الأحد، 11 أبريل 2010

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

 9ème année, N°3610 du 11.04.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس تنادى بوقف المضايقات ضد الصحفيين

كلمة:محكمة الاستئناف بالعاصمة ترفض الإفراج عن طلبة منوبة

فرع توزر-  نفطة للرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الانسان:بـــــــــيـــــــان

السبيل أونلاين:موظف ببلدية خنيس يستغل نفوذه و يخرق القوانين

كلمة:عقوبات لنادي الترجي الرياضي وحملة اعتقالات واسعة في صفوف مشجعيه

كلمة:أحزاب الموالاة تعجز عن تشكيل قائمات للبلديات في قابس

الجزيرة.نت:انتقادات للانتخابات البلدية بتونس

القائمة الديمقراطية التقدمية المستقلة بزرمدين تعلن رفض المشاركة رسميا في الإنتخابات البلدية

الجزيرة.نت:حزب تونسي يقاطع الانتخابات البلدية

الصباح:اليوم يفتح باب الترشح لـ«البلدية»..أسبوع حاسم للمعارضة… والمستقلون يتأهبون

المرصد التونسي: النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بسيدي بوزي

محمد العيادي:رد مقتضب  على مغالطات الأستاذ خالد شوكات او  » عباءة الشهيد حشاد  تتسع  لكل التونسيين  »

زياد الهاني:احترامي للحرامي (إهداء إلى صخر الماطري وبلحسن الطرابلسي، وكل عصابات نهب المال العام)

وام:وزير الثقافة التونسي يشهد عرض مسرحية « النمرود  »

الحياة:تونس تطلب من روسيا مساعدتها في إنتاج الطاقة النووية

عبدالحميد العداسي:القلــــــــــــــــوب

القدس العربي:هيومان رايتس ووتش تطالب الكويت بوقف اعتقال وترحيل المصريين

محمد العروسي الهاني: ملحمة و تاريخ امة بزعامة الرمز الخالد وريادة حزب عتيد حرر البلاد

الصحبي عتيق:التعابير الجماليّة في الإسلام2/1

المنارة:حوار مع الشيخ علي الصلابي محاور الجماعة الإسلامية المقاتلة بالسجون الليبة

الشيخ الدكتور الصادق بن عبد الرحمن الغرياني:ما بعد تسريح المعتقلين

المنارة:كلمة حق ( حول إطلاق مجموعة من الشباب الليبي كانوا ينتمون إلى الجماعة الليبية المقاتلة )

الخبر:تقارب بين الجزائر وأمريكا ونفور وأزمة مع فرنسا واشنطن تبحث عن حليف وباريس تنفخ في رماد التاريخ

ماجد عزام:اقالة و توبيخ … ماجد عزام

ياسر الزعاترة:إنهم يستميتون لمنع انتفاضة جديدة

لؤي ديب :عندما يصبح أوكامبو خصما يجب أن يتنحى أو يُنحى

الجزيرة.نت:أستراليا تحقق بالتزوير بقضية المبحوح


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2010


مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس تنادى بوقف المضايقات ضد الصحفيين

المصدر: مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس-آيفكس TMG-IFEX  


(آيفكس / مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس) –
 
 تلقت مجموعة  مراقبة حالة حرية التعبير في تونس وهي ائتلاف من 20 من أعضاء الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير، وأعضاء مجموعة أيفكس تقاريراً حول مزيد من المضايقات التى يتعرض لها الصحفيون التونسيون و كان آخر ضحايا تلك المضايقات و حملات التضييق على الصحافة المستقلة اثنين من الصحفيين اللذين يعملان لإحدى المجلات الالكترونية  المستقلة و قد تعرضا للتهديد و الضرب العنيف ذلك حسب ما ورد من أنصار وداعمى حرية الصحافة فى تونس. المولدى الزوابى ، صحفى فى راديو كلمة ، تعرض  فى 142010 لاعتداء من مجهول خارج قسم شرطة مدينة جندوبة شمالى تونس . و قد سقط الزوابى على الارض مصابا بجروح و فد انكسرت نظارته و سرقت حافظة نقوده وبها اوراقه الشخصية وبطاقة عضوية الاتحاد الدولى للصحفيين. و قد قدم الزوابى بلاغا للشرطة بما حدث رغم تأكده من أن السلطات التونسية وراء ذلك الاعتداء. كذلك فقد تلقى المدون والصحفى معزالجميعى مراسل راديو و مجلة كلمة الالكترونية  فى مدينة قابس الجنوبية ، العديد من مكالمات تهديد من مجهول . و قال الجميعي لمجموعة  مراقبة حالة حرية التعبير في تونس ” لقد هددنى و أقسم باغتصاب أختى اذا لم أسحب مقالاتى و أكف عن انتقاد النظام“. و يقوم الجميعي بفضح الفساد فى النظام و هذا هو سبب تهديد رجال الشرطة له فى يوم 3032010 اضافة الى عمله فى مجلة كلمة. و يتعرض كل العاملين فى موقع كلمة للمضايقات المستمرة.. هذا ملخص لآخر الممارسات الترهيبية ضد الصحفيين المستقلين فى الشهور الماضية: فى 26112009 ، حكم على توفيق بن بريك و هو صحفى مستقل بالسجن ستة أشهر عقب نشر مقالات انتقد فها إعادة انتخاب زين العابدين بن على فى اكتوبر 2009 . و يقول المراقبون أن ادانة بن بريك كانت بسبب تهم ملفقة  غير ذات صلة بالنشر و بلا أدلة دامغة ، و من الواضح أن لها دوافع سياسية . و من المتوقع أن يفرج عن بن بريك فى 2642010 بعد انتهاء مدة السجن. و كذلك نجد الفاهم بوكدوس  الصحفى بقناة الحوار التونسى قد اتهم “بتشكيل جماعة اجرامية تهدف الى الاعتداء على المواطنين” و ذلك بعد تقارير أذيعت ،من إعداده، عن  مظاهرات ضد البطالة والفساد شهدتها مدينة قفصة  وضواحيها فى عام 2008 . وقد حكم عليه بالسجن أربع سنوات لكنه ظل في حالة سراح بانتظار جلسة أخرى فى قفصة يوم 2742010 إن مجموعة  مراقبة حالة حرية التعبير في تونس ترى أن هذه ليست أحداثاً متفرقة . و حسب ما صرح به أعضاء مجموعة  مراقبة حالة حرية التعبير في تونس ” إن هذا نمط من التمييز و الإرهاب نعارضه بشدة . و نحن نطالب الحكومة التونسية بالإفراج الفورى عن  توفيق بن بريك و إسقاط التهم عن الفاهم بن كدوس و الكف عن الضجة  و المزايدة الاعلامية حول الاعتداءات على الصحفيين المستقلين“. أعضاء جماعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس: – الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان, مصر – المادة 19, المملكة المتحدة – مركز البحرين لحقوق الإنسان – مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان – منظمة الصحفيون الكنديون لحرية التعبير, كندا – شبكة حقوق رسامي الكاريكاتير, الولايات المتحدة الأمريكية – المنظمة المصرية لحقوق الإنسان, مصر – إندكس على الرقابة, المملكة المتحدة – الاتحاد الدولي للصحفيين, بلجيكا – الاتحاد الدولي للمؤسسات و الجمعيات المكتبية, هولندا – المعهد الدولي للصحافة, النمسا – الجمعية الدولية للناشرين, سويسرا – منظمة صحفيون في خطر , كونغو – مؤسسة مهارات, لبنان – المعهد الإعلامي لجنوب أفريقيا, ناميبيا – منظمة بن النرويجية (PEN), النرويج – الهيئة العالمية لمجتمع البث الإذاعي, كندا – الجمعية العالمية للصحف و ناشري الأخبار , فرنسا – اللجنة العالمية لحرية الصحافة, الولايات المتحدة الأمريكية – لجنة كتاب في السجن-بن الدولية (PEN), المملكة المتحدة لمزيد من المعلومات: جمال عيد المدير التنفيذي الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان 19 شارع 26 يوليو- وسط البلد, الدور الرابع رقم 55 القاهرة – مصر ت / فاكس : +20 227 736 177 إيميل : info@anhri.net الموقع: www.anhri.net (المصدر:الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان بتاريخ 9 أفريل 2010)


محكمة الاستئناف بالعاصمة ترفض الإفراج عن طلبة منوبة


حرر من قبل نزار في السبت, 10. أفريل 2010 رفضت محكمة الاستئناف بالعاصمة يوم السبت الإفراج مؤقتا عن 11 طالبا مثلوا أمامها في ما عرف بملف اعتصام مبيت الياسمين بمنوبة في أكتوبر 2009.  وأرجأت المحكمة إلى يوم الاثنين التصريح بقرارها بخصوص موعد الجلسة المقبلة. وكان محيط محكمة الاستئناف قد شهد صبيحة المحاكمة انتشارا كبيرا لعناصر الشرطة بالزيين المدني والرسمي، وقامت تلك العناصر بمنع عشرات الطلبة من حضور الجلسة واعتدت على البعض منهم بالعنف الشديد واحتجزت عددا منهم لساعات. وخلال الجلسة طالب أعضاء هيئة الدفاع باحترام علنية المحاكمة وفسح المجال للموجودين أمام المحكمة للدّخول، وقد قام الطّلبة أمام قصر العدالة برفع الشّعارات وترديد الأغاني الملتزمة قبل أن يتمّ تفريقهم بالقوّة وملاحقتهم حتّى وصولهم لكليّة العلوم الإنسانية بشارع 9 أفريل، وسجلت إصابة العديد من الطّلبة بجروح متفاوتة على غرار الطالب عبد العزيز الهاشمي الّذي أصيب بنزيف حاد على مستوى الأنف والفم والطالب خالد الهدّاجي الّذي نقل إلى قسم الاستعجالي بمستشفى الرّابطة. وصرّح الطّلبة الموقوفون أمام هيئة المحكمة أنّهم تعرضوا لعدة انتهاكات خلال فترة إيقافهم كما تناولوا ظروفهم السّجنيّة السيّئة وعبّروا عن استعدادهم لخوض إضراب جوع مفتوح استنكارا للقضيّة المرفوعة ضدّهم، كما ردّدوا بعض الهتافات والشّعارات داخل قاعة المحاكمة. جدير بالذكر أنّ المتهمين صدرت بحقهم في الطّور الابتدائي أحكام بالسجن النافذ تراوحت بين سنة وثلاثة سنوات بتهم حق عام بينها تعطيل حرية الشغل والإضرار بملك الغير. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 أفريل 2010)


فرع توزر-  نفطة للرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الانسان
بـــــــــيـــــــان

علم فرع توزر-  نفطة للرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الانسان أنّ المناضل عدنان الحاجي المحروم من حقّه  في الشغل  على خلفيّة  تأطيره  السلمي  لتحرّكات  الحوض المنجمي  ، قد دخل يوم 02 أفريل 2010  في إضراب  عن الطعام  لمدّة يوم واحد  احتجاجا  على المراقبة  اللصيقة من قبل  أعوان الأمن بالزيّ المدني. و نظرا  إلى أنّ  هذا السلوك  الأمني  يتنافى  مع الحقّ  في حريّة التنقّل  و العيش  في  اطمئنان  نفسي  فإنّ هيئة الفرع : – تنكر  على سلطة الإشراف  الأمر  بالقيام  بمثل  هذه التضييقات  المتعارضة  مع ضمان  حريّة  التنقّل و تطالب  بإيقافها  فورا . – تستنهض قوى  المجتمع  المدني  للعمل  على رفض المضايقات و الملاحقات  الأمنيّة  و توظيف  الجهود  لتمكين  ناشطي الحوض  المنجمي  من استرجاع  حقوقهم  المدنيّة  و خصوصا  حق الرجوع  إلى سالف  عملهم في أقرب  الآجال . عن هيئة الفرع شكري الذويبي


موظف ببلدية خنيس يستغل نفوذه و يخرق القوانين


السبيل أونلاين – مراسلة خاصة الحديث عن الفساد لا يخص مجتمعاً بعينه، أو دولة بذاتها، وإنما هو ظاهرة عالمية تشكو منها كل الدول، لما له من خطر على الأمن الاجتماعي والنمو الاقتصادي والأداء الإداري، ومن هنا حازت هذه الظاهرة على اهتمام كل المجتمعات وكل الدول، وتعالت النداءات إلى إدانتها والحد من انتشارها، ووضع الصيغ الملائمة لذلك، وتونس ـ كغيرها من الدول ـ تدرك أبعاد هذه المشكلة، ولهذا فإنها إلى جانب ما لديها من نظم لمكافحة الفساد صادقت على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمحاربة الفساد وإساءة استعمال السلطة الوظيفية »، و بتوصيات من أعلى هرم في السلطة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي ينادي بالقيم الأخلاقية في الإدارة و حسن معاملة المواطن بدون تمييز و تطبيق القانون كما تمليه النصوص و القوانين والضوابط المعمول بها. لكن مثلما يقول المثل الشعبي ( لشكون تحرقص يا مرت لعمى) لان في مدينة خنيس عمد و تعمد موظف ببلدية خنيس المسمى فيصل بن جابر السعيدي أن يضرب بالقانون المعمول به عرض الحائط وتجاهل توجهات وتناسى توصيات السيد الرئيس .و عمد إلى خرق القانون و الاعتداء على الحق العام و تجاهل قانون التهيئة العمرانية المعمول به في البلدية ومن الغريب أن هذا الشخص بالذات كان يطبق القانون على المواطن المخالف لمثال التهيئة العمرانية (عليكم موش علينا) . إن هذا الموظف استعمل أساليب ملتوة كما استغل نفوذه حسب مهنته كموظف في البلدية و لم يأخذ بعين الاعتبار كل الاجرات التي قام بها سيد رئيس البلدية مشكور و رغم استدعائه من قبل السيد رئيس مركز الشرطة بخنيس الذي قام بكل حزم و اقتدار تطبيق القانون و لكن بكل تعنت و تصلب تجرأ هذا الموظف إلى القيام بالأشغال ليلا تحت جنح الظلام راميا من وراء ظهره بكل القوانين المنصوص عليها . ان هذا الموظف له عدة سوابق تدينه باستغلال نفوذه كل ما سنحت له الفرصة و لذا نطلب بكل لطف من السلطة المعنية بالقيام بتحقيق في خصوص كل هذه التجاوزات و توقيفه عن العمل حسب ما تنص عليه الإجراءات الجنائية والتأديبية الخاصة بجرائم الفساد الإداري وإساءة استعمال السلطة.  
الامضاء : عيون لا تنام (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 11 أفريل 2010 )  


عقوبات لنادي الترجي الرياضي وحملة اعتقالات واسعة في صفوف مشجعيه


حرر من قبل التحرير في السبت, 10. أفريل 2010 أصدرت رابطة كرة القدم المحترفة يوم السبت عددا من العقوبات على فريق الترجي الرياضي التونسي منها ثلاث مقابلات دون حضور الجمهور مع خطية مالية قدرها ثلاثة آلاف دينار، وتحميل الجمعية مسؤولية جبر جميع الأضرار الحاصلة بالملعب الأولمبي بالمنزه الناتجة عن أعمال الشغب مساء الخميس 8 أفريل. كما عوقب مدرب الترجي الرياضي فوزي البنزرتي بالحرمان من الجلوس على مقعد الاحتياطيين مقابلتين مع خطية قدرها ألف دينار. وطالت العقوبات حكم المقابلة والحكم الرابع بتجميد نشاطهما بسبب عدم الإشارة على ورقة التحكيم إلى كامل الأحداث التي جدت خلال المقابلة وبعدها.  إلى جانب ذلك تم اعتقال نحو مائتي شاب فيما تتواصل حملة التفتيش عن مشتبه فيهم. وبحسب قرارات الرابطة فقد تم تحميل جماهير الترجي وحدها مسؤولية الأحداث التي جدت خلال مباراة الخميس الماضي، حيث اندلعت أعمال الشغب مع نهاية الشوط الأوّل الذي انتهى بهزيمة المحليين أمام نادي حمام الأنف 3 لصفر. وأوردت تقارير صحفية متطابقة أنّ حصيلة الخسائر الأوّلية بالملعب بلغت أكثر من ثمانين ألف دينار وقد تم اقتلاع نحو ألف كرسي من المدارج كما تم تهشيم بلور سيارات خارج الملعب. وأسفرت المواجهات بين مشجعي الترجي الغاضبين وقوات الأمن عن وقوع عدد من الجرحى من الجانبين نقلوا إلى المستشفيات. وتتحدث معلومات غير مؤكدة عن وجود عون أمن وطفل في حالة خطيرة بأحد المستشفيات. وبسبب مخلفات أحداث الشغب تم نقل مباريات الأحد التي كان سيحتضنها ملعب المنزه إلى الملعب الأولمبي برادس. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 أفريل 2010)

أحزاب الموالاة تعجز عن تشكيل قائمات للبلديات في قابس


حرر من قبل التحرير في السبت, 10. أفريل 2010 ذكرت مصادر سياسية يوم السبت أنه تعذر على كل فرع من فروع أحزاب المعارضة القريبة من الحكومة بمدينة قابس تكوين قائمة من 40 شخصا للمشاركة في الانتخابات البلدية المقرر تنظيمها يوم 9 ماي المقبل. وأشارت ذات المصادر إلى أنّ السلطات الجهوية بصدد حثّ 3 فروع من الأحزاب المذكورة على تكوين قائمة مشتركة، وذلك في سياق رسم مشهد تعددي للانتخابات، تقول المصادر.  يشار إلى أنّ الحزب الحاكم في قابس كان قد فاز سنة 2005 بجميع مقاعد المجلس البلدي دون قائمات منافسة له بعد إسقاط قائمة « التحالف الديمقراطي من أجل المواطنة » المعارضة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 أفريل 2010)

انتقادات للانتخابات البلدية بتونس


أرجع الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي المعارض مقاطعته الانتخابات البلدية المقرر تنظيمها في التاسع من الشهر المقبل إلى ما سماه مناخ الانغلاق السياسي والحصار وأجواء الملاحقة. كما قال الحزب في بيان إن هذه الانتخابات ستكون « عملية إدارية معلومة النتائج ». وقال البيان الذي حمل توقيع أمينته العامة ميه جريبي في أعقاب اجتماعات لجنته المركزية، إنه يرفض المشاركة في عملية انتخابية « هي أقرب إلى التزكية والتعيين ». كما انتقد الحزب رفض السلطة مطلب إنشاء هيئة وطنية مستقلة للإشراف على الانتخابات وإبقاء هذه المهمة بيد وزارة الداخلية. بهذا يكون الحزب الديمقراطي التقدمي أول حزب معارض معترف به يعلن مقاطعته للانتخابات المرتقبة التي بدأت بقية الأحزاب السياسية التونسية الاستعداد لها مبكرا. وطبقا لتوقعات المراقبين, ينتظر مشاركة أكثر من 10 آلاف مرشح للتنافس على 264 مجلسا بلديا. يشار إلى أن الحزب الديمقراطي قاطع الانتخابات التشريعية والرئاسية التي أجريت يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وفاز فيها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي (73 عاما) بنسبة قاربت 90% من الأصوات. كان الرئيس التونسي هاجم يوم 20 مارس/آذار الماضي معارضين لم يسمهم بعد أن هددوا بمقاطعة الانتخابات البلدية. وأعلن بن علي تكليف المرصد الوطني للانتخابات بمراقبة الانتخابات البلدية، وقال إن هذا الهيكل « سيتولى من موقع الحياد والاستقلالية معاينة هذه الانتخابات ومراقبة سيرها بمختلف مراحلها ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 أفريل  2010)


القائمة الديمقراطية التقدمية المستقلة بزرمدين تعلن رفض المشاركة رسميا في الإنتخابات

البلدية القادمة في 9 ماي 2010 ،و تؤكد مجددا وقوفها وتضامنها مع بقية الأطراف الداعية للمقاطعة


في خبر عاجل  متعلق بالإنتخابات البلدية المقبلة ،أعلن  مساء هذا اليوم  الأحد  الموافق  ل : 11 أفريل 2010 ، أنّ القائمة الديمقراطية التقدمية المستقلة بزرمدين قررت رسميا  رفض المشاركة  في الإستحقاقات البلدية المقررة  ليوم 9 ماي 2010  بعد أن كانت عبرت  عن نيتها المشاركة  سابقا  دخولها الإنتخابات  المقبلة  ، ويأتي ذلك  الموقف علي خلفية  ما رافق  عملية الإعداد برمتها  ثم أيضا  غياب كل مقومات  العملية  الإنتخابية  و قتامة  الوضع  و حالة الإحباط  الشديدة  التي تسود الشارع ، و أيضا الإستجابة لدعوة بقية الأطراف السياسية في البلاد التي  دعت  لمقاطعة  النتخابات البلدية القادمة .
 
خليفة مبارك ، زرمدين   


حزب تونسي يقاطع الانتخابات البلدية


أعلن الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في تونس رفضه المشاركة في الانتخابات البلدية المقررة الشهر المقبل، مؤكدا أن الانتخابات تتم تحت الحصار وفي أجواء الملاحقة ومصادرة الكلمة الحرة. وحمل الحزب في اختتام أعمال لجنته المركزية السلطة المسؤولية كاملة عما وصلت إليه الحياة السياسية بالبلاد من تدهور وجمود حسب وصفه. وشدد الحزب على ضرورة إخراج قضية التداول على الحكم بحلول الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2014، مما وصفه بالغرف المغلقة إلى دائرة الضوء حتى يكون للشعب وهيئات المجتمع المدني ونخب البلاد الحية رأي فيها دفاعا عن أركان النظام الجمهوري ومبادئه. وكانت الأمينة العامة للحزب مية الجريبي قد شددت في لقاء سابق مع الجزيرة على أن البلاد بحاجة إلى إصلاح دستوري يحدد عدد ولايات الرئيس بولايتين فقط. واعتبرت الجريبي أنه من شأن ذلك الانتقال بتونس من مرحلة سيطرة الحزب الحاكم إلى تعددية يكون فيها المواطن هو صاحب القرار في اختيار من سيرأسه. ودعت الجريبي السلطات إلى « رفع الحواجز أمام العمل السياسي، ووقف غلق المقرات العمومية أمام اجتماعات أحزاب المعارضة، وتوفير مناخ ينبذ الخوف، وتحرير الإعلام من القيود لينقل الاختلاف، وفسح الحد الأدنى (من الحرية) أمام المواطن حتى يتمكن من مشاركة فعلية، ويطلع على برامج المعارضة دون خوف ». يذكر أن الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يوصف بأنه أبرز تنظيم معارض في تونس قد قاطع انتخابات 2009 التشريعية والرئاسية، قائلا إنه يرفض أن يكون « ديكورا في انتخابات لا تتوفر فيها الشروط الدنيا للمشاركة ». بن علي وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد هاجم المعارضين الذين هددوا بمقاطعة الانتخابات البلدية، واتهموا السلطات بتزوير نتائجها قبل إجرائها.  واتهم بن علي (73 عاما) -في خطاب ألقاه الشهر الماضي بمناسبة احتفال بلاده بعيديْ الاستقلال والشباب- من أسماهم « محترفي التشكيك وإلقاء الاتهامات الجزاف »، بأنهم « يخافون دائما المواجهة الشريفة والشجاعة للمنافسات الانتخابية لقلة الثقة بأنفسهم وببرامجهم وعزوف الشعب عنهم ». وكلف الرئيس التونسي المرصد الوطني للانتخابات بمراقبة الانتخابات. مؤكدا أن هذا الهيكل « سيتولى من موقع الحياد والاستقلالية معاينة هذه الانتخابات ومراقبة سيرها بمختلف مراحلها ».   وتعهد بأن تكون صناديق الاقتراع « الفيصل بين القوائم المترشحة بمختلف ألوانها وانتماءاتها »، ودافع عن مصداقية كل الانتخابات التي أجريت في عهده والتي دأب معارضون على اتهام الحكومة بتزويرها. وتجري الانتخابات البلدية المقبلة في التاسع من مايو/أيار، وسيفتح باب الترشح لعضوية 264 مجلسا بلديا يسيطر أنصار حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم على أغلب مقاعدها كل مرة. يذكر أن الدستور التونسي يمنح 25% من مقاعد المجالس البلدية للمعارضة. لكن الحزب الديمقراطي التقدمي توقع أن « تهدي » الحكومة هذه النسبة إلى أحزاب المعارضة الموالية لها، وأن تستبعد منها الأحزاب الراديكالية الثلاثة وهي الديمقراطي التقدمي، وحركة التجديد، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، المعروفة بعلاقاتها التصادمية مع السلطة. وتواجه تونس انتقادات من منظمات تعنى بحرية التعبير، بتكميم حرية الصحافة وملاحقة الصحفيين المستقلين. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 أفريل  2010)

اليوم يفتح باب الترشح لـ«البلدية».. أسبوع حاسم للمعارضة… والمستقلون يتأهبون


يفتح اليوم رسميا باب الترشح للانتخابات البلدية المزمع عقدها يوم 9 ماي القادم. ويفتح باب الترشح لعضوية المجالس البلدية، وفقا لأحكام المجلة الانتخابية وحسب الأمر عدد 104 لسنة 2010 مؤرخ في 26 جانفي 2010 المتعلق بدعوة الناخبين لانتخاب أعضاء المجالس البلدية،من يوم الأحد 11 أفريل 2010 إلى يوم السبت 17 أفريل 2010 بدخول الغاية من الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى الساعة السادسة مساء دون انقطاع وتقدم تصاريح الترشح إلى مقر الولاية بالنسبة للبلديات التي يوجد بدائرتها مركز الولاية، وإلى مقر المعتمدية مرجع النظر بالنسبة للبلديات الأخرى. أما الحملة الانتخابية فستفتح يوم الأحد 2 ماي 2010 على الساعة صفر وتنتهي يوم الجمعة 7 ماي 2010 عند منتصف الليل. وكانت وزارة الداخلية أصدرت أمرا يتعلق بضبط الدوائر الانتخابية (264 دائرة)، وعدد المستشارين البلديين بكل بلدية البالغ عددهم الجملي 4626 في كل الدوائر. التجمع يضبط قائماته ولقد وجد «التجمع الدستوري الديمقراطي» في الانتخابات الداخلية أحسن وسيلة للممارسة الديمقراطية ولاختيار مرشحيه من بين آلاف الترشحات. حيث اختارت كل ولاية موعدا لإجراء الانتخابات الداخلية لاختيار ثلثي الأعضاء يتم الحاقهم بالثلث المعين لضبط القائمة النهائية التي ستدخل المنافسة في انتخابات 9 ماي.ومن المنتظر أن يقدم التجمع ترشحاته رسميا يوم الجمعة القادم بعد ان يتم الانتهاء من اختيار رؤساء هذه القائمات بصفة نهائية. صعوبات المعارضة… وعلى عكس التجمع، فان أحزاب المعارضة تواجه صعوبات في استقطاب مترشحين بألوانها،وحتى قائمات الوفاق التي كانت بعض الأحزاب تعتزم انتهاجها فلم تجد النجاح المطلوب. وهو ما سيجبر جل أحزاب المعارضة على انتهاج سياسة المقعد الفارغ وعدم الترشح في أكثر من ثلاثة أرباع الدوائر الانتخابية على الاقل لأفضلها رغم أن نظام «الكوتا» يمنحها على الاقل فرصة الفوز بـ 1072 مقعدا بلديا بعد النزول بالسقف المحدد لعدد المقاعد بالنسبة للقائمة الواحدة بكيفية لا تسمح لأية قائمة بأن تتحصل على أكثر من 75 بالمائة من المقاعد بالمجالس البلدية مهما كان عدد الأصوات المتحصل عليها عوضا عن نسبة 80 بالمائة. وحسب ما توفر لـ»الصباح» من معطيات فان أفضل أحزاب المعارضة لن يكون ممثلا سوى في 80 دائرة انتخابية من بين 264 دائرة بلدية. وأكد السيد العروسي النالوتي عضو المكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين ان الحركة ستترشح مبدئيا في 80 دائرة انتخابية ويمكن أن يرتفع الرقم كما يمكن أن ينخفض نسبيا خلال الاسبوع القادم. من جهته ذكر السيد ابراهيم حفايظية عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي أنه باستثناء 6 ولايات (تطاوين،توزر، بن عروس،زغوان،سليانة وبنزرت) فان الحزب سيتواجد في بقية الولايات وان المأمول هو المشاركة في 50 دائرة انتخابية باعتبار أن 40 دائرة تعتبر اليوم مضمونة. وبخصوص الحزب الاجتماعي التحرري أفادنا السيد المنذر ثابت أمين عام الحزب أن التحرري سيشارك مبدئيا في 25 دائرة انتخابية وذكر ان الحزب اختار ان تكون الترشحات لمناضليه دون غيرهم ودون اللجوء إلى «الانتدابات» والى أشياء أخرى وعبر عن انشغاله من انحصار هاجس التعددية لدى النخبة دون العامة. من جهته أفادنا السيد عادل الشاوش عضو المكتب السياسي لحركة التجديد أن الحركة ستدخل الانتخابات البلدية في اطار تحالف مع التكتل من أجل العمل والحريات وتيار الاصلاح والتنمية.وذكر بان عدد القائمات الممكن المشاركة بها لم يتحدد بعد لكن التركيز سيكون على تونس الكبرى الى جانب تاكد تواجد قائمات في كل من جبنيانة والشابة وقفصة وام العرائس. … هل يستغلها المستقلون؟ مع «التجمع الدستوري الديمقراطي» الذي حسم مسالة قائماته مبكرا بعد انتخابات داخلية وأحزاب معارضة عاجزة عن إيجاد مترشحين،ينتظر أن تترشح بعض القائمات المستقلة في عدد من الدوائر.وتأكد لـ «الصباح» ترشح قائمة مستقلة في بلدية زرمدين من ولاية المنستير تحمل اسم «الوفاء»من المرجح أن يكون على رأسها السيد خليفة مبارك. كما يواصل الوجه الحقوقي والجمعياتي نوفل الزيادي تحركاته لضبط وترشيح قائمات في عدد من الدوائر الانتخابية.وأفادنا الزيادي أن صعوبات كبيرة اعترضته في تحديد هذه القائمات رغم التجربة الناجحة في الانتخابات التشريعية التي قدمت فيها القائمات المستقلة الاضافة.وذكر الزيادي انه ينتظر ان ينجح في تقديم 10 قائمات مستقلة على الاقل ستكون في الروحية ومكثر وسبيطلة وسوسة وسليمان وحفوز ومرناق المروج. وستحمل هذه القائمات شعارات تحوم حول « الديمقراطية التشاركية والتنمية المحلية». ويذكر أن القائمات المستقلة وعلى عكس الانتخابات التشريعية يتيح لها النظام الانتخابي الفوز بمقاعد داخل المجالس البلدية باعتبار أن احتساب الأصوات وتوزيع المقاعد يتم على مستوى كل دائرة وليس على المستوى الوطني. سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 أفريل 2010)


 النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بسيدي بوزيد
سيدي بوزيد في 10-أفريل-2010 بيــــــــان  

أيها الزملاء أيتها الزميلات لقد أصدر مجلس الإطارات لائحة مهنية بتاريخ 4-4-2010 ضمنها مطالبه و خطة نضالية. و قد كنا نستعد لإنجاز أول بنودها حيث دعونا إلى تجمع عام بالإتحاد الجهوي للشغل يوم 10-04-2010 لنحوله إلى حركة احتجاجية. و في نفس اليوم- و على الساعة 10:00 صباحا- دعانا الأخ الكاتب العام للإتحاد الجهوي إلى جلسة تفاوضية مع الإدارة الجهوية و قد تمت فعلا و نتج عنها محضر جلسة نحوصله كالأتي: تحول إعدادية خير الدين باشا إلى مدرسة نموذجية عبر مراحل تدوم 03 سنوات حيث يقع المحافظة على التلاميذ الدارسين في الوقت الحالي بمؤسساتهم إلى أن ينتقلوا و بشكل طبيعي إلى المعاهد و تحافظ المؤسسة على إطارها التدريسي بقطع النظر عن طبيعتها (نموذجية أو مختلطة). و للمحافظة على مستوى تعليمي و ظروف تدريس ملائمة و حتى نتخلص من الإكتظاظ بالفصول الذي تشهده الجهة ستحدد الإدارة الجهوية المعدل الجهوي ب25 تلميذ مما ينتج عنه نجاعة و مردودية أفضل. هذا في ما يخص اللائحة المهنية الخاصة بالإعدادية و الحد من الاكتظاظ. أما في ما يخص النقاط الأخرى فإن الطرف الإداري سيقدم ملفه الإداري و المالي لتحويل المدرسة التقنية إلى مؤسسة صالحة للعمل و ذلك في أقرب الأجال كما سيبرمج تسييج معاهد ببنعون و المزونة و أولاد حفوز إلى جانب هنشير القلال الذي أتفق في شأنه سابقا و ستعقد جلسات متابعة خاصة بصيانة و تحسين ظروف العمل في المؤسسات التربوية الأخرى. أما في ما يخص مسلك الرياضة –و بإعتبار أن الإدارة الجهوية للتعليم ليست الطرف المسؤول لوحدها على التجهيزات- فإن التنسيق سيقع مع المندوبية الجهوية للشباب و الرياضة لأجل التخفيض من الاكتظاظ بالفصول و توفير ظروف أفضل للعمل.. أيها الزملاء أيتها الزميلات لقد أبدى البعض تحفظات على النقطة الأولى من الاتفاق على اعتبار أن مطلبنا هو الإحداث و ليس التحويل و نحن بدورنا متفقون معهم حول هذه النقطة و لكن لنرى لماذا طالبنا بالإحداث؟ لقد ورد باللائحة المهنية الأتي:  » إصرار الإدارة الجهوية على تحويل خير الدين باشا إلى مدرسة إعدادية نموذجية مما سيؤدي إلى توزيع 620 تلميذا على مؤسسات تربوية أخرى و بالتالي مزيدا من الاكتظاظ و مزيدا من الزيادة عن النصاب في مستوى الجهة و مزيدا من تدهور ظروف العمل… » إذا فرفضنا للتحويل حددناه بهذه الأسباب و لولاها لما كانت لنا مشاكل مع عملية التحويل أصلا فنحن لم نرفض التحويل هكذا بل حددنا السلبيات و إذا نظرنا إلى الاتفاق سنجد أن الاكتظاظ قد وقع تجاوزه بتحديد بناء الهرم (25تلميذا) و وقعت المحافظة على 620 تلميذا بمؤسستهم و كذلك المدرسين إذا فجوهر الأسباب المؤدية إلى رفضنا للتحويل قد وقع تجاوزها . أيها الزملاء أيتها الزميلات لقد تحدث البعض من زملائنا عن الضمانة في التنفيذ و نحن نتفق معهم تماما فقد عودتنا سلطة الإشراف على التراجعات و ربح الوقت . لذلك أكدنا أننا نؤجل تحركاتنا و لن نلغيها فنحن فعليا أجلنا التجمعات و الاعتصامات و أبقينا على حجب الأعداد و الإضراب بيوم قائمين وسنختبر النوايا خلال هذه المدة ونحن نعتقد – و في صورة التراجع و إن كنا نستبعده – أن ما تبقى من خطتنا كفيل بتنفيذ مطالبنا . أيها الزملاء أيتها الزميلات لقد لاحظ البعض من زملائنا أن بعض الصياغات الواردة بمحضر الجلسة لم تكن ملائمة مثل صيغة  » تتمسك النقابة الجهوية بإحداث الإعدادية النموذجية خير الدين باشا » لقد كان في أصل النقاش  » تتمسك النقابة الجهوية بإحداث إعدادية نموذجية و في صورة قبولها بتحويل خير الدين باشا فعلى الإدارة إيجاد الصيغ الكفيلة…….. » إلا أن سرعة صياغتنا لمحضر الجلسة وضغط رغبتنا في المغادرة للالتحاق بالاجتماع بدار الإتحاد أدتا إلى أن ترتكب هذه الهفوة في الصياغة و إن كانت لاتغير في الأصل شيئا لأننا – وكما قلنا سابقا – فالقضية ليست محضر جلسة شفاهيا كان أو كتابيا بل تكمن في الانجاز و قدرتنا على مراقبته و نحن نعرف بأن إتفاقاتنا – أكانت شفاهية و اغلبها كذلك أم كتابية – يقع تنفيذها و نذكر على سبيل المثال وضعية المرشد التربوي بسوق الجديد و ترسيم زملائنا في مادة الألمانية و مجلسا التأديب المفبركين الخاصين بزملائنا الهادي حامد و المولدي غربي وقد كانت إتفاقاتنا كلها شفاهية و نفذت . أيها الزملاء أيتها الزميلات لقد صغنا هذا البيان لأجل إيراد بعض الإيضاحات ويبقى تكاتفنا ووحدتنا أساسا لكل عمل نقابي مناضل و ضمانة لتنفيذ اتفاقاتنا مع الطرف الإداري و منها هذا الاتفاق . و السلام الكاتب العام للنقابة الجهوية علي الزارعي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


رد مقتضب  على مغالطات الأستاذ خالد شوكات او  » عباءة الشهيد حشاد  تتسع  لكل التونسيين « 

 


نشر موقع تونس نيوز بتاريخ 10 /04 /2010 مقالا للأستاذ خالد شوكات  تحت عنوان  » قميص حشاد حين يرفعه الإسلاميون  »  وقد وردت بهذا المقال مغالطات كثيرة وخطيرة  أرد على بعض منها بصفة برقية  واترك للمؤرخين والمختصين والمهتمين بالشأن الوطني  والأكثر  مقدرة وإحاطة مني بالمسالة كتابة رد أكثر  أكاديمية وأكثر دقة. يبدأ الأستاذ خالد مقاله بهجوم على قناة الجزيرة  ويتهمها بعدم الحياد  وقد يكون محقا في ذلك لكن في  قضية الشهيد حشاد كان لهذه القناة  فضل كبير في إثارة القضية من جديد بعد أن طواها النسيان  وبالتالي فان شريطها الوثائقي برغم ما قد يبدو فيه من عدم حيادية مثل دفعا إعلاميا كبيرا لهذه القضية لم يكن ليحققه إعلامنا المحلي العاجز بطبيعته . ورد أيضا في المقال ان الشهيد  » حشاد كان اقرب في نفسه وعمله إلى اليسار  »  وهذا أمر مخالف للواقع لان الشهيد حشاد كان اقرب في نفسه وعمله الى الشعب التونسي   قاطبة  هل نسي الأستاذ خالد مقولة الشهيد  » احبك يا شعب  » . كما ورد في المقال  » إن الشهيد كان زعيما نقابيا  ولم يكن زعيما سياسيا  وغاية الحركة النقابية الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة أما الحركة السياسية فالحكم  والسلطة »  وهو أمر مجانب للصواب كثيرا لأنه كما هو معروف وثابت فان الحركة النقابية التونسية كانت زمن الاستعمار الفرنسي رافدا أساسيا من روافد الحركة الوطنية  وكان نضالها أيضا من اجل الاستقلال  ولم يكن هناك فصل بين السياسي والنقابي  وبالتالي فان الزعيم حشاد هو زعيم نقابي  وسياسي  وهو ما يعني أن حشره في زاوية نقابية ضيقة استنقاص كبير من مكانة الشهيد . حاول أيضا الأستاذ خالد شوكات من بداية المقال إلى آخره تفنيد  كل علاقة بين الحركة الإسلامية التونسية  والشهيد حشاد  وهو أمر ممكن ليس بسبب ما قدمه الأستاذ خالد من حجج واهية  لكن لسبب بسيط  وهوان الشهيد حشاد ونضالاته ومآثره ملك للشعب التونسي من يساره إلى يمينه  وهو ما يعني أن المطالبة بدم الشهيد واجب على كل تونسي وتونسية  وهي حق للجميع بما فيهم الإسلاميين. إن قضية الشهيد حشاد هي قضية كل التونسيين بامتياز يفترض الواجب الأخلاقي  والوطني إخراجها من دائرة التوظيف الإيديولوجي والسياسي سواء من السلطة او المعارضة    وان كل محاولة لجذبها واستثمارها من طرف بعينه لن تزيد الا في تعقيد المسالة  وربما تجميدها  لتعود إلى الدرج من جديد. كما أن الرغبة في تقويل التاريخ أمورا لم تحسم بعد ومازالت طي البحث والدراسة  وتركيبها بطرق مغلوطة قد تفرز  استنتاجات لا علاقة لها بالواقع وتشوه تاريخنا ونضال شهدائنا . ان عباءة الشهيد حشاد تتسع لجميع التونسيين فلنحافظ على هذه العباءة  ولا نعمل على تمزيقها . محمد العيادي  


إهداء إلى صخر الماطري وبلحسن الطرابلسي، وكل عصابات نهب المال العام
احترامي للحرامي  


بين أيديكم النسخة الخمسون من مدونة « صحفي تونسي »، بعد أن قام الرقيب الالكتروني بحجب نسختها التاسعة والأربعين إثر نشر قصيد الأمير السعودي الشاعر عبد الرحمان بن مساعد المعنونة: احترامي للحرامي وطالما أننا مازلنا في تونس نحتفل في التاسع من أفريل من كل سنة بذكرى الشهداء،قمت بهذه المناسبة بإهداء هذه القصيدة المعبّـرة إلى صخر الماطري وبلحسن الطرابلسي، وكل عصابات نهب المال العام لكن عملية الحجب منعت قراء المدونة من الاستمتاع بالقصيدة، وهو ما دفعني لإعادة نشرها لكم، مع كتابة الكلمات تعميما للفائدة دمتم زياد الهاني  


احترامي للحرامي


احترامي للحرامي، صاحب المجد العصامي صبر مع حنكه وحيطـه وابتدا بسرقة بسيطـه، وبعدها سرقة بسيطـه وبعدها تعـدّى محيطـه.. وصار في الصف الأمامي احترامي للحرامي احترامي للحرامي، صاحب المجد العصامي صاحب النفس العفيفـه، صاحب اليد النظيفـه جاب هالثروة المخيفـه من معاشه في الوظيفـه.. وصار في الصف الأمامي احترامي للحرامي احترامي للحرامي، صاحب المجد العصامي يولي تطبيق النظامْ، أولويّـه واهتمامْ لا يقـرّب للحرامْ، إلاّ في جنح الظلامْ.. صار في الصف الأمامي احترامي للحرامي احترامي للحرامي، صاحب المجد العصامي يسرق بهمّـه دؤوبـه يكدح ويملا جيوبـه يعرق ويرجى المثوبـه ما يخاف من العقوبـه.. صار في الصف الأمامي احترامي للحرامي احترامي للحرامي، صاحب المجد العصامي صار يحكي في الفضا عن نزاهة ما مضى وكيف أمنن بالقضا، وغير حقّــه مارتضى.. صار في الصف الأمامي احترامي للحرامي احترامي للنكـوصْ، عن قوانين ونصوصْ احترامي للفساد، وأكل أموال العباد والجشع والازدياد والتحول في البلاد، من عمومي للخصوصْ.. احترامي للّـصوصْ الشاعر السعودي عبد الرحمان بن مساعدEnvoyé par Journaliste Tunisien Republicain dans Journaliste Tunisien صحفي تونسي 30/49 le 4/09/2010 11:47:00 PM  

وزير الثقافة التونسي يشهد عرض مسرحية « النمرود « 

 


تونس / مسرح الشارقة / عرض تونس في 11 أبريل / وام / شهد معالي عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة التونسي مسرحية  » النمرود  » التي يقدمها مسرح الشارقة الوطني بالمسرح البلدي لمدينة تونس وذلك في إطار الجولة العربية الخامسة للمسرحية . والتقى معالي عبد الرؤوف الباسطي .. آمنة حميد آل علي القائمة بأعمال سفارة الامارات في تونس وأحمد الجسمي المشرف العام على المسرحية و مخرجها منصف السويسي وعددا من الممثلين و العاملين في المسرحية. والمسرحية من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة واخراج التونسي منصف السويسي وتتناول رمزية العلاقة بين الحاكم و المحكوم ببعدها الانساني في تقاطعه مع الطموح القومي . وشهد المسرحية التي تقام لليلة الثانية على التوالي جمهور غفير من المثقفين ورواد المسرح . وأعرب معالي عبد الرؤوف الباسطي عن سعادته لتواجد هذ العمل المسرحي في بلاده والذي حقق أصداء جميلة .. مشيرا إلى أنه سيثري المشهد المسرحي و الثقافي في تونس ويمكن الجمهور التونسي من الاطلاع على الإبداع الاماراتي ويوفر المزيد من فرص التعاون بين المبدعين في تونس و دولة الامارات . وأشاد معاليه بالعلاقات المتينة بين تونس و دولة الإمارات متمنيا أن تصل العلاقات الثقافية الى مستوى العلاقات السياسية المتميزة . من جانبه سلم المشرف العام على المسرحية احمد الجسمي درع المسرحية إلى معالي عبد الرؤوف الباسطي.. كما أهدى الدرع لسعادة عبدالله ابراهيم غانم السويدي سفير الدولة لدى الجمهورية التونسية وتسلمته نيابة عنه آمنة حميد آل علي القائم بالاعمال بسفارة الدولة. وسلم درع المسرحية أيضا لرئيس بلدية مدينة تونس الباجي بن مامي . (المصدر: وكالة الأنباء الاماراتية (وام) بتاريخ 11 أفريل 2010)  


تونس تطلب من روسيا مساعدتها في إنتاج الطاقة النووية

 


تونس – سميرة الصدفي طلبت تونس من روسيا مساعدتها في إنتاج الطاقة النووية، والمساهمة في إعداد دراسات تمهيدية لإطلاق «البرنامج التونسي لإنتاج الطاقة بالاعتماد على مصادر نووية». وأقامت «الشركة التونسية للكهرباء والغاز» أمس ندوة دراسية بالتعاون مع المركز التونسي للعلوم والتكنولوجيات النووية، والمركز النووي الروسي «روساتوم»، في إطار الاستعدادات لاعتماد الخيار النووي في الاستخدامات السلمية. وأوضح رئيس البرنامج النووي التونسي مصطفى الفقيه أن الندوة هي الرابعة من نوعها بعد ندوات مماثلة مع كل من فرنسا وكندا وأفريقيا الجنوبية. وأضاف أن بدايات الاتجاه إلى النووي تعود إلى ثمانينات القرن العشرين، إلا أن الاستخدام الفعلي للطاقة النووية في إنتاج الكهرباء لم ينطلق إلا اعتباراً من عام 2006. وأشار إلى أن دراسات وُضعت خلال عامي 2001 و2004، لقياس جدوى تحلية المياه وإنتاج الطاقة بالاعتماد على مصادر نووية، أظهرت أن الطاقة النووية أقل تكلفة للبلاد من الطاقة الأحفورية النادرة، خصوصاً إذا تجاوز سعر برميل النفط 38 دولاراً. ورجح تحديد إقامة موقع المحطة النووية التونسية على ساحل البحر خلال عام 2012، على أن يستمر بناؤها سبع سنوات. واعتبر المدير العام للمركز التونسي للعلوم والتكنولــوجيات النوويــة عادل الطرابلسي، أن استخـــدام المصـــادر النوويـــة يشكـــل فرصـــة لتطويــر الصناعـــة المحلية وتنويع مصادر الطاقة. كما أفاد المديـــر العام المساعد لشركة الكهرباء عامر بشير بأن الخطـــة التونسية لإنتاج الطاقة بالاعتماد على مصادر نوويــة ستُطلق رسمياً في أواخر حزيران (يونيو) المقبل، وأن منظمـات محلية ومهندسين وخبراء تونسيين سيُعدون دراسة الجدوى المتعلقة بالبرنامج. وتستعد شركة الكهرباء للتوقيع على اتفاق مع روسيا يرمي إلى تدريب 10 مهندسين تونسيين في مؤسسات دولية بين عامي 2008 و2012، إضافة إلى تدريب 50 مهندساً في مؤسسات محلية بين عامي 2013 و2022. ويتوقع التونسيون أن يراوح إنتاج المحطة الكهرونووية المنوي إقامتها بين 700 وألف ميغاوات تمثل 20 في المئة من حاجة البلاد إلى مصادر الطاقة. وأطلقت «شركة الفوسفات التونسية» دراسة جدوى لمعرفة مدى الاستفادة من الحمض الفوسفوري الذي يصدره البلد في إنتاج اليورانيوم اللازم لتشغيل المحطة النووية، التي يُُتوقع أن يبلغ عمرها الافتراضي 80 سنة. ولوحظ أن أربعة بلدان مغاربية اختارت التكنولوجيا الفرنسية لإقامة مفاعلات، على رغم وجود عروض منافسة من كندا وبلدان أوروبية. واستطاع الفرنسيون بفضل الاتفاقات الأخيرة مع بلدان مغاربية تسويق مجموعة «أريفا» النووية الفرنسية، بوصفها الشريك الوحيد في شمال أفريقيا بعد حملة ترويجية تفوقوا فيها على منافسيهم.  
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 أفريل 2010)


القلــــــــــــــــوب  

عبدالحميد العداسي  

إذا كان أغلب أمّهات الكتب قد صدّرها أصحابها الأفذاذ بحديث عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه « إنّما الأعمال بالنيّات… »، فإنّ ابن القيّم رحمه الله وأباه قد صدّر الكلام في كتابه (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان) بالحديث عن محلّ النيّة! أي عن القلب، فبيّن أنّ القلوب ثلاثة صحيح وميّت وسقيم، أو هي كما قسّمها الصحابة الأجلاّء أربعة أجرد وأغلف ومنكوس وواقع بين مادّتي الإيمان والنّفاق!…   ولمّا كان الحديث عن القلب مهمّا أهمّية القلب – تلك المضغة التي عزا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم صلاح الجسد أو فساده إليها – فقد فصّل الشيخ رحمه الله ووضّح في أنواعه ومسبّبات التنوّع حتّى يقف كلّ حريص على الخير على ما يناسب استمراره عليه…   فبيّن أنّ القلب الصحيح هو القلب السالم الذي صاحبته صفة السلامة حتّى بات سليما… وسلامته هي خلوص عبوديته لله تعالى إرادة ومحبّة وتوكّلا وإنابة وخشية ورجاء، وخلوص عمله كذلك للحيّ الواحد فإن أحبّ أحبّ لله وإن أبغض أبغض لله وإن أعطى أعطى لله وإن منع منع لله.. ولا يكفيه هذا حتّى يسلم من الانقياد والتحكيم لكلّ ما عدا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيلتزم بالائتمام والاقتداء به وحده صلّى الله عليه وسلّم في أقوال القلب واللسان وأعمال القلب والجوارح؛ فلا يقول حتّى يقول الرّسول ولا يفعل حتّى يأمر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم… وقد انتبه بعض السلف إلى أنّه ما من فعلة – وإن صغرت – إلاّ ينشر لها ديوانان أو يترتّب عليها سؤالان: أفعلتها لله وحده أم فعلتها لحظّك وهواك؟! وهل أنّ فعلتك تلك ممّا شرعته لك على لسان رسولي (الله يسأل) أم كانت عملا لم أشرعه ولم أرضه لك… وهذان السؤالان هما المدقِّقان في شرطَيْ القبول؛ فإنّ الله لا يقبل من العمل إلاّ ما كان خالصا صوابا… فالقلب السليم إذن هو قلب المؤمن المخبت إلى ربّه المطمئنّ إليه الخاضع المنقاد الذي ليس بينه وبين الحقّ ومحبّته وإيثاره سوى إدراكه، فهو صحيح الإدراك للحقّ، تامّ الانقياد والقبول له، أجرد فيه سراج يزهر…   وأمّا القلب الميّت الذي لا حياة به، فهو القلب القاسي، الذي لا يعرف ربّه ولا يعبده، متعبّد لغيره، واقع في شهوته ولو كان فيها سخط ربّه… فالهوى إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه… يتبع كلّ شيطان مريد… لا يقبل الحقّ ولا يتبعه ولا ينقاد له… أغلف، اتّخذ من صدر الكافر سكنا له، فأفسد جسده ومآله…   والقلب السقيم قلب له حياة وبه علّة، ففيه من محبّة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكّل عليه ما يُحييه، وفيه من محبّة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها، وفيه كذلك من الأمراض الأخرى كالحسد والكبر والعُجب وحبّ العلوّ والفساد في الأرض بالرّئاسة ما يُهلكه ويُعطِبُه… فهو ممتحن بين داعيين، وهو إنّما يجيب أقربهما منه بابا وأدناهما إليه جوارا، إن غلب عليه مرضه التحق بالميّت القاسي وإن غلبت عليه صحّته التحق بالسليم: فإمّا إلى السلامة أدنى وإمّا إلى العطب أدنى!… نسأل الله السلامة ورسوخها!… قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحجّ، جامعا بين هذه القلوب الثلاثة: « وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55) »…   هذه القلوب الثلاثة يرافقها القلب المنكوس، وهو قلب المنافق الذي عرف ثمّ أنكر وأبصر ثمّ عمى… وهو قلب يكثر – للأسف الشديد – حاملوه هذه الأيّام، وحسبنا الله ونعم الوكيل…   وبعدَ هذا؛ فالكتاب ممتع والدروس والعظات فيه كثيرة وحاجتنا إليها أعظم وأكثر، وقد رأيت وسوف أحاول نقل ما أراه نافعا – وكلّه نافع – بشكل لا يثقل على القارئ الكريم ولا يزيد إن شاء الله إلاّ من الأجر، سائلا الله العزيز الرّحيم أن يرحم شيخنا ويرفعه في علّيين مع الصالحين والشهداء والأنبياء المقرّبين، وأن يبارك في نسله ويجعلهم هداة مهتدين…   يتبع بإذن الله…. 


هيومان رايتس ووتش تطالب الكويت بوقف اعتقال وترحيل المصريين


القاهرة- طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش الدولية المعنية بحقوق الانسان السلطات الكويتية بوقف اعتقال وترحيل مؤيدي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة محمد البرادعي. ودعت المنظمة، التي تتخذ من مدينة نيويورك الأمريكية مقرا لها في بيان الأحد، إلى الافراج الفوري عن كل من بقي رهن الاعتقال من المصريين والسماح للمرحلين بالعودة إلى منازلهم في الكويت. وكانت أجهزة الأمن الكويتية اعتقلت على مدار يومي الخميس والجمعة الماضيين نحو عشرين مصريا ورحلت نحو 21 آخرين من أعضاء حملة البرادعي في الكويت المطالبة بتعديل الدستور. واعتبرت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة سارة ليا ويتسن أن الكويت تدعم القمع في مصر عن طريق التحرش بمؤيدي البرادعي. واضافت ويتسن أن الكويتيين عليهم طرح السؤال التالي على انفسهم، لماذا تتحرش أجهزتهم الأمنية بالمصريين الساعين إلى الاصلاح في بلدهم، بدلا من حماية الكويتيين لمصالحهم الأمنية الداخلية. ونقلت المنظمة عن وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد قوله إن المصريين المعتقلين انتهكوا القوانين الكويتية فيما يتعلق بالتجمعات العلنية وتشويه السمعة بانتقاد الرئيس المصري حسني مبارك. وتابع الخالد: انهم زائرون في الكويت، ونعاملهم كزائرين. وعندما ينتهك احدهم القانون ينبغي عليه ان يعود لبلده.. نحن لا نسمح بالمظاهرات في هذا البلد. وأشارت المنظمة إلى أن المادة 12 لسنة 1979 في قانون الكويت تمنع غير المواطنين من المشاركة في المظاهرات أو التجمعات العلنية. وقالت ويتسن إن الكويت بترحيلها المقيمين لفترة طويلة في الكويت والعاملين المصريين تمارس نوعا من التمييز ضد المصريين، وتحرمهم من منازلهم وأعمالهم. وفي ختام البيان قالت المنظمة أن الهجوم على مؤيدي البرادعي في الكويت يأتي عقب هجمة الأمن المصري الوحشية على المتظاهرين المطالبين بالتغيير في القاهرة. وشهدت حملة البرادعي لتعديل الدستور ودعم العملية الديمقراطية تطورات عدة في الآونة الأخيرة، كان أحدثها مظاهرة حركة 6 ابريل/ نيسان في السادس من الشهر الماضر والتي اعتقلت السلطات المصرية عددا كبيرا من المشاركين فيها لكنها أفرجت عنهم بعد تحقيقات قصيرة. ويدعو البرادعي إلى إجراء تعديلات دستورية ترفع القيود المفروضة على الترشح لرئاسة الجمهورية والغاء حالة الطوارئ المفروضة في مصر منذ قرابة 30 عاما. ومن جهة أخرى، أغلقت الشرطة المصرية صباح الأحد كل الطرق المؤدية إلي مقر سفارة الكويت في القاهرة لمنع ناشطات مصريات من التظاهر أمامها احتجاجا على توقيف وترحيل عدد من المصريين لمشاركتهم في تجمع دعما للبرادعي. وتجمعت قرابة 30 ناشطة من أنصار البرادعي في أحد الشوارع القريبة من السفارة الكويتية بحي الدقي (وسط القاهرة) بعد أن منعتهن الشرطة من الوصول للسفارة. وقالت الناشطة جميلة اسماعيل: نريد أن نعرب عن احتجاجنا على ما تعرض له المصريون في الكويت ولكن الأمن يمنعنا رغم اننا نود أن نعبر عن موقفنا بشكل سلمي. وتعامل رجال الشرطة بشكل عنيف مع المصورين الصحفيين المصريين وقام عدد منهم بدفع احدهم بقوة وابعاده عن مكان تجمع الناشطات، بحسب ما أفادت مراسلة لوكالة فرانس برس. ورددت الناشطات شعارات مناهضة لما تعتبرن انه تضامن من الحكومات العربية مع الحكومة المصرية. وأكد جورج اسحق أحد المتحدثين باسم الجمعية الوطنية للتغيير، التي اسست في شباط فبراير الماضي لدعم البرادعي، أن 21 مصريا من أصل 34 أوقفوا في الكويت، وصلوا بالفعل إلى القاهرة السبت بعد ترحيلهم من هذا البلد. وكان مصدر أمني كويتي قال لوكالة فرانس برس بعد ظهر السبت انه تم ترحيل 17 شخصا من أصل أكثر من 20 مصريا مؤيدين للبرادعي اعتقلوا في الكويت. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 أفريل  2010)


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة السلام على أشرف المسلمين
الرسالة 749 على موقع الأنترنات التاريخ الوطني المجيد
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل و كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي الحلقة 6 : 

ملحمة و تاريخ امة بزعامة الرمز الخالد وريادة حزب عتيد حرر البلاد


أواصل الكتابة حول إبراز تاريخ تونس المعاصر مرحلة بمرحلة و يوما بيوم و ذكر الوقائع و الأحداث الوطنية عسى أن يستفيد منها الأجيال الصاعدة خاصة بعد تحوير دراسة التاريخ في السنوات الأخيرة. و رحم الله محمد الشرفي الذي كان السبب في ذلك… و نقول التاريخ لا يرحم الذين حاربوا التاريخ و طمسوه لغايات خاصة سامحهم الله. و نواصل ذكر الأحداث . 25 جوان 1958 : اشرف فخامة الرئيس بمدرسة الصادقية على مهرجان نهاية السنة الدراسية و ألقى خطابا طويلا تحدث فيه عن إصلاح التعليم و أعلن عن: تنقيص ساعات الدراسة. إحداث تعليم متوسط للمتخلفين. العربية لغة التدريس في التعليم الابتدائي والثانوي. تكوين لجنة لتأليف الكتب المدرسية و نشرها. ترفيع مرتبات المعلمين بما يضمن لهم حياة كريمة. يوم 26 جوان 1958 : افتتح الرئيس الحبيب بورقيبة المؤتمر السادس و العشرين للأطباء العرب الذي انعقد بدار الشغالين بالعاصمة بكلمة جاء فيها: إن هذا المؤتمر يجسم آمال الأمة العربية في بعث حضارة منتجه تساهم في دعم أركان النظم القائمة على العدل و الحرية و إشاعة الخير في الأرض . وفي نفس اليوم شيع مواطنو ولاية مدنين في مقدمتهم أعضاء الديوان السياسي للحزب الحرالدستوري جثمان الشهيد القائد مصباح الجربوع إلى مثواه الأخير . وقد استشهد المناضل القائد مصباح الجربوع في معركة رماده التاريخية رحمه الله و تونس تكرم شهدائها الأبرار و ترعى أسرهم و تدعم أبناء الشهداء والزعماء. جويلية 1958 يوم 1 جويلية 1958 : أممت الحكومة شركة الكهرباء و النقل الحديدي و النقل بصفة عامة . يوم 3 جويلية 1958 : عقد المجلس الأعلى للتصميم اجتماعا برئاسة فخامة الرئيس و قرر إحداث بنك قومي للقرض الفلاحي ودرس مشروع سد وادي نبهانة. و في نفس اليوم قال فخامة الرئيس في خطابه الأسبوعي: إن غاية الحكومة من المعركة الاقتصادية هي رفع مستوى الشعب الحيوي و ليس معنى ذلك تمكين الأغنياء من زيادة الثراء و لا التصدق على المعوزين فالمواطن التونسي يجب أن ينتج قوته اليومي يجب أن يكون ثمرة إنتاجه و كأنه يتكلم اليوم عن الوضع. و قال مخاطبا كل مواطن: خذ حقك و قم بواجبك فإذا لم تقم بواجبك انخرمت الدولة و ثقل كاهل المواطن.. إني مصمم كل التصميم على مقاومة التقاعس في القيام بالواجب مقاومة صارمة . و في نفس اليوم انجلت القوات الفرنسية عن رماده تنفيذا للاتفاق التونسي الفرنسي بالجلاء الكامل عن ارض الوطن. يوم 6 جويلية 1958 : أبحرت من ميناء صفاقس التشكيلات الفرنسية التي كانت ترابط بالجنوب إلى فرنسا دون رجعة. يوم 10 جويلية 1958 : قال الرئيس في خطابه الأسبوعي إن الدولة تعمل على إزالة الفوارق بين المواطنين و توزيع الثروات توزيعا عادلا بينهم. و قال: إن الواجب يدعو الشعب إلى التجاوب مع الحكومة لتنفيذ مشاريعها الاجتماعية . يوم 25 جويلية 1958 : و قع الرئيس الحبيب بورقيبة قانون إنشاء البنك المركزي التونسي. وفي نفس اليوم تسلمت السلطات التونسية مصالح الطيران المدني التي كانت بيد الفرنسيين. و في نفس اليوم أيضا احتفل الشعب التونسي بالذكرى الأولى لإعلان الجمهورية. و خطب الرئيس الحبيب بورقيبة في ساحة الحكومة بالقصبة حيث احتشدت عشرات الآلاف من المواطنين. و أعلن الرئيس عن إنشاء البنك المركزي التونسي و إصدار الدينار و إعادة بناء قرية ساقية سيدي يوسف بسرعة و دعمها و العناية بالمناطق الحدودية التي ناضلت و ساعدت الثورة الجزائرية بكل الوسائل و الإمكانيات المتاحة. يوم 21 جويلية 1958 : انجلت القوات الفرنسية المرابطة بولاية قفصة. يوم 26 جويلية 1958 : وضع كاتب الدولة للرئاسة و الدفاع الأستاذ الباهي الادغم نيابة عن فخامة الرئيس حجر الأساس لبناء قرية ساقية سيدي يوسف الجديدة بعد الاعتداء الغاشم من طرف الجيش الفرنسي يوم 08/02/1958. يوم 31 جويلية 1958 : قال الرئيس الحبيب بورقيبة في اجتماع شعبي بحمام الأنف الاحواز الجنوبية بمناسبة ذكرى 31 جويلية 1954 بمناسبة زيارة السيد منداس فرانس رئيس حكومة فرنسا لتونس و أعلن عن مبدأ الاعتراف بتقرير المصير و مبدأ الاستقلال الداخلي. و قال الرئيس في حمام الأنف: لا يتحقق التحرر بالقوة و المقاومة فحسب بل يستوجب انتهاج سياسة ذات خطط محكمة و مرحلية. يوم  4 اوت 1958 : تحدث الرئيس في خطابه في ندوة الطلبة الدستوريين بمدينة المنستير عن ضرورة اتصال المسؤولين بالشعب بصفة مباشرة و عن وجوب المحافظة على الانسجام بين الشعب و الحكومة. يوم 5 اوت 1958 : قال فخامة الرئيس في كلمة أمام فروع الاتحاد النسائي جاء فيها: إن الأعمال التي قمنا بها لفائدة تحرير المرأة نقصد بها إحياء نصف الأمة الذي كان ميتا … و جعل هذا النصف الذي يمثل المرأة جزءا عاملا ضمن الشعب و نريد بصفة خاصة أن يكون للمرأة تكوين صحيح و سليم يمكنها من المساهمة في رفع مستوى البلاد سيما و هي تعد المربية الأولى للنشء. يوم 14 اوت 1958 : تسلمت الحكومة إدارة الاستثمار الكهربائي التابع للشركة التونسية للكهرباء و النقل . يوم 20 اوت 1958 : افتتح المؤتمر الأول لجامعة طلبة شمال إفريقيا بضاحية المرسى.  في نفس اليوم الذي تم جلاء آخر جندي فرنسي عن منطقة قابس. و في نفس اليوم اجتمعت الكتابة الدائمة للمغرب العربي جلستها الافتتاحية لاتخاذ موقف موحد تجاه الاستفتاء الفرنسي بالجزائر و لضبط الجهود الدبلوماسية لفائدة قضية المغرب العربي. سبتمبر 1958 يوم 3 سبتمبر 1958 : دعا الديوان السياسي للحزب كافة التشكيلات الحزبية إلى المساهمة في الحملة القومية الثانية لمقاومة مرض الرمد التي افتتحت بمدينة القيروان في نطاق القضاء على هذا المرض بتظافر الجهود و مساهمة الشعب الدستورية الذي كان دورها شامل. يوم 8 سبتمبر 1958:  قرر الرئيس بورقيبة بعد اجتماعه بالديوان السياسي للحزب و مجلس كتابة الدولة انضمام تونس إلى جامعة الدول العربية . يوم 12 سبتمبر 1958 : اجتمع الديوان السياسي للحزب و قرر إدخال تحوير على نظام الجامعات الدستورية بما يضمن تركيزها كليا على أسس جديدة تتلاءم مع مقتضيات العمل الإنشائي و تدعيم الاستقلال و العمل الموحد لتطوير الهياكل المنتجة. يوم 14 سبتمبر 1958 : احتفلت  مدينة صفاقس بجلاء آخر جندي فرنسي عن ثكنتها و كان يوما مشهودا. يوم 16 سبتمبر 1958 : دعا الحزب الحر الدستوري التونسي الشعب إلى الإضراب احتجاجا على الاستفتاء الفرنسي المزمع إجرائه بالجزائر. يوم 24 سبتمبر 1958 : دشن فخامة الرئيس معمل توليد الكهرباء الذي أقيم على سد بني مطير. يوم 26 سبتمبر 1958 : اشرف الرئيس بورقيبة على الاحتفالات الدينية التي أقيمت في مدينة القيروان بمناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة و أزكى التسليم. و ألقى بهذه المناسبة كلمة جاء فيها :  ها نحن نقف اليوم وجها لوجه أمام الذكريات المتمثلة في القيروان في هذه الليلة الزهراء.. نلبي نداء القيروان.. بما حققنا لها مما نحن إليه و نهدف له.. و ذلك فيما يخص تحقيق الجلاء.. ووحدة المغرب العربي الكبير.. و انضمام تونس للجامعة العربية.. و اعترافها بحكومة الجزائر المستقلة.. إن شاء الله كل هذه الخطوات تعزز التضامن العربي و الإسلامي.. و هذا هو جوهر الإسلام.. التآخي و التضامن و الانسجام و التعاون بين الأمة العربية الإسلامية.. طبقا للشريعة المحمدية الخالدة  و دوام عزة الإسلام. يوم 1 اكتوبر 1958 : أعلن الرئيس الحبيب بورقيبة رسميا عن انخراط تونس في الجامعة العربية بعد أن تقدمت الحكومة التونسية بطلب الانضمام يوم 30 سبتمبر 1958  يوم 3 اكتوبر 1958 : خطب الرئيس الحبيب بورقيبة في الإطارات الحزبية فتحدث عن تطوير الحزب و بين رسالته الجديدة المستمرة و المتجددة قائلا : نحن قوم اعتدنا مسايرة الحياة دون فرض الأمور النظرية البحتة.. و ديننا الاتعاظ بالواقع و استثمار التجارب.. و لذلك رأينا من الواجب الأكيد بل من الضروري نظرا للأحداث العظيمة التي جدت أن ندخل تغييرا على هياكل الحزب.. و أن يستمر العمل بهذا التحوير إلى تاريخ انعقاد المؤتمر المقبل الذي يقره أو يبقيه أو يحوره.. و يكون قد جرى بهذا التحوير العمل بضعة اشهر تظهر من خلالها نواحي قوته أو نقاط ضعفه و يقرر المؤتمر القادم للحزب في ربيع 1959 إن شاء الله ما يرى  وجوب تحويره و يواصل الحديث في هذا الشأن حول التحوير الجديد لهياكل الحزب .. سيعين الديوان السياسي للحزب في المستقبل نائبا عنه في كل ولاية تتوفر لديه جميع الإمكانيات و ينتخب من العناصر الدستورية التي لها ماضي مجيد.. نعم ماضي مجيد.. و يكون متشبعا بالوطنية و متمتعا بالمؤهلات الضرورية للإطلاع بالمسؤولية مع مساعدين يوافق عليهم الديوان السياسي و تتألف منهم الهيئة المشرفة على الحزب في الولاية و يسمى نائب الحزب مندوبا للحزب. و بعد أن تحدث الرئيس عن انتقال الحزب من مرحلة الكفاح المسلح إلى مرحلة البناء و التشييد.. وضرورة تمشي نظام الشعب الدستورية مع التطور .. فقال: لذلك وجب مراجعة هذا النظام حتى يصبح عدد الشعب متناسقا محترما فيصير نحو ألف شعبة بعد أن كان العدد نحو 1800 .. و بما انه يجب أن تكون الإطارات الدستورية على اتصال بالمواطنين في الجهات و الشعب الدستورية مع التركيز على بعث الخلايا الدستورية بكل شعبة تابعة لكل شعبة.. و هكذا يكون عمل الشعبة منسجما مع أهداف الحزب و إشعاعها متواصل و حضورها مستمر. يوم 8 اكتوبر 1958 : انتخبت تونس عضوا في مجلس الأمن الدولي. يوم 12 اكتوبر 1958 : صدر عن الديوان السياسي للحزب قرار بتعيين مندوبين عنه بمختلف ولايات الجمهورية طبقا لما أعلن عنه الرئيس. أما شعب تونس العاصمة و احوازها فسيكون تسييرها من طرف الديوان السياسي مباشرة. يوم 27 اكتوبر 1958 : حل بتونس الزعيم المغربي الكبير صديق الزعيم بورقيبة السيد علالة الفاسي رئيس حزب الاستقلال تلبية للدعوة الكريمة من الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة رفيقه في الكفاح. يوم 29 اكتوبر 1958 : نشرت صحيفة لومند الفرنسية حديثا خاصا أجرته مع فخامة الرئيس جاء فيه:  إن توطيد المغرب العربي فكرة تساير التاريخ و المهم هو القضاء على العراقيل التي أقامها الاستعمار.. فقد أقيمت جدران مصطنعة.. حتى انه لم يرخص لي في وقت من الأوقات بدخول الجزائر.. بل اذكر أني طردت في سنة 1951 من طنجة بالمغرب التي كانت مدينة دولية. و شعبة الصحافة الحزبية أحيت هذه الذكرى عام 1977  بطنجة في نفس النزل الذي أقام به بورقيبة سنة 1951. إن أفكار المغاربة واحدة و مطامحهم واحدة فيجب عليهم أن يضاعفوا جهودهم لتحقيق الوحدة المنشودة لان مصلحتنا في الوحدة عظيمة جدا و شاننا سيكون أعظم. يوم 30 اكتوبر 1958 : قام فخامة الرئيس بزيارة تفقدية إلى ولاية الكاف بالشمال الغربي رافقه فيها ضيفه الزعيم علالة  زعيم حزب الاستقلال المغربي. و أمام عشرات الآلاف من المواطنين ألقى الرئيس خطابا جاء فيه بالخصوص: لقد أظهرت الأيام أننا نتمتع بمناعة لا تنال منها الأعاصير الاحترام المتبادل و حرية اختيار الاتجاه الخاص و عدم التدخل في شؤون الغير هي الأسس الثلاثة لكل تعاون.. نحن مستعدون في تونس و المغرب لتذليل الصعوبات القائمة في سبيل إقرار السلم في الجزائر المجاهدة من اجل الحرية و دحض الاحتلال الأجنبي .من جهة أخرى قال: لا حق لأي شخص يتملك أرضا أن يتركها بورا مواتا.. و سيظهر عن قريب بنك للقرض الزراعي إلى جانب الشركة التونسية للبنك و البنك المركزي التونسي لدعم الفلاحة. يوم 31 اكتوبر 1958 : فتح الرئيس الحبيب بورقيبة مشروع تشجير جبل الدير بالكاف فزرع بيده الكريمة أول شجرة و أصبح في تونس عيدا للشجرة تحتفل به تونس سنويا بإشراف الرئيس في النطاق الوطني و في كل الجهات بإشراف المسؤولين في النطاق الوطني . إلى اللقاء في الحلقة القادمة.   عاشت تونس المجد و الخلود و الأنفة قال الله تعالى : (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) صدق الله العظيم     قال الله تعالى: و لله العزة ولرسوله و للمؤمنين صدق الله العظيم     محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي و الإسلامي  22.022.354  


التعابير الجماليّة في الإسلام2/1

 


الصحبي عتيق*  
مدخل:المبالغة في سدّ الذرائع:  
قرّر علماء أصول الفقه أنّ الحرام مستثنى من الحلال وأنّ الأصل في الأشياء الإباحة إلا أنّ مفهوم الإباحة يتراجع في بعض القضايا ليفسح المجال لمنطق التحوّط واتقاء الشبهات والمبالغة في سد الذرائع في المسائل الخلافية بمنهج يقترب من التحريم مما يؤدي إلى ترك واجبات في حياتنا المعاصرة نحن في أشدّ الحاجة إليها. إنّ هذا المنطق يحدّ من المبادرة وحريّة التعبير وخاصة في الفنون والآداب والجماليات، وهذه الأبعاد بتعابيرها المختلفة لم تلق حظها من العناية والاهتمام داخل الإسلاميين فهناك انزواء عن الفنون والذوقيات وعدم اهتمام بإشاعة الوعي الجمالي في الحياة فلا تكاد تجد من الإسلاميين روائيين ومخرجين ومسرحيين ورسّامين كبارا بل مازلنا نبحث عن الرواية والقصّة والقصيدة وعن الجمال في المعنى والصورة والفنون عامة. وحركات إسلامية عمرها يزيد عن الخمسين عاما لا نجد لها فرقا موسيقية ولا فنانين كبارا ولا شعراء ولا روائيين لهم صيت عالمي حتى غدت التعابير الجمالية والأحاسيس الإنسانية الراقية والفنون عامة غريبة عن الإسلاميين في حين أنّ حب الجمال قاعدة نبوية ومقصد شرعي كلي لأنّه مبثوث في الكون والنفس والتشريع، والمسلم مدعو لتلمّس الجمال في الحياة الدنيا حتى يدرك يوم القيامة  أجمل النعم، لذة النظر إلى وجه الله الكريم المتصف بكل صفات الجمال والكمال. إنّ هذا الفراغ الذي تركه الإسلاميون فسح المجال إلى شيوع الفنون الرخيصة الغارقة في أوحال الإثارة والميوعة لتسود السماجة والرداءة. 

مقاصديّة الجماليات في الإسلام
 يقول تعالى: » وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ »(النمل -60) وقال تعالى: » أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت »(الغاشية) وكل ما في القرآن من أمثال وقصص ومشاهد وكونيّات ولغويات يحفل بالجمال وموظف لخدمة الحقيقة الوجودية المطلقة والأزلية. ويقول عليه الصلاة والسلام: (إنّ الله جميل يحب الجمال) رواه مسلم إنّ حبّ الجمال –كل الجمال- مركوز في فطرة الإنسان لأنّ الجمال من فطرة الله التي فطر الناس عليها « الذي أحسن كل شيء خلقه »(السجدة-7) « لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم »(التين) وإنّ جمال الله يتجلى في كتابه المقروء معجزة في المباني والأساليب البلاغية والمعاني » اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ »(الزمر-23)(يراجع في هذا الأمر كتاب « التصويرالفني في القرآن » للشهيد سيد قطب) كما يتجلى الجمال في كتاب الله المنظور.. في الكون والخلائق كلها معجزة أخرى تتمثل لأعين الناس »هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه » (لقمان) « إنّ الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده »(فاطر-41)… إنّها فيض من البديع الواحد الأحد، فالجمال معنى شامل لكل مظاهر الوجود وهو من حقائق الإنسان والكون ،يقول الإمام القرطبي ( الجمال يكون في الصورة وتركيب الخلقة ويكون في الأخلاق والعاطفة ويكون في الأفعال) لذلك نلمس الجمال في الشعائر التعبدية من حيث الانتظام والأوقات والكيفيات والهيآت كالصلاة والحجّ ،والجمال يكون في المعاملة وفي النصيحة وفي المصيبة (فصبر جميل) وحتى في القتل، يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحدّ أحدكم شفرته و ليرح ذبيحته) رواه مسلم. يقول المفكر الإسلامي مالك بن نبي عليه سحائب الرحمة: (الإطار الحضاري بكل محتوياته متصل بذوق الجمال بل إنّ الجمال هو الإطار الذي تتكون فيه أية حضارة فينبغي أن نلاحظه في أنفسنا كما ينبغي أن نتمثل الجمال في شوارعنا وبيوتنا ومقاهينا..ومخرج رواية في منظر سينمائي أو مسرحي (مشكلة الثقافة)). إنّ الإنسان في التصور الإسلامي ذو أبعاد متعددة، العقلي والوجداني والجسدي والعلائقي في المحيطين الطبيعي والاجتماعي (هاشم فرغلي،  التكوين الأساسي للشخصية الإسلامية) والإسلام يعترف بها جميعا ولا يقمعها يقول الدكتور النجار في كتابه القيّم « فقه التحضر الإسلامي » بعد أن كتب فقرات جيّدة عن « الانتفاع الجمالي »: (فمن الملكات الإنسانية ملكة الإحساس الجمالي وهي التي بها يتنعم الإنسان بمظاهر الجمال المتنوعة المبثوثة في الكون ويرتقي من خلال ذلك التنعم إلى آفاق رحبة من الحياة الروحية). إنّ لكل إنسان رؤية وردود فعل حول الجمال كمفهوم، والجمال كانطباع تجاه أشياء مادية وروحية مختلفة يتذوق جمالها عقلياً، تترك في نفسه إحساساً بالبهجة والدهشة ،فهو المقياس الذي يحدد جمال المادة، التي تترك لدى المتلقي، الانطباع والإحساس بالبهجة، سواء كان عن طريق التأمل العقلي أو السمع أو النظر أو التذوق. ولكي يكون لدى كلّ إنسان إحساس جمالي راق لابدّ من تربية للذوق الفني والجمالي لدى الإنسان.فمن كان ينشد الجمال والحق تؤلمه تشوهات الرداءة والتفاهة .وللجماليات مفاهيم مختلفة وأدوار اجتماعية تختلف من مدرسة إلى أخرى،هل الجمال والفنون لذاتها أم لها أدوار نفعية ؟ وما  معنى الالتزام؟ وما علاقة الجمال والإبداع بقبضة القهر والاستبداد وثقافة الرداءة السائدة ؟ وما علاقة الجمال بالخير والحق ؟  هذا موضوع الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.  —————————- *كاتب و باحث من تونس (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 10 أفريل 2010)


حوار مع الشيخ علي الصلابي محاور الجماعة الإسلامية المقاتلة بالسجون الليبة

العشيبي لم يكن هذا لقائي الأول بالشيخ علي الصلابي، فقد سبق لي وأن التقيته في بيت أهله بمنطقة الحدائق بنغازي مسلما عليه ومحمدا له على سلامة وصوله إلى الوطن بعد غياب طال في طلب العلم والتعلم والتأليف. نعم كنت أسمع عن الشيخ الكثير، عن صدقه وورعه وحرصه في  طلب العلم، ولكن عندما قدر الله لي أن أراه في المرة الثانية وأجري معه لقاء سرديا عن قصة الحوار مع قيادة الجماعة الإسلامية المقاتلة، التي لا أبالغ إن قلت إن الشيخ عاشها بكل ذرة من كيانه وروحه وإحساسه. لقد تبين لي من خلال لقائي بالشيخ في هذه المرة شيء قل وجوده في مجتمعنا وإن كثر المدعون به إنسانية الشيخ وحبه لوطنه تفوق كل متعلق نفسي صرف العودة إلى الوطن جلست مع الشيخ وبدأنا في تجاذب أطراف الحديث، طلبت منه أن يحادثني أولا عن كيفية رجوعه إلى الوطن، وعن مسيرة الحوار مع قيادة الجماعة الإسلامية المقاتلة؟ وأبعاده؟ وكيف كان؟ ومتى تدخل فيه؟ والدور الذي لعبه في الحوار؟ بدا واضحا أن الشيخ يروي قصة تداخلت فيها المعاني وتعانقت بها الأحاسيس فكانت ‘تخنقه عبرة’ وتغرورق عينياه بالدموع الحرة وهو يروي فصول قصة الحوار. وبدوره كان انطباع عميق ينحت في ضميري وفؤادي بأن محدثي يصدر عن معايشة وجدانية كما هي فكرية لهذه الملحمة بكل ملابساتها، فقد تعامل مع القضية بإنسانية عالية وحس إيماني ونظرة شرعية ثاقبة. وهنا بدأ الشيخ يتحدث فكان مبتدأ الكلام: إرجاع الفضل إلى أهله ‘بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، والطف بنا فيما جرت به المقادير يا أرحم الراحمين. حقيقة هناك عوامل عديدة أسهمت في الوصول إلى ما وصلنا إليه من نتيجة أسعدت الناس داخل ليبيا وخارجها. أرجع الفضل في ذلك أولا إلى الله سبحانه وتعالى فمن سنته إذا أراد أمرا هيأ له الأسباب، فالقلوب بيده والأمور بيده سبحانه وتعالى. وكان السبب الرئيسي في نجاح هذه المسيرة (مسيرة الحوار) هو شخصية الدكتور سيف الإسلام القذافي الذي ما فتأ عن دعم ورعاية هذا الحوار الطيب. الرجوع واللقاء مع سيف بدأت علاقتي بالدكتور سيف الإسلام القذافي مع رجوعي إلى ليبيا عام 2005م إثر رسالة كتبتها للدكتور عندما طلب مني الرجوع، بينت له فيها أحوال سجني في ليبيا وخروجي بعدها  لطلب العلم وأسباب خلافي مع الدولة الليبية، الذي في ظني تأليفي لكتاب عن الحركة السنوسية، ثم اختتمت رسالتي ببيت من شعر عنترة بن شداد يقول: بلادي وإن جارت علي عزيزة *** وأهلي  وإن ظنوا علي كرام وبدأت بعد هذه الرسالة ترتيبات رجوعي من خلال الاتصال بالأسرة والتواصل مع المسؤولين  وإصدار جوازات السفر لي ولأسرتي. وبالفعل رجعت إلى ليبيا وأول زيارة لي كانت نهاية عام 2005م سيف يعرض الحوار وتم أول لقاء مع الدكتور سيف إثر هذه الزيارة، وكان لقاءً وديًا، ناقشنا فيه قضايا عديدة تاريخية وثقافية وفكرية وإصلاحية، وأثناء حديثي معه قال لي إنه يرغب بالدخول في حوار مع الجماعات الجهادية، وكان للدكتور رغبة في وجودي في لجنة الحوار، وأراد رأيي في ذلك موضحا الهدف من الحوار وهو تغيير آرائهم ونبذ العنف وحمل السلاح وسفك الدماء وإدانتها يكون مقابل ذلك حريتهم (خروجهم من السجن). موافقة مبدئية وطلب الزيارة يقول الشيخ إنه أجاب رغبة الدكتور سيف بموافقة من حيث المبدأ مضيفا ‘لا توجد لدي أي  مشكلة أوافقه على ذلك، خصوصا أن قادتهم أصدقائي وهم الشيخ سامي الساعدي، وعبد الحكيم بالحاج وعبد الوهاب، ولقد كانت بيني والشيخ سامي الساعدي في السابق قبل سجنه رسائل ودية وأدبية رائعة. اشترط الشيخ على الدكتور سيف موافقة قيادة الجماعة على دخوله معهم في الحوار، ‘فإن وافقوا على دخولي فليس لدي مانع وإن اعتذروا فذلك من حقهم  ولا يجبرهم عليه أحد’. وطلب الشيخ من سيف أن يسمح له بزيارة الشيخ الساعدي (أبو المنذر) في السجن واعتبارها زيارة في الله. وبالفعل جاءت الإجابة في اليوم الثاني عن طريق الأخ صالح عبد السلام الذي أسند إليه ملف الحوار في البداية. روحانية اللقاء يذكر الشيخ أن صالح عبد السلام رتب له زيارة للسجن قابل فيها سامي الساعدي، ويصف اللقاء قائلا ‘كان لقاء حميميا وعاطفيا فيه ذكريات ومعاني كثيرة من معاني الأخوة، بعدها دخل الشيخ عبد الحكيم بالحاج والشيخ خالد الشريف، وكان اللقاء وديا وعاطفيا وحميميا فيه ذكريات ومعاني. ومن الطرائف أنهم كانوا يظنون أنني معتقل معهم، بحكم أنهم كانوا مقطوعين عن العالم  فأخبرتهم أنني مبعوث من المهندس سيف الإسلام، وقلت لهم إن المهندس يرغب في إجراء الحوار معكم وإذا غيرتم آراءكم ونبذتم العنف وحمل السلاح يكون مقابل ذلك الحرية وخروجكم من السجن. صعوبة المهمة يقول الشيخ ‘كنت على علم أن هذا الأمر الذي أنا داخل فيه ليس بالهين بداية من حديث الناس  وقولهم إنني استخدمت من الدولة الليبية والمخابرات الليبية والأمن، لكن قلت لهم إن كلام الناس والاتهامات ليس له أي قيمة عندي هدفي هو خروجكم من السجن، ورجوعكم إلى أهاليكم أذكر أنني بكيت عندما قلت لهم ذلك’ وفي ثنايا الحديث تحركت المشاعر فلم يستطع الشيخ تمالك نفسه وانسكبت دموعه وهو يروي لي ذلك. ويستطرد الشيخ حديثه ويصف تلك اللحظات بأن ‘الموقف كان مؤثرا بالفعل، وكان رد الشيخ عبد الحكيم على العرض، بقوله: بالعكس دخولك علينا مبادرة قوية جدا وهي يد مدت إلينا والله سبحانه وتعالى يقول ‘وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ‘ فهذه مبادرة كريمة ونحن بإجماعنا موافقين عليك وليس لدينا أية إشكالية، وهذا شيء يسعدنا ونحن في أشد الحاجة إلى فتح باب الحوار حتى نقوم بمراجعة أنفسنا ومراجعة أفكارنا، ونسعى للخروج من السجن ونرجع إلى أهلنا’ ويستمر الشيخ في حديثه الذي كان مرتبا ومنظما في كلامه وأفكاره، وتواصلت الجلسلة لمدة ساعتين كلقاء أولى، وكان معي كتاب السيرة النبوية من تأليفي فأهديته للشيخ سامي. الأمن يستغرب اللقاء قال الشيخ إنه في هذه الجلسة (الزيارة) كان معنا صالح عبد السلام، ومن الأمن الداخلي العقيد صلاح المشري والعميد الكيلاني من الأمن الخارجي، وكنت صريحا جدا وكانوا يتابعون طبيعة اللقاء، وكيف كان مؤثرا وحميميا، فظهر استغرابهم مما يرون. ففي تقييم الأجهزة الأمنية أن هناك عداءات بين الجماعات الإسلامية، وهم يروا أن أفكاري وتوجهي محسوب على تيار الإخوان المسلمين، وفي المقابل يرون الأخوة السجناء جهاديين وبالتالي من المفترض وجود عداء بينهم وبين الإخوان. غير أن اللقاء جعلهم يرون حالة غريبة في نظرهم، شخص محسوب على الإخوان وتربطه بهؤلاء الجهاديين علاقة مودة واحترام وتقدير متبادل فالحالة كانت متميزة أصلا من حيث العلاقة. لطائف وغرائب ويذكر الشيخ لقادة المقاتلة ‘أنني لن أدخل في الحوار معهم إلا إذا وافقوا على دخولي وأن دافعي  ذلك قول الله تعالى ‘لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما’، ذكرت لهم هذه الآية في نهاية اللقاء، ومن لطائف الغرائب أن هذه الآية كانت آخر آية في كتاب دراسات تصحيحية فذكرت هذه الآية في أول جلسة معهم، وهم ذكروها في خاتمة كتابهم، وهذا من لطف الله وتيسيره.’ الإعلام ينشر الخبر لم يلبث وقت طويل حتى انتشر خبر في الصحافة عن بداية المفاوضات مع الجماعة المقاتلة وأن الشيخ علي الصلابي يقود المفاوضات، ويؤكد الشيخ ‘وأنا أذكر جيدا أنني لم أسرب الخبر، وتم تناول الخبر بتعليقات سلبية وإيجابية في مواقع الإنترنت (مدينة الأشباح)’ وهكذا بدأ الحوار ولكن تحت ضغط شيوع الخبر، ويذكر الشيخ ‘الحقيقة لم يكن سهلا أبدا خصوصا أن هناك أدبيات مختلفة (ثقافة) بين هؤلاء الشباب، والأخوة من الأجهزة الأمنية لكن من المهم أن أذكر أن رجال الأمن كانوا على مستوى راق من الأخلاق والتعامل، ولم يكن يوما من الأيام أحدهم يخطئ في حق الآخر بكلمة جارحة أو قاسية، ولكن كان النقاش يشتد ويصل إلى زوايا مسدودة في فترات معينة وخصوصا أننا نحن الليبيين ليس لدينا أصلا فقه الحوار وأدبياته وثقافته’ موقع الشيخ من الحوار يجيب الشيخ أن ‘وجودي في الحوار كان عبارة عن تهيئة الظروف للحوار، وكيف يكون، والمقصود منه؟، وهل ممكن أن نناقش الأفكار الآن أم نحتاج إلى ظرف آخر؟ كذلك كان دوري مستمر في محاولة حل المشاكل داخل السجن  كالمشاكل الصحية وعدم وجود زيارات وغيرها’ عوامل إنجاح الحوار يؤكد الشيخ الصلابي أنه ولنجاح هذا النوع من الحوار لابد من توافر عوامل عديدة، وهو ما لخصه الشيخ في التالي: سيف الإسلام القذافي العامل الأول: كرم الله تعالى وهو فضل الله أولا وآخرا فإذا أراد الله شيئا هيأ له أسبابه العامل الثاني: سيف الإسلام وهو العامل الرئيسي في استمرار ثم نجاح الحوار هو شخصية الدكتور سيف فقد كان سيف، كما يشهد الشيخ، ‘بحكم شخصيته الاعتبارية عاملا مشتركا بين الأجهزة الأمنية ومعاملته للمعتقلين من جانب أخوي، وذلك واضح في خطابه الأخير في المؤتمر الصحفي الذي أعقب إطلاق سراح القادة الثلاثة. والحقيقة هذه الروح دوما كانت سائدة لدى الدكتور منذ شرعنا في الحوار، والأخوة من المقاتلة كانوا دائما وعلى مر السنين التي مضت كانوا يرسلون له رسائل، ويرد عليهم بالسلام، فغلب الجانب الروحي والأخوي في التعامل، وأيضا في ثراء المعاني الإنسانية التي كانت تحيط بعلاقة الدكتور سيف مع قادة المقاتلة’ وكان سيف ‘ينظر لهذا الملف على أنه مأساة إنسانية. وعلى الرغم من أن بعض الناس قد قالوا إن الموضوع فيه مكاسب سياسية وإعلامية، وهذا أمر طبيعي ونحن بالفعل ندعم هذه المكاسب إذا ترتب عليها أعمال تمس الناس في حياتها ومتعلقة بالحريات، ونرجو بذلك وجه الله سبحانه. لقد كسبت شخصية الدكتور سيف ومواقفه الإخوة في الجماعة الإسلامية المقاتلة’ ويقول الشيخ إن الدكتور سيف لم يدخل في الحوار من فراغ، وإنما دخل فيه تدعمه نجاحات في عدد من الملفات السابقة، فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/الفاتح أشرف سيف بنفسه على رجوع العائلات الليبية التي باتت شريدة في أفغانستان، إذ بدأ الدكتور بالتواصل معها، مشكلا فريق عمل قام بإصدار جوازات سفر ليبية لهم وشهادات ميلاد لأبنائهم الأمر الذي سهل لهم الرجوع. وكذلك سبق للدكتور سيف، والكلام للشيخ، وأن حل ملف الرهائن المختطفين في الفلبين، وبرز دوره في غلق ملف الإخوان المسلمين في ليبيا فقد كافح وناضل وقاد حوارات صعبه ومعقدة في دهاليز أجهزة الدولة لأجل خروجهم من السجن، وبالفعل نجح في هذا الملف الشائك وتوج جهده بالإفراج عنهم واعتبارهم سجناء رأي. ويضيف الشيخ بأن الدكتور ذكر له أنه ‘بذل في هذا الملف جهدا كبيرا مؤكدا لي أن هذه كانت قناعاته، فهو يرى أن الإخوان لا يمكن أن يكون مكانهم السجن أصلا’ كل ذلك في رأي الشيخ كان له أثر في أوساط الإسلاميين وبدأت شخصية الدكتور سيف تظهر على مسرح الأحداث السياسية في ليبيا  كشخصية لها رؤاها الخاصة. وبطبيعة الحال يقول الشيخ إن الإخوان المسلمون كانوا شركاء المعتقل مع الجماعة الإسلامية المقاتلة، وكان هناك احتكاك بينهم ويعلمونهم بجهود الدكتور سيف الإسلام لأجل الإفراج عنهم وما يحدث بينهم (الإخوان) وبين الدولة.  ويخلص الشيخ إلى أن ‘أمر الحوار لم يأت من فراغ وإنما سبقته أعمال فيها مصداقية عند الجماعة فتبنوها، وبالتالي أصبحت شخصية الدكتور سيف مقنعة لدى الجماعة ولدى الأجهزة الأمنية ولدى الوسيط نفسه الذي هو أنا حيث لمست منه الصدق والحرص على إنجاح ملف الحوار’ أيضا لا ننس أن الدكتور دخل بهذا الملف متحديا تيار داخل الدولة يرى استحالة نجاح الحوار وعدم صحته، لكن الدكتور سيف كان مصرا على هذا الأمر ومقتنعا بنجاحه، وكان مدركا أن الأمر يحتاج إلى دعم سياسي ورعاية، وبدخول شخصه في الحوار ورعايته يعد ذلك من العوامل الرئيسة في إنجاح الحوار. وأكد الشيخ أنه كان يُعلم الدكتور شخصياً بمجريات كل جلسة من جلسات الحوار، ‘إما عن طريق رسالة ملخصة أفصل فيها ما حدث وأعطيها للأخ صالح عبد السلام ليوصلها له أو التقي به شخصياً لأعلمه بما جرى إذا سمحت الظروف’ سيف: لقائي بالسجناء وهم أحرار وفي مرحلة من مراحل الحوار طلب الشيخ من الدكتور سيف أن يجلس معهم فكان رأي الدكتور ‘لن يجلس معهم وهم داخل السجن، وإنما سيجلس معهم وهم أحرار خارجه وبالفعل عند خروجهم التقى بهم، وذكرني بذلك قائلاً لي: أتذكر عندما طلبت مني أن أقابل الإخوة بالسجن وقلت لك سأجلس معهم وهم أحرار، وبالفعل ها أنا أجلس مع عبد الحكيم وسامي وخالد’. العامل الثالث: قيادة الجماعة   ويتمثل في القيادة نفسها (قيادة الجماعة) خصوصا شخصية الشيخ سامي والشيخ عبد الحكيم فهؤلاء جاءوا إلى السجن متأخرين بعد أحداث 11سبتمبر/الفاتح فكانوا على اطلاع كامل بالواقع قيادات المقاتلة المفرج عنهم وما حدث في أفغانستان والتغييرات التي حدثت على الفكر الجهادي عموماً والمعاملات الجديدة التي فرضت نفسها على الساحة. ويقول الشيخ ‘لهذا كانت قيادة المقاتلة بخلاف الناس الذين هم داخل السجن، حيث كانوا مقطوعين عن العالم الخارجي وبالتالي وجود هؤلاء الإخوة والتقاؤهم مع بعضهم في السجن مكنهم من أن يرتقوا بهم فكرياً في النقاشات والحوارات التي تدور فيما بينهم، فكان ذلك عاملا قويا أيضا زد على أنهم تعاملوا مع هذه المبادرة بإخلاص وصدق، وكان جانب العقل والمنطق هو المهيمن عليهم في النقاش والحوار. العامل الرابع: تعاون الأمن وهو الدور الذي لعبته الأجهزة الأمنية، ‘حيث دفعت بمجموعة الأذكياء (من جهاز الأمن) لحضور هذا الحوار مثل العقيد صلاح المشري والعميد الكيلاني والمقدم صبري إهليلة، وكانوا يتميزون بطرح الأسئلة وعلامات الاستفهام في الدفع بالحوار، وإن كان هناك مراحل نصل فيها إلى طريق مسدود لإشكاليات حدثت ليس الآن مجال عرضها وتفصيلها لكوننا والحمد لله وصلنا نتائج طيبة والمنهج القرآني يقول قال تعالى (عرف بعضه وأعرض عن بعض)’ ويذكر الشيخ أنه وامتثالا لهذه الآية الكريمة يريد أن يعرض عن الكثير ‘لكن لا يمنع أن نقول إنه كانت هناك عراقيل تحدث وانسدادات ومشاكل مترتبة في عدم التوافق بين الطرفين (الجماعة والأجهزة الأمنية)، فتحصل أحياناً أن نتفق على بعض المطالب ولكن يضرب بها عرض الحائط كنوع من الامتحان والاختبار، زد على أنه أحيانا يأخذ الحوار نوعاً من الاستفزاز غير المخل بالأخلاق طبعاً. كما أننا لا ننسى أن هذا الأمر من الطبيعي أن يحصل من رجال الأمن لوجود علامات استفهام لديهم حول إمكانية أن يروا مدى سير الحوار في الاتجاه الصحيح’ العامل الخامس: عودة قيادات من الجماعة يؤكد الشيخ أن رجوع شخصيات من الجماعة المقاتلة كانت في الخارج بعد أن استطاعت التفاهم مع الدولة، وتتواصل مع الدكتور سيف الإسلام، مثل الأخ نعمان بن عثمان الذي كان قياديا بالجماعة سابقا، ‘وبرجوعه وتفاهمه مع الدولة وعلاقته مع الدكتور سيف استطاع أن يقوم بزيارة الأخوة في السجن والمشاركة معنا في بداية الحوار، وشهادة أشهد بها للتاريخ أن الأخ نعمان كان حريصا على إنجاح الحوار من أجل خروج إخوانه من السجن، كذلك رجوع الأخ أبو بكر إرميلة والأخ ناصر الجراري هم من الجماعة أيضا وقيامهم بزيارة إخوانهم بالسجن دليل على تصالح الدولة معهم. وحتى حصل تعديل في لجنة الحوار وخروج العقيد المشري وبعض الإخوة في جهاز الأمن، وبقاء الأخ صبري إهليله من جهاز الأمن والعبد لله والإخوة من الجماعة الإسلامية المقاتلة لم أنقطع سوياً أنا ونعمان في التواصل والتشاور والدفع بسير الحوار والتنسيق فيما بيننا في التصريحات، وأحسب أن الرجل صادقا فيما يفعل رغم تعرضه لكثير من النقد وهذه الحقيقة أشهد بها لكوني أراها بعيوني. كان كل ذلك رسالة من الدولة الليبية بأنها لديها رغبة حقيقية في المصالحة والفرصة مفتوحة أمام الجميع’ العامل السادس: دوافع ثلاثة ‘وجود الوسيط والذي كنت أنا فقد قمت بهذا الدور (المتحدث) بحكم علاقتي بالإخوة ومعرفتي بالستة خصوصا سامي وعبد الحكيم، فالأخير كانت علاقتي به في السودان حيث درست هناك لفترة طويلة وكانت بيننا حوارات ولقاءات ونقاشات وكنت أرفض أثناء نقاشي معه في السابق العمل المسلح ومن اللطيف أن الأجهزة الأمنية قد رصدت هذه النقاشات في السابق دخولي في الحوار بتفويض من الدكتور سيف حيث سلم لي هذا الملف وأعطاني ثقة ودعماً في دفعه رغبة منه في الحصول على نتائج. يقول الشيخ ‘كنت أتعامل مع الملف كعبادة لله سبحانه وتعالى وأراه كرجل مسلم لو أخلصت النية فيه وأكرمني ربي فسأنال به أجرا ومثوبة من الله سبحانه، وبالمنظور الوطني فيه دعم للوطن وتصالحه، وبالمنظور الإنساني فيه حل لمعاناة أناس في السجون وحل لمعانات أمهات وزوجات وأولاد، فكان لأجل كل هذه الدوافع لابد أن ابذل فيه جهداً حقيقياً خصوصاً وان الجماعة منحتني ثقتها، وذلك بحكم المعرفة القديمة والعلاقة الحميمة بيني وبين قيادة الجماعة’ العامل السابع: مدير السجن ‘لقد كان لمساعدة مدير السجن العقيد خليفة ارحومة أن توجد أرضية وثيقة بيننا وبين قادة الجماعة الإسلامية وتهيئة الظروف خصوصا أن التوجه السياسي يدعم ذلك كما انه استطاع بنفسيته أن يزرع ثقة بينه وبين الجماعة ساعدت في إنجاح الحوار’. يذكر الشيخ أن أجواء الحوار غيرت أجواء السجن، ‘ففي فترة من الفترات لم يكن السجناء يطلقون السلام على السجانين، وبفضل الحوار واستمراره أصبح السجناء يحيون السجانين، حتى أن مدير السجن حدثني بأن هذا الأمر يعتبر تغيرا استثنائيا، وأيضاً ذكر لي أحد المسؤولين في السجن أنه عندما عرضت الدولة الحوار على الجهاديين قلت في نفسي إن هذه الدولة جنت كيف يحاورون أشخاصا يقاتلونهم ويريدون قتل العقيد القذافي وعندما رأى نتيجة الحوار قال انه هو الذي ليس له عقل. ومع الوقت رسخت ثقافة وأدبيات الحوار بعدما كانت هناك صعوبة وانسداداً في ذلك’. ويشهد الشيخ أن ‘إخوة الجماعة الذين شاركوا في الحوار (القياديون) كانوا حريصين على استمرارية الحوار ونجاحه وهذه شهادة أشهد بها أمام الله’. العامل الثامن: توفير المراجع التزم الشيخ الصلابي بتوفير المراجع اللازمة من الكتب والرسائل المتعلقة بالفكر الجهادي. ويقول في ذلك ‘قمت بتوفير كل المراجع اللازمة والكتب التي ضمنت تجارب الجماعات حتى يطلعون عليها ويستفيدون بذلك كما قمنا أيضا بتوفير موسوعة إلكترونية بها 12 ألف مجلد وكمبيوتر للبحث والتنقيب كل ذلك توفر لهم في سجنهم’ العامل التاسع: دعاء الصالحين لقد كان لهؤلاء الناس من أقارب السجناء ومن يتابع مسيرة الحوار ودعاؤهم الله أن يتوج هذا الجهد بالنجاح، دور لا شك فيه في تيسير مسار الحوار حتى توج بالنتائج التي رأينها الآن. مراحل الحوار كما أن عوامل عدة أسهمت في إنجاح الحوار فإنه نفسه قد مر بالعديد من المراحل وقد أجملها الشيخ في الحديث التالي: المرحلة الأولى: إطار الحوار يقول الشيخ إن الدكتور سيف وضع هدفاً رئيساً في الحوار وهو نبذ العنف وحمل السلاح مقابل الحرية المرحلة الثانية: موافقة الجماعة وتم فيها أخذ موافقة الجماعة بعد اطلاعهم على الهدف من الحوار المرحلة الثالثة: دراسة التاريخ وتمثلت في دراسة التاريخ نفسه من قبل قيادة الجماعة وشمل تاريخ الحوارات الفكرية الإسلامية من أيام علي بن ابي طالب رضي الله عنه، وتم ذلك كما يقول الشيخ الصلابي ‘عن طريق توفير الكتب والمراجع وبحكم اختصاصي في التاريخ الإسلامي كانت المهمة سهلة في ذلك فكنت آتيهم بأي كتاب تاريخي يخدم مشروع الحوار حتى وان كان نادراً وغير موجود في دور النشر. وكنت أبحث عن المراجع عند المشايخ والعلماء، وأبعث لهم بنسخة منه عن طريق الأخ صالح عبد السلام الذي عاش مراحل الحوار’. المرحلة الرابعة: تعارف لجنة الحوار يقول الشيخ ‘حرصت من البداية أن يحصل تعارف بين أعضاء لجنة الحوار، وتوليد الأدبيات فيما بينها، وقد استمر حرصي على حصول ذلك واستمراره طوال مراحل الحوار المختلفة’ المرحلة الخامسة: هوامش الحرية وفي هذه المرحلة يؤكد الشيخ بأنه تم السماح لقيادة المقاتلة بتفريغ شحناتهم العاطفية والتعبير عن آرائهم وأفكارهم والحديث بحرية حقيقةً كان الدكتور سيف يدعم هذا التوجه. ويتذكر الشيخ أن ‘قيادة الجماعة كانوا يقولون إنهم جماعة إصلاحية ‘رأينا ظلم وعدم احترام لأفكارنا زد على أن القنوات كانت مسدودة ولا توجد قنوات لفتح الحوار فعبرنا عن ذلك بحمل السلاح’. ويقول الشيخ إنهم ‘يرون أنفسهم جماعة إسلامية وأنهم يريدون بلادهم أن تكون مرجعيتها الإسلام وكانوا يدافعون عن هذه الفكرة بقوة’. وكان في المقابل هناك رأي الدولة القائل بأن القرآن شريعة المجتمع ولا توجد لدينا خمارات أو نواد ليلية وقوانيننا بقدر الاستطاعة تخضع لروح الإسلام. المرحلة السادسة: تهيئة المناخ المناسب لقد كانت بداية الحوار كما يقول الشيخ جاءت في ظروف صعبة، فالزيارات كانت مقفولة بسبب اتصال احد السجناء بقناة الجزيرة نتج عن ذلك عقوبة جماعية بالسجن بمنع الزيارات وبهذه الظروف الصعبة بدء الحوار. وكانت مطالبات من قادة الجماعة بتهيئة المناخ المناسب للحوار وتحسين الأوضاع الطبية والغذائية، وهنا جاء فضل تدخل الدكتور سيف الإسلام بشخصيته الاعتبارية ففتحت الزيارات وأخذت وقتها المناسب، ومع الوقت استقرت زيارة السجن كقانون من حق السجين كما طبقوا فكرة الخلوة الشرعية وذلك بتوفير بيوت صغيرة داخل السجن يلتقي فيها السجين بأهله وأولاده لأكثر من يوم. تحقيق مكاسب يؤكد الشيخ على أن كل ذلك ساعد في تحسين مراحل الحوار ووصوله إلى مساحات متقدمة فكان من مكاسب الحوار خروج 90 سجيناً بقضايا إيواء ومساعدات بناءاً على طلب قيادة الجماعة، وشكل ذلك مصداقية لديهم فعندما يقومون بتغيير أفكارهم وأرائهم يخرجون من السجن. وترتب كنتيجة للحوار خروج الدكتور محمد بوسدرة بناءً على تساؤل من قيادة الجماعة بقولهم ‘إنه محسوب على تيار التبليغ فلماذا يقبع في السجن’ ويقول الشيخ ‘إنهم كانوا يلحون على إخراج بوسدره أثناء جلسات الحوار لدرجه أني قمت بنقل ذلك إلى الدكتور سيف وقال لي قل لهم ‘وقت قريب ويخرج’ وبالفعل خرج . ومن ثمرات الحوار ما قامت به مجموعة من الجماعة من تقديم مراجعة نهائية من ذاتها وكتبوا رسالة للقائد وللدولة معتذرين فيها عما كان في السابق لكنهم بقوا في السجن فكان طرح طلب خروجهم من السجن من قبل قيادة الجماعة متكررا. وتساءلوا لماذا لم يخرجوا إلى الآن وإلى متى سيظلون باقين؟ والدولة ترد المسألة للترتيبات الأمنية وقضية وقت وكان الدكتور سيف يدعم باتجاه الإفراج عنهم وحملني رسالة لهم يقول فيها إنها قضية وقت وسيخرجون أذكر أنني ذهبت لهذه المجموعة وبلغتهم سلام الدكتور سيف وأبلغتهم أنهم سيخرجون قريباً وبالفعل تم الإفراج عنهم. ويذكر الشيخ أن كل ذلك جعلنا نلاحظ النتائج الإيجابية من الحوار وكان مقصد الدولة هو الجماعة الإسلامية المقاتلة كيف يتراجعون عن أفكارهم وكيف يقدمون مراجعات حقيقية. الحوارات الفكرية اتصفت تلك الحوارات كما يقول الشيخ بأنها كانت مفتوحة وتناقش في كل شيء يحدث في العالم الإسلامي، كأحداث العراق وأفغانستان وآخر المستجدات في الصومال والمشروع الإصلاحي في ليبيا والدستور والتعبير عن الرأي والحديث عن سلطة القانون. ويشير الشيخ إلى أنه في تلك أثناء كانت هناك نقطة غريبة تحصل، وهي وجود لجنة للدستور تكتب في مسودة الدستور، ويقول ‘وكنت من ضمن أعضاء اللجنة وحافظت على نقل الحوارات التي تحصل داخل لجنة الدستور للأخوة داخل السجن فيما يتعلق بهوية الدولة ومرجعيتهم فأذكر لهم ما ذكر في المسودة بأن الإسلام دين الدولة والقرآن شريعة المجتمع ففرحوا بها فرحاً شديداً وإن كان ذلك موجوداً في أدبيات الدولة الليبية ولكن يبدو أن هناك حاجزاً بين الإسلاميين في الفترات السابقة وبين أدبيات الدولة الليبية فهناك أشياء لا يدري بها الإسلاميون لكن مع البحث والقراءة تظهر’ وذكر لهم الشيخ أيضاً ما دار جاء في خطاب الدكتور سيف الإسلام في بنغازي عندما قال إن الإسلام خط أحمر مما كان له أثر في المواد التي تصطدم مع الشريعة الإسلامية في مسودة الدستور. وأضاف الشيخ ‘على أنني استأذنت من الدكتور سيف في عرض مسودة الدستور على مجموعة من العلماء وبالفعل عرضتها على الدكتور صادق الغرياني والدكتور حمزة أبو فارس والشيخ سلمان العودة وأعطيت منها نسخة للدكتور يوسف القرضاوي والشيخ محمد ولد الددو الشنقيطي’ وطلب الشيخ من العلماء البحث عما إذا كان فيها أشياء تخالف الشريعة الإسلامية، وذكر أنني جمعت ‘ملاحظات العلماء وناقشت فيها رئيس المحكمة العليا الدكتور عبدالرحمن ابوتوته وأزيحت بالفعل’. وحدث الشيخ بذلك ‘الإخوة أفراد القيادة (الجماعة) في السجن. وكان هناك مادة جميلة جداً على المسودة وهي أثر الحوار في مسودة الدستور على الحوار داخل السجن وكان متوازنا واستمر الحوار على الدستور لمدة سنتين وقمت أنا والأخ إسماعيل القريتلي بكتابة ما يقارب عن 35 مقالاً في الثقافة الدستورية التي تشرح في المواد الدستورية في المسودة داخل الدستور’. ويؤكد الشيخ أن ذلك كان ‘دافعاً للحوار دفعة قوية متقدمة كذلك كنا نناقش حتى كتيبات العائلة الخاصة بهم وشهادات ميلاد أطفالهم نناقشها ونبحث لها عن حلول وتشكل لجان من خلال الأخ الذي معنا في اللجنة من قبل الأمن وزد على أننا ندخل في تفاصيل حياتهم داخل السجن وما يحتاجونه ونحاول متابعتها وتذليل الصعاب’ التفويض بالكتابة ويشير الشيخ إلى أن كل هذه الأمور شكلت عوامل متداخلة ليس عاملاً فكرياً فقط ولا عامل قراءة وبعد أن تهيأت كل الظروف المناسبة لهم وتوفير كل احتياجاتهم قالوا لا نستطيع أن نكتب المراجعات حتى نتمكن من اللقاء مع قواعدنا ويقصدون أفراد الجماعة في السجن ونتناقش معهم على الكتابة من عدمها، ويضيف الشيخ أن ‘الجهات الأمنية كانت ترى أن يجلس القادة الستة يكتبون المراجعات وليس لهم علاقة بأفراد جماعتهم، ورد القادة كيف نكتب ولم نحصل على إجماع بالتفويض بالكتابة؟’ يروي الشيخ بأنه حصل جدل كبير في هذا الموضوع وتصلبت فيه الآراء وهو من الانسدادات التي حدثت وصارت فيها شدة أدت إلى تعرقل الموضوع، فما كان مني إلا أن بلغت الدكتور سيف وأعلمته بوجهة نظر الأمن ووجهة نظر الأخوة وبينت له أنني مع وجهة نظر الأخوة، وما الذي يمنع أن تمكن الدولة القيادات من اللقاء بقواعدهم وأفرادهم وأخذ تفويض عام أن يبدؤوا بالكتابة وهو أفيد لنا حتى تخرج دراسات قوية متينة وما كان من الدكتور إلا أن تبناه بقوة ودخل بثقله ووفر لهم طلبهم ومكنهم باللقاء بأفرادهم. ويؤكد الشيخ أنهم لم يشرعوا في القراءة والكتابة إلا بعد ما أخذوا تفويضاً من أفراد الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة بالرضا بكتابة المراجعات. وبالفعل تم توفير هذا الطلب وتشكلت المكتبة وتوفرت الزيارات وتحسنت الأوضاع الطبية والتواصل مع الأفراد وأعطوا مكاناً خاصاً يلتقوا فيه القادة باستمرار ووفرت لهم الكتب وكل ما يطلبون من كتب فهناك كتب جلبتها لهم المعارض وهناك كتب أعطيتها لهم من مكتبتي الخاصة وهناك كتب صورتها من مكتبات خاصة وكانت قصة جميلة في البحث عن الكتب والمراجع والمصادر على أمل كتابة هذا الكتاب ويكون سبباً في خروجهم ونقدم للدكتور سيف شيئاً يستطيع أن يتحدث به مع والده ومع المسؤولين. أول الكتابات كتب القادة في البداية رسالة مجملة عن الأفكار المتعلقة بفكر الجهاد ورأيكم فيها سواءً في الأعمال في أوروبا (التفجيرات) ودخول السواح داخل ليبيا وسواءً في نظرتهم للدولة نفسها والقائمين عليها هل هي كافرة أم مسلمة ولخصت في إحدى عشرة صفحة رائعة وفيها مراجعات حقيقية عرضوها على اللجنة وطلبوا عدم نشرها حتى يتم تفصيلها في كتاب كامل. وذكرت للدكتور سيف عدم نشرها وعلينا أن نوفي بعهدنا معهم هذه الصفحات كانت من الأوراق التي أثرت في قادة الأجهزة الأمنية وعندما قرؤوها شعروا أن الأمر في جدية غير عادية وكانت وثيقة أنا محتفظ بها ونسخة موجودة عند الأخ صالح عبد السلام وأخرى موجودة عند الأخ مدير السجن. الدراسات التصحيحية يروي الشيخ ‘بدأنا بهذه الصفحات وضع خارطة الطريق لكتاب الدراسات التصحيحية وبدأنا نعمل على الفصول التي قسمناها في الكتاب الذي كتبوه وتناقشوا حول مضمونه، وإن كان من الطبيعي أن الشيخ سامي عليه الثقل الكبير في الكتابة بحكم خلفيته العلمية وبحكم قلمه السيال والمسائل التي تم الوصول إليها موجودة في الكتاب الذي أصدروه بعنوان دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس، وكان بينه وبين إصدار الوثيقة حوالي شهور’. تزكية الشيوخ ووصف الشيخ الصلابي كتاب الدراسات التصحيحية بأنه ‘عبارة عن مناقشة للمسائل العقائدية والأيديولوجية والفكرية ولا ندخل في مسائل طعن في الأشخاص ولا مدح للأشخاص. وهذه فكرة تناقشنا فيها واتفقنا عليها فكان الكتاب مركزاً على الجانب العقائدي والفكري ونناقش الأفكار بأسلوب أدبي أخلاقي وفي نفسي. ويستمر الشيخ فيقول ‘زد على أنني حرصت حرصاً شديداً أن لا يخرج الكتاب للمطابع حتى يقرأه العلماء وحصل جدل حول ذلك مع المسؤولين وبالفعل أخذت الموافقة من الدكتور سيف بذلك وقال لي الذي تقتنع به افعله وعند استلامي للكتاب كان يوماً تاريخياً حقيقياً وكانت من بعض وجهات النظر أن يعمل مؤتمر صحفي داخل السجن بالقيادة وكنت أنا أعارض ذلك لأن من وجهة نظري يبقى السجين سجيناً وغير معقول للرأي العام وهذا حصل فيه جدل شديد جداً وفي نهاية الأمر استقر الأمن أنهم لا يخرجون للإعلام إلا وهم خارج السجن’. واعتبر الصلابي أن العلماء بعد قراءة الكتاب، وتزكيتهم له يعطيه قيمة وحماية وقمت بالاتفاق مع الأخوة داخل السجن هؤلاء العشرة منهم اثنان علماء أكاديميان ومحسوبان على الدولة، وهما الدكتور عقيل حسين عقيل، والدكتور محمد أحمد الشريف من جمعية الدعوة الإسلامية فهؤلاء عند المسؤولين في الدولة رأيهم معتبر وله قيمته، واثنان من المشايخ الذين لهم رأي عام في أوساط ليبيا وهما الشيخ الدكتور الصادق الغرياني والشيخ الدكتور حمزة أبو فارس، وواحد من العلماء الليبيين كان راجع إلى ليبيا حديثاً وهو الدكتور سليمان البيرة محاضر في جامعة أم القرى في السعودية. ويقول الصلابي ‘أنا شخصياً فلم أرى نفسي محكماُ لكوني متعاطف تعاطفاً شديداً مع الكتاب وعشقته سطراً بسطر وكلمة بكلمة وصفحة بصفحة وكان صديقي الأخ عبد الرزاق العرادي معاصراً لهذه الأحداث وأذكر أنني قلت له إن العلماء عندما سيقرؤون الكتاب سيعطونه امتيازاً وكان الأخوة في السجن ينتظرون وجهة نظري في الكتاب وعندما رأيتهم قلت لهم إن الكتاب درجته عندي امتياز امتياز امتياز فالكتاب عالج القضايا بطريقة فيها علم وفيها تأصيل’ وذكر الصلابي أن الدكتور إبراهيم بوخزام عندما قرأ الكتاب قال إنني أعتز بأن هناك ليبيين يكتبون بهذا القلم وهذا المستوى العلمي ومع اختلافي لهم في وجهة نظرهم السابقة إلا أنني أحترمهم وأقدر هذا الجهد العظيم وأفخر أن في بلادي من في هذا المستوى من الكتابة التصويب. ويؤكد الشيخ أن ‘العلماء الذين اخترتهم للتعليق على الكتاب من الخارج هم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بحكم صحبتي به وتتلمذي عليه وقربي منه فهو حامل لواء الوسطية والشيخ سلمان العودة بحكم علاقتي الخاصة به حيث تربطني به علاقة جيدة بحكم دراستي على يديه في القسيم أثناء طلبي للعلم والشيخ محمد حسن الدرو الذي كان له الفضل في نصائحه الثمينة التي قدمها لي واستفدت منها في حياتي فنصائحه منهج لي في حياتي زد على أن الشيخ محمد كان من أصدقاء الشيخ سامي الساعدي وكان يراجع فيه في القضايا العلمية والفقهية’. ويضيف، ‘ومن الشخصيات التي اخترتها للتعليق على الكتاب الشيخ أحمد الريسوني لكونه من أعلم أهل الأرض في المقاصد وكتابه في المقاصد اعتمدوه الشباب أفراد قيادة الجماعة المقاتلة في مراجعاتهم. والكتاب عبارة عن محاضرات في المقاصد مفرغة في كتاب ورسالة الماجستير التي للشيخ في المقاصد’. واستندت الدراسات التصحيحية بحسب الشيخ الصلابي ‘على كتب الشيخ الصادق الغرياني وكتبي التاريخية ولهذا جل النقولات التاريخية مأخوذة من كتبي التاريخية كما نقلوا من بعض كتب الشيخ ولد الددو والشيخ سلمان العودة، وعندما أوصلت كتاب المراجعات للعلماء فأول من رد من العلماء الشيخ سلمان العودة’. الخطة الإعلامية إسماعيل القريتلي يذكر الصلابي ‘أن الحوار احتاج إلى خطة إعلامية للتسويق لهذه التعليقات والردود العلماء على كتاب المراجعات فكان هذا الدور قام به الإعلامي إسماعيل القريتلي وبحكم ما تربطني به من علاقة وطيدة وكونه متابع معي لكل جزئيات الحوار بحكم تخصصه الشرعي’ ويروي أنه عندما كنت ‘أرجع إلى الدوحة فقد كان متابعاً معي أولاً بأول وكنت أستشيره في كثير مما يجري معي فهو مصاحب لأحداث الحوار بالتفصيل وأستفيد من آرائه وأفكاره في هذه القضايا حيث كان من الملاصقين لي جداً ومن اقرب الناس إلي بحكم الاحتكاك والمعاناة والهموم التي أشتكي فيها له وكان يرى كيف أعمل تجاه الملف’. ويقول الشيخ إن ‘الأستاذ اسماعيل القريتلي هو الذي قام بوضع الخطة الإعلامية الخاصة بتعليقات العلماء على كتاب المراجعات واستقرينا على أن كل يومين ننزل تعليق أحد المشايخ في أكبر المواقع الإخبارية الالكترونية وهي إسلام اليوم وإسلام أون لاين وليبيا اليوم والمنارة وغيرها من المواقع الإخبارية التي لنا بها تواصل’ وكان القريتلي كما يقول الشيخ ‘يتواصل مع العلماء لاستلام تعليقاتهم على الدراسات التي ترد إلى بريده الإلكتروني وتنشر عن طريقه حسب الخطة، وكانت بالفعل خطة محكمة وضعها الأستاذ القريتلي وحققت صدىً إعلامياً كبيراً وأصبح الناس ينتظرون خروج الكتاب’ إذن سيف الإسلام بالطباعة قال الشيخ ‘كان هناك ارتباط أدبي مع الدكتور سيف فلا أرى إنزال الكتاب في المطابع دون أخذ إذن منه فقلت له كل ما حصل وبينت له رؤيتي في أن الكتاب ينزل في الإنترنت حتى يأخذه كل من يريده ويكون متاحاً للجميع، وبالفعل تم ذلك وأيضاً أخذت الإذن أن يطبع الكتاب وفوضوني الإخوة أصحاب الكتاب بالإشراف على الطباعة وعلى تسويقه، وهم تنازلوا أصلاً عن حقوقهم وقالوا أن هذا الكتاب كتبناه لله سبحانه وتعالى ولا نبغي منه إلا الأجر والمثوبة عند الله سبحانه. ويضيف الشيخ ‘بالفعل طبع الكتاب في دار المعرفة ودار مدبولي في مصر ودار ابن الجوزي أيضاً وكان إقبال الناس عليه كبيراً جداً كما سحبت منه في الإنترنت كميات ضخمة وهكذا وضعناه في متناول الناس. وفي هذه الحالة تحقق كل ما طلبته الدولة أي تحقق هدف الدولة المتمثل في التراجع عن الفكرة ونبذ العنف وحمل السلاح وكل المسؤولين طلبوا النسخ وعلى حد علمي حتى الأخ قائد الثورة وصلت له نسخة من الكتاب، كما نزل الكتاب على مراحل في صحيفتي أويا وقورينا بناءً على رغبة الدكتور سيف’ وأشار الصلابي ‘في ذلك الوقت كانت تدخل على السجناء فاطلع كل السجناء على الدراسات التصحيحية بطريقة هادئة وكان مدير السجن يتابع في ردود الأفعال على السجناء فأحدثت ردود أفعال إيجابية كبيرة جداً سهلت المرحلة التي نحن فيها حالياً وهذه من الأقدار الربانية التي يضعها الله سبحانه’. وبعد كل ذلك يشير الصلابي أصبح هناك استحقاق طبيعي بحكم أن الناس تراجعت عما كانت عليه، وهناك استحقاق أدبي وهو أن الإخوة رأوا أن يعتذروا للأخ العقيد وذلك في رسالة كتبوها بأسلوب جميل ومؤثر جدا ودونوها بآيات قرآنية، ذاكرين فيها أنهم أخطأوا في حق الأخ القائد وفي حمل السلاح ضده. لقد كان كلامهم في تلك الرسالة، كما يقول الصلابي، مؤثرا جدا، ذكروا فيها (الرسالة) قوله تعالى (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين)، ونشرتها وسائل الإعلام في الداخل والخارج ورغم كل ذلك لم يخرج أحد. ويصف الشيخ الوضع بقوله ‘حقيقة أنا كنت في موقف صعب فأفتيت بفتوى مفادها أنه لا يجوز بقاؤهم في السجن بعد كتاباتهم وتراجعهم، ويقول الشيخ كنت قد اعتمدت في هذه الفتوى على أنه في التاريخ الإسلامي بعد محاورة ومناقشة الذين يحملون السلاح على الدولة وتحصل منهم مراجعات في ذلك (عن الفكرة) فيخرج من كان مسجونا منهم لانعدام وجود المبرر الشرعي لبقائه في السجن وهذا أمر معروف  أصلا. ويشير الشيخ إلى أن ‘فتواي هذه ولدت لي بعض المشاكل مع بعض المسؤولين أيضا دخلت في جدل مع  الشيخ علي بالحاج من الجزائر حول موضوع الحوار أصلا، قائلا إن هذه المراجعات كتبت داخل السجن وفي ظروف قهرية ومن يدري ربما الذين كتبوها هم رجال الأمن أنفسهم’. وكان الشيخ بالحاج كما يذكر الصلابي هو الوحيد الذي نقد المراجعات بالرغم أنه لم يطلع عليها معللا ذلك بأن الحوار يجب أن يكون في النور والحرية وليس في السجون. ويقول الصلابي إن حديث الشيخ بالحاج من حيث المبدأ صحيح ولكن يختلف الوضع بحكم أن هؤلاء الإخوة لديهم أحكام بالسجن المؤبد وأحكام بالإعدام في قضايا مدانين فيها والوضع في ذلك يختلف. وهكذا تولد على هذا الجدل كما يشير الشيخ الصلابي رده ‘فذكرت له تجربة سيدنا يوسف عليه السلام التي قدمها لحاكم مصر، وحاكم مصر لم يرفضها بحكم أنها خارجة من السجن فكانت لها الخير على مصر كلها’. ويضيف الشيخ بأن التيار الجهادي يعتمد في فكره على تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب، وهو تفسير مكتوب في السجن، والتيار السلفي يعتمد على كتابات ابن تيمية رحمه الله، ولديه مجموعة ليست بالقليلة من كتبه دونها في السجن، والتالي كما يذكر الشيخ ‘لا نقول على أي كتاب كتب في السجن ليس له أي قيمة وما يدرينا أن هذا الكتاب تنتفع به أجيال، نستطيع أن نقول إن كتاب المراجعات (دراسات تصحيحية) أحدث نوعا من الحوار والجدل والثقافة الإيجابية.’ الإفراج   احد المفرج عنهم يقول الشيخ إنه كان بين كتابتهم لرسالة الاعتذار وإصدارهم للكتاب وبين خروجهم من السجن أشهر، وكان رد الأجهزة الأمنية على ذلك أي من وجهة نظرهم ترتيبات أمنية خاصة بهم وضمان لعدم رجوعهم إلى استخدام السلام وتبني الأفكار القديمة. ويؤكد الصلابي استمرار التفاعل والجدل حول ذلك إلى أن جاء الحدث الأخير المبارك بخروج الإخوة  من السجن، وعندما قررت الدولة أن تخرج ثلاثة من الذين كتبوا الدراسات، وليس كل المجموعة رفض هؤلاء الثلاثة الخروج وأبوا إلا أن يخرجوا جميعا أو يبقوا ولا يخرجوا. وبعد جدل ونقاش بشأن ذلك يقول الشيخ ‘توصلنا إلى إقناعهم بالخروج على أن تخرج البقية وذلك بحسب الترتيبات الأمنية. كما أعلن الدكتور سيف الإسلام عن خروج دفعة أخرى قريبا عددها 234 سجينا، ومنذ بداية الحوار إلى الآن خرج 700 سجين من الجماعات الجهادية. وكان الدكتور سيف الإسلام يرى أن الحدث كبير جدا والحمد لله سبحانه والشكر له أولا وآخرا. أسأل الله أن تكون في ميزان حسنات كل من ساهم في هذه الخطوة.’    مواقف العرادي حدثني الشيخ أثناء اللقاء عن أشخاص أسهموا في دفع الحوار واستمراره، منهم صديقه المهندس عبد الرزاق العرادي، الذي فتح بيته مقرا لضيافة الشيخ كلما يأتي إلى طرابلس، وهو من أسهم في تولى توزيع نسخ من الكتاب على العلماء زد على ذلك فقد كنت أستشيره وأراجع معه كل مراحل الحوار. الساعدي وذكر لي الشيخ أيضا قصة رسالة أدبية قديمة مغروسة بمعاني الإيمان من الشيخ سامي الساعدي يحتفظ بها الشيخ، وهي قديمة جدا يقول فيها الساعدي ‘أول ما رأيتك أحببتك في الله وعندما تناقشنا وجدت أنه بيننا مناهج مختلفة لكنني تذكرت يوم القيامة، فأفكار البشر تتبخر واختياراتهم ويبقى الحب في الله في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم’ دعاء الأم يتذكر الشيخ دعاء الوالدة له بالتوفيق والسداد في إنجاح الحوار، ويقول ‘كانت دائما تدعوا الله بأن ينجح الحوار ويفرج على الإخوة وكانوا يرسلون لها السلام معي، وهي ترد عليهم بالسلام وتدعوا دون انقطاع بأن يفرج عنهم ويوفقني في الحوار’. وعندما كان الشيخ يروي هذا الموقف لمحت عيونه تنهمر من عينيه دموعا أحسب أنها من نفس صادقة. (المصدر:المنارة للإعلام (موقع ليبي )بتاريخ 8 أفريل 2010)  

بسم الله الرحمن الرحيم ما بعد تسريح المعتقلين

 


الشيخ الدكتور الصادق بن عبد الرحمن الغرياني المنارة – 5/4/2010 أطلق سراح نحو مائتي معتقل من الجماعات الإسلامية الأيام الماضية بعد حوار طويل أسفر عن نجاح باهر رجع بهذه الجماعات إلى تصور صحيح لفهم الإسلام ومبادئه السمحة، ورجوع عن تكفير المسلمين ونبذ ما كانوا عليه، الذي عبروا عنه فيما كتبوه مفصلا في نحو من 400 صفحة بعنوان (دراسات في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس). هذا الحدث كان له وقع حسن وأزاح عن عائلات هؤلاء المعتقلين وذويهم كابوسا لازمهم سنين طويلة، كدر عيشهم ونغص حياتهم، وأزاح عن المعتقلين أنفسهم كابوسين؛ كابوس السجن وضيقه، وكابوس الفهم الخاطئ للدين، المنحرف عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وشرعه، ولكن ماذا بعد هذا؟ علينا إن أردنا تصحيحا حقيقيا نضمن به عدم رجوع هؤلاء إلى ما كانوا عليه، وحلولا لأزمة ما تعانى منه الأمة اليوم من خروج جماعات متشددة غالية في فهم الدين ترى العنف هو السبيل للإصلاح، أن نريها بالفعل والعمل لا بالكلام، أن هناك طريقا آخر للإصلاح بالسلم والأمن والإقناع، والنظر في الأسباب التي غذت هذا التطرف المقيت وإيجاد حلول لها، فإن علاج الأسباب يستأصل جذور المرض ولا يُبقي له أثرا، ويرجع بالعافية على الكافة، ويعيش المجتمع كله في أمن، فيستريح ويريح، والعافية إذا شملت الكافة حولت الكافة إلى حُماة للأمن وحُرَّاس له، يُستغنى به عن كثير من المعتقلات والسجون. أما العلاج الذي عليه المسؤولون عامة في البلاد العربية والإسلامية عموما، فيعتني بعلاج الأعراض المتمثل في القهر وغلبة السلطان، ويُعرض عن الأسباب، فلا يزيد الأمر إلا سوءا، لأنك تستطيع أن تنتزع محفظة أحد بالقوة وتسلبه ماله، لكنك لا تستطيع أن تسلبه أفكاره إلا بالإقناع. وعلاج الأسباب له مساران، فكري خفي مدسوس، ومادي محسوس. الأول أساسه إتاحة البديل السوي الذي يحل محل الفكر المتطرف، ولا يكون ذلك إلا بالتعليم الصحيح لمبادئ الدين في المعاهد والجامعات والمساجد، وتعلم السنة؛ سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصحيحة على فهم سديد بفقه وبصيرة، لا أن ننكر السنة من أصلها ونقول لهم: السنة ليست حجة في الدين، ولا حُجَّةَ في التشريع سوى القرآن، فلو قلنا هذا لكنا أولا مخالفين أوامر القرآن الكثيرة التى تأمر باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، ولعَدُّوا ثانيا هذا منا تطرفا وقابلوه بتطرف مثله، فنبذ السنة بطبيعة الحال يُقابله انحياز إلى السنة، يكون مع إغراق في الظاهرية دون تفقه وبصيرة، يقود إلى التشدد والتطرف. فحل مشكلات التطرف في بلادنا وغيرها سهل ميسر إذا أخذنا بأسبابه، بنشر الثقافة الدينية الصحيحة بين الناس، بإعادتها بقوة إلى حياتنا اليومية، وإلى مناهج الدراسة والتعليم في المعاهد والمدارس والجامعات، التي أُفرغت فيها المواد الدينية من محتواها من سنين وهُمِّشت، فلم يعد لها دور ولم يعد بها اعتناء، والآن نجني ثمار هذا التهميش. علينا في الأخذ بالأسباب أن نعيد إلى المسجد دوره الرائد في الدرس والموعظة والخطب الدينية وحلقات العلم المنهجية المُوَسَّعة، تحت إشراف علمي موضوعي، هدفه الإصلاح الحقيقي لرفع الجهل وتوصيل المعارف الدينية الصحيحة، المبنية على الوسطية التي جاء بها الإسلام، دون إفراط أو تفريط، إن لم نفعل هذا بقوة وشجاعة ومسؤولية ونُخَلِّص أنفسنا من الخوف على الأمن والشباب من دَور المسجد بتقديم منهج علمي صحيح، فالبديل عدم الأمن، بتلقف خليط مستورد من الأفكار الدينية مشوشة من هنا وهناك، قائم إما على إفراط وغلو وتطرف يأتي على الأخضر واليابس، أو تفريط وجهل مظلم تتفاقم عنه الأزمات وتتمكن الأوجاع، وتثخن الجراح، وتغيب المفاهيم الصحيحة للدين، وينتهي بنا الحال إلى علاج الأعراض، والداء يتمكن، وكلما وجدنا حلا لمشكلة أَطلَّت علينا برؤوسها مائة مشكلة. علينا لنأخذ بالأسباب أن نبني المعاهد والمؤسسات التي تؤهل لنا الكوادر الكُفأة القادرة على توصيل الخطاب الديني المقنع المعتدل، الذي يستقر في القلب، ويحول تعاليم الإسلام عند السامع إلى سلوك وعمل، لا خطاب مُمِلٍّ يدخل من أذن ويخرج من أذن، ويستدعي النعاس والنوم، إننا بتأهيل الكوادر الصالحة للخطاب الديني المعتدل غير الموجه، نُقْنع من نخاطب بالمنطق والبرهان، ونوفر أمنا حقيقيا يحرس نفسه، لا أمنا نحن نحرسه، وفي ذلك خير لحياتنا، وفلاح لآخرتنا، ويوفر علينا الجهد والمال والوقت الذي نبذله ونحن نُعرض عن منهج الله تعالى . أما علاج الجانب المادي المحسوس، فعلى من يعنيهم الأمر في هذه البلاد وفي غيرها، أن ينظروا في مشاكل الشباب التي تؤرقهم وتقض مضاجعهم، الشاب يجد نفسه وقد بلغ الأربعين ولا زال يحلم بالبيت والزوجة والوظيفة، وكلما اقترب من هذا الحلم وجده سرابا، وحتى ما يوضع لبعض هذه الثلاثة من حلول يجده الشاب المسلم غير مقنع، فمشاريعنا لحل أزمة الإسكان في الدول العربية كلها للأسف لا تقوم إلا على الإقراض بالربا، الشبح المخيف الذي لا يقدر مسلم على مواجهته، فمن يقدر على حرب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم التي أذن بإعلانها على المتعامل بالربا. وفرص العمل وإن وجدت، وهي قليلة، فهي أيضا في نظر الشاب المسلم غير نظيفة، محفوفة بالمعاصي والمخالفات التي تفسد الدين والدنيا، رشاوى ـ استغلال نفوذ ـ سرقات واختلاسات ـ تزوير وغش ـ اختلاق مشاريع وهمية ـ صفقات مشبوهة ـ اختلاط فاضح غير منضبط فكك الأسر وأغرى بالفساد والخيانة من الجنسين، وكل هذه المخالفات ليست لها إدارة حازمة تطبق القوانين على من يرتكبها. العدل الاجتماعي المتمثل في تأمين القدر الضروري من الحياة الكريمة للشباب في النفقة أو العمل والمسكن والأسرة أمر لا مناص منه إن أردنا إصلاحاً حقيقيا نُخرج به الشباب من دائرة العنف ونضمن به عدم رجوع من أخرجناهم إليه. إن لم نأخذ هذا العدل الإجتماعى من الإسلام وهدي محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلنأخده من دول الغرب التى اهتدت إليه بعقولها، فمن بلغ من رعاياهم سن الرشد كان لزاما عليهم بمقتضي قوانينهم أن يوفروا له المأكل والمسكن والنفقة حتى يجدوا له عملا يكفيه ويُرضيه، فقد أخذوا منا هدي الإسلام في إصلاح الرعية دون إيمان به، وأعرضنا عنه مع إيماننا به، وهذا ما يؤكد حقا أن الإسلام هو دين الفطرة. والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. الصادق بن عبد الرحمن الغرياني 19 ربيع الثاني 1431 هـ الموافق 3 / 4 / 2010 نقلا عن موقع الشيخ ( التناصح) بتاريخ 2010/4/5 (المصدر:المنارة للإعلام (موقع ليبي )بتاريخ 5 أفريل 2010)  

كلمة حق ( حول إطلاق مجموعة من الشباب الليبي كانوا ينتمون إلى الجماعة الليبية المقاتلة )

 


  بقلم : الدكتور الشيخ حمزة ابو فارس المنارة – 6/4/2010 بسم الله الرحمن الرحيم                                  الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، اللهم صل وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين . وبعد فقبل سنة تقريباً عرض علي كتاب ألفه مجموعة من الشباب الليبي كانوا ينتمون إلى الجماعة الليبية المقاتلة ، ألفوه وهم في السجن ، يعلنون فيه التخلي عن أفكار تتسم بالعنف كانوا يحملونها ، وقد جاء تخليهم عن هذه الأفكار نتيجة جهود محمودة قام بها أخونا الدكتور علي محمد الصلابي – حفظه الله . أقول قرأت هذا الكتاب فوجدت ما فيه من الأفكار متزنا لا يخالف الأحكام الشرعية حسب ما أعلم ، وكتبت تقريرا عن هذا الكتاب أبنت فيه عن وجهة نظري فيه وقد نشر كلامي كاملاً . وقد فعل مثل ما فعلت ثلة من العلماء من بقاع مختلفة من العالم الإسلامي . وكانت نتيجة ذلك أن أطلق سراح مجموعة منهم لم يكن من بينهم أحد من القيادات ، ومع ذلك فقد سرنا الخبر وفرحنا له ، وكنا ننتظر خروج البقية فتأخر ذلك ، ثم شاهدنا على الشاشة المؤتمر الصحفي الذي عمله الدكتور سيف الإسلام القذافي والذي صاحبه خروج مجموعة أخرى منهم بعض القيادات فزاد سرورنا بذلك ، وما زلنا ننتظر خروج البقية ، وأرجو أن يكون ذلك قريبا . وهنا أقول كلمة : لابد أن أشكر أولئك الشباب الذين استجابوا للحوار واختاروه سبيلاً ، وأنصحهم ـ والدين النصيحة ـ أن يندمجوا في المجتمع ويؤثروا فيه بسيرتهم الحسنة وحوارهم الهادئ راجين ، بل ونحن واثقون من استفادة المجتمع منهم أتم استفادة ، والأمة بحاجة إليهم في هذا الوقت العصيب الذي تمر به . ولابد أن أشكر الدكتور سيف الإسلام على مساعيه الطيبة في إخراج هؤلاء الفتية من السجن الذين في خروجهم فائدة للمجتمع الليبي لا تقدر بثمن ، وفي بقائهم في السجن خسارة للشعب الليبي بأسره ، وأرجو من الدكتور سيف الإسلام أن يتمم مساعيه لإخراج البقية . ولا بد لي أن أشكر أخانا الدكتور الصلابي على صبره الدؤوب وأسفاره المتكررة واستماتته في الحوار وصدره الواسع في هذه المهمة الغير السهلة ، راجيا من المولى عز وجل أن يجزيه أحسن الجزاء يوم لا ينفع مال ولا بنون . وهنا لا يفوتني أن أنصح كل من يستطيع المساهمة في حوار الشباب المتدين القابع في السجون في الدول الإسلامية وإخراجهم من غياهب السجون أن يفعل ما يمكنه، وأنصح الجهات الأمنية في الدول الإسلامية أن تكون خير عون على ذلك ، ولا تضع العراقيل أمام هذه المهمات نتيجة خيالات وأوهام لا سند لها من الواقع ، قبل أن يفوت الأوان فإن العنف لا يولد إلا العنف على الدوام إلى ما لا نهاية أو إلى نهاية لا تحمد عقباها وأذكر الجميع بقوله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) وأذكر بقوله – عز وجل – ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) وأخيرا أقول –  إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .    المصدر / موقع الشيخ حمزة ابو فارس  
(المصدر:المنارة للإعلام (موقع ليبي )بتاريخ 6 أفريل 2010)

 

تقارب بين الجزائر وأمريكا ونفور وأزمة مع فرنسا واشنطن تبحث عن حليف وباريس تنفخ في رماد التاريخ

 


إذا كان النفط والإرهاب هما السببان في التقارب الجديد في السياسة الأمريكية اتجاه الجزائر،  فإن النفور في العلاقات مع باريس يكون هو الآخر قد عجّل في هذا التقارب . إذ في الوقت الذي انقطع فيه المبعوثون بين قصري الإليزي المرادية بسبب النفخ في رمادالتاريخ، ارتفع حجم الزيارات  »النوعية » بين واشنطن والجزائر، وهو ما يرى فيه المراقبون، أن إدارة أوباما تريد أن تدفع بالعلاقة من وضعية السطحية والمحدودة حاليا إلى فضاء أكثـر عمقا وجدية. مشاكل ساركوزي الداخلية جعلته يتحاشى مواجهة ملفات عالقة مع الجزائر  المهتمون بملف العلاقة بين الجزائر وباريس، يقسمون السياسة الفرنسية إلى قسمين، الأول رسمي يندرج ضمن ما يقدم باسم  »الإليزي »، والثاني غير رسمي يقوده غير السياسيين بصفة رسمية، وتصب عامة في اتجاه واحد يخدم مصالح فرنسا لا غير، داعين في الوقت نفسه المسؤولين في السلطة الجزائرية إلى التعاطي  »الجيد والصارم » مع تحرشات النظام الرسمي الفرنسي، لدفعه إلى الاعتراف بجرائمه، والاعتذار وتقديم الفاتورة الرسمية. معادلة غير مفهومة بالنسبة إلى البعض، لكنها مؤكدة من حيث الممارسة والواقع الذي تمر به العلاقة بين البلدين، أو بين الجلاد والضحية. لم تتوقف باريس عن التحرش بالجزائر منذ الاستقلال. وعندما سألت الوزير دحو ولد قابلية، قبل أسابيع، بمناسبة تفاقم وتيرة التوتر بين العاصمتين، أجاب بصراحة من ذاق مرارة الاستعمار ومسيرة  »قاتل أو مقتول » أن خصم الأمس يريد  »تركيع الجزائريين »، مقدرا بأن هذا الحلم لن يكون قابلا للتحقيق مطلقا. وقبل أيام قليلة أهدى زرهوني وزير الداخلية، لوزير العدل الأمريكي كتابا عن حياة الأمير عبد القادر، وحرص على القول وهو يسلمه إياه بأن هذا الرجل هو من قاد مقاومة الجزائريين ضد الفرنسيين، كما حرص كل الحرص على إطلاع ضيفه الأمريكي بأن الرئيس الأمريكي جورج واشنطن أهدى الأمير عبد القادر واحدا من  »مسدساته » في إشارة ضمنية إلى دعم واشنطن لمقاومته على اعتبار أن الشعب الأمريكي ذاق هو الآخر مرارة الاستعمار والحروب والاستعباد. لقد كشفت فرنسا عن نواياها تجاه الجزائر بصفة علنية ومباشرة خلال رحلة علاج بوتفليقة هناك.. ولا غرابة القول بأن الرئيس غير نظرته وسياسته 180 درجة بعد الحملة الإعلامية الشرسة التي شنتها الصحف اليمينية الفرنسية ضده، وهو يخضع للعلاج في مستشفى  »فال دو غراس » العسكري خريف سنة .2005 فكان أول قرار اتخذه بوتفليقة بعد عودته أن كلف وزير خارجيته، آنذاك، محمد بجاوي إبلاغ نظيره فليب دوست بلازي بأن الجزائر لن توقع معاهدة الصداقة مع باريس قبل أن يحسم الفرنسيون أمرهم إزاءها فيما يخص مسألة الذاكرة. لقد اجتهد الرئيس السابق جاك شيراك، على وضع لبنات معاهدة إستراتيجية على شاكلة إيطاليا وإسبانيا والبرتغال.. كما دشن رفقة بوتفليقة صفحة بيضاء جديدة جعلت هذا الأخير يثني على باريس ويعتبرها مفتاح العالم بالنسبة إلى الجزائر. قبل أن تتوقف العربة ويطلق قانون 23 فبراير الممجد للاستعمار رصاصة الرحمة على الحصان الذي كان يجرها. لقد قيل آنذاك إن بوتفليقة أبرم صفقة مع ساركوزي من أجل عدم إعطاء شيراك شرف الترشح للانتخابات لعهدة ثالثة.. قاطعا العهد على نفسه بأن يستجيب لجميع مطالب الجزائريين. في ماي 2007 فاز ساركوزي بالرئاسة الفرنسية، وجاء إلى الجزائر في أول خرجة له إلى الخارج لكن ليطلب من بوتفليقة دعمه في مشروع الاتحاد المتوسطي ويعرض عليه شراكة استثنائية تبدأ وتنتهي  »باستحلاب » ثروات الجزائر مقابل أن ينطق ساركوزي بعبارة اعتذار لم تخرج أبدا من فمه ولا يبدو أن ذلك سيحدث في يوم ما. كما بينت الأيام والأشهر أن ساركوزي ليس هو الشريك القادر على الانتقال بالعلاقة مع الجزائر إلى فضاء أرحب، خاصة أنه محيط بلوبي من بقايا  »الجزائر فرنسية » لم يخف عداءه لأي تقارب بين باريس والجزائر. كما زادت مشاكل ساركوزي الداخلية، وساهمت أزمة المال العالمية في تعقيدها، وبدا ذلك واضحا بوقوفه عاجزا عن إقناع الجزائريين بعدم تحويل بوصلتهم إلى أقصى الغرب ناحية واشنطن للتخفيف من وطأة ضغط باريس، بل إن ساركوزي لم يكلف نفسه عناء التعليق على إجراءات بوتفليقة الاقتصادية.  ( المصدر: صحيفة « الخبر » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 11 أفريل  2010)


اقالة و توبيخ … ماجد عزام


ماجد عزام أخيراً أصدر الرئيس محمود عباس قراره بإقالة رئيس ديوانه السيد رفيق الحسينى على خلفية الشريط الفاضح الذي كشف مدى تغلغل الفساد والانهيار الاخلاقى فى مؤسسات السلطة الفلسطينية، و في مصادفة لافتة كانت قيادة الاحتلال تصدر في الوقت نفسه تقريباً قرارا بتوبيخ جنود أقدموا على قتل اربعة مواطنين فلسطينين بدم بارد أواخر آذار مارس الماضي . قرار الرئيس عباس جاء متاخرا جدا . فالشريط قدم له منذ سنة ونصف تقريبا اى فى خريف العام 2008 واكتفى عباس حينها باقالة اللواء توفيق الطيراوي, بعد ترقيته طبعا! ليدير » الاكاديمية الامنية الفلسطينية » -عندنا شىء كهذا-. رغم ان العدالة كانت تقتضى اقالة الحسينى ايضا دون اى مجاملات وليس على طريقة العالم الثالث وجمهوريات او عفوا – سلطات الموز- حيث الاقالة دائما تتم بترقية -او شلوت- الى الاعلى . غير ان الاخطر من ذلك هو, ان قرار لجنة التحقيق الشكلية ركز على قضية الشريط وبرأ عمليا الحسينى من( الابتزاز الجنسي) وتجاهل تماما قضية الفساد المالي التي تعتبر جزء لا يتجزا من القضية. ارادت اللجنة الوهمية التى كانت قراراتها معروفة  » سلفا  » القول لنا : ان الحسينى ارتكب خطا شخصي لا علاقة له بعمله الرسمي, وان المشكلة فى المخابرات التى تتعقب الناس وليس فى الذهنية التى تتحكم بعمل المخابرات و السلطة ككل والتى تتعامى عن حقيقة انها سلطة حكم ذاتى بلدي ليس موسع حتى , وانها لا تملك صلاحيا فعلية وجدية على الارض, علما ان هذا البعد مهم جدا ويؤثر على كافة مناحي عمل السلطة وهو يختصر حقيقة الملهاة الى نعيشها سواء فى الضفة الغربية او حتى فى قطاع غزة . بالتزامن مع قرا اللجنة البائسة كانت قيادة جيش الاحتلال تكتفى بتوبيخ جنود قتلوا اربعة فلسطينيين بدم بارد اواخر اذار مارس الماضى قالت انهم ارتكبوا خطا تكتيكى وهى محقة طبعا, على اعتبار ان الهدف الاستراتيجى يتمثل بقتل اكبر عدد ممكن من المواطنين الفلسطينين وفق سياسة عد الجثث الاجرامية والعنصرية التى تتبعها اسرائيل منذ تاسيسها. والادهى من ذلك كله ان قيادة الاحتلال قررت الاستعانة بالكلاب البوليسية من اجل مطاردة المتظاهرين الفلسطينيى كى لا تلجا الى القتل او التنكيل المباشر بحقهم . المعطيات والحقائق السابقة تطرح السؤال المر والمحزن كيف تستطيع سلطة تتصرف بهذه الذهنية وتتستر على الفساد بانواعه واشكاله المختلفة ان تواجه ذهنية الاحتلال والاجرام ليس فقط فى الميدان وانما حتى على طاولات التفاوض وفى ميادين السياسة الاجابة يمكن الحصول عليها عبر عدة مصادر ووقائع فالسيد ياسر عبد ربه قال فى مذكراته التى نشرتها صحيفة الحياة-تشرين ثانى نوفمبر 2008- ان ياسر عرفات لم يكن مفاوضا بارعا ناهيك عن اتباعه استراتيجية تفاوضية خاطئة-الاهتمام بمظاهر السلطة على حساب الارض- عبد ربه ارجع كذلك التباين الهائل بين الخطاب الفلسطينى الباهت والبائس الذى القى فى البيت الابيض عند توقيع اتفاق اوسلو و خطاب اسحق رابين المتعالى والمتغطرس والعنصرى الى مجرد خطا وانخداع بشروط البيت الابيض وليس الى الافتقاد الى الارادة والقدرات اللازمة للتفاوض او الاشتباك التفاوضى حسب تعبير بعض الخجلين من عملية التسوية ومساوئها . برهان اخر على وهن ووهم السلطة قدمه السيد عباس زكى الذى قال لصحيفة الشرق القطرية انه يشعر بالحزن والاسى من اللامبالاة الى تعاطت بها قيادة السلطة وفتح مع اعتقاله وحسب زكى ، فإن رئيس السلطة محمود عباس لم يجد وقتا يجري فيه اتصالا هاتفيا مع عضو قيادة الحركة التي يترأسها، ليهنئه بالخروج من الأسر الإسرائيلي، والاطمئنان على صحته، وهو أخر عودته، باقيا في العاصمة الأردنية بضعة أيام أخرى بعد انتهاء القمة العربية في سرت، أما سلام فياض رئيس حكومة السلطة، ومحمد راتب غنيم الموجودان في رام الله، فقد وجدا وقتا للاتصال، دون أن يجدا وقتا لزيارتى وهم إلى ذلك، لم يصدروا أي بيان يطالب بإطلاق سراحى.! هذه السلطة البائسة-بنت اتفاق اوسلو سىء الصيت – لن تستطيع مقارعة الاحتلال لا سلما ولا حربا وهى اوصلت الشعب الفلسطينى الى الماساة التى يعيشها حاليا ليس فقط فى الضفة الغربية وانما فى قطاع غزة والشتات ايضا وبالتاكيد فان اى مواطن فلسطينى لن ينام هادىء البال طالما ان مصيره مرتبط بها و وبقياداتها التى تعجز قامتها القصيرة عن قيادة الشعب العملاق نحو الاستقلال وتقرير المصير .  
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
 
 (المصدر: وكالة الأنباء الفلسطينية(سما)بتاريخ 11 أفريل 2010)   


إنهم يستميتون لمنع انتفاضة جديدة


ياسر الزعاترة من الواضح أن الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية خارج سياق قوى المقاومة لا تزال تستميت من أجل الحيلولة دون اندلاع انتفاضة جديدة، كل طرف لأسبابه الخاصة. هناك ابتداءً الطرف الإسرائيلي الذي يتمتع منذ حرب غزة بهدوء استثنائي ومستوى من الأمن والأمان لم يتمتع به منذ اندلاع انتفاضة الأقصى نهاية سبتمبر/أيلول من عام 2000، الأمر الذي أتاح له تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية على نحو يبدو الأفضل، ليس بين دول المنطقة فحسب، وإنما بين دول العالم أيضا. هو معني أيضا باستمرار هذه الحالة من الهدوء، ليس فقط للسبب المشار إليه، أعني الأمن والأمان، بل لاعتقاده أنه يمضي حثيثا في اتجاه تكريس البرنامج الذي يحظى بإجماع استثنائي في الأوساط السياسية والأمنية، والذي يتمثل في برنامج « السلام الاقتصادي » بحسب تعبير نتنياهو، والدولة المؤقتة بحسب تعبير الأطراف الأخرى، من دون فقدان الأمل في فرض حل نهائي على السلطة يحاكي وثيقة جنيف وملحقها الأمني، الذي يكرّس عمليا دولة كانتونات تحت الإبط الإسرائيلي تريحه من عبء إدارة السكان من دون أن تهدد أمنه قيد أنملة، في ذات الوقت الذي تسمح له بالإبقاء على الأجزاء الرئيسة من القدس، بما فيها تلك التي يعتقد أن الهيكل « الحلم » يرقد تحتها. ليس هذا فحسب، فالهدوء القائم حاليا يبدو أكثر من ضرورة أيضا لمواجهة الخطر الذي يحظى بالأولوية في هذه المرحلة ممثلا في المشروع النووي الإيراني، حيث يعلم الجميع أن اندلاع انتفاضة جديدة سيعطل اللعبة، وقد يقلبها لصالح الطرف الإيراني. بالنسبة للطرف الأميركي يمكن القول إن أية هواجس إسرائيلية هي أولوية بالنسبة إليه، لكن ما يضاف إلى ذلك هو إدراك إدارة أوباما لحقيقة أن انتفاضة جديدة في الأراضي المحتلة ستعني إشعال أفكار العنف، بلونيها المشروع والمتطرف في سائر المنطقة، في حين يعيش الجيش الأميركي مأزقا كبيرا في أفغانستان وبدرجة أقل في العراق القابل للانفجار، بينما تظهر على السطح ملامح نقاط ساخنة جديدة في دول « فاشلة » مثل اليمن والصومال. في هذا السياق، وردا على قرار إسرائيلي بإنشاء 1600 مسكن جديد في مستوطنة في القدس، لم يتردد نائب الرئيس الأميركي بايدن، رغم كونه صهيونيا وإن لم يكن يهوديا كما ذهب إليه هو غير مرة، لم يتردد في القول لمحاوريه الإسرائيليين أثناء زيارته لتل أبيب « ما تفعلونه هنا يمس بأمن جنودنا الذين يقاتلون في العراق، وفي أفغانستان وباكستان. هذا يعرضنا للخطر ويعرض سلام المنطقة للخطر »، بينما أقرّ قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديفد بتريوس أمام أعضاء في مجلس الشيوخ بأن التوترات الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين لها تأثير بالغ على القوات الأميركية العاملة في العالم الإسلامي، مؤكدا أن جيش بلاده يراقب تلك التطورات عن كثب. وهو ذات الموقف الذي يتبناه « البنتاغون »، والذي دفع أوباما إلى قدر من الجرأة على نتنياهو تبدت أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن. لم يكن بوسع نتنياهو أن يتجاهل هذه الحقيقة، فكان أن ركز عليها في كلمته أمام « الإيباك »، حيث قال بحسب صحيفة هآرتس « كراهية الإسلام المتطرف للغرب لا تنبع من أعمال إسرائيل، بل هو يكره إسرائيل بسبب الغرب. الإسلام المتطرف يرى إسرائيل موقعا متقدما للحرية. أن تقاتل إسرائيل أعداءها فإنها تقاتل أعداء أميركا ». في هذا السياق يعلم الجميع أن انتفاضة الأراضي الفلسطينية المحتلة هي التي أشعلت فتيل العنف في المنطقة، ونشرت ثقافة المقاومة، وكم من مرة قال أسامة بن لادن للأميركيين « إنكم لن تعيشوا الأمن والأمان إذا لم نعشه واقعا في فلسطين »، كما أكد أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول كانت ردا على ما كان يجري في فلسطين، بصرف النظر عن رأي البعض في دقة التوصيف. لم يعد بوسع أحد إنكار هذه الحقيقة المتمثلة في مركزية القضية الفلسطينية في الوعي الجمعي للأمة العربية والإسلامية، وأنها هي وحدها التي يمكنها إشعال المنطقة برمتها وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه خلال السنوات الثلاث الأولى من الألفية الجديدة (سنوات انتفاضة الأقصى الأكثر سخونة)، والتي قال خلالها 59% من الأوروبيين -وليس المسلمين- إن الدولة العبرية هي الدولة الأخطر على السلام العالمي تليها مباشرة، وبنفس الدرجة الولايات المتحدة. إذا جئنا للطرف الأوروبي، فهو معني أيضا باستمرار الهدوء في الأراضي المحتلة، وبالطبع لأن العنف يعني تهديدا جديا لمصالحه، فضلا عن تورط عدد لا بأس به من دوله في مستنقع أفغانستان التي سيغدو الحديث عن حل سياسي لمعضلتها مستحيلا إلى حد كبير، مع العلم بأن دوامة العنف ستطالها أيضا تبعا لتحالفها مع الولايات المتحدة، وما جرى في مدريد ولندن قبل سنوات شاهد على ذلك. إن مشاهد الموت والدمار في الأراضي المحتلة، معطوفة على عودة المقاومة، ومن ضمنها العمليات الاستشهادية لن تكون محصورة الأثر في تلك الرقعة من العالم العربي، وإنما ستمتد هذه المرة، لتهدد عددا لا بأس به من الدول العربية القريبة من الولايات المتحدة والغرب. يحيلنا ذلك إلى الحديث عن الطرف العربي في المعادلة، وهو هنا معني، وتحديدا محور الاعتدال، بعدم اندلاع انتفاضة جديدة، ليس فقط لأنه معني بتفرغ الولايات المتحدة لمعالجة الطموحات الإيرانية، بل أيضا بسبب خوفه من تأثير تلك الانتفاضة على أوضاعه الداخلية، لا أعني مصر التي يعيش نظامها أولوية التوريث، والتي ستغدو صعبة في حال اندلاع الانتفاضة، بل أيضا الدول الأخرى التي ستكون مضطرة لمجاراة تلك الانتفاضة ودعمها خوفا من شعوبها، في حين لن تكتفي قطاعات من تلك الشعوب بالدعم التقليدي هذه المرة، بل قد تبادر إلى القيام بعمليات ضد أهداف أجنبية، بمبادرات فردية، أو عبر مجموعات صغيرة. يبقى الطرف الفلسطيني، ممثلا في السلطة في رام الله، وهي سلطة تسابق بدورها الزمن من أجل الحيلولة دون اندلاع الانتفاضة، وتبعث برسائل عديدة للأطراف المعنية تحذر من هذا الاحتمال الذي لن يكون بوسعها منعه إلى ما لا نهاية في حال استمر التعنت الإسرائيلي، مع العلم بأن الفئة الحاكمة في تلك السلطة لا تؤمن، أو بعضها في أقل تقدير، بخيار الانتفاضة، بل تراه تهديدا لما تسميه « المشروع الوطني »، من دون أن ننسى أن مصالح جزء كبير من تلك الفئة قد باتت مرتبطة بالتصور الجديد لسلطة تحت الاحتلال، سواء تطورت إلى دولة منقوصة السيادة، أم بقيت في حدود ما يشبه الدولة، لأن السيادة بحسب هؤلاء ليست ضرورية تماما. هنا يأتي السؤال حول إمكانية نجاح هذه الجهود في تحقيق هدفها، وبالطبع عبر الإبقاء على حالة المراوحة الراهنة من خلال عملية تفاوض تستمر من دون أفق زمني، في حين يجري تحسين شروط حياة الناس في الضفة من خلال « حوافز » إسرائيلية تتمثل في تخفيف الحواجز أو الإفراج عن بعض المعتقلين، مع تحسين الوضع الاقتصادي، إلى جانب نقل الصلاحيات الأمنية للسلطة في مدن جديدة. مشكلة هذا المسار أنه يقايض الكرامة والتحرير بتحسين شروط الحياة، أي أنه يشبه في جوهره مشروع روابط القرى في السبعينيات الذي رفضه الفلسطينيون بإباء، مما يعني أن الوضع الجديد لن يكون مقبولا بالنسبة لقطاعات عريضة من الشعب الفلسطيني، لكن الذي لا يقل أهمية في السياق هو أن أي تحسين في شروط الحياة لن يمس سوى قطاعات محدودة، في حين سيبقى القطاع الأكبر رهن المعاناة، من الاحتلال، أو من فساد السلطة وعصاها الأمنية الثقيلة. الأهم من ذلك هو أن وضع الاحتلال لا يسمح بالكثير من التحسين في ظل وجود الجدار من جهة، ومن جهة أخرى في ظل الإصرار على تفريغ القدس من سكانها، والمضي في برنامج تهويدها، بما في ذلك الاعتداء على المقدسات، وهذه جميعا قنابل متفجرة تحت سرير الهدوء القائم. ولنتذكر هنا أننا إزاء حكومة يمينية متطرفة مسكونة بالأحلام التوراتية، ويبدو أنها ترى أن زمن الهيكل والسيطرة الكاملة على القدس قد اقترب، بدليل التشدد المفرط من طرف نتنياهو حيال تجميد (مجرد تجميد) الاستيطان في القدس، وبدليل الافتتاح المعلن لكنيس الخراب بجانب المسجد الأقصى، والإعلان عن مشاريع « كنس » جديدة. سيقال هنا إن قوى المقاومة في وضع صعب في الضفة الغربية، ولن يكون بوسعها فعل الكثير في مواجهة برنامج الجنرال الأميركي « كيث دايتون » الذي يتحرك بقوة على الأرض ويحقق نجاحات كبيرة، وقد يكون ذلك صحيحا إلى حد ما، لكن ما ينساه هؤلاء هو أن الشارع العادي هو من فجّر انتفاضة الأقصى وليس الفصائل، ثم التحقت هذه الأخيرة بها ومنحتها الزخم المسلح والاستشهادي بعد مرحلة كانت تعيش فيها بؤسا استثنائيا بسبب قمع أوسلو وتنسيقه الأمني. من الصعب الجزم بالمدى الذي ستستغرقه حالة المراوحة القائمة، لكن الأكيد هو أن الانتفاضة الجديدة ستندلع، سواءً تم ذلك بعد شهر أو شهرين، أو عام أو عامين أو أكثر. وعندها ستكون انتفاضة مختلفة، لا تساهم في ضرب الاحتلال فقط، بل ستكون مقدمة لحركة تغيير في المنطقة أيضا، وبالطبع بعدما ضاقت الشعوب ذرعا بهذه الأنظمة التي تتسم ببؤس سياساتها الداخلية من فساد وقمع، كما تتسم بالتراجع المزري أمام الإملاءات الخارجية أيضا. أما المقدمة الضرورية لتلك الانتفاضة فهي انقلاب حماس ومن معها وحولها من قوى المقاومة على خيار السلطة تحت الاحتلال وديمقراطيتها التي لا بد أن تخدم مشروع الاحتلال أيضا، ويتمثل ذلك في رفض مشروع المصالحة على قاعدة تكريس واقع تلك السلطة وطرح مشروع مقابل عنوانه إدارة بالتوافق لقطاع غزة بوصفه منطقة محررة أو شبه محررة، مع إعلان انتفاضة شاملة حتى دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط حتى حدود الرابع من يونيو/حزيران، وذلك حتى لا يلتزم الشعب بأي تعهد يفرط في أي شيء من حقوقه، وهو ما سيكون بالطبع مقدمة للتحرير الشامل.  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 أفريل  2010)  


عندما يصبح أوكامبو خصما يجب أن يتنحى أو يُنحى


لؤي ديب قبل أيام وفي ندوة ببروكسل شبَه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو مراقبة الانتخابات في السودان بمتابعة التصويت في ألمانيا في عهد الزعيم هتلر، وفي تصريحات السيد أوكامبو أربعة إيحاءات: الأول: أن السودان كبلد بمجمل سكانه وتنوعه يعيش حالة مشابهة لموقف الشعب الألماني مع هتلر أثناء توليه حكم بلاده، وقياساَ على عدد أولئك الذين تورطوا مع هتلر، فإن السيد أوكامبو يوجه الاتهام لشريحة عريضة من الشعب السوداني دون تفصيل يذكر ودون سند. الثاني: أن السيد أوكامبو يشبه الرئيس السوداني عمر البشير بهتلر الذي أجمع العالم على جرائمه، في خروج واضح عن حدود اللياقة المصاحبة لمنصب المدعي العام. الثالث: موجه للمراقبين المحليين والدوليين بأن مهمتهم مجرد مضيعة للوقت، لأن السيد أوكامبو قرر منفردا أن السودان يعيش حقبة نازية. الرابع: تدخل وتحريض واضح على صيرورة واستمرار العملية الانتخابية في السودان، ومحاولة لإفشالها، وانقضاض على حق الشعب السوداني في اختيار مؤسسات حكمه من خلال الانتخابات، وحكم مسبق بوصف نزاهة العملية بالمستحيلة.  »  أوكامبو الذي أشبعنا مماطلة في تحريك ملف غزة، والذي أقر بنفسه بأن الملف الفلسطيني أكثر من مكتمل، أصبح يعطي الجزء الأكبر من وقته لتجاذبات شخصية مع الرئيس السوداني، وربما يكون قد وضع طوق نهاية خدمته حول عنقه إن تمت إجادة محاسبته على تصريحاته  » إن السيد أوكامبو الذي أشبعنا مماطلة في تحريك ملف غزة، والذي أقر بنفسه بأن الملف الفلسطيني أكثر من مكتمل، أصبح يعطي الجزء الأكبر من وقته لتجاذبات شخصية مع الرئيس السوداني وربما يكون قد وضع طوق نهاية خدمته حول عنقه إن تمت إجادة محاسبته على تصريحاته. عندما أصدرت المحكمة قرارها بتوقيف الرئيس البشير لم يكن قرارها حكماً وإنما جاء ضمن إطار استكمال الإجراءات والتحقيقات، ولست هنا بصدد تشريح قرار المحكمة وحيثياته الدافعة وإنما أركز على قرارها النهائي الذي بموجبه يبقى الرئيس البشير بريئا لحين ثبوت إدانته وإصدار حكم عليه، وفق ما جاء في المادة (66) من نظام روما المتعلق بقرينة البراءة، حيث إن: (1) الإنسان بريء إلى أن تثبت إدانته أمام المحكمة وفقا للقانون الواجب التطبيق، (3) يجب على المحكمة أن تقتنع بأن المتهم مذنب دون شك معقول قبل إصدار حكمها بإدانته. وتشبيه السيد أوكامبو الرئيس البشير بهتلر هو تعد على حقوق المتهم وفق نظام المحكمة وخروج سافر عن التفويض للمدعي العام والصلاحيات المنصوص عليها في هذا التفويض، وضرب عريض للقيم المنصوص عليها في المبادئ التوجيهية بشأن دور أعضاء النيابة والمعتمد من قبل مؤتمر الأمم المتحدة الثامن لمنع الجريمة. لقد كانت المادة (54) صريحة وواضحة في صلاحيات المدعي العام وحددتها بقوة، وليس فيها ما يجيز له إهانة الأشخاص أو الدول التي ينحدرون منها أو التدخل في شؤون الدول. حيث بدأت تبرز جليا في الفترة الأخيرة شخصنة قضية الرئيس البشير من قبل السيد أوكامبو، وكأن الأمر يتعلق بثأر شخصي وأصبح السيد أوكامبو بشخصه محل تساؤل واستفهام حول نزاهته في استكمال ملف القضية، والمتابع لتصريحات السيد أوكامبو في العام الأخير يجد أن حياديته كمدع عام أصبحت في موضع الشك العميق في توليه زمام الأمور في قضية من هذا النوع، ويضع أسبابا قوية لإعادة تقييم الإجراءات المتخذة من قبله منذ بداية القضية. وللأسف كل ذلك يتزامن مع صمت سوداني غريب وعدم اتخاذ إجراء رادع ضد خروج المدعي العام عن حياديته وعن حدود الحصانة الممنوحة له في إطار أي قضية يباشرها، حيث نص البند الثاني من المادة (48) من نظام روما على أنه: يتمتع القضاة والمدعي العام ونواب المدعي العام والمسجل، عند مباشرتهم أعمال المحكمة أو فيما يتعلق بهذه الأعمال، بالامتيازات والحصانات ذاتها التي تمنح لرؤساء البعثات الدبلوماسية. ويواصلون، بعد انتهاء مدة ولايتهم، التمتع بالحصانة من الإجراءات القانونية من أي نوع، فيما يتعلق بما يكون قد صدر عنهم من أقوال أو كتابات أو أفعال بصفتهم الرسمية.  » نريد عدالة قائمة على تحقيق لا انحيازا وطاعة عمياء لأوامر سياسية، وفصلا لا يعرف الوسطية بين السياسة والعدالة، وهو ما لم يتمتع به  أوكامبو مطلقا في قضية كان عليه أن يباشرها باحتراف ونزاهة  » والصفة الرسمية لا تعطي الحق في توجيه الإهانات للمتهمين، والانتخابات السودانية برمتها قضية لا تدخل في اختصاص المحكمة، والتأثير على أعمال المراقبين والحوارات السياسية هي من المحاذير التي يجب على المدعي العام الابتعاد عنها. ولأن الإهانة الأخيرة لا تمس الرئيس البشير وحده بقدر ما تمس عموم الشعب السوداني وتحاول الانتقاص من حقوقه المشروعة والمنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان باختيار حكامه وممثليه دون تدخل أو إعاقة، فقد أصبح من الواجب على الحكومة السودانية ومنظمات المجتمع المدني السوداني الاقتصاص للإهانة، والتوجه الفوري إلى جمعية الدول الأطراف في المحكمة لتفعيل نص المادة (46) من نظام روما التي تنص في فقرتها الأولى على أنه: – يعزل القاضي أو المدعي العام أو نائب المدعي العام أو المسجل أو نائب المسجل من منصبه إذا اتخذ قرار بذلك وفقا للفقرة 2، وذلك في الحالات التالية: (أ) أن يثبت أن الشخص قد ارتكب سلوكا سيئا جسيما أو أخل إخلالا جسيما بواجباته بمقتضى هذا النظام الأساسي، على النحو المنصوص عليه في القواعد الإجرائية وقواعد الإثبات. وعلى الحكومة السودانية أو أصدقائها المطالبة بالتصويت بالأغلبية على عزل المدعي العام لفقدانه حياديته وإصدار تصريحات مسيئة وعنصرية للشعب السوداني، وإهانة شخص الرئيس السوداني وهو شخصية اعتبارية قيد الاتهام من قبل المحكمة ولم تبثث إدانته. وهذا يتطلب عملا سريعا وفوريا مع الدول الأفريقية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ودول عدم الانحياز الموقعة على المحكمة، وإن استطاع السودان البرهنة على ذلك أصبح بالإمكان الانتقال للتشكيك في كل ما صدر عن السيد أوكامبو وقُدم سابقا، وإعادة الإجراءات بموجب أنظمة المحكمة. لقد خرج الشعر على ألسنتنا ونحن نطالب بعدالة دولية لا تميز ولا تنحاز، ولست أنكر هنا وقوع مآس وانتهاكات في دارفور سابقا، ولكني متأكد الآن من أن ما قدم ضد الرئيس السوداني تم من قبل مدّع عام لا يتمتع بالنزاهة لمباشرة عمله، نريد عدالة قائمة على تحقيق لا انحيازا وطاعة عمياء لأوامر سياسية، وفصلا لا يعرف الوسطية بين السياسة والعدالة، وهو ما لم يتمتع به السيد أوكامبو مطلقا في قضية كان عليه أن يباشرها باحتراف ونزاهة. إن التصريحات الأخيرة التي لا نستطيع إلا أن نصفها بالمشينة والمعيبة بحق الشعب السوداني ورئيسه من قبل المدعي العام الدولي هي خروج تام عن حدود اللياقة القانونية ودور المدعي العام والحدود المرسومة له، وكل هذا يفرض على المجتمع المدني السوداني التوجه إلى المحاكم الأرجنتينية البلد الأصلي للمدعي والمحاكم الهولندية بلد الإقامة، لرفع دعاوى بالتعويض والسب والقذف العلني ضد السيد أوكامبو وتصريحاته ضد الشعب السوداني التي لا تمس من قريب أو بعيد بالقضية المنظورة أمام المحكمة. وإذا كانت الأدوات القانونية الدولية قد استخدمت بكفاءة ضد الكثير من القضايا العربية، فأعتقد أنه آن الأوان لبروز جيل عربي قادر على تطويع تلك الأدوات في خدمة القضايا العربية والدفاع عن كل ما انتهك من كرامة. الكثير من الملفات المتماسكة تغاضى عنها السيد أوكامبو تنفيذا لأجندات سياسية، وليس أقلها ملف غزة حين تجاهل عشرات التقارير الدولية وتوصية تقرير غولدستون في هذا الشأن، وإذا كنا جادين في مطالبنا بعدالة دائمة فإنه أصبح لا بُد من قول الكلمة الصعبة وتخطي الحواجز واستغلال الأدلة ليتنحى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية عن منصبه، فقد أصبح شخصه بمثابة العبء الأكبر على المنصب والدور المناط به لإنفاذ العدالة الدولية. علينا أن ننتقل من موقع المجاملة على أمل لا وجود له إلى موقع القدرة على التغيير وامتلاك أدواته، فمنصب المدعي العام محل شك في قدرته على اتخاذ القرار دون تأثيرات سياسية أو دوافع شخصية، وعبء هذه المهمة يجب ألا يكون في ملعب السودان وحده، بل تخطى الأمر السودان وأصبح قضية كل الأحرار في العالم الذين ينادون بالحرية والاقتصاص من مجرمي الحرب، وليعمل الجميع من أجل توفير الفرصة للدول الأعضاء في نظام روما لتناقش تصرفات المدعي العام وتصريحاته في الأعوام الأخيرة ولنترك الفرصة للجنة محايدة تشكلها تلك الدول لفحص حيادية المدعي العام وقدرته على ممارسة مهامه دون انحياز.  » إن مكونات العدالة الدولية كثيرة ومتشابكة وأهم مكوناتها الشخوص القائمون على تطبيقها، وكما لإصلاح العدالة الكثير من المداخل فإن محاسبة ومساءلة المدعي العام الدولي عن أقواله وتصرفاته هو أحد أكبر وأهم تلك المداخل من أجل عدالة دولية دائمة ومستقيمة  » لقد أعطى السيد أوكامبو بتصريحاته الأخيرة فرصة ذهبية لكل أولئك الذين ينشدون العدالة الدولية والانتقال بها للعدالة المستدامة لتصحيح صفات منصب المدعي العام واتخاذ إجراء حازم ضد التجاوز والتعدي على شرف وكرامة وأخلاقيات المنصب المناطة به إقامة العدل، والمفترض في صاحبه -وفقا للمبادئ التوجيهية التي توضح شروط من يشغله- أن يقدم ضمانات فعلية وقوليه بأنه يمارس عمله على أساس عدم التحيز أو المحاباة، بحيث يستبعد أي تمييز ضد الأشخاص يستند إلى العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي وغيره من الآراء، أو المنشأ الوطني والاجتماعي أو الأصل العرقي أو الملكية أو المولد أو الحالة الاقتصادية أو أي وضع آخر، وهو ما لم يحترمه السيد أوكامبو عندما سمح لنفسه وهو يشغل منصب المدعي العام بالتدخل في الانتخابات السودانية، محاولا التأثير على موقف المراقبين واصفا مهمتهم بالمستحيلة، وتلك تصريحات يحاول وكيل نيابة مبتدئ لا محترف الابتعاد عنها وتجنبها حفاظا على استقلاليته وحياديته. لقد أصبحت قضية الرئيس البشير قضية شخصية بالنسبة للسيد أوكاومبو والحكم هنا لا يستند إلى اعتقاد بل وقائع وتصريحات، الشيء الذي يضع القضية وما تم فيها موضع تساؤل كبير، والدفاع هنا يؤصل لحالة انحياز للمحكمة وضرورة نزاهة طاقمها، وبالتالي ضمان إجراءات سليمة تفضي إلى قرارات سليمة خالية من الشك، وإذا كنا نعيش في عصر عدالة لا تخلو من تدخل سياسي فليس أقل من محكمة جنائية دولية يكون القانون الدولي أساسا لعملها ومسودة إجراءات روما ضابطا لتصرفات أعضائها. إن المراجع لكل ما صدر عن محكمة نورمبرغ ويوغسلافيا سابقا ورواندا لا يجد فيه تجريحا شخصيا لأشخاص ثبتت إدانتهم وتمت محاكمتهم، والأصل في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني -الذي يشكل المرجع الأساسي للمحكمة وكل من يعمل فيها- هو التأصيل لاحترام البشر وكرامتهم مهما فعلوا أو تصرفوا، والتعامل معهم وفق القانون وحزمته العقابية التي لا تحتوي عرفا أو نصا إجرائيا على قذف وسب البشر مهما كانت التهم الموجهة إليهم. إن مجرد مدح الحقبة الهتلرية أو قول كلمة مجاملة بحق هتلر يشكل سندا قانونيا قويا في الكثير من دول العالم لدخول السجن أربع أو خمس سنوات، فما بالنا ونحن أمام حالة تشبيه شعب بأنه يمارس تلك الحقبة وهو بريء لم تثبت إدانته بهتلر نفسه. إن مكونات العدالة الدولية كثيرة ومتشابكة وأهم مكوناتها الشخوص القائمون على تطبيقها، وكما لإصلاح العدالة الكثير من المداخل فإن محاسبة ومساءلة المدعي العام الدولي عن أقواله وتصرفاته هو أحد أكبر وأهم تلك المداخل من أجل عدالة دولية دائمة ومستقيمة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 أفريل  2010)  


أستراليا تحقق بالتزوير بقضية المبحوح


بدأت أجهزة الاستخبارات الأسترالية تحقيقاتها في قضية الجوازات المزورة التي استخدمت في عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في دبي أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، والتي تشير أصابع الاتهام فيها إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي (الموساد). وقال وزير خارجية أستراليا ستيفن سميث في تصريح له من سيدني أمس السبت إن هذه التحقيقات مطلوبة بعد فشل جهاز الشرطة في التوصل لنتائج بهذه القضية. وأضاف الوزير أنه يحتاج إلى مزيد من المشورة ليرى إمكانية التحرك في هذه القضية بعد تلقيه التقرير الأولي من الشرطة الجمعة، وأشار إلى أنه « لا يريد التسرع » في التوصل لنتائج في الدور المحتمل للموساد في تزوير أربعة جوازات لمواطنين أستراليين. وقال الوزير إن نتائج التحقيق الذي سيقوم به جهازا المخابرات في البلاد سيتم الإعلان عنها. وكانت الخارجية الأسترالية قد استدعت السفير الإسرائيلي عقب الكشف عن استخدام جوازات أسترالية مزورة في اغتيال المبحوح وحذرته من أن ذلك يشكل مخاطرة بعلاقات الصداقة التي تربط البلدين ولكنها لم تتخذ لحد الآن أي إجراء عملي ضد إسرائيل. وكانت التحقيقات التي أعلنت عنها شرطة دبي قد أشارت إلى أنه تم استخدام جوازات سفر أربع دول أوروبية أيضا بينها بريطانيا التي أعلنت عن طرد أحد الدبلوماسيين في السفارة الإسرائيلية بلندن بعدما تأكدت لها مسؤولية إسرائيل عن تزوير وتزييف جوازات سفر بريطانية في مطار بن غوريون. ولم تكشف لندن عن هوية الدبلوماسي الإسرائيلي، لكن يعتقد أنه مسؤول « الموساد » في السفارة الإسرائيلية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 أفريل  2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

24 août 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 10 ème année, N° 3745 du 24.08.2010  archives : www.tunisnews.net  AFP: Allemagne: un Franco-Tunisien en voie

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.