الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: اعتقال فتيات بالجملة بصفاقس على خلفية حفظ القرآن الكريم اضراب جوع تضامنا مع اضراب الجوع الذي يشنه كل من رشيد خشانة و منجي اللوز معز الجماعي: تحركات إحتجاجية في اليوم العالمي لحرية الصحافة ا ف ب: صحافيان تونسيان معارضان يواصلان اضرابا عن الطعام إيلاف: زيارة لصحافيّين تونسيين مضربين عن الطعام قدس برس: النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين تنتقد وضع الإعلام في البلاد وات: الرئيس ابن علي يتلقى برقيتي تقدير من النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وجمعية مديري الصحف الشروق: كواليس سياسية الصباح: أخبار متفرقة الراية: تونس- بعد خروج المرأة للعمل من يربّي أطفال اليوم؟ نبيل الرباعي: أما آن الأوان في تونس للترفع عن القشور بين المعارضة الإسلامية وبقايا اليسار المندس في أجهزة النظام النفطي حولة: إلى أهلي و شعبي – إلى أهلي الطيبين بمدينة الرديف عبدالحميد العدّاسي: الزّعيم محمد العروسي الهاني: 3 ماي عيـد الصـحافة العالمــي تحتفــل به سنويــا فهل تطــورت الصحافـــة فـــي بلادنـــا خــالد الطراولي: حـــرام وحيد تاجا: لقاء مع المفكر الإسلامي التونسي د. راشد الغنوشي أمين عام «حزب النهضة الإسلامية» في تونس 1 (3) صلاح سرميني: في تونس، الفيلم التسجيلي يلتزم، يقاوم، يشهد، ويحذر صالح عطية: الحوار حول حرّية الإعلام في قناة تونس 7: – لماذا الهروب بقضايا الإعلام والصّحافة إلى نقاش حول قضايا مفتعلة؟؟ د.محمود الذوادي: كيف ترفع قناة «الجزيرة» بقوة الثقافة مكانة قطر؟ توفيق المديني: مشروع ساركوزي المتوسطي عبدالرحمن حللي: كتاب اشترك في تأليفه عبد المجيد الشرفي ومراد هوفمان «مستقبل الإسلام في الغرب والشرق»… واحتمالات العلمنة والتدين صلاح سالم: الحجاب التركي: مأزق سياسي مفتعل لهوية حضارية ملهمة! فتحي بالحاج: محمد الأشقر: إنه مصر التي تتحدى .. الحياة: مصر: الإضراب اليوم قرع على «الحلل» وصلوات في المساجد والكنائس لرفع الظلم
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- الصادق العكاري 22- هشام بنور 23- منير غيث 24- بشير رمضان 25 – فتحي العلج |
16- وحيد السرايري 17- بوراوي مخلوف 18- وصفي الزغلامي 19- عبدالباسط الصليعي 20- لطفي الداسي |
11- كمال الغضبان 12- منير الحناشي 13- بشير اللواتي 14- محمد نجيب اللواتي 15- الشاذلي النقاش/. |
6- منذر البجاوي 7- الياس بن رمضان 8- عبد النبي بن رابح 9- الهادي الغالي 10- حسين الغضبان |
1- الصادق شورو 2- ابراهيم الدريدي 3- رضا البوكادي 4-نورالدين العرباوي 5- الكريم بعلوش |
اعتقال فتيات بالجملة بصفاقس على خلفية حفظ القرآن الكريم
تحركات إحتجاجية في اليوم العالمي لحرية الصحافة
صحافيان تونسيان معارضان يواصلان اضرابا عن الطعام
زيارة لصحافيّين تونسيين مضربين عن الطعام
النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين تنتقد وضع الإعلام في البلاد
تونس – خدمة قدس برس
أصدرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين تقريرها السنوي عن حرية الصحافة في تونس، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. وتولى التقرير رصد التوجهات العامة للصحافة التونسية والإطار القانوني والمناخ السياسي الذي تعمل في إطارهن كما تناول أوضاع الصحافيين داخل المؤسسات الإعلامية وأهم الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون و مدى احترام أخلاقيات المهنة. ويمسح التقرير فترة عام كامل منذ أيار (مايو) من السنة الماضية.
ورأى التقرير إنّ الإعلام التونسي “لم يتمكن إلى حد الآن من تجاوز الخطاب التبريري والسطحي والدعائي رغم تعدد العناوين الصحفية”. مضيفا أنّ الإعلام مازال “يرزح تحت وطأة سلسلة من الطابوهات التي تتسع حينا وتتقلص أحيانا حسب الظروف السياسية والأمنية، الأمر الذي انعكس سلبا على المشهد الإعلامي شكلا ومضمونا فأصبحت مضامينه في جلها متخلفة” حسب نص التقرير.
وذكّر التقرير بأنّ الإعلام في تونس شهد خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي تجربة متميّزة “تم إجهاضها نتيجة الصراع الذي دار في بداية التسعينات بين السلطة والحركة الإسلامية”. كما تفاقم التراجع مع ما عرف بالحرب على الإرهاب وسن قانون مكافحة الإرهاب في تونس سنة 2003 ومساسه خاصة بمسألة السر المهني.
وعرض التقرير نماذج من الانتهاكات منها الاعتداءات التي يتعرضون لها من قبل أعوان الأمن خلال تغطية التظاهرات الثقافية والرياضية والمحاكمات. وحرمان مراسل الجزيرة من العمل من تونس. وضرب الصحفية سهام بن سدرين، في ميناء تونس وحجز صحيفة “الموقف” المعارضة ومنع الصحافيين من تغطية بعض الأحداث الهامة.
وناشدت نقابة الصحافيين السلطات التونسية إطلاق سراح الصحفي سليم بوخذير، واعتبرت أنّ موقعه الطبيعي “خارج السجن وبين أفراد عائلته وزملائه”.
وانتقد التقرير بشدة الصحف الخاصة التي اختصت في الحملات ضد المعارضين والناشطين كيومية “الصريح” وأسبوعيتي “الحدث” و “الإعلان” وطالبت بالكف عن هذه الممارسات التي وصفتها بالمخلّة بميثاق شرف المهنة وبالقانون وبأنّها “ساهمت في إعطاء صورة سيئة عن المشهد الإعلامي في تونس”.
(المصدر وكالة /قدس برس انترناشيونال/ بتاريخ 3 ماي 2008)
الرئيس ابن علي يتلقى برقيتي تقدير من النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وجمعية مديري الصحف
قرطاج (وات)
تلقى الرئيس زين العابدين بن علي من النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وجمعية مديري الصحف برقيتي تقدير وامتنان تضمنتا اسمى مشاعر العرفان لما ورد في الرسالة التي توجه بها سيادته الى الاسرة الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة من معان سامية لدعم حرية التعبير والارتقاء بالرسالة الإعلامية الى الافضل.
وابرزت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في برقيتها تمسكها التام بكل القيم والمبادئ التي تضمنتها رسالة رئيس الدولة مؤكدة الانخراط بكل وعي في تكريس مقومات مجتمع ديمقراطي وتعددي تراعى فيه المعايير الدولية لاستقلالية الصحافة وحريتها.
وعبرت جمعية مديري الصحف من جانبها عن امتنانها وتقديرها لمتابعة رئيس الدولة المتواصلة لقطاع الإعلام ولما يعيشه المشهد الإعلامي الوطني من تطور موءكدة العزم على العمل من اجل مزيد تطوير وسائل الإعلام واستثمار ما تعهد به سيادة الرئيس هذا القطاع من تدابير واجراءات قانونية وترتيبية وسياسية غير مسبوقة للتوفق الى منتوج إعلامي وطني راق يتسلح بالجرأة في التطرق الى مختلف المواضيع.
(المصدر جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 ماي 2008)
أخبار متفرقة
في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان
على ضوء المبادرة الأخيرة التي تم طرحها بخصوص تجاوز الوضع الذي تمر به الرابطة، لوحظت حركية هامة واهتمام كبير بهذه المبادرة من طرف الرابطيين عموما. ويبدو أن هنالك عزما جماعيا على تجاوز هذا الوضع، وذلك من خلال هذا الاهتمام الجماعي، والدفع باتجاه تجاوز بعض الخلافات القديمة التي عطلت مسار الرابطة. فهل تشهد الأيام القادمة تقدما باتجاه حل وفاقي يمكنه أن يقطع مع سلبيات السنوات الأخيرة، التي حكمت على الرابطة بالجمود والدخول في خلافات عميقة بين أعضائها ومكاتبها الجهوية؟ ذلك ما يأمله عدد هام من الرابطيين وما يسعون إلى تحقيقه ضمن حركية واهتمام كبيرين بالمبادرة.
بوابة رأس جدير الحدودية
يشتكي العديد من المواطنين من كلا البلدين الذين يتنقلون بين تونس والجماهيرية العربية الليبية من الظروف التي تعترضهم على مستوى البوابة الحدودية بين البلدين الشقيقين تونس ولييبيا. حيث أن هذه البوابة تفتقر لأبسط المرافق الضرورية في الجهتين، وهو ما يزيد من معاناة المسافرين الذين يضطرون في عديد الاوقات الى البقاء لساعات في انتظار السماح لهم بالمرور. فهل من اهتمام بهذه البوابة الهامة للعبور وذلك بتوفير مرافق لراحة المسافرين في كلا الاتجاهين وتسهيل مهامهم؟
شكل الكتاب المدرسي
منذ بعض السنوات الدراسية الماضية اتسم الكتاب المدرسي بشكل يجمع بين النصوص الدراسية من ناحية، وصفحات أخرى تنجز عليها التمارين. وهذا الشكل الذي عليه أصبح عليه الكتاب غير مجد بالمرة رغم التعلل بالجانب البداغوجي الذي يوفره. ففي كل سنة تتكبد المجموعة الوطنية ألاف الاطنان من الورق لاعادة طبع نسخ جديد من الكتاب على أساس أنه يكون صالحا لسنة واحدة ولا يمكن اعتماده في السنة المقبلة ومن طرف تلميذ آخر.
إن الكتاب بهذا الشكل يصبح من نوع الادوات التي تستعمل مرة واحدة، ثم تلقى جانبا، وهو ما لا يتماشى مع ظروف العائلات والمجموعة الوطنية والدولة التي يكلفها الكتاب الكثير في كل سنة. فهل تراجع هذه التجربة ليعمر الكتاب طويلا ويتداول بين التلاميذ ويقي الجميع مصاريف سنوية هامة؟
الناموس
بدأت جحافل الناموس تجتاح أغلب أحياء العاصمة والمدة المحيطة مع اشتداد الحرارة. والمطلوب من الهياكل البلدية التدخل العاجل للقضاء على هذه الحشرات وبيضها قبل التفريخ مع الحرص على النظافة والقيام بتحسيس المواطنين بأهمية النظافة للحدّ من انتشار الناموس.
في الحمامات
ينظم مساء اليوم الاحد في الحمامات بجانب سور المدينة القديمة لقاء يقدم خلاله الاستاذ الرشيد ادريس كتابه الجديد «قتيل الحمامات»..
وينظم مساء الجمعة القادم في مكتبة شارع المعز بالعاصمة لقاء يعرض فيه كتبه الثلاث الجديدة ..بينها كتاب مذكرات جديد يحمل جوانب من مسيرة الكفاح ضد الاحتلال الفرنسي تعرض فيها لعدد من المناضلين البارزين الذين استماتوا في الدفاع عن تونس ورفضوا بعدها تولي مناصب سياسية وادارية مثل المناضلين سليمان الاغا ويوسف بن عاشور..والى جوانب متفرقة من مسيرة زعماء وطنين مثل حسين التريكي واحمد التليلي والطيب سليم وعلي البلهوان والمنجي سليم والحبيب ثامر..
مائوية بلدية أريانة
تستعد منطقة اريانة للاحتفال بمرور مائة عام على تاسيس بلديتها التي تطورت في العقدين الماضيين من مدينة صغيرة الى واحدة من اكبر بلديات البلاد مساحة وعددا ..تغطي اريانة القديمة والجديدة وقسما من المنازه ومدينتي رياض النصر ورياض الاندلس. وستنظم بالمناسبة عدة تظاهرات ثقافية وفنية في مختلف دوائر المنطقة البلدية .
تمويل
ينظم البنك الاوروبي للاستثمار مع عدة مؤسسات مالية عربية وافريقية بتونس يوم غد الاثنين في ضاحية قمرت ندوة مالية حول تمويل المؤسسات في بلدان المتوسط مع تخصيص عدد من المداخلات عن تونس .وسيحضر هذه الندوة نائب رئيس البنك الاوروبي للاستثمار باللوكسمبورغ السيد فيليب دو فونتان.
دورة دراسية بفرنسا لفائدة عدول التنفيذ
أجرى مؤخرا عدد من عدول التنفيذ التونسيين، في إطار اتفاقية التعاون المبرمة مع الاتحاد الأوروبي لدعم تعصير الجهاز القضائي لفائدة وزارة العدل وحقوق الإنسان، دورة دراسية مهنية احتضنتها المدرسة الفرنسية للإجراءات بالعاصمة الفرنسية باريس.
أريانة الصغرى
مازال سكان منطقة أريانة الصغرى المتاخمة لحي الغزالة وروّاد يعانون من العزلة على مستوى البريد. حيث يشتكي سكان هذه المنطقة من عدم وصول مراسلاتهم البريدية وخاصة فواتير الكهرباء والماء والهاتف حتى أن بطاقات أعداد أبنائهم التي أرسلت منذ ما يزيد عن الشهر لم تصل لحدّ اليوم والسنة الدراسية أوشكت على نهايتها!!
(المصدر جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 ماي 2008)
بعد خروج المرأة للعمل من يربّي أطفال اليوم؟
د. عفاف كرعود: التربية الخيالية حلّت محلّ التربية الحقيقية ولخبطت نفسية الطفل
آباء يؤكدون: الأم هي المدرسة الأولي في تربية الأبناء وعملها خارج البيت له انعكاسات سلبية
تونس-الراية
إشراف بن مراد:
شكّل خروج المرأة للعمل وتغير نسق الحياة والعصر بداية لسلسلة جديدة من الضغوطات التي تتفاقم يوما بعد يوم أمام الأسرة الحديثة.من هنا أصبحت تربية الأطفال تطرح إشكالا مهما فمن يربي الأطفال اليوم خاصة مع تعدد الأطراف المتدخلين.
في هذا الجانب ،تقول الدكتورة عفاف كرعود شرّاد (طبيبة نفسانية): تعتبر تربية الأطفال في مجتمعنا اليوم واحدة من أهم المشاكل الخطيرة التي لم تقرأ لها العائلات التونسية حسابا ولم تستعدّ لها وللتغيرات التي حصلت في العشر سنوات الأخيرة. كما أن المجتمع برمته لم يأخذ هذا المشكل بعين الاعتبار، وبالتالي لا بدّ من البحث عن الحلول الكفيلة بردّ الاعتبار للتربية السليمة لأبنائنا لإعدادهم للاندماج في المجتمع.
فخلال العشر سنوات الأخيرة ارتفعت نسبة خروج المرأة للعمل بمن في ذلك الأمّ. وحسب الدكتورة كرعود شرّاد فإن العادة جرت أن تعود الأم للعمل بعد عطلة ولادة لا تتجاوز الشهرين تاركة ابنها بين أحضان المعينة المنزلية أو عاملة المحضنة أو الجدّة أو إحدي الجارات أو القريبات.. ومنذ ذلك الحين تنطلق رحلة اللخبطة في مسار تربية الطفل بعيدا عن أمّه ويتواصل الأمر علي هذا النحو حتي يدخل الطفل المحضنة المدرسية والروضة والمدرسة فاقدا لكل مقومات التربية الصحيحة. وبمجرّد أن تتاح له أوّل فرصة للحياد عن الطريق السوي (عادة في فترة المراهقة) لا يتركها تمرّ خاصة في ظل مواصلة التباعد بينه وبين أبويه وفي ظل انغماسه بالتوازي مع ذلك في التربية الخيالية Education defiction قوامها التلفزيون (الفضائيات بأنواعها) وألعاب الفيديو والكمبيوتر والأنترنت وقاعات الألعاب.
وتري الدكتورة شرّاد أنّ التجربة أثبتت أن الأطفال الذين يتربون في ظل خروج الأم للعمل علي أيدي الجدّة أو علي أيدي قريبة أو جارة كبيرة في السنّ مرشحون أكثر من غيرهم لتلقّي تربية سليمة ومتوازنة أفضل بكثير من الأطفال الذين يكبرون (منذ بلوغهم سن الشهرين) لدي المحاضن أو لدي المعينة المنزلية. فهذه الطريقة لا بدّ من تشجيعها في مجتمعنا لأن المتقدمات في السن عادة ما تكون لديهن الخبرة اللازمة لتربية الأطفال ولتلقينهم أصول الأخلاق الحميدة والتصرّف السليم بما يتوافق ومجتمعنا.
و تضيف الدكتورة شرّاد…يبقي خروج الطفل للشارع عنصرا أساسيا لتربية الطفل رغم ما أصبح يمثله الشارع اليوم من مخاطر.. فلقاء الطفل بأصدقائه ورفاقه واللعب معهم ضروري لينمي قدراته الذهنية والفكرية وحتي الجسدية طبعا مع أخذ الاحتياطيات اللازمة وهذا العنصر أصبح اليوم مفقودا واستبدل باحتجاز الطفل في المحضنة أو أمام التلفزيون أو الحاسوب دون مراقبة ويعيش بذلك في عالم خيالي.
وتعتبر الدكتورة عفاف كرعود شرّاد أنّ الإحاطة النفسية بأطفالنا ينقصها الكثير في مجتمعنا خاصة في ظلّ التباعد المتواصل للأبوين عن الابن وتلقيه أغلب عناصر تربيته عن طريق المعينة المنزلية والحاضنة والتلفزيون والحاسوب.. وفي الدول المتقدمة مثلا يولون هذا الجانب أهمية بالغة، ويخضع الطفل مثلا لعيادة نفسية قصد اختيار المدرسة أو الروضة أو الحضانة الملائمة له، وأحيانا تضحي العائلة بنصيحة من الطبيب بالانتقال بالسكن من منطقة إلي أخري حتي يجد فيها الطفل راحته النفسية.
الأم خير مرب لأطفالها
من يربي الأطفال اليوم ؟سؤال طرحته الراية علي عدد من المواطنين فكانت الاجابة مختلفة وفقا للتجربة الخاصة لكل شخص.إذ يقول رياض (موظف): بعد أن تتخلي الأم عن رضيعها وتعود للعمل، يمرّ الرضيع إلي الحضانة حيث يقضّي فيها سنتين أو ثلاث ثم تخطفه الروضة وبعدها التحضيري ثم يمرّ الطفل للمدرسة والمعهد.. وعادة ما تمرّ كل هذه المراحل في حياة الطفل عبر المعينة المنزلية. وكل هذه الأطراف تساهم -علي طريقتها- في تربية الطفل دون تنسيق ما دامت الأم والأب غائبين طوال النهار عن المنزل.. فكيف تريدون أن لا تتلخبط الأمور عند الطفل.
أما عبد الكريم (موظف) فقد قال:اللخبطة أمر مفروغ منه ولا يمكننا إنكاره انظروا إلي أطفالنا ومراهقينا اليوم كيف يتصرّفون وكيف يعيشون.. تارة يتصرّفون بعنف لفظي ومادي وتارة تظهر عليهم بوادر الحيل الشيطانية الموظفة لأشياء سلبية، وأحيانا لا يظهرون اي احترام للكبير وأحيانا أخري يتميزون إما بذكاء خارق أو بمستوي ثقافي متواضع.. وهذا أمر طبيعي ما دامت التربيات متعددة ومتنوعة.
من جانبه يقول صادق (موظف): لي ولدان وبنت نجحت وزوجتي والحمد لله في تلقينهم أسباب التربية السليمة لسبب بسيط وهو أن زوجتي لا تعمل. وخلافا لما ورد، يقول السيد لطفي اشتغال المرأة ليس بالضرورة مؤثرا سلبيا في تربية الأطفال شخصيا زوجتي تعمل، لكن توصلنا بفضل تضحيتها وتضحيتي وتضحية بعض الأقارب لأن نربّي أبناءنا علي أسس سليمة… فمتطلبات الحياة الكثيرة اليوم أصبحت تفرض علي الزوجة الخروج للعمل لصالح الابناء أنفسهم حتي توفر لهم أسباب الرفاهة والعيش الكريم وأسباب النجاح في الدراسة.. المهم التضحية من الأب والأم لانجاح هذه العملية المهمة.. عملية تربية الأبناء، رغم مرور الأبناء بعدة مراحل مثل المحضنة والروضة.
أما السيدة منجية فتقول إنّ التلفزيون قد خرّب تربية الأطفال لذلك علي الوالدين دائما أن يراقبا الأبناء وإن بطريقة غير مباشرة. لأن التلفزيون وبفعل القنوات المتعددة فتحت المجال شاسعا أمام الأطفال ليتعرفوا علي عوالم غريبة عنهم وهم بفعل الانبهار أصبحوا منبهرين بها ويحاولون تقليدها.
(المصدر جريدة الراية (يومية – قطر) الصادرة يوم 2 ماي 2008)
أما آن الأوان في تونس للترفع عن القشور بين المعارضة الإسلامية وبقايا اليسار المندس في أجهزة النظام
إلى أهلي و شعبي إلى أهلي الطيبين بمدينة الرديف
إلى شعبي الأبي بمدينة الكادحين الذين أبو إلا أن يغمروني بدفئهم وحبهم الجميل إلى إخوتي بمدينة المناجم الغراء الذين أكرموني بحسن ضيافتهم و استقبالهم في عيد العمال يوم الخميس غرة ماي 2008 اكتب هذه الكلمات من القلب إلى القلب من أعماق جرحي النازف من صميم فؤادي الذي لا يعرف الحقد والعداء إلا لأعداء شعبي ووطني وأمتي اكتب إليكم هذه الكلمات وفي القلب حب اللقاء على وقع نغمات نشيد العمال في عيد العمال يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب مؤمن بحق الكادحين والشغالين والحيارى والتائهين إلا من أتى الله مؤمنا بحق الثورة ضد الظلم والجور والظالمين إلا من أتى الله مؤمنا بحق الأمة في الوجود حرة رغم كيد المعتدين إلا من أتى الله بقلب يؤمن بصمود الشعب في كل آن وحين ونزل إلى الأرض يشارك الشعب همومه وآلامه يضمد جراحه ويمسح عنه دموع الثكلى والمظلومين يبحث معهم عن بقايا نور خافت وسط الظلام الدامس يحاوله بعثه من جديد يسمع صوت الرضيع الجائع والعجوز البائس ينظر في الأفق البعيد يغضب يزمجر يصيح بأعلى صوته هل من عنيد ؟ هل من ثائر اشد به أزري وسط الركام والخراب والصديد ؟ مدينتنا تنادي تتصدى تتحدى هل من مزيد ؟ تظاهرت احتشدت اعتصمت نصبت الخيام على الحديد خرجت عن بكرة أبيها تحتفل تنتصر تعلق القصائد والقصيد ولا زالت تصرخ وتولول و تنادي:هلموا هلموا لمجد بلادي نزرع الحب نسقي شعبنا الحرية والكرامة الوطنية هكذا تداعت الكلمات بانسياب وتلقائية كانسياب عطفكم وسماحتكم وتلقائية تحياتكم ونظراتكم . لقد انتشيت بلقائكم وانتعشت في يوم أغر زاده دفء حرارتكم نشوة وسعادة لا توصف . إنني مدين لمدينتكم بالرديف بل لمدينتي بل لمدنيتنا- مع فتح الدال وكسر النون – التي فاقت كل الحدود والوعي المقصود . هكذا كنتم وهكذا كنت واقسم بالله إنني احد منكم فو الله طاب اللقاء معك أيا عبد الله في حي زمرة عندكم ما أروع الاحتفال يا عدنان ويا بشير ويا عثمان معكم لقد شرفتمونا والله بأدائكم على درب حركتكم يا أهلنا بالرديف لقد أصبحت وأصبحنا لحرية الوطن والشعب بحمد الله إخوانا .
الزّعيم
كتبه عبدالحميد العدّاسي
ملاحظات وأسئلة غير مرتّبة، قبل البدء:
1 – تكرّر وصف المسؤولين التونسيين للتقارير التي تصدرها المنظّمات الحقوقية غير الحكوميّة بأنّها تقارير مغرضة لا تُقبل، ويرتكز المسؤولون التونسيون في صلفهم على تقارير “المجتمع الدولي” وفي مقدّمته الكبار الذين ما فتئوا يشهدون لتونس بسبقها على المستوى العربي والإفريقي في ميادين الإقتصاد وحقوق المرأة وغيرها من الحقوق. وقد قرأت اليوم رأيا لرئيس دولة كبيرة لا تخطئها العين، ينتقد تونس في مجال الصحافة وحريّة التعبير. فهل تقبل منه “تونس التغيير” ذلك أم تعتبره نقدا مغرضا اقترفه بوش الصغير دون تركيز قبيل مغادرته سدّة الحكم؟!…
2 – أتساءل: إذا توقّفنا عند شهادة قوم لقوم لا يملكون لهم ضرّا ولا نفعا، أفلا نتوقّف عند شهادات قوم لقوم باعوهم الضرّ بالنفع؟! أعني كيف نتّهم من شهد لفقير مدقع، كما تفعل المنظّمات غير الحكوميّة مع المساجين السياسيين أو “القتلى” التونسيين الهائمين على وجوههم في بلاد التغيير بالانحياز وعدم الحيادية ولا نتّهم بالكذب والنّفاق أؤلئك الذين مجّدوا الدكتاتوريّة في بلادنا من أجل تمرير مشاريعهم الإجراميّة كالاستثمار المغسول بدمائنا أو التطبيع مع الصهيونيّة عن طريق المتوسّط؟!
3 – أتساءل: ألا تزال الكتابة تُجدي والكلمات كلّها قد استنفِدت والحبر كلّه قد سال والرّؤوس كلّها قد ثقلت أو كادت!.. وربّما أجبت: بلى! فلعلّ كلمة واحدة صادفت أذنا صاغية ونفسا تتوق إلى الانعتاق جمّعت الجموع وحشدت الحشود فساروا جميعا في سلم يقوّضون الفاسد ويرسون الصالح المثمر المزهر!… لعلّ ذلك يحدث! وإن لم يحدث فإنّا لن نيأس أبدا لأنّ الظلم لا يسود ولأنّنا مؤمنون…
4 – أتساءل: متى نخرج من أرض التجارب التي تصاغ فيها التقارير السنويّة؟! فنحن حسب التقارير السنويّة إرهابيون أو مشجّعون على الإرهاب، جهلة أميّون لا نقرأ ولا نفهم ما نقرأ، بدائيون لا نتحضّر ولا نقوى على معايشة المتحضّرين؟! لماذا لا نخرج من هذه الدائرة التي وُضِعنا فيها دون رغبة منّا؟! لماذا لا نلاحظ نحن للآخر فنقرّر له أنّه ظالم معتدٍ وأنّه صليبيّ غازٍ وأنّه حيواني بلا خلق وأنّه كاذب بلا وعود وأنّه منافق بلا مبادئ وأنّه غدّار بلا ذمّة؟!. لماذا نخاف حتّى البدايات؟! فلنجرّب! فلنفعل شيئا دفاعا عن كرامتنا المذبوحة بسكاكين حكّامنا القاعدين!…
الزّعيم:
يقول الله تعالى: “فلمّا قضينا عليه الموتَ ما دلّهم على موته إلاّ دابةُ الأرضِ تأكل منسأته فلمّا خرّ تبيّنت الجنّ أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين“، هذه اللآية الكريمة من سورة سبأ تبيّن حقيقة دامغة وهي أنّ الجنّ لا يعلمون الغيب كما كانوا يتصوّرون ويوهمون غيرهم من الإنس، إذ لو علِمُوه لانتبهوا إلى موت سيّدنا سليمان عليه وعلى نبيّنا الصلاة والسلام، وقد مرّ عليه – حسب ما يقول المفسّرون – حول كامل. وإذ أستنجد بالآية الكريمة، فليس لتأكيد هذه المعنى المتأكّد لدينا إن شاء الله ولكن لأستعير الصورة المشهديّة العامّة – مستغفرا ربّي ثمّ معتذرا لدى سيّدنا سليمان والمسلمين – كي أقارن بين الجنّ عمّال سليمان ورعايا حكّامنا العرب. فقد كان الجنّ مع سيّدنا سليمان المؤيّد بالوحي والتوجيه والدعم الربّانيين (والجنّ من ذلك الدعم الربّاني) يعملون له ما يشاء، وقد أمسى رعايا الحاكم العربي الذي قد لا يؤمن بالوحي جملة أو تفصيلا والذي قد وجد التأييد في ذلك من القوى التنويريّة الديمقراطيّة الغازية يعملون له ما يشاء كذلك، بخضوع تامّ قد يفوق خضوع الجنّ لسليمان، دون حرص منهم على معرفة هذا الزّعيم ولا معرفة يومياته (ماذا يفعل، ومن يعاشر وأين يذهب) أو أنشطته أو حضوره أو غيابه أو هيأته (حيا، ميّتا، قائما، خارّا،…)، مع أنّ الجنّ كانوا يرقبون سليمان قائما في محرابه متّكئا على منساته…
انصراف الرعيّة عن معرفة الزعيم بسبب خوفهم منه أو كرههم له أو بسببهما جميعا، حرّره حريّة تامّة جعلته لا يبالي بوجودهم ولا يحسب لهم أيّ حساب فزاد ذلك من تفنّنه في الكذب وتبحّره في متاهات اللذّة. غير أنّه لم يغفل عن المنساة (المنسأة) بل اختار له واحدة صقلها بنفسه حتّى ذلّلها وطوّعها ليس فقد للاتّكاء عليها بل وأيضا للهشّ بها على الرعيّة، فحيثما وُجِدَتْ أمِنَ الزّعيمُ ونُكّست الرّؤوس تكدح في العذاب المهين…
وفي هذا الباب تقول كاترين غراسيات (Catherine Graciet)، الصحافيّة بموقع بقشيق الفرنسي، بتاريخ 28 أفريل 2008، إذا كانت وسائل الإعلام التونسية (قلت: المنساة) قد التزمت الصمت إزاء الزيارة التّي قام بها الرّئيس ابن علي منتصف شهر مارس 2008 إلى جزيرة موريس صحبة عسكرييه، فإنّ أهل موريس يتذكّرون جيّدا هذه الزيارة التي كانت في الفترة الموافقة لاحتفال الجزيرة بعيدها القومي (12 مارس). ثمّ تضيف الكاتبة فتقول: حاولت وسائل الإعلام إيجاد الرّئيس في تلك الفترة فجعلته – وهو غائب – يستقبل برقيات التهنئة (وبرقيات التهنئة والتأييد لا تنقطع عن الزّعيم)، ويكتب لأمير قطر معبّرا عن المشاعر الأخويّة القلبيّة (التي كثيرا ما تنهي بقطع العلاقات الدبلوماسية)، بل ويرسل برقيّة تهنئة إلى رئيس جزيرة موريس بمناسبة عيدها الوطني… ثمّ تسخر من زعيم تونس التغيير ومنّا معه بالإلحاق فتقول: تأمينا منه لغيابه السرّي عن بلده، فقد حمل الزّعيم في أمتعته ألويته (il a emporté dans ses bagages ses généraux)، وهو ما تتذكّره وسائل إعلام جزيرة موريس بشكل جيّد، حيث كتبت أسبوعيّة الإكسبراس بتاريخ 22 مارس (*) تقول: كان الرّئيس التونسي عابزين (Abzin) بن علي مصحوبا في زيارته الخاصّة التي أدّاها إلينا الأسبوع الفارط بما لا يقلّ عن 18 جنديّا بعضهم بالزيّ الرّسمي (والجندي في التعريف عند المسلمين أرفع شأنا من الألوية، ولكنّ الأسبوعيّة هنا تعني ما تقول فقد فاجأهم المستوى المتردّي للجماعة)، وهو ما شغل المصالح الأمنيّة بالمطار… يقول كاتب المقال في أسبوعيّة الإكسبريس منتقدا تصرّفات “جنود” الزعيم – وقد داسوا على الكثير من أمور البروتوكول – “ما تعوّدنا على هذه التصرّفات في بلادنا”. وتلاحظ كاتبة بقشيش بأنّ موقع رئاسة الجمهوريّة في شبكة الأنترنيت قد عاود نشاطه يوم 17 مارس بعد أن أعلن يوم 10 مارس أن لا وجود لأنشطة رئاسية يومها…
قد تطلع علينا منسأة الزّعيم فتكذّب الخبر، بل قد يكون الخبر نفسه خياليا، فلعلّ هؤلاء نشروا الخبر لأسباب “مغرضة”، غير أنّ الذي لا يكذَّب هي هذه العلاقة القائمة بين الزّعيم والرعيّة، فهي علاقة متخلّفة غير شفّافة لا تفرض على الرعيّة إلاّ خوفا يغتصبها مقابل كره للزّعيم يثقله ويبغّضه… كما أنّ الذي لا يُكذَّب هي هذه الضبابيّة وعدم الوضوح اللذين يلفّان محيط الزّعيم: فإذا تكلّم في التلفاز رأينا له أيادي متحرّكة تفرز موسيقى عبر الأثير لا يميّزها حتّى الموسيقيون أنفسهم، وإذا فرح لا يُشرك رعيّته فرحه وإذا حزن لا يُعلم رعيّته ربّما لعلمه بأنّها تفرح بحزنه وإذا مرض لا يدعون له وإذا شُفِي لا يستبشرون بشفائه وإذا حضر شغل وظلم وإذا غاب لم يُفتقد ولم يُحترم (كما رأينا في هذا الخبر)… كما أنّ الذي لا يُكذَّب هو أنّ الزّعيم لم يجعل عمله منسجما مع قوله حتّى يئس النّاس منه ومن صلاحه كما يئس الكفّار من أصحاب القبور….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): مقال الإكسبريس الموريسية هو – حسب كاترين دائما – بعنوان: “Le président Ben Ali dans son jet“، غير أنّي لم أفلح في العثور عليه. فلمّا عثرت عليه فاجأني بأنّه لا يُفتح!!!!
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في 03/05/2008
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
الرسالة 440 بقلم محمد العروسي الهاني
على موقع تونس نيوز مناضل – كاتب في الشؤون
الوطنية والعربية والإسلامية
3 ماي عيـد الصـحافة العالمــي
تحتفــل به سنويــا فهل تطــورت الصحافـــة فـــي بلادنـــا
أن الذاكرة التونسية تتذكر الجلسة الممتازة التي أشرف عليها سيادة رئيس الجمهورية التونسية بمناسبة يوم 3 ماي 2000 عيد الصحافة العالمي وحضرها مديري الصحف الوطنية والأسبوعية وجرى خلال هذه الجلسة الممتازة التاريخية حوار حر ديمقراطي تتناول وضع الصحافة المكتوبة وكل المسائل المطروحة وتحدث الأخوة مديري الصحف بصدق وصراحة وبحرية وإصغاء إليهم سيادة الرئيس باهتمام كبير وعناية فائقة وساهم رئيس الدولة بكلمة صريحة ووضع النقاط على الحروف وتحدث بصراحة ووضوح وتطرق لعديد المشاغل والمواضيع والتجاوزات….ودعاء المسؤولين عن الصحف لتحمل كامل المسؤولية وإفساح المجال لحرية الصحافة والمبادرة بأكثر مسؤولية وشجاعة وإفساح المجال للقراء للكتابة والمساهمة في تطوير الصحافة وأكد على ضرورة تطوير الإعلام ومواكبة حرية التعبير والإحداث في الداخل والخارج والسبق للحدث ودعم التنوع والإبداع والمبادرة بأكثر حرية دون خوف أو ريب أو خشية من أحد في إطار ميثاق الصحافة وشرف المهنة وقال كلمة بليغة اليوم الكرة في ملعب الصحافيين وأصحاب الصحف.……..
بعد هذا الطرح والتمشي الديمقراطي والضوء الأخضر الذي أعطاه رئيس الدولة فهل تطورت الصحافة وهل تنوعت الأخبار ونشر المشاغل وهل ساهمت الأقلام بحرية في الصحف وهل فتحت الصحف أعمدتها للرأي الحر….وهل تطرقت الصحف للمواضيع التي ركز عليها رئيس الدولة وهل بعد 8 أعوام تحسن دور الإعلام وهل أتاحت الصحف الفرصة للكتاب والقراء والأقلام لنشر مقالاتهم بحرية.
الجواب لا بل العكس الصحف كانت قبل عام 2000 أكثر تفتح وأكثر مساحة للرأي الآخر. وهامش الحرية نسبيا أفضل ولست أدري هل الجلسة الممتازة التاريخية التي أحيت ذكرى عيد الصحافة يوم 3 ماي 2000. حققت ما طرحه رئيس الدولة ودعاء إليه أم أن الجلسة لها غايات أخرى ومكاسب أخرى لمديري الصحف أم هي مجرد لقاء لطرح بعض المشاغل المادية مثل الإشهار وغيره…..
هذا من ناحية الصحافة المكتوبة….. أما الإعلام المرئي والمسموع فدار لقمان على عاداتها لم تتغير ولم تتطور ولم نشاهد أي تحسن في البرامج والملفات الحوارية الحرة الديمقراطية التي نريدها ونشيدها ونطمح إليها مثل الملفات التي نتابعها في فضائيات عربية مثل قناة الجزيرة والعربية والمستقلة وعدة فضائيات ولم نشاهد تطور في أي مجال ما عدى الغناء الهابط والرقص والعراء والأفلام والمسلسلات المتبذلة التي ساهمت في تعميق التهور الأخلاقي والبعد على الحياء والحشمة ومع الأسف هذا دور الإعلام المرئي..أما إصدار الصحف الجديدة وبعث إذاعة مسموعة أو فضائية فهذا أصبح حكر على مجموعة دون أخرى.
وكأن الترخيص في الحصول على إصدار صحيفة أو بعث إذاعة أو فضائية إعلامية حرة حكرا على أفراد معروفين…؟ لماذا هذا التمشي ولماذا نوافق على فلان ونرفض آخر ولو كان من أكبر الوطنيين المخلصين. بينما في المملكة المغربية وقع الترخيص لعدد هام من الأشخاص المغاربة لبعث محطات تلفزية وإذاعات جهوية ووطنية..
ختاما أنوه ببيان نقابة الصحافة الذي تم نشره في الصحف عشية الاحتفالات بعيد الصحافة العالمي والذي دعاء إلى مزيد توخي الموضوعية والوضوح والواقعية.س
وإعطاء حرية أوسع للإعلام ودعم حرية الرأي وحماية الصحافيين ومزيد ضمان مستقبلهم ودعم مكانتهم الأدبية والمعنوية والمادية ومزيد دعم حرية الكلمة وجعل الصحافيين يعملون في مناخ سليم ديمقراطي واحترام الرأي الآخر دون مس من كرامة الإنسان أو هتك أعراض الناس وإفساح المجال للتعبير مع التحري والدقة في المعلومة كل هذا يخدم الإعلام ويطوره ويضمن حرية أوسع لفرسان القلم الذين يمثلون السلطة الرابعة صاحبة الجلالة ولا تقدم لشعب في الدنيا إلا بالإعلام الحر والتعبير الصادق.
وأقترح في عيد الصحافة تنظيم ندوة وطنية تخصص لتطوير الإعلام بصفة عملية حاسمة وفاعله مع مزيد التحري في اختيار المسؤولين على رأس وسائل الإعلام والأهم أن يكونوا من أهل المهنة النزهاء وذات رصيد وطني وأخلاقي..
وماضي سياسي نظيف لا إفراط فيه وتفريط ولا ميل للشيوعية والماركسية؟؟؟
قال الله تعالى وقل عملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ( صدق الله العظيم )
محمد العروســي الهانــــــي
لقاء مع المفكر الإسلامي التونسي د. راشد الغنوشي أمين عام «حزب النهضة الإسلامية» في تونس
الأمين العام لحركة التجديد التونسية: لنعمل كقوة هادئة دون تسرع ولا انتظارية
في تونس، الفيلم التسجيلي يلتزم، يقاوم، يشهد، ويحذر
‘اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي’ تؤكد مرة اخرى انها تظاهرة سينمائية نضجت مبكرا
ميدل ايست اونلاين
بقلم: صلاح سرميني
كلما أُتاحت لي الظروف بلقاء أحد السينمائيين من تونس، كنتُ أسأله عن “اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقيّ”، ردود الفعل الإيجابية المُتراكمة زادت من رغبتي بمُتابعة الدورة الثالثة، والتي انعقدت في تونس خلال الفترة من 2 وحتى 6 أفريل 2008، وعلى الرغم من كلّ ما سمعته، كنت أظنها احتفاليةً سينمائيةٌ صغيرة، تضمّ مجموعة أفلامٍ جمعتها مديرتها سهام بلخوجة من هنا، وهناك، وشكلت حولها تظاهرةً سينمائيةً، كي تُلفتَ الانتباه نحوها أكثر من الأفلام نفسها، كما تصورتُ بأنّ عدد الضيوف أكثر بكثير من الجمهور المحليّ.
ولكن، حالما وصلتُ مطار قرطاج الدولي، المألوف بالنسبة لي، تسارعت المفاجآت الواحدة بعد الأخرى.
لقد كان المُنظمون في موعدهم لاستقبال القادمين من باريس، وهم أكثر عدداً من آخرين وصلوا من بلدانٍ أخرى، وكان الغداء في موعده كما أشارت المُفوضة العامّة حورية عبدالكافي في رسالتها الإلكترونية الجماعية التي وصلتني ليلة السفر، وحتى التنبيه استعداداً للطقس البارد في تونس التي وجدتها (مناخياً) مختلفة عما عهدتها في فتراتٍ مهرجاناتيةٍ أخرى: أيام قرطاج السينمائية، المهرجان الدولي لأفلام الطفولة، والشباب/ سوسة، والمهرجان الدولي لأفلام الهواة/ قليبية.
وكان الكتالوغ في موعده أيضاً بلغتيّه الفرنسية، والإنكليزية (غابت اللغة العربية عنه، ومن المُفيد بأن يكون مستقبلاً باللغة العربية، والفرنسية فقط).
في المساء، تحتمّ علينا الذهاب إلى “المسرح البلديّ” المُجاور لفندق “أفريقيا” في السابعة والنصف لحضور الافتتاح المُفترض بدايته في الثامنة، وعندما وصلنا، كانت جموع المتفرجين ـ الشباب خاصةً ـ تتأهبّ للهجوم حالما يفتح المسرح أبوابه، وقتذاكَ، فهمتُ أسباب اصطحابنا المُبكر، وبعد دقائق من جلوسنا، امتلأت القاعة، والشرفات العديدة، وبكلّ تواضع، وثقة، وقفت سهام بلخوجة فوق المنصة تُعلن افتتاح الدورة الثالثة، وأشارت إلى المتفرجين المنتظرين خارج القاعة يأملون مكاناً شاغراً، وهم أكثر عدداً من الحاضرين المحظوظين، وشكرت الجميع: المُمولين، الداعمين، المُتضامنين، والمسؤولين (الغائبين) عن هذا الحدث الهام، والغريب بأنّ أحداً منهم لم يظهر، ولم نسمعَ أيّ كلمات ترحيبٍ روتينية من ممثلي المدينة، والدولة، ربما تجاهلاً مُتعمداً من طرفهم، ولكن، كان واضحاً تعمّد إدارة “اللقاءات” الابتعاد عن المظاهر الاحتفالية، أو عروض الافتتاح الخجولة/أو المُبهرة المُعتادة في مهرجاناتٍ أخرى، علماً بأنّ سهام بلخوجة القادمة من الرقص، والسينما هي الأقدر على انتهاز مناسبةٍ كهذه لتقديم عرضاً ما، ولكنها لم تفعل، وتخيّرت مقاطعة البهرجة التي تطغى ـ في بعض الأحيان ـ على الهدف الرئيسيّ للمهرجان..السينما.
وتوضح هذا التوّجه المقصود باختيار فيلميّ الافتتاح، الأول بعنوان “أحمد بهاء الدين عطية، المُغامر” لمخرجه التونسي رضا الباهي ـ 26 دقيقة، 2007ـ هو بمثابة ذكرى وفاءٍ لواحدٍ من أعلام السينما التونسية، والعربية.
في أحد مشاهد الفيلم/الوثيقة النادرة يحكي “المُنتج المغامر” عن بدايات مسيرته، وتحوله من النشاط السياسي إلى السينما، وهو القاسم المُشترك لمُعظم السينمائيين التونسيين الذين شحذوا مواهبهم في “الجامعة التونسية لهواة السينما”، و”نوادي السينما” التي انتشرت في طول البلاد، وعرضها، ويعود الفضل لها في تكوين كوادر سينمائية، وخلق جمهوراً شغوفاً، ومخلصاً للسينما بكافة أشكالها، وأنواعها، واليوم، فإنّ تزاحمه أمام الصالات حرصاً على مشاهدة أفلامٍ تسجيلية، أفضل مثالٍ على ذلك.
والفيلم الثاني، “كلماتٌ بعد الحرب” ـ 58 دقيقة ، 2007ـ لمخرجه الموسيقيّ التونسي أنور إبراهيم، وثيقة قويةٌ، ومؤثرة، تُلخص أراء بعض المُثقفين اللبنانيين حول المأساة التي عاشها اللبنانيّون فترة الاعتداءات الإسرائيلية على بلدهم في تموز من عام 2006.
وبدل أن ينصرف الجمهور فوراً بعد عرض الفيلميّن، أو يتبع الافتتاح سهرةً عامرة، فقد كانت المفاجأة مبادرة نادرة من نوعها في المهرجانات العربية، والدولية، حيث صعدت سهام بلخوجة إلى منصة المسرح برفقة المخرج، وأثارت نقاشاً مفتوحاً مع الجمهور حول الفيلم، بينما كانت (جيهان) ـ الراقصة الأولى في فرقتها ـ تهتمّ بدزينةٍ من الضيوف.
لم يكن فيلم الختام “محامي الرعب” ـ فرنسا، 2007 ـ لمخرجه باربيت شرودر أقلّ التزاماً، وإثارةً للجدل.
شيوعيّ، مقاومٌ للاستعمار، أم يمينيّ متطرف، أيّ مبادئ وجهت جاك فيرجيز؟ خلال 135 دقيقة يكشف الفيلم عن الغموض الذي يكتنف حياته، وخاصةً انخراطه في مقاومة الاستعمار الفرنسي للجزائر، وزواجه من جميلة بوحريد، ومن ثم اختفائه لمدة ثماني أعوام، وبعد عودته يدافع فيرجيز عن “الإرهابيين” من كلّ حدب، وصوب وُفق وجهة نظر الغرب حول نشاطاتهم المُسلحة: ماجدالينا كوب، أنيس نقاش، وكارلوس، وعن مجرمي الحرب أمثال الألماني باربي.
****
تخيّرت “اللقاءات” بأن تكون إعلامية، وتعمّدت إدارتها الابتعاد عن المُنافسة بين الأفلام، وفي جلسة عشاء، سمعتُ المدير الفنيّ المخرج هشام بن عمار يقول لأحد الضيوف بأنها “فكرةٌ مؤجلة”.
وبالإضافة لأفلام الافتتاح، والختام، تُجسّد البرمجة التزاماً، وتوجهاً خاصاً نحو القضايا المُلتهبة في مجتمعنا الراهن.
وكما جاء في الكتالوغ، لم تكن الاختيارات مجانية، فالبرمجة بناءٌ معماريّ عام، يُضاف كلّ حجر من الهيكل إلى التالي عن طريق الإسمنت/الخطة التحريريةّ.
تضمنت البرمجة 75 فيلماً من 17 دولة، تظهر معظمها شكلاً من أشكال الالتزام، النضال، والمقاومة، توزعت، وتقاطعت في محاور مختلفة :
* عندما يلتزم الفيلم التسجيلي: صراعات الأمس، واليوم.
* عندما يشهد الفيلم التسجيلي: بورتريهات، مصائر فردية، وجماعية.
* عندما يقاوم الفيلم التسجيلي: الذاكرة، والمنافي، النساء تتساءلن.
* عندما يحذر الفيلم التسجيلي: أين يذهب العالم؟
بالإضافة لتكريم المخرج التونسي المُقيم في باريس مصطفى الحسناوي، والفرنسية آنييس فاردا، اللذان منحا البرمجة ثقلاً نوعياً يتوافق مع فكرة الالتزام التي كشفت عنها “اللقاءات”.
وبرنامجٌ خاص تحت عنوان “وعودٌ تسجيلية”، يقدم أفلاماً قصيرة تمّ إنجازها في إطار مدارس، ومعاهد السينما، المؤسّسات، والورش المُستقلة، أو الأفلام المُمولة من طرف المخرجين أنفسهم.
******
“أولاد لينين” من إنتاج تونس/فرنسا 2007، لمخرجته التونسية ناديا الفاني، فيلمٌ فريدٌ في موضوعه، ويتقاطع مع فيلم “كلماتٌ بعد الحرب” لمخرجه أنور إبراهيم في تحطيم محرماتٍ تتعلق بالدين، والسياسة، وفيه لا تخشى الشخصيات المُختارة لتقديم شهاداتها عن العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 من التصريح الواضح بعلمانيتها، ويكشف “أولاد لينين” عن ذكريات عائلة شيوعية تونسية امتلكت تاريخاً حافلاً بالنضال، وتنبش الفاني الذكريات، تستعيدها، وتتساءل: كيف يمكن أن تكون شيوعياً البارحة، واليوم ؟ وهل التخلص من الشيوعية، أو الانفصال عن مرجعياتها يحتمّ بالضرورة التخلي عن الحسّ النضالي ؟
فيما مضى، تطرقت بعض الأفلام الروائية العربية لهذه التيمة بخوفٍ، وترددٍ من خلال شخصياتٍ شيوعية (يسارية بالأحرى)، ولم تتعرض لها الأفلام التسجيلية العربية بهذا الوضوح، الصراحة، والكشف.
فيلمٌ يتمسّك بالنضال، ويرغب بأن يعود، وكما ذكر والد المخرجة في أحد مشاهد الفيلم:
ـ لقد أصبحت الشيوعية جثةً ميتةً، ولكنها تتحرك في بعض الأحيان…
وربما يرغب الفيلم ضخّ الحياة فيها بشكل يتناسب مع الحاضر .
فيلمٌ جرئ، يأتي في وقته، بعد أن اندحرت الشيوعية، وتكاد اليوم تختفي، ولكن، بعد اكتشاف الوجوه الحقيقية المُدمرة للرأسمالية، النظام العالمي الجديد، والعولمة.. فإنّ الجيل الحالي بحاجةٍ أكثر من أيّ وقتٍ مضى للتساؤل عن معنى الاشتراكية، الشيوعية، واليسارية، ليُغربلها من مُخلفاتها، ويسترجع ما هو إنسانيّ فيها.
ويُثبتُ تفاعل الجمهور التونسي مع الفيلم، بأنّ الفاني لا تبغي بأن يكون استرجاعياً، حنينياً إلى زمانٍ مضى، ولكنها استشعرت رغبات جيلٍ يبحث عن مرجعياتٍ إيديولوجية تحقق طموحاته في التغيير.
فيلمٌ/ بيانٌ سياسيٌّ صادقٌ، مؤثر، فعالٌ، وبعيدٌ عن الشعارات، والخطابات.
الفيلم الأمريكي “مخيم المسيح/Jesus Camp” لمخرجيه هيدي إيوينغ، وراشيل غرايدي ـ 85 دقيقة، إنتاج عام 2005ـ يُظهر التطرّف الديني الذي يحتاج إلى مقاومة إنسانية شاملة، فهؤلاء الذين تتزايد أعدادهم يوماً بعد يوم في الولايات المتحدة يشكلون قوةً انتخابيةً مُعتبرة، مُؤثرة، وقادرة على أن تُسمع صوتها في الحياة السياسية، والثقافية، وهم لا يؤمنون فقط بعودة المسيح، ولكنهم يستعدون لهذا الغرض، ويجهزون أنفسهم للوصول/الاستيلاء على السلطة في أمريكا باسم المسيح، ويدربون أطفالهم على أبشع أنواع التطرف ضدّ أنفسهم، والآخرين.
الفيلم الفرنسي/اللبناني “رحلة يوليو” ـ 35 دقيقة، إنتاج عام 2006ـ لمخرجه وائل نور الدين رحلةٌ إلى بيروت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو 2006، يتجسّد فعله المُقاوم بالرغبة بتوقف التاريخ عن استنساخ أحداثه المُتتالية، والمُتشابهة، والدوران في حلقةٍ مستمرة، ولكنه، بدوره، يبتعد عن نمطية الأفلام التسجيلية التي صورت العدوان، يتخيّر أسلوباً جمالياً تجريبياً، مختلفا، ومخالفاً لتقاليد سيولة السرد المعهودة، وينهج تتابعاً حاداً، فظاً، وصادماً.
الفيلم التونسي “عزبز، نوافذ الخطر” ـ 52 دقيقة إنتاج 2008ـ لمخرجه جلال بالسعد أكثر الأفلام التي دخلت إلى قلوب الجمهور التونسي، فهو يكشف عن موهبة الطفل (عزيز) ـ 8 سنوات ـ الفائق الذكاء، والغارق في خيالاتٍ مستوحاة من عالم الرسوم المُتحركة التي تبثها محطات التلفزيون، يشاهدها بانتباه، يُعيد تنظيم قصصها، يخلق منها حكاياته، وشخصياته الخاصة، ويرسمها بإتقانٍ مدهش، ولكنه يعيّ تماماً بأنّ ما يجسّده على الورق لا علاقة له بالواقع، ويُعبر عن رأيه فيما يحدث في العراق، لبنان، وفلسطين، ويمتلك في هذه السن المُبكرة كلّ الإمكانيات (الخيالية) لمُقاومة الاحتلال، والظلم، والفساد، مُتعاطفٌ تماماً مع الضحايا، ويتوعد الجلادين بنهاياتٍ مُفجعة.
وبالإضافة للشخصيات العديدة التي جمعها في رسوماته، فقد خلق شخصيةً كريهةً، شريرةً، عدوانيةً، سيئة، وأسماها (Busharon) وهي مستوحاة من شخصيتيّ بوش، وشارون، وجهز لهما في مخيلته سيناريوهاتٍ مرعبة كي يخلص العالم من شرورهما (هل يعتبره بوش سلاح دمارٍ شامل؟).
ولكنّ عزيز الغارق في العنف المُستوحى من برامج التلفزيون، رقيقٌ، حالمٌ، وعاشقٌ لطفلةٍ تقاربه سناً، تُشاركه حبّه، أحلامه، وخيالاته المُرعبة، والطريفة معاً.
****
بعد عرض أفلام الافتتاح، وأنا أهبط سلالم “المسرح البلديّ” هرباً من الزحام، والمُدخنين، أوقفني الناقد السينمائي التونسيّ خميس الخياطي ليُجري معي حواراً مُقتضباً لصالح إذاعة “مونت كارلو”، في تلك الدقائق القليلة، شرحتُ له انطباعاتي الإيجابية عما شاهدته في اليوم الأول، وطلبتُ منه بأن يُصحح معلوماتي إن أخطأت، حيث ذكرت له بأنّ “اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي” في تونس هي التظاهرة الوحيدة في الوطن العربي المُتخصصة بهذه النوعية من الأفلام، حالما ذكرني بـ”المهرجان الدولي للأفلام التسجيلية، والقصيرة” في الإسماعيلية/مصر، ووافقته بدون تفكير، وفيما بعد، تذكرتُ بأنّ ذاك المهرجان يهتمّ بالأفلام الروائية القصيرة، والتسجيلية معاً.
وفي جلسةٍ ختامية جمعتني والمدير الفنيّ هشام بن عمار، أكدتُ مرةً أخرى على تفردّ “اللقاءات”، وتخصصها بالأفلام التسجيلية، وبتواضعٍ ذكرني أيضاَ بـ”مهرجان الإسماعيلية”، و”المهرجان الدولي للأفلام التسجيلية” في بيروتDocudays، وتدخلت المخرجة الفلسطينية بثينة خوري كنعان كي (نُصححَ معاً) معلوماتنا.
ـ يبدو بأنّ Docudays قد توقف (أتمنى بأن تكون المعلومة خاطئة، وغير مؤكدة).
ـ يضمّ مهرجان الإسماعيلية الأفلام القصيرة بأنواعها “روائية، تجريبية، وتحريكية”، والأفلام التسجيلية بأطوالها المُختلفة.
ـ خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر 2008 سوف تنعقد في أغادير/المغرب الدورة الأولى للمهرجان الدولي للأفلام التسجيلية.
إذاً، وحتى نوفمبر القادم، تظلّ “اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقيّ” في تونس، هي التظاهرة السينمائية الوحيدة في الوطن العربي المُتخصصة بالأفلام التسجيلية، وهي ما تزال في بداية مشوارها (ثلاث دورات)، ولكنها أثبتت نضجها المُبكر، تماماً كما الطفل عزيز في فيلم جلال بلسعد، وهي بانتظار “لقاءاتٍ” عربية أخرى كي تحبها، وتتعاون معها، وتتحول إلى نوافذ مُشرعة على الأفلام التسجيلية.
(المصدر موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 4 ماي 2008)
الحوار حول حرّية الإعلام في قناة تونس 7:
لماذا الهروب بقضايا الإعلام والصّحافة إلى نقاش حول قضايا مفتعلة؟؟
تونس ـ الصباح:
بقلم: صالح عطية
عرضت قناة “تونس 7” أول أمس برنامجا حواريا ضمن سلسلة برنامج “الحدث السياسي”، خصص مرة أخرى لمسألة الإعلام على خلفية اليوم العالمي لحرية الصحافة، وجعل له عنوانا بارزا هو “حرية الإعلام: الواقع والآفاق”..
ولا شك أن الموضوع مثير إلى حدّ بعيد، لأنه يأتي في توقيت كانت جل الفضائيات والتلفزيونات في العالم، تطرح موضوع الإعلام والصحافة وقضايا الصحافيين في هذا اليوم الذي أريد له أن يكون بمثابة السجل لرصد جميع العوائق التي تطول الإعلام والعاملين فيه، خصوصا السياسية منها والحقوقية والمهنية.. ويهمنا هنا إبداء جملة من الملاحظات حول إدارة الحوار ومضمونه وسياقه والأسلوب، الذي اعتمد للحديث عن “حرية الإعلام”..
ــ في البداية، لا بد من الاشارة إلى عنوان البرنامج، “حرية الإعلام: الواقع والافاق”، الذي يحيل في الحقيقة على عنوان ندوة فكرية أو سياسية وليس موضوع حوار تلفزيوني، وهذا معناه أن هذا الاختيار كان يشير منذ الوهلة الاولى، إلى إمكانية الهروب بهذا الحوار نحو آفاق تتسع لها ندوة في أحد دور الثقافة وليس برنامجا حواريا تلفزيونيا محدودا في الزمن من ناحية، ومشاهدوه “من نوعية خاصة”، إن صح القول، بمعنى أنهم ليسوا من النخب المتخصصة في الثقافة والفكر والجدل السياسي..
ــ واللافت للنظر من جهة أخرى، أن معظم الذين أثثوا “بلاتو” البرنامج، ليس فيهم إلا صحفيين اثنين، هما الزميل الحبيب الشابي، والسيد العروسي النالوتي، عضو مجلس النواب ورئيس تحرير صحيفة المستقبل الناطقة بلسان حركة الديمقراطيين الاشتراكيين (رغم أن صفته الحزبية كانت تغلب على هويته الإعلامية)، فيما أن بقية الحضور هم إما من المسؤولين على مؤسسات صحفية (مثل حال السيد المنجي الزيدي، مدير جريدة الحرية)، أو جامعية على غرار السيد محمد حمدان (مدير معهد الصحافة وعلوم الاخبار)، أو مستشار في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان)، مثل السيد رضا الملولي، إلى جانب أن السيد عز الدين العامري، منشط البرنامج، ليس طرفا محايدا في الحوار، باعتباره مدير الاذاعة الثقافية، وبالتالي فهو طرف في هذا الحوار، مهما حاول أو اجتهد أن يكون على الحياد.. من هنا، فإن وجهة الحوار منذ البداية كانت واضحة، إذ لم تكن الرغبة الاستماع إلى الصحفيين ومشاغلهم ومعاناتهم والقضايا التي تهم المهنة، بقدر ما كان الاتجاه العام، تقديم “مقاربات”، إن صحت تسميتها كذلك، تتضمن كل شيء إلا مشكلات “صاحبة الجلالة”..
ــ ومثلما درجت عليه الملفات الخاصة بالإعلام في قناة “تونس 7″، يتم منذ البداية إحاطة النقاش بجملة من الممنوعات والخطوط الحمراء، التي باتت مستهلكة وممجوجة، ضمن نوع من التنظيرات التي تشبه إلى حدّ بعيد محاضرات من تلك المحاضرات القديمة التي تعود إلى مرحلة الستينيات من القرن المنقضي، مثل ربط الحوار بـ “ثوابت المجموعة الوطنية”، وبـ “مفهوم السيادة الوطنية” التي عبّر بعض الحاضرين عن خشيتهم المعتادة عليها، بالاضافة إلى مفهوم قديم جديد أدرج هذه المرة بشكل متعسّف، وهو “مفهوم المصالح الحيوية للبلاد”، إلى جانب قضايا “أخلاقيات المهنة”، ومحاولة تحميل الصحفيين مسؤولية المستوى الرديء الذي تعاني منه بعض الصحف، سيما الصفراء منها.. إنها “الاسطوانة” التي ملتها آذان المشاهدين، اسطوانة بالية هي أقرب لـ “الدمغجة” والضحك على ذقون المشاهدين منها إلى حوار يهم الصحافة والصحفيين ومشاغل المهنة، التي لا يمكن الحديث عنها إلا من قبل من يمارسونها بالليل والنهار، وليس من الذين يمثلون أحد مشكلاتها وعوائقها..
ــ ما أعجبني في هذا الحوار التلفزيوني حقا، هو هذه القدرة العجيبة لبعض الحضور، على الهروب بالحوار عن الإعلام، إلى حوار خارج دائرة الإعلام، يطرح مشكلات فكرية وسياسية خلافية أصلا، مثل مفاهيم العولمة والسيادة والخصوصيات الثقافية وصراع التكتلات ونفوذ أصحاب المال، وكأن مشكلاتنا في الإعلام التونسي، ترتبط بهذه القضايا وإذا ما اتفقنا حولها (ربما في العام 2100)، سنتمكن من إرساء إعلام حرّ وتعددي وذي مصداقية..
إن الصحفيين، سواء في الصحافة المكتوبة أو المرئية أو المسموعة، لهم أجندا أخرى ترتبط بقضايا بسيطة للغاية، مثل الوصول إلى المعلومة، وتحسين الظروف المهنية، والتوصل إلى حدّ من الحماية القانونية والسياسية والمعنوية، بل الاكثر من ذلك، العودة إلى مفهوم شديد البساطة في الإعلام، وهو أن “الخبر مقدس، والتعليق حرّ”، بحيث تكون لنا الامكانية أن ننقل الخبر، وأن تتوفر لنا إمكانية التعليق عليه بحرية ومسؤولية، وهي المسؤولية التي لا يمكن أن يلقننا أي كان درسا فيها، لاننا الاكثر قدرة على تقديرها حق قدرها، باعتبارنا أهل المهنة والذين يقتاتون منها، وبالتالي الاحرص عليها، والاكثر رغبة في صيانتها من كل من تسول له نفسه الاساءة إليها..
نحن بحاجة اليوم إلى أن نكتب ونعلق ونحلل، وأن ننقل الاحداث والوقائع التي تدور ببلادنا، بروح وطنية عالية لا يزايد علينا بشأنها أحد، ونحن بحاجة إلى أن نمارس حرية الإعلام، لا أن نستمع إلى تنظيرات حولها وكأننا في مدرج معهد الصحافة، أو ضمن أروقة بعض الاحزاب المتكلسة التي لم تتخلص بعد من اللغة الخشبية التي لان الخشب ولم تلن هذه اللغة إطلاقا..
لقد حان الوقت لكي نكف عن افتعال قضايا للهروب بالمشكلات الحقيقية، وإذا كان هذا هدف حوار حول الإعلام، فنحن نقول لبعض من حضر هذا البرنامج الحواري، لم تنطل الحيلة، والاولى أن نعتمد تلك المقولة الرائعة، “الحيلة في ترك الحيل”..
ــ ما أضحكني في هذا البرنامج الحواري حقا، هو قول أحدهم تعالوا نتحدث عن الحواسيب وحي الصحفيين، وهو ما يعني ـ وفق هذا المنطق ـ أنه إلى جانب المحاذير التي تحيط بالحديث عن حرية الصحافة، تم تمكين الصحفيين من حواسيب وبيوت يقطنونها، وبالتالي ما علينا إلا أن نخلد للخرس ونتحول إلى صم بكم مسبحين بحمد الحاسوب ومستغفرين لذلك البيت في حي الصحفيين، وتلك هي شروط حرية الصحافة..
ــ عمد عدد من الحضور في هذا البرنامج، إلى استعراض التطور المسجل في التشريعات المتعلقة بحرية الصحافة، بل إن السيد محمد حمدان لم يتردد في وصف التعديلات التي أدخلت على قانون الصحافة، بـ “الثورية والجذرية”، التي غيرت واقع الصحافة في البلاد، فيما أن السيد عبد الكريم الحيزاوي، أحد أبرز المتخصصين في الإعلام والاستاذ في معهد الصحافة وعلوم الاخبار والخبير في القوانين المنظمة لمهنة الصحافة، صرح قبل يومين في قناة “حنبعل”، بأن هذه التعديلات لم تؤثر على الواقع الصحفي إطلاقا.. فمن نصدّق يا ترى؟؟
ولكي تستكمل الصورة بشكل جيّد، لم يتردد بعض الحضور في القول بأن الشركات تتحمل مسؤولية الاعلانات والاشهار الموجه للصحف والمؤسسات الإعلامية، في المقابل لا وجود لاي كلمة على وكالة الاتصال الخارجي التي يعتبرها الجميع المسؤولة الاولى على معضلة الاشهار في البلاد، ويطالبون بالتمييز بينها وبين وكالة للاشهار العمومي..
ــ تبقى كلمة أخيرة بشأن منشط الحوار، السيد عز الدين العامري، الذي اعتمد أسلوبا غريبا في الحوار، وهو أنه جعل النقاش خاليا من أي ردود أو مشاكسة أو حوارات ثنائية، وهي مسائل ضرورية في كل حوار وإلا تحول إلى أشبه ما يكون بالتصريحات المتفرقة والمعزولة بعضها عن بعض، بل حتى عندما حاول الزميل الحبيب الشابي، الدخول في نقاش مع بعض الحضور، تلقى الاجابة الفورية، “نرجو أن نستمع إلى بعضنا البعض”، والنتيجة حوار مشتت “يغنّي فيه كل طرف على ليلاه”، كما يقال، وهو ما يؤكد أن قناة تونس 7 تعاني من مشكل منشط للبرامج الحوارية، وهو ما لن يتأتى إلا بتعديل سياستها في هذا المجال، والتعامل مع الملفات الحوارية، دون القفز على معطى هام، وهو وجود قناة تونسية منافسة، هي قناة حنبعل التي نجحت في رفع سقف الحوار ومضمونه..
فهل تستوعب القناة الدرس، أم تستمر دار لقمان على حالها، مستخدمة ذلك المثل الشعبي التونسي القائل: “عمشة في دار العميان”؟؟
(المصدر جريدة الصباح (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 ماي 2008)
مشروع ساركوزي المتوسطي
الحياة الوطنية
كيف ترفع قناة «الجزيرة» بقوة الثقافة مكانة قطر؟
كتاب اشترك في تأليفه عبد المجيد الشرفي ومراد هوفمان «مستقبل الإسلام في الغرب والشرق»… واحتمالات العلمنة والتدين
الحجاب التركي: مأزق سياسي مفتعل لهوية حضارية ملهمة!
محمد الأشقر: إنه مصر التي تتحدى ..
مصر: الإضراب اليوم قرع على «الحلل» وصلوات في المساجد والكنائس لرفع الظلم