق الإسلام والديمقراطية وفرص التعايش بين التيارات العلمانية والتيارات الإسلامية ودور المرأة في الحياة العامة والحياة السياسية. واعتبر عدد من المراقبين أن تنظيم هذا المؤتمر الإقليمي في الدوحة بحضور أمير قطر برعاية من حرمه وولي عهده لم يخل من الرسائل السياسية التي وجهتها القيادة القطرية ومئات النشطاء المشاركين في المؤتمر إلى الحكومات العربية فإذا كان الرئيسان العربيان سابقا الموريتاني علي ولد الفال والسوداني سوار الذهب الذين استقالا بعد انتخابات ديمقراطية قد طالبا في كلمتيهما العواصم العربية بإصلاح السياسي بأسلوب ديبلوماسي فإن عددا من منظمي المؤتمر وخصوصا الدكتور سعد الدين ابراهيم مدير مركز ابن خلدون بمصر طالب القادة العرب بأن  » يستحوا ويتقوا الله في شعوبهم ويحترموا حقوقه السياسية ومنها حق التعبير وحق تنظيم انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة وحق التداول على السلطة كشرط رئيسي التنمية والوحدة الاقتصادية والسياسية العربية وتحرير الأرض لأن الأنظمة الديكتاتورية العربية لم تحرر شبرا واحدا من الأرض بسبب لا شعبيتها ولا ديمقراطيتها.. » وقد شارك في المؤتمر عدد من ممثلي الجمعيات والمنظمات الحقوقية العربية والإسلامية التي تنشط في كل من أمريكا وأوروبا من بينها جمعية مركز الإسلام والديمقراطية في واشنطن. وقد ضم مجلس أمناء  » المؤسسة العربية للديمقراطية  » الرئيس الموريتاني المتخلي علي ولد محمد الفال ورئيس الحكومة السوداني السابق الصادق المهدي ورئيس الوزراء اللبناني سابقا سليم الحص والناشط الحقوقي المصري سعد الدين إبراهيم وعضو الكنيست الإسرائيلي سابقا الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة والمفكر المغربي محمد عابد الجابري ورئيسة وزراء أيرلندا سابقا ماري روبنسون ووزير خارجية ألمانيا سابقا يوشكا فايشر ووزيرة التجارة الدولية للشؤون الخارجية الإيطالية إبما بونينيو. اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد: صدر بيان ممضى من اللجنة الوطنية الموحدة للاتحاد العام لطلبة تونس يدعو كل القوى والفعاليات والمناضلين إلى الانخراط الفاعل والمسؤول في مسار توحيد الاتحاد العام لطلبة تونس وأكد البيان على أن المؤتمر الموحد المزمع إنجازه يهدف إلى تعزيز جماهيرية المنظمة وتمثيليتها كما استعرض البيان جملة الخطوات التي قامت بها اللجنة في إنجازها للانتخابات القاعدية لبعض الأجزاء الجامعية داعيا كل الفعاليات النقابية المكونة للساحة الجامعية إلى الإسهام في عملية استكمال بقية الخطوات العملية لإنجاز المؤتمر الموحد وقال  » أن اللجنة الوطنية ستتولى تركيز اللجان الجزئية في كل الأجزاء الجامعية حيثما وجد مناضلو الاتحاد « . كما أضاف البيان أن اللجنة ستعتمد مقاييس موحدة لهيئات الفروع وأعضائها وبيّن أن اللجان الجزئية ستستلم الانخراطات من اللجنة الوطنية وستشرف على الانتخابات القاعدية وعلى الجلسة العامة في كل جزء جامعي. وفي إشارة واضحة إلى الخلاف الحاصل بين عزالدين زعتور الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية ومجموعته السياسية في المكتب التنفيذي للمؤتمر 24 وحتى خارج الجامعة أعلن البيان عن رفض اللجنة الوطنية لما تم الإعلان عنه مؤخرا من انتخابات في عدد من الأجزاء الجامعية كما أقرت اللجنة في البيان المذكور  » استحالة  » انعقاد المؤتمر الموحد خلال هذه الصائفة وهو ما تحول إلى موضوع خلاف كبير بين بعض أعضاء المكتب التنفيذي للمؤتمر 24 الذين يتمسكون بإنجاز المؤتمر في شهر أوت القادم. إضراب المعلمين: نظم ما يقارب 50 ألف معلم يوم الثلاثاء 29 / 05 / 2007 إضرابا عن العمل بيوم واحد للمطالبة بتحسين ظروفهم المهنية والاهتمام بالمناهج الدراسية. وبحسب مصادر من نقابة التعليم الأساسي بلغت نسبة المضربين من المعلمين حوالي 85 % أي نحو 51 ألف معلم من إجمال 60 ألف يقومون بتدريس نحو مليوني تلميذ وهو ما يعطي هذا الإضراب أهمية خاصة في ظل الحركية الاجتماعية التي تشهدها البلاد إلا أن السلطات أعلنت أن نسبة المضربين لم تتجاوز 18 % وفي تصريح للسيد محمد حليم كاتب عام نقابة التعليم الأساسي قال فيه:  » إن وزارة التربية لم تلتزم بالاتفاقات المبرمة بينها وبين رجال التربية حول مجمل المطالب وخاصة ما يتعلق منها بكيفية تسيير المؤسسات التربوية. وتتمثل مطالب المضربين في ضبط حركة نقل المعلمين بطريقة موضوعية ونزيهة وبحضور الطرف النقابي. وكذلك منحة العودة المدرسية وهي المنحة التي تنفق في بداية العام الدراسي  وتعادل أجر شهر من العمل أي 600 دينار تونسي علما وان السلطات المشرفة قد أقرت منحة بقيمة 180 دينارا وهو ما اعتبره المعلمون اقل بكثير من المطلوب ويعتبر المعلمون أن هذه المنحة ضرورية بسبب الأعباء المادية التي يتحملونها من أجل توفير لوازم الدراسة وضرورة أن يكون المعلم في مظهر لائق ومحترم. ويتمسك المعلمون بمطلب تحديد ساعات العمل ب20 ساعة أسبوعيا كما كان معمولا به قبل اتخاذ الوزارة قرارا برفع ساعات العمل أسبوعيا إلى 25 ساعة وأحيانا 30 ساعة. وترى النقابة العامة للتعليم الأساسي أن رفع عدد ساعات التدريس من شأنه أن ينقص من إنتاجية المعلم وهو ما يؤثر سلبا على مستوى التلاميذ. كما يصر المضربون على مبدأ احترام النشاط النقابي وتقنينه حيث يرون أن هناك محاصرة مستمرة من قبل سلطة الإشراف للعمل النقابي. (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 22 بتاريخ 6 جوان 2007) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_22.pdf


الأخبار:صحيفة « مواطنون » 3

 
جمعية المساجين السياسيين: أصدرت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسين بتاريخ 29 ماي 2007 بيانا أعرب من خلاله الأستاذ محمد النوري تخليه عن رئاسة الجمعية و قد قبلت الهيئة المديرة بالإجماع مطلب الأستاذ النوري  وتم تكليف الأستاذ المختار اليحياوي بمهمة منسق الهيئة المديرة خلال بقية المدة المتبقية إلى حين عقد الجلسة العامة الانتخابية في موعدها المقرر في شهر أكتوبر المقبل. تونس الخضراء: أصدر حزب تونس الخضراء بتاريخ 01 جوان 2007 بيانا حول التقرير الخير الذي أصدرته جمعية الصحفيين التونسيين حول  » واقع الحريات الصحفية في تونس « . وقد جاء في بيان الحزب أن التقرير لم يتناول بعمق أهم القضايا التي تعيشها البلاد والمتعلقة أساسا بواقع الحريات العامة والصحفية في تونس والذي لم يتغير منذ عشرات السنين كما أضاف البيان أن  » إعلامنا أصبح محنطا لا روح فيه و لا تجديد ولا حركية خلاقة. الشيء الذي أفقد التونسيين قناعاتهم وأفقدهم الثقة بمصادر الخبر في بلادنا » واستشهد البيان في ذلك بما حدث تعتيم إعلامي في الأحداث الأخيرة المتمثلة في العمليات المسلحة التي جرت مع بداية هذا العام. جمعية الحقيقة والعمل : عقدت جمعية الحقيقة والعمل اجتماعها العمومي يوم 20 ماي المنقضي بمدينة فرايبورغ وتم انتخاب مكتب جديد للجمعية لمدة سنتين وانتخاب السيدة صفوة عيسى رئيسة للجمعية. سامية عبو تحت الحصار: قامت السيدة سامية عبو بزيارة زوجها المحامي السجين محمد عبو يوم الخميس 31 ماي 2007 تحت محاصرة بوليسية وتهديد من إدارة السجن وقد هددت السيدة عبو من طرف مدير السجن بقطع الزيارة إذا لم يقتصر حديثها مع زوجها على المسائل العائلية. محمد عبو شاهد تعذيب : طلب الأستاذ محمد عبو إبلاغ الرأي العام بوقوع حالات تعذيب داخل سجن الكاف وغن لم يتسنى للسجناء معرفة هوية الضحايا إلا أنهم عاينوا أصوات صياح وضرب. وليد العيوني في خطر : ازدادت الحالة الصحية والنفسية للسجين وليد العيوني المحال ضمن قانون مكافحة الإرهاب سوءا بعد مغادرته مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بالرازي وإرجاعه لسجن المرناقية. هذا وتواصل والدته إضرابها عن الطعام الذي بدأته للحصول على سراح مؤقت لفائدة ابنها. خالد العيوني مضرب عن الطعام : دخل السجين السياسي خالد العيوني شقيق وليد العيوني يومه التاسع عشر من إضرابه عن الطعام احتجاجا على الاعتداءات الجسدية والإهانات التي تعرض لها داخل سجن المرناقية حيث قام أعوان السجن بالاعتداء بالضرب العشوائي وذلك لإجباره على حضور جلسة 12 ماي 2007 وقد أصبحت تسلط عليه أنواع مختلفة من التعذيب والإهانات وقد عاين الأستاذ عبد الرؤوف العيادي في زيارته له يوم 30 ماي الفارط أثار التعذيب وتدهور حالته الصحية.  معاملة لا إنسانية داخل سجن الكاف :  دخل السجين سفيان رزيق المحكوم بقانون مكافحة الإرهاب بخمس سنوات سجن وخمس سنوات مراقبة إدارية يومه الثامن من إضرابه عن الطعام احتجاجا على الظروف السيئة والمعاملة اللاإنسانية داخل سجن الكاف. وقد تعمد أعوان السجن يوم الأربعاء 30 ماي قطع الزيارة بينه وبين عائلته عندما حاول إخبارهم بالظروف السيئة داخل السجن. (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 22 بتاريخ 6 جوان 2007) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_22.pdf


مؤسسة بوعبدلي… مؤشرات متناقضة

 
إثر ما نشرته « مواطنون » بخصوص ما تتعرض له مؤسسة بوعبدلي و خاصة معهد لويس باستور التابع لها، عاشت المؤسسة خلال الأسبوع الماضي حدثين يتمثل اولهما في استدعاء السيد البوصيري بوعبدلي من طرف جهاز الأمن في منطقة بوشوشة « لأمر يهمه »… و قد امتنع المعني عن أي تعليق بخصوص الموضوع… كل ما في الأمر أن الضروف كانت لائقة… أما الحدث الثاني فهو الزيارة التي أداها المسؤول عن التعليم الخاص في وزارة التربية و التكوين، وقد حرص المسؤول على بث الطمأنينة في نفوس من التقى بهم… فأي استنتاج يمكن استخلاصه من هذين الحدثين و ما يحملانه من تناقض؟!! (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 22 بتاريخ 6 جوان 2007) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_22.pdf  

حول اقتطاع نسب اضافية من المساهمات بعنوان التأمين على المرض

 
علمت «الصباح» انه من غير المستبعد ان يتضمن مشروع الامر الترتيبي المتعلق بجدولة اقتطاع مساهمات اضافية من المضمونين الاجتماعيين والمؤجرين في القطاعين العام والخاص بعنوان التأمين على المرض تعود الى صندوق التأمين على المرض، جدولة جديدة في اتجاه اعفاء المضمونين الاجتماعيين من المرحلة الاولى من عملية الاقتطاع المقررة، وتأجيل تنفيذها خلال شهر جويلية من سنة 2008، مع الابقاء على الاجل المقرر للمرحلة الاولى من اقتطاع مساهمات اضافية للمؤجرين. علما وانه تم تحديد نسب المساهمات الاضافية بواقع 1,75% بالنسبة للاجير و2,75% على المؤجر يتم تطبيقها تدريجيا لتصبح النسبة الجملية لنسبة المساهمات بعنوان النظام القاعدي 6,75% من الدخل موزعة بين 4% على كاهل المؤجر و2,75% على كاهل الاجير. استغراب عدد من الطلبة الناجحين في معهد الصحافة وعلوم الاخبار بقدر ما سرهم الاعلان عن النتائج بالوسائل التكنولوجية الحديثة كالانترنات والـS.M.S  ما ساءهم وجود نقطة استغراب (!) بعد الاعلان والتهنئة بالنجاح «مبروك، لقد نجحت!» نقطة الاستغراب هذه تثير اكثر من نقطة استفهام واستغراب. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جوان 2007)

دعم الثقافة
 
تونس – الدكتور عبداللطيف الحناشي     غالباً ما نسمع ونقرأ عن رصد جوائز لمصلحة الثقافة والمبدعين. بالنسبة الى الدول غير النفطية يعاني كثيرون من المثقفين والأكاديميين من الاهمال واللامبالاة. وشخصياً لي تجربة في هذا المجال فقد نشرت كتابي الاول، وهو في الاصل اطروحة دكتوراه، بمساعدة الجامعة التي انتسب اليها. ولكن هل تعرفون قيمة المساعدة؟ الف دينار تونسي، واستدنت اربعة آلاف لطبع الكتاب، ووزعته للحصول على جزء من التكاليف. ثم اصدرت كتاباً ثانياً بعد أربع سنوات، على نفقتي الخاصة، وموضوعه «تطور الخطاب السياسي في تونس ازاء القضية الفلسطينية 1920-1955»، وطرقت أبواب بعض المؤسسات وبعض رجال الاعمال وبعض البنوك فقط لشراء نسخ من الكتاب، ولكن لم يلتفت الي أحد. ولم أتمكن حتى الآن من سداد الدين الذي قدمه لي احد الزملاء المترفهين، وتحولت الى بائع كتب وجامعي. وزارة الثقافة في تونس وعدت بشراء مئة نسخة من الكتاب، ولا أزال حتى اليوم انتظر. اما ابناء الخليج فمحظوظون والله رزقكم من نعمته وخيراً فعلتم عندما يخصص بعضكم جزءاً منها للثقافة والعلوم والتربية. بريد الكتروني (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 جوان 2007)

 


 
– مرافيء الثقافة: – « آخر الأسرار » رواية أولى تتكون من 127ص من الحجم المتوسط، للكاتب التونسي المقيم بباريس » محمد الغزالي » ، ورد في الغلاف  » …في سمرقند وبخارى وفي مجاهل أفغانستان عاد السندباد الى نفسه وتساءل عما اذا كان سيحظى بقلب مالكة اللب والفؤاد ‘ألبان’ ابنة غرناطة التي ملكت عليه قلبه وكادت تثنيه عن الرحلة لولا دهاؤه وحنكته ولولا عودة الرشد اليها وتشجيعها إياه على المواصلة على خطى بن بطوطة… » (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 22 بتاريخ 6 جوان 2007) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_22.pdf

 
إضراب ناجح:

 
حسب المصادر النقابية: إن نسبة نجاح إضراب الصحة في ولاية قفصه كانت كالآتي: – قفصة المدينة 93.5 % – النسبة الجهوية 91.5 %. مساندة: *بعد الإيقافات التي تعرض لها بعض مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي بقفصة والمضايقات التي تتعرض لها مكونات المجتمع المدني فان مناضلي التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يؤكدون على تضامنهم وعزمهم لمواصلة النضال  من أجل تجسيم الحريات العامة والفردية واحترام حقوق الإنسان. *استنكر العديد من أصحاب المحلات العمومية للاتصالات من المضايقات الأمنية التي أصبحت تهددهم بالإفلاس. (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 22 بتاريخ 6 جوان 2007) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_22.pdf


المعطلون يطالبون بالتغطية الاجتماعية و مجانية النقل

 
أصدر اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بلاغا إعلاميا عرضوا من خلاله آخر تحركاتهم و الذي ارتبط هذه المرة بمطالبتهم بالتغطية الاجتماعية و مجانية النقل و ذلك بعد لقاء ممثليهم برئيس ديوان السيد وزير الشؤون الاجتماعية، و جاء في البلاغ أن الاتحاد متمسك  « بالحوار الجدي مع المسؤولين ومع كل المؤسسات  بعيدا عن كل مظاهر التشنج التي تتسبب فيها وتغذيها المتابعة اللصيقة والاعتداءات المجانية من قبل البوليس لمناضلي ومناضلات  الإتحاد » كما طالب اتحاد المعطلين وزارة الشؤون الاجتماعية بـ »ضرورة النظر في ملفات المعطلين عن العمل والتي قدمت في مناسبات سابقة وانتداب الحالات الأكيدة والملحة منها » (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 22 بتاريخ 6 جوان 2007) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_22.pdf

 
 

الافتاحية(مواطنون لا رعايا)

الحل في تشريك النقابيين لا في معاداتهم…

 
مصطفى بن جعفر  شهدت الأشهر الأخيرة توترا ملحوظا بين الحكومة و قطاعات اجتماعية هامة، بل حيوية، مثل التعليم بكل أصنافه و الصحة و العدلية و اتصالات تونس…الخ.. مفاوضات معطلة أو فاشلة فتحركات و اعتصامات و في النهاية.إضرابات..وحسب ما يبدو لن يتوقف المسلسل  إلا بحلول الصائفة و ما يوافقها من عطلة مدرسية و ركون أغلب الموظفين و الشغالين إلى الراحة ..   و الملفت في القضية لا يتعلق، طبعا، بالإضرابات فهي أمر شائع في كل الأصقاع و هي وسيلة احتجاج  متداولة في كل البلدان التي تضمن قوانينها الحق النقابي و حق الإضراب . إن ما يثير الانتباه في الحالة التونسية هو الظروف التي تقود النقابات إلى اللجوء إلى الإضراب من ناحية و الأسلوب الذي تتوخاه السلطة غالبا في معالجة المشاكل القائمة من ناحية أخرى. إنه لمن الطبيعي عندما يشعر العاملون في أي قطاع  بتدني مقدرتهم الشرائية أو بتدهور ظروف عملهم أن يتجهوا عبر نقاباتهم إلى مشغليهم لتقديم مطالبهم المشروعة، كما أنه من الطبيعي أن تنتظم  مفاوضات بين الطرفين المعنيين من أجل التوصل إلى حل يرضيهما .فالتفاوض و تشريك الطرف النقابي في طرح المسائل المتعلقة بالقطاع و البحث عن الحلول الملائمة شرط أساسي لتحقيق السلم الاجتماعية. مكمن الداء عندنا هو أن  مفهوم التفاوض غائب في قاموس السلطة التي تلجأ غالبا إلى استعمال كلمة « الحوار » أو « اللقاء » كما أنها كثيرا ما تتجنب أو ترفض الإمضاء على محاضر الجلسات التفاوضية لما تمثله من حجة  و وثيقة ملزمة، و الغاية من كل ذلك هو أن تبقى الأمور تحت تصرفها و أن تتطور حسب مشيئتها، فهي التي تحدد القرار و تختار التوقيت، و أما الطرف النقابي فهو  » وطني غيور » , « يتصرف بمسؤولية » إذا ما كان « منسجما » و إذا ما أشاد بالسياسة الحكيمة، و هو المشاكس الذي يستغل الفضاء النقابي لأغراض سياسية غير معلنة. إذا ما رفض القرار وحتى لو كانت حجته دامغة. إن هذا المناخ الذي تغيب فيه الندية و تنعدم فيه الثقة و تكثر فيه المماطلة و التسويف، يفسر إلى حد بعيد ما نشاهده في عديد المناسبات من علاقات متوترة و انزلاقات خطيرة غالبا ما تقود إلى طريق مسدود خاصة إذا دخلت « هيبة الدولة » على الخط و أصبح كل تراجع من طرف وزارة ما ضربا لمصداقيتها. لكأن السلطة فاقدة للأريحية المطلوبة في تسيير الشأن العام فإذا بها في خصام متواصل مع مكونات المجتمع عموما و مع النقابات خصوصا لا تتصور علاقة خارج الهيمنة و لا تقبل كسبا إلا عن طريق المن و الهبة. نلاحظ نفس السلوكيات أثناء الإضرابات و بعدها، فمنطق الخصومة يفرض منطق الانتصار و الخسارة و هو ما يفسر تصرفات بعض المسؤولين- و حتى السامين منهم- الذين يتحولون إلى  » مكسرين » للإضراب فيسحبوا المعلقات النقابية و يوجهوا الرسائل الرسمية و شبه الرسمية للحث على إفشال الإضراب و يوظفوا وسائل الإعلام للدعاية المضادة التي لا تخلو من تشويه للمضربين و قدح في وطنيتهم. إن المشكلة أعمق مما قد يتراءى للبعض بخصوص المعوقات التي يشكو منها هذا القطاع أو ذاك، فهي تتعلق  بالمراجعة الضرورية لعلاقة الدولة بالمجتمع، تلك العلاقة التي لا بد أن تنبني على أساس تشريك المواطنين و مؤسساتهم الممثلة في تقرير مصيرهم و تسيير شؤونهم. ÷كذا نصبح بحق مواطنين لا رعايا. (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 22 بتاريخ 6 جوان 2007) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_22.pdf  


إضراب 29 ماي وعودة المليشيات

 
كدنا نصدق الخطاب الرسمي حول التزامه بمرجعية حقوق الإنسان وتمسكه بدور المؤسسات وتشبثه بعلوية القانون، وذلك لو لا حادثة مدرسة حي السكرين من  معتمدية طبلبة بتاريخ 23-05-2007، حيث عمد المدعو رضا كمون معلم التربية التقنية ورئيس الشعبة المهنية إلى تمزيق الإعلام النقابي وإلى الاعتداء على زميلته ثريا منصور عضو النقابة الأساسية لمجرد أنها لامت تصرفه ذلك. لقد اعتدى عليها بالثلب والسب والقذف وهددها بالضرب وأهانها وطعن في كفاءتها المهنية، وهاج وماج وأطلق « حكمه » بمنع تعليق أي منشور نقابي. كما أشار بيان الاتحاد المحلي للشغل بطبلبة إلى أن رئيس الشعبة هذا لم يكتف بتقطيع المعلقات النقابية في المدرسة التي يعمل بها بل تنقل إلى باقي مدارس المعتمدية -كما لو كان متفقدا إداريا -ومزق كل المنشورات النقابية حيث ما وجدت. وقد اتصل وفد نقابي متكون من أعضاء من النقابتين الجهوية بالمنستير والأساسية بطبلبة بالسيد مدير مدرسة السكرين لاستجلاء الأمر ولتحميله مسئولية ما حصل من تطاول على زميلتهم ومن اعتداء على حقهم النقابي، لكنهم فوجئوا بالتبرير السخيف الذي قدمه لهم السيد مدير المدرسة حيث أنكر في البداية علمه بالموضوع ثم أفادهم بأنه « لا يستبعد أن يكون بعض المنحرفين والسكارى هم من تسللوا ليلا للمدرسة وسحبوا المعلقات النقابية » !! هكذا أصبح – على ما يبدو سكيرو منطقة السكرين من معتمدية طبلبة مسيسين إلى حدّ التمييز بين المعلقات النقابية التي تستوجب السحب والتمزيق وبين المعلقة « الثقافية » (التي كانت مثبتة إلى جانب اللائحة النقابية) الخاصة بإشهار حفل للغناء الشعبي ولرقص البطون ولم ير السكيرون ضرورة لإزالتها وتقطيعها!!      إن مسئولية السيد مدير المدرسة تجاه ما حصل مضاعفة لأنه فشل في تأمين حماية منشور نقابي لا يختلف من وجهة نظر قانونية عن أي منشور آخر إضافة إلى كونه تغاضى عن سلوك أرعن وعلى تصرف همجي، بل تستر عليهما وحاول حماية المذنب.كذلك فإن بقية الهياكل الإدارية مطالبة هي الأخرى بتحمل مسئولياتها تجاه ما جرى وهي مدعوة لفتح تحقيق في الغرض ولردع هذا السلوك المتهور بما يحفظ مصداقية الخطاب الرسمي ويؤمن عدم تكرار مثل هذه التصرفات المتخلفة. المنجي بن صالح (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 22 بتاريخ 6 جوان 2007) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_22.pdf  
 


الانفراج السياسي…
 
سمير بوعزيز -1- إن الحديث عن مطلب الانفراج السياسي يفترض حضور الانغلاق بما فيه من معاني التشدد و غياب إمكانيات الفعل، إنه يحيل على عدم و تصحر، و يشير إلى سلطة قمعية لا تسمح بأمر. و هذا تقدير غير دقيق، فواقع الأمر أننا نحتاج إصلاحات سياسية جوهرية و اجراءات ضرورية لتنقية المناخ السياسي بتمكين أحزاب و نشطاء من حقوقهم المدنية و السياسية كاملة. و السلطة الحاكمة لم يصل بها الأمر إلى نفي الآخر و لكنها وضعت من الحدود الكثير، و تسمح بحدود لبقية المكونات بما لا يتجاوز احراجها كثيرا أو اقلاقها أكثر من اللزوم، و كثيرا ما يكون قلقها لأمور لا تستحق ردات فعلها لسوء تقدير و قراءة فيها من المغالاة الكثير و فيها من تشنج أجهزتها ما لا مبر حقيقي له. -2- إن الإصلاحات السياسية، في اتجاه فصل الحزب الحاكم عن الدولة و تمكين كل الأحزاب من مساواة في فرص الحضور على الساحة السياسية و مراعاة استقلالية المنظمات و الجمعيات و اعتبارها هيئات شعبية أو أهلية و مكونات للمجتمع المدني، ليس من باب تقديم خدمة لمنافس و لكنها من ضرورات ارساء نظام جمهوري حقيقي و جمهورية ديمقراطية حديثة. و لا شك أن السلطة هي المطالبة بوضع جملة الإصلاحات و العمل على تطبيق ما توفر من تشريعات ايجابية ضامنة للحقوق الأساسية. كما أنها مدعوة إلى احترام الحريات الفردية و عدم التضييق على الأشخاص في حركتهم و اتصالاتهم. -3- على طاولة السلطة ورقات من سجل الحريات و الحقوق، وهي لا تتسرع في تقديم كلها، فكلما قوي الضغط حولها تصنع متنفسا بواحدة، و قد تسحبها لتعيد استعمالها مرة أخرى لكي لا تضطر لتقديم ورقة جديدة  فينقص رصيدها من وسائل لعبة التهدئة و التنفيس و سحب البساط. فالأمر مرتبط بدرجة مطالبة المعارضة و قدرتها على الضغط و الإجبار، و خاصة قدرتها على عدم التوهم ذلك أن معارضتنا سهلة التنويم و صانعة أحلام أكثر من صناعتها لأفعال و تنفيذها لمشاريع حقيقية، فهي تمثل دوائر ضغط أكثر من كونها طرفا مقابلا، و تقول قيادات مرموقة أن السلطة لا تعترف بنا. إن المنافس السياسي يجبر على الاعتراف، بالجهة المقابلة له، إذا ما كان الطرف المقابل قويا و قادرا على تحريك ميزان القوي، و إذا كان قادرا على الإقلاع من صيغ التذمر و الاحتجاج البكائي إلى مستوى الوجود الكامل غير المتشبه بالحضور و غير المنتظر و غير المرتبك. -4- يعرف نظام الحكم كيف يلعب على قاعدة التوازنات، و كثيرا ما يترك المساحات لهذا الطرف أو ذاك حتى تزداد قوته و لكن بمقدار لا يتعدى إمكانية الإطاحة به و إضعافه في أي لحظة، و يجعل هذا يعطل ذاك فلا يتقدم أحد و يتراجع الجميع. و قد أخذ الوهم بعض المناضلين التقدميين، في الآونة الأخيرة، و قدروا أن السلطة ستحدث انفراجا مهما و ستسمح لقوي ديمقراطية بالعمل بأكثر حرية في إطار التصدي للسلفية و الأصولية، و هذا أمر فيه مغالطة كبيرة لأن رؤية السلطة في التصدي لأي ظاهرة سلبية لا ترتكز على النظر إلى المسألة المجتمعية و الحضارية و لكنها تنبني أساسا على رؤية أمنية في التحليل و مباشرة المهمات و تنفيذها، و إن أرادت أن توقف الموجة الراهنة بأكثر حزم أمني لفعلت و لن يتطلب الأمر مدة طويلة. إنها تتعامل بحجم الخطر الذي يتهددها لا بحجم الخطر الذي يهدد المجتمع. و إن أرادت قتل ظاهرة السلفية  و الأصولية و الأسلمة المتطرفة فإنها لن تعول على أهل التقدم، و قد توسع من مساحات عملهم لخلق التوازن لا غير حتى لا ينفلت عليها أمر و لكننا سنبقى أبعد عما نسميه انفراجا أو اصلاحات حقيقية: كل الأمر داخل لعبتها و في إطار خطة التوازنات لا أكثر. -5- لو تتراجع السلطة اليوم عن نهجها و تقدم كل الحقوق المشروعة التي تطالب بها القوى السياسية و الاجتماعية فإن الأمر لن يكون ضدها فقط و لكنه سيكون أيضا ضد جهات كثيرة تدعي راهنا أن سبب ضعفها كله يعود إلى قمع السلطة و تضييقاتها، و انه لو أعطى لها مجال للنشاط و الحركة ستفرض وجودها داخل المجتمع و تقدم الكثير. إن حركة جادة للإصلاح ستقدم لحظة للفرز حقيقية و لن يضل واقفا إلا من كانت له رؤية واضحة و حقيقية و إمكانيات للحضور الحقيقي. و أنا على ثقة أرفعها إلى حدود المراهنة أن عناوين سياسية حاضرة اليوم: رنانة و « طنانة »، ستنقرض لحظة تمكن المجتمع من حرياته المشروعة، و أن وجودها اليوم صنيعة فعل السلطة القامع ضدها أو الراعي لها، لا جدة برامجها و صواب رؤيتها و امتلاكها لقوة تغيير. -6- إن الوضع السياسي الراهن، في شبه حركته و كثير تعطله، ليس صنيعة السلطة وحدها و لكنه صنيعة معارضيها أيضا الذين لم يقدموا الكثير لتغيير الحال و إجبارها على فسح المجال لنشاطاتهم. و تحت السقف الموجود، و الذي تسمح به السلطة، هناك الكثير مما يمكن فعله، و من ينتظر الانفراج التام سيتعود على العطالة، حتى عندما يتمكن من كل حقوقه، و سيبقي دائما يبحث عن سبب خارج عنه يعلق عليه عجزه. و لا يجب أن ننفي بالمقابل جهد مناضلين كثر وفرت نضالاتهم السقف الحالي، فالساحة السياسية لم تشهد العدم المطلق أو العطالة التامة في أي لحظة، و لكننا نشدد على النقد لأن ما يتطلبه التغيير، و ما يفترض لدفع السلطة للإصلاح يتطلب الأكثر. -7- … على جميع الأطراف تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب و الوطن. (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 22 بتاريخ 6 جوان 2007) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_22.pdf  


 

« مكافحة الإرهاب  » في تونس من أولويات الكونغرس الأمريكي:

 
أدى الأربعاء الماضي وفد من أعضاء الكونغرس الأمريكي زيارة إلى تونس استمرت يومين وقد ضم هذا الوفد عددا من الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين برئاسة النائب جون تانر. هذا ولم تصرح الخارجية التونسية بأسماء بقية أعضاء الوفد كما لم يتم الإعلان رسميا عن هذه الزيارة قبل حدوثها، فيما قالت السفارة الأمريكية بتونس أن الوفد جاء ممثلا للجمعية البرلمانية للبلدان الأعضاء في الحلف الأطلسي، في جولة بين المغرب وتونس والبرتغال. ولم تقدم وكالة الأنباء في تونس تفاصيلا حول المسائل التي تناولها الوفد في لقاءه مع رئيس الدولة عدى الحديث عن العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين فيما أصدر الطرف الأمريكي بيانا أرسل إلى بعض الصحف العربية والدولية منها صحيفة « الحياة  » الصادرة بلندن بين فحوى الزيارة التي قال أنها تأتي في إطار المحادثات المتعلقة بمسار تطور عمليات  » الحلف الأطلسي  » في أفغانستان والحملة الدولية على الإرهاب. وأوضحت السفارة الأمريكية بتونس في بيان صادر بخصوص هذه الزيارة أن الوفد التقى بعدد من المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع التونسيين لنقاش القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين والارتباطات المشتركة فيما يخص مكافحة الإرهاب وركز البيان على العلاقات السياسية والأمنية والعسكرية الوطيدة التي بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة طويلة مشيرا إلى أن هذه الزيارة تأتي عشية اجتماعات الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي التي انعقدت في البرتغال لمناقشة عملياته العسكرية في أفغانستان وقضية التهديدات الإرهابية في المنطقة. وكانت نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي المكلفة بالشؤون الأفريقية تيريزا  ويلان ترأست الوفد الأمريكي في اجتماعات الدورة الثانية والعشرين للجنة العسكرية المشتركة التونسية الأمريكية قد عبرت عن انطباعها الجيد لما تبذله الحكومة التونسية في مجال مكافحة الإرهاب. وقد التقى أعضاء الوفد الأمريكي بوزير الخارجية التونسية عبد الوهاب عبد الله وبوزير الدفاع التونسي كمال مرجان وبرئيس مجلس النواب فؤاد المبزع  وقد عبر أحد أعضاء الوفد في رده على الصحف الرسمية التونسية بما أسماه  » نجاح السلطات التونسية في مكافحة الإرهاب وبسيطرتها على الوضع بعد أعمال العنف التي سجلت في ديسمبر وجانفي الماضيين « . وتحتجز السلطات التونسية العشرات من الشبان وفق قانون مكافحة الإرهاب كما تقيم محاصرة شديدة ومراقبة كبيرة للشباب المتدين وتمارس مضايقات مكثفة لمستعملي الإنترنت فيما أسمته بالتصدي للمتطرفين والأصوليين وهو ما أدى إلى ظهور العديد من عمليات انتهاكات متعلقة بحقوق الإنسان وبالحريات الشخصيات وفق التقارير والبيانات الصادرة طيلة الأشهر الأخيرة عن المنظمات الحقوقية والجمعيات المستقلة فيما يخوض عدد من الشبان المعتقلين بتهمة متعلقة بالإرهاب إضرابات احتجاجية على سوء معاملتهم وتعرضهم للتعذيب. هذا وقد تم إصدار أحكام قضائية على بعض المتهمين في الوقت الذي يصرح فيه محامو هؤلاء بأن التهم في أغلبها لم تقم على أدلة مادية تسمح بتوجيه اتهامات لهؤلاء المعتقلين. ولم تظهر أية أحداث علنية في تونس تنبئ بتواجد تنظيمات إرهابية أو خلايا لهذه التنظيمات عدى المواجهات المسلحة التي دارت بين قوات الأمن والجيش الوطني في منطقة سليمان القريبة من العاصمة والتي لم يتم توضيحها للرأي العام نظرا لما صاحبها من تعتيم إعلامي فيما صدرت عن جهات مسؤولة في الحكومة والحزب الحاكم فيما بعد توضيحات إعلامية بعضها متضارب. أحمد ثابت            (المصدر: صحيفة « مواطنون » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 22 بتاريخ 6 جوان 2007) الرابط: http://www.fdtl.org/IMG/pdf/mouwatinoun_22.pdf


 

لاشيء يبرر التفتيش في أفكار الناس*

 
محمد القوماني تتعدد الروايات من قبل المُستجوبين خلال الأسابيع الأخيرة بمراكز الأمن العمومي ، ممن تم إيقافهم بالطريق العام أو وُجهت لهم استدعاءات أو تمّت مداهمة منازلهم، الدالة على وجود ممارسات منفلتة من القانون، تستهدف التفتيش  في أفكار الناس    والتدخل في حياتهم الخاصة جدا، على خلفية التحريات الأمنية و ملاحقة العناصر المشتبه بهم في قضايا الإرهاب . و إضافة  إلى ما في هذه الممارسات من انتهاك فاضح لحقوق الإنسان  و تضييق  لمجالات الحريات الفردية و العامة ، فان الخشية تتجه إلى عودة أساليب في المتابعة و الاستجواب و توجيه التهم و معاقبة المواطنين، كانت لها أسوأ النتائج في توسيع  دائرة المظالم  و شل حركة المجتمع خلال الحقبة الماضية  من تاريخ تونس المعاصر. وهذا ما يستدعي من الجميع الانتباه و الحذر  و الوقوف  بحزم ضد تلك الأساليب .  أفاد احدهم ممن تم إيقافهم بالطريق العام ، أن أعوان الأمن الذين استجوبوه سألوه:  هل تصلي أم لا ؟ فلما أجاب بنعم،  طلبوا منه أن يؤدي حركات الصلاة أمامهم؟ فلما استغرب و رفض سألوه عن مذهبه؟ و ربما أرادوا التصنيف من خلال حركات الصلاة؟ و قال آخر انه استٌجوب حول سبب انتمائه إلى الحزب الديمقراطي التقدمي؟ و ما هي الأفكار التي جلبت اهتمامه أكثر من غيرها؟ و لماذا يحرص على العمل السياسي المعارض؟ و نصحوه بالتخلي عن هذا الاختيار. وكان بعض الشباب  ممن زاروا معرض الكتاب الأخير و اقتنوا بعض المؤلفات،  يستدعون عند الخروج للنظر في مقتنياتهم ويُسأ يلون عن بعض العناوين التي اختاروها ؟ هذا إضافة إلى الأسئلة المتصلة بمواقع الانترنيت التي تتم زيارتها؟      ونوع الملفات الموجودة على الكومبيوتر الشخصي؟ و المواضيع التي يبحث فيها ؟   وغيرها من الأسئلة التي توجّه لمن يتمّ جلبهم من منازلهم، وربما تجلب معهم  حواسيبهم و الأقراص المغناطيسية التي بحوزتهم.  لا فائدة في الإكثار من الأمثلة، فقد صارت شائعة و معلومة، و العبرة في الدلالات و ليست في العيّنات. فأي معنى لمساءلة مواطن عن أدائه للشعائر الدينية من عدمه؟ و عن صفة الأداء    والمذهب الفقهي أو العقائدي؟ و عن المشاغل الفكرية التي تسكنه؟ و عن الكٌتّاب الذين يقرأ لهم؟ و عن الصفحات التي يطالعها بالإنترنيت؟  لا معنى لذلك سوى التفتيش في أفكار الناس و التدخل في شؤونهم الشخصية البحتة. و تلك ممارسات لا يبيحها القانون و تحظرها شرعية حقوق الإنسان. و لا تدخل في مشمولات أعوان الأمن. فالفكرة، أيّ فكرة ، ليست مجرّمة في حدّ ذاتها ، و لا سلطان على الضمير،  ولا حدود لتطلع الفرد للمعرفة. و الإنسان بريء حتى تثبت إدانته، و لا يؤاخذ شخص بشبهة حتى تقوم القرائن، ولا يوجّه الاتهام إلا باستيفاء أركان الجريمة. فما الذي يبيح لبعض أعوان الأمن بالزي الرسمي أو المدني  في بلادنا مثل الأسئلة التي سلف ذكرها؟ و أي وظيفة للنصوص القانونية ، إذا أصبح القائمون على تطبيق القانون يؤاخذون المواطنين  على أساس المظاهر و الإشاعات و الهوى؟ و هل الاشتراك في المظهر إذا اعتمد أساسا للتصنيف يعني الاشتراك في الفكر و في الممارسة  و في ارتكاب الممنوع؟ و كيف نحصر الأفعال  في حدود المسؤولية الشخصية و لا ننزلق إلى العقاب الجماعي المحظور؟ إذا كانت محاكم التفتيش وصمة عار احتفظت بها الذاكرة التاريخية، عن البطش      والجبروت و استهداف حرية التفكير في القرون الوسطى الأوروبية، فان عصر الأنوار و ما تلاه من نهضة الغرب و إشاعة مبادئ حقوق الإنسان في العالم لاحقا، تعد مكاسب للإنسانية جمعاء. لذلك نرى  أن ما سقناه من أمثلة نعدّها تدخل تحت عنوان التفتيش في أفكار الناس ، ممارسات قروسطية تستفزّ كل ضمير حرّ و كل متطلع إلى النماء و التقدم ، و تستهدف حقوق الإنسان في أهم تعييراتها و أدناها،     وهذا ما يستدعي وقفة صارمة من الجميع ، كل من موقعه، حتى نوقف الانحدار     ولا نكرر الأخطاء ، و لا نشارك في الرداءة بالصمت و لا نتورّط في المظالم بالتواطؤ. فالساكت عن الحق شيطان أخرس. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * مقال منشور بالعدد408 من جريدة »الموقف »

 


 

بمناسبة الذكرى الثانية لقطع أجور الجامعيين

الإضراب الإداري جوان 2005

لماذا التنكر لإنجازات وزير التعليم العالي؟

إن النزاهة العلمية تقتضي الإصداع بالحقيقة والنقد البناء والمساءلة بعيدا عن الفكر الأحادي. كما أن الإعتراف بالجميل لمن سبقونا من مؤسسي الجامعة التونسية وللمشرفين عليها اليوم، واجب كل جامعي يحترم القيم والأخلاق الجامعية. ولقد إستغربت كثيرا من مقالات بعض الزملاء حول إنجازات وزير التعليم العالي، بالرغم من المجهود الذي قاموا به، فإنهم تغاضوا عن الكثير من الخدمات الجليلة التي قدمها وزير التعليم العالي للجامعة والتي ستحفظها الذاكرة الوطنية رغم أنف الجميع وأستسمحهم التذكير ببعض منها.

أهداف وزارة التعليم العالي

1.          تهميش دور الجامعة في تكريس مجتمع المعرفة والمواطنة والحداثة والتخلي تدريجيا عن مجانية التعليم العالي (معلوم التسجيل، تنزيل نتائج إمتحانات الطلبة عبر الإرساليات القصيرة) وخصخصته وسلعنته وضرب مبدأ المساواة بين الطلبة والمؤسسات الجامعية في مختلف الجهات (برنامج دعم « الجودة »).

2.          محق الروح الوطنية والنضال من أجل التقدم والعيش الكريم والقضاء عن العمل النقابي المستقل وسحق النقابيين من إطار التدريس ومن الطلبة.

3.          ترسيخ الإنتهازية والوصولية في الوسط الجامعي وغرس ثقافة الخوف والرعب والتكالب على الترقيات والمناصب الإدارية.

4.        محو التقاليد والأعراف الجامعية والتعدي على الحريات الأكاديمية ومنع الندوات العلمية (جامعات صفاقس وسوسة والمنستير وتونس) وخنق الإبداع والبحث العلمي وتعطيل تداول المعلومات ومراقبة إطار التدريس وإنتهاك سرية بريدهم الإلكتروني.

الجامعيون الشريك الأساسي في إنجاح الإصلاحات

1.        شراء ضمائر الجامعيين (بمنح تربص، مهام بالخارج، تذاكر سفر، تمويل المشاريع) وغض النظر على تجاوزاتهم مقابل خدمات خاصة (مثل مقالات في الجرائد تتهجم على المسؤولين النقابيين أو تمجد وزير التعليم العالي).

2.        تأليب المدرسين على بعضهم (وخاصة على النقابيين) وبث التفرقة بينهم على أساس الأصناف أو الرتب أو الإنتماء النقابي والسياسي والعمل على إحباطهم (الترويج أنه لا يمكن تغيير أي شي ولا فائدة في الإجتهاد والعمل أو النضال من أجل المصلحة العامة) وتوتير العلاقة بين مكونات الجامعة.

3.        حماية مرتكبي السرقات العلمية (موضوع طرح في مجلس النواب) ومعاقبة من تفطن لذلك بتعويضهم في لجان الإنتداب والترقية (كلية الآداب بمنوبة).

4.        الحقد على أساتذة التعليم العالي وخاصة المتمسكين بواجباتهم وحقوقهم ورفض التمديد في سن التقاعد للعديد من المتميزين منهم وذلك لإراحة الجامعة من علمهم (هشام جعيط، عبد الجبار بسيس عبد المجيد الشرفي، جنيدي عبد الجواد، عياض بن عاشور، أحمد إبراهيم، عبد الجليل البدوي، الطاهر الهمامي) والتجني عليهم بتدني مستواهم العلمي في جلسة برلمانية (1).

تطوير التعليم العالي

1.        تحويل أغلب المؤسسات الجامعية إلى مراكز تكوين مهني وإلى ثكنات تسير بالأوامر والعمل على تقليص الإعتمادات والتجهيزات البيداغوجية (تدريس الإعلامية بدون حواسيب) وتردي ظروف العمل حيث أن العديد من المؤسسات الجامعية تفتقر إلى بيوت إستراحة ومشارب وبناءات البعض من هذه المؤسسات متداعية (كلية الحقوق بتونس).

2.        إفشال الإصلاحات كإصلاح إمد (تضارب بين المناشير الوزارية ) بالتراجع عن الأهداف المعلنة (مثل حركية الطلبة وإختيار وتعديل المسارات وعدم تعميم الإعلامية والأنقلزية) وإقراره دون دراسة علمية لسوق الشغل ودون إستشارة المعنيين بالأمر (2).

3.        الحط من مصداقية الشهائد العلمية بتزوير أعداد الطلبة في الإمتحانات بمشاركة العديد من مديري وعمداء المؤسسات الجامعية ورؤساء الجامعات (جامعات القيروان وتونس و 7 نوفمبر بقرطاج) بمناسبة الإضراب الإداري سنة 2005 مما شجع عدد من « الجامعيين » في المضي قدما في ذلك (كلية العلوم الإقتصادية والتصرف بتونس).

4.        خرق القوانين والتشريعات (3) وإصدار مناشير غير متطابقة مع النصوص القانونية (4)  (التربص، التفقد، إفتتاح السنة الجامعية وبداية العمل بمنظومة إمد دون نصوص قانونية).

5.        السعي إلى خلق جيل جديد من المدرسين مستقيل من الشأن الجامعي والوطني مطيع ولا يقوى على التفكير والتمييز وعلى إستعداد دائم لقبول أي شي مهما كان ويستميت من أجل مصالحه الشخصية الضيقة فقط.

دمقرطة الحياة الجامعية

1.        إستئصال الفكر الديمقراطي وشفافية التعامل من الجامعة ورفض مبدأ إنتخاب المشرفين على المؤسسات الجامعية (رؤساء الجامعات و المديرين…) وتعميم التعيين والتسلط.

2.        التهجم على مديري وعمداء المؤسسات الجامعية ورؤساء الجامعات في كل إجتماع والتوعد بإزاحتهم من مناصبهم (إجتماع توزر 2005) ونهرهم وإهانتهم إن لزم الأمر أمام العموم (عمداء كليات الآداب 9 أفريل بتونس و العلوم بقفصة) وتكليف السيد عبد الله الرياحي بردعهم (مديرة المعهد العالي للتكنولوجيا الطبية ومدير المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بتونس).

3.        تهميش دور المدرسين ومصادرة صلوحيات مجالس الجامعات والعلمية والأقسام وحتى صلاحيات لجان الإمتحانات (المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بتونس) والماجستر وزجر كل جامعي يتطاول ويناقش القرارات المتخذة من طرف الوزارة في الإجتماعات (إجتماعات تونس ماي 2006 والمنستير جوان 2006 حول منظومة إمد).

التسيير الرشيد للجامعة

1.          تهديد وترغيب الجامعيين (بالترسيم وفتح خطط ترقية والتمديد في التقاعد) والتعامل معهم بلا أخلاقيات ورفض قبولهم أو النظر في مطالبهم (على غرار نورالدين الدقي المدير العام للتعليم العالي وأحمد ذويب المدير العام للدراسات الهندسية) ومعاملتهم بقساوة وتشنج على منوال وزير التعليم العالي مع رؤساء الجامعات (رئيسة جامعة المنار ورئيس جامعة جندوبة) وتصفية حسابات كل من يخالف الرأي ومكافئة المطيعين والموالين (إدارة عامة أو إدارة مؤسسة أو عضوية إحدى اللجان المعينة).

2.        تحويل جل مديري وعمداء المؤسسات الجامعية إلى مخبرين مهمتهم الأولى تمزيق المعلقات النقابية ومنع الإجتماعات (كلية العلوم بالمنستير والمعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية برادس) والندوات النقابية (كلية الآداب بصفاقس) (وهو ما لم يقدم عليه الأمن الجامعي) وتنفيذ قرارات الوزير دون أي تحفظ والمزايدة عليها وأخيرا هرسلة إطار التدريس (المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بتونس المنار) والإعتداء عليهم بالعنف اللفظي (المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجية بماطر) وحتى الجسدي (المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بتونس المنار).

3.        التسترعن بعض مديري وعمداء والكتاب العامين للمؤسسات الجامعية الذين يخالفون القوانين ويسيئون التصرف وتمتيعهم بالحصانة بتجاهل شكاوي إطار التدريس (المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بتونس المنار والمدرسة التونسية للتقنيات).

4.        خلق جيل جديد من الوشاة وإحداث خلية برئاسة السيد عبد الله الرياحي تؤدي أصعب المهام خاصة بمناسبة التحركات النقابية، (تجنيد بعض الإداريين من مديرين عامين إلى العملة و بعض المنتمين إلى الشعب المهنية لإفشال الإضراب، نشر مقالات في الجرائد، جمع أخبار النقابيين والمتعاطفين معهم) وتكليف الكتاب العامين للمؤسسات الجامعية بمراقبة المشرفين عليها وعرقلتهم (كلية العلوم بتونس وكلية الآداب بمنوبة وجامعة المنار تونس) ورفع تقارير مفصلة حول نشاط النقابات الأساسية والتهجم على النقابيين (كلية العلوم بتونس).

التفاوض مع الطرف النقابي

1.        التنكيل بالنقابيين (كلية العلوم بقفصة) ومحاصرتهم (كلية العلوم بقابس) وتعطيل مصالحهم وطلبتهم (مما دفع الأخ رشيد الشملي إلى الدخول في إضراب جوع) ومعاقبة المضربين بحرمانهم من حقوقهم المهنية (جامعات قفصة ومنوبة).

2.        تأسيس نقابة مستقلة للمدرسين التكنولوجيين تتكون أساسا من مديري المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية تحت إشراف السيد عبد الله الرياحي رجل المهمات الصعبة بديوان وزير التعليم العالي ورفض توحيد التمثيل النقابي بالجامعة.

3.        ضرب العمل النقابي المستقل بالجامعة والتدخل في الشأن الداخلي للإتحاد العام التونسي للشغل بتوزيع العرائض الواهية ضده وإجبار عديد المدرسين على لإمضائها (5) وبالتشبث ببعض النقابيين السابقين ومحاولة فرضهم على الإتحاد العام وعلى القواعد وذلك لإستعمالهم في إفشال الإضرابات أو المؤتمرات النقابية ولكتابة لوائح تمجد عمل الوزارة ( مثل المراسلات اللكترونية التي وصلت إلى كافة المدرسين في كل التحركات النقابية) أو تطالب بمحاكمة المسؤولين النقابيين في الإضراب الإداري بعد قطع أجور المضربين.

4.        رفض التفاوض الجدي والمسؤول مع الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الممثل الوحيد والشرعي لإطار التدريس وتطوير الحوار الإجتماعي بتونس بإدخال مفاهيم جديدة مثل « تقديم قرارات للجانب النقابي ليست إقتراحات أو إستشارة  » (7).

5.         الإنتقام من الجامعيين برفض تمكينهم من منحة التكاليف البيداغوجية (على غرار أساتذة الثانوي ومعلمي الأساسي) وتحسين مقدرتهم الشرائية وتثمين مجهوداتهم (6).

تحسيس الرأي العام الوطني بتحديات وزارة التعليم العالي

1.        القيام بالحملات الدعائية الكاذبة للتضليل (نسب النجاح في التعليم العالي، نسب الإضرابات، التجهيزات في المؤسسات الجامعية، نقص إطار التدريس، التمثيل النقابي، إصلاح إمد، دعم الجودة، التفاوض مع الطرف النقابي، تركيبة مجلس الجامعات المعين) وذلك بإصدار مقال صحفي يومي في إحدى الجرائد الصباح أوالشروق أو لوطان.

2.        مغالطة نواب الشعب والرأي العام الوطني وبالطبع رئاسة الجمهورية بردود وزير التعليم العالي على أسئلة بعض أعضاء من مجلس النواب (السيدات والسادة محمد الدامي وهشام الحاجي والعروسي النالوتي وآمنة بن عرب ونورالدين الطرهوني وهدى دبش ) (7)  وفي الملف التلفزي حول منظومة إمد.

3.        جعل كيفية تعامل وزارة التعليم العالي مع الإتحاد العام التونسي للشغل (تأسيس نقابات مستقلة، إختيار المسؤولين النقابيين وشراء ذممهم، دفع بعض الأشخاص لرفع قضايا ضد الإتحاد العام، رفض التفاوض والرد على أي مطلب نقابي، تلفيق تهم باطلة للنقابيين وتخوينهم، إزدواجية الخطاب) مثالا يحتذى به للوزارات الأخرى وذلك للإنتهاء مرة واحدة مع هذه المنظمة التي ضمت الإرهابيين (الإخوة فرحات حشاد، أحمد التليلي والحبيب عاشور رحمهم الله) وتضم المتطرفين (الإخوة عبد السلام جراد وأعضاء المكتب التنفيذي الذين يتبنون ويمضون على الإضرابات) وتدافع عن حقوق الطبقة الشغيلة وعن الديمقراطية وعن القضايا الوطنية والقومية.

الطلبة في قلب الإصلاح الجامعي

1.    تجهيل الطلبة وتمييعهم والقضاء نهائيا عن الحركة الطلابية وإمتدادتها مع المجتمع المدني (حتى ولو أدى ذلك إلى بروزالسلفية في الجامعة) ومنع كل نشاط ثقافي هادف في المؤسسات الجامعية.

2.    عدم الإكتراث بالوضعية المعنوية والمادية للطلبة وللطالبات (سكن ذوات الحالة الإجتماعية المتواضعة والنقل) ودفع العديد منهم للبحث عن موارد إضافية لضمان إستكمال دراستهم (8) أو الإنقطاع عن الدراسة ومعاملتهم كقصر وعدم إعتبارهم.

3.        تكريس الثقافة الرقمية بمنع الأنترنات على الطلبة حيث أن العديد من المؤسسات الجامعية تفتقر إلى قاعة أو فضاء للأنترنات (كلية العلوم بتونس، كليات الآداب والحقوق) أو ليست مرتبطة بالشبكة (المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس).

وأخيرا إن نجاح وزارة التعليم العالي في إرساء برنامجها للنهوض بالجامعة (لم يقدم أي عميد أو رئيس جامعة إستقالته) يشهد به الجميع، فهي الوزارة الوحيدة التي وقع تأهيلها، بإعتمادها برنامج الجودة العالمي (اليونسكو) وبإرتقائها بالجامعة العمومية عند إقرار منظومة إمد (حسب المواصفات الأوروبية) إلى الإمتياز. وهي الوزارة التي جمعت أغلبية الشعب التونسي حول مشروعها (الجرائد الوطنية، الملفات التلفزية، مجلس النواب)، وبقيت قلة من كبار الأساتذة الذين ستحالون على التقاعد ومن النقابيين المنضوين تحت الإتحاد العام التونسي للشغل والذين سيندثرون بإهتزاز التقدمية والحداثة والحركة النقابية العالمية، في إنتظار أن يصبح وزير التعليم العالي وزيرا أول أو مستشار أول لرئيس الجمهورية أو… لتصفيتهم نهائيأ.

رحم الله السادة محمود المسعدي والدالي الجازي ووفق الله السادة وزراء التعليم العالي السابقين في أعمالهم.

                                                                                             مدرس – نقابي

 

لم أمضى على هذا المقال حذوة بوزير التعليم العالي

 الذي إمتنع على إمضاء بيانه الأخير (5).

 

1)      رد وزير التعليم العالي على أسئلة أعضاء مجلس النواب عند مناقشة ميزانية وزارة التعليم العالي ديسمبر 2006.

2)      ندوة نقابة التعليم العالي والبحث العلمي حول منظومة إمد فيفري 2006.

3)      بين خرق القوانين والدفاع عن الجامعة العمومية مقال الأخ أنور بن قدور بجريدة الشعب جانفي 2006.

4)      بيان جامعة التعليم العالي والبحث العلمي حول المناشير الوزارية فيفري 2007.

5)      بيان وزارة التعليم العالي بمناسبة إضراب 5 أفريل 2007.

6)      الندوة الصحافية لوزير التعليم العالي أفريل 2007.

7)      رد وزير التعليم العالي في جلسة حوار الحكومة مع أعضاء مجلس النواب أفريل 2007 .

8)      على كل طالبات تونس … أن يتحدن مقال السيد صبري الزغيدي بجريدة الشعب مارس 2007.


*رجل من الزمن الجميل

 

الرجال.. مواقف,سجل وتاريخ

الحياة.. مسيرة, دروس وامتداد

النضال..ضريبة, عطاء¸تضحية و صبر على الابتلاء

.. و ان يكون المرء رجلا مناضلا, و دافع ضريبة في هذا الزمن الرديء. فتلك عملة أصبحت نادرة و صعبة التوفر في دنيا الناس هذه.. ولكن على أية حال ليست مستحيلة الوجود.

من هنا ابدا لاحكي الحكاية و ارسم صورة مضيئة للأجيال القادمة. صورة أشعت في عقلي و وجداني و انا أتصفح سجل رجل ابى الا ان يكون احد فرسان امته. رجل من أولئك الذين خاضوا معارك امتنا بشرف. و دون ان يحسبوا كثيرا ثمن التضحيات

رجل يجعلك تتساءل بينك وبين نفسك و انت تتطلع على مسيرة نضاله كيف ملك ويملك كل تلك القدرة الهائلة على العطاء والصمود و الصبر و الاستمرار.. وكيف استطاع ان ينتصر على كل تلك العقبات الفعلية و المفتعلة التي حاول البعض ان يضعها في طريقه فداس عليها و قاومها و لا يزال بارادة لا تلين.

 

بشير الصيد.. هذا القادم الينا من ذاك الزمن الجميل, اسم سمعت و قرأت عنه منذ فترة الشباب الأولى, و تنامت تلك المعرفة وتأصلت في وعيي و ذاكرتي وانا اتابع اخبار المعارك التي كان و لا يزال يخوض غمارها في ميادين النضال المتعددة وساحاته المختلفة.

فهو ذلك الضمير الحي في ساحة العدل و القضاء, و هو السند الدفاعي الداعم في مجال الحقوق و المحاماة عن كل صاحب حق وكل حامل ضيم. حيث كان و لا يزال من ابرز الوجوه الحقوقية و القانونية في البلاد.

فالاحداث التي عاصرها ويعاصرها, سواء في محيطه القطري الضيق, او في وطنه العربي الكبير او في العالم الارحب. جعلته ينخرط مبكّرا في كل تلك المعارك دفاعا عن الانسان.. دفاعا عن القيم و المبادئ.. دفاعا عن الحرية و الكرامة.. دفاعا عن لقمة عيش الناس.. دفاعا عن الشعب و الوطن ودفاعا عن الوجود والمستقبل.

 

فليس من الهين على من كان مثله ان يرى الظلم و يهدأ.. ان يرى قوت الناس ينهب وامكانات بلده تبدد و تهدر على يد المقتاتين على دماء الشعب ولا ينحاز الى قضاياه المصيرية.. وكل ما له علاقة بأسباب الوجود, من باب الحفاظ عليه و درء الخطر عنه. كما لم يكن من السهل على أيّ فارس نبيل ان يرى أمته تطعن في كرامتها وكبريائها  و يقع العدوان عليها و تهتك حرماتها وتدنس مقدساتها و لا ينتفض نصرة لها و انحيازا الى قضاياها العادلة.

 

هذه الصورة و لاشك انها ستكون أوّل البصمات التي ستحفر على جدار الذاكرة لدى كل قارئ متصفح لسجل هذا الرجل الذي لم تمنعه مرتبته الاكاديمية و مكانته المعرفية العالية من ان ينزل الى واقع الناس, و يمشي بينهم كواحد منهم يعيش معاناتهم يحمل آلامهم و آمالهم ينتصر لاحلامهم و طموحاتهم يفكر معهم في مستقبل افضل في حياة حرة كريمة في وضع اجتماعي عادل و في واقع تتوفر فيه الفرص و الحظوظ لكل صاحب حق و كل ذي كفاءة دون فرز أو اقصاء او تدجين و دون ان يكون للمحسوبية و الموالاة و الانتهازية دور او نفوذ في توزيع الارزاق و تحديد المواقع و المناصب لمن يأهلها.

 

لقد حمل بشير الصيد في وجدانه و تفكيره صورة لواقع افضل يستحقه شعبه عن جدارة بقطاعاته وفئاته المختلفة   وخاض نضالات قاسية وعديدة في سبيل تحقيق ذلك الحلم دافعا ضريبة كادت تكلفه حياته و15 سنة من عمره سجنا في اقبية البطش و الظلم والاستبداد.

و حقق في تلك المعارك نصرا متقدما لم يكن القطاع الذي ينتمي اليه (المحاماة) القطاع الوحيد الذي استفاد من حصيلته الايجابية.فقد كان القضاء ثاني اثنين من محطات الاصلاح والتغيير الذي كان قد سعى اليه بجهد وفاعلية ايام كان ينتمي الى تلك المؤسسة تقديرا منه لدورها في حماية المجتمع وحفاظا على استقلاليتها. مما ساهم في تحقيق مكاسب هامة لسلك القضاء وساعد على  اثراء و تفعيل دوره وضمان استقلاليته كمؤسسة سيادة آنذاك.

و ان كنت قد حاولت ان انقل للقارئ الكريم وللاجيال القادمة بعض من مآثر هذا الرجل في مجالي القضاء و المحاماة فان ما حققه في غيرهما من المجالات الاخرى لا يقل مأثرة وقيمة.. فهو صاحب رؤية تؤمن بان الانخراط في الحياة الاجتماعية و الجمعياتية مساحة مفتوحة لالتقاء الجهود و توحيدها و انصهارها من اجل ضمان اكثر ما يمكن من النجاعة و النجاح للدور النضالي الفاعل الذي يمكن ان تلعلبه تلك الجمعيات و الهيئات في المجتمع وخاصة منها ذات البعد القانوني الداعم و الدفاعي ضد التسلط و الاستبداد و الرؤية الاحادية, و في مواجهة هذا العدوان و هذا الغزو الدّعائي و الاعلامي و الاقتصادي و العسكري الفجّ الذي عاد الينا في بزّته الاستعمارية القديمة-الجديدة البالية.

و هو ما يفسر جهده الحثيث و انخراطه الواسع في ذلك العدد الكبير من الهيئات و الجمعيات سواء كان ذلك داخل البلاد او خارجها.

و لئن كان المجال اضيق من ان يسمح لي بتقديم و سرد كل ما مضى من تجربة و تاريخ هذا الرجل.. فان مااختم به هو التاكيد على ان المستقبل مساحة مفتوحة تبنيه الايادي القوية و تصنعه الارادة الصادقة و تعبد طريقه خطى مثل هؤلاء الرجال.. فهؤلاء هم عصارة الكرامة و تيق الحرية ووجه الوطن الباقي.

                                                              

                                                                            

                                                                 أخت الرجا ل– صفاقس/ تونس

 


حتى لا يفشل مشروع نقابة الصحفيين

اطلعت أمس على خبر ورد في نشرة تونسنيوز الإخبارية يتحدث عن تنظيم ندوة تجمع لفيف من الشخصيات الوطنية في باريس الفرنسية يوم 20 جوان القادم للنقاش حول جملة من المسائل السياسية التي انخرطت فيها تلك المجموعة تحت غطاء جمع 18 أكتوبر.
و طبيعي أن من حق تلك الشخصيات السياسية أن تشارك فيما تراه صالحا من أولويات، أما الذي لا يمكن استساغته و قبوله فهو مشاركة السيد لطفي حجي رئيس نقابة الصحفيين التونسيين مرة أخرى في تحالف سياسي لا يحضى بإجماع الصحفيين أعضاء النقابة التي يتكلم باسمها. وهو خطأ آخر نتمنى أن لا يقع فيه السيد حجي مرة أخرى بعد أن أثارت مشاركته في إضراب الجوع المشهور من ضجيج و من ردود فعل تحمل في صلبها الكثير من الصواب.
وكنا قد باركنا جميعا انخراط النقابة الفتية في الاتحاد العام التونسي للشغل، و تحملنا وزر المشاركة في الاجتماع التمهيدي الفارط و قاومنا سلسلة الهرسلة و الضغوطات الممارسة لمنعنا من المشاركة، وذلك ايمانا منا بالخيار الذي اتبعناه. أما المشاركة في نشاط سياسي يجمع عدد من التيارات التي التقت حول جملة من المبادئ لا نختلف فيها و لكن لكل منا حقله و ميدان نضاله و أرضية معركته. لذلك و حتى لا نفسح المجال أمام زبانية السلطة، و من أجل تقوية اللحمة حول مشروع نقابة للصحفيين، أطلب من السيد لطفي حجي باعتباره رئيس نقابة الصحفيين العدول عن المشاركة في الموعد القادم و ذلك لخير مصلحة الجميع.
صحفي مستقل

 

 

حول مطلب « المصالحة » في تونس

    

 
باسط بن حسن    هل المصالحة مطلب حقيقيّ في تونس؟ يبدو الردّ على هذا السّؤال بالإيجاب أمرا بديهيّا وضروريّا بالنّسبة إلى الذين ينظرون إلى تحوّلات الوضع السّياسيّ كنسق متصاعد على الدّوام، تعتريه من حين لآخر بعض الشّوائب ولكن تكفي إرادة القادة ورموز السّياسة لتعيده إلى وضعه الطبيعيّ ولتصلح ذات البين وترجع « الأبناء » الضّالين إلى حظيرة الأمّة. فالمصالحة في هذه الحالة هي مجرّد محو للذّكريات السّيئة في مرحلة معيّنة من حياة المجتمع وبناء نسق صمت جديد يعاد فيه توزيع المصالح والأدوار. إنّ هذا المطلب المنشود بهذه الطّريقة يعني محاولة تغليب المصلحة السّياسيّة لمجموعات معيّنة ولعدد من الأفراد على المصالحة. وهذا التصوّر تردّدت أصداؤه في كتابات عديدة على صفحات أحد المواقع الإلكترونيّة المحظورة في تونس بنبرة اعتمدت خاصّة عبارات من الموروث الدينيّ والقبليّ والعروشيّ. وهذه الطّريقة في الطّرح تتجنّب الأسئلة الأساسيّة عن معنى المصالحة وشروطها وإمكانيّات تحقيقها. المصالحة بين من ومن؟ والمصالحة حول ماذا؟ هل هي مصالحة فقط بين النّظام وأطراف سياسيّة محدّدة ومهيكلة في أطر واضحة؟ أم هي مصالحة أوسع للمجتمع بأكمله مع ذاته ورؤيته المستقبليّة في ظلّ مخاوف يشارك الجميع في إدراكها وتحديد سبل معالجتها؟ هل تشمل المصالحة العفو التّشريعيّ العام الذي أسهبت المنظّمات الحقوقيّة التّونسيّة في وصف شروطه ومطالبه استنادا إلى منظومة حقوق الإنسان الدّوليّة؟ وهل تشمل أيضا عمليّة أكبر للإنصاف والبحث عن الحقيقة بكلّ ما تستوجبه من أدوات العدالة الانتقاليّة التي جرّبتها دول عديدة في ظروف تاريخيّة وسياسيّة مختلفة؟ هذه الأسئلة وغيرها لا تحتمل أجوبة جاهزة ووثوقيّة ومطلقة ولا يمكن أن يدّعي فرد أو مجموعة سياسيّة احتكار الحديث عنها. إنّ المصالحة مسار معقّد وطويل المدى يقرّر من خلاله المجتمع السموّ على الأحقاد والضّغينة وتعليق ذاكرة الثّأر البشعة. وهو مسار للتّفكير السّياسيّ المشترك في إعادة صياغة لغة تساعد المجتمع على الدّخول في مغامرة سياسيّة تنبني على التّفاوض من أجل تفكيك عناصر إشكاليّات الحاضر وبلورة أجوبة للتّحدّيات القائمة. إنّها العمليّة التّاريخيّة التي يتعلّم من خلالها المجتمع حسب الفيلسوف الإيطاليّ جورجيو أغامبن فنون استعمال الذّاكرة والنّسيان. إنّ المصالحة التي تهدف إلى مصالحة المجتمع مع نفسه لا يمكن أن تكتفي بترديد شعارات جوفاء عن « الأخوّة » المطلقة والتقاء إرادات الخيّرين بل يجب أن تطرح اسئلة جريئة عن الذّاكرة التي تحكم مجتمعنا وآليّات إنتاجها للتّصوّرات حول معنى ممارسة السّلطة ووضع المؤسّسات ومنزلة الفرد ودور المجتمع المدنيّ ووحالة الثّقافة المدنيّة ووضع الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان خطابا وممارسة. لذلك سيظلّ مطلب المصالحة مطلبا غائما مستعصيا على الإدراك إذا لم يسبقه سؤال أساسيّ آخر عن إمكانيّة قيام حوار حول المصالحة. فهل تتوفّر الشّروط لدى النّخب التّونسيّة للبدء في حوار شامل حول هذه المعاني؟ حوار يتخلّى في لحظة تاريخيّة معيّنة وتحت إلحاح المصلحة العامّة عن رغبات الاحتكار والإقصاء والمنفعة الآنيّة ؟ 1.خطاب المصالحة وبؤر تاريخ الإقصاء السّوداء أوّل صعوبة يواجهها فتح الحوار الحقيقيّ حول مصالحة المجتمع مع إمكانيّات الفعل في حاضره ورؤية مستقبله تتمثّل في هيمنة نقاط سوداء تحوم في ذاكرة المجتمع وتبني في وعي الأجيال المتعاقبة جدارا شاهقا يحول بينها وبين ممارسة الإبداع الحضاريّ. فتاريخنا الحديث حافل بأمثلة التّخوين والتّخوين المضادّ من اليوسفيّة مرورا بتجربة التّعاضد والمعارضة الشيوعيّة والقوميّة والإسلاميّة والاحتجاجات الطلاّبيّة والعمّاليّة. لذلك تمحور القاموس السّياسيّ عندنا وفي فترات تاريخيّة متتابعة حول عبارات من قبيل « الخونة » و »الشّرذمة الضّالّة » و »أصحاب النّظريّات المستوردة »، و »المصطادون في الماء العكر » و »الملاحدة » و »العلمانيوّن » و »الفرانكفونيّون » و »اللّيبرالّيون  » و »الخوانجيّة » (نسبة إلى الإخوان المسلمين)، وغيرها من العبارات التي تلقي بظلال كثيفة على إمكانات الحوار وتدفع النّاس إلى الخوف من المشاركة السّياسيّة والعزوف عنها. ولقد أنتجت ممارسات الإقصاء المتواصلة على مدى تاريخنا الحديث حالة من الانكفاء على الذّات والخمول والشّعور بالإحباط من جهة، وأنتجت من جهة ثانية تناقضا بين الإقصاء من الفعل السّياسيّ والمدنيّ ورفع شعار « المثال التّونسيّ » الذي يتمحور حول المجتمع الآمن والمنفتح على عصره والذي حقّق إنجازات هامّة في ميادين الرّفاهة الاقتصاديّة وتجنّب هزّات عميقة مرّت بها عديد الدّول العربيّة. فكيف يمكن تبرير هذا التّناقض؟ وهل يمكن لهذا التّردّد المتواصل في تشريك المجتمع في تجربة الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان أن يتماشى مع ذاكرة مدنيّة متأصّلة تسكنها لحظات حضاريّة هامّة من « عهد الأمان »، وهي أوّل وثيقة أعلنت مجموعة من الحقوق في بلد عربيّ (1857) إلى النّضال ضدّ الاستعمار وبناء الدّولة الحديثة والنّضال من أجل الحريّات وحقوق النّساء وتوقيع الميثاق الوطنيّ (1989)؟ 2. الخروج من منطق « الحقّ العام » إلى مفهوم الحقّ لقد عوملت أغلب التّحركات التي قامت بها المعارضة في أشكالها المختلفة وفي أغلب فترات تاريخنا الحديث على أنّها جرائم حقّ عام. هكذا كان الشّعار الذي رفع في محاكمة اليوسفيّين والشيوعييّن والإسلاميّين والنّقابييّن والطّلبة. وحتّى الكتب والصّحف التي صودرت أو حوكم مبدعوها خضعت لنفس المنطق. فمن الحقّ الذي يكفله الدّستور التّونسيّ في الاجتماع والتّجمّع والعمل السّياسيّ السّلميّ انتقلنا إلى لغة قانونيّة تجرّم الحوار والنّقد والمعارضة. إنّ هذا التّحوّل قد منع الأجيال المتعاقبة من التّمييز بين من رفع راية العنف لتحقيق أهدافه السّياسيّة ومن حاول بناء نسق للمطالبة بالحقّ في المشاركة في بناء اختيارات المجتمع. لذلك فإنّ فتح الحوار حول أيّ نوع من مصالحة المجتمع مع ذاته مشروط بفتح الملفّات المظلمة لتقييم التّجارب وتحديد المسؤوليّات التّاريخيّة والتّعرّف على هؤلاء الذين أقصتهم الذّاكرة. كما يبدو من الضّروريّ الخروج من منطق التّجريم العامّ لبناء ثقافة مدنيّة تمكّن المجتمع من التّعرّف على المشاريع التي اقترحت علينا ومن تبيّن مدى خدمتها لمفاهيم حقوق الإنسان والدّيمقراطيّة. إنّها استراتيجيّة تحرير الذّاكرة التي يتعلّم من خلالها النّاس والأطفال خاصّة منهجيّة تنسيب الأشياء ونقدها والتّعرّف على آليّات اشتغال السّلطة والمعارضة ومنظّمات المجتمع المدنيّ وتجاوز النّزعات الشّموليّة والأوصاف الكليّة التي لا تزال قائمة في ثقافتنا السّياسيّة. 3. تجاوز الانفصام بين مشروعين للكرامة إنّنا في حاجة كذلك إلى تحليل أسباب عدم قدرتنا على إيجاد مسارات للرّبط بين مشروعين تاريخيّين ينطبق كلّ منهما على معنى من معاني الكرامة. أوّلهما مشروع حقّق بعض النّجاح، وهو مشروع بناء الكرامة من خلال القضاء على الحاجة واللاّمساواة. وقد تجسّد في عمليّات متواصلة لمحاربة الجهويّة والقبليّة وبناء الانتماء إلى المجموعة ومناهضة التّمييز ضدّ النّساء وتغيير العلاقات الأسريّة وتحسين جودة التّعليم والصّحة وبناء الاقتصاد على الكفاءة والقضاء على المناطق الأكثر فقرا. والمشروع الثّاني لبناء الكرامة ذو طبيعة سياسيّة، وهو لم يقدر بعد على استلهام مفهوم المشاركة والتّخلّص من الانفراد بالسّلطة وتحويل الإعلان عن النّوايا حول الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان والتّشريعات الجيّدة والعديدة إلى التزام دائم تسهر المؤسّسات الرّقابيّة على فرض احترامه، وقياس مدى أثره في الواقع. إنّ المصالحة الأساسيّة والأولى هي في فتح حوار حول أسباب هذا التّباعد المتواصل في رؤيتنا « التّونسيّة » بين مفهومين للكرامة. فلا يمكن أن نواصل إدارة مجتمعنا بسدّ الحاجيّات الضروريّة وبالاعتماد فقط على القدرة الخيّرة لمن يتفرّد بالقرار. إنّ إقصاء المشاركة السّياسيّة من دائرة الخيارات الأساسيّة للدّولة في أيّ منطقة من العالم وتعويضها بتوفير الاستهلاك والأمن لا يمكن أن يحوّل المجتمع إلى فردوس آمن. فعندما يتحوّل الاستهلاك إلى قيمة في حدّ ذاته، ويقدّم على أنّه المشترك الأساسيّ الذي يجمع بين النّاس، تزداد أوهام التّداوي من جروح اللاّعدالة دون أن تتحقّق العدالة. وعندما تنتزع من الأمن مراميه الإنسانيّة يتحوّل إلى كابوس جاثم على النّفوس، وتتحوّل السّلطة إلى تغييب لسلطة القانون. ربّما يمثّل إحياء العيد القادم للجمهوريّة فرصة تاريخيّة للعفو العامّ ولإعادة الأمل للذين حرموا من الحقّ باسم الحقّ العامّ. وربّما يكون فرصة كذلك لفتح فضاء حوار مشترك حول معنى الكرامة الذي يحكم علاقاتنا الاجتماعيّة في اللّحظة الرّاهنة. عساه يكون حوارا يعيد الرّبط بين عناصر الكرامة ويؤلّف بينها في رؤية متكاملة، وعساه يعيد تحيين « المثال التّونسيّ » و يفتحه على معاني الحريّة .
 
نشر في الأوان:


 
تصحيح

 
محمد النوري- باريس. ردا على ما ذكره الأخ الهاشمي الحامدي في مقالته الصادرة بموقع تونس أنلاين بتاريخ 11/06/2007 وموقع الحوار نت و تونس نيوز بنفس التاريخ حول ما نسبه إلي على اثر الحديث الذي دار معه منذ سنوات والذي جاء فيه (… ولا تكن كأحد الإخوة الذين تحدثوا عن المصالحة في حوار صحفي نشر في اليومين الماضيين. لقيته في لندن قبل سنوات على مائدة عشاء، فقال لي إنه نذر نفسه لمواجهة منهج الشيخ راشد وهزيمته داخل الحركة. فقلت له: يا عزيزي: الدنيا أثمن واقصر من أن تقضيها معارضا للنظام التونسي ومعارضا للشيخ راشد الغنوشي داخل الحركة. احترم خيار الشيخ راشد وابحث لنفسك عن خيار جديد..). ورفعا للالتباس وتصحيحا للمعلومات فإني أفيد كل المهتمين بالتالي: 1/ لم ألتق بالأخ الهاشمي منذ استقالته من الحركة سوى مرة واحدة كانت إثر تراجعه عن منهج المصالحة التي ظل يدعو إليها وتحوله إلى أسلوب التصعيد السياسي عبر برنامجه المعروف: المغرب العربي الكبير. وبناء على طلب أحد الأصدقاء ، بإبلاغ نصيحة شخصية له حول ضرورة المحافظة على الاعتدال في المواقف السياسية، دون أن أعلم أنها ستوظف عكسيا! 2/ مضمون النصيحة التي نسي أن يذكرها الأخ الهاشمي أو ربما تناساها هي دعوته إلى الرشد السياسي وتجنب التقلبات في المواقف السياسية التي تمس بالمصداقية سواء كان في اتجاه المدح أو القدح للسلطة… وللعلم فإن الصديق صاحب النصيحة والذي أشاركه نفس الرأي هو أحد الذين يعرفهم الأخ الهاشمي جيدا مضيفا له أن الموقف المتقلب هو نهج منبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى وأن الأصوب هو التوازن والاعتدال والبعد عن المدح والقدح. 3/وخلال حديثنا تم التطرق أيضا إلى أوضاع الحركة ومنهجها السياسي وتنوع وجهات النظر السائدة في أوساطها وهي ظاهرة ايجابية صحية وقد عبرت عن تبايني مع بعض الرؤى في إطار التنوع وتعدد الآراء داخل الجسم الحركي الذي يتسع لقدر هام من حرية الرأي والتعبير . وحسب رأيي إذا كان للإنسان المؤمن أن ينذر نفسه للمصالحة والكلمة الطيبة ما كان لينذرها في إيذاء إخوته ، اقتداء بقوله تعالىٌ أشداء على الكفار رحماء بينهمٌ(الفتح 29 ). وهب فرضا، يا أخي الهاشمي أني ذكرت لك مثل هذا الكلام (وهو ما لم يحصل إطلاقا وليست من شيمي ولا شيم المؤمنين الطعن في الخلف) فهل يجدر بأنصار الكلمة الطيبة والدفع بالتي هي أحسن، ودعاة المصالحة والتصالح ، أن يدعوا إلى الفتنة لا قدر الله ، بدلا من الإصلاح ورأب الصدع! 4/ إن محاولات تمزيق الصف و ضرب الحركة من الداخل والخارج قد فشلت. و الاختلاف السياسي مع الأستاذ راشد وغيره إنما يدل على رحابة صدر واتساع مساحة الحرية داخل الحركة ، وأن مثل هذه الأمور وغيرها هي شأن داخلي . والغريب أن دعاة (ما بعد النهضة) المحرضين على بد يل عنها لم يتركوا هذه الحركة وشأنها ، وبالتالي لم ينجزوا ولم يتجاوزوا. 5/لقد تبين من خلال هذه المطارحات والسجالات حول المصالحة أن هناك بونا شاسعا بين مفهوم ومنهج وأسلوب المصالحة التي نفهمها وتلك التي يدعو إليها الأخ الهاشمي ومن يشاركه الرأي. ويبدو أننا بحاجة إلى مصالحة فيما بيننا قبل عرضها على الآخرين! وإذا كان الأخ الهاشمي انزعج من التذكير بالحديث الشريف حول ذم المدح والشتم في غير موضعهما فهذا لا يقبل من أي مؤمن كان! أقول هذا الكلام من باب النصيحة حتى نعود جميعا إلى الحق لان الرجوع إلى الحق فضيلة و هو ولا شك خير من التمادي في منزلقات الباطل والعياذ بالله.

أسماؤنا ليست للمتاجرة

 

الأزهر مقداد / سويسرا محمد النوري / فرنسا يحلو لعدد من الناس ولكي يسوقوا لفكرة لا تجد كثير رواج في الساحة أن يحاولوا حشد عددا من الأسماء حولها والإيحاء بأن هؤلاء من مناصريها لمجرد أنهم مخالفين أو متباينين مع أفكار غيرهم. وهذا لعمري من أسوء أنواع المتاجرة بالأسماء وتوظيفها بدون إذن وبطريقة غير موضوعية. إنه تلبيس على القارئ وجمع ما لا يجمع. إن المحاولات المتكررة للتحشيد ضد الحركة وقياداتها منهج يزرع الفتنه ولا يبتغي المصالحة ويدفع المراقب إلى الشك في نوايا الداعي لها وحقيقة ما يدعو إليه. إن مفهوم المصالحة شوه من طرف الداعين لها أكثر مما شوه من طرف المخالفين. فقد أصبحت المصالحة دفعا بدون مقابل وتقديما لولاءات الطاعة والتوبة وتجريما للذات وتبرئة للسلطة وقلبا لحقائق الأشياء وإلغاء للنقد والمعارضة وكيلا للمديح والمغازلة. وإعمالا للمشرط في الحركة وقياداتها. كما أن المصالحة فقدت معناها ببقائها مفهوما نظريا يتحاور حوله ويتخاصم أخوة الأمس على صفحات الانترنيت ولا يجد الواحد له أثرا على أرض الواقع. مما يدفع إلى الشك عند البعض بأن الهدف المقصود من وراء ذلك هو شق الصف الإسلامي وإثارة الفتنة داخله وإيجاد بدائل عن الحركة. نريد أن أشير إلى أن رأينا في المصالحة الذي طرحناه، طرحناه من خلال الحركة نفسها التي نحن لازلنا أعضاء وقياديين فيها، وقد شرفنا بحضور مؤتمرها الثامن ولا نطرحه من موقع المناكفة لرأي داخلها أو رمز من رموزها ونعتبر أن لا معنى للمصالحة إلا إذا تمت مع الحركة نفسها وكل حشر لأسمائنا ضمن أي دائرة خارج هذا الإطار توظيف لا نوافق عليه ولا نتبناه كما فعل الأخ محمد الهاشمي ألحامدي في مقاله  » الحاجة لمبادرة جديدة  » وإذا اعتبر البعض أن مسألة الحركة الداخلية لم تعد تهمهم وقد حسمها مؤتمر الحركة الثامن وليكونوا عند وعدهم ويلتزموا بعدم التدخل في شؤون الحركة الداخلية وأن لا يوظفوا مواقف قياداتها وآرائهم ضمن سياق غير مقبول لا مبرر. نريد أن نخلص إلى مفهوم المصالحة الذي طرحناه عبر الانترنيت حتى لا يوظف سلبيا من طرف أصحاب الرأي الأول الذي لا يرى في المصالحة إلا تنازلا من طرف الحركة عن كل مطالبها وتنصلا من تاريخها وتحميلا لها وحدها تبعات المحنة والمواجهة. المصالحة ليست تنازلا على الصفة السياسية للحركة ولا إلغاء لمطالبها ولا تنازلا على حقها في الوجود في الساحة كحركة معارضة تتبنى الإسلام كمرجعية فكرية كما يتبنى غيرها الاشتراكية والقومية والعلمانية مرجعية. ولا هو بحثا عن بديل لها عوض البحث عن موقع لها داخل الساحة. والمصالحة ليست تقديم صك توبة وندم وطلبا للمغفرة. والمصالحة لا تعني بحال من الأحوال الاكتفاء بالحد الأدنى من المطالب وعدم إحراج السلطة بمطالب أخرى. والمصالحة ليست السكوت عن سلبيات السلطة وإلغاءا للمعارضة وقلبا لحقائق الأمور. المصالحة إن كانت كل ذلك أو بعضه فهي شهادة وفاة للحركة ما أحسب أن أحدا على استعداد لإمضائها بعد كل الذي جرى ويجرى في بلادنا. المصالحة من خلال ما نرى هي البحث والحوار مع السلطة القائمة باعتبار الحركة كيانا قائما ومسئولا لإيجاد حلول للقضايا المطروحة. المصالحة هي مسار نسعى للوصول إليه وليست نقطة بداية نريد أن ننطلق منها. وهي تعتمد أسلوبا آخر غير المناكفة والمغالبة في المعارضة والعلاقة بالسلطة قوامه التمسك بالثوابت والحقوق واللين في الوسيلة والمنهج والتعويل على أن يفعل هذا النهج فعله مع الزمن ويقيم الحجة على الخصوم ويبرز الحركة كحركة مسؤولة وجادة. تمارس الحركة من خلالها معارضتها بحجة وإقناع وبأسلوب وخطاب ييسر سبل دفع السلطة إلى الانفتاح والحوار وتبتعد عن الأسلوب الذي يغلق الأبواب ويوسع الهوة ويدفع الخصم إلى المزيد من التطرف والمشاحنة في الخصومة. إن الهدف من كل ذلك تيسير السبل لموقعة الحركة داخل الخارطة السياسية من خلال الحوار والتفاهم بصيغ تحقق الأهداف ولا تقطع الطريق أمام المقابل. إن مسؤولية رفع الخوف من تبعات عودة الحركة وممارسة حقها في الوجود الطبيعي السلس وهاجس الماضي بما حمل من استقطاب ومناكفة للسلطة يقع على عاتق الحركة من خلال إرسال إشارات واضحة تتجلى في الخطاب وممارسة المعارضة بمسؤولية والابتعاد عن تذكية الخوف منها وعدم الاطمئنان لها ولحجمها ولموقعها كأكبر حركة معارضة. كل ذلك يجب أن يتم متواز مع محاولات لطرق الأبواب الموصدة وإقناع لكل الأطراف بجدوى الحوار وفض المشاكل على مائدة المفاوضات والتفاهم. إذا كان أسلوب المغالبة والمناكفة يوصد الأبواب أمام مصالحة حقيقية ويرجعنا إلى المربع الأول مربع الصدام مع السلطة ومفهوم مصالحة التنازل إلى درجة إلغاء الذات يعد استسلاما غير مشروط لا يقود إلا إلى الفناء ولا يحل المشكل مهما انخرط المنخرطون في بدائل من هذا النوع. فإن المصالحة كما نراها هي تمسك بالثوابت وتحقيق للمصالح من خلال معارضة معتدلة ومسئولة تؤدي إلى تركيبة سياسية تأخذ داخلها الحركة الإسلامية موقعها الهادئ والهادف. وتترك الصيغ والأشكال والتدرج للتفاهم والحوار.


بسم الله الرحمن الرحيم

 

برقية جوابية عاجلة للأخ محمد النوري

 

عزيزي محمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أن تكون بخير أنت وكل أفراد عائلتكم الكريمة.

 

أقدر نصائحك القديمة والجديدة، واسأل الله تعالى أن يلهمني وإياك قول الكلمة الطيبة وفعل العمل الصالح.

          

إن أصدقائي واصدقائك في حركة النهضة وخارجها يعلمون جيدا أنك تبنيت أطروحة مخالفة لأطروحة قيادة الحركة في شأن المصالحة والتصعيد منذ عدة سنوات، ويدركون حينئذ أن ما نقلته عنك هو موقف قديم لديك، اشتهرت به منذ سنين.

 

وما قلته لك لا يعيبك ولا يعيبني: قلت لك وأكرر: الدنيا أقصر وأثمن من أن تقضيها معارضا للنظام في تونس ومعارضا لقيادة الحركة التي تنتمي إليها. شُعَبُ البر أكثر من سبعين. تأمل لساعة واحدة وستجد ألف فكرة وفكرة جديدة لخدمة الدين والوطن.

 

أما ما ذكرته في صلة بالحديث النبوي الشريف، فإني أثني على نصحك وغيرتك، وألزم نفسي بالإقتداء بخير البشر صلى الله عليه وسلم، وأسمع وأطيع لأوامره ونواهيه، وأشهد أنه رسول الله حقا، أرسله للناس بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، واسأل الله تعالى أن يرزقني وإياك صحبته يوم القيامة في جنات النعيم.

 

ثم أعلمك أنني لم أقل عن تونس إلا ما أعرف أنه الحق.

 

ولحسم النقاش حول هذه المسألة، أَعرض عليك مجددا أمام قراء « تونس نيوز » و »تونس أون لاين » أن تورد نصا واحدا كتبته فيه معلومة زائفة عن تونس. إن فعلت، وثبتت لك الحجة، سحبت ما قلته واعتذرت عنه علنا. وإن لم تفعل، توجب عليك الإعتذار.. بل لا ضرورة للإعتذار أصلا. السماح دنيا وآخرة.

 

أطلب منك فقط أن تقرأ قليلا عن أصول استخدام الآية القرآنية أو الحديث الشريف، فقد استخدم الخوارج النصوص الإسلامية في غير موضعها. واستخدمت أنت في ردك هذا الجزء من الآية الكريمة في سورة الفتح (أشداء على الكفار رحماء بينهم)، مع علمك أنه ليس عندنا في تونس كفار عاملتهم بالرحمة مقابل الدعوى المزعومة بأنني عاملت إخوتي في النهضة بالقسوة والشدة. ويشهد عليك ولي قراء مقالاتي في الشهرين الماضيين، أنني عاملت إخوتي في النهضة بكل ما يستحقونه من أدب واحترام وما زلت أفعل ذلك، وسأفعل ذلك في المستقبل إن شاء الله.

ظني بك ممن يؤمن بالتعددية ويحث عليها، لا ممن يعتبرها تمزيقا للصف.

 

كلمة أخيرة: قلت في جوابك المنشور اليوم « والغريب أن دعاة (ما بعد النهضة) المحرضين على بد يل عنها لم يتركوا هذه الحركة وشأنها ، وبالتالي لم ينجزوا ولم يتجاوزوا ».

 

وجوابي عليك: لو كنت منصفا لشهدت بما أكرمني الله عز وجل بإنجازه لديني ووطني وإخوتي في تونس. أما أنا فقد ألام إذا قلت وفصلت. ومع ذلك. ها أنذا أدعو للتجاوز، والقبول بحق الإختلاف وفوائد التعددية. أرجو أن تعلن تأييدك للتعددية والقبول بحق الإختلاف.

 

عندما تكتب لي في المرة المقبلة، جرب الكتابة بأسلوب الأخ عبد الرحمن الحامدي أو محمد بن جماعة. جرب الكلمة الطيبة، ولو من باب التنويع والتغيير. سترى أنها أجمل لك وتعطي مقالاتك ونصائحك روعة نادرة.

 

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

د. محمد الهاشمي الحامدي

 

حول البيان الختامي والمبادرة الجديدة

 
كتبه عبدالحميد العدّاسي  من المعلوم أنّ بيان 8 مارس 2007 الذي أصدره ما يُعرف بـ »هيأة 18 أكتوبر » قد أحدث الكثير من الحراك داخل حركة النهضة وفي محيطها، ممّا جعل الكثير من أبنائها أو المتعاطفين معها يطالب بإعادة تقييم أسس التعامل مع هذا الكيان الذي قد حاد عن  مساره الذي سطّرته له أحداثُ وظروفُ خاصّة مرّت بها البلاد. وقد كان من المنتظر أن تكون محطّة المؤتمر حاسمة في هذا الاتّجاه سيّما من حيث التأكيد على هويّة البلاد والحركة بالخصوص بما يجعل علاقاتها أو تنسيقها مع باقي النّسيج المجتمعي غير مطمّع في الحصول على تنازلات مستدرِجَة إلى التخلّي عن مبادئ وتعاليم ديننا التي لم تعد تلقى الكثير من التوقير لدى مجموعات غريبة داهمت البلاد في أيّام التغيير وصناعته… غير أنّ الحركة في مؤتمرها لم تطنب في ذلك واكتفت بإيراد جمل معدودة لا تتعدّى 24 كيلوبِيت (24576 بيتkilobits )، في حين كان حديثُها عن الصلح والمصالحة طويلا نسبيّا حيث بلغت مساحتها 36 كيلوبيت (36864 بيت kb)، وهو ما يعكس تمسّك هذه الحركة بالمصالحة وذلك تصديقا لما صرّح به قادتها ورموزها من قبل. ولئن دأب الكثير من النّاس على تقسيم التونسيين (سيّما من أبناء حركة النهضة) إلى راغبين في المصالحة طيّبين ورافضين لها حاقدين شاتمين، فإنّ الحقائق تشير إلى إجماع كلّ التونسيين تقريبا على المصالحة والإصلاح والصلح، قد ثبت. وإنّما كان الخلاف ولا يزال حول: المصالحة مع مَن أو مع ماذا!…فمن النّاس من يرى المصالحة مصالحة شاملة مع الهويّة والأصول والتقاليد والأخلاق ومع بعضنا البعض آمرين ومأمورين، ومنهم من يرى المصالحة مجرّد تجديد ولاء لحاكم أخلّ كثيرا بشروط الولاء حتّى كرّه إلينا الموالاة … ومن هنا فقد تعمّد البعض وخاصّة منهم الأخ الهاشمي الحامدي تجاهل كلّ الموضوعات التي قد بيّنت أو حوت الفهم الأوّل وانبرى يبيّض ويشجّع غيرها من الموضوعات التي دعت أو رمزت إلى الفهم الثاني، ما أحدث ارتباكا كبيرا كان هو أكثر المتضرّرين منه، والأيّام وحدها كفيلة بأن تريَه ذلك… أقول هذا الكلام وأنا أقرأ موضوع الأخ الدكتور الذي اتّخذ نتائج المؤتمر الثامن للحركة موطئا ليواصل بها مشواره « الطيّب الخيّر » المتمثّل أساسا في هدم كيان قائم لأجل إقامة كيان يراه هو ضروريا لتكون سيطرة الفهم الثاني لمعنى المصالحة في البلاد المذكور أعلاه (مفهوم الطيّبين) محقّقة على الفهم الأوّل (مفهوم الشاتمين). لنفهم منه ومن خلال طرحه هذا أنّ ذلك الحديث الصلحي الذي جاء في المؤتمر والذي سيطر تقريبا على كلّ المواضيع الأخرى (حسب نصّ البيان)، إنّما هو حديث ضدّ مصلحة البلاد أريد به تطويل أعناق حاملي الحقد والبغضاء من أصحاب العيون الضيّقة ذوي المعالم المشبوهة غير الواضحة. ألا يحقّ لي بعد أن رفض الدكتور الهاشمي قراءة ومناقشة كلّ الأفكار المهمّة التي وردت في الكثير من الرّسائل الموجّهة إليه عبر الحوار على صفحات مواقع الانترنيت، وبعد اختصار الفهم وتوجيه الأنظار إلى مقاطع هامشيّة فيما يكتب أو في ما يقرّر إلى مكاشفته بحقيقة عدم إخلاصه (الإخلاص بالمعنى الديني، فقد أخلص هو لفكرته إخلاصا منقطع النّظير) فيما شغل به النّاس طيلة ما يربو عن الشهرين من الزمن، ذلك أنّ نتيجة المصالحة هي الصلح والوفاق ورصّ الصفوف وإصلاح ذات البين وتقريب البعيد ودعوته إلى الجلوس من أجل المصلحة العامّة. وهي أيضا (المصالحة) مناقشة الأسباب التي جعلت النّاس يتخاصمون فيتصالحوا كي يتجنّبوها في المستقبل ولا يرهنوا واقعهم باستمرار بين الخصومة والمصالحة… وليست المصالحة أو نتائجها إظهار طرف بعينه شاذّا عن السمت العامّ الذي اختاره الأقوى كما في الحالة التونسية والتي يصرّ الأخ الحامدي على إرسائها، فلعلّ هذا السمت العامّ المفروض على النّاس يكون خاطئا قد جانب الصواب غير مخلص للمصلحة العامّة، وهو ما تؤكّده الأحداث كذلك في تونس… سبق أن قلت لك بأنّي أشفق عليك – والكلمة منّي صادقة بإذن الله – وأؤكّد ذلك اليوم، وأنا أراك تجتهد في فعل نقيض ما تفرضه المصالحة: تريد منّا مصالحة الظالم بظلم بعضنا البعض والكذب على بعضنا البعض ونزع القيمة الخلقية عنّا لإلباسها الغير دون أن تأخذك في ذلك لومة لائم. تريد منّا توقير الطاغية بتتفيه بعضنا البعض والقضاء على المرجعية فينا. تريد منّا الانصراف إلى دنيا « الطيّبين » بالابتعاد عن آخرة الطيّبين… وسبحان الله! من وقف ضدّك أو ضدّ أيّ تونسي آخر – وأنت تردّد  » والذين ساهموا في صناعة التاريخ ليس منهم من جعل مشروعه مجرد الإكتفاء بانتقاد مخالفيه في الرأي وبيان مواطن تقصيرهم » – لمنعك أو منعه من إقامة كيان جديد أو تيّار إسلامي جديد (على ألاّ يكون إسلاما جديدا)، يضاف إلى حركة النهضة أو حتّى ينقص منها؟… لا أحد !… ولكن لماذا تريد صناعة هذا الكيان أو التيار الجديد بأناس قد داخَلَتْهم أو لامستهم بعض « التلوّثات النهضوية »؟!… انطلق أخي راشدا وابحث عمّن يتّفق معك في مناصرة مُفقد النّاس عقولهم من التونسيين دون أن تكون شديد الاهتمام بأبناء النهضة، فقد جُبلوا على كره الظلم وأهله وعلى كُره مناصري الظلم، وهو لعمري ما جعلك تتعرّض إلى « الكثير من الأذى » من بعضهم… انطلق راشدا واعمل على تحرير التديّن – كما قلت – من الأطر الحزبية، فقد وقفت الأحزاب في تونس تتنازع هذا الرّداء (التديّن): فمن قائل بمساواة المرأة والرّجل في الميراث ومن قائل بتخلّف الملتزمة بزيّها الإسلامي (محاربة الحجاب) ومن قائل بعدم جواز صلة الرّحم (قضيّة وليد العيوني) ومن قائل بمساواة الموت عند الازدحام في رمي الجمرات أو في التشبّب بالستارات (مقالات تافهة في الدّفاع عن ستار أكاديمي وأهله) ومن قائل بالرشوة ومن قائل بالزّنا واللواط وغيرها من المفاسد التي جلبتها الأحزاب في تونس ذوات النظرة الضيّقة للدّين والتديّن… انطلق أخي بذكائك وفطنتك المفقودين لدينا ولا توظّف الإسلام والمساجد، بل ولا توظّف الجبّة التونسية، فقد قالوا في تونس أنّها من الدين التونسي المحض كما هو الشأن بالنسبة لأخيها السفساري عند النّساء، ولا المصاحف المزركشة ولا طرق تربية الأبناء في القصور الفخمة (حتّى وإن كان ذلك للدّفاع عن حقوق المرأة) لأنّك إن فعلت كما سبق لك أن فعلت حِدّت كثيرا عمّا تدعو إليه غيرك (وغيرك لا يقترف هذا الخلط الذي تريد أن تؤسّس عليه)… انطلق أخي واحترم العلم والعلماء اقتداء – على الأقلّ – بالتجمّع الدستوري الذي ندبتنا جميعا إلى الانخراط فيه، وهو يقوم بما يقوم به من تكريم للعلماء، أمثال علماء الزيتونة رحمهم الله جميعا أحياء وأمواتا وعلماء الطبّ والهندسة والكيمياء النظرية والعضوية والرّياضيات، من أمثال الدكتور منصف المرزوقي والمنصف بن سالم وعبدالكريم الهاروني والصادق شورو وحمّادي الجبالي والحبيب اللوز وعبداللطيف المكّي ومحمّد النوري وغيرهم وغيرهم… انطلق أخي وكن ديمقراطيّا فإنّ غيرك من أهل هذه الأحزاب قد شوّهوا معنى الديمقراطيّة حتّى جعلوها مجالا لسادِيَتِهم ونفث سمومهم وتثبيت سياساتهم المخرّبة للمجتمع وقتل الآخر المختلف معهم في الرّاي والسطو على ممتلكاته وتطويق إمكانياته وسلب مدّخراته وتدويخ متّبعيه وفتنتهم … انطلق وكن شفّافا نابذا للعنف ولا يمنعك هيامك بصاحب التغيير في البلاد من ألاّ تقلّده في ذلك، فقد عنّف كثيرا بنبذ العنف، كن محاربا للإرهاب دون أن تتّبع ملّة أعداء الله ورسوله الذين حصروا الإرهاب في الإسلام والمسلمين لأنّك إن فعلت كنت محاربا لأمّك وأبيك ونفسك وكنت متّبعا كذلك لصاحب التغيير الذي لم يتحرّ كثيرا في فهم المصطلحات القادمة عليه من العالم الآخر، كن مائلا للسلطة (وأنت الآن مائل) ولا تعارضها ولا تحتجّ عليها: فما فعلتْ السلطةُ إلاّ خيرا وما احتجّ على السلطة إلاّ حقود مبغض مقطّع للنّسيج المجتمعي المسالم… انطلق وكن كلّ ذلك أو بعضا منه إن شئت، ولكن اعمل دائما على البحث في إمكانية الرّجوع إلى الحقّ، فالحقّ أحقّ أن يتّبع… وأمّا « النهضة » فندعوها إلى التمسّك بما جاء في مقرّراتها الأخيرة، ببذل كلّ الوسع في السعي إلى إحداث التغيير في السمت التونسي الحالي… ليس من النقص أن تبادر الحركة في قياداتها وفي بعض رموزها بالحديث عن الصلح وذلك بطرق الأبواب مرّة ومرّات (وقد علمت سابقا بأنّها طُرقت ولم تُفتح)، فلعلّ الرّئيس لم يسمع كما قالت الأخت فطيمة والدة وليد، ضحيّة « الديمقراطية » والطيبة المبالغ فيها. لتطرق الحركة الأبواب الكبيرة كباب القصر الرّئاسي، ولتصبر على تلكّئ ساكنه في الإجابة فلعلّ سمعه – تبعا لسنّه –  قد ضعف بعض الشيء… وعلى الحركة أن تؤكّد على الثبات على مبادئها، فلا تلتزم بالعمل إلاّ مع من يعترف بهويّة الشعب التونسي المسلم ويلتزم باحترامها، فلسنا مثلا مع « 18 أكتوبر » لا توقّر ربّها أو لا تتّبع هديه، ولا خير فينا إن ساعدنا بعض التونسيين المارقين من أصولهم على الإحداث في دين الله … ووفّق الله الجميع لما يحبّ ويرضى…  


 
 

إلى الدكتور الهاشمي مجددا

 
عبد الرحمان الحامدي سلام الله عليك ورحمته  و بركاته وبعد: قرأت رسالتك الجوابية بعناية   وإني شاكر لك إهتمامك ( قراءة  وردودا) بما أكتب وبما يكتبه غيري من الإخوان ومثمن لك صبرك  رغم علمي بمشاغلك الجمة واهتماماتك بما يشغل الأمة فجازاك الله عن أمة الإسلام خيرا. أبدأ أخي العزيز من حيث ذكرت: ؛؛أليس هناك إحتمال بأن السؤال الذي ينبغي أن يحضى بالأولوية لدى كل الإسلاميين التونسيين هو: كيف نفتح صفحة جديدة في تاريخ بلادنا؛ صفحة متحررة من آثار عقود  الصدام بين السلطة  و الإسلاميين؛  ومن أخطاء الماضي.؛؛ أوافقك تمام الموافقة على هذا الهدف النبيل  و أشد على يديك  و أشكر لك حملك لهموم إخوانك  بالليل و النهار وعزمك الصادق على مد يد العون لهم  و محاولتك حلحلة  مشكلة لا يزال أبناء النهضة يعانون من ويلاتها  رغم مرور عقدين من الزمن. و لعل ما نحن بحاجة إليه (سلطة  وإسلاميين) هو  طرح السؤال الآتي: كيف الوصول إلى هذه المصالحة   و التي لا أشك لحظة أن كل من فيه ذرة خير يتوق إليها من  أجل مصلحة البلاد و العباد. أخي الهاشمي: ألا ترى معي بأنه حان الوقت لأن يراجع الجميع سلطة  و إسلاميين سياساتهم التي دأبوا عليها منذ عقدين من الزمن  و التي لم تفض إلى حد اليوم  إلى ما من شأنه أن يطوي صفحة أليمة من تاريخ تونسنا العزيزة؟ ففي رأيي  لئن توجب على الحركة  ( وقد يكون آن الأوان) بأن تعيد النظر في سياسة المغالبة تجاه سلطة الرئيس زين العابدين بن علي   و تأليب من في الداخل  ومن في الخارج على نظامه  فإنه على السلطة كذلك أن تعيد تقييم العلاقة التي ربطتها إلى حد هذا اليوم بالحركة الإسلامية  و بمكونات المجتمع المدني التونسي.  لقد ذكرت أخي العزيز من بين ما ذكرت  في رسالتك الموجهة إلي ما يلي: الوطن قبل الحزب… وأنا أقول بمثل ما تقول؛ فالوطن يا أخي الكريم وطن الجميع و مصلحته تستدعي منا جميعا سلطة وإسلاميين ( نهضة و تجمعا ) أن نقف وقفة تأمل في تقييم الماضي و بناء تصور جديد لعلاقة جديدة يستفيد منها الوطن الحبيب. سيدي: ألا ترى معي أن على الحركة أن تعترف  بصوت عال و كما جاء على لسان البعض من رموزها بأنها تتحمل مسؤولية هامة في الأزمة و تداعياتها التي دامت عقدين من الزمن ؛ و بالمقابل ألا ترى معي كذلك أن السلطة في تونس بحاجة إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه الحركة و تجاه المجتمع المدني أو جزء منه؟ ففي تقديري المتواضع هناك أسئلة كثيرة قد يكون الرئيس زين العابدين بن علي بحاجة إلى طرحها على نفسه وعلى مساعديه؟ هل أن الطريقة التي تم بها معالجة ملف الحركة الإسلامية المتنامية  في تلك الحقبة من أواخر الثمانينات هي الطريقة الوحيدة  و المثلى في منافسة التيار الإسلامي؛ أم كان يجدر التفكير بطرق أخرى في المنافسة  مما فهم معه في تلك المرحلة  أن السلطة تستهدف وجود الحركة  و كيانهاعبر خطة تجفيف المنابع سيئة الذكر  و إجراءات أخرى من بينها التصرف في نتائج الإنتخابات التشريعية1989. قد تكون الحركة أخطأت استراتيجيا  بنزولها في تلك الإنتخابات بكل قوتها مما أربك النظام التونسي الذي فوجئ بالحجم الهائل الذي تحضى به؛ فضلا عن توفر معلومات باتت مؤكدة لدى  السلطة بإختراقات في صلب المؤسسة الأمنية  و مؤسسة الجيش فكان الخوف ثم رد الفعل غير الحكيم بنظري عبر  اللجوء إلى الحل الأسهل و هو محاصرة الحركة   و التفكير في تحجيمها. نفس مشاعر الخوف إنتابت قيادة الحركة من أن مصيرها  و و جودها أصبح  في خطر و محل تساؤل فكان رد الفعل  و سوء تقدير لموازين القوى و الدخول في مغامرة كان لها ما لها من عواقب وخيمة أتت فيما بعد على الأخضر و اليابس. ولا يفوتنا أن نشير أن في السلطة   و الحركة على حد سواء من غذى بطريقة أو بأخرى هذه المخاوف تجاه الآخر سواء بتعمد أم لا؛  كما أن هناك في الجانبين من حذر من مغبة الصدام  و أن الأمور بحاجة إلى أن تعالج  بصبر و حكمة. كلام أسوقه للتاريخ من باب  ضرورة  التقييم  و أهمية  الإقرار بالأخطاء من الجانبين رغم  ما قد يكون لللإصداع به عاليا من مرارة ؛  لكنها مرارة قد يعقبها وضوح ثم تجاوز لمرحلة تالية نكون قد إستفدنا  فيها من أخطائنا  بمواجهتنا لها بكل شجاعة و صدق  ودون حسابات  يكون بها الوطن و سمعة الوطن الخاسرين الأكبرين فيها.. واسترسالا مني في طرح الأسئلة أقول أخي العزيز: ألا ترى معي أن السلطة بعد أن إستقر لها الأمر أواسط التسعينات ( لحكمة لا يعلمها إلا الله وحده )    بحاجة  كذلك لمراجعة  الكيفية التي  وا صلت بها التعاطي مع الملف الإسلامي   حتى حدود  اليوم؟ وأعني بذلك أن كيفية التعاطي هذه تجاوزت؛  كما عايشتها وعايشها الآلاف غيري؛ حدود الإعتدال المعروف به مجتمعنا  و تجاوزت حدود الحكمة المصاغة باللهجة التونسية ؛؛إلي يغلب يعف؛؛ أنت يا أخي لم تعايش فترة  التسعينات داخل السجن أو خارجه عاى حد سواء  فلم يكن سلوك الدولة تجاهنا سلوك من  يريد الحفاظ على أمنها   بقدر ما كان  سلوكها سلوك تشفي  وإنتقام  لم تراع فيه حرمة ؛ إلا ما رحم ربك؛.ووقع أثناءها خرق كثير من قوانين البلاد  و المواثيق الدولية التي أمضت عليها تونس. و لست بحاجة إلى المزيد من الحديث في موضوع معاناتنا في تلك المرحلة لأن ليس هذا هو الهدف. و من جهة أخرى: ألا ترى  معي كذلك أن السلطة تجاوزت حدود المعركة لديها من مجرد معركة مع حزب معارض إلى معركة مع قيم المجتمع أو جزء منها (أنظر كيف تتعاطى اليوم مع ظاهرة الحجاب على سبيل المثال لا الحصر رغم يقينها بأنة لايرمز إلى توجة سياسي  كما كان الحال في الثمانينات)؟ يا أخي الكريم. ليس من العدل تحميل الحركة الإسلامية لوحدها مسؤولية الأزمة  و تداعياتها كما ليس من العدل تحميل النظام وحده  كل سلبيات المرحلة الماضية   . و هذا ما على طرفي الصراع الوعي به  وفهمه  كمرحلة  أولى تليها مرحلة الإقرار بالأخطاء من الجهتين  ثم البحث فيما يجمع ولا يفرق  لإيجاد سبيل للتعايش بيننا كتونسيين على الرئيس زين العبدين بن علي أن يتفهم حال اليائسين من إمكانية أي تلاق بين الحركة الإسلامية ونظامه  وأن يتفهم لماذا يروم المعارضون بمختلف مشاربهم  الحديث عن طبيعة إستبدادية لسلطته. فهو  على سبيل المثال لا الحصر على علم( وهو الحريص على متابعة شؤون البلاد) بالكيفية التي يقع معها اليوم التعاطي مع ملف الرابطة التونسية من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان ؛ وعلى علم  كيف تصرف نظامه مع حركة الديمقراطيين الإشتراكيين ( رغم تحمل قيادييها جزءا من المسؤولية في الإنشقاقات التي حصلت)؛ وعلى علم بكيفية التعاطي الحالي مع ملف حرية التعبير وجمعية القضاة التونسيين و القائمة يا أخي تطول و لا تقصر؛ ودون أن نستثني الموقف السلبي  من بعض رموز المجتمع المدني (ناشطين حقوقيين؛ صحفيين؛ محامين….) إن الخيط الرابط  والمحرك لكيفية التعاطي مع هذه الملفات وبعض من رموز المجتمع المدني إلى يوم الناس هذا ( و قبلها ملف حركة النهضة أواخر الثمانينا ت) هو الهاجس الأمني وهو من أسهل الحلول من حيث سرعة الحسم في تلك الملفات  و في كل ما بدا مزعجا  للسلطة   مما يجعلني أدعوا الرئيس زين العبدين بن علي  والتجمع الدستوري الديمقراطي من هذا المنبر الإعلامي  إلى إعادة النظر مجددا في هذا الأسلوب الذي أساء لسمعة تونسنا الحبيبة  و لسمعة القائمين على الحكم في بلدي فضلا عما خلفه  من مساس ببعض المبادئ المتصلة بحقوق الإنسان التونسي.  أخي الهاشمي إن الذي منع العقاب الجسدي في المدار س التونسية عندما كنت أزاول مهنة التدريس في المعاهد الثانوية  بتونس؛   وإن الذي سن قانون حماية حقوق الطفل الذي حدثنا عنه بإعجاب أساتذتنا السويسريون في المعهد الأعلى للعاملين الإجتماعيين  و المربين المختصين بسويسرا أين أزاول دراستي حاليا؛  وإن الذي حقق مكاسب للبلاد  بشهادة رموز من حركة النهضة  و من غيرهم (إستفاد منها ملايين التونسيين) إلخ… إن الذي صنع كل ذالك؛ وهو الرئيس زين العبدين بن علي؛ لقادر بما أوتي من صلاحيات  أن يقوم بمبادرات( إذا أراد)  من شأنها أن تعيد إلى القانون التونسي هيبته وإحترامه من الجميع في مادتي حقوق الإنسان و حرية التعبير فتعاد الحياة لشعار لا ظلم بعد اليوم من هذا الجانب وتفتح بذلك صفحة جديدة من تاريخ تونس نباهي بها الأعداء  و الأصدقاء على حد سواء. إن مبادرات من هذا النوع هي التي ستجعل ( القائل في يوم من الأيام : إن ثقتي في الله ثم في بن علي و أعني به الشيخ راشد الغنوشي) ستجعله   يشحذ همم أنصاره للبحث عن سبل لمصالحة تغلب مبدأ التعايش على مبدإ المغالبة و تتجاوز قولا و فعلا أخطاء الماضي  و تؤسس لتعاون أرقى  لما فيه خير تونسنا الحبيبة. إن المواطن التونسي هو الخاسر الأكبر من حالة تواصل إنعدام الثقة بين طرفي النزاع   و التكلس والتصلب في موقفيهما رغم علمي بمبادرة الأخ الكريم الدكتور زياد الدولاتلي شفاه  الله (عفو قلبي مقابل عفو تشريعي)  والتي لم تعترض عليها حركة النهضة  فيما أعلم ولم تلق الآذان المصغية من الرئيس بن علي شخصيا في فترة ما من الألفية الثالثة للميلاد. وإن ما يبدو اليوم  من رغبة الرئيس زين العبدين بن علي في حلحلة ملف مساجين النهضة  والمغتربين .خطوة جيدة من حيث المبدأ؛  لكنها في رأيي بحاجة إلى أن تأخذ بعين الإعتبار؛ كذلك؛ تصور الطرف المقابل  في حلحلة الملف  و أعني به قيادة الحركة ( ولو على مراحل)   حتى لا  يبدو الأمر حلا من جهة واحدة (الجهة الأقوى)   يلغى فيه الآخر ( ككيان ساهم في نحت حقبة من تاريخ تونس) ولا تحترم  مطالبه أو جزء معقول منها فيستفيد من هذه الرغبة ثلة قليلة ممن قبلوا بها (وقد حصل) و تبقى دار لقمان على حالها ويكون الخاسر الأكبر تونسنا العزيزة في زمن تجاوزت فيه دول صديقة وشقيقة هذا الصنف من التجاذبات  والصراعات وتحولت إلى إهتمامات أخرى.. إن التونسي بما عرف عنه من إعتدال وتمسك بقيم الزيتونة لقادر( كما هو شأنه عبر التاريخ) أن يستنبط  قواعد في التحاور والتواصل والتعايش والتسامح و تجاوز مخلفات الماضي وقادر أن يوجد لها الآليات اللآزمة  فيطوي صفحة أليمة  بتجاوز ثقافة الإلغاء  والإقصاء  والمحو  والحقد  والكراهية  وكسر العظم  فيعيد الروح من هذا الجانب إلى شعار: التونسي للتونسي رحمة.. أخي العزيز الدكتور الهاشمي الحامدي: حفظك الله بما حفظ به عباده الصالحين؛ أنت رجل ذو همة عالية  ونموذج يحتذى في النجاح بفضل جدك  و إجتهادك  و صدقك ولك وزنك وهو ما قد يكون الرئيس زين العبدين بن علي قدره لك  وإذا أحسست من شيخنا راشد الغنوشي في يوم ما جفوة تجاهك فلتتفهم موقفة فلقد اتخذت في يوم ما قرارا بالإنسحاب من حركة النهضة  وهذا حقك  و عبرت عن رأي في الحركة  قد لا يكون وقته مناسبا (زمن المحنة) وهو؛ في تقديري المتواضع؛ ما قد يكون الرئيس قد قدره لك  كذلك ولكنني أقول   فلرب ضارة نافعة  و لا يعلم الحكمة مما حدث إلا الله وحده    و قد يكون لصوتك من سامع   ولمسعاك اليوم في رأب الصدع نصيب من النجاح  وقد يشاء الله  لك كما تروم  و تتمنى أن تكون من بين من يكتبون فصلا جديدا في تاريخ تونس و في تاريخ الإسلاميين التونسيين كما ذكرت. فهلا بلغت عني محتوى المقالة التي بين يديك  من مواطن تونسي بسيط  لرئيس الدولة زين العابدين بن علي من باب ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ( وما فينا أحد في غنى عن التذكرة)  ومن تونسي   يهش لمصالحة  يبحث الجميع فيها نقاط الإلتقاء  و يعيدون تحديد الأولويات   و يترفعون عن كثير من الحسابات و يعطون المثل للعالم بأن التونسيين ليسوا أقل شأنا من غيرهم في قدرتهم على إعادة ترتيب بيتهم بما يفسح لكل منا مكانا تحت الشمس    و موقعا يخدم به دينه و بلده. أللهم وفقنا لما تحب و ترضى. آمين و السلام عليك أخي الحبيب ورحمة الله تعالى وبركاته أخوك عبد الرحمان الحامدي ملاحظتان: 1) كتبت هذا المقال قبل إطلاعي على مبادرة الأخ الهاشمي المتعلقة برغبته في تكوين ما أسماه بتيار ثقافي إصلاحي. 2) إن إطار التفاعل مع مبادرة الدكتور في المصالحة (عبر كل الجدل الذي دار حول الموضوع ولمدة تزيد عن الشهرين) كان القصد منه؛ كما فهمت؛ المساهمة في تلمس طريق نحو الخروج من الأزمة الحالية تشمل الجميع( سلطة و نهضة) إلى أفق أرحب. وكتعقيب سريع على مبادرة التيار الإصلاحي الثقافي الذي يرغب الدكتور في تكوينه أقول للأخ الكريم لك أن تتبنى التصور  الذي تشاء في التأسيس للعلاقة المستقبلية بالسلطة  ولك أن تطرح البدائل العملية  و التنظيمية التي تريد، لكني تمنيت لو أن فكرة التيار الإصلاحي الثقافي  هذه عرضت منذ البداية وبوضوح و شفافية ودون الحاجة إلى طرح مشروع مصالحة  بدا القصد منه في البداية دعوة الجميع إلى المساهمة في إيجاد مخرج من النفق يخص كل إسلاميي النهضة سواء منهم  المحافظين على ولائهم لها أو الغاضبين على أدائها طيلة الحقبة المنصرمة أو حتى المنشقين عنها. بحيث بدا الأمر (إثر عرضك  لفكرة التيار الإصلاحي الثقافي بعد  كل هذا الجدل حول المصالحة) مخالفا لما فهمته من نيتك التي عبرت عنها بالقول فيما معناه بأنك لن تألو جهدك من أجل المساهمة في حلحلة الأزمة بين إسلاميي النهضة  والسلطة. أما وقد وضحت وجهتك  في الطريقة التي بها ترغب في حلحلة الموضوع والتي أرى أن الغرض منها ليس استفادة الجميع  (ربما يختلف مع  ما ضمنته في مقالي أعلاه من مقترحات لخروج الجميع من الأزمة)  فإني للأسف لا أجد نفسي واقفا معك على نفس الأرضية؛ إذ  أحسب أني واقف على  تلك التي  تخدم الجميع دون استثناء و دون تفرقة  ودون إقصاء. ولئن إخترت الطريق الذي ترى أنه مناسبا فإن الطريق الذي أراه أنسب هو العمل (ولو بصبر سيدنا أيوب عليه السلام) من أجل مصالحة تلم شمل الجميع و لا تفرق وإن بدا لك بيان مؤتمر الحركة الأخير واستمرار إعراض السلطة غير مشجع عليه. ومني عليك أخي سلام الله مجددا سويسرا، في 12 06 2007  

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 ليتنافس المتنافسون في خدمة الدين والوطن

 

أخي عبد الرحمن الحامدي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

 

قرأت جوابك على رسالتي السابقة إليك. وأبهرني مجددا أدبك الراقي المبهج في طرح أفكارك وفي التعامل مع المختلفين معك. إنني أحييك على هذا النهج الرائع الجميل وأرجو أن يتعلم منه الكثيرون من الذين يكتبون في الشأن العام.

 

كثير من الملاحظات التي طرحتها في مقالتك الأصلية، أشاطرك فيها الرأي. ولديّ انطباع بأنك تعرف ذلك، وبأن ألد خصومي أيضا يعرفونه. فأنا قروي تونسي بسيط يحلم بالحرية السياسية كما في بريطانيا التي يعيش فيها منذ عشرين سنة، وبالحريات الإعلامية كما في بريطانيا التي تعلم فيها وتخرج من جامعاتها. أحلم بالنموذج البريطاني في تونس وفي كل بلد عربي. أتعرف يا أخي عبد الرجمن: حتى الآن، في زياراتي الكثيرة خارج لندن، لم أعثر على لاجئ سياسي بريطاني واحد في أي مكان في العالم!!

 

الخلاف إذن ليس حول الحلم الديمقراطي بأي وجه من الوجوه. ولا حول المساهمة في إثراء التجربة الدينية للتونسيين وتعزيز الإسهام التاريخي لبلادنا في خدمة الإسلام. إنه حول كيفية المساهمة في تحقيق هذه التطلعات والأحلام الجميلة.

 

هل نتخذ لذلك منهج الإصلاح والكلمة الطيبة، عبر الحوار والتوافق والتفاعل الإيجابي مع السلطة وبقية الأطراف المؤثرة في المجتمع، وبذر الأفكار النبيلة الخيّرة في القلوب والعقول، والصبر الجميل على هذا الجهد إلى أن يثمر؟

 

أم نستمر في منهج المغالبة والمعارضة الراديكالية، بعد أن سنين طويلة من تجريب هذا الخيار والتعايش مع نتائجه؟

 

هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه فرضا على كل المنتسبين للتيار الإسلامي العريض في تونس. وقد قدمت جوابي، معتقدا أنه الأصوب والأنجع والأكثر موافقة للمصلحة الدينية والوطنية.

 

لكني لا أدعي العصمة. ولا أصادر حق الآخرين في تبني الإجابة التي يرونها أصوب. وأؤمن بالتعددية وحق الإختلاف.

 

وآمل من إخوتي الأعزاء في حركة النهضة بوجه خاص ألا يدعو العصمة هم أيضا، ولا يصادروا حق الآخرين في تبني الإجابة التي يرونها أصوب، وأن يثبتوا عمليا قبولهم بالتعددية وحق الإختلاف.

 

بقي أمر آخر مهم أود أن أشرحه لك بتفصيل وصراحة:

 

إنني مقتنع بقوة بصواب طرح الدعوة للتقارب والتعاون بين السلطة والإسلاميين في تونس. وقد عبرت عن هذا الرأي مرارا وتكرارا في العقد الماضي. ولو عدت أخي العزيز إلى أرشيف المواقع الإخبارية التونسية، وخاصة إلى أرشيف نشرة « تونس نيوز » الغراء، فستجد أن 90 بالمائة من المقالات التي نشرت عن المصالحة بين السلطة والإسلاميين نشرت في سياق التعليق على دعوات وحملات خضتها من أجل هذا الغرض.

 

وقد طرحت الأمر من جديد ربيع هذا العام لما رأيت أن الموضوع قد أهمل من قبل النخب السياسية التونسية، ودافعت عنه بشدة.

 

سجلت أثناء هذه الحملة أن الإخوة في حركة النهضة لم يقبلوا المقترحات التي عرضتها وقدّرت أنها ستتيح بدء عملية تسوية سياسية للملف. سجلت ذلك، وقدمت اقتراحات جديدة للمستقبل، تستوعب الخلاف والتنوع في الطروحات والإجتهادات.

 

إنني أحترم رأيك ورأي الإخوة في حركة النهضة. أخالفهم في الرأي وأحترم رأيهم. هل في هذا ظلم أو تجاوز لأحد؟ لا أظن أن منصفا يقول بذلك.

 

بالنسبة للقيام بدور الوسيط، قلت لك، وللأخ الطاهر العبيدي، ولكل من سألني، مرارا وتكرارا: لا أحب أن أقوم بدور الوسيط بين السلطة وحركة النهضة.

 

إنني أرى أن هناك بابا عريضا مشرعا أمام كثير من الوطنيين التونسيين الذين يريدون أن يخدموا بلادهم على أساس الأفكار والمبادئ التي عبرت عنها في مقالتي يوم أمس المعنونة « في بيان الحاجة لمبادرة جديدة ».

 

وقد تحدثت مع كثير من الإخوة التونسيين ووجدت لديهم حماسة لمثل هذه الرؤية، وإن كان بعضهم يقول لي: هل من مبادرة مشجعة تقدمها السلطة قبيل المضي قدما في تأسيس مثل هذه المبادرة؟

 

قلت لهم ما أقوله لك الآن: هذه الرؤية تعبر عن مصلحة موضوعية لديننا وبلادنا. وهي ليست مبادرة من الحكومة التونسية على الإطلاق. من يريد أن يعمل في الشأن العام عليه أن يبادر إلى القيام بما هو مقتنع به وبأنه يخدم الدين والوطن. وبعد ذلك، يتعامل مع ردود الأفعال المختلفة.

 

هذه المبادرة لا تعني المتلهفين لمنصب أو مغنم، لأنها تركز على العمل الإصلاحي والثقافي.

 

هذه المبادرة لا تعني المهووسين بالسياسة اليومية المملة، لأنها استثمار بعيد المدى في العقول وفي القلوب.

 

هذه المبادرة ترى الشجاعة في الإلتزام بالكلمة الطيبة والصبر عليها إلى أن تثمر وعد الله الحق فتجعل العدو وليا حميما. وهي ليست مجدية ولا جذابة للذين يرون الشجاعة مقتصرة فقط على كتابة المقالات النارية ضد السلطة.

 

إنها باب جديد لعمل الخير. منهاج جديد لمناصرة التحول الديمقراطي في تونس. وخيار نوعي جديد في الساحة الوطنية والإسلامية في تونس، يثري هذه الساحة ولا يسيء إليها بأي وجه من الوجوه.

 

هذه الأيام يتنافس حزب المهندس نجم الدين أربكان مع حزب رئيس الوزراء رجب الطيب أردوغان في الإنتخابات التشريعية.

 

التنافس لا يزعج مؤمنا صادقا يحب الخير لدينه ووطنه وإخوانه في الدين والوطن.

 

المؤمن الصادق يقول: اللهم أجر الخير والنفع على يديّ وعلى أيدي إخواني التونسيين كافة.

 

إنني متفائل بأن الموقف العام للإسلاميين والوطنيين التونسيين عامة سيكون موقفا نبيلا وكريما، خلاصته: ليتنافس المتنافسون في خدمة الدين والوطن.

 

أخي عبد الرحمن: من باب المناصحة وتلاقح الآراء، اذكرك بالمرتكزات الأولية للتيار الجديد الذي أرى أن الساحة الوطنية تحتاج إليه:

 

1 ـ إنه تيار إصلاحي وثقافي لا يجعل السياسة بمعناها الضيق أكبر همه ولا مبلغ علمه.

 

2 ـ وهو تيار يؤمن بأن أفضل من يحمي الدين ويرعى قيمه ويعظم شعائره هو المجتمع التونسي المسلم. لذلك يسعى لتحرير التدين من الأطر الحزبية والتنظيمية الضيقة، وردّه للأمة.

 

3 ـ وهو تيار ذكي فطن تعلم من تجارب الحاضر والماضي الأضرار الكبيرة التي تعود على الدين والوطن معا من جراء التوظيف الحزبي للإسلام وللمساجد، لذلك يلتزم بالإبتعاد عن هذا النهج في كل الظروف.

 

4 ـ وهو تيار يحترم العلم والعلماء، ويبذل كل ما في وسعه من أجل إحياء الحركة العلمية في تونس ورد الإعتبار لعلماء الدين المستقلين المتجردين لخدمة العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

5 ـ وهو تيار منحاز للحرية والديمقراطية، يعرف أن المجتمع القادر على المساهمة في صناعة الحضارة، وتطوير العلوم، وإثراء التجارب الدينية للبشرية، وتعزيز مكانة العلماء والمجتمهدين، هو المجتمع الديمقراطي الحر.

 

6 ـ وهو تيار وفاقي معتدل ينبذ العنف والإرهاب، يحب الشفافية وينبذ العمل السري، يميل للتفاهم والتعاون والتواصل مع السلطة لا للعداوة معها، وللتقارب مع التيارات الوطنية الأخرى لا للتناحر والتباغض معها.

 

أخي عبد الرحمن:

 

أرجو أن تتكرم بالتعليق على هذه المبادئ، قصد تصويبها وتطويرها وإثرائها، وأثق أنك صدرك سيتسع لاختلافنا، وأسأل الله أن يستخدمني وإياك وكل القراء في نصرة دينه وفي خدمة تونس الجميلة وكل التونسيين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

 

د. محمد الهاشمي الحامدي

 


تهنئة رئيس تحرير الوسط التونسية بانعقاد المؤتمر الثامن لحركة النهضة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده الأخ والأستاذ الفاضل راشد الغنوشي ,رئيس الحركة الاخوة الأساتذة قادة وأعضاء حركة النهضة التونسية لقد تلقيت ببالغ السرور خبر انعقاد مؤتمركم الثامن , وانه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن يتمكن العشرات من الأطر السياسية المهجرة من الالتقاء من أجل البحث في قضايا وطنية كان من المفترض بحثها داخل التراب الوطني , غير أن انعدام أجواء الحرية وغياب الفضاء السياسي الديمقراطي وتقلص دولة القانون والمؤسسات الى مرتبة الشعاراتية جعل حزبكم لايتوانى عن التعاطي مع الشأن الوطني في الحد الأدنى المتاح ,برغم ماأصابه من ملاحقات ومطاردات كانت سببا في رهن جيل بأكمله الى ثقافة السجن والتعذيب والملاحقات والمنافي . الاخوة الأعزاء في حركة النهضة التونسية , أهنئكم وأهنئ شعب تونس بانعقاد أشغال هذه المحطة الوطنية في ظل الاصرار على طي صفحة الماضي والتنادي الى طلب المصالحة الوطنية العادلة والمتدرجة من أجل وضع بلدنا وشعبنا على طريق سالكة من الاصلاحات تتيح للتونسيين والتونسيات أجواء جديدة من التعايش والتسامح والصفح والبناء بعيدا عن منطق الصراع والاشتباك ولي الذراع الذي ساهم في احباط تجارب حركية وشعبية كثيرة في منطقتنا العربية والاسلامية . هذا ويشرفنا من موقعنا كرجال اعلام ومناضلين سياسيين تأذوا من خيارات سياسية فرضت على التونسيين والتونسيات منذ بداية التسعينات , أن نمد اليكم يد الخير والتعاون من أجل مستقبل أفضل لبلدنا وشعبنا وأمتنا ومنطقتنا , طاوين بذلك مرحلة من الخلاف اتسمت ببعض سوء الفهم نتيجة مماحكات واحتكاكات فرضتها صعوبة التواصل بين المناضلين التونسيين في مهاجرهم الشتى … الاخوة الأعزاء في حركة النهضة التونسية , انها فرصة لضرب موعد جديد مع التاريخ من أجل اخراج بلدنا من حالة الاستقطاب الثنائي ووضع نخبنا وفعالياتنا مع حالة تصالحية غير مسبوقة , تعيد للحرية معناها وللسجين كرامته وللمنفيين شيئا من اعتبارهم الوطني و للتونسيين جميعا الأمل في دولة شامخة تعيش مناخا من الوئام بعيدا عن منطق تصفية الحسابات والانتقام للذات والاصرار على تجريم هذا الطرف أو ذاك … مرة أخرى انها دعوة للتجاوز العادل والهادف الى تتويج فضائنا السياسي بحالة سياسية أرقى تنشد العفو التشريعي العام , والانفتاح على المجتمع وهياكل الدولة وكل قوى الاصلاح من أجل عزل أسباب الانهيار والتردي الحقوقي والسياسي الذي عرفته تونس منذ مالايقل عن عقد ونصف , كما أنها دعوة كريمة لهذا الجسم الوطني من أجل تجذير قيم الوسطية الاسلامية والتسامح والاعتدال من أجل تجنيب بلدنا نار التنطع والارهاب مهما كانت منطلقاته أو أسبابه الاجتماعية أوالسياسية… أحييكم مرة أخرى وأحيي معكم ومن ورائكم كل سجناء الرأي وسائر المنفيين على خلفية ارائهم السياسية , وأهنئ شعبنا الكريم ووطننا بهذا الانجاز السياسي الذي نتمنى له أن يكون منعرجا في الحياة الوطنية وهياكلها السياسية الرسمية والمعارضة . وفقكم الله تعالى الى كل خير وجعل الله تونس وشعبها والمنطقة والأمة على طريق الصلاح والاصلاح . أخوكم مرسل الكسيبي بصفته مناضلا حقوقيا وسياسيا مقيما بالمنفى وبصفته فاعلا اعلاميا ,ورئيسا لتحرير صحيفة الوسط التونسية . أوربا  , 12 جوان 2007
 

من ذيول النقاش حول حرب لبنان:

كيف ندافع عن حزب الله ونطالب بالمساواة بين الجنسين

 
د. الطاهر الهمامي (*) وقع بين يدي مؤخرا نصان مثيران للجدل، احدهما يمجد العلمانية ويحمل علي الهوية، والآخر يحمل علي العلمانية ويجل الهوية، وكلاهما في المغالاة والأحادية ونكران الواقع والوقائع سواء. نص حوار اجرته الاسبوعية التونسية مواطنون مع د. رجاء بن سلامة تحت عنوان العلمانية هي الارضية الوحيدة التي تضمن المساواة والكرامة والحرية (9 ايار (مايو) 2007) ونص مقال رد به د. ابو يعرب المرزوقي علي بعض ادعياء العلمانية واعداء الاسلام ونشرته القدس العربي (11 ايار (مايو) 2007). ولقد سبق لي ان ناقشت الطرح الذي طرحته السيدة بن سلامة في خصوص الحرب اللبنانية والموقف من حزب الله والمقاومة، وخالفتها حين استخفت بالمقاومة وابطالها الذين خضدوا شوكة العدوانية الصهيونية، وبقيم مثل التضحية والاستبسال، وحين لم تر في حزب الله سوي جماعة ارهابية او ميليشيا دينية عاملة لحساب اطراف خارجية، وحين حدبت علي قتلي صواريخ المقاومة من الاسرائيليين حدبا يفوق حدبها علي ضحايا القصف البري والبحري والجوي الاسرائيلي من اللبنانيين اصحاب الحق، خالفتها ذلك واستنكرت موقفها من المثقفين والإعلاميين والاناس ـ عربا واجانب ـ الذين وقفوا ضد الجرائم الصهيونية وطالبوا بخروج المحتل من لبنان وفلسطين والعراق، وحيوا المقاومة الوطنية وصمودها وقدرات قيادتها في ادارة معركة غير متكافئة. ومرة اخري تعود السيدة رجاء بن سلامة لتعزف العزف نفسه في هذه القضية وفي غيرها من القضايا التي تهم راهن المجتمعات العربية والاسلامية، وخاصة ما تعلق بقضايا الحرية والهوية والنهضة. ولم يخل كلامها من رد (ساخر) علي الردود التي عقبت تصريحها الاول المنشور علي موقع الكتروني قبل ان تعيد نشره بعض الصحف. ومرة اخري اسجل ان مدار الخلاف معها ومع المثقفين العازفين عزفها هو علي قراءة المرحلة وطبيعتها وبالتالي علي طبيعة الصراع الدائر، والتناقضات القائمة، وبالتالي علي الموقف من المسألتين المطروحتين اليوم في جدول اعمال بلداننا ومجتمعاتنا: المسألة الوطنية والمسألة الديمقراطية. والرأي عندي ان عديد المثقفين العرب، وهم في المهب، تعذر عليهم ان يروا وجه الحل حين ركبوا خطاب الوطنية والهوية واهملوا نداء الحريات والديمقراطية التي من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة الغزو، واعطاء الهوية مضمونا تقدميا قادرا علي مواجهة المحو. وكذلك اخطأوا حين ركبوا خطاب الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، والحداثة والعلمانية والسلام، بمعزل عن الهوية الوطنية والقومية وبمنأي عن الارث الحضاري الخصوصي. ولقد قدمت الاحداث الجارية في العراق وغير العراق مثالا ساطعا ودليلا قاطعا جديدا علي التوظيف الاستعماري الماكر لتلك الشعارات والمطالب المدنية المشروعة حين حملها الغزاة جوا وفي شكل معلبات وأتوا بها علي الاخضر واليابس، ومن ضمن الاخضر وحدة العراق واستقلاله وعروبته وحمولته الرمزية. ولقد كان هؤلاء وما زالوا يرومون فرض عالم علي صورتهم وحداثة بـ هويتهم وعلمانية علي قدر مصالحهم، وحرية تفرق ولا تجمع، وديمقراطية تفتح الباب للطائفية ومحاصصاتها ومضارباتها ومواجهاتها، ولتفتيت البلد وابقائه تحت رحمة المخابرات المركزية والموساد، وانهاء دوره في بناء النهضة العربية المنشودة. وقدمت مشاريع التنمية الفاشلة والتحديث المزعوم في بلدان العالم الثالث التي ركبت موجة الخيار الاشتراكي او التي نهجت نهج الانفتاح و اللبرلة ادلة قاطعة اخري عن مآل الاستخفاف بالهوية القومية والخصوصية الحضارية، وأفضي ذلك كما هو مشهود الي افراز نتائج عكسية، بدائل اصــــولية واجوبة ظلامية متلفعة بالاصالة والهوية، مستغلة الفراغ الذي خلفه الاغتراب وحفرته التبعية. ان تجربة الاحتكاك بالشباب في مختلف مراحل التدريس طيلة 36 عاما من حياتي المهنية، بينت لي كيف افلح الخطاب الاصولي، الراكب موجة الهوية التي اختزلها في الدين والتدين، وهو يخاطب تلاميذ وطلبة العلوم والتقنيات، ولم يفلح كثيرا وهو يخاطب غيرهم، لأن هؤلاء يلقنون هذه المعارف عندنا، بمعزل عن التفكير في تاريخها وعن ربطها بالتاريخ العام وبغيرها من المعارف، وعن البيئة التي انجبتها، وعن تجاوز استهلاكها الي انتاجها. ولا يبقي امام الشباب في هذه المرحلة العمرية والذهنية الدقيقة سوي اللوذ بدرس التربية الدينية يروي منه غلته ويعثر علي اجوبة لأسئلة الهوية، سوية او غير سوية. واسئلة الهوية من اسئلة المسألة الوطنية، التي عادت لتطرح اليوم بحدة، في ظل النظام العالمي الجديد وعودة الاستعمار المكشوف والغزو السافر، وفي ظل عولمة المحو والتصفية الثقافية والحضارية، وتعميم هوية كونية هي هوية الغالب والمنتصر والأقوي، هوية وحيد القرن و عقرب الساعة . وحين تتساءل زميلتي كيف يمكن لمثقف يعتبر نفسه تقدميا ان يدافع عن نصر الله في الصيف وان يطالب بالمساواة بين الجنسين في الشتاء؟ فذلك يؤكد مرة اخري انها لم تدرك ـ او لا تريد ان تدرك او هي تدرك وتتعمد عدم الادراك ـ طبيعة المرحلة والمعركة وطبيعة التناقضات التي تحرك الواقع وسبل حلها لصالح الطرف الضحية، وبالتالي فالمعطي الاساسي الذي فرض المسألة الوطنية اولوية عراقية وفلسطينية ولبنانية وسورية والمتمثل في واقع الاحتلال والحصار والعدوان وخلع الانظمة الوطنية وتنصيب العملاء بالقوة وتأجيج الفتن الطائفية واستهداف الوجود العربي ورموزه ظل غائبا من نظرتها واحكامها، فعسر عليها ان تستوعب اللحظة ومقتضياتها، وحال جمود النظرة وتجريدها دون فهم مغزي ان تلتقي حزب الله صيفا ولا تلتقيه شتاء، بل مغزي ان تلتقيه ولا تلتقيه صيفا او شتاء، تلتقيه في خندق المقاومة ولا تلتقيه في خلفيته العقدية او برنامجه الاجتماعي. فلقد بات من ثوابت الأدب السياسي ونظرية التحرير ان الوطن حين يتعرض للخطر الخارجي يفرض علي كافة الفرقاء داخله ان يخضعوا تناقضاتهم للتناقض الرئيسي مع الخطر الداهم. ولقد كان لبنان وقتها، في تلك الطائفة، تحت نار العدوان الصهيوني الغاشم وكان لا بد من صف وطني عريض قدر الامكان جسدته المقاومة ميدانيا، ومن فرز يكشف وجوه العملاء العاملين علي وضع لبنان تحت الوصاية الاستعمارية الجديدة والتضحية بشعبه ومقاومته وعروبته. وكان حزب الله (الذي لا ارتضي خلفيته العقدية ورؤاه الاجتماعية…) ابرز فصائل المقاومة الوطنية. فهل تحولت خلافات الغد حول نمط المجتمع والحكم دون اتفاقات اليوم حول التصدي للعدوان ومقاومة الاحتلال ورفع الاذلال؟ ان الديمقراطي او العلماني او الحداثي الذي يتخلف عن معركة التحرر الوطني او يشكك فيها وفي عدالتها يفقد مصداقيته وقد لا يجد من يصغي الي خطابه الديمقراطي او العلماني او الحداثي، وأولي به ان ينسحب داخل قوقعته وينتظر اياما سعيدة خالية من العنف ما دام لا يريد معالجة ظاهرة العنف بما هي نتاج مجتمع الاستغلال والاضطهاد، وما دام لا يريد التمييز بين عنف الظالم وعنف المظلوم ولا يري من حل سوي الفعل الايجابي (؟؟!) والاحتكام الي الشرعية الدولية و المنتظم الأممي و المطالبة بالحق (!!!) . وحين يستوعب المرء طبيعة المرحلة والمعركة والتناقضات ويستخلص الدروس ويستوي عنده ميزان التفكير فانه لن يجرؤ علي الاستخفاف بـ مثقفي الهوية او علي الأقل لن يضعهم في كيس واحـــــد، ولن يتحدث عن الحداثة والعلمانية والحرية حديثا مجردا، كما لو ان هذه مفاهيم نازلة من السماء ولم يكن لها تاريخ وصلة بالواقع وحراكه وتناقضاته. فالحداثة التي تقف اليوم علي فشل ما تناهي منها الي مجتمعاتنا لم تفشـــــل، فيما نري، الا لكونها لم تنبت في التربة الوطنية ولم تنشأ عن ضرورة داخلية بل كان اسقاطها عن طريق الحقن الخارجي (العنــــف الاستعماري والالحاق) فمست القشرة والجلد وما مست العقل والـروح، فظلت حداثة ازياء واثواب واشكال مبطنة بخلطة من هويتين متنابذتين: هوية قوية غالبة منتجة وهوية ضعيفة مستضعفة مستهلكة وجدت في الدين والقناع التديني حصنها الأخير. ويبدو لنا بقاؤها وتعافيها مرتهنا باقبال اهلها علي التفكير الجدي في شروط نهضتهم التي لا تبدأ من التخلي عن هويتهم بل من اعادة النظر في مفهومها ومحتواها بما هي معطي حي يتشكل عبر التاريخ والتناقض ويضم الي عناصره القديمة عناصر جديدة ويحوي عدا عناصره المحافظة عناصر تحررية، والدين بما هو عقيدة لا نراه يشكل احد تلك العناصر (لأن المعتقد شأن خاص وامر شخصي)، بل نراه يسهم في تشكيلها بما هو حضارة شيدها ابداع معتنقيه من مختلف الاقوام والطوائف. وهذه الفكرة تضع المقال علي عتبة النقاش الذي يثيره رد الدكتور ابو يعرب المرزوقي، والذي نزمع اجراءه لاحقا. (*) كاتب وجامعي من تونس (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 جوان 2007)

هل ينتهي نظام برتون وودس مع رحيل فولفوفيتز؟

 
د. أحمد القديدي (*)          هذا السؤال طرحته أكثر من وسيلة اعلام واتصال أمريكية وأوروبية اقتصادية ومالية هذا الأسبوع بمناسبة مغادرة بول فولفوفيتز منصبه يوم 30 يونيو الجاري كرئيس للبنك العالمي في أعقاب فضيحة اغداق المنح المالية على رفيقة حياته بدون وجه حق. وبلغ الأمر بالسيدة نانسي بردسال مديرة البنك الأمريكي للتنمية القول بأن عهدا كاملا يجب أن يطوى مع رحيل فولفوفتز لأن للبنك العالمي اليوم مهمات مختلفة في عصر العولمة وصعود العمالقة الجدد ربما تكون أقرب لوظيفة الرابط الأساسي بين اقتصادات الأمم من أجل تنفيذ مشروع عادل لالحاق الشعوب المتخلفة والمحرومة بركب التقدم والتنمية والرفاه. وللتذكير فان البنك العالمي للتعمير واعادة البناء أو الانشاء (هذا هو اسمه الأصلي) تأسس عام 1944 الى جانب صندوق النقد الدولي كمؤسستين ماليتين ملحقتين بالأمم المتحدة التي ولدت من رحم عصبة الأمم ومن رحم الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، بغاية تعمير العالم الذي دمرته الحرب وبهدف تكريس هيمنة المنتصرين على الاقتصاد العالمي والمبادلات التجارية. وبالفعل نشأ مع هاتين المؤسستين نظام برتن وودس للبورصات والتبادل المالي وضمان اعتماد العملات الوطنية على مخزون الذهب ولكن أيضا على الاعتراف الضمني وغير المقنن بأن الدولار هو المعيار الحقيقي لقيمة العملات، أي في الواقع تتويج العملة الأمريكية الخضراء سيدة بلا منازع على اقتصاديات الأسواق المالية. لكن هذا النظام بأجنحته الأربعة وهي: البنك العالمي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الاتفاق العام للتجارة والضرائب (المعروف بالغات والذي عوضته المنظمة العالمية للتجارة منذ عقد) وأخيرا بورصة وال ستريت في نيويورك، ظل هذا النظام، على مدى الحرب الباردة وحتى بعد اندثار الاتحاد السوفييتي، يعمل وفق المصالح الرأسمالية للدول الغنية، غير مكترث بأن وراء حدود الغرب المترف تعاني شعوب العالم الثالث من ويلات الفقر والبطالة وفوضى التجارة العالمية وظلم الشركات العابرة للقارات في استغلال موادها الأولية وثرواتها الطبيعية بأسعار بخسة لتصنيعها في الغرب واعادتها الى البلدان المحرومة بأسعار مرتفعة وشروط قاسية. وكان عالم الاقتصاد الفرنسي (روني ديمون) أول من اكتشف في أواخر الستينيات بأن المواد الأولية لتصنيع سيارة من حديد وفولاذ ومطاط ورصاص تستجلب من افريقيا واسيا بثمانين دولاراً لتعود السيارة تباع بألفي دولار (طبعا بأسعار ذلك الزمن)، وأن الوقود الذي يحركها يستجلب من البلدان المنتجة بدولارين للبرميل ليباع مكررا بثلاثين دولاراً للمستهلك. وتدريجيا تحول نظام برتون وودس الى جلاد للشعوب الفقيرة فمارس التدخلات المهينة عليها وفي شؤونها لاخضاع اقتصاداتها لارادة ومصالح الدول الغربية الغنية، واندلعت في كثير من بلدان العالم المتخلف حركات تمردية سميت بثورات صندوق النقد العالمي، حين ارتفع سعر المواد الغذائية والمحروقات نزولا من بعض الدول عند ضغوط الصندوق وشهد العالم العربي أمثال هذه التمردات القصيرة والعسيرة (مصر وتونس والمغرب). أما في بلدان أمريكا اللاتينية فكانت ردود الفعل مختلفة بحيث ساند نظام برتون وودس الدكتاتوريات العسكرية كما في الأرجنتين والتشيلي والبرازيل والأكوادور وصولا الى فينزويلا حين ساعد البنك العالمي والصندوق الدولي بعض المتمردين على الاطاحة بالرئيس هوجو شافيز عام 1998 وكانت القوى المالية العالمية لبرتون وودس أول من خطط لمحاولة الانقلاب تلك، مثلما فعلت في التشيلي مع الرئيس ألندي، لترعى بعد ذلك عمليات استسلام للنظام العالمي الجائر قام بها الجنرال بينوشيه في تشيلي والجنرال فيدلا في الأرجنتين والدكتاتور سوموزا في نيكاراغوا. والغريب الذي لم تتوقعه حكومة الخفاء التي تدير شؤون العالم من وراء ستار مانهاتن هو أن القارة الأمريكية الجنوبية بدأت منذ عقد تخرج من نير الاحتلال الاقتصادي والسياسي لبرتون وودس بل وطلعت عبر صناديق الاقتراع حكومات ورؤساء يرفضون الظلم ويعلنون هذه الأيام عن انشاء بنك الجنوب لمقارعة البنك العالمي والاستغناء عنه، وبلغ الأمر ببعض الحكومات الديمقراطية في أمريكا الجنوبية الى طرد مبعوث البنك العالمي وصندوق النقد من أرضها. وبدأ أحرار العالم المستضعف يطالبون بالغاء الديون الجائرة التي تراكمت لترهن أجيالا قادمة برمتها، ويناشدون الدول ألا تخضع لارهاب هذه المؤسسات المالية المدمرة في نفس الوقت لاقتصادهم ولاستقلالهم. مع الأسف يجب الاعتراف بأن العالم العربي أبعد ما يكون الى اليوم عن يقظة أمريكا الجنوبية، وبأن دولنا تنقسم الى قسمين: 1- دول نفطية ترتبط مصالحها الحيوية بالنظام العالمي الراهن وهو أمر مشروع ومبرر لأن النفط عصب الاقتصاد العالمي وله نواميسه التي تتجاوز قرار الدول المنتجة. 2- دول نامية ما تزال تتقبل تعليمات مؤسسات برتون وودس ويطلق عليها البنك العالمي وصندوق النقد الدولي لقبا لطيفا هو » التلاميذ النجباء للصندوق »، أي في الحقيقة الخاضعة لما يسمى اجراءات اعادة هيكلة اقتصاداتها بتحرير السوق ورفع الدعم عن المواد الأساسية وخصخصة قطاعات الخدمات العامة، وهي اجراءات مناقضة للتوازن الاجتماعي ومخالفة لمبدأ العدالة الاجتماعية ومنذرة بالويل والهزات والزلازل، أو خنق الحريات ومنع الحقوق بدعوى توفير مناخ من الأمان لجلب المستثمرين وطمأنة البنك العالمي لاسداء قروض اضافية قد لا تحل مشاكل الشعوب بل تفاقم تبعيتها وتزيد من فقرها. ويبقى السؤال اليوم: هل يتزعزع نظام برتن وودس برحيل فولفوفيتز الذي ساهم في المأساة العراقية بعقيدة متطرفة وكان من بين مهندسي التورط الغربي في معاداة العالم الاسلامي؟ (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 جوان 2007)
 

نبض رام الله

 
محمد كريشان (*) لمدينة رام الله في الضفة الغربية نكهتها المميزة، ولديها أيضا في نفسي مكانتها الخاصة، ربما لانفتاحها وقدرتها علي أن تكون نموذجا مصغرا لمجتمع فلسطيني يضم كل الأطياف السياسية والاجتماعية وهي التي باتت في السنوات الماضية عاصمة إدارية للسلطة الوطنية يؤمها المواطنون من كل القري والمدن المجاورة والأجانب من كل العالم وفيها عدد ضخم للغاية من المنظمات غير الحكومية وفيها تنظم أغلب الفعاليات الثقافية واللقاءات السياسية. وفي رام الله التي أزورها هذه الأيام لأسبوع كامل بعد عامين ونصف العام من انتخابات الرئاسة في كانون الثاني (يناير) 2005، التي حضرتها، وعام ونصف من فوز حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي في نفس الشهر من العام الماضي، كان همي أن أقف علي مزاج الناس من مختلف الشرائح سواء الطلبة في جامعة بيرزيت أقدم جامعات الضفة الغربية أو في أوساط السياسيين والمراقبين للشأن العام أو أوساط المثقفين أو اولئك الناس العاديين في المقاهي والشوارع والبيوت. بحثت مباشرة عما يختلج بقوة في هذه المرحلة في صدور الفلسطينيين، تخلصا من تقارير الإعلاميين وتقديرات المحللين وتبريرات السياسيين المتحزبين وفذلكاتهم أحيانا، فليس أصدق من نبض هؤلاء لآخذ صورة أقرب ما تكون لما يمكن وصفه بنبض الشارع وإن لم يدعي ذلك الشمولية أو القطعية العلمية ولكنه علي الآقل مؤشر جدير بالرصد والمتبعة. القرف …. هي الكلمة التي تختصر كل شيء هنا، قرف من الاحتلال طبعا، ولكن أيضا من السلطة ورموزها، من فتح، من حماس، من مسلحيهما، من اقتتالهما، من الفساد القديم والفساد الجديد، من الضائقة الاقتصادية وقلة ذات اليد، من الدول العربية، مما يسمي من المجتمع الدولي، من أمريكا، من أوروبا، من الأمم المتحدة…. من كل شيء. شعور قاتل يعم الجميع بأن الكل تخلي عن الفلسطينيين وبأن الفلسطينيين باتوا كالايتام علي موائد اللئام مع انسداد كامل للآفاق فلا خيار التسوية أثمر شيئا مهما كان محدودا ولا خيار المقاومة حرك راكدا، لا التهدئة غيرت بؤسا ولا المواجهة أرهبت عدوا. والمشكلة هنا أن الناس لم تعد تري شيئا مقنعا ولا مؤملا لا من الرئيس محمود عباس ولا من حركة حماس، الأول تفاءلوا به خيرا عساه يخفف قليلا من ضنك حياتهم بعد رحيل الزعيم ياسر عرفات وأن يحد من الفساد المستشري والفوضي المقيتة وأن يفتح لهم آفاقا أرحب في البحث المضني عن لقمة عيشهم، وهو الرجل الذي قيل لهم قبل حتي أن يستلم مهامه بأنه مرض عنه أمريكيا وغير مسخوط عليه إسرائيليا وبالتالي فقد يأتي معه الفرج الذي عز مع أبو عمار الذي خذله الجميع. هذا الرجل لم يفعل شيئا علي الاطلاق، يقول الفلسطينيون، أكثر من ذلك يتندرون فيضيفون أن إنجازه الوحيد، قبل الرئاسة ومنذ رئاسة الوزراء لا يتعدي التخلص من حاجز صردا بين مدينتي رام الله وبيرزيت. أما حركة حماس فيراها هؤلاء خيبة أمل كبري، جاءتهم محملة بآمال تغيير واسعة تبددت بأسرع ما هو متوقع، لم تكتف بعدم الحد من سوء وضع سابق بل زادته تدهورا، وعوض أن تظل هذه الحركة البديل الواعد وخشبة النجاة المأمولة زادت الطين بلة، إنها فتح بلحية لا غير . أرادت الانفراد بسلطة لا قيمة لها وعندما شكلت مع فتح حكومة وحدة وطنية لم تخلص لقواعد التعايش ولا غريمتها فعلت للحقيقة. وما العمل؟ إنه الانسداد الكامل والمأزق التام، يقول الناس هنا في رام الله، فإما أن تندلع حرب في المنطقة تعيد ترتيب الأوراق من جديد وإما أن يقف الرئيس محمود عباس بكل شجاعة أمام العالم مستقيلا ويعلن حل السلطة، ليضع العالم كله أمام مسؤولياته وليواجه الفلسطينيون قدرهم دون مساحيق. علي وعلي أعدائي!! من يدري فقد تتحرك الامور قليلا وتنفرج الغمة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 جوان 2007)
 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

23 septembre 2003

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1221 du 23.09.2003  archives : www.tunisnews.net الحزب الاجتماعي التحرري: بيان الهادي بريك :

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.