الأحد، 14 مارس 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N°3582 du 14 . 03 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2010 السبيل أونلاين :سجين الحوض المنجمي حسن بن عبد الله يشتكي من الظروف السجنية القاسية

على الجزيرة مباشر: ندوة اغتيال فرحات  حشاد بين عدالة الحقيقة وعدالة القانون يوم 18-03-2010

المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن الهيئة الإدارية:بيـــــــــان

السبيل أونلاين:ختروشي ينسحب صحبة أعضاء مؤسسين من منظمة المهجّرين التونسيين

كلمة:جماهير غفيرة وغاضبة تشيع جنازة عبد السلام تريمش في المنستير

الهادي الرداوي :شاب بسيدي علي بن عون يسكب البنزين على نفسه ومجموعة من المسؤولين

كلمة: فتح باب الترشح لانتداب عمال لشركة قفصة يثير ردود افعال غاضبة

زياد الهاني :الاحتكام للصحفيين خلال مؤتمر موحّـد هو السبيل الوحيد لإخراج النقابة الوطنية للصحفيين من أزمتها

نبيل الرباعي:الدكتور عبد المجيد النجار يا سيادة الرئيس…

الصباح:النقابي أحمد الكحلاوي في منتدى الذاكرة الوطنية لهذه الاسباب فشلت محاولات التعددية النقابية

مواطنون صحيفة ترزح تحت وطأة تكاليف إصدارها

مواطنون: بلدية قصورالساف اغتصاب أراض ومعاناة أهالي منذ 14 سنة؟ و قرارات هدم تنفذ على من ليس لهم أكتاف؟ * من يوقف هذه المظالم؟؟

مواطنون: ملاحظات في التلفزة

يوسف الجربي:صور من الحياة

مواطنون:أدب المعارضة يحمي الوطن 

حوارات – الجزء الثاني من حديث الشيخ الغنوشي لصحيفة ” الأحرار”

صلاح الجورشي :قصة الجنازة وضرورة إعادة التأسيس

سلامة كيلة:كيف يمكن أن تلعب الماركسية دورها اليوم؟

   الطاهر العبيدي:الأوضاع الدولية.. المضيق والممر   (الجزء الثاني)

عبدالباقي خليفة :نحن والغرب ( 2  ) سجال السياسة والثقافة .. التاريخ والجغرافيا

القدس العربي:عباس يترقب في تونس الضوء الأخضر للقاء القذافي في طرابلس

العرب:مظاهرات حاشدة في مصر تنادي بفتح «باب الجهاد» للدفاع عن الأقصى

القدس العربي:مرض مبارك زاد معدلات البطش وضاعف أعمال التنكيل بالناس!

العرب:مؤتمر ائتلاف المعارضة المصرية يتفق على تعديل الدستور

الجزيرة.نت:السويد تندد بتصويت برلمانها

الجزيرة.نت:مساعد لبوش يفتخر بالتعذيب


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

 
جانفي 2010


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري

حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2010


نظرا لتواصل الحصار الأمني المضروب على النشاط الحقوقي و السياسي و الإعلامي في تونس وانتشار حالة الخوف بين المواطنين فان التقرير لا يمكنه الإحاطة الشاملة بكل ما يحصل من انتهاكات لحقوق الإنسان في مختلف المجالات والقطاعات والجهات ونحن نجتهد في تقديم صورة على ما أمكن لنا رصده  من انتهاكات ومدى خطورتها واتساعها وتكرارها وتنوعها كما نقترح خطوات ضرورية لتطوير واقع الحريات وحقوق الإنسان في البلاد، وتجدر الإشارة إلى أن مصادر التقرير وإن كانت بالدرجة الأولى من مجمل البيانات التي أصدرتها المنظمة خلال شهر فيفري 2010 فإننا نأخذ بعين الاعتبار كل ما تصدره المنظمات الحقوقية المستقلة داخل البلاد وخارجها  من انتهاكات لحقوق الإنسان والحريات العامة في تونس.
 I.التقديم: أصدرت منظمة ”حرية وإنصاف” خلال شهر فيفري 2010 (30 بيانا) مقابل (34 بيانا) في شهر جانفي 2010 ورصدت 67 انتهاكا للحريات الفردية والعامة ولحقوق الإنسان في تونس.  وهو أدنى رقم من الانتهاكات سجلته المنظمة منذ شهر جانفي 2009، إلا أن ذلك لا يعكس تحسنا حقيقيا في أوضاع الحريات وحقوق الإنسان، بدليل آن الانتهاكات ضد المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان قد شهدت ارتفاعا بنسبة 62 في المائة وما يعنيه ذلك من إرادة لدى هؤلاء المناضلين في كسر الحصار يقابلها إصرار من قبل السلطة على عزلهم ومنع التواصل بينهم وإسكات صوتهم وشل قدرتهم على كشف الانتهاكات والدفاع عن الحقوق. وفي نفس السياق شهدت الانتهاكات ضد المساجين ارتفاعا بنسبة 85 في المائة وضد المسرحين 50 في المائة، مع تقارب في حجم الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية والنقابية، كل ذلك مقابل تراجع نسبي في نسبة الانتهاكات المرصودة فيما يتعلق بالحريات الشخصية والاعتقالات والمحاكمات والمهجرين.   وبناء على ما تقدم فقد تميز شهر فيفري 2010 بتصاعد قمع السلطة للمعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وتفاقم سوء المعاملة للمساجين السياسيين ومساجين الرأي مع استمرار تدهور الوضع في قطاع الإعلام والوضع الاجتماعي والنقابي في مؤسسات العمل وداخل الجامعات.   الحدث الأبرز: في مؤشر جديد على استمرار تدهور الوضع الاجتماعي في البلاد على مستويات مختلفة من تدهور للقدرة الشرائية للمواطن وتفاقم ظاهرة البطالة وإفلاس المؤسسات وتسريح العمال وتفشي ظاهرة المحسوبية في الإدارة وخاصة عند إجراء المناظرات والتداخل بين الإدارة والحزب الحاكم والاختلال بين الجهات والفئات في توزيع الثروة وتنمية البلاد وما يخلفه ذلك من هزات وحركات احتجاج ومناخ من الاحتقان الاجتماعي، شهدت مدينة الصخيرة خلال شهر فيفري 2010 اضطرابات نتيجة تدخل السلطة لقمع تحرك عفوي تمثل في اجتماع لعشرات الشبان طالبي الشغل أمام مقر مؤسسة للاحتجاج على الشروط المجحفة للانتداب عبر المناظرة وعلى تدخل الحزب الحاكم للتمييز بين المواطنين على أساس الولاء السياسي، مما خلف استياء واسعا في صفوف مواطني الجهة.   القضية الأخطر: أقدمت السلطة على اتخاذ قرار خطير في شهر فيفري 2010 وذلك بغلقها لأول مؤسسة جامعية خاصة ”الجامعة الحرة بوعبدلي” خلال السنة الدراسية الحالية ولمدة ثلاث سنوات، وازداد الوضع خطورة عندما تدخلت السلطة عن طريق قوة كبيرة من الشرطة بالزي الرسمي والمدني لمنع أولياء الطلبة من عقد اجتماع بالمؤسسة لتدارس مستقبل أبنائهم ومن بينهم طلبة أجانب. وتجدر الإشارة إلى أن صاحب المؤسسة السيد محمد البوصيري بوعبدلي قد أصدر كتابا بعنوان ”عندما أحسست أن تونس لم تعد بلدا فيه حرية” قبيل ”الانتخابات الرئاسية والتشريعية” في شهر أكتوبر 2009. إن اعتماد السلطة على الأسلوب الأمني في معالجة قضايا المجتمع لا يقف عند حد ولا يراعي الحرمات ومنها حرمة المؤسسة التربوية وحق الطلبة وأوليائهم في طلب العلم في ظروف تليق بهذا العمل النبيل والحق المقدس من حقوق الإنسان.   والمظلمة الأطول: إن محاكمة الدكتور الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة بتهمة ملفقة تتعلق بالاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها والحكم عليه بالسجن مدة عام كامل يضاف إليه عام آخر بسبب التراجع عن السراح الشرطي كل ذلك بعد قضائه 18 سنة سجنا منها 14 في عزلة انفرادية تامة تعد مظلمة هي الأطول والأشد في حق سجين سياسي من أجل آرائه، وإن النضال من أجل إطلاق سراحه مطلب وطني وقضية عادلة ندعو كل الأحرار في البلاد وفي العالم من شخصيات ومنظمات وأحزاب للعمل على وضع حد لها دون تأجيل.   والمطلب الأوكد: سن العفو التشريعي العام بعد 20 سنة من العفو العام السابق (25 جويلية 1989) الذي لم يعد الحقوق إلى أهلها ولم يساعد البلاد على دخول مرحلة جديدة من الحريات الحقيقية واحترام حقوق الإنسان وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير والتنظم و التنقل والاجتماع والتظاهر السلمي لتغرق البلاد من جديد في مستنقع المحاكمات السياسية والحلول الأمنية. إن سن العفو التشريعي العام مطلب وطني ملح لا غنى عنه وهو المخرج الوحيد لما بلغته البلاد من حالة الانغلاق والاحتقان.    جدول الانتهاكات في شهر فيفري 2010 

 

 

 

فيفري 2010

نوعية الانتهاك

7%

5

الحريات الاعلامية

19%

13

النشطاء الحقوقيون والمناضلون السياسيون

18%

12

الحريات النقابية

4%

3

الحريات الشخصية

9%

6

الاعتقالات

12%

8

المحاكمات

19%

13

المساجين

9%

6

المسرحون

1%

1

المهاجرون والمهجرون

100,00%

67

 

   

 
جدول الانتهاكات في شهر فيفري 2010

 

الحريات الإعلامية:5

فيفري 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

10

حلق الوادي تونس

مُنع عدد من الصحافيين من متابعة حفل استقبال نظمته وزارة النقل بميناء حلق الوادي بتونس بمناسبة استلام ناقلتين بحريتين جديدتين.

عدد من الصحافيين

16

تونس

تعرّضت الصحفية فاتن حمدي فيالعاصمة إلى اعتداء من قبل أعوان البوليس السياسي، حيث كانت بمعيّة إحدى الطالبات لإجراء حوار حول الاتحاد العام لطلبة تونس والهجمة الأخيرة ضدّه حين عمد أعوان من البوليس السياسي إلى إيقافها أمام المغازة العامة بمدينة الدندان بالعاصمة وافتكاك بطاقة تعريفها وبطاقة تعريف مرافقتها وحاولوا اختطافها على متن سيّارة  حسب ما أفادت حمدي، التي أشارت أنّ الأعوان  أشبعوها ضربا بعد أن طرحوها أرضا وتوجّهوا لها بأفحش الكلام وافتكّوا منها هاتفها الجوّال.

الصحفية فاتن حمدي

16

تونس

تعرض الصحفي سفيان الشورابي أثناء عودته من لبنان إلى عملية تفتيش دقيقة في مطار تونس-قرطاج، قام على إثرها أعوان الديوانة بحجز 14 كتابا كانت في حوزته.

الصحفي سفيان الشورابي

19

قفصة

اعتدى عدد من أعوان البوليس السياسي بالعنف الشديد على الصحفي عمار عمروسية مراسل موقع ”البديل” على مرأى ومسمع من المواطنين بأحد شوارع مدينة قفصة.

الصحفي عمار عمروسية

28

تونس

تعرّض الصحفي المولدي الزوابي إلى اعتداء عندما كان في طريقه إلى السيد بوعبدلي، صاحب الجامعة الحرة التي أغلقتها السلطة عقابا له على كتاب كان ألفه ونشره بالخارج بعنوان “اليوم الذي أدركت فيه أن تونس ليست بلدا ديمقراطيا”. وقد صرّح المولدي الزوابي بأنه عندما اقترب من مكان اللقاء وجد في انتظاره عددا غفيرا من أعوان البوليس بالزيّ المدني سرعان ما هاجمه أحدهم وأخذ يصيح مدّعيا أن المولدي اعتدى عليه ومزّق ثيابه. بعد ذلك جاءت سيارة شرطة واقتادت المولدي إلى مركز الأمن بمونبليزير وشرعوا في فبركة قضية ضده على غرار ما حصل مع توفيق بن بريك. وبعد 8 ساعات من الإيقاف أطلق سراحه.

الصحفي المولدي الزوابي

 

الانتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين:13

 

فيفري 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

02

تونس

دخل الشباب الديمقراطي التقدمي في اعتصام لمدة 24 ساعة بالمقر المركزيللحزب الديمقراطي التقدمي للمطالبة بإطلاق سراح الناشط الحقوقيوالإعلامي زهير مخلوف.

زهير مخلوف

05

قابس

تعرض الصحفي معز الجماعي بقابس إلى تلفيق تهمة “التدخين بفضاء عام” وتمّ تحرير محضر ضدّه و قال أعوان الشرطة بأنهم سيعرضونه على وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقابس . تم ذلك بعد أن رفض الصحفي الجماعي التخلي عن معطف يحمل صورة ”شي غيفارا”. وكان عناصر من الشرطة قد لاحقوا الجماعي قرب محطة النقل الحضري وأمروه بالعودة إلى منزله وتغيير المعطف الذي يرتديه بحجّة كون صورة ”غيفارا” ممنوعة.وأمام تمسك الصحفي ورفضه حررت الشرطة محضرا في شانه من أجل  التدخين في فضاء عام وتعطيل موظّف عمومي عن أداء واجبه.

الصحفي معز الجماعي

08

تونس

تعرض المقر المركزي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى الخلع والسرقة ، وقد تم إلحاق أضرار بالباب الخلفي للمقر وبأحد أبواب المكاتب وقنوات الماء ووقع سرقة  بعض محتويات المقر و خاصة الوحدة المركزية للحاسوب والمخزنة لكل وثائق الرابطة وكذلك الوحدة الصوتية .

المقر المركزي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

11

تونس

تعرض الناشط الحقوقي الأستاذ محمد عبو للمراقبة اللصيقة من قبل أعوان البوليس السياسي، وتحولت هذه المراقبة إلى محاصرة لمنزل العائلة الكائن بجهة الوردية بالعاصمة ومنع الزائرين.

الأستاذ محمد عبو

12

تونس

اعترض أعوان أمن بالزي المدني سبيل السيّد خميّس الشمّاري، الناشط الحقوقي المعروف، ومنعوه من دخول مقر جريدة الطريق الجديد” حيث كان له موعد مع هيئة تحريرها.

خميّس الشمّاري

12

تونس

أخبرتنا الناشطة الحقوقية الأستاذة راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب أن عددا كبيرا من أعوان البوليس السياسي حاصروا مكتبها الكائن بنهج أم كلثوم بتونس العاصمة ومنعوا حرفاءها من الدخول إليه كما أعلمتنا بأنها فوجئت بتعرض سيارتها إلى اعتداء فظيع تمثل في قطع الأسلاك المتحكمة في الفرامل.

الأستاذة راضية النصراوي

15

تونس

منع عدد من أعوان البوليس السياسي الأستاذان محمد النوري وطارق النوري من الوصول إلى المقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي أين تم الاحتفال  بتكريم الناشط الحقوقي والإعلامي السيد زهير مخلوف الذي أفرج عنه مؤخرا من السجن بعد قضاء ما يقرب من أربعة اشهر نتيجة محاكمة سياسية غير عادلة.

الأستاذان محمد النوري وطارق النوري

17

تونس

منع عشرات من أعوان البوليس السياسي وفدا من مدينة بنزرت يتكون من 13 ناشطا حقوقيا وسياسيا من الدخول إلى منزل الناشط الحقوقي والإعلامي زهير مخلوف الذي أفرج عنه مؤخرا من السجن.

وفد من مدينة بنزرت يتكون من 13 ناشطا حقوقيا وسياسيا

18

سوسة

قامت أعداد غفيرة من قوات الشرطة بالزي المدني بمنع عقد اجتماع “اللجنة الجهوية للدفاع عن مسجوني ومطرودي الحركة الطلابية” وذلك عبر سد الطرق المؤدية إلى مقر جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي و منعت أعضاء اللجنة بالقوة من الدخول إلى المقر باستثناء أعضاء الحزب الديمقراطي التقدمي

اللجنة الجهوية للدفاع عن مسجوني ومطرودي الحركة الطلابية

18

تونس

تعرض خميس الشماري والصحفي لطفي الحجي مراسل قناة الجزيرة بتونس والأستاذ العياشي الهمامي للمحاصرة من قبل عدد كبير من أعوان البوليس السياسي وعند تفرقهم تابعت كل واحد منهم مجموعة من الأعوان، وقد ذكر السيد لطفي الحجي أن المجموعة التي تكفلت بمراقبته اللصيقة واصلت متابعته حتى دخوله الطريق السريع الرابط بين تونس وبنزرت.

خميس الشماري والصحفي لطفي الحجي والأستاذ العياشي الهمامي

19

تونس

منع البوليس السياسي رابطة الكتـّاب الأحرار من تنظيم أمسية أدبية حول المجموعة القصصية “غربال الضوء” لرضا البركاتي بفضاء ألتياترو. وقد تواجد عدد غفير من أعوان البوليس السياسي أمام باب المقرّ وأجبروا الوافدين على مغادرة المكان مستعملين التهديد والعنف اللفظي.

رابطة الكتـّاب الأحرار

20

تونس

بدأ السيد خميس الشماري إضرابا عن الطعام للاحتجاج على القمع المسلط عليه منذ مدة، والمتمثل خاصة في محاصرة منزله من طرف عدد كبير من أعوان الشرطة بالزي المدني ومنعهم جميع زواره (باستثناء أفراد عائلته) من الدخول إليه.

خميس الشماري

26

سوسة

قامت اليوم أعداد كبيرة من عناصر الشرطة بالزي المدني بمحاصرة مقر جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي ومنعت بالقوة انعقاد اليوم الجهوي للتضامن مع مساجين ومطرودي ومطلوبي الحركة الطلابية الذي كان من المزمع عقده اليوم بمقر الجامعة.

مقر جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي

 

الحريات النقابية:12

 

فيفري 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

01

منزل بوزيان

نابل

دخل معلمو مدرسة الربايعية بمنزل بوزيان في إضراب عن العمل بداية من الساعة الثامنة صباحا احتجاجا على ظروف العملالبائسة حيث يدرسون في مساكن شعبية ضيقة منذ عدة أشهر بعد قرار الهدمالصادر عن الجهات المختصة لكافة قاعات المدرسة والتي أصبحت تمثل خطراحقيقياعلى التلاميذ والإطار التربوي.

معلمو مدرسة الربايعية

01

الصخيرة صفاقس

حصلت اضطرابات بمعتمدية الصخيرة من ولاية صفاقسنتيجة تجمع بعض الشبان طالبي الشغل بصفة عفوية إثر انتدابات لعمال من خارجالمنطقة، وقد تدخلت قوات الشرطة بأعداد كبيرة لتفريق المتجمهرين واستعملت ضدهمالقنابل المسيلة للدموع وهو ما اضطر المحتجين إلى العودة إلى المدينة عبرالطريق رقم 1 أين انضم إليهم الأهالي والتلامذة وعدد من المواطنين الموجودينعلى عين المكان، وقد نتج عن ذلك اعتقال عدد من المواطنين، ورغم انتهاء الأحداثإلا أن الاحتقان والغضب لدى  الأهالي لا يزال مستمرا.

بعض الشبان طالبي الشغل

01

قابس

دخلت عاملات مصنع “العالمية للخياطة والتصدير” بقابس فياعتصام مفتوح داخل مقر المصنع. و جاء التحرك تنفيذا للتهديدات التي أطلقنهاخلال الأسبوع الفارط بعد انتهاء المهلة التي منحنها لصاحب المصنع من أجل الحصولعلى أجورهن المتأخرة وإعادة تشغيل المصنع.

عاملات مصنع “العالمية للخياطة والتصدير”

02

الوردية تونس

اضرب معلمو المدرسةالابتدائية الوردية 1 احتجاجا على الاعتداء بالعنف اللفظي الذي تعرض لهمعلم وحارس المدرسة من طرف احد الأولياء.

معلمو المدرسةالابتدائية الوردية

02

سجنان

عمد مدير المدرسة الإعدادية بسجنان إلى الاعتداءاللفظي على أستاذة بالمؤسسة المذكورة بسبب رفضها الالتحاق بقاعتها التيتفتقر إلى أدنى الضرورات لحسن سير الدرس فبلور النوافذ كان مكسورا وهو مامنع الأستاذة من التدريس بها بسبب شدة البرد وقوة التيار الهوائي في القاعةوهو ما يمثل خطرا على صحتها وصحة التلاميذ.

أستاذة بالمؤسسة

02

تونس

طوّقت أعداد كبيرة من البوليس مقرّ “الجامعةالحرّة  بوعبدلّي ” وذلك لمنعاجتماع بأولياء الطلبة كانت دعت إليه إدارة الجامعة على الساعة الحادية عشرةصباحا لتدارس الإجراء الظالم الذي اتخذته وزارة التعليم العالي ضدها و القاضيبسحب الترخيص لهذه الجامعة بالنسبة للسنوات الثلاث القادمة وهو ما يعني – عملياغلقها نهائيا و قد أجهض البوليس انعقاد الاجتماع من خلال منع الأولياء منالدخول إلى حرم الجامعة ….

“الجامعةالحرّة بوعبدلّي “

04

تونس

دخل طلبة كليّة 9 أفريل بتونس العاصمة بدعوة من مناضلي الاتّحاد العام لطلبة تونس بالجزء في اعتصام بالكليّة وإضراب عن الدّراسة احتفالا بذكرى 05 فيفري واستنكارا للهجمة الّتي تشنّها السّلطة على هياكل الاتّحاد ومناضليه بطردهم من مقاعد الدّراسة وسجن البعض الآخر.

الطلبة المطرودين والمسجونين

08

سكرة تونس

نفذ معلمو مدرسة دار فضال2 سكرة إضرابا عن العمل بساعتين احتجاجا على الحالة المزرية لقاعات التدريس وفقدان وسائل العمل بعد سرقتها خلال العطلة وقد قامت النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسكرة بتأطير الإضراب ولم يقع حله إلا بحلول المدير الجهوي المساعد وتقديمه وعودا بحماية المدرسة من الاعتداءات وتوفير وسائل العمل.

معلمو مدرسة دار فضال2 سكرة

10

تونس

ما زال العديد من صحفيّـي دار العمل التابعة لحزب “التجمع الدستوري الديمقراطي” الحاكم يعانون من حرمانهم من حقهم في الحصول على القسط الثاني من الزيادة القانونية في أجورهم، وعلى منحهم منذ عدة سنوات رغم حاجتهم المتأكدة إلى ذلك. كما يعانون من التمييز في هذا المجال، حيث تمّ توزيع جزء من هذه المستحقات المتخلدة في ذمة الإدارة على عدد محدود منهم فقط، لكن بشكل تمييزي حتى بين هؤلاء.

صحفيّـو دار ”العمل”

14

نفطة توزر

قام صاحب نزل ”نفطة بلاص” بنفطة يالجنوب التونسي برفع قضايا عدلية ضد النقابي لطفي حمدة الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بنفطة بتهم الثلب والتطاول وتعويض خسائر وكذلك ضد عمال بالنزل هم صالح عتيقة وكوثر بن عامر ونجد صديقي وريم التر بتهم خلع الباب الرئيسي للنزل وصد عاملة عن العمل واستعمال العنف ضدها واستعمال طابع دون إذن وسرقة جهازي هاتف.

لطفي حمدة وصالح عتيقة وكوثر بن عامر ونجد صديقي وريم التر

15

تاجروين الكاف

تعرض السيد توفيق الصلعاوي الكاتب العام للنقابة الحهوية للتعليم الثانوي بالكاف إلى العنف اللفظي الشديد من قبل مدير المدرسة الإعدادية الطموح بتاجروين من ولاية الكاف لما توجه إلى هذه المؤسسة بغرض تقديم الإعلام النقابي إلى الأساتذة خلال فترة الراحة.

توفيق الصلعاوي

16

بوسالم جندوبة

اعتصم معطّل عن العمل بمكتب التشغيل ببوسالم من ولاية جندوبة رفقة زوجته وأبنائه الثلاثة، وذلك للمطالبة بالشغل، وقام بربط قطعة حبل على هيئة مشنقة مهدّدا بالانتحار إن لم يقع الاستجابة لمطلبه.

معطّل عن العمل

 

الحريات الشخصية:3

 

فيفري 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

 

الضحية

03

تونس

السيدة دوجة الصفاقسي حرم شربيب والدة  المناضل محي الدين شربيب المقيم  بفرنسا –  تتشوق لرؤية ابنها بعد غياب طويل زاد في شوقها تقدمها في السن حيث تجاوزت السبعين سنة. تقدمت منذ أشهر عديدة  للحصول على جواز سفرها قصد زيارة إبنها بالخارج. غير أن وزارة الداخلية, ليومنا هذا لم تستجب للحقها الدستوري في جواز سفر كمواطنة و كأم.

دوجة الصفاقسي حرم شربيب والدة  المناضل محي الدين شربيب

17

نابل

يخضع الشاب وليد بن المولدي البلديالبالغ 27 سنة وهو متخرج وعاطل عن العمل ويقطن بمنطقة البرج بنابل – منذ سنوات طويلة إلى مضايقات وهرسلة مستمرة من مختلف فرق البوليس بالجهة، وقد كانت آخر فصول هذه المعاناة حيث حضر أمام منزله رئيس مركز الشرطة بوادي سوحيل المدعو سفيان الخمري ، وأجبره على الذهاب إلى المركز أين أخضع إلى استجواب وتسجيل بطاقة إرشادات .

وليد بن المولدي البلدي

22

تونس

لا يزال السجين السياسي السابق السيد عبد الستار بلغيث محروما من بطاقة التعريف الوطنية منذ خروجه من السجن سنة 1998 بعدما قضى به مدة تزيد عن سبع سنوات من أجل انتمائه إلى حركة النهضة.

السيد عبد الستار بلغيث

 

الاعتقالات:6

 

فيفري 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

08

منزل بورقيبة بنزرت

اعتقل أعوان البوليس السياسي بعمادة سيدي منصور معتمدية منزل بورقيبة الشبان عماد القبطني وخالد الدلاجي وصلاح الطعبوري وعمر الفنطازي وشكري العراس، واقتادوهم إلى جهة مجهولة، وتأتي هذه الاعتقالات على خلفية التزامهم الديني.

عماد القبطني وخالد الدلاجي وصلاح الطعبوري وعمر الفنطازي وشكري العراس

12

نابل

اعتقل أعوان البوليس السياسي بنابل كلا من السادة شادي بوزويتة وبلال الرايس وعادل غريب إثر خروجهم من أحد مساجد المدينة واقتادوهم إلى مركز الشرطة، ولم يطلق سراحهم إلا بعد التثبت من هوياتهم.

شادي بوزويتة وبلال الرايس وعادل غريب

13

بنزرت

تم اعتقال الطالب محمد مانيطة أصيل مدينة منزل عبد الرحمان والذي يدرس بالسنة الثانية رياضيات بكلية العلوم ببنزرت، وبعد ساعات من الاعتقال والاستجواب أفرج عنه ولكن بعد احتجاز حاسوبه الخاص وهاتفه الجوال، وعند مطالبته بهما سلموه بطاقة تعريفه ورفضوا تسليمه باقي المحجوز

الطالب محمد مانيطة

15

نابل

اعتقل أعوان البوليس السياسي بنابل الطالب وسام التومي أصيل منطقة عين كميشة التي تبعد مسافة 3 كلم عن مدينة نابل، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

الطالب وسام التومي

19

بنقردان

اعتقل أعوان مركز الحرس ببنقردان مساء يوم الجمعة 19 فيفري 2010 سجين الرأي السابق الشاب وليد بن الطاهر الجراي من أجل تهمة ”مخالفة تراتيب المراقبة الإدارية.

وليد بن الطاهر الجراي

22

 

عمدت قوات الأمن الى اعتقال الشاب رضا قصة ( 30 سنة) الذي كان يستعد وعائلته للإحتفال بزواجه يوم الإثنين 22 فيفري مما حول فرح العائلة الى حزن عميق إنتاب كل المدعوين.

 

 

المحاكمات:8

 

فيفري 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

01

بنقردان

صدر حكم  ضد السجين السياسي السابق بسام بن عمار جراي، والقاضي بسجنه شهرين مع النفاذ من أجل مخالفة تراتيب المراقبة الادارية.

بسام بن عمار جراي

03

نابل

انعقدت الجلسة الثانية للاستئناف في قضيةالمناضل الحقوقي والإعلامي مراسل السبيل أونلاين في تونس زهير مخلوف،والمدرجة  تحت عدد 126، بتهمة “الإساءة للغير عبر شبكة الاتصالات العموميةطبق الفصل 86 ، وذلك بمدينة نابل برئاسة القاضي سمير الباجي الذي قرر تأجيل القضية إلى جلسة يوم 10 فيفري 2010.

زهير مخلوف

10

نابل

أصدرت محكمة الاستئناف بنابل حكمها في قضية الناشط الحقوقي والإعلامي السيد زهير مخلوف وذلك بسجنه مدة أربعة أشهر.

زهير مخلوف

10

المهدية

أصدرت المحكمة الابتدائية بالمهدية حكما جناحيا ابتدائيا عـدد 2008/ 7165 يقضي بالسجن لمدة عام وثمانية اشهر ضدّ كل من الطلبة محمد السوداني وأيمن الجعبيري وجواهر شنة وحسان الصماري ورمزي السليماني بتهم الاعتداء بالعنف على موظف وهضم جانب موظف بالقول وتعطيل حرية الشغل.

محمد السوداني وأيمن الجعبيري وجواهر شنة وحسان الصماري ورمزي السليماني

10

نابل

قضت محكمة ناحية نابل بسجن الناشط الحقوقي وسام التستوري مدة شهر من أجل تهمة كيدية تتعلق “بالاعتداء على الأخلاق الحميدة”.

وسام التستوري

22

صفاقس

مثل 10 من شباب الصخيرة أربعة منهم بحالة إيقاف أمام المحكمة الابتدائية بصفاقس على خلفية التحركات التي شهدتها المدينة يوم غرة فيفري 2010 للمطالبة بحق الشغل و قد وقع تأجيل المفاوضة والتصريح بالحكم لجلسة يوم 1 مارس 2010.

10 من شباب الصخيرة

23

قفصة

انعقدت محكمة الاستئناف بقفصة للنظر في قضيتي الصحفي الفاهم بوكدوس المحكوم ابتدائيا بأربعة سنوات سجنا من اجل تغطيته لأحداث الحوض ألمنجمي ، والناشط حسن بنعبدالله، المحكوم بعشر سنوات  سجنا نافذة وذلك بسبب مشاركته في الاحتجاجات السلمية بالرديف في النصف الأول من سنة 2008. واستجابة لطلب الدفاع ،تأجلت القضية إلى يوم 23 مارس 2010 بالنسبة لكليهما.

الصحفي الفاهم بوكدوس والناشط حسن بنعبدالله

23

الشابة المهدية

قررت محكمة ناحية الشابة تأجيل النظر في قضية الناشط الحقوقي الطالب نزار بن حسن عضو الشباب الديمقراطي التقدمي وعضو منظمة حرية وإنصاف إلى جلسة يوم الثلاثاء 16 مارس 2010 استجابة لطلب الدفاع.

الطالب نزار بن حسن

 

 

المساجين:13

 

فيفري 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

04

المرناقية منوبة

عوقب السجين ضمير بنعلية بالبقاء خمسة أيام داخل زنزانة انفرادية وقالت عائلته أنه لم يقم بما يستوجب نقله إلى زنزانة معتبرة ذلك إجراء انتقاميا ضده.

السجين ضمير بنعلية

05

المرناقية منوبة

ذكرت عائلة سجين الرأي ماهر عبد الحميد المعتقل حاليا بسجن المرناقية أين زارته أنه يتعرض لاضطهاد مستمر من قبل إدارة السجن المذكور، وأن هذا الاضطهاد توسع ليشمل العائلة حيث لم تتجاوز مدة زيارتها اليوم الخمس دقائق، وقد أصبحت العائلة تخشى على مصير ابنها بعدما لاحظت عليه علامات الاضطراب واصفرار وشحوب بالوجه، حيث ذكر لها في الزيارات السابقة أنه يتم اقتياده إلى مقر إدارة أمن الدولة أين يخضع للاستجواب والمعاملة القاسية.

سجين الرأي ماهر عبد الحميد

05

المرناقية منوبة

لا تزال إدارة سجن المرناقية ترفض إدخال وثائق المراجعة للطلبة المساجين مبررة ذلك بعدم تسلمها أية موافقة من الإدارة العامة للسجون التابعة لوزارة العدل و ذلك بالرغم من موافقة وكيل الجمهورية على إجرائهم الامتحانات داخل السجن.

الطلبة المساجين

07

سليانة

أصدرت عائلة الصحفي السجين توفيق بن بريك بيانا إلى الرأي العام في تونس وخارجها ذكرت فيه أن توفيق صرح لها خلال الزيارة الأخيرة أن معاملة إدارة السجن معه أصبحت معاملة سيئة جدا ووحشية. وذكرت بأنه في خطر بسبب تأليب مساجين الحق العام عليه وتعمد استفزازه والاعتداء عليه لاستدراجه إلى رد فعل.

السجين توفيق بن بريك

08

القصرين

أعلمتنا عائلة السيد نورالدين طعم، المحكوم بخمس سنوات سجنا والموجود بسجن القصرين، انه يتعرض للضرب والإهانة والتهديد بالكلاب.

نورالدين طعم

09

سليانة

منعت إدارة سجن سليانة الأستاذ محمد عبو من زيارة الصحفي توفيق بن بريك في مخالفة صارخة لمقتضيات الفصل 14 من القانون المنظم للسجون.

الصحفي توفيق بن بريك

12

المرناقية

اعتدى أعوان سجن المرناقية على سجين الرأي الطالب محمد اللافي بالعنف الشديد مما تسبب له في كسر أنفه، ثم أدخلوه إلى السجن المضيق (سجن العقوبة)، وقد منعوا عائلته من زيارته بدعوى أنه معاقب.

محمد اللافي

12

المرناقية

دخل عدد من مساجين الرأي بسجن المرناقية في إضراب مفتوح عن الطعام تضامنا مع زميلهم الطالب محمد اللافي الذي تعرض لاعتداء فظيع بالعنف الشديد من قبل أعوان السجن المذكور مما تسبب له في كسر بالأنف وللاحتجاج على المعاملة القاسية التي يتعرضون لها من قبل إدارة السجن .

عدد من مساجين الرأي بسجن المرناقية

15

المرناقية

منعت إدارة سجن المرناقية عائلة سجين الرأي الطالب محمد اللافي من زيارته بدعوى انه يخضع لعقوبة بالسجن الانفرادي.

الطالب محمد اللافي

22

المرناقية

قطعت إدارة سجن المرناقية الزيارة عن السجين محمد اللافي عندما بدأ يقص على عائلته الاعتداء بالعنف الشديد الذي تعرض له على أيدي أعوان السجن المذكور الذين هددوه بالانتقام منه في حالة إخبار عائلته، وقد لاحظت عائلته التي زارته آثار الضرب مثل الزرقة والانتفاخ في وجهه ورقبته.

السجين محمد اللافي

24

قفصة

فوجئت الساحة الحقوقية باعتقال السيد حسن بن عبد الله بعد يوم واحد من قرار محكمة الاستئناف بقفصة تأجيل النظر في الاستئناف الذي تقدم به إلى جلستي يومي الأربعاء 17 والثلاثاء 23 مارس المقبل.

حسن بن عبد الله

24

المرناقية

لا يزال سجين الرأي محمد اللافي المعتقل حاليا بسجن المرناقية ينتظر تعيين جلسة المحاكمة رغم مرور ما يزيد عن 4 أشهر من اعتقاله.

سجين الرأي محمد اللافي

25

قفصة

يواصل السجين بادي رجب إضرابه عن الطعام بسجن قفصة الذي بدأه منذ 54 يوما احتجاجا على ـ ما اعتبره ـ اتهاما ملفقا من طرف احد أعوان فرقة مقاومة المخدرات بقصر قفصة، وكانت محكمة الاستئناف نظرت يوم 22 فيفري الجاري في ملف القضية التي حكم فيها على بادي رجب ابتدائيا بستّ سنوات سجن.

السجين بادي رجب

 

المسرحون:6

 

فيفري 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

01

الميدة نابل

يشكو السجين السياسي السابق السيدالهادي بن جميل بن بشير الجازي الذي قضى بمختلفالسجون التونسية 9 سنوات و 4 أشهر من أصل حكم يقضي بسجنه مدة11 عاما من عديد المضايقات، فبعدأن خرج من السجن في 02/11/2004 أخضع للمراقبة الإدارية التي فرضت عليه لمدة 5 سنوات كاملة.وبعد قضاء مدة المراقبة الإدارية التي انتهت في 02/11/2009 وقعاقتياده بصورة تعسفية إلى مركز الحرس بالميدة لإشعاره شفاهيا بأن السلطةالتنفيذية قررت إخضاعه من جديد لفترة أخرى من المراقبة الإدارية، وعندماطالبهم بمده بنسخة من القرار الذي ينص على التمديد وقع تهديده من قبل رئيسمركز الحرس بالميدة المدعو عدنان الفطناسي العزيزي بإدخاله للسجن وبأن مركزالحرس هو الذي يصدر القانون بل هو القانون بعينه.

السيدالهادي بن جميل بن بشير الجازي

02

صفاقس

أفرج عن الطالب ناجح الصغروني الكاتب العام للمكتبللفدرالي “للاتحاد العام لطلبة تونس” بكلية التصرف والعلوم الاقتصادية بصفاقس بعد أن قضىحكما بشهرين سجنا منذ الرابع من ديسمبر2009.

الطالب ناجح الصغروني

05

قمرت تونس

تعرض المسرّح رمزي بلقاسم إلى اضطهاد مستمر من قبل أعوان البوليس السياسي وصل حد تقييده بالأغلال والاعتداء عليه بالعنف الشديد وذلك في مناسبتين، الأولى عندما حضر بمركز شرطة قمّرت للإمضاء (في إطار المراقبة الإدارية)، إذ طالبه عون البوليس السياسي المدعو ”لطفي” القيام بتعمير بطاقة الإرشادات، فاعتذر للعون بكل لطف، إلا أن العون انهال عليه سبا وشتما وضربا.وبعد التحاقه بمقر عمله بإحدى شركات صنع ”الموبيليا”، وعلى الساعة الواحدة بعد الظهر حضرت مجموعة من أعوان البوليس السياسي وقاموا باعتقاله وتقييده بالأغلال مع السب والشتم وهددوا مشغله بغلق شركته في حالة عدم طرده، واقتادوه إلى منطقة الشرطة بالمرسى أين واصلوا الاعتداء عليه بالسب والضرب لكما وركلا، وهددوه بإعادته إلى السجن، ولم يطلق سراحه إلا في المساء.

رمزي بلقاسم

12

سوسة

أفرجت السلطات السجنية عن الناشط الحقوقي والإعلامي السيد زهير مخلوف بعد قضاء ثلاثة أشهر و22 يوما.

زهير مخلوف

26

القيروان

عمد رئيس مركز الحرس بمدينة العلا من ولاية القيروان إلى اعتقال واقتياد الشاب زياد الفقراوي إلى مقر مركز الحرس والاعتداء عليه بالعنف الشديد.

زياد الفقراوي

27

تونس

يتعرض الناشط الحقوقي والإعلامي السيد زهير مخلوف منذ خروجه من السجن إلى مضايقات عديدة تمثلت في محاصرة منزله محاصرة مستمرة ومنع الزائرين من الوصول إليه، ومراقبته أثناء تنقلاته مراقبة لصيقة بهدف عزله عن محيطه وعلاقاته ومنعه من النشاط الحقوقي والإعلامي.

زهير مخلوف

 

المهاجرون والمهجرون:1

 

فيفري 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

25

فرنسا

ذكر اللاجئ طاهر الحسني أنه في منفي إجباري ، وأن مأساته العائلية أخذت أبعادا مأساوية وخاصة مرض زوجته التى بقيت 6 سنوات في تونس قبل أن تلتحق به وأبناءها الأربعة إلى فرنسا.وأشار إلى فقدانه بعض أقاربه خلال السنوات الماضية ، وشعور أفراد عائلته وخصوصا الأطفال الذي زاولوا بعض مراحل التعليم في المدارس التونسية بأنهم اقتلعوا من جذورهم” ، بعد أن انفصلوا عن والدهم ست سنوات، وما خلفه “هذا الجرح العميق “من آثار نفسية لديهم . وأكد الحسني أن زوجته السيدة سعيدة الحسني التى فقدت والدتها ، تعاني من آثار الضغوط والإجهاد و الظروف المعيشة الصعبة خلال تلك السنوات الست قبل أن تتمكن وأبناءها من الانضمام إليه في فرنسا ، وقد تدهورت حالتها الصحية من سنة إلى أخرى رغم أنها وضعت تحت العناية الطبية منذ إلتحاقها به.وقال طاهر الحسني أن زوجته أصبحت منذ العام 2005 لا تستطيع الاعتماد على نفسها بشكل كامل، وهو ما دفع العائلة إلى الاستعانة بشخصين للقيام بشؤونها .

اللاجئ طاهر الحسني

 

 

III – الاستخلاصات:

 

1-   إن التقارب في حجم الانتهاكات التي ترصدها منظمتنا رغم كل الصعوبات والعراقيل، والتي تجاوزت المائة أكثر من مرة، وإن الاستقرار المسجل في الأرقام التي تهم كل نوعية من الانتهاكات بين شهر وآخر حيث تبقى الفروق محدودة، وإن التكرار الملحوظ لطبيعة الانتهاكات المرصودة في مختلف مجالات الحريات الفردية والعامة وحقوق الإنسان في تونس كل ذلك يعكس عدم حصول تغيير حقيقي وملموس في الوضع العام بالبلاد رغم الوعود الرسمية المتكررة وغياب إصلاحات حقيقية رغم المطالب الملحة لمكونات المجتمع المدني الحقوقية والسياسية والإعلامية والنقابية والثقافية. فإلى متى تستمر سياسة الهروب إلى الأمام والمراهنة على الحلول الأمنية والقضائية والحملات الإعلامية التشويهية لفرض الرأي الواحد في مجتمع متعدد الآراء؟وإلى متى يبقى مرتكبو هذه الانتهاكات والاعتداءات ومن يقف وراءهم دون محاسبة إدارية وقضائية؟.

2-   إن اللجوء إلى الإضراب عن الطعام بعد استنفاذ الجهود واليأس من الحلول في قطاعات مختلفة بين المواطنين وفي صفوف المساجين يعكس حالة خطيرة من غياب الحوار ودور المؤسسات في تحمل مسؤوليتها وارتهانها للـ”تعليمات”. وإن تجاهل السلطة لحالات الإضراب عن الطعام بدعوى عدم الخضوع للضغوطات ورفض الاستجابة للمطالب المشروعة بعد الإضراب يؤكد أن لغة الحوار مفقودة قبل الإضراب وعند الإضراب وبعد الإضراب رغم أنه أسلوب سلمي متحضر للتحسيس والاحتجاج والمطالبة في العالم. فهل أن هذه السياسة في التعامل مع الإضراب عن الطعام كوسيلة سلمية مثلها مثل الاعتصام أو التظاهر هي دعوة من السلطة للتنازل عن الحقوق أو اللجوء إلى وسائل غير سلمية؟ وفي الحالتين فإن الضرر كبير على المجتمع واستقراره.

3-   إن الحملة التي تستهدف النشاط الطلابي السلمي وتصاعد القمع ضد الطلبة وما خلفه من حالات طرد من الدراسة واعتقال تعسفي ومحاكمات غير عادلة، واقتحام للحرم الجامعي يعكس مظهرا من مظاهر فشل السلطة في التعامل مع الشباب ونخبته المتعلمة ويشيع مناخا داخل الجامعة من اللامبالاة والاستقالة واليأس وإلغاء دور المنظمات والجمعيات المستقلة في تأطير الطلبة والمجالس العلمية في تشريكهم في تسيير المؤسسة الجامعية إلى جانب الأساتذة والإداريين. حتى أصبح من مميزات الوضع في الجامعة التونسية حالة القطيعة بين السلطة والطلبة والأساتذة في وقت تتفاقم فيه مشاكل التعليم العالي المادية والبيداغوجية والاجتماعية. هذه القطيعة التي استمرت حوالي نصف قرن لا يجب أن تستمر لأن للطلبة حقوق وعلى السلطة واجبات لا تقبل التأجيل وأولها الاستماع إلى الطلبة واحترام اختياراتهم و إطلاق سراح المعتقلين منهم و إعادة المطرودين إلى دراستهم .

4-  إن الحصار الأمني المستمر على منظمة “حرية و إنصاف” على مستوى المقر وملاحقة أعضاء مكتبها التنفيذي ومراقبة منازلهم قصد ترهيب مناضليها ومناضلاتها وتعطيل سير مؤسساتها والحيلولة دون اتصال المواطنين بها من المتضررين وعائلاتهم ، وهي اعتداءات غير مبررة وغير مقبولة على حق منظمتنا في النشاط بحرية وعلنية في إطار القانون. وإن هذا الحصار لن يثن المنظمة عن مواصلة أداء واجبها الحقوقي والوطني والإنساني لوضع حد للانتهاكات للحقوق والحريات وفي ذلك خدمة حقيقية لسمعة البلاد. وقد أكدت هذه التطورات الخطيرة في حق منظمة “حرية وإنصاف” وغيرها من المنظمات والجمعيات الحقوقية المستقلة والمناضلة ضرورة تضامن الحقوقيين فيما بينهم أفرادا ومنظمات من أجل حركة حقوقية وطنية ومناضلة ومستقلة وديمقراطية.

5-   إن من آخر التطورات التي يشهدها قطاع الإعلام وتعكس مدى الانغلاق الذي بلغه الوضع في البلاد ما سجلناه من تفاقم الاعتداءات بالعنف الشديد على الصحفيين المستقلين والمعارضين على مرأى ومسمع من المواطنين قصد ترهيبهم وإسكات أصواتهم وتعطيلهم عن أداء واجبهم في إنارة الرأي، وذلك رغم حملة الاستنكار الواسعة داخل البلاد وخارجها لما يتعرض له قطاع الإعلام والإعلاميون في تونس من انتهاكات مما جعل تونس تصنف عالميا من بين أول الدول في قمع حرية الصحافة ومراقبة الانترنت .  

6-  من مظاهر تردي المشهد الإعلامي في بلادنا مقارنة بما يشهده العالم من ثورة هائلة في مجال الإعلام والاتصال وانفتاح المجتمعات والشعوب على بعضها الإقدام أخيرا على حجب الموقع الالكتروني لقناة الجزيرة الممنوعة من فتح مكتب لها في تونس والمضايقة المستمرة لمراسلها الصحفي لطفي الحجي الذي ترفض السلطة التعامل معه. كل ذلك في مناخ من التوتر غير المبرر في حين أن مصلحة البلاد تقتضي الانفتاح على الإعلام الخارجي والحوار مع الآخرين من خلاله فإن عصر الانغلاق والانعزال والوصاية على العقول قد ولّى.

 

7-   إن بقاء سجين سياسي سابق بدون بطاقة تعريف لمدة 12 سنة كاملة وغيره كثير ممن حرموا من أبسط حقوق المواطنة وفي مقدمتها الحق في وثيقة تثبت الهوية التي تيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية، وهذا نوع من الإقصاء في أبشع صوره، وضرب من التمييز بين المواطنين على أساس الولاء السياسي.

8-   إن المنع من السفر بل ومن الحصول على جواز السفر في حق الناشطين الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين بات هو القاعدة والإذن هو الاستثناء. وحتى عند السماح بالسفر في حالات معدودة فإن المعاملة عند الحدود تزداد سوءا يوما بعد يوم من خلال اللجوء إلى التفتيش المهين والاستفزاز عبر العنف اللفظي وصولا إلى استعمال العنف المادي في المطار عند العودة إلى تونس. والحال أن السفر جزء من حق التنقل وهو حق يضمنه الدستور والمعاهدات الدولية ولا يجوز للإدارة المس به وإن جواز السفر لا يعدو أن يكون وثيقة لتنظيم السفر بما يضمن حرية التنقل ولا يُضيّق عليها وإن اعتماده كوسيلة للعقاب أو الضغط أو الترهيب يُولد شعورا لدى المواطن بأن وطنه تحوّل إلى سجن كبير وأن قائمة المتضررين من الحرمان من جواز السفر دون مبرر قانوني ولا حكم قضائي في تونس أصبحت تضم الآلاف وتتسع يوما بعد يوم بما في ذلك من تحصلوا على حكم قضائي لفائدتهم من المحكمة الإدارية بقي حبرا على ورق الأمر الذي يجعل هذا الملف يمثل قضية وطنية تستوجب استنفار كل الطاقات في المجتمع المدني للدفاع عن هذا الحق المقدس لكل التونسيين والتونسيات المقيمين داخل الوطن وخارجه بدون استثناء.

9-  لقد أصبح منع المناضلين السياسيين والناشطين الحقوقيين والصحافيين المستقلين من المشاركة في التظاهرات السياسية والحقوقية والإعلامية على يد البوليس السياسي والاعتداء على حرمتهم الجسدية وحرمة عائلاتهم ومنازلهم وممتلكاتهم قصد ترهيبهم وإسكات الرأي المخالف وشل المجتمع المدني بدعوى تنفيذ ”التعليمات من فوق” من مميزات الوضع العام بالبلاد، وذلك رغم الإمضاء المعلن على المعاهدات الدولية لحماية الناشطين الحقوقيين والدعاية الرسمية حول احترام السلطة لحقوق الإنسان الأمر الذي يهدد مستقبل البلاد واستقرار المجتمع لأنه يدفع المواطنين وخاصة الشباب منهم إلى الحلول اليائسة أو اللامبالاة والاستقالة من الشأن العام. في حين أن احترام دور الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في تأطير المواطنين ودفعهم نحو المشاركة الإيجابية في مناخ الحريات الحقيقية خير ضامن لأمن البلاد واستقرار المجتمع.

10-   في الوقت الذي بدأ فيه البعض يتفاءل بإمكانية حل ملف الرابطة بعد أزمة استمرت ما يقارب العشرة سنوات، تفاجأ الساحة الحقوقية بتعرض المقر المركزي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى الخلع والسرقة لبعض محتوياته وخاصة الوحدة المركزية للحاسوب المخزنة لكل وثائق الرابطة دون تدخل فعلي للسلطة للكشف عمن يقف وراء هذه الجريمة وإطلاع الرأي العام بنتائج التحقيق. وقد يمثل هذا الاعتداء عاملا إضافيا في مزيد تعقيد ملف الرابطة. 

11-إن النقابيين لا يزالون يناضلون من أجل الحق النقابي وحرية العمل النقابي داخل المؤسسات العمومية والقطاع الخاص، حيث لا يزال ينظر إلى تكوين النقابات على أنه تحريض للعمال وعائق أمام تحسين إنتاجية المؤسسة الاقتصادية مقابل نظام المناولة واستمرار تردي أوضاع الشغالين حيث تراجع القوانين والمكتسبات الاجتماعية وظروف العمل في إطار ما يسمى بمرونة الشغل مما أدى إلى تراجع العمل النقابي وأداء دوره في ضمان حقوق العمال وتحسين ظروف عملهم في تكامل بين الحقوق والواجبات. وتزداد الحاجة الوطنية لحرية العمل النقابي مع تفاقم ظاهرة إغلاق المؤسسات وتسريح العمال مما اضطر العديد منهم لتنظيم الاعتصامات داخل المؤسسات. إن محاصرة العمل النقابي وتردي أوضاع الشغالين وتهديد البطالة للعديد منهم تزيد في تأزم الأوضاع الاجتماعية وفقدان السيطرة عليها في غياب الحلول العادلة التي تضمن الحقوق المشروعة لكل الأطراف.

12-  إن استمرار حملة المحاكمات السياسية ضد الشباب المتدين بسبب معتقداتهم والتي لم تتوقف منذ صدور قانون الإرهاب اللادستوري في 10 ديسمبر 2003 أي على امتداد أكثر من 6 سنوات، وفي الوقت الذي يتفق فيه المراقبون على عدم وجود ظاهرة الإرهاب في تونس ورغم فشل ما سمي بالحرب على الإرهاب عالميا وظهور مؤشرات على مراجعة الحلول الأمنية لفائدة الحلول السياسية في التعامل مع هذه القضية فإن إصرار السلطة على هذا النهج الأمني سيعمق مشاعر الحقد واليأس لدى هذه الفئة من الشباب مما يهدد استقرار المجتمع ومستقبل البلاد ليتأكد أن الحرية والحوار هما البديل الوحيد لحماية المجتمع واحتضان هذه الفئة من الشباب. ورغم ما يجمع عليه الحقوقيون في تونس من مطالبة بإلغاء هذا القانون اللادستوري ووضع حد للاعتقالات العشوائية والمحاكمات السياسية والتعذيب حيث تضمنت المجلة الجنائية فصولا تجرم مظاهر الاعتداء على الحرمة الجسدية وذلك على الفصلين 101 و103 وينص الفصل 101 من المجلة الجنائية على تسليط العقاب بالسجن مدة خمسة أعوام وخطية على كل موظف عمومي أو شبهه يرتكب بدون موجب بنفسه أو بواسطة جريمة التعدي بالعنف على الناس حال مباشرته لوظيفته أو بمناسبة مباشرتها.

وقد تعرض الفصل 103 من المجلة الجنائية لاستعمال العنف أو سوء المعاملة لانتزاع اعتراف أو تصريح ونص على تسليط عقاب بالسجن مدة خمسة أعوام وخطية على الموظف العمومي الذي يباشر بنفسه أو بواسطة غيره ما فيه عنف أو سوء معاملة ضد متهم أو شاهد أو حريف للحصول منهم على الإقرار أو التصريح أما إذا لم يقع إلا التهديد بالعنف أو سوء المعاملة فالعقاب ينخفض إلى ستة أشهر.

 

منظمة حرية و إنصاف


 

سجين الحوض المنجمي حسن بن عبد الله يشتكي من الظروف السجنية القاسية


السبيل أونلاين – تونس   قال مصدر مطلع أن سجين الحوض المنجمي حسن بن عبد الله عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن المعطلين عن العمل بقفصة ، يشتكي من الظروف السجنية القاسية ، فعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية حُرم من النوم على سرير وينام على الإسفلت في غياب الرعاية الصحيّة اللازمــة خاصة وأنّــه يشتكي من حساسيّة في الأنف والحنجرة جــرّاء الرطوبة والبرد القارص بالاضافة الى الاكتظاظ الخانق داخل غرف السجن .   يذكر أن عائلته قامت بزيارته في السجن المدني بقفصة صبيحة يوم الخميس 11 مارس الجاري .   وسيمثل حسن بن عبد الله أمام المحكمة الابتدائية بقفصة يوم 17 مارس الجاري وذلك بعد جلسة تحقيق مكتبية تمت يوم 3 مارس الحالي .   وصدر حكم غيابي ضد بن عبد الله بـ 10 سنوات سجن على خلفية الإحتجاجات الإجتماعية بمنطقة الحوض المنجمي ، وأودع السجن رغم أن محكمة الإستئناف قد قضت يوم 23 فيفري 2010 بتمتيعه بالسراح الشرطي إلى حين انعقاد موعد المحاكمة .   
 
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 14 مارس 2010 )

على الجزيرة مباشر

ندوة : اغتيال فرحات  حشاد بين عدالة الحقيقة وعدالة القانون

يوم 18-03-2010 الساعة : من الساعة 7 مساء إلى 9 بتوقيت مكة المكرمة

تبث قناة الجزيرة مباشرعلى الهواء ندوة  يدور النقاش فيها حول اغتيال فرحات حشاد انطلاقا من الوثائقي الذي بثته الجزيرة الوثائقية مؤخرا من إخراج جمال دلالي. أما ساعة البث فهي يوم 18-03-2010  من الساعة 7 مساء إلى 9 بتوقيت مكة المكرمة ( من 4 مساء حتى 6 مساء بتوقيت غرينيتش)  
عنوان الندوة : اغتيال فرحات  حشاد بين عدالة الحقيقة وعدالة القانون


المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن “من اجل عودة المهجّرين، نحبّك يا تونس وطنا للجميع” الهيئة الإدارية بيـــــــــان  

انعقدت الهيئة الإدارية للمنظمة الدولية للمهجرين التونسيين في دورتها العادية الثانية يومي 6 و7 مارس 2010 بباريس، وقد تداولت في أجواء إيجابية سادتها الصّراحة والمسؤولية جدول الأعمال التالي: – مناقشة التقرير الأدبي، المقدم من قبل المكتب التنفيذي. – تناول الوضع الهيكلى للمنظمة. – تداول خطة العمل، ومطالب المنظمة خلال الفترة القادمة. لقد تدارست الهيئة باستفاضة الوضع العام للمنظمة منذ المؤتمر، وسجّلت بارتياح تمسك كافة أعضاء المنظمة بهذا الإطار رغم الصعوبات الشديدة التي مرت بها. وأكدت على ضرورة تجاوز النواقص حتى تتمكن المنظمة من القيام بدورها. كما نظرت الهيئة الإدارية في مسألة الاختلاف الحاصل بين السيد رئيس المنظمة نور الدين الختروشي، وبقية أعضاء المكتب التنفيذي، وطرحت ثلاثة خيارات: – الدعوة لمؤتمر استثنائي. – استقالة الرئيس من مهمته. – استقالة المكتب التنفيذي. وبعد تتداول كافة الخيارات وتبعاتها على حاضر المنظمة ومستقبلها، وتقديرا للظروف الواقعية توافق أعضاء الهيئة على الخيار الثاني. وقد تفضل رئيس المنظمة مشكورا، بقبول ما توافق عليه الحضور،  وقدّم استقالته التي قبلت. والهيئة،  تشكر السيد رئيس المنظمة على ما أبداه من تفهم لواقع المنظمة، وحرصه على مصلحتها ومستقبلها، وتقدر له الجهود التي بذلها منذ لحظة التأسيس، كما تحيّي روح المسؤولية التي أبداها كافة أعضاء الهيئة. ونظرت الهيئة في سدّ الشغور الحاصل في رئاسة المنظمة، وأقرّت تأجيل المداولات فيه إلى الهيئة الإدارية القادمة، كما أقرّت أن يواصل المكتب التنفيذي قيادة المنظمة على أن يضبط منسقا من بين أعضائه. كما نظرت في الشغور الحاصل في عضويتها وقرّرت سدّه وفقا للقانون الأساسي، الذي ينصّص على الأخذ بالترتيب، اعتمادا على نتائج الانتخابات الفارطة لأعضاء الهيئة الإدارية. وبعد نقاش، حول خطة العمل ومطالب المنظمة التي قدمها المكتب التنفيذي تمّت المصادقة على ما يلي: 1- تكثيف التواصل مع أعضاء المنظمة بمختلف بلدان تواجدهم إعلاما وتشاورا وتأطيرا، والتأكيد على حرية المبادرة لكافة فروع المنظمة في إطار الضوابط التي حددتها الخطة العامة. 2- التأكيد على توسيع الاتصالات بالمنظمات والجمعيات لمساندة مطلب المهجّرين. 3- القيام بخطوات عملية في اتجاه إسناد حق المهجّرين من أجل استرداد حقوقهم الدستورية في الحصول على جواز السفر والوثائق الإدارية. 4- العمل على إيصال ملف ومطالب المنظمة إلى السلطات التونسية. كما أوكلت الهيئة عدة مهام تنفيذية إلى المكتب التنفيذي لانجازها في أقرب الآجال. وفي الختام توجهت الهيئة بالتحية إلى كافة المساندين والمتعاطفين شخصيات وهيئات وفعاليات، من أجل انحيازهم العادل تجاه قضيتنا، والمطالب المشروعة في ضمان عودة آمنة، كريمة وشاملة لكافة المهجرين التونسيين.  
عبدالرؤوف الماجري    رئيس الهيئة الإدارية باريس في: 6 – 7 مارس 2010
 


الهيئة الإدارية قالت أن رئيس المنظمة قدم إستقالة طوعية

   

ختروشي ينسحب صحبة أعضاء مؤسسين من منظمة المهجّرين التونسيين


 السبيل أونلاين – باريس – خاص   أعلنت المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين أن رئيسها السيد نور الدين ختروشي قدم إستقالته من المنظمة وذلك خلال جلسة عادية للهيئة الإدارية إنعقدت يومي 06 و07 مارس الجاري ، وكشفت لأول مرة عن خلاف نشب بينه وبين أعضاء المكتب التنفيذي غير أنها لم تتحدث عن طبيعته أو أي تفاصيل بشأنه .   ولكن مصادر السبيل أونلاين أكدت أن ختروشي لم يقدّم إستقالة وإنما إنسحب من المنظمة صحبة العديد من المؤسسين .   وقالت الهيئة الإدارية للمنظمة في بيان وصل السبيل أونلاين اليوم الأحد 14 مارس 2010 أنها تدارست ثلاثة خيارات وهي الدعوة إلى مؤتمر إستثنائي أو إستقالة المكتب التنفيذي أو إستقالة رئيس المنظمة :”وقد تفضل رئيس المنظمة مشكورا بقبول ما توافق عليه الحضور وقدّم استقالته التي قبلت” ، حسب نص البيان .   ولم تعيّن المنظمة أو تنتخب رئيسا جديدا لها وعهدت إلى مكتبها التنفيذي “قيادة المنظمة على أن يضبط منسقا من بين أعضائه” إلى أجل لم تحدده .   وأكدت مصادر موثوقة من داخل المنظمة للسبيل أونلاين أن الرئيس نور الدين ختروش لم يقدم استقالته وإنما إنسحب صحبة بعض الأعضاء المؤسسين ولم يتسنى لنا الإتصال به للتعليق على الموضوع ، وسنحاول لاحقا الحصول على موقفه .   وشددت المصادر أن المؤتمر التأسيسي للمنظمة الذي إنعقد في 21 و 22 جوان 2009 هو الذي أعطى الصلاحيات للرئيس وأن الهيئة الإدارية شكلت بعد المؤتمر ولا يمكنها الإضطلاع بقضية إستقالة رئيس المنظمة .   وحسب مصادرنا ينتظر أن يصدر بيان توضيحي من الأعضاء المؤسسيين المنسحبين من المنظمة حول سبب وملابسات وأهداف الإنسحاب “مؤكدين أن الإنسحاب لا علاقة له بمناخ الهرولة نحو السلطة من أجل الحصول على جواز سفر” وفق تعبير المصادر.    ( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 14 مارس 2010 )  

 

جماهير غفيرة وغاضبة تشيع جنازة عبد السلام تريمش في المنستير


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 12. مارس 2010 شيعت جماهير غفيرة قٌدّرت بالآلاف في مدينة المنستير عصر يوم الجمعة 12 مارس 2010 جنازة عبد السلام تريمش الذي أحرق نفسه في بهو بلدية المنستير، مطلقة هتافات سياسية غاضبة تعبر عن الغضب الشعبي من الجهات الادارية التي تسببت حسب رأيها في انتحار الهالك. وقد شهدت المدينة انتشارا أمنيا مكثفا في الأماكن الحيوية والطرق المؤدية إلى مقبرة المدينة.  كما حاول بعض المشيعين الغاضبين اقتحام مقر البلدية ورشق قوات الأمن بالحجارة هاتفين بحياة الزعيم الراحل بورقيبة. و قد علمنا من مصادرنا ان وزير الداخلية قام بزيارة ميدانية سرية الى مدينة المنستير يوم الخميس 11 مارس و عقد اجتماعا في مقر الولاية لترتيب التدابير الأمنية، حتى يتم تجاوز مرحلة الغضب الشعبي.  كما علمنا ان جهات في الحزب الحاكم بالجهة تدرس إمكانية ترشيح احد أقرباء الفقيد ضمن قائمتها البلدية. من جهة أخرى بلغنا من مصادرنا انه سيتم إيقاف الكاتب العام لبلدية المنستير من مهامه الى حين انتهاء التحقيق الذي أذن به وكيل الجمهورية للبحث في ملابسات الحادث. وذكرت مصادرنا أن السلطات الأمنية تتخوف من تداعيات قد ترافق مقابلة كرة القدم التي ستجمع غدا الأحد 14 مارس الاتحاد المنستيري بالملعب التونسي.  لذلك تم ـ حسب مصادرنا ـ إلغاء حوالي 40 مقابلة في الأصناف الشابة حتى تتركز معظم قوات الامن في ملعب مصطفى بن جنات لمنع احداث عنف متوقعة خصوصا ان الفقيد من اشد الانصار حبا للاتحاد و هو احد اعضاء لجنة الاحباء. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 12 مارس 2010)


شاب بسيدي علي بن عون يسكب البنزين على نفسه ومجموعة من المسؤولين


حرر من قبل الهادي الرداوي في السبت, 13. مارس 2010 علمت كلمة ان احد المواطنين من متساكني سيدي علي بنعون من ولاية سيدي بوزيد يدعى معز العبدلّي قد سكب البنزين على راسه وعلى بعض الحاضرين في معتمدية سيدي علي بن عون، وكان من بينهم معتمد الجهة والكاتب العام للجامعة الدستورية ورئيس بلدية المنطقة وهدد بحرقهم وحرق نفسه احتجاجا على اوضاعه الاجتماعية وعلى ما وصفه بسياسة المحاباة والمحسوبية في اسداء القروض الصغيرة. ، وعلمت كلمة ان الشاب المذكور كان من بين المرسمين لنيل قرض فلاحي صغير يساعده على تجاوز صعوباته المعيشية لكن وقع شطبه في اخر لحظة وعوض باحد المقربين من الحزب الحاكم وبعد تدخل السلطات الامنية تم فض الاشكال بناء على تطمينات من اجل الحصول على قرض. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 13 مارس 2010)

فتح باب الترشح لانتداب عمال لشركة قفصة يثير ردود افعال غاضبة


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 12. مارس 2010 قامت مجموعة من الشباب المعطل بمعتمدية المظيلة من ولاية قفصة بعد ظهر الجمعة 12 مارس 2010 باعتراض 3حافلات تابعة لشركة فسفاط قفصة احتجاجا على الشروط التي رأوها مجحفة لانتداب عملة ومختصين لفائدة شركة فسفاط قفصة بكامل فروعها الأربعة بمنطقة الحوض المنجمي.  حيث نص بلاغ الشركة للانتداب الصادر يوم الإربعاء 10 مارس 2010 أن يكون المترشح حاصلا على رخسة سياقة وحاملا لديبلوم ويتمتع بخبرة وسن تتراوح بين 30و35 سنة.  و حسب مصادر خاصة، فقد تم الاتفاق على فتح حوار مع سلطة الإشراف بمعتمدية المظيلة لمناقشة الشروط المذكورة.  إلاّ أن متساكني الولاية، الذين كانوا ينتظرون فتح باب الترشح لعدد كبير من الانتدابات فوجئوا أن الحصص المقترحة لكل معتمدية من معتمديات الحوض المنجمي لا تتجاوز 70 فرصة عمل وهو ما يمكن أن يؤدي حسب بعض المراقبين إلى عودة الاحتجاجات بالمنطقة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 12 مارس 2010)


زياد الهاني عُضو المكتب الشرعي للنقابة الوطنيّة للصّحفيين:

الاحتكام للصحفيين خلال مؤتمر موحّـد هو السبيل الوحيد لإخراج النقابة الوطنية للصحفيين من أزمتها

* إمكانية تشكيل لجنة تحضيرية لإعداد عقد الـمؤتمر خلال الثلاثية الأخيرة من 2010  


في انتظار أن يحسم القضاء في الدعوى المرفوعة من طرف المكتب الشرعي للنقابة الوطنيّة للصّحفيين التونسيين لإبطال مؤتمر 15 أوت المطعون في شرعيّته، وفي الوقت الذي تُشدّ فيه الأنظار للاجتماع المرتقب الذي تعتزم عقده اللجنة التنفيذيّة للاتحاد لدولي للصحفيين في شهر مارس القادم لتحديد موقفها من “نزاع الشرعيّة” بين مكتبي النقابة الوطنيّة الصّحفيين التونسيين (المكتب”الشرعي” والمكتب الذي أفرزه مؤتمر 15 أوت 2009)، تُثار منذ فترة عديد الدّعوات والمبادرات من أجل عقد مُوتمر موحّد ينهي حالة الازدواجيّة الهيكليّة التي تشهدها نقابة الصحافيين في تونس ويتجاوز حالة التصدّع بين أبناء المهنة التي خلفتها التطوّرات العاصفة الأخيرة، كما سعت بالتوازي مع ذلك بعض المنظّمات الدوليّة والإقليمية إلى تقريب وجهات النّظر بين قيادتي النقابة. زياد الهاني عُضو المكتب التنفيذي الشرعي للنّقابة تحدّث للطّريق الجديد عن موقفه من المبادرات الدّاعية إلى المؤتمر الموحّد وتصوّره للآليات التي سيُعقد من خلالها المؤتمر ومُستقبل عمل المكتب الشرعي في صورة رفض الطرف المُقابل لمبادرات الوحدة: الطريق الجديد: ما هو تشخيصك للحالة الراهنة التي تمرّ بها النقابة الوطنيّة للصحفيين التونسيين والقطاع عموما؟ وعمّا استندت الدعوات التي أطلقت مؤخّرا لعقد مؤتمر موحّد للنقابة؟
زياد الهاني: الواضح أنّ هناك أزمة عميقة تشقّ النقابة الوطنيّة للصحفيين التونسيين وتخلق حالة من التصدّع والفرقة بين أبناء المهنة، وهناك تنازع حول شرعيّة تمثيل النقابة بين مكتبين: مكتب مُتمسك بتحمّل مسؤوليّته في انجاز مُؤتمر استثنائي في إطار احترام قانون ونُظم النّقابة بعد الأزمة الأخيرة، ومكتب أنتجه مؤتمر آحادي مطعون في قانونيّته أمام القضاء الذي سوف يبت في الموضوع مجددا يوم 1 مارس في جلسة مرافعة. وهناك إجماع بين عموم الصّحفيين على ضرورة تجاوز هذا المأزق والحفاظ على وحدة النقابة واستقلاليتها، من خلال عقد مؤتمر مُوحّد. وقد تجسّدت هذه الإرادة في مُبادرة أطلقها مجموعة من الزّملاء لهذا الغرض، وهو نفس المطلب الذي تنادي به أطراف مهنيّة دولية وإقليمية. فقد سبق وأن قرر اتّحاد الصّحافيين العرب خلال الاجتماع الأخير لمكتبه الدائم في القاهرة إيفاد بعثة إلى تونس لمحاولة تقريب وجهات النّظر والاتّفاق على موعد لعقد مُؤتمر موحّد. وهو نفس الموقف الذي يتبناه الاتّحاد الدولي لصّحفيين الذي يدعم القيادة الشرعيّة في مساعيها لتنظيم هذا المؤتمر الذي يجب أن يكون ديمُقراطيا وشفّـافا. ط-ج: ما الذي يدعم موقفهم من الناحية القانونيّة في مساندة الدعوات المٌطالبة بمؤتمر موحّد وما هي الآليات التي سوف يتمّ بمُقتضاه عقد المؤتمر؟  
– المكتب التنفيذي الشرعي للنقابة سبق وأن قام في إطار الاحترام الكامل للقانون الأساسي ولنظامها الداخلي بتحديد موعد لعقد مؤتمر استثنائي يوم 12 سبتمبر 2009 لوضع حد للأزمة وانتخاب قيادة جديدة تستمد شرعيتها من عموم الصحفيين. لكنّ هذا الموعد تمّ إجهاضه من قبل الذين كانوا يسعون للاستيلاء على النقابة وإلحاقها بركب المُنظّمات التابعة للتّجمع الدستوري الديمُقراطي، ممّا دفعهم إلى عقد مؤتمر آحاديّ استباقي يوم 15 أوت 2009 . و بالإضافة إلى ذلك كان المؤتمر الأوّل للنقابة المنعقد يوم 13 جانفي 2008 قد صادق على عدّة قرارات من ضمنها قرار بعقد المؤتمر الثاني للنّقابة خلال الثلاثيّة الأخيرة من سنة 2010 ليكون المؤتمر الرابع والعشرين للمهنة. لكن ونظرا لأنّ القانون الأساسي ينصّ على أنّه لا يُمكن عقد المؤتمر الاستثنائي في كلّ الأحوال خلال الستّة أشهر السابقة لموعد المؤتمر العادي، وبذلك يصبح من الناحية العملية عقد هذا المؤتمر الاستثنائي خلال ما تبقى من المدّة التي تفصلنا عن موعد انعقاد المؤتمر العادي للنقابة غير ممكن. لذلك قد يكون من الضروري عقد المؤتمر الموحّد خلال الثلاثية الأخيرة من سنة 2010، والذي سيتمّ من خلاله الاحتكام لإرادة الصّحفيين حتى يقولون كلمتهم الفصل وينتخبون قيادتهم الجديدة. وعلى الجميع أن يحترم خيارهم وينصاع لقرارهم مهما كان. فهم مصدر الشرعية، ولا صوت يعلو فوق صوتهم. ط-ج: لكنّ هناك إشكالات تفصيليّة هامة يمكن أن تواجه مساعي عقد المؤتمر الموحّد كمسألة الإشراف عن المؤتمر وتسييره، فهل تمتلكون تصوّرا جاهزا لتجاوز هذه الإشكالات؟  
– يُمكن تجاوز كلّ الإشكالات التي يمكن أن تعيق عقد المؤتمر الموحّد خاصة فيما يتعلّق بالنقاش حول الشرعيّات بتشكيل لجنة لإعداد المؤتمر، يكون طرفا النزاع ممثلان فيها، على أن يتمّ ترحيل الجدل في النقاط الخلافيّة مثل مسألة الانخراطات وهي بالمناسبة محدودة خلافا لما تم الترويج له، إلى المؤتمر ليكون الصّحفيون هم من يفصل فيها. علما بأنّ طرفي الخلاف جميعهم صحفيّون ونحن لا نرفض وجود الخلاف بين أهل المهنة الذي يبقى علامة صحيّة وحيويّة، ولكنّنا نرفض تدخّل غير الصّحفيين في الخلافات التي يمكن أن تنشأ بين أهل المهنة الواحدة والمصير الواحد.  
ط-ج: هناك من يقرأ مساندتكم لعقد مؤتمر موحد على أنّها تنازل عن صفة الشرعيّة وإقرار ضمني بنتائج مؤتمر 15 أوت؟  
– نحن لسنا طلاّب مواقع، بل مناضلون من أجل لدفاع عن قضايا المهنة. لذلك فانّ الاحتكام إلى الصّحفيين يعزز شرعيتنا وهو مطلبنا الأساسي، لأنّ الصحفيين هم مصدر الشرعيّة وهم أصحاب القرار. والذين لا يملكون حظوظا في صفوف الصحفيين هم وحدهم من يرفض الاحتكام للقاعدة الصحفية خشية منهم من فقد المواقع التي استولوا عليها بشكل غير شرعي.  
ط-ج: هناك مؤشّرات كثيرة تدلّ على أنّ الطرف المُنازع لكم قد لا يقبل بعقد مؤتمر موحّد ويصرّ على إكمال نيابته على رأس النقابة الوطنيّة للصحفيين التونسيين؟  
– الثّابت أن القطاع اليوم يشهد إعادة تشكيل على مستوى الهياكل والبنى، يجب أن لا نغيب عن المساهمة في صياغته. كما يعاني القطاع من عديد المشاكل ويشهد انتهاكات صارخة لحقوق الصّحفيين في جميع مواقع عملهم، خاصة الشبّان منهم، الذين يعمل أغلبهم في شبه وضعيّة استرقاق. وهو ما يتطلب من الجميع الارتقاء بوعيهم إلى جسامة اللحظة، وما تفرضه عليهم من التزامات ورهانات. ونحن نعقد أملنا على أن تتغلب الحكمة ولغة العقل على المصالح الذّاتيّة والارتهانات السياسيّة. إلا أنّنا سنكون مضطريّن في صورة عدم التوفّق إلى عقد المؤتمر المُوحّد والعودة إلى شرعيّة الصّحفيين، لمواصلة نضالنا في الدّفاع عن استقلاليّة النقابة وعن مصالح الصحفيين والانتصار للقانون. وقد أثبتنا مع جموع الصّحفيين الذين خاضوا معركة استقلالية النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، القدرة على التصدي والمُواجهة في ظروف كانت أصعب بكثير مما هو عليه الوضع اليوم، وأننا الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه. ونحن واثقون أنّ الانتصار سيكون في نهاية المطاف للشرعيّة ولإرادة الصّحفيين في أن تكون لهم نقابة مهنيّة مستقلة. حاوره : توفيق العياشي (الطريق الجديد – العدد 168 من 20 إلى 26 فيفري 2010)


سيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية

الدكتور عبد المجيد النجار يا سيادة الرئيس…

 


بقلم نبيل الرباعي* الدكتور عبد المجيد النجار علم من أعلام تونس، خريج كلية الزيتونة والأستاذ بها ، مقيم بفرنسا منذ عشرين سنة، تولّى التدريس بالعديد من الجامعات العربية والأجنبية ، له العديد من المؤلفات ، أستاذ زائر في العديد من الجامعات الأوروبية ، نائب رئيس الاتحاد العالمي  لعلماء المسلمين. تعلقت بالدكتور عبد المجيد النجار أحكام قضائية غيابية بتهمة الانتماء لجمعية غير مرخص فيها (حركة النهضة) ممّا دفعه على الإقامة الدائمة بفرنسا حفاظا على حياته المهنية والأسرية. علمًا وأنّ العديد من التونسيين يعيشون الوضع ذاته، وأغلبهم من أصحاب الكفاءات العلميّة الرفيعة والمكانة المتميّزة ولم يُعرف عنهم سوى الاعتدال في النهج وقبول بالاختلاف في الرأي. تجدد للعديد من المغتربين بعد خطابكم الريادي بمناسبة إعادة انتخابكم رئيسا للجمهورية التونسية وخاصة الفقرة (تونس لا تستثني أحد..) فما كان من الدكتور عبد المجيد النجار إلا أن قام بالعديد من الاتصالات بالسفارة التونسية بفرنسا للحصول على جواز سفر حتى يتمكن من الرجوع إلى بلاده وتسوية وضعيته القانونية، لكنّه لم يستطع إنجاز هذه المهمّة حيث رفضت الاستجابة لطلبه.  أن التيار المناهض لتوجهاتكم والمتواجد بمقر السفارة والمستمد لقوته من بعض الأطراف من ذوي المراكز الهامة داخل البلاد التونسية عرقل كل المساعي التي قام بها الدكتور عبد المجيد النجار. لكن لسائل أن يسأل كيف يمنع الدكتور عبد المجيد النجار من العودة وهو العالم الذي يعتز أي بلد بانتمائه إليه نظرا لمسيرته التاريخية الحافل بنيل الشهادات المثمنة لمسيرته العلمية وبالدعوات الرسمية والغير رسمية للمشاركة في المؤتمرات والندوات العالمية ؟ إن رجوع الدكتور عبد المجيد النجار إلى أرض الوطن يمثّل مكسبًا على جميع المستويات العلمية والاجتماعي لما يتميز به من تكوين علمي وثقافة اجتماعية عاليين من شأن ذلك كله أن يكون إضافة جيدة تستفيد منها البلاد والعباد خاصة وأن من أهم توجهات سيادة رئيس الدولة زين العابدين بن علي تشجيع التحصيل العلمي حيث ما فتئ يولي أهمية كبرى للعلم والعلماء وأكبر دليل على ذلك الإشراف بنفسه على احتفالات يوم العلم. سيادة الرئيس ، نعلم ما تعيرون لأهل العلم من مكانة مرموقة ومنزلة رفيعة، وإنّنا على يقين من أنّ هذا الملفّ وصاحبه سيلقيان من لدنكم كلّ العطف والرعاية والمتابع، علمًا وأنّ الدكتور عبد المجيد النجار قاسى ويلات الغربة لفترة طالت ولا يمكن له أن ينعم بالسعادة رغم ما يلقى من مكانة، سوى على أرض تونس وبين أهله فيها. حرر في تونس 14 مارس 2010 نبيل الرباعي  

النقابي أحمد الكحلاوي في منتدى الذاكرة الوطنية

لهذه الاسباب فشلت محاولات التعددية النقابية


قال النقابي الأستاذ أحمد الكحلاوي أمس على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات إن الحركة النقابية في تونس تميزت بالوحدة التنظيمية، وإن الوحدة النقابية هي سر استمرار اتحاد الشغالين وإن كل محاولات التعدد النقابي باءت بالفشل. وبين أن النقابات الإنشقاقية التي ظهرت على يد الحبيب عاشور سنة 1956 أو محمد الصياح ومحمد سعد سنة 1977 أو عبد العزيز بوراوي سنة 1983 ومحمد الطاهر الشايب سنة 1995 أو تلك التي قام بها الحبيب قيزة لم تنجح وأن دم الزعيم فرحات حشاد وروحه قد يكونا سبب فشل الاتحاد التونسي للشغل والاتحاد الوطني التونسي للشغل والجامعة الديمقراطية للشغل والجامعة العامة التونسية للشغل.. وذكر أحمد الكحلاوي أن اغتيال الزعيم فرحات حشاد على يد المنظمة الفرنسية الإرهابية المعروفة باليد الحمراء كان قرارا سياسيا اتخذه رئيس الوزراء الفرنسي «بيني» شخصيا ونفذته اليد الحمراء يوم 5 ديسمبر 1952.. وأضاف النقابي أمام عدد كبير من المهتمين بتاريخ الحركة النقابية في تونس :» لقد عوقب الزعيم فرحات حشاد لدعمه للثورة الفلسطينية.. وأسيلت دماؤه لزعامته حركة المقاومة المسلحة بتونس وكان الزعيم حشاد مستعدا للتضحية بروحه من أجل الوطن وكان ينتظر أن تسال دماؤه وهو ما ذكرته زوجته التي قالت إنه كان يقول لا بد أن يموت أحدنا ويقصد هو أو الحبيب بورقيبة أو صالح بن يوسف ولكنه هو الذي أريقت دماؤه». وتحدث الكحلاوي بإطناب كبير عن مآثر الزعيم فرحات حشاد وذلك بعد أن تطرق إلى مسيرة الوطنيين الذين ساهموا في تشكل الوعي السياسي والوطني والقومي والاجتماعي في تونس وخاصة عبد العزيز الثعالبي ومحمد علي الحامي والطاهر الحداد والفاضل بن عاشور. تكوين نقابة تونسية مستقلة قال الأستاذ أحمد الكحلاوي خلال منتدى الذاكرة الوطنية إن فرحات حشاد بدأ حياته المهنية سنة 1936 كعامل بشركة النقل بالساحل وأنه انظم في نفس السنة إلى نقابة عملة النقل التابعة لنقابة» س. ج. ت الفرنسية وفي سنة 1940 انتقل للعمل كموظف بإدارة الأشغال العمومية بصفاقس ثم انسلخ عن النقابة الفرنسية وكون نقابة تونسية مستقلة وشهدت نفس الفترة تأسيس النقابات المستقلة بالجنوب وبعدها تأسس اتحاد النقابات المستقلة بالشمال أما الجامعة العامة للموظفين التونسيين فقد كانت سباقة في فرض استقلالها عن النقابات الفرنسية وذلك منذ انسلاخ نقاباتها ( التعليم والأشغال العامة والبريد وما يناهز العشرين نقابة) وذلك في مؤتمرها الذي عقدته في أفريل 1945. وانعقد في 20 جانفي 1946 المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام التونسي للشغل بقاعة الخلدونية وانتخب فيه حشاد أمينا عاما والفاضل بن عاشور رئيسا وتحمل حشاد في جانفي 1952 مسؤولية قيادة حركة المقاومة المسلحة. وأكد الكحلاوي على أن الزعيم فرحات حشاد تميز بوفائه لنهج محمد علي الحامي المؤسس الأول للحركة النقابية وكان يرى أن الاتحاد يجب أن يكون مستقلا عن النقابات الاستعمارية وأن حرية البشر مرتبطة بحرية الوطن. وبين أن حشاد قاد الاتحاد في المعارك الاجتماعية وفي النضال من أجل الحرية وتبوأ مكانة هامة في تاريخ الحركة الوطنية وفي كفاحها من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية مشرفا بنفسه على المقاومة المسحلة.. كما شارك فلسطين في ثورتها خلال حرب 1948 وسهر شخصيا على تعبئة المتطوعين للمشاركة في الدفاع عنها وجمع الأموال لفائدتها وتشكيل اللجان لرعاية العائدين والعناية بعائلاتهم وأقام الجسور نحو المغرب العربي ودافع عن الأمة العربية.. ونظرا لهذه المواقف قررت سلطات الاستعمارية الفرنسية اغتياله. الخلاف اليوسفي البورقيبي عند تطرقه لمسألة الخلاف اليوسفي البورقيبي قال الأستاذ أحمد الكحلاوي الذي اضطلع بمسؤوليات نقابية في نقابة التعليم: «عقدت الحكومة التونسية في سنة 1955 اتفاقية الاستقلال الداخلي التي رفضها الدساترة والوطنيون بأغلبية ساحقة واعتبرها صالح بن يوسف خطوة إلى الوراء لكن بورقيبة قبل بها ودافع عنها بشراسة ونتيجة لذلك انفصل صالح بن يوسف عن الحزب وفعل ذلك بإرادته ثم شكل الأمانة العامة.. أما الحبيب عاشور فقد تطوع لتنظيم مؤتمر الحزب في نوفمبر 1955 بصفاقس ونظرا لأن أغلب الدساترة التحقوا بالأمانة العامة فقد فكر عاشور في دعوة «نقابة البطالين» لتأثيث المؤتمر وهكذا حضره نحو ألفي بطاّل إلى جانب ثلة من الورادنية أصيلي الوردانين الموالين لبورقيبة وانعقد المؤتمر بهؤلاء وأعطى شرعية لبورقيبة كي ينفّذ الاستقلال الداخلي». وأضاف: «في المقابل رفضت المقاومة تسليم السلاح واستمرت في القتال ولكنها تعرضت لجرائم شنيعة: لرصاص المحتل من جهة ورصاص لجان الرعاية التي شكلها مؤتمر صفاقس من جهة أخرى».. وقال متحدثا عن التصفيات المنسوبة للزعيم بورقيبة : «تواصلت تصفية التونسيين حتى بعد الاستقلال التام.. وإن كان لا يصح تسميته بالاستقلال التام لأن فرنسا لم تنسحب سنة 1956 من رمادة ولم تنسحب من بنزرت وأن الجلاء الزراعي لم يحصل إلا سنة 1964 وبالتالي فإن الاستقلال التام لم يقع إلا بعد الجلاء الزراعي.. فبعد خلافه مع صالح بن يوسف اختار بورقيبة تصفية التيار القومي العربي في تونس. وتحدث الكحلاوي عن الانشقاقات التي شهدها اتحاد الشغل وقال «إن الاتحاد عرف منذ مؤتمر الحزب سنة 1955 اتجاها مغايرا حيث انصب اهتمام بورقيبة عليه وترجم هذا الاهتمام بالبطش والتدخل في شؤون الاتحاد وعمل على إقالة أحمد بن صالح وقال للحبيب عاشور عندما عينه على رأس الإتحاد خذ مفاتيح الاتحاد وعندما أقول لك أعدها إليا عليك أن ترجعها.. وفعلا عمل على إقالته.. وتسبب بتصرفاته تلك في حدوث انشقاق كبير داخل اتحاد الشغل ودخل الحبيب عاشور واحمد بن صالح وأحمد التليلي في صراع كبير.. وكان المستفيد منه هو بورقيبة. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 مارس 2010)  


مواطنون: صحيفة ترزح تحت وطأة تكاليف إصدارها

 


الأستاذ سعيد المشيشي    في كل الأنظمة الديمقراطية في العالم ،للحزب الفائز بالانتخابات العامة حكم البلاد وممارسة السلطة عليها، وللحزب أو الأحزاب الخاسرة للاستحقاق الانتخابي حق المعارضة وممارسة نشاطها في النطاق المذكور.فالفوز بالانتخابات يسند حقا مباشرا في ممارسة الحكم،والخسارة تبقي للمعارضة السياسية حقها في ممارسة نشاطها المعارض للحكم القائم. تلك هي النتيجة الطبيعية التي تفضي إليها الانتخابات العامة في جميع البلدان التي تطبق النظام الديمقراطي أو المحسوبة عليه. في بلادنا الأمر خلاف ذلك تماما. فالشعار المرفوع عنوانه تطبيق الديمقراطية ،والتمسك بالتعددية كخيار لا رجعة فيه، في حين يحكم الممارسة منطق الولاء للسلطة القائمة ولا شيء غير الولاء. ومن هذا المنطلق يجب أن يصب أي نشاط سياسي أو جمعياتي في خانة الحكم القائم ،وعلى كل الأطراف (أحزاب ،منظمات، أفراد …) ان تسير في ركاب السلطة بشكل أو بأخر، وبصفة مباشرة أو غير مباشرة،ومن يخالف ذلك يكون جزاءه قاسيا، بدءا من الإقصاء والتهميش ، وانتهاء بالعقوبات الأكثر صرامة و ردعا… إن ما تعانيه صحيفة مواطنون من صعوبات مالية أرهقت ميزانيتها المتواضعة ومن انحسار رقعة توزيعها وعدم انتشارها وعدم قدرتها عن تغطية تكاليف إصدارها يتنزل في هذا الإطار،إذ لا مبرر للضغط المالي الذي ترزح تحته الصحيفة سوى أنها تصدر عن حزب التكتل الذي التزمت قيادته ومناضلوه بخط الاستقلالية والدفاع عن المصلحة العامة انطلاقا من مبادئ وقيم ذات أبعاد إنسانية وكونية مثل الحرية والعدالة والمساواة، والتصاق الصحيفة بهموم ومشاغل المواطن التونسي وما يخدم مصلحته.  ولهذا السبب كان لابد من حرمانها من الدعم العمومي، ما جعل تكاليف إصدارها محمولة على كاهل قيادة الحزب، ولهذا السبب أيضا كان لابد من تضييق مجال انتشارها والحيلولة دون وصولها للقارئ والطرق كثيرة ومتعددة ، مثل تحجيم عدد نسخها عند طبعها، وتسليط سيف مصادرة إعدادها أحيانا وعند الاقتضاء، والتدخل في كيفية عرضها عند بيعها ودسها داخل الأكشاك حتى لا تكون بادية للعيان، وعدم وصولها إلى مشتركيها رغم أن مقراتهم وعناوينهم معلومة أشد العلم…  وتمثل صحيفة  مواطنون عينة من عينات الوضع البائس الذي تعاني منه الصحافة المستقلة في بلادنا. وفي هذه الحالة لا يسع المرء إلا الاستغراب من الفجوة العميقة بل والتناقض الصارخ بين الخطاب الرسمي وما يطلقه من مقولات حول التمسك بالخيار الديمقراطي وفسح المجال للمعارضة السياسية للعمل في نطاق المسار التعددي، وما يمارس على أرض الواقع من تهميش ومحاولات إسكات لكل صوت لا يتماشى مع نهج السلطة وغير منحاز لسياستها. إن تطبيق النظام الديمقراطي و التعدّدي الحقيقي ليس مجرد شعار تصدع به الآذان بمناسبة وبغير مناسبة، وليس نصوصا قانونية وإدارية نظرية محنطة لا تتجاوز رفوف المكاتب والأجهزة التي تصدرها، وإنما يتمثل في التمشّي الديمقراطي في أعمال وأفعال مرئية ومحسوسة تمارس على أرض الواقع وبصفة دائمة ومسئولة. إن حزب التكتل الديمقراطي (قيادة وقواعد) يؤمن تمام الإيمان بالتمشّي والتدرج في تطبيق النهج الديمقراطي.ولم يدخر الحزب جهدا في دعم هذا النهج والدفاع عنه. كما انه  تنظيم سياسي وطني منخرط فعليا  في منظومة المشروع الديمقراطي الوفاقي، ولا أدل على ذلك من مشاركته بحماسة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة رغم تأكد مناضليه المسبق من محدودية النتائج التي سيحصلون عليها للظروف المعلومة الحافة بالمسالة، ووعيهم بمحدودية التمثيل النيابي المخصص لأحزاب المعارضة في البرلمان. كما أن الحزب مُقر العزم على المشاركة في الانتخابات البلدية المزمع عقدها خلال شهر ماي القادم مع وعيه التام بالتحديات والعراقيل التي تنتظره لخوض هذا الغمار. وتتميز قيادة الحزب بالعقلانية وبعد النظر في التعاطي مع الشأن الوطني والسياسي ما ميز مواقفها في معظم الأحيان بالثبات وعدم التشنج. ويعتمد الحزب  في علاقته مع جميع الأطراف وخصوصا السلطة الحاكمة على تبني مقاربة الحوار وسيلة وأداة لمعالجة القضايا القائمة، كما يتبنى مبدأ الاحتكام لمؤسسات الدولة لفض الخلافات طبق الإجراءات والصيغ القانونية والشرعية والسياسية المنطبقة. وينتظر الحزب من الجهة المقابلة التعامل معه وفق هذا المنظور. ولا يحصل هذا الأمر بمجرد تصريحات ذات طابع عام تصدر هنا وهناك وإنما باتخاذ إجراءات علمية وملموسة مثل إقرار الدعم العمومي في ظروف طبيعية ودون عرقلة، واتخاذ إجراءات أخرى على أكثر من صعيد ليتمكن الحزب من القيام بمهامه وأنشطته التي بعث من اجلها. لقد ولدت صحيفة  مواطنون في ظروف عسيرة .ولولا إصرار قيادة الحزب وإطاراته ومحرري صفحاتها من رموز النخبة الوطنية المناضلة لتم الإجهاض عليها وإسكات صوتها منذ مدة.غير أن المجهودات الذاتية لم تعد كافية لوحدها لمواصلة إصدارها وبقائها على قيد الحياة. إن الدعم العمومي لصحيفة مواطنون بقدر ما يمثل حاجة ملحة لهيئة تحريرها لمساعدتها على القيام بمواصلة عملها في الإعلام الحر والمستقل الذي يمثل حقا للمواطنين، فان للسلطة أيضا مصلحة موضوعية في إقراره لأنه يؤكد مدى مصداقيتها في سعيها الفعلي لتكريس الديمقراطية بصفة عملية وترجمتها على أرض الواقع.
(المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 130بتاريخ مارس 2010 )


بلدية قصورالساف اغتصاب أراض ومعاناة أهالي منذ 14 سنة؟ و قرارات هدم تنفذ على من ليس لهم أكتاف؟

* من يوقف هذه المظالم؟؟

 


تداخلت الملفات ، واختلطت الأوراق بعضها ببعض..تشابكت الأمور إلى حد لا يوصف..انتشر البناء الفوضوي في كل مكان، وكثرت التجاوزات إلى درجة أن البعض صار يغتصب أرض الآخر، ويتعدى الأمر إلى  ما هو أدهى وأمر،إلى البناء في الطريق العام في ظل غياب سلطة الإشراف التي تتمثل في النيابة الخصوصية العاجزة عن معالجة مثل هذه الأمور، فلا الوقت كان مناسبا، ولا الأعضاء أنفسهم الستة بقادرين على الإحاطة بمشاغل المواطنين بعد حل المجلس البلدي منذ صائفة2008، حين تدهورت الأوضاع وباتت من السوء إلى درجة  أن يقع اتخاذ قرار الحل من أعلى هرم في السلطة.. ولعل ما يقع كان نتيجة للتداعيات الموروثة في انتظار أن يحل موعد الانتخابات البلدية، وحتى ذلك الحين، يقع تسجيل عديد التجاوزات والخروقات من السلطات البلدية، دون تحريك ساكن من طرف من لهم حق الضرب على أيدي العابثين بالقانون..  وأي قانون في مدينة تحكمها  الفوضى العارمة! فالسلطات المحلية تصنف ذوي الهمم العالية والنوايا الحسنة ، وكل من يغار على البلاد وحقوق العباد بالمعارض والمناوئ ، ً، والجاذب للخلف لمسيرة التنمية بالمدينة..  وأي تنمية، وأي مدينة.. في ظل استقالة الجميع، وترك الحبل على الغارب، لتنهش المنطقة نهشا، وتضيع حقوق الخلق، بما لم يشهده التاريخ في فتراته الحالكة.. *سرقات لمصادر رزق مربين وإصابات خطيرة للبعض منهم: على أطراف قصور الساف ، وبضواحي ً رجيش ً، جدت في 3 مناسبات متتالية سرقات استهدفت رؤوس مواشي من أغنام وأبقار، حيث عمد الجناة ، وبحوزتهم أسلحة بيضاء، إلى تعنيف المربين الذين تفطنوا إلى وجودهم ، وتحميل المسروق، واللوذ بالفرار، ليقع تحويل أحدهم إلى قسم الإنعاش بالمهدية، في ظل رفض السلطات الأمنية الخروج لنجدة المواطنين ليلا وفق قوانين لا تخول لهم مغادرة مراكز الأمن المغلقة وقتها ،و في انفلات أمني صار لا يخفى على أحد أمام تزايد السرقات التي تستهدف المربين الذين لاحول ولا قوة لهم مع ماتشهده الأعلاف من التهاب في الأسعار ، لتشتد الحدة عليهم من طرف عصابات تضرب بقوة في جهة المهدية و أريافها. * اغتصاب أراض وبناء فوضوي بدعم من السلطات : المواطن ً عزا لدين بن علي الإمام ً ، من متساكني  ًسلقطة ً، من ولاية المهدية ، اغتصب أحدهم أرضه منذ 14 سنة، وتعمد فتح طريق فيها لإقامة بناية ذات طوابق ضاربا عرض الحائط بكل القرارات والشكاوي، ليبقى الحال على ماهو عليه، برغم الالتجاء للقضاء ولكل الوسائل المشروعة لتبليغ صوته إلى أعلى هرم في السلطة، لكن دون جدوى، وليتعرض مؤخرا إلى اعتداء مماثل من قبل عم المعتدي الأول،  فيفتح بابا على أرضه، لتبقى السلطات المحلية والجهوية تراقب دون تدخل لوقف ما يتعرض له هذا المواطن من مظالم في دولة القانون والمؤسسات… نفس الشيء  تعاني منه عجوز تقطن وسط مدينة قصورا لساف بجوار مقام الولي الصالح ً سيدي عبد الرحمان ً ، حيث عمد جار لها إلى إحداث حمام دون الحصول على رخصة في البناء، وحتى إن حصل عليها، فهي ذر للرماد في العيون، لأنه لم يراع مثال التهيئة، ولم يقم بترك المسافة القانونية على غرار البنايات المجاورة له. هذه العجوز التي لا سند لها ترزح تحت نير الاستضعاف والاستذلال، ولم تجد من حلّ غير البكاء في صمت، ورفع يديها عاليا إلى السماء، تشكو طول قهر وظلم و غبن، في دولة القانون والمؤسسات… نفس الحالة لعائلة تضم 3 معاقين، منهم المقعد والعاجز عن الحركة، وهم ً أولاد بن نجيمة ً، من أعرق العائلات حسبا ونسبا، تدور عليهم الدوائر، ليقع اغتصاب أملاكهم من أحد الوافدين على ضاحية ً المناقع ً الساحلية، ليقيم بناية دونما ترخيص بإيعاز من السلطات البلدية المحلية، مقابل ما تتناقله الألسن في الجهة، في مظلمة بل قل مظالم لم يعهدها الأهالي أيام الاستعمار ونيره.. و كل ذلك يتم في دولة القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان ورعاية المسنين والمعاقين، من قبل فئات ضالة تدنس  و تسيء لما تحقق في عهد هو بريء وفي حل مما يقع، ومن الواجب التدخل بكل حزم وصرامة لفرض سلطة الدولة، خاصة أمام تمادي البعض ممن عمدوا مؤخرا إلى شراء بعض الضمائر المريضة، والبناء جهرا وأمام الملأ في مناطق يمنع فيها البناء، شأن الذي أقام بناية وسط الطريق العام من الجهة الحزامية لمدينة قصورا لساف، والحال أن قرار هدم صادر بشأنه، لم يطبق الى حد الساعة، بينما طبقت قرارات جائرة ومصطنعة استهدفت مواطنين بسطاء، على غرار ماتم انتزاعه بدون قرار أو حق لعشرات الهكتارات المزمع إقامة مشروع المصب المصيبة فوقه.. فهل ثمة من يسمع هذا النداء عبر ً مواطنون ً، ويبلغ لرئيس الدولة ما يجري في هذه المدينة التي يشهد لها التاريخ بنضالها الممضى بدماء أبنائها ، ونشهد به عبارات الرئيس نفسه أيام زار جهة المهدية، كأروع شهادة.؟؟                                                                                 * صــابـــر * (المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 130بتاريخ مارس 2010 )  


  رأي 
ملاحظات في التلفزة

إذا كان معدل الوقت الذي يقضيه الفرنسي في مشاهدة التلفزة ثلاث ساعات ونصف يوميا فان المعدل عندنا قد يبلغ العشر أو أكثر في اليوم الواحد وذلك على مدار العام .وإذا ما حلت المناسبات الرياضية فان المعدل يتجاوز ربما الخمس عشرة. ومن الأسباب المهمة لذلك هو قلة تكلفة تلك البرامج في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة وقلة تكلفة برامج الكرة تلك تسمن من جلوس وتغني عن التنوير لأذهان المتفرجين الذين لا يجدون في الغالب من وسائل للترويح عن النفس سواها.ولا اعني بذلك ان كرة القدم لعبة غير جميلة بل إنها في حد ذاتها لعبة تسر الناظرين .فالجزاء الحسن فيها فوري النتيجة والجزاء السيئ سريع أيضا.إضافة إلى قيمتها التربوية …جماعية المجهود ..الخ .لكن أتساءل لماذا لا تحظى لعبة ممتازة بالعناية نفسها من وسائل الإعلام المذكرة ؟ علما بأنها تستدعي من التدرب والتحضير البدني ما يقارب ما تفرضه كرة القدم(خسر البطل العالمي أناطولي كاربوف  لقبه حين نازل خصمه وهو غير ذي لياقة بدنية كافية قبيل افتتاحها .. وكان قد بقي بطلا أكثر من عشر سنوات ابتداء من أربع وسبعين ).وبالإضافة إلى رياضة البدن فيها نجد صقلها للتفكير والتعلم بواسطتها لتقديم المهم على الأقل أهمية او عديمها ومن البرامج الضحلة  والقليلة التكلفة بالخصوص ، تلك التي تبث “الغسيل المتسخ ” لبعض المواطنين ” المغلوبين على أمرهم وتقوم تلك القنوات بالقيام مقام المجموعة الوطنية متمثلة في القضاء ، بحل مشكلاتهم إن استطاعت .. وتأمل في ما يهدر من ساعات طويلة جدا ويومية للبث  الشعب دافع ثمنها ولا تقدم سوى تحليلات التحليلات الكروية وتحقيقات تحقيقات التحقيقات في حين لا “تمنح ” دقيقة واحدة في السنة لأصوات أحزاب المعارضة أي الذين لا يقولون “نعم .نعم ” دائما وأبدا.بل يقولون لا بملء الفم حين تجب قولة اللا ونعم حين تجب النعم .وما دام ذاك دأب تلك الوسائل ، فكيف نعجب لميل كثير من الوطنيين إلى مشاهدة بعض القنوات العربية والصحف ..وهي التي لا تقل غثاثة وعدم احترام للمتفرجين باستخدامها احدث الطرائق وكدت أقول أخبث السبل لنشر الاتجاه الآحادي . خذ لك مثلا  “الجزيرة “وما أدراك ما الجزيرة .إنها أصولية الاتجاه وما الرأي والرأي الأخر إلا مثل للديكور المتقن.إنها وهابية المذهب .وقد صرح الصحافي التونسي غسان بن جدو منذ شهرين تقريبا لقناة “دريم الثانية ” بما يلي : “إن السلطة القطرية لا تتدخل إطلاقا في عمل الجزيرة “.ولقد كان صادقا في ما قال ولماذا صدقته ؟ لأن السلطة تلك تعلم علم اليقين إن العاملين في الجزيرة هم إلا أصوليون أو أشباه وهؤلاء الأخيرون يتظاهرون ، ربما، ويدارون من اخل سيادة الدولار وسعادة الأورو وفخامة السترلينق .. وها علماء الدين ، وهل يوجد  في إسلامنا هذا المصطلح؟ هاهم يتحدثون عن كل شيء ولا يتحرجون…إلى حد أن احدهم أتى بتسجيل صوتي للمعذبين في الآخرة وقال إنّ عالما روسيا أوصل مسباره إلى كرة النار في وسط الأرض وسجل الأصوات وباع سرا اكتشافه إلى أمريكي .فظهر لعالم الدين ذاك أن انه ضجيج المعذبين في الآخرة والدليل الإضافي عنده أن أكثر أصواتهم هي أصوات النساء .وعلق بان الحديث يقول إن أكثر أهل النار النساء. ألا قليلا من التنوير يا أيتها الوسائل الإعلامية للتخفيف على الأقل من تلك  الكوارث  
عبد الرحيم الماجري  
(المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 130بتاريخ مارس 2010 )  


 

صور من الحياة
يوسف الجربي

الصورة الأولى : النقل العموميّ نقمة… كان البرد شديدا وكانت الأمطار تنهمر ذات مساء في محطة الحافلات ،التجأ الركاب الذين طال انتظارهم إلى الأشجار وإلى ستائر الدكاكين وقد اشرأبت أعناقهم متطلعين إلى الممر الذي تقبل منه الحافلات، وعندما تطل حافلة يهرع إليها الركاب من كل صوب وحدب وينتصبون أمام الباب أرجلهم تسبح في بركة موحلة وأجسادهم تختزن المطر المنهمر وهم يصرخون “حلّ الباب…المطر بللنا !!! “والقابض والسائق يتطلعان إلى ساعتيهما وكأنهما يعلمان الجمع بأن موعد فتح الباب لم يحن بعد…وبعد لأي انفتح الباب فتدفق الركاب نحوه كموجة…يتدافعون ويئنون ويصرخون وكأنهم في يوم الحشر…وكثر الهمز واللمز واللمس…انتحيت ركنا آمنا داخل الحافلة وبقيت أتأمل سيدة…ما شاء الله !!!،التفت حولها مجموعة من الذئاب تتجسسها وتتلمسها وتتحسسها باحثة عن الورق بين طيات الثياب أو عن اللحم الناعم وهي تبسمل… وتحمدل… وتصلي على النبيّ…حريصة على حفظ  حقيبتها وجيوبها من الأيادي الآثمة…تاركة الباقي لتلك الوحوش تنهشه نهشا …فلا حول ولا قوة إلا بالله !!! الصورة الثانية : المواعيد الكاذبة… وقف مواطن كريم أمام لافتة كبيرة في محطة الحافلات كُتب عليها : “مواعيد خروج الحافلات ” ثم نظر إلى ساعته واستدار فوجد مراقبا منتصبا ببزته الزرقاء الداكنة فسأله : _ خوي !!! كار الحداش وقتاش تخرج ؟ _ في العادة تخرج الحداش ونصف… _ توّا نصف النهار وربع !!! _ اليوم توخّر شويّ…على خاطر برشا كيران هزّوا جماعة التجمّع للاجتماع !!! ما يدعو إلى الاستغراب هو الأريحية والتلقائية والعفوية والثقة التي أجاب بها المراقب … الصورة الثالثة : لا رفاهة في كار” الكنفور” امتطيت ذات يوم حافلة من نوع “الكنفور” أي حافلة تتوفر فيها الرفاهة للركاب كالكرسي المريح والمكيف والتلفزة…فلم أجد حتى الكرسيّ …فسألت القابض : “أين الرفاهة في هذه الحافلة ؟ أجاب مبتسما : احمد ربي وقول  :”الله يديم علينا هذه النعمة !!! قلت :كيف أحمد الله على نعمة لم أنعم بها ؟؟؟ قال: لو توفرت الرفاهة الحقيقية لأصبحت الحافلة مكتظة كبقية الحافلات لأن المواطن سيدفع الإضافة مقابل الرفاهة… قلت : أحمد الله على أنني ركبت في حافلة لا اكتظاظ فيها وأستخلفه في الفارق الكبير الذي دفعته !!! (المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 130بتاريخ مارس 2010 )


أدب المعارضة يحمي الوطن

  


                                                                                                                                                  هذا الملحق ديدنه إباحة أدب المعارضة الذي لم يعد تهمة ! ولا ممنوعا في تونس “الديمقراطية” ! ولم يعدْ من يكتبه موصوفا بالمناوئ ! ولا بالمعادي  ! بل صار أدب المعارضة مشروعا لأنّ المعارضة هي التي تحمي الوطن، فما من بلاد بلا معارضة إلاّ ويكون حاميها حراميها . المعارضة ثلاثية الأبعاد لا في الفضاء الافتراضي بل في المتوقع والواقع والماضي .. وهي : 1)    المعارضة في المتوقّع : تكون معارِضَةً لذات المعارضة، وهي التي تجعلني أنسحب عن التكتّل الّذي أنتمي إليه إذا صار سلطة حاكمة (لا قدّر الله) وانسحابي عنه لا يكون لحزب يواليه بل لا يكون إلاّ لحزب يعارضه باعًا وذراعا .. حتّى أظلّ مصداقا لما جاء في أوّل ديوان شعريّ يعلن عن نفسه بأنّه من أدب المعارضة وقد صدر في تونس سنة 2008 وعنوانه : (نعم .. أنا معارض ! أعارض الديكتاتورية والدولة الدينية) حيث جاء فيه قول الشاعر : نعم .. أنا معارضٌ ! أغري بها صندوق الاقتراعْ أقولها ملءَ كياني والرؤى والعشق، والسماعْ ما عاد قولها جريمةً .. بل إنّه ارتفاعْ ما عاد عارًا قولها بل شرف للدّفع والدّفاعْ عن وطني .. والبدءُ بالمعطلين البدءُ بالجياعْ بالقابعين في سجون الرأي .. كيف يسجن الشّعاعْ ؟ يسجنه الدجى لأنّ الضوءَ حينما يذاعْ مخالفا للآخرين دائما يُورّث الصداعْ !  لمن يريد أن يكونَ وحده كالسيّد المطاعْ 2) المعارضة في الواقع : تكون معارضة للديكتاتورية وهي التي تجعلني أنادي بالتخلّي عن النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني لأنّه أقلُّ احتمالا للخطإ .. وأبعدُ استغلالا للكراسي حيث يتشبث عشاقها بها إلى الحدّ الذي تتحوّل فيه الدولة من جمهورية إلى رِمْلُوكِيّة أي : (رئاسة ملوكية) . 3) المعارضة في الماضي : تكون معارضة للدولة الدينية وهي التي تجعلني أقطع معها بلا انقطاع ! أقطع مع المناداة بعودة الخلافة ! فالخلفاء الراشدون ثلاثة أرباعهم ماتوا مقتولين. فهل في ذلك ما يوحي برشد القتلة ؟ أم فيه أدلّة لا تقبل الجدل في أنّ الدولة الدينية أي التيوقراطية تساوي القتلة .. تساوي الإرهاب ؟ بل الإرهاب المطلق كالمتشددين والغلاة الذين يريدون إسرائيل دولة يهودية، وبذلك تكون منطلقاتهم دينيةً .. والدين كتوظيف في الحكم والسلطة المطلقة – بصفة عامة – يتنافى مع الديمقراطية .. وينفي كأوّل ما ينفي التداول على السلطة .. والتداول لا يسمح للسلطان بتجاوز الحدود حتّى إذا سمح هو بذلك لنفسه منعته القوانين إلاّ أن يكون ذلك في الوطن العربي خاصة حيث يكون الدين هناك في المنحى المعاكس للديمقراطية بكلّ ما في المعاكسة من شراسة وقمع حيث يكرّس سلطة الفقيه ! فليبق الدين لله – إذن – ولا حقّ لأيّ كان أن يوظفه سياسيًا لحكمه وأحكامه ومحاكماته .. ولْيبقَ الوطن للجميع .. فالوطن الديمقراطي يرفض الديكتاتورية والدولة التيوقراطية المستبدة وينقطع لمعارضتهما معًا .. وبلا انقطاع . ثمّ إنّ أدب المعارضة في المجتمع المدني لا يعارض النظام بل لا يعارض إلاّ الفوضى الّتي تنطلق رأسا من تجميد القانون وتفعيل التعليمات، ومعروف أنّ التعليمات هي نوع من إعلان الحكم العرفي، أو هي نوع من حالة الطوارئ، ونحن في تونس نرفض العرف بدءا من الزواج العرفي، ومرورا بالعرف الإداري، وانتهاء بالعرف السياسي . كما أننا في تونس لم نلتجئ إلى إعلان حالة الطوارئ إلاّ في أحداث الخبز سند 1984 حيث أحسست بعينين اثنتين أحسّ بهما في وجهي أنّ الحريق يلتهم تونس، وأنّ أغلب الذين أشعلوه هم من المراهقين الذين عبّروا عن مآسي عائلاتهم أكثر مما عبّر ذووهم عن مآسيهم وآلامهم وأحزانهم واحتياجاتهم للخبز .. وقد طفا-  يومها – على السطح ما مخبّأ خلف الخبز من حقدِ اجتماعيّ وعداء سياسيّ ! نرجو أن لا يكون مخبّأ خلف خبز آخر من نوع آخر .
(المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 130بتاريخ مارس 2010 )


حوارات – الجزء الثاني من حديث الشيخ الغنوشي لصحيفة ” الأحرار”

الجمعة, 12 مارس/آذار 2010  


حاوره الصحفي : عامر محمود – التجارب الإسلامية في‮ ‬السودان وأفغانستان وإيران أحبطت الشعوب وشككت في‮ ‬صلاحية الحركات الإسلامية عندما تصل إلى السلطة – الإسلاميون في‮ ‬تركيا‮ ‬يخافون من أمواج العلمانيين العاتية لكن تجربتهم تثبت نجاحا‮ ‬يبهر العالم – أغلب عمليات العنف التي‮ ‬ترتكبها التنظيمات الإسلامية تأتي‮ ‬كرد فعل لقسوة الحكومات – الأنظمة الحاكمة في‮ ‬الدول الإسلامية تتغني‮ ‬بالديمقراطية ليل نهار لكنها لا تقبل التنازل عن السلطة إلا بالقوة – ‬نتائج الانتخابات في‮ ‬بلادنا العربية معروفة سلفاً‮ ‬وهدفها تثبيت الحكومات المستبدة – ماذا عن التحديات السياسية؟ ‮- ‬على صعيد التحديات السياسية الاستراتيجية‮ ‬يمكن اعتبار التحدي‮ ‬الإسرائيلي‮ ‬وتحالفاته أخطر على المشروع الإسلامي‮ ‬وعلى مصير الأمة جملة فكل محاولة لتسويغ‮ ‬التعايش معه بدل مقاومته حتى انهائه وتخليص الجسم الإسلامي‮ ‬من سمومه هو التهلكة بعينها باعتبارها تعايشا مع كيان شرعية وجوده قامت ولا تزال على تفسيخ كيان الأمة،‮ ‬فهو عمى استراتيجي‮ ‬وخطيئة شرعية كبرى‭. ‬بينما مقاومة هذا العدو الإستراتيجي‮ ‬المهدد لكيان الأمة بالتفسخ تمثل وظيفة أساسية من وظائف إحيائها على نحو أنه لو لم‮ ‬يكن هذا التحدي‮ ‬قائما لوجب استحداثه من أجل أداء تلك الوظيفة،‮ ‬بما‮ ‬يستفز قواها ويوحد صفها على اختلاف توجهاتها‮.‬ ويبقى التحدي‮ ‬الخلقي‮ ‬الروحي‮ ‬المتصل بجوهر الكيان الإنساني‮ ‬والمقوم الأساسي‮ ‬لشخصية المسلم وعليه مدار سعادته في‮ ‬العاجل والآجل،‮ ‬فعلى قدر تحقق المسلم بقيمة التقوى،‮ ‬بمعنى الحضور الإلهي‮ ‬الحي‮ ‬الفاعل في‮ ‬فكره وشعوره وسلوكه وعلاقاته‮ ‬يكون حظه من الإسلام وتكون منزلته عند الله سبحانه ‭” ‬تلك الجنّة نورثها من عبادنا من كان تقيا‭ “‬وأخيرا وبالتبعة لكل ما تقدم من تحديات‮ ‬يمكن اعتبار الشورى من أهم التحديات التي‮ ‬تواجه الجماعات الإسلامية والأمة الإسلامية عامة هذا التحدي‮ ‬الذي‮ ‬كان أول الفشل والخلل في‮ ‬حياتها ومنه دخل الوهن والتفتت والضعف كل جوانب حياتها‭. ‬فكانت‮ “‬صفين‮” ‬البداية حيث كان الحسم فيها للخلاف حول السلطة للسيف وليس للسياسة وشورى المسلمين،‮ ‬مذ ذاك وحتى‮ ‬يومنا هذا لم تنجح أمتنا في‮ ‬إدارة اختلافها راشديا أي‮ ‬من طريق الشورى والسياسة وليس من طريق القوة والغلبة حتى أفضت خشية الفقهاء من تبدد كيان الأمة جراء ما تفجر فيها من فتن بسبب‮ ‬غلبة منطق القوة على منطق السياسة وتعطّل قيمة الشورى،‮ ‬الى الإقرار بالتغلب أساسا لشرعية الحكم كما سجلته المقالة الشنيعة المأثورة على الفقهاء‭”‬من ظهرت شوكته وجبت طاعته‭” ‬وهو ما ظل‮ ‬يعمل ضعفا في‮ ‬الإجتماع الإسلامي،‮ ‬فساد التقليد في‮ ‬الفقه والجبر في‮ ‬الإعتقاد والصّوفية الأساس لسلطة الشيخ في‮ ‬التربية،‮ ‬وكان الإستبداد في‮ ‬الحكم تاج كل ذلك ومغذي‮ ‬استمراريته،‮ ‬بينما أمكن لأهل الضفة الأخرى الغربية أن‮ ‬يعالجوا فكريا وسياسيا أنظمة الإطلاق عندهم بما نقل شرعية الحكم الى شعوبهم عبر آليات متفق عليها تنص عليها دساتير ديمقراطية،‮ ‬ظل المسلمون متجهمين لها الى حين بحكم مصدرها الأجنبي‮ ‬غافلين على شوراهم التي‮ ‬ظلت كسيحة بلا رجلين تمشي‮ ‬عليهما بما أفرغ‮ ‬معناها حتى حصرت في‮ ‬موعظة‮ ‬يلقيها شيخ جرئ على سلطان‮ ‬غشوم حبّذوها في‮ ‬السر،‮ ‬وكان حريا بهم الى اعتبارها حكمة نحن أولى بها ما دام ليس في‮ ‬آلياتها ما‮ ‬يصادم تعاليم ديننا بل‮ ‬ينقلها من النظر الى التطبيق‭. ‬ومع ما حصل من تطور عام في‮ ‬الفكر السياسي‮ ‬للتيار العريض تيار الوسطية الإسلامية في‮ ‬اتجاه القبول بالنموذج الديمقراطي‮ ‬باعتباره بضاعتنا التي‮ ‬ردت إلينا والدواء الناجع القاطع لدابر علة المسلمين الكبرى الاستبداد،‮ ‬فلا تزال قيم الشورى الديمقراطية في‮ ‬الوسط الإسلامي‮ ‬لم تترسخ بالقدر الكافي‮ ‬في‮ ‬الثقافة الإسلامية نظرا وممارسة وهو ما‮ ‬يفسر تعسّر الإدارة الحضارية لما‮ ‬ينجم من اختلافات هي‮ ‬من طبيعة البشر إن على صعيد الدول الإسلامية أوعلى صعيد الجماعات الإسلامية بسبب عدم التمييز الدقيق بين ثوابت الدّين التي‮ ‬لا‮ ‬يجوز الإختلاف حولها وهي‮ ‬محدودة وواضحة وبين مواطن الإجتهاد والسياسة مما‮ ‬يجوز حوله الإختلاف،‮ ‬الخلط بين المجالين كثيرا ما كان مبررا وسندا إما للتحجر والضيق بالخلاف ومصادرة الرأي‮ ‬أو دافعا الى التمزق والانشقاق،‮ ‬وما حصل في‮ ‬التجربة السودانية والأفغانية والإيرانية والصومالية والجزائرية والمصرية وغيرها من تمزق للصفوف لدرجة تحارب الإخوان‭. ‬هو نتيجة من نتائج الفشل في‮ ‬مواجهة تحدي‮ ‬الإختلاف الذي‮ ‬ابتلانا الله سبحانه به‮ ‬‭” ‬وكذلك جعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون؟‭” ‬وأمرنا أن نصبر على إدارته شوريا‮ “‬وأمرهم شورى بينهم‮”. ‬ ‮- ما الأولويات الرئيسية التي‮ ‬يجب أن تركز عليها الحركات الإسلامية فى الوقت الحالى؟ ‮- ‬لقد أصّل شيخنا القرضاوي‮ ‬فقه الأولويات منطلقا من الكتاب والسنة،‮ ‬سواء أكان ذلك في‮ ‬مستوى عقائد الإسلام فهي‮ ‬متفاضلة في‮ ‬الأهمية وعلى رأسها الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر،‮ ‬أم كانت في‮ ‬مستوى الأركان والواجبات والمحرمات ففيها أولويات‭. ‬وما من شك في‮ ‬أن تبليغ‮ ‬ذلك الى الناس من أولويات الحركات الإسلامية،‮ ‬بما‮ ‬يحقق صلاح الناس في‮ ‬أنفسهم،‮ ‬عقيدة وعملا،‮ ‬وتأهيلهم ليكونوا مصلحين لمن‮ ‬يليهم من أسرة وجيران وأصحاب‭. ‬أفرادا وجماعات وإن من أولويات الحركة الإسلامية بعد ذلك مواجهة التحديات المذكورة سالفا‮.‬ ‮- ‬انتم متهمون بالرغبة فى تحويل الوطن العربى الى جزء من دولة الخلافة،‮ ‬وأن برنامجكم الحقيقي‮ ‬هو تطبيق الشريعة تحت شعار‮ “‬الإسلام هو الحل‮”..  ‬ما ردك؟ ‮- ‬تهمة لا نبرأ منها،‮ ‬ليتنا نستطيع ذلك أو حتى شيئا منه‭. ‬ولكن للأسف ذلك ليس متاحا،‮ ‬فالقوى الدولية التي‮ ‬أسقطت آخر مظلة استظل بها المسلمون،‮ ‬الخلافة العثمانية وفارضة التمزق على الأمة في‮ ‬حوالي‮ ‬ستين دولة هم قائمون على حراسة تلك الشظايا لمنعها من التوحد وحتى التقارب مجددا‭. ‬نحن على أتم اليقين أن الإسلام وحده هو الحل لمشكلات أمتنا بشرط أن‮ ‬يفهم على حقيقته ويطبق بجد كما طبق لعصور طويلة وإن مع نواقص‮.   ‬ ‮-بصراحة شديدة كيف تقيم تجربة الحركات الاسلامية التى وصلت للحكم سواء ما حدث فى اليمن او الاردن او العراق وفلسطين والمغرب وتركيا،‮ ‬والسودان،‮ ‬والجزائر واخرها الصومال؟
‮- ‬عموما ليس في‮ ‬هذه التجارب ما هو مشجع وناجح‮ ‬غير التجربة التركية التي‮ ‬لا تعلن أصلا انتسابها للإسلام بفعل القيود العلمانية سواء ما كان منها دستوريا أم ماكان ضغطا من قبل مؤسسات مدنية وعسكرية‮.‬ ‮ ‬ولكن ذلك لا‮ ‬ينفي‮ ‬الصفة الإسلامية عن القائمين عليها فهم أبناء المشروع الإسلامي‮ ‬ومشروعه الحضاري‭. ‬ربما الإرتباطات التركية الأروبية ساعدت على ولادة ونمو وترسخ ثقافة ومؤسسات ديمقراطية في‮ ‬البلد نسبيا في‮ ‬الأقل‭. ‬مثل التعددية والإنتخابات النزيهة والصحافة الحرة بما حقق التبادل السلمي‮ ‬للسلطة مما لم‮ ‬يتحقق في‮ ‬عموم البلاد العربية ربما بسبب حساسية الموقع وضخامة الثروات ووجود الكيان الصهيوني‮ ‬،‮ ‬كلها حالت دون ولادة حكومات تعكس ارادة الشعوب‮.‬ ‭. ‬وما حصل في‮ ‬الجزائر وتونس وفي‮ ‬فلسطين وفي‮ ‬مصر من قمع لأي‮ ‬تحول ديمقراطي‮ ‬يعبر عن العائق الغربي‮ ‬للديمقراطية في‮ ‬منطقتنا،‮ ‬المنطقة التي‮ ‬فرضت تجزئتها ـ بما حال والعرب أن تكون لهم دولتهم مثل ما للفرس وللترك‮.‬ وفي‮ ‬نطاق التجزئة لم تكن للتجربة السودانية حظوظ كبرى للنجاح فقد نشأت في‮ ‬قطر لم‮ ‬يحقق بعد وحدته الوطنية ممزقا بين أعراق وقبائل وطوائف،‮ ‬بما قلل حظوظه في‮ ‬النجاح حتى الآن وجعله مسرحا للحروب الأهلية وأرضا منخفضة لرياح التدخلات الإقليمية والدولية،‮ ‬والأمر في‮ ‬الصومال أو افغانستان أو العراق أشد تعقيدا فهذه دول تحت الاحتلال المباشر الذي‮ ‬زاد من ضعف بنيتها الداخلية المجتمعية ودفعها الى المزيد من التمزق والتحارب الأهلي‮.‬ أما التجارب الأخرى في‮ ‬الأردن أو الجزائر او اليمن فهي‮ ‬تجارب مشاركة في‮ ‬حكم شمولي‮ ‬وسلطة مطلقة للجيش‮ (‬الجزائر‮) ‬او للرئيس‮ (‬اليمن‮) ‬أو للملك‮ (‬الأردن‮) ‬وفي‮ ‬ظل الحكم المطلق‮ ‬يغدو الحديث عن مشاركة في‮ ‬السلطة‮ ‬غير جاد في‮ ‬الحقيقة،‮ ‬بقدر ما هو تبييض وتزيين للواجهة وحتى اسهاما في‮ ‬خداع الناس وتضليلهم بدل توعيتهم بخطر هذه الخدمة وتحريكهم للضغط عليه حتى‮ ‬يخضع لإرادة الناس أو‮ ‬ينسحب‮ ‬غير مأسوف عليه‮.‬ ‮- ‬من وجهة نظرك ما الاسباب التى دعت بعض الحركات الاسلامية للاتجاه للعنف فى التعامل مع قضايا المجتمعات العربية والاسلامية؟ ‮- ‬ردا‮ ‬غير متبصر على العنف الرسمي‮ ‬،عنف النظام الدولي‮ ‬الكائد للمسلمين،‮ ‬وعنف الأنظمة الدائرة في‮ ‬فلكه،‮ ‬الأنظمة التي‮ ‬سدت كل منفذ للتعبير وللتنظيم العلني‮ ‬،مستبيحة الأموال العامة وحتى الخاصة منتهكة حقوق الناس ودماءهم وأعراضهم‭. ‬ولأن العنف ظاهرة اجتماعية ونفسية مركبة فلا‮ ‬غرو أن تشترك في‮ ‬توليده عوامل أخرى أقل أهمية تتعلق بعالم الأفكار والمعتقدات والقيم التي‮ ‬يحملها المرشح للعمل العنيف ولكن ليس في‮ ‬كل الأحوال بل عندما تتوفر الظروف المجتمعية الملائمة التي‮ ‬ذكرناها،‮ ‬عندها‮ ‬يتفجر العنف باعتباره ظاهرة عامة،‮ ‬فإذا لم تتوفر تلك الظروف‮ ‬يمكن للعنف أن‮ ‬يوجد ولكن حالات خاصة محدودة،‮ ‬لا تمثل تهديدا سياسيا ومجتمعيا،‮ ‬وهذا ما‮ ‬يفسر لماذا تفشى العنف في‮ ‬مجتمعات بينما ظل في‮ ‬مجتمعات أخرى ظاهرة محدودة متأثرة بالحالة الفكرية والنفسية لمقترفه،‮ ‬وربما‮  ‬تكون لا ذات علاقة مباشرة بالوضع المجتمعي‮ ‬بقدر ما هي‮ ‬مرتبطة بتصور الفاعل لموقعه ودوره باعتباره مثلا مناضلا في‮ ‬حركة أممية مثل الحركات اليسارية أو الفاشية أو الإسلامية‭. ‬من هنا نفهم لماذا كان تفشي‮ ‬ظاهرة العنف محدودا في‮ ‬مجتمعات مثل تركيا وماليزيا‭. ‬بينما كان واسعا في‮ ‬مجتمعات عربية حيث تتوفر أسبابه الاجتماعية‮ ‬والسياسية‭. ‬وقد‮ ‬يتغيرالأمر بحسب ذلك في‮ ‬المجتمغ‮ ‬الواحد،‮ ‬فالمجتمع الجزائري‮ ‬مثلا لم‮ ‬يعرف ظاهرة العنف إلا عقب الإنقلاب على خيار الشعب وخروج الدبابات تدوس على صناديق الإقتراع‭. ‬وتفشى ظواهر النهب والقمع‭. ‬وهي‮ ‬الظواهر المتوفرة في‮ ‬كل المجتمعات العربية بفوارق نسبية،‮ ‬يضاف إليها تفشي‮ ‬رأي‮ ‬عام ناقم على سياسات هذه الدول لتقصيرها الذي‮ ‬يبلغ‮ ‬حد التواطؤ في‮ ‬القضية المركزية للأمة وللعرب خاصة قضية فلسطين‭. ‬إن الحصار الكارثة الذي‮ ‬يفرض على‮ ‬غزة لدرجة بناء قبر فولاذي‮ ‬حولها من المستبعد جدا أن لا‮ ‬يفجر أمواجا من الغضب الشعبي‮ ‬إن لم‮ ‬يفجر العنف مجددا الذي‮ ‬تفجر في‮ ‬مصرمثلا عقب تضييق الخناق على العمل المدني‮ ‬الذي‮ ‬كانت تقوم به الجماعة الإسلامية وإطلاق العنان لأجهزة القمع في‮ ‬ملاحقتها،‮ ‬وصاحب ذلك تخلي‮ ‬الدولة في‮ ‬كامب ديفد عن القضية الفلسطينية،‮ ‬وما أدى إليه ذلك من اغتيال السادات‭. ‬إلا أن ما عرفته السياسات المصرية بعده من عودة الى موقف متوازن في‮ ‬هذه المسألة أسهم في‮ ‬محاصرة العنف‭. ‬وذلك قبل أن‮ ‬يعود في‮ ‬السنوات الأخيرة الى الخضوع للإملاءات الخارجية حرصا منه على تلبية مطالب الأسرة الحاكمة،‮ ‬بما‮ ‬يضع المجتمع أمام خطر التفجر مجددا‮.‬ ‮- ‬البعض‮ ‬يتحدث عن ان الافكار كان لها تأثير كبير فى اندلاع العنف‭..‬ما رأيك؟ ‮- ‬لاشك أن لعالم الأفكار تأثيرا في‮ ‬اندلاع العنف ولكن عزل الأفكار عن الواقع مثالية وجنوح عن الفكر العلمي‮ ‬وهروب من السؤال‭: ‬من أين تنبع الأفكار؟ ليس لها من مصدر‮ ‬غير أن تنزل من السماء أو تنبع من الأرض‮ ‬‭. ‬وسواء هذا أم ذاك‮ ‬يبقى السؤال لماذا تظل أفكار تحرض على استخدام القوة في‮ ‬الوصول الى الأهداف مطوية في‮ ‬رفوف الكتب زمنا طويلا ثم فجأة تتحرك ؟ لقد بذل منظّروا الحرب ضد الإسلام من اليمين الصهيو محافظ في‮ ‬الولايات المتحدة وأتباعهم حاولوا جاهدين إقامة علاقة ضرورية بين ظاهرة العنف ومفكرين اسلاميين قدامى ومحدثين مثل ابن تيمية وابن عبد الوهاب أو مدارس دينية بلغ‮ ‬حد توجيه التهمة الى التعليم الديني‮ ‬في‮ ‬الباكستان وغيره،‮ ‬وانبنى على ذلك اتهام عام لكل برامج التعليم الإسلامي‮ ‬في‮ ‬بلاد الإسلام فبدأت عملية واسعة لإعادة النظر فيها لإلغائها جملة أو التخفيف منها أو تخليصها مما اعتبروه مواد ملتهبة مسئولة عن اندلاع العنف مثل مادة الجهاد‭. ‬ولم‮ ‬يكلف هؤلاء أنفسهم عناء السؤال الذي‮ ‬سيعيدهم الى واقع هم هاربون منه‭: ‬لماذا ظلت هذه المواد الدينية وكتب هؤلاء المؤلفين المتهمين بأنهم آباء العنف،‮ ‬لماذا ظلت لعهود طويلة تزدحم بها المكتبات وقد تدرس هنا أو هناك دون أن‮ ‬ينسب إليها قط أنها تحولت الى مادة‮ ‬غذائية لحركة جهادية؟ بينما هي‮ ‬تحركت في‮ ‬زمن آخر وتحولت الروح المحرك لحركة جهادية ؟ لا تفسير ولا جواب علميا دون الرجوع الى الواقع وما حصل فيه من تطورات نفضت الغبار عن تلك الأفكار لتلبي‮ ‬طلبا صدر عن الواقع وحاجة من حاجاته‭. ‬ويوم‮ ‬يتجاوز الواقع بطريقة أو أخرى تلك الحاجات‮  ‬يعود الخمول لتلك الأفكار‭. ‬إن أفكار المفكرين‮- ‬هي‮ ‬من منتجات الواقع لتلبي‮ ‬حاجة من حاجاته،‮ ‬فإذا تغيرت معطياته تنسحب من حركة الواقع من التاريخ‮  ‬وتظل‮  ‬مثل عرائس الشمع جامدة حتى تنفخ فيها مطالب واقع مشابه روحا جديدة تهبها الفعالية أو بذرة تنتظر الملائم من الغيث والتربة والمناخ والعناية‭. ‬ففي‮ ‬الواقع‮  ‬ينبغي‮ ‬البحث عن جواب لهذا السؤال‮ ‬‭: ‬لماذا نجحت هذه الفكرة في‮ ‬استحداث واقع وفشلت أخرى‭. ‬هداية الله سبحانه ذاتها لا تثمر إلا أن تلاقي‮ ‬تربة صالحة‮ “‬إن الله لا‮ ‬يهدي‮ ‬من هو مسرف كذاب‮”.‬ – نقلا عن صحيفة الأحرار المصرية بتاريخ 12 فيفري 2010   http://www.ghannoushi.net/index.php?option=com_content&view=article&id=389:ahrarr&catid=1:dialouge&Itemid=37  


قصة الجنازة وضرورة إعادة التأسيس

 


صلاح الجورشي 2010-03-13 تعرفت ابنتي وزوجها المقيمان بإحدى الدول الأوروبية على أسرة مسيحية متدينة، وقد توفرت لي الفرصة لكي ألتقي برب هذه الأسرة، فوجدته عظيم الخلق، واسع الثقافة، رفيع الذوق. وبسبب عدم إنجابه للأطفال، فقد تبنى بنتا من جنوب أميركا، وأصبح يرى فيها ذاته ودنياه التي يستمد منها سعادته وتوازنه. وبمناسبة عطلة آخر السنة الأخيرة، رغبت البنت أن تقضيها بعاصمة هايتي، لكن القدر عاجلها وانهار عليها سقف الفندق الذي كانت تقيم به، ولم يصدق الرجل أن ابنته بالتبني قد انتقلت إلى العالم الآخر، حيث راوده الأمل في أنها لا تزال حية تحت الأنقاض، واستأجر لإخراجها طائرة وفريقا من المختصين، وأصر على أن يرافقهم، ويلازمهم لحظة بلحظة، لكنه عندما رآها جثة ممزقة، لم يتحمل الصدمة، وفارق الحياة إثر نوبة قلبية حادة. سألتني ابنتي بعفوية: هل يجوز لها ولزوجها حضور موكب الدفن؟ وأجبتها بالموافقة دون تردد، لكن أحد أفراد أسرتي -وهو متدين- طلب مني التريث قليلا للتأكد من صحة الإجابة، وذلك بالرجوع إلى ما يقوله الفقهاء في هذه المسألة. ورغم أني استبعدت أن يكون رأيهم مخالفا، نظرا لكثرة النصوص المشجعة على حسن معاشرة أهل الكتاب، واحترام أماكن عبادتهم، وجواز التزوج منهم وأكل طعامهم، وزيارة مرضاهم، إلا أني أخذا بخاطر هذا القريب، كتبت السؤال التالي على صفحة غوغل: “ما حكم اتباع جنازة الكتابي؟”، فهالني ما قرأت!! تبين أن هناك اختلافا بين المذاهب السنية حول هذه المسألة. فعلى سبيل المثال منعت المالكية والحنبلية الذهاب وراء جنازة الكافر بمن في ذلك الكتابي، في حين أجازت الشافعية ذلك بالنسبة للكتابي إذا كان قريبا، أي جزءا من الأسرة مثل الزوجة أو الأم. وقد نقل صاحب موقع “إسلام ويب” عن الفقيه السعودي المعروف الشيخ محمد صالح العثيمين قوله بأن “تشييع الجنازة من إكرام الميت، والكافر ليس أهلاً للإكرام، بل يهان”. ولا أدري حقيقةً كيف يمكن أن يهان الميت مهما كان دينه أو جنسه، في حين أننا تعلمنا بأن إكرام الميت الإسراع بدفنه حتى لا تتعفن جثته؟ بل إن الشيخ -رحمه الله- قد شكك حتى في جواز تعزية أهل الكتاب في موتاهم فقال: “والراجح أنه إن كان يُفهم من تعزيتهم إعزازهم وإكرامهم كانت حراماً، وإلا فينظر في المصلحة”. ومن مظاهر المصلحة عند بعض الفقهاء “رجاء إسلامهم، وكفّ شرهم الذي لا يمكن إلا بتعزيتهم، فهو جائز وإلا كان حراما”. تحضرني في هذا السياق حادثة لافتة في سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حين توفي المنافق ابنُ أبيّ، وجاء ابنه قائلا: “يا رسول الله، أعطني قميصك أُكفنه فيه، وصلِّ عليه، واستغفر له، فأعطاه قميصه، وقال له: “إذا فرغت منه فآذنّا”، فلما فرغ منه آذنه به، فجاء الرسول ليصلي عليه، فاعترض سبيله عمر بن خطاب مذكّرا إياه: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين، فقال لك: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)، ولما اشتد اعتراض عمر على النبي (صلى الله عليه وسلم) في أمر الصلاة قال له النبي: “أخّر عني يا عمر؛ إني خُيّرت، قيل لي: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)، فلو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر الله له لزدت”، عندها ابتعد عمر، وصلّى عليه، ومشى خلفه، وقام على قبره. هذا التنازع الذي حدث بين محمد بن عبدالله النبي مع أحد أصحابه عمر، يكشف العمق الإنساني الذي كان يتمتع به هذا الرسول عليه الصلاة والسلام. لقد نظر عمر للمسألة من زاوية الأمن القومي، بحكم أن المنافقين كانوا يشكلون طابورا خامسا في قلب المجتمع الإسلامي الوليد والمحاصر، يقومون بالدعاية المضادة ونشر الإشاعات في صفوف الناس، إلى جانب تخابرهم المستمر مع الأعداء، في حين تعامل الرسول مع المسألة من زاوية الداعية الذي يريد الخير للجميع، بمن في ذلك خصومه. لقد كان مؤمنا بأنه جاء ليخاطب الإنسان مطلقا بقطع النظر عن لونه ودينه وجنسه، لهذا عندما مرت جنازة أمامه، قام تقديرا للميت، فقيل له إن الميت يهودي، فأجابهم: “أليست نفسا؟”، أي أليس الميت إنسانا، وذلك حتى ينقل أتباعه من ضيق النظرة إلى كونية الرؤية. لكن بعض الفقهاء أصروا فيما بعد على القول بأن هذه الحادثة المروية في البخاري أصبحت منسوخة!! هناك بالتأكيد مشكلة في تراثنا الديني، حيث أصبحنا في أشد الحاجة لإعادة بنائه، حتى ينسجم من جهة مع مقاصد الإسلام العليا، ولا يتناقض من جهة أخرى مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي نقر بها، أو يتعارض مع ما نطلقه من مبادرات هذه الأيام، مثل الحماس الذي أصبح يُبديه الكثيرون -حكومات وجماعات- لحوار الحضارات أو الثقافات. والأهم من ذلك هو كيف نثبت أن الإسلام دين عالمي، إذا كانت هذه رؤيتنا لأغلبية سكان الأرض؟ * كاتب تونسي (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 13 مارس 2010)


كيف يمكن أن تلعب الماركسية دورها اليوم؟

  


سلامة كيلة    السبت, 13 آذار 2010 20:18 خاص الأفق الاشتراكي- لأن الانطلاق من طبيعة السلطة كونها سلطة استبدادية يستجلب الخطاب الديمقراطي، ويعمم الوهم حول “النضال الديمقراطي”، وبالتالي “التغيير الديمقراطي”، ومن ثم الانحصار في “سلوك ديمقراطي” عبر القناعة بأن السياسة هي ليست سوى النشاط العلني السلمي الديمقراطي، وأن الموضوع هو كيفية ممارسة الضغوط على السلطة من أجل تغيير شكلها الاستبدادي. لأن الانطلاق من ذلك يشير إلى إشكالية واحدة يعانيها اليسار، وهي في كل الأحوال نتاج بنيته الطبقية، وهو الأمر الذي يهيمن اليوم، فإن تناول دور اليسار يفرض تعميم الموضوع عبر الإشارة إلى دور اليسار، أولاً: في الوضع العالمي الراهن، والميل الإمبريالي للهيمنة والاحتلال لنهب الشعوب، والذي يتمظهر في الاحتلال الأميركي المتسع، الوجود والتوسعية الصهيونية، وبالتالي استمرار صياغة المنطقة وفق مصالح الطغم الإمبريالية، وثانياً: إلى الطابع الطبقي للنظم، حيث أنها استبدادية لأنها نظم نهب وإفقار كونها تمثل طبقة رأسمالية كومبرادورية تتكيف مع مصلحة، وتكيف البنى لمصلحة، الطغم الإمبريالية. وبالتالي ثالثاً: صياغة العالم وفق انقسام طبقي عميق بين طبقات تمتلك التراكم المالي الهائل، وطبقات (بل وشعوب) تعيش في وضع مزرٍ من الفقر والتخلف. وضمن ذلك تنشأ النظم الاستبدادية ويقوم الاحتلال، وتمارس السياسة الإمبريالية. هذا الوضع هو الذي يجب أن يلفت الانتباه وليس الغرق في دهاليز المستوى السياسي، والتوهان في “التغيير الديمقراطي”، حيث أنه رغم أن الحل هو حل سياسي يقوم على أساس تغيير النظم ومواجهة الهيمنة الإمبرالية من أجل تحقيق استقلال التطور “القومي”، فإن هذا الأمر لا يجعل “النشاط السياسي” هو كل النشاط، أو أساسه، أو شكله الوحيد، بل إنه يعني بأن الأمر يتعلق بتغيير النظم عبر الصراع السياسي، لكن المستند إلى دور الطبقات المفقرة. إنه صراع طبقي، وبالتالي يتخذ مستويات متعددة، سيكون النشاط السياسي الديمقراطي واحداً منها، وربما هو الشكل الثانوي. وهذه مسألة تتعلق بآليات الصراع التي تتأسس على الطبقي وليس على السياسي، وليكون السياسي هو الشكل الأخير الذي يتعلق بتغيير النظم عبر تفعيل الصراع الطبقي بمستوياته الاقتصادية والأيديولوجية والسياسية. نقول ذلك لأن اليسار، الماركسي خصوصاً (وربما نضيف هنا، الماركسي سابقاً)، غرق في المستوى السياسي، وحدَّد مسبقاً شكل التغيير الذي هو تغيير ديمقراطي، يشترط تحوّل النظم ذاتها إلى الديمقراطية عبر الضغط (الخارجي والداخلي الذي سيبدو شكلياً وهامشياً)، ولهذا سيكون تحقيق الديمقراطية سابقاً لـ “التغيير الديمقراطي” وشرطاً له. وهنا يبرز “فساد القضية” إذا ما استعرنا التعابير الفلسفية. وهو الأمر الذي يفرض الدوران في حلقة مفرغة ليس من كسر لها سوى عبر “الخارج” (الإمبريالي)، لكن الذي يقود إلى الفوضى المصاحبة لمظاهر ديمقراطية شكلية جداً، هي الانتخابات وتداول السلطة في ظل قرار إمبريالي وسيطرة إمبريالية. وبالتالي حين “نعمم” الموضوع، ونحن هنا نعطيه طابعه العميق بالأساس، نطرح دور اليسار في شكل مختلف. حيث يجب أن يطرح انطلاقاً من الوضع الراهن، سواء تعلق الأمر بالصراع مع الإمبريالية، أو تعلق بالتناقض مع النظم الكومبرادورية التابعة، وسيبدو أن كلا الصراعين هما صراع واحد، ويكمن الفرق في الأولويات فقط، عبر تحديد التناقض الرئيسي في كل بلد (مستقل أو محتل). لكن دون تجاهل الترابط بين هذا وذاك، وأن المسألة تتعلق بتحقيق تطور محلي (قومي) يتناقض أساساً مع مصالح الطغم الإمبريالية، كما مع الكومبرادور المحلي حكماً. وهو تطور يفترض حتماً تجاوز الرأسمالية، كون الرأسمالية ذاتها هي التي تفرض إعادة إنتاج التخلف عبر منع تطور الصناعة (بالقوة أو بـ “المنافسة غير المتكافئة”)، وتكيف مصالح الرأسماليات المحلية انطلاقاً من ذلك. إذن، نحن نشير إلى ماركسية لا تنطلق من الإصلاح، أو تنطلق من “حقيقة” وجود الرأسمالية واستمراريتها، بل تنطلق من إستراتيجية تهدف إلى تجاوز النظم الكومبرادورية وسيطرة الطغم الإمبريالية. وبالتالي من تجاوز الرأسمالية كنمط عالمي مهيمن، أو كنمط محلي تابع. نشير إلى ماركسية تنطلق من الصراع الطبقي وليس من “النضال السياسي الديمقراطي”، وتهدف إلى حسم التناقض بين الطغم الإمبريالية وتابعها المحلي والعمال والفلاحين الفقراء وكل الطبقات الشعبية، في سياق السعي لبناء نمط جديد يحقق التطور ويؤسس الحداثة، ويحل المسألة القومية بمختلف فروعها (الوحدة والاستقلال وحق الأقليات). ماركسية تنطلق من أن التغيير هو فعل هذه الطبقات، وأنها الرؤية التي ترشد العمال والفلاحين الفقراء في صراعهم هذا، ولا تتقزم إلى “نضال ديمقراطي سلمي تدرجي” لا يمس الجوهر الطبقي للنظم، ولا يلتفت إلى الجوهر الطبقي للسيطرة الإمبريالية. ماركسية تنطلق من الاقتصادي والطبقي وصولاً إلى السياسي، لكن السياسي الذي يتمثل في التغيير الطبقي عبر إنهاء السيطرة الطبقية للطغم الإمبريالية عالمياً، والكومبرادور التابع محلياً، وليست تلك التي لا يسعى سوى إلى تغيير شكل السلطة من الاستبداد إلى الديمقراطية مع تكريس التكوين الطبقي الرأسمالي القائم، في وهم بأن الديمقراطية هي مدخل التغيير الطبقي ذلك. ولاشك في أن هذه المهمة تصطدم بواقع القوى “الماركسية”، بوضعها وضيق نظرها، وربما تخلف مقدرتها على تمثّل الماركسية من أجل وعي الواقع. وهذه مشكلة قديمة لم تزل مستحكمة. وربما كانت هي أساس هيمنة “العقلية” والمصالح البرجوازية الصغيرة على هذه القوى أكثر من كونها تمثّل العمال والفلاحين الفقراء. إن قيمة الماركسية الفعلية تكمن في تقديم منهجية في التفكير تنطلق من أسس تسمح بوعي الواقع بكليته، وهي أصلاً أساس الماركسية، وبالتالي ليس من الممكن رسم سياسات أو تحديد مهمات دون أن تكون هذه في أساس تحليل الواقع. ولما لم يجرِ تمثّلها بدت الأفكار التي طرحتها تلك القوى معبّرة عن فئات وسطى تحلم بالتطور الرأسمالي الديمقراطي، وكان الإصلاح هو جوهر ميلها. لهذا ليس من الممكن البحث اليوم في مواجهة النظم، وأكثر مواجهة السيطرة الإمبريالية (بما فيها الاحتلال)، قبل البحث في هذه الاشكالية. ربما يمكن أن نضع مهمات كثيرة، وأن نشير إلى “المواجهة”، لكن كل ذلك لن يتسق في سياق يؤسس لمواجهة حقيقية، حيث يجب أن يعي الماركسي وجوده (ذاته) قبل أن يتمكن من وعي الواقع، وبالتالي وعي دوره فيه. وأن يعي ذاته يعني أن يتمثّل الماركسية بما هي منهجية. وهذه مشكلة كبيرة لكنها جوهرية. طبعاً يمكن أن ترفع الشعارات، وأن تجري الدعوة إلى المواجهة، لكن كل ذلك سوف ينحكم لعفوية لا نتيجة لها، سوى التمهيد لـ “الاستسلام” (وهو وضع حدث في فترات سابقة، نلمسه لدى قطاع عريض من اليسار السابق، الليبرالي الراهن). فقد قامت إستراتيجية تلك القوى “الماركسية” على التحوّل الرأسمالي، وبالتالي على تحقيق الإصلاحات في وضع كان يحتاج إلى التغيير الجذري. كانت مهادنة وضد الثورة، ومع الرأسمالية. وهو الوضع الذي جعلها تكون ضمن “التكوين القائم” وليس تمرداً عليه أو نفياً له، ضمن حدود “التحول الرأسمالي” وليس تجاوزاً لكل رأسمالية لأن التطور ذاته يفترض ذلك. لهذا فشلت وتهمشت. إن وعيها وإستراتيجيتها كانتا في تناقض مع متطلبات الواقع. هذا باختصار هو ملخص تجربة عقود طويلة من نشاط الحركة الشيوعية. ولقد مثّل اليسار الجديد انقلاباً على ذلك، حيث بدا كتمرد عنيف على هذه الإستراتيجية، وبالتالي على النظم. ولقد تعرّض لحملة شرسة، لكن عنفه جعل قطاعات عديدة منه تميل نحو اللبرلة والإصلاح كذلك. المسألة هنا إذن تتعلق بإعادة نظر جذرية في الإستراتيجية، انطلاقاً من رؤية حقيقية للواقع، من أجل تحديد طبيعة الدور الذي على الماركسية أن تلعبه، ومجمل التكتيكات التي توصلها إلى السلطة. فالأمر هنا يتعلق بتجاوز الإصلاح رغم عدم تجاهله، لكن لن يتحقق تطور دون تحقيق التغيير، تغيير الطبقة المسيطرة، والنظم التي تؤسسها. كما دون مواجهة الاحتلال وهزيمته، ليس عبر المفاوضات والمساومات بل عبر المقاومة. وهذا يطرح مسألة المهمات التي على الماركسية أن تعطيها الأولوية، لكي تصبح قوة تغيير حقيقية: أ‌) إعادة بناء الوعي، وهذا أمر ربما ينظر إليه بلا مبالاة أو حتى بازدراء، لكن يجب أن تتحقق نقلة في الوعي لكي يكون ممكناً رسم إستراتيجية بديلة. وهذا مفصل حاسم. وهنا يمكن التحديد: هل نريد إصلاح الرأسمالية ودمقرطة نظمها أم نهدف إلى التغيير؟ ب‌)النظر إلى الصراع كصراع طبقي وليس كصراع “سياسي” فقط، أي يتعلق فقط بشكل السلطة، وبالتالي تصبح الديمقراطية هي هذه الإستراتيجية، بل كصراع طبقات مفقرة ضد الرأسمالية الإمبريالية والمحلية، وهو الأمر الذي يعني تنشيط فعل هذه الطبقات، وتنظيمه، وتحديد وجهته. هذا هو أصلاً فعل الحزب الماركسي. ت‌)إذن، سيكون الحوار من جهة، وتصعيد النضالات الطبقية من جهة أخرى، هما الأولويات الأساس، التي يجب أن يخضع لها كل تكتيك آخر. الحوار من أجل إعادة صياغة الرؤية والإستراتيجية عبر وعي الماركسية وفهم الواقع معاً. وتصعيد النضالات المطلبية في وجهة تهدف إلى تطوير الصراع الطبقي من أجل تحقيق التغيير. ث‌)طبعاً دون أن نتجاهل، ونحن نصيغ الإستراتيجية، أننا في تناقض مع النمط الرأسمالي العالمي، ومع قواه السياسية والعسكرية التي تحتل وتهيمن، وبالتالي يجب ممارسة كل أشكال الصراع، وهنا المقاومة ضد كل أشكال الاحتلال. لكن تبقى الضرورة هي تحقيق نقلة في الوعي من أجل المقدرة على وعي الواقع، وعلى تحديد التكتيكات الضرورية في سياق تحقيق التغير. (المصدر:موقع الأفق الإشتراكي (ماركسي – نقدي) بتاريخ 13 مارس 2010)
 


الأوضاع الدولية.. المضيق والممر   (الجزء الثاني)


الطاهر العبيدي     انعكاسات حرب الخليج على الواقع الدولي   لم تقتصر حرب الخليج على تسطير واقع عربي جديد أكثر هشاشة وتصدّعا من ذي قبل، بل سرّعت في طيّ النظام الدولي القديم ذي القطبين المتبارزين، اللذين ظلاّ لفترة من الزمن يتباريان على طبقات الأرض وعلى سطح القمر، لتعجّل بتشكّل نظام عالمي جديد ذي القطب الواحد، مما خلق اختلالا في التوازنات السياسية الدولية، وفتح الطريق أمام أحادية الرأي والانفراد بالقرارات المتمنطقة على ضخامة التفوق العسكري، والقدرات التكنولوجية والاقتصادية…وظلت مضاعفات حرب الخليج تعصف بالعالم، لتعمّق الفواصل وتفتح شقوقا كبيرة في مفاهيم العدل والحرية، وحقوق الإنسان والدفاع عن الأرض وتقرير المصير. وبرزت للسطح العديد من الكوارث الإنسانية والاقتصادية والطبيعية والبيئية والسياسية. وبدا واضحا العجز عن تضميد وتجفيف هذه الهموم المتناسلة، وظلت الأوضاع الدولية متأرجحة بين واقع تفشت فيه المظالم، وانتشرت فيه بشكل واضح الطبقية السياسية. وغدا منطق التفوّق التكنولوجي يخيّم بأحذيته العسكرية على المناخ الدولي، مما خلق نوعا من النفور من هذا الرسم السياسي الجديد، وبروز أصوات معارضة لهذا التوجه المهيمن، الذي يحاول الالتفاف على الكوكب، من ذلك انبلاج محاور تكتلات سياسية وأخرى اقتصادية، لمحاولة إحداث بعض التوازنات الدولية، غير أنها لم تفلح في خلق جدار عازل قادر على التصدي لمخالب النظام العالمي الجديد المتمططة على أكثر من جغرافيا سياسية، والمتمدّدة تقريبا على كل التضاريس الجيو- اقتصادية. هذا ويمكننا القول أن الأعوام التي تلت حرب الخليج، أفرزت تململا واستنكافا من القطبية الأحادية، التي فشلت في تحقيق مفردات العدالة الإنسانية، وخلقت أخاديد في المؤسسات الدولية، التي بدت أكثر عجزا للإجابة على بعض الهموم الدولية.   11 سبتمبر.. التاريخ والمنعرج   وهكذا ظلت الأوضاع الدولية عائمة في هذا الضباب السياسي الداكن، ليستيقظ العالم يوما على وقع كارثة 11 سبتمبر 2003، فتكون هذه الأحداث المأساوية بداية المنعرج تجاه المزيد من الشروخ التي أصابت الجسم العالمي، لترتبك القرارات وتضطرب المواقف، ويستيقظ  تيّار شهوة الثأر والاقتصاص الجماعي بدل المعالجات الهادئة، والبحث والتنقيب في جذور أسباب هذا الحقد المسلح، ذلك لأن أحداثا بهذا الشكل الدموي، قطعا تختزن بين ثناياها براكين من الأسئلة المشتعلة، وأكواما من علامات الاستفهام حول الأسباب والدوافع الكامنة خلف هذا الاعتداء المفزع، ومن يقف وراء هذه التراجيديا الأليمة؟ وعن خبايا هذه الأحداث، التي يحوم حولها الكثير من الغموض وتعصّبها الشبهات، كما جاء في كتاب “فضيحة البنتاغون” للكاتب والصحفي الفرنسي “Meyssan  Thirry “.             إن المتصفح  لهذه الأحداث الدرامية التي أرّقت عيون العالم، وانعكست تقريبا على كل الأوضاع الدولية، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحقوقية، يكتشف بروز منطق القوة واتخاذ القرارات النارية، التي تساهم في تعميق الشعور بالإحباط والحيف لدى البعض، ويظل العالم في تلك المرحلة يتابع من خلف الزجاج عمليات استعراض العضلات التكنولوجية، والإنزال العسكري برا وبحرا وجوا، وبدلا من رفع ألواح الحكمة والتعقل والتدبر، تدقّ طبول الحرب والتجبّر لتحترق أفغانستان، ويتحول بعدها الغضب العسكري الأمريكي للهجوم على العراق، تحت مبررات امتلاكه للأسلحة الكيماوية والجرثومية والنووية، رغم أن العديد من المراقبين أجمعوا وقتها أن هذا البلد انتهى عسكريا، ورغم شكوك العالم بالحجج المقدّمة من طرف الإدارة الأمريكية وعدم اقتناعه بالخيار العسكري، ورغم المظاهرات الشعبية الحاشدة للشعوب الأوروبية وغيرها ضد خيار الحرب، وبروز العديد من الأصوات المعارضة، والمواقف الدولية المناهضة والممتعضة والمنتفضة على سياسة قرار الخط الواحد، فقد أقدمت الإدارة الأمريكية على تدمير العراق قبل حتى معرفة نتائج المفتشين ودون تفويض من مجلس الأمن، تحت عناوين تحرير العراق – تصدير الديمقراطية – الحرب الاستباقية – تأديب الدول العاصية..ليكون المشهد العراقي صورة درامية ومستنقعا للدمار والفوضى والمآسي اليومية والضحايا بالجملة، وتطفو على السطح الفضاعات الإنسانية ابتداء بالمشاهد العارية من كل حياء إنساني في سجن أبو غريب، وتواصلا بالقنابل الفسفورية التي انهمرت على الفلوجة، وما يتداول من التجاوزات والانتهاكات الحقوقية، وانهيار الوضع الأمني والاجتماعي، وتكون النتائج كارثية ضحايا ومشردون وجرحى وأرامل بالآلاف ودماء متدفقة كالأنهار، ومزيدا من الدمار لهذا العالم الذي اضطربت فيه مفاهيم الحرية – المواطنة- تقرير المصير- الاستقلال – العدالة الاجتماعية – وأصبح مسكونا بهواجس القلق السياسي والرعب اليومي، والاستيقاظ على أنباء المجازر في أكثر من جغرافيا أرضية، وباتت أخبار القتل والدماء هنا وهناك تبتلع حتى لحظات الفرح الشاحبة، وأصبح العالم أقل أمنا كما لخصه الرئيس الفرنسي السابق ” جاك شيراك ” بعد الحروب العبثية على العراق وأفغانستان، وبات واضحا اختلال التوازنات وتمطط النزاعات واختلاط الرؤى واضطراب المعايير، وأصبح العالم يعيش التخبط والتيه، وإن لم يستوعب الدرس فلن يكون العراق أو أفغانستان البداية، بل سيكون ممرّا يعبر منه الدينصور الأمريكي، لإعادة تشكيل المنطقة حسب الوصفة الطبية الأمريكية، لتهديم ما بقي متحديا للسقوط ، والاستحواذ على منابع البترول، والقيام بدور رجل الجمارك المبالغ في الولاء والطاعة للدولار الذي قد يمنع الكل من التحلق حول الآبار ومن العبور، بما فيها أوربا التي حاولت كثيرا التفلت من نسيج هذا التيار المتشبث بمنطق القوة والنار، غير أنها تجد نفسها مكبّلة بهذا المنهاج الأمريكي في كيفية التعامل مع القضايا الدولية. ولا شك أن حصاد هذه الحروب العبثية كما يشاهد بالألوان ودون روتوش، كان كارثيا على كل المستويات، في ظل تغوّل إدارة أمريكية ، تتجاهل تنوع العالم الذي كان الأولى أن تتعمّق فيه روح التسامح، وعناوين العدل والإنصاف، والتعايش السلمي المؤسس على وعي مدني، ومبنيا على حوار الثقافات وتزاوج الحضارات، إذ لا ننسى أن الغرب المستنير ولد من رحم الشرق الرائد، حيث ساهمت الثقافة العربية الإسلامية في مسيرة الحضارة الإنسانية، منذ إنشاء دار الحكمة في بغداد ومرورا بحركة الريادة العربية في الأندلس، إضافة إلى أن إنجازات ابن ماجد كانت خطوات عبدت الطريق أمام ” فاسكو دو غاما”، كما كان كتاب الجبر لابن موسى، بابا ولج منه الغرب إلى الرياضيات الحديثة، إلى جانب كتابات ابن خلدون التي كانت قاعدة انطلاق رئيسية لعلوم الاجتماع وفلسفة التاريخ، زيادة على مئات الاختراعات التي يرجع فيها الفضل إلى الحضارة العربية الإسلامية، سواء تعلق الأمر بالمنسوجات أو الورق، أو الاستعمال المتطور للجلود وغيرها، هذا دون نسيان جذور الحضارة العربية الإسلامية من ضفاف الرافدين إلى ضفاف النيل، كما عبر عنها “موريس بوكاي” في أحد كتاباته قائلا:  “حينما كان الإسلام في عزّ مجده وعظمته، بين القرن الثامن والقرن الثاني عشر للميلاد، كان التطور العلمي في البلدان المسيحية مكبلا بالأغلال…”  ومما يلفت الانتباه أن هذه الحضارة حققت التكامل بين نقل علوم الأولين وتطويرها، وبين الابتكار والخلق الإبداعي، وهو ما أفسح المجال أيضا لغير العرب من المسلمين وغير المسلمين من العلماء لينهلوا منها، ويساهموا في إثرائها. من هنا فإن التأكيد على مبدأ تعايش الحضارات وتلا قح الثقافات، من شأنه أن يسهم في انتعاشة الإنسان، وإشعاع قيم العدل والحرية والإنجاز لفائدة هذا العالم، الذي أصبح يحتاج إلى تراصف كل المفكرين، والفلاسفة والمثقفين والمستنيرين، والمؤمنين بمفاهيم حقوق الإنسان والكرامة والتحرر، لتشكيل قلعة أممية تجتمع على مبادئ الفكر الإنساني، مبنية على دعائم الطرح الأخلاقي الناضج والوعي المتحضر المتجاوز للفروقات البيئية والحدود الجغراسياسية والرمزية الحزبية، لتكون الدرع الواقي من السقوط والانحدار… ويبقى في تصورنا أن منطق القوة مهما كان مقرونا بالتفوق العسكري، لا يمكن أن يحقّق السلام العالمي، بل يزيد من تعقيد الأوضاع وزرع الأحقاد… فماذا لو كانت هذه التكنولوجيا العسكرية المتطورة في خدمة الإنسانية، كما هو الشأن بالنسبة للتقدم العلمي، والإنجازات الطبية التي تستفيد منها البشرية جمعاء، إن مفهوم التعاون الإنساني والعدالة العالمية وتعايش الحضارات، يتجلى بشكل يانع في الاكتشافات الطبية ومعالجة الأمراض الجسدية، واختراع الأدوية التي تستفيد منها الإنسانية دون طبقية، ودون إشعارها بعقد التفوق أو التهديد بتسميم أدويتها، إن المجال الطبي تعبير واقعي على توحيد الحضارات وتعانق الثقافات والتكامل بين المجتمعات واستفادة الإنسان من أخيه الإنسان. (المصدر: صحيفة “مواطنون”، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 130بتاريخ مارس 2010 )  


نحن والغرب ( 2  ) سجال السياسة والثقافة .. التاريخ والجغرافيا


عبدالباقي خليفة قد يقول البعض ، لكن الغرب يشجع أولئك ، ويدعو لدعم الذين يكررون آراءه ؟ والحقيقة إنه يحتقرهم ، ويسخر منهم ، سرا وجهرا . وكثيرا ما ينشر غسيلهم في صحافته . إنه يستخدمهم ، ولا يتورع في سحقهم تحت حذائه ، أو يتخلى عنهم مثل فعل بمجموعة مجلة ” شعر ” اللبنانية ” أوما فعل بشاه ايران وغيره …  نعم الغرب يستخدمهم في حربه ضد الاسلام والمسلمين أو ما يعرف باسم الاسلاموفوبيا فالاسلاموفوبيا ليست وليدة اللحظة ، بل ظهرت مع ظهور الاسلام كما يعلم الكثيرون ، وكان هدفها ولا يزال إطفاؤه بمختلف الوسائل والمصطلحات ، وهذا الهدف لا يزال قائما ، وسيظل قائما إلى قيام الساعة . لكن في مراحل تاريخية معينة شهدت حالة الاسلاموفوبيا طفرات كبيرة ، كالمرحلة التي سبقت وتزامنت مع احتلال بلاد المسلمين . والسبب الأساسي للاسلاموفوبيا ، هو ضعفنا ، ثم الخلافات الحاصلة بين المسلمين ، وغياب الحوار بينهم . وفي نفس الوقت يتسارع البعض لإقامة الحوارات مع الغرب ، تحت لافتة ( حوار الحضارات ) . أضف إلى ذلك غياب الوحدة السياسية بين الأقطار الاسلامية ، وتعدد ايديولوجيات الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين ، وتعدد ولاءاتها الدولية ، وتناقضاتها . سابعا هناك عقدة مزدوجة من الهوية الاسلامية ، سواء لدى البعض في بلاد المسلمين ، أو في الغرب . ثامنا التخلف التقني الذي يعيشه المسلمون ، يحرض عليهم الآخرين ، ويعجزهم عن الكثير من أوجه الرد . وفي نفس الوقت يحرث الغرب في العالم الاسلامي ويزرع ما يشاء من أفكار ومؤسسات لتغيير الخرائط وكسب الولاءات . وإذا تحدثنا عن الاسلاموفوبيا ، نجد أن الجذور أعمق مما يبدو للبعض ، فهي ليست مجرد بحث عن عدو بديل ، وأكثر من محاربة انتشار الاسلام في الغرب . بل محاربة الاسلام في أرضه للسيطرة عليها لاحقا . فالجذور العدوانية المعاصرة ضد الاسلام بدأت من القرن الثامن عشر أيضا ، فأكثر الكتب عدائية للاسلام كتبت في تلك الفترة التي سبقت احتلال بلاد المسلمين . وهناك ارهاصات دورة استدمار جديدة من خلال ما نشاهده من مظاهر الاسلاموفوبيا . فقد عمد الغرب لتشويه الاسلام والمسلمين لتبرير غزو أراضيهم . أما في الوقت الراهن فهو يقوم بتشويه الاسلام والمسلمين وهو يحتل عدد من بلاد المسلمين كالعراق وأفغانستان وفلسطين ، وتوجد أطراف كثيرة في العالم الاسلامي تحت الاحتلال من قبل غير غربيين حلفاء للغرب . وهناك آلاف الجنود الغربيين في بلاد المسلمين ، في القواعد العسكرية ، يزيد عددهم عن عدد الجنود الغربيين في الحروب الصليبية 22 مرة . إن الحديث عن الاسلاموفوبيا ، لا يجب أن يخفي دور الاستشراق في ذلك ، بل البحث عن دوره كأساس ومولد للاسلاموفوبيا أو مشارك في صنعها وتغذيتها ، كما يمكن اعتبار الحملات الاعلامية والتصريحات السياسية ، جزء من الحرب الاستشراقية والاسلاموفوبيا . وإذا كان هناك من سؤال فهو طبيعة الاستشراق وما إذا كان كتلة متجانسة ، وما إذا كنا نعيش حرب حضارات . وهذا يدعونا  لبناء مراكز لدراسة الغرب من أجل فهم أفضل لمحركات وميكانيزما التفكير لديه . وما الذي يجب على المسلمين فعله والقيام به في هذا الصدد ؟ وما هو دورالاستشراق في حالة الاسلاموفوبيا في الغرب ؟ لقد ولد العمل الذي قام به المستشرقون ، الفكر السلبي السائد اليوم في الغرب عن الاسلام والمسلمين . ولأنه منتج سياسي بالدرجة الأولى ، فهو قام لخدمة الأهداف الاستدمارية للغرب في بلاد المسلمين . ولأنه كذلك يساهم السياسيون والاعلاميون الغربيون ، في الغالب ، في تأجيج هذه الحالة . ولا يمكن إخفاء دور الكنيسة في ذلك فهي تقوم بدور محوري في هذه الحرب . فهي أكثر من يخاف من انتشار الاسلام ، وأكثر من يخاف من هجر الغربيين للكنيسة ، وتحولهم إلى لا دينيين أو إلى أديان أخرى .وهي لا تخشى الأديان الأخرى كالبوذية والكنفوشوسية وغيرها قدر خوفها من الاسلام .وبالتالي فإن التنسيق بين الفاتيكان وفرنسا من خلال تبادل الزيارات بين رايسنغر وساركوزي وزيارة بابا الفاتيكان لفرنسا وغيرها ، يحركه هاجس الفاتيكان أكثر من السياسة الفرنسية ذاتها . وتعود اهتمامات راتسنغر بهذا الموضوع إلى الفترة التي كان فيها كاردينالا ، حيث شارك مع مارتشيلو بيري في إعداد كتاب “بلا جذور” الذي يدعوان فيه إلى مزاعم الجذور المسيحية لأوربا. وفي هذا الكتاب عبر عن قلقه من أسلمة أوربا ، وفقدان عدد كبير من الكاثوليك ، والهوية النصرانية . ويصف أوربا بأنها مستعمرة المسلمين ،وكان ولا يزال ضد انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي. إن السؤال الذي يتمحور حول عما إذا كنا نعيش حرب حضارات في هذا العصر ؟ سؤال كتب فيه هنتغتون وآثار جدلا لا يزال متواصلا . لكننا عندما نتحدث عن السياسة الغربية ، يجب أن نعرف إلى أي درجة هم نصارى ؟.. صحيح أن الهم الرئيسي للغرب مركز على محاولة هيمنتهم على الثروات الطبيعية في بلاد المسلمين كمنطقة جيواستراتيجية قبل أي شئ آخر . هم يعتقدون أن مرحلة الاحتلال غير المباشر قد انتهت . ويعتقدون بأن الصراع في القرن الواحد والعشرين هو حول الطاقة التي تزخر بها بلاد المسلمين . وهم عندما يثيرون ويؤججون قضية الاسلاموفوبيا يعيدون سيناريوهات القرن 18 أي تهيئة شعوبهم للقبول باحتلال بلاد المسلمين من جديد . والمعركة بدأت سنة 2003 م تحت لافتة نشر الديمقراطية وتجذير الحداثة والعولمة وكسر المقاومة والحيلولة دون وصول الوطنيين للسلطة . وذلك يتم من خلال الاسلاموفوبيا ، والتي تغذيها الصهيونية العالمية ، ومساهمتها في هذا المجال لا تقل عن الكنيسة وبعض الدوائر الغربية إن لم تكن تفوقها . فمن مصلحة الصهيونية أن يكون هناك صدام بين الغرب والاسلام . وبين النصرانية والاسلام ، وبين بعض المنتسبين للعرب والمسلمين مع الاسلام ممن يسمون أنفسهم ” حداثيين ” أو ” عقلانيين ” أو غير ذلك .وبعض جزء من الاستراتيجية الغربية تتمثل في النقاط التالية : 1 ) وقف انتشار الاسلام في الغرب والعالم 2 ) تجفيف ينابيع الاسلام في البلاد الاسلامية 3 ) منع وصول الاسلاميين للسلطة في البلاد الاسلامية 4 ) تشويه الاسلام واستعداء الغربيين ضده تمهيدا لدورة استدمارية أخرى تهئ لها الأرضية المناسبة من خلال تغذية النعرات الطائفية ، واحتدام الصراع الداخلي في بلاد المسلمين . وتأييد الأنظمة من جهة وتحريض المنظمات الحقوقية ضدهم من جهة أخرى . لتشعر الأنظمة أنها مدعومة من الغرب الرسمي ، وتشعر المعارضة بأنها تلقى التأييد من المنظمات الحقوقية في الغرب ، وهكذا . والحل هو فتح هذه الأنظمة لحوارات داخلية مع جميع أطياف المجتمع للوصول لصيغة تؤسس للاستقرار والتقدم الذاتي ، وعدم المراهنة على الغرب . فعندما طور الغرب الآلة الأكاديمية لدراسة الشرق تمهيدا لاحتلاله ، كان المسلمون في حالة لا يحسدون عليها . إلى درجة لم يفكروا فيها في عمل نفس الشئ . بل لم يدرسوا تراثهم ، وأخذوه معلبا على الطريقة الغربية كحقائق ، وهو ما ساهم في الوهن الذي أصاب الكثير من الأكاديميين حتى أنهم نافسوا الغربيين في ازدراء تراثهم أو تحميل القضايا المثارة ما لا تحتمل من خلال التأويل المتعسف للاحداث التاريخية . عندما بدأ البعض في دراسة التراث درسه من خلال الآليات التي وضعها الغربيون ، ونسخ ما توصلوا إليه بل كان سرقة واضحة ، تكشف مستوى الانبهار إلى حد العمى . وعندما رأى الغربيون نجاح استراتيجيتهم ، طلبوا من مواليهم في البلاد الاسلامية التنصل من جميع الأسس الاسلامية والتنازل عنها بل القطع النهائي معها . وفي نفس الوقت زينوا لهم تراث ما قبل الاسلام ، واليوم هناك من يتفاخر باصوله الفرعونية ، والفينيقية ، بل الوثنية قبل الاسلام . ويمكن القول إن مشروع العودة إلى ماقبل الاسلام فشل ، وعلينا إفشال بقية المشاريع المماثلة . وللأسف فنحن لم ندرس تراثنا جيدا ، ولم نضيف جديدا ، ولم ندرس الآخر الذي يستهدفنا ليس في ثقافتنا بل وجودنا البيولوجي ذاته .
 

عباس يترقب في تونس الضوء الأخضر للقاء القذافي في طرابلس


3/13/2010 عمان ـ ‘القدس العربي’: يبدو أن وساطة قام بها مدير المخابرات المصرية الجنرال عمر سليمان في طريقها للنجاح بنزع فتيل ‘ازمة خلافية’ قبيل تحضيرات القمة العربية بين القيادة الليبية ونظيرتها الفلسطينية، فخلال الساعات القليلة المقبلة سيتقرر ما إذا كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد توقفه بدون إعلان رسمي الجمعة في تونس في طريقة للتوجه إلى طرابلس لتتويج مساعي الجنرال سليمان بلقاء ودي بين عباس والزعيم الليبي معمر القذافي. ويفترض ان عباس الذي احتوى أيضا خلافات من طراز خاص مع الحكومة التونسية بانتظار الضوء الأخضر للمرور إلى طرابلس على امل ترتيب لقاء بينه وبين القذافي بعد جهود قام بها الجنرال المصري ودعمها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وكان عباس قد تراجع عن تهديده السابق بمقاطعة القمة العربية في سرت الليبية إذا ما دعيت لها شخصيات من حركة حماس. كما زار عباس طرابلس الأسبوع الماضي دون استقباله من قبل الزعيم الليبي إلا ان الأجواء الملبدة بين الجانبين أصبحت هادثة الآن بعد جهود الوساطة المصرية التي تسعى لتأمين حضور عباس للقمة العربية متعهدة بالضغط على المستضيف الليبي لضمان عدم دعوة شخصيات في حماس للمشاركة في أعمال القمة او حضورها باسم التمثيل الفلسطيني. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 مارس  2010)

مظاهرات حاشدة في مصر تنادي بفتح «باب الجهاد» للدفاع عن الأقصى

2010-03-13 القاهرة – فاطمة حسن وشادي محمد  شهد الجامع الأزهر وعدد من المحافظات المصرية مظاهرات غاضبة أمس عقب صلاة الجمعة للتنديد بممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلية في القدس واستمرار عمليات الحفر أسفل المسجد الأقصى. وفي الجامع الأزهر تظاهر نحو ألفي مصل، مطالبين بفتح باب الجهاد للدفاع عن الأقصى والمقدسات الإسلامية ورددوا هتافات: واأقصاه.. واإسلاماه” و “لا اله إلا الله.. الصهيوني عدو الله” و “الجهاد هو الحل شرع الله عز وجل” و “يا حكام البلاد افتحوا باب الجهاد”. وتواجدت أجهزة الأمن بكثافة غير مسبوقة حيث حاصرت عشرات المصفحات وسيارات الشرطة أبواب وأسوار الجامع الأزهر، وتم تفتيش المصلين قبل دخولهم لأداء الصلاة. كما نظم الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين بمحافظات الشرقية والبحيرة والدقهلية مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة لنصرة المسجد الأقصى والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والتنديد بقرار إسرائيل بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح للآثار اليهودية. وألقت أجهزة الأمن القبض على عدد من الناشطين المشاركين في مظاهرة الأزهر، كما ألقت قوات الأمن بالدقهلية القبض على 10 من المشاركين في المظاهرات. وقال الدكتور فريد إسماعيل عضو البرلمان المصري عن جماعة الإخوان المسلمين بمحافظة الشرقية (شرق القاهرة) إن أجهزة الأمن اعتقلت العشرات من أعضاء الجماعة خلال وقفة احتجاجية ضخمة شارك فيها 10 آلاف مواطن على الأقل يوم الجمعة للتنديد بالممارسات الإسرائيلية بالمسجد الأقصى وضم الحرم الإبراهيمي. وأضاف أن المظاهرة والتي امتدت لأكثر من كيلومتر كانت أمام مبنى مركز مدينة الزقازيق وكان من المتوقع أن تشارك فيها نحو ألف سيدة إلا أن أجهزة الأمن منعت وصول المئات منهن بعد أن فرضت طوقا أمنيا حول مكان الوقفة. وتابع أن نحو سبعة من أعضاء الجامعة اعتقلوا ليل الخميس من محافظة الشرقية لإرهاب المحتجين فيما تم اعتقال العشرات أثناء المظاهرة وبعد انتهائها وانصراف المتظاهرين. وفي الإسماعيلية اعتدت الشرطة بالضرب على المشاركين في الوقفة عقب انتهاء صلاة الجمعة أمام مسجد أبو المجد بحي الشيخ زايد بالإسماعيلية والتي شارك فيها نحو مائتي مواطن. وقال النائب عن جماعة الإخوان المسلمين بالإسماعيلية صبري خلف الله إن الشرطة احتجزته لفترة داخل سيارة الترحيلات رغم إبلاغهم بأنه عضو في البرلمان المصري إنهم ردوا عليه بأنهم يعلمون ذلك وأن لديهم تعليمات باحتجازه. وقال مصدر أمني إن واقعة احتجاز خلف الله تمت عن عدم قصد بسبب عدم معرفة رجال الشرطة به وأنه تم إطلاق سراحه فور التأكد من شخصيته. وقال مصدر أمني بمحافظة الإسماعيلية إنه تم القبض على نحو 100 شخص على الأقل من أعضاء الجماعة خلال الوقفة احتجاجية وأنه يتم استجوابهم بشأن المشاركة في الوقفة وسيتم الإفراج عن غير المتورطين فيها. وأضاف أن جميع المقبوض عليهم نقلوا إلى سجن الترحيلات بالمستقبل.    (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 13 مارس 2010)
 


مرض مبارك زاد معدلات البطش وضاعف أعمال التنكيل بالناس!


محمد عبد الحكم دياب 3/13/2010 رقد حسني مبارك خمسة أيام في غرفة العناية المركزة في مستشفى هايدلبرغ الألماني، وهي مدة كافية تدلل بأن الأمر لم يكن وعكة عابرة أو ألما طارئا، وهذا أعاد إلى الأذهان التأكيد على طرق التعامل مع المسؤول العربي، كمخلوق من طينة غير طينة البشر. يختلف عن أولئك الذين يولدون ويصِحّون ويمرضون ثم يموتون. وهناك صنف من المسؤولين العرب يتعاملون مع الحياة وكأنهم مخلدون، ومع أنفسهم وكأنهم من جنس أسمى وأرقى. والمسؤول الذي ينسى طبيعته يتحول إلى كائن شيطاني. يملك السلطان والجاه والثروة والقدرة على التنكيل وإزهاق الأرواح. هذا الوصف لا علاقة له من قريب أو بعيد بأي شماتة في المرض أو الموت، وأساسه محاولة لاستعادة الوعي بطبيعة الإنسان وحدود طاقته وقدرته على تحدي وقهر المرض ومواجهة جلال الموت. ومع أي منهما يحتاج الأمر إلى كثير من التأمل وقليل من التسرع. خاصة مع حسني مبارك، الذي يجسد كل معاني الشذوذ في التاريخ السياسي العربي. بسبب ما فيه من قسوة وغلظة، وقدرة فائقة على البطش، وطاقة خارقة على إلحاق الأذى بالناس. ولسوف يدخل التاريخ من أضيق أبوابه. لقد تسلم مصر بلدا واحدا موحدا، وعلى وشك أن يتركها طوائف ومذاهب وشيعا، وانتقل إليه حكم دولة يتطلع شعبها ويسعى إلى بناء دولة القانون والمؤسسات، ويغادرها وهي محتقنة مهددة بالتقسيم. تعاني من الذل وضياع المكانة وفقدان الدور. وكان لها نظام جمهوري رئاسي محدد المعالم والقسمات، وانتهى بها شركة مملوكة لعائلة وأصهارها وشركائها وعدد من الأتباع والأغوات وسادتهم من الأجانب. كانت مصر مستقلة وانتهت مستعمرة أقرب إلى جمهوريات الموز. المتأمل يجد أن حسني مبارك نجح في قتل السياسة، وكان في نفس الوقت يشيّع النظام الجمهوري إلى مثواه الأخير، وينقله إلى اللانظام والعشوائية الخاصة والعائلية، وكان من الطبيعي أن تكون نهاية هكذا وضع هو التوريث. وفي ظل هذه الحالة العشوائية لا يضير المواطن فيها صحة المسؤول أو مرضه أو حتى موته. فالحاكم الذي يتصرف في وطن على أنه عقار، ويتعامل مع المواطن باعتباره قنا، فإن اللعنة تحل عليه من كل جانب، وأم اللعنات وأخطرها هي لعنة التوريث، وظهور جمال مبارك كأبرز تجلياتها. لعنة حلت بكل هذا اللانظام العشوائي، وكل من يمت له بصلة. بعلاقة الدم بين العائلة المالكة، أو بقرابة النسب بين الأصهار، أو بزواج السلطة والمال والفساد والصهينة. وكانت أبشع صورها مجزرة ايار/مايو 2005 ضد المحتجين على الاستبداد والتزوير والفساد والتوريث. ما جرى لهم من انتهاك لأعراضهم وسحلهم في الشوارع. شيء لا مثيل له في التاريخ المصري الطويل والعتيق. ويظهر لنا أن وراء ذلك علاقة عضوية وحميمة بأركان الدولة الصهيونية ورموزها، وصلت من القوة درجة أدت إلى عقد صفقة غاز بسعر شبه مجاني، وإلى دعم الخزينة المصرية للمجهودين الاقتصادي والعسكري للدولة الصهيونية، وفي شكل تواطؤ مشترك في محرقة غزة، واستمرار قتل مواطنيها، بالحصار والتجويع والملاحقة. ومنذ 2005، ووفاء لضحايا هذا الحكم الذليل العاجز كان ضروريا تجريد حسني مبارك من صفة الرئيس. شتان بين رئيس يأتي بإرادة الناس، وآخر يجثم على صدورهم وجثثهم ويبني مكانته على أشلائهم. وما حدث للمحتجين في ذلك اليوم الأسود يفرض علينا جميعا ألا ننعت حسني مبارك بالرئيس، ولا يجب الاستهزاء بهذه الدعوة، فهي تمثل أضعف الإيمان.. مبارك لا يمكن أن يكون رئيسا، ولا يعدو كونه جلادا يحرك وحوشا سادية موزعة على أجهزة الإدارة والأمن، وفي شركات وبين جماعات رجال المال والأعمال، ووسط فرق البلطجة، ومن مسؤولي الحزب الحاكم، وأثرياء التطبيع والصهينة. وجميعهم فرض نفسه بقوة الأمر الواقع وضد إرادة الناس. وعن المرض ودخول حسني مبارك – مصحوبا بعائلته – مستشفى هايدلبرغ الألماني. كانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية قد ذكرت الأربعاء الماضي أن حسني مبارك غادر وحدة الرعاية المركزة إلى غرفة عادية بالمستشفى بعد أن أجريت له عملية جراحية ناجحة لاستئصال الحوصلة المرارية . هذا ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية، أما شرح طبيب عربي أمريكي يقول: أن الورم الذي تم استئصاله من الاثني عشر، يرجح كونه سرطانا في الامعاء الدقيقة، واعتبر أن ما نشر رسميا غير كاف لتأكيد طبيعة ذلك الورم، فهو من وجهة نظره يحتاج الى اختبارات اخرى تستغرق عدة ايام. واستغرب ألا يكون اطباء مصر قد عرفوا بوجود هذا الورم وطبيعته قبل سفره الى المانيا، بالنظر لوجود خبراء بينهم في هذا المجال يتمتعون باحترام واسع على مستوى العالم.. وأضاف أن ورم الاثني عشر، الذي وصفه وزير الصحة المصري بالزائدة اللحمية ، وحقيقته هي حدوث ورم بالامعاء ، و يشكل الاثني عشر الجزء الاول منها، و يؤدي الى الام حادة، وقد يعيق مرور الغذاء اذا كان بكمية كبيرة، ومن اعراضه وجود دم في البراز . وتأكدت شكوك الطبيب العربي الأمريكي بأن الذي رأس الفريق الطبي المعالج هو الجراح ماركوس بوشلر، و يعد أحد أهم أطباء العالم في جراحات البنكرياس والكبد والجهاز الهضمي، والرئيس الأعلى لقسم الجراحات الباطنة وزرع الأعضاء . أي أن الجراحة لم تكن بالبساطة التي أعلن عنها الإعلام الرسمي. وإلا كانت أجريت في مستشفى من مستشفيات مصر بدلاً من السفر للخارج وصرف تلك المبالغ الطائلة . والرأي الطبي مرجح على الزيف الإعلامي أو الإعلاني الرسمي، ووُصِفت المعلومات المموهة عن الجراحة بالشفافية، والبعض قال إن مجرد الإعلان عن مرض حسني مبارك يعتبر في حد ذاته شفافية. فما زالت أخبار مرضه سرا من الأسرار الكبرى التي لا يتم البوح بها! ومن المفترض أن مرض شخص وخضوعه لعملية اقتضت وجوده بغرفة العناية المركزة لمدة خمسة أيام كاملة، وهي مدة طويلة يعرفها كل من أجرى عمليات كبيرة نسبيا. وأن تمتد الإقامة في العناية المركزة هذا الوقت معناه أن الأمر تجاوز حدود الزائدة اللحمية التي ذكرها وزير الصحة. والمريض في هذه الحالة يكون في أضعف حالاته الجسدية والنفسية، وفي فترات الوهن نجد أن الأسوياء من المسؤولين، ممن هم في مستوى البشر، يعيدون التفكير والنظر فيما اقترفوه وفعلوه في حق الشعب وفي تعاملهم مع الحياة. وكان من الملفت أن حسني مبارك بعد أن أصدر قراره قبل السفر بمنع المسؤولين من المغادرة للخارج حتى عودته، بدا وكأنه يستعرض قبضته الحديدية وهو في طريقه إلى المجهول. ويشير لجلاديه ألا يرحموا أحدا في غيابه. وهو ما حدث بالفعل. حيث جرى تعذيب أحد مؤيدي محمد البرادعي، المرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية في العام القادم، وحسب ما جاء في صحيفة ‘المصري اليوم’. عدد الأربعاء الماضي، ونقلا عن المحضر الذي تحرر لطه محمد عبدالتواب محمد، أخصائي العلاج الطبيعى، وفيه يقول أنه استُدعي لمقر مباحث أمن الدولة، (وهي مقرات عبارة عن سلخانات) مساء الاثنين الماضي، وقتها كان حسني مبارك يرقد في المستشفى الألماني غائبا عن الوعي، وبعد أن سأله ضابط أمن الدولة عن دوره في حملات تأييد البرادعى فى مركز سنورس بالفيوم (جنوب غربي القاهرة)، وعن مشاركته في أي مؤتمرات بهذا الخصوص، ودعوته لحماية الأقصى . بعد السؤال انهال عليه بالسب والقذف بألفاظ بذيئة وخادشة للحياء، وبعد أن اعتدى عليه بالوحشية المعهودة أمر عددا من عناصر الشرطة السرية بتجريده من ملابسه، وتهديده بهتك عرضه، وبتعليمات منه استمر محتجزا مجرداً من ملابسه إلى ما بعد منتصف الليل، ثم ألقي به على الطريق العام، وعثر عليه الأهالي قبل صلاة فجر اليوم التالي في حالة يرثى لها. وتوجهوا به إلى المستشفى، فاحتجزته لسوء حالته، ولجأ المجني عليه إلى الإضراب المفتوح عن الطعام لحين إحالة الضابط المسؤول عن إهانته وتعذيبه إلى النيابة . وأثناء ذلك ساءت حالته مرة أخرى، فدخل غرفة العناية المركزة لإنقاذه . ولم يسلم الأطفال والتلاميذ من التنكيل. قامت مباحث أمن الدولة في الاسماعيلية على الضفة الغربية لقناة السويس بهذه المهمة. رفضت التصريح لعدد من أطفال وتلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية بزيارة الموقع الذي استشهد فيه فخر العسكرية العربية الحديثة، عبد المنعم رياض. سحبت الأوراق الثبوتية والرخص من سائقى الحافلات، واضطرتهم إلى الفرار بحافلاتهم وبها الأطفال والتلاميذ، وكان هذا إعلانا صريحا لأطفال مصر وأولياء أمورهم بأن مصر لم تعد وطنهم، وأضحت أرضا يرتع فيها الصهاينة، من أقصاها إلى أقصاها. بداية من طابا في أقصى الشرق إلى مقبرة أبو حصيرة في ديمتيوه بمحافظة البحيرة أقصى الغرب. محظور على أبنائها زيارة معالمها الوطنية والتاريخية، وممنوع عليهم التجول في مدنها بحرية. ومن جهة أخرى وفى ذكرى ذلك الشهيد العظيم يعلن صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الحاكم رفض حزبه تغيير المادة 67 التي تُقصر الترشيح الرئاسي على حسني مبارك وولده، في حديث له يوم الثلاثاء الماضي، وأنكر وجود نية لإجراء أي تعديل دستوري. وتأكيده على تمسك الحزب الحاكم بترشيح مبارك الأب، لكونه الضمانة الوحيدة في استقرار البلاد والمضي في عملية البناء ، على حد تعبيره. ويتبين لنا أن سلالة ‘البوربون’ المصرية لا تتعلم ولا تتعظ، وتزيد الرأي العام استفزازا ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة. وأدت تصرفاتها إلى ذلك المخاض العسير، الذي قد يطلق العنان لعملية تغيير واسعة، أو يفاقم من مستوى العناد والوحشية. فالحكم وهو يقاوم التغيير يجد لذة في التنكيل والبطش بالناس، ولديه ما يغريه، في هيئة ترسانة بوليسية باطشة . تفوق في عددها وعدتها قوات الأمن الصينية، التي لم تتجاوز عدد المليون ونصف المليون شرطي ورجل أمن، حسب ما ورد في صحيفة ‘الاندبندت أون صنداي’ الاسبوعية الشهر الماضي، وهي قوات كافية لتوفير الأمن لما يربو على المليار ونصف مليار نسمة، بينما لا يتعدى عدد سكان مصر ثمانين مليون نسمة يحشد حسني مبارك لقهرهم والتنكيل بهم مليون وسبعمائة ألف شرطي ورجل أمن، وهي المرة الأولى التي تتفوق فيها مصر على الصين في شيء! ‘ كاتب من مصر يقيم في لندن (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 مارس  2010)


مؤتمر ائتلاف المعارضة المصرية يتفق على تعديل الدستور

2010-03-14 القاهرة – العرب  بدأت أولى جلسات مؤتمر ائتلاف المعارضة المصرية، الذي يضم أربعة أحزاب هي التجمع والناصري والوفد والجبهة الديمقراطية، أمس بالقاهرة، وسط اتفاق على ضرورة تغيير مواد بالدستور تقيد الترشح للرئاسة، واختلاف على مشاركة صاحب مطالب تغيير الدستور الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، وجماعة الإخوان المسلمين التي تمثل المعارضة الرئيسية ولها أكثر من 80 نائباً بالبرلمان المصري. وكادت الجلسة تتعرض للفض، عندما وصف الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، عصر الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر بأنه ديكتاتوري مثل عصري خلفيه الراحل أنور السادات والحالي حسني مبارك، لكن سامح عاشور نائب رئيس الحزب الناصري أعطى أهمية للتوحد في وجه سياسات الحزب الوطني (الحاكم) أكثر من الاختلاف. وطالب رؤساء الأحزاب، خلال المؤتمر الذي شارك فيه مستقلون، بإلغاء المواد المقيدة للحريات وتعديل مواد الدستور المصري التي تقيد الترشيح لرئاسة الجمهورية، متعهدين بنبذ الخلافات من أجل الإصلاح السياسي. وناقشت جلسات اليوم الأول للمؤتمر -الذي يمتد ليومين آخرين- ضرورة التأكيد على الطبيعة الجمهورية لنظام الحكم ومناقشة المادتين 76 و77 من الدستور بشأن الترشح لرئاسة الجمهورية، وإعادة التوازن بين السلطات من خلال تعديل مواد تخص سلطات رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، والعلاقة بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وكذلك ضمانات نزاهة الانتخابات المقبلة في ظل إلغاء الإشراف القضائي. وبشأن الخلاف على البرادعي، قال رئيس حزب الجبهة الديمقراطية الدكتور أسامة الغزالي حرب: يتعين أن نتآلف ونتعاون مع قوى أخرى سياسية واحتجاجية وشبابية وشخصيات بارزة على رأسها البرادعي، خاصة أنه كان صاحب دعوة جادة لإدخال بعض التعديلات الدستورية، بما يضمن نزاهة العملية الانتخابية، وقال إن الأحزاب لا تملك حاليا ترف الخلاف. وقال ممثلو أحزاب الوفد والتجمع والناصري إنهم يرفضون دعوة البرادعي “لأنه ليس رجل سياسة ولا يعرف شيئا عن المجتمع المصري ومشكلاته ويرفض التعاون مع الأحزاب”. ويبدو أن خلاف البرادعي لم يكن الأول، إذ قالت مصادر حزبية إن دعوة الإخوان لاقت معارضة كبيرة خاصة من حزب التجمع (اليساري)، متسائلة كيف يمكن تجاهل فصيل يمثل %90 من نواب المعارضة بالبرلمان. (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 14 مارس 2010)


السويد تندد بتصويت برلمانها

ندد وزيرا خارجية تركيا والسويد السبت بتصويت في البرلمان السويدي وصف قتل أرمن خلال الحرب العالمية الأولى بأنه “إبادة جماعية”. وقال وزير الخارجية السويدي الذي يجري محادثات غير مباشرة مع نظراء له من بينهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو شمال فنلندا إنه غضب من التصويت ويشعر بالقلق من أنه قد يؤثر على المصالحة بين تركيا وأرمينيا. وأعرب كارل بيلت في تصريح عن أسفه لتصويت البرلمان، معتبرا أن إضفاء الصفة السياسية على التاريخ لا يخدم أي هدف مفيد. وأضاف “إننا مهتمون بعملية المصالحة، وقرارات من هذا النوع تميل إلى إثارة التوترات بدلا من خفضها”. من جهته قال أوغلو إن قرار البرلمان السويدي شكل صدمة لتركيا لأن البرلمانات يجب ألا تقرر بشأن التاريخ. ووافق البرلمان السويدي بأغلبية 131 ضد 130 صوتا على القرار الخميس وصف قتل أرمن على أيدي العثمانيين بأنه إبادة جماعية، وهو تعبير ترفضه تركيا تماما. وجاء هذا التصويت بعد قرار لجنة بمجلس النواب الأميركي الأسبوع السابق أقر تعبير الإبادة، في إجراء غير ملزم يندد بأعمال القتال التي ارتكبت عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى. وفي الحالتين ردت تركيا بغضب، وسحبت سفيريها من الولايات المتحدة والسويد. وقال أوغلو إن بلاده لن تقف موقف المتفرج إذا اتخذت دول أخرى خطوات مماثلة لوصف أعمال القتل التي وقعت عام 1915 بأنها إبادة. وأضاف أنه لا جدوى من أن تعتقد دول أن بإمكانها ممارسة ضغوط على تركيا. والتصويت الذي جرى بالبرلمان السويدي مثير للغضب الشديد بوجه خاص لتركيا، لأن السويد من أقوى مؤيدي أنقرة في قضايا مثل رغبة تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وتقول بعض الجهات إن 1.5 مليون أرمني تعرضوا “لإبادة جماعية” من الأتراك العثمانيين بالحرب الكونية الأولى، وهو ما تنفيه تركيا بشكل قاطع قائلة إن هذا الرقم مبالغ فيه وإن من قضوا من الأرمن والأتراك آنذاك قتلوا في اضطرابات اجتماعية وحرب أهلية عندما انتفض الأرمن من أجل الاستقلال. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 مارس  2010)

مساعد لبوش يفتخر بالتعذيب

عبر كارل روف مستشار الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عن افتخاره بأساليب الاستجواب القاسية التي استخدمتها السلطات الأمنية في عهد بوش لاستجواب متهمين بالإرهاب. وقال روف اليوم الجمعة في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي “أنا فخور لأننا جعلنا العالم أكثر أمنا بهذه الأساليب”، التي أضاف أنها “كسرت إرادة الإرهابيين” ومنعت وقوع هجمات في الولايات المتحدة ودول أخرى. ورفض اعتبار أسلوب الإيهام بالغرق، الذي استخدمته السلطات الأمنية في عهد بوش ضد المتهمين، شكلا من أشكال التعذيب، وقال إن الجنود الأميركيين أنفسهم خضعوا لهذا الأسلوب في جزء من تدريباتهم. وأضاف أن كل متهم ممن خضع لأسلوب الإيهام بالغرق كان له طبيب يراقب ما إذا كان لهذا الأسلوب تأثير على جسده أو عقله، مؤكدا أن تقنيات الاستجواب التي خضع لها المتهمون “تتفق مع متطلباتنا الدولية ومع القانون الأميركي”. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 مارس  2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

31 octobre 2011

TUNISNEWS 11 ème année, N°4141 du 31.10.2011 archives : www.tunisnews.net FTCR: Non aux menaces contre l’instance régionale indépendante

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.