رويترز :أحكام بالسجن لشبان تونسين في قضايا الإرهاب صحيفة « الموقف » :فرحة شباب تونس إسلام أون لاين: تونس.. أحكام جديدة بالسجن في قضايا « إرهاب » رويترز: الرئيس التونسي يغيب عن القمة العربية بالسعودية الحوارنت: حـــصـــاد الأســبــوع الطاهر بن حسين:وكم كنت أتمنى أن أكون مخطأ في حق حركة النهضة وزعيمها ! الموقف :بكت الطفلة ريم فتناثر الدمع الأليم الموقف: نجيب الشابّي في ندوة بمناسبة عيد الاستقلال: الإستقلال لم يكن شكليًا رغم التبعيّة الموقف: خطّة الإحتواء المزدوج للمعارضة (2) الموقف:ندوة في بنزرت: العفو التشريعي العام هو الحل الأمثل للبلاد الموقف:اللغة الوطنيّة في خطر! الموقف: حكم غيابي بالسجن على نقابي الموقف: منظمات دولية تقترح استدعاء محققين محايدين في قضية الرابطة الموقف: اعتصام وإضراب عن الطعام احتجاجا على نتائج مؤتمر المناجم بقفصة الموقف: الإعلامي العراقي جواد العزاوي للموقف: حملة إبادة تستهدف العقل العراقي الموقف: في ندوة حول التربية والتعليم في تونس : أهل القطاع يتّفقون على التصدّي المشترَك لتدهور الأوضاع موقع الحزب الديمقراطي التقدمي : »مروى » وعيد الاستقلال الصباح الأسبوعي:على هامـش تظاهرة 24 ساعة مسرح: ما رأيكم فــي 365 يـــــــــوم تمثيل في تونس؟ الصباح الأسبوعي:أزمة قلبية قاتلة فاجأت فنّانا شعبيا فوق الركح رويترز: تونس تطلق حملة مطالعة لمسافري القطار القدس العربي: تأسيس شركة تونسية مغربية فرنسية لإنتاج الزيوت الغذائية محمد العروسي الهاني:بصمات وآثار الزعيم بورقيبة وبعد نظره في الإستراتيجية المستقبلية للتنظيم العائلي والنمو السكاني الهادي المثلوثي :متى تستريح الأمة من خاذليها ؟ امحمد الجعايبي » : »القضية و »التطبيع »تذكروا بورقيبة في أريحا فوزي عزّ الدين: اتفاقية ساكس بيكو الجديدة تدشن عصر النهضة الجنسية في بلاد العرب! محمد م. الأرناؤوط: في الذكرى الـ 470 لتأسيسها: مدرسة الغازي خسرو بك في ساراييفو هيثم مناع :استفتاءان في ديمقراطية واحدة
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
أحكام بالسجن لشبان تونسين في قضايا الإرهاب
تونس.. أحكام جديدة بالسجن في قضايا « إرهاب«
رويترز – إسلام أون لاين.نت تونس- قضت المحكمة الابتدائية في العاصمة التونسية بالسجن على 14 شابا لمدد تتراوح بين 4 و10 سنوات بموجب قانون « مكافحة الإرهاب« . ووجهت المحكمة للمحتجزين تهمتي السفر للجزائر والانتماء إلى « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » الجزائرية في محاكمة استمرت حتى ساعة متأخرة من يوم الأحد 25-3-2007 بحسب المحامي سمير بن عمر. وتأتي المحاكمات الجديدة فيما تتواصل حملات الاعتقال والمحاكمات التي تشنها السلطات التونسية ضد الحركات الإسلامية المختلفة ومن بينها عناصر من جماعة التبليغ والدعوة منذ المواجهات المسلحة التي شهدتها تونس نهاية عام 2006 وبداية 2007 واتهم فيها مجموعة تابعة لتيار « السلفية الجهادية« . وقال المحامي سمير بن عمر لرويترز: إن المحكمة قضت اليوم الإثنين بسجن غيث الغزواني (23 عاما)، ومحمد أمين عون (22 عاما)، وماهر بزيوش (24 عاما) لمدة 10 سنوات لكل منهم بتهم « السفر للخارج (الجزائر) لتلقي تدريبات عسكرية ومحاولة القيام بعمليات تخريبية والاتصال بمجموعات إرهابية« . ونفى أنور القوصري محامي الغزواني أن يكون موكله سافر للجزائر بهدف الانضمام لـ »الجماعة السلفية للدعوة والقتال »، وقال إنه سافر للجزائر بصفة سرية للتوجه منها لأوروبا بعد أن ضاق به العيش في تونس. من جهته دفع والد الشاب « ماهر بزيوش » -طالب في كلية هندسة الطاقة- ببراءة ابنه. وقال: « ابني بريء وهو يحاكم من أجل أخيه.. أنا متأكد من براءته وأريد أن يسجنوني بعد أن استشهد ابني في العراق بينما كان يقاوم الاحتلال وسجن الآخر عشر سنوات ». وماهر هو شقيق مروان الذي قتل في مدينة الفلوجة العراقية. وقضت المحكمة الابتدائية أيضا بسجن مجدي الذكواني وياسين الجبري وسليم الحاج صالح بالسجن 6 سنوات بتهم التخطيط للالتحاق بتنظيمات عسكرية. وحكم على بقية المتهمين الثمانية من بينهم الشقيقان علي وإبراهيم الحرزي بالسجن 4 سنوات. ويلاحق الأخوان علي وإبراهيم الحرزي لأن شقيقهم الثالث تمكن من الالتحاق بالمقاومين في العراق وفقا لتأكيدات والدهم. وكان سبعة من المتهمين الأربعة عشر الذين تترواح أعمارهم بين 20 و25 عاما استسلموا في الجزائر، حيث تم اعتقالهم وتسليمهم إلى السلطات التونسية في إبريل 2005، ويشتبه في أن السبعة الآخرين خططوا لرحلة مماثلة للجزائر.
« اعترافات تحت التعذيب«
وشهدت المحاكمة جدلا بين القاضي طارق براهم والمحامين الذي اعتبروا أن « القضية مسيسة » وقالوا: إن « الاعترافات انتزعت تحت التعذيب في تونس والجزائر« . وقال أحمد صديق -وهو محام ضمن فريق الدفاع الذي ترافع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين-: « التعذيب لم يعد أمر مزعجا ما دامت الولايات المتحدة حريصة على القيام بذلك » في إشارة إلى تعذيب المعتقلين في سجن أبو غريب بالعراق ومعتقل جوانتانامو الأمريكي بكوبا. من جهته قال المحامي عبد الرؤوف العيادي -الذي خرج غاضبا من قاعة المحكمة-: « تهمتهم الوحيدة أنهم يؤدون فرائضهم الدينية، وهم مساكين لأن القضاء في تونس مسيس« . ويقدر محامون تونسيون عدد المعتقلين بتهم متعلقة بقانون مكافحة الإرهاب المطبق في تونس منذ عام 2003 بحوالي ألف شخص. وأعلنت تونس أنها تمكنت من القضاء على مجموعة سلفية كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية على منشآت حيوية في البلاد في مواجهات مع مسلحين بالضاحية الجنوبية للعاصمة أسفرت عن 14 قتيلا في مطلع العام الحالي.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين: بتاريخ 25 مارس 2007)
الرئيس التونسي يغيب عن القمة العربية بالسعودية
تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الاثنين إن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لن يحضر اعمال القمة العربية التي تعقد هذا الاسبوع بالسعودية وكلف رئيس الوزراء بتمثيله. وبذلك يصبح الرئيس بن علي ثاني زعيم عربي يعلن انه لن يحضر القمة بعد الزعيم الليبي معمر القدافي. وقالت وكالة الانباء التونسية « كلف رئيس الجمهورية الوزير الاول بتمثيله في القمة العربية التي تنعقد في الرياض يومي 28 و29 مارس الجاري. » ولم تذكر الوكالة اي تفاصيل عن اسباب تغيب الرئيس التونسي عن القمة. وكانت ليبيا أعلنت في وقت سابق انها لن تشارك في القمة العربية المقبلة في السعودية باي وفد احتجاجا على نقلها من مدينة شرم الشيخ المصرية الى الرياض. وتستضيف العاصمة السعودية الرياض مؤتمر القمة العربية التاسعة عشرة الذي يتوقع ان يناقش فيه الزعماء والقادة العرب اهم القضايا الراهنة على الساحة العربية مثل عملية السلام مع اسرائيل والوضع في العراق.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 26 مارس 2007)
ديبلوماسييون و جواسيس و مختطفون من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في إيطاليا
من أجل الاستعلام الامبراطوري لا تعرف الحرب القذرة حدودا
اللهم لا تدع للجور دعامة إلا قصمتها و لا جنة إلا هتكتها و لا كلمة مجتمعة إلا فرقتها، اللهم هذا مشروع أولياء الشيطان قد أخذ زخرفه و ازّيّن و ظنّ أهله أنهم قادرون عليه …فأزل يا ربنا بالحق و أهله رؤوس قادة هذا المشروع و زعمائه… و اجعلنا يا ربنا من عبادك الذين صدقوك ما عاهدوك عليه و زدنا إيمانا و تسليما »
وكم كنت أتمنى أن أكون مخطأ في حق حركة النهضة وزعيمها !
فرحة شباب تونس
** مقال صدر في العدد 398 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية الذي تعمد رجال أمن بالزي المدني جمعه من جميع الأكشاك بالعاصمة وفي بقية الولايات
لم تر أباها مُذ أبصرت الدنيا
بكت الطفلة ريم فتناثر الدمع الأليم
« أنا ريم الكلبوسي عمري أحد عشر عاما ، لم أنعم في حياتي بضمّة من أبي ، اشتقت إليه كثيرا . طال انتظاري له . أريد أن يأخذني أبي ككـل الأطفال في سنّي من وإلى المدرسة . أمّي تعبت من ذلك. أحلم أن يشتري لي أبي مستلزماتي.. و.. هديّة العيد .. هذا من حقي .. ماذا أفعل كي أحقق هذا الحلم ؟ إلى من أتجه كي يخرج أبي من ..السجن.. دلوني أرجوكم .. أنا مستعدّة أن أفعل أيّ شيء كي يعود لي أبي .. » كلمات بسيطة لكنّها معبّرة هزت مشاعر معظم من سمعها من الحاضرات والحاضرين وأسالت الدمع وحرّكت الآلام وذلك في الندوة التي نظمتها جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدّمي حول العفو التشريعي العام وحاضر فيها الأستاذ محمّد النوري يوم 16 مارس الجاري . ريم الكلبوسي طفلة الخامسة أساسي لم تتمتّع بضمّات أبيها وقبلاته . إذ وُلدت وهو في السجن . لم يُواكب نموّها ككل الآباء . يشاركه في ذلك عديد الآباء الذين يقبعون في أقبية السجون منذ ما يزيد عن العقد . أبوها هو جلال الكلبوسي السجين السياسي المعتقل منذ جوان1995 بتهمة الانتماء إلى حركة « النهضة » . حُكم عليه في الأصل ب26 سنة سجنا، وهو الآن بسجن برج الرومي ببنزرت . هذه الطفلة البريئة لا ذنب لها في الحياة سوى أنها ابنة رجل سعى إلى ممارسة حقّه الطبيعي والدستوري والشرعي في الاختلاف والانتماء والتنظم . ريم كانت تسمع بانتباه مداخلة الأستاذ النوري ثم كلام بعض الحاضرين ، ولعلها لم تفهم كل ما قيل لكنها لخصت كل المطالب بكلمتين » أريد أبي « . خلال الندوة أيضا بكت الأمّهات وطالبن بأبنائهن ، وبكت الأخوات وطالبن بإخوتهن وبكت الزوجات وطالبن بأزواجهن … وأجمع الحاضرون على مطلب واحد: العفو التشريعي العام . وهو مطلب نادت وتنادي به كل مكونات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات وأحزاب معارضة … فالآلاف تعرضوا إلى محاكمات قاسية ، والآلاف من العائلات قطعت أمامها سبل العيش ، والعديد اضطر إلى الهجرة وطلب اللجوء السياسي ، ومن بقي منهم داخل تونس مكبّل بالمراقبة الإداريّة والملاحقات الأمنية والمضايقات النفسية التي دفعت بالبعض منهم إلى الانتحار … إذا كان مطلب العفو التشريعي العام مطلبا شعبيا فإن لسان العائلات يردد: لماذا لا تستجيب له السلطة ؟ متى ستغير أسلوب تعاملها الأمني مع هذه المسائل؟ متى ستستوعب الدرس وتحترم شعبها وتحترم دستور البلاد، فقد آن لها أن تطوي صفحة الماضي بكل جراحه وتفتح صفحة جديدة مع الشعب والمعارضة والشباب، خاصة ونحن نحتفل بالذكرى الحادية والخمسين للاستقلال .. أن يُحرم آلاف الأطفال – كالطفلة ريم – من التمتع بحنان آبائهم ، وأن تُغتصب طفولتهم أمر لا يشرف تونس ولا تقبله الضمائر الحيّة إضافة إلى أنه قد ينذر بخطر مستقبلي كبير لما يخلفه هذا الاضطهاد من رواسب نفسية وذهنية لديهم . سعاد القوسامي (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد المحجوز رقم 398 بتاريخ 23 مارس 2007)
** مقال صدر في العدد 398 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية الذي تعمد رجال أمن بالزي المدني جمعه من جميع الأكشاك بالعاصمة وفي بقية الولايات
نجيب الشابّي في ندوة بمناسبة عيد الاستقلال:
الإستقلال لم يكن شكليًا رغم التبعيّة
محمد الحمروني بعيدا عن الشعارات وسعيا إلى بناء فكر سياسي جاد حاولت الندوة التي عقدها الحزب الديمقراطي التقدمي يوم الجمعة الماضي بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال البحث في مسالة التبعية التي تتهم بها اغلب الأنظمة العربية. وحاولت الندوة ملامسة هذا الموضوع من مختلف جوانبه الاقتصادية والاجتماعية وتداعياتها على مستوى حرية وسيادة القرار السياسي, كما حاولت الندوة البحث في مدى مشروعية الدعوة القائلة بان استقلال بلد مثل تونس هو استقلال شكلي وأنها فاقدة لأي سيادة. واستعرض الأستاذ احمد نجيب الشابي الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي الطروحات القائلة بان تونس مستقلة شكليا ومنها التبعية الاقتصادية خاصة في المجالات الحيوية. واعتبر أن الاقتصاد التونسي يتسم بالتبعية الهيكلية فهو اقتصاد يعتمد على السياحة التي تقوم في نسبة كبيرة منها على الأوروبيين. كما انه اقتصاد يقوم على التصدير في نسبة كبيرة جدا منه إلى السوق الأوروبية إلى جانب اعتماده على الهجرة كمكون من مكونات التشغيل بالبلاد، ليخلص إلى « إن الاقتصاد التونسي مبني على أساس علاقات وطيدة تشده إلى مراكز القوة في الشمال ». وفي الجانب العسكري خيرت تونس من البداية أن لا تبني قوة دفاعية لأنها تستنزف الكثير من موارد البلاد وبدلا عن ذلك اعتمدت على الحماية التي توفرها القوى الشمالية. وحسب الشابي كانت لهذه الخيارات نتائج ديبلوماسية مثل العلاقة مع إسرائيل والموقف من القضية الفلسطينية وبهذا المعنى تصبح النظرة التي تقول إن استقلالنا شكلي غير فاقدة لكل مرتكز يدعمها كما قال. غير أنه لم يكتف بهذا المستوى من التحليل لان للوضع ببلادنا وجها آخر يتمثل في كون الذين تسلموا زمام الأمور بعد الإستقلال كانوا وطنيين فعلا وأنهم عملوا بإخلاص لإنقاذ البلاد من براثن الاستعمار. واعتبر أن بورقيبة رجل تحديثي وطني رغم انه خير التحرك داخل المنظومة الغربية ورغم انه كان عنيفا مثلما كان مع الثعالبي والقناوي وصالح بن يوسف. وللتدليل على وطنية بورقيبة استعرض الشابي جملة الإجراءات التي تحققت خلال السنوات الخمس الأولى من الاستقلال وقال » من الاستقلال إلى حرب بنزرت لم تستكن الحكومة التونسية بل ظلت تطرح مشكلة السيادة الوطنية، ومن اجل مواجهة الهيمنة الفرنسية كانت تستعين بالولايات المتحدة الأمريكية ». و الخلاصة هي أن » الناظر في الـ 50 سنة من تاريخ تونس لا يمكنه إنكار وجود مجهود تنموي لكنه مجهود قائم على فرض الرأي وإقصاء النخب وشمل هذا الإقصاء أيضا مسؤولين من الحكم نفسه انتهى بهم المطاف إلى السجن أو المنفى ». خمسون سنة من استقلال البلاد اتسمت بأنها تجربة مفروضة على الجميع ولذلك فشلت في العديد من المحطات ليبقى التساؤل هل أن فشل التجارب المقابلة دليل على صحة الخيارات التونسية. وجاءت المداخلات في جزء منها مخالفة لرؤية الأستاذ الشابي إذ اعتبر النفطي حولة مثلا أن « جزءا كبيرا مما نعيشه اليوم يعود إلى خيارات بورقيبة ». كما تحدث حولة عن إغلاق بورقيبة لجامع الزيتونة واعتبر أن التحديث الذي قام به للبلاد كان شكليا. ولاحظ الدكتور أحمد بوعزي أن بورقيبة فشل في ثلاث مجالات على الأقل تتعلق ببناء الدولة: فشل في فصل الحزب عن الدولة بل على العكس من ذلك عمل على خلق نوع من التماهي بينهما، وفي توحيد الشعب التونسي حول هوية محددة، كما فشل في العصرنة لان هذه الأخيرة لا تكون فقط في المظاهر. واعتبر حمّة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي أن نقاش الاستقلالية والسيادة للدولة التونسية لا يجب أن ينطلق من تبسيط لمفهوم التبعية بل يندرج في إطار ما بات يعرف بالاستعمار الجديد الذي يقوم على جعل الأنظمة التابعة تدور في فلكه اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وبلغة أخرى رهن الخيارات السياسية الكبرى للبلاد. واعتبر رشيد خشانة الأمين العام المساعد للديمقراطي التقدمي أن النظام السياسي الذي بنيت عليه الدولة غداة الاستقلال اثر على باقي المجالات معتبرا أن فترة 1956 -1964 كانت مرحلة تكريس نظام الحزب الواحد والزعيم الأوحد وتحييد أي معارضة له سواء كانت حزبية أم إعلامية. وأضاف أن المناخ السياسي حينها كان يتجه خطوة خطوة نحو التقليص من مساحة الحريات، فلم تبلغ تونس « مؤتمر المصير » للحزب الحاكم سنة 1964 إلا وقد أرخى الحزب الواحد كلكله على دواليب البلاد في مشهد هو اقرب إلى الأنظمة الستالينية. وكان منجي اللوز الأمين العام المساعد للديمقراطي التقدمي افتتح الندوة بالتأكيد على أن التونسيين « وهم يقفون على مسافة بعيدة من الآمال التي رسموها لأنفسهم غداة الاستقلال يحيون اليوم هذه الذكرى بكثير من القلق واليأس بسبب الوضع الذي تعيشه البلاد خاصة من الناحية الاجتماعية، التي تتسم بارتفاع نسبة البطالة وتراجع النمو وظهور الجماعات المتطرفة والمسلحة ». وارجع أسباب بروز مثل تلك الظواهر إلى « حالة الجمود التي تسود البلاد في جميع النواحي ». واعتبر اللوز انه لا مجال لإنكار ما تحقق من مكاسب في البلاد في مختلف المجالات مثل التعليم والسكن والصحة والبنية التحتية، فالتونسيون « أحرزوا تقدما في مختلف الميادين من السياسة إلى الثقافة وغيرهما ما يؤهلهم لان يكونوا في حالة أفضل مما هم عليه الآن، والمفارقة القائمة هي بين ما تحقق من تقدم في تلك المجلات وبين النظام القائم المتسم بالاستبداد والتسلط. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد المحجوز رقم 398 بتاريخ 23 مارس 2007)
** مقال صدر في العدد 398 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية الذي تعمد رجال أمن بالزي المدني جمعه من جميع الأكشاك بالعاصمة وفي بقية الولايات
خطّة الإحتواء المزدوج للمعارضة (2)
المنجي اللوز 2- التحالفات: تؤكّد وثيقة « الندوة الوطنية » لحركة التجديد وثلّة من المستقلين من حولها على أهمية « التحالفات الواسعة حول الحد الأدنى المشترك » فيما تسميه « بناء القطب الديمقراطي والتقدمي » لكنها تميّز بين هذا النوع من التحالفات وتلك « التحالفات غير المبدئية مع تيارات توظف الدين ومقدّساته في نسف التحديث » وذلك في إشارة ضمنية لحركة 18 أكتوبر التي ضمت طيفا واسعا من اليساريين والقوميين والديمقراطيين الاجتماعيين والإسلاميين تحديدا حول الحدّ الأدنى المشترك. من المهمّ التذكير في البداية أنّ التحالفات لا تخضع للرغبة فيها أو للإعراض عنها، أو لاعتبارات عقائدية أو إيديولوجية ولا لتأثير نزاعات الماضي على الحاضر، إنّما يخضع عموما إمّا للمصالح الوطنية الجامعة أو للمصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المشتركة في ظلّ مرحلة محددة. وقد أفرزت السياقات السياسية والعسكرية المعاصرة سواء ما اتصل منها بالنهوض الديمقراطي أو بالنهوض الوطني ثلاثة أصناف من الأوضاع حددت مجالات التحالفات السياسية وأطرافها وأهدافها. فبينما حكم في الأنظمة الديمقراطية المتقدمة قانون الصراع والتنافس الداخلي بين مختلف المصالح الاجتماعية والسياسية وفق قاعدة « لكلّ طرف أو تكتّل مصلحته والديمقراطية للجميع »، فإنّ قاعدة « الجميع ضدّ الواحد » هي التي تحكّمت في حالات الاستعمار والعدوان الخارجي وأحالت الصراعات الداخلية إلى مرتبة ثانية. وبين هاتين الحالتين يوجد صنف ثالث يتكوّن، بحسب اختلاف درجة تقدّم أو تخلّف بلدانه، من « الأنظمة الديكتاتورية » التي تعدّ حالات استثنائية وانتكاسا للنظام(systeme) الديمقراطي، ومن الأنظمة الشمولية لبلدان أوروبا الشرقية ومن الأنظمة الاستبدادية للدول الوطنية الحديثة في بلدان « العالم الثالث ». ولئن اندرجت هذه الفئة من الأنظمة في مجال الصراعات الداخلية فإنّها لا تخضع لمبدإ العلاقات التي تحكمها لأنّها بحكم تعطيل العمل بالدساتير والقوانين العادية فيها وبتعليقها للحقوق والحريات وشلّ المؤسسات الممثلة والمنتخبة زيادة على إلحاق الضرر بأوسع الفئات الاجتماعية جرّاء تفشي الفساد، فإنّها تستنفر الجميع ضدّها وتخضع اعتبارا لذلك إلى قاعدة « الجميع ضدّ واحد ». وفي إطار إعادة صياغة النخبة التونسية وتشكّلها على قاعدة هذه الرؤية الجديدة لمرحلة الانتقال إلى الديمقراطية وأسس الالتقاء والتحالف التي تحكمها بعد أن كانت كلّ فصائلها تقف، وإن بتفاوت، على أرضية شمولية بدون استثناء. فهل تمثل « حركة النهضة » الإسلامية ضمن هذا السياق حليفا ممكنا في المعركة من أجل بناء شروط الانتقال إلى الديمقراطية في تونس؟ قبل الجواب المباشر على هذا السؤال الهام الذي يشقّ صفوف المعارضة التونسية نودّ الإشارة إلى بعض المقدّمات الضرورية. أوّلا: أنّ الديمقراطية كمنظومة قيمية انبنت عليها أركان وثوابت النظام الديمقراطي وكنظام سياسي هي مقولة للأزمنة الحديثة لا علاقة لها بديمقراطية أثينا ولا بنظام الشورى الإسلامي الذي بقي إعلانا أو بأيّ من النظم التي سبقتها مهما كانت « عادلة » وتعدّ أحد أهمّ المرتكزات التي قامت عليها النظم الاقتصادية والاجتماعية العصرية. وهي تمثل كذلك أحد الأوجه الأربعة للعلمانية أو اللائكية على حدّ سواء بصرف النظر عن الفرق بينهما، والسياقات المختلفة لكليهما والتي قامت بتحديث مختلف مجالات الحياة وفق مبدإ الفصل ( مهما كانت صيغه أو درجاته) بين الدين وأنماط الإنتاج والمعاملات الحديثة، وبين الدين والمدرسة وأنظمة التعليم والدراسة، وبين الدين والتشريع والنظم القضائية وبين الدين والدولة. ثانيا: أنّ سياقات الفصل الثلاثة الأولى قطعت أشواطا حاسمة في بلادنا وهي سياقات ما انفكّت تعتمل في المجتمع وفي حياته اليومية منذ ما يزيد عن قرن ونصف. ولم يبق غير استكمال تحديث النظام السياسي المتخلّف. ثالثا: إنّه ليس بإمكان أحد الرجوع بتونس إلى الوراء مهما كانت التعرجات التي يدفع باتجاهها، وأنّ أي طرف ما زال يقف على أرضية شمولية ولا يعترف بالآخر المختلف كشرط لوجوده ليس بمقدوره أن يكون شريكا في بناء الديمقراطية. في ضوء هذه التأكيدات ورغم ما يبدو عليه الأمر من صعوبة، فنحن لا نفهم مواقف بعض الأوساط اليسارية المتوترة تجاه الإسلام كدين في علاقة بالديمقراطية كما لا نفهم المواقف القائلة باستحالة تطوّر « حركة النهضة » التونسية نحو تبني الديمقراطية كقيمة وكمنهج وكنظام سياسي مثلما توحي به الوثيقة المذكورة. فهل توجد حقا موانع نظرية أو تاريخية أو سياسية تقف دون ذلك؟ إنّ القول بأنّ الدين الإسلامي هو دين مغلق وعقيدة تقوم على العنف تختلف عن بقية الأديان التي سايرت الحداثة والعصر، وكأنّها تحمل إعاقة انطولوجية أو جينية تمنعها من التأقلم وبذلك لا يمكنها أن تكون سندا لحركات ديمقراطية إسلامية على غرار الديمقراطية المسيحية في إيطاليا أو ألمانيا هو قول يصدر عن جهل وعن رؤية ميتافيزيقية للأديان، فلا يحتاج المرء أن يكون خبيرا في علم الأديان المقارن حتّى يجزم بأنّ كلّ الأديان حملت قيما إنسانية سامية (مثل الحب والعدل والتسامح والرحمة والتضامن…)، لكنّ جميعها شكّل حسب السياقات التاريخية أساسا ومرتكزا لجميع النظم الاستبدادية التي كانت تسود المعمورة. وأنّ جميعها عرف مع ذلك أيضا حركات إصلاح ديني، ولو بعد رفض ومقاومة، للتكيّف والانسجام مع مقتضيات التطوّر والعصر الحديث. ولم يشذ الدين الإسلامي عن هذه القاعدة فقد خضع منذ الصدمة الاستعمارية الأولى على يد نابليون وبدفع من العوامل الداخلية إلى موجة أولى من الإصلاح في إطار ما عرف بحركة النهضة العربية التي شكلت الحاضنة لقيام الدول العربية الحديثة والتي إن لم تفلح في إحداث القطيعة مع النظام السياسي القديم، فإنّها قطعت مسافة هامة على طريق التحديث وتطويع الحداثة للإسلام في مرحلة أولى. لكن ومنذ ما يمكن اعتباره الصدمة الثانية بحلول زمن العولمة فإنّ الدين الإسلامي يجد نفسه اليوم أمام تحدّي موجة أخرى من الإصلاح سيكون رهانها ليس تطويع الحداثة للإسلام كما هو الشأن في النهضة الأولى وإنّما على العكس تطويع الإسلام للحداثة والديمقراطية هذه المرّة. أمّا من الناحية السياسية نعتقد أنّ حركة الإسلام السياسي بإمكانها في ظلّ شروط تاريخيّة وسياسية محدّدة وفي ظلّ ضغوطات دولية معلومة أن تلعب دورا دافعا في اتجاه الديمقراطية وإقامة نظام العدل والمساواة. وإنّ المقارنات السخيفة التي كثيرا ما تقام كلما تعلّق الأمر بالحوار أو الالتقاء مع حركات الإسلام السياسي ومع ما وقع فيه الاشتراكيون الألمان والإيطاليون من تنازلات لامبدئية سهّلت صعود الفاشية والنازية في كلا البلدين هي ببساطة مقارنات مختلة ومقلوبة رأسا على عقب لأنّ الحكومات التي أطاحت بها هذه الدكتاتوريات الصاعدة كانت حكومات ديمقراطية بينما يختلف الأمر تماما بالنسبة لأوضاعنا أين تعمل هذه الحركات الإسلامية إلى جانب أطراف الحركة العلمانية في إطار نظم استبدادية. وكان الأجدر، إن وجدت ضرورة للمقارنة، مقارنة أوضاع الحركات الإسلامية بالسياقات الكفاحية التي جمعت الأحزاب الشيوعية والاشتراكية جنبا إلى جنب مع الأحزاب الديمقراطية المسيحية في مقاومة الفاشية والنازية. لا شيء في نظرنا إذا يمنع حركة النهضة التونسية للسير في اتجاه التبني الفعلي للديمقراطية وحقوق الإنسان فقد برهنت هذه الحركة على ما يكفي من العقلانية والرشد، بعد تجربة شابتها روح المغامرة، للبروز كطرف سياسي سلمي وفي هذا الصدد لا نعتقد أنّ القوّة القهرية للدولة كان لها وحدها فضل تجنيب البلاد مخاطر الحرب الأهلية إذ كان هنالك دور واضح للاتحاد العام التونسي للشغل ولبقية مكونات المجتمع المدني والسياسي في ذلك. كما كان هنالك دور أيضا لرشد هذه الحركة والتزامها ضبط النفس وعدم انسياقها وراء ردود الفعل العنيفة. وإنّ حركة النهضة التي وقعت إعلان هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات حول مبدإ المساواة بين المرأة والرجل وتستعدّ للإقرار بحرية المعتقد والضمير وبسلامة الحرمة الجسدية وتجتهد للتوافق على صيغة مناسبة للفصل بين الدين والسياسة ستكون قادرة بكلّ تأكيد على المساهمة في الرقي السياسي الديمقراطي لجميع التونسيين. تبقى قضيّة استقلالية الطرف الديمقراطي التقدّمي أو العلماني ضمن التحالف وقضيّة قيادة هذا التحالف مسائل سنتعرّض إليها في الجزء الثالث المتعلّق ببناء القطب الديمقراطي. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد المحجوز رقم 398 بتاريخ 23 مارس 2007)
** مقال صدر في العدد 398 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية الذي تعمد رجال أمن بالزي المدني جمعه من جميع الأكشاك بالعاصمة وفي بقية الولايات
ندوة في بنزرت: العفو التشريعي العام هو الحل الأمثل للبلاد
بنزرت ــ مراد حجي أقيمت يوم الجمعة 16 مارس 2007 بمقر جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي ندوة حول العفو التشريعي العام بمشاركة الأستاذ محمد النوري رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين. و استهل الاستاذ النوري مداخلته بالقول أن موضوع العفو التشريعي العام هو موضوع الساعة حيث كثر الحديث عنه في الجمعيات والمنظمات و الأحزاب و غيرها، وهو مسالة يقع المطالبة بها كلما كانت هناك أزمة في المجتمع لان رجال القانون و السياسة لا يرون مخرجا منها إلا بالمصالحة . واعتبر أن موضوع العفو التشريعي العام في ظاهره قانوني لكنه في حقيقته سياسي. وفي حديثه عن البعد القانوني بين أن هناك فصلا في المجلة الجزائية يتحدث عن العفو العام بمعنى انه يمنح بقانون و تمحى به الجريمة مشيرا إلى أن هذا الفصل لم يقدم تعريفا للمصطلح المذكور. و في تحديده لمعاني كلمات العفو التشريع العام أوضح المحاضر أن كلمة العفو تعني من بين ما تعنيه الغفران اوالسماح أوعدم عقاب . أما كلمة تشريعي فتدل على انه لايتم إلا بقانون صادر عن مجلس النواب في حين أن كلمة عام تقابلها كلمة خاص و الفرق بين العام و الخاص أن الأول تمحى به الجريمة مع العقاب و الثاني يمحى به العقاب فقط. و دلالة ذلك ان العفو التشريعي العام ينزع بصفة رجعية عن بعض الأفعال المرتكبة الصفة الجنائية التي كانت تتصف بها باعتبار أن العقاب كان ظلما . أما فيما يخص البعد السياسي فابرز الأستاذ النوري أن السلطة السياسية تعمل على سن العفو التشريعي العام عندما ترى أن المجتمع يمر بأزمة نتيجة لأحداث ماضية متخذا في ذلك مثال تونس سنة 1980حين عاد عدد من السياسيين من المنفى وتم وضع حد للتتبعات التي كانوا معرضين لها حيث عملت السلطة على إقامة مصالحة والاعتراف ببعض المنظمات و الأحزاب و كان من المأمول أن يعلن بورقيبة عن العفو التشريعي العام ولكن وقع العدول عنه في آخر لحظة وتم استبداله بعفو خاص . وأردف الأستاذ النوري يقول انه وقع في 7نوفمبر1987 الإعلان عن عفو تشريعي عام لكن سرعان ما ظهر أن الأمر لايعدو أن يكون خدعة إذ وضع النص ليستفيد منه بعض الأشخاص أو بأكثر تحديد البعض من اليساريين ولم يأت القانون بالحل المنشود.ثم تطرق إلى بعض الأمثلة من البلدان التي سنت قانونا في هذا المجال ذاكرا الجزائر و أفغانستان وفرنسا بعد حرب التحرير و أوزبكستان . وفي هذا السياق تساءل الأستاذ النوري ماذا يمكن أن نفعل في تونس حيث تعرض 10الاف شخص لمحاكمات جائرة و أحكام قاسية من محاكم استثنائية مع حرمان لآلاف العائلات من العيش الكريم و آخرين مكبلون بإقامة جبرية ؟ و ممن يمكن أن نطلب العفو التشريعي العام؟ فهل يحتوي مجلس النواب على معارضين يطالبون بذلك وهل الحكومة فعلا تريد إصدار هذا العفو و طي صفحة الماضي ؟ الأستاذ محمد النوري ختم حديثه بالقول أن العفو التشريعي العام هو الحل الأمثل لأنه يضع حدا للازمة التي نعيشها خاصة وان الوضع زاد تدهورا بسن قانون الإرهاب الذي لم يوضع لمصلحة الشعب و تمت المصادقة عليه دون نقاش لذلك فلا بد من مجهودات متضافرة بين الجمعيات و الأحزاب السياسية من اجل تحقيق هذه الغاية. وعلى اثر هذه المحاضرة أعطيت الكلمة للحاضرين فأكدت أغلب تدخلاتهم على أهمية مطلب العفو التشريعي العام كمطلب ملقى على عاتق الحركة الديمقراطية وكخيار لتجاوز المراحل السابقة وتحقيق الانفتاح السياسي و ضمان حرية الرأي و التعبير، وتساءلوا عن الآليات والحلول الممكنة لتجسيد هذا المطلب مع اقتراح لبعض الأشكال الممكنة من التحركات مثل بعث لجنة وطنية من اجل العفو التشريعي العام وخوض تحركات ميدانية مع دعوة عائلات المساجين لتكثيف تحركاتهما في هذا المجال ودفع الأطراف الوطنية المقيمة بالخارج للمزيد من الضغط في هذا الاتجاه. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد المحجوز رقم 398 بتاريخ 23 مارس 2007)
** مقال صدر في العدد 398 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية الذي تعمد رجال أمن بالزي المدني جمعه من جميع الأكشاك بالعاصمة وفي بقية الولايات
اللغة الوطنيّة في خطر!
غسّان بن خليفة اللغة هي أساس وجود شعب ما، لأنّها تعكس محصّلة ثقافته من رموز ومعاني ودلالات. اذا سُلِبَت منه لغته عُزل عن العالم وحُكِمَ عليه بالنسيان ». أطلق صرخة الفزع هذه غاستون ميرون، أحد أشهر شعراء الكيباك وأبرز رموز « الثورة الهادئة » التي شهدتها هذه المقاطعة الكنديّة في سبعينات القرن الماضي وانتهت بإعادة الإعتبار للفرنسيّة، لغة أغلبيّة سكّان المقاطعة. واليوم في تونس نعيش حالة شبيهة بما شهده الكيباك حيث كادت اللغة الفرنسيّة ان تندثر بسبب هيمنة الأنجليزيّة، لغة الأقليّة، على مختلف أوجه الحياة في المجتمع. اذ ضاعفت النتائج الثقافيّة للعولمة التي فُرضت علينا كبقيّة بلدان العالم الثالث من موقع الضعيف المُجبَر لا القويّ المُخيَّر من أزمة الإنتماء الثقافي التي ورثناها من حقبة الإستعمار الفرنسي، وكان من أبرز مظاهرها مسألة اللغة الوطنيّة وموقعها بين مدافع عن عروبة لسان الشعب التونسي وبين قائل، أو ممارس عن غير وعي، انّ العربيّة ليست لغتنا، وأنّه يجب استبدالها بلغة أخرى ك »التونسيّة » عند البعض والفرنسيّة أو غيرها من اللغات الأجنبيّة عند بعضٍ أخَرََ مُغالي. ورغم انّ دستور البلاد كان واضحًا في اعتباره العربيّة « لُغَتها »، الاّ انّ هذه القضيّة كانت دائمًا محلّ جدال بين النخب المُثقّفة، متمحورة في الماضي القريب حول مكانة اللغة العاميّة بين من اعتبرها لغة متكاملة تعبّر عن خصوصيّة هويّة وتاريخ التونسيّين، وبين من رأى فيها ظاهرة ثقافيّة سلبيّة وجبت مقاومتها. وان بدا انّ خيار « التعريب » قد انتصر على مقولة « التَوْنَسة » في أواخر التسعينات من القرن الماضي، فإنّ الناظر لواقع الحال اليوم يلحظ الإنتشار السريع لظاهرة قديمة متجدّدة هي ظاهرة « الفرانكوآراب »، التي يبدو أنّها تجاوزت بحكم التحوّلات العميقة التي شهدها المجتمع في العشريّة الفارطة كلتًا المقولتيْن السابقتَيْن. « الفرانكوآراب »: أبرز مظاهر التخلّف الثقافي لدى الأجيال الجديدة أخذت ظاهرة « الفرانكوآراب » حجمًا غير مسبوق في السنوات الأخيرة. ففي ظلّ أزمة التعليم بمختلف مستوياته، وفي مناخ اتّسم بمصادرة الحرّيات العامّة، وعلى رأسها الإعلاميّة، وما نتج عنه من خطاب اعلامي خشبي ممجوج، ظهرت وسائل اعلام خاصّة مرئيّة ومسموعة سرعان ما جذبت اليها معظم شرائح الشباب، وذلك لما تميّزت به هذه المنابر الجديدة، التي تُعدّ إذاعة « موزاييك آف آم » أهمّها، من خطاب مُبسَّط ، وهامش من الحرّية كان أوسع ممّا عهده النّاس في وسائل الإعلام الرسميّة، وان اقتصر على الرياضة وملامسة بعض القضايا الإجتماعيّة. لكن ما ينتقده الكثير من الملاحظون، وخاصّة منهم المنادون بتحصين الهويّة الثقافيّة للمجتمع أمام رياح العولمة العاتية، هو اللغة التّي يستعملها مقدّمو برامج هذه الإذاعة وغيرها من وسائل الإعلام الجديدة. اذ لا يفهم المرء لماذ يصرّ بعض هؤلاء على استعمال كلمات فرنسيّة للتعبير عن معان من السهل التعبير عنها بالعربيّة الدارجة كعبارة « موش normal » عوض « موش عادي » أو « donc » عوض « لذا » وغيرها ممّا شاع استعماله لدى عديد الناس…، وعادة ما يكون التبرير انّهم يتكلّمون كما يتكلّم التونسيّون اليوم. وبغضّ النظر عن مدى صحّة هذا الإنطباع ومدى وجاهة فكرة انسياق وسائل الإعلام وراء المزاج العام، لا يمكن للمرء الاّ ان يُستَفَزّ عندما يسمع مذيعة تقول « partout dans le monde » عوض « في كلّ العالم » أو » réponse » عوض « اجابة »، بما يعني انّ وسائل الإعلام هذه لا تكتفي بعكس هذه الظاهرة الإجتماعية وانّما تكرّسها وتزيد من تفاقمها. انتشرت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ أيضًا في الإعلانات الإشهاريّة سواءً في وسائل الإعلام أو في الطريق العام، كما أنّها سهّلت « تأقلم » مستعملي الأنترنات التونسيّين مع الهيمنة شبه الكلّية للغة الفرنسيّة على معظم مواقع الواب ومنتديات النقاش. لكن الجديد والخطير في الأمر هو تسلّلها مؤخّرًا الى وسائل الإعلام العموميّة، اي التلفزة والإذاعة الوطنيّيتين وقناة واذاعة الشباب، التي بقيت الى ماضٍ قريب تدافع عن استعمال اللغة العربيّة بشقيّها الفصيح أو العامّي القريب من الفصيح. يعتبر عالم الإجتماع التونسي الدكتور محمود الذّوادي « الفرانكوآراب » من أبرز تعبيرات ما يسمّيه « التخلّف الثقافي » أو « التخلّف الآخر » في كتابه عن « عولمة أزمة الهويّات في الوطن العربي والعالم الثالث »، الذي يرى انّه التجسيد المعاصر لقاعدة الغلبة والتقليد بين الشعوب والأفراد لإبن خلدون الذي كتب في مقدّمته : »المغلوب مولعٌ أبدًا بالإقتداء بالغالب، في شعاره وزيّه ونحلته وسائر أحواله وعوائده » وانّ ذلك أمر مفهوم في مجتمع ينتمي الى أمّة مازالت لم تتعافى من آثار هزائمها الحضاريّة، ولم تهتد بعد الى الطريق لتجاوز تخلّفها في كلّ المجالات عن غيرها من الأمم. ولعلّ الإطلاّع على ما يجري في المجتمعات الأخرى في هذا الصدد يكون مفيدًا لفهم أوسع لهذه الظاهرة ومساعدًا على تنسيب الأمور ورؤيتها بشكل أكثر وضوحًا وموضوعيّة. ظاهرة عالميّة تصدّت لها الأمم المتقدّمة بحزم يتذكّر الكثيرون كيف وبّخ الرئيس الفرنسي جاك شيراك أحد وزرائه لأنّه تكلّم بلغة غير الفرنسيّة في احدى الندوات الصحفيّة خارج بلاده. هذا الموقف وغيره هو سليل تيّار متجذّر في النخب السياسيّة والثقافيّة الفرنسيّة رفع منذ عقود شعار « الإستثناء الثقافي الفرنسي » الذي أطلقه وزير الثقافة المفكّر أندريه مالرو في الخمسينات، اذ لطالما كان الدفاع عن اللغة الوطنيّة من أهمّ أولويات المثقّفين في فرنسا، وقد ساهم الكاتب آتيامبل في خلق حالة من الوعي والتيقّظ تجاه ظاهرة « الفرانجليزيّة » التي نبّه في كتاب شهيرله، من مخاطر انتشارها في المجتمع الفرنسي كنتيجة للإشعاع المتزايد للإنجليزيّة، كلغة علوم على وجه الخصوص، وبداية غزو مفردات هذه اللغة اللسان الفرنسي وتعويضها لكلمات موجودة في لغة موليير. وقد قامت حكومات فرنسا منذ السبعينات بإستحداث الهيئات والتشريعات التّي أكّدت على أولويّة اللغة الفرنسيّة في مختلف الميادين من تعليم واقتصاد واعلام عمومي وشبه عمومي واشهار وغيرها، وكان أشهرها القانون الذي صادق عليه الرئيس ميتيران سنة 1994 وحمل إسم وزيره توبون. ففي فرنسا تسهر « المفوضيّة العامّة للإصطلاح والإشتقاق » التابعة مباشرة لرئاسة الوزراء بالتعاون مع مؤسّسات عديدة أخرى على ابتكار ترجمات للمفردات الجديدة التي قد تظهر بالأنجليزيّة، ونشرها قبل ان تصير شائعة الإستعمل ويصعب التخلّص منها. اذ يُمنع مثلاً على المحلاّت ان تضع لافتات لا تحتلّ فيها الكتابة الفرنسيّة المكان الأبرز، وتُلزَم وسائل الإعلام العموميّة، أو الخاصّة التي تتلقى مساعدة مالية من الدولة، بإستعمال الفرنسيّة دون سواها، كما يجب ان تتضمنّ كلّ التظاهرات والمؤتمرات التي تُعقد في فرنسا ترجمة باللغة المحلّية وان كان منظّموها أجانب، وغير ذلك من الأمثلة التي لا تُحترَم في بلادنا رغم وجود بعض القوانين الخاصّة بذلك. نفس الشيء تقريبًا في مقاطعة الكيباك الكنديّة حيث سنّ رئيس وزرائها رينيه ليفاك سنة 1977 قانون « عدد 101 » الشهير الذي أعاد للغة الفرنسيّة مكانتها كلغة رسميّة أولى رغم انّ 20 بالمائة من السكّان انغلوفونيّون. هكذا تدافع الأمم المتقدّمة عن لغتها وهويّتها الثقافيّة دون ان يجعل منها ذلك بلادًا متعصّبة، ولمن يجادل بانّ الفرنسيّة لغة منتشرة عالميًا ومواكبة للتطوّر العلمي على عكس العربيّة وأنّه من الطبيعي ان تكون لها مناعة ومرونة أكبرَين، هناك مثال الدول الآسكندنافيّة حيث يتقن معظم السكّان الإنجليزيّة لكنّك لن تسمع سويديًا يتكلّم لغة خليطًا من لغته الأمّ والأنقليزيّة مثلاُ، لأنّ السويديّون معتزّون بلغتهم ولأنّ حكوماتهم الديمقراطيّة المعبّرة في سياساتها عن هذا الشعور بالإعتزاز القومي، تسنّ بدورها القوانين وتشجّع الإنتاج الثقافي للمحافظة على لغة شعبها. اعادة الإعتبار للعربيّة فصيحة وعاميّة يؤكّد الدكتور الذوّادي في كتابه حول تخلّف اللغة العربيّة في بلادنا انّ استعادتها لمكانتها كلغة وطنيّة يحترمها أبنائها قبل غيرهم، هو أمر مرتبط بشكل عضوي بحجم ارادة « القيادة السياسيّة » وعدم تذبذب سياساتها في هذا المجال ، فلا عجب ان ترافق تدهور حال لغتنا الوطنيّة مع تدهور وضعنا السياسي وانسداد آفاق التغيير وسبل التنافس الديمقراطي، الذي من شأنه ان يقوّم الأوضاع غير السليمة ويصلح الأخطاء والنقائص، اذ لو كانت لدينا حريّة اعلام لما انفرد البعض ب »إمتياز » فتح اذاعة أو تلفزة خاصّة ولأستطاع مثقّفون واعلاميّون تونسيّون مقتدرون من اسماع النّاس صوتًا ثقافيًا أقلّ بحثًا عن الربح التجاري وأكثر اهتمامًا بجودة وأصالة المحتوى. هذه الواقع الرديء لا يمكن ان يعفي النخب المُثقّفة من تحمّل مسؤوليّتها في الحفاظ على هويّة البلاد، لكن على بعض هذه النخب ان تحسم أمرها تجاه اللغة العربيّة وتقتنع بأنّها لا تتعارض مع قيم الحداثة والتقدّم، فهذه القيم ليست حكرًا على ثقافة دون أخرى وان تقدّم بعضها على غيرها، فلدينا في تاريخ الحضارة العربيّة الإسلاميّة أمثلة مشرقة لمفكّرين وفلاسفة أسّسوا لحداثة عصرهم باللسان العربي لعلّ ابرزهم كان ابن رشد الأندلسي، كما لا يخلو تاريخنا المعاصر وحاضرنا من المثقّفين التقدّميّين الذين حملوا لواء الحداثة بلسان عربي فصيح ورشيق، من جبران خليل جبران الى أبو القاسم الشابّي الى نزار قبّاني الى سماح ادريس صاحب مجلّة الآداب اللبنانيّة. كما يتطلّب الأمر من بعض النخب « القوميّة » الأخرى ان تغيّر من نظرتها الى الدارجة أو العاميّة التي يتكلّمها عامّة النّاس، لأنّه من الواضح انّ النظرة الدونيّة لهذه « اللغة » نفّرت الكثيرين من اللغة الفصيحة (أو الفصحى)، وجعلتهم يفضّلون عليها الدارجة التي يتكلّمونها في حياتهم اليوميّة لحرارتها والتصاقها أكثر بأحاسيسهم، الى درجة جعلت البعض يجادل، عن قصد أو عن جهل، بأن لا علاقة بين الفصيحة والدارجة وانّ هذه الأخيرة هي خليط للغات مختلفة متناسين انّ الأولى كانت على مرّ التاريخ المكوّن الأساسي للثانية والمصدر الرئيسي لألفاظها. كما انّ تراجع مكانة اللغة العربيّة في وسائل الإعلام المحلّية التّي يتابعها عامّة الناس أدّى الى احتلال الفرنسيّة، وبشكل متزايد الأنجليزيّة، دور الخزّان الذي يزوّد النّاس بالمصطلحات الجديدة التي يحتاجونها في حياتهم اليوميّة. ورغم تأكيد تقريرالأمم المتحّدة لسنة 2003 حول التنمية البشريّة العربيّة على مرونة وثراء اللغة العربيّة وقدرتها الفائقة على الإشتقاق والمساهمة في « توليد المعرفة »، فإنّ التخلّف العلمي والتكنولوجي بالوطن العربي يضاعفان من التبعيّة الى اللغات الأجنبيّة، ويسهّل اللجوء اليها لإستيراد المصطلحات التقنيّة، وهي ولاشكّ أسباب تضعف العلاقة المتينة بين الفصيحة والدارجة في أذهان عامّة الناس. انّ تجربة التعريب في بلادنا على نقائصها، أثبتت انّه يمكن ان يتحدّث التونسيّون دارجة أصيلة ملتصقة بالفصيحة وتنهل منها قبل غيرها لضمان تطوّرها، لغة عاميّة هي اقرب ما يكون الى دارجة عبد العزيز العروي وعلي الدوعاجي..، اذ صار من الواضح في أوائل التسعينات انّ هذا الخيار بدأ يؤتي ثماره وانّ النّاس أصبحوا أكثر استعمالاً للعربيّة في حياتهم اليوميّة، وقد ساهمت مجهودات ومواهب اعلاميّين وفنّانين متألّقين ككلثوم السعيدي وآدم فتحي ولطفي بوشناق وغيرهم في مصالحة التونسي مع لغته الأمّ، قبل ان تأتي العشريّة الأولى بعد السنة الألفين وتتراجع السلطة بشكل غير مُعلَن عن التعريب، بعد ان تحسّنت علاقاتها مع الحكومة الفرنسيّة، مفسحة المجال لوسائل اعلام تفتقر الى المضمون والى الرؤية الثقافيّة الجادّة و لايهمّها سوى الربح المادّي السريع. لا شكّ اذن انّه قد دقّ ما يكفّي من أجراس الإنذار ليتحمّل هؤلاء وغيرهم من مثقّفين من طينة جلّول عزّونة وأمّ زياد وعبد اللطيف الفوراتي وتوفيق الجبالي وجليلة بكّار ورشيد خشانة وسنية مبارك وبحري العرفاوي والحبيب الحمدوني.. وغيرهم ممّن أبدعوا بلغة الضاد فصيحة أم عامّية، مسؤوليّاتهم كنخبة وطنيّة مستنيرة في الدفاع عن لغة بلادهم. وكلّ رجائنا ان نسمع قريبًا بتأسيس هيأة للدفاع عن اللغة العربيّة في تونس تجتهد بمختلف الأشكال والوسائل في حماية ثقافتنا الوطنيّة من الرداءة.. والإندثار. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد المحجوز رقم 398 بتاريخ 23 مارس 2007)
** مقال صدر في العدد 398 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية الذي تعمد رجال أمن بالزي المدني جمعه من جميع الأكشاك بالعاصمة وفي بقية الولايات
أخبار قصيرة من الموقف (1)
** أخبار نقابية نفذ أعوان وموظفو الشركة العصرية للإيجار المالي المتفرعة عن بنك الإسكان إضرابا عن العمل يوم 14 مارس 2007 احتجاجا على ضرب الإدارة للحقّ النقابي. وعلى إثر ذلك أرسلت عديد النقابات الأساسية للقطاع برقيات مساندة للنقابة وبرقيات احتجاج إلى وزير المالية ووالي تونس ومحافظ البنك المركزي والرئيس المدير العام لبنك الإسكان ورئيس الجامعة المهنية للبنوك. هوامش الإضراب: شعار الإضراب كان: كلّ قطاع البنوك والمالية يد واحدة لفرض الحقّ النقابي. حضر جميع الكتاب العامين للنقابات الأساسية منذ الصباح الباكر. استقبل المضربون المدير العام للشركة مرددين « لا عاش في تونس من خانها » فرفع هذا الخير بعد ذلك قضية عدلية ضدّ عدد من نقابيي القطاع والإتحاد الجهوي للشغل بتونس. تعقيب أفادتنا السيّدة خديجة الشريف رئيسة الجمعيّة التونسيّة للنساء الديمقراطيّات بتعقيب على نفي السيّد زياد الدولاتلي لما عبّرت عنه في الحوار الذي أجرته معها « الموقف » في العدد 396، جاء فيه انّ الشيخ راشد الغنّوشي هو عضو في مجلس الإفتاء الأوروبي الذي دافع في فتوى له عن « التسامح مع ظاهرة تعدّد الزوجات دون تشجيعها »، لكن اعتراض اتّحاد المنظّمات الإسلاميّة بفرنسا حال دون صدورها، وهو ما يضع نقاط استفهام، حسب تعبيرها، على موقف حركة النهضة من مسألة المساواة بين الجنسين. اتحاد المُعطّلين أصدر اتّحاد أصحاب الشهاد المُعطّلين عن العمل بيانًا يوم 20 مارس تسائل فيه عن معنى الإحتفال بعيدَيْ الإستقلال والشباب في ظلّ ما يعانيه آلاف الشباب من أصحاب الشهائد الجامعيّة من بطالة وفقر وتهميش. كما ندّدوا فيه بإيقاف عضوي التنسيقيّة الوطنيّة سالم العيّاري وحسن الرحيمي بمنطقة باب سويقة اثر توجّههم الى وزارة الشؤون الإجتماعيّة لمقابلة مدير ديوان الوزير الذي رفض استقبالهم. وأكّدوا على مواصلة تحرّكاتهم حتّى تحقيق مطالبهم المشروعة. ادانة أصدرت جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدّمي بيانًا أدانت فيه ما يتعرّض له مناضلو الحزب بالجهة من استهداف ومضايقات، كان أخرها ايقاف الأخ زهيّر مخلوف عضو مكتب الحرّيات وحقوق الإنسان ومرافقه يوم 15 مارس بينما كانا بصدد انجاز عمل توثيقي يهدف الى اسناد مواقف الحزب، اذ وقع الإحتفاظ بهما الى المساء وحُجِزَ منهما آلتي كاميرا وشرائط فيديو، كما تمّ تمّت احالة قضيّة ضدّهما ومحضري بحث وحجز. لا عفو لم يصدر ايّ إجراء بالعفو عن سجناء سياسيين أو مساجين حقّ عام بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين للإستقلال خلافًا للعادة في مثل هذه المناسبة. تعتيم أُعطيت تعليمات لجميع الصحف العموميّة والخاصّة بالإمتناع عن التعرّض لوجود وفد برلماني اسرائيلي بتونس، فامتثل الجميع. ديمقراطية…في الماء ! وصلتنا عريضة من متساكني منطقة فم النقاش من معتمدية حفوز عبّروا فيها عن احتجاجهم الشديد ضد الممارسات التي حصلت في الجلسة العامة الإنتخابية للمجلس الإداري للمجمّع المائي. ولخّصت العريضة التي أمضاها أكثر من أربعين مواطنا هذه التجاوزات في التعدّي على القانون الداخلي للمجامع المائيّة وحرمان المواطنين من حقّهم في التصويت وتنصيب مجلس صوري لا يعبّر عن رغبات المنتفعين وتلفيق تهم باطلة لإقصاء عناصر تحسن التصرف في أموال الجمعية وتمثيل المواطنين. وطالب الممضون على العريضة باحترام القوانين الداخلية وتحديد مهام رئيس الجمعية وأعلنوا مقاطعتهم للمجلس المنصّب. اعتداء بالعنف تعرّض السيد محمد العيد المريدي عضو المجلس الوطني و نائب رئيس فرع جرزونة لحركة الديمقراطين الاشتراكيين و منخرط برابطة حقوق الإنسان ببنزرت ، ليلة الخميس 0 مارس لاعتداء بالعنف الشديد من قبل ثلاثة مجهولين اقتحموا مقهى نزل الناظور وأصابوه بجروح بليغة مما أدى إلى نقله للمستشفى الجهوي حيث تلقى العلاج. والغريب أن السلطات المعنية لم تقم بالإجراءات اللازمة ولم تتتبع الجناة . إيقاف تعرّضت صبيحة الأحد 11 مارس الجاري ، السيدة ريم الناصري زوجة السجين السياسي السابق السيد بشير الفاتح و شقيقة السجين السياسي المفرج عنه مؤخرا قابيل الناصري إلى الإيقاف من قبل أعوان الحرس بعد تحويل وجهة سيارة الأجرة التي كانت تقلها إلى بنزرت بتهمة ارتداء النقاب . و بعد حضور وفد من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و أعضاء عن جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي و عن جمعية الدفاع عن السجناء السياسيين وقع الإفراج عنها . حق الشغل تحت شعار حق الشغل قبل كل الحقوق ، تجمع يوم الجمعة 9 مارس الجاري على الساعة العاشرة صباحا أمام قصر البلدية ببنزرت عدد من أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بعد أن منعهم أعوان الشرطة من الوصول إلى مقر الولاية لتسليم رسالة إلى الوالي يطالبون فيها بحقهم في الشغل والتعاطي بجدية مع أوضاعهم. كما طالب المتجمعون بحقهم في التنظم في إطار اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل . وتعرّض المعطلون و من انضم لمساندتهم إلى العنف المادي و المعنوي من قبل الأعوان الذين حاولوا تطويق الساحة و تفريق المتجمعين، كما قاموا في الأثناء بتوزيع مطوية و بيان.
أخبار قصيرة من الموقف (2)
وفد أوروبي اجتمع رئيس البرلمان الأوروبي هانس غارت بوترينغ فور وصوله إلى تونس يوم الجمعة الماضي مع وفد من المجتمع المدني التونسي في مقر بعثة المفوضية الأوروبية في ضاحية البحيرة. وشارك في اللقاء إلى جانب الوفد الأوروبي كل من السادة والسيدات مختار الطريفي رئيس رابطة حقوق الإنسان وخديجة الشريف رئيسة جمعية النساء الديمقراطيات ولطفي حجي رئيس النقابة الوطنية للصحافيين وراضية الدريدي عن جمعية النساء التونسيات الجامعيات من أجل البحث التنموي وعبد الجليل بدوي عن المجلس الوطني للحريات والطيب البكوش رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان ومحمد جمور عن المحامين وخميس الشماري وسامية عبو زوجة المحامي السجين محمد عبو. وكان بوترينغ مصحوبا بوفد من خمسة نواب أوروبيين، كما كان مقررا أن يدوم اللقاء 45 دقيقة لكنه استمر ساعة وربع الساعة. منع من الكتابة مُنع السيد برهان بسيَس من الاستمرار في كتابة عموده في جريدة « الصباح » وجاء القرار على إثر نشر مقال ذكر فيه بطول المدة التي قضاها السجينان السياسيان عبد الكريم الهاروني والعجمي الوريمي وراء القضبان مما يستوجب إخلاء سبيلهما. مركز إيراني تم افتتاح المركز الثقافي الإيراني في ضاحية المنار يوم الأربعاء الماضي (21 مارس 2007، وهو يوافق عيد النوروز، أي بداية السنة الإيرانية) الذي يديره السيد مصطفى النجار بحضور عدد كبير من السفراء المعتمدين في تونس. رقابة قررت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بحرق كتاب « قول يا طير » للكاتبين شريف كنعانة وابراهيم مهوي وإتلاف جميع نسخه بتهمة احتوائه « ألفاظا تخدش الحياء »، علما أنه يضم أربعين حكاية شعبية معظمها معروف. وطالب اتحاد الكتاب الفلسطينيين وهيئات ثقافية أخرى بإيقاف تنفيذ القرار في رسائل موجهة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. منع بالقوة منعت عناصر من الشرطة بالقوّة السيد زياد الدولاتي عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات والقيادي السابق في حركة « النهضة » يوم الأحد 18 مارس الجاري من الدخول إلى مقر التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات لحضور لقاء مع برلمانيّين من الكتلة الإشتراكية في البرلمان الأوروبي كانوا يمثلون أكثر من دولة أوروبية . و أفاد الأستاذ محمد النوري رئيس الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين أن عددا هاما من أعوان الأمن السياسي رابطوا أمام مقرّ التكتل بوسط العاصمة ثم فوجئ بهم يمنعون بالقوّة السيد الدولاتلي الذي كان بصحبته من دخول المقرّ ، فيما سمحوا للنوري بالدخول . مكتب للشباب الديمراطي التقدمي بقابس أسس الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس » النادي الثقافي مختاراللغماني » بالجهة انطلاقا من الوعي بمسؤوليته في نشر قيم الديمقراطية وحق المواطنة. وتم ذلك على إثر إجتماعه الدوري المنعقد يوم الخميس 8 مارس 2007 وبعد دراسة للمشهد الثقافي بالبلاد عامة وبجهة قابس خاصة وما يتسم به من ركود وترويج لثقافة التهميش والتغريب والإنبتات رغم ما تزخربه الجهة من طاقات خلاقة ومبتكرة. مضايقات تتعرض الطالبة آمال بن رحومة المرسمة بالمدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي بمجاز الباب إلى مضايقات شديدة بسبب ارتدائها للحجاب (الفولارة التونسية) ازدادت حدتها في الأيام الأخيرة وتمثلت خاصة في عدم السماح لها بالابحار على شبكة الأنترنت و طردها من قاعة الدراسة كذلك تهديدها بالطرد من المبيت و حرمانها من تغيير غرفة النوم بالمبيت الذي يعاني من شدة الرطوبة و تجاوزات أخرى تدهور صحة الأستاذ رشيد الشملي يواصل الباحث الأكاديمي بكلية الصيدلة بالمنستير وعضو هيئة فرع المنستير لرابطة حقوق الإنسان الأستاذ رشيد الشملي إضراب الجوع الذي بدأه منذ يوم غرة مارس الجاري. وعلمنا من أوساط اللجنة الطبية أن صحته بدأت تتعكر إذ لاحظت اللجنة نقصا شديدا في وزنه يعادل 7% علاوة على مظاهر الوهن التي بدت عليه. كما أوضح التقرير أنه يعانى من نقص في كمية السكر، ودعت اللجنة المضرب إلى الخلود للراحة و الاقتصاد في الجهد لتفادي المضاعفات الخطرة . وأعلن الأستاذ الشملي انه متمسك بمطالبه المعلنة و حمل سلطة الإشراف كامل المسؤولية في ما يمكن أن يحدث له. من جهة أخرى تزايدت حملة التأييد و المساندة فبعد رابطة حقوق الإنسان والنقابة العامة للتعليم العالي وعديد الشخصيات الوطنية الذين اتصلوا بالسيد الشملي سواء بصفة مباشرة أو عن طريق الهاتف والبرقيات أعربت عديد أحزاب المعارضة ممثلة في جهة المنستير (الديمقراطي التقدمي –التجديد-التكتل و حزب العمال و العمل)عن مساندتها اللامشروطة لمطالبه محملة السلطة مسؤولية تدهور حالته الصحية ومعتبرة النيل من الحريات الأكاديمية للجامعيين استهدافا لتقدم البلاد. وفي سياق متصل تشكلت لجنة مساندة للأستاذ الشملي تتكون اللجنة من السادة سالم الحداد (نقابي وحقوقي – التعليم الثانوي) وسعاد موسى (نقابية – الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي) وعبد الرحمان الهذيلي ( نقابي ورابطي ) وعلي الحربي (نقابي ) ومنذر الخلفاوي (نقابي – كلية طب الاسنان) المنجي بن صالح (نقابي ورابطي) والدكتور محمد عطية (رابطي – طبيب) وجمال المسلمي (رابطي – قطاع الصحة) ومسعود الرمضاني نقابي ورابطي)، علما أن اللجنة الطبية تتكون من الدكتور عبد المجيد المسلمي والدكتورة حميدة الدريدي. ليبيا: تلميح لإبعاد الفلسطينيين أبدى الفلسطينيون استغرابهم من تلميح ليبيا الى احتمال ترحيلها آلاف الفلسطينيين المقيمين فيها بذريعة محاربة التوطين. وطالبوا العقيد معمر القذافي بالعدول عن ذلك. ونشرت صحيفة «الجماهيرية» الرسمية الليبية تحت عنوان «الصفقة السوداء» ان «ملايين اللاجئين الفلسطينيين تجري الآن محاولة لبيعهم بالجملة كثمن لاقناع الاسرائيليين بقبول ما يسمى « مبادرة بيروت العربية ». وقالت «بموجب هذه الصفقة السوداء سيتم توطين كل فلسطينيي الشتات في البلدان التي يقيمون فيها… على هذا النحو سيصبح الفلسطينيون في لبنان لبنانيين وفي سورية سوريين وفي ليبيا ليبيين وفي مصر مصريين، وبهذه الطريقة سيتم تصفية القضية الفلسطينية». وأضافت ان ليبيا «لن تكون شريكاً في التنازل عن حق عودة اللاجئين وتوطينهم بعيداً عن وطنهم»، وهي «تجري اتصالات لتمكين آلاف الفلسطينيين المقيمين فيها من الذهاب الى قطاع غزة عن طريق مصر قبل تنفيد مؤامرة توطينهم في الدول العربية». وكانت ليبيا طردت في سبتمبر 1995 آلاف الفلسطينيين تعبيرا عن عدم الرضى على اتفاق الحكم الذاتي بين منظمة التحرير واسرائيل. وبقي مئات منهم معلقين في الصحراء في «مخيم العودة» بعدما رفضت مصر السماح لهم بالعبور. كما ظل المئات في السفن في عرض البحر ورفضت سوريا ولبنان دخولهم الى أراضيهما. وقال الناطق باسم حركة «فتح» فهمي الزعارير «ما يحز في النفس ان يجري طرد الفلسطينيين العاملين في ليبيا من حين لآخر لتحقيق اهداف سياسية على حساب هؤلاء الغلابة الذين لا حول لهم ولا قوة والذين لن يجدوا غير الصحراء ملاذا لهم في حال طردهم من جديد لأن دولة الاحتلال لن تسمح لهم بالعبور الى وطنهم». زوبعة بسبب اتفاق تطبيعي أثار اتفاق توصل إليه رئيس بلدية مدينة مراكش المغربية عمر جزولي ورئيس بلدية حيفا المحتلة يونا ياهاف موجة احتجاج واسعة في المغرب الأقصى. وبموجب الإتفاق الذي تم التوصل إليه في مرسيليا على هامش العشاء السنوي الذي تقيمه رابطة الجمعيات اليهودية في فرنسا سيتم تكوين طلبة مغاربة واسرائيليين في السياحة في مدينة مرسيليا. وذكَرت ردود الفعل المنشورة في الجرائد المغربية والمواقع الألكترونية بعروبة حيفا التي انتُزعت من أصحابها الشرعيين واعتبروا الإتفاق عملا يتنافى مع التزامات المغرب العربية وخاصة تجاه القضية الفلسطينية. 33 حزباً أردنياً يهدد بمقاطعة الانتخابات أجمعت الاحزاب الاردنية، في سابقة اتسمت بحدة غير معهودة، على رفض مشروع قانون الاحزاب السياسية الذي أقره مجلس النواب كما اقترحته الحكومة، وهددت بمقاطعة الانتخابات. وعقد ممثلون عن 33 حزباً سياسياً مرخصاً مؤتمراً صحافياً في مقر «حزب البعث العربي الاشتراكي» امس، وأجمعوا على مقاطعة اللقاءات التي يجريها رئيس الحكومة معروف البخيت في شأن قانون الانتخاب، معربين عن قناعتهم بعدم جدواها. وكان قادة الاحزاب اشادوا بمجلس الأعيان وعقدوا الأمل عليه لتصحيح قرار النواب، لكن اللجنة القانونية في المجلس اصدرت امس توصية بالموافقة على مشروع القانون كما وردها، ما شكل صدمة للاحزاب التي كانت تأمل في خفض عدد مؤسسي الحزب المطلوب الى 250 شخصاً من 500 وعدم حصر المرجعية بوزارة الداخلية. وقررت الاحزاب الاعتصام غداً امام مجلس النواب وتقديم مذكرة الى رئيس مجلس الاعيان تطالبه برد المشروع وأخذ رؤيتها وملاحظتها التفصيلية عليه وبيان مخاطره على الحياة السياسية في البلاد. ولوحت الاحزاب التي تضم «الاخوان المسلمين» والشيوعيين والبعثيين والقوميين واليساريين والوسطيين بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة «اذا ما أصرت الحكومة ومجلس الامة على موقفهما من حزمة القوانين المتعلقة بالحياة السياسية الناظمة للحريات العامة التي وصفتها الاحزاب بـ «قوانين منع وتقييد الحريات العامة واعاقة العمل الحزبي». جامعة « الديمقراطي » بسوسة تعقد مؤتمرها الأول تعقد جامعة « الحزب الديمقراطي التقدمي » بسوسة مؤتمرها الأول يوم السبت 24 مارس الجاري سيشهد تجديد الهيئة المسيرة للجامعة. و ستشرف الأخت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي على الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بحضور ممثلي المنظمات و الأحزاب بالجهة ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال بمقر الجامعة نهج الأخت جوزفين عمارة التروكاديرو. و دعت هيئة الجامعة كافة المناضلين و الأصدقاء و ممثلي الأحزاب و الجمعيات و المنظمات المهنية إلى تشريفها بحضور الجلسة الافتتاحية. تعزية على إثر وفاة والد الصديق أحمد بوجرة الكاتب العام للنقابة الأساسية لكلية الأداب بسوسة تتقدم هيئة جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي و أسرة جريدة « الموقف » للصديق أحمد بوجرة بأحر التعازي راجين من الله أن يرزق عائلة الفقيد جميل الصبر و السلوان احتياطات أمنية كان مقر مجلس النواب في باردو هو الذي يحتضن جميع الإجتماعات البرلمانية المغاربية والعربية السابقة، على رغم ضخامة عدد المشاركين. لكن فعاليات الدورة الثالثة للمجلس البرلماني الأورومتوسطي نُقلت إلى نزل « البالاس » المنعزل في ضاحية قمرت وعزت المصادر الرسمية ذلك لسعة المكان. لكن الملاحظين أكدوا أن ذلك يعود لأسباب أمنية تتعلق بمشاركة وفد من النواب الصهاينة في أعمال الدورة. مقاطعة؟ شاركت وفود سبعة بلدان عربية هي تونس وفلسطين والجزائر والمغرب ومصر ولبنان والأردن في اجتماعات الدورة الثالثة للمجلس البرلماني الأورومتوسطي التي جرت في ضاحية قمرت بحضور وفد من « الكنيست » فيما تغيب الوفد السوري وكان السبب الرسمي لغيابه هو انتهاء ولاية البرلمان. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد المحجوز رقم 398 بتاريخ 23 مارس 2007)
** مقال صدر في العدد 398 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية الذي تعمد رجال أمن بالزي المدني جمعه من جميع الأكشاك بالعاصمة وفي بقية الولايات
حكم غيابي بالسجن على نقابي
أبو أيمن حظيت قضيّة مصنع التقدّم لأدوات الترتيب بصفاقس باهتمام الرأي العام نظرا لطول فترة النزاع وتحولها من قضيّة شغلية تخصّ 8 عملة تمّ طردهم إلى قضايا في المحاكم. والمنعرج الخطير في هذه القضية هو صدور حكم غيابي بالسجن لمدّة أربعة أشهر في ديسمبر 2006 على السيد يوسف العوادني عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس دون استدعائه والتحقيق معه وسماع أقواله حول تهمة بدت غريبة للنقابيين والحقوقيين في الجهة. والسيد يوسف العوادني وهو الذي يمسك ملف هذه القضية النقابية ويقود جلسات التفاوض. لذلك يرى عديد المتابعين أنّ التهم التي أحيل بسببها على المحاكمة كيدية. واعتمد حكم المحكمة على شكوى تقدّم بها أربعة عملة نيابة عن27 عامل وكّلوهم للغرض، ادّعوا فيها تعرّضهم لاعتداءات مختلفة وللمنع من دخول المؤسسة يوم الإضراب. غير أنّ أغلبهم تراجعوا في شهاداتهم مؤكّدين أنّهم أدلوا بها تحت ضغط صاحب العمل وسحبوا تبعا لذلك التوكيل المذكور سلفا. قضيّة مصنع التقدّم سمّمت المناخ الاجتماعي في الجهة بعد أن فشلت كلّ المساعي الصلحيّة. وحمّل الاتحاد الجهوي في تقاريره التي وجهها للسلط الجهوية صاحب العمل مسؤولية تدهور المناخ الاجتماعي واتهمه بالطرد التعسفي ل 8 عاملات خارقا بذلك الفصل 17 من مجلّة الشغل ومستهدفا المنظمة الشغيلة والحقّ النقابي بدفع بعض العملة للاعتداء على الممثلين النقابيين ورفضه للحلّ الذي عرضته تفقدية الشغل في جلسة 20 أفريل 2006 بمقر الولاية رغم موافقة الطرف النقابي عليه. وتعمّد العرف صدّ العملة في مناسبة أولى لمدّة ثلاثة أشهر متتالية وفي مناسبة ثانية بستّة أشهر. وهذا يحدث لأوّل مرّة في تاريخ العلاقات مع اتحاد الصناعة والتجارة. وكانت المحكمة الابتدائية أنصفت العملة المطرودين في الحكم الصادر بتاريخ 17 جانفي 2006 كذلك المتفقّد الجهوي للشغل الذي نبّه صاحب العمل إلى الخروقات القانونيّة التي ارتكبها بطرد عملة قارين. كما أصدرت نفس المحكمة حكما بتاريخ 26 فيفري 2007 نصّ على حقّ العاملين في الحصول على أجورهم طيلة فترة إيقافهم عن العمل. علما وانّ المصنع يشغّل 65 عاملا وجدوا أنفسهم منذ جويلية 2005 دون مورد رزق. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد المحجوز رقم 398 بتاريخ 23 مارس 2007)
** مقال صدر في العدد 398 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية الذي تعمد رجال أمن بالزي المدني جمعه من جميع الأكشاك بالعاصمة وفي بقية الولايات
منظمات دولية تقترح استدعاء محققين محايدين في قضية الرابطة
محمّد الحمروني دعت مجموعة من المنظمات الحقوقية الدولية إلى ضرورة حل مشكلة الرابطة وإنهاء معاناة السجين محمد عبو، معتبرة أن الحل للخلاف القائم الآن بين السلطة والرابطة بخصوص مشروعية الحكم الصادر ضدها يكون عبر اللجوء الى تحكيم محايد. جاء ذلك خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الرابطة بمناسبة صدور التقرير الجديد لمرصد حماية نشطاء حقوق الإنسان والتي عقدت بمقرها المركزي يوم الجمعة الماضي. ووسط حشد من الضيوف الأجانب من جمعيات ونشطاء حقوق إنسان من مختلف المنظمات الدولية وبحضور نواب من البرلمان الأوروبي عبر الأستاذ مختار الطريفي رئيس الرابطة عن سعادته الكبيرة بنجاح عقد الندوة بعد ما يقارب العام من المنع والمحاصرة. وشدد التقرير على أن أوضاع حقوق الإنسان ازدادت تدهورا هذه السنة عما كانت عليه في السنة الماضية ومن مظاهرها ارتفاع وتيرة الاستعمال المفرط للقوة من من طرف السلطات قصد منع النشطاء من القيام بواجبهم. كما شدد على أن أوضاع الناشطين باتت أكثر سوءا في مناطق النزاعات مثل العراق وفلسطين ولبنان وغيرها حيث يقع اتهامهم بدعم الإرهاب. ووصف الطريفي التقرير بأنه « غير مكتمل بمعنى انه لم يرصد كافة الانتهاكات التي يتعرض لها الناشطون في العالم وخاصة في المشرق والمغرب، والسبب هو شح المعطيات حول الانتهاكات في تلك البلدان وبالتالي فإن خلوه من أسماء بعض البلدان أو ذكر بعضها لماما لا يعود إلى احترامها لحقوق الإنسان بل إلى شدة تضييقها على الناشطين الذين يمكن أن يقدموا معطيات وتقارير للمنظمات الأممية حول وضعية النشطاء في بلدانهم. وأعلن أنطوان مادلان المتحدث باسم الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان أن المرصد طالب بإدراج وضعية حقوق الإنسان جنوب المتوسط ضمن أولويات البرلمان المتوسطي. واستعرض وضع الناشطين في مجمل حوض المتوسط ووصفه بأنه وضع سيء جدا خاصة في الضفة الجنوبية منه. وبخصوص تونس شدّد مادلان على منع الرابطة من عقد مؤتمرها وحرمانها من حقها في ممارسة أنشطتها كما شدد على المعاناة التي يعيشها المحامي محمد عبو وعائلته منذ 3 سنوات. ولم تقتصر المداخلات على رصد الانتهاكات التي يتعرض لها النشطاء فقط بل تجاوزت ذلك إلى استعراض انتهاكات حقوق الإنسان بصفة عامة. راضية النصراوي الناطقة باسم الجمعية الدولية لمناهضة التعذيب وقفت في مداخلتها على الانتهاكات التي يتعرض لها الناشطون بصفة عامة وضربت مثلا على ذلك بالاعتداء الذي تعرض له المحاميان العياشي الهمامي وسمير ديلو. وقالت « هناك عودة للتعذيب لا فقط في المجالات العامة بالبلاد ولكن أيضا في السجون حيث يتعرض المساجين إلى أشكال كبيرة من الانتهاكات تصل حد الاعتداءات الجسدية ». ولكن كيف يرقب الطرف الأوروبي وضع حقوق الإنسان في تونس وأين تقع المعاهدات الثنائية المتعلقة بهذا المجال من اتفاق الشراكة الاورومتوسطي؟ السيدة ليزا جيميناز ممثلة السفارة الألمانية في الندوة أجابت عن هذا التساؤل بالقول « كل البعثات الديبلوماسية تراقب بجدية أوضاع حقوق الإنسان وهي تجتمع بصفة دورية من اجل تقييم تلك الأوضاع وتبادل المعلومات ومناقشتها وتقديم تقارير عنها إلى بلدانها ». وشددت جيميناز على أن تلك البعثات تحاول قدر الإمكان توحيد رؤيتها وتقييماتها بهذا الخصوص منبهة إلى « الخطوط التوجيهية الأوروبية حول حقوق الإنسان والتي كانت جزءا من اتفاق الشراكة الاورومتوسطية ». وردا على احد الأسئلة المستنكرة لانحياز المنظمات الإنسانية للأستاذ عبو رغم انه »اعتدى على إحدى زميلاته » وللرابطة في صراعها من اجل عقد مؤتمرها رغم وجود حكم قضائي، قال مادلان « الحل لحسم الجدل الدائر بخصوص هذه القضايا هو استدعاء محققين محايدين ويمكن أن يكونوا أمميين للنظر في مدى صدقية ادعاء كل طرف سواء كان محمد عبو أو الرابطة من جهة أوالسلطة من جهة أخرى ». وحول اعتبار احد المتسائلين أن هناك تعمدا لإغفال « إنجازات » السلطة في مجال حقوق الإنسان ومنها السماح للصليب الأحمر بزيارة السجون قال مادلان إن هذه الخطوة جيدة وهي تحظى بمباركة الجميع غير انه لاحظ أن المطلوب هو السماح لكل منظمات حقوق الإنسان بزيارة تلك السجون وتقديم تقارير عنها وليس الاقتصار على الصليب الاحمر فقط. وردا عن سؤال لـ »لموقف » يتعلق بمدى نجاح السلطة من خلال القضايا التي رفعتها ومن خلال تعطيل المؤتمر في تكبيل الرابطة وشغلها بقضاياها الداخلية عن القيام بوظيفتها الأساسية، أجاب مادلان « نعم يمكن الحديث عن نجاح نسبي للسلطة في هذا الخصوص » غير انه لاحظ أن وضعية الرابطة نفسها « تتعلق بمطلب حقوقي مشروع لا يجب التنازل عنه لان ذلك هو بداية التنازل عن الدفاع عن باقي الحقوق، فكيف لمنظمة لا يمكنها الدفاع عن حقها في الوجود أن تدافع عن باقي الحقوق؟ ». (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد المحجوز رقم 398 بتاريخ 23 مارس 2007)
** مقال صدر في العدد 398 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية الذي تعمد رجال أمن بالزي المدني جمعه من جميع الأكشاك بالعاصمة وفي بقية الولايات
اعتصام وإضراب عن الطعام احتجاجا على نتائج مؤتمر المناجم بقفصة
محمد الحمروني دخلت مجموعة من النقابيين من قطاع المناجم بقفصة في اعتصام مصحوب بإضراب عن الطعام احتجاجا على ما شاب العملية الانتخابية للنقابة الأساسية للمقاطع بالمظيلة حسب رأيها. وكان المؤتمر عرف تنافسا حادا بين قائمتين يتزعم الأولى احمد قويدر في حين يتزعم عبد الناصر جدلة القائمة الثانية وهما قائمتان متشكلتين على أساس قبلي. وبلغ تحدة المنافسة بأحد رئيسي القائمتين إلى إحداث الشغب وسط قاعة الانتخابات وتحطيم احد صناديق الاقتراع وتمزيق القائمات الانتخابية. وسبب هذا التصرف هو رفض رئيس القائمة هذا صيغة التصويت التي وقع الاتفاق عليها مع رئيس المؤتمر السيد عمر العباسي الكاتب العام الجهوي للاتحاد بقفصة وبحضور رئيسا القائميتين. وقرر بعد ذلك رئيس هذه القائمة الانسحاب تماما من المؤتمر. ثم تواصلت أشغال المؤتمر كما تواصلت عملية التصويت بقائمة واحدة وتجاوز عدد المصوتين الخمسين بالمائة من عدد المنخرطين. ذلك أن القانون الداخلي للاتحاد ينص على انه في حال انسحبت قائمة مترشحة لابد من أن يتجاوز عدد المصوتين الـ50 في المائة من عدد المنخرطين وهو الشرط المتوفر في قضية الحال. بعد الانتخابات أقر رئيس المؤتمر بشرعية الانتخابات وتم تحرير محضر جلسة ضمنت فيه نتائج الانتخابات والتشكيلة الجديدة للنقابة الأساسية كما تم توزيع المهام بين أعضائها. ومن الغد فوجئ النقابيون بمقر الاتحاد الجهوي بقفصة باقتحام المقر وإعلان اعتصام وإضراب عن الطعام احتجاجا على ما اعتبروه خرقا فاضحا للقانون الانتخابي. ولما انطلقت الانتخابات وقعت إحداث شغب تكسير احد صناديق الانتخاب وتمزيق قامات الانتخاب من طرف احد رؤساء القائمتين لأنه عاد ورفض صيغة التصويت التي رأى انه لن تكون في صالح قائمته فتعطل سير المؤتمر واستؤنف في الساعة السابعة مساء. بعدها قرر رئيس هذه القائمة الانسحاب تماما من المؤتمر وهنا تطرح إشكاليات قانونية فعند انسحاب احد القوائم لا بد من تجاوز نصف المنخرطين إثناء عملية التصويت . ثم انطلقت عملية التصويت بقائمة واحدة وتجاوز عدد المصوتين نسبة ال5 في المائة من المنخرطين ليقر رئيس المؤتمر شرعية وقانونية المؤتمر وحرر محضر جلسة ضمن فيه النتائج والتشكيلة الجديدة للنقابة الأساسية وتوزيع المهام. ومن الغد قامت القائمة المنافسة بتحرك في الاتحاد الجهوي متمثلا في اعتصام وإضراب عن الطعام رافضين النتائج التي انبثقت عن المؤتمر. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد المحجوز رقم 398 بتاريخ 23 مارس 2007)
** مقال صدر في العدد 398 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية الذي تعمد رجال أمن بالزي المدني جمعه من جميع الأكشاك بالعاصمة وفي بقية الولايات الإعلامي العراقي جواد العزاوي للموقف:
حملة إبادة تستهدف العقل العراقي
حاوره سمير ساسي و محسن المزليني يعيش العراق مآس وظلمات بعضها فوق بعض، ومن أكثر ما يعانيه هذا الشعب بالإضافة إلى محاولة جرّه إلى أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، استهداف طبقته العلمية في عملية تبدو مدبّرة لإرجاعه إلى العصور الحجرية كما سبق ووعد أحد اقطاب الإدارة الأمريكية أثناء الإعداد لعدوانها. الدكتور قيس جواد العزاوي، الأستاذ الجامعي والإعلامي العراقي المعروف يرأس اللجنة الدولية للتضامن مع أساتذة الجامعات العراقية. التقيناه على هامش زيارة يؤديها إلى تونس وكان لنا معه الحوار التالي: الموقف: بعد مضي أربع سنوات على احتلال العراق، كيف يبدو الأفق العراقي؟ كما تعلمون، القضية العراقية لم تعد عراقية بحت وبالتالي لا يكمن حلّها عند العراقيين فحسب أيّا كانت أوضاعهم السياسية. فمنذ الحرب العراقية الإيرانية وإلى حدود حرب الحصار التي كانت أبشع أنواع الحروب بكلّ المقاييس، اتخذت المسألة العراقية بعدا عربيا وإقليميا ودوليا. لقد نجحت قوات الاحتلال في إضعاف الأطراف العراقية جميعها بإثارة الفتنة الطائفية والنعرات العرقية. وتتبادر اليوم بعض ملامح الخروج من الأزمة لعلّ أبرزها المؤتمر الدولي الذي يعني اعترافا أمريكيا صريحا بعدم احتكار الحلّ في العراق وأنّ دول المنطقة معنية بما يحدث. لقد قال تقرير بيكر ـ هاملتون للإدارة الأمريكية أنّه لا مجال للبقاء في العراق وأنّ الحلّ هو مصالحة وطنية جدية وإدماج القوى المعارضة في العملية السياسية والتباحث دون شروط مع دول الجوار وبخاصة سوريا وإيران وبدء الانسحاب التدريجي من العراق وهو ما يعني تغيّر في جوهري في السياسة الأمريكية ليس في العراق فحسب بل في الشرق الأوسط كلّه. والسؤال الأساسي هو هل ستسير الإدارة الأمريكية المتزمتة على خطى التقرير أم ستبقى على عجرفتها؟. الموقف: أنتم ترأسون لجنة دولية للتضامن مع الأساتذة الجامعيين العراقيين، لماذا هذه اللجنة؟ وما هي أهدافها؟ لا يخفى عليكم أنّ العراق يعيش حالة استثنائية تنفذ فيها جهات أجنبية مخططا يهدف إلى إفراغ العراق من ثرواته العلمية والثقافية، وقد قتل في العراق أكثر من 142 صحفيا وما يزيد عن 160 طبيبا كما جرى اغتيال 232 أستاذا جامعيا. الأمر الذي دعا إلى تشكيل اللجنة الدولية ومقرّها في باريس وجنيف وحازت على اعتراف دولي وعراقي بها. الموقف: تتحدّث عن استهداف الجامعيين، فعلى أيّ أساس يقع استهدافهم، وبالتالي الجهة التي تشتغل على هذا الخطّ؟ كانت الاغتيالات في مرحلة أولى تستهدف الفيزيائيين والكيميائيين وكلّ من يعمل في مثل هذه الاختصاصات الدقيقة دون أيّ فرز طائفي فالمقياس الوحيد كان النبوغ العلمي في اختصاص تطبيقي متقدّم. ثمّ بدأت تتوسّع لتشمل كلّ من له علاقة بالجهاز التعليمي لأنّ المستهدف أضحى العقل العلمي العراقي أساسا. الموقف: فلماذا لجنة للتضامن وليس للحماية أصلا؟ كلمة الحماية ذات معنى أمني ومن العسير توفيرها في ظلّ استمرار الإحتلال وعجز الحكومة عن توفير الأمن واقتتال المليشيات واختراق القوى المعادية للساحة السياسية والأمنية العراقية وكلّ الذي يمكن أن نقدّمه هو التقليل من الخسائر العلمية أمّا الحلّ الأمثل فهو إرساء السلم الأهلي الذي لن يتمّ بالإجراءات الأمنية والعسكرية وإنّما بالمصالحة الوطنية وبالحلّ السياسي بمشاركة دول الجوار. الموقف: ما الذي قدّمته اللجنة إلى حدّ الآن من أجل تحقيق أهدافها؟ لقد سعت اللجنة من خلال لقاءات مكثّفة مع أمين عام اليونسكو ومساعديه إلى دراسة كلّ السبل الممكنة لتجاوز هذه الفاجعة التربوية التي يمرّ بها العراق الآن، وقد توصّلنا إلى برنامج ذي نقاط خمس بالإشتراك مع اليونسكو ومنظمة قطر للتربية: 1ـ بناء مجمعات سكنية داخل الحرم الجامعي للتقليل من إمكان الإغتيال أثناء تنقل الأساتذة إلى الجامعة. 2ـ إجراء دورات تدريبية لأساتذة الجامعة في الداخل والخارج على غرار ما يتلقّاه الصحفيون لمواجهة المخاطر في المناطق المتوترة. 3ـ الإهتمام بعائلات الأساتذة الشهداء بتوفير مرتّب شهري لها وأجواء دراسية أفضل لأبنائها. 4 ـ تكفّل منظمة اليونسكو بالمساعدة في إحداث برنامج التعلّم عن بعد لتجاوز مشكل التغيب عن الدروس الذي بلغ في الجامعات الخمس في بغداد نسبة 75 في المائة. 5ـ إحداث دورات معرفية تسمح لأساتذة الجامعات العراقية بالتعرّف إلى ما استجدّ من تقدّم في جميع التخصصات الجامعية. الموقف: ما شكل الدّعم الذي تسعون إليه من خلال زيارتكم إلى تونس؟ إضافة إلى الدعم المعنوي الذي هو أساسي، فإننا ننتظر مساهمة تونسية فعالة في البرنامج المذكور كما ندعو الجامعات التونسية إلى استضافة الأساتذة العراقيين لمدّة لا تزيد عن ثلاثة أشهر تمكّنهم من تحيين معارفهم و في نفس الوقت لا تحرم الطلبة العراقيين من أساتذتهم. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد المحجوز رقم 398 بتاريخ 23 مارس 2007)
** مقال صدر في العدد 398 من صحيفة « الموقف » الأسبوعية الذي تعمد رجال أمن بالزي المدني جمعه من جميع الأكشاك بالعاصمة وفي بقية الولايات
في ندوة حول التربية والتعليم في تونس :
أهل القطاع يتّفقون على التصدّي المشترَك لتدهور الأوضاع
غسّان بن خليفة حضر عدد هامّ من رجال ونساء التعليم الندوة التي نظّمها مكتب العمل الإجتماعي بالحزب الديمقراطي التقدّمي حول « واقع قطاع التربية والتعليم في تونس » يوم الثلاثاء 20 مارس بالمقرّ المركزي للحزب بالعاصمة. وبعد ان رحّب مدير الجلسة السيّد الشاذلي الفارح عضو المكتب السياسي بالحضور المنتمي لمختلف الأسلاك التربويّة، أكدّت الأمينة العامّة السيّدة ميّة الجريبي على انّ الحزب لا يعتبر مسألة التعليم شأنًا قطاعيًا وانّما يعتبرها قضيّة وطنيّة تستوجب تجنّد كلّ النخب والقوى لما تمثّله من أهميّة استراتيجيّة بالنسبة لمستقبل البلاد، معلنة عن نيّة الحزب عقد سلسلة من اللقاءات والندوات مع أهل التعليم لبحث سبل رفع التحدّيات الجسيمة التي يواجهها هذا القطاع الحيوي. واستهلّ النقاش الدكتور سامي العوّادي الكاتب العام لنقابة التعليم الجامعي والبحث العلمي الذي رأى أنّه ليس من قبيل الصُدف ان تقرّر كلّ نقابات التربية والتعليم الإضراب شهر أفريل المقبل (التعليم العالي يوم 05 والأساسي والثانوي يوم 11)، مؤكّدًا ان انفراد الحكومة بتسطير السياسة التعليميّة سيكون له انعكاسات خطيرة لا فقط على مستوى المؤسّسات التعليميّة وانّما على الخيارات المجتمعيّة للبلاد ككلّ، واستنكر العوّادي اقدام الحكومة على نسخ القوانين التي تسنّها السلطة التشريعيّة بمجرّد مناشير وزاريّة مناقضة لبمدأ المساواة وتساوي الفرص ممّا حاد بالمؤسسّة التربويّة عن رسالتها الأصليّة وربطها بأجندات وبرامج فوقيّة، كما ذكر ما يعانيه أساتذة التعليم العالي من تهميش واستهتار بكفاءاتهم، والحصار المفروض على البحث العلمي مستشهدًا بمنع 3 ندوات علميّة هذه السنة كانت أخرها ندوة عن الحرّيات الأكاديميّة نظّمتها نقابته بكليّة الآداب بصفاقس الإربعاء الماضي، وبإضطرار الدكتور رشيد الشملي أحد أكبر الأساتذة الجامعيّين الصيدليّين في تونس الى الإضراب عن الطعام، بعد ان ضيّقت عليه سلطة الإشراف بسبب انتمائه النقابي واستقلاليّته السياسيّة. وختم العوّادي مداخلته بالدعوة الى توحيد صفوف المربّين وتشبيك نضالاتهم لإشتراكها في الجوهر. بعد ذلك أخذ الكلمة السيّد سامي الطاهري عضو المكتب التنفيذي للنقابة العامة للتعليم الثانوي ليؤكّد على عمق الأزمة التي يعيشها التعليم التونسي بمختلف مستوياته، مبيّنًا انّ الإصلاحات المتعاقبة والفاشلة التي تقوم بها الحكومة تتسّم بأربع سمات وهي: تبعية الخيارات بسبب ارتباطها بمطالب المؤسّسات المالية العالميّة والدول المانحة وعدم تلائمها مع خصوصيّات البيئة المحلّية بما يهدّد هويّة المجتمع، التسرّع والإرتجال وغياب التشاور الحقيقي مع كلّ الأطراف، الإنفراد بالقرار وعدم العودة الى أهل الإختصاص، وبالتجريبيّة وغياب الرؤية الإستراتيجيّة، وهو ما يفسّر التراجع الملحوظ للمستوىالتعليمي في كلّ الأسلاك التربوية، داعيًا الى تضافر الجهود للخروج من الأزمة الخانقة والى ضرورة اهتمام الأحزاب والمجتمع المدني بهذا الملفّ المصيري. وفي تفاعل مع دعوة الطاهري أعلن رئيس الجلسة السيّد الشاذلي الفارح عن برمجة الحزب الديمقراطي التقدّمي لأيّام دراسيّة في عطلة الصيف لتعميق الحوار حول مشاكل قطاع التعليم، قبل ان يحيل الكلمة الى السيّد حفيّظ حفيّظ عضو المكتب التنفيذي للنقابة العامّة للتعليم الأساسي الذي أوضح انّ الإجراءات الأخيرة التي أقدمت عليها السلطة في قطاع التعليم وما رافقها من تهميش للنقابيّين هي أمر معتاد، درجت عليه هذه الأخيرة في كلّ مرّة أرادت فيها تهيئة الظرف للتصرّف في الخيارات المجتمعيّة، مذكّرًا بإصلاحات سنة 1958 التي هدفت حسب رأيه الى محاصرة التيّار اليوسفي ثقافيًا، وأزمة اتّحاد الشغل سنة 1985 تمهيدًا لإعتماد برنامج الإصلاح الهيكلي، كما عدّد حفيّظ ما شهده سلك التعليم الأساسي من تراجعات خطيرة لسلطة الإشراف عن تعهّداتها والإتفّاقيّات التي وقّعت عليها مع النقابة ومن أهمّها تّفاقية 2001 المنظّمة لحركة نُقل المعلّمين. قبل ان يختم بالتأكيد على اندراج خنق النقابات المناضلة في سياق خنق السلطة لمختلف أطراف المجتمع المدني، وانّه « لا خيار للجميع غير مواجهة التحدّيات موحَّدين ». بعد ذلك أخذ الكلمة السيّد عبد الجبّار الرقيقي النقابي بالتعليم الأساسي وعضو المكتب السياسي للح.د.ت ليبيّن ارتباط أزمة التعليم بغياب الحرّيات في البلاد وبطغيان منهج الإستبداد بالرأي والقرار في كلّ الميادين، مشيرًا الى سعي الدولة الى التنصّل التدريجي من مسؤوليّاتها في قطاع التعليم ممّا أفقده دور رافعة الرقيّ الإجتماعي الذي كان يلعبه في الماضي. فيما شدّد الأسعد اليعقوبي أستاذ التعليم الثانوي على التسلّل المستمرّ لثقافة التطبيع مع الكيان الصهيوني الى برامج التعليم داعيًا الأحزاب السياسيّة الى أخذ مواقف أكثر جرأة من ذلك. وبعد ان تسائل النقابيّيِْن من التعليم الثانوي السيّدين زهيّر الجويني وخالد بوحاجب عن مدى مسؤوليّة الإتّحاد التونسي للشغل عن الأوضاع الحاليّة للتعليم، ذكّر الدكتور أحمد بوعزّي الأستاذ الجامعي وعضو المكتب السياسي للح.د.ت ببعض الأرقام الهامّة التي تدلّ على بعض المكاسب التي حقّقها القطاع في تونس كإرتفاع نسبة التمدرس بالإبتدائي وانخفاض نسبة الأمّية، منبّهًا الى تراجع السلطة عن بعض الخيارات التعليميّة الإستراتيجيّة كإجباريّة التعليم وتساوي الفرص وهو أمر يمكن استنتاجه من خلال التناقض الواضح بين القانونين التوجيهيّين لسنة 1991 و2002 على سبيل المثال. وركّز الدكتور مهدي مبروك أستاذ علم الإجتماع بكليّة 9 أفريل على ظاهرة العنف المدرسي وعلى تداخل أزمة المدرسة مع أزمة المجتمع ككلّ، بينما تدخّلت السيدّة رجاء الكوكي كوليّة لتتحدّث عمّا لحظته من خلال تجربتها مع أبنائها الذين يعانون من نتائج تخبّط برامج اصلاح التعليم، قبل ان يتحدّث خليفة شوشان عن اتّحاد أصحاب الشهائد المُعطّلين عن العمل عن معاناة هذه الفئة التي ما فتئ عددها يزداد، وعن ما تخلّفه سنوات البطالة الطويلة على المتخرّجين من آثار يصعب تجاوزها وعلى عدم المساواة في انتداب الأساتذة. وفي ختام الندوة طرح السيّد الشاذلي فارح فكرة تنظيم ندوة وطنيّة في ذكرى غرّة ماي بعنوان « عيد شغل دون مَواطن شغل » ، قبل ان يعلن الأستاذ سامي الطاهري عن التوصيات التّي اتفّق عليها الحاضرون وأهمّها إطلاق حملة وطنيّة شعارها « الدفاع عن المدرسة العموميّة » واستهلالها بالتصدّي للمناظرة المفاجئة التّي قرّرتها الحكومة بشكل منفرد لتلاميذ السنة الرابعة من التعليم الأساسي. كما وجّه المشاركون برقيّة مساندة الى الأستاذ الجامعي الدكتور رشيد الشملي المضرب عن الطعام في المنستير دفاعًا عن الحرّيات الأكاديميّة. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد المحجوز رقم 398 بتاريخ 23 مارس 2007)
« مروى » وعيد الاستقلال
كم كنا سعداء بمشاركة المطربة الصاعدة مروى وكنا نشجعها ونفتخر بها لانها تشارك باسم تونس. ونحن كتونسيين محبين لتونس وهى محفورة فى قلوبنا ربما اكثر من كل الجاليات الاخرى لاننا نعيش فى فلسطين ومن منكم لا يعرف عن القضية الفلسطينية ولاننا عشنا مع شعب حرم من وطنه واغتصبت ارضه فهذا زادا من حبنا لتونس وتعلقنا بها اكثر لاننا ومنذ صغرنا تربينا على حب تونس والتعلق بها ورغم كل ما مر بنا من محن فى فلسطين من اجتياحات الى اقتتال داخلى الى حصار كامل ورواتب مفقودة ورغم لامبالاة حكومتنا عنا ولا تقديم اى مساعدة لنا كجالية تونسية موجودة فى فلسطين تعانى من الحصار والتجويع الكامل كنا نامل حتى فى مجرد السؤال عنا والاطمئنان علينا حتى نشعر باننا نعامل مثل باقى الجاليات الاخرى رغم كل هذا التهميش والتقصير منكم فى تونس لم يتغير حبنا لتونس وافتخارنا باننا ننتمى الى شعب تونس . لكن فى يوم عيد الاستقلال التونسى عندما ارسلت سفارتنا هناك لمروى الحلويات والتمر التونسى والكاتوه الشهى والذى لعبت به الفنانات الشبات ورموه على وجوههم ونحن اطفالنا هنا لا يجدون ما ياكولونه حز فى نفسنا هذا وقلنا هل يجب ان نشارك فى ستار اكاديمى حتى تتذكرنا بلادنا ام ان ستار اكاديمى اصبح اغلى من القضية الفلسطينية نحن لسنا ضد ان تهتم تونس بفناناتنا وتشجعهم ولكن يجب عليها ان تساند كل التونسيين وليس المطربات فقط والدليل بانهم لعبو بالحلويات لانهم اصابتهم التخمة هناك ولكن من هم فى فلسطين بطونهم فارغة وابنائهم يتساءلون لماذا لا تتذكركم تونس؟ فهل من اذان صاغية وشكرا الجالية التونسية فى فلسطين (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 25 مارس 2007)
عــلى هـــامـش تظاهرة 24 سـاعة مسرح:
ما رأيكــــــم فــي 365 يـــــــــــــوم تمثيل في تونس؟
ينظر إلى تظاهرة 24 ساعة مسرح دون توقف التي التأمت أحدث دوراتها نهاية الاسبوع المنقضي وكأنها من الخوارق الفنية على اعتبار الجهد المبذول على امتداد ساعات الليل والنهار طيلة 24 ساعة.. والواقع أن هذا الجهد المبذول لا يساوي شيئا أمام البراعات الفطرية إن صح التعبير التي يتمتع بها التونسيون في ميدان التمثيل 365 يوما على 365 يوما دون توقف. فلو أحصينا ما يتردد على ألسن التونسيين من عبارات «يفضلك.. يعيشك.. يحييك..» ومن صفات ونعوت مختلفة كـ«يا عظيم ويا زعيم ويا مبدع وأنت الكل.. وما كيفك حد» لوجدنا أنها تتكرر مليار مرة في اليوم الواحد.. فمن ستفضل ومن سنحيي وكم لنا من عظيم وكم لنا من زعيم وكم لنا من «هو الكل» و«ما كيفو حد»؟ التونسي يصنع منك بطلا وأنت لا تساوي شيئا ويقنعك أنك بطل رغم أنفك لما يتمتع به من قدرات في التمثيل فهو يلعب دور المستكين الخاضع رهن الإشارة ويتحوّل إلى خاتم في اصبعك إلى أن يمسك بيدك ويقودك إلى حيث يريد.. وهو يلعب دور «الواصل» «القافز» الغني وهو لا يملك شيئا بل هو غارق في الديون «للعنكوش».. هو قادر على كسب «مرسديس» و«ايكس فايف» وهو غارق في الديون… فيقنعك بعكس واقعه ويحقق ما يريد. التونسي يرحب.. يصفق.. يشيد ويندد إذا استوجب الامر ذلك و«من البره الله الله.. ومن الداخل يعلم الله».. التونسي إذا شاهد عون أمن يحوّل سيارته إلى سلحفاة ويتحول إلى أفضل من يحترم قواعد المرور وإذا جاوز «مرحلة الخطر» تتحول السلحفاة إلى صاروخ ويصبح المنضبط جزار طرقات.. التونسي أمام عرفه أو من له سلطة عليه لا تسمع منه إلا «الله يبارك.. تفضل سيدي.. اينعم سيدي.. تعليماتك أوامر..» وبمجرد أن «يخطف الدورة» تجده يردد في قرارة نفسه «يستخايلو… آفدمني كان نعمل اللي طلبوا…». ذلك هو التونسي.. والحمد لله أن الذين يقرأون هذا الركن ليسوا ممن عنيتهم وإلا لكانت الكارثة. حافظ الغريبي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (اسبوعية – تونس) الصادرة يوم 26 مارس 2007)
صفاقس
أزمة قلبية قاتلة فاجأت فنّانا شعبيا فوق الركح
صفاقس- الاسبوعي توفي فجر الجمعة الماضي الفنان الشعبي فتحي ولد فجرة عن سن تناهز 40 سنة إثر أزمة قلبية مفاجئة داهمته وهو فوق الركح بعد تأدية إحدى أغانيه. تفاصيل الحادثة انطلقت في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا عندما صعد الفنان الشعبي الى ركح قاعة الأفراح بدار الشباب بساقية الزيت لتقديم الفقرة الغنائية الخاصة به التي افتتحها بموال مطول، وفجأة سقط على الارض مغشيا عليه وسط ذهول الحضور، وعلى الفور تم استدعاء سيارة الإسعاف والحماية المدنية لنقله على جناح السرعة الى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، ورغم المجهودات الكبيرة التي قام بها الإطار الطبي لتجاوز هذه الازمة القلبية إلا أنه فارق الحياة حوالي الساعة الثانية من فجر يوم الجمعة. وقد تم دفن جثمانه مساء السبت في جنازة حضرها عدد كبير من الفنيين الشعبيين. وللإشارة فإن الفنان الشعبي فتحي ولد فجرة يمتلك في رصيده عدة أشرطة كاسات لاقت بعض أغانيها نجاحا منقطع النظير على غرار «آش لز دمعة عيني تجرح خدّي» و«يا راوية» و«يا الخو». أنور غ (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (اسبوعية – تونس) الصادرة يوم 26 مارس 2007)
تونس تطلق حملة مطالعة لمسافري القطار
تونس (رويترز) – بدأت وزارة الثقافة التونسية والشركة الحكومية للسكك الحديدية حملة لتشجيع المسافرين بالقطارات على مطالعة الكتب. وتقوم الحملة التي أطلقتها ادارة المطالعة العمومية التابعة لوزارة الثقافة بالتعاون مع شركة القطارات على تزويد كل مسافر بكتاب طيلة رحلة القطار على أن يتم استرجاعه عند نهاية الرحلة. وتستمر الحملة التي بدأت يوم الجمعة الماضي على متن القطارات المتجهة الى صفاقس والمهدية وبنزرت وغار الدماء اسبوعا. وتنقل الشركة اكثر من 35 مليون مسافر سنويا من بينهم خمسة ملايين يسافرون في رحلات طويلة والباقي يتنقلون داخل المدن الكبرى وفقا لارقام رسمية. وقال مسؤولون ان الحملة تهدف لتنمية حب المطالعة لدى المسافرين وجعلها ممارسة ثقافية دائمة (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 26 مارس 2007)
تأسيس شركة تونسية مغربية فرنسية لإنتاج الزيوت الغذائية
تونس ـ يو بي آي: أعلن في تونس عن شراكة تونسية مغربية فرنسية في مجال الصناعات الغذائية من خلال تأسيس شركة ناشطة في قطاع إنتاج الزيوت الغذائية. وقالت الإذاعة التونسية الحكومية امس الأحد إن تأسيس هذه الشركة التي أطلق عليها إسم كريستال تونس جاء بموجب إتفاقية شراكة وقعت بين المجمع التونسي ي . خ . هميلة والمغربي لسيور كريستال المغرب والفرنسي لسيور فرنسا الناشط في مجال المنتجات الدهنية. ونقلت عن طارق هميلة الرئيس المدير العام لمجمع ي . خ . هميلة قوله إن رأس مال الشركة الجديدة يقدر بنحو 1.705 مليون دينار تونسي(1.290 مليون دولار) يتوزع بحصص متوازية بين الشركاء الثلاثة. ولم يستبعد هميلة إمكانية رفع رأسمال هذه الشركة الجديدة خلال العام الجاري، بينما أعرب أحمد بهو الرئيس والمدير العام لشركة لسيور كريستال المغرب عن ثقته في تطور سوق الزيوت الغذائية في تونس. وقال إن الأطراف المعنية بهذه الشراكة الجديدة عازمة علي بذل المزيد من الجهود لجعل كريستال تونس عنصراً فاعلاً ومؤثراً في السوق التونسية. وبحسب شركة كريستال تونس ، فإن معدل إستهلاك زيوت البذور النباتية في تونس يتجاوز 20 لتراً سنوياً لكل مواطن. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 مارس 2007)
بصمات وآثار الزعيم بورقيبة وبعد نظره في الإستراتيجية المستقبلية للتنظيم العائلي والنمو السكاني
قال الله تعالى: « بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون » صدق الله العظيم
.
متى تستريح الأمة من خاذليها ؟
بقلم الهادي المثلوثي. تونس ماذا ننتظر من القمة العربية المزمع عقدها نهاية شهر آذار من سنة 2007 ؟. لا شك أنها ستكون حاسمة وجلساتها ساخنة. والأكيد أنها مؤتمر للتأكيد على الانهزامية المطلقة والسعي المستميت لإقناع أعداء الأمة أن عقيدة حكامها مقامة أصلا وفصلا على القبول بالأمر الواقع وأن طرق التعامل مع القضايا الساخنة والباردة هو الاستسلام والتطبيع مع مقتضيات إرادة الغالب ومصالحه وكأن حكامنا جعلوا ليحكموا بمكيالين فبقدر ما هم مستسلمون ومتسامحون ومطبعون مع القوى المهيمنة نجدهم مستبدين وقمعيين ورافضين للمصالحة مع شعوبهم. وقد تجاوز الأمر مجرد العمالة والتبعية إلى الاصطفاف كليا في الجبهة المعادية للعروبة والإسلام وللوحدة القومية فما من عدوان على الأمة العربية إلا وتجد بعض الحكام شركاء فيه أو محرضون عليه وما من أمر يمس بكرامة المواطن أو يكبح تحرره إلا وتجد الحكام ممعنون فيه. فهم مثل العدو بالمرصاد لقوى التحرر الوطني والقومي بدليل التآمر المستمر على القضية الفلسطينية حتى يبقى الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال الصهيوني والوصاية الدولية وكذلك قضية الصحراء الغربية والصومالية والسودانية والعراقية وها هم يبذلون جهدا منقطع النظير لتطويق المقاومة العربية والإسلامية في أي موقع من مواقع المواجهة مع الاحتلال الأجنبي. كيف نفسر استقبال ممثلي الاحتلال من قبل الأنظمة الرسمية ؟ إيران تحتل الأحواز والجزر العربية وتمعن في العراق تخريبا ومع ذلك يقيم النظام الصفوي علاقات ود وتعاون مع أغلب الأنظمة العربية والكيان الصهيوني تنفتح له الأبواب سرا وعلنا في أكثر من عاصمة عربية تعبيرا عن التطبيع والخنوع، وإدارة الشر الأمريكي زعيم الإجرام الدولي وحروب الإبادة، تحتل العراق وتذبح شعبه وتنهب ثرواته وتأمر وتنهى في كل القضايا العربية ولا يرد لها قول أو فعل من قبل الحكام الأوفياء جدا لأسيادهم وحماة عروشهم والمتعاونين كليا مع الحلف الإنجلوأمريكي الصهيوني في مكافحة المدافعين عن الهوية، عن العروبة والإسلام، والمتمردين على الاستسلام والرافضين للتطبيع والثائرين على الاحتلال ونظم الاستبداد والفساد. أقطاب العمالة والاستبداد والفساد هؤلاء هم من سيجتمعون في رحاب الجامعة العربية في نهاية شهر آذار/مارس 2007 ليرتبوا نكبة أخرى على طريق ترسيخ العجز العربي وتقنين التطبيع وتأبيد ضياع الحقوق القومية، سيتعانق حكامنا ليختلفوا حول حقوق الأمة الجغرافية والتاريخية ويغيبوا مصير العرب المشترك وليتفقوا على المزيد من الاستسلام ويباركوا مشاريع التطبيع وليتبادلوا التهاني بدوام عروشهم ونجاحهم في قهر معارضيهم وقمع شعوبهم وفرض استبدادهم ونشر فسادهم. هؤلاء هم القائمون القيّمون على تجزئة الأمة، الحافظون المؤتمنون على تمزقها وتخلفها، هؤلاء هم قبل الأعداء الساهرون على التنكيل بجماهير الأمة ومصادرة إرادتها وكبت تطلعاتها وإحباط آمالها في الديمقراطية والوحدة والتحرر والعدالة. هؤلاء هم الواجهة التي تخفي المشاريع والمخططات المعادية للعروبة والإسلام والنهضة العربية الشاملة، هؤلاء هم المعاول الهادمة لقدرات الأمة والمانعة لقواها من الانعتاق والانطلاق. هؤلاء هم المكابح والمكبلات التي يتخذ منها الاستعمار الثقافي والاقتصادي دعائم لمشاريعه التخريبية على جميع الأصعدة مثل خنق التنمية بالتبعية والمديونية والفساد المالي وتعطيل التكامل الاقتصادي العربي وتدمير الأمن القومي بالخلافات الحدودية الهامشية في حين يستبيح أعداء الأمة سيادة الأراضي العربية ومياهها الإقليمية وثرواتها الطبيعية دون رادع ولا رقيب لأن دور الأنظمة يقتصر على منع الوحدة وحفظ التجزئة وكبت الشعوب وإذلالها بدلالة عجز الجامعة العربية عن حماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الصهيونية اليومية والعجز عن فرض انسحاب الكيان الصهيوني من الجولان وبقية جنوب لبنان وانسحاب الاحتلال الإيراني من الجزر العربية المحتلة وحماية الشعب العربستاني من الاضطهاد الفارسي والعجز عن فض مشكلة التمرد في السودان وحماية الصومال من التدخل الأمريكي الأثيوبي ومجابهة الاحتلال الإنجلوأمريكي الصهيوني الصفوي للعراق. ليس خافيا تضامن الأنظمة من أجل التخريب، فكم من نظام ساند الحرب على العراق، وكم من نظام ساهم في محاصرة السلطة الفلسطينية، وكم من نظام يدعم التدخل الأجنبي في لبنان، وكم من نظام استبشر بالتدخل الأثيوبي في الصومال، وجميعهم تقريبا يقتنص فرصة التطبيع مع الكيان الصهيوني ويلوح براية الطاعة الكاملة للغطرسة الأمريكية ؟. الغافل والمغفل والجاهل منا يصدق أن أنظمتنا تمتلك قرارها وتجتمع لتنظر بصدق في قضايانا الراهنة والمستقبلية والحال أننا شاهدنا وعرفنا أن من رفض وتصدى للهيمنة والتطبيع قد ناوئه الشقيق قبل العدو ولم يهدأ له بال حتى نالت منه جيوش الغزو ومخططات التدمير المنهجي والاجتثاث الفكري والتصفية الجسدية. جامعة عربية تجتمع والاحتلال الأمريكي الصهيوني الإيراني ماض في مخططاته، حكام عرب سيجتمعون والخارجية الأمريكية تجتمع وتكرر لقاءاتها بأجهزة استخبارات الرباعية العربية (مصر والأردن والسعودية والإمارات) وكأن هذه الأقطار ولايات أمريكية مما يعني أن الحكام العرب وكما في كل مرة أمامهم ملفان على غاية من الأهمية: الأول نجدة الاحتلال الأمريكي المترنح في العراق وإعانته على ترتيب انسحاب مشرف يسبقه اعتراف كلي ومساعدة شاملة لحكومة المالكي العميلة وذلك بتقديم العون المالي من جهة ومحاصرة المقاومة الوطنية العراقية من جهة ثانية. والملف الثاني نجدة الاحتلال الصهيوني في فلسطين بمزيد من التطبيع وتشديد الخناق على المقاومة الفلسطينية حتى تقبل بأمر الاحتلال وتتخلى عن سلاحها وحق عودة اللاجئين. ودون الدخول في التفاصيل فسوف يكون اجتماع الحكام العرب محطة حاسمة لانقسام الأنظمة إلى شقين معسكر داعم للموقف الأمريكي الصهيوني بصورة علنية ومعسكر رافض علنا وقابل سرا بكل النتائج المترتبة عن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة بما يجعل الموقف العربي الرسمي في كل الأحوال بعيدا عن معالجة قضايا الأمة الحقيقية وبما يوفر للتدخل الأجنبي المزيد من الفاعلية في ترتيب أوضاع المنطقة. والمؤكد أن النظام العربي الرسمي لا يقبل بانتصار حاسم للمقاومة العربية في العراق أو فلسطين أو أي موقع آخر من الأرض العربية لما في ذلك من انعكاسات على تطلعات الجماهير العربية في التحرر والتخلص من الاستبداد وتسلط الأنظمة. كما لا يقبل النظام العربي الرسمي بهزيمة أمريكية ماحقة والحال أن عديد الأنظمة هي أدوات أمريكية بقاؤها رهين النفوذ الأمريكي. فهزيمة الاحتلال يعني زوال هذه الأنظمة. فهل يعقل أن يجتمع الحكام العرب لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الكاملة وهل يعقل أن يكون اجتماعهم لدعم المقاومة العراقية المنتصرة حتما بعونه تعالى وتضحية المجاهدين ومطالبة الاحتلال بالرحيل ؟. ما عدى ذلك هل من معنى للجامعة العربية أصلا وفصلا ؟. ستتمخض القمة العربية المقبلة على بيان عام كما هي العادة ولكن الطبخة السرية ستكون تحرك جدي وسريع لشد أزر النفوذ الأمريكي ومنع انهياره باحتواء المقاومة العراقية الجسورة حتى لا تظفر بانتصار ساحق وتنفرد باستعادة عراق حر ومستقل كما كان، حينها سيكون الحكام العرب في قبضة شعوبهم ولا مفر من الحساب. لا شك أن حكامنا مؤهلون لإدراك ما تلوح به إدارة بوش من كون انسحاب الجيش الأمريكي من العراق يعني ملاحقة المنهزمين إلى ديارهم وبالأحرى محاسبة أعوان أمريكا وعملائها. فلتسقط القمة على من فيها لتستريح الأمة من خاذليها. (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 26 مارس 2007)
« القضية و »التطبيع » تذكروا بورقيبة في أريحا
بقلم امحمد الجعايبي ما انفك موضوع « التطبيع » يغذي مزايدات السياسيين ويلهم من من الصحافيين يريد استغلال جهل وتعصب الجماهير الشعبية العربية الإسلامية أو أحلامهم المشروعة. لكن عودة مصر إلى حظيرة الأمة العربية واحتضانها من جديد مقر جامعة الدول العربية، جعل من الصعب الحديث عن « التطبيع » دون التفكير في « أم الدنيا » التي تتبادل السفراء مع إسرائيل ويستهويها دور الوساطة بمناسبة وبدون مناسبة. لأن اتفاقيات كامب دافيد نافذة المفعول وبكل ما تفرضه من تطبيع ومن مبادلات اقتصادية وتبادل الوفود والسياح ومن… تمويلات لصالح خزائن الدولة من قبل الولايات المتحدة قيل أنه يصل سنويا إلى حدود ثلاثة مليارات من الدولار. ولا أن ننسى دول الخليج من ضمنها قطر التي احتضنت القيادة المركزية الأمريكية أثناء غزو العراق، وكذلك الأردن وحتى سوريا التي تتفاوض سرا كلما شاءت. إذا عندما يستاء زملاءنا من جريدة « الموقف » من احتضان تونس من بين الوفود البرلمانية الأورومتوسطية، لنواب إسرائيليين، فإن هذا ما يدعو إلى التساؤل والتفكير. في أروقة نزل « لو بلاس » حيث كانت الدورة الثالثة للمجلس البرلماني الأورومتوسطي، رأينا النواب الفلسطينيون يتبسمون في دردشة مع زملائهم الإسرائيليين ويتبادلون معهم النوادر والنكت. لأن الفلسطينيين تعلموا الواقعية وقبلوا بقدرهم. ولا يكفي الفلسطينيون التحدث مع الإسرائيليين بل هم يطالبونهم بالتناقش ويسعون أن يتقبلوهم كشريك دائم، حتى يتوفقوا في إعادة إحياء شرارة اتفاقيات أوسلو التي جعلت ياسر عرفات وإسحاق رابين يتشاركون جائزة نوبل للسلام. تذكروا خطاب بورقيبة في أريحا الذي أثار آنذاك ضجة كبيرة لدى المتطرفين العرب أي في ذلك العهد تقريبا معظم الحكومات العربية. نادى بورقيبة بالواقعية والنضال. وكان خطابه الاستشرافي يؤسس لمولد جديد للثورة الفلسطينية حسب منهج اتبعه عرفات حتى وفاته. وقد اتبع عرفات نفس المنهج حتى وفاته. إسرائيل الآن أمر واقع لا يمكن إنكاره ولا تناسيه بل وجب على الشعوب العربية الإسلامية محاربة كل مظاهره اللاهوتية والدكتاتورية والعنصرية. وهذه الوضعية الغير عادلة التي فرضتها موازين القوى العالمية تعويضا لكل ما ألحقه الغرب باليهود خلال قرون، وبصفة خاصة الاضطهاد والمجازر التي كانوا فيها ضحايا خلال الحرب العالمية الثانية. وحتى إن لم يوجد في الحقيقة شعب يهودي بالمعنى المتعارف عليه، يعيش اليوم في فلسطين شعب إسرائيلي قدم من جميع أصقاع العالم وجب علينا التعايش معه. المطلوب اليوم هو البحث عن السلام وفرضه على أعدائه. والمطلوب هو التمسك بمعاهدات أوسلو والمناداة بالتقيد بـ »خارطة الطريق » رغم غموض معالمها وضم كل من يريد سلام الشجعان الذي مات من أجله ياسر عرفات. ولكن مع السعي للتذكير بمظلمة « القرنين » التي عانى ويعاني منها الفلسطينيين. لقد أصبحت الاستراتيجية العربية ملتصقة التصاقا متينا بالاستراتيجية الأوروبية، عملا على شراكة تقترح إنشاء فضاء أورومتوسطي شاسع للتنمية المتضامنة وللسلام الدائم. فضاء موحد يشمل كل من إسرائيل وفلسطين في نفس الظروف التي مكنت الاتحاد الأوروبي من إقامة السلام في المناطق الراغبة في الانسلاخ والتي أصبحت اليوم تذوب في النظام الفيدرالي والتضامن « ما فوق الوطني ». ويعرف هؤلاء الذين كانوا حاضرين في قمرت أن هذا الحضور الإسرائيلي أضاف الكثير إلى القضية الفلسطينية وكل العالم العربي من ناحية المصداقية الإستراتيجية. كفانا إذا من الاتهامات والنعوت غير الصائبة ! الأمر بالنسبة لتونس لا يتعلق بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ولا بالنسبة لباقي الدول العربية التي كانت وفودها البرلمانية حاضرة. بل يتعلق الأمر بالسعي، بالتعاون مع أوروبا، من أجل تشييد شراكة استراتيجية أورو-عربية ستشمل تاريخيا فلسطين الكبرى وكل من يقطن بها. مع أنه على الصهاينة أن يختاروا إما البقاء والعيش في سلام أو الفرار استجابة لغرائزهم المرجحة للكراهية والحرب. كفى خلطا بين الدبلوماسية والتطبيع، فالنواب العرب الذين أخذوا الكلمة دافع كلهم بقوة عن فلسطين وعن حقوق شعبها، بحضور عمرو موسى الذي نادى في خطابه بنزع السلاح النووي عن إسرائيل. ومن تونس توجه العديد من النواب الأوروبيين إلى إسرائيل بعبارات القسوة والأمل، لأنهم واعين أنه دون سلام حقيقي ودون فلسطين يمكن وضع ذلك الفضاء الأورومتوسطي ولا وجود لمستقبل أوروبي، وبأن التكبر والتجند الإسرائيلي، وزعزعة استقرار العراق ولبنان والسودان، ولي الذراع مع سوريا وإيران، الذي تدعمه الولايات المتحدة بلا شروط، قد تنسف المشروع التوسعي الذي يفكر فيه الأوروبيين. فالمواقف المحايدة والنشيطة والبحث المتواصل عن سلم عادل ودائم الذي يسعى الاتحاد الأوروبي جادا للوصول إليه، هي ثمرة هذا الالتزام المشترك مع الدول العربية لصالح هذا المشروع الطموح الرامي الى قلب موازين القوى العالمية. (المصدر: صحيفة « الجريدة » (أسبوعية اليكترونية – تونس)، العدد 67 بتاريخ 24 مارس 2007) الرابط: http://www.gplcom.com/journal/arabe/article.php?article=1661
اتفاقية ساكس بيكو الجديدة تدشن عصر النهضة الجنسية في بلاد العرب!
فوزي عزّ الدين (*) يخيل اليّ ان الجهاز العربي الوحيد الذي بقي قابلا للإستفزاز هو الجهاز التناسلي… ومن لا شاهد له فهو كذّاب.. هل هناك قناة غربية واحدة، اهتمت بالحضارة العربية أو الثقافة العربية أو بالسياسة العربية، أو بالاقتصاد العربي أو حتي بالرياضة العربية.. طبعا لا، ولكنها اصبحت تتسابق لتتكرم علينا بقنوات مختصة في الجنس العربي… بعد ان أثبتت الإحصائيات ان العربي يحتل المرتبة الأولي في ترتيب محترفي الدعارة التلفزية… والبرامج البورنوغرافية…. ولئن كان للغرب باع وذراع في هذا الاختصاص بشكل مباشر وصريح فإن بعض القنوات العربية تستميت في تحقيق الهدف ذاته ولكن بأسلوب غير مباشر، وهو أفظع وأكثر تأثيرا.. فما نشاهده من نقل مباشر للعمليات الاحمائية في غرف النوم وفي قاعات الاستحمام، وعلي حافة الشواطيء وداخل السيارات اختزل المتلقي في جانبه الغريزي والحيواني.. ولا تعتقدوا ان المواطن العربي قلق أو منزعج بل يشعر بكامل السعادة وهو يرسل أشواقه وقبلاته ورغباته الي نجمته المفضلة عبر الارساليات القصيرة والطويلة.. ولا تظنوا ان هذا العربي الصالح لهذا المنتوج الإعلامي في حيرة من امره فقد سبقت ولله الحمد، هذه الانتعاشة الجنسية والاحتفال الخرافي بالنصف الاسفل من الجسد، خطة جهنمية لاستئصال آليات الرفض، وميكانيزمات المقاومة… بدءا بتحويل البرامج التعليمية الي حصص للترفيه والتسلية، مرورا بالاحتفال بنجوم ستار اكاديمي المنقطعين عن دراستهم في اكاديمية المعرفة، وصولا الي قطع دابر التفكير في المختلف اللهم في ما يتعلق بمخالفة أو ضربة جزاء في مقابلة لكرة القدم… وان انسي فلن انسي ان البعض كاد يخرج في مظاهرة شعبية بسبب انقطاع بث باقة الميلتفيزيون محاولين اقناعنا بأنهم من هوّاة الرياضة، وهم في الحقيقة لا يشاهدونها إلا أمام زوجاتهم، ليقلقن ويهرعن الي نومهن مبكرا، فيكونوا قد ضربوا عصفورين بحجر واحد، ممارسة سلطة التحكم في التلفاز والانفراد بأنفسهم للتنفيس عن مكبوتهم… لقد زال الحرج تماما واصبح المتلقي جاهزا إلا لقبول الكليبات الجنسية صورا وكلمات.. ومنذ الفتح العظيم لهيفاء ونجلاء ونانسي، فهم بقية خلق الله ماهو مطلوب منهم علي غرار فنانتنا لطيفة ـ وهي لطيفة فعلا ـ التي لم تفكر كثيرا لتقدم اغنية من سقط المتاع وتعلن فيها في نصف الجو… طفي الضوء بيرعبني ـ في نصف الجو لوما طفي الضوء… كان يعجبني .
وان كنا غير متشوقين لمعرفة صفة الضمير المبني للمجهول الذي اطفأ الضوء، هل هو صاحب قناة روتانا، ام ملحن الاغنية ام مخرج الكليب ولكنني متأكد ان الذي اطفأ الضوء لا يريد ان يتقشث في الطاقة الكهربائية وانما يريد ان يبذر في الطاقة الليبيدية !!… تماما مثلما تبذّر بعض الكوادر المال العام والخاص علي نزواتها الفاتنة، ولا تستحي ان يدرجها ضمن المهام المنوطة بعهدتها… السؤال الذي يقفز الي ذهني هوكيف كان العرب يعيشون قبل الفضائيات.. والإجابة التي تتبادر إلي ذهني أنّهم كانوا ينامون ويصحون علي فضاء الإعلام الواحد الموحد المدلل علي وحدة كل قطر عربي، وعلي خلو سجله الراهن من اي عيب أو سلبيات.. وكانت الحكومات تمسك بقبضة من حديد بمحتوي ومضمون كل ما يذاع ويبث ويكتب حين كانت الكلمة تعادل السلاح وتحوّل الإعلاميون الي كتبة عموميين، يطبلون ويزكّرون للأنظمة ويسبحون بحمد أمير المومنين وبجلالة الملوك والسلاطين، ويجبرون الشعوب علي الاحتفال بعيد ميلادهم المزوّر ويتألمون لمرضهم رغم انهم لا يمرضون ولا يموتون. وكان الإعلام السائد والسياسة المستأسدة، وجهين لعملة واحدة عنوانها ايهام المواطنين بأنهم يعيشون في المدينة الفاضلة التي وصلوا فيها الي جنة ابن القارح والي الحدّ الاقصي من النعيم الاجتماعي والاستقرار السياسي والرخاء المادي… وكان طبيعيا، جدا، لما منّت التكنولوجيا علي عبادها بالصحن الهوائي ان يهرع الناس الي الإعلام المتعدد الألوان والأذواق والخلفيات.. وتحت حمية الاكتشاف تبدد الانبهار، وتحت هاجس الانتقام من ربع قرن من الانفراد بالكلمة والصوت والصورة، تسللت الي الازرار أيادي بدت راشدة في بداية عهدها ثم فقدت صوابها لتضيع في زحام المبتذل.
وفي الوقت الذي كان فيه البعض يمنّي نفسه بساعة حرية، تحولت شاشته الصغيرة الي عالم صغير يضع تحت تصرفه القنوات الاخبارية، والرياضية والاقتصادية والترفيهية والسياسية فكانت النتيجة المذهلة وغير المتوقعة ان داهمت المتلقي العربي، وضعية التعدد والتنوع التي تشترط حرية الاختيار والانتقاء. لكن ما لم يقرأ له حساب ان البنية الذهنية المتعوّدة علي القمع والاقصاء خانت المشاهد العربي فأضاع الزمن وهو يبحث عن ضالته وأضاع نفسه وهو يبحث عن نفسه. اغلب القنوات العربية التي تتكاثر دون اي احترام لنظام الحد من النسل، اصيبت بصدمة اللحظة وفقدت رهانها علي الوعي، وأحست بأن تغيير الحال من المحال، وأنّ عليها مواصلة ما ارتكبته الحكومات تجاه شعوبها من غسل للأدمغة وقطع حبال المعرفة ومواصلة لعبة التلهية.. ولكي تظهر الحكومات براءتها من جريمة اغتيال الهوية والمعرفة تظاهرت بديمقراطيتها واخلت الساحة للتجار… وشيئا فشيئا استسهل رجال المال والأعمال، الامر وانبروا يتسابقون في اطلاق الفضائيات، بهدف وحيد وأوحد هو الربح المادي.. وبعضهم ممن لا يملك حتي الدرجة الصفر من المستوي العلمي لم يخجل من الظهور مرار وتكرار لتقييم الاعلاميين والوعد بأنه سيقوم بفتح مبين. لقد خسر العرب قبل الفضائيات آداب الاختلاف وديمقراطية الحوار وروح التعايش ليكتسبوا في المقابل كبتا ثقافيا وسياسيا ساقهم تحت تأثير العطش لما هو مخالف ومعتاد الي قنوات استدرجتهم الي حتفهم الهوياتي والاخلاقي والقيمي. وإذا كان العرب يعانون الي يوم الناس هذا من نتائج اتفاقية سايكس بيكو اللعينة الممضاة سنة 1916 من ممثل بريطانيا سيرمارك سايكس، وممثل فرنسا جورج بيكو، لاقتسام الدولة العثمانية، فإن لا أحد يعرف ما هو حجم الخسارة التي سنجنيها من امضاء اتفاقية ساكس بيكو خصوصا وان أبناء عمومتنا هم من أمضوا عليها لاقتسام الرأسمال الرمزي للشعوب. (*) كاتب وصحافي من تونس fawziez@yahoo.fr (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن)، الصادرة يوم 26 مارس 2007)
في الذكرى الـ 470 لتأسيسها
مدرسة الغازي خسرو بك في ساراييفو
محمد م. الأرناؤوط (*) شهدت الأيام الأولى لسنة 2007 بداية الاحتفال المتواصل بالذكرى الـ 470 لتأسيس مدرسة الغازي خسرو بك، التي تأسست في 8 كانون الثاني 1537م. وقد حظيت هذه المدرسة بشهرة خاصة مع مكتبتها حتى غدت رمزاً للثقافة الإسلامية الجديدة التي ازدهرت في البوسنة. ومع كثرة المدارس التي أسست في البوسنة فقد بقيت مدرسة الغازي خسرو بك تقوم بدورها حتى الآن كمركز للعلوم الإسلامية في تعليم وتخريج الطلبة من كل أنحاء البوسنة وحتى من الجبل الأسود وكوسوفو ومكدونيا. ومن بين الآلاف الذين تخرجوا فيها هناك نخبة من كبار المثقفين الذين تفخر بهم البوسنة مثل حارث سيلاجيتش عضو مجلس الرئاسة في البوسنة، الذي كان حريصاً بطبيعة الحال على حضور الاحتفال الذي أقيم في مبنى «الخانقاه» الملحق بالمدرسة في 8 كانون الثاني الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن مدرسة الغازي خسرو بك تمثل النمط التعليمي الجديد الذي انتقل إلى البلقان بعد الفتح العثماني، والذي كان يعني هنا المنشأة التعليمية التي اشتهرت في أطراف العالم الإسلامي بهذا الاسم medresa، والتي توفر تعليماً متوسطاً وعالياً يقوم على العلوم اللغوية والشرعية (القرآن والحديث والفقه وأصول الفقه). وكان بعض المتخرجين يتابعون دراستهم في مدارس العاصمة (اسطنبول) أو في دمشق والقاهرة لينخرطوا بعد ذلك في سلك «العلماء» ulema كمدرسين وقضاة وفقهيين ومؤلفين في العلوم الشرعية. ومع أن مدرسة الغازي خسرو بك لم تكن الأولى في سراييفو، بل أنها الثالثة بعد مدرسة فيروز بك (تأسست ما بين 1505-1512م) ومدرسة محمد بك (تأسست حوالى 1520م) وواحدة من 15 مدرسة وجدت في سراييفو حتى 1870م، إلا أنها غدت الأشهر في البوسنة وفي البلقان. وفي الواقع أن هذه المدرسة، التي اشتهرت معها أيضاً مكتبتها الغنية بالمخطوطات الشرقية، ارتبطت شهرتها باسم المؤسس خسرو بك الذي كان مـن أعظم ولاة البوسنة خلال الحكم العثماني 1462-1878م. فقد كانت هذه المدرسة جزءاً صغيراً من وقفه الضخم الذي ضم منشآت مهمة دينية واقتصادية واجتماعية تحولت معها سراييفو في النصف الأول للقرن السادس عشر من قـصبة إلى مـدينة، بل إلى مركز للثقافة الإسلامية في المنطقة. ويلاحظ هنا أن الاحتفال بالذكرى الـ 470 لتأسيس هذه المدرسة إنما بدأ (ولم ينته بعد) في 8 كانون الثاني 2007م الذي يصادف في الواقع يوم توثيق الوقفية الخاصة بهذه المدرسة المؤرخة في 26 رجب 943هـ، أي في 8 كانون الأول 1537م. وتفيد الوقفية المكتوبة في اللغة العربية، التي لدينا نسخة منها ونأمل في نشرها قريباً، في التعرف إلى بعض الجوانب المتعلقة بهذه المدرسة. فقد خصّص الواقف لهذه المدرسة 700 ألف أقجة، وهو مبلغ كبير بالنسبة الى ذلك الوقت، منها 400 ألف أقجة لبناء المدرسة و300 ألف أقجة كوقف نقود لتشغيلها وتوفير عائد يغطي نفقات هذه المدرسة من رواتب للمدرسين وترميم إلخ. ويلاحظ أن الواقف قد حدد في الوقفية العلوم التي تدرس في المدرسة (دروس التفسير والحديث والأحكام والأصول والمعاني والبيان والكلام)، وترك الباب مفتوحاً في المستقبل لعلوم أخرى «حسب العرف والمقام». وأكد الواقف في الوقفية حرصه على ألا يكون الطلبة الذين يدرسون فيها من «الفواسق الجهلة»، حيث خصص لهم جراية يومية (درهمان لكل طالب) و12 غرفة لسكن الطلبة من خارج سراييفو كما خصص لهم وجبات من المطبخ الموجود في المدرسة. وقد بنيت هذه المدرسة في جوار الجامع الضخم الذي بناه الواقف أيضاً، والذي يعتبر من أهم آثار العمارة الإسلامية في البوسنة، واشتهرت بين الناس باسم «الخسروية» و «الرصاصية» (نسبة إلى القبة المغطاة بالرصاص عليها) و «السلجوقية» (نسبة إلى والدة الواقف التي بنيت المدرسة تكريماً لها) إضافة إلى الاسم الأشهر الذي بقي (مدرسة الغازي خسرو بك). وفي الواقع أن شهرة المدرسة ارتبطت منذ البداية بحرص الواقف على أن يكون المدرسون فيها من نخبة العلماء. ولذلك يلاحظ أن الواقف قد خصص للمدرس 50 أقجة في اليوم،أي ضعف ما كانت تقدمه المدارس الأخرى في سراييفو. وأصبح من المعروف أن يكون مفتي سراييفو ممن يدرسون فيها. وبحسب أحد الباحثين (فهمي ناميتاك) فقد كان عرب خوجه (الذي يدل اسمه على أنه عالم عربي) أول مدرس فيها وهو من كتب وقفيتها في اللغة العربية. واستمرت المدرسة في دورها التعليمي والثقافي، وخصوصاً من خلال مكتبتها التي غدت مقصودة لما فيها من مؤلفات باللغات العربية والتركية والفارسية، حتى نهاية الحكم العثماني وبالتحديد إلى الاحتلال النمسوي/ الهنغاري للبوسنة في صيف 1878م. وربما كان الاحتلال النمساوي / الهنغاري، الذي حاول تحديث التعليم والاقتصاد والمجتمع ضمن إعداده لضم البوسنة نهائياً إلى الإمبراطورية الثنائية، دوره في التشبث بالتعليم التقليدي المتمثل في مدرسة الغازي خسرو بك لأن بعض المسلمين ربطوا «الأوربة» التي بدأ الحديث عنها بتهديد هويتهم التي اكتسبوها خلال وجودهم الطويل تحت الحكم العثماني. فقد أسس الاحتلال النمساوي/ الهنغاري آنذاك مؤسستين جديدتين للتعليم (دار المعلمين والمعهد العالي الشرعي القضائي). ومع هذه المنافسة الجديدة عمدت مدرسة الغازي خسرو بك إلى إدخال بعض الإصلاحات والمواد الجديدة حتى 1917م حيث دمجت مع «دار المعلمين». ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، وبعدما أصبحت البوسنة في إطار دولة جديدة (يوغسلافيا)، ألغيت دار المعلمين ودمجت المدرسة مع «الخانقاه» التي بناها الواقف لتكوّنا معاً «مدرسة الغازي خسرو بك». وفي هذه المرحلة الجديدة انفتحت المدرسة على علوم العصر وأدخلت فيها مواد التاريخ والفيزياء والكيمياء والمنطق وعلم النفس إلخ. وخلال القرن العشرين استردت المدرسة شهرتها بفضل نخبة من المدرسين الذين تخرجوا من القاهرة، وبخاصة بعدما أصبحت الوحيدة من نوعها في يوغسلافيا الفيديرالية 1945-1992. وهكذا لدينا في هذا السياق أسماء معروفة في البوسنة والعالم الإسلامي مثل محمد أمين (توفي 1939م) وأحمد يورك (توفي 1948م) ومحمد باشيتش (توفي 1980م) وحسين جوزو (توفي 1987م) وغيرهم. ومن ناحية أخرى، فقد ارتبطت شهرة هذه المكتبة كما رأينا بمكتبتها الغنية التي ورد ذكر نواتها في الوقفية، والتي انفصلت في ما بعد (1893) لتكون في مبنى مستقل وتغدو من أغنى مراكز المخطوطات الشرقية في البلقان بعدما وصل عددها الى حوالى عشرة آلاف مخطوطة. ومن حسن الحظ أن هذه المخطوطات قد سلمت خلال العدوان الصربي على المنشآت الثقافية للمسلمين في ربيع 1992 نتيجة لقيام المسؤولين عنها بسحبها الى أماكن آمنة بعد أن قصف الصرب بوحشية معهد الاستشراق وحولوا مكتبته الى هشيم بما في ذلك حوالى خمسة آلاف مخطوطة باللغات الشرقية. وصدر حديثاً المجلد الخامس عشر من فهارس مخطوطات مكتبة الغازي خسرو بك، ومن المتوقع أن تكتمل هذه الفهارس حتى 2010 بصدور المجلد الثامن عشر (*) أستاذ التاريخ الحديث في جامعة آل البيت / الأردن (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 مارس 2007)
استفتاءان في ديمقراطية واحدة
هيثم مناع (*) رغم أن أهم الموسوعات السياسية والعامة تصنف الاستفتاء كشكل من أشكال الديمقراطية المباشرة، فقد ارتبطت الكلمة في الذاكرة السياسية الجماعية العربية بالاحتيال الحكومي لجعل المواطنين شركاء في جريمة اغتصاب الحريات (الذم –قراطية). ففي ظل غياب فصل فعلي بين السلطات الثلاث، وتأميم أو تكميم السلطة الرابعة، وسيطرة الوسائل التنفيذية السياسية والأمنية على مفاتيح ومراكز القرار السياسي، تفقد أية تقنية من تقنيات الديمقراطية معناها ومبناها. وتصبح ممارسة مفرغة من الغرض الذي وجدت من أجله. فكل تقنية من تقنيات الديمقراطية يصبح لها معنى ومبنى عندما تجسد ذاتها كقوة احتجاج ومقاومة مدنية يومية. أولا، عبر اعتبار المواطنين جسم يملك إرادة عاقلة ويملك الحق في التعبير عن اختلاجاتها السياسية. ثانيا، في استيعاب فكرة مركزية تقول بأن الطابع العدواني للإنسان، الذي تطرق له القرآن الكريم في النفس الأمارة بالسوء وأقرت به العلوم الأنثروبولوجية والنفسية، يحتاج إلى تعزيز مقومات اقتصاد العنف عبر المشاركة في الفعل العام. عبر تحويل الحرب الأهلية المفتوحة من داحس والغبراء إلى تفعيل دور كل الرموز السلمية بكل اللاعبين في الحلبة العامة. غياب هذا التكافؤ في المشاركة في المبارزة السلمية الحديثة، المسماة بالديمقراطية، يعني بكل بساطة: التواطؤ العلني للسلطة السياسية مع جينات العنف المجتمعي التي تزج بالقارب الجامع للدولة والمجتمع بين أمواج التمرد العشوائي والقمع الفج. عندما لا تستوعب السلطة السياسية ذلك، وتعتقد أن بالإمكان القفز فوق الديمقراطية بتقنيات تجمع بين الاستفتاء والبلطجة، تحتاج السلطة التنفيذية لتقنين القمع وتحويل الدستور إلى وسيلة لاغتيال مقوماته. ذلك على نمط المادة 179 في مشروع تعديل الدستور المصري، التي تقول: « تعمل الدولة علي حماية الأمن والنظام العام في مواجهة أخطار الإرهاب، وينظم القانون أحكاماً خاصة بإجراءات الاستدلال والتحقيق التي تقتضيها ضرورة مواجهة تلك الأخطار، وذلك تحت رقابة من القضاء، وبحيث لا يحول دون تطبيق تلك الأحكام الإجراءُ المنصوص عليه في كل من الفقرة الأولى من المادة 51 والمادة 44 والفقرة الثانية من المادة 45 من الدستور. « ولرئيس الجمهورية أن يُحيل أية جريمة من جرائم الإرهاب إلى أية جهة قضاء منصوص عليها في الدستور أو القانون ». صحيح أن الديمقراطية لا يمكن أن تنتج عن أي نص مكتوب. فهي عندما لا تجسد أسلوب وإرادة وجود وشكل للأخلاق العامة وناظم مسلك جماعي، تبقى في إطار خداع النخبة الحاكمة للجموع المحكومة. لكن الديمقراطية عهد وعقد بين الدولة بمؤسساتها المختلفة مع المجتمع بالجغرافية السياسية والاجتماعية والثقافية التي ينتجها هذا المجتمع نفسه. والمصيبة كل المصيبة، عندما تسعى السلطة السياسية لاستئصال مرجعية سياسية أو أكثر من الخارطة عبر استعمال الآليات المفترض بها ضمان حق التواجد والمشاركة للجميع. لشرح هذه الفكرة بشكل عملي، أعطي كمثل هذه الكلمات: في المجتمع الديمقراطي يعني تدخل المثقف أو الحقوقي أو السياسي صوتا مؤثرا في رأي عام موجود. أما في ظل تغييب فكرة الرأي العام (لأن القطيع لا يمكن أن يكون عاما ولا يملك الحق في رأي)، نشر هذه المقالة قبل الاستفتاء أو في يوم الاستفتاء أو بعده سواء. لأن النتيجة معروفة للقاصي والداني، وغير المعروف هو بدعة الرقم. فبعد أن أصبحت التسعات المتتالية (9999 بالمائة) مثارا للسخرية والهزار الجماعيين، صار من صالح « المنتصر » أن يتلاعب بالنتيجة نحو الأسفل قليلا كمؤشر للمصداقية. من كان يستطيع التأثير حتى على نفسه في جمهور صوّت ذات يوم 100 بالمائة لصدام حسين. ألم يكن بإمكان النظام السابق أن يكون أكثر حنكة فيعطي نتائج كتلك التي خرج بها استفتاء أكتوبر 2005 على دستور الاحتلال (78 بالمائة)؟ أين هو الرأي العام الذي سيؤثر في نسبة الاستفتاء؟ وكيف يمكن رصده بأمانة؟ أين هي محطات التلفزيون التي تعطي لكل حركة سياسية حجما متساويا على القنوات التي تمول من ضرائب المواطنين؟ أين هي فرص المشاركة السياسية المتساوية في حملات التعبئة والتعبئة المضادة؟ برهافة حس الشاعر، كتب جورج حنين في تقييم الاستفتاء قبل استفتاءات الأسد والسادات ومبارك: « إحدى « فطن » التوجه القانوني الديمقراطي المزعوم كان في تصوير الاستفتاء كأداة مثالية في مجالي الاختيار والقرار الشعبيين. والحقيقة أن اتخاذ الشاهد بالقفز من فوق رؤوس ممثليه، ودعوته لإعطاء رأيه في هذا الشأن الوطني أو ذاك يبدو كأفضل طريقة للتعبير عن حقيقة شعوره. لكن، وعلى النحو ذاته الذي يجعل الشاهد أمام المحكمة يتأثر بالضرورة بنتيجة التحقيق فإن الناخب المشارك في استفتاء يتأثر بالمعالجة المسبقة التي تشكل الاستشارة نتيجتها. ويفترض في فذلكات الصياغة السياسية أن تضمن دون كبير خطر، جّر جمهور الناخبين لاعتماد الخيار المبسط القائم على الحسم بـ « نعم » أو « لا ».على أية حال ليس بدون سبب أخذ الاستفتاء مكان الصدارة في أكثر البلدان بعدا عن الديمقراطية ». بعد قرابة شهرين، سيعين حزب البعث العربي الاشتراكي وفق الدستور المجمد بحالة الطوارئ (إلا من مادته الثامنة: حزب البعث قائد الدولة والمجتمع)، سيعين الدكتور بشار الأسد مرشحا واحدا لاستفتاء أوحد. وسيختار الشعب السوري لرئاسة جمهوريته بين بشار الأسد وبشار الأسد. ثم ستعلن النتيجة على الملأ انتصارا جديدا للحزب والشعب. وستشرح لنا الصحافة الوحيدة المقبول بها في السوق كيف اختار هذا الشعب الوطني الصادق القائد ابن القائد، الذي وقف مع المقاومة وناهض العدوان وطالب بإعادة الجولان… ألم يستفتى الشعب فأفتى.. أليست هذه هي الديمقراطية؟؟ ألم يعلمنا الأب والابن أن الديمقراطية في المرسوم التشريعي رقم 4 تاريخ 12/4/1990 تحدد عدد أعضاء مجلس الشعب ب250 عضوا منهم 167 عضوا من حزب البعث الحاكم وأحزاب الجبهة و83 من المستقلين؟ مما يجعلهم مسيطرين بأكثرية ثلثي الأعضاء، أحب المواطن أم كره. ألم تعلمنا ديمقراطية آل مبارك أن الأحزاب الممنوعة لا مكان لها بعد اليوم، حتى في قوائم المستقلين؟ ألم تصبح الديمقراطية العربية اليوم كالديمقراطية في أثينا قبل 25 قرنا، أي لأقلية حاكمة تسمى بالمواطنين وأكثرية مهمشة تسمى بالبرابرة؟ ثم ما هو الفارق بين مصر مبارك المستميتة في الطاعة للسياسة الأمريكية وسورية الأسد التي « تعلن » مناهضتها لهذه السياسة؟ أليس كلا البلدين يسير على نهج سياسة واحدة مناهضة للديمقراطية؟ أليست مسيرة السلطة في سورية ومصر اليوم هي الانتقال من أمن الدولة إلى دولة الأمن؟ لماذا لا تشفع لنا التحالفات بشيء من كافيار الشورى الإيرانية أو حلويات الديمقراطية الأمريكية؟ لم تعد إيران تتحدث إلا عن الأمن القومي والكرامة الوطنية. ولم يعد أبو الغيط يتحدث إلا عن إرهاب عمره 80 عاما، وعن حاجة ماسة للإنسان المصري للأمان والأمن واستقرار المياه الآسنة في المستنقعات. وتوافقه الآنسة رايس على أن السؤال الأهم في الشرق الأوسط (كبير أو صغير لم يعد الأمر بمهم)، هو الأمن. لذا استبدلت زيارة المراكز غير الحكومية الصديقة لحكومتها باجتماع مع مدراء الأمن في أربع بلدان يمكن أن نتهمها بما نحب إلا بداء الديمقراطية. يكتشف الناس الديمقراطية في سلطة قضائية يشعرون بالقدرة على الاستنجاد بها. في سلطة إعلامية قادرة على الحديث دون خوف والاستمرار دون تدجين. في سلطة مضادة تملك كل حقوق التواجد الشرعي في المجتمع. في المساواة في المشاركة السياسية والمدنية دون تمييز لأي سبب كان. وأخيرا في ولادة قناعة جماعية تعتبر التداول على السلطة وسيلة أساسية من وسائل غسل الدم الفاسد في الجسد، وإطلاق العنان لكل الكفاءات الجديدة.. صحيح أن الديمقراطية في عصر الحرب على الإرهاب ثكلى، دون أمثولة تحتذي بها أو دولة تصدق معها. لكن ألا يشكل هذا فرصة تاريخية للإبداع والتجديد في التصور والأداء الديمقراطي؟ أداء أرخ، كلما نجح، لفكفكة العصبيات العضوية أو عل الأقل تهميشها لصالح علاقات مدنية بين البشر. فليس نسخ هذا الأنموذج أو ذاك سوى تقليد يحارب الزمان والمكان والعقليات. الفرنسي خير من يعيد تصوير ألأنموذج الفرنسي وكذلك حال الأمريكي.. لكن تحول ديمقراطية المحتل إلى دم – قراطية التوحش يعيدنا إلى الأصالة الواجبة الوجوب لابتكارات تنتجها مجتمعاتنا من خارج فضاءات السلطان، أي دون التواطؤ مع ذم- قراطية الأمن والعسكر، التي تسحق مجتمعاتها في تونس ومصر وسورية وليبيا والجزائر. (*) مفكر عربي من سورية www.haythammanna.net