فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS 10ème année, N°3913 du 08.02.2011
archives : www.tunisnews.net
ينفذ المساجين السياسيون السابقون يوم الخميس 10 فيفري 2011 تجمعا أمام وزارة العدل
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:ادارة أمن الدولة ….. مسؤولة عن اختفاء طارق بن حمادي
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين:بيان
المصد التونسي:القيروان … شبان يخيمون امام الولاية منذ يوم امس من اجل طرد كل المسؤولين الفاسدين من الولاية
فـــريانة الــوردة للتـنمية والبـــــــــيئة:نــــــــداء
التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات:بيــــــان
كلمة:تحويرات منتظرة في السلك الديبلوماسي
كلمة:وفد الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان يعبر عن انشغاله لأعمال العنف
كلمة:تواصل الاحتجاجات في عدد من مدن البلاد
المرصد التونسي:الشابة … عاملات النسيج في اعتصام امام القباضة رفضا لاقتطاع نسبة من اجورهم
الجزيرة نت:أوروبا تدرس مساعدات في المدى القصير اقتصاد تونس خسر 3.5 مليارات دولار
الجزيرة نت:لعدم تعاطفه مع الثورة مطالب باستقالة وزير خارجية تونس
أ ف ب:الحكومة التونسية تتقدم على طريق الديموقراطية والجيش يستدعي احتياطه لضبط وضع امني هش
الصباح:بعد 91 سنة على انبعاثه.. على ماذا اعتمد وزير الداخلية لتجميد نشاط التجمع؟
الصباح:قال إن لجنة تقصي الفساد وصلها ألف ملف… عبد الفتاح عمر للصباح:ملفات خطيرة وأموال وعقارات ضخمة لمقربي الرئيس المخلوع بدأنا في دراستها
أ ف ب:خسائر الاقتصاد التونسي خلال ثورة الياسمين تقارب 3,52 مليار دولار
منير حداد:الدرس التونسي من منظور اقتصادي
الصباح:وقائع موثقة لصنوف من التعذيب والاعتداءات
صالح شكري:نماذج من المثقفين المتزلفين الراكبين على الأحداث
الناصر الهاني:بين التخويل والتخوين واتونساه – والغتاه – هؤلاء كانوا لسان حال تونس
عبدالباقي خليفة:دروس من الثورتين التونسية والمصرية
حمادي الغربي:ضمانات الحكومة التونسية المؤقتة…؟
فتحي خزندار:رجــــــولـــــــة 3
أبوجعفرالعويني:الذكرى الثالثة لحرب الفرقان
د. صلاح عودة الله:الأردن..ما بين شبيلات والبخيت!
غارديان:خنفر: الجزيرة تساعد في كسر الصمت
الجزيرة نت:تونس ومصر.. زواج الحزب والدولة
رويترز:نظام مبارك يترنح لكنه لم يسقط
الجزيرة نت:رفض حقوقي بألمانيا لعلاج مبارك
عبد الباري عطوان:سيناريوهات الرحيل الوشيك
عباس عروة :اعتصامات مليونية.. ماذا بعد؟
الجزيرة نت:أشار لإمكانية تعديل نظام السلطة الشعبية القذافي يحاور حقوقيين ونشطاء ليبيين
جمعية الحقوق للجميع: إلغاء زيارة بوش لجنيف لن توقف ملاحقته
عواودةوديع: خبراء: الوقت ليس في صالح إسرائيل
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس نوفمبر 2010
ينفذ المساجين السياسيون السابقون يوم الخميس 10 فيفري 2011 تجمعا أمام وزارة العدل
ينفذ المساجين السياسيون السابقون يوم الخميس 10 فيفري 2011 تجمعا أمام وزارة العدل بشارع باب بنات للمطالبة بإعادة إدماجهم في سالف وظائفهم وتعويضهم على الأضرار التي لحقتهم نتيجة سنوات السجن والاعتقال والتعذيب وسوء المعاملة والمنع من السفر والشغل بعد خروجهم من السجن. مراسلة خاصة
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس تونس في 8 فيفري 2011
ادارة أمن الدولة ….. مسؤولة عن اختفاء طارق بن حمادي
تلقت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين اعلاما من عائلة الشاب طارق بن خميس بن صالح بن حمادي ( من مواليد 22/11/1987 ) يفيد بأن ابنهم المذكور أوقف من طرف أعوان أمن بالزي المدني يوم الأربعاء 12 جانفي 2011 و ذلك بمناسبة الثورة التي عاشتها البلاد ، و قد اتصلت والدته بتاريخ 13/01/2011 بمصالح وزارة الداخلية فوقع اعلامها أن ابنها موقوف لديهم بسبب مشاركته في الأحداث الأخيرة ، و منذ ذلك التاريخ لم تعد العائلة تعرف شيئا عن ابنها اذ لم يقع الافراج عنه بعد سقوط نظام بن علي مع بقية الموقوفين كما لم تقع احالته على المحكمة لحد اليوم كما أصبحت مصالح أمن الدولة مؤخرا تنفي وجود طارق بن حمادي لديها ، و قد قامت العائلة برفع شكاية الى وكالة الجمهورية بتونس ضد وزير الداخلية من أجل اختطاف شخص و حجزه دون اذن قانوني ( شكاية عدد 2011/7004402) . و جدير بالذكر أن الشاب طارق بن حمادي يزاول دراسته بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم الاعلامية بمنوبة ، و سبق له أن تعرض للايقاف خلال شهر ماي 2009 في اطار محاربة النظام البائد لمظاهر التدين و أحيل على الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس التي قضت بسجنه مدة ثلاثة أشهر مع اسعافه بتأجيل التنفيذ و ذلك من أجل عقد اجتماع غير مرخص فيه . و الجمعية اذ تعبر عن تضامنها المطلق مع عائلة الشاب طارق بن حمادي ، فانها تحمل السلطة المسؤولية الكاملة عن سلامته الجسدية و تدعو الى الافراج عنه فورا دون أي قيد أو شرط عن الجمعية الكاتب العام الأستاذ سمير بن عمر
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 02 ربيع الأول 1432 الموافق ل 07 فيفري 2011
أخبار الحريات في تونس
1) اعتقال المهجر العائد محمد أمين حوتة: اعتقل أعوان البوليس السياسي صباح اليوم الاثنين 7 فيفري 2011 المهجر السيد محمد أمين حوتة (محاكم في إطار قضية حركة النهضة) العائد من الخرطوم على متن طائرة تابعة للخطوط التركية، وبمجرد وصوله للمطار حوالي منتصف النهار تم اعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة. وقد حاول السيدان حمزة حمزة وعمر القرايدي عضوي المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف الاستفسار عنه لدى شرطة المطار أين أخبرهما المسؤول هناك أنه تم تسليم السيد محمد أمين حوتة إلى إدارة الحدود بنهج 18 جانفي بالعاصمة، وبالسؤال عنه في هذه الإدارة تم إعلامهما بأنه في »الحمام » أي في إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية. وقد أعلمنا والده بأن الشرطة قد اتصلت به وأعلمته بأن ابنه سيتم عرضه غدا على المحكمة للنظر في قضيته. 2)مضايقة المهجر منصف العماري عند عودته إلى تونس: تعرض المهجر العائد إلى تونس منصف العماري شقيق الناشط السياسي والنقابي أحمد العماري عند عودته نهار اليوم الاثنين 7 فيفري 2011 بمطار تونس قرطاج إلى المضايقة من قبل أعوان البوليس السياسي الذين عمدوا إلى مصادرة جواز سفره لو لا تمسك شقيقه بحق أخيه في السفر والعودة إلى أعماله في الخارج. 3)الشرطة تعتدي على نصر الدين بن حمودة عند حضوره لديهم لرفع شكوى: تعرض الشاب نصر الدين بن حمودة مساء يوم السبت 5 فيفري 2011 إلى الاعتداء بالعنف اللفظي والمادي من قبل عونالشرطة المدعو »علي » الذي يعمل بمنطقة القرجاني، وذلك عندما حضر الشاب مساء بالمنطقة المذكورة للإبلاغ عن تعرضه للسلب باستعمال العنف وتحت التهديد بالسلاح من قبل مجموعة من المنحرفين الذين اقتحموا عربة المترو واستولوا على حاسوبه وهاتفه الجوال وأوسعوه ضربا قبل أن يلوذوا بالفرار.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين بيان
على اثر التضييقات التي تعرض لها بعض المهجرين العائدين أخيرا إلى تونس في بعض مطارات البلاد وأساسا مطاري جربة/جرجيس وتونس/قرطاج من طرف أعوان شرطة الحدود، والتي تمثلت في تعطيلهم لبعض الوقت والتلكؤ في السماح لهم بدخول البلاد متعللين بعدم صدور قانون العفو التشريعي العام بعد، وبوجود تعليمات تفرض على العائدين التقدم فوريا بإجراءات إسقاط الأحكام القضائية السابقة، وصولا إلى الاعتداء اللفظي على بعضهم في حالات معدودة، فإن المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين: 1ـ تعبر عن استنكارها الشديد لهذه السلوكيات الهجينة التي تعكس تواصلا للممارسات التعسفية للعهد البائد، وتجاهلا للوضع الجديد الذي أنتجته ثورة شعبنا المباركة. 2ـ تطالب بمحاسبة كل مسؤول أمني يتجاوز صلاحياته ويسيء معاملة المواطنين العائدين إلى أرض الوطن، 3ـ تحمل الحكومة المؤقتة مسؤولية أي سوء معاملة أو خرق قانوني تجاه المهجرين العائدين باعتبار عدم إصدارها تعليمات واضحة لتسهيل عودة كل المنفيين المقدر عددهم بالآلاف إلى ربوع البلاد، وحسن استقبالهم، 4ـ تدعو كل العائدين لرفض استلام أي استدعاءات أمنية وعدم الموافقة على أي مطالبة بالقيام بإجراءات الاعتراض على الأحكام الظالمة المرتبطة بالدكتاتورية المندحرة. 5 ـ تعتبر أن مواكب الاستقبال الشعبية التي امتلأت بها كل المطارات التونسية ولا تزال منذ تحقق الثورة المباركة، والأجواء الاحتفالية التي غمرت البلاد من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها احتفاء بعودة المهجرين بعد طول غياب، لهي مؤشرات على المكانة الكبيرة التي يحتفظ بها كل التونسيين لأخواتهم وإخوتهم الذين هُجّروا من البلاد ظلما وعدوانا، وعلى فرحة كل الوطن بعودة أبنائه. عماد الدائمي عن المكتب التنفيذي باريس في 07 فيفري 2011
القيروان … شبان يخيمون امام الولاية منذ يوم امس من اجل طرد كل المسؤولين الفاسدين من الولاية
يواصل مجموعة من الشباب يقارب عددهم العشرين منذ يوم امس الاثنين 07 /02 / 2011 اعتصامهم امام مقر ولاية القيروان للمطالبة برد الاعتبار والكرامة لهم بعد اعتصامهم في ساحة القصبة علما انهم ساهموا يوم امس في الحركة الاحتجاجية لطرد الوالي الجديد ويواصلون اليوم اعتصامهم للمطالبة بتعيين والي جديد اصيل القيروان حتى يعرف اكثر مشاكل الجهة وحاجيتها كما يطالبون باقالة كل المسؤولين الفاسدين في الولاية وقد اعلمنا احد المشاركين في الاعتصام ان الشرطة السياسية كانت موجودة اليوم قرب اعتصامهم كما ان مجموعة من مثيري الشغب حاولت هذا المساء الاقتراب منهم وتهديدهم لكن بفضل تدخل الجيش لم يقع اي احتكاك معهم لمزيد التفاصيل حول الاعتصام يمكن التواصل مع الشاب نزار العوني 22251542 — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
فـــريانة الــوردة للتـنمية والبـــــــــيئة Feriana La rose developpement et environnement Tel : 92140203 هاتفEmail :feryanalwarda@gmail.comإيمايل : Fax :77442465فاكس: نــــــــداء
إن الناظر في شؤون ولاية القصرين عموما وفريانة الوردة خصوصا اليوم يرى أن الوضع فيها لا يوحي باسقرار قريب وأكبر مساهم في هذه الحالة هي الحكومة المؤقتة التي اعتمدت منهج المسكنات قصد التمريرات الخطيرة إن الطلبات الشعبية اليوم وكل يوم وفي كامل تراب الجمهورية صدحت بها فريانة الوردة منذ سنين وما أحداث الحوض المنجمي إلا صدى لنداءات نادت بها هذه الربوع ، وما أحداث 02 جوان وما بعده إلا دليل ساطع على صحة ما نقول، والخطر كل الخطر أن نتجاهل هذه النداءات التي أبحت الحناجر وأحرقت الأجسام وأضرمت نار الثورة في نفوس شعبنا الأبي تتلخص الطلبات في محورين اثنين فقط الكرامة والخبز والكل هنا مجمع على أن الكرامة تبدأ في أن لا يحكم الشعب خسيس، وبما أن من هذا المجتمع من طبع بالخسة والصلف وقلة الحياء.وهم من تراوغ الحكومة الحالية قصد تنصيبهم في المناصب المحورية في البلاد، فالإستقرار مستبعد إلا إذا كان قسريا مهددا بالإنفجار في أي لحظة وهو ما لا يمكن أن يتقدم بتونس قيد أنملة. وإذ نقول هذا فإننا نتساءل لماذا تلح الحكومة المؤقتة على تكريس فكرة حكم الخسيس؟ ألا يوجد في ولاية القصرين وجوه يمكنها تسيير ولاية أو معتمدية أو إدارة جهوية أو مصلحة لا ينتمون إلى حزب معين ولم ينتموا إليه؟ هؤلاء ارتقوا في سلمهم المهني والإداري لأنهم تجمعيون فقط . أما من جوانب المهنة والإدارة فهم أفرغ مما يتصور الكل ولئن ادعت الحكومة المؤقتة أنها لا تعرف هؤلاء أجبناها أن في خزائن حسن الإجري بمقر الولاية قائمات بهؤلاء على أنهم من يجب تحطيمهم وتجويعهم بقصد التركيع والإجبار على الصمت على جرائمه وجرائم عبيده. وإن رأت هذه الحكومة أن تعينها فعاليات المجتمع المدني الفعلي على معرفتهم فلها ذلك … لذا وحفظا لكرامة المواطن في هذه الربوع ، تلك الكرامة التي سال من أجلها دمه نلتمس أن تنظر هذه الحكومة المؤقتة في ما يلي : 1 ـ إطلاق سراح المساجين السياسيين أصيلي هذه الربوع فورا. فورا… ونذكر منهم ذكرا لا حصرا نابغة الجامعة التونسية إحسان العلواني المقيم بسجن الكاف بتهمة الإنتماء حتى يتمكن من مواصلة دراسته. 2 ـ تطهير كل المصالح الجهوية من القائمين عليها فورا وتعيين وجوه عرفوا باستقامتهم وعدم انتمائهم للحزب الحاكم وهم كثر . 3 ـ التفاوض الجدي عبر الأخيرين للنظر في المشاغل الحقيقية لمتساكني هذه الربوع . 4 ـ منع كل المتداولة أسماؤهم بتهم الضلوع في الفساد بجميع أنواعه من دخول مراكز عملهم أو أنشطتهم أو استخدام عبيدهم لغاية بث الفوضى وعلى رأسهم الوالي وكل المعتمدين والمديرين الجهويين ورؤساء المصالح و رؤساء الجمعيات المحلية والجهوية وفروع المنظمات « اللاوطنية » ومنه يمكن الإنطلاق في الإصلاح الإنمائي بالمنطقة قصد توفير لقمة العيش الكريم لأهالينا . ورغم قلة ذات اليد لدى الحكومة المؤقتة وهذا يعيه كل مواطن هنا فبإمكانها بمجرد وضع الأصبع على موضع الداء والشروع الفعلي أن تجعل المواطنين بكل استثناء ينتظرون نصيبهم من ثمار ثورتهم فالجدية حسب فهمنا البسيط تبدأ 1 ـ بوضع اليد على الممتلكات المشبوهة التي كان مأتاها لأصحابها مصدره استغلال النفوذ والسرقة وهي كلها معلومة ويكفي السؤال عنها 2 ـ الشروع الفعلي في بعث المشاريع التنموية البسيطة التي كان والي القصرين ومعتمد فريانة وعبيدهم من أعضاء المجلس الجهوي والمجالس المحلية للتنمية المشبوهة يعترضون عليها لأنها مقترحة من طرف أناس لا يسايرون التيار التجمعي الفاسد رغم ما تحمل هذه المشاريع في طياتها من فوائد اجتماعية واقتصادية وحتى ثقافية 3 ـ إبداء روح المصالحة مع هذا الشعب الفلاح بالأساس وذلك بإظهار حسن النية إزاء مجهوداته التي تذهب هباء لقسوة التاريخ والجغرافيا والسياسة عليه إذن المسؤولية تحتم عليكم سادتي النظر لمدة يومين فقط في ما يطرح تحت أنظاركم و يمكن أن تعيدوا به الهدوء الفعلي لهذه الربوع والســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
عن الهيأة النـــــــــاطق الرســـــــــــــــــــمي أحمد الهرماسي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بيــــــان تونس في 7 فيفري 2011
تابع التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بانشغال كبير الأحداث الدامية التي جدّت بأنحاء مختلفة من البلاد مساء السبت ويوم الأحد 5 و6، وخاصّة المواجهات العنيفة التي حصلت في ولايات الكاف وقبلي وسيدي بوزيد، واعتبارا لخطورة هذه الأحداث وما انجرّ عنها فإنّ التكتّل الديمقراطي : 1 – يعبّر عن إدانته الشديدة لهذا الانفلات الأمني الجديد وغضبه الكبير لسقوط شهداء عديدين آخرين وعشرات الجرحى برصاص قوات الأمن ردّا على احتجاجات المواطنين. 2 – يعتبر أنّه كان من الممكن تفادي حصول أحداث بمثل هذه الخطورة وبمثل هذه الحصيلة المروّعة من الشهداء في يومين لو تعاملت الحكومة المؤقتة بيقظة أكبر وحزم أرقى مع الأوضاع السائدة وإزاء فلول النظام البائد المتربصة بالثورة وبشبابها. 3 – يحمِّل الحكومة المؤقتة مسؤوليةً في حصول هذا الانفلات الأمني بإقدامها على تسمية ولاة جدد في البلاد سرعان ما تبيّن للمواطنين وللرأي العامّ أنّ 19 منهم من بين 24 كانوا من الخطوط التجمعيّة الثانية، وهو ما أجّج استنكار المواطنين وغضبهم، وخاصّة في الجهات الداخلية التي استشهد أبناؤنا بالعشرات في ثورة الكرامة والحرّية المجيدة برصاص قوّات الأمن. 4 – يطالب بفتح التحقيقات فوريّا لتحديد المسؤوليّات فيما حدث وإماطة اللثام عن الخيوط التي مازالت تربط بين بعض فلول التجمّع الدستوري الديمقراطي قبل وبعد تجميد نشاطه وفلول أجهزة الأمن التي ما زالت تعمل لصالح النظام البائد، وهي فلول تعمل جاهدة من كلا الجانبين على مزيد إرباك الحياة في بلادنا وزرع الخوف والتوتّر من أجل إجهاض الثورة. عن المكتب السياسي الأمين العام د.مصطفى بن جعفر
تحويرات منتظرة في السلك الديبلوماسي
حرر من قبل التحرير في الأثنين, 07. فيفري 2011 علمنا انه من المنتظر أن تعلن حركة واسعة على رأس سفاراتنا بالخارج في الأيام القليلة القادمة بعد ان قررت الدوائر المسؤولة تنحية الدبلوماسيين الذين كانوا على علاقة بملفات فساد أو تحملوا مسؤوليات حزبية ضمن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي. ومن المنتظر أن تشمل الحركة السفراء الأتي ذكرهم:عبد الرحمان كريم ،كوريا الجنوبية، الحبيب عاشور ايطاليا، الصادق القربي المغرب، المنجي البدوي مصر، رؤوف النجار فرنسا،حورية عبد الخالق الهند،اليفة فاروق ألمانيا، رفيقة الباوندي سويسرا، عباس محسن هولندا، الناصر قرط بامامكو، سعيد ناصر رمضان السودان، الحاج القلاعي تركيا، على الشاوش النمسا، سمير عبد الله لبنان، عبد الرحمان الحاج علي مالطا، شكيب الذوادي فلسطين، شكري الهرماسي السينغال، كمال الحاج ساسي تشيكيا. كما من المنتظر أن تشمل الحركة القناصل الاتية ذكرهم كمال بن حسن دبي ، حاتم الاندلسي قرونوبل، فيصل بن مصطفى روما، احمد النداري تبسة، رفيق بن مسعود عنابة،محمد المحرزي نيس، فتحي بن بدة جدة، مختار البلطاجي مرسيليا، ثامر سعد باريس احمد البوسليمي طرابلس. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 فيفري 2011)
وفد الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان يعبر عن انشغاله لأعمال العنف
حرر من قبل التحرير في الأثنين, 07. فيفري 2011 عقد وفد الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان الذي قدم إلى تونس يوم السبت الماضي عددا من اللقاءات مع ممثلي الأحزاب السياسية و المنظمات الحقوقية، كما عقد يوم الاثنين 7 فيفري لقاء مع الوزير الأول في الحكومة المؤقتة. وقد عبر الوفد عن تضامن الفيدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان مع جميع من ناضلوا من اجل تحقيق الحريات في تونس مرحبا بالخطوات العملاقة التي سجلت لاحترام حقوق الإنسان مثل انضمام تونس إلى جملة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمناهضة التعذيب و حماية الأشخاص من حالات الاختفاء القسري ورفع التحفظات على البروتوكول الاختياري الثاني المتعلق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية و إلغاء عقوبة الإعدام. كما عبر الرئيس الشرفي للفيدرالية بعد لقاء الوزير الأول عن انشغال الوفد لأعمال العنف التي شهدتها بعض الجهات إضافة إلى تأكيده على ضرورة احترام استقلالية القضاء مؤكدا على ضرورة إسناد المناصب الأساسية للقضاة المستقلين ليتمكنوا من مقاضاة المتورطين في الفساد. يذكر ان الوفد الحقوقي يتكون من الرئيسة الحالية للفيدرالية سهير بلحسن و الرئيسين الشرفيين « باتريك بودوان » و »الصديقي كابا. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 فيفري 2011)
تواصل الاحتجاجات في عدد من مدن البلاد
حرر من قبل التحرير في الأثنين, 07. فيفري 2011 تتواصل الاحتجاجات المطلبية في كامل أنحاء البلاد وسط رفض عام لقائمة الولاة نظرا لارتباطهم بالعهد البائد وقد نجحت بعض الولايات في طرد ولاتها فيما تواصل بعض المدن احتجاجها من اجل الاقتداء بها. من جهة أخرى ما زالت الأجواء مشحونة ببعض الجهات مثل الكاف و سيدي بوزيد.فيما أعلن الجيش الوطني استدعاءه لجنود الاحتياط بما يعطي انطباعا حسب عدد من المراقبين لخوف السلطات السياسية و العسكرية من تكرر الانفلات الأمني خصوصا بعد تعليق أعمال التجمع الدستوري الديمقراطي في انتظار حله و نقدم إليكم بسطة حول ابرز الأحداث التي سجلناها يوم الاثنين 7 فيفري في عدد من المدن. في العاصمة: نظم المجلس الوطني للحريات صباح اليوم تجمعا احتجاجيا أمام مجلس النواب للمطالبة بحل البرلمان وبعث هيئة تأسيسية كما اعتبروا أن الجلسة العامة التي دعا إليها مجلس النواب غير شرعية لبرلمان غير شرعي حسب المحتجين. يذكر ان مجلس النواب عقد يوم الاثنين جلسة عامة للتصويت على منح الرئيس المؤقت صلاحية لرئيس الجمهورية المؤقت إصدار مراسيم تهم بعض المجالات. وقد تمت المصادقة على مشروع القانون مع تسجيل اعتراض ستة عشر نائبا و احتفاظ نائب واحد بصوته. من جهة أخرى نفذ أعوان وإطارات قطب الغزالة اعتصاما يوم الاثنين للمطالبة بإنهاء إلحاق أعوان اتصالات تونس و المعهد الوطني للرصد الجوي وإدارة التعاون الدولي بالقطب،واستنكر العاملون في القطب أسلوب العمل المعتمد من قبل هؤلاء الملحقين. كما تجمع المئات من المواطنين يوم الاثنين أمام المقر المركزي لوزارة الشؤون الاجتماعية للمطالبة بصرف مساعدات اجتماعية فورية على خلفية ما أعلنته الوزارة يوم السبت الماضي بخصوص صرف المنح الظرفية المستعجلة في الإدارات الجهوية. و قد استطاع المواطنون اقتحام مقر الوزارة رغم وجود الجيش وهو ما اضطر أعوان وموظفي الوزارة إلى الهروب خوفا من حالة انفلات امني متوقع ، وقد استطاعت قوات الجيش السيطرة على الوضع بعد إطلاق النار في الهواء. و في بهو وأروقة وزارة الخارجية احتج موظفو وعمال الوزارة على تصريحات الوزير احمد الونيس لإحدى القنوات التلفزية و اعتبروا ان ذلك يسيء للثورة و للدبلوماسية التونسية و طالبوا بإقالته و إعطاء الفرصة للشبان من داخل الوزارة. وأمام تصاعد الاحتجاج اضطر الوزير للهروب من الوزارة فيما أعلن المحتجون اعتصامهم حتى إقالة الوزير. و كان وزير الخارجية احدث صدمة كبيرة خصوصا لدى التيار الديمقراطي لتصريحاته التي أدلى بها لقناة نسمة و التي أساء فيها للثورة . و في مدينة القصرين انطلقت مسيرة حاشدة في شوارع المدينة و توقفت أمام مقر الولاية للمطالبة بعزل الوالي اعتبارا لانتماءاته التجمعية و استطاعت الجماهير الغاضبة إجبار الوالي على الخروج إلى المتظاهرين تحت حماية الجيش الوطني وأعلمته برفضها تنصيبه والي على الجهة اعتبارا لانتماءاته التجمعية ثم تم طرده من المدينة تحت صيحات الجماهير التي رفعت شعارات تندد بالحكومة المؤقتة التي تتهمها بمحاولة إجهاض الثورة عبر تعيين مسؤوليين جهويين معروفون بالفساد. يذكر ان الكاتب العام للولاية لاذ ايضا بالفرار خوفا من الجماهير الغاضبة التي أطردته من الولاية. و في معتمدية أم القصاب هاجمت مجموعات من الميليشيات التجمعية بالتهجم على أعضاء اللجنة المحلية لحماية الثورة كما تهديهم و هو ما اجبر أعضاء اللجنة إلى رفع قضية ضد المهاجمين .يذكر أن أهالي أم القصاب كانوا قد طلبوا الاستجارة من السلطات الجزائرية احتجاجا على الظلم الذي تعرضوا له في عهد الرئيس السابق. و في مدينة ماجل بلعباس قامت بعض المجموعات الغريبة عن المدينة بتهديد الأساتذة غير أصيلي الجهة مطالبين إياهم بالمغادرة.وقد عبرت النقابة عن احتجاجها على هذه الأساليب ودعت إلى وقفة احتجاجية تنظم اليوم الثلاثاء. و في معتمدية حيدرة صرح احد النقابيين انه شهد شخصيا النائب في البرلمان منعم الشعباني و هو يوزع الأموال على بعض العناصر المشبوهة و التي شكلت بعض الميليشيات التجمعية في الجهة. وكان هذا النائب تورط في أعمال مشابهة في مدينة القصرين حسب ما ذكره بعض الموقوفين في حادثة الانفلات الأمني التي شهدته المدينة يوم 30 جانفي الماضي. في ولاية الكاف تعيش المدينة حالة من الغضب الشعبي و انقطاعا شاملا للدروس بعد الأحداث الدامية التي شهدتها نهاية الأسبوع الماضي، كما شهدت المدينة حالة من الانفلات الأمني نتيجة انتشار عصابات التجمع رغم الوجود المكثف للجيش والذي تعزز خلال الليلة الماضية. فقد شهدت مختلف مدن الولاية عمليات سرقة ونهب و اعتداء على الممتلكات الخاصة و المتاجر ومكاتب المحامين و الخبراء والعدول .كم تم إضرام النار في المصلحة الفنية و قسم الحالة المدنية . من جهة أخرى قام المواطنون بتكوين لجان لحماية الثورة وقامت بنصب عدد من الخيام ووضع الحواجز و تكوين فرق الحراسة لحماية الممتلكات الخاصة و العامة وذلك بالتصدي لميليشيات التجمع المدعومة حسب بعض المصادر النقابية ببعض عناصر البوليس السياسي . يذكر أن مدينة الكاف شهدت أحداثا دامية نهاية الأسبوع الماضي اثر اعتداء رئيس منطقة الشرطة على إحدى المواطنات وخلفت عددا من القتلى و الجرحى. في قابستجمع المئات من المواطنين والتلاميذ صباح اليوم 7 جانفي أمام مقر الولاية للمطالبة بطرد الوالي الجديد وتعويضه بشخصية مستقلة. وذكر شهود عيان لراديو كلمة أن الوالي المذكور غادر الولاية تحت حماية الجيش منذ اللحظات الأولى للتحرك الاحتجاجي المطالب برحيله وهو ما دفع بالإتحاد الجهوي للشغل بقابس إلى إلغاء المسيرة السلمية التي دعا لها عشية اليوم بعد تحقيق هدفها المتعلق بذات المطلب. في نفس الإطار أغلق مصنع الاسمنت بقابس أبوابه مع إيقاف الإنتاج بعد تلقي إدارته تهديدات بحرقه من طرف حوالي 500 شاب تابعين لقرية « الغواندة » اعتصموا أمام المصنع للمطالبة بانتداب عدد منهم كتعويض عن الضرر الصحي الذي تعرضوا له طيلة 30 سنة جراء الغاز والغبار المنبثق عن عمليات تصنيع الاسمنت. كما شهد المقر المركزي لتوليد الكهرباء بقابس تحركات مشابهة من قبل أهالي منطقتي « غنوش » و »شاطئ السلام من جهة أخرى قامت مجموعة من التلاميذ بمنع السيارات من العبور عبر الطريق رقم1 بمنطقة وادي العكاريت التابعة لولاية قابس و ذلك للمطالبة بحضور إحد المسؤولين الجهوي للتباحث معه حول مشاكلهم. في ولاية نابل واستجابة لدعوة اللجنة الجهوية لحماية الثورة تجمع المئات من المواطنين يمثلون اغلب الحساسيات الفكرية أمام مقر الولاية للمطالبة بعزل الوالي المعروف بانتماءاته للتجمع و مساندته لعصابات الفساد حسب المحتجين ، واستجابة لرغبة المحتجين أخرجت قوات الجيش الوالي و تم طرده من الولاية تحت شعارات التنديد و الاستهجان من الجماهير الغاضبة من محاولة السلطة الالتفاف على الثورة. في صفاقساصدر المديرون و النظار المعتصمون أمام الإدارة الجهوية للتربية بصفاقس يوم الاثنين بيانا استنكروا فيه المضايقات التي استهدفت عددا من زملائهم في مواقعهم وطالبوا بحقهم في أداء مهامهم في كنف الكرامة و الاحترام و الاستقلالية التامة بعيدا عن كل أشكال الوصاية و بتامين المؤسسات التربوية وحماية الإطار العامل بها من كل التجاوزات. ونادى المديرون والنظار بتحديد وضعياتهم في اقرب الآجال وبمراجعة خطتي المدير و الناظر و الارتقاء بهما. كما شن صحفيو وتقنيي وحدة الإنتاج التلفزي بإذاعة صفاقس إضرابا عن العمل يوم 7 فيفري احتجاجا على التهديدات التي يتعرض لها الفريق التلفزي أثناء تغطياته الإعلامية ويطالب المضربون بإقالة مدير الاخبار الحالي خالد نجاح باعتبار ممارسته الاقصائية و الانتقائية و التعتيمية مع تغطيات وحدة الإنتاج التلفزي بصفاقس. وذكر المعتصمون بان التلفزة لم تستوعب بعد نسق الثورة و لازالت تعيش على الممارسات الديكتاتورية والتهميشية حسب المحتجين. وفي المنستيرشهدت المدينة تجمع العشرات من المحامين والنشطاء أمام مقر الولاية للمطالبة بإقالة الوالي المعروف حسب المحتجين بانتماءاته التجمعية وتورطه في علاقات مشبوهة مع عصابات الفساد. كما تجمع أمام الولاية عدد من عمال المناولة وطالبوا بتحسين اوضاعهم الاجتماعية. من جهة أخرى خرج طلبة كلية العلوم بالمنستير في مسيرة جابت الأحياء المحيطة بالكلية ونددوا بمحاولات الالتفاف على الثورة من طرف الحكومة المؤقتة. وفي قفصةتواصلت اليوم الاحتجاجات الشعبية بولاية قفصة منددة بالوضع الاجتماعي المتردي لأغلب متساكني الجهة، ففي معتمدية القطار أقدمت مجموعة من المواطنين على غلق كل المنافذ المؤدية الى المعتمدية مما تسبب في تعطيل حركة المرور، كما أقدم سكان منطقة لالة من معتمدية القصر على وضع حواجز بالطريق الرئيسية للبلدة للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية، كما انتفض سكان معتمدية المضيلة مطالبين بالشغل والانتداب بشركة فسفاط قفصة. من جهة أخرى تواصلت اعتصامات أبناء مدينة المتلوي للمطالبة بحق الشغل. وفي مدينة قفصة دخلت مجموعة من عمال شركة القوافل في اعتصام مفتوح بمستودع الشركة للمطالبة بالرجوع إلى العمل بعدما تم طردهم لأسباب واهية وكيدية حسب تعبيرهم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 فيفري 2011)
الشابة … عاملات النسيج في اعتصام امام القباضة رفضا لاقتطاع نسبة من اجورهم
نفذت مساء اليوم مجموعة من عاملات النسيج بالشابة اعتصاما امام مقر القباضة بالشابة مع رفع شعارات رافضة لعملية اقتطاع جزء من اجورهم كل شهر يترواح بين 50 و60 دينار كمعلوم جباية في عملية غامضة وغير مفهومة و قد علمنا ان العاملات سيواصلن حركتهن الاحتجاجية الى ان تتوقف عملية الاقتطاع علما انهم صاغوا مطالبهم في عريضة ورسالة احتجاج ستوجه الى الجهات المسؤولة لتصحيح هذا الوضع — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
أوروبا تدرس مساعدات في المدى القصير اقتصاد تونس خسر 3.5 مليارات دولار
قدر وزير في الحكومة الانتقالية التونسية الخسائر التي تكبدها اقتصاد بلاده أثناء الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي بأكثر من ثلاثة مليارات دولار, بينما يدرس الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات لدعم تونس في هذه المرحلة الانتقالية. وقال وزير التنمية الجهوية أحمد نجيب الشابي -في مقابلة نشرتها اليوم الثلاثاء صحيفة ليبراسيون الفرنسية- إن تقديرات أولية تشير إلى أن الخسائر المسجلة خلال الثورة تجاوزت خمسة مليارات دينار (3.5 مليارات دولارات) ما يعادل 4% من الناتج الإجمالي المحلي. وكانت مؤسسات اقتصادية عمومية وخاصة تعرضت للحرق والنهب, واضطرب سير العمل في كثير من المؤسسات الصناعية والتجارية بما في ذلك الأجنبية منها قبل وبعد فرار بن علي في 14 يناير/كانون الثاني الماضي. وفي الوقت نفسه, تراجع النشاط السياحي الذي يشغل 350 ألف شخص, ويساهم بنسبة 6.5% في الناتج المحلي الإجمالي. لكن وزير التنمية الجهوية في الحكومة الانتقالية التي يترأسها محمد الغنوشي أكد للصحيفة الفرنسية أن تونس حافظت على ثقة شركائها الأجانب. وأكد أيضا أن تونس ستسدد ديونها الخارجية, مشيرا إلى أن قسطا بقيمة 450 مليون يورو (614 مليون دولار) يحل أجل سداده في أبريل/نيسان القادم. وأوضح الشابي أن بلاده لم تطلب إعادة جدولة ديونها, وأنها تعول على تفهم شركائها في أوروبا والخليج العربي وأيضا الولايات المتحدة واليابان. وأشار إلى أن تونس ستسعى في الوقت نفسه إلى الحصول على تمويلات أجنبية, مقدرا حاجتها من التمويل الأجنبي طويل الأجل بما بين خمسة وعشرة مليارات دولار. وكان الغنوشي قال أمس -في أول جلسة للبرلمان التونسي منذ الإطاحة ببن علي- إن تونس تحتاج إلى تمويلات خارجية لتنفيذ مشاريع عاجلة في البنية التحتية توظف خاصة لتطوير المناطق المحرومة التي انطلقت منها الثورة. مساعدات أوروبية في الأثناء, أعلن مسؤول التوسعة في الاتحاد الأوروبي ستيفان فيول أن تونس طلبت من الاتحاد برنامج مساعدات قصير الأجل لدعمها في مرحلة الانتقال السياسي نحو الديمقراطية. وقال فيول للصحفيين في الرباط « ما نفعله في الوقت الحالي في الاتحاد الأوروبي وخاصة فيما يتعلق بتونس بناء على طلب من السلطات هو إعداد مجموعة مساعدات في المرحلة الانتقالية مع تحديد الأولويات الجديدة في إطار البرنامج الوطني الإرشادي, وفي إطار الدعم المقدم لتونس ». وأضاف أن الهدف من تلك العملية يكمن أساسا في تلبية كل الاحتياجات على المدى القصير للعملية الانتقالية في تونس. وكانت فرنسا من بين دول أوروبية أبدت استعدادها لدعم تونس اقتصاديا خلال المرحلة الانتقالية الراهنة. وقالت الحكومة التونسية إنها بصدد اتخاذ إجراءات لتعزيز الاستثمار الأجنبي لدعم النمو الاقتصادي الذي كان يمكن أن يبلغ 7% او 8% لولا النهب المنظم الذي تعرض له الاقتصاد خلال حكم بن علي وفق ما يؤكد خبراء اقتصاد تونسيون. وأكد الغنوشي أمس في البرلمان أن المستثمرين الأجانب فضلوا البقاء في تونس رغم استهداف بعض المؤسسات الأجنبية خلال الثورة إما بالحرق أو بالنهب.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 فيفري 2011)
لعدم تعاطفه مع الثورة مطالب باستقالة وزير خارجية تونس
طالب موظفون في وزارة خارجية تونس وزيرهم بالاستقالة لأنه « لا يستحق ثورة » بلدهم إضافة إلى إسرافه في الإطراء على نظيرته الفرنسية ميشال أليو ماري. وقال وزير الخارجية بالحكومة الانتقالية أحمد ونيس إنه كان يحلم دائما بمقابلة نظيرته الفرنسية المتهمة في تونس بأن لها صلات قوية وبشكل مفرط مع رفقاء الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وأضرب حوالي 300 موظف بوزارة الخارجية التونسية عن العمل احتجاجا على تصرفات الوزير الجديد الذي خلف كمال مرجان، وطالبوا بتنحيه فورا. وقال عبد الرؤوف طيب الموظف بالوزارة إن الأولوية هي إجبار الوزير على الاستقالة. وشدد على أن الوزير لا يستحق الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في الـ 14 من الشهر الماضي بعد 23 عاما في السلطة. وقال موظف آخر في الوزارة يدعى محمد نجيب جورجي إنه وزملاءه يرفضون العمل مع وزير يقول إن حلمه مقابلة وزيرة الخارجية الفرنسية « التي دعمت نظام بن علي وكانت تستعد لإمداد نظامه بالأسلحة لقمع الشعب التونسي ». وكانت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة التي كانت لها صلات وثيقة مع إدارة بن علي، قد فوجئت بالإطاحة السريعة بحليفها في الدولة التي تعد نحو عشرة ملايين ساكن. غضب بفرنسا وأثارت أليو ماري غضب معارضين فرنسيين طالبوها بالاستقالة عندما أعلنت قبل أيام من رحيل بن علي أن باريس كانت تعرض تقنيات فرنسية للسيطرة على « أعمال الشغب » التي اندلعت في تونس. وتثير أليو ماري ضجة جديدة الآن لقضائها عطلة في تونس أثناء الاحتجاجات ولقبولها القيام برحلة على متن طائرة خاصة مملوكة لرجل أعمال تونسي. من جهته قال وزيرة الخارجية التونسي أثناء زيارة لفرنسا الأسبوع الماضي إن « مقابلة أليو ماري كانت حلما، وقد تحقق ». وزاد الوزير إثارة سخط التونسيين بعد مقابلة تلفزيونية الأحد أغفل خلالها وصف الأحداث التي أدت للإطاحة بنظام بن علي بأنها « ثورة شعبية »، على عكس مواطنيه الذين يعتبرونها محل فخر ومصدر إشعاع عالميا وإلهاما للعالم العربي. وفي سياق متصل وصل اليوم وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى تونس المحطة الأولى في جولة لشمال أفريقيا والشرق الأوسط. وسيلتقي هيغ -الذي سيزور خمس دول بالمنطقة- مسؤولين تونسيين بينهم الوزير الأول محمد الغنوشي. مظاهرة أمام البرلمان وفي تطور آخر بتونس، تظاهر أمس أمام مقر البرلمان المئات تنديدا بجلسة صوت خلالها النواب بالأغلبية على قانون يمنح الرئيس المؤقت فؤاد المبزع صلاحيات إقرار القوانين عبر مراسيم في مجالات عدة أهمها القانون الانتخابي والإعلام والاتفاقيات الدولية والعفو العام والإرهاب، بموجب المادة 28 من الدستور. وقالت رشيدة النيفر، وهي أستاذة جامعية كانت بين المتظاهرين، إن البرلمان -الذي لا يزال نواب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا يسيطرون على مقاعده- فقد مشروعيته بعد فرار بن علي، مضيفة لأسوشيتد برس أن التونسيين يريدون برلمانا جديدا. ورغم محاولات الحكومة الجديدة القطع مع إرث بن علي وإقصاء جميع رموزه من المناصب السياسية، فإن المواطنين لا يزالون يطالبون بالمزيد. وكان وزير الداخلية فرحات الراجحي أقر أول أمس تجميد نشاط الحزب الحاكم سابقا في انتظار حله نهائيا. كما عزل الأسبوع الماضي قيادات الأمن الداخلي بالوزارة بعد تصاعد تهم لمسؤولين أمنيين من النظام السابق بمحاولة إثارة الفوضى لاستعادة السلطة.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 فيفري 2011)
الحكومة التونسية تتقدم على طريق الديموقراطية والجيش يستدعي احتياطه لضبط وضع امني هش
تتقدم الحكومة الانتقالية التونسية خطوة خطوة على طريق الديموقراطية، مع تصويت النواب على نص يجيز للرئيس تجاوز المجلس لاتخاذ قرارات وتعليق نشاطات حزب بن علي، غير ان استدعاء الجيش جنود الاحتياط بحسب ما اعلن مساء الاثنين يشهد على وضع ما زال هشا. وافاد بيان رسمي ان وزارة الدفاع استدعت مساء الاثنين العسكريين الذين تقاعدوا بين 2006 و2010 ومجندي نهاية 2008 وسنة 2009 بكاملها وطلبت منهم التقدم الى « اقرب مراكز جهوية للتجنيد والتعبئة الى منازلهم اعتبارا من 16 شباط/فبراير ». ولم تعط الوزارة ايضاحات حول اسباب هذا القرار.
ويضم الجيش التونسي حوالى 35 الف عنصر، وهو عديد اقل من قوات الامن والشرطة في عهد زين العابدين بن علي، التي يقدر عديدها بمئة الف رجل على الاقل.
ومنذ سقوط بن علي في 14 كانون الثاني/يناير، تواجه حكومة محمد الغنوشي توترا شديدا وحركات احتجاجية في العاصمة اولا ثم في جميع انحاء تونس.
والثلاثاء دخل 400 الى 500 شخص مقر ولاية تونس للمطالبة بوظائف ومساعدات اجتماعية.
وفي كل مرة يتوتر فيها الوضع تغيب قوات الشرطة عن الساحة، ويتولى الجيش فرض الامن كما حصل مؤخرا في القاصرين وقفصة (وسط غرب) والكاف (شمال غرب).
وذهب عدد من الوزراء في الايام الاخيرة الى حد التحدث عن « مؤامرة » ضد الثورة يحيكها انصار او رجال التجمع الدستوري الديموقراطي حزب الرئيس التونسي المخلوع.
واقرت اكثرية واسعة من النواب التونسيين الاثنين مشروع قانون يجيز لرئيس الدولة بالوكالة الحكم بموجب مراسيم وتجاوز مجلسهم الذي يسيطر عليه الحزب الحاكم السابق، بعدما حذر الغنوشي من « مخاطر » تهدد الفترة الانتقالية الناشئة.
ولاول جلسة تعقد منذ سقوط نظام بن علي، صوت 177 نائبا من اصل 195 حضروا لصالح تبني القانون و16 ضده (ممثلو احزاب معارضة صغيرة مرخص لها) فيما امتنع نائبان عن الحزب الحاكم سابقا عن التصويت. وتضم الجمعية الوطنية 214 نائبا.
وسيدرس مجلس الشيوخ النص الاربعاء للسماح للرئيس بالوكالة تنظيم المشهد السياسي الجديد تمهيدا للانتخابات الرئاسية والتشريعية. وهذه الانتخابات مقررة خلال ستة اشهر لكن الحكومة لم تحدد اي موعد بعد وتزداد الاصوات التي تؤكد ان هذه المهلة غير واقعية. وقال الغنوشي الاثنين « الوقت ثمين. تونس تحتاج الى هذه المراسيم التشريعية لابعاد المخاطر » التي تهدد انجازات الثورة. وكانت الحكومة اعلنت الاحد تعليق التجمع الدستوري الديموقراطي الذي باتت انشطته محظورة تمهيدا لحله عبر الطرق القانونية. والوقت يداهم ايضا من الناحية الاقتصادية.
وقدر وزير التنمية الجهوية والمحلية في تونس احمد نجيب الشابي في مقابلة نشرتها صحيفة « ليبراسيون » الفرنسية الثلاثاء قيمة الخسائر التي تكبدها الاقتصاد التونسي خلال ثورة الياسمين بخمسة مليارات دينار (3,52 مليار دولار) اي ما يوازي 4% من اجمالي الناتج المحلي. والثلاثاء التقى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي يزور تونس لساعات، مسؤولين تونسيين ليؤكد لهم دعم لندن التي ستقدم مساعدة مالية. ويتوقع ان يلتقي وفد من وكالات السفر الفرنسية الثلاثاء وزير السياحة مهدي حواص للتحضير لتحريك هذا القطاع الحيوي للبلاد.
ودعا نواب اوروبيون عادوا من تونس الى عقد مؤتمر للجهات المانحة لتونس لتنسيق المساعدة الدولية اللازمة لعملية الانتقال الديموقراطي.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 8 فيفري 2011)
بعد 91 سنة على انبعاثه.. على ماذا اعتمد وزير الداخلية لتجميد نشاط التجمع؟
بقرار من وزير الداخلية فرحات الراجحي تم أول أمس الأحد في بلاغ نشر في وكالة تونس إفريقيا للأنباء -قبل أن يتم سحبه بعد دقائق من خط وموقع الوكالة-الإعلان عن تجميد نشاط » التجمع الدستوري الديمقراطي » وغلق جميع مكاتبه تمهيدا لحلّه. وذكر بيان الوزارة أنه تقرر تعليق نشاط الحزب « وكل اجتماع أو تجمع لأعضائه وغلق جميع المحلات التي يملكها أو التي يتصرف فيها وذلك في انتظار التقدم بطلب في حله لدى السلطة القضائية ذات النظر ». وبرر البيان قرار تعليق نشاط الحزب الذي يبلغ عدد منتسبيه المليونين بأنه اتخذ « للضرورة القصوى ولمنع انهيار الأمن العام وحماية المصالح العليا للبلاد ». كما يأتي القرار على خلفية أعمال العنف وتزايد المظاهرات التي تطالب بحل هذا الحزب، وتتهمه بالوقوف وراء أعمال الشغب والتوتر الأمني الذي تشهده البلاد منذ أحداث سيدي بوزيد والتي تواصلت لما بعد فرار الرئيس المخلوع. وتتجه جل الآراء والمواقف إلى أن التجمع وعناصر من الأمن تقف وراء التوتر في البلاد. ويذكر أن التجمع الدستوري الديمقراطي بادر خلال الازمة الاخيرة الى تقديم عديد التنازلات من ذلك حل مكتبه السياسي وعزل عديد رموزه وابرزهم رئيس الحزب زين العابدين بن علي الى جانب تقديم عدد من كوادره استقالاتهم من المسؤوليات الحزبية وحتى من العضوية. وتعتبر الازمة الاخيرة التي انتجتها ثورة شباب تونس ضربة قاسمة للحزب التاريخي في البلاد والذي سيطر على المشهد السياسي لعقود منذ أن كان يسمى « الحزب الحر الدستوري » والذي أسسه عبد العزيز الثعالبي في مارس 1920 قبل أن يحدث انشقاق في صفوف الحزب سنة 1934 بقيادة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وعدد من رفاقه وهو ما أدى الى إنشاء « الحزب الدستوري الجديد » الذي قاد حرب التحرير وواجه الاستعمار الى حد استقلال البلاد سنة 1956 ليواصل الحزب قيادة البلاد ب نفس التسمية لحد سنة 1964 التي شهدت تغيير تسميته إلى » الحزب الاشتراكي الدستوري ».وبعد عام من الإطاحة بالزعيم الحبيب بورقيبة وبالتحديد في فيفري 1988 تم تغيير الاسم إلى » التجمع الدستوري الديمقراطي ». الفصول التي تم الاستناد عليها لتجميد نشاط « التجمع » استند قرار وزير الداخلية وفقا لنص البلاغ نفسه الى مقتضيات الفصول 2 و18 و19 من القانون الاساسي عدد 32 لسنة 1988 المورخ في 3 ماى 1988 والمتعلق بتنظيم الاحزاب السياسية. الفصل 2: يعمل الحزب السياسي في نطاق الشرعية الدستورية والقانون . أ:وعليه ان يحترم ويدافع خاصة عن : – الهوية العربية الاسلامية – حقوق الانسان كما ضبطت بالدستور وبالاتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف الجمهورية التونسية. – مكاسب الامة وخاصة منها النظام الجمهوري واسسه ومبدأ سيادة الشعب كما نظمها الدستور والمبادئ المتعلقة بالاحوال الشخصية. ب :وعليه ايضا: – نبذ العنف بمختلف اشكاله والتطرف والعنصرية وكل الاوجه الاخرى للتمييز. – اجتناب تعاطي اي نشاط من شانه ان يمس بالامن القومي والنظام العام وحقوق وحريات الغير. الفصل 18: بقطع النظر عن تطبيق الاحكام الاخر ى السارية المفعول وخاصة الاحكام ذات الصبغة الجزائية ضد كل مؤسس او مسير او عضو للحزب السياسي الذي هو محل تتبعات عدلية يمكن لوزير الداخلية في حالة التاكد القصوى وبتفادي الاخلال بالنظام العام ان يتخذ قرارا معللا في الغلق المؤقت لجميع المحلات التي يملكها الحزب السياسي المعني او التي يتصرف فيها وفي تعليق كل نشاط لهذا الحزب السياسي وكل اجتماع او تجمع لاعضائه. لا يمكن ان يتجاوز مفعول قرار وزير الداخلية القاضي بتعليق نشاط حزب سياسي وغلق محلاته مؤقتا مدة شهر. وبانقضاء هذا الاجل وفي حالة انعدام تتبعات عدلية لحل الحزب السياسي المعني فان هذا الاخير يسترجع كامل حقوقه الا اذا مدد هذا الاجل من طرف رئيس المحكمة الابتدائية بتونس بمقتضى اذن على عريضة يقدمه وزير الداخلية. ولا يمكن ان يتجاوز الاجل الجديد مدة شهرين الفصل 19: يمكن لوزير الداخلية ان يتقدم بطلب للمحكمة الابتدائية بتونس قصد حل حزب سياسي في صورة خرق فادح لاحكام هذا القانون وخاصة في الحالات الاتية: أ- اذا نال برنامج هذا الحزب او نشاطه من المبادئ المبينة بالفصلين 2 و3 من هذا القانون. ب- اذا تبين ان اهدافه الحقيقية او نشاطه او تصرفاته مخالفة لنظامه الاساسي. ج- اذا ثبت انه تلقى بصفة مباشرة او غير مباشرة اعانة مادية من اية جهة اجنبية. د- اذا تبين ان نشاطه مؤسس على سبب غير مشروع سـفـيـان رجـب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 فيفري 2011)
قال إن لجنة تقصي الفساد وصلها ألف ملف… عبد الفتاح عمر للصباح ملفات خطيرة وأموال وعقارات ضخمة لمقربي الرئيس المخلوع بدأنا في دراستها
قال الاستاذ عبد الفتاح عمر، رئيس اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد، ان اللجنة هيئة مستقلة وليست محكمة او لجنة تعويضات.. واوضح في حوار خاص بـ »الصباح » ان مهمة اللجنة فنية، حيث تتولى التقصي والتثبت والبحث واقامة الحجج.. وكشف عبد الفتاح عمر عن توصل اللجنة لما يزيد عن الف ملف فساد معظمها يتعلق بالفساد المالي والتلاعب و »اغتصاب » لأملاك وعقارات الناس.. لكنه رفض الادلاء باسماء المعنيين بهذه الملفات التي وصفها بـ »الخطيرة ».. واعلن عن نص قانوني سيصدر قريبا، يلزم جميع المصالح والمؤسسات والهيئات باحالة ملفات الفساد والرشوة على اللجنة الوطنية.. وشدد رئيس اللجنة، التي تضم خبراء في مجالات عديدة، على ان الفساد منظومة مترابطة تحتاج الى تفكيك حماية لمستقبل الشعب التونسي لكنه لاحظ ان اللجنة ستوجد منظومة لمقاومة الفساد.. وفيما يلي نص الحديث: اجرى الحوار صالح عطية * استاذ عبد الفتاح، منذ الاعلان عن اللجنة شأنها شأن بقية اللجان الاخرى، اثير الكثير من النقد حول تركيبتها ومجالات عملها.. هل من توضيحات بهذا الشأن؟ ـ لجنة تقصي الحقائق المتعلقة بالرشوة والفساد، هي هيئة وطنية مستقلة، تعمل لفائدة الدولة التونسية والمجتمع التونسي، وهي مكلفة بتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد، وبالتالي فطبيعة عملها فنية، لذلك هي ليست بمحكمة، وليست هيئة مكلفة بالتعويض او توفير اموال، وهي ليست لجنة سياسية، وهي كذلك ليست بهيئة تمثيلية بحيث انها لا تدعي تمثيل الهيئات الاجتماعية او منظمات المجتمع المدني، لان طبيعة العمل كما قلت فنية. * ماذا تقصدون بكلمة «فنية»؟ ـ أي ان مهمتنا التقصي في حقائق، والتثبت فيها والبحث واقامة الحجج وغير ذلك من اعمال التقصي.. وما اريد الاشارة اليه في هذا السياق، هو ان هيئات المجتمع المدني التي ترغب في تقديم معلومات او ملفات او حتى التقدم بآراء ومقترحات، ان تتفضل، ونحن سنعطيها الاولوية. * ممن تتألف هذه اللجنة؟ ـ هي لجنة تتألف من الخبراء في المجال المالي والاقتصادي والجبائي والعقاري والديوانة والبورصة وغيرها من المجالات ذات الصلة.. * ما هي منهجية هذه اللجنة في تقصي ملفات الفساد؟ هل تنتظر الملفات ام هي ستقوم بعملية استقصاء » investigation « بمفردها لوضعيات معينة؟ ـ اولا اللجنة تتلقى من المواطنين وثائق وملفات، ووضعنا رقما اخضر يمكن من خلال توجيه المواطن وتمكينه من الاجراءات اللازمة، ولكل شخص التقدم مباشرة للجنة بملفه مع رسالة تفسيرية، وبامكانه اذا لم يكن مقيما بالعاصمة ان يبعث بذلك عن طريق البريد، ومهما يكن من امر، فان المسائل الواردة من داخل الجمهورية يمكن ان تنظم ونحن مستعدون للتحول الى الجهات قصد البحث والتقصي والاستماع الى المعنيين بالامر. * اذن ليست هنالك نية لتشكيل لجان جهوية لمساعدتكم في الولايات؟ ـ هنالك نية لاقامة لجان فرعية تابعة للجنة، وبالنسبة للجان الجهوية، نعتقد ان المسألة سابقة لاوانها حاليا، واذا اقتضى الامر ذلك، فلن نتردد في تشكيل هذه اللجان.. ودعني اضف في هذا السياق ان اللجنة تلقت الى حدود يوم الجمعة الفارط، اكثر من الف ملف، لكن هذه الملفات ليست لها نفس القيمة، والبعض منها خارج عن اختصاص اللجنة، ورغم ذلك، فنحن نحرص على تفهم المواطن والتفاعل معه وتوجيهه الوجهة المناسبة.. لماذا لم يتم تقنين عمل اللجنة حتى يطلع عليه المواطنون، ومن ثم تكون لهم الصورة واضحة بخصوص دور اللجنة ووظيفتها؟ ـ بالفعل، سيصدر نص قانوني في الغرض قريبا.. لكنني أشير كذلك الى ان نصا قانونيا اخر سيصدر في غضون الايام القادمة، يلزم كل المؤسسات والمصالح، وخاصة هيئات الرقابة والتفقد، باحالة الملفات التي تندرج في اطار الفساد او الرشوة على اللجنة، مع العلم ان من حق رئيس اللجنة ان يطلب ملفات اخرى اضافية وكل ماهو لازم ومفيد للجنة.. هل ثمة تجاوب من قبل المصالح المعنية مع لجنتكم؟ ـ بلى.. لقد بدأت عديد المصالح في اعلامنا بالكثير من الحقائق بل أبدت استعدادا كبيرا لمساعدة اللجنة، وهو ما سوف يسمح لنا بالبحث والتقصي، فاذا ثبتت افعال او اعمال، فسنحيلها على النيابة العمومية، وعلى النيابة ان تتخذ الاجراءات التي تراها مناسبة، فهذه مسؤولية ترجع اليها بالنظر.. لكنني أشير كذلك، الى انه بين مرتكبي الافعال او المعنيين بالامر، والمؤسسات التي ينتسبون اليها، فرق، ولا يجب ان تتوقف المؤسسات الاقتصادية من جراء مسائل تتعلق بأفراد مهما كانت مواقعهم، فنحن نشجع على الفصل بين الاثنين، حرصا على السير العادي للمؤسسات، وحماية لفرص العمل.. ومن الضروري التأكيد في هذا الاطار، ان عديد المستثمرين من داخل تونس وخارجها، بدأوا يطمئنوا، ومن واجبنا مساعدتهم على مزيد الاستثمار خدمة للبلاد.. من خلال الملفات التي وصلتكم، كيف وجدتم قضايا الفساد والرشوة؟ ـ لاحظنا انه وقع بناء منظومة متكاملة الاجزاء، مترابطة المكونات تقوم على الرشوة والفساد، ومن المهم ان نتعرف على مجموع اجزاء هذه المنظومة الفاسدة التي وقع بناؤها بصورة تدريجية خلال المرحلة الماضية، وطرق التفاعل بينها، ثم سنعمل على تفكيكها حماية للشعب التونسي في المستقبل.. وبطبيعة الحال سيؤدي هذا العمل الى تصور منظومة جديدة لمقاومة الرشوة والفساد، تستند الى آليات ناجعة، واجراءات دقيقة وقواعد آمنة. لكن هل القوانين التونسية الحالية، يمكن ان تسمح ببناء منظومة لمقاومة الفساد على النحو الذي تتحدثون؟ ـ هذا الاستنتاج الطبيعي لعمل اللجنة، وربما هذا سابق لأوانه، لكننا الآن بدأنا نتحرك لتفكيك مجموعة الرشوة والفساد، والمنطق يقتضي ان نتصور مستقبلا منظومة لمقاومة الفساد والرشوة، وهذا من جملة المقترحات التي ستصدر عن اللجنة.. علما ان مسألة الرشوة والفساد، نخرت مؤسسات عديدة من الدولة التونسية، ومؤسسات اقتصادية بارزة، ولكنها نخرت كذلك جوانب كبيرة من المجتمع التونسي كما لو انه تم استبطان هذه المظاهر، فظهرت عقلية جديدة تعتبر ان الرشوة من طبيعة الامور، وأنها جزء من العلاقات العامة، وان الخزعبلات أمر عادي، بل هي وسائل للوصول الى غايات ما بغير وجه حق.. وهنا تكمن الخطورة. فهناك عديد المواطنين، لم يعودوا يستنكفون من رشوة المعتمد والعمدة والشرطي والحرس الوطني وغيرهم. وهي عقلية خطيرة تتناقض وأبسط القيم والمبادئ، ومن واجبنا حينئذ طمأنة الناس، وإعادة الثقة اليهم والقيام بالعمل الضروري بالنسبة الى الوقائع والافعال، وان نستنتج من ذلك، منظومة للتصدي للفساد والرشوة.. صحيح ان ظاهرة الفساد والرشوة، موجودة في عديد البلدان، لكنني وأنا أطلع على الملفات التي وصلتني الى الآن، وقفت مشدوها.. فحجم الفساد مهول ومريب. كيف يمكن تصنيف الملفات التي وصلتكم الى الآن؟ ـ ثمة الملفات العاجلة والأكيدة، وقد بدأنا في معالجتها.. ما معنى ملفات عاجلة وأكيدة؟ ـ الامر يتعلق بأموال طائلة وعقارات ضخمة، وأشخاص من العائلة القريبة او المتصاهرة مع الرئيس السابق، معنيون بملفات مفزع وخطيرة.. بدأتم في تفكيك ومعالجة هذه الملفات؟ ـ بدأنا في دراسة اولية * وبالنسبة للملفات الاخرى.. ـ قلت انها مختلفة ومتنوعة، ودائرتها متسعة ومتشبعة، لكن ثمة حالات رمزية يمكن ان يقع النظر فيها بتعمق خلال الاسابيع القادمة، وسيقع الاعلان عنها لاحقا، من دون المساس باعراض الناس او سلامتهم سواء كانوا من الشهود او من اولئك الذين تحوم حولهم التساؤلات والشكوك.. اذن نحن نحاول التصدي للملفات الكبرى من جهة، ونحرص على ألا نهمل ملفات اخرى عديدة وهامة.. * هذا يعني ان اللجنة ليست لديها مدة محددة؟ ـ ليس هناك تحديد سقف زمني لعمل اللجنة، وعملنا في الواقع لا يتطلب اسابيع او اشهر فحسب، وسننظر في السقف الزمني.. بالنسبة للماضي لا يمكن حصر زمن الفساد في عام ام اثنين من المرحلة السابقة، فالامور متشعبة ومتشابكة، فكلما فتحت ملفا، الا واحالك على ملف اخر، بحيث قد نرجع في التاريخ الى سنوات خلت بالضرورة.. * في هذه الملفات التي وصفتها بالخطيرة، هل هناك اسماء بارزة. ـ بالتأكيد، ثمة اسماء.. * هل من ذكر لبعضهم؟ ـ لا استطيع.. لكن بينها اسماء صدرت الى حد الان، وثمة اسماء اخرى لا تقل خطورة.. * موجودة في رأس الحكم السابق. ـ هي ضمن حاشية الرئيس المخلوع.. * ما هو نوع الفساد المتعلق بها؟ ـ التلاعب بأموال.. وحالات «اغتصاب» لعقارات واملاك الناس.. واستخدام اجراءات، سليمة من حيث الشكل، لكنها من الناحية العملية تغطي مظاهر عديدة من حالات الفساد.. * الملف الذي يتحدث عنه الجميع والمتعلق بعائلة الرئيس المخلوع، هو الملف العقاري حيث تتجه الانظار الى وزارة املاك الدولة.. هل تحركت اللجنة في هذا الاتجاه؟ ـ تحركت، لكن مازالت لها تحركات اهم.. استمعنا الى بعض المسؤولين، وسنستمع الى اخرين.. لدينا بعض الملفات، وسنلتجئ الى ملفات وزارة املاك الدولة.. وقد حصلنا على تعهد من قبل جميع الوزارات للتعاون معنا، بما في ذلك هذه الوزارة.. نحن في بداية العمل.. والمشكل ان الضغوط كبيرة والوقت لم يعد يكفي، وسنحرص على عدم ارتكاب اخطاء، وان نقوم بعملنا من دون مجاملة او تحامل.. نحن لسنا هنا لظلم الناس، او انصاف الظالمين ومن تعلقت بهم ملفات وقضايا فساد.. اساس عملنا يقوم على البعد الحضاري، وعلى منظومة قيم، وان نحول دون ارتكاب ما حصل في الماضي.. وسنعامل الناس بالعدل.. لان فكرة العدل اشمل من القضاء.. تدخلنا من باب القيم اكثر منه من باب القانون.. لذلك نريد ان نزج ببلادنا في تمش سليم مهما كان الامر، ومهما واجهنا من صعوبات.. * هنالك من يعتبر ان اللجنة ينبغي ان تنظر في ملفات «الفساد السياسي»، من زاوية استخدام القانون والنفوذ ضد الحراك السياسي عموما في البلاد؟ ـ في الكثير من هذه الحالات يتم احترام القانون بحذافيره من الناحية الشكلية، غير ان القانون تم توظيفه بصورة خبيثة.. * ما هو مفهوم الفساد الذي ارتكزتم عليه للتعامل مع ملفات الفساد؟ ـ هذا سؤال شديد الاهمية، فقد تناقشنا في مفاهيم الفساد، واستأنسنا ببعض التجارب.. وانتهينا الى مفهوم اجرائي هو ان الفساد، هو كل الافعال والخزعبلات والطرق غير المشروعة التي تسمح بالوصول الى غاية غير مشروعة، دون ان يكون هنالك ارشاء او ارتشاء.. وهذا التفسير سيسمح لنا بالنظر في عديد المجالات، لكن لن نذهب الى الفساد الاخلاقي، او خلاف بين زوجة وزوجة، يندرج ضمن اختصاص اللجنة.. وهنا من المفيد ان يفهم المواطنون ان هذه اللجنة تختص في الرشوة والفساد ولا تختص الا بذلك.. فليست لدينا علاقة بملفات البحث عن شغل او توقيف تنفيذ حكم او خلافات عائلية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 فيفري 2011)
خسائر الاقتصاد التونسي خلال ثورة الياسمين تقارب 3,52 مليار دولار
باريس (ا ف ب) – قدر وزير التنمية الجهوية والمحلية في تونس احمد نجيب الشابي في مقابلة نشرتها صحيفة ليبراسيون الفرنسية الثلاثاء قيمة الخسائر التي تكبدها الاقتصاد التونسي خلال ثورة الياسمين بخمسة مليارات دينار (3,52 مليار دولار) اي ما يوازي 4% من اجمالي الناتج المحلي.
وقال الشابي ان « التقدير الاولي للخسائر هو 3 مليارات دينار (2,11 مليار دولار). الا ان هناك مفاعيل تظهر مع مرور الوقت. يمكننا تقدير هذا المبلغ في المحصلة ب5 مليارات دينار (3,52 مليار دولار)، اي ما يوازي 4% من اجمالي الناتج المحلي تقريبا ».
واضاف الوزير والمعارض التاريخي الذي يشغل منصب رئيس الحزب الديموقراطي التقدمي ان « تونس بلد منفتح جدا على الصعيد الاقتصادي. نحو مليون تونسي، وبالتالي قرابة نصف عدد السكان، يعتاشون من التبادلات الخارجية في السياحة كما في الصناعة ».
واعقبت فرار الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير اعمال عنف ومشاهد تخريب في البلاد. وتم اجلاء الاف السياح من تونس في كانون الاول/ديسمبر ومطلع كانون الثاني/يناير.
ويمثل القطاع السياحي التونسي الذي يعتبر اكثر القطاعات درا للعملات، 6,5% من اجمالي الناتج المحلي ويعمل فيه اكثر من 350 الف شخص من اصل نحو 10 ملايين نسمة.
وبعد ان اعتبر ان تونس حافظت على « ثقة شركائها الاجانب »، اكد الوزير الجديد ان « تونس الجديدة » ستسدد قروضها مع توقع اقتراض مبالغ اخرى.
وقال « لدينا مبلغ مستحق قدره 450 مليون يورو علينا دفعه بحلول شهر نيسان/ابريل. تونس ستسدد المبلغ. لم نطالب يوما باعادة جدولة ديننا وليس لدينا اي سبب لنفكر في ذلك. وبذلك نرغب في تحسين وضعنا بشكل يرفع تصنيفنا لاننا سنحتاج الى قروض جديدة ». واضاف « اننا نعتمد اذا على تفهم شركائنا، ان كانوا في اوروبا، دول الخليج، الولايات المتحدة او اليابان ».
وتابع ان « حاجاتنا تقدر بين 5 و10 مليارات دولار سنستطيع تسديدها في ظروف استثنائية مثلا على 40 عاما ».
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 8 فيفري 2011)
الدرس التونسي من منظور اقتصادي
منير حداد GMT 6:00:00 2011 الثلائاء 8 فبراير1Share نشر البروفيسور « أدموند فيلبس » الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد والأستاذ سيف الدين عموس من الجامعة الأمريكية اللبنانية مقالا في » الفايننشال تايمز » بتاريخ 25 يناير الماضي، بعنوان « إعتاق تونس من طريق العبودية » جاء فيه ما يلي: « كان لإشعال الشاب محمد البوعزيزي النار في جسده يوم 17 ديسمبر 2010 صدى في كامل التراب التونسي. لقد عمت البلاد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس زين العابدين بن علي، و التي تواصلت حتى سقوط هذا الأخير يوم 14 يناير 2011. و كانت هذه المرة الأولى، منذ عقود، ينجح فيها شعب عربي في إسقاط طاغية، ممّا أعاد الأمل للملايين الذين يعيشون تحت أنظمة شبيهة. إن الاعتقاد السائد في الغرب هو أن الدول العربية تعتمد في مجملها على صيغة بدائية لاقتصاد السوق. و كلما زادت النقمة الشعبية نتيجة جشع الحاكم و فرضه ضريبة مرتفعة على القطاعات المنتجة، يتم التوصل إلى حل ما لتغيير النظام. هناك الملايين من أمثال البوعزيزي الذين لم يجدوا حظهم لا في سوق العمالة الذي يقع تحت رقابة الدولة ولا في إنشاء مشاريع خاصة بهم كما يسود الاعتقاد بأن هذه الاقتصاديات تعمل بصفة مرضية رغم الرشوة والعمولات التي تساعد الحكام وأفراد عائلاتهم على زيادة دخلهم. لكن اليوم وبدخول الشاب البوعزيزي الفولكلور العربي، يجد الغرب نفسه في حيرة من أمره: كيف أدت عملية إضرام شاب النار في جسده إلى كل هذه الاحتجاجات؟ كان الشاب البوعزيزي يبيع الخضار في أحد شوارع سيدي بوزيد عندما أقدم البوليس على حجز عربته بدعوى أنه لم يحصل على الترخيص اللازم. وبما أنه لم يكن في مقدور الشاب الحصول على ذلك فقد تم قطع رزقه، ولم يعد بمقدوره الحصول على أي مصدر آخر للرزق. تحكم الدولة في تونس بن علي رقابتها على كافة الأعمال – بما في ذلك عربات بيع الفاكهة والخضروات- ولا يسمح للفقراء بمزاولة الأعمال إلا مقابل رشوة تساعد أعوان الدولة على تحسين وضعهم المادي. كما يتم منح الامتيازات لأفراد الطبقة الوسطى بناء على اعتبارات الولاء للنظام القائم، لا المقدرة على إدارة الأعمال. والأسوأ هنا أن الحكام هم طرف مباشر في السيطرة على الشركات العمومية ذات الأهمية. على هذا الأساس، تصبح المؤسسات الواقعة تحت تأثير الحكومة قوة خانقة للاقتصاد ككل. ومما يزيد الطين بلة تهميش الفقراء وعدم اعتبارهم جزءاً من اقتصاد السوق، مما يمثل مظلمة كبرى في حق هؤلاء الفقراء و يؤدي إلى خسارة كبيرة على المستوى الوطني. فهناك الملايين من أمثال البوعزيزي الذين لم يجدوا حظهم لا في سوق العمالة الذي يقع تحت رقابة الدولة ولا في إنشاء مشاريع خاصة بهم، وبذلك لم يكن بإمكانهم أن يصبحوا أعضاء منتجين في المجتمع. لم يكن فشل تونس في عدم قدرتها على توفير الفرص لشعبها، بل في سحبها لهذه الفرص كما هو واضح من سحب عربة البوعزيزي ويمكن القول إن محدودية الطلب على العمالة ونمو الدخل ناتج عن حماية المؤسسات القائمة التي تحظى بالدعم الرسمي من الحكومة وأجهزتها، مما مثل حاجزاً أمام دخول الأفكار والمؤسسات الجيدة لدعم اقتصاد البلاد. توجد اختلافات كبيرة في العالم العربي، من بلد إلى آخر، لكن قبضة الدولة على الاقتصاد نلاحظها في الدول العربية وغير العربية أيضاً. فالمركزية الناتجة عن عدة عقود من السياسات الاشتراكية أدت بدورها إلى عقود من إصلاح اقتصاد السوق. لكن هذه الإصلاحات لم تقلل، على العموم، من الرقابة المركزية على الوظائف المتاحة لعامة الناس. ولعل التغير الوحيد يتمثل في الانتقال من رقابة الأجهزة التابعة للحكومة إلى رقابة تشرف عليها البطانة التابعة لرجال الحكم. لقد لاحظت السيدة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي (في الدوحة): « عرب كثيرون سئموا فساد المؤسسات وركود النظام السياسي القائم »، لكنها أخفقت في استخلاص الدرس الأهم من أحداث تونس، عندما قالت: « حينما يفتقر الزعماء إلى الرؤية الايجابية ويفشلون في توفير الفرص لمساهمة الشباب، سوف يقفز آخرون لسد الفراغ ». لم يكن فشل تونس في عدم قدرتها على توفير الفرص لشعبها، بل في سحبها لهذه الفرص كما هو واضح من سحب عربة البوعزيزي بدعوى أن صاحبها لم يكن حاصلاً على الترخيص. لذلك، فعلى الحكام العرب أن يعدوا العدة لمواجهة هذا البركان الهائج، إذ أن الأنظمة التي تصادر حق شعوبها في الرفاهية والتنمية هي أنظمة لا تستحق البقاء، وعليها ألا تتوقع خلاف ذلك. ما العمل إذاً؟ على الدول العربية العمل على إيجاد البنية المؤسسية المساعدة، بما في ذلك نظام تعليمي أفضل، مع التذكير بأن التعليم ليس كافياً. ففي تونس التي تعتبر دولة رائدة في هذا المجال، توجد بطالة كبرى لدى الشباب حاملي الشهادات. والخطوة الأولى يجب أن تكون الكف عن تقديم المساعدة للشركات الفاشلة التي لم يكن بإمكانها الاستمرار لولا الدعم الذي كانت تحصل عليه من الحكومة، وكذلك يتوجب الكف عن عرقلة المبادرات الفردية لإنشاء المشاريع، بما في ذلك البسيطة منها ». انتهى لعل أهم ما جاء في المقال أعلاه أهمية أن تعطى الأولوية لوضع حد للعراقيل الحالية أمام المبادرات الفردية، و ذلك بتسهيل نظام التراخيص المعقد، و المسئول حالياً عن عشرات المليارات من الدولارات من المشاريع المجمدة في الدول العربية بانتظار الحصول على تصريح السلطات المعنية، مما ضاعف من أبعاد الوضع الحالي و ما فيه من فقر وبطالة واحتقان. و بالإمكان تحقيق ذلك بتعويض نظام التراخيص الحالي بنظام بديل بحيث يقتصر المطلوب على مجرد تسجيل المشاريع الجديدة لدى هيئة مستقلة لغرض جمع الإحصاءات و دفع الضرائب. أي انه يمكن للمستثمر البدء في إنشاء المؤسسة الجديدة بعد فترة معينة إذا لم يتم إبلاغه بعكس ذلك. كما تساعد لامركزية القرار على التقليل من هذه العراقيل نظرا لمصلحة السلطات الجهوية بتنمية المناطق التابعة لها بالنظر، و يمكن أن يتحقق ذلك من خلال نظام بديل يتم فيه تعيين محافظي الأقاليم عن طريق الانتخاب.
M5432112@hotmail.com http://www.elaph.com/Web/opinion/2011/2/630010.html?entry=homepagewriters
وقائع موثقة لصنوف من التعذيب والاعتداءات
لم يراع النظام البوليسي لبن علي حرمة الذات البشرية وأهانها وامتهنها بشتى صنوف التعذيب والاعتداءات وقد طال أيضا التعذيب العديد من الشخصيات العامة… »الأسبوعي » حصلت على عرائض قدّمت لوكلاء الجمهورية لكن الحفظ كان مصيرها؟؟؟ ويذكر أن الأستاذ عبد الرؤوف العياري المحامي اختطف وعذّب أيام قبيل سقوط بن علي وبدت أثار التعذيب على جسده واضحة للعيان.
اعتقال وتحرّش جنسي بتاريخ 12-08-2008 وجهت عريضة الى وزير العدل أنذاك من طرف ثلة من المحامين وهم الأستاذ محمد المحرزي عبو والأستاذ العياشي الهمامي والأستاذ عبد الرؤوف العيادي نيابة عن زكية الضيفاوي مبعوثة جريدة مواطنون المعارضة الى الرديف لتغطية انتفاضة الحوض المنجمي وقد ورد في العريضة «تعرّض المبعوثةالى تحرّش جنسي من طرف أحد المسؤولين الأمنيين الذي تعمّد لمسها من مواطن عفتها..حيث قام المذكور الذي كان الأعوان ينادونه «سي اليوسفي» بتهديد المنوبة بالاغتصاب ان لم تمض على المحضر ويعتقد أن المدعو محمد اليوسفي هو رئيس فرقة الارشاد بقفصة . السجن للتنكيل بالمساجين تعرّض تاج بن محمّد الزين عزيزي يوم 28 اوت 2002 الى اعتداء من طرف عون سجن يدعى عادل رتبته حارس أوّل بالسجن المدني بتونس وقد تمثّل الاعتداء – موضوع عريضة وجّهت الى وكيل الجمهورية- في الركل والجرّ بشدة وكان ذلك بحضور نائب مدير السجن وهو ما انجرّ عنه ألم جسدي شديد يدخل في خانة التعذيب الذي جرّمه القانون. ننزل عليه وقع اختطاف الصحفي سليم بوخذير من أمام بيته يوم 28 أكتوبر 2009 على الساعة السابعة ونصف مساء وإنزاله من السيارة عنوة في غابة البلفيدير حيث حولت وجهته وتعنيفه ركلا ولكما وقاموا بنزع ثيابه وتركوه في ملابسه الداخلية فقط كما انتزعوا هاتفه الجوّال ومبلغا ماليا قدره 60 دينارا وقد قام أحد المعتدين بتهديد بوخذير بضربه بسكين متفوها بعبارة «ننزل عليه» الاّ أن مرافقه طلب منه أن لا يفعل. بن سدرين والاعتداءات بتاريخ 26 أفريل 2000 وبينما اتجهت الناشطة الحقوقية السيدة سهام بن سدرين لزيارة الناشط الحقوقي توفيق بن بريك تقدّم نحوها عون أمن يحمل الزي المدني يعمل بمركز الشرطة العدلية بالمنزه ووجّه لها لكمة على مستوى البطن وراح يجرّها من شعرها لمسافة 150 مترا ثم حملها داخل سيارة أين جلس عليها أحد أعوان الأمن إمعانا في التنكيل بها وفي المركز مسكها العون المذكور من رقبتها وطرحها أرضا وطفق بمشاركة رئيس المركز وعون ثالث يدوسون كامل أنحاء جسمها بأحذيتهم ويسددون لها الضربات وأشبعوها كلاما بذيئا مما خلّف لها أثارا بليغة برقبتها وبكتفيها وعينها اليوم وهو ما استوجب راحة بثلاثين يوما ممضاة من طبيب صحة عمومية و10 أيام من اجل الإصابة التي لحقتها بعينها. منية المصدر : صحيفة « الصباح الأسبوعي » بتاريخ 6 فيفري 2011 . الرابط :
http://www.assabah.com.tn/article-49196-07022011.html
نماذج من المثقفين المتزلفين الراكبين على الأحداث
إذا لم تستح فافعل ما شئت. هذه قولة مأثورة نستعملها عادة عندما نريد أن نستنكف من تصرفات النساء العاهرات فعلا، وليس غالبية النسوة الشريفات (لأن 99 ، 99 في المائة من نسائنا ليس شبيهات بلوليتا التي فقدت كلّ عفة، يشهد لها ذلك تاريخها). كما نستعملها للحديث عن بعض الشواذ جنسيا الذين لا يتورعون حتى على وضع ورقة التوت لستر أنفسهم وعوراتهم. يتظاهر بعضهم بالرجولة، حاملين شوارب خفيفة مثل شعيرات الزغب، وهم في واقع الأمر لا يحملون صفة الرجولة حتى في مواقفهم. وعوض أن يلوذوا بالصمت وأن يحترموا على الأقل أنفسهم، إن كان لهم القليل من الحياء، قلبوا المجن وصاروا يبحثون لدى الشباب، لاستغفالهم، عن عذرية جديدة. فهم أكثر من العاهرات اللاتي لا يستحيين، ولكنهن يمارسن مهنتهن بشرف، مثل لوليتا. وها همن هؤلاء المثقفون المزيفون، يطلون علينا من جديد لكي يفسروا لنا ما لا يمكن قبوله عقليا ووجدانيا، إذ لم يفهموا أنّ التاريخ والواقع قد تجاوزهم وأنّ هنالك آليات أخرى في التفكير. وكأنهم يعيدون ما قاله زعيمهم الأوحد قبل سقوطه: « فهمتكم، والله فهمتكم ». لقد أخذ هؤلاء الشواذ في الحقل الثقافي، والحمد لله أن عددهم قليل، الذين كلسوا المشهد الثقافي والفكري لمدة 20 سنة اعتمدوا فيها مع زينوشي على تكميم الأفواه وتجميد الإبداع، أخذوا يتسابقون لذمّ وليّ نعمتهم الذي مكنهم من امتيازات وأموال طائلة على حساب الشعب من خزائن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في ظل أربعة وزراء وهم بوسنينة والهرماسي وابن عاشور والباسطي، الذين أغدقوا عليهم الأموال الطائلة لشراء ذممهم وجعلهم ينظرون للسبعة الحية. لقد أنجبت تونس في الماضي رجالا أفذاذا مثل النقابي الصحبي فرحات والمنصف الماطري مثلا الذين ثارا على ظلم بورقيبة وحاولا مع مجموعة أخرى الالتفاف عليه فلم يواكبهم الحظ. وإن توفي الأول في السجن فقد حصل الثاني، بعد حكم الإعدام، على المؤبد، وسرعان ما أطلق سراحه. ولكن يا خيبة المسعى فقد أنجب الاثنان « عضمة حارمة » مما يجعلنا نقرّ بأحقية مثلنا الدارج « النار تخلف الرماد »، وهما الابنان رجا فرحات وصخر الماطري. وبما أننا سنتولى فضح الممارسات الدنيئة للبعض من الوسط الثقافي والإعلامي ومحاولاتهم الركوب على الأحداث والظهور بمظهر الزعماء والثوريين « الأشراف »؟، فإننا سنصرف أنظارنا عن هذا الشخص الأخير لأنه لا يمثل شيئا في الحقل الثقافي، تاركين أمر تقييمه العلمي لوزير الثماني والأربعين ساعة الدكتور الجهبذ المفكر الإصلاحي العظيم، المنظر الفطحل في كل الأمور الدينية والسياسية والثقافية وحتى فنون الطبخ الأستاذ كمال عمران ليوضح لنا شخصيته، طالبين أيضا من غريم المذكور الوقح والبذيء المشفر، الذي خرج علينا في التلفزة الرسمية لكي يسب كل الناس وينعتهم بالجبن، والذي لا ندري لماذا أعطوه مهام التصرف في إذاعة الزيتونة وهو اللصيق بسيده صخر الماطري يوميا ليعرفنا عن مستواه الثقافي، وإن كان المشفر ذاته دون المستوى المطلوب. فهل تندرج هذه التسمية على رأس إذاعة الزيتونة في إطار طمس بعض الحقائق الأخرى وإتلاف للسندات والوثائق؟ أما ابن المرحوم المناضل النقابي الصجبي فرحات، فقد خلف هو الآخر، ويا خيبة المسعى، ابنا ، وهو المسرحي رجا فرحات، تزلف لنظام بورقيبة ولبن علي. فمنذ أواخر الستينات من القرن الماضي كان يقدم نفسه على أنه يساري مجاريا سياسة أحمد بن صالح، ثم انقلب لكي يستعمل هذه الصفة لابتزاز وزارة الثقافة عن طريق فرقة قفصة للتمثيل وازداد هذا الابتزاز من قبله في العقدين الأخيرين. ألم يقم بمعية محمد إدريس بتنظيم أوبيريت في الهواء الطلق بالبحيرة تحت عنوان تونس من حنبعل إلى بن علي والتي زيفوا فيها التاريخ الوطني وعبثوا فيه مثلما شاؤوا عاملين على تشويه ماضينا المجيد مع المرشح لجائزة نوبل في التزيف حسين فطر، حتى يقع ابراز السابع من نوفمبر والتي حصل فيها على عشرات الملايين حتى ينوه بخصال لص اللصوص؟ ألم يقم أيضا باعتزام تنظيم « ربيع الفنون » بقفصة وحصل فيها على الملايين دون أن ينجز المشروع. ثم يطل علينا رجا فرحات بمقال في « الشروق » يسب فيه ويشتم كل من بورقيبة والمخلوع ولكي يكتسب عذرية جديدة بدأ مقاله بذكر استشهاد والده، حتى يغفل الغافلون ممن لا يعرفونه ويصدقون كلامه. كان من الوجاهة أن يترك والده يهنأ في قبره عوض أن يأتزر بجلبابه. ونعود مرة أخرى إلى ذلك الشاذ ـــ والكل من المثقفين الإماراتيين والموريتانيين والليبيين يعرفون هذا ــ ساسي جبيل الذي أصبح يطل علينا كلّ يوم في جريدة « الصريح-الضريح » لتمجيد الثورة، ولكنه في نفس الوقت يتهجم ويشتم الصحافيين ومن يتدخل في القنوات التلفزية من مختلف الحساسيات السياسية والفكرية ويصفهم بالمتسلقين على ظهر الثورة، وكأنه يريد القول من ذلك بأنه الثوري الوجيد في البلاد. والحال أنّ نفس ساسي جبيل كتب في جريدة « الحرية » في عدد يوم 14 جانفي 2011 الذي لم يوزع (وأكيد أنه كتب ذلك يوم 13 جانفي) يقول حرفيا، ناعتا الشباب الثائر بـ »النعاج الجرباء »: « إن المناوئين لتونسنا العزيزة يتناسون أنّ كلّ منتدياتهم الثقافية والإعلامية إنّما تتمحور أساسا حول كوادر تخرجت من المدرسة التنسية برعاية نظامنا السياسي العتيد. ويؤسفنا اليوم أن تيحول بعضهم إلى أبواق ناكرة للجميل يحاول البعض توظيفها توظيفا رخيصا تحريضا على العنف والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة… » موجها في النهاية لشباب الثورة، عندما كانوا أمام وزارة الداخلية مطالبين قائد اللصوص بالرحيل، قائلا : » فيا شباب تونس لا تنزلقوا نحو الظلامية التي تريد أن تجركم عصورا إلى الوراء… ولا ترتموا في أحضان يسار مأجور انتهازي يريد إرجاعنا إلى عصور الفاشية المقيتة……. » منوها بإنجازات 7 نوفمبر. كان من المفترض أن يصمت ساسي جبيل بعد 14 جانفي. وأن يكتفي بعمله كأستاذ للتربية الدينية في النفيضة، حيث تمكن بفضل ما حصل عليه من إغداقات من التجمع ومن اتحاد الكتاب، حيث ساهم في تنظيم ندوة الكاتبات العربيات، وما كان يحصل عليه من « الحرية » و »الملاحظ »، من بناء فيلاتين، وأن يلتزم الصمت ويمتهن الحياء، ولكن الشاذ السليب الإرادة أمام الفحول يواصل دون مقابل في « الصريح-الضريح » التهجم على الشرفاء من الصحافيين، ممجدا في نفس الوقت الثورة. كان أيضا من المفترض أن يغيب عن الساحة الثقافية تماما، لا أن يحاول مع محمد المي اللقيط (إن الطيور تقع على أمثالها) وحسين فنطر والهادي الغابري الالتفاف على اتحاد الكتاب المنتخب شرعيا، لو لم يكن متشبعا بالفكر التآمري. ومن بين الذين قلبوا الفستة والمجن لولي نعمتهم لصّ اللصوص، نذكر الحبيب الأسود الذي أطلّ علينا يوم 22 جانفي 2011 في نفس « الصريح-الضريح » بمقال عنوانه « على الثورة أن تقطع مع ثقافة التبعية وتبعية الثقافة، حيث قال : « أما بن علي فكان دكتاتورا جاهلا، لذلك أحاط نفسه بمن يجاملون جهله وخاصة في المجال الثقافي. » سبحان الله مغير الأحوال. أبح بن علي بالنسبة للحبيب الأسود بجرة قلم جاهلا، وهو الذي نعته في قصيدة بالحكيم الرصين؟ يقول الحبيب الأسود في قصيد بعنوان: « لماذا نحبه » نشرها « الملاحظ » يوم 3 نوفمبر 2010 : نحبه لأنه صادق وأمين… نحبه لأنه حكيم ورصين… نحبه لأنه يحب التونسيين… نحبه لأنه أنقذنا من المجهول… نحبه لأنه أنار لنا السبيل… نحبه لأنه قهر المستحيل… ……. نحبه لأنه صاحب رؤية وبيان… نحبه لأنه كريم ومعطاء…. (وليس لأنه سارق) ….. نحبه لأنه يقدس حقوق الإنسان… …. نحبه لأنه يرعى المبدعين والإبداع…. إلى غير ذلك من النعوت الفضفاضة، لكي يقر بعد 14 جانفي بأنّ زابا جاهل. إن المثقفين الأصيلين والحقيقيين لا يحتاجون إلى نصيحة الحبيب الأسود لأنهم يعرفون أصول الكتابة وعقلهم نظيف لم تعشش فيه الزبالة والانتهازية بالتزلف إلى أزلام بن علي مثل دريد بن علي، صاحب « ستوديو الفنّ » الذي نعته في حوار معه في « الملاجظ » ليوم 29 سبتمبر 2010 بأنه « نموذج متميز للشاب التونسي المبدع والمجتهد والمتحرك في اتجاه الغد الأفضل والأجمل والأكمل، وهو مثال جيد لشباب التغيير الذي يعرف كيف يؤسس تجربته ومسيرته بروج البذل والجهد والإضافة الدائمة » في ميادين السرقة والسطو والفساد. هذه عينة وما زالت لنا عينات أخر.
صالح شكري
بين التخويل والتخوين واتونساه – والغتاه – هؤلاء كانوا لسان حال تونس
الناصر الهاني
يطالعك مبنى مجلس نوابنا و »نائباتنا » بلونيه الأخضر والبني الغامق و اللامع للخشب وبشكله الدائري الذي أظهر هذه الجلسة بفراغها غيرالمسبوق فهو وللأمانة يقدم جلسة فعلية ولأول مرة يقدم مجلسنا الموقر جلسة حقيقية فهو منذ تأسيسه كان يعمل بالإذن والموافقة واستعمال الجذاذات والخطابات التي تُعدُّ سلفا. بدأت الجلسة التي تطالب فيها الحكومة « المُؤَقِّتة » بكسر القاف لأنها تضع أوقاتا بنفسها لما تريد وما لا تريد دون اعتبار لما يدور حولها وما يدور في فلكها بدأت هذه الجلسة بحضور السيد رئيس الحكومة والسيد وزير العدل كشاهد وسند قانوني لهذه العملية علما وأن بنود القوانين المزمع التخويل فيها تكاد تكون جامعة لكل مهام هذا المجلس وما يثير الاستغراب والتعجب حشود الصحفيين الذين كانوا في الطابق الأول المطل على قاعة الجلسات والذين حملوا لافتات صغيرة بها مطالب الاسقالة والتفويض وهذا المشهد أُردف بحضور خارج أسوار البرلمان لثلة من المواطنين ولولا حضور بعض رموز المعارضة الصادقة إلى الآن كالسيد حمة الهمامي لفهم بسطاء التأويل مثلي بأن الأمر مدبر و كانت حشود الناس تطالب باستقالة مجلس النواب ويذكرون التكلفة السنوية له كمؤسسة. وهنا يطرح السؤال: هل يحق دستوريا حل مجلس النواب الحالي ومن له الحق في حله؟؟
إن الفصل السابع والخمسين والذي بمقتضاه يحكم الرئيس الحالي المؤقَّت بفتح القاف لأنه مُبَرْمَجٌ ولا ندري من يحرك ذيول اللعبة- يمنع عليه حل مجلس النواب ولا يحله إلا الرئيس الذي سيقع انتخابه بعد الفترة الانتقالية لذا هل يجوز إذا قبلنا دستورية الرئيس أن لا نقبل سبب دستوريته؟؟ وليعلم الرافضون أن السيد فؤاد المبزع كان رئيسا لهذا المجلس فكيف نؤمن ببعض الكتاب ونكفر بالبعض الآخر؟؟ ليس هذا تبكيتا للمطالبين بحل المجلس وليس دفاعاعن هذا المجلس بل الرأي أن جل المطالبين بحله اليوم كانوا بالأمس حامدين لبركاته ومطمئنين لقراراته ومثمنين عاليا وفي كل ليلة حكمة السيد الرئيس حامي الحمى والدين ونصير المرأة والطفولة ومبدع سنة الشباب والتضامن الدولي حتى أن اليابان تريد أن تستفيد من خبرته لكنه يرفض إعطاء فلسفته إلا للدول الصديقة والشقيقة والشقيق سيلفان شالوم فلم هذا التهافت اليوم والحال أن هؤلاء هم الذين أخافوا الناس من الفراغ الدستوري ونبهوا من مخاطره فلم هذه الردة اليوم؟؟
وبالنسبة للجهة الثانية والمتشبثة ببقاء المجلسين كيف يمكن أن تبقى مؤسستان مشكوك في كل أعضائهما من حيث عدم سلامة انتخاب الغرفة الأولى واختيار كل أعضاء الغرفة الثانية من رئيس مخلوع؟؟ يبدو المشهد مربكا حقا والذي يربك أكثر أن نقترب من نوابنا ونائباتنا وكان عزاؤنا سابقا في عزوف الناس عن السياسة وعدم اهتمامنا بها أما اليوم والكل أصبح يدلي فيها بدلوه وبعد سماعنا لمداخلات جلهم ماعدا استثناءات يحز في أنفسنا أن نمثل من قبل أفراد لا يحسن الواحد منهم حتى الكلام المسترسل بل يجنح جلهم لاستخدام أمثلة « بوس اللفعة وإلا طيح في البير » وهذا لسان حال المعارضة التي يبدو أنها معجبة بأمثلة السيد عبد العزيز بن ضياء حينما كان يجوب البلاد شرقا وغربا رافعا عقيرته بشعاره المشهور »الورقة الحمرا في الصندوق والتجمع ديما فوق » فهذا المعارض البارع قبل الثورة في تزيين معارض السيد الرئيس أحس بالغبن لحرمانه من دفء المقاعد ل24يوما فما باله بشعب عانى الويلات خلال أكثر من قرن فمن زمن البايات ونحن نعاني إلى اليوم ففي الوقت الذي يمر فيه ماء سدود الوسط إلى شط مريم وإلى الساحل ما زلنا نشرب ماء المواجل الموشّح بروث الدواب وغبار الطرق ويتدافع المساكين كل يوم أمام مقرات المعتمديات من أجل وصل « سداري » وفي الوقت الذي يتغير فيه المترو دوريا مازال كل واحد منا يحمل في جبينه يافطة » النقل الريفي « ويسمينا السيد »البلدي » »من وراء البلايك »فيا سيدي النائب عن أية محنة تتحدث فلا تخف فسيدوم كرسيك بقدرة قادر وحفظ حفيظ وينبري بعده نائب آخر عن جهة من الجهات المحرومة ليتحدث عن شرعيته وشرعية السيد محمد الغنوشي فيقول له في أسلوب سمج « إذا تنحيلي شرعيتي انحيلك شرعيتك » ويتذكر التونسي المشاهد فصول « عمار بالزور » و »جواب مسوقر » و »ضمار الجريدية »لنجد أنفسنا أمام نواب
– حاشا البعض – يتقاتلون من أجل الكرسي ولا همّ لهم إلا الامتيازات ومنح الرفاه ونجد أنفسنا أمام صورة مطابقة لمن نقضت غزلها أنكاثا فالقوانين التي سنوها قبل زمن تدافعوا اليوم لبطلان مفعولها وتناسوا أيام كانت المحاكم تعج بالأبرياء والمساكين تحت لا ئحة مقاومة الإرهاب والتي لم تنفع قواته إلا لحماية السيد فرحات الراجحي والجنرال بن عمار من إرهاب زبانية بن علي لما اقتحموا عليهما مقر وزارة الداخلية.فهم اليوم ينقضون غزلا أحسنوا سداءه وأحاطوا به جسد شعب أعزل ودمروا كل حلم لديه ولا زال البعض يواصل نفس الحبكة فأن تتكلم « نائبة » عن حماية مجلة الأحوال الشخصية وضرورة حمايتها هو ضرب من توجيه السهام للون سياسي بعينه لطالما جرّم مجلس النواب وجوده .هم الإسلاميون دون غيرهم فيا سيدتي قُرّي عينا واهنئي بالا فلا يمكن اليوم التعدّي على هذه المجلة ولونظرت لفقهاء المسلمين نظرة تجرد ستجدين من هم أكثر جرأة وأقدر في التشريع من مجلتنا بل بعض فصولها اليوم عفا عليها الزمن ووجب الطموح لتطويرها نحو الأفضل من أجل مجتمع لا يطير بجناح واحد ولا يعاني ثلثيه من التغييب فلا يمكن عزل المرأة لأنها الأصل في تنظيم المجتمع ولا يمكن قهر الرجل من طرف سلط قاهرة وإذا كنتم تعتبرون أن زمن المخلوع كان يحمي هذه المجلة فهل كان يحق للمرأة في تونس طلب الرئاسة والترشح لها في زمنه أو في زمن بورقيبة؟؟ وتكلم الآخرون عن هواجس وشكوك من عمل الحكومة في هذا الجانب بل وصل الأمر ببعض النواب إلى تخوين الحكومة الحالية بفعلتها هذه ولكن الأمر استقر في الأخير إلى تبادل مصالح « احمونا نساعدوكم في التشريع » وتكررت هذه الجملة على لسان أكثر من نائب وكان خوف النواب وتلعثمهم من حل المجلس وضياع المصالح إلى حد أن البعض أقسم وقرب أن يقول »بالحرام لا نخرجها من المجلس » وانتهت الجلسة لصالح التخويل الذي يثير إشكالات عدة وشكوك أكثر.وكان من ضحايا هذه الجلسة اللغة العربية المسكينة فلا مرفوع يرفع ولا منصوب ينصب ولا لفظة في محلها وقد شاهد المشاهد كم كان غبيا حينما يقتنع أننا نمتلك مجلس نواب وقد كنا سابقا نضحك حينما نرى مجلس الشعب المصري يخصص مبالغ مالية لمحو أمية بعض النواب في مجلس الشعب لكن يبدو أن الأمر قد حان لمحو أمية بعض النواب قبل حل المجلس إذا أمكن حله وهو أمر غير ممكن لذا فليتواصل تعليم هؤلاء ولا بد أن تنتخب الحكومة المؤقتة كوادر قادرة في الاندراغوجيا حتى يحسنوا تعليم نوابنا ونائباتنا ليقدروا على التلفظ والنطق بلغة سليمة وسالمة.وبعد هذا التخويل يبدو أننا مدعوون ليقظة أكبر والحال أن الجيش والداخلية استنفرا كل قواهما فنرجوا أن يكون هذا الاستنفار لخدمة الثورة لا لتهديدها ولتوفير الأمن للمواطن وحفظ تونس . حرر مساء 8/2/2011م
دروس من الثورتين التونسية والمصرية
أمة تولد من جديد بعد قرون من الظلم، والفقر، والردة، والكفر
عبدالباقي خليفة
تبدو الأوضاع في بلادنا، متقطعة الأوصال، والمقسمة بين عصابات النهب الدولي، والسرقات، والخيانات الداخلية، كالتالي: استفاقة في تونس ومصر، وتأهب في بقية الدول العربية، وشباب في أقطار كثيرة ينتظر ساعة الصفر. تلك هي حالة المخاض التي بدأت في دولة وطئت أقدام عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، رضي الله عنهم ، وغيرهم أرضها، وأريقت دماء الصحابة والتابعين على أديمها . كانت تلك أرض الزيتونة، والقيروان، وعقبة ابن نافع، وابن الحبحاب، وأسد بن الفرات، وابي زيد القيرواني، والإمام سحنون ، والامام بن عرفة، وابن خلدون.
أمة تولد من جديد : استفاقة انتظرناها طويلا، وكاد اليأس أن يجد له مكانا في القلوب والعقول، لولا نور من قبس النبوة » الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة ». واليوم تصنع تونس ومصر، مجسدات للأحلام المقدسة، فقد تناغمتا تاريخيا، وأثرت إحداهما في الأخرى، فمن مصر وصل عقبة بن نافع إلى الأطلسي،عبر تونس، وفي مصر حطت جحافل المعز القادمة من تونس رحالها، وبنت الأزهر والقاهرة. واليوم كذلك، نرى عيون الملايين من المسلمين وغيرهم من أحرارالعالم تتطلع لقيامة العرب الحقيقية، من التخلف، والموات السياسي، والإقتصادي، والثقافي، والأممي. والآن، يعود الوعي بالتوحيد مجددا، يحمل معول ابراهيم، ومقلاع طالوت، وعصا موسى، ودعوة محمد صلى الله عليهم وسلم.. أمة تولد من جديد .. بعد قرون من الظلم، والفقر، والردة، والكفر، والهزائم،أعادت الثورتان التونسية والمصرية للأمة الثقة بالنفس، والثقة في الشعوب، التي كادت تنسى أن » بعد العسر يسرا ». وأن » الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ». وأن الأمة تتحمل جزءا من وزر الحكام الظلمة، عندما اغتصبوا سلطتها، وهجروا تعاليم دينها، وسرقوا ثروات شعوبها، فلم تصرخ، والصراخ أضعف الإيمان . فضلا عن أن تضحي من أجل كرامتها، وتحقق مقاصد الخلق، بتفعيل منة التكريم الإلهي » ولقد كرمنا بني آدم ». وقديما قالوا » النار ولا العار ». جاء ذلك النداء مدويا من سيدي بوزيد في تونس، وسمع يوم 25 يناير في مصر الكنانة ، مصرالأزهر، والعز بن عبد السلام، سلطان العلماء، وقطز، والظاهر بيبرس. وبين الإستجابة للتحدي، ووصول الرسالة إلى ميدان التحرير، كانت هناك دروس كثيرة جديرة بالتسجيل .
العثور على الحل :
1 ) كشفت الثورتان التونسية والمصرية،أن شعوب الأمة كانت في سبات عميق، تحتاج فيه للاستغفار المستمر دون انقطاع، وأن الأنظمة الحاكمة كانت تستفرد بالأحرار، سواء كانوا مجموعات، حركات ، وقيادات، وطاقات أكاديمية ، وصحافيين ، وكتاب، وغيرهم. وأن الصراع لم يكن متكافئا سواء أخذ طابع التمرد المسلح، سوريا، الجزائر. أو الخروج للشارع تحت لافتات حزبية غير مسنودة شعبيا، وتمثل تونس ومصر، نموذجا فاقعا في هذا الخصوص. وقد رأينا أن قوات الشرطة في تونس ومصر، انهارت خلال المواجهات مع الشعب، بما يعيد نتائج صدامات الحركات الاسلامية مع السلطات المستبدة في القطرين .
إذن، الدرس الأول هو أن أي تحرك يجب أن يكون مسنودا شعبيا، وأن يتم إقناع قطاعات واسعة من الشعب للخروج ضد السلطات الاستبدادية الفاسدة على كل المستويات .
التراكم يولد الانفجار:
2 ) أن التحركات الفردية، والجماعية، ضد السلطات المستبدة، ليست عبثا، بل ضرورة ليستفيق بقية أفراد الشعب، وتكوين وعي سياسي لديهم بوجود مشاكل في البلاد غير التي يتحدث عنها الإعلام الرسمي، مع ظهور وسائل الاتصال الحديثة، الانترنت، والفايس بوك، والتويتر، والسكايب، وغيرها . فالناس في حاجة لمن يضرب لهم المثل في التضحية، وقول كلمة الحق، ومواجهة الباطل، والظلم، والقهر، والاستئثاربالثروات، والقرارالسياسي.
وجميع النضالات وما يترتب عليها من دفع لفواتيرالحرية، من سجن، وتهجير، وتعذيب ، وحتى القتل، هي تراكمات تبقى في المخيلة الشعبية بطولات، إلى أن تصل الأمور إلى حد الغليان في نقطة فارقة، كالتي حدثت في تونس ومصر.
بيوت العنكبوت ..أوعصا سليمان:
3 ) كشفت الثورتان التونسية والمصرية، عن هشاشة العصابات الحاكمة في البلاد العربية، ولا سيما تلك المرتبطة بالمنظومة الأمريكية، وكان الشعب يحسب لها ، مخطئا، ألف حساب، رغم وجود أعداد هائلة من قوات القمع ،أرهبت وترهب بها الشعب، حيث هناك 160 ألف شرطي في تونس، مقابل 25 ألف جندي، في دولة يبلغ تعداد سكانها نحو 11 مليون نسمة . في حين يبلغ عدد قوات القمع المصرية مليون و450 ألف مقابل 300 ألف جندي ، في شعب يبلغ تعداده نحو 85 مليون نسمة . وبدت الملايين التي يزعم الحزبان الحاكمان في القطرين، انخراطها في صفوفه كسراب يحسبه الضمآن ماء. فهاته الملايين ليست سوى مجموعات من الانتهازيين الذين لا يتورعون عن اعلان براءتهم من الطغم الحاكمة إذا شكت في امكانية استمرارها. وعندما تنهار تكون أول من يكشف فضاعة ممارساتها كما حصل في تونس بعد 14 يناير 2011 م . حيث لم تخرج أي مظاهرة مؤيدة للديكتاتورالمستبد بن علي، أوحزبه ، الذي يواجه اليوم قرار حله.
التغلب على سياسة فرق تسد:
4 ) على الحركات الشعبية، والسياسية، والنخب المختلفة، أن لا تدخل في صراعات فيما بينها، لتسحب البساط من تحت أقدام السلطات الغاشمة، التي تعمل على إذكاء الصراعات بين المجموعات، اسلاميين وليبراليين، قوميين ويساريين، ( …. ) باعتماد سياسة، فرق تسد، فالكثير من الصراعات مفتعلة، وتقف وراءها السلطات الحاكمة. وهي لا تخشى أي تيار سياسي في مجتمع متدين بالفطرة، خشيتها من الإسلاميين، ولكنها لا تتورع في كتم صوت أي بيدق من بيادقها، إذا ما تجاوز المسموح به ، وخرج عن حدود اللعبة . وهذه السلطات تشعر بالتسلية عندما تتراشق مختلف الأطراف بالاتهامات، وتضرب بعضها بعضا من خلال المشاريع التي تقوم تلك السلطات بتمويلها. لا سيما إذا لجأت تلك الأطراف الغبية المتصارعة، إلى الحاكم ليحكم لصالحها ضد الطرف الآخر. هنا تبلغ به النشوة مبلغها، ويشعر بأنه يحرك عرائس الكراكوز في مسرح لعبته السياسية، وكثيرا ما تلعب السلطات سياسة تبادل الأدوار، بين مراكز صنع القرار، فيحسب هذا المركز على الليبراليين، ويحسب الآخر على المحافظين، ويصبح المركز الليبرالي، زعيما لليبراليين ، والمركز المحافظ زعيما للمحافظين، وكلا المركزين يعملان لهدف واحد ، هو أن يبقى الطرفان يدوران في فلك السلطات وحسب.ولا يخرجان على الخط الوهمي الذي حدده مركز القرار. وقد تم في تونس ومصر كسر هذه اللعبة، باجتماع جميع الأطراف على تحقيق مبادئ كونية يلتقون عليها، وهي لا وصاية لأحد على أحد ، والخلافات يفصل فيها الشعب في أجواء الحرية للجميع، مع احترام قيم المجتمع وتقاليده الراسخة .
تكسير الأصنام :
5 ) نزع هالة القداسة عن الآلهة المزيفة، ولا سيما رأس السلطة ، ففي هذه المرحلة، يشعر المستبد بالانهيار الداخلي، وبانهيارالصورة التي رسمها لنفسه، وعمقها في وجدان وأذهان الشعب، بأنه » لا يسأل عما يفعل » » وهوعلى كل شئ قدير » ( حاشا لله ) و » ذاته مقدسة » لا يمكن لأحد أن يجرأ على النيل منها. فإذا تم كسر هذه الصورة النمطية في المجتمع، يشعر من يرددها بأنه تحرر من المستبد في داخله، ويشعرالمستبد بأنه أضحى عاريا أمام الشعب، فينهار ثم يهرب، كما حصل مع طاغية تونس، بن علي.. كانت شعارات الثورة التونسية، أمشاط تهتك عروق وعظام وأغشية وأعصاب هالة القداسة التي أحاط المستبد نفسه بها.ومن خلال تلك الشعارات، نعلم لماذا انهار بن علي، ثم هرب، فالشعب علم حقيقته، وأمعن في تحقيره وتسفيهه والسخرية منه. » التشغيل استحقاق يا عصابة السراق » السارقين » و » يا نظام ( السلطة ) يا جبان شعب تونس لا يهان » و » تونس حرة حرة وبن علي يطلع برا » و » خبز وماء وبن علي لا » أي أنهم يفضلون الحرية الحقة، على أكاذيب التنمية، والوعود الكاذبة، مفضلين الحرية على رغيف مغموس بالذل والمن والاستعباد. و » اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام » و » لا إله إلا الله ، الشهيد حبيب الله » وكانت ثالثة الأثافي » الشعب يريد إسقاط النظام » والشعب يريد إسقاط الحكومة » وهو الشعار الذي استلهمه المتظاهرون في ميدان التحرير بالقاهرة . وكانت » شد شد( امسك امسك ) بن علي هرب » قمة السخرية والاستخفاف، وهتك هالة القداسة التي أحاط المستبد نفسه بها . أخبارالخيانة رافعات الثورة :
6 ) من الأهمية بمكان، في معركتنا ضد الاستبداد، كشف الحياة الخاصة للمستبد، وعلاقاته الدولية، وأسرار تواطئه مع الأعداء التاريخيين للاسلام والمسلمين. فعلاقات بن علي، وحسني مبارك مع الكيان الصهيوني، كانت روافد هامة في الثورة ضدهما. مع صلف العدو الصهيوني، ورفضه حتى ( للسلام ) الذي يعرضه الرعناء العرب، الذين يسمون أنفسهم تجاوزا ( زعماء ). فعلاقات بن علي وحسني مبارك مع الكيان الصهيوني، كانت رافعات للثورة ، وحنق الشعوب عليهما وعلى الكيان الصهيوني الذي يهود القدس، ويستمر في بناء المستوطنات فوق أراضي 1967 م ويحاصرغزة ، ويقتل سكانها بشكل بطئ، ويهدد القطاع بالغزو. بينما يغلق حسني مبارك الحدود مع القطاع، ويساهم في حصار غزة ويحارب حماس، ويتواطئ مع الأعداء ضد الاسلاميين، وجميع شعبه ، ويحرض عليهم . وقد كشفت وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة، سيبي ليفني، أن زعناء عرب يلتقونها سرا في الفنادق، ويطلبون منها عدم كشف أمرهم، فأي خيانة يرتكبونها في غفلة من شعوبهم. فإذا كانوا يفعلون ( الصح ) لماذا يخافون ؟!!!!
حرامية ومافيا في جلبابي الحكمة والرشد المزيفين :
7 ) أمر آخر في غاية الأهمية ، يكشف جانبا، من حرص الزعناء العرب، على البقاء في السلطة. بعد أن أصبحت، الدجاجة التي تبيض ذهبا، والبقرة المقدسة التي وضعوا أنفسهم سدنة لها دون غيرهم، ومن ينازعهم إياها يقصمون ظهره . فهذه السلطة التي يتمسكون بها، يسرقون من خلالها ثروات الشعب، وهذه السرقات، وراء حالة البطالة التي يعيشها آلاف الشباب، وحالة التخلف التي تعيشها البلاد، والتراجع الرهيب الذي يهدد مستقبل الأجيال، على كافة المستويات. مافيات حاكمة يخلع عليها ألقاب، الحكمة، والرشد، وهي لا تلمك حكمة ولا رشدا. بل هي تجسيد حي للخبث، والنذالة ، والخسة ، واللؤم . مجموعات من، الحرامية ، والمافيا المحترفة ، التي تتجاوز وبمراحل صفات وسمات المافيا التقليدية . فعائلة بن علي، كانت تتحكم في 40 في المائة من الإقتصاد التونسي. وثروتها تتجاوز الاربعين مليارا. وهو رقم بامكانه أن يجعل تونس، جنة على الأرض. أما ثروة آل مبارك ، فتصل إلى 70 مليار دولار، وهي بدورها كافية لتشغيل جميع العاطلين في مصر، وإحداث نقلة نوعية في بنية الاقتصاد المصري. وهكذا يتبين لنا أن إصرار الرعناء على البقاء في السلطة، هو إصرار على مواصلة السرقة والنهب وإفقارالشعب، ورشوة الغرب للسكوت على تلك الانتهاكات، وهي رشوة تتجاوز وبكثير ما يسرقونه ، وهي نكبات متجددة تحل بالشعوب المنكوبة بالرعناء المستبدين . وكشف كل ذلك وتتبعه ونشره ضروري لكسر الهالة المزيفة التي يحيط بها سارقوا الشعوب ومفقريها أنفسهم بها.
سحرة فرعون:
8 ) يحيط لصوص الحكم في البلاد العربية أنفسهم ، بمجموعة ممن يسمون أنفسهم تجاوزا » مثقفين » لأن المثقف الحقيقي، هوالذي ينحاز للشعب، حتى وإن أغضب السلطة، بل لا يعد مثقفا إذا لم يفعل ذلك . حتى ولوكان من في السلطة من التيار الذي ينتمي إليه، فالمثقف الحقيقي ، كما يقول غرامشي، لا يعدم الرؤية التي يكشف من خلالها مكامن القصورفي أداء السلطة على كافة المستويات . وكان بن علي وحسني مبارك، أكثر ممن استخدم ، مثقفي الايجار، المستعدين لخدمة المستبد، مقابل فتات، وغالبا ما يبررون ذلك كذبا بأنهم يخدمون مبادئهم، فمتى كانت المبادئ تخدم من خلال التمكين للاستبداد، الذي لا يمكنه أن يصنع نهضة، وإنما نكبات متتالية تحيق بالشعب. وكان ممن انتعلهم بن علي، محمد الشرفي، الذي كان وزيرا للتعليم، وعفيف لخضر، وآخرين يطول ذكر أسمائهم …. وهو ما فعله حسني مبارك مع الفقي قبل استقالته مؤخرا، وجابر عصفور، الذي وقع في الفخ أكثر من السابق، بانضمامه للحكومة الجديدة في مصروآخرين يطول ذكر أسمائهم ….
الشيطان يتبرأ من وكلائه :
9 ) رأينا كيف أن القوى الدولية، تظل حامية للطغم ، ومدافعةعنها، وساكتة على استبداد الأنظمة العربية . بل تتعاون معها في إبقاء العرب متخلفين، وضعفاء، ومتفرقين، ومشلولين على المستوى السياسي، كما نرى في الهوات السحيقة، التي يسمونها تجاوزا » قمما » لكنها تتخلى عنهم عندما تشعر بأن صلاحيتهم انتهت، كما تنتهي صلاحيات المعلبات . فبن علي الذي كان عميل فرنسا المدلل، والذي يسارع باذاعة كل برقية يرسلها أو يرسلها إليه الرئيس الأمريكي، لم يجد ملجأ سوى في محضن الدين الذي حارب حملته على مدى 23 سنة . لم تقبله فرنسا الذي ظل في أجوائها لمدة 7 ساعات، وكذلك ايطاليا، ومالطا. في حين لم يلق حسني مبارك أي دعم معلن من أسياده الذين خدمهم طوال حياته، ولا سيما السنوات ( الكابوس ) التي حكم فيها الشعب المصري على مدى يزيد عن ثلاثة عقود. وكان رد الغرب على هؤلاء المستبدين، كرد الشيطان على الذين اتبعوه، يوم القيامة » وما كان لي عليكم من سلطان،إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم » ( النساء ) واليوم يردد الغرب نفس المقولات، ما أطغيته ولكن كان في ضلال مبين » قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال مبين… » ق الآية 27 . فوزيرة الخارجية الفرنسية ، تبرأت من بن علي، ونظامه، بل إن وزير الثقافة فريدريك ميتران قدم اعتذارا للشعب التونسي. بينما تصريحات ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، تفيد بأن صلاحية حسني مبارك انتهت ، وإن كال له المديح كعميل موثوق به في واشنطن وتل أبيب. وأن الرعناء العرب، هم من يحق وصفهم بأوراق الكلينيكس، وليست وثائق ويكيليكس، كما وصفها القذافي.
دعوة لصنع تاريخ جديد :
10 ) لقد فرخت هذه الأنظمة كل الشرور، وكل الموبقات، وكل الظواهر السلبية، والخطيرة . فهي المسؤولة عن ظهور الإرهاب، وهي المسؤولة عن البطالة والفقر، وهي المسؤولة عن التخلف، وهي المسؤولة عن حالة التكلس الاقليمي بينما تصعد ايران، وتركيا، والهند، والنمور الآسيوية، والكيان الصهيوني .
الانسان لا كرامة له في الداخل، ولا في الخارج بسبب هذه الأنظمة . أصبحت الشعوب والبلدان وما تحتوية من ثروات ملكا خاصا للطغمة المستبدة يتاجر بها في أسواق النخاسة الدولية . وتوزع الثروات على الشركات الامريكية والاوروبية لحماية العروش .وأصبحت بلداننا خاضعة للاملاءات الخارجية ومراعاة مصالح الغرب على حساب الشعب والامة .وبالتالي لم نصبح ملكا خاصا للحاكم فقط، بل لامريكا والغرب عموما، يغيرون مناهج تعليمنا، ويرسمون خطط اقتصادنا، ويحددون سقف سياساتنا، ويجعلون من أرضنا قواعد عسكرية لاحط ما أفرزته مجتمعاتهم من أنواع البشر. بينما مستشفياتنا تفتقد للكثير من الضروريات ، وطرقنا للكثير من الاصلاح، ومؤسساتنا للكثير من العناية . وهكذا نجد أن اليهود لديهم مشروع في المنطقة ، والايرانيين لديهم مشروع ، والاتراك لديهم مشروع، والامركيان لديهم مشروع، ونحن ملحقين بالمشروع الامريكي عن طريق حكامنا الرعناء . بل أن مشروع الانظمة هو سرقة المزيد وإفقار المزيد من الشعب وخدمة المشاريع الصهيونية والامريكية .
الجرأة ، في نقد الحاكم، ومن ثم الثورة، بعد تهيئة متطلباتها، وكسر حاجز الخوف، والشعور بالمسؤولية، وتكرار السؤال، لماذا كل هذا السكوت وهذا السكون في مواجهة الظلم والسرقات، والخيانات. هو ما نتعلمه من الثورتين التونسية والمصرية . وقد كان الأنبياء عليهم السلام، قدوات لنا جميعا، فموسى عليه السلام لم يكن يتحدث من برج عاجي، بل واجه بنفسه الفرعون، ولم يوكل أحدا لذلك. وعيسى فعل الشئ نفسه ، ومحمد صلى الله عليه وسلم الوحيد الذي أنجز ما يجب على كل انسان رسالي وكل مثقف عضوي، أن ينذر نفسه له ، وهو مقارعة الشرك والظلم، وبناء دولة التوحيد والعدل. فالأنبياء كانوا زعماء مصلحون، ودعاة للخير، وتطهير الروح ،وتحقيق الرغبات المشروعة للجسد وفق ضوابط حددها المولى عز وجل . وفي الثورتين التونسية، والمصرية ، شعر الكثيرون بأنهم مدعوون لصنع تاريخ جديد لبلدهم، وأحس كل فرد بأنه مسؤول عن ذلك ، لذلك شهدنا ونشاهد الملاحم التي يصنعها الشباب والكهول والشيوخ من كلا الجنسين . فالتضحية والتضحية فقط هي طريق الخلاص، ولا ننتظر أحدا أن يضحي من أجلنا ليخلصنا، بل نحن جميعا يجب أن يكون أول من يفعل ذلك، فبالتضحية توهب الحياة .
ضمانات الحكومة التونسية المؤقتة…؟
الحكومة المؤقتة نحو التمكين : تشهد الساحة التونسية فراغا سياسيا مقيتا من قبل المعارضة الحاضرة الغائبة …الحاضرة و بكثرة على صفحات الجرائد و النت من خلال البيانات و التحاليل و الغائبة و بشكل ملفت للانتباه على الساحة السياسية أو على مستوى أخذ القرارات أو حتى على مستوى رسم خطوط المرحلة القادمة فهي مشغولة بمهام أخرى ذات أولوية…فهي اما تبحث عن الشرعية او تنتظر الاعتراف الرسمي بها او أنها تحاول جمع أطرافها المتبعثرة هنا و هناك أو توسيع قاعدتها الضيقة أو ترتيب بيتها من الداخل بعدما عبث فيها النظام البائد ، و في ظل هذه الأجواء الغير مستقرة يمضي الغنوشي ومن معه نحو التمكين بخطى ثابتة فها هو يسحب الشرعية من الثورة التي منحته مؤقتا مهام ادارة البلاد و يستلمها من جديد من البرلمان الفاقد للشرعية و بهذا الشكل يضعف الغنوشي سلطة الثورة و يتحرر شيئا فشيئا من ضغط الثوار و مراقبتهم و يبني لنفسه شرعية و يصنع لشخصه قوة عبر صلاحيات الرئيس المفتوحة تحت غطاء ضرورة المرحلة و انقاذ البلاد و بهذه الطريقة المفضوحة تنمو الديكتاتورية الناشئة بمخالب ناعمة في البدء لتصبح في الغد سكاكين جارحة تقطع كل من يعترضها . استجابت الحكومة المؤقتة لكل شروط و متطلبات المجتمع الدولي دون أن ترجع للقاعدة أو للنخبة لاستشارتها و لكن تتصرف و كأنها الآمرة الناهية في تونس و أنها صاحبة القرار و سيدة هذا الوطن الجريح و لكن المتابع للأحداث و للوهلة الأولى يفهم أن هذه الحكومة المؤقتة تبني لنفسها مجدا و تشيد صرحا لتقف عليه غدا في الانتخابات المزمع القيام بها قريبا و بذلك تراهن على تزكية المجتمع الدولي لها بعد أن استجابت لكل طلبات الغرب بدون تردد ، وانه نفس سيناريو الذي سطره بن علي لما انقلب على بورقيبة تعاد صياغته الآن و لكن بوجوه جديدة . الوجه الحقيقي للحكومة : أن مسألة تعيين الولاة الجدد بالولايات هي عبارة عن الخطة التالية من خارطة الطريق لتثبيت الحكومة و اطالة عمرها عبر توزيع حبوب لتسكين الألام و امتصاص غضب الجماهير الا أن شبابنا الواعي لم تفت عنه هذه الخدعة و رفض القرار و لفظ لكل وال جاء يستلم مهامه خلسة و لكن الملفت للانتباه و المؤلم في هذه العملية أن الحكومة المؤقتة لم تستشر شركائها من المعارضة الذين يشكلون جزءا من جسد الحكومة بل همشتهم و لم تعطهم أي اعتبار و لا وزن غير انها في مستهل الثورة هرولت اليهم تطلبهم المشاركة في الحكومة المزمع تشكيلها و كان البكوش و الغنوشي يعرفان جيدا أن أي حكومة جديدة بدون وجوه معارضة لن تجد قبولا لدى الجماهير و بعد أن بدا لهما أن الأمن استتب و الامور تجري بشكل جيد أداروا ظهورهم لرموز المعارضة الذين كانوا بالأمس سترة نجاة لهم و اعتبروهم أن المهمة التي جاؤوا من أجلها قد انتهت . تهميش ما بعده من تهميش …؟ مسرحية تعليق نشاط الحزب الدستوري : منذ الاستقلال لم يعرف التونسي غير الحزب الدستوري ، أعضاؤه يتجاوزون المليون ، حيثما حللت وجدت دستوريا أمامك ….منتشرون بشكل فظيع على مؤسسات الدولة و دواوين الحكومة و مكاتب الوزارات و الشعب و النوادي و الجمعيات و الأسواق و الشوارع و الاعلام المرئي و المسموع و المقروء . ان مسألة تعليق نشاط الحزب غير مفهومة فبالأمس وزير الداخلية بنفسه عين اكثر من عشرين وال جلهم من قيادي الحزب الدستوري و معظم كوادر الحكومة و كبار الموظفين هم دستوريون . صراحة لم نفهم ماذا يريد الوزير الجديد ؟ هل يقصد منع نشاطهم بمباني الحزب و يسمح لهم العمل في مكاتب الحكومة المؤقتة ؟ اذا كان الوزير صادقا في مسعاه و يريد الحفاظ على أمن البلاد كما صرح بذلك عليه بطرد كل اعضاء الحزب من جهاز الدولة و دواوين الحكومة غير ذلك تعتبر لعبة ألاعيب الحكومة لخدعة الشعب و ربح الوقت . الى يومنا هذا الحكومة المؤقتة تمسك بزمام المبادرة و توسع صلاحيتها بشكل مخطط له مسبقا و تضع يدها على أكبر الملفات و أكثرها وزنا و أفرغت الشوارع من المحتجين و نالت استحسان الغرب الا أن عمر الحكومة المؤقتة القصير و ما نتج عنه من أنشطة و تصريحات مريبة يجعلنا نشك في كل يوم جديد من عمرها في استجابتها لمطالب الشعب و الثورة و تجعلنا نسأل و بالحاح عن الضمانات التي تملكها الحكومة الحالية لطمأنة الشعب غير الوعود و التصريحات الصحفية ثم الضامن الحقيقي أن الحكومة المؤقتة ستجري الانتخابات في مواعيدها ؟ وعدم ترشح الغنوشي للانتخابات الرئاسية القادمة كما وعد بذلك ؟ ان الطريقة التي تدار بها البلاد لا تبعث عن الارتياح و المواطن التونسي لا يشعر بالأمان خاصة و أن الشهداء يسقطون يوميا بوسط البلاد و جنوبها و أن المبعدين يلقون سوء المعاملة و التهديد و الاهانة عند نقاط الحدود و كأن الثورة لم تكن ….؟ ضمانات الثورة : آن الأوان للمعارضة أن تجتمع تحت مظلة واحدة و لو الى حين و ذلك للحفاظ على مكاسب الثورة و أن لا تسرق من قبل لصوص السياسة و تشكل ضمانة حقيقية لدم الشهداء و المكاسب العظيمة التي تحققت و تعمل على بقاء نار الثورة مشتعلة لتكون رادعا لكل مرتد و مخادع و تحدد ضوابط للحكومة المؤقتة للالتزام بها و فترة زمنية معلومة لا يمكن تجاوزها . أما بخصوص شباب الثورة و فخر تونس الذين يمثلون صمام أمان هذه الأمة و كما عاهدناهم رجالا غيورين ليعلموا ان الثورة لم تكتمل و المعركة لم تنته بعد و أن المشوار ما يزال طويلا خاصة و أن بقايا المافيا يحاولون العودة لسالف مقاعدهم بأي شكل من الأشكال و لو كان ذلك على صدوركم لأنه صعب عليهم خسارة مواقعهم و امتيازاتهم في نفس الوقت . و أعتقد ان الأيام القادمة ستشهد توترا و التفافا على الثورة و سرقة مكاسب الشعب ، حينها سيضطر الشباب النزول للشارع و لكن بشكل منظم و ذا أهداف محددة و بالتأكيد لن يلدغ الشباب مرة أخرى . حمادي الغربي
رجــــــولـــــــة 3
فتحي خزندار في سنة 1991، احتفل الشاعر الفحل أحمد اللغماني بذكرى إبعاد الزعيم الحبيب بورقيبة بقصيد كلّه وفاء وصدق لمن لم يتوقف عن الإشادة به أيام كان في السلطة. وهو درس آخر نتعلم منه الرجواية، نهديه لأولئك الذين لا يمتلكون الحياء ويعتقدون أنّ ذاكرتنا قصيرة وأنّ شعبنا ينسى. يقول الشاعر أحمد اللغماني : يـــأ نـــازح الــــــدّار إلى الفارس المترجل، إلى الحبيب بورقيبة في ذكرى إبعاده 1 يا نازح الدّار بيـــــــن الأهل والــجار تأتيك مشبوبة الأشــــواق أشـــــــعـاري تأتيك من عالم تخـــفــى مــــــعــالمه: من منبع في قــــــرار النفــــــس فـــوّارِ تأتيك هفهــــافةً كالـــطــيف لابســــة ما شفّ من نســـــــــــج أشتذاءٍ وأنــوارِ تسري إليك كما يســـري الحـبيبُ إلى حبيبه في مسار الكـــــــــــوكب الساري تشتمّ أخبارَك المـــمنوعَ مـــــصدرُها كما تشمّم طـــــــــــيرٌ ريحَ أوكـــــــــارِ تأتيك مُسفِرة إسـفــارَ بـــــــــــــارقـة تجلو الدّيـــــــــــاجيرَ في أعقاب أسحارِ جريئةً لا تُبالـــي رصْدَ راصــــــدها من مكمن مُظلم، أوْ خــــــــــــلف أستارِ تأتيك فوق ظـــهور الموج ثابــــتـــة في مرْآة الصحْو أو في عصف إعصارِ تأتيك كاللؤلـــؤ المكنون تَــــــخْـتـبَؤه عرائسُ البحر في أصـــداف مـــــحــَّـارِ مُختصّةً بك. مُــــختصا بها، هرعـتْ إليك مُختارةً تسعـــى لــــمُخـــــتــــــــارِ تأتيك بالمحض من ودّي ومن شجني وبالوفيًـــين : إعــــزازي وإكــــبــــاري تُقبّل الهامــــــة الشــــيْبــــاء خاشعـة وتعصبُ الجبهة الشمّــــاء بالـــــــغـــارِ 2 يا قابـــعا بين بلــــواه ونــخْــوتــِــــه مُقسم الحــــــسّ بين المــــــاء والـــنـارِ
يحيكُ من حوله النسيانُ سترتـــــــــه فينكُــــثُ النّـــــسْج تحْنــــاني وتـــذكارِ
ويرصفُ النُــكـــرُ أسوارا تحيط بـه فينسفُ الـسّـور إيماني وإصـــــــراري ليلٌ من الوحشة السّوداء يـفــصـــلـه عن وصل مُتّصل أو أنـــــسِ سـُـــــمّارِ فيطردُ الليلَ ما لي مـن مـــــودّتــــه ويجرفُ الوحشةَ الســـوداء تــــيـــأري 3 يا حاملا وزر جُلاس وحاشيّـــــــــة حُضّار نُعمـــــى، وفـي البــأساء فُــرّارِ جُباةُ فضلك ما فتروا بسانــــــــحــة إلا اعْتـــلوهـا لإثــــــراءٍ وإبْطـــــــــارِ تبرْقعوا الصّدق والإخلاص وانتحلوا الوفاءَ، واستبـلــــــهوا أحلام أغـــــرارِ هُم المُرابون، تُجارُ الضمير، وهـــم قُـــناص مغنمة، عبادُ ديـــــــــــــنــــارِ حاموا بمائدة السلطان في جــــــشـع كــما يحوم ذبـــــاب حـول مـُـشـــتـــارِ وحين مالتْ بـه الأقــدارُ مـيْـلتــها ضاءت بكلّ يدٍ سكـــــــــــين جــــــزارِ لخائن العهد عُقبــى ســوف تأخذه ـ وإن تطاول عهدٌ ــ أخـــــــذ جبـــــارِ 4 يا نازلا بين إحساسي وعــــــاطفــتي ويا مقيما بإدراكي، وأفــكــــــــــــــاري رُعاةُ عهدك ما حادوا ولا اضطربوا من جُبنهم بين إقــبال وإدبــــــــــــــــارِ
قلوبُهم لك جــــنّــــــــــاتٌ مُــفــتّحة فانْزلْ على الرحـب ! لست النازحَ الدارِ وأْنَسْ بأُنس وفاء الأوفياء ! وأوفـــــــــــــــــــــــى الأوفياء وفائي……. ثمّ أشــــــعـاري 5 يا عائشا في حواشي العمر، لا أملٌ يجدّد العُـــــــمُرَ، لا تـــــــوْق لأوطــارِ يجْتابُ ماضيه، يجترّ غــــــــصّتـه صبْرا، ويجرعُ بلــــواه بــــمقــــــــدارِ
تدورُ من حولـــه الأجـــرامُ سابحة وجِــــــــرمُه مســــتقــــرّ غيــــر دوّارِ
صُبْحٌ وليْلٌ، ولا شـــمس ولا قــمرُ لا ميْز بين مغــاريبٍ وأفـــــــــــــجتارِ تترى الشهور بلا عدّ، وتتبعــــــها السنون جدباء، عطشى، ذات إقــــتـــارِ ونازح الدار في شغــــل بمـــحنته يُحاورُ الصمتَ إسرارا بإســــــــــــرارِ
يظلّ بين تأسّـــيـــه وثــــورتــــــه مُــبلــبــل البــال بين الصفح والثـــــــارِ فطبعه الصلب تــــوّاق لــمثْـــــأرة وقلبه السّمْـــح مـــــيّـال لإيــــــــــــثــارِ لكنه آخــــــر يـحـنــو لطــــيبتــــه فدأبه في التســـامـــــي دأبُ أبــــــــرارِ هُمُ المحاميد في أطوار محــــنتـهم يجزون شرّا بخير: صُــــنـــع أخـــيـتارِ لهم على الدّهر ذكر شائع عطــــرٌ يُزري بأنفاس ريــــــحاــــــنٍ وأزهــارِ ما سجّـلوا من سجلّ غير منطـمس وما بنوْا من بـــــنــــاء غـــير منـهـــارِ 6 يا فارسا أنهتْ الأعوام جولتـــــــه إذْ آدَهُ عُــــمُـــرٌ أضــــــعــــاف أعمــــارِ شاخ المجيد، وشاخ المجد وانسحبت من عَرض ميدانـها رايـــــات مغْــــــوارِ
مالتْ وما انْتكست، غابت وما انحدرت شـــمّاء مـا وصمتْها وصمـــــة الـعــــــارِ لمّا تزلْ في سماء النصر خافقـــة شمسا تفيض ضــــياءً بين أقمــــــــــــــارِ ولم يزلْ شامخ الأمجاد رافعـــُـهـا وإن ترامى عليه جـــــوْرُ أقـــــــــــــــدارِ ولم أزلْ أنا مفتونـــًا بســـيرتــــــه ولم يـــــزلْ هـــو ينــــبــوعــــا لأشعاري
أحمد اللغماني نوفمبر 1991
الذكرى الثالثة لحرب الفرقان* غزّة يا رمز العزّة
/أبوجعفرالعويني
كتبت هذا القصيد إبّان الحرب على غزّة, وكانت الشعوب العربية تغلي كالمرجل أيّامها, وعانت من الكبت الشديد والترهيب,ومنعها الحكّام من التظاهر والتعبير عن سخطها وغضبها, فمنهم من مات غيضا أو سكتة قلبية,ومنهم من أصيب بأمراض مختلفة,كحالتي وأنا واحد منهم , ولم أنم ليلة واحدة على فراشي يشهد الله, قابع فوق الأريكة أمام الشاشة الصغيرة, أو أتظاهر مع إخوة لي وأخوات , في شوارع مونبيليار بالشرق الفرنسي , وأمام المغازات لاشعار الفرنسيين بأنّنا كلّنا فلسطينيين وكلنا غزّة رغم انف يهودا, وحرّكنا ساركوزي وحكومته ,ولكنّ الغرب مخادع كأسلافه يعد و يخلف, والكلّ يعرف كيف سعى بين مصر وسوريا والكيان ,ولا تزال غزّة تعاني من حصار مصر البارك , الى يومنا هذا ,آملين قرب الفرج بإذن الله ,لا لن ننساك يا غزّة, و لن ننسى القدس مهما تآمر المتآمرون, و مهما فجر المستوطنون, فصبرا يا أهل غزّة هاشم , وصبرا يا أهل فلسطين كلّ شيئ بوقته حلو ,كما يقول إخوتنا أهل الشام. شعر – غزّة يا رمز العزّة أبوجعفرالعويني :٠٣/٠١ /٠٩ لبّـيك غـزّة هاشم لبيك يـا رمز الفد ا لبّـيك إنّ قلـوبنا قـد استجـابت للنـدا يا رمـزعـزّة يعرب في ظلّ أحمد سيّدا طـال السّبات بأمّتـي بلغ العنان فالمدى الله أكبـر يـا عـرب حيّا على الفـلاح والفجـر هلّ و اقـترب و الّصبحّ لاح إخوانكم ضجروا فهَبُّوا واستعدّوا للكفاح وكفى العويل والنديب وسويعات الصّياح إنّي أرى الفحول قد استنوقوا كُفّوا النّباح و ذروا أسودَا بالعرين ليرفعوا هـاماتنا لكًمْ ركعت و طال خنوعنا لبني السّفاح يا أيّها الأقزام كفـّوا بأسكمُ فأمنكم صال عـلى شعوب خانعين رابضين بالمراح لا لن تفلتوا منهمُ مهما جمعتم من سلاح سينالكمُ قريـبا غضبُ الشّعـوب تمـرُّدا فالبارك الفرعونُ مأفون وضلّ واعتـدى وابن عليٌّ الباي جـارَ ليـسقينا الـرّدى هم العملاء للغرب و صهيون عبيد المنتدى هيكـل ماسون قبلتهم جميعا ومسراهم غدا غَـزوُ العراق عرّاهم وهذا حماهمُ مستباح وأسود علينا وأمام الآخرين غواني بوشاح نشر هذا القصيد في موقع السبيل أونلاين / أين نحن بعد سنتين من نظم القصيد,لاتزال غزّة على حالها حصارا وتجويع وترويعا,وتمادي حكّام العرب في غيّهم وظلمهم ,وسرقة الأموال وتهريبها إلى الغرب ,والشعوب تصبر وتصبرثم تنفجر وكان الشعب التونسي ينتظرالشرارة,أبى محمد البوعزيزي الذلّ والمهانة , فكانت صفعة الشرطية القشة التي قصمت ظهر البعير, فأشعل النار في جسده رافضا الذلّ المتركم,وكان رحمه الله الفتيل الذي ينتظره البركان,فتفجرت ثورة الأحرار ,فجّرها الشباب العاطل والغاضب, ثمّ تبعه الشعب رويدا رويدا, حتى أجبر الطاغوت على الهروب ,وجعل الجنرال السارق الهارب اضحوكة يتندّر بها العالم,وأيقظ شعبنا من حيث لا يدري المارد العربي,وها هي أرض الكنانة وأمّ الدنيا تثور, وتتبع أساليب الشعب التونسي, فتفجّرأعظم ثورة عرفها التاريخ , و تسقط أسطورة الثورة الفرنسية الدموية ,والبولشيفية الروسية الشيوعية,وانكشف النّفاق الغربي الذي هلّل لكلّ الثورات , ما عدى ثورتنا ثورة العرب, ثورة الهلال والصليب ,إخوة في الوطن والحضارة العربية الاسلامية, وانكشفت الأكاذيب الصهيو- ماسونية, فليس هناك فتنة دينية أو مذهبية بمصر ولن تكون, والنظام المصري هو المسؤول عن القلاقل التي جرت بنجع حمادي والاسكندرية وغيرها , ليوحي للغرب أنّ الارهاب موجود وانه القادر عللى محاربته, وأمّا ما جرى بالعراق ,فما هو إلاّ مكيدة استعمارية أمريكية صهيونية صفويّة , وستنبؤنا الأيام بخيوطها,ومدبّريها . للافادة هناك بعض التحوير والاظافة في القصيد آملا أن تنال رضى القرّاء الكرام. غزّة يا رمز العزّة السبيل أونلاين – شعر لبـّيك غـزّة هاشم لبيـك يا رمز الفدا لبـّيك إنّ قلـوبنا قـد استجابت للـدا يا رمزعـزّة يعرب و بظلّ أحمد سيـّدا طـال السبات بأمّـة و بـها بلغ المَدى ذلٌّ تغـوّل في الشّعوب يؤوّره العِـدى الله أكبـر يـا عرب حـيّ على الفلاح الفجر هـلَّ و اقتـر ب و الّصـبحّ لاح إخوانكم في الدّين هَبّـوا فاستعدّوا للكفاح و كفـانا من العويل و النّديب و النّواح يا الذين استنوقـوا كفّوا علينا من النّباح وذروا رجالا يرفعـوا هاماتنا فانصرفوا طـال السجـود و الركوع لبني السِّفاح يا أيّها الأقزام كفّـوا أمنـكم و جيوشكم لن تفلتـوا من شعوبكم أبدا قول صراح سيـسوقكم مثـل النّعام والنّعم و يفوتكم فالدّيـن مطلبنا مهما جمعتـم من سلاح سيـما البـارك فرعون الزّمـان و نجله و ابـن علي البـاي في خضرائنا الذّبّاح الخانعين الطّائعين لزمرة بـوش الّسفّاح و كـذا الأطرم في البلد الحرام المنتدى سُـور بمحكم القرآن تدعوللجهاد والهدى دستـورنا الفرقان والعزّ به, لمن اهتدى معركة الفرقان يا من أخلدوا للسّلم تململوا وتـآمروا واستـمـرؤوا , ذلّ انبـطاح كتبه/ أبوجعفرالعويني.في08/فيفري/فبراير2011
الأردن..ما بين شبيلات والبخيت!
« سأحمل روحي على راحتي**وألقي بها في مهاوي الردى..فإمّا حياة تسرّ الصديق **وإمّا مماتٌ يغيظ العدى..ونفسُ الشريف لها غايتان**ورود المنايا ونيلُ المنى..وما العيشُ؟, لا عشتُ إن لم أكن**مخوف الجناب حرام الحمى »..الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود. وجه المعارض الأردني البارز المهندس ليث شبيلات رسالة مطولة لملك الأردن عبد الله الثاني حذر فيها من انتقال الشعب من شعارات اجتماعية اقتصادية إلى أخرى سياسية ثم إلى النظام ورأس النظام في حال استمر ما سماه « فسق الحكومات التي ترتع في خيرات الشعب ». وحملت رسالة شبيلات عنوان « هكذا نحافظ على عرش يحتاجه الأردن لاستقراره »..لا أريد التطرق لكل ما ورد فيها, ولكن ما لفت نظري هو تطرقه لأمرين هامين جدا. الأمر الأول:انتقد شبيلات طريقة إدارة دفة الحكم و »التلاعب » بالركن الأول للحكم وهو النيابة، وحذر من « هبوب العاصفة الاقتصادية الاجتماعية » التي قال إنها قادمة لا محالة. كما حملت الرسالة انتقادا شديدا لنهج الملك في اختيار الحكومات داعية إياه إلى أن يسمح للشعب باختيار رؤساء وزرائه, وأن يبقى فوق المسئولية « يبدل الرؤساء حسب رغبة الشعب الذي هو سيدهم (رؤساء الوزراء) وليس عبدهم الذليل ». نعم فالشعب هو من يختار نوابه في مجلس الأمة بطريقة انتخابية ديمقراطية وهذا بدوره كممثل للشعب هو من يختار رئيس الوزراء والوزراء, وهذا ما يجري في الدول الديمقراطية المتحضرة. وحذرت رسالة شبيلات في قسمها الثاني تحت عنوان « حتى نجنب المملكة وعرشها ما جرى في تونس », قائلا »فالجوع كافر..وعندما ينفجر الشارع قافزا فوق معارضة هلفوتة تافهة..جسم هنا وعين على المناصب هناك.. فإنه سينتقل خلال أيام من شعارات اجتماعية اقتصادية إلى الشعارات السياسية ثم إلى النظام، ثم إلى رأس النظام. ومن حق الشارع عندها أن يدوس على أمثالي الشبعانين الذين لم يضحوا بما يكفي دفاعا عن لقمة عيش أبنائه أولا، قبل أن ينتقل إلى من هم أصل مصائبه ». وقال شبيلات إنه وجه الرسالة للديوان الملكي ليتحرك بأقصى سرعة، بعد أن أعلمته شخصيات أردنية هامة لم تكن يوما في المعارضة منهم نواب سابقون ووجهاء عشائر هامة لم يسبق لهم أن شاركوا في المعارضات، أن « الدعوة مستمرة لمسيرة مليونية اعتذرتُ عن تصدرها رغم مباركتي لأي جهد خير يقومون به ». وطالب « الملك المنفرد بالسلطات » بتدارك الأمر بإصلاحات جادة حقيقية قبل بدء هذه التحركات التي يحمد عقباها. الأمر الثاني:ويتطرق فيه إلى القضية الفلسطينية وكيفية التعامل معها, وهنا يقول »إن الشارع الأردني قد يكون في غيبوبة تخديرية للأسف فيما يخص الأطماع الصهيونية العلنية الوقحة التي لا تواجهها حكوماتنا إلا بأذل مما يمكن أن يتخيله الناس (..) وفي ما يخص اختيارنا التعامل مع الجهة الفلسطينية التي يهدد مشروعها الأرض الأردنية والشعب الأردني واستقرار الأردن، مخاصمين الجهة الأخرى التي تنقذ شعاراتها الأردن من أي توسع صهيوني أو تراتنسفيري ». وفي المقابل نسمع بأن رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة يطلق تصريحات نارية بخصوص فك الارتباط مطالبا »بقوننته » حيث يقول »إن الطريقة التي صيغت فيها تعليمات فك الارتباط تنطوي على مؤامرة على المملكة ، وان تعليمات فك الإرتباط كان ينبغي لها أن تصدر كقانون من البداية وليس كتعليمات عبر صيغة ملتبسة لقرار سياسي ». البخيت وقبل أن يقوم بتشكيل حكومته لا يهمه ولا يشغل باله إلا موضوع فك الارتباط وكأن الأردن يعيش في حالة من الاستقرار والرخاء تضاهي سويسرا والسويد..نعم إن أول الرقص حنجلة، ولم تفاجئنا تصريحات البخيت هذه فأجندته معروفة وهذا شيء ليس غريب عليه فقد صرح في جلسات خاصة بأمور أشد خطورة وهو لا يخفي حقده الدفين على الأردنيين من أصول فلسطينية تماما كما ورد في بيان المتقاعدين العسكريين قبل أشهر قليلة, وقد سعى وطالب مرارا بعدم السماح للأردنيين من أصول فلسطينية بعدم تولي مناصب رفيعة وحساسة في الدولة التي تزيد نسبتهم فيها عن الثلثين. ان تصريحات البخيت هذه تأتي مخالفة لما جاء في مرسوم التكليف الملكي »..فإننا نكلفك بتشكيل حكومة جديدة، تكون مهمتها الرئيسية اتخاذ خطوات عملية وسريعة وملموسة، لإطلاق مسيرة إصلاح سياسي حقيقي، تعكس رؤيتنا الإصلاحية التحديثية التطويرية الشاملة، لنمضي بها خطوات واثقة على طريق تعزيز الديمقراطية، واستكمال مسيرة البناء، التي تفتح آفاق الانجاز واسعة أمام كل أبناء شعبنا الأبي الغالي، وتوفر لهم الحياة الآمنة الكريمة التي يستحقونها. » وفي النهاية فإننا لا نستغرب قيام قوى سياسية أردنية وطنية بمطالبة البخيت بتقديم استقالته قبل أن يبدأ مشاوراته لتشكيل حكومته, « وأهل مكة أدرى بشعابها ». ولا بد من إنهاء هذه المقالة بما قاله الشاعر حيدر محمود عام 1989 : »عفى الصفا وانتفى يا مصطفى**وعلت ظهور خير المطايا شر فرسان..فلا تلم شعبك المقهور إن وقعت**عيناك فيه على مليون سكران..قد أمعنوا فيه تشليحا وبهدلة**ولم يقل أحدا كاني ولا ماني**ومن يقول وكل الناطقينا مضوا**ولم يعد في بلادي غير خرسان..يا شاعر الشعب صار الشعب مزرعة**لحفنة من عكاريت وزعران »..حمى الله فلسطين والأردن وشعبيهما. د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة
خنفر: الجزيرة تساعد في كسر الصمت
اعتبر المدير العام لشبكة الجزيرة وضاح خنفر أنه في عصر الشفافية لا يمكن لمصير منطقة الشرق الأوسط أن يتقرر خلف أبواب مغلقة، موضحا أن الدور الذي تقوم به الجزيرة حاليا هو استخراج المعلومة من السلطة لنقلها إلى مصدر تلك السلطة وهو الشعب.
وكتب خنفر في مقال في صحيفة غارديان البريطانية أن الجزيرة تعتبر أول شبكة إعلامية إقليمية تمكنت من كسر محرمات حرية المعلومات مقابل تأديتها ثمنا باهظا تمثل في صراعات مستمرة مع العديد من الأنظمة.
وأكد خنفر في المقال الذي جاء تحت عنوان « الجزيرة تساعد على كسر حاجز الصمت »، أنه على مدى السنوات الـ15 الماضية نجحت وسائل الإعلام المستقلة في الشرق الأوسط تدريجيا في كسر القبضة الرسمية وبدأت تعكس حالة الإحباط وطموحات شعوب المنطقة مباشرة.
وذكر أن الثمن الباهظ الذي قدمته الجزيرة مقابل ذلك تمثل في إغلاق مكاتبها ببلدان امتدت من البحرين إلى المغرب، واعتقال وتعذيب وحتى قتل بعض صحفييها، ونشر افتراءات وشائعات لضرب مصداقيتها.
وأضاف أن آخر محاولة لإسكات صوت الجزيرة تم خلال الأسبوع الماضي عندما علق بث قنواتها من قبل القمر الصناعي المصري نايل سات المملوك للحكومة المصرية. تكنولوجيا جديدة ولاحظ خنفر أن الشباب في المنطقة –وعبر العالم- وجد من خلال تكنولوجيا الاتصالات الجديدة كالإنترنت ويوتيوب وفيسبوك وتويتر أداة توحد صوته.
وأوضح أن كاميرات الهواتف المحمولة وأشرطة فيديو يصورها هواة بدأت تسمح للعالم بأن يطلع على ما هو أبعد عن متناول الكاميرات المهنية للتلفزيون وكذا تسريب عدد هائل من المعلومات حول ما يجري في الخفاء باسم الشعب.
ونتيجة لذلك –يضيف المقال- أصبح هناك تحالف قوي متزايد بين وسائل الإعلام الرئيسية المستقلة ووسائل الإعلام الجديدة، مما أدى إلى انتشار هائل للمعلومات في المنطقة.
وذكر أنه عبر الشبكات الاجتماعية، انتقلت صور انتفاضتي تونس ومصر من القرى المحلية إلى جمهور الجزيرة في أنحاء العالم المقدر بأكثر من 200 مليون شخص، قائلا « يعترف الجميع بأننا لم نكن الأوائل فقط، لكننا نوجد في أي مكان وننتشر جيدا في مختلف النقاط الساخنة ».
وخلص خنفر إلى أن الجزيرة ووسائل الإعلام المستقلة ليست السبب وراء الانتفاضات في المنطقة لأن هناك دوافع أعمق، ولكنها –في نظره- أحد العوامل الهامة التي مكنت الناس في المنطقة من السيطرة على مصيرهم. المصدر:غارديان (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 فيفري 2011)
تونس ومصر.. زواج الحزب والدولة
كشفت الثورة التي أطاحت في تونس بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وتلك التي تطالب هذه الأيام بالإطاحة بنظام الرئيس المصري محمد حسني مبارك، أن الأحزاب الحاكمة بالبلدان العربية ابتلعت الدولة ومؤسساتها، وانصهرت فيها حتى أصبح من الصعب تبيّن ما للحزب وما للدولة. ويُعد هذا من الإشكالات العويصة التي واجهت الثورة التونسية بعد هروب بن علي إلى المملكة العربية السعودية يوم 14 يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث استمرت المظاهرات مطالبة بحل حزبه التجمع الدستوري الديمقراطي، وفصل هياكله عن مؤسسات الدولة وإعادة أملاك قال المتظاهرون إنها للدولة واستولى عليها الحزب. أما في مصر فقد تخلص الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم –الذي يرأسه مبارك- من عدد من قياداته التي واجهت انتقادات واتهامات بالفساد، بل أصدر النائب العام قرارا بمنع بعضهم من السفر وتجميد أرصدتهم. وفي ما يلي بعض مظاهر التداخل الذي كان قائما بين مؤسسات الدولة والحزب الحاكم بكل من مصر وتونس، قبل أن يقدم المكتب السياسي للحزب الوطني بمصر استقالته الأيام الأخيرة، وقبل أن يستقيل قياديون بارزون من حزب التجمع الدستوري وتعلن الحكومة المؤقتة التونسية بدورها تجميد نشاطه وأرصدته وأملاكه. مصر الحزب الوطني يهيمن على الحياة السياسية بمصر منذ عقود، ويضيق على معارضيه بأساليب كثيرة، ويقول إن لديه نحو مليوني عضو مسجلين رسميا، وفاز بأغلبية تتراوح ما بين 75% و95% في كل الانتخابات التشريعية التي جرت منذ العام 1979. رئيس الحزب هو نفسه رئيس البلاد، كما أن أحمد فتحي سرور الذي يرأس مجلس الشعب (الغرفة الأولى بالبرلمان) منذ عشرين سنة كان عضوا بالمكتب السياسي للحزب وتولى أيضا مهام وزارية من قبل، تماما مثل رئيس مجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان) صفوت الشريف الذي كان أمينا عاما للحزب قبل أن يستقيل، كما سبق أن تولى منصب وزير الإعلام فترة سابقة. وقد اعترف الشريف نفسه في تصريح للتلفزيون الحكومي الأيام الأخيرة بأن ازدواج الصفة الحزبية والحكومية لقادة الحزب « كان يثير حفيظة الكثيرين ». زكريا عزمي زاوج بدوره بين وظيفته أمينا عاما مساعدا لشؤون التنظيم والعضوية والمالية بالحزب الحاكم، وبين منصبه بصفته رئيس ديوان رئاسة الجمهورية. أما مفيد شهاب الذي كان أمينا عاما مساعدا للشؤون البرلمانية بالحزب، فشغل أيضا منصب وزير التعليم العالي، كما شغل منصب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية. جمال مبارك نجل الرئيس كان إلى أيام قليلة فقط الأمين العام المساعد وأمين لجنة السياسات التي تتولى رسم السياسات للحكومة، ومراجعة مشروعات القوانين التي ستقترحها حكومة الحزب قبل إحالتها إلى البرلمان. وبالإضافة إلى ذلك فإن أكثر ما أثار الزوابع حوله هو الاستعدادات التي تقول المعارضة إنها كانت جارية منذ سنوات بالقصر الجمهوري من أجل إعداده ليرث الحكم عن أبيه، وهي إحدى القضايا التي أفاضت كأس الشعب فخرج إلى الشوارع مناديا بإسقاط النظام، واضطر معه مبارك إلى إعلان أنه لن يترشح للرئاسة لا هو ولا ابنه. أحمد عز –الذي كان أمينا عاما للحزب- أثيرت حوله هو الآخر زوابع لكونه محتكر تجارة الحديد بمصر ويلقب بـ »ملك الحديد »، فهو يملك عدة شركات للحديد بعضها ساهمت الحكومة بأموال الشعب من أجل انطلاقها. وتعد شركات أحمد عز أكبر منتج للحديد بالعالم العربي وفقا لآخر تقرير للاتحاد العربي للصلب، وتليها شركة سابك السعودية، وقد منع من السفر وجمدت حساباته وستحقق معه النيابة العامة بتهمة التعدي على أملاك الدولة والتربح والاستيلاء على المال العام. وبالإضافة إلى ذلك فإن علي الدين هلال الذي كان أمينا عاما للإعلام بالحزب، كان كذلك وزيرا للشباب، وكمال الشاذلي الذي توفي قبل اندلاع الثورة كان عضوا قياديا بالحزب تولى عدة مناصب بالدولة. كما أن فرخندة حسن القيادية بالحزب تشغل منصب الأمين العام للمجلس القومي للمرأة الذي أنشئ من أجل اقتراح السياسة العامة للمجتمع ومؤسساته الدستورية في مجال تنمية شؤون المرأة وتمكينها من أداء دورها الاقتصادي والاجتماعي ودمج جهودها في برامج التنمية الشاملة، وهو المجلس الذي ترأسه كذلك سوزان مبارك زوجة الرئيس. وحسب تقرير لمؤسسة كارنيغي فإنه « علاوة على سيطرة الحزب على المؤسسات التشريعية الأساسية، يُهيمِن أيضاً على الحياة الثقافية والسياسية من خلال النظام التعليمي ولجان الإشراف التي تنظّم أنشطة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني المرخصة ». وبالإضافة إلى سيطرة كثير من قيادات الحزب على الاقتصاد واحتكارهم للاستثمار بعدة مجالات، ذكرت غارديان البريطانية أن ثروة مبارك وعائلته تتراوح بين أربعين وسبعين مليار دولار وفقًا لتحليل خبراء شرق أوسطيين. وأوضحت الصحيفة أن هذه الثروة موزعة ما بين أرصدة ببنوك سويسرية وبريطانية، وعقارات ببريطانيا والولايات المتحدة ومصر. تونس التجمع الدستوري الديمقراطي، الحزب الحاكم سابقا بتونس، يسيطر بدوره على جميع دواليب الحياة السياسية منذ الاستقلال (1956) عبر حصوله على الأغلبية المطلقة في الانتخابات التي خاضها، سواء الرئاسية منها أو التشريعية وحتى البلدية. كان يدعي هو الآخر أن عدد المنتسبين إليه هو مليونا عضو، وتتداخل أجهزته وقياداته مع أجهزة وقيادات الدولة، فبن علي كان يرأسه ويرأس تونس منذ 1987، ومحمد الغنوشي كان نائبا له في رئاسة الحزب ورئيسا للوزراء. وكان الكثير من التونسيين يرون أنه « المصعد إلى مناصب الدولة » قبل أن تقوم الثورة وتقرر الحكومة المؤقتة استرجاع أملاك الدولة منه واستدعاء من كانوا مفرغين من موظفي الدولة للعمل في هياكله. أمين المال بالحزب كان هو عبد الله القلال الذي يرأس أيضا مجلس المستشارين، وكان بوقت سابق وزيرا للداخلية. كما أن عضو المكتب السياسي فؤاد المبزع يرأس البرلمان. وعبد العزيز بن ضياء الذي كان عضوا بالمكتب السياسي وأمينا عاما من قبل، هو الآخر كان أحد المستشارين المقربين للرئيس المخلوع وشغل مناصب وزارية كثيرة منها وزير التعليم والدفاع، وكان رئيسا للمجلس الدستوري. عضو المكتب السياسي سابقا رفيق بلحاج قاسم كان بدوره وزيرا للداخلية، كما أن المكتب السياسي كان يضم أيضا كمال مرجان الذي يشغل منصب وزير الخارجية، وعبد الوهاب عبد الله المستشار الإعلامي لبن علي. حامد القروي كان هو الآخر نائبا لرئيس الحزب، وكان أيضا رئيسا للوزراء. وعبد الرحيم الزواري كان أمينا عاما وتولى وزارات عديدة. وعلى المستوى الاقتصادي هيمن بعض قادة الحزب، وخاصة عائلة بن علي وعائلة زوجته ليلى الطرابلسي التي سماها كتاب صدر عنها بفرنسا « حاكمة قرطاج » وقال إنها كانت تحكم تونس من خلف الستار. ويقول الكتاب إنها عينت أفراد عائلتها بمناصب الدولة الحساسة وسيطروا على المفاصل الاقتصادية للبلاد، ويؤكد مؤلفاه أنها (ليلى) كانت تتخذ قرارات سياسية في تعيين الوزراء وإقالتهم. وفي السياق ذاته شبهت برقيات دبلوماسية أميركية مسربة نشرها موقع ويكيليكس عائلة الرئيس وعائلة زوجته بـ »المافيا » وقالت إن نصف أصحاب المصالح والشركات التونسيين تربطهم على ما يبدو صلة قربى ببن علي، وإن الكثير من هؤلاء الأقارب استغلوا العلاقة أبشع استغلال. فالاستثمارات الواسعة العائدة إلى بلحسن الطرابلسي -أخو زوجة بن علي- شملت قطاعات الطيران والسياحة والإعلام والتأمين والزراعة وتجارة السيارات والاستيراد والتصدير، إضافة إلى الاستثمارات العقارية. كما أن محمد صخر الماطري -وهو زوج نسرين بن علي ابنة الرئيس المخلوع- استثمر في مؤسسات إعلامية، ويملك بنك الزيتونة الإسلامي، وتقول عنه إحدى برقيات ويكيليكس « لقد كان عيشه وسط ثراء وبذخ غير عادي، وهو أحد أسباب الاستياء المتعاظم من سلوك أصهار الرئيس بن علي ». أما سليم شيبوب زوج دورصاف بن علي ابنة الرئيس فقد استفاد -وفق بعض التقارير- من اقتناء قطع أرضية واحتكر سوق الصيدلة في تونس، والتي أخذت منه فيما بعد في إطار المنافسة بين عائلته وعائلة الطرابلسي. ويملك شيبوب كذلك فندقا خاصا بمدينة كان الفرنسية. وعام 2001 تمكن من إنشاء سوق ممتاز لسلسلة متاجر « كارفور » الفرنسية بالقرب من « سكرة » بالضاحية الشمالية لتونس، وذلك على أرض بيعت له بثمن رمزي. فكرة توريث الحكم لم تكن مطروحة في تونس بشكل التوريث من الأب للابن، غير أن لوموند الفرنسية كشفت الأسابيع الأخيرة عما قالت إنها خطة كان يُعَد لها لتولي ليلى الطرابلسي مقاليد الحكم بعد أن تطيح بزوجها بداية 2013. وقالت الصحيفة إن السيناريو الذي أعِد لذلك يشمل الإعلان عن استقالة بن علي لأسباب صحية والدعوة لانتخابات عامة تتوج بفوز ليلى بعد أن يكون الحزب الحاكم نظم مسيرة مليونية بتونس العاصمة تطالب بترشيحها. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 فيفري 2011)
نظام مبارك يترنح لكنه لم يسقط
يبدو أن الرئيس المصري حسني مبارك يقاوم حتى الآن عاصفة الاحتجاجات التي تواجه حكمه ويحاول فرض حضور له في دراما الأحداث المتواصلة، في وقت يستمر تدفق آلاف المصريين إلى الشوارع للمطالبة برحيله. ووجه مبارك (82 عاما) كلمتين للشعب المصري منذ بدء الاحتجاجات، ورأس اجتماعين للحكومة، وظهر مرارا على شاشة التلفزيون الرسمي ليكرر صورة الرئيس الممسك بزمام الأمور ويتحدث ويبتسم. وفي قاعة تعلوها صورة ضخمة للرئيس المصري، جرى أيضا حوار وطني رسمي غير مسبوق بين عمر سليمان نائب مبارك وممثلين عن جماعات المعارضة من بينها جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. ويبدي مبارك ثقة في النفس وعدم تشكيك في إنجازاته وافتخار بعناده، ويحاول إظهار نفسه زعيما لا يدخر جهدا للحفاظ على استقرار بلده ويعمل من أجل رفاهية شعبه، معتبرا أن رحيله الذي هو مطلب الملايين يعني الفوضى. وزلزلت انتفاضة المصريين منذ أسبوعين حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما، وصدرت موجات من الصدمة إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط والعالم، وأجبرته على تقديم تنازلات لم يفكر فيها أبدا، غير أن المحتجين ما زالوا بعيدين على ما يبدو عن تحقيق مطلبهم الأساسي المتمثل برحيله. وتحاول الحكومة المصرية الجديدة الظهور بمظهر المسيطر على الأمور وأنها تتحكم في وتيرة التغيير وتأتي بالمعارضة إلى عقر دار النظام لمناقشة مستقبل مصر. وأشار بيان حكومي صدر بعد أولى جولة محادثات رأسها سليمان الأحد، والذي رفضه المتظاهرون، إلى أن الرئيس سينهي فترته الرئاسية الحالية في سبتمبر/أيلول المقبل عندما يحين موعد انتخابات الرئاسة. وأوضح صراحة أن الحكومة تعتزم إدارة الجدول الزمني لتركه السلطة.
نجا وأصيب ويرى محلل شؤون الشرق الأوسط رامي خوري أن مبارك نجا من أولى موجات العاصفة لكنه مصاب بجراح غائرة. وأضاف أن الرئيس المصري ما زال في السلطة، لكن نظامه ضعفَ وتزعزع بالفعل غير أنه لم يسقط, وتوقع استخدام حالة مبارك الصحية ذريعة لتسهيل خروجه من السلطة خلال الشهور القليلة المقبلة إذا زادت الضغوط عليه للتنحي. وقال الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية عمرو الشوبكي -الذي يشارك في الحوار- إن النظام اتخذ خطوات للمساعدة في بقائه على قيد الحياة والاستمرار، لكن الرئيس هو الحلقة الأضعف في النظام السياسي.
دعم الجيش ويقول محللون إن صمود مبارك في مواجهة العاصفة لا يرجع إلى حنكته أو مهارته بل إلى الدعم القوي الذي يحظى به من قيادة الجيش المصري وقوات الأمن على عكس الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي فر من بلاده يوم 14 يناير/كانون الثاني الماضي بعد احتجاجات حاشدة صاحبها توقف دعم الجيش التونسي له. وعلى الرغم من رفض التيار الأساسي في المعارضة المصرية التفاوض قبل ترك مبارك السلطة، فإن بعض عناصره قالت إن الرئيس يجب على الأقل أن ينقل سلطاته لنائبه. ورفضت الحكومة المصرية المطلبين وخرجت بدلا من ذلك على من شاركوا في الحوار ببيان حكومي ليكون أساسا للمحادثات ويجعل الحكومة في موقع القيادة. تفاصيل دستورية وقد تعجز المحادثات مع الحكومة بسهولة عن إحراز تقدم بسبب تفاصيل دستورية حول إمكانية إجراء سليمان الإصلاحات اللازمة لإجراء انتخابات رئاسة حرة ونزيهة إذا ما تولى السلطات الرئاسية. وقال خبير سياسي مستقل شارك في المحادثات طلب عدم ذكر اسمه « ما لدينا الآن هو حقيقة جديدة في مصر بعد 25 يناير والسؤال هو سرعة وتيرة تحركنا باتجاه الانتخابات ». وقد يستمر مثل هذا الحوار لشهور مما يصب مجددا في مصلحة الحكومة ويضمن بقاء مبارك حتى سبتمبر/أيلول القادم. ومع إطالة أمد المحادثات قد يضيق عدد أكبر من المصريين ذرعا لينضموا بأعداد كبيرة إلى المحتجين في الشوارع. المصدر:رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 فيفري 2011)
رفض حقوقي بألمانيا لعلاج مبارك
خالد شمت-برلين تزايدت في ألمانيا الأصوات السياسية والحقوقية الرافضة لحضور الرئيس المصري حسني مبارك للعلاج بمستشفيات البلاد. وهددت منظمة حقوقية رئيسية بمقاضاة مبارك بمجرد أن تطأ أقدامه الأراضي الألمانية، بينما طالب سياسي بارز بحزب الخضر المعارض حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بالتعهد بتسليم مبارك فورا لبلاده حال ملاحقتها له قانونيا. واعتبر المركز الأوروبي لحقوق الإنسان، وهو واحد من أهم المنظمات الحقوقية الألمانية، أن مبارك هو المسؤول الأول عن جرائم التعذيب الوحشي التي مورست على مواطنيه طوال العقود الثلاثة الأخيرة. وقال رئيس المركز فولفغانغ كاليك، في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، إنه وفقا لقانون العقوبات الألماني فإنه يمكن جلب مبارك للعدالة حتى لو كانت الاتهامات الموجهة إليه مبنية على الشبهات فقط. واشتهر كاليك بعد رفعه دعوى أمام القضاء الألماني اتهم فيها وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رمسفيلد بالضلوع في انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان بأفغانستان والعراق ومعتقل غوانتانامو، وتسببت تلك الدعوى حتى الآن في منع رمسفيلد من القدوم لألمانيا. تفاوض وذكرت أسبوعية دير شبيغل علي موقعها الإلكتروني أن جهات مختلفة تتفاوض الآن مع عدد من المستشفيات الألمانية حول إمكانية علاج مبارك فيها، وأوضحت المجلة أن من أبرز هذه المستشفيات مستشفى ماكس غروندينغ القريب من مدينة بادن بادن جنوب البلاد والمعروف بجمعه بين إمكانيات العلاج المتطورة والإقامة الفندقية الفاخرة التي تفوق الموجود بأرقى الفنادق العالمية. وامتنعت متحدثة باسم هذا المستشفى -الذي عولج فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والرئيس الأوكراني السابق فيكتور يوتشينكو قبل سنوات- عن الكشف للجزيرة نت عن الجهات التي تفاوضت مع مستشفاها حول علاج الرئيس المصري الذي سبق له العلاج بمستشفى هايدلبيرغ العام الماضي. وذكرت عدة تقارير صحفية أن عددا من المسؤولين في حزبي الائتلاف الألماني الحاكم قد عبروا عن تأييدهم لحضور مبارك للعلاج بأحد مستشفيات البلاد، ودعا إيلمار بروك النائب في البرلمان الأوروبي حكومة ميركل بتوجيه رسالة لمبارك تظهر فيها موافقتها على حضوره للعلاج بألمانيا إن رغب في ذلك. وكان المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت قد علق الاثنين بتحفظ على ما يتم تداوله داخليا وخارجيا عن احتمال تلقي مبارك للعلاج بمستشفى ألماني، ونفى زايبرت تلقي برلين أي طلب رسمي أو غير رسمي حول هذا الموضوع. واعتبر النائب إيلمار بروك القريب من المستشارة أن حضور مبارك لألمانيا يمثل حلا عمليا يمكن أن يمهد الطريق لانتقال سلمي للسلطة لحكومة ديمقراطية في مصر، ولفت في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر روند شاو إلى أن الرئيس الجورجي السابق إدوارد شيفارنادزه قد تلقى عرضا مماثلا بالعلاج في ألمانيا عام 2003 غير أنه رفضه. شروط ورفض وأيد راينر شتاينر، مسؤول العلاقات الخارجية بالحزب الديمقراطي الحر الشريك الثاني لحزب ميركل بالحكومة، قدوم مبارك للعلاج بشرط بحث الرئيس المصري بعد ذلك عن منفى بدولة آخرى تناسبه. ودعا شتاينر إلى التحقيق أولا في الاتهامات الموجهة لمبارك بإخفاء مليارات الدولارات في حسابات بالبنوك الأجنبية، وأشار إلى أن هذا حق مشروع ينتظره الشعب المصري من ألمانيا. في المقابل اتهم حزب الخضر المعارض الحكومة بانتهاج سياسة ملتوية تجاه الأحداث في مصر، وعبّر يورغن تريتين نائب رئيس كتلة الحزب بالبرلمان (بوندستاغ) عن رفضه الشديد « لتحول ألمانيا إلى معبر لهروب الرئيس المصري المستبد » وأشار إلى أن « هذا سيكون له وقع سلبي على المواطنين المصريين ». وفي نفس الاتجاه قال رئيس حزب الخضر جيم أوزدمير « ألمانيا لا يمكن أن تتحول إلى فندق فاخر لديكتاتور متهاو ». لكن ممثل الخضر بلجنة الشؤون الداخلية بالبوبندستاغ دعا الحكومة إلى « التعهد صراحة بتسليم حسني مبارك إلى أي حكومة مصرية ديمقراطية تشرع في طلب جلبه للعدالة ». وبحديث للجزيرة نت قالت سيفيم داجالين النائبة عن حزب اليسار المعارض بالبرلمان « الحكومة الألمانية عليها أن تدرك أن الديكتاتور المصري الذي مارس التعذيب بحق جموع كبيرة من شعبه والمتهم بنهب ثروات بلاده لن يكون بمنأى عن الملاحقة القانونية التي تكفلها القوانين الألمانية والقوانين الدولية ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 فيفري 2011)
سيناريوهات الرحيل الوشيك
عبد الباري عطوان 2011-02-07 بعد مرور اسبوعين على انطلاق الثورة المصرية يمكن استخلاص ثلاثة امور رئيسية: الاول: ان المطالبين بالتغيير ما زالوا متمسكين بمطالبهم، ويعدون انفسهم لحرب طويلة. الثاني: ان النظام وبعد ان التقط بعض انفاسه بدأ يأكل ابناءه، الواحد تلو الآخر ويلقيهم للثوار على امل امتصاص جزء من نقمتهم. الثالث: تكالب مجموعة من الانتهازيين لركوب حصان الثورة، والتطوع دون تفويض للتفاوض باسمها. الرئيس حسني مبارك الذي يطالب الثوار من الشباب بخلعه، كمقدمة لمحاكمته، ما زال يمسك بمعظم الخيوط، ويدير الدولة بالطريقة نفسها التي كان يديرها فيها قبل الثورة، ويتصرف كأنه سيعيش ابد الدهر، ومن الواضح ان ثقته بنفسه تتزايد مع كل جولة تفاوض مع المعارضة وممثليها. اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات ما زال يؤدي الدور نفسه الذي اداه على مدى العشرين عاما الماضية، اي دور الواجهة للرئيس مبارك، وحامل الملفات الصعبة، فالمفاوضات التي تجري حاليا بين ممثلي المعارضة، ولا نقول الثورة، تتم فعليا مع الرئيس مبارك، او بالاحرى مع قناع الرئيس مبارك، وتحت عنوان الاصلاحات السياسية بعد اجراء التعديلات الدستورية، وذريعة ضرورة وجود الرئيس في السلطة باعتباره الشخص الوحيد المخول بالتوقيع وبالتالي تنفيذ التعديلات المطلوبة. لاضفاء شيء من المصداقية على نوايا النظام في الاصلاحات اقدم الرئيس مبارك على تنفيذ ‘مجزرة’ لتطهير الحزب الحاكم من كل رموزه السابقة المكروهة، بداية بعزل ابنه جمال من لجنة السياسات، وابعاد ‘بطريرك’ الحزب الوطني صفوت الشريف، وإحالة مجموعة من الوزراء ورجال الاعمال الى المساءلة القانونية بتهم الفساد، من امثال اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية، واحمد المغربي وزير الاسكان، ورشيد محمد رشيد وزير التجارة، واحمد عز ملك الحديد.. وغيرهم. ‘ ‘ ‘ خطوة النائب العام بتجميد اموال ومنع سفر هؤلاء ظلت منقوصة، وغير مقنعة في الوقت نفسه، لانها لم تقترب من الرئيس مبارك نفسه او نجليه علاء وجمال، في وقت قدرت صحف غربية بينها صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية و’دير شبيغل’ الالمانية ثروتهم باكثر من اربعين مليار دولار كحد ادنى وسبعين مليار دولار كحد اعلى. نحن الآن امام سيناريوهين متصادمين الاول سيناريو الثورة الذي يريد الاطاحة بالنظام ورأسه معا باسرع وقت واقصر مدة زمنية لكي يتحقق التغيير، ويبرز النظام الديمقراطي التعددي الجديد ومؤسساته. والثاني سيناريو النظام الذي يستخدم كل اساليب المناورة من اجل كسب الوقت والرهان على تعب الثورة والثائرين، وتعب الشعب المصري ايضا، ويتم التسليم في النهاية بالامر الواقع اي اجراء اعادة صياغة للنظام، واستمراره في السلطة بوجوه اخرى، من الصف الثاني ربما، وهذا ما اطلق عليه توني بلير التغيير المنضبط او المتحكم فيه. الجيش المصري يراقب الموقف عن كثب وجنرالاته الكبار ينفذون اجندات خفية متفقا عليها مع قوى خارجية على رأسها الولايات المتحدة الامريكية. ولا نعرف كم ستطول فترة المراقبة هذه، ومتى سيتم التدخل عمليا لانهاء هذا الوضع المتوتر. هناك من يتحدث عن احتمال تفجر صراعات داخل النظام فالرجل هرم ومريض، وقد يقرر فجأة تحت وطأة التهديد، وربما الابتزاز (من خلال كشف بعض الفضائح بعد الكشف عن الثروات) المغادرة، ومن غير المستبعد ان يلجأ بعض المقربين منه، وبتعليمات خارجية الى استخدام سيناريو المشير عبد الحكيم عامر، او سيناريو ياسر عرفات. الصراع سيتأجج في الايام والاسابيع المقبلة حتما، وقد يتطور في اتجاهات خطيرة جدا، فالشباب الثائر لن يقبل بان يتحول ميدان التحرير الى ‘هايد بارك’، محاط بالدبابات، وتتقلص مساحته يوما بعد آخر. والنظام لا يمكن ان يتحمل الخسائر الاقتصادية بسبب الشلل الراهن في مناحي الحياة والاقتصاد. وهناك من يقدرها بثلاثمئة مليون دولار في اليوم. ومن المعتقد ان تهرب معظم الاستثمارات الخارجية يوم الاحد المقبل عند اعادة فتح البورصة مجددا، الامر الذي قد يعني مضاعفة حجم الخسائر قبل اغلاقها التي زادت عن ثمانين مليار جنيه مصري. وربما يفيد التذكير بان هذا الجنيه انخفض الى ادنى مستوى له منذ ستة اشهر فور افتتاح البنوك جزئيا يوم امس الاول وما زال في هبوط. اكبر اختراق حققه النظام حتى الآن هو تفتيت وحدة الصف المعارض من خلال جر ممثليه الى طاولة الحوار، فقد حصل على اعتراف او شرعية لا يستحقها، خاصة من جماعة الاخوان المسلمين، وهي جماعة قد تؤدي ‘براغماتية’ بعض قياداتها الى شقها وتقسيمها اذا لم تتدارك خطأها وتخرج بسرعة من مصيدة الحوار هذه، وتعود الى ميدان التحرير، وميادين المدن الاخرى، لتصعيد لهيب الثورة. ‘ ‘ ‘ الرئيس مبارك يرفض التنحي، ويصر على البقاء في الحكم حتى نهاية مدته الرئاسية في ايلول (سبتمبر) المقبل، قد يدفع بالبلاد الى العنف، فالشباب الثائر اكثر عنادا منه من حيث التمسك بمواقفه والاصرار على تنفيذ مطالبه كاملة، واكثر استعدادا لتقديم التضحيات والدماء من اجل ان لا يخرج مهزوما. لجان الحكماء التي نمت، وترعرعت، في مصر في الايام الاخيرة، ونصبت نفسها وسيطا بين الثوار والنظام دون ان يكلفها او يطلب مساعدتها الثوار، وانما تطوعت لانقاذ نظام منهار، هذه اللجان تذكرنا بحكمة الرئيس مبارك نفسه، التي تجلت في ابشع صورها قبيل الغزو الامريكي للعراق، عندما طالب الرئيس صدام حسين بالتنحي من اجل انقاذ العراق. صدام حسين رفض التنحي، لان من يطالبونه به كانوا من الغزاة الاجانب، الذين ارادوا احتلال بلاده واذلال شعبه، ففضل الصمود، ومن ثم الانتقال من سدة الرئاسة الى خندق المقاومة، وفضل الموت شهيدا وهو رافع الرأس امام مقصلة المحتلين واعوانهم. من المفارقة ان من يطالب الرئيس مبارك بالتنحي هم ابناء شعبه، ومن اجل مصلحة مصر، ومن يريدون بقاءه هم الامريكان والاسرائيليون وبعض الانظمة العربية التي تواطأت طوال السنوات الماضية على تحجيم مصر، وتجويع شعبها، مثلما تواطأت لتدمير العراق وشعبه والغاء دوره، وترميل مليون من نسائه وتيتيم اربعة ملايين طفل من ابنائه. لم يبق في يدي الرئيس مبارك الا ورقة واحدة لانقاذ نفسه واسرته، وليس نظامه، وهي التنحي والمغادرة فورا، بعد ان قدم كل ما في جعبته من تنازلات اخرى مثل التخلي عن التوريث والحزب ومافيا رجال الاعمال، ولم تجد اي تجاوب من الثوار الشباب. في معركة عض الاصابع لن يصرخ الشباب اليافع اولا، وانما النظام المريض الهرم الفاسد، فهذه هي سنة الحياة، وهذه هي دروس التاريخ. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 فيفري 2011)
اعتصامات مليونية.. ماذا بعد؟
عباس عروة جاءت الثورة في مصر بعد ثورة تونس لتؤكد أنّ قلب الأمّة لا يزال نابضا، وأنّ جسدها قادرٌ على الانتصاب حتى في حالة « الضعف الدماغي » المتمثّل في ركود جزء معتبر من النخب السياسية والفكرية والدينية في العالم العربي. وتمكنّت فئة الشباب في مصر، المنعتقة من « الجيتوهات الأيديولوجية » والمتحرّرة من مركّب الخوف، أن تُحدث الانتفاضة وتُطلق شرارة الثورة الشعبية التي التحمت فيها كافة فئات الشعب المصري، شبابا وكهولا ونساء وأطفالا، بغضّ النظر عن توجهاتها السياسية. لقد نجح الشباب المنتفض فعلا في تحقيق عدد من الشروط التي يُجمع فقهاء المقاومة المدنية على كونها ضرورية لنجاح الثورة: 1- تمكّنت انتفاضة الشباب من إخراج ملايين المصريين إلى الشارع وجمهرتهم في ساحات العديد من المدن المصرية، وهذا أمر هام لأنّ الانتشار الواسع في كافة أرجاء الوطن واللامركزية في التجنيد والتنظيم يوحي بأنّ هناك تمثيلا حقيقيا للشعب المصري ويحرم النظام من ذريعة اتهام جموع قليلة من المتظاهرين بالتطرّف والإرهاب أو العمل لأجندات أجنبية. 2- استطاع الشباب المنتفض فرض اللاعنف كأسلوب للتغيير السياسي وهو ما جرد النظام المصري من حجة العنف التي طالما استعملها لتبرير القمع الشديد والانقضاض على المتظاهرين وسحقهم، وهو أيضا ما جلب تعاطف الرأي العام الدولي وأحرج الحكومات العربية التي لزمت الصمت، والغربية التي لم يبق لها سوى خيار دعم المتظاهرين، ولو ظاهرا. 3- نجح منظمو الانتفاضة في توحيد مختلف شرائح الشعب والقوى السياسية والنقابات على هدف واحد شديد الوضوح، وتُرجم ذلك في الميدان على مستوى خطاب المتدخّلين في وسائل الإعلام، والشعارات التي يهتف بها المتظاهرون واللافتات التي يحملونها. 4- أحسن الشباب المتظاهر التعامل مع استفزازات النظام من إجلاء لقوات الأمن ومحاولة لنشر جوّ من الرعب والفوضى لدى المواطنين، وإرسال فلول من قوات النظام القمعية بزيّ مدني، مصحوبة بمجموعات من المرتزقة ومحترفي الإجرام للتعدّي على المتظاهرين ومحاولة إرهابهم، بحيث لم يخرج المتظاهرون عن قواعد المقاومة المدنية اللاعنفية وقاموا بتنظيم أنفسهم في لجان وفرق لحفظ النظام والتصدّي للاختراق ومواجهة البلطجية. 5- أجاد القائمون على الانتفاضة استعمال تقنيات الاتصال الحديثة للتنسيق في الداخل وللتواصل مع الخارج واجتناب التعتيم المفروض من طرف وسائل الإعلام الرسمية ومنع النظام من قمع المظاهرات خارج الأضواء. لكن، ونحن نقترب من نهاية الأسبوع الثاني للثورة، علينا أن نستكشف نقاط ضعفها حتى تتسنى معالجتها من طرف المعنيين بالأمر. إنّ الإشكالين الأساسيين اللذين تواجههما الثورة المصرية هما: 1- عدم القدرة على تنويع تكتيكات ووسائل وآليات اللاعنف المتعدّدة واستعمالها بتسلسل يتجاوب والوضع الميداني وبشكل يتلاءم مع تطوّر الأحداث على المستوى الداخلي والخارجي، والاقتصار على آلية الاعتصامات في الميادين والساحات العامة، وهي واحدة من عشرات الآليات المعروفة المستعملة في المقاومة المدنية اللاعنفية. 2- عدم القدرة على ترجمة توحّد الشارع المصري بكافة مكوناته، إلى قيادة جماعية موحّدة للثورة، تعبّر عن تنوّع جموع المتظاهرين، وتكون لها الشرعية للتحدّث بصوت واحد باسم الجماهير الثائرة، ومهمّة اقتناص الفرصة الملائمة لبدء التفاوض مع النظام أو مع أطراف منه. إنهما شرطان أساسيان لنجاح الثورة المصرية الذي لن يتحقق إلا عندما تتمكّن من إحداث شرخ وتحويل للولاء داخل صفوف النخب السياسية والإدارية والقوى العسكرية والأمنية الموالية للنظام. إنّ مثل هذا الشرح وقع في تونس وهو الذي –بالإضافة إلى دعم الولايات المتحدة الفعلي لقيادة الجيش التي سحبت ولاءها لبن علي- أدّى إلى رحيل الرئيس التونسي، وإلا فإنّ هذا الأخير كان مستعدّا لقتل الآلاف من التونسيين للمحافظة على عرشه. أما في الحالة المصرية فإنّ ضغط الجماهير لم يصل بعد إلى الحدّ الذي يمكنّه من إحداث الشرخ داخل صفوف النظام. ولذا فإنّ على الشباب الثائر في مصر مراجعة إستراتيجية الثورة التي أطلقوا شعلتها، وتعديلها حسب ما تمليه الظروف والتطورات الميدانية، وإن لم يتوفّر قدر كاف من المرونة في تحيين الإستراتيجية الثورية فإنّ نظام مبارك وغرف عملياته سيستغلّون ذلك لتطوير إستراتيجيتهم المضادة للثورة وتصوّر أساليب جهنمية لشقّ الصفوف وضرب الثورة ووأدها، وهم في هذا المجال ذوو خبرة، لا ينقصهم المستشارون من أوليائهم في إسرائيل والغرب عموما. إنّ الاعتصامات في الميادين بكثافة أمر حيويّ يجب أن يستمرّ، لكن من الضروري أيضا، الآن، اللجوء إلى وسائل أخرى كالمسيرات السلمية باتجاه المواقع الحساسة في العاصمة المصرية، فذلك من شأنه أن يُحدث ديناميكية جديدة للثورة ويُربك النظام ويسحب منه المبادرة ورهانه على الوقت وعلى ضعف الزخم الثوري تدريجيا، الذي سيمكّن، في اعتقاده، من الالتفاف على مطالب الشعب وإعادة بناء هياكله الفاسدة. كما أنّ مثل هذا الإجراء سيضع قيادات الجيش المصري على المحكّ، أمام مسؤولياتها، ويجبرها على اتخاذ موقف صريح وموالاة الطرف الذي تختاره: الشعب أم النظام. لأنّ العديد من المؤشرات تدلّ على أنّ القرار العسكري في مصر حاليا بأيدي مجموعة من الجنرالات الموالية لمبارك والتي تكوّنت في المدارس الحربية الأميركية. وحياد قوات الجيش الظاهر هو في واقع الأمر دعم للنظام، يساهم في تسهيله خطاب المتظاهرين غير المستعدي والمستميل للجيش. يجب ألا يكون هذا الأسبوع في مصر « أسبوع الصمود » فحسب، بل « أسبوع التحدي السلمي » أيضا. وعلى القائمين على الثورة المصرية المجيدة القيام بما في وسعهم من أجل تجنّب أن يتحوّل ميدان التحرير –لا قدّر الله– إلى سجن أو مقبرة للثورة. إنّ الثورة المصرية محكوم عليها بالنجاح. لأنّ فشلها –لا قدّر الله– سيكون له انعكاسات كارثية من فسح المجال لنظام مبارك لاستعادة جبروته والانتقام الشديد من شعب مصر والبطش بكلّ من ظهرت صورته أو سُمع صوته مساندا للثورة، ومن إحباط لكافة الشعوب العربية لعقود عديدة مقبلة. أمّا نجاحها فسيكون له الأثر البالغ في إحياء الشعوب ليس في مصر فقط بل في العالم العربي بأسره.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 فيفري 2011)
أشار لإمكانية تعديل نظام السلطة الشعبية القذافي يحاور حقوقيين ونشطاء ليبيين
خالد المهير-طرابلس ناقش العقيد الليبي معمر القذافي في لقاءين منفصلين مع نشطاء حقوقيين ليبيين وفعاليات أخرى الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في ليبيا، وحذر مما سماها مشاكل قد تتعرض لها البلاد بسبب ما يحدث في الدولتين الجارتين تونس ومصر، لكنه أشار إلى إمكانية إجراء تعديلات على نظام السلطة الشعبية ونظام إدارة الدولة والحكم المحلي. وكشف الناشط الحقوقي عبد السلام المسماري عن لقاء خاص عقد الأحد الماضي بين القذافي ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، ناقش خلاله الطرفان عددا من المسائل المتصلة بالشأن الحقوقي العام وكيفية إيجاد تشريعات قانونية ومرجعية تضمن احترام الشرعية القانونية. ونقل النشطاء عبد الحفيظ غوقة وعبد السلام المسماري وخالد السائح والمهدي كشبور، إلى القذافي الصورة الحقيقية للواقع الليبي في مختلف المجالات الحقوقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. القذافي يستمع وأكد نفس المصدر أن القذافي استمع باهتمام بالغ إلى النشطاء وهم يتحدثون عن « الفساد المستشري في البلاد وانتشار الفقر والبطالة وفوضى القرارات وعدم إتاحة الفرصة للدماء الشابة في تولي المناصب القيادية التي ظلت محتكرة ومتداولة بين مجموعة محدودة من الأمناء ». كما تحدث النشطاء عن أزمة نقابة محامي بنغازي، وما سموه دور أمين شؤون النقابات في مؤتمر الشعب العام (البرلمان) محمد جبريل في تعقيد إجراءات تسليم واستلام النقابة بعد انتهاء فترة النقابة الحالية. ويذكر أن ليبيا شهدت خلال الأشهر الماضية أزمة كبيرة بين المحامين وشؤون النقابات في البرلمان بسبب إنكار الأخير الشرعية القانونية، بلغت حد إصدار قرار من البرلمان يقضي باستمرار النقابة المعينة من الدولة باستخدام « الشرعية الثورية ». وذكر ذات المصدر أن العقيد القذافي تطرق خلال لقائه مع النشطاء إلى تجربة سلطة الشعب، وقال إنها تعرضت إلى « خلل » في التطبيق. من جهة أخرى، كشف الصحفي هشام الشلوي للجزيرة نت أن القذافي عقد الأسبوع الماضي لقاء آخر مع فعاليات مدينة درنة الواقعة شرق ليبيا. ووصف الشلوي اللقاء بالإيجابي، مشيرا إلى أنه شمل مختلف أطياف المدينة التي تحدثت عن مشاكل البطالة والبنية التحية المتهالكة والسكن العام للشباب وزيادة مرتبات الموظفين والمتقاعدين. وتناول بعضهم –وفق الشلوي- ضرورة الاهتمام بقطاعات الزراعة والصناعة ورصد الميزانيات اللازمة، وكذلك أهمية توظيف قيادات إدارية قادرة على الإدارة والسيطرة على ظاهرة الفساد الإداري. تحذير وأوضح الصحفي هشام الشلوي أن العقيد الليبي دعا خلال اللقاء إلى ضرورة الحفاظ على اللحمة الوطنية الليبية. وقال لسكان المدينة « إن ليبيا عرضة لأطماع بعض الأطراف لذا يجب أن نحميها خاصة على حدودها الشرقية والغربية »، مؤكدا احتمال تعرضها لمشاكل بسبب ما يجتاح تونس ومصر المجاورتين. وأبلغ القذافي شباب المدينة أن جميع مشاكلهم « بسيطة » وأن الدولة الليبية بصدد معالجتها، مشيرا إلى إمكانية إجراء تعديلات على نظام السلطة الشعبية ونظام إدارة الدولة والحكم المحلي. ووفق نفس المصدر، فقد اعتبر القذافي أن ظاهرة انتشار المظاهرات الشبابية في مصر وتونس جاءت ردا على الفقر وسوء الأحوال المعيشية. كما دعا المتظاهرين في البلدين إلى مطالبة دولهما بقطع علاقاتهما بإسرائيل وعدم التعاون معها في أي مجال حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 فيفري 2011)
وأشار إلى أن جمعية كيرين هايسود ألغت زيارة للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش سويسرا، كانت مقررة في الثاني عشر من شباط (فبراير) الجاري بدعوة من الجمعية ، وذلك نظراً للتحرك الواسع الذي قامت به المؤسسات الحقوقية في سويسرا، ولخطورة الاجراءات القانونية التي قد تتخذ ضده عقب رفع دعاوى قضائية ضده بتهمة التعذيب. وشدد على ان المسيرة التي كان من المقرر أن تنظم احتجاجاً على زيارة بوس لا تزال قائمة، مشير إلى ان منظمة الحقوق للجميع بالتعاون مع المنظمات الاخرى ترفض اتهامات محامي جمعية كيرين هاسود التي ادعى فيها استخدامنا الى أساليب غير حضارية، وشدد غربي أنهم سيبحثون كيفية الرد على تصريحات محامي الجمعية. وكشف رئيس الجمعة الحقوقية السويسرية النقاب عن أن جماعات حقوق الإنسان قدمت دعوى قضائية ضد بوش في المدينة السويسرية. وقال غربي أن الأسس القانونية للدعوى تتمثل في انتهاك الرئيس الأميركي السابق للقوانين والمعاهدات الدولية، ومِن بينها ميثاق الأمم المتحدة (خاصة المادتين الأولى والثانية)، ونظام روما الأساسي لعام 1998 الذي أنشأ محكمة الجنايات الدولية (المادتين 7 و8) اللتين تعدّدان جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وإتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 (إنتهك أكثر من 15 مادة من موادّها)، والمحلق الأول لمعاهدات جنيف لعام 1977.
وأشارت الدعوى إلى أنَّ سويسرا تعتمد مبدأ الولاية القضائية العامة التي تتيح محاكمة مجرمي الحرب أمام محاكمها الوطنية. وقالت الدعوى: « أنَّ الفقرة ب مِن القانون الجنائي السويسري رقم 263 الذي دخل حيِّز التنفيذ في الأول مِن يناير 2011، توفِّر أساساً قانونياً كافياً لإلقاء القبض على بوش ومحاكمته. ونصَّت الدعوى القضائية: « أنَّ جورج وولكر بوش مسؤول مسؤولية مباشرة عن عدة حروب، بما فيها الحرب العدوانية التي شنّها ضد العراق في مارس 2003، وهو مسؤول عن أعمال قتل، وتعذيب، وتدمير، واغتيالات، وانتهاكات ضد المدنيين، وتدمير المُدن وإصابة آلاف المدنيين المدنيين بالأسلحة المُحرَّمة دولياً، سببتها العمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة كنتيجة مُباشرة للقرارات التي اتخذها جورج وولكر بوش كرئيس وقائد عام للقوات المسلحة الأميركية في حينه. »