رويترز: مؤسسة القذافي الخيرية تنفي الوساطة للافراج عن رهينتين نمساويين ا ف ب: مؤسسة القذافي تنفي قيامها باتصالات للافراج عن الرهينتين النمسويين الجزيرة.نت: الجزائر: لسنا معنيين مباشرة بقضية الرهينتين النمساويين قدس برس: تونس: سياسيون وحقوقيون تونسيون يطلقون حملة ضد الفساد الشروق: هؤلاء لهم الحق الدستوري في الترشح لرئاسيـــــــــة 2009 – أول انفتاح انتخابي على الأحزاب غير البرلمانية الصباح: الانتخابات الرئاسية: من هم المعنيون بالترشح من بين قيادات المعارضة؟ عبدالباقي خليفة : بن علي يعلن عجزه وهزيمته أمام نجيب الشابي ويقدم شهادة حية على ضعف التجمع مرسل الكسيبي: من يحدد للتونسيين رئيسهم: الخطاب الرئاسي أم صناديق الاقتراع؟ عبد الجبار الرقيقي: المنظومة الموازية للتأمين على المرض … استرجاع مصاريف زيارة المشعوذين لطفي حجي: محرقة غزة و سؤال الأمة الواحدة – هل نحن أمّة ؟ المرزوقي في ندوة باريس عدو الأمة الأول نظامها السياسي س( لا ) م أنا بوليس وميثاق الشر(ف) للإعلام العربي رشيد خشانة: لعبة شدّ الحبل بين أمريكا وليبيا لا تُفسد للـ “بزنس” ودا عبد المجيد الشرفي: ردا على الطالبي بعد صدور كتابه «ليطمئنّ قلبي»: – الحق أحق أن يتّبع توفيق المديني: انتفاضة التيبت تعكّر مزاج الصينيين عبد اللطيف الفراتي: الطبقة الوسطى إلى أين؟ نجيبة بوزيان لـ الراية : ندعم أصحاب الأفكار المتجددة في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ونساندهم مادياً القدس العربي: الرباط تدعو الجزائر لفتح حدودها البرية معها وتطبيع العلاقات الثنائية قدس برس: قضية فتوح تشغل الغزيين ما بين السخرية والمطالبة بمحاكمته إسلام أونلاين; تحول من “الهيبز” لناشط ضد الحرب – جندي مارينز سابق يدافع عن المقاومة بالعراق أحمد ثابت: أزمة الخبز المصري بين فساد الحكم وتحيزه للأثرياء الجدد د. فيصل القاس: هل نصدّق الرسام الدنماركي المأفون أم فلاسفة الغرب ومفكريه؟ د. محمد نورالدين: صراع الذهنيات في تركيا
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
21- رضا عيسى 22- الصادق العكاري 23- هشام بنور 24- منير غيث 25- بشير رمضان |
16- وحيد السرايري 17- بوراوي مخلوف 18- وصفي الزغلامي 19- عبدالباسط الصليعي 20- لطفي الداسي |
11- كمال الغضبان 12- منير الحناشي 13- بشير اللواتي 14- محمد نجيب اللواتي 15- الشاذلي النقاش/. |
6- منذر البجاوي 7- الياس بن رمضان 8- عبد النبي بن رابح 9- الهادي الغالي 10- حسين الغضبان |
1- الصادق شورو 2- ابراهيم الدريدي 3- رضا البوكادي 4-نورالدين العرباوي 5- الكريم بعلوش |
مؤسسة القذافي الخيرية تنفي الوساطة للافراج عن رهينتين نمساويين
مؤسسة القذافي تنفي قيامها باتصالات للافراج عن الرهينتين النمسويين
الجزائر: لسنا معنيين مباشرة بقضية الرهينتين النمساويين
تونس: سياسيون وحقوقيون تونسيون يطلقون حملة ضد الفساد
الشؤون الوطنية هؤلاء لهم الحق الدستوري في الترشح لرئاسيـــــــــة 2009 * أول انفتاح انتخابي على الأحزاب غير البرلمانية
الانتخابات الرئاسية: من هم المعنيون بالترشح من بين قيادات المعارضة؟
بعد إزاحة الشابي من سباق الرئاسة: هل يحل حزبه باعتباره من زلات عهد بورقيبة بن علي يعلن عجزه وهزيمته أمام نجيب الشابي ويقدم شهادة حية على ضعف التجمع
من يحدد للتونسيين رئيسهم: الخطاب الرئاسي أم صناديق الاقتراع؟
المنظومة الموازية للتأمين على المرض … استرجاع مصاريف زيارة المشعوذين
محرقة غزة و سؤال الأمة الواحدة هل نحن أمّة ؟
المرزوقي في ندوة باريس عدو الأمة الأول نظامها السياسي
س( لا ) م أنا بوليس وميثاق الشر(ف) للإعلام العربي
بقلم: فتحي بالحاج
(1)
يعيش الوطن العربي فوضى سياسية وفكرية ووطنيه بغيضة تعكس في طياتها واقع حالة التحنيط الفكري والاجتماعي و القهر والظلم الذي يتعرض له الإنسان العربي أينما كان وأينما تواجد داخل حدود هذا الوطن الواسع بمساحته الجغرافية والثري بثرواته الطبيعية والفاقد لأبسط هوامش الحرية . وتكشف هذه الوضعية مدى تغَلغُل المؤسسات والقوى الاستعمارية داخل المجتمع العربي من خلال أنظمة حُكم تابعة ومدارس فكرية غربية ناطقة بالعربية مُعادية لقضايا التحرر الوطني الحقيقي. وكما هو واضح من تسلسُل الإحداث يبدو جليا إن الوطن العربي يتعرض إلى هجمة استعمارية شرسة تقودها الامبريالية الأمريكية بِمُساندة من قوى عربية مُعرَّبَّه من داخل وخارج الوطن العربي مُهمتها زرع الفوضى الفكرية والإحباط السياسي والوطني و القُبول بِالاستعمار كقدر لا مفر منه بل الأدهى هو أنها تسعى إلى تحويل الإجرام الأمريكي “تحريراً” وتدمير مكونات المجتمع العربي ونسيجه الاجتماعي “تطويرا” للعالم العربي كما جرى ويجري في فلسطين وفي العراق. لقد ساهم الإعلام العربي الرسمي وتوابعه في قلب الحقائق فلقد تحول بعض السياسيين وبعض الإعلاميين العرب إلى َمُرتزقة تؤدي دورها المطلوب في خدمة المشروع الاستعماري الأمريكي في العراق والوطن العربي….
تتجلى المأساة العربية الراهنة وتحنيط العقل والوضع العربي في ارتباط عناصر السيطرة الخارجية على الوطن العربي بِعناصر السيطرة الداخلية, بمعنى أنَّ علاقة التَبعية وظاهرة المُرتزقة المُتفشِية في المؤسسة العربية الحاكمة المُرتبطة بالقوى الاستعمارية قائمة على أساس المصلحة المُشتركة في إخضاع واستغلال الوطن العربي [جُغرافيا واقتصاديا وسياسياً] لِخدمة المصالح المُشتركة للتابِع والمَتبُوع من خلال ترسيخ واقع قَهرِي (1) ينتهي بأن تقتنع فيه الجماهير العربية العريضة باستحالة هزيمة القوى الاستعمارية وباستحالة خلق بديل وطني للمُرتزقة فقوى الهيمنة الاستعمارية تهيمن على نظم الحكم وعلى المعارضة وهي وحدها دون غيرها التحكم فيما يجري فهي التي تحرس الحاكم وهي القادرة وحدها على تنصيب “البديل” ..وهكذا يصبح الاستبداد والهيمنة الأجنبية قدرا محتوما..فالخارج هو الذي يسيطر و يقرر ويحدد من يكون على رأس هذه الدويلات..وهكذا تتحول القيادات السياسية من حكام ومعارضة في سباق محموم من يقدم الخدمة الأجل لقوى الهيمنة الأجنبية.. هذا الخطاب الذي تبثه بعض قنوات رسمية وغير رسمية يهدف إلى تهيئة الأرضية الذي يَجعَل اعتماد نهج العجز والهزيمة التي ينتهجهُ النظام العربي الرسمي نهجا “واقِعياً” مقبول قسرا او قهرا في ظِل تقاطُع وتَشابُك المصالح بين قوى الاستعمار الأمريكية وبين قوى الاستعمار الداخلي. يسعى حلف الاستبداد وقوى الغزو الأجنبي إلى النفاذ إلى العقل العربي وتدميره ليفرض عليه ما هو غير طبيعي في كل المجتمعات الإنسانية. لذلك فهو يسعى إلى الحفاظ على الوضع القائم من خلال محاربة أي منفذ يمكّن قوى الحياة من توظيفه في هذه المعركة..إن ثقافة الهزيمة كثيرا ما تسقط وتتلاشى في الشعوب الحية كما الحال في أمتنا ومثقفي الاحتلال لن يجدوا نصيرا لهم إلا بالعدوان الخارجي كما هو الحال في فلسطين وفي العراق أو بالالتحاق بمباركة بقوى القمع الداخلي وتشترك في هذه العملية الكبيرة آلات ضخمة من وسائل الدعاية وأساليب متنوعة وحديثة في فن الدعاية وأول ضحايا هذا الحلف البغيض هو الإعلام النزيه والمحايد بعد القضاء على الاعلام المعبر عن ضمير الأمة وتطلعاتها وطموحاتها ..إن هذا الحلف يرى في كل من يخالف نهج قوى الهيمنة وحلفائها خطرا داهما.. لقد كانت “وثيقة الشرف للإعلام العربي” التي أصدرها وزراء الإعلام العرب تصب في هذا التوجه وهو تكميم الأفواه والأصوات الرافضة للقمع والفساد والخضوع للقوى الأجنبية… إن الاحتلال الأجنبي والاستعمار معروف وممارساتها العدوانية نفسها وان تغيرت الشعارات فمن تحضير الشعوب إلى تمدينها إلى تهيئتها حضاريا إلى نشر الديمقراطية إلى الدفاع عن حقوق الإنسان.. الأخطر هو هذا السعي الحميم إلى احتلال العقل العربي من خلال تواطؤ رسمي هدفها ترسيخ العجز والخذلان كقدر محتوم وتقديم الاستقرار والأمن مَقرون بِبَقاء واستمرارية مُرتزقة أمريكا في الوطن العربي الذين وفروا يُوَفروا للغزو الأجنبي كلُ مُقومات السيطرة والنجاح. وبالرغم وضوح الصورة وهول ما حَل بالأمة العربية وخاصة بفلسطين وبالعراق من دمار واحتلال وما لحق بالأمة من دمار معنوي ونفسي, العراق فقد تفشت ظاهرة وآفة مثقفي التبعية ومُرتزقة الهيمنة وطفقت بعض الأبواق ، مُستهترة بالعقل والمشاعر العربية تُروِج لِعرَّابي الهزيمة وفارِشي الفراش الأحمر للعدوان والاحتلال الأمريكي الدامي على نطاق واسع.
(2)
في كل المحطات التاريخية كنا خارج الفعل كنا إما ضحايا تابعين أو إما ضحايا جاهلين وفي أغلب الأحيان كنا ضحايا جاهلين وتابعين في نفس الوقت. يقرر لنا ولا حول ولا قوة لنا..نبارك ما يقرر لنا ونتوج الذي يناصبوننا العداء المحبة ونبايعهم ليتحدثون باسمنا. عندما نخرج أنفسنا من دائرة الفعل، ونقبل أن يقرر الآخرون مصيرنا علينا أن ننتظر أن يكون القرار مطابقا لمصالحهم لا لمصالحنا.. ان إلقاء نظرة على أهم المنعطفات التاريخية التي مرت بها الأمة في القرن الأخير تتجلى لنا وضعية الأمة وكيف خذلها حكامها ..وكيف صدقوا الدعاوي الاستعمارية، وتوهموا العدل والإنصاف من قوى الهيمنة.. البعض من ماساتنا يتأتي من أولئك الذين يصدقون الخطاب الاستعماري وتجدهم من اشد المدافعين عليه..
الخطاب الذي وزعه نابليون، لا يختلف عن خطاب العرش للملكة فيكتوريا في سبعينات القرن التاسع عشر، ولا عن خطاب ستانلي مود الذي قاد الغزو البريطاني للعراق عام ,1917 ولا عن خطاب بوش عند غزو العراق في عام .2003 هو في كل مرة خطاب الحرب بحجة نشر التحديث والحضارة (مع مصطلحات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والمجتمع الأهلي، الخ…..). لغة التمدين هي دائماً الحرب. ونجد من أبناء أمتنا ضحايا لهذا الخطاب..لقد تحولت الأمة العربية جوهر الصراع بين قوى الهيمنة العالمية وفي كل محطة من هذه المحطات التاريخية كانت خارج دائرة الفعل وكانت قوى الهيمنة هي التي تتصرف فيها وتحدد مستقبلها وتحولت الأمة العربية الى قطع تلتهمها هذه القوى ففي كل مرة كان العرب يتعاملون مع القوى الغازية بأسلوب رد الفعل لا الفعل..وفي كل هذه المعارك المفروضة علينا كنا نخسر مواقعنا والعدو يحقق انتصارات..
لقد كانت الحرب العالمية الأولى مناسبة لعقد اتفاق سايكس بيكو وإنتاج التجزئة العربية، وكانت أيضاً مناسبة لإعلان وعد بلفور بإعطاء فلسطين (أو جزء منها؟) لليهود الصهاينة. في مؤتمر فرساي للصلح بين الدول الأوروبية كان لويد جورج الصهيوني، رئيس وزراء بريطانيا، على استعداد للتخلي عن مناطق أخرى كثيرة وغنية لقاء الاحتفاظ بفلسطين (من اجل تنفيذ الوعد؟).
أما الحرب العالمية الثانية فقد كانت مناسبة لإقامة دولة إسرائيل في حين كانت الأرض العربية في قبضة قوى الهيمنة والأقاليم العربية التي حولوها الى دويلة فقد مشروطة بالتنازل عن الوحدة العربية..ومرهونا بقبول الجيوش الأوروبية على أرضها وضباط الاحتلال قيادات داخل “جيشها الوطني”. كانت ردة الفعل سريعة شاملة، توّجَها عبد الناصر. لكن الغرب عاجله بحرب ,1956 التي شاركت فيها بريطانيا العظمى وفرنسا وإسرائيل. خرج منها عبد الناصر مهزوماً عسكرياً، وقيل منتصراً سياسياً. معنى عدوان 1956 إن الغرب تعلم من تجربة محمد علي في القرن التاسع عشر (2). إذا كانت الحرب العالمية الأولى مناسبة لوعد بلفور؛ والحرب العالمية الثانية مناسبة لإنشاء دولة إسرائيل؛ ففي إطار الحرب الباردة، أي الحرب العالمية الثالثة كان كامب دايفيد؛ وفي أعقاب الحرب شبه العالمية على العراق عام 1991 كان مؤتمر مدريد؛ وفي خضم الحرب على الإرهاب انعقد مؤتمر انا بوليس. 2008 جاء المؤتمر لاستكمال تحقيق الأهداف من فرض لقبول الأمر الواقع ودق إسفين في نفسية الإنسان العربي وتكميم الأفواه المعارضة..لأن مؤتمر أنا بوليس أمكثر من مجرد مؤتمر عادي انه يدشّن مرحة جديدة في التطبيع الشعبي والجماهيري وفي مطاردة النفس الرافض والممانع.وهذه الأهداف هي.:
أولا: دخول كل العرب بيت الطاعة عن طواعية وإعلان الاعتراف بالكيان الصهيوني والولاء التام لأمريكا.
ثانيا:التسابق إلى خلال المفاوضات اللاحقة على نيل رضا بوش وجعله أكثر اعتزازا في آخر عهدته، وتحسين صورة أمريكا أمام العالم.
ثالثا: توطئة التطبيع من خلال محاولة تعميمه جماهيريا وتجاهل ما كان الشعب الفلسطيني ينشده ويناضل من أجله منذ 60 سنة. وبذلك يكتمل السقوط العربي.
رابعا: إسكات الأصوات التحررية والرافضة في المعارضة وفي وسائل الإعلام ودفع هذه الأنظمة الانخراط الفعلي فيما يسمى بقوانين محاربة الإرهاب.
لقد كان مؤتمر أنا بوليس مدخل لمرحلة جديدة دخله النظام العربي الرسمي فاقد الإرادة..منزوع الهوية..وخرج منها بالتزامات خطيرة أولها تكميم الأفواه وإسكات الأصوات المقاومة والرافضة للهيمنة.. جاء مؤتمر انابوليس في سياق الحرب العالمية على الإرهاب كحلقة من حلقاتها.. مؤتمر انابوليس ليس ارتداداً على سياسة سابقة كانت ولازالت عدائية للمصالح العربية. بل استكمالا لتحقيق المسيرة العدائية للعرب وفرض واقع الهزيمة على العرب.. حرب الإرهاب الذي تشنه إدارة بوش تنكر حق الأمم في مقاومة القوى الغازية الفكرة في أساسها وجوهرها انتزاع حق شرعته القوانين الدولية والشرائع السماوية واعترفت به وثائق “الأمم المتحدة”. مع مؤتمر انابوليس يدخل النظام العربي الرسمي مرحلة جديدة مطالب فيها باستكمال الشق الأمني وهو إسكات الأفواه ومحاربة كل صوت مخالف تحت شعار محاربة الإرهاب.. موضوع انابوليس هو نفسه موضوع حرب الإرهاب: هو شعوب هذه المنطقة التي تريد شيئاً ويراد لها شيء آخر. ولا يمكن أن تكون نتائج هذا المؤتمر إلا حرب على حرية التفكير إلا حرب على كل صوت مخالف إنهم يريدون منا أن تتخلى الشعوب عن هويتها عن انتماءاتها عن مطالبها، وعن وجدانها ومشاعرها، يراد لهذه الأمة أن تتخلى عن نفسها وإن رفضت التخلي فإنها تصير موضوعاً للحرب (على الإرهاب). والحرب على الإرهاب يمكن أن تكون خارجية (جيوش احتلال) أو داخلية (حروب أهلية وانفجارات داخلية). هذه هي الصورة الحقيقية لمؤتمر بكل أبعادها أنابوليس..انخراطت كل الأنظمة العربية الرسمية في هذه الحرب على الإرهاب بدون توضيح الفارق بين الإرهاب وبين المقاومة التي هي حق مشروع ، وتحولت هذه الحرب إلى حرب على حرية الرأي والى حرب على الرأي المخالف والى حرب على حق هذه الأمة في استرجاع إمكانياتها وأرضها من قوى الهيمنة..
(3)
النتائج الأولية لهذا المؤتمر:
أولا: حرب تدمير وتطهير على أهلنا في فلسطين نفذتها الآلة العسكرية الصهيونية كما هو عادتها فراحت تعمل قتلاً وتدميراً فيما تبقى من أرض فلسطين، تقتلع الأشجار وتهدم بلدات بأكملها، وتبني الجدار العازل الذي حكم القضاء الدولي بعدم شرعيته، وبموافقة الأنظمة العربية الرسمية بدون استثناء يحاصر مليونا ونصف المليون من السكان في غزة، وتغلق المعابر المؤدية إلي الأراضي العربية، وتفرض الجوع والمرض والعري علي شعب أعزل.
ثانيا: استنساخ قوانين الإرهاب على امتداد الوطن العربي : لكل إقليم قوانين إرهاب تهدف إلى تضييق النفس المناضل والحقوقي وتحاصر قوى المقاومة العربية.. وتكاد تنعدم اليوم هوامش الحريات القليلة التي كانت متواجدة على الأرض العربية بدعوى مقاومة الإرهاب..
ثالثا: توجت مسيرة أنابوليس المظفرة ب ضوابط ووثيقة يوهمون شعوبهم أنهم يريدونها لشرف الإعلامي العربي وهذه الوثيقة تفتح الأبواب مشرعة إلى محاربة القليل من فضاء الحرية الذي انتزعته بعض الفضائيات العربية..وإغلاقها قبل تنفيذ الحرب القادمة التي يتم التحضير لها..فالأنظمة العربية لم تعد تتحمل أسئلة الإحراج التي توجه إليها على الهواء الطلق..
وهكذا بدا واضحا أن الهدف هو استعادة السيطرة على قطاع الاعلام في الوطن العربي الذي بدأ يخرج من تحت السيطرة وأصبح يشكل تيارا عربيا رافضا لأساليب الهيمنة وطرق الوصاية المفروضة علينا..ذلك أن الأنظمة العربية أصبحت غير قادرة على تنفيذ استحقاقات أنا بوليس دون استعادة السيطرة الشاملة على وسائل الإعلام الفضائية..
(4)
يلعب الإعلام دورا أساسيا في تشكيل الوعي الاجتماعي والسياسي ومستوى نوعية هذا الوعي و التَسيِيس. الأنظمة تعرف خطورة هذا السلاح وقد عملت منذ انتصابها على السيطرة على هذا القطاع وقد مارس دوره في التجهيل والتضليل وتزييف الوعي الجماهيري وذلك من خلال التبعية الكلية للزعامات الحاكمة وخدمتها لمصالح الطُغم الحاكمة ومصالح الاستعمار الغربي بشكل عام والاستعمار الأمريكي بشكل خاص. إن قراءة أولية لنوعية الإنتاج التي عملت على بثها وسائل الإعلام العربية تكشف بشكل مرعب خطورة الدور الذي لعبته في تشويه الوعي وقلب الحقائق ومقدار الاستهانة بالوطن والإنسان العربيين إن نوعية الثقافة السياسية التي تبثها وتنشرها الوسائل الإعلام العربية الرسمية ترتكز على اختزال الوطن في شخص ومصالح الحاكم وترسيخ ثقافة التبعية والدونية من خلال الولاء للحاكم التابع والمُتحالف مع الاستعمار ضد مصالح شعبه وقضاياه الوطنية ، وبالتالي يبقى الهم والهدف الأول لوسائل الإعلام العربية الرسمية هو إضفاء شرعية لسلط سياسية قائمة تفتقد إلى أبسط مقومات المشروعية وتعمل على تبرير مسلكية التبعية والارتزاق تحت شعار كاذب مثل “المصلحة الوطنية العليا للوطن” وقد سمعنا شعار مصر أولا والأردن أولا ولبنان أولا لتبرير قبول شروط قوى الهيمنة الأجنبية وصل حد مشاركة قوى الاستعمار في العدوان على العراق واحتلاله وتدميره بالكامل, والتواطؤ مع أمريكا وإسرائيل في عدوانهم المتواصل على شعب فلسطين … ساهم الكثير من كُتاب وأبواق البلاط العربي وبعض الانتهازيين في تَعوِيم الحالة العربية وإعطاءَها صبغة الغُموض تحت شعار “الواقِعية والعقلانية السياسية” رغم الوضوح الساطع لأسباب الوضع الذي تتواجد فيه الأمة, بِمعنى اَّنهُ بينما يَقوم كُتاب وأبواق البلاط العربي بِتبجيل رموز الطغيان والهزيمة المُتمثلة في وجود الحاكم العربي وتبرير سياسة الذل والخذلان والتبعية التي يُمارسها الحاكم العربي, ويمارس البعض الأخر عادة التباكي على حال الأُمة دون المس بـ”قُدسية” الرئيس وملوك المُرتزقة ودون تسمية الأسماء بأسمائها من خلال إلقاء اللوم على الاستعمار والعدو الخارجي غاضين الطرف على خُطورة العدو الداخلي ودوره المُباشر في ذبح وسلخ الأمة العربية من المُحيط إلى الخليج ومن الوريد إلى الوريد.
وتسعى ذات الوسائل على تسويق المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية وإجبار العرب على القبول التام والخضوع لكل الشروط الصهيونية,, ونشهد كيف يسوق الإعلام والحكام للمليشيات في العراق تحت مسميات “الصحوات” والميليشيات التابعة للاحتلال الأمريكي في العراق!! والكل يعلم من هي الأسر الفاسدة المفسدة التي تقف وراء هذا ..فهل يمكن أن نقبل أو نقتنع بأن الدفاع عن المصالح الوطنية يتم من خلال الخضوع والركوع إلى من يعمل على تدميرها يوميا وفي وضح النهار..ومن يرسل الصواريخ وقنابل النابالم على المدن والقُرى العربية ويُقطع الأطفال ويهدم البيوت على رأس ساكنيها….
في ظل هذه الصورة الإعلامية السوداوية كانت هناك فتحات مضيئة، نبتت لعوامل عديدة ليس الآن مجال ذكرها بعض، و تمنكنت من اختراق جدار العزل الذي بنته أنظمة عربية وللتاريخ، وبغض النظر عما قيل وما يقال عن الجزيرة فان هذه القناة لعبت دورا مهما في كسر حصار الأنظمة وفي جرأة غير معهودة فرضت نفسها وأسلوبها الجريء على الساحة الإعلامية العربية..وأصبحت مثالا يحتذي هذا الأمر لم يعجب ولم يرق لأنظمة الحكم العربية..وكلنا يعرف مسلسل الصراعات والخلافات التي تلي كل برنامج جريء وقمة المحاصرة التي عاشتها الجزيرة لاستخدامها أسلوبا مهنيا وطريقة موضوعية في التعامل مع الأحداث وصلت بجورج بوش وطوني بلير إلى التفكير عمليا بقصف المقر..ودفع بعض الصحفيين فيها ضريبة الدم.(وثيقة الشرف) تأتي في إطار سياسة ” سد الفتحة” التي خلقتها الجزيرة في جدار الصمت الذي فرضته الأنظمة العربية..على ما يجري داخل أروقتنا السياسة وسياسة التجهيل التي اتبعتها في التعامل مع الأنظمة العربية…أخطر ما في الوثيقة أنها دست السم بالعسل..ومع تبنيها لشعارات الحرية فإنها تسعى إلى تنصيب نظام مراقبة ليس على الفضائيات فقط بل على المشاهدين..إنها تستهدف نمط معين من البث فالوثيقة تستهدف مجموعة البرامج والقنوات الفضائية التي تعرض الرأي والرأي الآخر، كونها أصبحت كابوسا لبعض الحكومات العربية التي لم تتعود على سماع الرأي الآخر، ولعل الشكل الاستثنائي الذي تم به الاجتماع الوزاري يفضح الأهداف الحقيقية للوثيقة
استحقاقات أنابوليس وما قد يتبعها فرضت على الأنظمة العربية إتباع سياسة جديدة خوفا من فضحها ..فاغلب بنود وثيقة الشرف موجودة في شكل قوانين زجرية مورست وتمارس على الصحفيين لكن الوثيقة تذهب إلى ما هو أخطر أنها تضع السيطرة على الإعلام بتنسيق عربي رسمي حتى لا تفلت بعض الأصوات من عقال هذا النظام العربي الرسمي المتداعي للسقوط .الإعلام مدخل للسيطرة على العقل العربي وكان لابد من إسكات الأصوات التي تعارض هذه الهيمنة والأصوات التي ستعارض نتائج أنابوليس..المشاركة الرسمية العربية في مؤتمر أنابوليس وقرار محاربة الإرهاب يقابله وعد بحماية الاستبداد والمستبدين …. في هذا السياق يأتي السيطرة على الإعلام والفضائيات التي خرجت من السيطرة وتعاملت مع الأحداث بموضوعية ومهنية، وإسكات الصوت المعارض الرافض..!!!
لعبة شدّ الحبل بين أمريكا وليبيا لا تُفسد للـ “بزنس” ودا
ردا على الطالبي بعد صدور كتابه «ليطمئنّ قلبي»:
الحق أحق أن يتّبع
بقلم: عبد المجيد الشرفي
لقد ترددنا كثيرا في التعقيب على ما ورد في كتاب الاستاذ محمد الطالبي الاخير “ليطمئنّ قلبي” في شأننا. ولم يكن سبب ترددنا قصورا في الحجّة أو هروبا من المواجهة، ولكنه راجع إلى اقتناعنا بأنّ الجدل عقيم وأنّ البناء أفضل دائما من الهدم، من جهة، وإلى خشيتنا من أن يؤوَّل سكوتنا على أنه احتقار لمن هاجمنا وسبّنا بغير وجه حق، من جهة ثانية.
ونحن نربأ بأنفسنا عن أن نردّ على شخص كان أستاذنا في فترة الطلب، وأشرف على أطروحتنا، وأشرفنا نحن على الاعمال التي أهديت إليه في عيد ميلاده السبعين، وقمنا بتقديم الترجمة الفرنسية التي أخرجت لكتابه “عيال الله” بعنوان Plaidoyer pour un islam moderne (1)، ودعوناه إلى التعبير عن آرائه بكل حرية على منبر كرسي اليونسكو للاديان المقارنة، وتشبثنا بهذه الدعوة رغم اعتراض بعض السلط الجامعية الادارية. ثم إننا لم نسمع من الرجل يوما نقداـ ولو تلميحا ـ لِما نكتب أو احترازا ممّا ننجز، على كثرة المناسبات التي التقينا فيها وتحدثنا.
نربأ بأنفسنا عن أن نردّ عليه عندما أدركته الشيخوخة وتراجع عن مواقفه السابقة وعن ما كتبه هو نفسه وهو في سنّ الخمسين(2) ولا نستغرب كفر الطالبي اليوم بما كان يدعو إليه بالامس، فقد سبقه خالد محمد خالد إلى التنكر في كتابه “دين ودولة” لما دافع عنه في كتابه “من هنا نبدأ”، وانتقل محمد عمارة من الشيوعية إلى الاسلاموية، ومصطفى محمود من الالحاد إلى الايمان، وعباس عبد النور من التصوف وإمامة الناس في المساجد إلى رفض ما في القرآن جملة وتفصيلا في كتابه “محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن”. والقائمة طويلة للذين افتقدت مواقفهم الاولى الارضية المعرفية الصلبة التي يمكن أن تتطوّر وتتعمّق لا أن تمحى بفعل الظروف أو للشعور بقرب الاجل.
وقد أكّد في كتابه الاخير صحة التشخيص الذي ذهبنا إليه مع الاسف الشديد من أنه لم يسلم من غرق الشيخوخة، وذلك حين بيّنّا الاخطاء الجسيمة التي وقع فيها ونشرنا ذلك في مجلة Jeune Afrique بعددها الصادر يوم 3 ديسمبر 2006، بعد أن نبهناه إلى بعضها في رسالة شخصية في جانفي 2006(3).
إلا أننا لاحظنا أن هذا الكتاب لبّس على كثير من القرّاء الذين ليس لهم إلمام كاف بالقضايا المطروحة فيه، فوجب التوضيح. وكما قال الشاعر:
إنّا لَقوم أبت أخلاقنا شرفا
أن نبتدي بالاذى مَن ليس يؤذينا
أمّا وقد أوذينا وثُلبنا واتُّهِمنا باطلا وورُمينا بشتّى النعوت القذرة فلسنا من الذين إذا لطمهم أحد على خدهم الايمن أعطوه الخد الايسر. وقد تكرّم علينا الطالبي بوابل من الشتائم (الخداع والتمويه والكذب والنفاق والمداهنة وما أشبه من الصفات التي تسيء إلى من تصدر عنه قبل الاساءة إلى غيره، و لا تدل إلا على عجزه). فهل يعلم القارئ ما سِرّ هذا الكرم الحاتمي؟ هو عنده… “العمل بآداب الله”!
فنسب إلينا ظلمًا القولَ بأنّ القرآن “إنما شرع في تصنيفه عثمان مع عصبة من الصحابة، وتواصلت العملية تعديلا وإضافة وحذفا على ما يزيد من قرن”(كذا)، وأننا “ننظّر للفكر الانسلاخسلامي”، نغوي ونغالط، ونردّد ما ترويه مصادرنا الاستشراقية، غايتنا “هدم الثقة في القرآن جملة وتفصيلا، وذلك بكل الوسائل والطرق، ولا يهمّـنا توخّي الموضوعية في ذلك…” وحين قدّمنا كتاب دي بريمار De Prémare: Les fondations de l’islam في مجلة مقدّمات، وعبّرنا عن عدم موافقتنا الكاملة على ما جاء فيه، فَهِِمَ هو من دون سائر القراء أننا “لم نأخذ عليه سوى بعض الفجوات من قبيل عدم الاستشهاد ببعض المؤلفين”.
ونسب إلينا كذلك من خياله، ومتعسّفا في تأويل ما كتبناه، أننا نعتبر القرآن “تخميرة رجل تخمّر، حسِب تخميرته إنما هي «وحي يوحى» (كذا)، بل نقرر ونعتقد ونكتب أن “هذه التخميرة لم يتوفّر تسجيلها كتابيا، حسب تعبيرنا إلا في القرن الثانــي الهجري”(كذا).
فإذا ما اتفق أن قلنا قولا صائبا حسب تقديره فذلك “كله من باب كلمة حق أريد بها باطل” و”من باب الخديعة والتوهيم والغلث والتدليس والتقنيع” (كذا)4. ثم إن الاسلام الذي ننظّر إليه (كذا) بدون آخرة، وإننا عنده “لم نـقرأ الفاتحة ولو مرة واحدة في حياتـنا وإن مررنا عليها مرارا، مرار الاستشراقية المسيحية التي ننهل من علمها ومنهجيا إليها نـنتمي”. وأخيرا، وليس آخرا، أننا “قتل(ـنا) الاله” وظننا أنفسنا نيتشه الاسلام، ونحن مع ذلك… إلَهانيون (كذا)! (ص ص 33، 37، 40، والفصل الثاني كله وعنوانه: عبد المجيد الشرفي والتنظير المنهجي للانسلاخسلامية المقنّعة، ص ص 43 ـ 96، وغير ذلك من المواضع).
إننا لم نر أنفسنا في القليل أو الكثير من هذا الكمّ الهائل من الشتائم والحقائق المقلوبة. يا سبحان الله ! كم كان زملاؤنا الجامعيون الذين منحونا ثقتهم أكثر من مرة، والمئات من طلبتنا الذين علّمناهم وأطّرنا العشرات منهم لنيل شهادات عليا نجحوا فيها بعدما نظرت في أعمالهم لجان علمية ترأس عددا منها الاستاذ محمد الطالبي نفسه، كم كان هؤلاء جميعهم أغبياء وانطلى عليهم خبثنا وكذبنا وتدليسنا، إلى آخر قائمة الرذائل التي أتحفنا بها قاموسه ! بل ما أغبى قراءنا العديدين في مشارق الارض ومغاربها وهم الذين عبّر البعض منهم كتابة وعبّر الاخرون مشافهة وعلى رؤوس الملا عن امتنانهم لاننا صالحناهم مع الاسلام بعد أن نفّرهم منه جمهور الدعاة المتاجرين بالدين وكل من بدّعي أنه “يهتدي بهدي الله”، وكأنّ له تفويضا من السماء.
هل يعلم القارئ مَن هي أنّي لوران، المرأة ذات “الرؤية الواضحة” في نظر الطالبي، والتي نحن في رأيه كذلك ـ ربما لاننا ما زلنا صبيانا تنطلي علينا كل الحيل والمؤامرات الصريحة والمبطنة ـ بصدد تنفيذ مشروعها المعادي للاسلام في الفقرة التي عرّبها (ص 41)؟ هي ليست لا باحثة مرموقة، ولا سلطة معترفا بها في محفلٍ من المحافل الدينية والعلمية. إنها ليست سوى كاتبة مغمورة وعانس لها مشكلة شخصية وعائلية مع الاسلام وناقمة عليه لانّ أختها، المنحدرة مثلها من وسط كاثوليكي محافظ، تزوجت مُسلِمًا، وتبيّن لها فيما بعد أن له زوجة أخرى، وقبلت رغم ذلك البقاء في عصمته.
لن ننجرّ، على ما في نفوسنا من حسرة على ما في الكتاب من تناقض ومن تهافت صارخ، ومن تضخم مرَضيّ للذات، ومن مواقف لا يرتضيها فيما نعتقد أيّ مسلم (مثل اعتبار الانتحار “غير ممنوع ولا محرّم”، ص 29، وأنّ الزهد ليس من الاسلام في شيء، ص 156)، ومن انبهار بما يقوله بعض العلماء الغربيين في غير اختصاصهم، وتوظيفه التوظيف الساذج للدفاع عن آراء أبعد ما تكون عن العقلانية المزعومة، لن ننجرّ إلى الجدل والمماحكة في مواضيع خالية حتى من الطرافة بالنسبة إلى المتابعين للادبيات الاسلامية المعاصرة المهتمّة بالاشباع النفسي على حساب مواجهة الصعوبات المعرفية والسلوكية التي تعترض المؤمنين في عصرنا.
لا نستغرب كل ذلك ولن نجادل فيه أو نناقشه، ونحن بالعكس ممنونون للاستاذ الطالبي أن قدّم لاعمالنا إشهارا مجانيا، وإن كنا في الحقيقة غنيّون عنه، بما أنّ كتابه سيحفز الناس على التأكد بأنفسهم من صحة دعاويه وسيتيح لهم المقارنة بين الاصل وتأويله المغرض. ولكنّ من حق القراء أن يعلموا مدى صحة التهم التي وُجّهت إلينا، لا بتفصيل القول في كل تهمة، فنحن لم نرتكب جرما لا في حق الدين ولا في حق أي إنسان حتى نعتبر أنفسنا في حالة دفاع، بل بتوضيح ما لعلّه يخفى على غير الخائضين في هذا الميدان.
يعيب علينا الطالبي فيما يعيب أننا لا نبدأ كلامنا بالمسملة ولا نصلي على النبي عندما نذكر اسمه. وإذا كان هو يصرّح في كتابه هذا بأنه لا يبسمل ولا يصلي إلا عندما يكتب بالعربية، أما إذا كتب بلغة أجنبية فإنه يراعي عبقرية تلك اللغة فلا يبسمل ولا يصلّي، وينسى أن ثلاثة أخماس المسلمين لا يتكلّمون العربية ويبسملون ويصلون على النبي رغم ذلك بلغاتهم، فإن موقفنا أننا لسنا في مقام التعبد عندما ننشر أبحاثنا على الناس، ولا نشعر بالحاجة إلى الاعلان عن طبيعة انتمائنا الحميم حين نكون بصدد عرض الافكار والاحداث ذات الصبغة التاريخية وتحليلها بحسب ما تفرضه المناهج العلمية الكونية.
ثم إن البسملة كما يعرف كل الناس، حتى الاطفال منذ نعومة أظفارهم، هي ما ينطق به المقبل على قراءة القرآن ليعلم السامع أنّ المتكلم لا يأتي بكلام من عنده بل هو يتكلم باسم الله، وإذا بالمتظاهرين بالتديّن لا يشرعون في الكلام إلا بعد البسملة، وكأنّهم يخافون من أن لا يُحشَروا مع المسلمين وأن يضيع إيمانهم إن هم لم يُعلنوه باطّراد، ممّا يدلّ على هشاشته وسطحيته. ولكنّهم في الحقيقة وبدون وعي يرغبون رغبة دفينة في إضفاء قداسة مفروضة لكلامهم هم على سامعيهم، فلا يستطيعون بذلك الاعتراض عليهم. بالاضافة إلى أن البدء بالبسملة صار رمزا للانتماء إلى فرقة وحزب، رغم أن المدافعين عن هذا السلوك يبرّرونه بطلب البركة تارة، وبالحديث النبوي تارة أخرى5، أو بالسير على سنّة السلف، وما أشبه ذلك من التبريرات الواهية. وهذه الفئة هي ذاتها التي لا تنطق باسم الرسول الكريم إلا مشفوعا بـ”صلّى الله عليه وسلّم”، وهي لا تفقه معنى الصلاة عليه الواردة في القرآن، وتغفل عن أنّ الله يصلي على النبي كما يصلي على المؤمنين6، وتقبل في الصيغة التقليدية المعهودة حديثا الله أعلم بمدى صحته. فتؤدي التصلية عندها دور العلامة على الانتماء كذلك، وكأنها في قرارة نفسها تشكّ فيه، ومِن فرط ضعفه تخاف من زواله.
وليس هذا شأننا والحمد لله، لاننا على يقين بأن الظروف التي نعيشها في بداية القرن الحادي والعشرين تفرض الوعي بأن الانسجام الضروري في كل مجتمع يقوم اليوم على ركائز تكفلت العلوم الانسانية الحديثة بنزع القناع عن التبريرات الدينية التي كان الناس يلجؤون إليها لاكسابها القدر الادنى من المصداقية والبداهة. وبعبارة أخرى فإن التعبير عن الانتماء الديني بهذه الطريقة الشكلية ليس سوى تغطية على انتماءات أخرى ذات صبغة مصلحية دنيوية صرف، ولكنها تلبسها لبوسا دينيا بقصد الابتزاز المعنوي، واستغلال عواطف البسطاء والمغرورين، وممارسة مختلف أصناف الاستبداد.
على أن موقفنا الثابت في كل ما كتبناه، سواء في كتابنا “الاسلام بين الرسالة والتاريخ” أو في كتبنا السابقة له، أو في كتابنا الذي صدر مؤخرا عن دار الفكر بدمشق بالاشتراك مع الدكتور مراد هوفمان في إطار سلسلة “حوارات لقرن جديد” بعنوان “مستقبل الاسلام في الغرب والشرق”، أو في كتابنا الذي سيصدر قريبا بالفرنسية في تونس والدار البيضاء وباريس وعنوانه La pensée islamique. Rupture et fidélité، هو أننا لم ندّع يوما أننا نتكلم باسم الاسلام. لسنا دعاة ولا مُفتين. نحن نمارس البحث العلمي الحرّ لا البحث الديني المقيَّد، غرضنا معرفي بحت ونقصد دائما مزيد الفهم، ونعوّل على ذكاء القارئ عوض أن ندغدغ مشاعره، فلا نحلّل ولا نحرّم كما يفعل الكثيرون. ولا نعترف في الان نفسه لاحد مهما كبر شأنه وضخّمت قيمتَه أبواقُ الدعاية من الاموات والاحياء بأحقية الكلام باسم الاسلام أو باسم القرآن.
إنّ إيراد آية أو آيات في قضية ما لا يعني شيئا ما دام الاتفاق غير حاصل على تأويلها، علما بأنه لا وجود البتّة لنصوص قطعية الدلالة، وأنّ كل نص يحتمل أكثر من تأويل. إلا أن من التأويلات ما ينسجم والمقصود من مجمل النص القرآني وأهداف الرسالة النبوية، ومنها ما هو انعكاس لثقافة القارئ وقيم مجتمعه وأفق انتظاره. وممّا يبعث على الاسى أن يضطر المرء إلى التذكير بهذه الحقيقة الاولية التي لا يختلف في الاقرار بها كل المختصين في تحليل الخطاب، والتي تغيب عن الانظار لمجرّد أن المفسّرين والفقهاء والاصوليين القدماء عملوا على نقيض ما تقتضيه، ومارسوا لهذا السبب إقصاء مخالفيهم في الرأي.
ليس هذا تعبيرا عن نزوة من النزوات أو من قبيل خالف تعرف، بل هو ممّا تستوجبه المقاربة العلمية للظاهرة الدينية التي توخيناها. وإذا كان الاستاذ الطالبي نفسه قد درّس التاريخ منذ حصوله على الدكتورا تحت إشراف مستشرق حول الامارة الاغلبية، وارتقائه إلى رتبة أستاذ محاضر حتى إحالته على التقاعد، وإذا كان العديد من زملائنا الذين يكتبون في المواضيع المتعلقة بالاسلام يدرّسون مثله التاريخ أو الفلسفة أو غيرهما من المواد، فقد كان لنا الشرف في إدخال مادة تاريخ الفكر الاسلامي إلى رحاب كليات الاداب التونسية وتدريسها بواسطة المناهج المتعارف عليها في العلوم الانسانية، والمختلفة بطبيعتها عن مناهج الجامعات الدينية الاسلامية من أمثال الزيتونة والازهر والقرويين، وعن مناهج المعاهد والكليات اللاهوتية المسيحية وأهدافها.
ولقد كنا واعين منذ البداية بأننا نسلك في مقارباتنا مسلكا غير معهود في المناخ الاسلامي مشرقا ومغربا، يفرض علينا اليقظة التامة حتى لا نقع في مهاوي الانحياز في سعينا إلى فهم أفضل للظواهر المدروسة. ولذلك فإننا لم ننفك ننبّه طلبتنا ـ تجنبا لكل لبس ـ إلى أن في الاسلام ثلاثة مستويات يتعيّن عدم الخلط بينها: الاول هو مستوى النص التأسيسي الذي هو ركيزة الدين ومرجع وحدته، والثاني مستوى تأويلات هذا النص وتطبيقاته التاريخية، أما الثالث فمستوى الايمان الشخصي المستعصي على التحديد والحصر والتنميط. ونحن لا نهتم في دراساتنا إلا بالمستوى الثاني من هذه المستويات، لانه المستوى البشري النسبي المتعدد بتعدد الامكنة واختلاف الازمنة والبيئات والظروف وغيرها من العوامل. ومن أراد التأكد من ذلك فإننا نحيله على مجموعة البحوث التي أشرفنا عليها ونشرت ببيروت تحت عنوان جامع: “الاسلام واحدا ومتعددا”، ففي هذه البحوث التي بلغت إلى حد الان 15 عنوانا ما يغني عن أي دليل إضافي.
هذا التعدد في الاسلام بما هو إنجاز تاريخي للقيم والتعاليم القرآنية ـ إلى جانب ما فيه من وحدة ـ حقيقةٌ اختبارية ساطعة. ورغم ذلك فإن الاقرار بها صعب، بل مستحيل، على الذين يتشبثون بالنظرة الدغمائية والمعيارية. موقف هؤلاء أنك لا تكون مسلما إلا إذا تابعتهم فيما يرونه الحق والصواب، ولو خالفهم فيه مسلمون آخرون قديما وحديثا. ونحن لا نصدر البتّة أحكاما معيارية لفائدة شق دون آخر. هم ينتقون من الاراء التي يبديها المختصون في العلوم الصلبة خارج دائرة اختصاصهم ما يوافق مواقفهم المسبقة ويبررها، وينظرون على العكس من ذلك بعين الريبة إلى كشوف العلوم الانسانية والاجتماعية الحديثة. ونحن لا نأخذ بالنظريات العلمية إلا في مجال اختصاصاتها، ونستفيد من علوم الانسان والمجتمع ونستغل النتائج التي وصلت إليها والتي هي محل إجماع من “المجموعة العلمية” بصرف النظر عن أجناس أصحابها وأديانهم ومذهبياتهم، لانها الوحيدة الصالحة في مضمارها، وليست قط تهويمات غير مدعّمة بالحجج والبراهين العقلية والاختبارية المتينة. وبدون ذلك لا تتقدم المعرفة ولا أمل في الاسهام في إنتاجها بالمعايير الكونية. تلك هي وظيفة الباحث الجامعي ولا شيء سواها. وذلك أبعد ما يكون عن الشعارات الزائفة وعن ترديد ما قد يرضي النفوس المأزومة ولكنه لا يحل مشكلة ولا يقدّم بديلا مقنعا للمقولات القروسطية الرائجة.
وعلى هذا الاساس فإننا حين اهتممنا مثلا بمعنى الوحي وبمعنى الكتاب في القرآن فإننا لم نناقش إلا النظريات التاريخية التي صاغها بشر يخطئون ويصيبون في شأن هذين المفهومين حين أرادوا فهم المقصود القرآني منهما. وما قلنا إنه أقرب هذه النظريات إلى المعقولية الحديثة لم نأت به من عندياتنا. هو موجود في المصادر الاسلامية المتداولة، وقد أحلنا عليها بكل أمانة، ولم يكفَّر من قال به أو أخرج من الملة. وكذا ما كتبناه في شأن ختم النبوة من الخارج واستندنا فيه إلى ما قاله الفيلسوف الهندي المسلم محمد إقبال منذ 1928، وذهبنا به إلى نتيجته المنطقية.
ألا ترى مدى الردّة العميقة التي نعيشها ونتبجّح رغم ذلك بأن ديننا دين العلم ودين العقل، بينما كان علماؤنا في عصور ازدهار الحضارة الاسلامية أوسع أفقا وأرحب تسامحا وأكثر وثوقا في أنفسهم من الذين يخشون في عصرنا من كل جديد ومن كل ما يوقظهم من سباتهم العميق! كيف لا وهم يسيئون إلى القضايا التي يدافعون عنها من حيث يظنون أنهم يحسنون، ومرضى ويحسبون أنهم في أتم العافية !
وينحصر الخلاف الجوهري بين هذين النمطين من التفكير في الموقف من الاجتهاد. فالخاص والعام يعلم مدى انتشار الدعوة إلى الاجتهاد في الاوساط الاسلامية منذ وعى المسلمون تأخرهم، إلا أن تطبيق هذا المبدإ ما زال محل اعتراض قوي، إذ أن العقول والنفوس والظروف معا غير مهيّأة لقبول ما ينجر عنه من تغيير في التفكير والسلوك. من هنا كان الاجتهاد عند المعترضين على نتائجه شعارا أجوف ومقتصرا على السفاسف التي تعج بها منابر الافتاء من كل لون. ومن هنا أيضا يعمّ التشبث بحلول الماضي في المسائل المحرجة لنمط التديّن القديم، رغم أنها لم تعد صالحة إلا بنوع من الترقيع وبألوان من الاسقاط، إن دلّت على شيء فعلى عمق الاستلاب الذي يشمل الجلاد وضحيته في آن. والضحية في قضية الحال هي الاجيال التي يوهمها المتطفلون على العلوم الدينية في معناها الحديث بأن غزو الفضاء، وغيره من الكشوف العلمية الحديثة، دليل على الاعجاز القرآني، عوض أن يوجهوا هذه الاجيال نحو امتلاك نواصي العلم الذي أوصل الانسان إلى الاكتشافات المذهلة في كل الميادين، والذي هو حصرا ثمرة المجهود العقلي الانساني.
نعم! إن المسلمين اليوم في أسفل السلم الحضاري، يُمتَهنون ويُستعمَرون وتغتصب أراضيهم وتستغل ثرواتهم ويستبد بهم حكامهم وينتشر في صفوفهم الجهل والامية والبطالة وغيرها من العاهات. وحين ترتفع الاصوات من بينهم أو في الاوساط الاجنبية تصف تخلفهم المادي والمعنوي لا يزيدهم ذلك إلا إيغالا في الهروب من مواجهة الواقع بالاسلحة الملائمة. إن هذا الوضع الذي يتّسم بالعجز عن إثبات الجدارة بالاحترام وعن رد الفعل الناجع والرادع للمعتدين يؤدي إلى توجيه العنف المكبوت نحو العنصر الاضعف، أي إلى المرأة بالخصوص، ويؤدي إلى الانطواء على الذات وعلى الماضي المُمَثلن، مثلما يؤدي إلى رؤية للعالَم وهو محشوّ بالمتآمرين، وإلى الخوف من كل جديد غير معهود.
ونحن فيما يخصنا نفضل الصراحة والكشف عن الادواء المكبّلة لتقدم مجتمعنا، بما فيها من تأويل ضيّق الافق للاسلام، على التغطية على العيوب والنقائص المتراكمة في هذا التأويل بفعل تخلفنا، نظرا إلى اقتناعنا بأن هذه النقائص مؤثِّرة في الواقع بمختلف أبعاده بقدر ما هي إفراز له. وحتى يقيس القارئ تخلفنا يكفيه أن يقارن بين ردود الفعل المتشنجة على رواية أو رسوم تصدر في الغرب وتسيء إلى الاسلام، وردود الفعل في هذا الغرب نفسه على كتاب صادر في ديارنا عن مؤرخ مرموق ويسيء إلى المسيحية، فيعتبر فيه صاحبه أن يسوع الذي يؤمن به المسيحيون قد تناول عشاءه الاخير في ماخور محاطا بالبغايا.
وبعد، فهنيئا لكل من يرضى باطمئنان القلب وراحة الذهن وعطالة العقل. أما نحن فدَيدَنُـنا البحث الجاد، والصدق مع النفس ومع الاخر، وبذل أقصى الجهد في تفهّم فكرنا الديني الماضي والحاضر على ضوء المعرفة الحديثة والمقارنة. ولن تثنينا التهم المتناقضة التي يراد إلصاقها بنا عن أمانة الاصداع بما يستجيب لمقتضيات المعرفة الحديثة، ولو كان مؤلِما ومخالفا للسائد. كما أننا لن نحيد عن هذا المنهج الصعب، لانه السبيل الامثل إلى الترقي في مدارج العلم النافع وتجنب الوهم وتحقيق المسلم لانسانيته على أفضل وجه ممكن.
=======
هوامش:
1ـ الحقيقة أننا قبلنا بإلحاح من الاستاذ محمد بن اسماعيل مدير دار سراس للنشر القيام بهذا التقديم. وكنّا محترزين من أن يُفهم من تقديمنا أننا موافقون على كل ما جاء في هذا الكتاب، ولا سيما دعوته إلى ما يسمّيه “النيمقراطية البرلمانية”، أي النظام الذي »لا يتعارض ما يسنّه النواب المنتخبون والممثلون “لسلطة الشعب” من قوانين مع “سلطة الله” المتمثلة في الشرع. فهو نظام ازدواجي السلطة، اليد العليا فيه لله«1. ولم نكتب التقديم إلا عندما تأكدنا من أنّ هذه الدعوة إلى نظام أشبه ما يكون بنظام الملالي في إيران قد حذفت من الترجمة.
2ـ يقول مخففا من هذا التراجع : “وهو ما لم يتّضح لي عندما كنت أكتب سنة 1972 كتيبي عن (الاسلام والحوار…”(ص 243).
3ـ وإلا فكيف يمكن تفسير ارتكابه لاخطاء لا يقع فيها حتى تلامذة الابتدائي من مثل جمعه لسُورة على “سورات” عوض سُوَر (ص 153)، وهو الذي يستشهد بالايات القرآنية بمناسبة وبغير مناسبة، وخلطه بين الفريسيين (pharisiens) من اليهود والفارسيين (وهو جمع مذكر سالم لفارسي، ص 154)، وارتكابه لاخطاء لغوية نحوية وتركيبية في كل صفحة تقريبا؟
4ـ ومن أغرب ما يندرج في هذا النطاق اختلاقه، ص 89، لقصة تصعيرنا الخد وإنكارنا الاخلاقية القرآنية في مجلس مضيق انتقل اثنان من الحاضرين فيه إلى رحمة الله (الاستاذان أحمد عبد السلام وفرحات الدشراوي) أما الباقيان منهم على قيد الحياة غيري وغيره فلا نظنه يقبل شهادتهما، فأحدهما للاستاذ الطالبي معه مشكلة، والثاني محسوب علينا في ظنه وفي ظن كل الذين يجهلون طبيعة العلاقة بيننا وبين من تتلمذ علينا. وليست هذه هي المرة الاولى التي يتوهم فيها أقوالا وأحداثا لم تقع البتة. وقد أقمنا الدليل على هذا الاختلاق في تقديمنا لكتاب “في الشأن الديني”، تونس 2003، وفي المقال المنشور بجون أفريك.في ديسمبر 2006.
ومن جهة أخرى من يصدّق يا ترى أن صاحبة دكتورا دولة تقتصر على الرجوع إلى مرجع وحيد مهما كانت قيمته هو كتاب رودنسون، وهي التي استغرق استعراض قائمة مراجعها الاجنبية، فضلا عن المصادر والمراجع العربية، أكثر من ثلاث صفحات، ولا صلة أصلا للنتائج التي وصلت إليها بما جاء في كتاب رودنسون؟ مع العلم أن الاستاذ الطالبي كان باقتراح منا رئيس لجنة المناقشة وأسندت إليها هذه اللجنة باقتراح منه أعلى درجة ! لماذا الاساءة إلى الجامعة التونسية وإلى العلم فيها إلى هذا الحد؟ لا نظن أن الحسد وحده كفيل بتفسير هذا الموقف. وليس لنا تفسير مقنع بغير عامل السن لما فيه من حقد مجاني.
5 ـ إن مجاميع الحديث تحتوي في الحقيقة على الشيء ونقيضه. انظر على سبيل المثال، إلى جانب ما جاء فيها من حث على البسملة، الحديث الذي أورده ابن حنبل في مسنده: عن أنس بن مالك أنّه صلّى خلف النبيّ وأبي بكر وعمر وعثمان وكانوا يستفتحون القراءة بـ:الحمد لله ربّ العالمين، لا يذكرون البسملة في أوّل القراءة ولا في آخرها، مسند أحمد، باقي مسند المكثرين، الحديث12924. ومعلوم أن المالكية لا يبسملون في الصلاة ذاتها قبل قراءة الفاتحة أو قراءة سورة أخرى.
6ـ جاء في سورة الاحزاب 33: “يا أيّها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. وسبّحوه بكرة وأصيلا. هو الذي يصلّي عليكم وملائكته…” (41 ـ 43) ثم في الاية 56 من السورة نفسها: “إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما”. وليس في الاقرار بأنّ الله يصلّي على النبي استجابة للدعوة إلى الصلاة عليه، لو كان القوم يفقهون.
(المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 مارس 2008)
انتفاضة التيبت تعكّر مزاج الصينيين
نجيبة بوزيان المسؤولة عن محضنة المؤسسات في مدينة التكنولوجيا بتونس لـ الراية : ندعم أصحاب الأفكار المتجددة في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ونساندهم مادياً
الطبقة الوسطى إلى أين؟
قالت ان غلقها بين البلدين الشقيقين يشكل حالة فريدة واستثنائية في العالم الرباط تدعو الجزائر لفتح حدودها البرية معها وتطبيع العلاقات الثنائية
قضية فتوح تشغل الغزيين ما بين السخرية والمطالبة بمحاكمته
تحول من “الهيبز” لناشط ضد الحرب جندي مارينز سابق يدافع عن المقاومة بالعراق
أزمة الخبز المصري بين فساد الحكم وتحيزه للأثرياء الجدد
د. فيصل القاس: هل نصدّق الرسام الدنماركي المأفون أم فلاسفة الغرب ومفكريه؟
صراع الذهنيات في تركيا