المجلس الوطني للحريات بـتونس: مخاوف من حالات موت تحت التعذيب إسلام أون لاين: حملة اعتقالات واسعة بتونس شملت مرتادي المساجد الحياة: تونس تؤكد أن المواجهات وراءها «مجموعة ارهابية سلفية» قدس برس: وزير الداخلية التونسي يكشف أن المواجهات الأخيرة جرت مع تيار سلفي جهادي رويترز: تونس تقول المسلحين الذين اشتبكوا مع قوات الأمن مجموعة من الإسلاميين « الجريدة »: وزير الداخلية : «مجموعة سلفية إرهابية» الصباح: المجموعة ذات انتماءات سلفية إرهابية قدمت عبر الحدود الجزائرية في مجموعتين الشروق: وزير الداخلية يكشف تفاصيل وأسرار القبض على المجموعة المسلحة: البداية كانت بتسلل 6 أفراد من الحدود الجزائرية بينهم موريتاني رسالة من رجل أمن إلى السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى لقوات المسلحة و الى كل التونسيين رابح الخرايفي: الشعب التونسي مازال يطالب بالكشف عن الحقيقة بلقاسم حسن: طريق العنف مسدود ومرفوض عادل الحاج سالم. نهاية 2006 – إرهاب دولي… وإرهاب محلي: حادثتان ودرسان هيثم رباني: قراءة في ظاهرة انتشار السلفية في المغرب العربي إرنا: وزير داخليه الجزائر – هناك تنسيق بين الجماعات السلفية فيالدول المغاربية مغاربية: أصحاب المدونات التونسية قلقون بشأن الوضع في بلادهم الجريدة: في تونس التعليم والتثقيف – %6 من الشباب دون 30 سنة لا يجيدون القراءة ولا الكتابة مواطــن: أجنــــــدة (2/2) نادر سراج: جولة في معالم القيروان الإسلامية عبد اللطيف الفراتي: إعادة فتح ملف فرحات حشاد عباس: لربما مارست عليسة الشيعية التقية ضد البربر النواصب حسب عماد الدين الحمروني الهاشمي بن علي : مداخل للتقارب والتفاهم
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
مخاوف من حالات موت تحت التعذيب
ففي مدينة سوسة دفن فجر هذا اليوم 13 جانفي 2007 على الساعة الخامسة والنصف صباحا جثمان حسنين العيفة (26 سنة) دون أن يسلّم إلى عائلته التي دعيت من قبل شرطة سوسة الجنوبية في الصباح الباكر للحضور بالمقبرة والتعرف على ابنها قبل دفنه بحضور عدد كبير من أعوان وزارة الداخلية. ووجدت العائلة قبرا محفورا مهيّأ للغرض.
وقد عاينت العائلة جثة ابنها المتوفى وقد تم خياطة فتحة فيها من الرقبة حتى أسفل البدن بفعل التشريح الطبّي. كما عاينوا وجود ضمّادة لاصقة كبيرة على مستوى صدره. وجرح في أعلى الفخذ الأيسر. والمواطن حسنين العيفة حاصل على الأستاذية في التاريخ سنة 2005 وقد اختفى منذ شهر ونصف في ظروف غامضة.
وفي سيدي بوزيد دعي والد المواطن مجدي عمري فجر هذا اليوم من قبل أعوان الأمن لمرافقتهم إلى تونس للتعرف على جثة ابنه وفي الطريق تم تحويل الوجهة إلى مقبرة لسودة (8 كلم عن سيدي بوزيد) فوجد أنّه تم إعداد قبر وإحضار إمام للصلاة على الميت وسلّمت له على عين المكان جثّة فنفى أن تكون لابنه ورفض دفنها. وقد تمت دعوة بقية العائلة للتعرف على الجثة فنفوا جميعهم كونها لمجدي عمري. وقد عاينت العائلة رأس المتوفّى وقد هشّم كامل عظم جمجمته. ووجود خياطة لفتحة من الرقبة حتى أسفل البدن بفعل التشريح الطبّي وبقع حمراء على الساقين والوجه.
ولا تزال وزارة الداخلية تحتفظ بشقيقه الهاشمي عمري الذي اعتقل من منزله بأولاد بيّة بسيدي بوزيد وقالت المصالح الأمنية إنّه لن يطلق سراحه ما لم يسلّم شقيقه مجدي نفسه. وقد طالب المحامون في تونس قاضي التحقيق بالتدخل لإطلاق سراحه فرفض. والمجلس الوطني للحريات، بعد التذكير بما ورد ببياناته السابقة من خشية قوية لتعرّض عشرات الشبان إلى التعذيب، و بعد ما استهدفتهم عمليات الاعتقال السري في مناطق مختلفة داخل البلاد خلال الأسابيع الماضية، وما سجّل من تجاوز للآجال القانونية للاحتفاظ بالنسبة للمواطنين التي أقرّت السلط اعتقالهم إثر المواجهات المسلّحة الأخيرة، فإنّه – يجدّد تأكيده أنّ السلطات التونسية تقوم بخروق علنيّة للإجراءات خاصّة بامتناعها إحالة الموقوفين أمام قاضي التحقيق بعد انتهاء الآجال القانونية. – يعتبر أنّ تسليم جثث القتلى الذي يتم بشكل سرّي دليل على أنّ السلطات التونسية تسعى للتغطية على انتهاكات قامت بها. عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين
عــــــا جــــل
السيد بشير العبيدي مهدد بالترحيل إلى تونس من هولندا
اخوكم بشير العبيدي موقوف في سفينة في هولندا على ذمة الترحيل إلى دولة بن علي بعد أن أغلق ملفه لطلب اللجوء .
ونحن كاخوة واصدقاء له في هولندا نسعى جهدنا للحيلولة دون ترحيله و إننا نرجو من كل متصفحي تونس نيوز الغراء ان يدعوا له بظاهر الغيب في صلواتهم ان ييسر الله أمره ويحكم له القاضي يوم الخميس القادم 18 جانفي 2007 بالمكوث مع ولديه يوسف وعمر وزوجته الأخت هدى الهولندية المسلمة , فلا تبخلوا على أخيكم بالدعاء والله الميسر لما يريد.
محمد سعيد الخرشاني – روتردام
ندا للإمضاء على عريضة من أجل إعلام حر
بسم الله الرحمن الرحيم إنا لله وإنا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلاّ بالله ….
اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها
حملة اعتقالات واسعة بتونس شملت مرتادي المساجد
تونس- محمد الحمروني- إسلام أون لاين.نت
تواصلت حملة الاعتقالات الأمنية الواسعة في العديد من المدن التونسية بحق الإسلاميين ومرتادي المساجد والمحجبات أيضا، وذلك على خلفية الاشتباكات المسلحة مع قوات الأمن التي شهدتها البلاد نهاية عام 2006 وبداية الشهر الجاري واتهم فيها مجموعة تابعة لتيار « السلفية الجهادية ».
يأتي ذلك فيما طالبت منظمات حقوقية تونسية بوقف حملة الاعتقالات والمداهمات العشوائية، مشيرة إلى أن التمادي فيها سيؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
وقالت مصادر حقوقية مطلعة لمراسل « إسلام أون لاين.نت » في تونس إن حملة واسعة من الاعتقالات طالت مدينة « الكاف » الحدودية مع الجزائر، حيث اعتقل نحو 23 شابا من أبناء المدينة من « مرتادي المساجد » دون أن يعلم أهاليهم عن مصيرهم شيئا.
كما طالت الحملة مدينة سليمان (50 كم جنوب العاصمة) والتي شهدت يوم 3 يناير الجاري اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن وعناصر تابعين لتيار « السلفية الجهادية »، إضافة إلى عدد آخر من المدن في مختلف الأرجاء التونسية، بحسب المصادر الحقوقية.
وأوضح المحامي الناشط الحقوقي نجيب حسني لـ »إسلام أون لاين.نت » أن الاعتقالات تركزت في صفوف الأوساط القريبة من التيار السلفي وامتدت لتشمل بعض الذين أطلق سراحهم من عناصر حركة « النهضة » الإسلامية و »كذلك الشباب المتدين، والفتيات المرتديات للخمار ».
وناشد أهالي مدينة سليمان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي التدخل لإطلاق سراح أبنائهم الذين اعتقلوا إثر الأحداث الدامية التي وقعت بالمدينة بداية الشهر الحالي.
كما طالب الأهالي في بيان وزع على الإنترنت كافة المسئولين بإيقاف « حملات الترويع التي قام بها بعض أعوان الأمن من اقتحام للمنازل وتعنيف مادي ولفظي لأبنائهم خاصة بعد ما شهدته مدينة سليمان من أحداث أثارت الفزع بين المواطنين ».
وأوضح الأهالي أنه « لم يكن لأبنائهم يد فيما جد من إطلاق نار، سواء في الضاحية الجنوبية للعاصمة أواخر ديسمبر الماضي أو في مدينة سليمان؛ لأنهم كانوا معتقلين بالفعل لحظة وقوع الأحداث »، وأشاروا إلى أن ذنبهم الوحيد هو « ارتيادهم المساجد أو الالتزام بالخمار بالنسبة للفتيات ».
تحذير من تداعيات الوضع
حملات المداهمات والاعتقالات الواسعة التي شهدتها تونس أثارت مخاوف المنظمات الحقوقية وحذرت الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس في بيان حصلت « إسلام أون لاين.نت » على نسخة منه من « الانسياق وراء المعالجة الأمنية، والتمادي في سياسة المداهمات الليلية، والاستهتار بكرامة المواطنين، التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد، والتدهور في أوضاع البلاد ».
كما طالبت الحملة » بالكشف عن مصير الموقوفين، واحترام الإجراءات القانونية، وتمكين ذويهم من زيارتهم، مع توفير كافة الضمانات لمحاكمة عادلة لهم ».
في السياق نفسه قالت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها: « إن أجهزة الأمن نشطت في الأيام الأخيرة وقامت باختطاف عدد من المواطنين وتعنيفهم وإهانتهم ».
وجاء في بيان للرابطة حصلت « إسلام أون لاين.نت » على نسخة منه أن « الاعتقالات شملت أغلب جهات الجمهورية، وأن الأجهزة الأمنية اعتمدت أسلوب المداهمات الليلية والاختطاف من الشوارع، وأن العائلات لا تعلم عن مصير أبنائها شيئا ».
نقص الشفافية
وتهمين حالة من القلق والترقب على الطبقة السياسية التونسية كما أغلبية الشعب التونسي، منذ بداية أحداث تبادل إطلاق النار في 23 ديسمبر الماضي إلى الآن. قلق وحيرة سببهما عدم تعود التونسيين على هذا الشكل من العنف والتقاتل، وعدم تعامل السلطات بالشفافية المطلوبة في مثل هذه الأحداث.
وفي محاولة للسيطرة على حالة القلق هذه أعلن وزير الداخلية التونسي رفيق الحاج قاسم خلال لقائه بإطارات الحزب الحاكم الجمعة 12-1-2007 بعض معلومات عن أحداث العنف الأخيرة.
وقال الوزير: إن منفذي العمليات الأخيرة ينتمون إلى تيار « السلفية الجهادية »، وإن ستة منهم دخلوا عبر الحدود الجزائرية بينهم موريتاني واحد.
وأضاف أن قوات الأمن وضعتهم تحت المراقبة لتتمكن من الوصول إلى بقية المجموعة، وأن 21 عنصرًا انضموا إليهم بعد عبورهم إلى التراب التونسي.
وشدد على أن قوات الأمن قامت بتعقبهم والاشتباك معهم في الضاحية الجنوبية في ديسمبر الماضي قبل أن تواصل ملاحقتهم عبر السلسلة الجبلية المعروفة بجل « بوقرنين » بمنطقة حمام الأنف مرورا بمنطقة جبل الرصاص ووصولا إلى مدينة سليمان.
وذكر أن قوات الأمن ضبطت خلال العملية كمية من المتفجرات من صنع محلي وخرائط لبعض مواقع السفارات وأسماء عدد من الدبلوماسيين.
وأكد المسئول التونسي مقتل 12 عنصرًا من المجموعة المسلحة وإيقاف 17 آخرين خلال الاشتباكات مع قوات الأمن.
وتأتي تصريحات الوزير بعد ارتفاع العديد من الأصوات الإعلامية والسياسية والحقوقية المطالبة بكشف حقيقة ما جرى للرأي العام خاصة بعد أن كثرت الشائعات وتوالت الأسئلة، منها كيفية دخول هذه الكمية من السلاح للبلاد.
وتعليقا على تصريحات الوزير اعتبر الأمين العام السابق للديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت » أنها تنبئ بأن « السلطة غير معنية بتمكين المجتمع من الحوار حول هذه الظاهرة وأسبابها ومستلزماتها، وأنها ترى أن الطرف الوحيد الذي يجب أن يوضع في صورة الأحداث هو الحزب الحاكم وكوادره، وهذا مؤشر على سياسة الانغلاق ».
من جهته اعتبر رئيس مجلس استقلال القضاء المحاماة القاضي مختار اليحياوي أن هذه الأحداث لا ترتبط بأجندات دولية أو عالمية كما تحاول أن توحي بذلك بعض الأطراف.
وأضاف أن ما جرى هو عمل داخلي ضد السلطة ولا علاقة له بالقاعدة أو بالحرب العالمية على ما يسمى الإرهاب.
جهاز أمني لمكافحة الإرهاب
ويتوقع المراقبون في تونس بحسب مراسل « إسلام أون لاين.نت » أن تشهد العديد من الأجهزة التابعة للسلطة تغييرات على أعلى مستوى في الفترة القادمة.
وفي هذا الإطار ذكرت وكالة تونس إفريقيا للأنباء -رسمية- عن تعيينات جديدة في قطاعي الإعلام والاتصال، أما جريدة « مواطنون » المعارضة فتحدثت الأسبوع الماضي عن إمكانية تكوين جهاز أمني جديد مكلف بمكافحة الإرهاب يرتبط مباشرة برئاسة الجمهورية وينتظر أن يعين على رأسه عبد الرحمن الحاج علي سفير تونس بموريتانيا الذي تقلد وظائف أمنية رفيعة قبل تعيينه سفيرا.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 13 جانفي 2007)
أعلنت ضبط خرائط لسفارات ومتفجرات …
تونس تؤكد أن المواجهات وراءها «مجموعة ارهابية سلفية»
تونس – الحياة
أكد وزير الداخلية التونسي رفيق حاج قاسم أمس أن المجموعة المسلحة التي اشتبكت مع قوات الأمن والجيش، في نهاية العام الماضي ومطلع هذه السنة تنتمي الى «جماعة إرهابية سلفية» لم يُسمهّا. وهذا أول تأكيد رسمي لكون عناصر المجموعة ليسوا تجار مخدرات أو مجرمين عاديين مثلما لمّح إلى ذلك البيانان الرسميان الأولان. وتبنى تنظيم غير معروف أطلق على نفسه اسم «شباب التوحيد والجهاد بتونس» المواجهات في بيان وزعه موقع على الانترنت يبث عادة بيانات التنظيمات المؤيدة لـ «القاعدة».
وكانت اشتباكات اندلعت في 23 الشهر الماضي في ضاحية حمام الشط جنوب العاصمة تونس، لدى محاولة اعتقال عناصر المجموعة الذين كانوا متحصنين في شقة، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم واعتقال اثنين آخرين. وتجددت الاشتباكات في 3 من الشهر الجاري في وسط مدينة سليمان التي تبعد 10 كيلومترات عن حمام الشط وأسفرت عن مقتل أمير الجماعة أسعد ساسي (36 عاما) ونائبه ربيع الباشا (22 عاما) إضافة إلى عشرة عناصر آخرين واعتقال 15 عنصرا طبقا لبيان رسمي.
وأوضح حاج قاسم الذي كان يتحدث في ندوة لكوادر حزب التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم في حضور أعضاء المكتب السياسي وأعضاء الحكومة أن أجهزة الأمن رصدت دخول «ستة عناصر إرهابية»، بينهم موريتاني (قُتل لاحقا في الاشتباكات) عبر الحدود المشتركة مع الجزائر، و «معهم بعض الأسلحة النارية».
واضاف ان القوى الامنية كانت على علم بهوية أفراد المجموعة «وانتماءاتهم السلفية الارهابية» وتركتهم يتحركون «لغاية التعرف على بقية اعضاء المجموعة في تونس وعلى أغراضهم وصلاتهم المحتملة بعناصر أخرى».
وأعلن ان 21 شخصا انضموا الى هذه المجموعة ليصبح عددهم 27 شخصاً. وأوضح انه بعدما تبين للقوات الأمنية انها «ستشرع في تنفيذ أعمالها الاجرامية حاصرتها بالتعاون مع وحدات من الدفاع الوطني ثم تمت مهاجمتها في أماكن تمركزها من 23 كانون الاول (ديسمبر) حتى الثالث من كانون الثاني (يناير) تاريخ انتهاء العملية بشكل تام».
واكد الوزير ان هذه المواجهات أدت الى مقتل اثنين من قوات الامن وجرح ثلاثة آخرين «أثناء تصديهم للمجموعة الارهابية»، في حين قتل 12 شخصاً «من افراد المجموعة الاجرامية واعتقل البقية وعددهم 15».
وذكر ان قوى الامن ضبطت مع عناصر المجموعة «رسوماً موقعية لبعض السفارات الاجنبية، كما تم حجز وثائق تتضمن أسماء بعض الديبلوماسيين الاجانب المقيمين في تونس وكمية من المتفجرات من صنع تقليدي محلي»، مضيفاً ان قوات الامن تواصل التحقيق في هذه المواجهات «بالتنسيق مع الهيئات المختصة في البلدان الشقيقة والصديقة».
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 13 جانفي 2007)
وزير الداخلية التونسي يكشف أن المواجهات الأخيرة جرت مع تيار سلفي جهادي
تونس – خدمة قدس برس
ذكرت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، أن السلطات الأمنية التونسية تشن موجة اعتقالات واسعة، شملت عشرات الشبان، وصاحبتها انتهاكات جسدية ومعنوية طالت الموقوفين وعائلاتهم.
وعبرت الجمعية في بيان لها الجمعة (12/1) عن خشيتها من توظيف السلطات للمواجهات المسلحة، التي جرت في تونس بين 23 كانون أول (ديسمبر) و3 كانون ثاني (يناير) الجاري، لتوسيع دائرة الانتهاكات وإيجاد التبريرات والحماية لمرتكبيها.
كما طالب رئيس الجمعية المحامي محمد النوري بكشف خلفيات وملابسات الأحداث المسلحة الأخيرة، داعية إلى فتح تحقيق فوري ومستقل حول الانتهاكات المرتكبة.
وكان وزير الداخلية والتنمية المحلية، رفيق الحاج قاسم، كشف الجمعة (12/1) عن تفاصيل المواجهات المسلحة التي جرت في البلاد خلال أعياد الميلاد. وذكر أمام أعضاء من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم أن مجموعة مسلحة تسللت إلى البلاد عبر الحدود الجزائرية، وقد كانت تضم ستة أفراد كانت معهم بعض الأسلحة النارية.
وكشف الوزير التونسي أن المصالح الأمنية كانت تعرف العناصر بأسمائهم و »انتماءاتهم السلفية الإرهابية »، على حد وصفه، ولكنها خيرت أن لا تلقي عليهم القبض عند دخولهم البلاد، مفضلة أن ترصدهم لغاية التعرف على بقية أعضاء المجموعة، وعلى نواياهم، وما إذا كان لهم صلات محتملة بعناصر أخرى.
وذكر وزير الداخلية، الذي اختار أن يتحدث لإطارات في حزبه الحاكم، بدل عقد مؤتمر صحفي، أن قوات الأمن تابعت المجموعة، فتبين التحاق أشخاص آخرين بهم، وهم أيضا معروفون لدى المصالح الأمنية، باعتبارهم محل متابعة، وهو ما جعل عدد المجموعة بحسب الوزير يصل إلى 27 شخصا.
وقال الحاج قاسم إنه عندما تبين لمصالح الأمن من خلال ما توفر لديها من معطيات وإرشادات أن المجموعة اكتملت من حيث العدد، وأنها « ستشرع في تنفيذ أعمالها الاجرامية وقعت محاصرتها بالتعاون مع وحدات من الدفاع الوطني ثم تمت مهاجمتها في أماكن تمركزها، بداية من 23 كانون أول (ديسمبر) و3 كانون ثاني (يناير) الجاري تاريخ انتهاء العملية بشكل تام »، على حد قوله.
وذكر المسؤول التونسي أن العملية تسببت في مقتل اثنين من الوحدات الأمنية وجرح ثلاثة آخرين، إلى جانب مقتل 12 من أفراد المجموعة المسلحة، واعتقال 15 آخرين.
وأوضح وزير الداخلية، أن السلطات الأمنية عثرت على رسوم موقعية لبعض السفارات الأجنبية، وحجز وثائق تتضمن أسماء بعض الديبلوماسيين الأجانب المقيمين بتونس، وكمية من المتفجرات من الصنع التقليدي المحلي، مشيرا إلى أن الأبحاث والتحريات اللازمة لا تزال تجري، بالتنسيق مع المصالح الأمنية المختصة لبعض الدول الأجنبية.
وعلى الرغم الرواية التي قدمها وزير الداخلية لأعضاء من الحزب الحاكم، فإن غالبية القوى السياسية والحقوقية في البلاد، وإن حذرت من انزلاق البلاد إلى العنف، فإنها طالبت بكشف الحقيقة كاملة، وبشكل رسمي لا حزبي كما فعل وزير الداخلية عندما فضّل تناول قضية بهذه الخطورة مع أفراد من الحزب الحاكم فقط.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 13 جانفي 2007)
تونس تقول المسلحين الذين اشتبكوا مع قوات الأمن مجموعة من الإسلاميين
المجموعة ذات انتماءات سلفية إرهابية قدمت عبر الحدود الجزائرية في مجموعتين
البداية كانت بتسلل 6 أفراد من الحدود الجزائــريـــة بينهم موريتانـــــي
البداية كانت بتسلل 6 أفراد من الحدود الجزائــريـــة بينهم موريتانـــــي…
كشف السيد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية أمام إطارات التجمع الدستوري الديمقراطي عن تفاصيل القبض على المجموعة الإجرامية المسلحة مقدما توضيحات ومعلومات حول دخول وتسلل عناصر هذه المجموعة إلى تونس. وزير الداخلية كشف عن تسلل مجموعة تضم ستة أفراد من الحدود الجزائرية وكانت بحوزتهم أسلحة نارية كما كان معهم شخص «موريتاني» الجنسية وأعلن الوزير أن هذه العناصر المتسللة معروفة لدى مصالح الأمن التونسي ويعرفون بانتماءاتهم السلفية الإرهابية. وقال وزير الداخلية إن مصالح الأمن تولت رصد كلّ تحركات المجموعات المتسللة بغاية التعرف على أهدافهم وصلاتهم بعناصر أخرى وقد سجلت المصالح الأمنية التحاق أشخاص اخرين بهم من المعروفين لدى الأمن التونسي بلغ عددهم 21 شخصا ليصبح عدد كل عناصر وأفراد المجموعة 27 عنصرا قاموا بالتمركز في منطقة قريبة من مدينة «قرمبالية». وبعد أن تبين للمصالح الأمنية أن المجموعة الإجرامية قد اكتمل عددها وأنها ستشرع في تنفيذ عملياتها تمت محاصرتها بالتعاون مع وحدات من الدفاع الوطني بداية من يوم 23 ديسمبر الماضي. وكشف السيد رفيق الحاج قاسم أنه اعتمادا على التحقيقات التي تمت الآن وعلى ما تم حجزه عثر على رسوم موقعية لبعض السفارات في تونس وتم حجز قائمة في أسماء ديبلوماسيين لدى عناصر المجموعة إضافة إلى حجز كمية هامة من المتفجرات ذات الصنع التقليدي والمحلي. كما أعلن الوزير أن المواجهات مع المجموعة الإجرامية المسلحة أصيب خلالها بجروح ثلاثة من أفراد الوحدات الأمنية ومقتل اثنين في حين تم قتل 12 عنصرا من عناصر المجموعة المسلحة والقبض على العناصر المتبقية. وزير الداخلية طالب بأن تكون اليقظة هي شعار الجميع. وقال إننا في التجمع يجب أن نبقى في يقظة مستمرة وهو ما يتطلب منا الانتباه والترصد المتواصل. * وزيــــــــر الخارجيــــــــــة:
تونس كانت سباقة للتحذير من خطر الإرهاب
تولى السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخارجية تقديم عرض أمام الحاضرين في الندوة الوطنية لإطارات التجمع الدستوري الديمقراطي المنعقدة يوم أمس تتعلق بالوضع الدولي والتفاعل التونسي مع تداعياته. السيد عبد الوهاب عبد الله تولى في عرضه تحليل مختلف معطيات عناصر ومظاهر الوضع الدولي مسلطا الأضواء على الأحداث التي تهز مناطق كثيرة من العالم. وقال السيد عبد الوهاب عبد الله إن التحولات العالمية التي نعيشها فرضت على الجميع تحديات ورهانات لا يمكن تجاهلها وقد تمكنت تونس منذ التحول وبفضل رؤية الرئيس بن علي من رسم سياسة داخلية وخارجية ساعدت على التأقلم مع الأوضاع وأضاف إن ديبلوماسية التغيير تستمد من المسار الإصلاحي للرئيس بن علي مما جعلها تتعامل مع سياسة خارجية واقعية وعقلانية ورصينة وهو ما أضفى عليها النجاعة في التحرّك ودعم رصيد الاحترام والتقدير لتونس. * مصالح البلاد وتعتمد الديبلوماسية التونسية على عدد من الثوابت منها التمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على مصالح البلاد والاحترام المتبادل وتدعيم سياسة حسن الجوار ودفع التعاون الدولي ونصرة قضايا الحق والعدل وتعزيز قيم التضامن والوسطية والاعتدال. وبين السيد عبد الوهاب عبد الله عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي أن بلادنا حرصت على التفاعل مع القضايا الدولية وأن عالمنا اليوم يشهد تفاقم النزاعات ولم يعد ممكنا الحديث عن نزاعات محدودة في ضوء تضارب المصالح الإقليمية. وقال وزير الخارجية إن قضايا الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تمثل أحد مظاهر التوتر إقليميا ودوليا ولاتزال القضية الفلسطينية بؤرة توتر شديد في المنطقة إضافة إلى تزايد الإنشغال بتطورات الأوضاع في لبنان بعد الاعتداء الإسرائيلي وتفاقم التخوفات من تردي الوضع الأمني في العراق. كما ذكر وزير الشؤون الخارجية أن تونس قد عبرت في عديد المرات عن أملها في أن يتمكن الشعب العراقي الشقيق من التوصل في إطار حوار بناء إلى التوافق بين جميع مكوناته حول إيجاد الحلول الملائمة لقضاياه الوطنية تسمح بالمحافظة على وحدة العراق وبتعزيز مؤسساته الدستورية والتفرغ للتنمية وإعادة الاعمار في كنف الأمن والاستقرار. من جهة أخرى استعرض السيد عبد الوهاب عبد الله تطورات الأوضاع في مناطق إفريقيا وظهور بؤر للتوتر والنزاع. وقال إن تونس ساهمت في الجهود لمنع بؤر التوتر إفريقيا. وأضاف ان تونس المؤمنة بدعم الأمن والسلم في العالم عملت بتوجيه من الرئيس بن علي على التفاعل الجاد مع مجمل هذه القضايا وفي هذا الإطار تتنزل الدعوات المتكررة للرئيس بن علي لتأمين حماية الشعب الفلسطيني. * إرهاب وقال السيد عبد الوهاب عبد الله إن تونس كانت سباقة للتحذير من مخاطر الإرهاب ومن مخاطر الجماعات الإرهابية التي وجدت دعما من وسائل الإعلام لنشر أطروحاتها وأفكارها كما استغلت هذه الجماعات الحيز الذي تتيحه بعض الدول وحالات الإنفلات الأمني. وأكد وزير الخارجية على دعوة الرئيس بن علي للتضامن والحوار بين الشعوب وهي الدعوة التي وجدت صداها في العالم كما دعا الرئيس بن علي إلى بعث صندوق التضامن الدولي. وقال السيد عبد الوهاب عبد الله إن وعينا بأهمية التحديات التي يعيشها العالم حفز ديبلوماسيتنا للتعريف بالمكاسب والإنجازات والنجاحات التي تحققها تونس. * إطارات التجمع:
ما حدث يجعلنا نتمسك ببن علي وندعوه إلى الترشح لـ «رئاسية» سنة 2009
دعا عدد من إطارات التجمع الدستوري الديمقراطي خلال الحوار الذي دار في الندوة الوطنية التي احتضنها مقر التجمع صباح أمس إلى ضرورة الحذر والتفطن واليقظة لحماية تونس من خطر المجموعات الإجرامية. وبارك المتدخلون جهود أعوان الأمن وما قاموا به من أجل حماية الوطن وضمان سلامة الشعب. وأكد عدد من المتدخلين إن ما حدث يجعلنا نتمسك بالرئيس زين العابدين بن علي وندعوه إلى الترشح لـ «رئاسية» سنة 2009 وأجمع المتدخلون على أن بن علي هو الضامن لأمن تونس واستقرارها ولتقدّم شعبها ومناعته. وبين المتدخلون ضرورة اليقظة والفطنة من أجل حماية تونس وسلامة شعبها. * حامد القروي أمام إطارات «التجمع»:
عصر الحزب الواحد انتهى لكن «التجمع» هو الحزب الوحيد الذي قدم تصورات وبرامج
«إذا كان هناك من هو قادر على تمثيل كل شرائح الشعب فهو التجمع الدستوري الديمقراطي» هذا ما أكده صباح أمس السيد حامد القروي النائب الأول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي في تدخله أمام الندوة الوطنية لاطارات التجمع. السيد حامد القروي أكد ان بن علي ذراعاه مفتوحان لكل أبناء تونس وأن الرئيس بن علي جعل من تونس بلدا ناجحا وصاعدا وهو ما جعل الشعب يناشده للترشح لانتخابات 2009 . وقال النائب الأول لرئيس التجمع ان الرئيس حرص على جمع اطارات التجمع الدستوري الديمقراطي في بداية سنة 2007 باعتبارها سنة تتميز بأنها بداية المخطط 11 للتنمية. السيد حامد القروي أعلن ان نجاح تونس في مجالات الاصلاح الاقتصادي تمت بفضل اختيارات الرئيس بن علي وتلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي. وقال ان المواطن اليوم على اطلاع بكل التحديات وله ثقة كبيرة في قيادته. وأضاف السيد حامد القروي لا بدّ ان يكون التجمع عيونا ساهرة وهو السد المنيع الذي يقف ضد كل من يحاول المس بمكاسب شعبنا. وقال اننا نتعاون مع الأحزاب الأخرى لكننا نلوم من يتولى الربط مع الأجنبي. وبيّن اننا ندعم التعاون مع الاتحاد الأوروبي ومصلحتنا تقتضي دوام هذا التعامل ولكن نتمسك بسيادتنا وباستقلالنا. السيد حامد القروي بيّن أمام الحاضرين في الندوة الوطنية لاطارات التجمع الدستوري الديمقراطي أن عصر الحزب الواحد انتهى لكن التجمع هو الحزب الوحيد الذي قدم تصورات وبرامج. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 13 جانفي 2007)
وزير الداخلية : «مجموعة سلفية إرهابية»
رسالة من رجل أمن إلى السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى لقوات المسلحة و الى كل التونسيين
تعليقات متصفحي موقع نواة على هذه الرسالة:
** Barmaki , le 13 janvier 2007 à 11h10 AM
C’est une lettre très émouvante. Avec des mots très simples, il a exprimé un concentré du malaise politique économique social et religieux des tunisiens. C’est rare une lettre aussi lourde de sens.
** Akramino, le 13 janvier 2007 à 12h21 PM
C’est une lettre très émouvante. Avec des mots très simples, il a exprimé un concentré du malaise politique économique social et religieux des tunisiens. C’est rare une lettre aussi lourde de sens.
oui c est vrai cette lettre a résumé tous les problèmes et surtout écrit en tunisien et sans complexe,
** Étendard, le 13 janvier 2007 à 02:29 PM
Chers lecteurs,
Je vous assure que le contenu de cette lettre reflète le sentiment d’une frange importante de la population tunisienne et un grand nombre de policiers. J’étais en Tunisie pendant les vacances et j’ai eu l’occasion de discuter avec au moins trois policiers qui disent littéralement la même chose… et je ne parle pas des autres citoyens. La plupart des gens ont accueilli les nouvelles des accrochages avec une excitation joyeuse, et je n’exagère pas!
** 3lach, le 13 janvier 2007 à 03h00 PM
كيف تريدني سيدي الرئيس أن أعرض حياتي للخطر و أي خطر الموت من أجل 300دينار في الشهر أعرف أنك ستقول لي أدبر رأسي بالرشوة لا يا سيدي الرشوة موش ديما و ما تكفيش.
Je suis d’accord pour dire que cette lettre est lourde de sens et qu’elle résume la situation mais je voulais juste souligner quelque chose : les policiers en Tunisie ne paye pas leur cigarette, ne paye pas leur sandwich, ne paye pas leur transport et en plus avec le bakchich qu’il prennent peuvent atteindre un salaire d’un cadre supérieur!!! tout en rien payant !!!
J’ai entendu parler une fois d’un douanier qui a payé qq 10 milles dinar de rachoua pour être muté a ben gerden parce qu’il va en récupérer 10 fois plus en qq années!!!!
Ajouter à ça toutes les insultes, les injustice, …. qu’il commettent parfois par leur propre initiative parfois par des ordres venus ‘d’en haut‘
Quand on voit leur nonchalance, leur menfoutisme quand on se fait voler, braquer ou tabasser
Essayez d’appeler le 197 et dites leur que je suis en train de me faire voler chez moi, ou qu’il y a une bagarre et qu’il risque d’y avoir des morts et vous verrez le temps qu’ils mettront pour intervenir.
Essayer d’appeler le 197 et dite leur qu’il y a une réunion de khouanjia à telle adresse et vous verrez le temps qu’ils mettront pour intervenir.
Ces policiers sont en grande partie responsable de ce qui se passe chez nous !!!!
Alors je suis désolé mais ce n’est pas moi qui va pleurer le mauvais sort d’un pauvre policier!!
** Barmaki, le 13 janvier 2007 à 04h48 PM
Bien sûr qu’il s’agit d’une opinion majoritaire, simplement on ne le dit pas assez parce qu’il n’y a pas grand monde qui a intérêt à le dire.
C’est une lettre qui est à la fois émouvante et inquiétante. Emouvante parce qu’elle traduit une opinion sincère d’une personne désemparée, inquiétante parce qu’elle n’exprime aucun désir d’amour ou de liberté.
Il y’a une révolte contre les trabelsia parce qu’ils possèdent le pays et se partagent ses richesses mais il n’y a aucune révolte contre la dictature pour ce qu’elle a de pire, c’est à dire pour ses atteintes aux libertés.
Tous ceux qui cherchent à réduire les derniers évènements de Slimane à une réaction contre la dictature et la répression policière se voilent la face ou sont pas de mauvaise foi. Le mal qui traverse notre pays est bien plus profond. Le seul espoir exprimé dans cette lettre se trouve dans un territoire inaccessible aux partis politiques, celui de l’au delà !
Le champ est de plus en plus libre pour ceux dont le programme politique est de conforter ce policier dans ses convictions.
(Source : Forum Taht Essour, le 13 janvier 2007 à 00h20AM)
Lien : http://www.nawaat.org/forums/index.php?showtopic=13331
الشعب التونسي مازال يطالب بالكشف عن الحقيقة
طريق العنف مسدود ومرفوض
بلقاسم حسن
بين 23 ديسمبر 2006 و4 جانفي 2007 تابع الرأي العام التونسي باهتمام بالغ الأحداث التي طغت على الساحة الوطنية من خلال ما تمّ تقديمه من إعلام حول اكتشاف مجموعة مسلّحة وتبادل إطلاق النار بين أفرادها وبين عناصر من الأمن الوطني ثمّ الاعلان عن القضاء على هذه المجموعة إثر مواجهة مسلحة جديدة انتهت بموت بعض عناصرها وإيقاف عناصر أخرى.
وقد أطلقت السلطات عند تقديم الإعلام عن هذه الأحداث اسم ـ عصابة مجرمين خطيرين ـ على هذه المجموعة مما جعل الرأي العام في غاية الانشغال والمتابعة اليقظة لمآل هذه القضية. ولئن تمّ القضاء على هذه المجموعة فإن الشارع الوطني قد تطارح مجموعة من الأسئلة الهامة، لعل أبرزها:
1. إلى من تنتمي هذه المجموعة؟ أي ما هي توجهاتها السياسية والأيديولوجية؟ ومن يقف وراءها ويحرّكها؟
2. كيف استطاع أفرادها توفير الأسلحة التي استعملوها والتي اكتشفت لديهم؟
3. ماذا كانوا يريدون وما هي أهدافهم وفي ماذا كانوا سيستعملون الأسلحة التي كانت بحوزتهم؟
إنها أسئلة مهمة للغاية، وقد تكون إفادتها خطيرة جدا. ولكن المؤكد أن ظهور هذه المجموعة المسلحة ومواجهتها لقوى الأمن بإطلاق النار يدل على أن تجميع الأسلحة واستقطاب العناصر يدخل ضن خطة محسوبة ولغايات مرسومة.
غير أنه من المؤكد أيضا أن هذه المجموعة قد أخطأت الحسابات وأخطأت الطريق وأخطأت الوسائل. وإذا كانت حسابات هذه العناصر سياسية فإن اعتماد العنف واللجوء إلى السلاح أمر منبوذ شعبيا ومرفوض ديمقراطيا وطريقه مسدود سياسيا ولا سبيل إلى قبوله أو التعاطف معه أو غضّ الطرف عنه من قبل المجتمع والقوى السياسية الوطنية والديمقراطية والتقدمية ومن طرف الحكم والمعارضة الوطنية عامة.
إن تجارب البلدان التي تعرف التوترات ويمارس فيها الارهاب الدموي البغيض غير خافية على أحد ولم تفعل غير التقتيل والتدمير والتفجير والاعتداء على الأبرياء.
وفي هذا السياق كان الأمر بالنسبة إلى تونس والتونسيين محسوما، فلا مكان في الخارطة السياسية لهذه الاتجاهات وهذه الجهات مهما كانت الاختلافات والخلافات…. ولا طريق للحسم في مختلف القضايا إلا عن طريق إرادة الشعب وبواسطة وسائل التنافس الديمقراطي وعبر الطرق الديمقراطية والمدنية والحضارية.
ومهما كان الاختلاف مع معالجة الحكم لقضايا الخلاف السياسي الديمقراطي بالأسلوب الأمني فإن مواجهة الاختيارات الارهابية التي تمثل خطرا على المجتمع بكل مقوماته وبكل مكوناته تهم المجتمع بأسره وهي شأن كافة القوى السياسية الوطنية والديمقراطية والتقدمية باعتبار ذلك من صميم المصلحة الوطنية العليا ومن جوهر العمل السياسي الديمقراطي.
إن مواجهة هذا الخطر يهم المجتمع المدني والقوى السياسية في السلطة وفي المعارضة على حد السواء ويستوجب تعزيز المسار الديمقراطي ومشاركة كافة القوى الحية في تدعيم وترسيخ الثقافة الديمقراطية والوطنية والعقلانية والمدنية وغرس روح الإيمان بالحوار والاعتدال والتسامح وقبول الرأي المخالف واحترام الآخر لدى الناشئة والشباب وتأطيرهم وفسح المجال للمشاركة والانتظام في الأحزاب والجمعيات والفضاءات النقابية التي تساهم كلها في تنمية التربية على المواطنة والديمقراطية وحقوق الانسان وفي ترسيخ قيم ومبادئ المجتمع المدنيّ…. وذاك هو السبيل لمواجهة خطابات التطرف والانغلاق والتحجّر والشدّ إلى الوراء.
إن التاريخ يمضي قدما إلى الأمام ومجتمعنا الفتي مدعوّ لمختلف الاعتبارات التاريخية والثقافية والوطنية إلى مواكبة التطور والتقدم والأخذ بأسباب الرقي الاقتصادي والاجتماعي والمسك بتلابيب العلوم والتكنولوجيات الحديثة في نفس الوقت الذي يتمسّك فيه بمقومات هويته وشخصيته الوطنية وانتماءاته الحضارية والثقافية وتجذّره في محيطه مع حرصه على الحفاظ على روح التفتح والتسامح.
هذا هو السبيل الضامن لتطور مجتمعنا ولازدهاره وصمّام الأمان أمام كل المخاطر. وإن لمجتمعنا في تجاربه التاريخية وفي تجارب الدول والشعوب الأخرى وفي الواقع المعيش في عدة مناطق من العالم ما يجعله متيقنا من الخطر الذي يمثله العنف والارهاب وما يجعله مؤمنا بأن طريق العنف والارهاب مسدود وآفاقه منعدمة والتصدي له واجب وطني ومجتمعي ومدني وديمقراطي غير قابل للمساومة ولا تؤثر فيه الحسابات والخلافات التي لا سبيل إلى طرحها وإلى حلها إلا بالوسائل الديمقراطية.
(المصدر: صحيفة الوحدة (أسبوعية – تونس)، العدد 530 بتاريخ 13 جانفي 2007)
نهاية 2006:
إرهاب دولي… وإرهاب محلي: حادثتان ودرسان
بقلم: عادل الحاج سالم
لا شك أن نهاية سنة 2006 ستبقى منطبعة في ذاكرة المواطن التونسي بحدثين استثنائيين هما اغتيال الرئيس صدام حسين يوم عيد الأضحى والمواجهة التي تمّت بين قوات الأمن ومجموعة إرهابية تنتمي إلى التيار السلفي الجهادي: فالحدثان وبكل المقاييس استثنائيان….
وإن كان إعدام الرئيس صدام قد استأثر بالاهتمام إعلاميا وشعبيا فلأن ظهور الجماعة الإرهابية المسلحة محدود النتائج والتأثير، ويبقى من باب المنوعات النادرة أو الشاذة، فيما يعتبر كثيرون أن الإقدام على اغتيال صدام بتلك الشاكلة يؤكد تصميم الإدارة الأمريكية على إثارة الفتنة الطائفية في العراق، وإرسال رسالة رمزية إلى كل معارضي هيمنتها في العالم بأنها سيدة العالم الأولى والوحيدة، وتأكيد أن عقابها شديد لكل من تصدى لمشاريعها ولكل من شكّل تهديدا أو خطرا على سلامة الكيان الصهيوني…
وغياب الجماعة المسلحة الإرهابية التونسية عن الإعدام سوى بعض التسريبات من هنا وهناك وانعدام أي تصريح رسمي يكشف الحادثة بملابساتها وشخوصها أثار قلقا عند الرأي العام التونسي، وفسح المجال لتأويلات شتّى، وكان يمكن تلافي ذلك ببيانات رسمية أو ندوة صحفية تلقى الأضواء وتطمئن القلوب، وربما كان عدم التعود على مثل هذه الأحداث من ناحية والحرص على التكتم في الأبحاث الأمنية إضافة إلى تخوّف ـ مشروع ـ على التداعيات المحتملة على الموسم السياحي وحتى على استقطاب الاستثمارات من دوافع التكتم الإعلامي، على أن ذلك كله على أهميته لا يقنع، ولا يترجم عن الرغبة الرسمية المعلنة مرارا وتكرارا في تطوير الإعلام وحق المواطن فيه…
الحدثان تزامنا، وإذا كان حدث الإرهاب المحلي مقلقا في مستوى العقل أساسا مثيرا للتساؤلات حول دوافع العنف ودور المؤسسة التربوية والمجتمع المدني والأحزاب السياسية في تأطير الشباب، ويطرح للنقاش ضرورة دفع مسار الإصلاح السياسي وتفعيل ما هو معطل في المجتمع المدني فإن حدث الإرهاب الدولي الممارس على شخص الرئيس صدام حسين باعتباره رمزا ومن ورائه على إرادة الأمة العربية، كان له تأثير مزدوج على العقل العربي والوجدان العربي، لأن هذا الإرهاب قصد الإرباك التام ونجح فيه إلى حد ما، ففي حين نرى الرأي العام عندنا في تونس وغيرها من الدول العربية يحسّ بنقمة حادة تجاه عملاء إيران كما يسمّيهم البعض وتجاه الشيعة ككل كما يرى البعض الآخر، فتظهر لدى عديد مثقفينا وحتى سياسينا للأسف حدّة وانجراف في خطاب شوفيني يطال الأمة الفارسية ككل وخطاب طائفي يستهدف الشيعة ككل، دون فاعلية للخطاب العقلاني الذي يفرض احترام الأمم الأخرى ويقدّر ما قدّمه الفرس للحضارة العربية، ويفرض الموضوعية لأن الشيعة العرب جزء من الأمة يكفيهم فخرا قيادتهم للمقاومة في لبنان ومقاومتهم لبريطانيا في ثورة العشرين في العراق، وتصديهم لجيش الخميني في حرب الثماني سنوات… في ذات الحين لا يتحدث أحد عن التطرف السنّي من قمة القاعدة أسامة بن لادن إلى الزرقاوي إلى المجموعة الإرهابية التي أعدّت العدة رغبة في تقويض أمن بلادنا واقتصادها…
إن حدث اغتيال صدام حسين سيكون له عميق الأثر في الوجدان العربي عامة والوجدان التونسي خاصة ولا بد من استخلاص العبر منه، وقراءة تجربة صدام لاستلهام قيم خالدة مثل قوة الإرادة والحفاظ على الكرامة والشرف… وقراءة تجربة الدولة الوطنية الحديثة ومدى حاجتها إلى العقلانية والتعددية وتكريس حقوق الإنسان، لا أن نقيم ـ شيعية صدامية تماثل حسينيات الشيعة ـ كما علّق بامتياز صديقنا النقابي القومي زهير الجويني، ولا أن تنخرط في شوفينية طائفية مقيتة، ولا أن نسقط في أصولية إسلامية سنية كما انساق للأسف بعض الأشخاص المرتدين عن اليسار….
أما حادثة الإرهاب المحلي فتدفعنا دفعا إلى تحصين الجبهة الداخلية وتعميق الحوار الوطني واستنباط آليات جديدة له وتعزيز الحريات وفي مقدمتها حرية التعبير وحرية الإعلام وحرية تأسيس الجمعيات والأحزاب، لأن المناخ التعددي الديمقراطي هو وحده الكفيل بتأطير الشباب تأطيرا سليما، ولأن قيم الجمهورية وحدها كفيلة إن عزّزناها بتنشئة جيل يحترم المؤسسات ويحلّ إشكالاته داخلها بعيدا عن أي غلواء سنية أو شيعية أو علمانية.. وللشعب التونسي من الرصيد والإرادة ا يؤهله لذلك…
(المصدر: صحيفة الوحدة (أسبوعية – تونس)، العدد 530 بتاريخ 13 جانفي 2007)
قراءة في ظاهرة انتشار السلفية في المغرب العربي
هيثم رباني – الجزائر
بالعودة إلى التاريخ، يمثل التيار السلفي ضِـمن حركية التيارات الموصوفة بـ « الإسلامية » في العالمين العربي والإسلامي، أول شكل من أشكال الإصلاح، وذلك منذ نهايات القرن التاسع عشر. غير أن صور السلفية مختلفة ومتغيرة، بسبب بساطة طرحها، ووصلت في السنوات العشر الأخيرة إلى حدّ حمل السِّـلاح، ممثلة في تنظيم القاعدة على المستوى العالمي، والجماعة السلفية للدعوة والقتال بالمغرب العربي.
مر إقدام التيارات السلفية على حمل السلاح (قبل الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات المشابهة) بمرحلتين: الأولى، منظمة مثّـلها تنظيم « الإخوان »، الجناح المسلح للحركة الإصلاحية التي قادها الشيخ محمد عبد الوهاب وأتباعه في بلاد الحجاز في القرن الثامن عشر. أما المرحلة الثانية، فكانت على شكلٍ فردي عن طريق سلفيّـين من ألبانيا والبوسنة وتركيا وبلاد عربية أخرى، انضمّـوا إلى مقاتلين أرسلتهم حركة الإخوان المسلمين » المصرية للمشاركة في حرب فلسطين الأولى عام 1948.
وتنظيم الإخوان المسلمين، الذي أسسه الشيخ حسن البنا، هو تنظيم حركي، غالبية المنتمين إليه سلفيون في الاعتقاد، وقبلوا في نفس الوقت أشاعرة وماتريديين وصوفيين، كشكل من أشكال التسامح التنظيمي، الذي يمثل في الواقع تشكيلة المجتمعات العربية والإسلامية في أبسط حالاتها الحضارية، وهذا مفهوم متّـفق عليه في صفوف المنتمين إلى تنظيم الإخوان المسلمين ولم تخرق قاعدته لحدِّ الآن.
يبقى أن التفسير المبسّـط للتيار السلفي القائل بأنه يدعو إلى « العودة بالأمة إلى اعتقاد سلفها الصالح واتِّـباع الكِـتاب والسُـنة، كما فهمهما النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته »، ويتكفل بتأصيل هذا الفهم عبر القرون، علماء يتفاهم السلفيون بشأنهم ويصنفونهم على أنهم هم الذين يؤخذ عنهم شرح الكتاب والسُـنة « على منهج السلف »، وبذلك، يصل هذا الفهم إلى القرن الحادي والعشرين مبسَّـطا واضحا، ولو كُـتِـب على الانترنت أو تكفلت الهواتف النقالة بالباقي.
أشكال السلفية
قبل الحديث عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال وعلاقتها بتنظيم القاعدة، تجدُر الإشارة إلى أن التيار السلفي شكّـل دوما وعلى مَـرِّ التاريخ الإسلامي، شكلا من أشكال التصحيح أحيانا، كما في تصرُّف العالِـم العز بن عبد السلام عندما أعان المظفر قطز لتولّـي الإمارة عبر انقلاب سِـلمي، بهدف وقف زحف التتار، وترجمت هذه الخطوة في معركة عين جالوت.
ومن أشكال السلفية، ما كان رجعية وتخلفا، مثل تصرف سلفِـيِـي الأندلس ضد ابن رُشد، رغم أن عالم وفيلسوف المغرب قد أعيد الاعتبار له في العصر الحاضر، وبشكل لا يصدق. فالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهي مركز مُـهم من مراكز الفهم السلفي في الاعتقاد، تدرس الفِـقه في المذاهب الأٍربعة في كلية الشريعة عبر كتاب ابن رُشد الشهير، « بداية المجتهد ونهاية المقتصد ».
وأخيرا، يبدو من أشكال السلفية، ما كان إصلاحا سياسيا ودينيا، يُـشرف عليه علماء ومفكرون، مثل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحملة الأسانيد المتّـصلة لرواية الحديث الشريف في المغرب الأقصى، ولكن ضمن هذا التيار الأخير، هناك تياران سلفيان برزا كشكل من أشكال الاستقطاب الدعوي والحركي والأمني، هما « السلفية العلمية » و »السلفية الجهادية ».
دوامة مصالج الأمن العربية والغربية
الواقع، أن صورة الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تمثل في أبسط حالاتها دوّامة مَـصالح الأمن العربية والغربية تُـجاه تنظيم الإخوان المسلمين، كتنظيم حركي يُـريد الانقلاب على الأنظمة العربية العِـلمانية في المدى المتوسط أو البعيد.
ولو أن الإخوان المسلمين اليوم لا يمثلون هذا الاتجاه، إلا أن مواجهاتهم العنيفة مع الأنظمة العربية، مثل مصر (في الخمسينات) وسوريا (في موفى السبعينات)، أدّت بشباب يُوصف بـ « الحركي » إلى المُـضي في العمل التنظيمي يمينا، بل وإلى أقصى اليمين إن صحّ التعبير.
ويبدو من أشكال الدّعم الذي، قُـدم للمجموعات الأفغانية المسلّـحة في حربها ضد السوفيات في ثمانينات القرن الماضي، أن التشكُّـل السلفي المسلح قد بدأ هناك، لأن الإخوان المسلمين كانوا متواجدين هناك عبر التنظيم الدولي واختلطوا بحركيين سعوديين وكويتيين ومغاربة، غير إخوانيين، ترسّـخت لديهم القناعة مع مرور الوقت أن الإخوان لديهم شيء ناقص أو أن عندهم شيء زائد، ولا يُـفيد في عودة التوازن، إلا « الاعتماد على الأفكار الذاتية التي لدينا، إنها سلفيتنا ».
ما كان زائدا أو ناقصا لدى الإخوان المسلمين، مع أنهم قاتلوا في أفغانستان، هي تلك السهولة في حلق اللّـحى والتفاوض مع الحكومات والمشاركة في الانتخابات وما يتبعه من مفاوضات وتنازلات، وبرز ضمن هذا التوجه حقيقة أن التحضر ونقيضه، لا يمثلان سببا في الالتزام بالسلفية كشكل جديد من أشكال التعامل الدعوي والأمني مع الظاهرة الإسلامية الحركية.
بالنسبة للجماعة الإسلامية للدعوة والقتال، يعتبر الانتماء إلى انقسام الثمانينيات في أفغانستان طبيعيا وحيويا، لأنه يساعد على التموقع في المقام الأول ويساعد في الأخذ والاتصال بشبكة معقَّـدة من العلماء والدعاة في كامل العالم الإسلامي، بل وحتى في بلاد المهجر، وبخاصة في أوروبا والولايات المتحدة.
حلقة وصل
قد يبدو للوهلة الأولى أن سلفية الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال، ومن قبلها تنظيم القاعدة، كارهة لتجارب الآخرين، الحقيقة أنه لا يبدو عليها ذلك، بل ما يظهر عليها أنها تريد الاستفادة من تجارب الإخوان إلى أقصى حد، ويبدو أن الجماعة الإسلامية المصرية تُـمثل حلقة الوصل بين الإخوان وتنظيم القاعدة كتفكير، ولو أن هذا الجِـسر قد انكسر الآن وأضحى الوصل بين الطرفين مُـختلفا بعض الشيء.
ولأن التفكير السلفي بسيط، فإن للبساطة إيجابياتها وسلبياتها، وتتسلسل المُـعطيات على الشكل التالي: أولها، أن تنظيم القاعدة يقوده جامعيون وأصحاب إمكانيات مادية مُـعتبرة، يُـقابل هذا المَـعطى كنقطة ثانية، أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، يقودها رجال أقل شأنا من الناحية التعليمية وأقلهم مالا ويحتاجون إلى المساعدة من جِـهات خارجية.
والمعطى الثالث، في بساطة الجماعة السلفية الجزائرية، أن اختراقها الأمني أمر وارد، وقد ثبت هذا في خروقات كثيرة حقّـقها الأمن الجزائري، ومع هذا لم يتفكك التنظيم، لأنه يعتمد أسلوب عناقيد العِـنب، التي يصعب أكلها لمرة واحدة، بسبب تعدُّد غرفها أو أكياسها.
ومع نقص المعلومات بشأن شكل ما عُرف مؤخرا بـ « شباب التوحيد والجهاد » في تونس، والذي نسبت إليه مواجهات عنيفة مع قوات الأمن التونسية مؤخرا (من 23 ديسمبر 2006 إلى 4 يناير 2007)، إلا أن التجارب أظهرت أن حظ الجماعات التونسية أوفر من حيث المستوى الثقافي والعلمي من مثيلاتها الجزائرية، ومع أن تشابه المَـنهج مع الجماعة السلفية الجزائرية واضح في أول بيان مزعوم للتنظيم التونسي المسلح، إلا أن الاختلافات الثقافية قد تظهر مستقبلا على شكل الاختلاف في الفتاوى أو الرغبة في مفاوضة الحكومات.
في نفس الوقت، تتشابه الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية في مستواها الفكري مع نظيرتها المغربية، كما أن كِـلا الجماعتين تخُـوضان حربا شرسَـة خارج العمل المسلح مع تنظيم سلفي آخر، وهو ما يُـعرف بالسلفية العلمية.
السلفية العلمية
تمثل السلفية العلمية، الحل السحري أو التقليعة التي ابتكرتها مصالح الأمن الخليجية في أعقاب غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت، حيث كان خطر استقطاب الإسلاميين العرب الأفغان واردا لضرب المصالح الأمريكية في كل من المملكة العربية السعودية والكويت، فكان أن خرجت السلفية العلمية، التي فسرت قرار الاستعانة بالقوات الأمريكية على أنه « اجتهاد حاكم » وأن الخروج على الحكَّـام « كبيرة من الكبائر ».
أثبتت الشهور التي أعقبت حرب الخليج الأولى، أن عملية إلهاء الأفغان العرب قد نجحت بعض الوقت، غير أن النجاح لم يستمر وفضّـلت مصالح الأمن الخليجية ترك غضب الأفغان العرب من مواطنيها وغيرهم، كي ينفجر في البوسنة والهرسك أو بعيدا في بلاد الشيشان، وهو ما يُـظهر أن المعادلة معقّـدة ولا يُـمكن الادِّعاء أن التعاطي الأمني كفيل لوحده بالقضاء عليها.
وتستمر المواجهات والتلاسنات بين السلفيتين، العلمية والجهادية، في الجزائر والمغرب، ولا يسمح بهكذا تصرّف النظام التونسي، مع ما يظهر أن نقاشا كهذا موجود في ليبيا وموريتانيا، بدليل انضمام شباب موريتاني كثيرين إلى الجماعة السلفية الجزائرية ونفذوا معها هجمات عديدة ضد قوات الأمن الجزائرية والموريتانية في السنوات الثلاث الأخيرة.
على أن ولادة الجماعة السلفية الجزائرية لا يمكن مقارنتها بمثيلاتها التونسية والمغربية والموريتانية، لأن الجزائرية خرجت غاضبة عام 1998 من أدغال الجماعة الإسلامية المسلحة، التي اشتهرت بمذابحها المروِّعة ضد المدنيين، ورفض مؤسسو الجماعة سياسة التذبيح، رغم أن إعلان الرفض قد تأخر بعض الوقت، هُـلك خلاله الكثيرون، ومن المؤكد أن التاريخ سيكون كفيلا بإظهار ماهية الرفض وسبب تأخُّـره.
غياب المرجع الديني
من الناحية الاستخبارية، لا يخفي دبلوماسيون غربيون كثيرون، أملهم في اختراق تنظيم القاعدة عبر السلفيين المغاربة، وبخاصة الجزائريين، بسبب ضُـعف مستواهم التعليمي، كما أن التسيير الإعلامي الكَـتوم للجماعات السلفية المغاربية، يجعل أمرا ممكنا عمليات طويلة النفس هدفها إيجاد جماعات جديدة موازية تتّـصل بما هو موجود، ويمكن لعملية كهذه أن تستمر ما بين ثلاثة وخمسة أعوام عبر تعاون دولي لا لُـبس فيه.
ولا تخفي هذه المعطيات، أن التفكير السلفي، اعتقادا وعملا، أمر راسخ في العالم الإسلامي، وبخاصة في دول الخليج ومصر والمغرب العربي، وأن الجماعات السلفية الجهادية، إن صح التعبير، لا تمثل إلا نتاجا مسلحا لنقاشات دينية وحركية، يغيب عنها المرجع الدّيني، الذي إن ثبت فشله في مصر، رغم أصالته وعلمه، فماذا يؤدّي غِـيابه في بلاد المغرب، ثم ماذا يُـمكن للمَـراجع الدينية القوية في بلدان الخليج أن تفعل مع تنظيم القاعدة؟
أخيرا، أثبت التاريخ أن السلفيين كان لهم حظ في قيادة دول، مثل دولة الموحّـدين في المغرب العربي، وربما تُـظهر السنوات القادمة أن التيار السلفي لم يكن سوى مشجبا تعلّـق عليه خسائر مصالح الأمن والمفكرين في العالمين، الإسلامي والغربي، لأن الأزمة القائمة في الشرق الأوسط يتغذى منها كل من يريد حمل السلاح، وكذلك الأمر بالنسبة للحرب في العراق وللتواجد الأمريكي في أفغانستان.
وماذا عن عدد السلفيين المسلحين في بلاد المغرب العربي؟ تذهب أقصى التقديرات لمصالح الأمن الأوروبية والمغاربية، أن عددهم لا يتجاوز الثلاثة آلاف شخص، موزّعين على خمسة ملايين كيلومتر مربع أو أكثر، ويتحركون ضِـمن حدود طولها يُـقارب عشرة آلاف كيلومتر. لذلك فإن التركيز الإعلامي الكبير عليهم والإهتمام الدولي (الأمريكي والفرنسي بهم) قد يعني بنظر البعض أنه « إما أننا أمام رجال سوبرمان، وإما أن الفأر نُـفخ فيه فصار فِـيلا لحاجة في نفس يعقوب ».
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 13 جانفي 2007)
الرابط: http://www.gplcom.com/journal/arabe/article.php?article=1314&gpl=57
وزير داخليه الجزائر:
هناك تنسيق بين الجماعات السلفية فيالدول المغاربية
الجزائر / ۱۳كانون الثاني / يناير / ارنا
اوضح وزير الداخليه الجزائري « محمد يزيد زرهوني » اليوم السبت ان الجماعه المسلحه التي دخلت في اشتباكات مع اجهزه الامن التونسي بتونس علي علاقه ب « الجماعه السلفيه للدعوه والقتال » بالجزائر.
وكانت مجموعه مسلحه قد دخلت في اشتباك مع الامن التونسي في ۲۳كانون الاول / ديسمبر المنصرم واستمر الاشتباك الي غايه ۳كانون الثاني / يناير الماضي.
واسفرت الاشتباكات عن وفاه ۲من عناصر الامن التونسي وجرح ۳آخرين ومقتل ۱۲فردا من الجماعه المسلحه وتوقيف ۱۵آخر.
وقال يزيد زرهوني في تصريح للصحافه علي هامش افتتاح الرئيس « عبد العزيز بوتفليقه » لتظاهره « سنه الجزائر عاصمه الثقافه العربيه » بالعاصمه الجزائريه ان « التحقيقات والتنسيق بين السلطات الامنيه الجزائريه والتونسيه اكدت وجود علاقه بين الجماعه السلفيه للدعوه والقتال في الجزائر وبين الجماعات المسلحه في تونس ».
واضاف زرهوني ان « الجزائر لطالما اثارت الانتباه الي وجود تنسيق بين الجماعات السلفيه المسلحه في بلدان المغربي العربي ».
واوقفت الجزائر في مطلع كانون الثاني / يناير تونسيين اثنين كانا بصدد الالتحاق بالجماعه السلفيه للدعوه والقتال بالجزائر.
وليست هذه المره الاولي التي توقف فيها الجزائر اجانب علي علاقه بالجماعات المسلحه في الجزائر، اذ سبق لها وان اوقفت عناصر تونسيه وليبيه ضمن الجماعات المسلحه .
وكشف وزير الداخليه والتنميه المحليه التونسي « رفيق الحاج قاسم » امس الجمعه ان المجموعه المسلحه التي كانت وراء هذه الاشتباكات قد « دخلت الي تونس عبر الحدود الجزائريه ».
وقال رفيق الحاج قاسم ان هذه المجموعه كانت « متكونه من ۶اشخاص تعرفهم مصالح الامن التونسي وتعرف انتماءاتهم السلفيه الارهابيه ».
واضاف الحاج قاسم ان هذه المجموعه كانت معها اسلحه ناريه وكان معهم شخص موريتاني.
وبحسب وزير الداخليه التونسي فان المجموعه التي التحقت بمجموعه مسلحه كانت بداخل تونس وكانت تهدف الي استهداف بعض السفارات الاجنبيه وبعض الديبلوماسيين في تونس.
يذكر ان الاشتباكات التي حدثت بتونس تبنتها مجموعه تونسيه قالت انها مجموعه سلفيه وان تحركها جاء بعد الممارسات التي فرضتها السلطه في تونس علي الحجاب والمتحجبين.
(المصدر: وكالة أنباء إرنا (الإيرانية الرسمية) بتاريخ 13 جانفي 2007)
الرابط: http://www.irna.ir/ar/news/view/menu-261/0701138706183317.htm
تصحيح: نظرا لحصول خطإ في الإشارة لمصدر هذا التقرير من وكالة رويترز للأنباء، نعيد نشره في عدد اليوم مع التنويه والإعتذار.
المتشددون يمثلون اختبارا أمنيا لدول المغرب العربي
الجزائر (رويترز) – كانت موجة من عمليات المتشددين بما في ذلك اشتباكات نادرة وقعت في تونس اختبارا لجهود مكافحة الارهاب في أنحاء منطقة شمال افريقيا وهي المنطقة التي تنظر لها القاعدة على أنها منصة اطلاق محتملة لشن هجمات جديدة على العواصم الاوروبية.
ومن المتوقع أن تكثف دول المغرب العربي التعاون الأمني بعد أعمال عنف في الجزائر وتونس واعتقالات في المغرب مما أثار مخاوف من احتمال انشاء ائتلاف من جماعات يضم مقاتلين جددا حنكتهم المعارك في العراق وأفغانستان.
ويقول محللون ممن يتعقبون محاولات القاعدة لتقوية شبكتها في المغرب العربي وجاليات من هم من ذوي أصول شمال افريقية في أوروبا ان من أكثر التطورات جذبا للانتباه معركتين بالاسلحة النارية خلال شهرين في تونس التي عادة ما تتسم بالهدوء.
وقتل ما يصل الى 14 مسلحا في اشتباكات مع قوات الامن داخل تونس وحولها في 23 ديسمبر كانون الاول والثالث من يناير كانون الثاني في اختراق خطير للامن في البلد المحكوم بقبضة قوية والذي يعرفه أغلب الاوروبيون باعتباره مكانا هادئا لقضاء العطلات.
وقالت السلطات ان الاضطرابات شملت « مجرمين خطرين ». ولكن صحيفة الشروق الخاصة قالت ان المسلحين وجميعهم من التونسيين باستثناء شخص واحد موريتاني من الاسلاميين الذين تسللوا الى البلاد قادمين من الجزائر.
وقال المحلل المغربي محمد ظريف « ما حدث في تونس سيدفع حكومات المنطقة الى تكثيف التعاون » مضيفا أن المتشددين في المنطقة يتعاونون معا في الوقت الحالي في اطار الفكر السلفي الذي تتبناه القاعدة.
ومضى يقول « قبل ذلك كانت كل حكومة تعتقد أنها محصنة من خطر السلفيين وتركوا الجزائر تخوض معركتها وحدها مع الاسلاميين المتشددين » في اشارة الى الصراع بين الاسلاميين الجزائرين والقوات الامنية الذي بدأ عام 1992.
وأردف قائلا « هذه المرة ربما يشكلوا جهات للتعاون الامني لجعل تعاونهم…ضد السلفيين أكثر فاعلية. »
ولا يروق التعاون في مجال مكافحة الارهاب بسهولة للادارات التي يحكمها الفكر الامني على السواحل الجنوبية من البحر المتوسط والتي تسعى لبسط سيطرة قوية على مجتمعاتها وتمقت أي شيء يمكن اعتباره تدخلا خارجيا.
ولكن خبراء يقولون ان دلالات التنسيق عبر الحدود بين الجماعات المتشددة في المنطقة والتي زودت الصراع في العراق وأفغانستان ضد القوى الغربية بتدفق متواصل من المتطوعين يستلزم رد فعل اقليميا يستند الى روح الفريق.
وقال كلود مونيكيه من المركز الاوروبي للمعلومات الاستراتيجية والامن في بروكسل « انهم يعلمون أنهم يواجهون خطرا مشتركا…انهم يعلمون أنه ليس أمامهم خيار اخر في هذا الصدد. »
وفي أواخر ديسمبر كانون الاول قالت صحف جزائرية ان قوات الامن الجزائرية اعتقلت اثنين من التونسيين « ينتميان الى شبكة ارهابية دولية ».
وفي الجزائر انفجرت قنبلة قرب حافلة تقل عمال نفط أجانب يوم العاشر من ديسمبر كانون الاول في حي راق بالجزائر العاصمة مما أسفر عن مقتل اثنين في أول هجوم يستهدف الاجانب منذ سنوات.
وأعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال ومقرها الجزائر مسؤوليتها عن هذا الهجوم والتي يعتقد مسؤولو أمن أنها تجتذب أعدادا متزايدة من الاسلاميين المتشددين في المنطقة وانها توفر لهم التدريب.
وفي 30 أكتوبر تشرين الاول لقي ثلاثة حتفهم في هجومين شبه متزامنين بحافلتين ملغومتين على مركزين للشرطة الجزائرية في أكثر هجمات الجماعة السلفية اتقانا منذ عدة سنوات.
وأعلنت الحكومة المغربية يوم الرابع من يناير كانون الثاني أن قواتها الامنية قضت على خلية اسلامية متشددة تجند المتطوعين للقتال في العراق واعتقلت 26 شخصا.
ويقول المغرب وهو من أشد حلفاء الولايات المتحدة انه قضى على أكثر من 50 خلية للاسلاميين المتشددين منذ التفجيرات الانتحارية التي وقعت في الدار البيضاء العاصمة المالية للبلاد عام 2003.
ويقول خبراء ان المنطقة التي تمتد من موريتانيا وحتى ليبيا تمثل عنصر جذب للقاعدة بسبب قربها الى أوروبا مما يجعلها مركزا للدعم بالامدادات والنقل وسهولة الوصول من خلالها الى الجاليات الكبيرة من الاسلاميين القادمين من شمال افريقيا في المدن الاوروبية.
ويعتقد خبراء أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال خفضت من هدفها الاصلي وهو الاطاحة بالحكومة لصالح استهداف الغربيين والترويج لعملياتها من خلال استخدام مهارات متزايدة في الانترنت.
وقال أوليفييه روي وهو خبير في شؤون التشدد الاسلامي بالمركز الوطني الفرنسي للابحاث العلمية ان الجماعات المتشددة المسلحة في الجزائر والمغرب من غير المرجح أن « تقوم بالدور الاساسي » في تحدي سلطة الدولة لان هناك قوى سياسية أخرى تعمل في تلك البلاد.
وأضاف « المجهول هو تونس. في تونس من الواضح أن الحكومة تمكنت من احداث فراغ سياسي وهو ما ليس متحققا في الجزائر أو المغرب…هناك قدر كبير من الاستياء حتى بين الطبقات الوسطى العلمانية (في تونس) حاليا. لذلك أعتقد أن الطريق ممهد الان بشكل أفضل للحركات المتشددة في تونس بالرغم من ذلك. »
وذكر مسؤول أمريكي على اطلاع بالمنطقة عن تونس « نحن قلقون. هذه الموجة الاخيرة من الاضطرابات في تونس تمثل جرس انذار نوعا ما.. دعونا لا ننسى تونس. »
ومضى يقول « ان لديهم نفس الشبان الذين اتجهوا للتشدد ونفس نوع الجماعات الارهابية المناهضة للحكومة بشكل تراكمي تماما مثل الدول المجاورة الاخرى في شمال افريقيا. »
من وليام ماكلين
(شارك في التغطية الامين الغانمي ومارك تريفيليان)
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 12 جانفي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
أصحاب المدونات التونسية قلقون بشأن الوضع في بلادهم
أثارت المواجهة المسلحة التي وقعت في الأسبوع الماضي بين السلطات التونسية وجماعة مسلحة غير معروفة المخاوف في عالم التدوين التونسي. فتساءل بعض المدونين حول ما إذا كانت تونس تمضي في طريق مدمّر واشتكى آخرون من التعتيم الإعلامي الرسميتعذر على أصحاب المدونات التونسيين العثور في الصحافة المحلية عما يخالف التخمين حول سبب « تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن وجماعة إجرامية مسلحة » و تساءل المدون هوهو بلوغ « من هؤلاء؟ » واقترح « من أراد أن يعرف من هؤلاء المسؤولون عما جرى في الأيام القليلة الماضية، فلينظر للمقالات في لوموند ولوفيغارو وليبراسيون« .
مدينة سليمان المدونة قدمت تخمينا بأن الأشخاص الإثني عشر الذين قتلوا والخمسة عشر الذين اعتُقلوا في سليمان ينتمون لجماعة « السلفية الجهادية التي يزداد نشاطها في تونس« .
المدون سامي الثالث أضاف قائلا « الجماعة المسلحة هي في الواقع جماعة إرهابيين تخطط للهجوم بالمتفجرات على المواقع السياحية خاصة جنوب الحمامات » وهي مرتبطة بالقاعدة وممثلتها في الجزائر الجماعة السلفية للدعوة والقتال.
وخلال هذه التخيمنات عبر المدون شكوك وقناعات عن شكواه بشأن التغطية الإعلامية المحتشمة في الصحافة التونسية. وقال « ليس للتونسيين الحق فحسب ولكن الحاجة الملحة لمعرفة الحقيقة عن بلادهم وعما يجري » وأضاف « هل خطر تحول تونس لدولة إسلامية ومتطرفة خطر حقيقي؟« .
وفي مقال تحت عنوان « لا يعنيهم » وجه المدون سابيري أودي هجوما على الإعلام الأجنبي والتونسيين الذي يثقون بالتأجيج المفتعل لقصاصاتها « حيث تم نشر تقارير غير صحيحة ومبالغ فيها عن المواجهات المسلحة الأخيرة..إنهم يجسدون الأمر وكأننا على حافة حرب مدنية كاسحة« .
وزعم المدون أنه رغم غياب الإعلام وستار التكتم المفروض من قبل الحكومة فإنه ينبغي على التونسيين عدم الشك في أن بلادهم « بلد سلمي وآمن للغاية وسيبقى كذلك. وإذ ندري على أحسن وجه كيف تعمل بلادنا، هل نفهم من هذا أن الأمر يتعلق بمسألة أمن وطني؟ » ألا يمكننا التوحد لمجابهة تهديد التطرف وإدانة العنف ومصادره والتعاون واحتواء القصة بيننا ووقف التخمينات وانتظار مزيد من الأنباء ونعلق الأمل على ما هو أفضل وتشجيع الحوار عبر إعلامنا الذاتي وإن أخفقنا فما عليها سوى إعادة الكرة من جديد وهكذا؟« .
« ينبغي أن يظهر هذا ويذكر مواطنينا بقيمة وأهمية الأمن الذي نعيشه…بعيدا عن متاعب الشرق الأوسط أو جيراننا » هكذا عبّر المدون زيزو من جربة عن الحدث.
كما شكر المدون سلطات الأمن التونسية عن « تعريض أفرادها للخطر » للحفاظ على أمن تونس.
(المصدر: موقع مغاربية (ممول من طرف الجيش الأمريكي) بتاريخ 10 جانفي 2007)
الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/blog/2007/01/10/feature-02
تونس تطرح شركة متاجر عامة للبيع
قالت الحكومة التونسية أمس إنها تعتزم بيع حصة الأغلبية المملوكة للدولة في متاجر شركة المغازة العامة بهدف توسيع دور القطاع الخاص وتعزيز النمو، ودعا مكتب الخصخصة الحكومي في بيان المستثمرين الراغبين في التأهل للعطاء إلى إبداء رغبتهم فرادى أو من خلال كونسورتيوم.
وأضاف أن على أصحاب العروض تقديم عروضهم لشراء الحصة البالغة 76.31 في المائة في شركة المغازة العامة في موعد أقصاه الثامن من فبراير 2007 الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت جرينتش)، وتختار الحكومة العرض الفائز في الربع الثاني من العام.
ووفقا لبيانات رسمية حققت شركة المغازة العامة مبيعات قدرها 152 مليون دينار (116 مليون دولار) في 2005 وبلغ صافي الربح 3.1 ملايين دينار. وباعت تونس 203 شركات في التسعة عشر عاما الماضية بلغت حصيلتها 5.55 مليارات دينار.
وشملت عمليات الخصخصة شركات بقطاعات الأسمنت والعقارات والبنوك والترفيه والمواد الغذائية والاتصالات.
(المصدر: صحيفة « أخبار الخليج » البحرينية الصادرة يوم 13 جانفي 2007)
الرابط: http://www.akhbar-alkhaleej.com/Articles.asp?Article=193119&Sn=BUSI
في تونس التعليم والتثقيف
%6 من الشباب دون 30 سنة لا يجيدون القراءة ولا الكتابة
بقلم سامية الجبالي
لا يسعنا والمجموعة العربية تحتفل باليوم العربي لمحو الأمية إلا أن نندهش للبيانات التي أصدرت مؤخرا والمتعلقة بأمية الشباب من الفئة العمرية دون 30 سنة حيث تبين الإحصائيات أن 220 ألف شاب يعانون من الأمية بمعنى أنهم لا يجيدون القراءة ولا الكتابة.
ولئن أشارت التقارير ذاتها إلى إقبال هذه الفئة على برنامج محو الأمية فإن النسبة المذكورة تبدو مثيرة للاستغراب خاصة وأن إقرار إجبارية التعليم ومجانيته في تونس يعود إلى ما يقل عن أربعة عقود مما يفترض بالضرورة أن تتمتع شريحة الشباب ممن لم يتجاوزوا 30 سنة بكل فرص التعليم أقله إلى حدود المرحلة الابتدائية التي تشير الإحصائيات بشأنها إلى تطورها لتبلغ 99% بالنسبة إلى الأطفال في سن السادسة مع تسجيل تراجع في نسبة الانقطاع بالمرحلة الابتدائية إلى 1,5% خلال سنة 2006.
وفي السياق ذاته تشير إحصائيات وزارة التربية والتكوين للسنة الدراسية 2005-2006 إلى انقطاع حوالي 83 ألف تلميذ من المرحلة الأولى والثانية للتعليم الأساسي وحوالي 65 ألف تلميذ في مرحلة التعليم الثانوي وتسجل السنة السابعة أساسي بنصيب الأسد من عدد المنقطعين وتفوق نسبة انقطاع الفتيات عن الدراسة بكثير نسبة الانقطاع لدى الفتيان.
وقد كانت سلط الإشراف بحثت في أسباب الانقطاع المدرسي وتوصلت إلى أن أهمها يعود إلى ضعف نتائج المتعلمين في مواد العربية والفرنسية والرياضيات علاوة على معاناة عدد كبير مهم من صعوبات عند الارتقاء من مرحلة تعليمية إلى أخرى مما ينعكس على بقية المراحل التعليمية، تنضاف إليها صعوبة الاندماج في الحياة المدرسية لدى بعض المتعلمين وتبقى الغيابات المتكررة للتلاميذ والمدرسين مؤثرا رئيسيا في مستوى التلميذ ويساهم في إضعاف مكتسباته وعدم القدرة على المواصلة إلى مستويات تعليمية أخرى.
أما فيما يتعلق بأمية الشباب التي ينتظر أن يتم إعداد سجلات خاصة بهم تساهم في تحديدهم واستهدافهم ببرنامج تعليم الكبار قصد القضاء على الأمية في مجتمعنا فقد أرجع الخبراء أهم الأسباب إلى عدم قيام أوليائهم بترسيمهم بالمدارس عند بلوغهم سن التمدرس وينتظر أن تكون مصالح وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين قد اتصلت ببيانات من العمد ومديري المدارس ذات الأولوية توضح عدد الأطفال المنقطعين وعدد الأطفال البالغين من العمر ست سنوات وأكثر الذين لم يقع ترسيمهم بالمدارس وتحديد أسباب هذا العزوف.
ولنعود إلى مسألة أمية الشباب فإن تسجيل نسبة 6% من مجموع الشباب من الفئة العمرية دون 30 سنة التي تمثل نحو أربعة ملايين، من مجموع السكان يدعو إلى التساؤل عن مصير هؤلاء في عالم يتحدث عن صنف جديد من الأمية هو الأمية الرقمية وفي مجتمع يواجه تحديات مرحلة قادمة تتطلب ثقافة من نوع جديد هي ثقافة التكنولوجيا الحديثة.
(المصدر: « الجريدة »، أسبوعية اليكترونية (تونس)، العدد 57 بتاريخ 13 جانفي 2007)
الرابط: http://www.gplcom.com/journal/arabe/article.php?article=1314&gpl=57
لربما مارست عليسة الشيعية التقية ضد البربر النواصب حسب عماد الدين الحمروني
عباس
استنتاجات |
عماد الدين الحمروني [1]ء |
الجَمْعُ عند العرب يعني ثلاثة فما فوق. لنرجع ثلاثة آلاف سنة لنستنتج أن داود وسليمان والعُزير ويونس (نينوى ـ العراق) وعمران وزكرياء ويحي وعيسى والرسول عليهم السلام تشيعوا لعلي. أما إذا رجعنا أربعة آلاف سنة، وهذا ممكن حسب كلمة « آلاف »، فسنجد أن موسى وهارون وشعيب ويوسف ويعقوب وإسحاق وإسماعيل ولوط وإبراهيم (العراقي) عليهم السلام كانوا يحجون إلى كربلاء يوم عاشوراء.ء ويمكننا أن نصل إلى نوح إذا فسرنا، تفسيرا شيعيا، الآية الكريمة « وإن من شيعته لإبراهيم » [2] والمقصود نوح. وهذا ما ذهب إليه محمد بن علي القمي [3]. نخلص هنا أن كل الأنبياء كانوا يعتقدون عقيدة البداء الشيعية [4]. هذا وأرجح أن الأمر لا يتجاوز الألفية الثالثة قبل اليوم لأنه ثبت أن يوسف عليه السلام، وهو في الألفية الرابعة قبل اليوم، رفض زواج المتعة مع امرأة العزيز [5].ء |
ان مدرسة اهل بيت النبوة عليهم السلام هي مدرسة متاصلة … منذ الاف السنين |
هذا القول لعماد الدين الحمروني يمكننا من تفسير أسطورة جلد الثور لعليسة الشيعية. قد يكون الفينيقيون قد تشيعوا لأهل البيت على يد أحد الأنبياء سالف الذكر. عليسة التونسية، تشبعت بتعاليم الأئمة الاثنى عشر المعصومين، وخصوصا خلق التقية [6]، فمارستها على البربر، النواصب من أحفاد يزيد بن معاوية، واحتالت عليهم وأسست قرطاجة الشيعية في الألفية الثالثة قبل اليوم. وقد أخذت بقول آية الله الطوسي [7] فافتكت كل أرض النواصب[8] و بعثت بالخمس إلى قمّ تحقيقا لآية الغنائم في سورة الأنفال. تم يأتي بعد ذلك الرومان الخوارج [8] ليحتلوا الأرض الشيعية. ثم في اقتتال بين الخوارج من الرومان والنواصب أتباع عقبة بن نافع وموسى بن نصير، الذي كان يقاتل تحت لواء الأموي سليمان بن عبد الملك، افتك النواصب الأرض ضاربة الجذور في التشيع. يرجع المعدن إلى أصله بعد ذلك على يد الفاطميين لتبقى الأرض طيبة شيعية بعض آلاف السنين. ثم يأتي عبد الحميد بن باديس التكريتي وابنه تميم، ويدعى كذلك صدام التكريتي، ليدنسوا الأرض الشيعية.ء |
ان مدرسة اهل بيت النبوة عليهم السلام هي مدرسة متاصلة في تونس منذ الاف السنين فلا داعي للتجني على ايران في ربط علاقتها المتميزة ببلادنا تونس |
القنصلية الإيرانية ـ تونس ـ تعلن الآتي مطلب تأشيرة الدخول إلى الأراضي الإيرانية يتكون من ـ إستمارة مملوؤة وفق معطيات صحيحة ـ شهادة في الخلو من الغرور أو الإصابة بقدر أقصاه 3% في الدم. الشهادة يجب أن تصدر عن طبيب محلّف ـ صك أو تحويل بريدي بمعلوم التأشرة ـ شهادة في ثبات المواقف وعدم تبدلها صادرة عن خبير في قيس الزلازل ـ ظرف عليه العنوان الكامل بخط واضح ـ شهادة عدم الجر في مستنقع الوهابية صادرة عن خبير في المستنقعات ـ طابع بريدي بمعلوم مرسول مضمون الوصول ـ شهادة في عدم الارتباط العضوي بالجماعات الفاشية صادرة عن مأرّخ للحكم الفاشي في إيطاليا ـ صورتان شمسيتان ـ شهادة في الخلو من التحالفات مع جماعات اليسار المتفرنس صادرة عن باحث أكديمي في الواقع السياسي الفرنسي ـ نسخة من الصفحات الأولى من جواز السفر ملاحظة : تزكية من الناطق باسمنا في تونس، عماد الدين الحمروني، تغني عن كل هذه الوثائق |
ان مواقف الغنوشي المتبدلة و غروره و ارتباطاته المشبوهة على مدى اكثر من ربع قرن و دوره في جر الحركة الاسلامية في تونس الى مستنقع الوهابية و ارتباطه العضوي بالجماعات القومية الفاشية و تحالفاته مع جماعات اليسار المتفرنس هي السبب في عدم منحه تاشيرة دخول للاراضي الايرانية
|
بقايا الستالينية، المقصود بها روسيا أساسا ثم الصين وكوريا الشمالية وأتباع كارزاي الأفغاني. أعتقد أن منتدى تحت السور بموقع نواة وتونس نيوز أخطؤوا في نقل القول أو تعمّدوه لفرط بغظهم الناصبي المقيت. فقد دأبوا على مناصبة العداء لأهل البيت. فللتصحيح يجب استبدال « النهضة » بـ »إيران » لكي يستقيم القول |
ليعلم الغنوشي ان النهضة … و لا ينفعهم تحالفهم مع بقايا الستالينية و … و |
عباس
ملاحظة : هذه مراجعي فمن أراد أن يردّ فليأخذ ما قلت قولا قولا فيُفنّد ذلك كلّه ولينسف مراجعي. أنصحه أن يبدأ بإثبات المذهب الاثنى عشري في تونس في العهد البربري ثم القرطاجي ثم الروماني وهكذا. ولينتهي بالرد على ما ورد في المراجع. إن فعل ذلك كنت له من الشاكرين. وإن لفّ حول الموضوع دون الولوج فيه، فلا أظن ذلك يغني من الحق شيئا
المراجع
ـ [1] عماد الدين الحمروني، منتدى تحت السور بموقع نواة، في 10 جانفي 2007، نشرته أيضا تونس نيوز في نفس اليوم
ـ [2] سورة الصافات
ـ [3] قال محمد بن علي القمي في {عقاب الأعمال ص352 ط بيروت} عن أبي بصير عن الصادق (إنَّ نوحاً عليه السلام حمل في السفينة الكلب والخنزير ولم يحمل ولد الزنا والناصب شر من ولد الزنا).ء
ـ [4] عقيدة البداء هي بمعنى الظهور بعد الخفاء، كما في قوله تعالى: (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) سورة الزمر. أو بمعنى: نشأة رأي جديد لم يكن من قبل كما في قوله تعالى (ثم بدا لهم بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين) سورة يوسف.ء
والبداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم وكلاهما محال على الله عز وجل فإن علمه تعالى أزلي وأبدي لقوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).ء
والشيعة ذهبوا إلى أن البداء متحقق في الله عز وجل كما تدل عليه العبارات الآتية من مراجعهم الأساسية:ء
ذكر محمد بن يعقوب الكليني في كتابه « أصول الكافي » بابا كاملا في البداء وسماه (باب البداء) وأتى فيه بروايات كثيرة نذكر بعضها: (عن زرارة بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال: ما عبد الله بشيء مثل البداء، وفي رواية ابن أبي عمير عن هشام ابن سالم عن أبي عبدالله عليه السلام: ما عظم الله بمثل البداء).ء
وعن مرازم بن حكيم قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول ما تنبأ نبي قط حتى يقر لله بخمس: بالبداء والمشيئة والسجود والعبودية والطاعة).ء
عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما بعث الله نبيا إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء).ء
ونقل الكليني أيضا (بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يعرف له، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون. وأبو محمد ابني الخلف من بعدي وعنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة)، أصول الكافي ص40.ء
وقد كذبوا على الله في ذلك وعلى أئمتهم. يظنون في الله غير الحق ظن الجاهلية. يدعون أن الله كان يريد الإمامة لأبي جعفر ثم لما مات قبل أن يصبح إماما حينئذ بدا لله العلي القدير أن يكون الإمام أبومحمد ففعل، وذلك كما أنه قد كان يريد الله أن يجعل إسماعيل إماما ثم (والعياذ بالله) بدا لله الرأي الجديد فغير رأيه السابق فجعل موسى الكاظم إماما للناس.ء
يقول محمد عبد الستار التونسوي « ونسوا قاتلهم الله أنه ينتج من أكاذيبهم هذه نسبة الجهل إلى الله العليم الخبير الحكيم الجليل، وهو كفر بواح. »ء
ونقل الكليني: عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: يا ثابت إن الله تبارك وتعالى وقت هذا الأمر في السبعين فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين [ يعني ذلك أن الله لم يكن عنده علم أن الحسين سيموت فلما علم بذلك أخر الأمر.] ومائة فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) قال أبوحمزة: فحدثت بذلك أبا عبدالله عليه السلام فقال: قد كان ذلك، أصول الكافي ص232 مطبوعة الهند.ء
ـ [5] سورة يوسف
ـ [6] يستند الشيعة الاثنى عشرية ( الشيعة في إيران وحزب الله وليس اليمن الزيدي مثلا) على آية في سورة آل عمران نصّها « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة، و… » فيفسرونها على أنها رخصة لإبداء ما لا نبطن والأمر على العموم
ـ [7] قال أبو جعفر الطوسي في {تهذيب الأحكام 4/122 ط طهران /الفيض الكاشاني في الوافي 6/43 ط دار الكتب الاسلامية طهران}:عن الامام الصادق (خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا خُمسه)ء
وعن ابي عبدالله عليه السلام قال: خذ مال الناصب حيث وجدت وابعث الينا بالخمس، السرائر، 376 البحار، 96/194 البرهان، 2/85ء
ـ [8] قال الخوئي في كتابه {منهاج الصالحين1/116 ط نجف}: (في عدد الاعيان النجسة وهي عشرة ـ إلى أنْ قال ـ العاشر الكافر وهو من لم ينتحل ديناً غير الاسلام أو انتحل الاسلام وجحد ما يُعلم أنه من الدين الإسلامي بحيث رجع جحده إلى إنكار الرسالة، نعم إنكار المعاد يُوجب الكفر مطلقاً ولا فرق بين المرتد والكافر الأصلي الحربي والذمي والخارجي والغالي والناصب).ء
ـ وقال محسن الحكيم في كتابه {العروة الوثقى 1/68 ط طهران}: ( لا إشكال في نجاسة الغلاة والخوارج والنواصب). ء
ـ وقال الخميني في {تحرير الوسيلة 1/119}: (غير الاثني عشرية من فرق الشيعة إذا لم يظهر منهم نصب أو معاداة وسب لسائر الأئمة الذين لا يعتقدون بإمامتهم طاهرون وأما مع ظهور ذلك منهم فهم مثل سائر النواصب).ء
ـ ويقول في ص 118 ط بيروت: (وأما النواصب والخوارج لعنهما الله تعالى فهما نجسان من غير توقف).ء
ـ وقال محمد بن علي القمي في {عقاب الأعمال ص352 ط بيروت} عن الامام الصادق أنّه قال: (إنَّ المؤمن ليشفع في حميمه إلاّ أنْ يكون ناصبياً ولو أنَّ ناصباً شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا). ء
جولة في معالم القيروان الإسلامية
نادر سراج (*)
مدينة القيروان التونسية، عاصمة الأغالبة في القرن الهجري الثالث، أمست لاحقاً عاصمة للفاطميين إلى حين غادرها عبيد الله المهدي في العام 912 م. إلى المهدية التي شيدها وجعلها عاصمة له، قبل وصول الفاطميين الى مصر وتأسيسهم القاهرة في العام 973 م.
تزهو القيروان، رابعة المدن الإسلامية، بعد مكة والمدينة والقدس الشريف، بالعديد من المعالم التاريخية. ويأتي في مقدمها «مسجد عقبة بن نافع» أول مسجد جامع بني بالمغرب العربي في العام 670 م. وقد اكتسب شكله الحالي في القرن التاسع عشر، ويعدّ من المعالم الإسلامية المتميزة في شمال أفريقيا باعتباره منارة علم وثقافة.
وتلي الجامع أهمية «فسقية الأغالبة» وتعود إلى القرن التاسع. وتعتبر أنموذجاً للحلول العلمية التي استنبطتها العبقرية القيروانية لمشكلة ندرة المياه وتجميعها في منطقة السباسب. وهي تشكل أهم التجهيزات المائية المقامة في العصر الوسيط. ولا تزال القيروان تحتفظ أيضاً بعدد كبير من المساجد المتوزعة في الأحياء، وببعض الحمّامات العمومية، وبأسواقها ومقابرها القديمة، التي تشكل مجتمعة نماذج لنسيجها الحضري الإسلامي.
وكي يكتمل المشهد، لا بد لزائر القيروان من التوقف ملياً عند زاوية معروفة هي «زاوية سيدي عبيد الغرياني» التي تعرف أيضاً بالمدرسة الغريانية. فتكوينها المعماري اللافت يتميز بالجمالية والبساطة. كما أنها تكتسب أهمية لدى القيروانيين نظراً الى الدور الذي لعبه أصحاب الزاوية خلال القرن السادس عشر في الحفاظ على الهوية الإسلامية لتونس. المعلم الرابع هو مسجد ابن نيرون المعروف بـ «مسجد الأبواب الثلاثة» أو «مسجد الثلاث بيبان» كما يقال بالدارجة التونسية. ويعود أمر تأسيسه لإبن خيرون المعافري في العام 866 م. وهو يقدم واحدة من أجمل وأقدم الواجهات المزخرفة وتمثل واجهته المنمنمة والمشغولة بحرفية لافتة الأنموذج الأقدم لفن الزخرفة الأغلبي الذي يطغى على غير معلم إسلامي تونسي. ولا تكتمل زيارة المدينة القديمة في القيروان إلا بالتعريج على موقع تاريخي هو «بئر بروطة» البالغ عمقها 12 متراً والتي يقال إن من يشرب من مائها لا بد من أن يعود لاحقاً لزيارة المدينة الإسلامية الأعرق في أفريقيا. يعيد المؤرخون تاريخ هذه البئر إلى الوالي العباسي هرثمة، في العام 796 م.، وحيكت حولها أساطير عدة. ولكن الطريف في زيارتها هو في مشاهدة الجمل، المغمض العينين، الذي يدير من دون توقف ناعورة خشبية تقليدية ترفع المياه من قعر البئر إلى سطحها. فيتملى الزائر من مذاق المياه القيروانية العذبة؛ ومن دلالة هذا المشهد الذي يعكس تجليات العقلية الشعبية في تدبرها للشؤون اليومية الخدماتية.
ونتوقف عند «مقام الصحابي أبي زمعة البلوي» الذي يزين فضاء هذه المدينة الروحية المقدسة التي شهدت انطلاق جيوش طارق بن زياد لفتح اسبانيا. ضريح الصحابي الجليل أبي زمعة هو الوحيد من نوعه في المغرب العربي الذي يضم رفات أحد الصحابة الصالحين. وكان لهذه المقامات أدوار متعاقبة في تاريخ المدينة. فقد كانت مراكز دراسية ملحقة بالجمعيات الدينية، كما اعتمدت أيضاً كمدارس قرآنية ساهمت في نشر وتثبيت مبادئ الدين الحنيف.
وتشير المعلومات الموثقة أن مقام «سيدي الصحبي» بصومعته الأنيقة ورواقه الرائع وجليزه المزخرف البديع هو أنموذج لانصهار العديد من التأثيرات المعمارية الأندلسية والعثمانية وامتزاجها بالموروث المحلي الذي خلفته المدرسة المعمارية القيروانية. وهو يعتبر من الأماكن ذات البعد الروحاني في القيروان لأنّه يؤوي رفات الصحابيّ أبي زمعة البلوي، الوافد إلى أفريقيا، والذي وافته المنية بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بحوالى عشرين سنة. وقد ذكر أنّه احتفظ بثلاث شعرات من لحيته (صلى الله عليه وسلم) وأوصى بأن تدفن معه بعد وفاته.
يقع الضريح على حدود المدينة العتيقة ويمتاز عن سائر معالم القيروان بتاريخية مبناه الذي يعود إلى القرن السابع عشر. ويتمّ الدخول إلى المعلم بأكمله عبر صحن كبير مربّع الشكل، تحيط به من ثلاث جهات أروقة مستندة إلى دعائم.
ويشتمل المعلم على أربعة أقسام:
– الضريح وهو غرفة في أقصى الصحن المحاط بأروقة، وفيها رفات الصحابيّ الجليل تحت تابوت تعلوه قبّة منقوشة،
– المباني الملحقة به والمخصّصة لاستقبال الضيوف،
– المدرسة الدينيّة وكذلك المصلّى وحجرات الطلبة والميضاة،
– المئذنة، وهي تنتصب عند الزّاوية الشّماليّة الشّرقية ذات التأثيرات الأندلسية والمزخرفة بمربّعات القاشاني التي تعلوها عقود متجاوزة ومتوأمة ومزخرفة بشرفات مسنّنة فريدة في القيروان وهي تذكّرنا بمئذنتي جامع تلمسان الكبير بالجزائر وقصبة تونس.
يعرف هذا الصحابي في الموروث الثقافي الشعبي باعتباره «حلاق الرسول» (صلى الله عليه وسلم) وأحد صحابته. ويتناقل القيروانيون أنه قدم في إحدى الفتوحات مع «العبادلة السبعة» – ومنهم عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير – واستقر في القيروان.
اللوحة الرخامية المثبتة على مدخل المقام تصوّب المعلومات التي يتناقلها العوام. فأبو زمعة كان مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديبية وبايعه بيعة الرضوان. ويؤثر عنه أنه شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص ودخل أفريقيا، مع جماعة من الصحابة، في جيش معاوية بن حديج، خلال خلافة عثمان بن عفّان. وقد توفاه الله قرب عين جلولة، على نحو ثلاثين ميلاً من القيروان خلال الفتوحات الإسلامية لأفريقيا وعلى أثر معركة ضد الجيوش البيزنطية. ودفن جثمانه في موضع القيروان قبل تأسيسها في العام 34 هـ / 654م ومعه شعر من شعر رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وبعد نحو قرن ونيّف (العام 1085)، أقام الأمير حمودة باشا المرادي على قبره قبة أندلسية وأدار بها صحناً فسيحاً. وبعد تسع سنوات، أجرى الأمير محمد بن مراد تحسينات أساسية عليها. فزاد قبة الهواء والصومعة والمدرسة والعلوّ المعروف بعلوّ الباشا.
الأهمية التاريخية والروحية تعبق في أرجاء المقام، وتستوقف الزائر الذي يعبر قاعات ثلاثاً تفضي إلى بعضها البعض، ويملّي نظره من مأطورات الجصّ المنقوش والسقف المصنوع من خشب الأرز المنقوش والمزدان بروائع الخزف التونسي المشهور. وتسترعي القبة المزدانة بقطع البلور الملّون أنظار الزوار الذين يمرون من تحتها كي يصلوا الى صحن الضريح ويقرأوا الفاتحة عن روح «أبي زمعة».
ويعتبر «سيدي الصحبي» كما يقال في الدارجة التونسية، الشخصيّة الأكثر جذباً للزوار التونسيين. وفي مقامه تعقد الزيجات ويختن الصّبية وإليه تهدى أوّل زريبة (سجادة) تنسجها الفتاة القيروانيّة.
القيروان المدينة الدينية والتاريخية تستحق بجدارة أن تزهو بالإرث الثقافي والحضاري الإسلامي المزدهي داخل أسوار حيها العربي الذي يختزن في درته جامع عقبة بن نافع، وفي زواياه وفي مقدّمها مقام «سيدي الصحبي»، تاريخاً حافلاً يستأهل الزيارة والتملّي والاعتبار.
(*) أستاذ جامعي لبناني
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 13 جانفي 2007)
إعادة فتح ملف فرحات حشاد
عبد اللطيف الفراتي (*)
خلال مؤتمر عام لاتحاد العمال التونسي طالب المؤتمرون بإعادة فتح ملف اغتيال فرحات حشاد، الزعيم النقابي والسياسي التونسي وأحد أقرب الزعماء السياسيين إلى الرئيس الراحل بورقيبة، وعضو مجلس الأربعين الذي كان يستشيره ملك تونس وأوصاه بعدم القبول بـ »الإصلاحات » الهزيلة التي أرادت فرنسا في إبانه فرضها على تونس لتضمن تأبيد وجودها في البلاد وسيطرتها عليها، وهو والد نورالدين حشاد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية.
وقد تم اغتيال فرحات حشاد في 5 ديسمبر، في خضم انفجار حركة مقاومة مشهودة من التونسيين إزاء فرنسا، ونفي كبار الزعماء التونسيين أو سجنهم، وإذ عجز الفرنسيون عن سجن فرحات حشاد لنوع من الحصانة اكتسبها في الأوساط النقابية العمالية في الولايات المتحدة والعالم الحر، فإنها لكف ضرره أو ما كانت تعتبره كذلك أوحت إلى مجموعة تأتمر بأوامر الفرنسيين بالقيام باغتياله، وهو ما تم فعلا.
ومن الطبيعي ألا تتبع عملية الاغتيال أي محاولة فرنسية جدية لملاحقة الفاعلين، باعتبارهم يتمتعون بحصانة من السلطات الاستعمارية آنذاك.
غير أنه وبعد الاستقلال في 20 مارس 1956، قامت أصوات خافتة للمطالبة بمحاكمة المسؤولين عن قتل فرحات حشاد، أسوة بما تم مع قتلة الزعيم التونسي الكبير الآخر الهادي شاكر الذي اغتيل في 13 سبتمبر 1953 أي بعد أقل من عام على مقتل فرحات حشاد.
إلا أن كل ذلك جوبه بنوع من التجنب.
وقد ارتفعت أصوات قليلة لتقول، إن هذا السكوت هو عبارة عن صفقة سرية منذ استقلال تونس الداخلي في 29 مايو 1955 الذي توج بعد أقل من عام بالاستقلال التام لعدم ملاحقة الفرنسيين المورطين في اغتيال فرحات حشاد، وأضاف هؤلاء في إبانه أن الصفقة شملت كل الفرنسيين الذين تورطوا في اغتيال عدد من المجاهدين التونسيين والمعروفين أحيانا بالاسم الذين وبمناسبة استقلال البلاد غادروا في سرعة من أمرهم وأصبحوا خارج قدرة القضاء التونسي على ملاحقتهم.
وإذ عرفت قضية اغتيال الزعيم التونسي الهادي شاكر محاكمة في سنة 1957 انتهت باعدام اثنين من المتهمين، فإنها لم تشمل سوى التونسيين، وأهملت التعرض للفرنسيين الذين ورد ذكرهم وبعضهم ممن كان يتسنم مناصب عالية في الإدارة الفرنسية الحاكمة في تونس أو بعض رجال الدرك.
فيما إن أي ذكر لملاحقة قتلة فرحات حشاد وكلهم على ما يبدو من الفرنسيين لم يجر على لسان، وباتت قضية اغتياله نسيا منسيا.
غير أن المؤتمر الأخير الذي اعتبر الأكثر ديمقراطية بين مؤتمرات المركزية النقابية العمالية في تونس منذ زمن طويل عادت إلى الموضوع وطالبت بكشف كل أسرار هذا الاغتيال لأول مسؤول نقابي في تونس أسس اتحاد النقابات سنة 1946 وبذلك كان أول من أسس مركزية نقابية بالمعنى الكامل للكلمة في كل إفريقيا والعالم العربي.
ومما لاشك فيه أن الملاحقة الجزائية لم تعد ذات موضوع بالنسبة لقضية فرحات حشاد فقد سقطت الدعوى بالتقادم كما يقول القانونيون، غير أن الزعماء النقابيين الحاليين يسعون للدفع لمعرفة من قتل فرحات حشاد ومن كان وراء ذلك الاغتيال وفي أي مستوى كان، في تونس أو في باريس، ومن أعطى الأوامر لذلك الاغتيال أو على الأقل الضوء الأخضر له.
ومن المؤكد أن أرشيف الخارجية الفرنسية التي كانت تتبعها تونس والمغرب بعكس الجزائر التي كانت تتبع وزارة الداخلية باعتبارها محافظة فرنسية يحتوي على أسرار ذلك، ومن الناحية القانونية فإن هذا الأرشيف يمكن أن يماط عنه اللثام وتكشف أسراره، وتعطى أسماء من أمر ومن أعطى الضوء الأخضر، ومن خطط، ومن وفر الوسائل اللوجيستية ومن تولى التنفيذ لهذه العملية التي أنزلت السمعة الفرنسية إلى الحضيض في ذلك الوقت قبل 55 عاما.
ويكاد يكون مؤكدا أن السلطات الاستعمارية الفرنسية التي كانت خاضعة لحفنة من الفرنسيين المقيمين في تونس والمعروفين بتطرفهم وعدائهم لكل إصلاحات تؤدي إلى استقلال البلاد، والواثقة بأن تونس قد تم استيعابها وفرنستها في طريق تنصيرها، إن لم تكن قد وقفت وراء عملية الاغتيال هذه وكذلك عملية اغتيال الهادي شاكر فإنها تكون قد تركت الحبل على الغارب وبعلم منها لهذه العمليات التي لم ترفع لا من شأن فرنسا ولا من مكانتها.
وقد جاء الوقت ولا شك لإلقاء ضوء الحقيقة وضبط المسؤوليات في هذا الاغتيال الذي استهجنته في إبانه كل الجهات الدولية بما فيها الأمريكية وحملت مسؤوليته للحكومة المركزية في باريس.
ولن تعيد معرفة الحقيقة فرحات حشاد أو غيره للحياة لكنها ستملأ النفوس بالارتياح بعد إبراز أسماء الأشخاص الذين اغتالوه ومن وراءهم من جهات ومستوياتها الوظيفية سواء في باريس أو تونس، وإلى أي حد وصل العلم بالحادثة قبل وقوعها، وهل توقفت فقط عند ممثل فرنسا بتونس إنها بلغت مستوى وزير الخارجية أو ربما ما هو أرفع من ذلك، دون أن يصل الأمر إلى رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك فانسان أوريول الذي كتب في مذكراته أنه كان يرفض اقتبال السفير المقيم العام في تونس لعدم موافقته على أساليبه، دون أن يفعل شيئا باعتبار أن منصبه كرئيس للدولة كان منصبا شرفيا لا يخوله صلاحيات كثيرة.
ومهما يكن من أمر فإن الوقت حان لمعرفة الحقيقة وإبرازها بهذا الشأن وفي شؤون عديدة أخرى في العلاقة بين تونس وفرنسا أيام الاستعمار الذي تواصل 75 سنة.
(*) كاتب وصحافي من تونس
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 10 جانفي 2007)
دعوة للتعقل 3
مداخل للتقارب والتفاهم
أشكر في البداية لأسرة تونس نيوز انحيازها المحمود لحرية الرأي والتعبير حيث أثبتت أنها تقف على مسافة حياد واحدة من كل الأطراف ففسحت المجال للنقاش في مواضيع تعد مثالا لإشكالات حقيقية تمر بها الساحة الفكرية وفي تونس وفي العالمين العربي والإسلامي.
ولعمري إن هذه الخطوة الشجاعة تبين عن قراءة صائبة لما ينبغي فعله في هذه المرحلة وهو مجابهة الواقع بقوة وصلابة والتعاطي مع الإشكاليات المطروحة فيه بروح إيجابية. هذا الخيار هو الأفضل من دس الرؤوس في الرمال والاكتفاء بجبر الخواطر أو القفز على القضايا المطروحة.
غير خاف علينا جميعا أننا نعيش ردحا من الزمن تميز بسمات لعل أهمها كون العالم تحول إلى قرية صغيرة ليس من مجال فيها لاحتكار الرأي أو مصادرته على أصحابه.
عاد الاتصال بمصادر الرأي والخبر مهمة سهلة ولم يعد بالتالي من معنى للتأثر بأفكار معولمة تجوب العالم بالطول والعرض. أي واحد منا يستطيع أن يعرف آخر أخبار أقصى دول العالم، كما في مقدوره أن يقرأ كتبا وبيانات وأيديولوجيات قديمة وجديدة.
وما دام الأمر كذلك فإنه من الطبيعي أن تجد أية نظرة أحادية أو تحتكر الحديث باسم شعب أو ثقافة في صعوبات جمة. إذ المنطقي والعالم تسير شؤونه على هذا النحو أن تتسرب التأثيرات من هنا إلى هناك لأن دول العالم لم تبق غرفا مغلقة على أصحابها.
أتاحت الفضائيات لأبسط الناس أن يستمعوا لخطب وبرامج وأفلام وأفكار كل الشعوب والجماعات والنظم والمؤسسات الدينية والسياسية. لهذا هل بات غريبا أن نتقبل وجود شيوعيين في تونس مثلا؟
بالقطع لا…وهل يمكن لنا اليوم أن نقول لحمة الهمامي أو محمد حرمل أو لغيرهما من اليساريين أنه لاحق أو لاحظ لهم في الساحة الفكرية أو السياسية التونسية فقط لأنه ماركسيون » استوردوا » فكرهم من موسكو أو من ألبانيا أو من الصين أو من كوريا الشمالية؟
بالقطع هذا الكلام لا معنى له.
بالطبع سيتعين على كل من يتبنى فكرا أمميّا معولما أن يتعاطى مع معوقات اجتماعية تعود إلى عقلية عربية عصية على التغيير. والحركة الإسلامية بدورها ليست معفية على صعيد هذه المعركة.
فتقبل فكرة الحزبية الإسلامية وتصدي القادة من ذوي المرجعية الدينية المسيسة للعمل السياسي يحتاج لطول نفس ولتوطيد فكرة ما تزال إلى حد ما محل جدل كبير داخل الذهنية العامة.
وحتى وإن أبدت تلك الذهنية تعاطفا مع الحركات الإسلامية في محطات انتخابية كما في تونس..فإن قناعتها لم تصل إلى حد قلب المعادلة والتضحية في سبيل الرؤية الجديدة والدليل هو الموقف العام من إقصاء الحركة الإسلامية رسميا من المشهد الاجتماعي والسياسي حيث لاذ الناس بمصالحهم اليومية وخافوا على حياتهم ولم يجدوا من القناعة القوية ما يقنعهم بالتضحية بالغالي والنفيس للتمكين للنظرة الدينية التي يحملها الإسلاميون الحركيون من أبناء النهضة وغيرها.
تأسيسا على ما مرّ وفي هذا السياق العام يمكن التعاطي مع مقال السيد خالد بن سليمان الذي نشره تحت عنوان: »تعقيب على أقوال تونسي شيعي!!! » والذي أشبع فيه صفة الشيعي نقاط تعجب. فليس مستغربا أن نجد شيوعيا تونسيا ينكر وجود الله ونبوة الرسول ويقطع مع العقل الغيبي التونسي داعيا لتأسيس نسف فكري يكاد يقف على النقيض منه، أما الشيعي فلا.
كان حريا بالأخ خالد أن يحول وجهة نقاط التعجب لينثرها على كل نصوص النهضة الفكرية والسياسية الداعية ليل نهار لمحاسن التعددية و الاختلاف، وكان عليه أن يغتنم الفرصة ليثبت مصداقية تلك الدعوة حتى لا تتحول إلى ثقافة شعاراتية. ومن ثم يرفع الصوت مدافعا عن حق التونسي في أن يختار من الأفكار ما يشاء.
الفيصل ليس طبيعة الفكرة وإنما أسلوب طرحها والدفاع عنها. فمادام صاحبها يطرحها بأدب و بأسلوب موضوعي بعيد عن منطق الشتيمة وتجريح الآخرين فله ذلك.
الغريب سادتي هو أن الكتاب المقربين من النهضة في تونس يسارعون إلى استهداف كل من يطرح نظرة مختلفة للإسلام وهم إذ يفعلون ذلك إنما يسيئون لميراثهم , أطروحاتهم إساءة بالغة. فهم وهم الممتحنون في أفكارهم من قبل النظام التونسي يحاربون بتهمة احتكار الدين وبث الفتنة في الشعب التونسي وبأنهم يدعون الديمقراطية و مثل هذا الخطاب ألإقصائي للشيعة أو لغيرهم يمنح السلطة وخصوم الإسلاميين حجة قوية بأيديهم.
لذا ما كان ينبغي أن يسوق الأخ خالد ولو علامة تعجب واحدة لأنها ترتد على ما ساقه من أفكار فتسكن كل حرف تفوح منه مصادرة حق الآخرين في الاختلاف.
ولكي نرتفع بالموضوع إلى صعيد منهجي يحسن هنا القول إن الساحة الفكرية والسياسية والدينية في تونس وفي غيرها من الدول العربية ما تزال تتلمس خطوات محتشمة للخروج من ذهنية الاستبداد الفكري فنحن استسلمنا للحل السهل وهو تحويل أنظمة الحكم إلى مشجب نعلق عليه كل الإخفاقات وفي ذلك شيء من الحق ولاشك.
لكن الواقعية والموضوعية تذكرنا أن حكامنا هم بنحو ما صورة لواقعنا الاجتماعي » فكما نكون يولى علينا ».
حتى وإن عارض البعض منا نهج السلطة فإن الفشل في إيقافه يعكس توازنات اجتماعية ما تزال تعمل لصالح ذهنية الانغلاق والجمود. لقد درجت نخبنا على البحث عن الحلول السهلة وهي تحميل الآخر كل شرور الواقع
وتبرئة الذات منها.
لكن سادتي، هل ينكر منكر منا أن أغلب التيارات السياسية التي ترفع شعار التغيير في العالم العربي، هل ينكر منكر المدى الذي تزخر به أفكارها من الإقصاء والعنف تجاه الآخر؟
وهل في أفكارها ما يدل على مراجعات لتلك المنطلقات التي تؤسس لقمع جديد قد يفوق قمع الحكام أنفسهم؟
ما فضيلة نقد الحاكم إن كان بديلنا لا يقل عنه ديكتاتورية وقمعا؟
هذه أسئلة علينا أن نجابهها بشجاعة وعلينا أن نتسائل : هل إذا وصلت النهضة أو غيرها إلى الحكم ستتسامح مع من يعارضها ويهدد حكمها؟
هل ستسمح للشيوعيين بمساحات في الإعلام الوطني يدعون فيه لأفكارهم؟ هل ستكون لهم جرائد وإذاعات ومحطات تلفزية؟
وإذا ما صدقنا تعهدات النهضة على هذا الصعيد..هل يحق لأي شيعي أن يكون له مسجده أو حسينيته أو كتبه أو جرائده وأن يدعو لأفكاره أم لا؟
في انتظار إجابة نزيهة، أعلق شخصيا أملا عريضا على النهضة وغيرها من جماعات الإسلام السياسي أن تبدي قدرا من التسامح الذي لاقوه في بريطانيا حيث يسمح لكل ذي فكر أو عقيدة أن يفعل ما يشاء دون أن تلاحقه لندن بتهمة « الطائفية » أو « سب الصحابة » أو تعكير صفو النظام العام والفكر العام والموروث العام والتاريخ العام..والقائمة تطول.
ولدعم أي اتجاه ديمقراطي حقيقي أدعو الأخ خالد وكل من تبلغ عيناه كلماتي إلى الخطوات التالية كي نتجاوز إيجابيا نفق الإقصاء وثقافة التشويه ولكي نعطي لأهدافنا في الانعتاق والتقدم مضمونها الصادق والحقيقي.
بداية علينا الاعتراف ببعضنا البعض، ذلك أن الحرية الفكرية لا يحدها إلا الممارسات العنيفة في استغلالها
فلا نصادر على أي كان تبني أي فكر يجده يعبر عن أمآله ويقرر بالتالي العمل على نشره بالدعوة إليه.
ولنتصرف على أساس أن التجربة البشرية وصلت طورا باتت الحدود فيه بين الأفكار مفتوحة ومشرعة على جدال ثري.
فما شأننا ومن يريد أن يكون إخوانيا أو تحريريا أو شيعيا أو إباضيا أو ماركسيا بلشفيا كان أو ماويا أو تروتسكيا
أو قوميا ناصريا أو بعثيا أو غير ذلك من العناوين الكثيرة الكثيرة؟
ليختر الناس ما يناسبهم من العقائد ولتكن الحرية المسئولة المقننة ضابطا لهذه الفسيفساء ولا يقولن أحد إن ذلك يهدد الوحدة الوطنية أو المشهد الديني أو السياسي الموروث، فالتغيير يون عادة ينتفضون ويثورون على موروثات ما.
إذا ما تنادينا لهذا الاعتراف المتبادل..نمر إثره إلى مرحلة التعارف وفلسفة هذه المرحلة تقوم على قراءة نقدية لموروث الإقصاء الذي ما نزال نتخبط فيه.
تزخر مدونتنا بنصوص وأحكام و أراء لا تصب في غير النظرة العنصرية و الإقصائية للآخر وقد حان الوقت لنفسح المجال للآخر بحب وتسامح حتى يبسط أفكاره بنفسه فنستمع لما يقول ونفهم دعاواه بعيدا عن وسائط نقل الأفكار المشبوهة.
ما فائدة ما نقله الأخ خالد عن الشيعة وصوتهم غائب كي يفسر لنا ما يعنونه بالعصمة وهل هي كما قدمها لنا في جمله الكاريكاتورية التي تنم عن احتقار للفكرة وأهلها؟
وماذا يقول الشيعة أنفسهم عن فكرة الغيبة التي أعطى الأخ خالد لنفسه الحق في وصفها الخرافة فأقام محكمة كان فيها هو الخصم والحكم وأصدر حكما غيابيا على الفكر المعني؟
وماذا لو جاءت المفاجآت مذهلة بتفكير آخر هو أعنق من خطاب الإهانة المبطنة والاستهزاء بما يطرحون؟
إن التعارف مفردة قرآنية أصيلة ومنهج نبوي كريم أتاح لمحمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام أن يبدي الصبر مع عباد الحجر والحيوانات وأن يحاور اليهود والنصارى بالحكمة والموعظة الحسنة، فحث عليه السلام على عدم تناول الآخر و نادى بمخاطبته بالكلمة الطيبة وبالخلق الكريم..وأين نحن من أخلاقك يا نبي الرحمة.
الخطوة الثالثة هي الحوار: والحوار هو فضاء يحق لنا وفي كنف الاحترام أن نساءل فيه فكر الآخر شرحا ونقدا، نتوسل في ذلك الحجة والبينة الدامغة التي تجعل من الحوار عملا منتجا تقدميا يتيح تنضيج الأفكار والوصل إلى تصورات حول القواسم المشتركة وحول نقاط الخلاف.
ما ضر أي فكر أن يسمع صوته للآخر؟ وما ضر أي فكر أن يقبل بقوانين اللعبة وأهمها أن الجماعة أو المجتمع إنما هو كيان تاريخي يفعل ويفعل فيه..وأن الجماعة بؤرة لمتغيرات لا تكاد تتوقف ومن ثمة يصبح منطقيا أن نتقبل التداول على مواقع التأثير والقرار في حياة هذه الأمة.
ليست الكثرة بدليل صحة التفكير حتى يقال إن أكثر الأمة سنة وجماعة..أو أن يقال إن أي خطاب يخرج عن الصوت الغالب هو صوت طائفي وبالتالي هو مدان بوضعه في تلك الخانة.
ليس بعد الاعتراف المتبادل والتعارف والحوار سوى العمل المشترك تحت عنوان وطني جامع تكون المواطنة أساسه المتين. كلنا شركاء في الوطن ولا أحد وصي عليه..كلنا تحت طائلة القانون الذي ينظم الحقوق والواجبات ويضمن حقوق الأكثرية ويذود عن حقوق الأقليات أيا تكن تلك الأقليات.
هذا في تقديري الإطار الذي يمكن لنا فيه وضع الظاهرة الشيعية في تونس وغيرها من الظواهر الفكرية التي تظهر على سطح الأحداث بنحو أو آخر في تونس وفي غيرها.
ولعل الشيعة التونسيين أكثر من يعنيهم هذا الجدل في هذه الأيام التي تنهال فيها سهام التخوين والشتيمة تستنقص من إنسانيتهم وترقص فوق جراح شركائهم في المعتقد.
وللأخ خالد الذي شرع لنفسه أن يقدم الفكر الشيعي وأن يرد عليه (تحّا وزكاّ ورد السلام وحده)
نقول له إن الشيعة فيما نفهم قالوا بعصمة أهل البيت انصياعا لقول النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام:
صحيح مسلم – فضائل الصحابة – من فضائل علي بن أبي طالب ( ر ) – رقم الحديث : ( 4425 )
.
– حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن إبن علية قال زهير حدثنا إسمعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله (ص) وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (ص) قال يا إبن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (ص) فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله (ص) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم .
– و حدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا حسان يعني إبن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم عن النبي (ص) وساق الحديث بنحوه بمعنى حديث زهير حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل ح و حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير كلاهما عن أبي حيان بهذا الإسناد نحو حديث إسمعيل وزاد في حديث جرير كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل حدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا حسان يعني إبن إبراهيم عن سعيد وهو إبن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال دخلنا عليه فقلنا له لقد رأيت خيرا لقد صاحبت رسول الله (ص) وصليت خلفه وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنه قال ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة وفيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده .
الرابط :
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4425&doc=1
وشهدوا لهم بالعصمة لأن النبي جعلهم بالمطلق سفينة للنجاة فقال فيما يلي
الذهبي – ميزان الإعتدال – الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 482 )
– حدثنا الحسن بن أبى جعفر ، حدثنا إبن جدعان ، عن سعيد إبن المسيب ، عن أبى ذر – مرفوعا : مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها غرق . ، ومن قاتلنا وفي لفظ : ومن قاتلهم فكأنما قاتل مع الدجال .
وجعلهم كالنجوم أمانا لأهل الأرض من ترك هديهم ظل فقل:
إبن حجر – المطالب العالية – كتاب المناقب – باب فضل أهل البيت
4073 قال مسدد : ثنا عبد الله ، عن موسى بن عبيدة ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله (ص) : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي وقال أبو بكر : ثنا إبن نمير ، ثنا موسى بن عبيدة ، به وقال أبو يعلى : ثنا أبو بكر ، به
الرابط:
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=287308
أما كونهم إثني عشرية فذاك عين المستخلص من قول النبي الكريم:
البخاري – التاريخ الكبير – الجزء : ( 8 ) – رقم الصفحة : ( 410 )
3520 – يونس بن أبي يعفور العبدي ( عن ليث – 1 ) واسم أبي يعفور وقدان قال فضيل بن عبد الوهاب نا يونس بن أبي يعفور العبدي قال حدثنا عون بن أبي جحيفة عن ابيه قال سمعت النبي (ص) يقول لا يزال امر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش .
وقوله صلى الله عليه وسلم كما في مسلم:
صحيح مسلم – الإمارة – الناس تبع لقريش والخلافة في قريش– رقم الحديث 🙁 3395 )
– حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقولا سمعت رسول الله (ص) يقول لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي ما قال فقال كلهم من قريش .
الرابط:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3395&doc=1
وقال في فضلهم على الناس:
الطبراني – المعجم الكبير – من إسمه عبدالله
11251 – حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني أبي ، عن حميد بن قيس ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن إبن عباس ، قال : قال رسول الله (ص) : يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا : سألته أن يثبت قائمكم ، ويعلم جاهلكم ، ويهدي ضالكم ، وسألته : أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء ، فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام وصلى وصام ، ثم مات وهو مبغض لأهل بيت محمد (ص) ورضي عنهم دخل النار.
الرابط :
http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=474532
هذه النصوص سقتها لا كدليل على صحة معتقد الشيعة فهم بشر يخطؤون ويصيبون ولكن فقط لهدم الصورة الضمنية التي صورهم فيها مقال الأخ خالد وغيره كثير فأخرجتهم عن دائرة الفكر والنص الإسلامي وفي الحقيقة هم يملكون أدلة كما الآخرين ويفسح لهم النص مجالا لتأوله بما يرونه مناسبا وهو مذهب في فهم الإسلام ومدرسة أصيلة على قدم المساواة مع غيرها من المدارس المختلفة هي الأخرى فيما بينها.
بالخلاصة كفى تخويفا للبعبع الشيعي وتخوينا لمن يحملون فكر مدرسة أهل البيت، تلك المدرسة التي منحت الأمة أمثال باقر الصدر ومحمد صادق الصدر وعلي شريعتي ومحمد عبد الجبار وعادل الأديب ومرتضى العسكري وسامي البدري محمد تقي المدرسي ومحمد حسين فضل الله.
هؤلاء لا يعيشون في القمر وليسوا من أمريكا اللاتينية..هؤلاء عرب ومسلمون يسكنون معنا نفس الفضاء الجيوسياسي وهم منا وإلينا ومن الطبيعي أن نقرأ لهم ونتأثر بهم ونؤثر فيهم..وهذا هو جوهر التعددية..يا أمل الأمة في التعددية.
الهاشمي بن علي