الجمعة، 17 نوفمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2370 du 17.11.2006

 archives : www.tunisnews.net


عبد الحميد الصغير: استئناف الإضراب عن الطعام تأسيس حزب شيوعي جديد في تونس عبد الرحمان الحامدي :آفاق الوضع السياسي في تونس – مقاربة للفهم 

 الزيتوني مصطفى: في الاستقواء بالخارج نموذجا

الحسن رحيمي: عندما يتساءل أستاذ رياضيات – مات الوالد بحسرته علي فكيف تكون نهاية الأم؟

عادل القادري: معارضة سليطة لا تقبل النقد … كيف ستقبله إذا أصبحت في السلطة؟

مختار بن نعمان الطرابلسي: : نــداء لصانــع التغيير لتنفيذ حكمي و إعطائي حقي

واس: وفاة فتاة تونسية في تجربة طبية دولية  ميدل إيست أونلاين : وزير الخارجية الألماني يحث تونس على إجراء المزيد من الإصلاحات السياسية الصباح: في العاصمة  – مطاردة تابعها مئات المارّة وانتهت بنجاح الصباح : ما هي المهام الجديدة للهيئة العليا لحقوق الإنسان؟ سي أن أن: « Making off » فيلم تونسي جريء حول الإرهاب رويترز: المخرج السوري ملص ينتقد تراجع مهرجان قرطاج السينمائي المستقبل:مهرجان « أيام قرطاج السينمائية » يختتم غداً دورته الـ21 – صور الشرق والغرب في تونس وسينما خارج السائد لجمهور عاشق الحياة: ندوات وأمسيات وعروض تشكيلية وسينمائية في «أسبوع الثقافة التونسي» الصباح: سهرة إعلامية مع قناة «حنبعل»: من أجل الشفافية والمصداقية في إعداد عمليات سبر الآراء مدير الدفاع الاجتماعي لـ «الشروق»: لا وجود لظاهرة أطفال الشوارع في تونس

الحياة: مصر: الأزهر و«الإخوان» يُطالبون بإقالة وزير الثقافة

صالح الأشقر: احتجاج على قناة الجزيرة رشيد خشانة: الهواجس الأمنية أنست الأوروبيين «التنمية المتضامنة» مع الضفة الجنوبية للمتوسط منتصر حمادة: القرضاوي ورد الاعتبار لدور المثقف الديني 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


قناة الحوار التونسي

(الكلمة الحرة ,قوام الوطن الحر)

الحوار التونسي ,قناة تعبير المعارضة الديمقراطية و التقدمية التونسية .إعلامية .تطرح الملفات وتدفع النقاشات حول النضالات والصراعات السياسية والاجتماعية والثقافية في تونس. يقدم برامجها مجموعة من المناضلين الوافدين من مختلف اتجاهات المعارضة الديمقراطية والتقدمية التونسية ويجتمعون حول أهداف الديمقراطية السياسية والتقدم الاجتماعي ومناهضة كل أشكال التعصب والتطرف الديني . قناة الحوار التونسي مستقلة التمويل عن كل الجهات الرسمية ,وتمول كليا من قبل منشطيها.

برامج حصة يوم الأحد 19 نوفمبر 2006

تبث الحصة من الساعة السابعة إلى التاسعة مساء وتعاد يوم الأربعاء على نفس التوقيت.   ** الأخبار: متابعة لآخر الأحداث الاجتماعية والسياسية وللتحركات النضالية الميدانية ** تحقيق ميداني حول الوضع الاجتماعي لعمال نزل الدبلوماسي ومتابعة لاعتصام قام به عمال الفندق ** برنامج آخر ساعة :تعليقات ومواقف حول تصريحات عبد العزيز بن ضياء حول مناشدة بن علي للترشح لولاية خامسة. ** نقاش حول الحجاب ** كما تتابعون الجزء الثاني من شهادة المناضل الوطني علي بن سالم حول المقاومة التونسية للاستعمار الفرنسي في شهادة تاريخية . للمشاهدة  يمكن الحصول على البث وفقا للترددات التالية:    Hotbird 7a – 13° est TRASPONDEUR : 18 FREQUENCE : 11.541,03 FEQ : 5/6 POLARIS. : V SYMBOL RATE : 22.000 Mb CANAL : Arcoiris Tv    ** للمشاهدة على الانترنات: www.elhiwar.org   ** للاتصال عبر البريد الالكتروني elhiwar@elhiwar.org  
قناة الحوار التونسي باريس في 17 نوفمبر 2006


 
بعد غياب استمر بضعة أشهر، تم نشر الأعداد الأخيرة من صحيفة « الموقف » الأسبوعية كاملة (في صيغة ملف PDF) على موقع الحزب الديمقراطي التقدمي. للإطلاع عليها، يُـرجـى الضغط على الوصلات التالية:   ** الموقف، العدد 380 بتاريخ 10 نوفمبر 2006 http://pdpinfo.org/PDF/380.pdf   ** الموقف، العدد 379 بتاريخ 3 نوفمبر 2006 http://pdpinfo.org/PDF/379.pdf   ** الموقف، العدد 378 بتاريخ 27 أكتوبر 2006 http://pdpinfo.org/PDF/378.pdf   ** الموقف، العدد 377 بتاريخ 20 أكتوبر 2006 http://pdpinfo.org/PDF/377.pdf   (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي، تصفح يوم 17 نوفمبر 2006)

بسم الله وحده بلاغ

استئناف الإضراب عن الطعام

 تونس في 17 نوفمبر   أنا الطالب بالمرحلة الثالثة عبد الحميد الصغير أحيط الرأي العام داخل وطني وخارجه انه وعلى اثر دخولي في إضراب عن الطعام ابتداء من 13 أكتوبر إلى غاية 2 نوفمبر احتجاجا على المحاكمة الاستعجالية بسبب دفاعي عن حق زميلاتي الطالبات المحجبات في الدخول إلى كلية العلوم بتونس وللمطالبة بتسليم جواز سفري الذي تقدمت بطلب للحصول عليه منذ 27 افريل 2006 .. تلقيت وعدا من سلطة الإشراف بتمكيني من جواز السفر في ظرف يوم من إيقافي الإضراب، وجاء الوعد على لسان احد المسؤوليين الأمنيين الذي اتصل بي في مقر الإضراب.
وإيمانا مني بان جوهر النضال المطلبي يقوم على فكرة التعاطي الايجابي مع أي مبادرة من شانها إيجاد حل لكل قضية تمس الحقوق والحريات، وتفاعلا مع الوعد الذي قطع لي، قررت أن اعلق الإضراب على أمل أن تفي الجهات المسؤولة بوعدها.
ولكن الذي حصل أنّي إلى الآن ورغم مرور 15 يوما لم أتحصل على جواز سفري ولم أتلق من الجهات التي اتصلت بها والتي وعدتني بحل قضيتي إلا التسويف والمماطلة واقتنعت بان الوعد لم يكن سوى مناورة تهدف إلى إبعادي عن العاصمة خلال احتفالات  7 نوفمبر…
وأمام هذه التطورات الخطيرة أعلن :
1 – استئنافي الإضراب عن الطعام . 2 – عزمي عن مواصلة الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطلبي الرئيسي المتمثل في حصولي على جواز السفر. 3 – احمل السلطة المسؤولية كاملة عن المضاعفات التي يمكن أن تنجر عن مواصلة الإضراب. وفي الأخير أناشد كل القوى السياسية والديمقراطية الحية الوقوف معي من اجل تحقيق مطلبي   والسلام عبد الحميد الصغير   للتعبير عن تضامنكم: مقر الاضراب : نهج سيدي سفيان وسط العاصمة عمارة عدد 25 شقة عدد 8 absghaier@yahoo.fr رقم الهاتف :0021697080718

تأسيس حزب شيوعي جديد في تونس

 تأسس في تونس حزب سياسي جديد يحمل اسم  » الحزب الإشتراكي اليساري » . و هو امتداد لمجموعة  » الشيوعيين الديمقراطيين » التي برزت أواخر التسعينات و نشطت خاصة في القطاعين الشبابي و النقابي. ووزعت الهيئة التأسيسية لهذا الحزب التي تضم 11 عضوا وثيقة في شكل كتاب متوسط الحجم بعنوان » الأسس العامة لبرنامجنا » ، تضمنت التوجهات النظرية للحزب و رؤيته لعدد من القضايا الدولية و العربية ، من ذلك »الهيمنة الأمريكية على العالم » و الإرهاب و التيارات الدينية و احتلال العراق و القضية الفلسطينية . كما تضمنت الوثيقة البرنامج المرحلي للحزب في تونس و الأهداف التي يناضل من أجلها ، وهي الإنتقال الى  » الجمهورية الديمقراطية » و  » إقرار الحريات العامة و الفردية  » و  » بناء اقتصاد تضامني ». و قال الناطق الرسمي باسم الحزب الباحث نوفل الزيادي « إن الحزب يستعد لتقديم ملفه لمصالح وزارة الداخلية التونسية للحصول على تأشيرة العمل القانوني وفق مقتضيات قانون الأحزاب الذي ينظم تأسيس و نشاط الأحزاب في تونس ». و لا يستبعد عدد من المراقبين أن يحصل الحزب الإشتراكي اليساري على تأشيرة النشاط القانوني لما عرفت به مجموعة  » الشيوعيين الديمقراطيين » من  » اعتدال و واقعية  » في أدائها طيلة السنوات الأخيرة. و كانت مجموعة » الشيوعيين الديمقراطيين  » قد تأسست في أواسط التسعينات بعد انشقاق محمد الكيلاني ، الرجل الثاني في حزب العمال الشيوعي التونسي،  عن قيادة هذا الحزب على خلفية الإختلاف في تقييم الوضع السياسي في تونس و دور القوى الديمقراطية و التقدمية و العلاقة مع حركة النهضة الإسلامية. و نشطت مجموعة  » الشيوعيين الديمقراطيين كـ « كتلة » داخل الحزب الديمقراطي التقدمي (حزب قانوني) ثم داخل المبادرة الديمقراطية وهي ائتلاف سياسي بين حركة التجديد (حزب قانوني) و حزب العمل الوطني الديمقراطي( حزب محظور) و مجموعة من المستقلين. قبل أن تقرر التشكل في حزب سياسي خاص بها. و قال في هذا الصدد المحامي حسان التوكابري و هو أحد المسؤولين في الهيئة التأسيسية في تصريح لصحيفة  » الطريق الجديد » التونسية   » ايمانا منا بأن العمل السياسي الفعلي يتطلب حزبا سياسيا يكون في حجم تطلعات النخب اليسارية التونسية (…) قررنا تأسيس الحزب الإشتراكي اليساري ». و يضم  » الحزب الإشتراكي اليساري » بين صفوفه عدد من رموز الحركة الشيوعية في تونس من ذلك محمد الكيلاني الذي انتمى الى منظمة  » العامل التونسي » الماركسية في السبعينات، وكان من مؤسسي حزب العمال الشيوعي التونسي. و أيضا عدد من رموز الحركة الطلابية التونسية من ذلك الباحث نوفل الزيادي الأمين العام الأسبق للإتحاد العام لطلبة تونس. و الى جانب  » الحزب الإشتراكي اليساري » ينشط في تونس حزبان شيوعيان اخران هما « حزب العمال الشيوعي التونسي » (تأسس في أواسط الثمانينات) و  » حزب العمل الوطني الديمقراطي » ( تأسس قبل سنتين) ، و هما حزبان محظوران. الى جانب ثلاثة أحزاب أخرى تتبنى الخيار الإشتراكي ، وهي :حركة التجديد ( تأسست سنة 1993 كامتداد للحزب الشيوعي التونسي) و التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات ( تأسس قبل نحو تسع سنوات) ، وحزب الوحدة الشعبية ( تأسس في أواخر السبعينات) ، و هي أحزاب قانونية و معترف بها. (مراسلة خاصة من تونس)

 

آفاق الوضع السياسي في تونس مقاربة للفهم

عبد الرحمان الحامدي منذ أشهر  والأنباء المترددة في كواليس الطبقة السياسية في تونس   وفي سائل الإعلام الخارجية  تتحدت عن عديد المرشحين المحتملين لخلافة الرجل المريض على رأس السلطة في بلدي تونس بما يعكس أن حرب الخلافة على المنصب الأول في بلدي شهد صراعا مريرا خفيا بين أجنحة السلطة حيث تتشابك المصالح و العصبيات وتتداخل مع الأجندة الدولية  لتغليب مرشح عن آخر تتوفر فيه الشروط التي تخدم هذا الطرف أو ذاك من المتصارعين.
 والظاهر أن أوج هذه الحرب يوشك على بلوغ نهايته هذه الأيام  من خلال بعض التقارير المنشورة على صفحات تونس نيوز و الوسط التونسية    أومما رشح من أحاديت منسوبة إلى  الطبقة السياسية التونسية؛ حيث أن الحديث يدور حول مرشح أصبح يتوفر على أكثر الحظوظ للفوز بمنصب الخلافة  و هو السيد كمال مرجان مما يعطي انطباعا أوليا بأن السلطة في بلدي على وشك أن تحزم أمرها( و لربما حزمت أمرها) بالنسبة لهذا الأ مر  وتتوحد حول خليفة أوحد بضغط من الغرب؛   أساسا الأمريكان؛ الذين رأوا فيه الرجل الأقدر بل والأنسب  لقيادة البلد في حال موت الرئيس أو عجزه عن الإستمرارفي تولي أمور البلاد.
.فهو الأقدرفي نظرهم باعتباره المتخصص في القانون و العلاقات  الدولية ذ و التجربة الطويلة في صلب المفوضية العليا  للآجئين بالأمم المتحدة    ومقرها في جينيف و قد طالت  هذه الخبرة الجانب الإداري و الميداني إذ مثل المفوضية  في كل من مصر و جيبوتي فضلا عن دراية بملف النزاعات القانونية الدولية  في صلب المنظمة العالمية للتجارة  إضافة  إلى ترؤسه للجنة الشؤون الإدارية و المالية بنفس بالجهازالمهتم بهذه النزاعات. خبرات و تجارب متعددة يختلط فيها الحقوقي بالسياسي والإداري بالقانوني و المالي بالاقتصادي و الدولي بالإقليمي.  خبرة على مايبدو بخفايا السياسة الدولية و توازن المصالح وتشابكها و كيفية مواجهتها  والقدرة على الساهمة في إيجاد الحلول بين الفرقاء و قد توج الرجل عمله الدؤوب في إحدى أهم مؤسسات المنتظم ألأممي  بنجاحه في آخر   مهمة له  بجمهورية  الكونقو الديمقراطية  بما أهله لأن يصبح الممثل الثاني للسيد كوفي عنان لدى المفوضية العليا للاجئين. و تجدر الإشارة كذلك إلى أنه دعي ليتولى منصب سفير تونس في الأمم المتحدة سنة 1996. هذا ما رشح في ذهني  وما استطعت إلى حد الآن تجميعه انطلاقا من الأنباء الشحيحة المتداولة حول الرجل برغم أهميتها( أنظرما نشر في تونس نيوز والوسط التونسية حول الموضوع). قلت آنفا هو الأنسب من وجهة نظر الأمريكان  وبعض الأطراف داخل السلطة للاعتبارات التالية: أولا:هو ابن الحزب الحاكم رغم عدم توفرمعلومات لدي تفيد  بأن الرجل كان عضوا نشيطا في صلبه. ثانيا:صلة الدم و النسب  و العصبية بين الرجلين بن علي و مرجان فكلاهما من حمام سوسة   وهو زوج إحدى بنات أخته  مما  بوأ الرجل للحصول على ثقة تكاد تكون مطلقة من قبل رئيس الدولة الذي كلفه بمنصب وزير الدفاع سنة 2005. ثالثا لم يعرف عن الرجل تورطه المباشر( لبعده عن ساحة الفعل السياسي المباشرداخل البلاد) فيما تورطت فيه أطراف في السلطة بحق مواطني البلد و البلاد.  و بمعزل عما قيل من احتمال لدور قد يلعبه الجيش الذي هو رئيسه كما جرت العادة في الأوقات العصيبة و الحساسة لفرض الأمن و ترتيب الأمور  يدورالحديث حاليا كخطوة منطقية تلي الخطوة الأولى(إستدعاؤه لتولي منصب وزارة الدفاع) حول احتمال تحوير الدستور لإحداث منصب نائب رئيس للجمهورية و طلب المصادقة عليه في البرلمان  هده الخطوات إن حصلت  ستذكرنا حتما بما حدث في تونس عندما تأكد للغرب بدايات عجز الرئيس بورقيبة قبل الإنقلاب بفترة  والذي جاء ببن علي نفسه كما يذكرنا بمراحل تقلب هذا الأخير  وبتعاقب سريع  في المناصب الأمنية بدءا باستدعائه لشغل خطة مدير أمن  حتى بلوغه الوزارة الأولى واستفادته مما يخوله الدستور للوزير الأول من صلاحية المسك بزمام الأمور في حالة شغور أو عجز الرئيس وإعداد لانتخابات برلمانية و رآسية لملئ هذا الشغورأو تعويض الرئيس العاجز.  نفس السيناريو قد  يعاد هذه المرة  وإن بتفاصيل أخرى و أشخاص آخرين تجعل المتابع لتطور الأوضاع في بلدي لا تغيب عنه بصمات التدخل الأجنبي   فاستقدام الرجل من جينيف ومنحه منصب وزارة الدفاع    كل ذلك  قد يكون بداية لخطة لا تترك شيئا للمفاجآت و لا للخروقات القانونية و الدستورية إذا هي تبعها إستحداث منصب نائب رئيس و تعديل الدستور     تم مطالبة البرلمان فيما بعد بالمصادقة   مما يقطع الطريق عن أي سلطة أخرى يمكن أن ترث السلطة الحالية  ولو كانت الوزارة الأولى!  إذا تم السيناريو بهذا الشكل فإنه يكشف عن خبرة إكتسبتها السلطة   في تونس و مراسا متميزا على أساليب إنقاذ نفسها بنفسها  بدعم خارجي   إذ كلما  رصد محرار المصالح الغربية  حالة من الإهتراء لدى النظام التونسي  إلا و تخلى عن  موقف المتفرج والمراقب لما يحدث  و تدخل سرا ليحمي مصالحه و مصالح الدائرين في فلكه. دورة  تاريخية أخرى من دورات الإنقاذ ربما هي  تطبخ ألآن على نار هادئة بإمضاء  الأجنبي الذي يرقب عن كثب ما يحدث في بلدي  ليكون له قصب السبق في استباق الأمور من أجل الحيلولة دون حدوث المفاجآت التي تضع مصالح المتنفذين في الداخل و الخارج  في خطرحقيقي..  فقد أريد لتونس دوما أن تكون  مخبر تجارب الغرب في المنطقة   أو محرارا    لمدىقدرته على التغلغل الثقافي و السياسي في إفريقيا  باعتبارتونس( كما أريد لها أن تكون) النموذج الصارخ لمحاولات هذا التغلغل فضلا عما هو مطلوب منها أن تقوم به من أدوارتخدم أجندة الغرب و استراتيجياته في المنطقة بوفاء نادر وإن كان على حساب شرائح من المجتمع(خذ مثال الإنخراط في مقاومة ما يسمى بالإرهاب؛ أو دورها في إقناع الرئيس القذافي في التخلي عن تجاربه في مجال التسلح و البدء في علاقات جديدة مع الأمريكان…).  و تبعا لهذه الإستراتيجيا في التعامل مع تونس يمكننا أن نفهم  تواصل التعامل الاقتصادي و ضخ القروض لنظام بلدي بما يجعل اللبيب يحتار  من موقف الدول الأوروبية التي دأبت  على الادعاء بريادة العالم في مجال حقوق الإنسان و التي لا أراها تفعل شيئا كلما تعلق الأمر بدوس هذه الحقوق ببلدي بل بالعكس تستمر في  القيام بعمليات الإنعاش و إعادة بث الروح بانتظام في جسد السلطة الذي كلما ظننا ان أجلها اقترب إلا  وخابت الظنون  وسقطت الآمال في انفراج حقيقي!  و الغرب ببراجمايته التي هي من صلب منظومته الفكرية يعطي لكل حالة لبوسها و لكل مرحلة ما يناسبه و يخدمه      مقياسه الأوحد المصلحة و لا شيء غير المصلحة..  فما دام هناك رمق في السلطة قابل للإحياء و إطالة الأمد فلن تتوانى عن تفعيله عبر  قروض و استثمارات متهاطلة  و زيارات متبادلة وصفقات تزيد من إطمئنان السلطة فيما هي ماضية فيه من إنتهاكات للحقوق الأساسية لمواطنيها  و للأعراف الدولية    حتى إذا تأكد للغرب أن السلطة لن تجدي معها عمليات الإحياء  هذه (عبر ما  يلوح للعيان من كون الجسد ألذي طالما أنعشته  أوشك أن يصبح هامدا)    جيء  بجسد جديد من رحم الجسد الميت عسى أن يكون شبيها بالجسد الأول مع اختلاف قليل في الصورة يعود  سببه فيزيولوجيا إلى نصيب الأم و التي في حالتنا هذه ( الغرب) و شروطه التي تتلخص في مطالبة  السلطة الجديدة بإنفتاح حذر و محسوب بدقة على المعارضة و إنجاز بعض الإصلاحات هنا و هناك لإضفاء نوع من الشرعية من ناحية و ضمان تواصل الدور القديم الجديد في رعاية مصالح الغرب و خدمة ألأجندة السياسية و الثقافية في المنطقة وهو ما حدث تقريبا مع بن علي عندما جيء به على راس السلطة لخلافة بورقيبة!..  فرموز السلطة في بلدي و نظامها يبقيا دوما  باكورة زواج متعة مع الغرب ليثمر كل مرة أبناء جددا من بورقيبة إلى بن علي إلى من سيخلفه . و تكون النتيجة دائما هي التغييب  الممنهج لللشعب الذي عليه أن يكتفي بالدور الذي رسم له وهو دور البقرة الحلوب التي تعطي و لا تكاد تأخذ شيئا يذكر وإذا تمردت كان مصيرها المشرحة!! هو ذا التاريخ يوشك أن يعيد نفسه في بلدي  ويستمر أهل بلدي  في  دفع ثمن  لعبة الكبارمن دمهم و دموعهم و عرقهم. وإلا فبماذا تريدونني أن أفهم أن كل تغيير محتمل يسبقه تعفن أو تعفين للوضع ممنهج و هستيريا متصاعدة اكتوينا بنارها ومازال الباقون  من الأحرار في بلدي يكتوون بنارها و يعايشون أهوالها و لم ينج من وبالها حتى الذين زج بهم النظام في أتونها من رجال الأمن في بلدي. لا أريد من خلال كلامي هذا أن أرجم من سيخلف بن علي بالغيب و لكنها التجارب المرة التي عايشتها ما يقرب من ثلاثين سنة منذ بدأت أعي كيف تدار الساسة في بلدي. و هكذا فقد يكون ما راج أخيرا  بخصوص الخلافة المحتملة خير مخرج لوضع صعب يهدد المصالح الخارجية و استقرار البلاد    مما يتطلب معه إستباق الإنفجار و نزع الفتيل بما يمكن السلطة من الحياة و إن بروح أخرى وبما يحفظ مصالح أطراف عديدة في الداخل و الخارج.  فالحاجة للإنقاذ أضحت ملحة بالنسبة للغرب نظرا للتحديات الإقتصادية الكبرى التي تنتظر البلاد خصوصا في الخمسية القادمة   و التي قد تؤدي باستقرارها  إلى الهاوية إذا تواصل الوضع الإجتماعي و السياسي على ماهو عليه و هو ما توصلت أليه أخر تقارير معاهد الدراسات الإستراتيجية في الغرب و محللوها فضلا عما لمسته و لمسه غيري من متابعي  الشأن التونسي.(راجع للغرض على سبيل المثال مقال للصحفي كمال بن يونس عن التحديات الإقتصادية المقبلة(تونس نيوز نوفمبر)2006  و لن تتم عملية الإنقاذ في نظر الغرب إلا برجال بقوا بعيدين عن الفعل السياسي المباشر داخل السلطة    و هذا قد يؤهلهم من منظورها لكسب المصداقية   لدى الشعب التونسي مما سيضفي مزيدا من  الشرعية  و يفتح أبواب التمكين و البقاء . من هنا قد تصبح لهذه الشائعات معنى و قد تتحول إلى حقيقة و كم من شائعات تحولت إلى حقائق!!!  فالسلطة الحالية في تونس ليست قادرة على التصدي للملفات الشائكة والمتراكمة  والتي لم تعد خافية على الجميع و أن تظاهرت بذلك  للأسباب التالية: أولا طبيعتها الكليانية الشمولية و ضيق أفق رؤية  منظري الحزب الحاكم  للأمور ثانيا: تورطها إلى حد النخاع كما يقال في حق مختلف شرائح المجتمع أفرادا و جماعات و في حق البلاد و سمعتها بما خلق حالة من العجز عن الإقدام على أي مبادرة قد تكون بمثابة المغامرة التي ستفتح عليها أبواب جهنم و براكين الأرض كلها و هي التي لا طاقة لها بتحمل مقال يكتب هنا أو هناك في و  سائل الإعلام لينقدها أو حتى ليقترح عليها إصلاحات! من هنا نفهم تلك المبادرات التي ولدت ميتة   كمثل فكرة الإتصال بالمعارضة للأستماع إلى مقترحاتها مما يجعل السلطة تراوح مكانها و لا تتقدم خطوة وآخرهذه الأفكار ما ورد في خطاب رأس السلطة الأخير الذي طلب فيه من المعارضة بعد أن حدد كالعادة مفهومه( المتخشب و الأبدي) للمعارضة مده بمقترحاتها من باب الإستئناس!!!(هكذا)(أنظر نص الخطاب كاملا على الوسط التونسية).  قلت إذا بأن التغيير أصبح ملحا في نظر الدوائر الغربية مع إستمرار النظام في تقليد سلوك النعامة التي كلما أحست بالخطر غرست رأسها في التراب!!! كنت قد قلت بأن بعض الشائعات قد تتحول إلى حقائق!    إلا أن دخول السيد عبد العزيز بن ضياء( انظر الحوارنت) المستشار و الناطق الرسمي لدى الرآسة على الخط ليعلن قبل ثلاث سنوات من إنتهاء المدة  الحالية للرئيس الحالي عن رغبة بن علي في الترشح  لإنتخابات الرآسة المزمع إنجازها سنة ….2009.و معاضدة الغرفة الثانية لمجلس الشعب له(على شاكلة المثل التونسي القائل الطير يغني و جناحو يرد عليه)  يوحي بما يلي: أولا: و حسب رأي السيد المستيري الإعلامي المعروف  في مقال له  بالقسم الفرنسي بجريدة تونس نيوز 14 نوفمبر أن الهدف من تصريح كهذا قد يكون بغرض  إستبعاد حقيقة ما تردد من أن حالة الرئيس الصحية تنذر بالخطر  و محاولة تكذيب ذلك  ( فرغبة سيادته هذه في الترشح هي الدليل الذي لا يختلف فيه إثنان و لا يتناطح فيه عنزان على أنه بصحة  وعافية تمكنه من تحمل أعباء الحكم حتى سنة 2009ولم لا حتى سنة 2050!!!) ما وضعته بين قوسين تتمة مني ثانيا:  و حسب رأيي   الإيحاء بأن السلطة بخير و عافية كسيدها و هي قادرة على مواصلة الإنجازات الرائدة بشهادات معاهد دولية خالصة الأجر في مجال الديمقراطية و حقوق الإنسان ومجال المعجزات الإقتصادية!!! ثالثا: قد يكون تصريحه هذا يندرج ضمن عودة صراع الأجنحة و التي أخبرت تقاريرصادرة من داخل البلاد عن عدم رضاها بالمقترحات الأمريكية لإحداث خطة نائب رئيس و إقتراح السيد كمال مرجان لتوليها  خاصة وأن هناك حديث عن مخاوف الطرابلسية من هذا المنافس المحتمل  الذي لا يملكون عليه سلطة لكونه بحكم بعده عن الفعل السياسي غير مورط فيما هم فيه متورطون ومن هنا أفهم مصلحة بن ضياء نيابة عن الطرابلسية في التعجيل قبل ثلاث سنوات بإعلان ترشح سيادته(هكذا و إلا بلاش  الحنكة  واستباق الأمور في السياسة التونسية يا بن ضياء)( صربعة نادرة على حد تعبير إخواننا المصريين)* و بالمناسبة و بعيدا عن رؤيتي للأ حداث التي قد لا يوافقني عليها البعض   لآ أخفي على القارئ الكريم إستغرابي مما أقرأ أحيانا لمن لهم باع في فهم الشأن التونسي و تحليله عندما يعبر البعض منهم عن خيبة أمله في السلطة وهو يراها تمعن في سياسة الإنتهاكات و الإقصاء و الإنغلاق إثر كل خطاب و إثر كل مناسبة   وبالخصوص إذا أطلقت  بعضا من المساجين السياسيين  و يزداد شعوري بالخيبة عندما  ينقل البعض من هؤلاء الإعلاميين عن بعض ما يسمونهم بالمراقبين   والمعا رضين في الداخل تفاؤلهم بالخطاب الرآسي  الأخير مما يعطي إنطباعا  بأن السلطة في بلدي على و شك الإقدام على اصلاحات  وقد بينت التجربة  المرة  أنه كلما تمخض الجبل في تونس إلا وولد فأرة فليتقوا الله في مشاعر القارئ و عقله!!  و رغم كوني لست ضد  التفاؤل من حيث المبدأ إلا أنني ألوم علىهذه  الفئة من الإعلاميين التونسيين تسويق صيغ   من مثل هل تنقشع الغيوم عن سماء تونس (بقطع النظر عن محتوى المقال إجمالا) فضلا عن انتقائية في إختيار العناصرذات التصريحات المتفائلة من بعض رموزالمعارضة    وإني لا أنكر فهمي لمثل هذا التمشي المهني في العمل الإعلامي كما لا أتجاهل الخلفية النفسية لهكذا تصريحات بمعزل عن الدافع السياسي   و أحيانا الأمني! فهي تندرج ضمن ميكانيزمات الدفاع الذاتي التي يلجأ إليها الفرد لحماية توازنه النفسي  جراء واقع مر لاشيء يلوح في الآفق  لتغييره  أوجراء حالة ملل و يأس تروم الإنفلات من هذا الواقع لتحلم بواقع أفضل  و تمني النفس به! وفي الختام مهما كان فهمي  و تحليلي للأوضاع المعقدة في بلدي يبقى السؤال القائم هل أن الرياح ستجري بما تشتهي سفن دوائر مخابرات الغرب   ومن يدور في فلكها أم أنها ستجري بما تشتهيه سفينة المعارضة التونسية بما هي المعبر الحقيقي عن هموم التوانسة  و تطلعاتهم؟؟؟ نسأل الله العافية و له عاقبة الأمور
والسلام عليكم نهضوي  سجين سياسي سابق  لاجئ حاليا بسيويسرا  
 Abder58@hotmail.com * يقول أخوتنا من المصريين إذا لمحوا شخصا مستعجلا و مضطربا وبوجهه صفرة ( مالك كده متصربع؟   و منه إشتقاقي لكلمة صربعة و ليعذرني الشيخ محمد الهادي الزمزمي حفظه الله فيما تعمدته في حق لغة الضاد)

 


في الاستقواء بالخارج نموذجا

 

                 ما انفكت منذ ما يزيد عن السنتين أو أكثر ، بعض الصحف التونسية والمجلات تطلق علينا نيرانها الهوجاء – فتارة تشتم هذا الحقوقي وتارة  تتعدى بالألفاظ النابية والسوقية  على عائلات النشطين السياسيين .

                 ولقد أخذت ما سميناه “ معزوفة الاستقواء بالخارج” ، حيزا لا بأس به في الشارع السياسي- حتى خلنا أن قوات وأساطيل العدو (الوهمي طبعا) رابظة على حدودنا  وعلينا أن نتجمع وراء بطلنا دون كي شوط لنرد العداء !!

                 ومهما كان ردنا إعلاميا وسياسيا فنحن نلاحظ أن العديد من المتتبعين  للشأن العام السياسي قد ولوا ظهورهم لهذه الترهات وأصبحوا لا يأبهون  بها معتزين  بقول الشاعر :  » إذا آتتك مذمتي من ناقص …الخ لكن حسب رأيي وأنا أعتز  أيضا بشاعرنا وما قاله في خصومه –  أعتبر أن هذا التعالي لا يخدم حرية الاعلام  في شيء.

                 أرى وجوبا علينا أن نرد الكيل كيلين والصاع صاعين – انطلاقا  من أن هذه « المعزوفات » المدفوعة الأجر مسبقا – بغض النظر عن الأقلام السوداء التي تروجها-   لها أهداف بسيكولوجية  سياسية ، تدخل في فن الحرب النفسانية السياسية التي تسبق الحرب  -بصراحة العبارة- ذلك أن كبرى قضايا الحرية لا تحل إلا بالقوة! ! 

                 ونحن نعلم أن هذه الأساليب والحملات  الاعلامية ضد الخصم السياسي    هي وليدة مدرسة  سياسية اشتهرت بصاحبها  – ماكيفيل فليو – صاحب كتاب الأمير .

                 فالمكيافيلية إذن هي فن  محاربة الخصم  والنيل منه نفسانيا وسياسيا  واللجوء  إلى الدهاء والمكر والغش انطلاقا من مبدأ « الغاية تبرر الوسيلة »  لقد حاول ماكيفل  في كتابه « الأمير » الذي وجهه لسيده وولي نعمته إعطاء الدروس لرجال الدولة في عصره  للكيد بخصومهم  للاستفراد بالحكم بالوسائل  الكريهة خشية  أن تدور الدوائر  ويخسرون الحكم « الغير رشيد » نتيجة عفلتهم وحمقهم .

                 وسوف نعطي للمتتبعين  للشأن العام في بلادنا  بعض الأمثلة  التاريخية بدون أن ننسى أن أخطر كتاب في فن  المغالطة السياسية   » المغالطة سلاح في الحرب » لفلاديمير  فلكوف

[1].

                 بعد الحرب العالمية الثانية  وفي سنة 1947 شن السينياتور جوزيف مكرتي في أمريكا ضد خصومه من القوى التقدمية والديمقراطية حملات رهيبة متهـمــــا اياهــــم « بالعمالة للخارج »   وكان من نتائج هذه الحملات و  » محاكم التفتيش » التي نصبها مكرتي العديد من الخيانات وكثيرا من الاحباط لدى مئات المثقفين في أمريكا. ولقد استطاع السيناتور أن يجند لفائدة حملته تلك ضد خصومه مئات المثقفين الذين تنكروا  لمبادئهم وخانوا أصدقائهم الشيء الذي دفع بالعديد منهم إلى الانتحار .

                 وكاد مكرتي أن ينال من كل  الطبقة السياسية  والمثقفة  النيرة في أمريكا إلى أن أدانه  مجلس الشيوخ سنة 1954 وأنتهت بذلك المكرتية هذه اللعنة السياسية  التي أرادت انهاء خصومها بالدهاء والتهم الرخيصة .

                 ولقد سجلت السينما الأمريكية هذه الأحداث في فيلم  » محاكمة قرد » الذي اشتهر به الممثل الكبير التقدمي سبانسر تراسي – أذكر  بهذا الفيلم  لأن  » محاكمة القرد » قد عادت من جديد على يد المحافظين الجدد في أمريكا المتحاملين  على نظرية داروين في النشوء. كما كانت السينما الأمريكية مسرحا  للمكرتية  وكان السينمائي الكبير ايلي كازان من أبرز ضحياها لأنه تنكر لأصقائه وخانهم – وظلت هذه الخيانة تلاحقه إلى أن مات .

                 وفي التاريخ الحديث لبلادنا فلا ننسى  سنوات الجمر التي تبعت اتفاقيات 1955  وبروتوكول 20 مارس 1956 والتي عرفت بالصراع اليوسفي البورقيبي  وبحملات  التهم الموجهة من طرف البورقيبيين  ونعت خصومهم بالتعامل مع النظام الناصري  وكذلك اليوسفيين للبورقيبيين  بتعاملهم مع فرنسا  وكاد هذا الصراع أن يعصف بالبلاد وهي حديثة العهد  بالاستقلال . لكن حتى بعد بناء الدولة الحديثة تواصل هذا الصراع المشحون بالتهم المتبادلة  وانتهى  باغتيال الزعيم صالح بن يوسف في فرونكفورت  بألمانيا سنة 1961  بتهمة التآمر  مع الخارج واقتنع كل رفاق بورقيبة بذلك في الستينات .

بعد فشل سياسة التعاضد وتأزم الوضع الاقتصادي عرفت بلادنا ثورة الشباب الطلابي والتلمذي . انتصبت المحاكمات السياسية  التي استهدفت النخبة الجديدة أبناء جيل الاستقلال المدافعين عن الديمقراطية  والتي أفاض عليها خصومها بالاتهامات العديدة والتي منها  » التآمر مع الخارج » الذي يصنف في الدولة السورية ونظام حزب البعث تارة وطورا الصين الشعبية – أيام الثورة الثقافية- وكذلك فرنسا باتهام حركة الشباب الجامعي بالتعامل مع حركة ماي 68 رغم أن حركة مارس 68 في الجامعة التونسية سبقت حركة الشباب في فرنسا .

                 وتبعت هذه السنوات محاكمات سياسية للنخبة الجديدة والتي نالها  ما نالها  من التهم الباطلة  وكذلك السجون والمعتقلات ومنهم من تلاحقه الأتعاب المريرة لهذه السياسة التعسفية والظالمة .

                 ويبقى لنا جميعا التاريخ ، وفي التاريخ  لنا نحن نخبة تونس أن نسأل كيف نصنف علاقة قادة حزب الدستور بدولة اسرائيل  في الخمسينات وبعد الاستقلال؟

                 وللتنوير سوف نروي أهم المحطات لهذه العلاقة الرسمية كما جاءت في كتاب

[2]  لخصة مشكورا السيد رضا الكافي [3]  » في مجلة جون أفريك.

– في بداية 1950 تقابل رئيس حزب الدستور الحبيب بورقيبة مع ممثل دولة اسرائيل في نيورك وطلب منه مساندة المطالب التونسية وفي المقابل وعده بتسهيل هجرة اليهود التونسيين إلى إسرائيل والعمل على حث الدول العربية للاعتراف بهذه الدولة  .

– 25 جوان 1952 تقابل السيد الباهي الأدغم  في نيورك مع ممثل دولة اسرائيل في الأمم المتحدة  واستنكر السيد الباهي الأدغم الاعتداءات التي تعرض  لها  اليهود وطلب من مخاطبه مساندة  مطالب تونس الوطنية

– سنة 1957 تقابل السيد أحمد بن صالح  مع ممثل الهيستادروت  إيلي كوهين حضرية على هامش اجتماع السيزل ولقد اتفق السيد بن صالح معه على مبدأ حضور النقابات الاسرائلية مؤتمر السيزل القادم إذا ساندت هذه النقابة انعقاده في تونس وهو ما تم فعلا وحضر المؤتمر  وفد من الهستادروت بقيادة بركات كاتب عام حزب ما باي الاسرائيلي .

– أما اللقاء الكبير سنة 1956  قبل الإعلان عن الاستقلال تم بين رئيس الحزب  الحبيب بورقيبة في باريس مع سفير دولة اسرائيل  يعكوف تسور ولقد عبر رئيس الحزب عن كرهه لعبد الناصر ولسياسته  في الشرق الأوسط  وأكد السفير من ناحيته عن مساندة   يهود أمريكا للحصول على إعانات اقتصادية  من الولايات المتحدة الأمريكية  لتونس.

 

– 3 أكتوبر 1960 تقابل السيد الهادي نويرة وزير الاقتصاد التونسي مع سفير اسرائيل في باريس من أجل توطيد العلاقات الاقتصادية بين تونس وأمريكا .

– في تلك الفترة تم تكوين خلية خاصة بين سفير تونس السيد محمد المصمودي  في باريس وسفير اسرائيل  ولتر ايتان ، للمحافظة على هذه العلاقات – كما تقابل المصمودي مع ايبا ايبان وزير خارجية اسرائيل  في منزل البارون رتشيلد .

– يوم 04 أكتوبر 1966 تم لقاء في باريس بين المصمودي واسترمان  وهو حلقة الوصل المركزية  في العلاقات  بين دولة إسرائيل وبلدان المغرب  وطلب المصمودي  المساندة الاقتصادية من يهود الغرب.

                 ولقد تمت كل هذه الاتصالات بزيارة استرمان  إلى تونس ومقابلة الرئيس بورقيبة في سنة 1966.

– بعد لقاء السيد الحبيب بن يحي وزير الخارجية بإسحاق رابين في أكتوبر 1994 توجت العلاقات المتواصلة مع دولة اسرائيل بفتح مكتب العلاقات الدبلوماسية سنة 1996 في تونس وتل أبيب وتمت دعوة شارون لزيارة تونس في قمة المعلومات في نوفمبر 2005.

 

 تونس في : 15/11/2006

 الإمضاء

الزيتوني مصطفى 


[1] « La désinformation est une arme de guerre » Wladimir Wolkoff

[2]

– اسرائل والمغرب – من تأسيس الدولة إلى آوسلو – نشر

University Press of florida . Michel M. Laskier

[3]

– جون أفريك عيد 2327  و 2328  فيفري 2005

 

عندما يتساءل أستاذ رياضيات:

مات الوالد بحسرته علي فكيف تكون نهاية الأم؟

 الحسن رحيمي:معطل كما الإنسان
تونس في 14/11/2006 ما من شك أن كل المعطلين عن العمل من أصحاب الشهادات يعانون اليوم بعد عجز سلط الإشراف عن حل مشكلة البطالة نفس الظروف الحياتية واليومية خاصة مع غياب العمل الذي بإمكانه يقيهم شر الحاجة والسؤال.فجميعهم بلا سكن ،بلا أمل ،تائهون في أزقة الشوارع التي ملت مرورهم مستجدين ليلة نوم هادئة عند أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة الذي مل وجود قريبه المعطل مع زوجته في المنزل أو مع أحد شقيقاته وسماع « خليلي دينار غدوة عندي entretien « .و البحث عن أحد الأعراس التي لازال أهلها يقدمون الأكل للحضور أو مأتم من المآتم الكثيرة التي تعلن « نهاية البداية وزوال الرائحة النتنة التي لوثت الفضاء الخارجي بعد اغتيال العقل ،عقل الإنسان »
كان يتساءل دوما عن نهاية البداية التي لطالما انتظرها؟ماذا لو مات أحد أفراد عائلته؟ماذا وماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.بالأمس وجد إجابات كثيرة عن تساؤلاته المتكررة،هاتف من شقيقه: مات الوالد مات الأمل، الذي كان يطهر الهواء من نتانة الإنسان من حقارته،من انتهازيته،ومن سوقيته وضعفه،ماتت الحقيقة معه ومات معه السؤال الأهم الذي طالما راود الزميل:لماذا أتى به للوجود؟.
يقول زميلي،مات وهو ينتظر معي برقية التعيين من وزارة التربية والتكوين ليفرح ،مات متألما مثلما سهر الأيام علي متألما،البداية حزن ونهايته حزن،لا لحضور أجله فهو رجل مؤمن بالله لكن لأنه أب فرحه من فرح الأبناء وحزنه كذلك،كنت أتمنى وأنا أنتظر إنسانية الإنسان في برقية تعيين أن أرد الجميل ولو بكيس شاي أو غير ذلك من أبسط الأشياء،وكنت أرى حنينه لذلك في كل الزيارات القليلة إلى المنزل منذ 6 سنوات أي منذ أن سمع زغاريد أمي وشقيقتي لحصولي على الأستاذية في الرياضيات.ولكن الحلم كنت أراه يحتضر مع احتضاره.على فراش الموت كانت الابتسامة التي افتقدناها نحن أبناءه ومعها كان سؤال آخر ما معنى تلك الابتسامة لرجل يموت وأحلام وآمال تموت؟.
يقول زميلي أنه الوحيد الذي فهم مغزى تلك الابتسامة كان يحدثنى عن الأمس المليء بالتأوهات وكان يعلمني أن الغد تنحته الأيادي والعقول التي لاتزال تصد وهن الأمس والغد المستحيل .كان يقول لي لا تؤمن بالمستحيل ومعركتك معهم لن تنتهي طالما أنا أرى التحدي في عينيك ومرارة اللحظة في تيبس ريق شفتيك. امضي كما شئت ولكن رسالتك « أمك » فلا تدعها تموت كما مت ولا تدع أحلامها وفرحها ينتهيان كما انتهيت.فهي الوحيدة التي تمتلك عنواني فخذه منها متى شئت زيارتي لنواصل فرحنا معا ،قد يغتالوا العقل والإنسان في الإنسان ولكنهم لن يغتالوا الخير فينا وحب الأباء للأبناء .وهن الماضي معركة خاضها الضعفاء وعنفوان المستقبل معركة تنتهي كلما سطر لها الإنسان ما يراه لأخيه الإنسان.كان يبتسم لأنه يعلم أني ضاعفت التحدي منذ عجزت عن شراء كيس الشاي وحذاء الجبل ولحاف الكفن وأجرة الكفان. فرحم الله أب خميس المقصودي أستاذ الرياضيات وأسكنه فسيح جنانه ورحم الله الإنسان عندما ينتهي كما سطر له الإنسان.                


معارضة سليطة لا تقبل النقد … كيف ستقبله إذا أصبحت في السلطة؟

غالبا ما يكون العنف دليل عجز… وإذا كان استهداف الأشخاص سهلا فإنه يصعب استهداف الأفكار خصوصا عند اقترابها من الحقيقة حتى وإن لم تكن السياسة صراع حقائق مجردة أو علمية بل صراع إرادات ومصالح وايديولوجيات .
أما الحقيقة الفجة الجارحة فعلا، كما يفهمها بعض التونسيين بعيدا عن النظريات والايديولوجيات وما يعتبرونه سجالا عقيما ، فيمكن أن يسأل عنها الشاب الديمقراطي التقدمي المحترم رامي الصالحي أمينه العام حول ظروف حصوله سنة 1988 على تأشيرة حزبه غير الإداري وغير الايديولوجي . والأكيد أنه لن يحصل على الإجابة الصحيحة، كما استمعت إليها شخصيا من أحد أصدق رجال تونس الأحرار و أهم بناة الدولة و أكبر رموز المعارضة وأكثرهم تعرضا للظلم منا جميعا… و يمكنه أن يسأل عنها أيضا أحد أهم الكتاب التونسيين الأحرار الذين يعرفهم… وإذا عرف البداية وكيف تم استغلال طيبة المعارضين الصادقين  والتلاعب بهم في الماضي، فسيفهم النهاية والحاضر والوجه الحقيقي للزعيم الماكيافيلي… ذي البيت الزجاجي …
والحقيقة الثانية الجارحة أيضا، أن ما كتب في جريدة  » الموقف » الناصعة البياض ـ التي طالما صبرنا على شتائمها المباشرة  والصادرة أحيانا ممن تعلم الكتابة في جريدة  » الوحدة « ـ وما تضمنته من تهويمات حول الهوية الحزبية والايديولوجيا و اليسار لم يكن في مستوى نظري يسمح بقراءة نقدية عميقة وجدية، ولم يكن يستحق أكثر من أسلوب خفيف ساخر لم يصل إلى درجة الانحطاط ،وهل يمكن الغوص في شبر من الوحل ؟ !! المهم بالنسبة إلى رامي، أن لا يمسك بآذان الآخرين ولا بأذنه بطريقة  » فان غوغ  » ، ما دام في المعارضة ، فقد يقطع ألسنتهم ورقابهم إذا ما أصبح في الحكم. و عليه أن لا يضحك كثيرا من الحلزون أو السلحفاة  فقد يصلان قبل آخيل السريع ولا سيما إذا كان بلا كعب.
 وحتى لا أسقط في الإسفاف،  أوأطيل على المتابعين الجديين لهذه الصحيفة الالكترونية المفتوحة على الآخر، والذين يحسنون القراءة ، ويعرفون أن مقالي بعنوان  » أحزاب آخر زمان … غير ايديولوجية  » لم يستهدف خطاب حزب واحد في تونس بل حزبين على الأقل، أحدهما في السلطة، أكتفي بالإشارة إلى ارتباط هذا المقال بمقالات سابقة لي نشرتها جريدة  » الوحدة  » سنة 2006 وتحمل العناوين التالية :   » الوحدة الشعبية وتأسيس دولة الاستقلال  » و » حذار… لسنا في سنة 1977  » و  » التيار الإسلامي أو الثقب الأسود  » و  » هل يمكن تعديل الساعات السياسية والمدنية في تونس؟ » ثلاثة منها ـ إلى جانب المقال الذي أثار سخط الغرّ  المكلف بالقذف ـ استهدفت في العمق وبالأساس أطروحات وممارسات الحزب الحاكم الذي يزعم روميو الصغير أني أسعى لكسب احترامه. وكأنني بلا حزب تم ولا يزال استهدافه ( من أطراف قد يندهش رامي لو يعلم من هي !!) ، حزب له تاريخ وجذور وحاضر ومستقبل و أخطاء بطبيعة الحال ومنزل قديم ( كما يقول بلوم) ذي هوية اشتراكية إصلاحية عاد إليها أغلب اليساريين اليوم ، ومن حقي بل من واجبي أن أدفع عنها المتطفلين ومنتحلي الصفة واللاعبين على الحبال المتوسطين بين قطبين من اليمين. وأقول في الأخير ، للشاب المتحمس، ذي الأخلاق الرفيعة، بعد محاولته المتسرعة التجريح في شخصي الذي لا يعرفه: ما رميت يا رامي إذ رميت فأخطأت، ولكن الزعيم رمى.
مع أصدق التمنيات له بمستقبل أفضل في فن الرماية والسياسة غير الايديولوجية ما لم يتبع نصائح من أصابهم الحول فرأوا اليمين يسارا واعتبروا أصدقاءهم أشرارا.  
عادل القادري


إلـــــــــى فخامـــــة رئيس الدولـــــــــة         أبقــــاه  الله 

الموضوع: نــــداء لصانــــع التغيير لتنفيذ حكمي و إعطائي حقي.

     سيدي الرئيس،    إني الممضي أسفله السيد مختار بن نعمان الطرابلسي متقاعد تقاعد وجوبي لأسباب صحية قاهرة لا يتجاوز مرتبي 140د أب لـ5 ابناء أملك قطعة أرض مساحتها 5357 متر مربع بالمنار 1 معتمدية المنزه مسجلة بدفتر خانة تحت عدد 87950 مثال رقم 39.

حيث صدر لفائدتي حكم ضد ديوان المساكن العسكرية بمقتضى النسخة التنفيذية عدد 59810 من الحكم المدني الصادر في القضية عدد 9327/ 2001 عن محكمة ناحية تونس بتاريخ 14/05/2002 محلى بالصيغة التنفيذية و قابلا للتنفيذ كما أني قمت برفع قضية بالمحكمة العسكرية مؤخرا و هي مازالت جارية .
سيدي الرئيس إنّ ديوان المساكن العسكرية يستغل عقاري منذ 17 سنة وأني سيدي لم أتمكن إلى يومنا هذا من تنفيذ حكمي و بالرغم من شكاياتي المتعددة المطالبة بأبسط حقوقي و هي التصرف في ما أملك لمواجهة صعوبات الحياة التي أمر بها و التي تزداد يوما بعد يوما و عوض أن أنفق على عائلتي وأدفع كراء منزلي أصبحت أقترض من الناس لرفع القضايا والشكايات و دفع معاليم العدول المنفذين وغيرهم. لذلك إزدادت أموري تدهورا و خاصة النفسية و الصحية مما جعلني أدخل المستشفى إثر عديد الإغماءات التي كانت تفاجئني من حين لآخر و إكتشفت أني مصاب بمرض القلب
و أمرني الأطباء بسرعة إجراء عملية جراحية » عملية القلب المفتوح » و لكم سيدي صحبة هذا المكتوب تقرير طبي للحالة التي أصبحت عليها إثر التجاهل الذي أتعرض له من عديد الأطراف اللذين يريدون إنتزاع حقي مني عنوة و القضاء عليّ و على مستقبل أبنائي اللذين لا يملكون إلا جراية التقاعد لإيجاد قوتهم اليومي و خاصة ديوان المساكن العسكرية الذي يرفض تنفيذ حكمي رغم أني منحت إذن بالتسخير بالقوة العامة ثلاث مرات على التوالي من السيد وكيل الجمهورية لا أجد إلا التجاهل التام. سيدي الرئيس، إني أرفع لكم شكايتي هذه لأنّ كل الطرق أظلمت أمامي و ليس لي إلا فخامتكم وإني متأكد أنّ لفتة كريمة من سيدي الرئيس ستفتح أمامي الأبواب الموصدة و هذا ليس بعزيز عليكم خاصة سيدي أني أرسلت عشرة (10) ملفات كاملة بالوضعية التي أمر بها إلى فخامتكم و عدد 3 فاكس الكلّ يمنونني بوصولها لفخامتكم و لا يجيبونني إلا بالإنتظار و أنا متأكد أنّ سيدي الرئيس لم تصله شكايتي لذا إلتجأت إلى نشرها على صفحات الأنترنات ليطلّع سيدي الرئيس على الوضعية الشائكة التي أعيشها و أنّ تونس بن علي تأكد على إعطاء كل ذي حق حقه خاصة شجعتني كلمتكم الكريمة في الذكرى التاسعة للتحول المبارك أدامكم الله و أبقاكم بأنكم في صف المواطن و منحازون مع ضعاف الحال و جاهزون دوما لقبول شكاياتهم.   لذلك أرجو منكم أن تنظروا لي و لعائلتي بعين الرحمة و أن تنصفوني و لا أطلب إلا إعطائي حقي بإعطاء إذنكم للمصالح المختصة بنزع العراقيل الوهمية التي يضعونها أمامي و تنفيذ حكمي لأن تونس بن علي دولة القانون وحقوق الإنسان و القانون فوق الجميع و أتمنى من الله أن يصلكم مكتوبي هذا لأني على يقين تام بأنّ سيدي الرئيس هو الوحيد الذي سيعطيني حقي المغتصب.   ملاحظة : أرسلت عديد المكاتيب بدون أي ردّ من أي جهة إلى كل من: 
الموفق الإداري منذ سنة 2004 تحت رقم 303  إلى يومنا هذا السيد وزير العدل تحت رقم 50767 السيد وزير  الدفاع   السيد وزير الداخلية السيد والي تونس السيد وزير التجهيز و الإسكان السيد رئيس بلدية تونس وشيخ المدينة    العنوان : 58 نهج ليبيا بوقرنين – حمام الأنف الهاتف : 97.400.609

نــعي
  تونس في 14 نوفمبر 2006 ينعى أعضاء التنسيقية الوطنية و مناضلو إتحاد أصحابا لشهادات المعطلين عن العمل و والد الرفيق الأستاذ خميس المقصودي عضو التنسيقية الوطنية مكلف بالمالية، و الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الإثنين 13 نوفمبر 2006، مخلفا أملا في أن يرى ابنه الذي تعب و اجتهد في تربيته و تعليمه أستاذا يعلم النشء، و قد أبت سلط الإقصاء و التهميش إلا أن يفرق الوالد بلوعته و حسرته. و يتوجه أعضاء التنسيقية الوطنية لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل إلى الرفيق خميس المقصودي بأحر التعازي راجين من الله أن يلهم أسرته جميل الصبر و السلوان. التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل


 

وفاة فتاة تونسية في تجربة طبية دولية

  

تونس – واس – تتفاعل هذه الايام في تونس قضية وفاة فتاة تونسية خضعت لتجربة دواء جديد في اطار بحث علمي لدراسة دولية لتقييم امان وفعالية ذلك الدواء باحد المستشفيات التونسية. وفي تفاصيل القضية التي تجري السلطات التونسية تحقيقا بشأنها فان الشابة التونسية اصيبت بمرض التصلب اللويحي منذ 2001 واخذت في تلقي العلاج بمستشفى للاعصاب مرة كل ثلاثة اشهر بواسطة مصل خاص عن طريق الحقن الى حين افادتها ادارة المستشفى بوجود دواء جديد خاضع للتجربة وانه يمكنها تلقي العلاج لمدة خمسة ايام فقط تستغنى بعدها عن أية أدوية أو علاج لمدة تصل الى 12 سنة .. الامر الذى شجعها على توقيع الوثائق التي تخص موافقتها على المشاركة في هذه التجربة العلمية .. الا أنها وفي اليوم الرابع من تناولها الدواء الجديد انتكست حالتها الصحية فتم نقلها الى القسم الذي تعالج فيه الا ان حالتها ازدادت تدهورا. وأفاد الأطباء بأن الدواء الجديد أصاب النخاع الشوكي مما اضطرهم الى اضافة الدم لها وأخذ عينة من نخاعها الشوكي وارسالها الى الخارج لتحليلها مع وعود بامكانية نقلها للعلاج خارج تونس على حساب الشركة المعنية بالدراسة العلمية .. الا أن حالة الفتاة تدهورت وانتشرت فقاعات كبرى من الدماء على مستوى كامل جسمها انتهت جلها بالانفلاق وسيلان الدماء حتى فارقت الفتاة التى تبلغ العشرين عاما الحياة. (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 15 نوفمبر 2006) الرابط: http://www.spa.gov.sa/details.php?id=403400


 

وزير الخارجية الألماني يحث تونس على إجراء المزيد من الإصلاحات السياسية

 

تونس – انتقد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الخميس الحد من الحريات السياسية في تونس ولكنه اكد ان هذا البلد يحظى على دعم الاتحاد الاوروبي لبرنامج التحديث الذي ينتهجه. وفي كلمة امام جامعيين تونسيين والمان، قال شتاينماير ان تونس اجتازت بعض الخطوات في مجال الانفتاح الاجتماعي ولكن لا يزال ينقصها خطوات اخرى. واضاف « ارغب في تهنئة تونس، بلدكم، على تحقيق تقدم مهم في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية » مضيفا انه « من وجهة النظر الاوروبية، نرغب في رؤية المزيد من الديناميكية في مجال المشاركة السياسية ». واوضح « في مطلق الاحوال، سوف ندعمكم على هذا الطريق ». وكان شتاينماير يتحدث باسم المانيا والاتحاد الاوروبي بحضور وزير التعليم العالي التونسي لزهر بوعوني. ومن جهة اخرى، بحث الوزير الالماني مع نظيره التونسي عبد الوهاب عبد الله ما شهدته مؤخرا الاراضي الفلسطينية من اعمال عنف، حسب ما اعلنت مصادر مقربة من الوفد الالماني. وخلال المحادثات، اشار شتاينماير مجددا الى ضرورة اجراء اصلاحات سياسية مهمة في حين شدد عبد الله على التنمية الاقتصادية موضحا خصوصا ان 85% من الشعب التونسي ينتمي الى الطبقة المتوسطة. وكان الوزير الالماني وصل في وقت سابق الى تونس، المحطة الثالثة في جولة يقوم بها في المغرب العربي وتندرج خصوصا في اطار التحضيرات التي تقوم بها المانيا لرئاستها الدورية للاتحاد الاوروبي ومجموعة الثماني العام المقبل. وتركزت محادثاته على الطاقة والهجرة غير الشرعية وكذلك على تشجيع اعتماد المزيد من الديموقراطية واحترام حقوق الانسان على الجانب الجنوبي لاوروبا. وسيلتقي الوزير الالماني نظيره ايضا والرئيس التونسي زين العابدين بن علي الجمعة قبل انتقاله الى المغرب.   (المصدر: موقع ميدل إيست أونلاين بتاريخ 17 نوفمبر 2006 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية) الرابط: http://www.middle-east-online.com/?id=42748


في العاصمة مطاردة تابعها مئات المارّة وانتهت بنجاح

مجرم خطير نشل حقيبة موظفة بالبنك الافريقـي للتنميــة ثم ألقى بنفسه من فوق قنطرة واعتدى على عون أمن بالغاز

ضرب أعوان فرقة الدراجية بمصلحة شرطة النجدة بباب الخضراء التابعة للادارة الفرعية لشرطة النجدة خلال أحد ايام الأسبوع الجاري بقوة عندما نجحوا في الايقاع بمنحرف وصف بالخطير جدا يكنى بـــ«ولد النمشة» وهو شاب من مواليد1975 ومن ذوي السوابق العدلية وقد تمكن الأعوان من القاء القبض عليه بعد مطاردة مثيرة من شارع محمد الخامس الى قنطرة «الجمهورية» بقلب العاصمة تحدوا خلالها كل أشكال ومحاولات اعتداءات المظنون فيه عليهم سواء بالأسلحة البيضاء او بالغاز المشل للحركة. وحسب ما توفر من معلومات فان المشبوه فيه صدر في شأنه ما لا يقل عن 14 منشور تفتيش من قبل عدة مراكز ووحدات امنية بعد تورطه في عدة تهم تتعلق بالنشل والسلب و«النطرة» والعنف وقد تضرر من اعتداءاته المجانية اربعة اجانب رفعوا شكايات ضده وعدد غير محدد من المواطنين باعتبار ان عددا كبيرا منهم لم يبلغوا عن تعرضهم لعمليات نشل او سلب. وفي ذلك اليوم كانت موظفة بالبنك الافريقي للتنمية بصدد مغادرة مقر عملها والترجل على الرصيف عندما فاجاها المنحرف واختطف حقيبتها اليدوية التي تحتوي على وثائقها من بينها البطاقة المهنية التي تخول لها دخول مقر عملها وجهاز هاتف محمول ومبلغ مالي ولاذ بالفرار مستقلا دراجة نارية. حينها تفطن اعوان فرقة الدراجية الذين كانوا يقومون بدورية روتينية للحادثة وقاموا بمطاردة المشتبه به الذي سلك الطريق المؤدي الى قنطرة الجمهورية وهناك فاجا الجميع وتوقف ثم القى بدراجته من القنطرة قبل ان يقفز بدوره هاربا وهو ما دفع باحد الأعوان الى القفز خلفه للحاق به مما تسبب في اصابة المنحرف بالرعب وبدا يتاكد ان لحظة القبض عليه اقتربت فحاول استعمال اخر اسلحته للفرار لذلك قام برش العون بالغاز المشل للحركة واشهر سلاحا ابيض ولكن العون ابدى اصرارا اكثر من ذي قبل على الايقاع بالمنحرف الذي روع عشرات المواطنين وواصل مطاردته حتى نجح في السيطرة عليه وحجز المسروق قبل تسليمه لفرقة امنية لمواصلة التحريات معه التي ستكشف حتما عما خفي من نشاطه المستراب والمروع للمواطنين الذين تابع المئات منهم اطوار المطاردة التي آوقعت به. صابر المكشر (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 17 نوفمبر 2006)

ما هي المهام الجديدة للهيئة العليا لحقوق الإنسان؟

تونس ـ الصباح صدر الأمر المنظم لعمل الهيئة العليا لحقوق الانسان بعد اعلان رئيس الدولة في خطاب ذكرى التحول عن تطوير صلاحياتها.. وقد تضمن الأمر الرئاسي فصولا جديدة منها فصل أعلن بوضوح أنه «أحدثت لدى رئيس الجمهورية هيئة عليا لحقوق الانسان والحريات الأساسية (الفصل الأول جديد).. فيما أضيف الى الأمر الصادر في 7 جانفي 1991 الذي أحدث الهيئة العليا فصل جديد نص على أن رئيس الهيئة العليا يقوم (بتكليف من رئيس الجمهورية) بمهام بحث وتقصي الحقائق حول المسائل ذات الصلة بحقوق الانسان والحريات الأساسية وبرفع تقارير بشأنها الى رئيس الجمهورية».. مهام جديدة  وقد أكد النصان الجديدان بذلك بوضوح على نوعية العلاقة التي تربط هذه الهيئة الحقوقية ورئاستها برئيس الجمهورية.. مع توسيع مهامها لتشمل البحث وتقصي الحقائق.. أي المهام التي كانت عادة من مشمولات المنظمات الحقوقية غير الحكومية وليس الهيئات الرسمية..المرتبطة عضويا بالجهاز التنفيذي للدولة.. ولئن بدأت الهيئة العليا لحقوق الانسان منذ احداثها عام 1991 وتطوير مهامها لأول مرة في أفريل 1992 الاتصال مباشرة بالمواطنين لنقل تشكياتهم الى كبار المسئولين في الدولة فان الأمر الجديد أضاف الى الفصل الثاني من أمر 1991 فقرة نصت بوضوح على توسيع مهام الهيئة العليا لتشمل: × تلقي الشكايات والعرائض الصادرة عن المواطنين ورفع تقارير في شانها مباشرة الى رئيس الجمهورية.. × المساهمة في نشرثقافة حقوق الانسان والحريات الاساسية عبر تنظيم الندوات الوطنية والدولية وتوزيع المطبوعات وتقديم المحاضرات حول المسائل المتعلقة بحقوق الانسان والحريات الاساسية..وهو ما يؤكد وجود إرادة سياسية رسمية لتجاوز الصبغة الاستشارية التقليدية للهيئة.. ومثيلاتها من المؤسسات..الى دور لا يختلف كثيرا عن دور المنظمات الحقوقية العالمية.. منها هيئات رسمية مرتبطة بالدول مثل المجلس القومي لحقوق الانسان في مصر التي يشرف عليه الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام السابق للامم المتحدة ويتولى الوزير سابقا والكاتب الدكتور كمال أبو المجد أمانته العامة ويتولى السفير المصري السابق بتونس مخلص قطب خطة نائب له.. × نشر تقارير في مجال حقوق الانسان وطنيا ولدى مثيلاتها الاقليمية والعالمية ومنظمات الامم المتحدة المعنية بالحريات وحقوق الانسان.. وهذه الاضافة نوعية لأنها فتحت الباب أمام اشعاع عربي ومتوسطي ودولي للهيئة العليا ولجنة التنسيق الدولية للهيئات الوطنية لحقوق الانسان وغيرها.. × المشاركة في الاجتماعات التي تنظم في تونس بخصوص الحريات وحقوق الانسان من قبل الهيئات الاستشارية والمجالس الوطنية الحقوقية.. زيارة السجون ومراكز الايقاف ومن بين الاضافات التي نص عليها الامر الرئاسي الجديد السماح للهيئة بتأدية زيارات فجئية للسجون ومراكز الايقاف والايواء والهياكل الاجتماعية المكلفة بذوي الاحتياجات الخاصة (الاصلاحيات مثلا).. للتثبت من احترامها للقوانين وللتشريع الوطني الخاص بحقوق الانسان والحريات الاساسية.. يذكر أن الهيئة العليا لحقوق الانسان تاسست عام 1991 واسندت رئاستها آنذاك الى السفير الرشيد ادريس رئيس جمعية الدراسات الدولية.. ثم أسندت الى السيد زكرياء بن مصطفى عضو الهيئة ووزيرالثقافة سابقا.. والشخصية المعروفة في عالم الجمعيات الثقافية.. وقد التقى السيد زكرياء بن مصطفى العام الماضي ممثلين عن جل الاحزاب والحركات السياسية القانونية وغير القانونية وعن المنظمات الحقوقية بينهم وفد عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.. كما زار وفد عن الهيئة في 2003 السجون وأعد تقريرا وجهه الى رئيس الدولة حول النقائص الموجودة في السجون التونسية.. أعلن بعده عن عدة اجراءات لاصلاح واقع السجون والمؤسسات العقابية.. كمال بن يونس (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 17 نوفمبر 2006)

 

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677 البريد الإلكتروني temimi.fond@gnet.tn الموقع على الإنترنت( باللغة العربية) ; www.temimi.org  (site en français) www.temimi.refer.org
تونس، في 17 نوفمبر 2006   بعد التحية الطيبة،   يطيب لنا أن نوجه إليكم قائمة الكتب التي صدرت مؤخرا لدى مؤسستنا.   وقد أصدرنا حتى اليوم أكثر من 156 عنوانا غطت أهم فروع المعرفة في ثمانية تخصصات هذا فضلا عن الدوريات الأكاديمية الثلاث.   فإن رغبتم معرفة المزيد حول منشوراتنا, فالرجاء مكاتبتنا وإحاطتنا علما برغبتكم في ذلك.   تفضلوا بقبول أطيب التحية والسلام.   قسم الاشتراكات والنشر
 

الكـتـب

– أعمال المؤتمر العالمي الخامس لمدونة الآثار العثمانية حول : القلاع والتحصينات العسكرية والتأثيرات الفنية العثمانية، إشراف وتقديم د. عبدالجليل التميمي، زغوان فيفري/شباط 2003، 188 ص (بالعربية) 220 ص (بالفرنسية والأنقليزية), ر.د.م.ك.

– أعمال المؤتمر العالمي العاشر للدراسات الموريسكية الأندلسية حول : الموريسكيون والبحر الأبيض المتوسط والمخطوطات الألخميادية، إشراف وتقديم د. عبد الجليل التميمي، زغوان ماي/آيار 2003، 104 ص (بالعربية) 246ص (بالإسبانية والفرنسية), ر.د.م.ك 8-029-32-9973.

– د. العودي عدوني, رجاء ، نقائش المنازل بالمدينة العتيقة بصفاقس، 165ص، زغوان/ أكتوبر – تشرين الأول 2003, ر.د.م.ك, 9

–  الطيب البكوش : الحركة النقابية والديمقراطية في تونس 1975, 1988، 172ص، أوت 2003 (بالعربية والفرنسية)

–  أعمال المؤتمر الثالث للدراسات البورقيبية حول : السلطة وآليات الحكم في عصر الحبيب بورقية في تونس وفي البلاد العربية, 502 ص, مارس 2003,

العلاقات العربية التركية ودور النخب في التحديث, 347 ص, منشورات المؤسسة , 2003, ر.د.م.ك 6-033-32-9973.

– أعمال المؤتمر الثاني للحوار البريطاني-المغاربي المنعقد بجامعة إكستير فيما بين 14-17 سبتمبر / أيلول 2002 حول : حركة البشر والأفكار بين بريطانيا والمغرب العربي, تحت إشراف أ. 8- د. عبد الجليل التميمي ود. محمد صالح عمري، أكتوبر/ تشرين الأول 2003, 268 ص، ر.د.م.ك. 2-035-32-9973.

– أعمال المؤتمر الأول للحوار الإسباني-المغاربي المنعقد بالمؤسسة فيما بين 6-9 ماي / آيار 2002 حول : العلاقات الإسبانية المغاربية : ماضيا وحاضرا ومستقبلا, 244 ص, تحت إشراف أ. د. عبد الجليل التميمي، سبتمبر/ أيلول 2003, ر.د.م.ك. 4-034-32-9973.

– أعمال المؤتمر الثالث للحوار العربي-التركي المنعقد باستانبول فيما بين 22-26 ماي / آيار 2002 حول: العلاقات العربية التركية ودور النخب في التحديث, 350 ص, تحت إشراف أ. د. عبد الجليل التميمي وسعادة السفير ڤونار أزتاك، أوت/ آب 2003, ر.د.م.ك.  6-033-32-9973.

– د.التميمي، عبد الجليل، كشاف المجلة التاريخية المغاربية من العدد 93 إلى 112 ، منشورات المؤسسة، زغوان 2003.

د. أحمد جدي : الوثائق العائلية والتاريخ والذاكرة : صفاقس في القرن الثامن عشر, 160 ص, ماي/آيار 2003 ر. د. م. ك. 8-032-32-9973 (بالعربية وموجز مكثف بالفرنسية)

الكتاب التكريمي لمدرسة أوفيدو للدراسات الألخميادية (مهدى إلى الأستاذ الراحل الفارو قالماس دوفوانتس)، إشراف وتقديم د. عبد الجليل التميمي، زغوان- ماي/آيار 2003، 82 ص (بالعربية)، 468 ص (بالإسبانية والفرنسية) ر.د.م.كx – 031-32- 9973.

– د. قاسم, أحمد: أوضاع إيالة تونس العثمانية على ضوء فتاوي ابن عظوم, 420 ص, بالعربية, منشورات المؤسسة, ماي/آيار 2004, ر.د.م.ك.5-042-32-9973.

– أعمال المؤتمر العاشر للدراسات العثمانية حول: الدور الإقتصادي والإجتماعي للأقليات في الولايات العربية أثناء العهد العثماني، 307 ص، تونس أوت 2004، ر.د.م.ك 6-047-32-9973.

أعمال المؤتمر الرابع للدراسات البورقيبية حول : القضاء والتشريع في تونس البورقيبية وفي البلاد العربية, 560 ص, مارس 2004, ر.د.م.ك ر.د.م.ك. 7

– التميمي, عبد الجليل, دراسات في منهجية الحكم والسياسة البورقيبية (بالعربية), 164 ص, مارس 2004, ر.د.م.ك. 5

– د.عبد الجليل التميمي : تساؤلات حول مجتمع المعرفة والمؤرخين والبحث في البلاد العربية، 140 ص، تونس، أكتوبر 2004.ر.د.م.ك1-044-32-9973

– د. عبد الرحيم، عبد الرحمان عبد الرحيم، وثائق المغاربة من سجلات المحاكم الشرعية المصرية إبان العصر العثماني (1651-1676)، الجزء الرابع، 444 ص، (بالعربية)، ماي، 2004, ر.د.م.ك. 7-041-32-9973

– وحيد قورة: البحث العلمي والمعلومات في تونس : الإنتاج العلمي للباحثين في العلوم الإنسانية والإجتماعية (1856-1887) 651 ص تونس أكتوبر 2004 ر.د.م.ك 3-3-40-32-9973.

تحية تقدير متوسطية لأندري ريمون، جزءان 914 ص، تونس أوت 2004.

د. عبد الجليل التميمي : تسـاؤلات حـول : مجتمع المعرفة والمؤرخين والنخب في البلاد العربية, 204 ص, ر.د.م.ك. 1-044 -32-9973, أكتوبر/ تشرين الأول 2004

أعمال المؤتمر العلمي الخليجي المغاربي الأول، المنعقد بتونس بين 2-4 جوان/حزيران 2003حول : العلاقات بين دول الخليج والمغرب العربيين: الواقع والمستقبل, إشراف وتقديم الأستاذ المتميز د. عبد الجليل التميمي و د. فهد بن عبد الله السماري, ماي 2005, ر.د.م.ك. 4- 051-32-9973

المؤتمر العالمي الثامن عشر لمنتدى الفكر المعاصر حول : الأنسنة والمعرفة ومستقبل الإنسانية  في القرن الحادي والعشرين,420 ص, ماي/آيار 2006, ر.د.م.ك. 7- 053-32-9973

– أعمال المؤتمر العالمي السادس للدراسات البورقيبية حول : رهانات الثقافة والمعرفة بتونس والمغرب العربي (1956-2005), سبتمبر/ أيلول 2006, 408 ص, ر.د.م.ك. 4-054-32-9973-978

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات

العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس

الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677 البريد الإلكتروني temimi.fond@gnet.tn

الموقع على الإنترنت( باللغة العربية) ; www.temimi.org (site en français) www.temimi.refer.org


 

« Making off » فيلم تونسي جريء حول الإرهاب

تونس (CNN)– يطرح المخرج السينمائي التونسي المعروف نوري بوزيد في آخر أفلامه قضية التطرف الديني والإرهاب السياسي. وقالت الصحف التونسية إنّ الفيلم الذي يحمل للمفارقة عنوان « آخر فيلم » أو « Making Off » بالإنجليزية وفق ما اختار المخرج نفسه. والفيلم هو سادس أعمال المخرج التونسي، من مواليد 1945 بمدينة صفاقس، والمثير للجدل من خلال القضايا التي يطرحها في أفلامه. وسبق لبوزيد أن أخرج أفضل الأفلام التونسية في العقدين الأخيرين مثل « عرائس الطين » و »بنت فاميليا » و »بزناس » و »صفائح من ذهب » و »ريح السد. » وقالت جريدة الشروق التونسية اليومية إنّ عنوان الفيلم أصلا هو « كاميكاز » أو انتحاري غير أنّ المخرج غيره في آخر لحظة. والفيلم هو سرد لسيرة شاب يتحول تحت تأثير الأفكار الدينية الرجعية والمتطرفة إلى أصولي ثم انتحاري يفجر نفسه في آخر الفيلم. وبطل الفيلم هو « بهتة » الذي يقوم بدوره الممثل لطفي العبدلي وهو فتى طائش مغرم بالرقص والآمل في حياة أفضل تنسيه وضعه الاجتماعي البائس. غير أنّ عجز « بهتة » عن الهجرة إلى الخارج ولو بشكل سري، يرميه في أوساط أصحاب الفكر الديني المتطرف. كما أنّ الفيلم يجري تصويره في الأحياء الفقيرة حيث البطالة والجريمة، وأوكار المتطرفين، وذلك في إشارة إلى الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب إلى التطرف. كما يوضح الفيلم كيف تحول « بهتة » من فنان إلى متطرف بسبب رفض المجتمع لموهبته المتمثلة في الرقص والتي تعدّ وسيلته الوحيدة للتعبير. (المصدر: موقع سي أن أن بالعربية بتاريخ 17 نوفمبر 2006) الرابط: http://arabic.cnn.com/2006/entertainment/11/17/tunisia.cinema/

المخرج السوري ملص ينتقد تراجع مهرجان قرطاج السينمائي

تونس (رويترز) – قال المخرج السوري محمد ملص ان هناك عدة معطيات تشير الى تراجع مهرجان قرطاج السينمائي احد أعرق المهرجانات في العالم العربي ابرزها اختيار فليم (السكان الاصليون) لافتتاح الدورة الحادية والعشرين يوم السبت الماضي (10 نوفمبر 2006) وقال ملص الذي ترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في دورات سابقة للصحفيين « اعتقد ان اختيار (السكان الاصليون) لافتتاح المهرجان غير موفق لان ايام قرطاج السينمائية تدعم النظرة السينمائية المختلفة.. صحيح أن هذا الفيلم مهم وتناول قضايا حساسة بطريقة منصفة لكنه سينمائيا فيلم كلاسيكي ». وأثار الفيلم عند عرضه بمهرجان (كان) في فرنسا جدلا في فرنسا والجزائر حيث قرر الرئيس الفرنسي جاك شيراك عقب مشاهدته رفع معاشات المحاربين الافارقة الذين حاربوا الى جانب فرنسا ضد الجيش الالماني في الاربعينات. وفاز نجوم الفيلم الاربعة بجائزة أفضل ممثل في الدورة الاخيرة لمهرجان كان. ورشح الفيلم ليمثل الجزائر في مسابقة أوسكار لافضل فيلم أجنبي. ويروي الفيلم الذي تدور أحداثه في أربعينات القرن العشرين أثناء الحرب العالمية الثانية بعد سقوط فرنسا في قبضة الجيش الالماني تضحيات الجنود الافارقة على الخطوط الامامية خلال الحرب دفاعا عن فرنسا. وركز رشيد بوشارب مخرج الفيلم الذي تقاسم بطولته أربعة ممثلين عرب هم جمال دبوز وسامي ناصري ورشدي زيم وسامي بوعجيلة على تصوير تجنيد الاف الجنود في الريف الجزائري ومناطق البربر في المغرب للقتال في صفوف الجيش الفرنسي. لكن محمد ملص الذي دعي لحضور حفل افتتاح المهرجان اعتبر ان عرض هذا الفيلم لا يتماشى مع خصوصيات مهرجان يركز على دعم سينما الجنوب بالاساس. وقال « تعودنا في ايام قرطاج السينمائية انها تبحث عن سينما اخرى.. سينما مجددة في سينمائيتها لا في موضوعها فقط. » ويستمر مهرجان قرطاج السينمائي حتى يوم السبت المقبل. ويعد المهرجان الذي اسسه الطاهر شريعة عام 1966 اقدم مهرجان في افريقيا والعالم العربي ويركز على دعم سينما الجنوب. ويتنافس 15 فيلما طويلا في مسابقة مهرجان قرطاج السينمائي الدولي بمشاركة 58 بلدا بينهم 12 بلدا عربيا و30 بلدا افريقيا. لكن ملص قال « هناك ضعف في اختيار الافلام العربية وهي ليست احسن ما هو موجود وكلها معطيات لا تدعوني للتفاؤل. » وسبق لملص ان فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان عام 1984 عن فيلمه (احلام المدينة). (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 16 نوفمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
 

مهرجان « أيام قرطاج السينمائية » يختتم غداً دورته الـ21

صور الشرق والغرب في تونس وسينما خارج السائد لجمهور عاشق

تونس ـ ريما المسمار المسافة بين مطار تونس ـ قرطاج والفندق المخصص لإسكان الصحافيين من ضيوف أيام قرطاج السينمائية كانت قصيرة. قرابة ربع ساعة في « ميني ـ باص » اجتزنا خلالها طريقاً شبه مستقيمة الى فندق في شارع الحبيب بورقيبة. على الرغم من قصر المسافة وليل المدينة، تستدعي تونس صوراً كثيرة. صور تتجاور وتتوالى على أعيننا المرهقة من سفر غير طويل وانما ليلي. معظمنا كان يحضر المهرجان للمرة الأولى. الفندق ببهوه الواسع وأثاثه القديم ومكتب استقبال من خشب غامق بات معتقاً يذكر بطراز معماري كلاسيكي وموظف يتصرف بما يوحي أنه قضى مجمل عقوده الستة هناك خلف « الكونتوار ». في الطابق التاسع « المجدّد » كما قيل لنا حللنا على أرضية من بلاط وأثاث بسيط، هذه المرة أكثر انتماءً الى ذوق معاصر. اليوم التالي كان موعد افتتاح « أيام قرطاج السينمائية » في دورتها الحادية والعشرين محتفلة بمرور أربعين سنة على انطلاقتها وباستمرارية ضنت بها ظروف مختلفة على معظم المهرجانات العربية الأخرى حتى شهدت تقطعاً غير مرة في مسيراتها. الصباح أجلى الرؤية فباتت الصور التي تحركها المدينة واضحة المعالم. انها صور من الشرق والغرب تتداخل في هندسة الشوارع والمباني. فبين شارع الحبيب بورقيبة الفسيح و »نهوجه » (« نهج » تسمية يطلقها التونسيون على الشارع الفرعي او الزقاق) الضيقة القديمة يتجسد ذلك التجاور بين الحديث والقديم والشرقي والغربي. الاول برصيفيه الجانبيين الفسيحين تفترشهما مقاهٍ تستدعي المثال الباريسي لكيفية تحول المقهى جزءاً من اليومي والمعيش ونبضاً حيوياً للمدينة. أما التفرعات الجانبية فعالم آخر من أحياء شعبية ومبانٍ قديمة وأزقة مرصوفة مخصصة للمشاة بما هي صورة عن مدينة عربية عريقة قد تشابه في مواضع كثيرة القاهرة او دمشق او بيروت في واقع كل منها وفي تجسدها الادبي على غرار ما فعل نجيب محفوظ بالقاهرة وهو للمناسبة من مكرمي الدورة الحالية تحت عنوان « نجيب محفوظ في السينما ». على ان الصورة الابلغ التي تدلل على مزيج تونس السحري تتشكل اذا وقف الزائر في منتصف الشارع العريض مواجهاً فندق الصحافيين. الى يمينه، يتصل شارع الحبيب بورقيبة بساحة 7 نوفمبر التي ـ للمفارقة ـ « تمجد » تاريخ خروج الاخير من السلطة على يد زين العابدين بن علي في العام 1987. الساحة بالساعة التي تتوسطها ومن مسافة محددة تشبه ساحات باريسية ولندنية. والى يسار الواقف ينتهي الشارع الى المدينة العتيقة بأسواقها الشعبية وأزقتها الضيقة المفضية الى جامع الزيتونة ذلك الرمز الروحي والديني والعلمي المرتبط بتاريخ تونس. هكذا يصل الشارع بحديه بين صورتين وثقافتين وأسلوبي عيش ليست الا مرآة لتاريخ المدينة وحاضرها. مهرجان للجمهور على صورة غير بعيدة من الحياة ومشاهدها المتنوعة، يتشكل مهرجان « أيام قرطاج السينمائية » (من 11 الى 18 تشرين الثاني/ نوفمبر). هو متخصص في السينما العربية والافريقية ولا يضن على رواده ببرامج جانبية من السينما العالمية بما يرفعه الى مرتبة المقارنة بمهرجانات سينمائية عربية دولية الصفة، فيكاد ان يتفوق عليها في معظم جوانبه. ففي المحصلة تتساوى الامور. فما لا يستطيع مهرجان مثل القاهرة او دمشق الحصول عليه لمسابقته الدولية (بسبب اولويات المنتجين المهرجانية) يتحصل قرطاج عليه في برنامجه المحاذي. انه باختصار يتشارك مع المهرجانات العربية الأخرى بآفة سوء التنظيم التي يجمع متابعو المهرجان على تفاقمها في هذه الدورة وليس من اقل معالمها عدم صدور الكتالوغ الخاص بالمهرجان حتى صبيحة اول من أمس الأربعاء اي بعد مرور خمسة أيام على انطلاقة المهرجان. ولكنه يتميز عن المهرجانات العربية الأخرى ببرنامجه ومضمونه وتوجهاته. لا شيء أدل على مكانة المهرجان السينمائي وتجذره في محيطه من طوابير الجمهور التي تتدافع الى الأفلام على اختلافها مع اندفاع خاص الى الافلام التونسية. ليس مبالغاً القول ان الجمهور التونسي هو ركيزة المهرجان وداعمه الاساسي كما انه ليس انتقاصاً من مكانة المهرجان القول انه يتوجه الى جمهوره المحلي بالدرجة الاولى. لعله من الصعب العثور على جمهور سينمائي عربي ينافس الجمهور التونسي الذي يرتبط بسينماه اولاً ارتباطاً عميقاً بعيداً من المعادلات السائدة في أمكنة أخرى. الجمهور الذي اوصدت الابواب دونه عند عرض فيلم « جنون » للفاضل الجعايبي كان يفوق الجمهور الذي دخل الصالة عدداً. والتصفيق الطويل للممثلة القديرة فاطمة بن سعيدون لدى صعودها المسرح قبيل عرض فيلم النوري بوزيد « الفيلم الأخير » المشاركة فيه يفوق الوصف. وهي بحضورها البعيد من البهرجة وتأنق النجوم انما تلفت الى ان العلاقة بين هذا الجمهور وسينماه عضوية وقبلها علاقته بمسرحه التي هي انطلاقة كل شيء. فهذا الجمهورالذي تفتح على المسرح كتعبير عن الثقافة والاخلاق والحضارة والحرية (كما جاء في خطبة الحبيب بو رقيبة الشهيرة حول المسرح الذي أحبه) منذ منتصف الستينات وواكب ازدهاره وانتشاره في المناطق كان النواة لجمهور سينمائي اعتاد الفرجة وطقس المشاهدة وتدرب على تذوق الفن. حتى اذا جاءت السبعينات انتشرت النوادي السينمائية على يد جيل من السينمائيين والنقاد ممن درسوا في فرنسا ورافقت ذلك حركة سينمائية داخلية وقيام « ايام قرطاج السينمائية » قبلها في العام 1966. ينهل المهرجان من كل ذلك ليكون مهرجاناً سينمائياً بحق، يتواصل مع سينما المؤلف بشكل اساسي ويؤثر المخرجين على النجوم على الرغم من الحضور المتألق للممثلة اورنيللا موتي في الافتتاح. الا ان ذلك وان كان واجهة تتشكل من علاقات خاصة لاسيما لمديره الفني لهذه الدورة السينمائي فريد بوغدير الا انها واجهة تخبئ خلفها ما هو أثرى وأعمق. فالمهرجان هو الملتقى الابرز لسينما افريقيا السوداء. افلام من الغابون والكاميرون واثيوبيا وساحل العاج والسينغال والتشاد ونيجيريا وغيرها تجد منصتها هنا لاسيما بانفتاح المهرجان خلال السنوات الأخيرة على البلدان الافريقية خارج النظام الفرانكوفوني. بالدرجة الثانية يأتي اهتمام المهرجان بالسينما العربية من دون ان يشكل منافساً كبيراً للمهرجانات الاخرى بسبب انعقاده كل عامين. بينما يحتفظ بقدرة على مر السنوات بتسليط الضوء على السينما المغاربية والمعروف ان عدداً كبيراً من افلام المغرب العربي ينطلق عالمياً يعد عرضه في قرطاج حيث تتفتح عيون المهرجانات الكبرى (كان والبندقية وبرلين وغيرها) من خلال مندوبيها لاختيار ما يناسبها. وفي هذا المجال، تفرد المهرجان عبر تاريخه بإطلاق سينمائيين من طراز النوري بوزيد وفريد بوغدير ومفيدة تلاتلي ومرزاق علواش ومحمود بن محمود ورضا الباهي وعبد اللطيف بن عمار وغيرهم في انتاجاتهم الاولى. ومن ذلك مثلاً ان يجد النوري بوزيد في عرض قرطاج لفيلمه الجديد انتشالاً للفيلم من الاضطهاد بحسب ما قال على الرغم من ان الجهة التي تحيي المهرجان هي جهة رسمية تتمثل بوزارة الثقافة. تظاهرات موازية اذاً يلعب المهرجان دور الحاضن للانتاجات المغاربية ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسينمائيين التونسيين وبجمهوره المحلي الذي ينتظر المهرجان لمشاهدة افلام غير متاحة له في العروض التجارية وهو ما يقوم عليه اختيار البرنامج الدولي حيث يحاول المنظمون تأليف برنامج من افلام لا فرصة لمشاهدتها خارج المهرجان. هكذا احتوت الدورة الحالية في البرنامج الدولي على افلام مثل The Life and Death of Peter Sellers لستيفن هوبكنز وLe Soleil للروسي الكسندر سوكوروف من ضمن مجموعة افلامه التي تتناول شخصيات ديكتاتورية وTransylvania لتوني غاتليف وDon’t Come Knocking لفيم فندرز وBuongiorno Notte لماركو بيللوكيو. بالمعنى عينه وغير بعيد من اهتمام المهرجان بسينما المؤلف، استقبلت الدورة الحالية قسماً خاصاً بسينما كوريا الجنوبية. والصلة بين طبيعة المهرجان واختيار هذه السينما هو انتماء الاخيرة الى سينما ذات خاصية، مقاومة لاشكال التطويع السائد فضلاً عن انها نجحت كنموذج لسينما وطنية قائمة على تغذية نفسها بنفسها من خلال قانون يلزم صالات العرض السينمائي بتخصيص 40% من زمن عروضها للافلام الكورية بما يحقق شيئاً من التوازن مع انتشار السينما الهوليوودية وسيطرتها. انه « الاستثناء الثقافي » في مواجهة العولمة، يجسده اثنا عشر فيلماً تختصر ابرز التيارات المعاصرة في السينما الكورية مثل أعمال إيم كون تايك (Le Ticket وLa Mere Porteuse وLa Fille De Feu). وينضم الى ذلك ملتقى الافلام الاسيوية وأميركا الجنوبية وبرنامج خاص بالسينما المغربية المعاصرة بمحاولاتها هي ايضاً الصمود في وجه نظام القرصنة وانتشار السينما الهوليوودية لاسيما من خلال قانون داخلي حديث يحول نسبة 5% من مردود الاعلانات التلفزيونية الى صندوق دعم السينما المغربية. المسابقة لعل المسابقة ليست أكثر نقاط المهرجان قوة لاسيما في ما يخص الروائي الطويل. فانعقاد المهرجان كل سنتين يؤدي في بعض الاحيان الى استقباله افلاماً جالت في مهرجانات أخرى قبله. ووقوعه في توقيت قريب من مهرجاني « مراكش » وحالياً « دبي » الذي غدا منافساً منذ هذا العام باستحداثه مسابقة للافلام العربية تبلغ جائزتها الكبرى قرابة خمسين الف دولار يحدو ببعض الافلام الى مفاضلة ليست دائماً في مصلحة قرطاج. ولا يسلم المهرجان من مشكلة اختيار الافلام بما قد يدفع ببعض السينمائيين الي سحب فيلمه من المهرجان برمته. كذا كانت حال الشريط اللبناني « أطلال » لغسان سلهب الذي رفض مخرجه عرضه في المهرجان بعد « لعبة » غير مفهومة. فقد اندرج بداية في إطار المسابقة الرسمية في لائحة نشرت على الموقع الالكتروني للمهرجان. ولكنه بعد أيام نُقل الى قسم البانوراما وأُضيف بالتزامن مع ذلك فيلم لبناني آخر الى المسابقة هو « بوسطة » فيليب عرقتنجي الذي لم يكن مدرجاً قبلها. إشكالية أخرى طاولت الأفلام التونسية التي تأخر اعلان عناوينها حتى ايام قليلة من انطلاقة المهرجان لتستقر في نهاية المطاف على: « بابا عزيز » لناصر خمير و »عرس الذيب » لجيلاني سعدي و »الفيلم الأخير » للنوري بوزيد بينما قُدم « جنون » الجعيبي مع ستة افلام تونسية أخرى خارج المسابقة في قسم البانوراما. يبلغ عدد الافلام الروائية الطويلة في المسابقة المتنافسة على جائزة « التانيت الذهب » خمسة عشر فيلماً. جديد بوزيد كان منتظراً بطبيعة الحال من جمهوره المحلي كما من جمهور المهرجان العربي والأجنبي الذي تابع مسيرة هذا السينمائي منذ « ريح السد » عام 1986 ووصولاً الى « عرائس الطين » قبل عامين. ولكن ثمة سبب اضافي لذلك الترقب هو موضوع الفيلم المعروف سلفاً انه يتناول اشكالية العمليات الانتحارية. ربما لذلك اعتبر المخرج ان عرضه يجنبه الوقوع في النسيان متصوراً في سيناريو أبعد ان يكون فيلمه الاخير بحسب ما يقول العنوان. الواقع ان بوزيد يتصرف في فيلمه بوحي من قلق غير مبرر او الأحرى استباقي. فالفيلم الذي ينطلق في نصف الساعة الاولى حيوياً مستلاً من واقع شاب منطلق جريء يهوى الرقص ويعاني كمعظم رفاقه من العطالة وضآلة الفرص، لا يلبث ان يتحول خطاباً ثقيلاً يستعيض عن الصورة بالكلام وعن الالماح بالتبرير والتفسير. حادثة صغرى هي انتحاله شخصية شرطي والتجول في الحارة محاكياً كلامه انما بمضمون شديد الحساسية والتلمس لواقع الامور، تدفع بإسلامي الى اعتباره نموذج الجرأة والاقدام للقيام بعملية انتحارية. هكذا يبدأ الشاب بالتحول على يدي رجل متوسط السن يحتضنه ويبدأ بتلقينه دروس الدين وفق ما يتلاءم وأهدافه البعيدة. الا ان الاحداث لا تلبث ان تتخذ منحىً آخر عندما تلف الكاميرا في الاتجاه المعاكس لتنقل حواراً بين المخرج والممثل الذي يقوم بدور الشاب. فالاخير يقرر وقف التصوير بعيد حوار تمثيلي مع الرجل يعتبر الاخير فيه الرقص حراماً. انها بداية القلق، كما يريدنا المخرج ان نعتقد، لدى الممثل في مقاربته شخصية شاب يواجه أسئلة الدين والجهاد والشهادة. ولكن يتضح من تكرار ذلك الحوار في ثلاثة مواضع ان هدفه ليس استغلال صراع الممثل لاثراء الفيلم بل افساح المجال للمخرج لتوضيح وجهة نظره في موضوع شائك كالعمليات الانتحارية والاسلاميين. فما فعله هاني ابو أسعد في « الجنة الآن » من خلال حوارات شخصياته قام به بوزيد من خلال ادخال نفسه في الفيلم. هكذا يخاطب النوري بوزيد ممثله في واحدة من الاوقات المستقطعة من زمن الفيلم ليقول انه ليس ضد الدين بل ضد تدخل الدين في السياسة. ولكن الممثل يصر على ان الفيلم ضد الاسلام متيحاً للمخرج ان يواجه شكوك المشاهد ويبددها في وقت واحد فيؤكد له ان لا وان الهدف ادانة ممارسات هي ضد جوهر الدين. انها ألعوبة يستخدمها المخرج خوفاً من ان يُفهم خطأً او ان يُقوَّل ما لم يقله ولكنه على طريق ذلك يفقد مصداقية ما لأنه يحاول ايهام المشاهد بان تلك المحادثات واقعية وجرت صدفة امام الكاميرا بينما هي في واقع الحال مركبة ومكتوبة كجزء من الفيلم كما توحي حركة الكاميرا خلال تصويرها وتقطيعها. خلا ذلك، يمكن الفيلم ان يكمل من دون المشاهد المقحمة ومن دون ان يؤثر حذفها عليه بايقاع سلس وقدرة فنية عالية وادارة لافتة للمثلين. نظرة بوزيد الى الاسلاميين لاتخلو من سطحية بتركيزه على الكليشيه وبعزل الظاهرة عن مسبباتها السياسية والاجتماعية وادانتها منفردة. اما الخلاصة فربما تؤكد هواجس الممثل الذي ابدى قلقه من ان يتحول الفيلم وحشاً يلتهم الجميع. الواقع ان بوزيد يجد في عملية تحول الشاب من مراهق يعشق الحياة الى رجل يعانق الموت تحولاً يجعل الحياة مستحيلة فيقتل بطله بميتة سخيفة لا تلاقي طموحه بالشهادة على طريقة تعددت الاسباب والموت واحد. الشريط الجزائري « بركات » لجميلة صحراوي هو رحلة تحول من نوع آخر وان كان في خلفيتها ظل الاسلاميين ايضاً. انها حكاية طبيبة شابة يختفي زوجها الصحافي وسط تأكيدات على اختطافه من قبل جماعة اسلامية متطرفة. هكذا تخوض الشابة درباً طويلة بصحبة زميلة لها في المستشفى متوسطة السن للعثور على الزوج المفقود. غير ان تلك الرحلة ستعيد الى المرأة أحاسيس من زمن آخر ومتعاً صغرى كانت قد نسيت وجودها في الحياة. يتكون الفيلم بمعظمه من لقطات رحلة المرأتين ليقارب بتركيبته فيلم الطريق او الاحرى فيلم « الحقول » حيث تقوم معظم الرحلة على سير المرأتين في الحقول خارج الزمان والمكان. الشريط المغربي « طرفاية باب البحر » لداود اولاد السيد يدور حول قرية مغربية تقع على البحر وتشهد التسلل غير المشروع لمئات المغاربة الى اسبانيا. تصل اليها شابة تبحث عن الوسيط الذي سيمكنها من التسلل ولكنها تتعرض لسلسلة مشكلات بداية مع سرقة حقيبتها التي تحتوي على مالها. يساعدها شرطي القرية في العثور عليها وهو العالم بما يجري من مخالفات. ثم تواجه ادعاءات إمرأة بأنها سرقت مالها وهربت بعد ان عملت لديها خادمة. ولكنه فيلم عن الانتظار وعن يوميات قرية مستكينة الى قدرها يعكرها وصول الفتاة. هكذا يتحول سارق حقيبتها الى طالب لغرامها ويعجز الشرطي الذي اعتاد ان يقبض ثمن سكوته ليلة مع كل فتاة هاربة عن لمسها وتستحيل صاحبة المأوى الذي يلتجئ اليه المتسللون أماً حنونة. الفتاة نفسها تعثر في تلك البقعة المبتورة على موطن وفي اهلها الهامشيين على عائلة. يصوغ اولاد السيد شريطه بايقاع كأنما يمتد بمحاذاة الافق وعلى طول الشاطئ اللامتناهي. ايقاع الحياة الفارغة المرسوم ببطء لا تشوبه سوى جثث يلفظها البحر بين حين وآخر لمغامرين لم يحالفهم الحظ في العبور. « بلاد رقم واحد » لرباح عامر زايمينش فيلم جزائري آخر في المسابقة، وصلها بعد عرضه في الدورة الفائتة لمهرجان كان في فئة « نظرة ما ». يتحرك الفيلم في بلدة جزائرية يعود اليها احد شبابها بعيد قضائه فترة في السجن ليتضح ان هذا الخارج من سجنه يمتلك نظرة أرحب الى العالم واكثر تسامحاُ وانفتاحاً. يتوه الفيلم في حكاياته، مستغرقاُ وقتاُ طويلاً قبل ان يختار محوره الدرامي المتمثل بالزوجة الشابة التي تريد الطلاق وامتهان الغناء الذي تعشقه وسط معارضة اهلها وزوجها. ثم لا يلبث ان يتحول الى حكايتها مع شقيقها المتطرف الذي لا يلبث بدوره ان يختفي لتصبح هي حرة بعد ان كانت سجينة. وأخيراً يصل الى الجزء الاخير المنفصل تماماً عن الفيلم حيث يتحول فيلماً وثائقياً في مستشفى الامراض العقلية. الى الخلل الدرامي والاداء المرتجل في احيان كثيرة والحوارات المفلتة، لا يفوت المشاهد تلك النظرة الخارجية او المستشرقة التي يعالج بها المخرج فيلمه، ماخوذاً بمشاهد باتت مكرورة مثل ذبح حيوان وضرب امرأة ومجموعة دينية متطرفة وسواها من اللحظات التي يمكن اي سائح عابر التوقف عندها لدقائق ومن ثم المغادرة في حال سبيله. خلا ان المخرج هنا ارتأى ان يحولها المادة الاساسية لفيلمه. الشريط السوري « علاقات عامة » هو الاول لمخرجه سمير ذكرى منذ « تراب الغرباء » في العام 2001. يغوص الفيلم على العلاقات المركبة في البنية السياسية والاجتماعية للمجتمع التي تتحكم بالعلاقات الانسانية وتنتج نسيجاً مريضاً قائماً على المصالح بدلاً من الاحاسيس. ينطلق الفيلم من فكرة السياحة من خلال حكاية دليلة سياحية « كوثر » (سلافة معمار) وعلاقتها بالتاريخ والتراث لينتقل الى المفهوم المعاصر للسياحة والمنطوي على فكرة الخدماتية او « العلاقات العامة » كما يقول المهندس الكهربائي « فهيم » (فارس الحلو) للفوج السياحي. على هذا المنوال يصوغ الفيلم شخصياته بميل جارف لدى كل منها الى تحقيق أهدافها الشخصية ولو اقتضى الأمر ان تتحالف مع الشيطان. والاخير بمفهوم الفيلم يتجسد في شخصيات فقدت انسانيتها وما تبقى منها ليس سوى واجهة تخبئ انهياراً فظيعاً للقيم الانسانية. هكذا يسخر المخرج من شخصياته وربما من مشاهديه عندما يدعوهم الى تصديق شخصية « فهيم » والى الثقة بأحاسيس « كوثر » والايمان بامكانية التحول لدى المتحكم الأكبر (سلوم حداد) ضمن علاقة ثلاثية بين إمرأة وعشيقها وزوجها حيث الاخيران يتبادلان الأدوار. ولكن في المحصلة نكتشف ان كلاً من الشخصيات الثلاث تخبئ نسيجاً معقداً من الكذب والفساد والاحاسيس المريضة. مشكلة الفيلم انه يقع في الاسقاطات السياسية والتلميحات التي ما عادت تخفى على أحد. هو في جوهره شريط خفيف يحتوي على مقومات جماهيرية لا يستغلها لاعتقاده انها صفة تقلل من شأنه فيغرق بدلاً من ذلك في خطاب موازٍ شديد الثقل يتنافر مع شكله السردي وبنائه الحكائي وتتوجه خاتمة تنسف ما سلفها مما يمكن ان نسميه نقداً او رصداً. انها الخاتمة التي تبيض صفحة ما سبقها وتجدد الايمان بالمستقبل على اسس غير موجودة يكفر الفيلم بوجودها منذ اللحظة الاولى. من الغابون عرض ليون ايمونغا ايفانغا فيلمه السياسي L’Ombre de Liberty الذي تدور حوادثه حول صحافي سياسي لم يعد قادراً على مزاولة عمله بسبب من مضايقات النظام السياسي، فيتحول سكيراً بينما تصبح زوجته مومساً. على خط آخر، يقوم ضابط بتولي مهمة القضاء على الشغب ومحاولة العثور على مدير محطة اذاعية سرية تابعة للمعارضة يشوش بثها على الاذاعة الرسمية. ولكن الضابط يعيش معاناة شخصية بسبب مرض ابنه الخطير. هكذا تتحرك الشخصيات الثلاث للضابط والصحافي والمومس فتتقاطع حيواتهم عند مفاصل يختلط فيها الشخصي بالعام وتنطوي على بحث كل منهما عن ظل حرية في ظل نظام قمعي. الى جانب هذه الافلام التي تنتمي بمعظمها الى الانتاجات الحديثة والتي لم تجل على مهرجانات كثيرة، ضمت المسابقة افلاماً أخرى سبق لها ان قامت بجولة على مهرجانات اخرى عربية وعالمية. من « أحلام » محمد الدرادجي العراقي الذي يرصد العراق في مزيج من الروائي والتوثيقي مازال يحمل صدى اليومي المعيش الى « انتظار » رشيد مشهراوي عن فرقة مسرح وطني تجول المخيمات الفلسطينية بين الاردن وسوريا ولبنان بحثاً عن ممثلين تتشكل صورة المنطقة المتأزمة على ايقاع لا يخلو من عبثية في الفيلمين. على الضفة الاخرى يختال « بوسطة » بخطاب ينبذ الحرب والطائفية وان بالموسيقى والرقص. بينما تفعل بهما جوسلين صعب أكثر من ذلك في فيلمها « دنيا » عن علاقة إمرأة شابة بجسدها السجين ومحاولاتها التحرر عبر الرقص والشعر والحب. فيديو وبانوراما يستحيل على متابع ايام المهرجان الاحاطة بالبرنامج الرسمي الكامل. فعروض الفيديو وحدها يلزمها متابعة منفردة لما تحتويه من افلام قصيرة وطويلة روائية ووثائقية بعضها معروف وبعضها الآخر غير مكتشف. على الرغم من ان حماسة الجمهور بدت أكبر بكثير للروائي الطويل بما هو نوع سينمائي مكرس وخجولة تجاه الوثائقي عموماً، يمكن الاشارة الى عروض أثرت مسابقة الوثائقي بما حملته من اعتراف بها سواء أمن عروضها المحلية او العالمية. على رأس اللائحة شريط تهاني راشد « البنات دول » بعد عرض اول في مهرجان كان خارج المسابقة حاملاً شهادة أطفال الشوارع في قاهرة لا يعرفها كثيرون. انها القاهرة الحديثة تلك التي بدأت بالتشكل والظهور بعد الثورة. في حي المهندسين الذي تسكنه الطبقة المتوسطة ويشكل نقطة اجتذاب للسياح العرب، يحيا مجتمع آخر، حياة أخرى أناسها من أطفال ومراهقين يسكنون الشارع. بشهادة لا تقل واقعية عرضت مي المصري « يوميات بيروت: حقائق وأكاذيب » الذي افتتح الاسبوع الفائت مهرجان الفيلم الوثائقي في بيروت مقدماً متابعة لمرحلة حاسمة في تاريخ لبنان بدأت منذ 14 شباط تاريخ اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، مازالت ممتدة الى يومنا هذا. اما مواطنها محمد البكري فقدم شريطه « من يوم ما رحت » الذي يستعيد فيه علاقته بالكاتب الراحل إميل حبيبي من خلال أرشيف فيديو منزلي يتجاور مع محاولة الفيلم صوغ صورة للأحداث التي وقعت على صعيدين شخصي وعام منذ رحل الكاتب. ومن البندقية حيث قُدم في عرض اول، عُرض « انا التي تحمل الزهور الى قبرها » لهالة العبد الله وعمار البيك وهو مشروع يحمل احلام ربع قرن من المنفى ويصح القول انها حكايات الخيبات والعزلة والمنفى والفقد والموت هي التي تشكل نسيج الفيلم الداخلي وتتقاطع عندها حكايات الشخصيات مع مسيرة المخرجة. اما « دوار شاتيلا » فتجربة متميزة لمخرجه ماهر ابي سمرا لا يقوم على افكار جاهزة وزوايا نظر مستقيمة مباشرة، بل على رؤية تُبنى شيئاً فشيئاً وتنقّب في الأزقة والوجوه عن تفاصيل لم تُحكَ ولم تستهلكها الكاميرات في مخيم شاتيلا. في بانوراما الافلام الروائية الطويلة عرض فاضل الجعايبي فيلمه « جنون » في تجربة ثالثة تقوم على تحويل عمل مسرحي فيلماً سينمائياً. وللمرة الثالثة ايضاً يثبت فشل المحاولة اذ يغرق الفيلم في مداه المسرحي البعيد من السينما ليبدو كأنه مسرحية مصورة ومعروضة على الشاشة سواء بمنولوغاته الطويلة او تصميم مشاهده او ديكوراته المسرحية. اما شريط الافتتاح « بلديون » لرشيد بوشارب فكان لعرضه وقع مختلف حيث ذاكرة الاستعمار الفرنسي مازالت طرية واستدعاء صورها ليس بالصعب البتة فكيف اذا كانت حوادثه تدور حول مجموعة جنود مغاربة وافارقة حاربوا في الجيش الفرنسي دفاعاً عن فرنسا ضد الالمان ابان الحرب العالمية الثانية. من مصر، عُرض في البانوراما شريط كاملة ابو ذكري « ملك وكتابة » عن علاقة بين استاذ مسرحي اكاديمي كلاسيكي وطالبة تعيد اليه متعة اكتشاف الحياة من جديد. الفيلم يستعيد حكاية مستهلكة بايقاع معاصر. (المصدر: صحيفة « المستقبل » اللبنانية الصادرة يوم 17 نوفمبر 2006)  


يفتتحه وزيرا الثقافة في البلدين بمركز الملك فهد الثقافي …

ندوات وأمسيات وعروض تشكيلية وسينمائية في «أسبوع الثقافة التونسي»

الرياض – سعد الغشام     يفتتح وزير الثقافة والإعلام أياد مدني ووزير الثقافة والمحافظة على التراث في تونس محمد العزيز عاشور   في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في مركز الملك فهد الثقافي، الأسبوع الثقافي التونسي في المملكة، ويستمر أربعة أيام متواصلة. وشرعت السفارة التونسية منذ وقت مبكر في الاستعداد والتنظيم في تجهيز هذا الأسبوع الثقافي، إذ يشرف ويتابع على الفعاليات سفير تونس صلاح الدين معاوية. وكشف لـ «الحياة» السكرتير الأول مسؤول الثقافة والإعلام في السفارة التونسية فتحي النفاتي، أن انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي التونسي يأتي ضمن توطيد أواصر الأخوّة  بين البلدين الشقيقين، ويعبر عن مدى تعمقهما في العلاقات الطيبة والمتينة، واستمرار التعاون في المجال الثقافي والأدبي بين أدباء البلدين. وأشار إلى أن هناك العديد من الشعراء والشاعرات التونسيين سيشاركون في فعليات هذا الأسبوع ، ومنهم: المنصف الجزار، الجليدي العويني، وسوف عبيد، ومحمد الغزال الكثيري، وجميلة الماجري. وأضاف النفاتي أن هناك برامجاً وفعاليات مميزة، تتمثل في عدد من المحاضرات والأمسيات الشعرية والعروض السينمائية، والمعارض التراثية  والتشكيلية، إضافة إلى معرض للكتاب التونسي. ويتضمن المعرض التشكيلي 36 لوحة فنية لـ 12 فناناً تشكيلياً هم: فتحي بن زاكور،  حسن السوفي، عادل مقديش، عبدالعزيز القرجي، إبراهيم الضحاك، علي بلاغة، جلال بن عبدالله، والهادي التركي، آمنة مصمودي، علي الزنايدي، سنية دريج، وفوزية الهيشري. أما المعارض التراثية فتركز على إبراز مكونات اللباس التقليدي النسائي.  كما سيكون هناك معرض للخط العربي، وآخر للتراث الإسلامي التونسي. أما معرض الكتاب التونسي فيتضمن سلسلة كتب «ذاكرة وإبداع»، وكتباً فنية تراثية، وتاريخية وأدبية وأخرى مخصصة للأطفال وكتباً علمية ودوريات. أما المحاضرات الأدبية والتراثية فتشمل محاضرات لبعض الأدباء، مثل: عبدالقادر بلحاج ناصر، مراد الرماح، والسيد المنجي الزيد، وستعكس هذه المحاضرات المشهد الأدبي والإبداعي في تونس بشكل عام. السينما التونسية: 80 سنة من الإبداع وعلى هامش الأسبوع الثقافي التونسي ستُعرض أفلام متنوعة، بين الوثائقي والروائي مثل: «وجد « لمحمود بن محمود، و» الهائمون» للناصر خمير، أما  الأشرطة القصيرة فهي تتضمن «زيتونة قلب تونس» لحميدة بن عمار، و»من قرطاج إلى القيروان» لحميدة بن عمار، و» القيروان» لعبداللطيف بن عمار. يذكر أن تونس عرفت السينما منذ ظهورها فناً جديداً، ولم تظل محاولات الأخوين لوميار مجرد أصداء تصل إلى القـــطر المحـــتل آنــــذاك، وإنمــــا زار الأخــــوان لوميار تونس ليصــــورا في ما بعد المشـــاهد، ويعرضـــان فيــــها لقطات مبهرة عن ذلك الفن السحري الجديد. والتصقت تونس بعد ذلك بالفن السابع إنتاجاً وإبداعاً، حيث قام المخرج التونسي شمامة شكلي سنة 1922، بإخراج أول فلم تونسي «بدايات مبكرة»، وأعطى من خلاله ضربة البداية لانطلاق نهضة سينمائية حقيقية، ثم تلاه بفيلم «عين الغزال «سنة 1924. وعلى رغم أن العملين ينتميان الى السينما الصامتة، ويشكوان من بعض المشكلات الفنية على مستوى الصورة إلا أنهما يظلان محطة بارزة في تاريخ الفن السابع في تونس. وشاءت ظروف البلاد آنذاك، وهى ترزح تحت الاستعمار والفقر والجهل أن تركن السينما إلى الصمت في انتظار واقع جديد جاء به الاستقلال سنة 1956، وكان لا بد من أن تكون السينما طرفاً في تسجيل حـــــوادث تلك الحقبة الاستعمارية  فظهرت أفلام عــــــدة تهتم بنضال الشعب التونسي منها: «الفجر»، و»أم عباس»، و»الفلاقة»، و»خليفة الأقرع». وبمرور السنوات تخلصت السينما التونسية والتفتت إلى مواضيع حيوية أخرى كالنزوح من الريف إلى المدينة في فيلمي «وغداً» و»عزيزة»، وأيضاً كموضوع الهجرة إلى الخارج في فيلم «السفراء»، لتـــبــدأ معـــانقة الآفاق العـــربية والأفـــريقية والعالمية، ولتظهر سينماً متميزة بالعديد من الأفلام الجيدة التي انطلقت من خلالها السينما التونسية إلى البروز الدولي. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 15 نوفمبر 2006)  


سهرة إعلامية مع قناة «حنبعل»:

من أجل الشفافية والمصداقية في إعداد عمليات سبر الآراء

80 في المائة من النظارة في تونس يشاهدون «حنبعل» على الأقل ربع ساعة في اليوم حسب استطلاع للرأي
عندما بثت قناة «حنبعل» الخاصة صورتها الاولى على الشاشة رحبت تونس بهذه الفضائية الجديدة التي جاءت لتغير المشهد الاعلامي وتكون اول محطة تلفزية تنجز اللبنة الاولى في التعدد الاعلامي المرئي الذي اقره رئيس الجمهورية في خطابه في الاحتفالات بتحول السابع من نوفمبر سنة 2004 وقد اكدت هذه القناة بسرعة حضورها، وساهمت في اعطاء صورة جديدة عن المشهد الاعلامي التونسي وجلبت اليها النظارة ببرامجها الطريفة وبمسلسلاتها التي انتجتها في فترة قصيرة قياسية ونافست بها قناة تونس 7 في شهر رمضان  ثم تواصلت منجزاتها واصبحت لها برامج رياضية وثقافية تشد اعدادا غفيرة من المواطنين وتجلب لها الانظار في الكثير من البلاد العربية فضلا عن جانب كبير من العرب في اوروبا ومع ذلك فانها وجدت نفسها في ضيق بسبب شبه غياب للاعلانات التي هي اليوم العصب الاساسي في حياة المؤسسات الاذاعية والتلفزية العمومية منها والخاصة. وبذلت قناة «حنبعل» الجهود الكبيرة لجلب المعلنين من خلال تحسين برامجها، والاستجابة الى طلبات الجمهور الواسع لكن الاعلانات لم تأت، وقد زاد الطين بلة بصدور الارقام عن نسب المشاهدة خاصة في رمضان الماضي، وهي الارقام التي حاولت الاضرار بهذه القناة الناشئة ذلك انها لم تكن مطابقة للحقيقة والواقع. السيد محمد العربي نصرة صاحب القناة لم يكن امام هذه التحديات مكتوف الايدي بل اجرى اتصالات على عدة اصعدة مدفوعا بقناعات رئيس الدولة الذي اقر التعدد في المشهد الاعلامي وترحيبه في كلمة تاريخية بانطلاقة «حنبعل».. الا ان  النتائج تواصلت هزيلة على مستوى الاعلانات.. ثم تحرك بقوة في رمضان الماضي لما لاحظ بان عملية سبر الاراء التي قامت بها شركة «سيغما كونساي» غير معبرة عن الواقع الملموس والذي يمكن ان يلاحظه حتى المواطن غير المطلع. وفي نطاق هذه التحركات التي يقوم بها صاحب القناة نظمت «حنبعل» سهرة في فندق «البالاص» بقمرت دعت اليها عددا كبيرا من الاعلاميين والمستشهرين وبعض اهل الثقافة والفن، مساء الاربعاء الماضي تضمنت جوانب كثيرة منها الغناء والمناقشات على مائدة وعرض لنتائج سبر  للآراء قامت بها مؤسسة «اي 2 آم (i2M) حول نسب المشاهدة في تونس ونصيب قناة «حنبعل» منها وهو النصيب الاوفر، وقد جرت العملية بحضور عدلين منفذين اللذين وقعا على النتائج واكدا شفاهيا الشفافية والمصداقية التي تميزت بها عملية سبر الآراء. كما تضمنت السهرة عرضا مطولا من تحقيق شامل مع المواطنين الذين تم استجوابهم حول مشاهداتهم التلفزية ونوعيتها. وقد اجابوا باغلبية مطلقة انهم يشاهدون «حنبعل» ويحبون الكثير من برامجها خاصة منها الرياضية والثقافية والترفيهية في رمضان وخارج رمضان، وهذا التحقيق طبعا لم تقم به «حنبعل» وجرى تحت اشراف «اي 2 آم» مع متابعة دقيقة للعدلين، وهو جزء من شريط خام من 15 ساعة تصوير اصر صاحب القناة ان يبقى خاما ولا يتدخل فيه التركيب حتى يكون صورة عن الحقيقة والواقع وهي الحقيقة التي لم تظهر في الارقام التي اصدرتها مؤسسة «سيغما كونساي». ونشير الى ان هذه السهرة نشطتها فرقة اسمهان الشعري بوصلات من الغناء والموسيقى وقد ادار المناقشات المنشط التلفزي بقناة «حنبعل» علاء الشابي على اساس ان هذه القناة ستبث هذه السهرة في موعد قادم حتى يكون نظارتها على بينة من هذه المسألة التي احدثت ضجة واسعة في تونس وحركت كل المعنيين بالامر وفي مقدمتهم المجلس الاعلى للاتصال. ويرى السيد العربي نصرة ان الاجراءات التي تهم قطاع الاعلام المرئي والمسموع في المدة الاخيرة تأتي في نطاق اصلاح بعض الاوضاع التي قد تكون تضررت منها «حنبعل». هل القناة محاصرة؟! تقدم عدد من الاعلاميين والمستشهرين باسئلة مختلفة الى صاحب القناة السيد محمد العربي نصرة حول وضع «حنبعل» بلا اعلانات او بذلك العدد القليل من الومضات الاشهارية.. ومن بين الاسئلة ما يلخص كل شيء: هل ان القناة محاصرة؟ ومن يقف وراء الحصار؟ في البداية كان الموعد مع الاستاذ عبد القادر السلامي وكيل شركة «آي 2 آم» (I2M) الذي قدم عرضا عن الاساليب والطرق المتبعة في القيام بسبر الآراء واستعراض ايجابياتها وحدودها منها الطريقة الآلية باستعمال «الاوديمات» ومنها الطريقة اليدوية ومنها الطريقة الشفاهية (وجه اولوجه). وقدم الاستاذ عبد القادر السلامي نتائج سبر للآراء قامت بها شركته في تونس الكبرى بمحضر الاستاذ هلال قطاطة (عدل اشهاد) والاستاذ علي السوداني عدل اشهاد اللذين راقبا كامل اطوارها وسجلا حصيلة مراقبتهما للشفافية والمصداقية في عدة تقارير موقعة بالشكل القانوني. وقد انتهى سبر الاراء مع عدد هام من المواطنين من مختلف الاعمار والاصناف الاجتماعية الى ان 80 بالمائة (وبالتحديد 18،79%) من المستجوبين يشاهدون «حنبعل» بدرجة اولى على الاقل ربع ساعة في اليوم، وان 29،54% من المستجوبين يشاهدون قناة تونس 7 على الاقل ربع ساعة في اليوم وان قناة «آم بي سي» هي الثالثة في نسب المشاهدة (12،6%) وان قناة «الجزيرة» يتابعها 45،2% من المستجوبين ايضا على الاقل لربع ساعة في اليوم. وفي التقرير 52 محطة تلفزية اخرى تراوحت مشاهدتها من 10 بالمائة الى 0%. وما يهمنا هنا هو ان «حنبعل» تقف على رأس القائمة بنسبة عالية وان قناة «تونس 7» تقف في القائمة في الدرجة الثانية. اذن ما الامر وكيف يفسر البعض عدم اقبال المعلنين والمستشهرين على قناة «حنبعل» بقلة مشاهدتها على المستوى الجماهيري الواسع؟! اين المشكل؟ السيد محمد العربي نصرة استعرض صورة تدعو للحيرة عن كيفية التعامل مع القناة وفي البداية شكر رئيس الجمهورية على مساندته للقناة وهو يعتبره باعثها وداعمها قانونيا ومعنويا كما شكر الرئيس على المنجزات الاخيرة المتمثلة في الاجراءات المتعلقة بالاعلام والمتمثلة في الفصل بين الاذاعة والتلفزة من ناحية وبين الاذاعة والتلفزة والوكالة الوطنية للنهوض بالانتاج السمعي البصري من ناحية اخرى مؤكدا بان قناة «حنبعل» بهذه الصفة يمكنها ان تستفيد من هذا الفصل ويمكنها مستقبلا شراء الانتاج التونسي الذي كانت مؤسسة الاذاعة والتلفزة تحتكره كليا. ولاحظ محمد العربي نصرة انه لا يعرف بالتحديد من الذي يقف وراء حصار قناة «حنبعل» وقال ها انكم تشاهدون الدراسات ونتائج سبر الاراء وتعرفون مواقف المواطنين من «حنبعل»، ومع ذلك فانتم تلاحظون قلة اقبال المعلنين والمستشهرين الى درجة هزيلة لا يعتد بها اطلاقا. واكد بالمناسبة ان هناك بعض الصحف العريقة والجادة والمرموقة في الساحة الوطنية تعاني كذلك من قلة الاعلانات وندرتها! وقال ان السيد الرئيس اعطى اوامره لمساعدة قناة «حنبعل» ومدها بالبرامج التي كانت قد انتجتها قناة «تونس 7» وقال بان رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزة كان حاضرا في الاجتماع الذي جمعه برئيس الدولة كما استضاف رئيس هذه المؤسسة الى مقر «حنبعل» وقاما معا بجولة واسعة في ارجائه ولم تكن النتائج مهمة ولم تحصل «حنبعل» على شيء. وقال انه اجرى اتصالات واسعة بالمعلنين عن طريق شركته الخاصة التابعة للقناة، ولاحظ ان المعلنين يعتمدون على رأي خاطئ.. ثم على سبر الآراء شكك الجميع في  شفافيته. وقال انه عمل بكل طاقاته على تحسين البرامج بكل انواعها ولكن النتائج على مستوى مردودية الاعلانات بقيت هزيلة. فكيف يمكن للقناة ان تعيش بلا مداخيل و لها نفقات عديدة قد تصل الى 30 الف دينار يوميا منها نفقات الانتاج.. ونفقات الاجور ونفقات البث على الاقمار الاصطناعية وغير ذلك. واذا ما لاحظنا ان القناة هي وطنية ومن حقها الحصول على نسبة من مداخيل الضرائب على الاذاعة والتلفزة التي يدفعها المواطنون ضمن فاتورات الكهرباء والغاز والتي تصل الى 72 مليون دينار سنويا تتمتع منها قناة 7 باكثر من النصف. واذا ما اعتبرنا ان سبر الآراء الذي قامت به مؤسسة (سيغما مونساي) لم يصور الحقيقة فان القناة الخاصة «حنبعل» تجد نفسها بلا مداخيل تساعدها على التطور.. وعلى الانتاج، بل حتى على البقاء. وقد جاء في بعض وثائق «حنبعل» والتي تم توزيعها على الحاضرين ان الازمة في شكلها الاصلي تتأتى من ان الارقام المقدمة والنسب المطروحة تمثل خطرا اكيدا على المشهد باكمله سواء قلت عما هي حقيقة الامر او تجاوزتها حين تحتاج المحطة الاذاعية او القناة التلفزية  في المقام الاول الى معرفة حجمها الحقيقي تعلق الامر بالتأكيد على نقاط النجاح وتصويب مواطن الوهن او حين يحتاج المعلنون الى هذه الارقام الصحيحة من باب الحفاظ على حقوقهم وضمان افضل وجه للاستثمار. ايضا وتجاوزا للبعد الثنائي في العلاقة الرابطة بين القناة وشركة سبر الاراء وجبت الاشارة الى ان الاعلانات تمثل احد محركات العجلة الاقتصادية حين يرتبط الانتاج بالاعلان والاعلان بالترويج، والترويج بنمو الارباح ومن ثمة يكون الحفاظ على مواطن الشغل القائمة وتوفير اخرى لطالبي الشغل سواء لاصحاب الشهادات او غيرهم هما اكيدا ضمن ما نشهد على المستوى الكوني من صراعات قاتلة بغية المحافظة على المواطن القائمة وتوفير اخرى. ان الخلل او عدم التوافق بين المشهد القائم بما هو عليه حقا من جهة والتقييمات غير الموافقة لهذه الحقيقة من شانه ان يدخل المعادلة الاعلامية عموما والسمعية البصرية خصوصا منطقة اهتزازات كبرى يكون من انعكاساتها الاولى والاكثر خطورة فقدان الثقة بين المعلنين والوسائط الاعلامية مما يطعن الصرح الاقتصادي باكمله. شبان يعملون ويتعلمون باقصى طاقاتهم ولاحظ محمد العربي نصرة المدير العام لقناة «حنبعل» بانه منذ اليوم فتح مؤسسته للشبان الذين لم يتجاوزوا الخامسة والعشرين وهم من الصحفيين والمنشطين والفنيين والمهندسين وغيرهم وفتح لهم مجال التعلم والعمل ووضع بين ايديهم اجهزة فنية وتكنولوجيا اثمانها تتجاوز المليارات، وقد اعطاهم ثقته فتعلموا وهم اليوم يساهمون في الانتاج الذي تتميز به القناة. وهذا الدور الذي تلعبه القناة كبيرا جدا فضلا عن دورها في احداث التغيير الايجابي في المشهد الاعلامي والخروج من اللهجة الخشبية ومن السائد الروتيني وكان من المنتظر ان نجد من كل العاملين في قطاع الاعلام المرئي والمسموع المساندة والدعم. واذا بالمشاكل تتهافت وهناك مشاكل غريبة من نوعها تحدث، من ذلك اوامر اعطيت اداريا للعاملين في مؤسسة الاذاعة والتلفزة لعدم اللتعامل مع «حنبعل» وتلقى البعض تهديدات معينة، كما ان هناك من اتصل بحنبعل ورغب في العمل والانتاج فوضعنا بين يديه كل الامكانيات واذا به يعود الى موقعه وعلى ما يبدو جرت «الاتصالات» به. ويواصل المدير العام لحنبعل اسئلته ما الذي يحدث؟ ولماذا  تجد هذه القناة التي يناضل عاملوها من اجل انجاحها واحداث التغيير الذي يريده رئيس الدولة الذي يقف الى جانب «حنبعل» ويعرف المدى الذي ستحققه والفوائد المنجرة عنه بالنسبة للمشهد الاعلامي. «حنبعل» قد تكون لدى قطاعات واسعة من المتلقين مختصرة في ما يشاهدونه على الشاشة لكنها ايضا واساسا قرابة مائتي مواطن من العائلة الواسعة في الاعلام، يترأسها السيد العربي نصرة حيث يبذلون جميعا اقصى الطاقة بحثا عن رضا المتلقي وتلبية لرغباته وخدمة للثقافة والفن في هذه البلاد وهذه الحضارة العريقة والراسخة. والأستاذ العربي نصرة رغم المشاكل ورغم الكثير من المعوقات متفائل، ويأمل دوما في النجاح والخروج من هذا الضيق لان فشل القناة يمس الجميع. محمد بن رجب (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 17 نوفمبر 2006)


مدير الدفاع الاجتماعي لـ «الشروق»:

لا وجود لظاهرة أطفال الشوارع في تونس

* تونس ـ «الشروق»: بلغ عدد قضايا الجنوح حوالي 15 ألف طفل خلال 2005 وبدأت تبرز ما يسمى بظاهرة اطفال الشوارع وتزايدت مظاهر الجريمة والعنف بالمجتمع ودفعت هذه المظاهر الهياكل المعنية بالنهوض الاجتماعي الى وضع برامج وآليات لحماية الاسر من التفكّك وبالتالي حماية المجتمع من كل اشكال الانحراف والجريمة. وللتطرق الى كل ذلك تحدثت «الشروق» الى السيد سامي بلغيث مدير الدفاع الاجتماعي بالادارة العامة للنهوض الاجتماعي على هامش الدورة التدريبية التي نظمتها وزارة الشؤون الاجتماعية على امتداد ثلاثة ايام بالتعاون مع الامانة العامة لجامعة الدول العربية. * لنبدأ اولا بالحديث عن الدورة التدريبية من زاوية الاهداف والانتظارات؟ ـ تخللت الندوة عديد المداخلات وتم تقديم ورقات عمل حول تجارب الدول المشاركة وكان الهدف منها تطوير مهارات العاملين بمجال الدفاع الاجتماعي وتبادل وجهات  النظر على الصعيد العربي. وينتظر  من خلال هذه الندوة ان يتم تطوير برامج الشراكة لإيجاد البدائل ومزيد تشريك هياكل المجتمع المدني والمنظمات. * ماهي برامج وآليات الدفاع الاجتماعي بتونس؟ ـ هناك العديد من البرامج والآليات التي وضعت للنهوض الاجتماعي لاسيما منها برامج الوقاية والادماج الاجتماعي وبرامج رعاية الطفولة الفاقدة للسند وبرنامج العمل الاجتماعي المدرسي وبرنامج العمل الاجتماعي بالوسط المدرسي وبعث مراكز للدفاع والادماج الاجتماعي وآخرها آلية اليقظة الاجتماعية التي أذن رئيس الدولة بوضعها في صلب وزارة الشؤون الاجتماعية. وكانت تونس سبّاقة في وضع خطة للدفاع الاجتماعي منذ سنة 1991 تهدف الى دعم الامن الاجتماعي ووقاية المجتمع من مظاهر التفكك الاسري والانحراف والجريمة التي يمكن ان تفرزها كل التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية المعاصرة وتهدف ايضا الى تنمية وقاية الناشئة من الانقطاع المبكّر عن الدراسة والعناية بالصحة النفسية للاطفال الجانحين والعناية بفئة الطفولة الفاقدة للسند الاجتماعي وتهدف ايضا الى الادماج المهني للتلامذة المغادرين للمدرسة والاطفال المسرّحين من السجون وتنشيط البحوث والدراسات في مجال التعرف على الظواهر التي تؤدي الى الانحراف والاقصاء الاجتماعي وعدم التكيّف حتى نتمكن من استنباط الطرق العلاجية. * ماذا عن تقييم خطة 1991 وماهي نتائج هذه الآليات والبرامج؟ ـ منذ وضع خطة الدفاع الاجتماعي ساهمنا بشكل كبير في الاحاطة والعناية بالفئات الهشّة والتي هي عرضة للتفكك اضافة الى تأطير نسبة كبيرة من المهددين والجانحين خاصة بعد مغادرة مراكز الاصلاح ومساعدة العائلات على احتضانهم من جديد والقطع من العناصر التي ادّت بهم الى الانحراف. وتمكّن ايضا برنامج العمل الاجتماعي المدرسي من تحقيق نتائج ايجابية حيث تمت خلال السنة الماضية معالجة 61 من الوضعيات التي تم اكتشافها وتغطية حوالي 36 من المهددين بالطرد من جميع المؤسسات التربوية. وتعهدت اقسام النهوض الاجتماعي ومراكز الدفاع الاجتماعي ايضا بعدد كبير من الاطفال المهددين بالجنوح. ويسهر المركز النموذجي لملاحظة الاحداث على الاهتمام بالطفولة الجانحة من خلال التعرف على شخصياتهم اضافة الى تقديم برامج تربوية داخل المدرسة وذلك لهدف تقارير شخصية للقضاء لمساعدة القاضي على التعرف على جنوحهم. ويتمكّن الاخصائيون من دراسة شخصية الاطفال واصلاحها ليقع على اثرها تسليم 80 من الحالات الى الألياء. * ماهي طبيعة العلاقة بين القضاء وخلايا الدفاع الاجتماعي؟ ـ يستأنس القضاء التونسي بتقارير الفريق المختص بالنهوض الاجتماعي لأن المقاربة التونسية هي مقاربة الدفاع الاجتماعي التي تغلّب البعد الاجتماعي الوقائي على البعد الزجري. وتعززت هذه المقاربة بإصدار مجلة الطفولة واحداث خطة قاضي الاطفال وقاضي الاسرة اضافة الى البرامج الاجتماعية الأخرى. * برزت بمجتمعنا بعض ظواهر الانحراف والجريمة المؤسسة لظاهرة اطفال الشوارع فهل من متابعة لهذه الظواهر؟ ـ ظاهرة اطفال الشوارع ليست موجودة بتونس رغم انها موجودة ببلدان عربية أخرى نتيجة التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية والانفتاح عن البلدان الاخرى واستعمال وسائل الاتصال الحديثة وكثرة الفضائيات لكن هذا لا يعني اننا يجب ان نغفل عن بعض المظاهر المتمثلة في تناول المخدّرات والسرقة والعنف والجنوح والادمان على الخمر فلا وجود لمجتمع يخلو من هذه الظواهر وسوف نعمل على التصدي لها. * نزيهة بوسعيدي (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 17 نوفمبر 2006)
 


رأى أن شعر النساء «كالورود لا يجب حجبها» وان الحجاب «عودة إلى الوراء» …

مصر: الأزهر و«الإخوان» يُطالبون بإقالة وزير الثقافة

القاهرة – محمد صلاح     وضع وزير الثقافة المصري فاروق حسني نفسه في مواجهة مع الأزهر وجماعة «الإخوان المسلمين»، بعد تصريحات له نشرتها امس صحيفة «المصري اليوم» اعتبر فيها «حجاب المرأة عودة إلى الوراء» وأن النساء «بشعرهن الجميل كالورود التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس». وقدم نائب من «الإخوان» طلب إحاطة عاجلا حول مسؤولية الحكومة عن تصريحات الوزير. وبدأت كتلة «الإخوان» إجراءات للمطالبة بإقالته وتقديمه اعتذاراً عما بدر منه من اهانات لشيخ الأزهر والمفتي وعلماء المسلمين. وقال الناطق باسم كتلة «الإخوان» النائب حمدي حسن لـ»الحياة»: «ينبغي أن يفرق الوزير بين آرائه كمسؤول في الدولة وآرائه الشخصية التي لا تهمنا في شيء على الإطلاق». وشدد على أن تصريحات الوزير «تتصادم مع الدستور الذي ينص على أن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع، مشيراً إلى أنه تقدم بطلب إحاطة كإجراء مبدئي تجاه تلك التصريحات وسيتبعه بإجراءات أخرى ما لم يتراجع حسني عن تصريحاته. وقال الرئيس السابق للجنة الفتوى في الأزهر الشيخ جمال قطب لـ «الحياة» انه «لا ينتظر من فاروق حسني وامثاله إلا العداوة البينة لشرع الله ولا ينتظر منه إلا الخروج عن القيم والدعوة إلى مخالفة الوقار والتقاليد الإسلامية. ومهما قال وفعل فإن المسلمات لا يعبأن بما يقوله ولا يلتفتن له». وأضاف «أن الناس تفهم أن أقوال حسني تصب لمصلحة جهات تعادي الإسلام»، وهجومه على الحجاب «هو خوض في بحر عميق لا قدرة له على الغوص فيه». ومن جانبه هاجم نائب المرشد العام لـ»الإخوان» محمد حبيب تصريحات حسني. وقال:»ان وقوف من لا يعلم (في اشارة الى وزير الثقافة) في موقف العلماء هو أمر مرفوض». واعتبر حبيب أن تصريحات الوزير «جزء من المسلسل الذي يستهدف الإسلام وشرائعه»، متهماً حسني بالسعى إلى فرض قيم المجتمعات الغربية على المجتمع المصري وطمس هويته الإسلامية وهو صورة من صور الارتماء في أحضان الغرب». وكان حسني صرح «بان الدين الآن مرتبط بالمظاهر فقط رغم أن العلاقات الإيمانية بين العبد وربه لا ترتبط بالملابس». ودعا إلى أن تعود مصر كما كانت «وتتوقف عن تقليد العرب الذين كانوا يعتبرون مصر قطعة من أوروبا»، وقال: «نحن عاصرنا أمهاتنا وتربينا وتعلمنا على أيديهن عندما كن يذهبن للجامعات والعمل دون حجاب، فلماذا نعود الآن إلى الوراء». مؤكداً أن وزارته «لا بد أن تكون حائط صد رئيسي أمام هذه الأفكار… نحن لن نتقدم طالما بقينا نفكر في الخلف ونذهب ونستمع إلى فتاوى بـ«ثلاثة مليم». ورغم وجود حملات في وسائل الإعلام المصرية يتبناها أدباء ومثقفون تعارض الحجاب، لكن المسؤولين ينأون بأنفسهم عادة في الخوض فيها أو توجه لوم إلى الحجاب أو علماء الدين تفادياً لرد فعل شعبي قد يصل الى حد الصدام كما حدث مع حسني نفسه عندما سمح بإصدار رواية الكاتب السوري حيدر حيدر «وليمة لاعشاب البحر» على نفقة الوزارة قبل سنوات، فخرجت تظاهرات حاشدة ضده وحدثت ضجة كبيرة في الأوساط الدينية والسياسية وقتها. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 17 نوفمبر 2006)  


غضب وسط علماء الدين حول تصريحاته

فاروق حسني متمسك بموقفه: الحجاب عودة للوراء

القاهرة: طه جبر ومحمد خليل وعبد الستار إبراهيم طالب نواب من الاخوان المسلمين وزير الثقافة المصري فاروق حسني بالاعتذار والاستقالة، بينما انتقده علماء من الأزهر بعد تصريحات له اثارت جدلا اعرب فيها عن رأيه بان الحجاب عودة الى الوراء في مصر. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس تمسك فاروق حسني برأيه في ان الحجاب رجعية وتأخر، قائلا إن هذا القول لا يمثل سوى رأيه الشخصي، وإن طرحه جاء في سياق تصريحات له نقلتها صحيفة المصري اليوم القاهرية أمس. وقال الوزير إن رأيه مبني على وقائع يراها صحيحة، وانه لا يقلقه في ذلك ما قد يحدث من ثورة لنواب الإخوان في البرلمان، مؤكدا أن الدين ليس حكرا على أحد بعينه، كما أنه ليس حكرا على المشتغلين بأمور الدين أنفسهم، بقدر ما يخص الإنسانية بشكل عام، مما يوجب لكل إنسان إبداء رأيه فيه. واضاف حسني: الحجاب موضة قديمة كانت ترتديه السيدات للتفريق بينهن وبين الإماء، مشددا على أنه يدافع عن رأيه بقوة ولا يخشى من يخالفه في الرأي، أو يسعى لإطلاق أحكام عامة بالكفر. وفي أول رد فعل من علماء الأزهر على تصريحات الوزير قال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية: «إن الوزير حسني لا ينبغي له أن يتحدث في علوم الدين». (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 17 نوفمبر 2006)
 

في الذكرى الحادية عشرة لإعلان برشلونة …

الهواجس الأمنية أنست الأوروبيين «التنمية المتضامنة» مع الضفة الجنوبية للمتوسط

رشيد خشانة (*)       في الذكرى الحادية عشرة لإعلان برشلونة تبدو أوروبا أقل حماسة من أي وقت مضى للمشروع الذي يُفترض أنه أرسى المسار الأورومتوسطي في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1995، بمشاركة وزراء خارجية خمسة عشر بلدا من أعضاء الاتحاد الأوروبي (قبل توسعته) إلى جانب اثني عشر بلداً متوسطياً (بينها ثمانية بلدان عربية). ومع تعثر الآمال المعقودة على تنمية التعاون الإقليمي وصولاً إلى إنشاء منطقة أوروبية – متوسطية للتبادل الحر، بسبب تداعيات الصراع العربي – الإسرائيلي، سيطرت الهواجس الأمنية على الأوروبيين وباتت تحتل الرتبة الأولى على أجندتهم. وما من شك بأن تنامي موجات الهجرة غير المشروعة نحو السواحل الأوروبية ساهم في تعزيز المخاوف من دول الضفة الجنوبية، لكن رؤية الأوروبيين أخذت تضيق لتنحصر في بحث القضايا العسكرية والأمنية في إطار مجموعة 5 + 5 التي تشكل جوارهم المباشر والمصدر الرئيس لزعزعة الاستقرار القومي والإقليمي معاً في نظرهم. وفي السنة الماضية لوحظ أن أهم اجتماع عقد بعد إخــــفاق القمة التي استضافتها اسبانيا في الذكرى العاشرة لإعلان برشلونة، هو الذي عقده وزراء الدفاع في البلدان العشرة في الجزائر في كانون الأول (ديســـمبر) لتكثيف التعاون في المجالات الأمنــــــية والعسكرية، بما في ذلك التنسيق في مراقــــــبة السفن التي تعبر المتوسط وإخضاعها للتفـــــتيش عند الاقتضاء، إضافة الى إحكام أمن الطيران لمجابهة مخاطر نقل أسلحة أو أشخاص مشتبه بهم. وكانت البلدان المغاربية الأربعة المشاركة في مسار «الحوار المتوسطي» مع الحلف الأطلسي (المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا) عززت التعاون في هذه المجالات مع القطع البحرية التابعة للحلف والمرابطة في المتوسط. وقبل أقل من شهر كان وزراء داخلية البلدان العشرة ناقشوا في اجتماع مماثل في باريس قضايا متصـــلة بتعزيز التنسيق الأمني. والأرجح أن الفرنسيين والإيطاليين والإسبان باتوا ميالين لاعتبار مسار 5 + 5 أمضى فاعلية من مسار برشلونة، وأكثر قدرة على اتخاذ قرارات عملية تحتاجها أوروبا في هذه المرحلة لتحقيق أجندتها الأمنية خصوصاً في مجالي مكافحة الإرهاب ومحاصرة ينابيع الهجرة غير المشروعة في الضفة الجنوبية للمتوسط وأفريقيا جنوب الصحراء. والظاهر أن لا تعارض بين مساري «الحوار المتوسطي» مع الحلف الأطلسي والتعاون في إطار 5 + 5، لأن الإطارين يخدمان أهدافاً موحدة، إضافة إلى أن جميع البلدان المشاركة عدا ليبيا موجودة في الإطارين في آن معاً. اهتزاز الثقة بالعرب غير أن البلدان الأوروبية تبدو غير واثقة إلا بقواتها الخاصة لحماية القارة من الأخطار التي تعتقد بأنها قد تأتي من الضفة الجنوبية، على رغم اتفاقات التعاون العسكري والأمني الكثيرة مع البلدان المتوسطية. وتُجسد هذه الرؤية التحركات المختلفة التي تقوم بها الوحدات البحرية والجوية التي شكلتها البلدان الأوروبية الجنوبية، خصوصاً في الحوض الغربي للمتوسط، والتي تشمل زيارات دورية تقوم بها قطع حربية تابعة للقوة البحرية المتوسطية «أورومافور» للقواعد العسكرية المغاربية، تُقابلها زيارات مماثلة لقطع تابعة للحلف الأطلسي. وتعتبر وحدات «أورومافور» الذراع البحرية والجوية للقوة التي شكلتها أربعة بلدان متوسطية هي إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال عام 1995 انسجاماً مع مبادئ السياسة الدفاعية التي حددتها البلدان الخمسة عشر الأعضاء في الاتحاد الأوروبي آنذاك، والتي رمت الى تكوين قوة عسكرية أوروبية مستقلة عن حلف شمال الأطلسي. وهي شكلت في الفترة نفسها ذراعاً برية أطلق عليها اسم «أوروفور» (Eurofor ) ووصل تعداد وحداتها إلى 60 ألف جندي في عام 2003. أما مسرح عمليات القوتين فحُدّد في المنطقة المتوسطية لذلك لم يكن غريباً أن يوضع مركز قيادتها في قاعدة فلورنسا الإيطالية كي تكون قريبة من نطاق العمليات المُفترض. وحددت مهمتها بـ «حفظ الأمن والسلام وتنفيذ عمليات إنسانية»، والمُلاحظ أن قادة أركان البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (أي الخمسة عشر) أقروا في أول اجتماع تاريخي لهم في 11 ايار (مايو) 2000 أهداف تلك القوة ونسق عملها ودائرة تحركها، مع إيضاح استقلاليتها من حيث القيادة والتموين والاستخبارات والرقابة عن القوات المسلحة لكل بلد عضو في الاتحاد. هوية عسكرية أوروبية وشرح وزير الدفاع الفرنسي السابق آلان ريشار في كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ الفرنسي في مطلع العام 2000 ضرورة تشكيل قيادة عامة ثالثة إلى جانب قيادة القوات الأطلسية المشتركة وقيادة قوة «أوروكوربس» (Eurocorps) التي شكلتها بلدان الاتحاد الأوروبي مع أعضاء الحلف الأطلسي، مشيراً إلى أن القيادة الجديدة ستجسد الاستقلالية الأوروبية كونها تمثل قيادة جيش متكامل أسوة بالقوتين السالفتين. وتقرر في شباط (فبراير) 2000 تكوين قيادة عامة يتداول عليها دورياً ضباط كبار من البلدان الأربعة. ويعتبر المسؤولون العسكريون الأوروبيون أن هاتين القوتين (أي «أوروفور» و»أورومافور») تعكسان الهوية الدفاعية والأمنية الأوروبية «التي لم تتح لها الأزمات السابقة في المتوسط التعبير عن ذاتها»، في إشارة إلى حربي يوغوسلافيا السابقة والبوسنة. وعلى هذا الأساس ركزت البلدان الأربعة في السنة الماضية التي صادفت الذكرى العاشرة لإعلان برشلونة على التحرك في المتوسط «من أجل المساهمة في خدمة أهداف مسار برشلونة». غير أن التمسك بالهوية الدفاعية الأوروبية لم يكن يعني يوماً النأي عن حلف الأطلسي، فوحدات القوتين تقوم بمناورات مشتركة مع قوات الحلف مرات عدة في السنة وتشاركها في التدريب، انطلاقاً من رغبة الأوروبيين في رفع المستوى القتالي للقوتين وتحسين قدرتهما على جبه الأزمات السياسية والكوارث الطبيعية، واستطراداً جعلهما مستجيبتين لمواصفات وحدات تقوم بأدوار إقلــــيمية. ولوحظ أن البلدان الأربعة المشـــــكلة لـ «أوروفور» و «أورومافور» عبرت عن ارتياحها عندما أبدى الأميركيون والبريطانيون والألمان رضــــاهم عن مســـــتوى القوتين واعتبرت ذلك «تكريساً لصدقيتهما». لكن هذه التقاطعات لا تدل إلى نهاية السباق الأوروبي – الأميركي على النفوذ في المياه الدافئة إن كان في المتوسط أم في أفريقيا. فالأوروبيون يعتبرون الضفة الجنوبية للمتوسط منطقة نفوذ تقليدية لهم ولا يخفون ضــــيقهم من تردد قطع الأسطول الأميركي عليها، فيما تبذل واشــــنطن جهوداً كبيرة لتعزيز التعاون العسكري والأمني مع بلدان المنطقة، خصوصاً في إطار ما درجت على تسميته بـ «الحرب الدولية على الإرهاب». ويجوز القول إنها سجلت نقاطاً على أوروبا في هذا المجال من خلال اتفاقات التعاون العسكري مع كل من تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا، ولا يُســـــتبعد أن تشمل ليبيا في الأمد المنظور بعدما وصل أخيراً طــــيارون ومهندسون ليبيون إلى ولاية واشنطن الأميركية للتدرّب على قيادة جيل جديد من طائرات «بوينغ 737-800». والتعاون يبدأ بالمجالات المدنية ليتوسع إلى الميادين العسكرية. منافسة في أفريقيا وامتدت المنافسة إلى القارة الأفريقية إذ قررت الولايات المتحدة في آخر أيلول (سبتمبر) الماضي تشكيل قيادة عسكرية موحدة لعموم أفريقيا. وغير خفي الدور الحاسم لمصادر الطاقة في هذا السباق الشديد بين أميركا وأوروبا، إضافة إلى الصين في ضوء القمة الأفريقية – الصينية الأخيرة التي كانت «ضربة معلم» من بكين. ومن المتوقع أن تغطي واردات الولايات المتحدة من النفط الأفريقي نحو 30 في المئة من حاجتها إلى الطاقة بحلول عام 2020 مقارنة بـ 15 في المئة حالياً. وتشعر البلدان الأوروبية، خصوصاً فرنسا، بالحاجة نفسها، ولذا باشرت تعزيز وجودها العسكري في القارة مع الحرص على خفض الكلفة بالتقليل من الوحدات البرية والتركيز على القوات المـــجوقلة، مثلما أظهر تقرير نشرته اخيراً جريدة «لوموند» عن القواعد الفرنسية في القارة الأفريقية. لكن الظاهر أن ملف مكافحة الهجرة غير المشــــروعة أفرز تباعداً في مواقف البلدان الأربعة المُشكلة لقوات التدخل السريع «أوروفور» و «أورومافور»، إذ طلبت مدريد وروما من الاتحاد الأوروبي في إلحاح شديد تقديم العون لهما لجبه موجة الهجرة غير الشرعية التي تفاقمت في الصيف الماضي، لكنهــــما لم تلقيا التجاوب الكافي. وأمام استفحال الظاهرة شكلت إسبانيا وإيطاليا وحدات خاصة لمراقبة المياه الإقليمية وإحباط محاولات الهجرة السرية. وأعلن وزير الداخلية الإيطالي جوليانو أماتو في 22 آب (أغسطس) الماضي أن وحدتين مؤلفتين من قضاة وحراس سواحل وشرطة سترابطان في ميناءي أغريجانتي وكاتاني جنوب صقلية. وقامت إسبانيا بتسيير وحدات بحرية لمراقبة سواحل موريتانيا والسنغال بالتعاون مع خفر السواحل في البلدين. مع ذلك يبقى تجمع بلدان الضفة الشمالية للمتوسط، أي إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال، متماسكاً على الصعيدين السياسي والعسكري، وسيظل موحداً على الأرجح، بالنظر الى المخاطر المتوقع أن تأتي من الضفة الجنوبية والتي تتجاوز الهجرة غير المشروعة لتلامس ملفات أكثر التهابا تتطابق مع الملفات الموضوعة على الأجندة الأميركية، وفي مقدمها ما يسمى خطر انتشار الأسلحة غير التقليدية وخطر الإرهاب والجريمة المنظمة. (*) صحافي من أسرة «الحياة» (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 16 نوفمبر 2006)

احتجاج على قناة الجزيرة

بقلم: صالح الأشقر بداية نقدم تهانينا الى قناة الجزيرة بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاقتها المدوية في عالم الاعلام المرئي والمسموع.. هذه القناة التي احدثت بهجة ما بعدها بهجة في نفس المواطن العربي العادي وفي نفس الوقت ازعاجاً ما بعده ازعاج للعديد من الانظمة العربية. العديد من الانظمة العربية رأت في التوجه الاعلامي الجديد لقناة «الجزيرة» شرا ما بعده شر واعتقدت ان هذه القناة تشكل خطرا على سلامتها واستمرارها وكانت تونس الشقيقة اكثر الدول العربية قلقا وحساسية وحرصا على سلامة نظامها من اخطار الجزيرة. وعليه قامت الشقيقة تونس بشن حرب اعلامية ودبلوماسية حادة على الجزيرة وبلغ الامر الى سحب السفير التونسي وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر. وتضامنا مع تونس اضم صوتي المحتج الى صوت وزارة الخارجية التونسية والصحف التونسية واقدم تأييدي الساخن والمتشدد مع تونس وضد قناة «الجزيرة» ومع سحب السفير التونسي من الدوحة احتجاجا على برامج هذه القناة التي قضت وما تزال تقض مضاجع بعض الانظمة العربية الحساسة وتعرض انظمتها الى اخطار فادحة. مشكلة قناة «الجزيرة» انها لم تتفهم بأن الانظمة العربية كلما تقدم بها العمر كلما زادت لديها الحساسية حتى من طنين حشرة اثناء مرورها على رأس نظام عربي.. فما بالنا ببرنامج حوار على قناة «الجزيرة» يشاهده الملايين من العرب وغيرهم ويكتشفون من خلاله الكثير من العاهات والتصدع. وانطلاقا من حرصنا على عدم كشف العاهات نتساءل لماذا يا قناة «الجزيرة» ارتكبت هذا العمل الحساس والخطير ضد الشقيقة تونس ببرنامجك الذي اقام الدنيا ولم يقعدها لدى النظام التونسي واضطررتِ هذا النظام للقيام بحملته الهائلة لاشعال حرب اعلامية ضدك وضد دولة قطر من خلال شحن اتباعه من الاعلاميين في الوسط التونسي. وماذا عملتِ ايتها الجزيرة في النظام التونسي الذي ما تهزه ريح وانت ايتها الجزيرة لم تكتفِ بهز هذا النظام بل «خضيته خضا عنيفا كما يخض اللبن لاستخراج الزبدة». لا أيتها الجزيرة ما كان يجب ان تحدثي هذه «الخضة» في نظام راسخ البينان وعظيم الشأن وتضطريه الى سحب السفير واغلاق السفارة في الدوحة وانت تعلمين ايتها الجزيرة ان هناك مصالح تونسية مهمة في ظل علاقات طيبة بين البلدين الشقيقين. ومن المفارقات حسب المعلومات ان حزبا تونسيا معارضا شن هجوما شديدا على قناة «الجزيرة» وعلى قطر بعد قرار تونس غلق سفارتها في الدوحة لدرجة ان ارسال «الجزيرة» تعرض لبعض الاعطال الفنية من شدة الشهيق والزفير الذي رافق الغضب الجماهيري التونسي ضد الجزيرة وضد دولة قطر. مشكلة قناة «الجزيرة» انها لا تقدر الارتباط الشديد والتحالف الوثيق بين تونس وباريس في الحرب الشاملة ضد الحجاب وعليه اذا اردنا ان نعرف مدى حساسية الحجاب في باريس علينا ان نعرف مدى حساسيته في تونس فهكذا هي الدنيا العربية. وبصراحة كلنا لنا صداقة مع الدول الكبرى ولكن من اجل مصالح استراتيجية مشتركة بعيدة المدى للطرفين وليس لمحاربة الحجاب والمقابلات الصحفية مع بعض المفكرين التي تسببت في قطع علاقات دبلوماسية سوف يكون لها تأثير سلبى على مصالح اقتصادية مهمة ربما يتضرر منها الشعب في البلدين. ما آلمني كعربي تلك الحملة الحادة التي تبنتها وزارة الخارجية التونسية وقالت انها اغلقت سفارتها في الدوحة احتجاجا على ما اسمته حملة مغرضة من قناة «الجزيرة» تستهدف الاساءة لتونس بعد ان بثت تصريحات للمعارض التونسي المنصف المرزوقي ودعا فيها الى المقاومة السلمية لنيل الحقوق والديمقراطية في بلاده تونس. هذا المعارض التونسي المفكر والمسالم لم يدع الشعب التونسي الى هدم النظام على رؤوس اتباعه ولكنه دعا الى اسلوب حضاري لرفع مكانة بلاده هو المطالبة السلمية بالحقوق الديمقراطية في بلاده وذلك حق مشروع لاي مواطن وفي اي وطن. واللافت ان اعداء برامج الجزيرة اهتدوا مؤخرا الى ابتكار متطور للحملات الاعلامية العربية المضادة نود ان ننبه الى ان هذا الابتكار يستند الى تحالف خفي عربي عربي وعلى مختلف المستويات مهامه الرئيسية الشتم بالوكالة وبأسعار مغرية.. بمعنى اذا كان (ت) يريد ان يشتم (ج) ما على (ت) الا ان يقدم مبلغا مجزيا لمثل هذه المهمة الممقوتة. (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 3 نوفمبر 2006)

القرضاوي ورد الاعتبار لدور المثقف الديني

منتصر حمادة (*) رسالة قوية وجهها أحمد الريسوني الي مؤسسة العلماء الرسميين بمغرب ما بعد تفجيرات الدار البيضاء سيئة الذكر. ـ أحمد الريسوني هذا هو القيادي السابق لحركة التوحيد والاصلاح (حركة اسلامية مغربية محسوبة علي الصف المعتدل، مُعترف بها رسميا، وتجسد اليوم قاعدة حزب العدالة والتنمية ، حتي أن العديد من أعضاء الحركة منتمون للحزب، كما أن الريسوني يعتبر القيادي الاسلامي الحركي الأول الذي ألقي درسا حسنيا ضمن سلسلة الدروس الرمضانية التي تلقي أمام ملك البلاد). ـ أما الحديث عن مغرب ما بعد تفجيرات الدار البيضاء، فمرده التطورات الدينية التي يشهدها المغرب مع ما يُصطَلح عليه بـ اعادة هيكلة الحقل الديني ، والتي أفرزت مثلا ادماج العديد من الفاعلين الدينيين المحسوبين علي الحركات الاسلامية في المؤسسات الرسمية، وأفرزت أيضا انكماشا لأدوار العديد من العلماء الذين ارتأوا الاعتزال وطبق الصمت واتقاء فتنة الحرمان من المناصب والامتيازات، لولا أن ذات المبادرة كَرَّسَت علي الخصوص الصورة الباهتة للعلماء المؤسسة لدي الرأي العام، بالصيغة التي تجسدت وتتجسد في العديد من الأمثلة والمبادرات. لنتوقف مع الدروس الواردة في حوار أجرته يومية المساء المغربية مع أحمد الريسوني، تطرق فيه لمواضيع عدة، منها وضعه النقاط علي الحروف بخصوص طبيعة العلاقة بين حركة التوحيد والاصلاح وحزب العدالة والتنمية ، والتي لخصها في عبارة دقيقة ( وطبعا ـ كذا ـ فعلاقتنا كمشروع اسلامي مع حزب العدالة والتنمية هي علاقة حميمية واستراتيجية ومصيرية ولا تحتمل التهرب ولا القطيعة )، ومنها أيضا رأيه بخصوص الضجة التي تسببت فيها فتوي للشيخ يوسف القرضاوي، والتي أجازت للمغاربة الاقتراض من البنوك من أجل اقتناء السكن، مُلاحِظا في هذا الصدد أن أحد أكبر علماء الأمة شيعه البعض بالنباح، بعض الصحافيين وبعض الساقطين، وهذه هي الاهانة الحقيقية للمغرب. والذين تحدثوا باسم العلماء ـ والعلماء براء منهم ـ هم أيضا أهانوا المغرب وأهانوا سمعة المغرب، فما حصل ليس من أخلاق المغرب ولا من أخلاق علماء المغرب، وأنا علي يقين أن ما صدر باسم هيئة علمية في المغرب ليس فيه لا رائحة العلم، ولا رائحة العلماء، انما فيه روائح أخري . (يومية المساء . العدد 37. 1/11/2006) ـ ولنبدأ أولا بالعلاقة الملتبسة عند البعض، والبديهية، عند البعض الآخر، تلك التي تميز الثنائي حركة التوحيد والاصلاح ، وحزب العدالة والتنمية . لنا أن نتصور طبيعة ردود أبناء الحركة والحزب في آن (والعديد من هؤلاء اليوم هم قياديون في الحركة والحزب، بل ان البعض منهم قيادي في الحركة والحزب والنقابة الاسلامية وجريدة التجديد الناطقة باسم التيارين..) لو أن نفس التصريح صدر عن أحد الأقلام المصنفة في خانة العداء للاسلاميين (ونقصد بها، من منظور اسلامي حركي بالطبع، كل اعلامي أو كاتب أو باحث.. ينتقد رؤي واجتهادات الاسلاميين)، أو جاءت علي لسان مسؤول سياسي محسوب علي احدي الأحزاب السياسية المنافسة للحزب الاسلامي. لولا أن التصريح هذه المرة صادر عن أحد أبرز رموز الحركة علي الاطلاق، حتي أن الرئيس الحالي، وهو للمفارقة أقل مكانة في التكوين العلمي مقارنة مع الريسوني لا يحظي بالشعبية التي لا زال يحظي بها الرئيس السابق. طبيعة العلاقة الحميمية بين الحركة والحزب معلومة ومُسَلَّمٌ بها من قبل قيادات وقواعد الحركة والحزب معا، بل انه مُسَلَّمٌ بها أيضا من قبل العارفين بأوضاع الحزب ومنهم طبعا الأجهزة الأمنية وصناع القرار السياسي في البلاط الملكي، ولو أن تصريحات العديد من قيادات العدالة والتنمية تصب في انكار حميمية هذه العلاقة، وهم يعلمون جيدا أنهم يغالطون المتلقي، ولكنهم لا يغالطون من يهمهم الأمر (الأجـــهزة الأمنية وصناع القرار السياسي)، تماما كما يـــــعلم هؤلاء أن تلك التصريحات تندرج في باب الازدواجية، لعلمـــهم اليقيني بأن هــــذه الازدواجية تخدم المصالح الاستراتيجية للحـــركة والحزب في آن. المسألة تُشبِه اتفاقا ضمنيا بين الطرفين (الحركات الاسلامية مُمَثلة في التوحيد والاصلاح و العدالة والتنمية من جهة والسلطة من جهة ثانية) علي احترام قواعد اللعبة، وقد أثبت الاسلاميون حتي الآن علي الأقل، قابلية لتقديم تنازلات كلما تطلب الأمر ذلك، وكما تم ذلك في العديد من الحالات. يعلمون جيدا أن الرأسمال الرمزي الأكبر الذي يميزهم عن باقي الأحزاب السياسية هو ما يصطلح عليه بـ المرجعية الاسلامية ، أو تأسيس القول السياسي علي الخطاب الأخلاقي، وبالتالي، فهم متيقنون بأن ما قد نصطلح عليه بـ نهاية الحزب الاسلامي رهينة بالفصل بين الدعوي والسياسي أو التخلي عن الخطاب الدعوي أو الوعظي أو الأخلاقي (بصرف النظر عما ان كانت ممارسات العديد من الاسلاميين تتعارض مع القول الأخلاقي أو الوعظي). ما يُحسَبُ للريسوني أنه كشف للقاصي والداني هذه المسلمة، ولا يهم تعقيب الاسلاميين المعنيين، كأن ينفوا ثنايا هذا الاعتراف أو التنكر له. ـ نأتي للنقطة الثانية، وتتعلق بالتعقيب علي الأصداء التي خلفتها فتوي الشيخ يوسف القرضاوي. نتذكر جيدا ثنايا البيان الذي أصدره المجلس العلمي الأعلي بالمغرب، والمؤرخ في يوم السبت 23 أيلول (سبتمبر) 2006، حيث تَمَّ وصْفُ فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وهو أحد أبرز العلماء المسلمين المعاصرين، ان لم يكن أبرزهم علي الاطلاق، بأنه مغرور ومتنطع (كذا)، كما نتذكر نشر العديد من الاعلاميين والباحثين مقالات رأي ومتابعات صَبَّ أغلبها في نقض أو شتم الرجل/الشيخ (كما نقرأ علي الخصوص في المقالات التي صدرت في يومية الأحداث المغربية و الاتحاد الاشتراكي )، ويكاد يكون الاستثناء في مقالات السب والشتم، ما حرره الباحث يحيي اليحياوي في هذا المنبر بالذات، والذي لم يتشغل أساسا علي التنويه بالقرضاوي أو نقده، بقدر ما ركز علي توجيه بعض الرسائل الي علماء المؤسسة، هذا ان كانوا فعلا يستحقون علماء. ( القدس العربي ـ عدد 6/11/2006). أما اليومية الاسلامية التي فجرت الضجة، ونتحدث عن يومية التجديد ، فقد اكتفت بنشر بعض الردود الفقهية علي نص الفتوي، ومنها اجتهاد للشيخ محمد الروكي، وتعقيب لأحمد الريسوني، اضافة طبعا الي نشر النص الكامل لرد المجلس العلمي الأعلي . ويمكننا اضافة رد للشيخ عبد الباري الزمزمي، دافع فيه عن موقف القرضاوي، بالصيغة الواردة في يومية النهار المغربية . وبَدَهِي ـ وهذا ما يبعث علي الخجل حقا، أو الشفقة بتعبير اليحياوي في مقاله بـ القدس العربي ـ أن موقف الشارع المغربي من رد المجلس العلمي الأعلي لم يخرج عن السخرية والتهكم، علي غرار السخرية من بيان نفس الهيئة ردا علي تداعيات الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية سيئة الذكر. (جاء البيان متأخرا عن ردود فعل أغلب علماء الأمة، ناهيك عن ردود اسلاميي الوطن العربي والعالم الاسلامي، أما ثنايا الرد، فكانت مريبة للغاية، بحيث بدا كما لو أنه يعقب علي قضية تهم احدي جزر المحيط الهندي، حتي أنه لم يتوقف لا من قريب ولا من بعيد عند اسم الدولة أو اسم الصحيفة التي نشرت الرسوم اياها). امتدت نفس السخرية من رد المجلس العلمي الأعلي علي الشيخ القرضاوي الي أروقة وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، وهي للمفارقة، المعنية أولا بما يُسَمَّي اعادة هيكلة الحقل الديني ، والمعنية علي الخصوص بالاشراف علي تحرير نص بيان المجلس العلمي الأعلي ـ الذي لم يكن مُتَشَبِّعا بـ رائحة العلم، ولا رائحة العلماء، وانما فيه روائح أخري بتعبير الريسوني ـ ولكننا كما هو متوقع، لم ولن نطلع علي اجتهاد أو مقال رأي لأحد أقلام الوزارة ينتقد فيه بيان هيئة العلماء، ليس بالضرورة دفاعا عن الشيخ يوسف القرضاوي، ولكن للمطالبة علي الأقل باحترام مكانة العلماء، وعلي أحقية تفادي السقوط في تمرير مثل هذه الردود التي تبعد الناس أكثر عما يصدر عن علماء المؤسسة، وهم أصلا لا يحظون بالاحترام المرجو من طرف الشارع أو الرأي العام. كان علينا انتظار ردود كل من عبد الباري الزمزمي وأحمد الريسوني، حتي نقرأ نقدا صريحا ومسؤولا تجاه مؤسسة العلماء، والنقد هذه المرة، وان كان محسوبا بشكل أو بآخر علي فقهاء اسلاميين أو مقربين من حركات وأحزاب اسلامية، الا أنه يصيب في العمق الهدف الأسمي اللصيق بمهمة العلماء والفقهاء، والتي لا تخرج عن النطق بالحق، في وجه الكل، وعلي قدر المستطاع طبعا، خاصة في هذا الزمن الموحش علي اعتبار أن عدم احترام الخطوط الحمراء في الأزمنة الغابرة، كما قرأنا في كتب التأريخ الاسلامي، كان طريقا مباشرا نحو قطع الرؤوس والسجن والاعتقال والتعذيب. للشيخ يوسف القرضاوي كل التقدير، لأن فتواه الأخيرة تسببت في الضغط علي علماء وفقهاء المغرب لأن يعلنوا صراحة عن مواقفهم واجتهاداتهم تجاه قضية جزئية وعابرة، ولكنها تقف وراء تقييم طبيعة هذه المواقف والاجتهادات، وهو تقييم يُخَوِّل للمتتبع أخذ نظرة علي دور العالِم في مغرب ما بعد تفجيرات الدار البيضاء. أهمية ردود الزمزمي والريسوني ـ وان لم نكن من المريدين الفكرانيين (الايديولوجيين) لهذين الشيخين، ولا يشرفنا ذلك بالمناسبة ـ تكمن في رد الاعتبار لمسؤولية العالِم/الفقيه، بصفته مثقفا دينيا مُطالبا بالوقوف الي جانب المعذبين في الأراضي العربية والاسلامية ، بتعبير فرانز فانون هذه المرة. (*) كاتب من المغرب (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 نوفمبر 2006)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

23 mars 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3591 du 23.03.2010  archives :www.tunisnews.net  Comité national de soutien aux populations du bassin

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.