الأحد، 12 فبراير 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2092 du 12.02.2006

 archives : www.tunisnews.net


طلبة مستقلون: تحركات جامعية في تونس ضد الرسوم الدنماركية والنرويجية المسيئة للرسول الأعظم
أخبار السجين هشام المناعي
مقترح نادي الشابات بالجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات لأرضية عمل المنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي
نداء من أجل الجلسة العامة للمنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي لجنة حماية الصحفيين: دعوة لمؤتمر صحفي الإعلان عن التقرير السنوي للجنة حماية الصحفيين
الجزيرة.نت: رمسفيلد يزور الجزائر ويشيد بدور تونس في محاربة الإرهاب الحياة: رامسفيلد يؤكد في تونس اهتمام أميركا بتطوير التعاون العسكري مع بلدان المغرب
الحياة

: رامسفيلد في المغرب العربي

في أول اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع ”الناتو’ الخبر: في أول اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع ”الناتو’دول المغرب العربي ومصر وإسرائيل تساهم في منع أي خطر يهدد الأمن الأوربي

إسلام أون لاين: العراق يهيمن على جولة رامسفيلد المغاربية

الخليج: ولد فال رفض إقامة قاعدة أمريكية في صحراء موريتانيا

الصباح: المؤتمر الانتخابي لجمعية المحامين الشبان: بعد غد فتح باب الترشحات

الشروق: بعث قناة تونسية تبث من لندن

الحبيب مباركي: ظروف الإقامة في السجون التونسية

ابن العذارى: نحو كسر جدار الصمت المطبق على بلدنا

علي بن غذاهم: هذه مأسـاة تونـس
الوحدة: المحسوبية على الفضائية
برهـان بسيّـس: نزيف الطيور المهاجرة

الهادي بريك :المرأة إنسان كامل مسؤول عن العبادة والعمارة والخلافة

سويس إنفو: اعتقال رئيسي تحرير صحيفتين في الجزائر بسبب رسوم مسيئة 
التجديد: حوالي 70 ألف مغربي ينتصرون للحبيب المصطفى في مسيرة وطنية
مرسل الكسيبي: الصحافة الألمانية وأزمة الرسوم: حرب جهلة وليس صراع حضارات
الحبيب الذوادي: نحو مزيد تعزيز آليات التواصل والتفاعل والتحالف بين الحضارات الحنيفي الفريضي: إلـى متـى يتواصـل إذلال الغـرب للمسلمـين؟

حياة السايب: الصحافة الفرنسية وما جنته من وراء إعادة نشـر الرسـوم الكاريكاتوريـة الدانماركيـة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 

تحركات جامعية في تونس ضد الرسوم الدنماركية والنرويجية المسيئة للرسول الأعظم

 

تونس، في 11 فيفري 2006

 

حصاد الأسبوع الجامعي

 

شهدت الجامعة التونسية خلال الأسبوع المنقضي في عدد من فروعها، تحركات إحتجاجية ضد الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ففي المدرسة القومية للمهندسين بدأت يوم الإثنين منذ الساعة الثامنة ونصف صباحاً تظاهرة إشتملت أساساً على معلقات حائطية تناولت مقالات طلابية حول المسألة، أعقبها في حدود الساعة الثانية عشر ونصف إجتماعاعاما، ثم فَـتح حلقة نقاش حول الرسوم المغرضة التي تعمدت الصحافة الدنمركية والنرويجية أن تسيأ بها إلى شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتستهين من خلالها بالمسلمين في عقائدهم ومقدساتهم.

 

كما إنتظمت بكلية العلوم بتونس أيضاً تظاهرة مماثلة يوم الثلاثاء منذ الساعة التاسعة ونصف فاجتماع عام الساعة الحادية عشر ونصف وعند منتصف النهار فتحت حلقة للنقاش بين الطلبة.وفي كلية العلوم القانونية والسياسية بتونس نظم الطلبة مسيرة في الكلية على الساعة الثامنة ونصف صباحاً ثم خرجوا بها إلى مسافة غير قليلة خارج أسوارها وتعرض رجال الأمن بالزي المدني لصدها.

 

كما نظم الطلبة تحت ذات العنوان تظاهرات ثقافية وأداروا على إثرها حلقات للنقاش بعدد من الجامعات بكلية الهندسة الفلاحية بمجاز الباب وبكلية العلوم بالمنستير والمركب الجامعي بقفصة وقد شن الطلبة يوم الإثنين بكلية العلوم بصفاقس إضراباً عن الدروس احتجاجا على الرسوم المسيئة لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم وقد جرى على إثر ذلك مداهمات من قبل رجال الأمن لبعض منازل الطلبة وتم إعتقال الطالب صحبي المختاري المرسم بالسنة الثالثة علوم الحياة والأرض.

 

وتجدر الإشارة إلى أن هذه التحركات التي جدت في تونس على قلة أعداد المشاركين بها-300إلى1500- مقارنة مع ما نسمع ونشاهد في كافة أرجاء العالمين العربي والإسلامي من مظاهرات بمئات الآلاف من المشاركين، ومع حدودها التي لم تتجاوز الفضاءا ت الجامعية بالنظر الي الحصار الأمني المضروب على الحياة السياسية في البلاد، فقد شهدت تلك التحركات تضييقات من نوع أخر تمثلت في تدخل بعض العناصر اليسارية تحالف_ زعتور/ بن كيلاني_الكتلة والشيوعيون الديمقراطيون_ الذين قدموا في 40 نفراً من خارج كلية العلوم القانونية والسياسية بتونس لمحاولة إفشال تلك التظاهرة تحت عنوان الاحتفال بذكرى 5 فيفري وفي كلية العلوم بتونس أيضا حاولت نفس تلك الأطراف التشويش على التظاهرة بدعوى منع عودة الإسلاميين مجددأ للظهور بالجامعة وفي كلية الحقوق حاول بعضهم  استعمال العنف المادي واللفظي بقصد قطع الطريق علي الإسلاميين دون ركوب الحدث بزعمهم أو تمكين أنصار الغنوشي كما يقولون من اعتلاء صخرة سقراط بالمركب الجامعي بتونس.

 

وقد تعرض أحد الطلبة للإستفزاز بالسب والثلب من قبل بعض تلك المجموعة والإستفراد به وملاحقته إلى خارج المطعم الجامعي بقضيب من حديد قصد إيذائه. والطلبة الذين سهروا على تنظيم تلك النشاطات في سياق الاحتجاج على الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، كانوا على وعي أن محاولة لجرهم لردود أفعال غير مسؤولة، ذات طابع عنيف ثم إلقاء الإتهام بممارسة العنف في وجوههم، كان من وراء قصد تلك العناصر اليسارية، وهؤلاء الطلبة يؤكدون استقلاليتهم السياسية ورفضهم أن يعود العنف مجددأً إلى الحياة الجامعية وأن يكون لغة بين الطلبة. ومن الإنصاف القول أن زملاءأ لنا من اليسار من غير ذاك الفريق_حزب العمال الشيوعي التونسي والنقابيون الراديكاليون وبعض القوميين…- كانوا إما شاركونا بالإجتماعات العامة والمساندة أو هم كانوا بمنأى عن تلك الإستفزازات والتهديدات.

 

ويرغب الطلبة الناشطون أن لايعكر بعض الفصائل الطلابية المناخ الجامعي الذي يُفترض أن يكون للجميع ومن أجل الجميع وأن ترتقي بهم الهمم إلى مقاصد أكثر انفتاحا على مختلف الفصائل وأقل توترا في خطابات وسلوك الناشطين في مابينهم وهم يأملون أيضاً أن يعمل الجميع يداً بيد من أجل مصالح الطلبة و تنمية الحياة الجامعية واجتناب لغة الإقصاء ومنطق الإستئصال فقد ثبت أنهما مضادان لحركة التاريخ.

 

طلبة مستقلون

 

(المصدر: مراسلة بالبريد الالكتروني بتاريخ 12 فيفري 2006)

 


أخبار السجين هشام المناعي

 

بنزرت 11.02.2006

 

أنهى هشام المناعي ختم البحث في قضيته، وعليه فقد تحول ملفه إلى دائرة الإتهام للنظر في الاتهامات الثلاث الموجهة إليه-وجميعها إتهامات ذات طبيعة إرهابية- وهشام المناعي البالغ من العمر 19 سنة جرى اعتقاله على إثر الحملة التي استهدفت عدداً من الشباب من رواد المساجد ببنزرت في أفريل 2005، المتهمين بالنية والعزم على الإلتحاق بالمقاومة العراقية، وقد تعرض هشام خلال التحقيق إلى ألوان من التعذيب أفقده وعيه عدة مرات.

 

وقد أكد للسيد زكريا بن مصطفى خلال زيارته لخمسة من المساجين السياسيين في الأسابيع القليلة الماضية كان هشام من بينهم، أن كل الأقوال التي أفاد بها المحققين لا أساس لها من الصحة، وأنه قد تم انتزاعها منه تحت التعذيب وأن أي أحد من الناس مهما بلغت براءته لن يصبر على إدانة نفسه بأي شيء، إن مورست ضده أصناف من التعذيب كتلك التي تعرض لها.

 

وخلال الزيارة التي أداها السيد زكريا بن مصطفى للسجناء الخمسة طلب منهم رفع مطالب باسمه للنظر في قضيتهم. وعائلة هشام المناعي التي تتفاءل خيراً بهذه الإلتفاتة الطيبة، تخشى أن تتعطل مكاتيب إبنها، ويقطع عنها طريق الوصول إلى السيد زكريا بن مصطفى.

 

(المصدر: مراسلة بالبريد الالكتروني بتاريخ 12 فيفري 2006)

 

 

الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات

Association Tunisienne des femmes democrates

67, Avenue de la Liberté 1002 Tunis.   Tél: 71 831 135   Fax: 71 831 525

Email : femmes_feministes@yahoo.fr  Email : atfd@planet.tn

 

 

مقترح نادي الشابات بالجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات لأرضية عمل

المنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي

 

 

إن برنامج أرضية عمل للمنتدى الشبابي التونسي هو جزء من تفعيل العمل من أجل تأسيس هذا المنتدى الذي يعد حركة بديلة تهدف إلى تحقيق المواطنة الفعلية لفئات الشباب والشابات وطرح جملة القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية ذات الصلة الوثيقة والمباشرة بالشباب التونسي والتي لا تقل أهمية عن نسيج باقي القضايا الاجتماعية بل نراها الأكثر أهمية لاعتبارات عديدة:

 

  • الشباب التونسي هم أكثر الفئات عرضة للتهميش السياسي والاجتماعي والثقافي.
  • عدم تبني الدولة لمخططات واستراتيجيات حقيقية لإدماج الشباب التونسي في الحياة العامة والمهنية.
  • سياسة الإقصاء داخل البرامج الحكومية وداخل برامج الأحزاب السياسية وتوظيفهم فقط من باب الدعاية السياسية دون محتوى حقيقي وجدي.
  • غياب فضاءات متفتحة تساهم في توعية وتأطير الشباب.
  • عدم ثقة الشباب في نجاعة العمل الجمعياتي والحزبي .

 

ثم إنه ما فتئت تتفاقم مظاهر اجتماعية خطيرة تمس بدرجة أولى الفئات الشبابية:

 

  • ظاهرة الانحراف (عمليات السطو اليومية)
  • ظاهرة التسول والتشرد
  • الإدمان
  • الانقطاع المدرسي خاصة في صفوف الذكور
  • الهجرة السرية
  • البطالة
  • الاتجار الجنسي
  • الاستقالة واللامبالاة
  • العزوف عن الانخراط في النشاط الجمعياتي والنقابي والسياسي
  • سيادة فكر التطرف والظلامية
  • التراجع المعرفي والفكري وغياب الحس النقدي لحساب الثقافة الاستهلاكية.

 

ونظرا لكل هذه الاعتبارات فإننا نحن الشابات التونسيات والشباب التونسي الفاعل بجمعيات مستقلة وديمقراطية وبمنظمات نقابية وناشطين، تبنينا ميثاق المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يعرف بميثاق بورتو أليغري المصادق عليه في 10 جوان 2001 إثر انعقاد الدورة الأولى للمنتدى الاجتماعي العالمي في بورتو أليغري  من  25 إلى 30 جانفي 2001 المناهض  للنيوليبراليّة وهيمنة رأس المال وجميع أشكال الإمبريالية ويعمل من أجل بناء مجتمع كوني يجعل من الإنسان محورا له.

إن المنتدى الاجتماعي مسار نضالي جديد يعمل من أجل التقسيم العادل للثروات ولا مجال أن يتحوّل إلى فضاء لنشر الأفكار الرجعية و السلفية والأفكار المتواطئة مع الإمبريالية ولذلك كله نتمسك  نحن الشباب التونسي بمبادئ ميثاق المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يهدف إلى:

  • مناهضة الإمبريالية
  • مناهضة كلّ أشكال الإقصاء والتهميش والاستغلال واللامساواة.
  • التمسك بالديمقراطية والحريّة كمبادئ جوهرية لتأسيس مجتمع مدني فاعل في التغيير الاجتماعي.
  • التمسك بالحقوق الجنسية والإنجابية وحرية الجسد بعيدا عن الاتجار به.
  • تأسيس فضاء مستقل متعدّد ومتنوع وحرّ ولائكي قائم على مبدأ المساواة والعدالة والحرية ينسق بشكل ديموقراطي  بين هيئات وحركات ملتزمة بالعمل الميداني تهدف إلى خلق شبكات تضامن ونضال وطنية وإقليمية وعالمية لمواجهة العولمة الإمبريالية وحلفائها.
  • مناهضة العنف والفقر والتمييز القائم على الجنس واللّون والفكر.
  • التنديد بكل أشكال استنزاف الثروات الطبيعية والبشريّة.
  • تمتيع كل الفئات الشبابية من حق التنمية والتمتع بثروات الوطن.
  • فتح الحوار مع الفئات الشبابية وتحفيزها على التأطير المعرفي والسياسي
  • إعادة تشخيص واقع الفئة الشبابية وذلك بتكوين ورشات عمل يتم فيها طرح الإشكاليات وفتح النقاش
  • العمل على الانخراط في الحراك المدني من أجل إرساء مبادئ الديمقراطية والمساواة الكاملة التي نؤمن أنها كونية وغير قابلة للتجزئة
  • العمل على إدماج قضايا النساء ضمن محاور نضال للمنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي والمطالبة بضمان حقوق أوسع للنساء وآليات حقيقية لضمان هذه الحقوق.
  • العمل على دمقرطة الحياة السياسية من أجل تشريك أكثر الفئات السياسية في الحراك السياسي والاجتماعي.

 

إن المنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي هو حراك تقدمي يستند إلى مرجعية حقوق الإنسان واحترام حقوق النساء وتفعيلها باعتبارها شريكا في تنفيذ برامج التنمية وإرساء المبادئ الديمقراطية وهو كذلك دافع لبناء تونس علمانية حداثية ديموقراطية تسعى لتطبيق المواطنة الكاملة والفعلية لكافة فئات الشعب ولذلك نعتبر أنفسنا نحن الشباب التونسي نساء ورجالا معنيين بالمشاركة في مشاريع ومبادرات التنمية منفتحين على كل الطاقات التي تؤمن بحرية الفكر وتحارب كل الأفكار الرجعية والظلامية المناهضة للحرية والديموقراطية والرافضة لمشاريع العولمة النيوليبرالية التي فككت النسيج الاقتصادي للمنطقة وزادت في تفقيرها .

 

عالم آخر ممكن

تــونس أخرى ممكنة

 

أرضية عمل اللجنة التقنية للتحضير للجلسة العامة للمنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي

 

1 – من نحن:

 

         * شباب تونسي فاعل بجمعيات مستقلة وديمقراطية وبمنظمات نقابية وناشطين تبنينا ميثاق المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يعرف بميثاق بورتو أليغري المصادق عليه في 10 جوان 2001 إثر انعقاد الدورة الأولى للمنتدى الاجتماعي العالمي في بورتو أليغري  من  25 إلى 30 جانفي 2001 المناهض  للنيوليبراليّة وهيمنة رأس المال وجميع أشكال الإمبريالية ويعمل من أجل بناء مجتمع كوني يجعل من الإنسان محورا له.

 

2 – مبادئنا:

 

         نتمسك بمبادئ ميثاق المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يهدف إلى:

 

         مناهضة الإمبريالية

         مناهضة كلّ أشكال الإقصاء والتهميش والاستغلال واللامساواة.

         التمسك بالديمقراطية والحريّة كمبادئ جوهرية لتأسيس مجتمع مدني فاعل في التغيير الاجتماعي.

         التمسك بالحقوق الجنسية والإنجابية وحرية الجسد بعيدا عن الاتجار به.

         تأسيس فضاء متعدّد ومتنوع وحرّ غير عقائدي واثني وغير متحزّب وغير حكومي ينسق بشكل لا مركزي بين هيئات وحركات ملتزمة بعمل ملموس عن طريق نظام شبكي.

         مناهضة العنف والفقر والتمييز القائم على الجنس واللّون والفكر.

         التنديد بكل أشكال استنزاف الثروات الطبيعية والبشريّة.

–    إن المنتدى الاجتماعي مسار نظالي جديد للفكر الاشتراكي ولا مجال لأن يتحوّل إلى فضاء لنشر الأفكار الرجعية و السلفية والأفكار المتواطئة مع الإمبريالية.

 

3 – كيف:

 

كان لقاء يومي 11 و 12 أكتوبر 2005 انطلاقة فعلية في مسار تأسيس المنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي وقد تم الاتفاق حول قائمة أولية مفتوحة ومؤقتة للجنة إعداد الجلسة التأسيسية ونقترح أن تحتوي على اللّجان التالية:

 

1 – لجنة الإعلام:

* مجموعة الإعلام

 

2 – لجنة التنسيق:

         – بين اللّجان

         – بين الجهات

         – عالمي

 

3 – لجنة المواضيع

 

4 – لجنة اللّوجستيك  

 

5 – التمويل

 

6- لجنة أرضية العمل للمنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي


كلمة نادي الشابات الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات

 

تونس أخرى ممكنة

شباب مناهض للعولمة: ممكن

 

نلتقي اليوم بالحلم الذي يضمنا ويدفعنا لتأثيث فضاء  حر و متاح

نلتقي لنشد على أيادينا ونحاول بناء عالم خال من أوهام الغنى وشبه الرفاهة ونصف الحرية وبعض الأماني

نلتقي من جديد ففي الشباب متسع لتثبيت الحلم

نلتقي  في مفترق الرغيف وتشابه القضايا حد التوحد

نلتقي لنلملم أصواتنا التي أثقلها الصمت حد الوجع ونحن حل من فضاء يجمعنا نتبادل فيه الرأي نتفق ونختلف ونلتقي فنضيف لتجاربنا …فضاء لا يؤلمنا فيه منطق الاقصاء ولا نشعر فيه بالضآلة.

فضاء لا تلفظنا منه مياه البحر المالحة التي ينشطر فيها البحر الأبيض المتوسط ليقسم دول راس المال والدول المفقرة ويقسم الثروات وفق منطق الأقوى والأصلح للبقاء فيمتصون السلع ويلفظون البشر…نلتقي معهم… مع الذين استنفذوا الحلم وبحثوا عنه ارتطاما بالبحر مرة والتحرر من الصحو بتبادل أعقاب سيجارة مرة  أخرى…

فضاء لإسقاط قناع المجتمع فيخرج إلى منطقة الصوت كل المسكوت عنه وكل واضعي كاتم الصوت: ضحايا العنف ،ضحايا البطالة تتلاقفهم الجدران الباردة والمقاهي المؤثثة بعيون البوليس ،أصحاب الأجساد المنتهكة والمباحة  للدعارة السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية،الشابات اللواتي يعانين من الاضطهاد الطبقي والذكوري ،  ذوي الحاجيات الخاصة غير الذين تلمع بهم شاشة التلفاز ، أولئك الذين يستعصي عليهم شراء الأدوية لان الصناعة الدوائية لا تعترف إلا بمنطق السلع ولا يعنيها أمر الصحة العمومية بقدر ما تعنيها عائداتها ،مدمنو الأفيون الذين يراكمون ثروات المافيا الجديدة في البلا د…     

فضاء يرقص فيه الفن على أنغام الحياة في إطار التنوع والاختلاف واحترام التعبيرات الفنية الجديدة والشابة ،الذين مورس عليهم الاقصاء الجنسي تحت راية الأخلاق، الذين وقعوا تحت سقوط الجدار الايديوليجي فارتموا في أحضان اللاهوت بشكل سلفي …

كل هؤلاء هم نحن، نحن الخارطة التي ترسمنا شتاتا نحن “الواقفون على خط النار” نحن ضحايا العولمة  الرأسمالية التي فتكت بعمال المصانع والمناجم  وبالفلاحين فأيقضت فينا من جديد حلم الأممية وجعلت شباب العالم يفكر في عولمة بديلة لا تضن علينا بالتوزيع العادل للثروات.

جميعنا نثمن كل النضالات التي يخوضها العمال و العاملات في تصد لامتهانهم واستنزاف حقهم في العيش الكريم ولو بشكل معزول و صامت….

نثمن التحركات الطلابية في ساحات الجامعة التونسية دفاعا عن الحق النقايى والسياسي

نحيي كل قلم،كل ر كح، كل لوحة، كل مشهد سينمائي، كل صورة فوتوغرافية نابضة  و ناطقة باسم الشعب التونسي.

نحيي و نثمن كل المبادرات التي سعت وتسعى في محاولة للملمة هذا الشتات منذ  2003 إلى تأسيس المنتدى الاجتماعي التونسي ليحتضن الحراك الاجتماعي الموجود.

ولأننا الشباب المؤمن بتونس الحريات السياسية والنقابية والفكرية ، تونس العدالة الاجتماعية والمساواة، تونس الفرص المتكافئة، تونس المواطنة الفعلية، تونس بلا مضطهدين ولا مهمشين ولا جلادين….

ولأننا الشباب القوى النابضة والقادرة على تحقيق حلم هذا الشعب في تونس أخرى ممكنة ننادي بفضاء مفتوح وديموقراطي يكون مناهضا للإمبريالية ويتحرك لفضح مآربها  في الوطن الذي نريده لنا .

لتحقيق هذا الحلم  ننادي :

§

         أن يكون المنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي مكونا جوهريا و دافعا لتأسيس المنتدى الاجتماعي التونسي.

§

         أن يتمسك المنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي بهوية المنتدى الاجتماعي كحركة مناهضة للعولمة وحاسمة مع القوى الرجعية في تونس وفي العالم

§

         أن يكون المنتدى الشبابي التونسي منتدى جماهيريا ملتحما بالشباب التونسي وقضاياه وأن يكون فضاء للتحرك الفعلي والحقيقي لا مجرد فضاء حوار فيسقط في الانعزالية و النخبوية  وانسداد الأفق.

لكل هذا ندعو إلى

§

         توسيع وتنويع مشاركة الشباب في تكوين المنتدى الاجتماعي التونسي من خلال التحرك في المناطق الداخلية للبلاد ومس كل الفئات الشبابية

§

         تكثيف العمل والتنسيق مع كل مكونات المجتمع المدني.

§

         الانفتاح على مختلف المبادرات الشبابية المغاربية والعربية والإفريقية والمتوسطية والعالمية

§

         مراكمة الجهود نحو جلسة عامة تأسيسية مفتوحة للمنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي في أقرب الآجال.

 

نداء

 

      نحن شابات وشبان تونس كجزء من الحركة التقدمية التي تناضل من أجل الكرامة الإنسانية والديمقراطية والمساواة والعدالة واحترام الحريات العامة والفردية لحقوق الإنسان التي نؤمن أنها كونية وغير قابلة للتجزئة.

 

      وإثر الحدث المأساوي الذي حصل بالمملكة المغربية الأسبوع الفارط، إذ أقدم ستة شبان معطلين من حاملي الشهائد، على إشعال النار في أنفسهم أمام مقر وزارة الصحة بالعاصمة الرباط بفعل اليأس واحتجاجا على سياسة الحكومة العاجزة على إيقاف الهجمة الرأسمالية التي زادت في تفقير دول العالم الثالث.

 

     واعتبارا أننا نحن شابات وشبان تونس ندفع مثل الشباب المغربي ضريبة تحويل البلدين إلى منطقة للتبادل الاقتصادي الحر الذي دمر النسيج الاقتصادي ووسع دائرة التهميش والتفقير وعمم البطالة التي مست عشرات الآلاف من حاملي الشهائد، فإننا:

 

–  نستنكر

§

         مساعي الدكتاتوريات الإمبريالية المتواصلة في ضرب النسيج الاقتصادي وجعله مجالا للمضاربة والخوصصة .

§

         تنصل الدول من دورها الاجتماعي واستقالتها من الشأن العام.

 

–  نندد بإجهاض حقنا في الشغل الذي تقره كل المواثيق الدولية.

 

–  نذكر

§

         بأننا القوى النابضة والفاعلة والصانعة لعالم آخر ممكن.

§

         بأن أشكال احتجاجنا ورفضنا التي باتت أكثر حدة وشدة تعكس مظاهر العنف المعنوي والمادي المسلط على الشباب.

 

–  نطالب الحكومات بتحمل مسؤولياتها وتفعيل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لكل فئات الشعب.

 

–  ندعو تضامن كل القوى التقدمية في المغرب العربي والوطن العربي والعالم للتصدي إلى العولمة الرأسمالية وتبعاتها.

 

عن ناشطات وناشطي

المنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي


 

تونس في 12/10/2005

نداء من أجل الجلسة العامة للمنتدى الاجتماعي الشبابي التونسي

 

 

نحن الشباب المشارك في فعاليات اللقاء المنعقد خلال يومي 11/12/10/2005 بمقر الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وبدعوة من نادي الشابات للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والناشطات والنشطاء من أجل المنتدى الاجتماعي التونسي للشباب.

 

إيمانا منا بضرورة تفعيل دور الشباب التونسي في مناهضة العولمة الليبرالية المتوحشة وإيمانا منا بحاجته إلى فضاء مفتوح،ديموقراطي متعدد ومتنوع يمكنه من النقاش والتبادل بشأن قضاياه وتطلعاته كشكل جديد من أشكال المقاومة الاجتماعية عبر العمل المشترك بين كل القوى الشبابية التقدمية والديموقراطية من نقابات عمالية وطلابية وجمعيات ومناضلين ومستقلين وفنانين ومبدعين.

 

وإيمانا منا بضرورة أن يكون هذا الفضاء محطة لإيجاد آليات فعل لتأسيس المنتدى التونسي للشباب، مكونا أساسيا ودافعا ليناء المنتدى الاجتماعي التونسي، ويعمل على الانخراط الفعلي في المنتديات الاجتماعية العالمية والإقليمية على أرضية ميثاق بورتوأليقري، مساهمة في النضال العالمي ضد هجمة الرأسمال الاحتكاري والسياسة المالية للدوائر العالمية كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية .OMC

 

وإيمانا منا بضرورة تجميع وتفعيل كل الطاقات الشبابية من أجل مراكمة النضالات ضد كل أشكال الاستغلال

والاضطهاد والتمييز والتهميش الذي تكرسه العولمة الرأسمالية.

فإننا:   

 

§

         نثمن  كل المبادرات التي عملت وتعمل في إطار ديناميكية النضال الاجتماعي لمناهضة العولمة

§

         ندعو إلى مواصلة النقاش وتركيزه داخل الجهات وفي اتجاه كل فئات الشباب التونسي حتى يكون المنتدى الاجتماعي التونسي للشباب فضاء مفتوحا على مختلف تطلعات الشباب وأنشطته.

§

         نعمل على أن يكون المنتدى الاجتماعي التونسي للشباب خطوة فعلية في اتجاه بناء المنتدى الاجتماعي التونسي ومكونا أساسيا من مكوناته.

§

         نلتزم بالعمل على الإعداد للجلسة العامة للمنتدى الاجتماعي التونسي في المدى المنضور.

§

         ندعو إلى تشكيل لجنة إعداد مؤقتة ومفتوحة لمتابعة هذه التوصبات وتحل بمجرد انعقاد الجلسة العامة.


 

لجنة حماية الصحفيين   Committee to Protect Journalists CPJ 330 Seventh Avenue, New York, NY 10001 USA     Phone: (212) 465‑1004     Fax: (212) 465‑9568     Web: www.cpj.org     E-Mail: media@cpj.org    http://www.cpj.org الموقع على الانترنت:Contact: Kamel Labidi الاتصال ب: كمال العبيدي  – e-mail: kelabidi@aol.com بريد الكتروني:Telephone:  20 12 429 4369 تلفون:

دعوة لمؤتمر صحفي الإعلان عن التقرير السنوي للجنة حماية الصحفيين

 

تعقد لجنة حماية الصحفيين مؤتمرا صحفيا في الثانية عشرة ظهرا من يوم الثلاثاء الموافق 14 فبراير 2006 ، للإعلان عن تقريرها السنوي،  وتستضيفه نقابة الصحفيين في مصر.   ويرصد التقرير مئات  الحالات من القمع استهدفت الصحافة على مدى عام 2005 وذلك في عشرات الدول حيث تعددت ألوان الاعتداءات على الصحافة  والصحفيين، كالقتل والضرب والسجن والرقابة والتضييقات التشريعية.   كما يقدم التقرير الذي يحمل عنوان “اعتداءات على الصحافة” موجزا عن التهديدات والأخطار والعراقيل التي تعترض سبيل الصحفيين في شتى  بقاع العالم عندما يدفعهم عملهم إلى ساحات الحروب ويضعهم في مواجهة أنظمة استبدادية وقوانين مقيدة لحرية الصحافة. حيث جاء عدد قتلى ممارسة المهنة بين الصحفيين 47 في عام 2005 ليتجاوز أعداد هؤلاء الضحايا في غضون عامين متتاليين فقط مائة قتيل   وتعد تلك هي المرة الأولى التي تعقد  فيها لجنة حماية الصحفيين ، كمنظمة غير حكومية دولية معنية بالدفاع عن الصحافة والصحفيين في مختلف أنحاء العالم ، مؤتمرا صحفيا للاعلان عن تقريرها السنوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، منذ تأسيسها في عام 1981 .   عن لجنة حماية الصحفيين كمال العبيدي مستشار منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا   نقابة الصحفيين : بداية شارع عبدالخالق ثروت ، وسط المدينة ، ناحية شارع رمسيس .
تتوافر نسخ  عربية من التقرير للسادة الصحفيين يوم المؤتمر الصحفي ، كما يمكنكم مطالعته على شبكة الإنترنت بدءا من  صباح الأربعاء15 فبراير 2006 على قسم لجنة حماية الصحفيين بموقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان : http://www.hrinfo.net/mena/cpj


 

رمسفيلد يزور الجزائر ويشيد بدور تونس في محاربة الإرهاب

 

يصل اليوم وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد إلى الجزائر ثاني محطة في جولة قادته إلى تونس وتحمله لاحقا إلى المغرب، في أول زيارة له إلى دول المغرب العربي تركز على قضايا ما يسمى الإرهاب. وقد أشاد رمسفيلد في تونس التي حل بها قادما من صقلية، بدور بلدان المغرب العربي الثلاثة في مقاومة الإرهاب. ووصف بلدانا مثل تونس والجزائر والمغرب بأنها “ليست الدول التي يجد فيها الإرهابيون أرضا خصبة لأن حكوماتها لا تتساهل مع التشدد”. وقال الوزير الأميركي في مؤتمر صحفي مع نظيره التونسي كمال مرجان –الذي ظهر لأول مرة أمام الصحافة- إن واشنطن تناقش مع تونس اتفاقا لتوسيع التدريبات العسكرية مع جيش الأخيرة.   تونس نموذج الاعتدال   وامتدح رمسفيلد -الذي التقى الرئيس زين العابدين بن علي- تونس كبلد “تبنى تاريخيا سياسات ضد العنف والإرهاب” قائلا إن “تونس عرفت لدغات الإرهاب” في إشارة إلى الهجوم على المعبد اليهودي بجزيرة جربة عام 2002. غير أن وزير الدفاع الأميركي وصف ما أسماه التقدم الاقتصادي والاجتماعي في تونس، بأنه لا يسير على الوتيرة نفسها التي يسير بها ملف حقوق الإنسان. وقلل مسؤول عسكري رفيع المستوى بالوفد الأميركي من شأن انتقادات رمسفيلد بقوله إنه “كما الحال مع مصر, تدفع واشنطن تونس نحو إصلاح خلاق, لكن هذا أمر صعب.. فعليهم التعاطي هنا مع عامل التطرف”.   وتقدم الولايات المتحدة سنويا 13 مليون دولار لتونس مساعدات عسكرية, وتحتفظ بعلاقات عسكرية وثيقة معها كما الحال مع المغرب. فيما أخذت العلاقات مع الجزائر تنمو في السنوات الأخيرة. وسبقت زيارة الوزير الأميركي جولة لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي روبرت مولر لكل من الجزائر والمغرب وتونس, وسط تواتر أخبار عن احتمال إقامة قواعد عسكرية بموريتانيا كجزء من الترتيبات الأمنية بالمغرب العربي وأفريقيا.   الاهتمام بالمغرب العربي   وقال د. رفيق عبد السلام الباحث بالفكر السياسي والعلاقات الدولية بجامعة وستمنستر لندن، إن اهتمام واشنطن ببلدان المغرب العربي يأتي في إطار إستراتيجياتها العسكرية والأمنية بعد هجمات سبتمبر/أيلول 2001. وقال عبد السلام في حديث مع الجزيرة نت إن تبرير واشنطن اهتمامها بالمغرب العربي بالخطر الذي تمثله القاعدة بالمنطقة مبالغ فيه, فتنظيم أسامة بن لادن أبعد من أن يشكل خطرا على دول حليفة لأميركا أو على مصالحها الإستراتيجية. وإنما التفسير هو أنها “تريد تثبيت أقدامها بمنطقة البحر المتوسط في دائرة نفوذ أوروبي وفرنسي قوي”. كما يرى الباحث أن ما يقال عن تعويل واشنطن على تجربة الجزائر في مقاومة الإرهاب مبالغ فيه هو الآخر, فهي لا تنقصها الخبرة لا بالشرق الأوسط ولا أميركا اللاتينية والشرق الأوسط, لكنها فعلا تركز على الجزائر لعمقها الأوروبي والفرنسي تحديدا ونظرا لثقلها الاقتصادي كمنتج للنفط والغاز. ولم يستبعد عبد السلام أن تعدل تركيبة الجيش الجزائري ليلعب دور الوكيل الأمني الإقليمي للإدارة الأميركية بمنطقة الصحراء الكبرى التي تحتفظ فيها الجزائر ببعض النفوذ, خاصة بعد أن ضبطت الوضع الأمني داخليا.    (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 12 فيفري 2006) وصلة الموضوع: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/7B6F04D0-F7C4-47E6-9DCE-EBC798C89199.htm  


 

رامسفيلد يؤكد في تونس اهتمام أميركا بتطوير التعاون العسكري مع بلدان المغرب

تونس – رشيد خشانة       أكدت الولايات المتحدة انها ماضية في تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي مع البلدان المغاربية، في انعطاف لم تبصره العلاقات بين الجانبين منذ عقود. وقال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أمس في تونس، المحطة الأولى من جولة ستقوده إلى الجزائر والمغرب، إن واشنطن مصممة على تطوير الشراكة مع بلدان شمال أفريقيا في مكافحة الإرهاب.   وأجرى رامسفيلد فور وصوله من صقلية صباح أمس محادثات مع نظيره التونسي كمال مرجان ثم مع وزير الخارجية عبدالوهاب عبدالله قبل أن يجتمع مع الرئيس زين العابدين بن علي. وأفاد في تصريحات أدلى بها الى الصحافيين بأن واشنطن «ترغب في المحافظة على علاقات جيدة مع تونس وتوسيع الشراكة العسكرية والأمنية معها»، وأشاد بتعاونها مع الحكومة الأميركية إبان أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) العام 2001.   ونقلت وكالتا «فرانس برس» و «رويترز» عن رامسفيلد تقليله من خطورة تنظيم «القاعدة» على الدول المغاربية. إذ قال في الطائرة التي أقلته من صقلية الى تونس إن الشبكات الارهابية تنجذب الى «المناطق حيث توجد مساحات واسعة لا تخضع لادارة (الدولة) وحيث الحكومات غالباً ما تكون متساهلة اكثر ازاء التطرف وهذه ليست حال الدول الثلاث» في المغرب. وأضاف: «كل دولة (من الدول الثلاث) تقدم بطريقتها قيادة معتدلة وتتجاوب على نحو بناء مع مشكلات العالم والحرب على التطرف العنيف”..   ولم يُعرف فحوى المحادثات التي أجراها رامسفيلد مع المسؤولين التونسيين الذين التقاهم، إلا أن وزير الدفاع مرجان أكد انها كانت «محادثات ودية ومثمرة تعكس (عمق) علاقات الصداقة بين البلدين»، فيما تردد أنه يعتزم الطلب إلى العواصم المغاربية إرسال قوات إلى العراق لحفظ الأمن. وقال للصحافيين الذين رافقوه من صقلية إلى تونس إن واشنطن تقيم علاقات عسكرية منوعة مع تونس والجزائر والمغرب وهي تعتزم تعزيزها انطلاقاً من كون البلدان الثلاثة «شركاء بنّائين» في الحرب على الإرهاب.   وأتت زيارة رامسفيلد الأولى من نوعها لتونس بعد ستة أشهر من الاجتماع السنوي للجنة العسكرية المشتركة برئاسة نائبه رودمان ونظيره مرجان والذي توصل الى اتفاقات لم يُعلن عنها في شأن تعميق التعاون الاستخباراتي لمكافحة الإرهاب وبخاصة قطع الطريق أمام المتطوعين الشباب الراغبين بالانضمام الى المقاومة العراقية.   ويصل رامسفيلد اليوم إلى الجزائر حيث يجتمع مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين ويختم جولته في الرباط.   وتأتي زيارة رامسفيلد بعد مشاركته الخميس والجمعة في اجتماع وزراء دفاع الدول الاعضاء في منظمة حلف شمال الاطلسي في صقلية حيث التقى أيضاً ممثلين عن دول عربية ومسلمة مشاركة في برنامج «الحوار المتوسطي» الذي وضعه الحلف. وتشارك تونس والجزائر والمغرب في هذا البرنامج الى جانب الأردن وموريتانيا ومصر واسرائيل.   ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية ومحللين أمنيين في المنطقة ان تونس، وكذلك المغرب والجزائر، تشعر بقلق من محاولات تنظيم اسامة بن لادن «بناء قاعدة تأييد في المنطقة لحملتها ضد الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى». وقالت مصادر استخبارات في المنطقة ان «القاعدة» قامت بتجنيد عشرات الشبان في شمال أفريقيا وساعدتهم على دخول العراق للانضمام الى المسلحين هناك وأن بعضهم قُتل في تفجيرات انتحارية. وقال مسؤول عسكري كبير يرافق رامسفيلد: «نحض تونس كما نفعل مع مصر على أن تتبنى تفكيراً مبدعاً واصلاحياً، وهذه قضية حساسة». وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه «لديهم عناصر متشددة، عليهم أن يتعاملوا معها».   وحملت تونس تنظيم «القاعدة» مسؤولية تفجير انتحاري العام 2002 ضد معبد يهودي رئيسي أسفر عن سقوط 14 قتيلاً معظمهم سياح ألمان.   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 12 فيفري 2006)


رامسفيلد في المغرب العربي

محمد الأشهب    

 

ثمة معطيات ومخاوف تشير الى أن منطقة الساحل الافريقي جنوب الصحراء يمكن ان تتحول الى «أفغستان جديدة». وعلى رغم الخلافات السياسية بين عواصم الشمال الافريقي، فإن الإقرار بهذه المخاطر يتردد في أدبيات حربها على الإرهاب. فالجزائريون كانوا سباقين الى ذلك عبر الصورة التي ارتداها صراع السلطة منذ العام 1988، فيما دهش المغاربة لصدمة العمليات الانتحارية في الدار البيضاء العام 2003. وانشغل الموريتانيون بالهجوم على إحدى الثكنات العسكرية العام الماضي. ولم يحاول التونسيون اخفاء انهم دفعوا جانباً من فاتورة 11 أيلول (سبتمبر) 2001. لذلك لم يكن مصادفة أن يقتطع وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد بعضاً من أجندته ليزور منطقة الشمال الافريقي بعد أيام قليلة على زيارة مماثلة للمسؤول الأمني الرقم واحد في «اف بي آي» روبير مولر. فالصيغة الفضفاضة لمفهوم الحرب على الإرهاب تدفع الى الاعتقاد بأنه حيث يوجد أي مظهر للانفلات الأمني لا بد أن يكون الأميركيون حاضرين. لأنهم معنيون بميلاد أي رقم انتحاري جديد، وأي تنظيم معادٍ حتى ولو كان يبعد عشرات الآلاف من الأميال عن واشنطن.

 

ولعله لهذا السبب تحديداً زاد الانشغال الأميركي بالأوضاع في منطقة الساحل جنوب الصحراء، بخاصة في ضوء تفكيك خلايا نائمة كانت تتوخى استقطاب المناصرين الراغبين في التطوع الى جانب المقاومة في العراق. فالمحاربون الأميركيون الأشد عداء للمعسكر الشرقي المنهار، هم أنفسهم الذين يتربعون اليوم على المواقع القيادية في الحرب على الإرهاب المرتبط في جزئياته بصورة العدو الجديد الأكثر تدميراً، لا سيما وأن النقاط الحمر للوجود السوفياتي السابق هي عينها التي تكاد تختزل فسيفساء الحرب الجديدة من أفغانستان الى العراق ومن القرن الافريقي الى شمال القارة السمراء عبر تقاطعات جيوسياسية مثيرة للجدل.

 

وفي حجم قوة الطبيعة التي جعلت منابع وممرات النفط تلتقي ومغزى الأفكار الجديدة المبشرة بالحرية والديموقراطية والاستقرار، لم يعد الأميركيون معنيين بإبرام الاتفاقات التي تسمح بإنشاء القواعد العسكرية التي كان مجرد التفكير فيها يثير الجدل وتباين المواقف فقد استبدلت واشنطن صيغة القواعد بما هو أكبر من التحالفات. وبدا ان بلداناً عدة تتحسر على الزمان الضائع الذي كانت تعرض فيه القواعد العسكرية مثل محلات الماكدونالد. ومن لم يتعظ من انهيار حلف وارسو يسعى الى كسب ود حلف شمال الاطلسي. فالانتساب الى النادي الجديد اصبح مغرياً بمقاييس الاندماج في تحولات سيطرة القطب الواحد. والحال ان الأميركيين من دون غيرهم يحددون فاتورة الانتساب وشروطه ومجالات استخدام الافادة منها.

 

فغير بعيد عن الضفة الشمالية للبحر المتوسط تئن منطقة الشمال الافريقي تحت أوجاع نزاعات اقليمية. وبينما استقرت آفاق الاتحاد الأوروبي عند حصرها في جغرافية النفوذ التقليدية لإسبانيا وفرنسا وايطاليا والمانيا بنوع من التفاوت كمدخل للابقاء على امتداد المصالح الأوروبية نحو القارة الافريقية برمتها، بدا ان الأميركيين يحنون لإنزال قديم للحلفاء كما في مؤتمر آنفا لعام 1943 يوم كان روزفيلت وتشرشل يضعون البروفات الأولى لعالم ما بعد الحرب الكونية. والظاهر ان واشنطن التي كانت لوحت بورقة الشراكة الاقتصادية مع كل من المغرب والجزائر وتونس على خلفية منافسة الوجود الأوروبي، ترى اليوم ان الفرصة سانحة لشراكة أمنية يتوازى ضمنها الاقتصاد والتجارة والسياسة وتكريس المصالح.

 

في سابقتين على الأقل زاد الاهتمام الاميركي بالمنطقة، الأولى عند اندلاع الأزمة بين المغرب واسبانيا بسبب خلافات السيادة على جزيرة «ليلى» غير المأهولة قبالة الساحل المتوسطي، والثانية عند تدخل النائب ريشارد لوغار للافراج عن اسرى الحرب المغاربة لدى جبهة «بوليساريو». ومنطلق ذلك ان واشنطن لا ترغب في اضافة أعباء جديدة أمام دول المنطقة. غير انها بالقدر نفسه تراعي توازن المصالح في علاقاتها مع المغرب والجزائر.

 

وما دام الجهر بانتساب الجميع الى نادي الحرب ضد الارهاب لا يكتنفه أي غموض فإنها تجرب مناسبة ثالثة يتحرك في فضائها رجال الأمن والحرب بعيدأ عن واشنطن وقريباً الى الساحلين الاطلسي والمتوسطي على حد سواء.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 12 فيفري 2006)


دول المغرب العربي ومصر وإسرائيل تساهم في منع أي خطر يهدد الأمن الأوربي

 

على الرغم من هيمنة موضوع تداعيات إصدار بعض الصحف الأوروبية لرسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الاجتماع الذي جمع وزراء دفاع الحلف مع نظرائهم من الدول المتوسطية الشريكة، فيما يعرف بالحوار الأطلسي المتوسطي أو مجموعة >16+7< ما بين 10 و11 فيفري الجاري بتاورمينا الإيطالية بجزيرة صقلية، إلا أن اللقاء الذي يعد الأول من نوعه حدد في جدول أعماله أيضا مسائل التنسيق والتعاون الأمني والعسكري، فضلا عن كيفية إدماج الدول المتوسطية >الجزائر، تونس، المغرب، مصر، موريتانيا، الأردن وإسرائيل< فيما يتعلق بعمليات >اكتيف اندوفير< أو الالتزام النشط، التي اعتمدها الحلف بعد تفجيرات 11سبتمبر 2001 لضمان الأمن في البحر المتوسط ومنع تسرب عناصر مسلحة يعتبرهم >الحلف< كمصدر خطر على الأمن الأوروبي أساسا، حسب ما أشارت إليه وكالة أسوسيتد برس وقناة >سي·أن·أن<· وقد أوردت الوكالة الأمريكية أيضا أن الحلف وجه الدعوة لاجتماعات ”شركاء البحر المتوسط لمكافحة الإرهاب”، إلى كل من إسرائيل ومصر والجزائر والمغرب وتونس فضلاً عن الأردن وموريتانيا، قبيل اندلاع الأزمة التي سببتها الرسوم الكاريكاتورية الساخرة من  شخص النبي >ص<، بالمقابل كشفت وكالة أنباء المغرب العربي استنادا إلى تصريح السيد الطيب فاسي فهري، الوزير المنتدب للشؤون الخارجية والتعاون، أن اللقاء >قام بتقديم حصيلة الحوار بين الناتو والشركاء في المتوسط وحدد التدابير والبرامج المشتركة على المدى القريب في الوقت الذي أشار فيه الأمين العام للحلف إلى أن >مبادرة الحوار تعد فرصة كبيرة لتوسيع النشاطات والبرامج المفتوحة لشركاء الضفة الجنوبية<· في ذات السياق أبدت الجزائر التي كانت ممثلة من قبل الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع، عبد المالك فنايزية، استعدادا للتنسيق الوثيق مع حلف الأطلسي في مجال تنظيم دوريات الناتو البحرية لمنع عمليات تهريب قد تلجأ إليها مجموعات توصف بالإرهابية عبر البحر المتوسط إلى أوروبا· وتتضمن الدوريات المنظمة من قبل الحلف عمليات رصد وتفتيش ومراقبة لحركة السفن التي تمر عبر جبل طارق تدخل وتخرج إلى البحر المتوسط، وتحضر دول حلف الأطلسي أيضا قمة الرؤساء بريغا في ليتوانيا في أكتوبر المقبل التي يرتقب أن تحضرها الدول الشريكة من بينها الجزائر أيضا· على صعيد آخر شرع كاتب الدولة الأمريكي، دونالد رامسفيلد، في جولته المغاربية أمس، حيث حل بتونس، وتتضمن أول زيارة من نوعها لرامسفيلد للمنطقة تحديد الإدارة الأمريكية، حسب قناة >بي·بي·سي<، لأربعة ملفات يتم إبرازها في لقاءاته مع الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي، والجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والعاهل المغربي محمد السادس، ومع نظرائه وزراء الدفاع في البلدان الثلاثة· وتتمثل هذه الملفات في مقترح إرسال قوات عربية إلى أفغانستان، ووقف تسلل مئات الشبان المغاربيين إلى العراق، والمناورات العسكرية  الأمريكية المغاربية، والهجرة غير القانونية إلى الدول الغربية عبر شمال إفريقيا، وسيكون ملف التنسيق الأمني والعسكري ضمن الأولويات لاسيما فيما يتعلق بتنظيم تمارين مشتركة والتنسيق في سياق ما يعرف بـ>البان ساحل<، حيث نظمت لحد الآن ثلاثة اجتماعات بشتوتغارت بمشاركة رؤساء الأركان للدول المغاربية من بينها الجزائر ودول الساحل·

 

(المصدر: صحيفة “الخبر” الجزائرية الصادرة يوم 12/2/2006)


 

العراق يهيمن على جولة رامسفيلد المغاربية

الجزائر- أميمة أحمد- إسلام أون لاين.نت/ 12-2-2006

 

 بدأ وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد مباحثاته مع المسئولين الجزائريين فور وصوله للعاصمة الجزائرية الأحد 12-2-2006 ضمن جولة بالمغرب العربي.

 

وتوقعت مصادر سياسية جزائرية مطلعة أن يسعى رامسفيلد خلال الزيارة لإقناع دول المغرب بإرسال قوات عسكرية للعراق خلفا للقوات الأمريكية المقرر انسحابها في غضون الشهرين القادمين، بيد أن محللين رجحوا رفض الجزائر لهذا المسعى.

 

وقالت مصادر جزائرية سياسية مطلعة فضلت عدم الإفصاح عن اسمها لـ”إسلام أون لاين.نت”: “هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لوزير دفاع أمريكي في تاريخ الجزائر المستقلة، تستهدف بالدرجة الأولى بحث إمكانية إرسال قوات مغاربية إلى العراق لتحل مكان القوات العسكرية الأمريكية، إضافة إلى مسألة التعاون العسكري بين البلدين، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب”. بيد أنه لم تصدر أي تأكيدات رسمية بالدول الثلاث حول طلب واشنطن إرسال قوات مغاربية للعراق.

 

ورجح محللون جزائريون ألا “يلقى الطلب الأمريكي ترحيبا في الجزائر؛ خاصة في ضوء تصريحات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حول موقف بلاده من قضية العراق التي أدلى بها في أثناء زيارة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا داسيلفا للجزائر يومي 8 و9-2-2006“.

 

وقال الرئيس بوتفليقة حينئذ: “إن الوضع في العراق يشكل مصدر انشغال عميق بالنسبة للجزائر والمجتمع الدولي؛ إذ إن عودة السلم والاستقرار إلى هذا البلد العزيز على قلوبنا تظل مرهونة بسلامته الترابية، واسترجاع الشعب العراقي الشقيق لسيادته كاملة، بما فيها سيادته على ثرواته الوطنية“.

 

وذهب محللون إلى أن هذه التصريحات التي جاءت قبيل زيارة رامسفيلد تعكس رغبة الجزائر في عدم الزج بنفسه في مأزق العراق.

 

وشددوا على أن مطالبة الرئيس بوتقليقة بسيادة العراق الكاملة على أرضه وثرواته تمثل رسالة واضحة بأن الجزائر لن يتعامل إلا مع عراق مستقل.

 

وأضافت المصادر نفسها أن “الجزائر تدرك جيدا أن الولايات المتحدة تريد غطاء عسكريا عربيا يغطي احتلالها للعراق، وهو ما يحاول بوتفليقة أن ينأى بنفسه عنه؛ لتجنب أي غضب شعبي داخلي“.

 

وسبق لديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي زيارة كل من السعودية ومصر في النصف الثاني من يناير الماضي. ولم تسفر هذه الزيارة عن أي وعود من جانب القاهرة والرياض بشأن إرسال قوات عربية للعراق كما استهدفت جولة تشيني، حسبما ذكرت في حينها مصادر دبلوماسية عربية وتقارير صحفية عربية.

 

على صعيد متصل، كشفت مصادر جزائرية مسئولة لـ”إسلام أون لاين.نت” عن أن رامسفيلد طرح خلال مباحثاته مع رئيس الحكومة أحمد أويحي ثم مع الوزير الجزائري المنتدب للدفاع عبد المالك غنايزية مطالبة واشنطن للجزائر بمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين من الجزائر إلى دول أوربا الغربية بشكل حازم “خشية تسرب إرهابيين من أوربا للعراق أو قيامهم بعمليات إرهابية في أوربا“.

 

كما تناولت المباحثات “تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وأكد رامسفيلد في هذا الإطار على أهمية استمرار المناورات العسكرية المشتركة مع القوات الأمريكية”، بحسب المصادر المسئولة التي كشفت في هذا الصدد عن أن رامسفيلد طالب الجزائر بشراء أسلحة أمريكية “من أجل تنويع مصادر الأسلحة لديها“.

 

وكانت الجزائر قد أبرمت مؤخرا صفقة أسلحة جديدة مع روسيا، الممول الرئيسي للجيش الجزائري بالسلاح. وينتظر أن يختتم رامسفليد مباحثاته في الجزائر الأحد بلقاء بوتفليقة قبل أن يتوجه إلى المغرب.

 

غطاء للقواعد العسكرية

 

ويرى مراقبون أن تتابع الوفود الأمريكية على الجزائر وجارتيها تونس والمغرب في غضون أقل من أسبوع يعطي دلالة على الأهمية الإستراتيجية التي تضعها واشنطن في الحسبان لدول المغرب العربي التي تقع على مرمى حجر من جنوب أوربا.

 

وقال وزير الدفاع الأمريكي خلال زيارته لتونس السبت 11-2-2006: “نحن مستمرون في المشاركة مع كل دولة من هذه الدول الثلاث (المغرب وتونس والجزائر) في علاقة عسكرية على نحو أو آخر، وهذا شيء نقدره، ونريد تعزيزه“.

 

ووصف الدول الثلاث “بالشركاء الفاعلين” في مكافحة الإرهاب العالمي، وهي ليست كالدول التي تشكل أرضا خصبة تنبت فيها جماعات مثل القاعدة.

 

وأردف أن “أول زيارة له للمنطقة سيركز فيها مع المسئولين على مكافحة الإرهاب وأمور أخرى” لم يفصح عنها.

 

وتأتي زيارة رامسفيلد بعد أقل من أسبوع على زيارة روبرت مولر رئيس مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) للجزائر، حيث بحث مع مسئوليها مكافحة الإرهاب ودعم التعاون الأمني بمنح الجزائر أجهزة متطورة لمكافحة الجريمة المنظمة.

 

وتزامنت تلك الزيارات مع كشف تقارير إعلامية مغربية في الأسابيع القليلة الماضية نقلا عن مصادر أمريكية عن أن أشخاصا يشتبه أنهم أعضاء في تنظيم القاعدة يحاولون التسلل إلى أوربا عن طريق دول المغرب العربي التي تعتبر واحدة من البوابات الرئيسية للهجرة غير المشروعة إلى الاتحاد الأوربي.

 

وذكرت مصادر جزائرية مسئولة أن جولة رامسفيلد المغاربية تستهدف التشديد على ضرورة إحباط تلك الخطة، غير أن مراقبين شككوا في تلك الخطة، واصفين إياها بأنها “مزعومة“.

 

ورأى المراقبون أن هذه الخطة تستهدف التغطية على الأهداف الأمريكية الحقيقية في منطقة المغرب العربي، ومن بينها إنشاء قواعد عسكرية ومراكز تجسس في إطار الإستراتيجية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 

وتتسم العلاقات بين واشنطن والمغرب وتونس والجزائر بالقوة، إلا أنها لا تحظى بتأييد يذكر على المستوى الشعبي؛ بسبب الحرب في العراق والدعم الأمريكي السافر لإسرائيل.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 12 فيفري 2006)


 

ولد فال رفض إقامة قاعدة أمريكية في صحراء موريتانيا

 

نواكشوط  المختار السالم:  

كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية في نواكشوط أن رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية الحاكم في موريتانيا أعلي ولد محمد فال رفض إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في صحراء بلاده وذلك خلال استقباله الخميس الماضي وفداً دبلوماسياً عسكرياً أمريكياً زار نواكشوط، واجتمع بمسؤولين عديدين وبقيادات أحزاب.

ونقلت المصادر أن ولد فال أبلغ الوفد أن وضعه رئيساً لمرحلة انتقالية محدودة لا يسمح له بالإذن بإقامة قاعدة عسكرية في الأراضي الموريتانية، ومن الأفضل انتظار أن تفرز الانتخابات المقبلة حكومة منتخبة يمكنها تحمل مسؤولية من هذا النوع، غير أنه أبلغ الوفد الأمريكي الزائر استعداد نظامه للمشاركة في محاربة الإرهاب والعناصر الإرهابية، وشدد في الوقت نفسه على أنه غير مستعد لتصنيع إرهابيين غير موجودين، كما كان النظام السابق يفعل.

وكان الوفد الأمريكي برئاسة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية بوبي بيتمان، قد نفى في مؤتمر صحافي في نواكشوط، معلومات أوردتها صحف فرنسية بينها “لوموند” من أن أمريكا تسعى لإقامة قاعدة عسكرية في الصحراء الموريتانية، وذكر أن مباحثاته مع الرئيس علي ولد محمد فال تناولت قضايا مكافحة الإرهاب، وربط تطور العلاقات الثنائية بين البلدين بإجراء انتخابات ديمقراطية في موريتانيا.

 

(المصدر: صحيفة “الخليج” الإماراتية الصادرة يوم 12/02/2006)


 

حول الترسيم بجدول المحامين – وزارة العدل وحقوق الإنسان:

لا يمكن قانونا للهيئة الوطنية للمحامين تعليق الترسيم بجدول المحامين

بعد قرار الهيئة الوطنية للمحامين الخاص بتعليق الترسيم بجدول المحاماة اتصلنا بوزارة العدل وحقوق الانسان التي أمدنا مصدر مأذون بها بالتوضيحات التالية: «لم يرد على وزارة العدل وحقوق الانسان ما يفيد اتخاذ مجلس للهيئة الوطنية للمحامين قرارا يقضي بتعليق الترسيم بجدول المحامين التونسيين، وللتوضيح فإن الهيئة الوطنية للمحامين لا يمكنها قانونا أن تعلق الترسيم بجدول المحامين لطالبي الترسيم الذين تتوفر فيهم الشروط التي نص عليها الفصل الثالث من القانون المؤرخ في 7 سبتمبر 1989 المتعلق بتنظيم مهنة المحاماة وذلك للأسباب التالية:    أولا: يتجه التذكير أن الترسيم بجدول المحامين هو من الاختصاصات الموكولة قانونا الى مجلس الهيئة الوطنية للمحامين، الا أن هذا الاختصاص يمارس في إطار الضمانات القانونية التي يسهر القضاء على تأمينها.   * ثانيا: أوجب القانون المنظم لمهنة المحاماة على مجلس الهيئة أن يبت في مطالب الترسيم بقرار معلل في خلال شهرين من تاريخ تقديمه أو توجيهه بصورة قانونية، ويعد سكوت المجلس إزاء مطالب الترسيم رفضا.   * ثالثا: أقر القانون المذكور الطعن استئنافيا لدى محكمة الاستئناف بتونس في القرارات الصادرة عن مجلس الهيئة الوطنية للمحامين. واعتبارا لما سبق توضيحه، فإن كل قرار عام من الهيئة بشأن توقيف الترسيم في المحاماة مخالف لقانون المحاماة ولمبدإ استمرارية المرافق العامة، وكل تجسيم لهذا القرار العام في قرارات فردية برفض الترسيم يكون مثله مثل القرار العام ذاته، قابلا للطعن فيه امام القضاء الذي يبت في ذلك الطعن بصفة نهائية.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 فيفري 2006)

المؤتمر الانتخابي لجمعية المحامين الشبان:

بعد غد فتح باب الترشحات

تونس ـ الصباح   قررت الجمعية التونسية للمحامين الشبان فتح باب الترشحات لانتخابات هيئتها المديرة للمدة النيابية الممتدة من سنة 2006 الى 2008، انطلاقا من بعد غد الثلاثاء والى غاية يوم الاثنين 27 فيفري الحالي. وقد استأثر الموعد الانتخابي المحدد ليوم 4 مارس المقبل بحملة مبكرة برزت من خلالها بعض الأسماء التي تعتزم الترشح ومنافسة الاعضاء الحاليين عن طريق البحث المسبق عن قائمات موحدة وتحالفات ممكنة.   حملة مبكرة.. واتفاقيات..   وفيما يسعى عدد من المحامين الى التكتل المبكر والاستعداد لدخول السباق الانتخابي بأوفر الحظوظ، انكبت الهيئة المديرة الحالية بابرام عدد من الاتفاقيات، فقد شهدت الفترة الأخيرة اتفاقيتين أبرمتهما الجمعية مع كل من شركة الخطوط الجوية التونسية وبنك الاسكان سعيا لتوفير بعض الخدمات والتخفيضات لفائدة منخرطيها.   كما تحول وفد من اعضاء هذه الهيئة الى روما وتم توقيع اتفاقية تعاون وشراكة مع الجمعية الايطالية للمحامين الشبان التي يتجاوز عدد منخرطيها عشرة آلاف محام.   ويعتبر الأستاذ لطفي العربي رئيس الجمعية «أن هذه الاتفاقية تهدف الى خلق أرضية مثلى للتعاون وتبادل الخبرات في التعامل مع مشاغل المحامين الشبان في البلدين والتنظيم المشترك للندوات والتربصات بغاية الإلمام بالنظم القانونية وتعميق الروابط المهنية بين المحامين في تونس وإيطاليا».   وعما اذا كانت هذه الأنشطة مندرجة هي الاخرى في إطار حملة مبكرة بشكل غير مباشر قال لطفي العربي لـ«الصباح»: «ليس لدينا عمل مناسباتي، فمنذ تولينا المهام في الهيئة المديرة للجمعية والى حد الان ظلت انشطتنا مستمرة ودورية وستبقى هكذا الى حد انعقاد الجلسة العامة الانتخابية».   لطفي بن صالح   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 فيفري 2006)


* ندوة فكرية بمناسبة احياء تونس سنة 2006 الذكرى المائوية الميلادية السادسة لوفاة العلاّمة عبد الرحمان بن خلدون تنظم جامعة الزيتونة بالاشتراك مع ادارة الدراسات والتكوين والاعلام بوزارة الشؤن الدينية ندوة علمية دولية حول «البعد الديني ومنزلته في تجربة ابن خلدون الفكرية» وذلك أيام 20 ـ 21 ـ 22 فيفري 2006 يحضرها ثلة من الأساتذة والباحثين من دول شقيقة وصديقة، وذلك بمقرها الكائن بساحة معقل الزعيم تونس.   يفتتح الندوة الأستاذ الازهر بوعوني وزير التعليم العالي ويختتمها الأستاذ بوبكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية.   * بيان وافتنا جامعة الكاف التابعة للاتحاد الوحدوي بالبيان التالي:   «نحن أعضاء جامعة الكاف للاتحاد الديمقراطي الوحدوي وبعد اطلاعنا في الصحف على خبر

تجميد عضوي المكتب السياسي الاخوين عبد الملك العبيدي ومصطفى اليحياوي،

نعلن ما يلي: نرفض بشدة ما حدث ونعتبره قرارا ليس له اي سند قانوني لأن عقوبة التجميد والتي هي من أقصى العقوبات التنظيمية من اختصاص لجنة النظام. نندد بكل عملية اقصاء داخل الحزب ونعتبرها استئصالا لكل رأي مخالف في مرحلة يحتاج فيها الحزب لكل طاقاته. نناشد جميع أعضاء المكتب السياسي التراجع عن هذا القرار وندعوهم الى نبذ الخلافات والتفكير في مصلحة الحزب والتخلي عن سياسة الاقصاء والهروب الى الأمام.   الكاتب العام : شوقي التريكي   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 12 فيفري 2006)


بعث قناة تونسية تبث من لندن

 

* تونس ـ «الشروق» :
في خضم الأخبار المتناقلة عن مشاريع بعث قنوات تلفزية جديدة في تونس، على شاكلة قناة «حنبعل تي.في» كشف مصدر مطّلع أن المشروع الوحيد الجاهز حاليا، والمنتظر تنفيذه في الأشهر المقبلة، قناة خاصة ستبث برامجها من لندن.
وأوضح المصدر أن القناة سيبعثها الأخوان قروي اللذان يديران عددا من الشركات في تونس والخارج. وكشف المصدر أن المستثمرين بصدد تصفية واحدة من شركاتهما في تونس، تنشط في مجال الاشهار، لتمويل مشروع القناة الذي يبدو أن الميزانية التي وضعت له لم تكن كافية.
وقال المصدر، وهو مستثمر في مجال الاتصال، أن ما نشر حول مشروع القناة الجديدة «تيلي باك» وخصوصا فيما يتعلق بتاريخ انطلاق بثها (نهاية شهر فيفري أو بداية مارس 2006) غير منطقي لأن البث يتطلب تحضيرات كثيرة وكبيرة بدءا من التقنيين والعاملين وصولا الى الاستوديوهات وعملية البث ذاتها التي تتطلب عملا مكثّفا.
وعلّق المصدر أن هذه العمليات لا يمكن أن تتم في سرية حتى وإن رغب أصحاب المشروع في ذلك. وقال إنه لم يسمع أي خبر بخصوص هذا المشروع.
ونفى مصدر من وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين بدوره أن يكون له علم بمشروع القناة المذكورة.
ومنذ ظهور قناة «حنّبعل تي.في» الخاصة في العام الماضي، كثر الحديث عن مشاريع مشابهة مثل مشروع قناة المنتج السينمائي التونسي طارق بن عمار (TT1) والذي تردد فيما بعد أنه تحوّل الى شخص آخر ومشروع قناة اللاعب طارق ذياب الرياضية ومشروع قناة أخرى للألعاب. وعموما تعدّدت الأخبار والمشاريع، ولكن المشاهد التونسي لم ير شيئا الى الآن، ما عدا قناة «حنبعل تي.في» التي انضافت لقناة تونس 7 وقناة 21.   * محسن   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 12 فيفري 2006)


ظروف الإقامة في السجون التونسية:

شهادة السجين سمير ديلو

نقلها: الحبيب مباركي

 

ظروف الإقامة في سجن سوسة متردية جدا فالغرفة رقم 2 لا تتسع في العادة لأكثر من 70 سجين و لكن يتم حشر أكثر من 300 سجين و بها بيتا خلا فقط يسودوهما الظلام و خاصة ان الإنارة بالغرفة ضعيفة جدا و يحتاج الداخل إليها الى بعض الوقت حتى يتاقلم نظره و يتبين له الأشخاص والأشياء اذ لا يرى في البداية سوى أشباح و ليس بها تهوئة مناسبة “3 نوافذ فقط” و الحرارة فيها خانقة فتتكرر حالات الإغماء وترى سقف الغرفة يقطر وهذا يذكر بجو الحمام ,حتى ان المساجين يطلقون على الغرفة “بيت السخون”…

 

واتذكر في احدى المرات القليلة التي كنا نقوم فيها بالتنظيف، عندما اخرجنا الأسـرّة الى خارج الغرفة فوجئنا بانها لا تتسع للنزلاء و قوفا ؟؟؟ و في اوسط جوان 1991 وصل عدد متساكني الغرفة الى 320 ولم يكن بها أي مروحة هوائية ventilateur   و لا شفاطة aspirateur  , و بعد سقوط 3 من السجناء الإسلاميين مغشيا عليهم تصاعد التكبير داخل الغرفة و اشترك في ذلك الجميع بدون تمييز , و رفض أعوان الحراسة في البداية فتح الغرفة لظنهم ان الأمر يتعلق ببداية تمرد و لكن بعد مرور حوالي نصف ساعة و بقدوم المدير تم حمل الثلاثة المغمى عليهم الى المستشفى و اخراج جميع المساجين الى ساحة الفسحة حيث قضينا حوالي الساعة ومن الغد وقع التنقيص في عدد المقيمين و تركيب مروحات هوائية مع وعود بتحسينات أخرى لم تنفذ حتى اليوم ؟

 ——————————————————

مكالمة حزينة..لفتاة تونسية على الفضائية الفلسطينية

 

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

خلال تصفحى للقنوات التلفزية الفضائية قبل قليل توقفت عند برنامج على الفضائية الفلسطينية موضوعه الرسوم المسيئة للنبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقد تدخلت فتاة تونسية ذات نغمة حزينة قادمة من ربوع الخضراء رهينة استبداد الجنرال بن على لتقول للحاضرين أن لا تستغربوا من اعتداء الغرب على الإسلام والمسلمين من خلال نشر هذه الرسوم المسيئة والحال أن دولا عربية إسلامية تمنع مواطناتها المسلمات من ارتداء الحجاب.. 

 

وصمت الصوت عن الكلام المباح..

 

فردد المذيع : تفضلى ,نسمعك

 

فقال الصوت المسجون فى السجن/الوطن : بس …

 

حسبك وحسبنا الله تعالى يا فتاة الوطن. وبس الله الأرض من تحت أقدام الجنرال ونظامه وزبانيته..اللهم آمين.

 

(الإمضاء: امباركي وراوي صابر)


نحو كسر جدار الصمت المطبق على بلدنا

 

ما كادت تنقشع ظلال″قمة المعلومات″ المنعقدة اخيرا في تونس‚ وما رافقها من ملحمة نضا لية واعدة   (حركة 18 اكتوبر) حتى خلت الساحة السياسية للاستفراد المحكم‚ والمبيت سلفا للاجهزة الامنية بكل نفس نضالي حر‚ وقد سبق ان نبهت لذلك قيادات المعارضة في الداخل‚ والخارج وكذالك اطراف اجنبية مشاركة في القمة قبل واثناء انعقادها ‚ولم تتورع السلطة داخل البلاد عن الاعتداء الجسدي عن المناضلين ‚والشرفاء ومنع الاجتماعات لاحزاب معترف بها قانونيا داخل مقراتها ومصادرة بعض الصحف المقننة‚ وسعت بل وتسعى جاهدة لتشتيت مكونات المبادرة الوليدة المتمثلة في هيئة 18 اكتوبر من داخلها بافشا ل كل جهود الشراكة التي تدفع بها اعضا ؤها عبر منع اجتماعاتها وخارجيا بشن حملة اعلامية شرسة على رموزها بلغت حد الصفاقة والافلاس لزرع بذور الفتنة بين مكوناتها وكذلك محاولة تضخيم دور( المبادرة الدسيس) ‚أي المبادرة الديمقراطية التقدمية سليلة المنظومة التامرية الانقلابية للسلطة وهي بذلك تراهن على تصدع الجبهة الداخلية للمعارضة الشريفة وبالتالي اجهاضها كليا كل هذه الاحداث وغيرها كثير تدور وسط صمت اعلامي خارجي مطبق بل ما يزيد الطين بلة التوظيف الاعلامي الفج لفضاءات اعلامية عالمية عبر التسويق الرخيص للسياسة الدكتاتورية الامنية المتبلدة المستحكمة في البلاد والعباد‚ والمتخلفة في الان ذاته عن اللحظة التارخية والتطلع الريادي الذي يروم الشعب تحقيقه.   ان شراسة هذه الهجمة لهي دليل قاطع على الاحراج الواضح الذي تعيشه السلطة‚ بل ان تخبطها الاعمى يزيد في تورطها وكثرة اخطائها‚ وهي تعكس من زاوية اخرى جدية وصحة مسار المعارضة الشريفة في التوافق‚ والمشاركة‚ وانضاج العمل الجبهوي الموحد للطاقات. واحسب ان هذه التجربة النضالية الجادة مناط تحمس وتطلع الجماهير التائقة للتحرر والانعتاق فحنكة روادها وحكمتهم كفيلان بصد المؤمرات التي تحاك ضدها بل ان شروط النجاح اوفر لها من خصمها الذي لا تزيده الايام الا اهتزازا فكل المؤشرات الاقليمية والدولية تؤكد ان التغيير قادم لامحالة لكن هذا لايسعفنا من التاكيد على توحيد الجهود وتدعيم الحوار الداخلي والسعي العملي لبعث منبر اعلامي حر يكون صوتا صادقا لنبض الشارع وصورة واقعية لحالة البلاد‚ والعمل على الاسهام في المنابر الاعلامية العالمية ذات الصيت‚ من اجل كسر العزلة الاعلامية التي تعيشها بلادنا‚ وهذا لا يتاتى الا بالمبادرات الفردية والجماعية بالمكاتبة‚ والمهاتفة‚ والحضور العيني في المناسبات المواتية لذلك فحقيقة ثورة المعلومة هي اعلام بثورة الحقيقة‚ وابطا ل زيف الاراجيف.     ابن العذارى

هذه مـأســـاة تونـس

 

علي بن غذاهم  

 

الشئ من مأتاه لا يستغرب. بن علي حوّله بعض ازلام نظامه إلى الاه يعبد من دون الله فهو  صانع كل شئ فى

تونس!! وكل  المعجزات  سيادته الوحيد من صنعها !! فحتي الذباب والبعوض لا يطير الا بإذن من لدن سيادته !! وهو الفحل الوحيد الذي بدونه تغرق تونس !! ويذهب شعبها الي الهاوية!! فكيف لبعض الصحف المغرضة!! ان تتجرأ علي نشر هذه الإشاعات التي تتحدث عن مرض “عمر ابن الخطاب الذي ارسله الله الي هذه الامة”، كما قال احد المسؤولين التونسيين في في احدي المناسبات وبثته التلفزة التونسية” !! وربما يتطوّر الأمر وتتمادى صحف اخري في غيّها  !! ليصل الأمر لا سمح الله للحديث عن احتمال موت ورحيل القائد الفذ!! لهذا قرّر سيادته حجز المجلّة الخليجية التي

سمحت لنفسها بنشر هذا الإفك!! وحتّى يحمي شعبه من ان  تتسمّم افكاره بها كذا إشاعات!! أو ان تصيبه انفلوانزا المعلومات المغرضة!! من مثل التي  روّجت لها من قبل صحف وقنوات اعلامية محليّة واجنبية مغرضة ومتواطئة مع المتطرفين !!والتي امر سيادته بمنعها وحجزها !! حتّى يقي رعيّّته شرورها!! وهذا ما ينمّ علي مدى عبقريته وحكمته الخارقة للعادة!!والتي تجلّت بكل وضوح في تصريحات رامسفيلد الأب الروحي والبروفسر  الذي اكّد ان بن علي يمثّل احد الرموز المحورية في استراتيجية محاربة الإرهاب الإسلامي  , كيف لا وهو من اخترع معجزة استراتيجية تجفيف منابع التديّن!! والتي اقتنعت  امريكا بها اخيرا وخاضت بموجبها حربا لا هوادة فيها علي قوي الشرّ في العراق وافغانستان !! كما طالبت بموجبها دول  العالم الإسلامي  بتجفيف منابع التديّن عندها  بتغيير مناهج التعليم وغلق مدارس التعليم الإسلامي عندها وهو الأمر الذي حققته تونس منذ عقد من الزمن ولم يتفطن لها العالم الاّ مؤخّرا!! رغم ان سيادته ” بن علي”بذل قصارى جهده لإقناع العالم من البداية بعبقرية اختراعه !! ولكن دون جدوى  وهو ما ادّى الي تأخر العالم  عقودا في هذا المجال الحيوي!!

 

12 فيفري 2006


 

المحسوبية على الفضائية

شوقي   بثت القناة الفضائية التونسية ليلة الاثنين الماضي حلقة جديدة من البرنامج الإخباري المنظار موضوعها المحسوبية أو الأكتاف كما يحلو لعموم المواطنين تسميتها.لا نخفى أن بث هذه الحلقة قد يكون ردا على ما قيل من منع إدارة التلفزة بث بعض الحلقات المنجزة وانسحاب معد البرنامج الصحفي نصر الدين اللواتي احتجاجا على ما يتعرض له من صعوبات وإن كنا لاحظنا غياب صوته وصورته وهذا موضوع آخر.   موضوع المحسوبية كان ينذر بحلقة استثنائية تفتح فيها الأبواب المغلقة وتخرج فيه الحقيقة إلى النور ولا نعني أن يؤكد هذا البرنامج أن المحسوبية أضحت المدخل الرئيسي للوظيفة العمومية أو أن مجتمعنا يخلو تماما من هذا السلوك لكننا نقصد أساسا أسلوب الانجاز إذ خلا التحقيق من الفرجوية ولم يقدر على شد الانتباه بسبب نقص الحرفية الواضح والرغبة في طي هذه الصفحة حيث رغم صراحة عدد من التدخلات لاحظنا التدخل المكثف للمقص.ومع ذلك فإن مجرد مناقشة هذا الموضوع على قناتنا الفضائية هو خطوة ايجابية في حد ذاتها لأن تلفزتنا عودتنا وللأسف على غير ذلك.   سمعنا إذا وجهات نظر مختلفة..مواطن يشتكى ويصر على وجود المحسوبية ومسؤول ينفى ..المواطن لم يقدر على تقديم دليل والرد لم يخرج عن سياق الردود الإدارية الكلاسيكية.غير أن مناقشة الموضوع في ذاته ربما يعتبر دليلا على المحسوبية فلا يمكن مناقشة مسألة غائبة وهلامية لكن لا نعتقد أن مسألة المحسوبية تحولت إلى قاعدة للانتداب أو تحولت إلى ظاهرة اجتماعية متغلغلة في الوعي الجماعي ولكننا في نفس الوقت لا ننكر وجودها ولا نقول إنها منعدمة ونغلق أذاننا.   فنحن لا نعدم مجتمعا واحدا يخلو من المحسوبية فهذا سلوك بشري طبيعي لكن الفرق هو في مدى الانتشار ومدى تحولها إلى قاعدة وهذه الإشكالية تحتاج إلى بحث ودراسة للإلمام بها والسيطرة عليها.والمواطن معذور في أغلب الأوقات فالفرق الهائل بين عدد المترشحين وعدد الشغورات يجعل الاعتقاد بوجود المحسوبية في مرتبة الحقيقة.وإذا كان البعض ينجح في الحصول على عمل بجهده الذاتي فقد ينجح البعض الآخر بفضل التدخلات إذ ثمة أحيانا اعتبارات إنسانية تؤخذ بعين الاعتبار وكم من حالة كانت فيها الأكتاف ضرورية لينال المواطن حقه بعد أن أوصدت في وجهه الأبواب لسبب من الأسباب لكن ذلك لا يعنى أننا نبرر المحسوبية أو ندافع عنها.   ولا شك أن المحسوبية مهما كانت أشكالها سلوك لا يعدمه المجتمع التونسي وأن هذه الممارسة موجودة وحقيقة لا يمكن إنكارها لكنها في نفس الوقت حقيقة يلفها الغموض وتحيط بها الشائعات والحد بين الحقيقة والإشاعة هو حد أوهن من بيت العنكبوت فالعقل لا يتقبل مثلا ما قاله أحد المواطنين حول المفارقة بين القدرة على النجاح في الدكتوراه وبين الفشل في الكاباس.ونعتقد أن مناظرة الكاباس قد غذت الاعتقاد بالمحسوبية وغذت الشعور بوجودها باعتبارها امتحانا جديدا للشهادة العلمية وبسبب ارتفاع عدد المجازين ومحدودية الشغورات.   وهذا ما يضعنا أمام إشكال حقيقي فنحن لا نستطيع أن ننكر وجود الرشوة والمحسوبية ولا نستطيع في نفس الوقت إثباتها بأدلة مادية وهو ما يجعل الموضوع على درجة كبيرة من التعقيد والحساسية لأنه قد يخرج عن سياقه الاجتماعي الصرف لأننا إزاء قضية مصيرية بالنسبة لآلاف الشباب والشابات وهي الشغل وخاصة بالنسبة لأصحاب الشهادات الجامعية العليا الذين تتجاوز بطالة الكثير منهم حتى العشر سنوات وهي مدة طويلة تجعل الوعي الاجتماعي ينزل المحسوبية منزلة الحقيقة التي لا تقبل الشك والنقاش.   (المصدر: صحيفة “الوحدة” الأسبوعية، العدد 487 بتاريخ 11 فيفري 2006)


نزيف الطيور المهاجرة

بقلم: برهـان بسيّـس   والآن.. اخيرا.. لنرتاح ونهنأ. لقد حمل الاعلامي التونسي نصر الدين اللواتي حقائبه وهاجر الى الجزيرة القطرية حيث سيبدع بالتأكيد تماما كما لاحت لمساته بلون حرفي وذائقة اعلامية مهنية في مجمل المحطات التي مر بها تونسيا وآخرها برنامج المنظار على القناة الوطنية.   انا شخصيا اتمنى لنصر الدين النجاح والتألق الذي يستحقه ودائرة ثقتي في ذلك شاسعة واسعة كما ان خبر التحاقه بالجزيرة يملك من الآفاق السعيدة ما سيمنح لنصر الدين فرصا اوسع واكبر لتأكيد موهبته وحرفيته ولكن مثل هذه المشاعر والانتظارات لا يمكن ان تخفي مرارة تغمر النفس وهي تعاين ظروف هذه الهجرة الاعلامية التي لم تعد خافية على احد (في حالة نصر الدين اللواتي بالذات) وتكاد تلخصها بكل صراحة ووضوح حالة الضغط التي كانت تواجه اعمال الزميل وهي تختنق تحت وقع الرقابة المبالغ فيها التي منعت له بث عدد من حلقات برنامج المنظار وتعرض اخرى الى اقتطاعات رقابية غالبا ما كانت وراء ظهر المنتج بكل ما تحمله ممارسات من هذا النوع من وقع مرير وسلبي على كل روح مبدعة.   اني شخصيا لا املك اوهاما كبيرة حول حرية تعبير لا تتقيد بمعايير وضوابط ومقتنع جدا بهندسة المحاذير والخطوط الحمراء والصفراء والخضراء ولكني مقتنع ايضا  ان مواضيع مثل الاخطاء الطبية او التلوث البيئي او موجة البرد القارس في الشمال الغربي لا يمكن ان تمثل مناطق محرمة خطيرة ستهز البنيان وتبث الفوضى، ان هي مرت على شاشة التلفاز، ناهيك؛ ان هناك في عالم الضوابط واخلاقيات التعبير قواعد تؤطرها القوانين بل وتدعمها ارادة سياسية من اعلى مستوى يلخصها دوما الرئيس بن علي في حثه المتواصل للاعلاميين على الاضطلاع بمهامهم في التعبير الحر والنقد البناء وترجمة شواغل المواطن.   ها قد هاجر نصر الدين اذا، وقبله العشرات من الكفاءات الاعلامية التونسية، حاملة احلامها المبعثرة لتعيد لملمتها في المهجر والنتيجة الطبيعية انها تنجح في طموحها هذا لانها من معدن تونسي صلب ورائق تربّى في مدرسة النجاح التونسية، تلك التي اصبحت للأسف لا تعطي صيتها وثمارها اعلاميا الا في الخارج.   يا سادة هل استمعتم بحق السماء الى ذاك المذيع التونسي الرائع عصام الشوالي الذي كان ينقل مقابلات كأس افريقيا على راديو وتلفزيون العرب، لقد كان الاستماع له فقط متعة رائقة ومشهدية سمعية رائعة الجودة والتلذّذ اكثر احيانا من مشاهدة لقاء الكرة.   قارنوا اداء المذيع المذكور بزملائه الناشطين على القناتين الوطنيتين 7 و21 وقولوا لي ما هي المشكلة.   اجيبوني بربكم بعيدا عن السياسة والايديولوجيا والنظريات فالامر تعليق على لقاء كرة ومشهد رياضة، فأين هي المشكلة بالضبط.   ذهب نصر الدين وقبله عشرات من التونسيين المتألقين، هنيئا لنا بهذا الفن الرائق الذي اصبحنا من مبدعيه، فن التهيئة الكاملة لكل الشروط اللازمة لفرار الكفاءات.   هنيئا لنا اذا ولا عزاء لنا الا الكرة والمزيد من الكرة مباشرة ومسجلة ومعادة ومكررة.   او لنقل صبرا جميلا سلاحه الرقص والغناء.   تونس احسن من هذا بكثير وقناعتنا ان هناك ارادة من داخل جملة المؤسسات الاعلامية الوطنية بما فيها مؤسسة التلفزيون بضرورة التطوير والاجتهاد وهذا ما بدت بعض بوادره في الوضوح مع اشارات واضحة ترجمتها حلقة المنظار الاخيرة بما يفتح مجال التفاؤل بامكانية التطوير ومزيد الاجتهاد ونحن لا نرجو سوى هذه الاهداف من وراء هذه الافكار.   (المصدر: ركن “البعد الآخر” بجريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 فيفري 2006)  

المرأة إنسان كامل مسؤول عن العبادة والعمارة والخلافة

 

هل يعذرني القارئ الكريم لابداء ملاحظة مهمة جدا بسرعة ؟ أبدأ الملاحظة بسؤال : لم خصص للمرأة في عصر النهضة الاسلامية المعاصرة سيما من عبده والافغاني ورضا والبنا حتى اليوم محور في التفكير الاسلامي ؟ أليس يكفي الحديث عن الانسان في الاسلام وحضارته وثقافته وتجربته التاريخية الطويلة بحلوها ومرها ويشمل ذلك الحديث بالضرورة المرأة ؟ هل يعد ذلك تأثرا في غير محله بالوافد الغربي أم يعد إصلاحا لتجربة إسلامية تاريخية غير منصفة حيال المرأة ؟ هل يعد ذلك إستدراكا ومراجعة للوحي الكريم الثابت أم لافهام نحتت صورة للمرأة بمواد غريبة عن الاسلام أدخلت فيه فجاءت الصورة مشوهة ؟ هل ثمة اليوم مشكل عربي أو إسلامي رسمي أو شعبي غربي أو شرقي إسمه المرأة ؟ إذا كان ذلك كذلك فأين منشأ المشكل : الاسلام أم تجربته أم الغرب أم صراع الوافد مع الموروث؟ إذا كان ذلك كذلك فهل أن مشكلة المرأة اليوم مشكلة تحرر من قبضة أنظمة فكرية وسياسية وعسكرية تستعبدها تارة بإسم الحداثة وأخرى بإسم الدين أو التقاليد أو هي مشكلة من نوع آخر؟   معذرة عن الاطالة وأترك الجواب لكل قارئ .  

أسماء بطل رئيس في مسرح الهجرة :

سميت بذات النطاقين لاقدامها على خرق جزء من كسائها لقضاء حاجة من حاجات الهجرة فيما يحتاج إليه كل مسافر سيما من كان خائفا يترقب . والحقيقة أن أسرة أبي بكر بأسرها لعبت دور البطولة في ذلك المسرح الواقعي الحي أي زوجته بصفة خاصة فضلا عن بنتها أسماء التي كانت بمثابة المحرك القلب لقافلة الهجرة السرية خاصة في المدة الزمانية والمكانية الفاصلة بين مكة وغار ثور وهي مدة دامت حوالي أسبوعا أو أقل بقليل ولاشك أن التحضيرات النهائية لسفرة الهجرة بدأت قدورها بالعمل سرا قبل ذلك بقليل حتى إنه عليه السلام جاء في ذات قيلولة قائلة من قواليل مكة الملتهبة الهاجرة إلى بيت صديقه ورفيق دربه فعلم من في البيت بأن الخطب جلل وهو جلل حقا غير وجه الحياة فلو رصدت وجها واحدا من تلك الوجوه وهو الوجه الاستشراقي مثلا في الحضارة الغربية لوقفت على عجب لا ينقضي ولك أن تتصور كم هي المخطوطات التي خلفتها حركة الاستشراق الغربية وكم عدد الذين أسلموا إعلانا أو كتمانا في إثرها .   لا هداك وإياي الهادي سواء السبيل سبحانه لم نبتعد كثيرا . هاك مثلا من ذا يلمس حياتك اليوم لا بل الان في هاته اللحظة بالذات . الحرب اليوم على أشدها في موضوعين كبيرين : فوز حركة حماس في فلسطين وردود الفعل الامريكية والاروبية ـ الرباعية ـ والاساءة الدانماركية للنبي المهاجر الكريم عليه الصلاة والسلام .   يكفي منك ومني التوقف عند هذين الحدثين الكبيرين لندرك جميعا بأن كل ذلك ما كان ليكون لولا الهجرة ولكن علينا أن نقر في مقابل ذلك بأن تلك الهجرة التي غيرت وجه الحياة على مدى أربعة عشر قرنا كاملة بأتم معنى الكلمة في الماضي والحاضر والمستقبل بإذنه سبحانه كانت إحدى بطلاتها إمرأة تدعى أسماء وغيرها كثيرات .   أسماء هي من ساهمت في حركة الهجرة التي غيرت وجه الحياة بنطاقها ثم بكذبها على جدها أبي قحافة في شأن صرة الحصيات التي أوهمته ـ عليها الرضوان ـ بأنها نقود ثم بتوفير المأكل والمشرب للرجلين المختفيين ثلاثة أيام كاملة في غار ثور الذي يبعد عن المدينة بضعة أميال في تضاريس مكة الجبلية الوعرة ذات الصخور الجلمودية السوداء سودتها أشعة شمس لا تكاد تغيب عن مكة وجبالها وصخورها وواديها المقفر القاحط ساعة واحدة . أسماء بطلة مسرح الهجرة كانت يومها في أوج حملها : أسأل لك الكريم المنان الرزاق سبحانه أيها القارئ الكريم أن يمن عليك بحج بيته الكريم إبتداء وعودة ميمونة وعندها إسرق من وقتك الثمين جرعة تتسلق فيها إلى غاري ثور وحراء لتقف بنفسك على معنى قول القائل بأن الناس يومها لم يكونوا أناسا ـ رجالا ونساء ـ عاديين مثلنا ولا مثل غيرنا . صعدت إلى غار حراء قبل سنوات قليلة منصرمة وعمري يومها في النصف الثاني من العقد الخامس فإحتجت إلى ساعة كاملة ونصف ولقد هممت في مرات عديدة بالعودة من حيث أتيت . لاشك أنك تعلم أن الام الكريمة العظيمة خديجة كانت تصعد ذات المسافة مضافا إليها بضعة أميال أخرى من مكة حتى ذلك الجبل يوميا على رجليها لتحمل إليه عليه السلام أكله وشربه وتطمئن على زوجها المتحنث على ديانة إبراهيم الخليل عليه السلام منعزلا لوقت كاف عن عبث أهل مكة ومتفكرا في ملكوت الرحمان سبحانه ومتزودا من فطرة التوحيد لمواجهة أعباء حياة كلها كبد وسعي ومغالبة . حج بيت الله الحرام وإصعد إلى غاري ثور وحراء ثم إذكر أمك خديجة وأخت أمك أسماء ولئن كانت خديجة تفعل ذلك يوميا وهي آمنة مطمئنة فإن أسماء عليها الرضوان كانت يومها تحت ضغطين رهيبين كبيرين : كونها حامل في أوج أشهر حملها وكونها تقوم بذلك سرا في أوج الحملة الوطنية القرشية الضارية للبحث عن أكبر مطلوبين للشرطة الدولية يومها وهي حملة وصلت نجاحاتها إلى حد بعيد جدا إذ وقفت شرطة قريش الدولية بنعالها على باب غار ثور وليس بينها وبين أكبر مطلوبين للانتقام الجاهلي العدواني سوى متر واحد لو زفر أحد المطلوبين زفرة عادية لاقتناص جرعة هواء جديدة لوقعا في الاعتقال المحقق . ولكن أين الله ؟ ومن يدبر أمر الكون بكل صغيرة وكبيرة مما علمنا ولم ولن نعلم ؟ ذلك هو أكبر سؤال وجودي يجعل الانسان إما سعيدا للابد أو شقيا للابد . أنظر إلى حال المرأة اليوم سيما حين تحمل في بطنها جنينا : تكاد لا تفارق غرفة الطبيب أو تحول بيتها إلى غرفة طبية مملوءة بكل أدوات القيس وتضبط الحياة من حولها بأوسع نطاق ممكن لتنبض على دقات حملها وتعطى الاضواء الخضراء للمؤسسات الاعلامية بطرق الموضوع  وتحول جسدها ـ ولا أقول كلمة أخرى إكراما للقارئ الكريم ـ مشرحة مفتوحة لتحليل كل سوائله بل وسوائل أب الجنين . ولا تظن أن تلك المرأة ستزود الانسانية بأكثر من جنين واحد حتى يحتفى بها كل ذلك الاحتفاء . لا . فجمالها ورشاقتها أغلى  . لقد مضى زمن كنا نعد فيه إطلاع الرجال على خصوصيات المرأة من حمل وما يحف به عيبا مرزئا وخلة سافلة إلا زوجا ومن إطلع على ذلك بعارض الصدفة فليس من الشهامة إفشاؤه في كل مجلس . نحن اليوم في زمن تكاد فيه المرأة تخصص لطبيبها غرفة من غرف بيتها ليتيسر لها تحليل مائها بعد كل مضاجعة فإن علق برحمها شئ من ذلك رنت أجراس الهاتف في كل بيت ومدينة ويصبح الامر حديث كل الناس طرا دون أدنى تحفظ ولا حياء .  ليس الامر دائرا بين الحلال والحرام ولكنه بين خلق الحياء والشهامة والمروءة ” من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ” وبين خلق مترفات الاهتمام الذي عادة ما يجلب لغو الحديث . وبعد ذلك هو دائر بين إختلافات العادات والتقاليد من بيئة إلى أخرى ومن جيل إلى آخر . ذلك هو حال المرأة الشرقية ـ في مقابل الغربية مفهوما وليس جغرافيا ـ سيما في الاوساط الارستقراطية المرفهة بل وحتى الوسطى وأحيانا دون الوسطى . ولاشك في أن المرأة المسلمة الملتزمة اليوم في الشرق والغرب وفي كل مكان يمنعها الحياء الاسلامي المطلوب من التوسع في إعلان الخصوصيات الانثوية والحالات البيولوجية ودقائق الحياة الاسرية .

لم تكن المرأة يومها معفاة من فريضة الهجرة فضلا عن فرائض الايمان والجماعة :

لا تجد في القرآن الكريم بأسره نداء واحدا خاصا بالنساء فمن جملة ما يناهز تسعين نداء بصيغة ” يا أيها الذين آمنوا …” لا تجد نداء واحدا بصيغة المؤنت لا جمعا ولا مفردا فالخطاب القرآني بأسره دوما بصيغة المذكر إما مفردا أو جمعا إلا ما كان خاصا به هو عليه السلام أو بنسائه أو بأهل الكتاب وكل ذلك لا يتجاوز عشر الصيغة القرآنية المفضلة دوما ” يا أيها الذين آمنوا …”.   ثمة حقيقة علمية قاطعة ثابتة يقينية لا بد من تقديمها عند حديث مماثل لما نحن بصدده وهي أن المشركين لم يكونوا عربا فحسب أي ولدوا عربا فكانوا عربا أو تعلموا العربية بل الحقيقة هي أكبر من ذلك وأكثر وهي أن المشركين كانوا يصنعون الكلمة وينحتون البلاغة المعجزة نحتا عجيبا غريبا حتى نصبوا لها مؤتمرا سنويا في عكاظ تتبارى فيه القبائل ضمن ترتيبات جائزة كأس العالم العربي في الكلمة المشعورة غزلا ورثاء وهجاء ومدحا وحماسة فكان لا يعجز شاعر القبيلة أن يرد على شاعر قبيلة أخرى بألف بيت شعري إرتجالا دون أدنى سابق تحضير ويبلغ التحدي إلى درجة جعل القافية الشعرية والبحر الشعري كليهما من ذات ما وقع به التحدي الذي للتو فرغ صاحبه من إرتجاله . هل تدرك معنى ذلك على وجه الجودة والدقة ؟ إنخل نفسك وإنظر كم تحفظ من بيت شعري حفظا وليس تقريظا . طبعا لا مجال للمقارنة بين الشعر الحر العمودي و الموزون لان هذا يتطلب بحرا مناسبا لموضوع القصيدة وقافية مناسبة وتفعيلات عروضية معروفة . جرب مرة واحدة نظم بيت شعري واحد وستقضي فيه يوما كاملا بالتأكيد . إختارت العرب من آلاف مؤلفة من قصائدهم وشعرائهم عشر لوحات فنية عظيمة هي المعلقات العشر في الشعر الجاهلي ـ نسبة إلى زمنه لا إلى موضوعه ـ . جرب قراءة بيت واحد من تلك المعلقات ثم جرب فهم ما قرأت . إسأل نفسك : هل أنا عربي فعلا وما صلتي بعالم العروبة . إسأل نفسك : ما الذي جعل رب العزة في علاه سبحانه يتحدى في مواضع معروفة معينة قريشا بالذات في معارفها اللغوية ونظمها الشعري ومعجزاتها البلاغية الساحرة التي ملكت بها العرب فكانت تحتفظ دوما بحق صناعة الكلمة . ثم إسأل نفسك سؤالا آخر مضافا : أليست رسالة الاسلام كلمة؟   أريد أن أخلص من كل ذلك إلى تهافت كل من يلغو في القرآن الكريم اليوم من باب اللغة والبيان والبلاغة ومعجزاتها وأريد أن أخلص إلى أمر محدد يتصل بموضوعنا اليوم وهو أنه لو كان الخطاب اللغوي العربي القرآني يتحمل عشر معشار شبهة لاكتشفه أولئك الذين جاء يتحداهم ولما ترددوا لحظة واحدة في إعلان ذلك الكشف وعندها تقبر دعوة محمد عليه السلام حية ويقبر معها أهلها أحياء وحق عندها لقريش أن تفعل ذلك ردا على التحدي الذي لم ينشئه محمد عليه السلام ولكن أنشأه الاله الذي تعترف قريش نفسها بكونه أعلى من اللات والعزى ” ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى “.   أريد أن أخلص من ذلك إلى أن المرأة بصريح شهادة قريش العربية المتحداة شقيقة الرجل شقاقة كاملة في تحمل فرائض الايمان والجماعة والهجرة قبل الهجرة ثم فرائض الجهاد والانفاق والاصلاح والاسرة والشهود على الناس كافة بالعلم والقوة والخلق بعد الهجرة .   أريد أن أخلص من ذلك كله إلى أن الذين يشغبون اليوم على الخطاب اللغوي القرآني لا يستحقون عشر معشار لفتة من رد لانهم يزايدون على من لا يقبل المزايدة أي يزايدون على قريش في صنعتها صنعة الكلمة التي من أجلها هي فحسب جاء التحدي الالهي . هؤلاء يشغبون على القرآن الكريم بأنه لم يخاطب المرأة فهل خفي ذلك عن قريش التي تخاطب الجمع المختلط بخطاب الجمع المذكر؟   المرأة إذن مكلفة من لدن ذلك الخطاب القرآني الكريم الذي عمل بالقاعدة القرشية العربية التي تخاطب النساء بضمير الرجال بكل الفرائض التي كلف بها الرجل . ذلك هو الاصل وتلك هي القاعدة وما بدا لنا غير ذلك فما يجب سوى صرفه لتأويل ينسجم مع تلك القاعدة وإلا كنا عابثين نقبل بقاعدة ثم نصرمها لاول حادث . ذلك يسمى : المنهج . ياحسرة على العباد كم يختلط عندهم الجزئي بعموميات المنهج القويم فيقدمون ذلك على هذا ثم يمضون في إستنباط نتائج غير جديرة  بالاحترام ويظل العراك محتدما بين الفريقين في تلك النقطة لا يبارحها ثم تضيع الحقيقة ونتخلف عن التجشم والتصدي لثوابت ما يمليه المنهج الاسلامي ضمن فقه أولوياته وموازناته . حين تطغى خصوصيات المرأة النفسية والبيولوجية على مقتضيات المنهج الاسلامي الذي يخاطب النساء بذات خطاب الرجال والذي يسمي صراحة ” من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ” والذي يقول صراحة ” النساء شقائق الرجال ” و ” يا أيها الناس ” ويا أيها الانسان ” و” يا بني آدم ” وغير ذلك مما لا يحصى أصلا كليا وفرعا جزئيا … حين تطغى تلك الخصوصيات فتقدم وتؤخر مقتضيات منهج المساواة والعدل والمشاركة في أعباء الايمان والهجرة والجهاد والخلافة والعلم والاجتهاد وتوفير شروط الشهود على الناس كافة ومنها القوة العسكرية الضاربة المتطورة … حين تطغى تلك الخصوصيات فإننا نصبح كمن قدمت له خريطة ما فظل يركز مكبره البصري على موقع صغير من تلك الخريطة المترامية الاطراف حتى نسي أنه لا يمكنه الوصول إلى ذلك الموقع الصغير جدا في الارض حتى يستوعب عقليا ونظريا المنهج العام الذي رسمت عليه الخريطة ومن ذلك المنهج العام شبكة الطرقات التي تشترك كلها كل من إتجاهه المناسب له لتؤدي إلى ذلك الموقع الصغير . إن النظر إلى الاسلام الذي هو بضع وستون أو سبعون شعبة بمنظار العقل يتطلب إستخدام العين المجردة لا المكبرة إلا لضرورات دراسية بحثية علمية أكاديمية لا يتولاها كل من هب ودب وذلك لان العين المكبرة لها مهمة وظيفية محددة فلو ظللت تستخدمها لتكبير موقع صغير من مواقع الاسلام لرسخ فيك بأن ذلك التكبير حقيقي وعندها تتأخر فيك ما كبره الاسلام ذاته من قواعد عظمى أساسها العدل الالهي والحكمة الربانية والمساواة بين الناس ذكورا وإناثا وحكاما ومحكومين وعلماء وعامة وتوخي العدل في تصريف مبدإ المساواة حتى لا تؤول المساواة إلى عين الغبن ومحض الظلم .   الخلاصة هي أن الوسطية التي دعا إليها الاسلام لئن كانت حلوة المذاق بسعتها ومرونتها ويسرها عند التطبيق العملي فهي ليست كذلك على درب التحصيل فهي أوسع الطرق طرا تحتل أم الطريق المستقيم وكذا جانبيه مهما غلوا أو تخليا وتتسع لكل الناس لانها تنبع من الفطرة ولكنها ليست كذلك عند الطلب أي أن المرأة المسلمة الوسطية اليوم ليس متاحا لها بيسر لا عقلي ولا عملي أن تتبوأ مكانا رحبا بين عدوي الوسطية الاسلامية : الوافد الغربي المتحلل من قيمة العدل بإسم المساواة والموروث الشرقي ـ مفهوما لا جغرافيا ـ المتيبس بقيمة التقاليد والعادات بإسم الدين . إصابة كبد الوسطية الاسلامية هنا لئن كان حلو المذاق فهو ليس متاحا سوى بأمرين : الاجتهاد العقلي والجهاد العملي .   الهادي بريك / ألمانيا

اعتقال رئيسي تحرير صحيفتين في الجزائر بسبب رسوم مسيئة

الجزائر (رويترز) – قال العاملون بصحيفتين جزائريتين ان السلطات الجزائرية اغلقت الصحيفتين واعتقلت رئيسي تحريرهما لنشر صور مظللة مسيئة للرسوم المسيئة للنبي محمد التي اثارت اضطرابات في انحاء العالم الاسلامي. وقالوا ان كحيل بو سعد رئيس تحرير صحيفة الرسالة الاسبوعية وبرقان بو دربالة رئيس تحرير صحيفة اقرأ اعتقلا الاسبوع الماضي وسوف يمثلان امام قاضي تحقيقات في الجزائر يوم الاثنين. وقال احد العاملين بصحيفة اقرأ “الرسوم التي نشرت في صحيفتنا الاسبوعية ظللت (عمدا). ارفق معها مقال يندد بها.” وتم تعليق صدور الصحيفتين. ولم يتسن على الفور الاتصال بالسلطات للتعليق. وكانت الدنمرك ودول اوروبية اخرى هدفا للاحتجاجات التي شهدها العالم الاسلامي منذ ان اعادت صحف اوروبية نشر الرسوم التي ظهرت للمرة الاولى في صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية في سبتمبر ايلول. ونظم الوف الاسلاميين الجزائريين اعتصاما الاسبوع الماضي للمطالبة بمقاطعة المنتجات الدنمركية بعد ان اعاقت الشرطة محاولاتهم القيام بمسيرة في شوارع العاصمة الجزائرية. ونددت السلطات الجزائرية بالرسوم وحثت الحكومة الدنمركية على معاقبة المسؤولين عن نشرها.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 12 فيفري 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


حوالي 70 ألف مغربي ينتصرون للحبيب المصطفى في مسيرة وطنية

 

حبيبة أوغانيم

 

قدر عدد المغاربة الذين شاركوا في مسيرة حاشدة بعد صلاة عصر يوم الجمعة 10 فبراير الجاري بالرباط حوالي 70 ألف مشارك، حسب اللجنة التنظيمية للمسيرة التي دعت إليها مختلف ألوان الطيف السياسي والنقابي والجمعوي وكذا الحقوقي، والتي هب إليها أفراد الشعب المغربي بتلقائية لنصرة الحبيب المصطفى وللرد على الإساءة التي تولت كبرها الصحيفة الدنماركية بالرسوم الكاريكاتورية المهينة وتبعتها في كبرها صحف أوروبية. وتقدم المسيرة التي انطلقت من ساحة باب الأحد, تحت شعار “نعم لحرية التعبير لا لإهانة الأديان”, زعماء الأحزاب السياسية وشخصيات حكومية وفاعلون جمعويون وفنانون ومثقفون يليهم الآلاف من المواطنين رجالا ونساء ومن مختلف الأعمار هبوا لنصرة الحبيب من مناطق مختلفة بالمملكة. وردد المتظاهرون على طول شارع محمد الخامس بالرباط شعارات باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية تندد بنشر الرسوم المسيئة للنبي الكريم ودعوا إلى احترام حرية التعبير لكن من دون إهانة الأديان ومن بين الشعارات “نعم لحرية التعبير, لا للمس بالمقدسات”, و”جميعا من أجل احترام الجميع” و”لا لحرية التعبير المهينة للأديان”, و”بالروح بالدم نفديك يارسول”. وأكد بيان المسيرة الذي وزعته اللجنة المنظمة على مختلف المنابر الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة الوطنية والدولية أن المسلمين يعتبرون أن الفن وأجمل وسائل التعبير وسيلة لإشاعة الخير والتفاؤل والمودة بين البشر ولم يثبت أن كان أداة تشنيع وتشجيع على العداء والحقد و”نعتبر أن الذين يودون استغلال نوع فني ك (الكاريكاتور) جازفوا بقداسة الفن وسمو رسالته”. وأضاف البيان “إننا نعتبر الذين أساؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد أساؤوا إلى مشاعر خمس البشرية, كما أساؤوا إلى كل القيم الإنسانية النبيلة التي دعا إليها ودافع عنها”. ودعا المنظمون للمسيرة إلى ضرورة احترام الأديان, وإصدار قانون دولي لمنع التعرض لديانات الرسل, واعتذار الدول بكيفية عملية عن هذه الرسوم, مثمنة في الوقت ذاته كل النداءات الصادرة عن عقلاء العالم من مختلف الأديان والثقافات والجغرافيات, والداعية إلى احترام المعتقدات الدينية وبناء عالم متضامن على أرضية حوار الحضارات لا صراعها. وصرح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق لـ “التجديد”: “الشعب المغربي عبر من خلال مسيرة الرباط عن مشاعره لإحقاق الحق وللفصل بين قيم حرية التعبير, التي يؤسسها وتأسست عليها أخلاقه, وبين هذه الإذاية”. كما جاء في تصريح التوفيق للقناة التلفزية الأولى (ا.ت.م) بثته ضمن نشرتها المسائية ليوم الجمعة أن نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) تمس بمشاعر وقلوب المؤمنين في العالم أجمع, وأن المغرب إنما يدافع, عبر هذا الشكل من الاحتجاج, عن قيم الإنسانية. وأجمعت الهيئات السياسية والنقابية والمدنية وهيئة المحامين على استنكار الجرأة التي مست بها الصحف الأوروبية شخص الرسول الكريم، ودعت إلى إصدار قانون دولي يمنع الإساءة للأنبياء جميعا. وأن المسيرة تعكس إجماع المغاربة على رفضهم لكل مس بالمعتقدات الدينية ودعوتهم للمزيد من الحوار والتعارف والتعايش بين بنى البشر. وصرحت خديجة مكوار بلفتوح نائبة برلمانية عن حزب الاتحاد الدستوري ورئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب لـ “التجديد” أن البرلمان المغربي استنكر من جانبه الإساءة التي تعرض لها النبي الكريم وبعث رسائل واضحة في وعقد لقاء خاصا بالموضوع، كما أن مشاركة قيادات الأحزاب السياسية في المسيرة الشعبية الكبرى تعبير صارخ عن استنكار الرسوم والدعوة إلى احترام حدود حرية التعبير. وكان للعلماء كلمتهم وحضورهم في المسيرة إذ قال محمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى: “إن هذه المسيرة تعكس تمسك المغرب بقيمه وشريعته وفي الوقت نفسه احترامه لكل الحضارات والثقافات ودعوته الى المزيد من الحوار والتعرف على ثقافة الإسلام وشريعته”, واعتبر أن الذين أقدموا على فعلتهم الشنيعة لم يطلعوا على حضارة هذا الدين العظيم وعظمة هذا النبي وعلى هذه الشريعة التي تدعو إلى الإيمان بجميع الأديان وجميع الكتب المنزلة على الانبياء وبكل الحضارات والقيم. وقد رفع المحتجون المصاحف ولافتات باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسباني، كلها تعبير عن حب الرسول الكريم والاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس من أجله. ومن بين ما تضمنته اللافتات:ملايين المسلمين للرسول غاضبين” و “بالروح بالدم نفي النبي المعظم”، ورفعوا أيضا صور المنتوجات الدنماركية التي ينبغي مقاطعتها والرقم المميز لها. ومن المواطنات والمواطنين من لم يستطيعوا مغالبة دموعهم، فتراهم يجهشون بالبكاء والصلاة والسلام على رسول الله وأغلبهم من النساء. كما أن الأطفال بدورهم حملوا لافتات داعية إلى المقاطعة وأبيات في مدح النبي الكريم وحبه والتضحية في سبيله، وشعارات داعية إلى احترام الأديان كلها. وتعالت الأصوات بالمطالبة بمقاطعة المنتوجات الدنماركية والنرويجية وبعث رسائل الاستنكار للمسؤولين بتلك الدول واتخاذ كل الوسائل المعقولة والمقبولة قانونا للتعبير عن شجب الرسومات الكاريكاتورية المسيئة. ونشدد المشاركون في المسيرة نشيط طلع البدر علينا كما تلوا صورة الفاتحة وختموا المسيرة بالدعاء الصالح في جو من الهدوء والسلم.

 

(المصدر: موقع صحيفة “التجديد” المغربية بتاريخ 10 فيفري 2006) 


´

بسم الله الرحمن الرحيم
 
تقرير صحفي من ألمانيا للنشر وشكرا جزيلا
 
الصحافة الألمانية وأزمة الرسوم: حرب جهلة وليس صراع حضارات
 
 

مرسل الكسيبي

reporteur2005@yahoo.de

الثالث عشر من محرم 1427ه
12-02-2006 

على مدار الأسبوع الماضي حاولت الكثير من كبريات الصحف الألمانية التوقف عند أزمة الرسوم الكاركاتيرية وتبعاتها بالتحليل والسبر ,ولئن كانت هذه الصحف متمحورة حول فكرة الدفاع عن حرية الاعلام والتعبير فان بعضها من اليوميات التي تسجل حضورها اليومي والعالمي على مستوى بعض الفضائيات العربية والدولية ذات الشهرة الواسعة حاول أن يدافع عن المصالح الاقتصادية والسياسية للدنمارك في مقابل ادانة واضحة لبعض الأنظمة العربية والاسلامية التي حاولت توظيف رؤية معينة للدين قصد الحفاظ على طابعها الديكتاتوري و الشمولي

العولمة وحرية التعبير

كتبت وعلقت صحيفة زيد دويتشه تزايتونغ في بحر هذا الأسبوع على أن الذي سمح لبعض الصحف بانتشارها الواسع في اطار من العولمة وبالتالي طباعتها لمثل هذه الصور هو نفسه الذي حرك هذه الجماهير الغاضبة في أكثر من عاصمة عربية واسلامية من أجل الاحتجاج على ماأوردته من رسوم “العولمة تعني الهجرة والانتقال السريع للمعلومات. لو لم تكن هذه الظواهر حاضرة لما كانت هناك احتجاجات بسبب الرسوم الكاريكاتورية لمحمد، بل لما تمت حتى طباعتها”.ومن هنا اختارت هذه الصحيفة أن تعنون مقالها تحت يافطة كبيرة الحرية لاحدود لها

ولعل العولمة لم تحمل اثارها على رأي الصحيفة الشهيرة فقط على وسائل الاعلام وردة فعل الجماهير على ماتقدمه من مواد اعلامية تثير كبير الجدل, وانما امتدت اثارها الى من تأذى من احتجاجات الجماهير وهي الشركات العملاقة الكبرى “وقد تأثرت سلبيا أيضا بالتمزقات العبر الثقافية للعولمة أيضا محركها الرئيسي: الشركات المتعددة الجنسية

مع من تقف الشركات ورجال الأعمال؟

حسب رأي أوردته الزيد دويتشه تزايتونغ فانه ليس من المطلوب من هذه الشركات والقائمين عليها أن يلعبوا دورا غير الوقوف المبدئي مع مقتضيات حرية الرأي والتعبير وعدم التخلف في الوقوف المعضد للدنمارك ,اذ أنه على حد قولها اذا ماتعلق الأمر بجوهر هذه القيم فانه لاينبغي الاصطفاف وراء الأنظمة التي وصفتها بالديكتاتورية المشكلة تكمن في أن العديد من دول العالم ليست بالحرة ولا بالديمقراطية، وأهم مثال على ذلك في الماضي كان نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا واليوم الجمهورية الشعبية الصينية، والى هذه الدول تنتمي ايضا أغلب دول الشرق الأوسط، منطقة تزداد أهميتها الاقتصادية مع

الوقت ولكن منطقة تحكمها أنظمة ديكتاتورية وتنشط فيها حركات راديكالية معارضة

وعن المقاطعة علقت الصحيفة لتقول بأنه لا يحق لأية شركة أن تشارك في مقاطعة بلد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، سلوكها الوحيد تمثل في الحفاظ على حرية الرأي والصحافة. التضامن مع الدانمارك يتوجب أن يكون في مثل هذه الوضعية أمرا لا يحيط به شك

انه صراع الجهلة

حول هذه النقطة تميزت صحيفة “الدي فيلت” ذات الشهرة العالمية بتقييمها السلبي لكيفية التعاطي مع ثقافة الاخر التي لم تأخذ بعين الاعتبار ,حيث قيمت حالة الاحتقان التي وصل اليها العالم المعاصر بصراع الجهلة فكان أن كتبت مايلي ” هذا الصراع لم ينتج عنه صراع حضارات ولكن حرب جهلة. ولكن ليس فقط تلك الجماهير الغاضبة التي خرجت الى شوارع العواصم الاسلامية من تتحمل مسؤولية ذلك، بل في الديمقراطيات الغربية والمتنورة يتوجب النظر بالقيم التي نلتزم بها، وبدروس تاريخنا، وخصوصا لقاءنا وتعايشنا مع بشر من ثقافات مختلفة، و النظر أيضا بقيم حرية التعبير والتسامح

فيما أكدت الصحيفة على أن مسار التنوير أمام العالم العربي والاسلامي مازال يحتاج الى مكابدات لاينبغي أن تكون بين عشية وضحاها,غير أنها اعتبرت أن هذا التنوير لابد أن يكون مصحوبا بالتناقض والجدل“ومن لم يسمع بجدل التنوير، لن يفهم بأن صيرورة الأنوار لا يمكن أن تمضي بدون تناقضات، وأن على كل جيل أن يقاوم من أجل الحفاظ عليها

واذا كان مسار التنوير حينئذ لابد أن يكون طبيعيا ومتدرجا وهو ماارتأته الصحيفة فكيف يكون الموقف بالنسبة للتقليد؟

التقليد في خدمة التسلط السياسي

علقت صحيفة الدي فيلت في هذا الموضوع بنص حرفي ترجمه الزميل رشيد بوطيب الى مايلي “من المفيد أن نبحث أسباب تحول ثقافة اسلامية دينامية ومتحضرة الى ثقافة يحكمها الجهل والتحجر والى مصدر للصور المتوحشة. إن اصل البلاء هو طريقة التعليم التي تسمى التقليد. لقد تم وقف الاجتهاد فيما يخص تأويل القرآن، لصالح تأويل معين تتوارثه الأجيال. وهكذا ظهر فهم محدد للدين يخدم الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة ويخدم الحفاظ على نظامها التوتاليتاري

الأزمة والافاق

وهكذا تحولت أزمة الرسوم من مجرد دعابة هابطة وسذاجة حبرية على أوراق صحفية الى قضية دولية استأثرت باهتمامات الاعلام الدولي وكبار رجالات السياسة في ألمانيا وخارجها ,واذا بقيت الأمور محصورة عند هذا الحد فانها تكون بمثابة المراجعة الفكرية والسياسية الكبرى لفلسفة الاعلام وأخلاق رجال الفكر والسياسة ومسائل العلاقة بالحضارات الأخرى,ولكن مابتنا  نخشاه ومن خلال المتابعات الاعلامية المستمرة لهذا الموضوع هو تحول هذا الشحن الاعلامي على جانبي الجدل الدائر الى حالة انقسام عالمي حاد يمكن أن يتبلور في شكل عناصر مواجهة ساخنة بين عالمي الشمال والجنوب

مرسل الكسيبي

كاتب واعلامي عربي مقيم بألمانيا

reporteur2005@yahoo.de

الثالث عشر من محرم 1427ه

12-02-2006

 
ملاحظة اعتمدنا في التقرير ترجمة حرفية للزميل رشيد بوطيب في مااقتطفناه من مختارات عن الصحف الألمانية


نحو مزيد تعزيز آليات التواصل والتفاعل والتحالف بين الحضارات

بقلم: الحبيب الذوادي   تابع المسلمون بأسف بالغ ما نشر في الصحيفتين «ماغازينت» النرويجية و«يلاندز بوسطن» الدنماركية… من رسوم مسيئة لنبي الاسلام محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، أو تصويره في أي عمــــل فني محرم كليا في الاسلام، حتى لو كان في سياق مديح أو اعجـــاب. لقد صدمت مشاعر المسلمين على امتداد العالم الاسلامي من استمرار الحملة الهابطة التي تعرض لها الاسلام ونبيه، فهي حملة تجاوزت كل حدود النقد المباح، وأدب الحوار الجائز عند الاختلاف لتنقلب سبابا خالصا وازدراءا مقصودا لدين يتبعه أكثر من ألف مليون من البشر. فالرسول مات وأخذه اللّه بجواره في جنات النعيم، لكنه حي في قلوب المسلمين، وما ما يتحلى به المسلم من أخلاق حميدة، ومن معاملات كريمة الا تعبير عما تركنا عليه المربي الأول محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، والعالم بدأ يفهم ويتفهم الاسلام من خلال قنوات الاتصال والحوار، وعرف بأن الإسلام كسائر الأديان يدعو للسلم والتعايش والمحبة والمعاملة الطيبة، أما النخبة الضعيفة فإنها تتستر وراء زرع الفتنة بين شعوب العالم، والحرص على مصالحها بهدف تشويه سمعة العرب والمسلمين، مع العلم أن الإسلام دين الأمة، ودين لكل المخلوقات على الكرة الأرضية.   إضافة لما تقدم نحن نؤمن بقيمة حرية التعبير وضرورة حمايتها بنصوص الدساتير، والقوانين، والرأي العام، وحراسة القضاء في مختلف الدول، إلا أن حرية التعبير شأنها شأن سائر الحريات المقررة في الدساتير والقوانين يجدد أن تمارس في مجتمع منظم، وأن هذا التنظيم يقتضي التوفيق بين ممارستها وبين حريات وحقوق أخرى، وفي مقدمتها الحق في صيانة كرامة الشخصية، وحرمة الأعراض، والمقدسات الفردية والجماعية، وبالتالي فإن أي انتهاك لمقدسات الآخرين يحرض على الكراهية والعنف ولا يشجع على الحوار والتقارب.   ولسنا نشك لحظة واحدة في أن العقلاء والحكماء في كل مكان من البسيطة سوف يقاومون معنا هذا التجاوز المعيب عن حدود حرية التعبير ليدخل بها ساحة القذف والسب وازدراء الأنبياء والعقائد والأديان والثقافات وكلها جرائم يعاقب عليها بصور مختلفة القانون الدولي، وقوانين سائر الدول المتحضرة الحريصة على احترام الانسان والأديان ونشر ثقافة السلام والدعوة الى التواصل بين جميع الشعوب حتى لا يتحول الأمر الى صدام الحضارات والثقافات.   فالدعوة موجهة اليوم الى جميع مجامع البحوث الاسلامية، التوجه نتيجة رفضنا الشديد لما حدث من اساءة للرسول، الى اللجان المتخصصة بالأمم المتحدة، والى منظمات حقوق الانسان في كل مكان، للدفاع عن حقوق الأفراد والشعوب، وحماية التعددية الثقافية، وما يتطلبه احترام ثقافة الآخرين، والامتناع عن الترويج لثقافة الكراهية والازدراء بأولائك الآخرين.   إلى جانب ما تقدم، فمطلوب من حكومة الدنمارك والنرويج اليوم تقديم اعتذارهما الرسمي والفوري لكل مسلمي العالم وكافة محبي ومؤمني السلام به نتيجة نشر الرسوم الكاريكاتورية التي أساءت لرسول الاسلام والتي تستهدف بالطبع الاساءة للدين الاسلامي الحنيف كعقيدة، وللمسلمين كأتباع لهذا الدين الحنيف، كما يتعين على حكومتي الدنمارك والنرويج انزال عقوبات قاسية على القائمين على الصحيفتين لتكون عبرة لكل من يتطاول على الاسلام والرموز الاسلامية المقدسة والتي تعد خطوطا حمراء لا يمكن تخطيها.   *  *  *  *   ونحن نؤمن بأن الحوار بين الحضارات يعبر عن حاجة انسانية تقتضيها المتغيرات والتحولات المتسارعة التي يعرفها عالمنا اليوم في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البشرية، مما يجعل الحوار بين الحضارات اختيارا استراتيجيا  تفرضه التحديات الكبرى التي تواجه المجتمع الدولي، على اعتبار أن الحوار هو الوسيلة المثلى للتعايش بين الأمم والشعوب، والوسيلة الوحيدة لازالة أسباب التوتر والصراع الذي يؤدي الى نشوء الأزمات الدولية.   لقد تدعم هذا الاتجاه اليوم عن طريق إقامة سلسلة من الندوات والاجتماعات والملتقيات وذلك امتدادا  لندوات سابقة ونذكر من أهمها:   – ندوة الحوار بين الحضارات التي احتضنتها طهران سنة 1999.   – ندوة الحوار بين الحضارات التي احتضنتها برلين سنة 2000.   – ندوة الحوار بين الحضارات في عالم متغير احتضنها الرباط سنة 2001.   – ندوة الحوار بين الحضارات: التنتظير والتنفيذ احتضنتها تونس سنة 2001.   – ندوة الحوار بين الحضارات من أجل التعايش احتضنتها دمشق سنة 2002.   – ندوة الحضارات والثقافات من الحوار الى التحالف احتضنتها تونس سنة 2006.   لقد صدر عن هذه الندوة الأخيرة تقرير ختامي وإعلان خاص أطلق عليه إعلان تونس، داعيا الى ضرورة الحفاظ على الخصوصيات الثقافية الاسلامية، باعتبار أن الحضارة العالمية تتكون من خلاصة الحضارات المختلفة، والحضارة الاسلامية جزء من هذه الحضارة العالمية ومن ثم يتعين على الفئة المسلمة التحرك من أجل مزيد تعريف المجتمع الدولي، بخصوصيات الثقافة الاسلامية لإثراء التراث العالمي الانساني، وبالتالي التفاعل مع الثقافات والحضارات الأخرى وذلك في اطار حوار هادف ومستمر ومتميز، لأن ديننا الإسلامي يتميز برسالته العالمية الموجهة لجميع الشعوب الا  أنه في آن واحد يعترف بجميع الديانات السماوية ويحترمها ويعترف بالأنبياء والرسل كافة، فالحضارة الاسلامية التي تعد جزءا من الحضارة الانسانية تقوم على الوسطية  والاعتدال والتعايش السلمي، والإيمان بالقيم المشتركة الثابتة والتعاون والتفاهم المتبادل بين الحضارات والتحاور البناء مع الديانات والثقافات، فالسلام العالمي والحوار المتكافئ لا يتم إلا من خلال فهم خصوصيات باقي الثقافات الانسانية مهما اختلفت الانتماءات العرقية والدينية واللغوية..   إلى جانب ما تقدم أكدت الندوة على ان الحوار هو شرط أساسي لتحقيق التفاعل البناء والشراكة الحقيقية بين الشعوب والثقافات في اطار وحدة الجنس البشري، فديننا الاسلامي حثنا على الاعتراف بجميع الأديان، والأنبياء، والكتب، ونبذ الانغلاق على الذات، واحترام حق الغير في حالة الاختلاف معه، ومن ثم فمن الضروري الاتفاق على حدود دنيا  تؤهل الحوار لأن يكون مثمرا ومفيدا، وبالتالي العمل على أن يصبح الحوار أحد الاهتمامات الأساسية، لممثلي المجتمع المدني، والاوساط  الشعبية الى جانب الاوساط الرسمية والفكرية الشيء الذي سينتج عنه بالتأكيد تغيير ايجابي في مجال حوارالحضارات، وبالتالي ارساء علاقات جديدة للتعاون والتبادل والشراكة بين دول الشرق والغرب، بهدف تجاوز الصدام بين الحضارات وتحقيق تحالف فعلي وبالتالي تجاوز مرحلة الصدامات والصراعات التي من شأنها ان تسبب المآسي على مستوى الافراد والشعوب  وتزرع الكراهية وان البديل الامثل هو الحوار والتفاهم والتعايش السلمي واحترام حقوق الآخرين، ومراعاة خصوصياتهم  مع ضرورة الاستفادة من التنوع الذي يمثله تعدد الديانات  والثقافات والحضارات لبناء مجتمع انساني متفاعل ومتكامل.   *  *  *  *   ان الدعوة موجهة اليوم الى الحكومات، والمنظمات، الدولية والاقليمية بهدف مزيد تعزيز آليات التواصل، والتفاعل، والتحالف، بين الحضارات، مع مزيد اشاعة ثقافة الصداقة والسلام والتسامح، والالتزام بسن التشريعات المحلية بهدف الحد من تشويه صورة الآخر في وسائل الاعلام المسموعة أو المرئية أو المقروءة، الشيء الذي سينجر عنه بالتأكيد الابتعاد عن التطاول على المقدسات الاسلامية والقرآن الكريم، وشخص رسول اللّه محمد صلّــــى اللّــــه عليه وسلّم  كما هو حالنا اليـــــــوم.   ففي هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البشرية يمثل فيها الحوار بين الحضارات مبدأ انسانيا ساميا ومنهجا فعالا على الصعيدين الاخلاقي والسياسي وبما أن الحوار سلوك حضاري مكتسب فان التنشئة على احترام الآخر، وقبول الاختلاف واعتماد التفاهم بديلا على الصراع والتصادم، ينبغي اعتبارها من العوامل التي تسند الحوار وتقوى مكانته وتجذر تقاليده، ومن ثم فان تعزيز الحوار بين الحضارات مسؤولية انسانيةمشتركة يتحملها صانعو القرار بمختلف درجات المسؤولية والنخب الفكرية والثقافية والقيادات الاعلامية من أجل بناء السلام في الحاضر والمستقبل على أسس قوية تصمد أمام الأزمة الطارئة الناتجة عن الاحداث غير المتوقعة التي من شأنها أن تهز الضمير الدولي وتروع الضمير الانساني.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 فيفري 2006)  


إلـى متـى يتواصـل إذلال الغـرب للمسلمـين؟

بقلم الاستاذ: الحنيفي الفريضي   منذ سقوط غرناطة وانكسار المسلمين وطرد من لم يفن في الاندلس، والمسلمون في انكسار وتراجع سحيقين. فلقد تجمد العقل العربي الاسلامي بعد ان عاش عهودا من التطور والابداع، وصار عقلا عاجزا عن الابداع واستكان، ولم يقف الا في بعض الحقب الحرجة مثل التصدي للحملات الصليبية وخاصة زمن تحرير القدس على يد القائد صلاح الدين الايوبي، ثم بعد ذلك بمناسبة الثورات الشعبية اثناء ما عرف بحقبة التحرر من الاستعمار الغربي الغاشم الذي استعمل آثار الثورة الفرنسية التي نجحت باستعمال العنف الرهيب وعهد التنوير لاستعمار الشعوب. فصارت مثلا تعرف بريطانيا بالامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. فما هي اسباب هذا الانكسار (1) ولماذا يصر الغرب وامريكا على اذلالنا حتى وصل الامر الى اقدس المقدسات بالنسبة لنا اعني بذلك القرآن والرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم (2).   1( اسباب انكسار المسلمين:   لئن كان هذا الموضوع مترامي الاطراف ولا يمكن معالجته في حجم مقال بجريدة الا اننا سنقف عند اهم عناصره الداخلية والخارجية.   أ ـ الاسباب الداخلية لهذا الانكسار:   يقول المفكر الاجتماعي الكبير مالك بن نبي فيما معناه اننا شعوب تحمل قابلية الاستعمار، وهذه المقولة من مفكر في حجم مالك بن نبي وهو الذي عايش ثورة التحرير في الجزائر بليغة الخطورة، لكنها تحتوي على جانب كبير من الصحة، لان المسلمين منذ ان سقطت الاندلس التي انجبت افذاذا امثال ابن رشد وابن زيدون وابن حزم وغيرهم كثير كانت منطلق التقهقر المعرفي والحضاري الذي اصاب الامة بأسرها فعوض الكسل النشاط،/ والتآكل الاجتهاد والابداع والاستهلاك الانتاج والظلم والعدل والتفكك التآزر والتوحد فكثرت السلطات والدول وصار هم كل سلطان الترف والبذخ، وتواصلت هذه الاحوال المرضية حتى ما بعد التحرير الوطني من ربقة الاستعمار الاوروبي الغاشم، اذ عوض ان نأخذ عن الغرب اسباب قوته وتفوقه ومناعته، مثل ما اخذ هو عنا زمن عزنا وجدنا وكتاب المستشرقة الالمانية الدكتورة ريغريد هونكة «شمس العرب تسطع على الغرب» اكبر دليل على ذلك. رحنا في احسن الحالات نستورد منه بعض المفاهيم والقوالب  الاجتماعية والنصوص القانونية ونسقطها اسقاطا دون ان نهيء لها التربة الصالحة لذلك وبالتالي صرنا تابعين له لا متبوعين ومستهلكين لانتاجه غير منتجين لابسط حاجياتنا واكثرها ضرورة كالدواء وادوات الفلاحة وغيرها، دون ان ننطلق ولو من الصفر في الانتاج رغم ان الاوطان الاسلامية تحتوي اهم عوامل الفلاحة والصناعة ناهيك ان الله قد حبا جزءا كبيرا من عالمنا بعصب الحياة الصناعية والاجتماعية اعني بذلك البترول ومشتقاته، في حين نجد دولا مثل اليابان التي سحقتها امريكا بالقنبلة الذرية في نهاية الحرب العالمية الثانية قد انطلقت من اوضاع تساوي او ربما دون اوضاع العالم العربي وحده قد بلغت اوج العلوم والانتاج، ناهيك ان امريكا مثلا لاتمارس الرقابة القمرقية الا عليها لشدة منافستها لمنتوجها الوطني في عقر دارها. فالعالم العربي يستثمر في البحث العلمي اقل مما تصرفه اسبانيا وحدها في هذا المجال حسب تقرير الامم المتحدة حول العالم العربي لسنة 2000.   ب) الاسباب الخارجية:   ان اوروبا التي استعمرتنا بصفة مباشرة لاحقا ومازالت تستعمرنا الى الان بصفة غير مباشرة  وامريكا التي تحالفت معها في هذا الغرض وزادت عليها اذ ارجعتنا الى حقبة الاستعمار المباشر في افغانستان والعراق. قد ساهمت وبقوة في وصولنا الى الحالة المزرية التي نحن عليها الان، فزمن استعماره المباشر لبلداننا ننهب كل خيراتنا وحجبته عنا العلم والمعرفة، الا لنزر قليل وظفها لصالحها.   كما زرع الغرب الكيان الصهيوني في قلب امتنا العربية للحيلولة دون تكامل او تقارب بين اقطاره بعد ان رسم هو حدودها مع شركائه في معاهدة سايس بيكو. ولم يساهم الغرب الذي نهب ومازال كل خيراتنا على كثرتها وتنوعها الا في ارساء الحكم الديموقراطي كما في بلاده ولا في ترسيخ العلوم الضروية للمجتمعات ولا في التقدم التكنولوجي، بل حاول بكل قواه وحيله ابقاءنا مجرد مستهلكين ضائعين تحركنا شركاته كما تخرك الدمى بموجب اساليب الموضة وغيرها. ولذلك فهو يحتقرنا ولا يعبأ حتى بأقدس الاقداس بالنسبة لنا.   2) الاستهزاء الغربي بأقدس مقدسات العرب والمسلمين:   لقد استطاعت الصهيونية واتباعها ان تجعل من جريمة حصلت امثالها مآت المرات امرا مقدسا لا يمكن حتى مناقشته، فما عرف بالمحرقة «الهلوكست» هو عمل اجرامي قامت به النازية بمشازكة الصهيونية صار امرا مقدسا خارجا عن مجال العقل، ولذلك حوكم رجا قارودي فيلسوف فرنسا بلاد النور لما درس هذا الموضوع التاريخي في كتاب «الاساطير المؤسسة لاسرائيل» وصودر كتابه حتى في سويسرا بلد السلام والسلام والقانون؟! اما بالنسبة للعرب والمسلمين فهم لا يساوون شيئا امام الغرب.   ولذلك تجاوز الغرب وامريكا اعتبارنا جنسا متخلفا لا يصلح للحياة وامتهان كرامتنا وتقتيلنا سواء اثنــاء حروبـــــه المباشرة السابقة او الحالية مثلا في العراق وفلسطين.   واخيرا وليس آخرا صحافة الدانمارك والنرويج تسخر من رسولنا.   اننا نعتقد جازمين ان الغرب وامريكا المتحالفين استراتيجيا بالنسبة للاول وحتى عضويا بالنسبة  للثانية مع الصهيونية لا يفعل ذلك عن براءة او في اطار حرية الصحافة كما يحاول ان يفسر ذلك رئيس حكومة الدانمارك زورا وبهتانا، بل هم يفعلون ذلك بتخطيط منظم وممنهج بتدبير خاصة من الصهيونية العالمية لتسديد كما يقولون الضربة القاضية لاكثر من مليار مسلم، لان قبولهم بهذه الاهانة العظمى وهذا الاحتقار القاتل معناه انهم قد ماتوا نهائيا وصاروا هياكل واشباح لا روح فيها، عندها يمكنهم في يسر شديد تمرير كل مخططاتهم دون ان يجدوا أية ممانعة تذكر والا لماذا هذا التمادي في التحقير والايذاء لاكثر من مليار مسلم حيث تعاضدت عديد الصحف في فرنسا وايطاليا واسبانيا وغيرها من الجريدة الدانماركية المعتدية.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 فيفري 2006)


الصحافة الفرنسية وما جنته من وراء إعادة نشـر الرسـوم الكاريكاتوريـة الدانماركيـة

بقلم: حياة السايب   اعادت كما هو معلوم الصحافة الفرنسية او البعض منها ـ على ان هذا البعض هو ليس بقليل الشأن، يكفي ان نذكر مثلا جريدة «لوموند» و«ليبيراسيون» دون ان ننسى الصحف ذات الخط الاعلامي الساخر، وكذلك الصحيفة «صاحبة السبق» «فرانس سوار» اعادت نشر الرسوم الكاريكاتورية التي صدرت باحدى الصحف الدنماركية والتي تسببت بذلك في افتعال ازمة كبرى في الشارع الاسلامي حيث ان هذه الصحيفة كما هو معلوم عمدت الى المساس من شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما ادانته الشعوب الاسلامية والحكومات وكذلك عدد من الشخصيات السياسية والدينية وغيرها في العالم.   باعتبار ان تلك الرسوم كانت تهدف  بوضوح الى النيل من المقدسات ومن العقائد انطلاقا من المس بالدين الاسلامي. وانتهت كما هو معلوم الصحيفة الدانماركية بتقديم اعتذارها للمسلمين ليس لنشر الصور وانما لما تسببت فيه هذه الصور من سوء فهم على حد تعبير اصحاب الاعتذار.   ولا ندري ان كان الامر هو بمحض الصدفة أم تم  عن وعي تام وعن اختيار مدروس، ولكن اعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية في عدد من الصحف الفرنسية قد جاء في وقت غير مناسب في تقديرنا طبعا، فقد الغت فرنسا باذن من الرئيس جاك شيراك فقرة من قانون 23 فيفري 2005  الفقرة كانت تتعلق بابراز «الجانب الايجابي» للاستعمار الفرنسي و«مزاياه» على المستعمرات الفرنسية ومن بينها مستعمرات شمال افريقيا وقد جاء هذا الالغاء بعد ان اثار القانون ضجة وسخطا خاصة لدى مستعمرات فرنسا بما  وراء البحار.   القانون اثار جدلا ايضا بفرنسا شمل بالخصوص الاطراف المخول لها بكتابة التاريخ. المهم ان الاتفاق قد حصل على ان المشرّع الفرنسي ليس له الحق في كتابة التاريخ وبالتالي تم الالتجاء الى الغاء هذه الفقرة من قانون 23 فيفري 2005 الذي اصبح شهيرا بسبب ذلك.   اعادة الرسوم الكاريكاتورية جاءت ايضا في وقت اعاد فيه الفرنسيون فتح عدة ملفات لها علاقة بحرب الجزائر وخاصة منها ملف التعذيب وقد رافق هذا الانفتاح على القضية الجزائرية حركة سينمائية هامة الى درجة ان الصحافة الفرنسية قد تحدثت عما اسمته بنهاية الممنوعات في شأن حرب الجزائر. هناك ايضا من وصف الاعمال السينمائية التي تدور احداثها حول حرب الجزائر  بانها عبارة عن موضة جديدة. وقد تساءلت المجلة الاسبوعية «لوبوان» مثلا: هل ان حرب الجزائر وهي على ما  هي عليه من تعقد، هل اصبحت موضوعا ينساق مع الموضة. وقد طرحت المجلة هذا السؤال مستندة الى بعض التصريحات لسينمائيين ومختصين في الحقل الاعلامي والتلفزيوني بالخصوص. من ذلك ان المسؤول على الدراما بقناة «آر تي» الفرنكوألمانية اكد انه قرأ خلال عام واحد ثمان سيناريوهات حول الموضوع اي حرب الجزائر الا انه لا بد من التوضيح في هذا السياق بان الصحافة الفرنسية رحبت بفكرة الاهتمام بحرب الجزائر لدى السينمائيين وتابعت مختلف المشاريع في هذا المجال كما واكبت احدث الافلام حول حرب الجزائر هو فيلم «خيانة» لفيليب فوكون».   حرب الجزائر   ان اهتمام السينما الفرنسية بقضايا على غرار حرب الجزائر وما يتطلبه ذلك او ما نفترضه من اعتماد نطاق واسع لحرية التعبير يعكس  على ما يبدو المناخ العام في فرنسا خاصة على المستوى السياسي فهناك استعداد لمواجهة بعض الحقائق التي ظلت طويلا في عداد المحرمات او المسكوت عنها، ومن بينها طبعا قضية التعذيب. وقد ترجم الرئيس الفرنسي في خطاب له حول «ذاكرة العبودية» عن هذا الموقف قائلا ان عظمة البلدان تكمن في قدرتها على تحمل مسؤولياتها تاريخيا.   وتاريخ هذه البلدان فيه صفحات ناصعة ولكن ايضا صفحات اقل بياضا.   وقد نقلت الصحافة في هذا الخصوص ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اعتمد يوم 10 ماي من كل عام يوما لاحياء ذكرى الغاء العبودية وياتي اختيار هذا الموعد لانه يصادف اليوم الذي صادق فيه البرلمان نهائيا سنة 2001 على قانون يعترف بان العبودية هي جريمة ضد الانسانية مع العلم ان هناك اياما في بلدان ما وراء البحار التي لا تزال تتبع قانونيا الدولة الفرنسية يحتفي فيها سنويا بذكرى الغاء العبودية هناك.   الهجرة والتراكمات   اذن كل هذه الاجراءات وهذه المبادرات ومن بينها بالخصوص الغاء الفقرة الخاصة من قانون 23 فيفري 2005 يمدح الاستعمار واخراج موضوع حرب الجزائر وخاصة مسألة التعذيب من خانة المحرّمات، هذا الى جانب الاعلان عن يوم احتفالي يبارك فيه الفرنسيون الغاء الرق والعبودية، كل ذلك يدل بوضوح على الرغبة في بناء علاقة اخرى مع تلك البلدان التي كانت في يوم ما تابعة لفرنسا اوفي حالة مواجهة معها للخروج من التبعية الخ..   الامر له ايضا علاقة برغبة الفرنسيين في الانعتاق من تلك المسؤولية التاريخية التي ورثوها عن فرنسا الاستعمارية والتي مازالت تحاصرهم الى اليوم واعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية جاءت ايضا في وقت تواجه فيه فرنسا مشكلة خطيرة ألا وهي مشكلة الهجرة او ما انجر عن الهجرة من مشاكل..   ولئن يواجه الاوروبيون بصفة عامة مشكل الهجرة خاصة السرية منها، فان فرنسا يعتبر المشكل لديها اكثر استفحالا.. والحوادث التي عاشتها البلاد خلال الخريف الماضي كشفت عن ضرورة ايجاد حلول لتراكمات من القضايا ظلت منسية او هي على الاقل لم تكن الاولى في سلم اهتمامات الفرنسيين خاصة ممن يمسكون بزمام الامور لديهم. فبعد الاضطرابات وحالة العنف التي عاشها عدد من المدن التونسية وصفت لدى بعض الاطراف بانها انتفاضة باتم معنى الكلمة انتفاضة سكان الاحواز الباريسية وكبرى المدن الفرنسية الذين هم في الاغلب من المهاجرين وابناء المهاجرين، تبين بالوضوح فشل ما يسمى لدى الفرنسيين بسياسة الادماج وهو ما يهدد بحدوث المواجهة في اي لحظــــــة.   لقد كشفت هذه الاضطرابات عن خطورة الموقف فسياسة الادماج وفشل الثقافة الفرنسية اللائكية في استقطاب اجيال الشباب بالخصوص من ابناء المهاجرين خاصة من العرب والمسلمين اضافة الى انعدام العدل في توزيع الفرص والثروات ما فتىء يعمق الهوة ما بين بلد ومواطنين تبنّوا «قيمه فاذا بهم يجدون انفسهم من المهمشين او لنقل بانهم مواطنون من درجة اقــل.   ومنذ تلك الاحداث اصبح الساسة في فرنسا من اليمين  واليسار يتعاملون بحذر مع كل ما من شأنه ان يغذي الاحقاد ويعيد الى السطح حالات العنف كما شهدتها الساحة الفرنسية خلال الخريف الماضي.   في هذه الظروف اذن كان يمكن للصحفيين الفرنسيين ان يظهروا حنكة افضل في التعامل مع الاحداث. خاصة ومنهم ما يبدو لم يجنوا شيئا من اعلان مساندتهم للصحيفة الدنماركية التي انتهى بها الامر بالاعتذار بل لعلهم وجدوا انفسهم في التسلل بعد ان تجاوزتهم الاحداث.   ان الامر يتعلق بمبارزة لاستعراض القوة. والكل يفضل حرية التعبير على الرقابة لذا طرحت المسألة في المطلق.. ولكن عملية اعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية في الصحافة الفرنسية يبدو انها لم تخدم بالمرة قضية حرية التعبير بقدر ما تركت الباب مفتوحا نحو مختلف القراءات حول السبب الحقيقي من وراء هذه الخطوة.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 فيفري 2006)

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

2 août 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 2993 du 02.08.2008  archives : www.tunisnews.net   Radio Canada: Tunisie  – Accrocs

En savoir plus +

26 septembre 2006

Home – Accueil – الرئيسية   TUNISNEWS 7 ème année, N° 2318 du 26.09.2006  archives : www.tunisnews.net AFP: Compétitivité: la Suisse

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.