الأربعاء، 18 يونيو 2008

 

TUNISNEWS
8 ème année, N°2948 du 18.06.2008
 archives : www.tunisnews.net   

Verite-Actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » : من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:عشرات المتهمين أمام القضاء ..بتهمة الإرهاب .. !و تأجيل قضية الشيخ الضرير الخطيب البخاري .. !

عدنان الحسناوى: الأمم المتّحدة تساند مطالب أحزاب المعارضة والجمعيات الحقوقيّة المناضلة من أجل الحريات والإصلاح السياسي بتونس.

هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات : بــــــــــــــــــــــــــــــــلاغ

« هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » تدين الاعتداءات على النشطاء: بــــــــــــــــــلاغ

إسلام أونلاين.نت : مطاردات ‘هوليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــودية’ للحقوقيين في تونس

رويترز: نقابة الصحفيين التونسية تشتكي من التضييق عليها

الصباح : ندوة الديموقراطيين الاشتراكيين حول أفق التحوّل الديموقراطي (1): تشريح مؤشرات «الانتقال الديموقراطي»

‘الشباب الديمقراطي التقدمي’ و ‘اتحاد الشباب الشيوعي التونسي’ و ‘طلبة قوميون’ :دعــــــــــــــــوة

مواطنون:الدولة تبيع نصيبها من شركة التنقيب على النفط

مواطنون:المعهد العالي للغات بتونس تلاعب بمصير الطلبة.. وإصرار على فتح تحقيق

مواطنون:هل رنّ جــــــــــــــــــــــــــــــرس الانتظار؟

يو بي أي:بن علي يدعو إلى إنشاء مرصد للأمن الغذائي لتجمع دول الساحل والصحراء

يو بي أي:مسؤول في جامعة الدول العربية يدعو إلى مراعاة مقترحات العرب بشأن ‘ الإتحاد من أجل المتوسط ‘

يو بي أي: ارتفاع مؤشر الأسعار في الإستهلاك العائلي بتونس بنسبة 8.3%

 يو بي أي: تسمم أكثر من 30 شخصاً أكلوا من المطعم نفسه في مدينة بنزرت التونسية

الصباح : في المظيلة الكشف عن خلية لتزوير وترويج عملة ورقية مزيفة من فئة 10 دنانير

عبدالحميد العداسي: إصلاح ورجاء بإعادة النشر لقصيدة( الباهي في ليام ) للشاعر الطاهر تليش

السبيل أونلاين : الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال التجربة البورقيبية (2)

عبدالله الـــــــــــــــزواري : دع المكــــــــــــــــــــــــــــــــــارم 5/7

صـابر التونسي : ســــــــــــــــــــــواك حــــــــــــار (86)

بشير الحامدي:كيف تعاطت قوى اليسار في تونس مع انتفاضة الحوض المنجمي

كمال بن يونس: قفصة.. والمجتمع المدني

ميدل ايست اونلاين : معارض تونسي يحذر من مغبة توظيف أحداث قفصة

زهير الخويلدي : مناظرة بين حنفي والمرزوقي حول مواجهة الفكر الديني والفلسفي لتحديات الراهن

التجديد: تنقل وضعية المعتصمين الفارين في جبال سيدي إيفني  

القدس العربي : اتفاق هدنة بين اسرائيل وحماس لـ6 اشهر: فتح المعابر التجارية والتفاوض علي رفح

العرب:أكد المصلحة المشتركة لحماس وإسرائيل في تحقيق التهدئة بيلين لـ «العرب»: القيام بحملة عسكرية على غزة سيطيح بعباس

ياسر زعاترة : ندعو لماكين بالفوز ولأوباما بالخسارة!

ماجد عزام:مواقف تل أبيب و«ايباك» تجاه المرشح الرئاسي الأميركي:باراك أوباما جيد أم سيئ لإسرائيل؟

رفله خرياطي :تضخم أسعار الغذاء في مواجهة مع الارتفاع المتدرج للنفط …  الحبوب واللحوم والدجاج والحليب… سلع المستقبل النادرة!


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “        “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“                    الجمعية الدولية         لمساندة المساجين السياسيين              43 نهج الجزيرة تونس               e-mail: aispptunisie@yahoo.fr         ET Vérité-Action     ONG   Suisse      Case Postale 1569     Fribourg                                                           تونس / فريبورغ  في 16 جوان 2008                                                                                                                                 
 

حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » :    من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!

                                                                                                                                 

 
 يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه . و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم  و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ  » سياسة القتل البطيء  » .. لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من ..القرن !الماضي .. إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا  » الموت البطيء  »  أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر AISPPسجناء  » مساجين العشريتين  » ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين   ( سويسرا ) ، Verité-action و جمعية و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان . كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية  أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم .   عن الجمعيـة الدولية لمساندة المساجين السياسيين                                                         الأستاذة سعيدة العكرمي  
Verité-action
  الرئيــــــــــــــــــس
 صفوة عيسى                                           

1 – منذر البجاوي :

 ..بعد 18 سنة ، 10 سجون و .. 5 أمراض مزمنة..!   * الاسم و اللقب : منذر بن الهادي البجاوي * تاريخ الولادة ومكانها : 3 ماي 1961 تونس * المستوى التعليمي: 4 ثانوي * المهنة : محاسب ببلدية تونس * الحالة الاجتماعية : متزوج و له بنتان : غفران و شيماء * تاريخ الدخول للسجن : 1991 * الحالة الصحية : الربو / القلب / الأعصاب/روماتيزم العضام /قرح المعدة * الحكم : 28 سنة و 10 أشهر * السجن الحالي : المرناقية  * العنوان : 25 شارع الاستقلال الدندان 2011 منوبة   الهاتف   71612320+97541806 كان ضحية من ضحايا الحرمان من الحق القانوني في اتصال القضاء حيث حوكم في القضية رقم 23672 ب 14سنة سجنا ثم حوكم من أجل نفس التهم الواردة بها   أمام محكمة اخرى وفي قضية اخرى تحمل رقما اخر وهو23303 وحكم بـ 12 سنة سجنا ورغم أن عائلته قدمت كل الوثائق والادلة التي تثبت هذه المظلمة الى الجهات القضائية ، يعاني السيد منذر البجاوي من صعوبات في التواصل مع بنتيه وبقية افراد عائلته حيث يعجز عن التكلم  اثناء فترة الزيارة من جراء حالته الصحية المتدهورة نفسيا وبدنيا ومن مفعول ادوية الاعصاب التي يتناولها يوميا ، تقول زوجته السيدة انصاف ان منذر يتناول 10 حبات دواء مختلفة يوميا وهو يعاني من انعدام الرغبة في الاكل مماجعله شديد النحول والشحوب  قضى معظم فترة سجنه مقيما بجناح المصحة المخصص للسجناء ذوي الحالات الصحية الحرجة في كل سجن ينتقل اليه ، رغم حالته الصحية  المتدهورة خاض السجين السياسي منذر البجاوي اضرابات كثيرة عن الطعام من اجل الغاء الاحكام المكررة حتى ينال حريته ، و كان اطول إضراباته في صائفة 2006 (26 يوما ) كما اضرب مرات كثيرة احتجاجا على الاهمال الصحي وحرمانه من الحصول على الدواء الذي يصفه له طبيب السجن وغالبا ماتتكفل زوجته بشراء الادويةعلى حسابها ،  كان عرضة لنقلات عقابية وتعسفية بين سجون مختلفة ( 9 أفريل + برج الرومي + الهوارب + الناظور +المهدية + صفاقس +برج العامري +سيدي بوزيد+ المرناقية …) ، نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية .. أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم …! حملة الإفراج عن  » مساجين العشريتين « 


 

                                                          طلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين   نهج الجزيرة تونس43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 17 جوان 2008

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب  » : عشرات المتهمين أمام القضاء ..بتهمة الإرهاب .. ! و تأجيل قضية الشيخ الضرير الخطيب البخاري .. !

 

 
 * نظرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف  بتونس برئاسة القاضي  المنوبي حميدان اليوم الجمعة 06 جوان 2008  في : * القضية عدد 10600  التي يحال فيها كل من : خطيب البخاري( مولود في 30/08/1955 ) ،  و العيد الجوادي( مولود في 14/11/1975 )  ، و حافظ الصمودي( مولود في 17/05/1983 ) ،  و حسيب الشابي ( مولود في 06/06/1984 ) ، و رمزي البريني ( مولود في 30/01/1985 ) ، و سامي القديري( مولود في 02/03/1976 )   و عبد الجليل العلياوي ( مولود في 27/06/1984 )  و عبد السلام بالي( مولود في 09/06/1984) ،  و علي العافي( مولود في 03/06/1977 )  ، و غسان سليان ( مولود في 17/07/1987 ) ، و القمودي حمد ( مولود في 16/08/1981 ) ، و مختار العكوري ( مولود في 23/10/1985 )  و مراد السعدي ( مولود في 15/07/1986 ) ، و نجم الدين البرقوقي( مولود في 06/03/1979 )  ، و نور الدين الهريش ( مولود في 16/12/1985 ) ، و محمد علي الحرشاني ( مولود في 04/05/1971 ) ، و الحبيب الحفصي( مولود في 12/01/1984 ) ،  و رمزي الرمضاني( مولود في 18/04/1977 )   و علي العمري ( مولود في 09/02/1983 )  بموجب قانون 10 ديسمبر 2003  » لمكافحة الإرهاب  » ، و تضمنت لائحة الإتهام تهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و استعمال اسم و كلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بأعضائه و بنشاطه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات و التجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ووضع خبرات على ذمة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و توفير معلومات لفائدتهم بقصد المساعدة على ارتكاب جرائم إرهابية و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و المساعدة على إيوائهم و إخفائهم و العمل على ضمان فرارهم و التبرع و جمع أموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيم و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في ذلك ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة  عبادة الكافي و عبد الفتاح مورو و عبد الرؤوف العيادي و المختار الجلالي و كمال الحامدي و بوبكر بن علي و سمير بن عمر و العياشي الهمامي  و سمير ديلو   ، و  قرر القاضي تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 20 جوان 2008  استجابة لطلب المحامين . * و القضية عدد 11309  التي يحال فيها كل من : سالم مزهود و صابر مبارك و وليد بن نائمة و ماجد بورورو  و مراد بوسنينة و كريم منيسي و خميس زيان و محمد مجدوب و محمد عطية و محمد جعيدان و سهيل بالريش ، بتهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال اسم و كلمة ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و  الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه  إلى تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة : شكري بلعيد  زهير محجوب و صحبية بالحاج سالم نيابة عن العميد البشير الصيد و راضية النصراوي و سمير بن عمر  و رندة المحجوب و قد قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 08 جويلية 2008 للدفاع  . * و القضية عدد 11240  التي يحال فيها كل من : رياض الوسلاتي و جمال عرايسية و زياد الطريقي و سمير حفيظ و لطفي موسى و صالح المحضي و لطفي كردي و نبيل اللافي و الهادي الحذيري ، بتهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال اسم و كلمة ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و  الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه  إلى تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة : سمير بن عمر و كلثوم الزاوي و عبادة الكافي و عبد الفتاح مورو و علي عبد الكبير و طارق الرزقي و محسن السحباني و بوبكر بن علي    و بعد مرافعات المحامين قرر القاضي حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . * و القضية عدد 11255 التي يحال فيها كل من : حمزة القابسي و خالد مولاي علي و قيس جفالي و بدر الدين كيد و محمد علي الدريدي و حمزة بوبكر و نوفل ساسي و ياسين خليفي و أيمن الوسلاتي و نادر الغربي ، بتهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال اسم و كلمة ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و  الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة : شكري بلعيد  و كلثوم الزاوي وأحمد نجيب الشابي و الطيب الشابي و هشام بلحاج حميدة و قد قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 20 جوان 2008 للدفاع  . *  و كانت الدائرة الجنائية الرابعة  بالمحكمة الإٍبتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي نظرت يوم السبت  14جوان 2008 في : *  القضية عدد 15734 التي يحال فيها كل من : عاطف الذوادي و خالد الورغي و علي اليرماني و عبد القادر السعيداني و أيمن الخترشي و نبيل المقدم و عصام الذوادي و أنيس الكيلاني وو هشام النفزي و ياسين الغانمي و عبد الحكيم المشرقي و عصام الحناشي و رمزي الحكيري و علي السحباني   بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه و إعداد محل لاجتماع و إيواء أعضاء وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في الإنضمام خارج تراب الجمهورية إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية وخارجه ،  و قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 25 جوان 2008 استجابة لطلب الأستاذ سمير بن عمر . * و القضية عدد 15844 اتي يحال فيها عبد الله ادريسة بتهمة الإنتماء إلى عصابة مفسدين ، و قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 21 جوان 2008 استجابة لطلب محاميه الأستاذ سمير بن عمر  . * كما نظرت الدائرة الجناحية 14 بمحكمة الإستئناف بتونس يوم السبت  14جوان 2008 : في القضية عدد 9055 التي يحال فيها كل من محمد السماوي و محمد علي البسكري و علي الحجاجي و محمد عباس و فوزي و فتحي العزيزي و محمد خميلة و رضا ثابت و رؤوف العامري و محرز السعيدي و أنيس الحجاجي و محمد بن يونس و محمد المحمدي و مهدي بن محرز و فيصل ساسي و يوسف الطرودي و محمد رازقي و بشير الزيتوني و مبروك بوضافري   و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة عبد الفتاح مورو و محمد نجيب بن يوسف و منجي بن مصطفى و كلثوم الزاوي و الهادي العباسي و شاكر علوان و أمان الله مورو و سمير بن عمر و عدنان بن رمضان و أحمد الصديق و محمد بن القاضي و راضية الدريدي و منية بوسالمي و سفيان بلحاج محمد  قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 25 جوان 2008 .     *  كما نظرت الدائرة الجنائية 27  بمحكمة الإٍستناف بتونس برئاسة القاضي المنوبي حميدان يوم الجمعة  13جوان 2008 في : *  القضية عدد 11095 التي يحال فيها كل من : مبروك الخماسي و غازي صولة و رشاد بن جعفر و عبد المجيد البوسليمي و هشام المرساني و الهادي المرواني و رمزي الوشتاتي و إلياس الهذلي و هيكل التواتي الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة  : الهادي العباسي و محمد علي القليبي و كلثوم الزاوي، و إثر المرافعات و المفاوضة أصدرت المحكمة حكما نهائيا حضوريا بالحط من عقوبة السجن المحكوم بها على المتهمين إلى 3 سنوات . * و القضية عدد 11410 التي يحال فيها كل من : عدنان القناوي و أيمن العبادي و لسعد الحبيب و خليل السعيداني و جمال الخلايفي و و أنيس الغربي و ماهر يعقوبي و صفوان عابدي و علي السعيدي و بلال المديني و إبراهيم المالكي و حامد الهمامي   بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه و إعداد محل لاجتماع و إيواء أعضاء وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في الإنضمام خارج تراب الجمهورية إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية وخارجه ، و قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 20 جوان 2008 استجابة لطلب الأستاذ سمير بن عمر . عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو


الأمم المتّحدة تساند مطالب أحزاب المعارضة والجمعيات الحقوقيّة المناضلة من أجل الحريات والإصلاح السياسي بتونس.

 
نقلا عن البلاغ الصحفي رقم DH/CT/701 بتاريخ 4 أفريل 2008 والصادر عن الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة وبالرّجوع إلى ما نشر من وثائق في موقع (Comité des droits de l’homme) الأمم المتحدة. وخلافا لما روّج البعض تمّت المصادقة على ما جاء من ملاحظات نهائيّة في تقرير لجنة حقوق الإنسان والتي تكوّنت من 18 خبير دولي من العالم بصفتهم الفرديّة واللجنة قامت بدراسة التقارير الدورية الخمسة السابقة. وردود الحكومة بتاريخ 25 فيفري 2008 بالرغم من أن بعض الأجوبة كانت ناقصة حسب ملاحظة اللجنة.وتقارير المنظمات غير الحكومية الدولية وخاصّة منظمة العفو الدولية والمنظمة الدولية لمناهضة التعذيب والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان والهيئة الدولية للقضاة وذلك من  17 مارس إلى 4 أفريل 2008. وفي مقدّمة ما جاء في الملاحظات النهائيّة أقرّت اللجنة بوجود عوائق أمام الدولة و المجتمع في تكريس سياسة تضمن الحريات و تكافح التطّرف الديني وتعمل على إرساء مجتمع متسامح لكن هذا لا يبرّر مطلقا وفي أي حالة من الحالات إنتهاك مواد الحقوق المدنية و السياسية . و سجّلت اللجنة التقدّم في التّشريع والواقع خاصّة في ما يتعلّق بالمادة 3 من الإعلان العالمي للحقوق المدنية والسياسية وفي ما يتعلّق بحقوق الطفل وإعطاء المرأة التونسية الجنسية لمولودها، وتسجّل بإرتياح إلتزام الدولة ومنذ 1991 بعدم تطبيق حكم عقوبة الإعدام. واللجنة أخذت علم بعزم الحكومة دعوة إثنين من المقررين العامين المختصين للأمم المتحدة من الذين لم تستجب الحكومة في السابق لطلبهم بزيارة تونس وتسجّل بإرتياح رفع التحفظات عن المواد 23 و24 من الإعلان العالمي لحقوق الطفل. المواضيع الأساسية التي تثير القلق والتوصيات: 1)الأداء دون المطلوب لعدم إستقلالية الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية واللجنة تطالب الحكومة باتّخاذ الإجراءات اللازمة لضمان قيام الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية بعملها وفقا لمبادئ إعلان باريس. 2)اللجنة تلاحظ أنّ الحوار حول أهمّية المصادقة على البرتوكول الاختياري مازال جاريا وعلى الدولة المصادقة. 3)وتسجّل حالات المرأة فيها ضحيّة العنف واللجنة تطالب تحسيس الرأي العام بالمشكلة وإتّخاذ كلّ الوسائل للقضاء على العنف ضدّ المرأة. 4)وإن تسجّل بارتياح صدور أحكام إدانة في حقّ أعوان الدولة قاموا بالتّعذيب فاللجنة قلقة من وجود حالات تعذيب ومعاملة غير إنسانيّة، ووفقا لمعلومات موثوقة ومؤكّدة رفض قضاة نشر قضايا  في الغرض لدى المحاكم. وعلى الدولة ضمان تسجيل كلّ الشكاوي والقيام بتحقيق من طرف سلطة مستقلّة فيها . والعمل على تكوين إطارات الدولة في هذا المجال . ونشر بشكل دوري للإحصائيات الكاملة في هذا الموضوع. 5)ومع التسجيل بإرتياح لوجود الفصل 101 مكرّر من القانون الجنائي الذي يجرّم التّعذيب.فالجنة قلقة من معلومات مفادها وجود تطبيق للتّعذيب ووجود إفلات من العقاب وعلى الدولة العمل على ضمان معاقبة كلّ من يقوم بالتّعذيب. 6)اللجنة قلقة من القانون التونسي الذي أعطى للشرطة الحقّ في الإيقاف التحفّظي لمدّة 3 أيام قابلة للتّجديد بموافقة السيد وكيل الجمهورية ودون حضور محامي ولوجود معلومات حول انتهاكات حقوق المتّهم وأيضا تجاوز المدّة وعلى الدولة إتّخاذ الإجراءات اللاّزمة لتحديد مدّة الإيقاف التحفظي وضمان حقوق المتّهم وفقا للمادة 9 من الإعلان العالمي للحقوق المدنية والسياسية. 7)وفي تفهّم تامّ للحاجة الأمنيّة في مكافحة الإرهاب اللجنة تعلن قلقها من التعريف غير الدقيق للإرهاب والذي جاء بالقانون التونسي ولوجود تهديد للمحامين بحكم ممارسة المهنة والدفاع على المتهمين في قضايا الإرهاب. واللجنة تطالب إعتماد تعريفا للإرهاب بشكل يضمن عدم المساس بالحقوق السياسية الشرعية وخاصة للمواد 6 و7 و14 من الحقوق المدنية والسياسية. 8)             وإن تسجّل الضمانات المقدّمة من الدولة لتحسين الأوضاع بالسجون التونسية والسماح لهيئة الصليب الأحمر لزيارة السجون التونسية، فإنه على الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الأوضاع بالسجون و السماح للمنظمات غير الحكومية التونسية بزيارة السجون. 9)اللجنة قلقة من مسألة استقلال الجهاز القضائي بتونس وهي قلقة بالخصوص من أن السلطة التنفيذية حاضرة بقوة في المجلس الأعلى للقضاء بالرغم من الإصلاح في سنة 2005 وهي تطالب الدولة باتخاذ الإجراءات لضمان استقلاليّة القضاء. 10)اللجنة قلقة من بعض الفصول في مجلة الصحافة وخاصة الفصل 51 وعلى الدولة تعديله وفقا للمادة 19 من الإعلان العالمي للحقوق المدنية والسياسية لضمان التوازن بين الحرية والمسؤولية وحماية الفرد وحرية التعبير. 11)اللجنة قلقة من (الفصل 62-111) من المجلة الانتخابية وعلى الدولة تعديل القانون وفق المواد 19 و25 من الإعلان العالمي للحقوق المدنية والسياسية. 12)اللجنة قلقة على وضع المنظمات والمدافعون عن حقوق الإنسان وحقوقهم وعلى الدولة إتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان احترام المواد 19 و21 و22 من الإعلان. 13)اللجنة قلقة من أنّ بعض الجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان معترف بها وبعض الآخر غير معرف به وعلى دولة ضمان الاعتراف القانوني بكلّ الجمعيات التي تدافع عن حقوق الإنسان. وحدّد تاريخ 31 مارس 2012 موعد للمراجعة الشاملة للتقرير الدوري السادس عدنان الحسناوى عضو تونسي منظمة حقوق الإنسان أولا. واشنطن. منظمة الدفاع الدولية. النرويج. نشر » بمواطنون » الأربعاء18/06/ 2008 الأهم هو الإطلاع عن الوثائق المنشورة بالموقع http://www2.ohchr.org/english/bodies/hrc/hrcs92.htm

 
 

هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات : بلاغ

   

استعرضت « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » في اجتماعها الدوري الأخير التطورات الخطيرة الحاصلة في منطقة الحوض المنجمي بقفصة وبالخصوص إطلاق قوات الأمن النار على المواطنين بمدينة الرديف يوم 6 جوان الماضي مما أدى إلى مقتل الشاب حفناوي المغزا وي وجرح ما لا يقل  عن 26 شخصا آخرين. وتعيش مدينة الرديف منذ هذا التاريخ حالة حصار غير معلنة وحملة اعتقالات واسعة تستهدف الشبان الذين شاركوا في الاحتجاجات. وفي نفس الوقت تتواصل الاعتقالات والملاحقات والاعتداءات في مدن الحوض المنجمي الأخرى. وفي مدينة فريانة بولاية القصرين. ولم يسلم من ذلك حتى الجرحى بالمستشفيات ونشطاء المجتمع المدني الذين أرادوا زيارتهم (صفاقس). وقد انطلقت سلسلة من المحاكمات في كل من القصرين وقفصة انتهكت فيها حقوق الدفاع وطغت عليها عقلية انتقامية. وبناء على هذه المعطيات أكدت « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » إدانتها لإطلاق النار على المتظاهرين العزل بمدينة الرديف واستنكارها لما عمدت إليه السلطة من تزوير للحقائق لتبرير قتل الشاب حفناوي المغزاوي، وجرح الأخرين وذلك بعد أن كان قتل شاب آخر منذ مدة، هشام بن جدو، بقرية تبديت بصعقة كهربائية متعمدة بحضور مسؤولين جهويين وأمنيين. كما أكدت الهيئة إدانتها أيضا لإمعان السلطة في استعمال الأساليب الأمنية ـ القضائية في معالجة المشاكل الاجتماعية للمواطنين بشكل عام وأهالي الحوض المنجمي والجهات المفقرة بالجنوب والوسط الغربيين بشكل خاص رغم علمها المسبق بأن هذه الأساليب محكوم عليها بالفشل وهي دلالة عجز عن تحقيق ظروف العيش الدنيا للمواطنين (الشغل…) وطالبت الهيئة في خاتمة نقاشها لهذه الأوضاع بما يلي:   1)      فتح تحقيق جدي ومستقل حول ظروف إطلاق النار على المواطنين بالرديف وحول مقتل الشاب حفناوي المغزاوي وجرح البقية، وتحديد المسؤوليات وإحالة الجناة على القضاء. 2)      إيقاف المسؤولين عن مقتل الشاب هشام بن جدو وإحالتهم على القضاء. 3)      وضع حد لأعمال القمع والتنكيل المسلطة على الأهالي بمنطقة الحوض المنجمي وإخلائها من قوات البوليس والجيش وتمكين المواطنين الفارين من العودة إلى ديارهم وإعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي. 4)      إطلاق سراح كافة المعتقلين وإيقاف التتبعات ضدهم ورفع الحصار عن الجرحى المقيمين بالمستشفيات (قفصة، صفاقس…)و فتح تحقيق حول انتهاك حرمة المستشفى الجامعي بصفاقس. 5)      تحديد الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالأهالي (الرديف، المتلوي، أم العرايس…) من جراء عمليات النهب والتخريب التي قامت بها قوات الأمن والتعويض للمتضررين من أصحاب المنازل والمتاجر إلخ… 6)      فتح تحقيق جدي ومستقل حول التعذيب الذي تعرض له الموقوفون بمراكز الأمن وتتبع المسؤولين عن ذلك أمرا وتنفيذا. 7)      الكف عن الأساليب الأمنية ـ القضائية وفتح حوار مباشر مع الأهالي بمدن الحوض المنجمي وفريانة لإيجاد حلول عاجلة لمعضلة البطالة وبالخصوص بطالة أصحاب الشهائد العليا، والتحقيق في قضايا الفساد والمحسوبية بهذه الجهات التي ساهمت في تدهور الأوضاع الاجتماعية للأهالي. 8)      فتح حوار وطني بمشاركة كافة فعاليات المجتمع من أحزاب سياسية وجمعيات وهيئات ونقابات حول مسألة التنمية الجهوية المتوازنة والمستديمة.   تونس في   2008-06-17  

 

مطاردات ‘هوليودية’ للحقوقيين في تونس

 

 
بقلم: محمد أحمد تونس – مطاردات مستميتة بعشرات السيارات والدراجات النارية عبر الضواحي والأزقة والحدائق مهما حاول الهدف الاختفاء أو التخفي.. محاصرة منازل ومقرات ومحاولة اقتحامها بطرق تشبه ما يحدث في بعض أفلام هوليود.. تلك أحدث السبل التي تبنتها السلطات التونسية لملاحقة الناشطين الحقوقيين، بحسب منظمات حقوقية. أحدث المطاردات الهوليودية تعرض لها الكاتب العام لـ’منظمة حرية وإنصاف’، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في تونس، زهير مخلوف.فقد أصدرت المنظمة بيانا اليوم الثلاثاء -وصلت شبكة ‘إسلام أون لاين.نت’ نسخة منه- انتقدت فيه ما وصفته بـ’الممارسات غير المسبوقة، والتي لا علاقة لها بالقانون أو الأمن، فضلا عن التعامل غير المتحضر’ تجاه مخلوف، الذي تلاحقه قوات الأمن منذ 3 أيام. وحملت المنظمة السلطة مسئولية أي أضرار تلحق بمخلوف أو ‘أي من النشطاء الحقوقيين’، داعية ‘كل الأصوات الحرة من شخصيات ومنظمات وأحزاب للعمل من أجل وضع حد لمثل هذه الاعتداءات الخطيرة، دفاعا عن الحريات وحقوق الإنسان’. وقائع المطاردة وروى المكتب التنفيذي للمنظمة في البيان وقائع ‘مطاردة’ الأمن لمخلوف، قائلا: ‘إن قوات البوليس السياسي واصلت ملاحقتها لزهير مخلوف لليوم الثالث على التوالي، حيث شددت الحصار المفروض على منزله (يوم) الإثنين (الماضي)؛ وهو ما حدا برئيس المنظمة المحامي محمد النوري إلى اصطحابه إلى منزله الكائن بجهة أريانة، ضواحي مدينة تونس، خاصة بعدما علم أن البوليس السياسي ما انفك يهدده بالقتل’.وأضاف أن ‘خمس سيارات مع دراجات نارية كانت تحاصرهما من الأمام والخلف وكان أعوان البوليس السياسي يتلفظون تجاه الكاتب العام بعبارات بذيئة ونابية ويواصلون تهديدهم له بالقتل’.وبعدها، حاصرت قوات الشرطة منزل رئيس النوري؛ مما اضطرهما إلى محاولة البحث عن مكان آمن.وفي هذا التوقيت خرج مراد النوري، نجل محمد النوري، للاطمئنان على والده، لكن ‘عناصر الأمن ضايقوه، وعمدوا إلى الاصطدام بسيارته محدثين لها أضرارا جسيمة’.. وفقا للبيان.وحاول محمد النوري إخبار النشطاء الحقوقيين بما يحدث، وبدأ هو ووالده والكاتب العام للمنظمة يبحثون عن مكان آمن يلجئون إليه، فما كان أمامهم سوى حديقة منزل عائلة أحمد نجيب الشابي، الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض، التي اقتحموها بالسيارة. وعندئذ، استدعت الشرطة قوات إضافية بلغت، بحسب البيان، نحو 27 سيارة وعددًا غير محدد من الدراجات النارية وقرابة 110 من عناصر الأمن، ثم حاصروا المنزل المذكور، وجددوا تهديدهم للكاتب العام بالقتل، أمام جموع غفيرة من المواطنين، كان بينهم عصام الشابي وفائزة إبراهيم وأنور الشابي، وهم من أقرباء نجيب الشابي، وأعضاء في الحزب الديمقراطي التقدمي. ولا تزال قوات الأمن، وفقا للبيان، تفرض حصارا مشددا على قيادات ‘منظمة حرية وإنصاف’، وبلغ الأمر حد ‘منع أعوان أمن، يرتدون ملابس عادية (مدنية)، الدكتور سامي نصر عضو المكتب التنفيذي للمنظمة من الخروج من منزله ليلة الإثنين الماضي لشراء الحليب لأطفاله’. وذكر مراسل ‘إسلام أون لاين.نت’ أن الأمن اعتدى أيضا على عضو المنظمة خالد بوجمعة في مدينة بنزرت، مشيرا إلى أنه يقبع حاليا في المستشفى، ويطالب بشهادة طبية تثبت الاعتداء عليه. الرديف والإسلاميون هذه المطاردات لأعضاء ‘منظمة حرية وإنصاف’ بدأتها الشرطة يوم الجمعة الماضي، وهو ما أرجعه الكاتب العام للمنظمة في تصريحات لـ’إسلام أون لاين.نت’ إلى سببين رئيسيين. وأردف موضحا: ‘الأول سبب مباشر يرتبط بالأحداث الأخيرة في منطقة الرديف (جنوب)، التي شهدت احتجاجات شعبية ضد البطالة، وهو النشاط الحقوقي المتميز للجمعية، وكذلك مساهمتها في فضح تجاوزات السلطة، ورصد انتهاكاتها حقوق الإنسان، وهو ما عكسته المنظمة في تقاريرها الأخيرة المتضمنة أرقامًا مفزعة ودقيقة لضحايا القمع في هذه المنطقة واستباحة الأمن لمنطقة الرديف’. أما السبب الثاني، والذي وصفه مخلوف، بأنه ‘غير مباشر، لكنه جوهري وأساسي’ فهو ‘أن السلطة لم تتقبل وجود منظمة حقوقية ينشط فيها إسلاميون، من بينهم رموز سياسية كبيرة من حركة النهضة المحظورة، كالشيخ عبد الوهاب الكافي، والرمز الطلابي عبد الكريم الهاروني’. واعتبر الكاتب العام أن ‘السلطة تتصرف بمنطق انتقامي تجاه أعضاء المنظمة؛ لأنها عجزت عن منعهم من عقد مؤتمرهم التأسيسي (يوم 20-4-2008)، والذي حضره عدد كبير من الناشطين الحقوقيين والسياسيين، على الرغم من الحصار الرهيب الذي فرض عليهم’. وتضم ‘منظمة حرية وإنصاف’ أعضاء من مختلف ألوان الطيف السياسي من قوميين ويساريين وإسلاميين، ويرأسها الناشط الحقوقي، المحامي محمد النوري. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 17 جوان 2008)  
 

 

بلاغ « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » تدين الاعتداءات على النشطاء

 

 
أدانت « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » في اجتماعها الدوري الأخير المضايقات والاعتداءات التي يتعرض لها نشطاء من الأحزاب والجمعيات والهيئات الحقوقية والتي من بينها بالخصوص:   ـ المضايقات والضغوط المسلطة على المحامين الذين تطوعوا للدفاع عن ضحايا القمع بمدن الحوض المنجمي بقفصة وبمدينة فريانة (القصرين). وقد وصل الأمر إلى حد وضع كمية من الأتربة بخزان الزيت لسيارة الأستاذ  عمر الصفراوي رغم وجودها بمأوى السيارات بأحد الفنادق واستعمال العنف اللفظي والجسدي ضد المحامين بمحكمة قفصة لاحتجاجهم على انتهاك الطابع العلني للمحاكمة ومنع النشطاء بالجهة من حضورها وتعنيف عدد منهم (عمار عمروسية- الفاهم بو كدوس ). كما منع البوليس بالقوة عددا من المحامين من التحول من قفصة إلى مدينة الرديف.   ـ ملاحقة أعضاء مكتب جمعية « حرية وإنصاف » كامل يوم الأحد 15 جوان ومنعهم من التنقل بحرية وتهديد البعض منهم، وإخضاع مكتب الأستاذ محمد النوري للمراقبة الدائمةو المكثفة. و تواصل المضا يقات ضد الأستذ عبد الرؤوف  العيادي.   ـ مواصلة المضايقات ضد عدد من القياديين السابقين لحركة النهضة وخاصة منهم: السادة: علي لعريض، عبد الكريم الهاروني، صحبي عتيق.   ـ مواصلة المضايقات المسلطة على السيد حمه الهمامي عضو « الهيئة » والاعتداء عليه بالحجارة يوم الثلاثاء 17 جوان من قبل 4 أعوان من البوليس السري وهو صحبة ابنته الصغرى (9 سنوات) بهدف إرغامه على ملازمة منزله. وقد دعت « الهيئة » كافة القوى الديمقراطية إلى التجند ضد هذه الممارسات والانتهاكات التي تهدف إلى فرض الصمت على المجتمع.   تونس في   2008-06-17

نقابة الصحفيين التونسية تشتكي من التضييق عليها

   

 
تونس (رويترز) – شكت نقابة الصحفيين في تونس يوم الاربعاء من التضييق عليها بعد مرور ستة أشهر على انتخابها وقالت انها ستتصدى لأي محاولات لوأدها وستصمد للدفاع عن مصالح الصحفيين وحرية التعبير في البلاد.   وانتخبت مطلع هذا العام أول نقابة للصحفيين في تونس وأسفرت عن فوز مكتب تنفيذي أغلب أعضائه من المستقلين.   ووصف الاتحاد الدولي للصحفيين انتخابات النقابة بانها ديمقراطية وقال انها خطوة ايجابية للدفاع عن حرية التعبير في تونس التي تواجه انتقادات من حقوقيين في هذا المجال.   وقال ناجي البغوري نقيب الصحفيين في مؤتمر صحفي « نواجه عدة عراقيل لعل أبرزها محاولات لتأسيس نقابات موازية داخل بعض المؤسسات الاعلامية الخاصة والحكومية بهدف التضييق علينا ومحاصرة عمل النقابة المنتخبة بشفافية ».   وتأسست فعلا نقابة موازية منذ أسبوع في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الحكومية ضمت عشرات بعد ايام قليلة من احتجاج صحفيين من المؤسسة بمقر نقابة الصحفيين على اوضاعهم المادية المتردية.   وقال البغوري « مسؤولو الاذاعة والتلفزة يضغطون على الصحفيين للانضمام الى النقابة الموازية داخل المؤسسة وهم يوجهون دعوات باسم الادارة رغم ان القانون واضح ويمنع تدخل الادارة في مثل هذه الشؤون ».   واضاف النقيب « وزير الاتصال يحاورنا ويستمع الينا بينما الخطاب مغاير داخل مؤسسة الاذاعة والتلفزة.. نحن نتساءل ازاء هذا الامر المحير..هل لمؤسسة الاذاعة والتلفزة سياسية خاصة ولا تلتزم بسياسة الحكومة. « .   وتعهد بالتصدي لكل هذه المحاولات وقال ان النقابة « ستصمد لانها تستمد شرعيتها من قاعدة صحفية كبرى ومن انتخابها بشكل ديمقراطي وشفاف ».   وقال رئيس النقابة التي تضم أكثر من 800 صحفي « يخطىء من يتصور ان النقابة شمعة في مهب الريح يمكن اخمادها ومن يسعى الى خنقنا فهو واهم ».   المصدر: وكالة  رويتزللأنباء بتاريخ 18 جوان 2008

 

ندوة الديموقراطيين الاشتراكيين حول أفق التحوّل الديموقراطي (1): تشريح مؤشرات «الانتقال الديموقراطي»

 
    البلاد العربية تقع في «القاع الكوني» من حيث التحوّلات الديموقراطية     تونس ـ الصباح: يمكن القول دون تردد، ان ندوة «التحول الديمقراطي بين الواقع والافاق» التي نظمتها حركة الديمقراطيين الاشتراكيين في نهاية الاسبوع المنقضي بمناسبة الذكرى الثلاثين لتاسيسها مثلت الحدث الابرز في المشهد الثقافي والسياسي خلال الفترة القليلة الماضية..     ليس لأنها تتزامن مع ثلاثينية تاسيس اول حزب معارض في البلاد نهاية السبعينيات من القرن المنقضي، وانما لانها طرحت الموضوع من زوايا اكاديمية وثقافية (انتروبولوجية وسوسيولوجية) وسياسية، بلغة رصينة تتسم بالواقعية والعقلانية..   صحيح ان بعض الندوات قد عقدت سابقا لمعالجة زوايا من هذا الموضوع الهام، لكن معظم تلك الندوات، غلب عليها الطابع السياسوي المتشنج، الذي كثيرا ما قدم «وصفات جاهزة» لتحول ديمقراطي مفترض ومتـَخـَيـَل (بفتح التاء والخاء والياء)، بحيث كانت تلك الفعاليات، اقرب للطرح الشعاراتي منه للمقاربة الواقعية. واللافت للنظر في هذه الندوة الجديدة، الطابع الاشكالي (Problématique) الذي تميزت به، فاغلب المتدخلين سواء كانوا جامعيين او سياسيين او مثقفين او اعلاميين، كانوا يطرحون الأسئلة، اكثر من تقديم الاجوبة، ومن هنا ذلك القدر العالي من الموضوعية والنسبية في المقاربات التي استمرت على امتداد يوم ونصف.   مؤشرات الانتقال الديمقراطي   اولى هذه المداخلات التي اثارت نقاشا واسعا، تلك التي قدمها الدكتور الشاذلي العياري (وزير الاقتصاد سابقا) بعنوان «الشروط الاقتصادية والاجتماعية الكفيلة بتحقيق الانتقال الديمقراطي»..   اعتمد الدكتور العياري، احد الخبراء الكبار في مجالات التنمية والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، على التقرير السنوي للأمم المتحدة حول التنمية الانسانية لعام 2002، خاصة في مجال ضبط مؤشرات التحوّل او الانتقال الديمقراطي، وهو التقرير الذي مسح انذاك 173 دولة في العالم.   حرص العياري على ان «يكيّف» المعطيات الواردة ضمن هذا التقرير الأممي، في سياق مقاربته حول شروط الانتقال الديمقراطي، بحيث كانت استفادته من هذه الوثيقة، «منهجية صرف».   قال العياري – استنادا الى تقرير الأمم المتحدة – ان مؤشرات الانتقال الديمقراطي تنحصر في خمس محددات هي: نسق دمقرطة النظم المؤسساتية، ووضع الحريات المدنية، ومشهد الحقوق السياسية ومساحة حرية الصحافة، بالاضافة الى حرية التعبير مع القبول بمبدإ المساءلة..   منهجية تقويمية   وضبط الوزير السابق، منهجية لتقويم هذه المؤشرات في نحو 10 نقاط بينها:   – درجة التعددية والانفتاح والحرية والانصاف في الانتخابات الرئاسية..   – مدى نفوذ الحكام وسرعة تواتر التغييرات في الجهاز الحكومي..   – مدى حرية المعتقد والتجمع واحترام حقوق الإنسان بما فيها الحقوق السياسية والاقتصادية   – مدى توفر دولة القانون   – مدى وجود معارضة فاعلة وكيفية تحقيق الاندماج السياسي..   – مسألة الشفافية والدور المنوط برجال الأعمال في تطوير السياسات الاقتصادية..   واعتبر العياري، ان الديمقراطية التي يجري الحديث عنها في هذا السياق هي الديمقراطية «الاثينية» (نسبة الى اثينا- عاصمة اليونان)، التي عدها المنبت الاصلي للديمقراطية، على الرغم من التطورات التي ادخلت على هذا المفهوم لاقحا، سواء في عصر الأنوار او في أعقاب الثورة الصناعية، مرورا بما سوف يسمى لاحقا بــ«النيو- لبرالية» الغربية غداة الحرب العالمية الثانية، قبل ان تطرأ عليها تعديلات يهو-مسيحية (اوموسوية – مسيحية على حد قوله).. وسوف يثير هذا المفهوم الكثير من الجدل والنقاش لاحقا..   مجموعات.. وتقييم   لكن اللافت في مداخلة الاستاذ الشاذلي العياري، انه تجاوز الجدل القائم منذ مدة حول اسبقية التنمية على الديمقراطية او العكس، واعتمد في المقابل مفهوم «التزامن» بين الانتقال الديمقراطي والشروط الاقتصادية والاجتماعية التي يعبر (بفتح الباء) عنها اختزالا بـــ(التنمية)..   وحاول المحاضر تمرير هذا المفهوم على عينة من الدول (من بين 173 دولة احصتهم الامم المتحدة في تقريرها) بعد ان استثنى الدول الأوروبية والغربية وتلك التي تنعدم فيها الديمقراطية والتنمية معا، الى جانب البلدان ذات الاقتصاديات الريعية (النفطية) على اعتبار انها مستثناة من عملية التزامن بين حاجتها للديمقراطية والنمو الاقتصادي، وفي المقابل حصر بحثه الميداني في البلدان ذات المنظومات الاقتصادية الناشئة او في طريق النشوء وغير النفطية معا.. اي تلك البلدان التي يمثل التزامن – من عدمه – بين الانتقال الديمقراطي وديناميكية التنمية، دلالات خاصة..   من هذه الزاوية، قسم العياري هذه البلدان الى خمس مجموعات:   – مجموعة البلدان العربية والشرق اوسطية بما في ذلك اسرائيل   – مجموعة البلدان الاوروبية الشرقية   – مجموعة البلدان الاسيوية (ما عدا اليابان)   – مجموعة البلدان الامريكية اللاتينية (باستثناء المكسيك وفنزويلا)   – ومجموعة البلدان الافريقية ما وراء الصحراء، وهي جزر موريس وجنوب افريقيا وناميبيا وبوتسوانا وغانا   وبناء على هذا التقسيم، صنف الوزير السابق، هذه المجموعات من حيث أدائها التنموي الانساني، ليصل الى ان المجموعتين العربية والافريقية تحتلان الموقع المتأخر بين بقية المجموعات..   مسألة الانتقال الديمقراطي   اما فيما يخص مسألة الانتقال الديمقراطي، والتي يحتكم اليها بواسطة المؤشرات الأممية الخمسة التي ذكرنا انفا فقد اعتبر الدكتور العياري، ان المجموعة العربية تحتل المرتبة الأخيرة في مجال مؤشر الديمقراطية المؤسساتية، وذلك بعد البلدان الآسيوية، فيما تحتل اوروبا الشرقية وامريكا اللاتينية والبلدان الافريقية المرتبة الاولى بالتساوي.. وهو نفس الوضع تقريبا فيما يتعلق بمؤشر الحريات المدنية ومؤشر الحقوق السياسية، في حين تحتل المجموعة العربية المرتبة الأخيرة فيما يخص مؤشر حرية الصحافة.. وذلك بعد اوروبا الشرقية والمجموعة الأمريكية اللاتينية والافارقة والبلدان الاسيوية..   ولا يبدو الوضع مختلفا بصدد المؤشر الخامس المتعلق بحرية التعبير والقبول بمبدإ المساءلة.. وهو ما يعني ان المجموعة العربية تقع في مؤخرة التصنيف فيما يتعلق بالانتقال الديمقراطي.   لكن الاستاذ العياري، ربط ـ من خلال هذا التصنيف سواء المتعلق بالتنمية الانسانية او الانتقال الديمقراطي ـ بين التقدم التنموي والتقدم الديمقراطي بشكل تزامني ومتساوق..   استنتاجات..   وخلص المحاضر الى القول بان المسارين الديمقراطي والتنموي يخضعان الى نماذج مرجعية ثلاثة: تنويري غربي (تمثله اوروبا الشرقية وامريكا اللاتينية وافريقيا واسرائيل) ونموذج اسيوي ونموذج عربي.. وهو ما يعكس «خصوصية قيمية» فيما يتعلق باعتناق الديمقراطية الاثينية، اي انه كلما اقترب بلد ما من النموذج الغربي التنويري، كلما كان اقرب لتمثل الانتقال الديمقراطي، لكن الدكتور العياري ينفي ان تكون هنالك علاقة جبرية بين الانتقال الديمقراطي والنموذج الغربي، ويدعو في هذا السياق الى ضرورة انفتاح النظم المعنية على عمليات التطور وشروطها.     اسس النظام الديمقراطي   هذه المداخلة الاشكالية، لم تكن الوحيدة لان محاضرة الاستاذ الطيب البكوش، لم تخل بدورها من تساؤلات هامة اثيرت في النقاش العام..   فقد تساءل البكوش، رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان والامين العام لاتحاد الشغل سابقا، عما اذا كان توفر الأنظمة على مؤسسات وقوانين، يكفي لكي تكون ديمقراطية؟   اجاب المحاضر بالنفي، مشترطا ان يكون النظام – اي نظام – يحترم قوانينه، الى جانب كون هذه القوانين متلائمة مع المعايير الدولية… ولدى تحديده لمفهوم «النظام الديمقراطي» نفى ان تكون هنالك علاقة بين نوعية نظام الحكم (ملكي او جمهوري) وبين الديمقراطية، معتبرا ان انظمة ملكية عديدة كانت اكثر ديمقراطية من الأنظمة الجمهورية.   كما تساءل البكوش عما اذا كان وصول نظام ما للحكم بطريقة شعبية، كافيا لكي يكون ديمقراطيا؟ لكنه اجاب بالنفي ايضا، لان الطريقة الشعبية يمكن ان تحصل عبر التزييف الانتخابي او من خلال تأثيرات الاعلام الموجه..   واشار المحاضر في مداخلته التي حملت عنوان «اسس النظام الديمقراطي: الحريات العامة ودولة القانون والمؤسسات»، الى وجود شبكة من المفاهيم الاساسية المعقدة بينها مفهوم المجتمع المدني والتربية على المواطنة الذي وصفه بـــ«المفهوم المحوري والاساسي»، الى جانب احترام الدولة للحريات وحمايتها عبر المؤسسات، والفصل بين السلطات واستقلال القضاء.. فيما تتمثل المجموعة الثالثة من المفاهيم التي وصفها بـــ«المشتركة» في الاعلام ومدى حريته وتنوعه، والتعددية السياسية، بالاضافة الى التعددية الاجتماعية (اذا ما كان الواقع يفرضها)، والانتخابات والمساواة بين الجنسين..   واعتبر رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان، ان مجمل هذه المفاهيم، على تشابكها، تعد ليس فقط من مقتضيات النظام الديمقراطي، بل هي جزء أساسي من الثقافة الديمقراطية التي ينبغي ان تسود في المجتمع..   وشدد البكوش على ان الديمقراطية مبنية في جوهرها على التربية على المواطنة، مؤكدا انها حراك متواصل يحتاج الى رعاية مستمرة من جهاز الدولة ومن المجتمع المدني.. بل ان الاستاذ الطيب البكوش، وصف الديمقراطية بكونها مشروع مجتمعي يمكن تحقيقه اذا ما توفر عاملان: مطلب شعبي وإرادة سياسية، وهذا الالتقاء بين العاملين، هو الذي يحيل على التحول الديمقراطي السلمي حسب اعتقاده..   رؤية مأساوية.. لكنها واقعية..   وغير بعيد عن هذه المقاربات الاشكالية، قدم الجامعي الدكتور، الصادق بلعيد، مداخلة حلل فيها باسلوب لا يخلو من المأساوية اشكالية «الديمقراطية في النظم السياسية العربية».   وتساءل بلعيد، عن حجم الاستقلالية القضائية في البلاد العربية، كمؤشر للوضع الديمقراطي، لكنه وصف الديمقراطية بــ«المهزلة»، واعتبر ان الوضع الراهن اسوأ مما كان عليه الامر قبل خمس سنوات في الوطن العربي برمته.   وقال انه في غياب الحديث عن التداول على الحكم، لا يمكن الحديث عن الديمقراطية..   وانتقد ما أسماه بــ«ديمقراطية التحنيط» اي محاولة بعض الأنظمة البقاء في السلطة عبر التوريث.. ولاحظ – على عكس بعض المقاربات – ان فكرة الديمقراطية تأخرت في البلاد العربية، مشددا على ان تمركز الثروة بين مجموعة ضيقة من الأشخاص، يعطل ارساء الديمقراطية.. لكن الدكتور بلعيد، نوه من ناحية أخرى، الى انه «لا مجال للحديث عن ادماج الديمقراطية في العالم العربي، في ضوء الضعف العربي الفادح امام مواجهة العدو الصهيوني».   وأشار الى أن البلاد العربية يعوزها الكثير لكي تتمكن من الممارسة الديمقراطية، سيما في ظل الانغلاق السياسي الذي تمارسه النخب الحاكمة..   وانتقد بشدة، الأحزاب السياسية والمعارضة العربية التي قال «إنها لا تقوم بدورها في دفع المسار الديمقراطي» بل هي ترضى «بلعب دور الديكور الديمقراطي» على حد تعبيره، وشدد على ان الديمقراطية لن تسجل حضورها في العالم العربي الا في أفق العام 2040، اي مع اضطلاع الجيل الجديد باعباء ومسؤولية الحكم.     مرحلة «العجز الديمقراطي»   من جهته، وصف المنصف الشابي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي وعضو مجلس المستشارين، المرحلة الراهنة بــمرحلة العجز الديمقراطي».   ولاحظ ان الازمة الديمقراطية في تونس، بدات منذ العام 1956 عندما تم وأد الديمقراطية من خلال اجهاض التجربة اليوسفية… ثم تطور الامر الى عملية تحجيم لصحف المعارضة وللمشهد السياسي سنة 1964، ولم يبرز شعار الديمقراطية الا في بداية السبعينات وبشكل محتشم، مبرزا ان احمد المستيري، الرئيس الأول لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين واحد ابرز رموز التيار الليبرالي منذ بداية السبعينيات، هو الذي بادر بفرض الديمقراطية كشعار في عملية النضال السياسي واستعرض الشابي بعض التجارب لتأكيد هذا «العجز الديمقراطي» فاعتبر ان الديمقراطية المغربية – على سبيل المثال – تعني مختلف الأطر والفعاليات الاجتماعية والسياسية من دون العائلة العلوية.   اما في الجزائر، فقد حصل انقلاب على الرئيس احمد بن بلة بعد ثلاث سنوات من حكم الدولة المستقلة، ما قضى على جميع الاحلام الديمقراطية.. بل حتى حينما حاول الرئيس الشاذلي بن جديد- والكلام للمنصف الشابي – الخروج من اطار الحزب الواحد الى افق التعددية، حصل ما وصفه بــ«الانفجار الديمقراطي» بعد ان بلغ عدد الأحزاب نحو 60 حزبا، مما هدد بتمزق اواصر المجتمع الجزائري،   وخلص الى انه «في الجزائر كما في تونس والمغرب، مانزال نعاني من هيمنة الحزب الحاكم لوحده، الى جانب استمرار الابواب المغلقة، فيما الحداثة مهددة من « القوى المتربصة » في اشارة الى التيارات الدينية..   لكن هل ان هذا «العجز الديمقراطي» حالة عربية شاملة؟ وهل ان العالم العربي عصيّ عن الانتقال الديمقراطي؟ الا توجد «حالات» و«استثناءات» صحية في هذه الوضعية المرضية العامة؟   ذلك ما ستتناوله الورقة القادمة..   متابعة: صالح عطية   المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 18 جوان 2008


 

دعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة  
 
يتشرف ‘الشباب الديمقراطي التقدمي’ و ‘اتحاد الشباب الشيوعي التونسي’ و ‘طلبة قوميون’ بدعوتكم إلى حضور أمسية تضامنية مع أهالي الحوض المنجمي. ويحاضر فيها الأستاذ مسعود الرمضاني منسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي ويتخللها عرض لشريط يوثّق بعضا من معاناة أهالي الحوض المنجمي. وذلك يوم السبت 21/06/2008 على الساعة الخامسة مساء بالمقرّ المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج ايف نوهال تونس .   حضوركم يشرفنا


 

الدولة تبيع نصيبها من شركة التنقيب على النفط

 
 عرضت الحكومة التونسية يوم الخميس الماضي حصتها من الشركة التونسية للتنقيب على النفط للبيع إلى الخواص. وبيّن مكتب الخصخصة المكلّف بتنظيم عمليات التفويت في القطاعات الحكومية أنّ نصيب الدولة التونسية البالغ 51 بالمائة من الشركة أنّ الشركاء الجدد الذين سيعوّضون الدولة في نصيبها مطالبون بتقديم عروضهم قبل نهاية يوم 30 جوان الجاري وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الشركة تحقّق أرباحا طائلة بصفة مستمرّة وقال البيان أن الشركة « التي تسيطر على 60 في المئة من سوق الحفر المحلية مبيعات بقيمة 29.2 مليون دينار تونسي (24.91 مليون دولار) في 2006 وبلغ صافي أرباحها 5.4 مليون دينار.  وحسب وكالة للأنباء فإنّ تونس باعت 216 شركة في السنوات العشر الأخيرة وجمعت من وراء ذلك 5.86 مليار دينار. وشملت الخصخصة شركات الأسمنت والعقارات والبنوك والترفيه والغذاء والاتصالات. (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 66 بتاريخ 15 جوان 2008

المعهد العالي للغات بتونس تلاعب بمصير الطلبة.. وإصرار على فتح تحقيق

 

 
اتّصل بنا في مقرّ الصحيفة عشرات الطلبة من المعهد العالي للغات بتونس من قسم اللغة والآداب العربية وجميعهم يدرسون بالسنة الرابعة، أي سنة التخرّج، وعبّر الطلبة عن إحساسهم بمرارة ما وقع لهم في امتحان مادّة الأدب العربي القديم، في دورة المراقبة، والذي جرى يوم الخميس 05 جوان الجاري. وبيّن الطلاّب أنّ أستاذ مادّة الأدب العربي القديم تولّى تقديم موضوع امتحان دون أن يكون قد قدّم دروسا في هذه المادّة وقد اقتصر فيما منحه إياهم من معلومات على نصّ يتيم لا يكفي ليجرى عليه امتحان سداسي كامل. وعاد الطلاب إلى توضيح ما ينتهجه هذا الأستاذ من ممارسات معهم حيث أكّدوا على أنّه يتوجّه إليهم بالإهانات طيلة العام ويطردهم من الفصل مقتصرا على ثلة من الطالبات فيفردهم بالحديث في الفصل دون إيلاء الدرس قيمته بعد أن يحرم أغلب الطلبة من حضوره. وأكّد محدّثونا أنّهم تعرّضوا إلى مظلمة فيما يخصّ نفس المادّة ومن نفس الأستاذ في نتائج الدورة الرئيسية على خلفية احتجاجهم ضدّ ممارساته تجاههم بما جعله يعاقبهم بمنحهم أعدادا أقلّ من مجهودهم. كما أضاف الطلاّب المحتجّون أنّ ما تمّ يوم 5 جوان هو استغفال لهم وتلاعب بمصيرهم خصوصا وأنّ دورة التدارك هي الفرصة الأخيرة لهم وأوضح البعض منهم ما جرى قائلا أنّهم دخلوا قاعة الامتحان يوم الخميس ليجدوا أنفسهم أمام مسألة لم يمكّنهم الأستاذ المذكور من درسها ولمّا عبّروا عن رفضهم وغادروا القاعة اضطرّ رئيس القسم إلى محاولة مساعدتهم ولكنّ الأستاذ طفق يهدّدهم بالعقاب و »أنّ أحدا منهم لن ينجح » ونعتهم بالكذب. وأجبر الطلبة على إجراء الامتحان في الساعة العاشرة والنصف من نفس اليوم دون أن يكونوا قد حصلوا على دروس تتعلّق بمسألة الامتحان ولكنّهم واستجابة لطلب رئيس القسم والتزاما بقوانين المؤسسة حافظوا على الهدوء والاتزان خصوصا وأنّهم في فترة امتحانات. وقد انطلقوا في الأيام الموالية في إمضاء عريضة تطالب بفتح تحقيق في الغرض وبمطالبة سلطات الإشراف بمراجعة تقييم الأستاذ المشار إليه لامتحاناتهم السابقة ولما تعرّضوا له في الامتحان المذكور وهم مستعدّون إلى تقديم شهادة جماعية فيما يتعلّق بمضمون الدرس الذي تعلّق به الامتحان وبالدفاع عن حقّهم في الحصول على الضروري من المعرفة الذي تكفله قوانين المؤسسات التعليمية ويرفضون بشكل قاطع أن يكونوا ضحايا سلوكات فردية ومزاجية يقوم بها بعض الأساتذة. هذا ويستعدّ هؤلاء الطلاّب إلى القيام بحركة احتجاجية لدى سلطات الإشراف ليبلّغوا صوتهم مؤكّدين أنّهم متشبثون بحقّهم في فتح تحقيق فيما يجري معهم. (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 66 بتاريخ 15 جوان 2008

هل رنّ جرس الانتظار؟  
 
كثر الحديث في المدة الأخيرة عن طريق صحفنا ووسائل إعلامنا عن الأزمة الاقتصادية العالمية وشعابها وانعكاساتها على اقتصاد بلادنا والعبء الذي أنضاف على مستوى شراءاتنا من مواد أساسية مستوردة ونداء الدولة للمواطن قصد ترشيده ونوعيته وتحسيسه بالمسؤولية وتفهمه لغلاء بعض هذه المواد ولسائل أن يسأل إن كان ارتفاع الأسعار ببلادنا سبّاقا للأزمة الاقتصادية العالمية الحاليّة إذ أن العديد من المواد ارتفعت أثمانها في الأشهر الأخيرة من السنة المنقضية وهناك من المواد التي شملت الزيادة في ثمنها أكثر من 5%. لقد أصبح أجر التونسي ضعيفا جدّا ولم يعد يسمن أويغني من جوع إذ لو أخذنا على سبيل المثال عائلة تونسيّة تتكون من أربعة أفراد فسنجد أنّ تكلفة فطور الصباح لوحده تقارب الخمس دنانير و الكلّ يعرف أن هذا الفطور يتكون من مواد أساسية لتحصيل الغذاء الكامل. وفي هذا السياق قد تبيّن أن بعض الدنانير التي يتقاضاها سواء كان الموظف العامل – الفلاح- الصناعي الخ…لم تعد كافية ولو للحاجيات الضرورية للعائلة والمطلوب اليوم من الدولة والشيء الذي يجب أن تتفهمه هو ليس الزيادة في الأجور بنسبة 3 أو6 بالمائة بل بنسبة تتراوح ما بين 25 و35 بالمائة حتى نضمن قدرة شرائية متوازنة للمواطنين ونخفف عنهم عبئا كبيرا من الضغط النفسي المتمثل في انشغالهم بالمصاريف الضرورية والحاجيات اليومية. إنعدام حسن التصرّف ببلادنا هو مسؤولية فئة قليلة من النّاس ويدفع بقية المواطنين الثمن. أبو جميلة (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 66 بتاريخ 15 جوان 2008


بن علي يدعو إلى إنشاء مرصد للأمن الغذائي لتجمع دول الساحل والصحراء

تونس / 18 يونيو-حزيران / يو بي أي: دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى إنشاء مرصد للأمن الغذائي في منطقة تجمع دول الساحل والصحراء(س/ص) الذي يتألف من 28 دولة إفريقية. وقال في كلمة ألقاها عنه بالنيابة رئيس الوزراء محمد الغنوشي خلال الدورة العاشرة لمجلس رئاسة تجمع دول الساحل والصحراء التي تواصلت أعمالها اليوم الأربعاء في عاصمة البينين كوتونو،إن هناك ضرورة لمتابعة الوضع الغذائي السائد في مختلف دول (س/ص) لمجابهة الأزمات التي قد تحدث و إعداد الاستراتيجيات المشتركة التي تسمح باستباق الأزمات وتجنبها . ولاحظ أن مستجدات الظرف الدولي لجهة الإرتفاع المتصاعد لأسعار المحروقات وأسعار المواد الغذائية الأساسية قد ألقت بظلالها السلبية على الزراعة والأمن الغذائي العالمي والإقليمي بخاصة في إفريقيا. واعتبر الرئيس التونسي في كلمته، التي وزع نصها اليوم في تونس، أن المعالجة الأمثل للأزمة الغذائية الحالية « تكمن في بلورة إستراتيجية واقعية تنطلق من البعد الإنساني والأخلاقي لهذه الأزمة وترتكز بالأساس على تنمية الإنتاج الزراعي » . وشدد في المقابل على أن مسألة ترسيخ الأمن والإستقرار في منطقة تجمع دول الساحل والصحراء، بالمطلب الملح الذي يتعين على كل الدول الأعضاء في التجمع تحقيقه. ودعا إلى المزيد من التنسيق الدولي والتشاور لبناء موقف موحد تجاه ابرز المسائل الإقتصادية ذات الإهتمام المشترك مثل تصدير المنتجات الزراعية، إلى جانب الإسراع إلى إستكمال دراسة الإتفاقيات ذات الأبعاد الأمنية والإقتصادية والإجتماعية التي مازالت قيد الانجاز . وطالب بعقد الإجتماع الثاني للخبراء في تونس لمواصلة دراسة مشروع إتفاقية إنشاء منطقة للتبادل الحر بمنطقة دول الساحل والصحراء التي قال إنها تتطلب مزيدا من الدراسة والتمحيص . وتشكل مساحة تجمع (س ص) حوالي 40 % من إجمالي مساحة القارة الإفريقية، ويزيد عدد سكانها على نصف سكان القارة، كما تمتلك دول التجمع ثروات وموارد بشرية وطبيعية وزراعية وحيوانية ضخمة مؤهلة لتحقيق حركة تنموية شاملة ومتطورة. وشدد الرئيس بن علي على ضرورة مراجعة وتطوير السياسات والتشريعات والبرامج والآليات الجاذبة للاستثمار في المجال الزراعي وتطوير التقنيات الزراعية الحالية واستصلاح مزيد من الأراضي والتوسع في إنتاج المحاصيل الزراعية الأساسية . يشار إلى أن تجمع دول الساحل والصحراء (س ص) تأسس في الرابع من فبراير/شباط 1998 بالعاصمة الليبية، طرابلس، إثر مؤتمر القمة الذي شارك فيه رؤساء كل من ليبيا، صاحبة المبادرة، ومالي وتشاد والنيجر والسودان، بالإضافة إلى مندوب عن رئيس بوركينا فاسو. وشهد التجمع، الذي أنشئ بمقتضى معاهدة سميت « معاهدة إنشاء تجمع دول الساحل والصحراء (س ص) »، إزديادا سريعا في عدد أعضائه، إذ إرتفع من ست دول مؤسسة عام 1998 إلى 25 دولة عام 2007، وإلى 28 دولة في العام 2008 عقب الإعلان في بكوتونو عن إنضمام موريتانيا وكينيا وساو تومى
 

المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ18 جوان 2008


مسؤول في جامعة الدول العربية يدعو إلى مراعاة مقترحات العرب بشأن ‘ الإتحاد من أجل المتوسط ‘

 

 
‘ تونس / 18 يونيو-حزيران / يو بي أي: دعا الشاذلي النفاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى ضرورة مراعاة مقترحات الجانب العربي بشأن مشروع  » الإتحاد من أجل المتوسط  » الذي طرحه الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي. واعتبرالنفاتي في كلمة إفتتح بها اليوم الأربعاء أعمال الندوة السنوية السابعة للشراكة الأوروبية ـ المتوسطية ،أن من شأن ذلك أن  » يشكل انطلاقة سليمة لتعاون اوروبي ـ متوسطي يقرب بين الشعوب ويبسط الأمن والرخاء في أرجاء المتوسط ». وشدد بالمقابل على أهمية التمسك بمركزية إعلان برشلونة ومقاصده في العلاقات الأوروبية ـ المتوسطية والموقف من حل النزاع العربي ـ الإسرائيلي. وكان الرئيس ساركوزي بادر إلى اقتراح هذا المشروع منذ وصوله إلى الحكم في فرنسا، وأيده قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم التي عُقدت في الرابع عشر من شهر مارس/آذار الماضي في بروكسل. وينتظر أن تعقد قمة لقادة الدول المعنية بهذا المشروع في منتصف شهر يونيو/حزيران المقبل في فرنسا للإعلان رسميا عن تأسيس هذا الاتحاد. ومن جهتها،جددت سيدة الشتيوي مساعدة وزير الخارجية التونسي المكلفة بشؤون أمريكا وآسيا ترحيب بلاده بهذا المشروع، لكنها دعت إلى ضرورة أن تتوصل المشاورات الجارية إلى إعتماد « مقاربة واقعية » تقوم على التدرج وتضمن حلولا عملية كفيلة بتجاوز النقائص المسجلة وترسيخ اسس شراكة متضامنة . وإعتبرت الشتيوي أن ما أثاره هذا المشروع من جدل ونقاش متواصل يعود إلى الإهتمام المتجدد والمتنامي بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وتأثير مثل هذه المشاريع على واقع المنطقة ومستقبلها . ورأت ان هذا المشروع يمثل مبادرة واعدة كفيلة بإيجاد حركية فعلية في العلاقات الأوروبية ـ المتوسطية من شأنها أن تؤمن التفاعل الإيجابي مع رهانات المرحلة المقبلة معربة عن تطلعها الى ان تعيد هذه المبادرة للفضاء المتوسطي محوريته . يشار إلى أن الندوة السنوية السابعة للشراكة الأوروبية ـ المتوسطية التي بدأت اليوم تحت شعار » الإتحاد من أجل المتوسط:ماهي الإضافة لمسار برشلونة؟ » ينظمها مركز جامعة الدول العربية. ويتضمن جدول أعمال هذه الندوة بحث ومناقشة عدة مسائل منها » الإتحاد من أجل المتوسط والمقاربة الجديدة للتعاون الأوروبي ـ متوسطي « ،و » مسار برشلونة وسياسة الجوار الأوروبي » ،و »مشروع الإتحاد من أجل المتوسط كمشروع حضاري جديد »، بالإضافة إلى التحصينات الأمنية في المتوسط. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ18 جوان 2008

ارتفاع مؤشر الأسعار في الإستهلاك العائلي بتونس بنسبة 8.3%

 
تونس / 18 يونيو-حزيران / يو بي أي: أظهرت بيانات إحصائية نشرت اليوم الأربعاء أن مؤشر الأسعار عند الإستهلاك العائلي للمواد الغذائية في تونس سجل خلال الأشهر الخمسة الماضية ارتفاعا بنسبة 8.3% . ووفقا لهذه البيانات التي أعدها المعهد الوطني التونسي للإحصاء(مؤسسة حكومية)،فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ترافق مع استقرار نسبة التضخم في حدود 5.7% خلال الفترة نفسها. وعزا المعهد الوطني التونسي للإحصاء تطور أسعار المواد الغذائية التي تقدر نسبتها بنحو 36.5% من إجمالي إستهلاك المواطن التونسي،إلى ارتفاع أسعار المنتوجات الزراعية في الأسواق العالمية،وإلى تطور أسعار الطاقة الذي ساهم في ارتفاع تكلفة الإنتاج الزراعي والصناعات الغذائية. إلى ذلك،تراوحت نسب ارتفاع أسعار بقية المجموعات الإستهلاكية في تونس بين 2.2% بالنسبة للملابس و5.7% ،و5.2% بالنسبة إلى السكن بسبب ارتفاع تكلفة إنتاج مواد البناء بنسبة 6.8%. وكانت أسعار الطاقة في تونس (أسعار المحروقات و الكهرباء و الماء) قد ارتفعت بمعدل 12% منذ بداية العام الجاري ولغاية نهاية شهر مايو/آيار الماضي،وذلك بالمقارنة مع النتائج المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ18 جوان 2008


تسمم أكثر من 30 شخصاً أكلوا من المطعم نفسه في مدينة بنزرت التونسية
 
تونس / 18 يونيو-حزيران / يو بي أي: قالت مصادر طبية تونسية إن العشرات من الأطفال والنساء والرجال أصيبوا بحالات تسمم في مدينة بنزرت التونسية عقب تناولهم وجبات غذائية من المطعم نفسه. وذكرت صحيفة الصباح التونسية اليوم الأربعاء أن المستشفى الجهوي بمدينة بنزرت (65 كيلومترا شمال تونس العاصمة) إستقبل على فترات متعددة، عددا من الأشخاص إرتفع عددهم بمرور الوقت إلى حوالي الثلاثين إشتكوا جميعا من الأعراض نفسها وهي آلام بالبطن والقي والحمى، بالإضافة إلى الإسهال لدى البعض منهم. وأشارت إلى أن هذه الأعراض أكدت فرضية التسمم الغذائي الجماعي أو ما يصطلح عليه طبيا بــ TIAC ،ما دفع السلطات المعنية إلى فتح تحقيق في الموضوع. وأشار جميع هؤلاء المرضى إلى أنهم تناولوا طعاما من أحد المطاعم الشعبية المختصة في الأكلة السريعة ببنزرت.
 
المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ18 جوان 2008

 
 

في المظيلة الكشف عن خلية لتزوير وترويج عملة ورقية مزيفة من فئة 10 دنانير

 

 
انطلق التتبع في هذه القضية على اثر بلوغ معلومات اكيدة الى فرقة الشرطة العدلية بقفصة مفادها ان شابا من مدينة المظيلة بحوزته اوراق نقدية تونسية مزيفة وبعد البحث والاسترشاد تم التأكد من صحة المعلومات وبمزيد التحري معه وتفتيشه عثر لديه على 6 اوراق نقدية من العملة التونسية من فئة 10 دنانير تبدو غير مطابقة للاوراق النقدية الصحيحة. وصرح انه تسلمها من شاب ثان قاطن بالمكان الذي تربطه به علاقة صداقة فتم البحث في الموضوع ثم اذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي كان منطلق قضية الحال. وقد تم احالة 5 متهمين في هذه القضية مثل اربعة منهم بحالة ايقاف في حين حضر الخامس بحالة سراح، وباستنطاق المتهم الرئيسي في هذه القضية صرح انه منذ حوالي الستة اشهر من تاريخ الايقاف (شهر نوفمبر 2007) التقى باحد المتهمين في القضية وكان يعرفه من قبل وطلب منه هذا الاخير ان يبحث له عن شخص يعمل في مجال الاعلامية واعلمه انه يرغب في تزييف العملة الورقية التونسية نظرا لحاجته الملحة للمال باعتباره يعاني من ازمة مالية وفي خلاف مع شريكه في تربية قطيع من الابل. وباعتباره يعرف شخصا (وهو احد المتهمين) يعمل في مجال الاعلامية تولى تعريفه بالمتهم المذكور وبحضوره عرض عليه فكرة تزييف كمية من العملة الورقية التونسية بقيمة 20 الف دينار وفعلا مكنه من مبلغ 340 دينارا وبغرض شراء الحبر والورق الخاص بذلك ووعده بأن يسلمه اي مبلغ يطلبه بعد تزييف الكمية المطلوبة من العملة التونسية. وبعد حوالي 15 يوما تحول بمعية المتهم المذكور انفا الى مقر عمل المتهم الثالث بمكتب الاعلامية بقفصة وكان ذلك في ساعة متأخرة من الليل وبحضورهما قام بتصوير بعض الاوراق النقدية باستعمال الة السكانير وجهاز حاسوب وبعد اطلاع المتهم الاول على الاوراق المزورة وافق على مواصلة نسخ تلك الاوراق النقدية وفي تلك الليلة تسلم كمية من الاوراق المزورة بقيمة 400 دينار ثم اعاد الكرة في مناسبتين حتى تجمع لديه مبلغ 1500 دينار وطلب من المتهم الاول اخفاءه لديه. وهو ما تم فعلا في انتظار اكمال تزوير باقي المبلغ المتفق عليه غير ان المتهم الاول اختفى بعد ذلك واتضح انه دخل السجن بسبب خلافه مع شريكه فتوقفت عملية تزوير العملة وابقى المبلغ المزيف المذكور بمحل سكناه الى حين افتضاح الامر. واضاف ان المتهم الاول قد وعده بتمكينه من مبلغ 1500 دينار بعد نجاح عملية التزوير. وقد تم حجز 48 ورقة نقدية تونسية مزيفة من فئة العشرة دنانير اغلبها بها اثار حرق والة طباعة نوع «كانون» والة سكانير ووحدة مركزية لجهاز حاسوب نوع «دال» وحقيبة يدوية حمراء اللون تحتوي على كمية من الاوراق البيضاء كبيرة الحجم وكمية من الاوراق النقدية من العملة التونسية المزيفة من فئة 10 دنانير محروقة ولا تحمل ارقاما على ذمة البحث وحيث اجري اختبار فني على الاوراق النقدية المحجوزة بواسطة مصالح فرع البنك المركزي بقفصة وجاء بالتقرير انها مزيفة وغير صالحة للمسك والترويج وكان باحث البداية قد لاحظ اثناء اجراء عملية التفتيش بمحل سكنى المتهم الذي اوردنا تصريحاته  دخان يتصاعد من «قريشة» وبدخولها وجدت كمية من الاوراق النقدية التونسية من فئة 10 دنانير بصدد الاحتراق وتم التقاط بعض الاوراق وكان بها اثار الحرق وكمية اخرى محروقة. وبعد المفاوضة قررت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة تأخير القضية.   رياض   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 17 جوان  2008


 
ملاحظة: القصيدة المنشورة غير مفهومة أو لنقل غير مقروءة لغياب حرف تكرّر فيها وهو حرف القاف (وينطق باللهجة التونسية الدّارجة باستعمال ثلاث نقاط فوق « ق »، قمت بإضافة الحرف ولعلّي أطلب منكم مشكورين إعادة نشرها، مع الشكر لكم ولشاعرنا الفحل الطّاهر تليش)  

البَاهِــــــــــــــــــــي فِي لَيَّـــــــــــــــــــــــــام

 

كلمات الشاعر الشعبي: الطاهر تليش البَاهِي فِي لَيّام ترَبِّي— تَمْلاَ وتعَبِّي— يجِي يُوم وتِكْشِف لِمْخَبِّي: البَاهِي فِي لَيَّام تقرِّي— تَنْصَحْ وتْوَرِّي— تِجْلِي لِمْصَدِّي وتْغَرِّي تِجْرِي معَ لِيِجْرِِي وتْجَرِّي— تِكْسِي وتْعَرِّي— تِكْشِفْ عالّي كَامِن سِرِّي تشري بالجُمْلة وتْشرِّي— تُنصُب لِلْبِرِّي— يَحْصَل لِي ساري ومْسرّي نفْسي فيك نْكلِّم فُرّي — بِيّا ما تْغُرّي— خايف َتَبْدي زيّه تْكِرّي كولي كان الحِل ودُرّي— نَقِّي وتحَرّي— رُدّي حق النّاس وقِرّّي هِزّي جْلالِك وأنتِ تُجُرّي— قِدّيه وصُرّي— صُفّيه المِنْداف وبَرّي تلْقي كلاب لْتنْبحْ زُرّي— كان هُربُوا مُرّي— وكان عَضُّوا عَضِّيهم ضُرّي كان فزعوا الجَوّي والبَرّي— قُرّي لي تقُرّي— بالسّكّين ولاَخرْ ذَرّي دَاوي بالدّرْياق وغُرّي— للواطي كُرّي— صُبّي عليهم حامي شُرّي شِدّي رُوحِك ما تطَّرّي— إبْري وتبَرّي— كلاب لْتُقعُد حَيّه تْجَرّي دِيري حْسابِك كِي تظطرّي— لْيا نْتانت فرّي— طيري شور الجنّه شِبّي حلّيته صَرّي — شِدي راس الخيط ودِبي. الباهي في ليّام تْربّي— تملا وتعبّي — يْجي يُوم وتِكشف لِمْخَبّي: شِدّي راس الخِيط وسَدّي— فلِيج لْمَا يعَدّي— حرام النِّعمه تحته تْنَدّي صَبّتْ مِدّي الخطوه مدّي— نزرع من يدّي- خط يجيب وخط يُوَدّي وصلْتي راس المَرْجع رُدّي— عارفاته حدّي— تفُوتي يبْدا يِقْلِب ضدّي تعِبْتي يالِبْسرعه تفِدّي— بعد لتتغدّي— إتَّكِّي شدّي السّبحه وعِدّي زعمه نغامر زعمه تقدّي — الشيطان تْصُدّي— ما نَبْدَا نُلْطُم في خدّي ديري خِطّه لِعْبِك هَدّي- ليا وُصلِك هِدّي- وقولي قبِلْناه التحدّي قصّيله جنحانه حِدّي— خلّيه يردّي— قوليله ماكش من نِدّي قصير وزير وماكش قدّي— كان سبِّك رُدّي— وكانه شدّ خناقِك شدّي مايْتوبِش ملعون اللّدّي— حل فمّه سِدّي— حْصُل الدّاله يلزم يِِدّي فرصه جت وْراك تعَدّي — هو المِتْعدّي— يتْفولحْ واقِفْ مصّدّي فُزتي يرحم بوك وجِدّي— تِجري وتكِدّي— ولاكن ماتخافيش بربّي واللهِ بوِدّي— الناس الكلّ إتّوب تلبّي. الباهي في ليّام تربّي— تملا وتعبّي— يجي يوم وتِكشِف لِمخبّي: بْوِدّي النّاس الكل إتّوب— يغْسلْنا شْبُوب— ورَقنا وعَتَقنا والكُوب يْجي سِيل الّي يرُخْ الطّوب— شماله وجنوب— وشَرقه وغَربَه يجيه النّوب يعود حَقّْ النّاس المسلوب— وِرزق المخنوب— لْكان غالِب يبدَى مَغلوب البوليس السرّي والبُوب — ولاَحَدْ مَرعوب— ولا دَم ولا ثمَّه حْروب يستَغنَى الفقري والمنكوب— لْجيبه منقوب— يُكرُب في جِلدَه المكروب ومِلك الدّولة لّي مَنهوب— خلاف المحسوب — يعَبّي ويمسح في شَيبوب ناس حْلاوِلْها الملعوب— باطل مَرتوب— ويَمْلا ويفرّغ حَربوب ربّي يخفّف هَا المَكتوب— يَطفَى الخَشنوب— ويِتّكّى شوم العَرقوب يجي يوم ويبْدا مطلوب— قدّام شعوب— يضَل سيف العادل مَنصوب يجي الخير ويبدَى مَصبوب— يزيد المَنسوب— ويمشي الجّاير بوجَرْعوب تسْلَمْ تونس من لعْيوب— ترَابي المَحبوب— وهِبّي يا حرّيّة هِبّي تَصفَى لقلوب— منِين الباطل يَبدا مْهَبّي. البَاهي في لَيّام تربّي— تمْلا   المصدر: السبيل أونلاين، بتاريخ 16 جوان 2008


السبيل أونلاين بسم الله الرحمان الرحيم في المسألة الحضارية – الحلقة السادسة

الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال التجربة البورقيبية (2)

 

 
تأطير ورشة حضاريات : هذه هي الحلقة السادسة في محور »المسألة الحضارية »، وقد خصصناها لرسالة أعدت لنيل رسالة الماجستير بكلية التاريخ بالجامعة اللبنانية في التسعينات من القرن الماضي بعنوان (الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال واقع التجربة البورقيبية 1956-1987) للتونسي صلاح القطايفي . عثرنا على هذه الرسالة المغمورة والمغمور صاحبها، رغم أهمية موضوعها. وقد وجدناها رسالة بذل صاحبها فيها جهدا واضحا في تناول موضوع مهم يتعلق بالواقع التونسي خاصة في هذه المرحلة الحرجة الذي تمر بها البلاد وتمر بها الحركة الإسلامية بتونس. إن موضوع الرسالة تتطرق ضرورة إلى موضوعات الدين والدولة والعلمانية والسياسة والحركة الإسلامية، وإلى جذور وجودها في الواقع التونسي الحديث. ونحن في هذه المرحلة الحضارية الدقيقة التي يمر بها بلدنا أحوج ما نكون إلى وقفات من هذا القبيل، وإلى رجوع إلى الجذور وإلى الأصول، وإلى مقارنة ما أصبح عليه الواقع بكل ذلك… نحن سنقدم إذن هذه الرسالة الذي يتجاوز حجمها 100 صفحة على أجزاء ، مع تخفيفٍ واختصار أحيانا من بعض تعقيدات الأكادميين وأهل الإختصاص، كما أنه يمكن أن نخفف أو نسقط بعض الفقرات التي قد ترهق أو لا تهم المتابع غير المختص ، مع ما يقتضيه أحيانا من تصرف خفيف في الصياغة للربط والوصل. يقدم صاحب البحث رسالته بقسم منهجي ثم بمدخل نظري، يتطرق في القسم المنهجي منهما إلى عنصرين، الأول منهما هو بعنوان « حول إشكالية الموضوع » ، وقد تقدم في الجزء السابق ؛ والثاني منهما سنتناوله في هذا الجزء وهو بعنوان « اهتمامات البحث: منطلقاته وأهدافه النظرية » 2 – اهتمامات البحث: منطلقاته وأهدافه النظرية لئن كان فضاء بحثنا « الخطاب السياسي والديني » مهتماً بالنموذج التونسي، لما يحمله من توترات، وما يُمثله من جدلية ممتعة ومثيرة، إلا أن ذلك قد ينسحب على باقي الدول العربية وأطرافها. وفي هذا المستوى إدراك منهجي يربط الدين بالسلطة السياسية لما يتصف به مفهوم الدولة الحديثة من مركزية، ضاعف حقها في تمثيل مؤسسات الدين. الإسلام السياسي المعاصر يُقدِّم نفسه نقيضاً/بديلاً عن الدولة الوطنية: فبعد عقود من التوظيف الايديولوجي، وحتى سنوات من الاستئناس والرفض عملت الدولة على احتقار المقدّس، وتجفيف منابع القوى التي تسعى للحديث باسم الدين. فالإسلام السياسي المعاصر يُقدِّم نفسه نقيضاً/بديلاً عن الدولة الوطنية، بل يسعى إلى دفنها في قبر عميق «لا رحمة فيه»، ليتحوّل إلى إسلام اقتحامي ينشد المشاركة السياسية، ويجتهد في طلبها(1). ولعل ذلك يتجاوز فضاء الدولة الحديثة لاستحضار مفهوم « دولة الشريعة »، والعودة إلى معجم التراث الإسلامي، إلى حدّ يمكن معه القول بصعوبة التعايش بين الدولة وتلك الفرق الدينية الناشئة. إن العالم العربي ثري بخصوصياته وسمات واقعه، وهو مثقل بهمومه ومعارفه، ولعلّ من شأن هذه المنطلقات التاريخية والاجتماعية أن ترصد جانباً كبيراً من اهتمامات البحث وجوهر إشكاليته. فكيف يمكن أن نعالج موضوع الدين والسياسة في تونس؟ وكيف تبدو السبل المعرفية لقراءة هذه العلاقة؟ وماهي طبيعة الاهتمامات والمنطلقات الأساسية لفضاء بحثنا؟ عناصر البحث : إن دراسة هذه الإشكاليات النظرية يدفع بنا إلى مساءلة التاريخ الحديث والمعاصر لتونس، والبحث في سوسيولوجية كل من السياسي والديني، ومن هنا كان ضرورياً ضبط مجالات رئيسية، ومحاور هامة حتى يكتمل الجسد النظري والمعرفي للبحث: – أولاً: التراكمات التاريخية – الاجتماعية ووظيفة الإصلاحية العربية: تساؤلات حول خطابها، ضوابطها النظرية، وعلاقتها بالسياسي والديني. – ثانياً: الخطاب العلماني* ومشروع السلفية الوطنية: كتابات الثعالبي وبورقيبة نموذجاً. – ثالثاً: تشكل الدولة الجديدة، وأخلاقيات الهيمنة والانتشار. – رابعاً: بورقيبة، العلمانية والاسلام: إلغاء للدين أم اجتهاد وفهم متقدم لتحديثه من الداخل؟ – خامساً: السلطة والمؤسسة الدينية: الفضاء الايديولوجي وخلفيات الصراع السياسي والاجتماعي. – سادساً: التنمية المفقودة وظهور مقولة الدين « المساعد » لتحقيق مشروع المجتمع والدولة. وعلى خلفيات هذه الممارسة الدينية والاجتماعية للدولة نقيم فرضيةً لانفجار المقدس والديني، وعودته كجزء أساسي من تخلق « المجتمع المدني » في سياق مشاريع الدولة منذ أواخر الخمسينات وبداية الستينات، لتجد الظاهرة الدينية في توق بورقيبة إلى « العلمانية »، ومثل الدولة الليبرالية مصدراً لتكفيره والدعوة لمناهضته، ثم إدانة المجتمع بشكل حاد ومجحف. ولعلّ العودة إلى الخطاب السياسي في جانبه المنطوق والممارس يغدو ضروريا باعتباره فضاءاً يمتلؤ بمختلف التوجهات السياسية – الاقتصادية والثقافية، بعد ما ارتبطت الدولة الجديدة في تونس بالخطابة(2). وكانت اللغة نظام للحكم والسلطة « Systéme de gouvernement » كما يصفها منصف الخضّار(3). المجال الديني من أكثر مساحات الدولة نشاطاً وتجسيماً لسياستها التحديثية: ولعّل المجال الديني من أكثر مساحات الدولة نشاطاً وتجسيماً لسياستها التحديثية، وإن عاشت تونس منذ استقلالها تجربة « علمانية » كانت محدودة ومترددة(4)، فقد عملت على فرض سلطة إيديولوجيتها والإحاطة بالمجتمع، لتجعل من الدولة الوطنية الاسم المميز للثقافة والسياسة(5). وسيكون من أهم نتائج ذلك الانتشار السياسي وإستراتيجية الدولة وعملها تشكل حقل للذاكرة التاريخية وتبلور وعي مدني،في حين تلازم التحديث السياسي والاجتماعي مع مشروعات التنمية لتشكل خصائص الدولة وجوهر وظيفتها الأولى. إن ما يميِّز تونس في زمن البورقيبية، هو هيمنة الخطاب السياسي، وسطوته على مختلف القطاعات الاجتماعية والثقافية بشكل بات معه الخطاب رجة عنيفة في شقوق البنية الذهنية للمجتمع التونسي، بعد أن حكمت ثنائيات أساسية كانت أداة الدولة في الهدم وإعادة البناء من جديد. لقد حطّم المقول البورقيبي المرجعيات الدينية القديمة واستبدلها بمرجعية جديدة أساسها رفض « الجهل » و »التخلف » و »المرض »، ناعتاً هذه المقاومة بـ »الجهاد الأكبر » في مواجهة إرث وتراكمات مرحلة البايات والاستعمار وسلطة رجال الدين. كما بنت الدولة الوطنية هياكلها التنظيمية على أحادية الحزب الحاكم، وشرعية القيادة التاريخية وكارزمية الرئيس المؤسّس(6)، لتنتهي إلى اندماج كلي بين الحزب والدولة (L’état parti) . وقد كانت العلاقات مع مجمل الهياكل الدينية وخاصة التقليدية يسودها الصراع والتوتر، وربما حتى التسامح. وبصيغ من الإقصاء والتوظيف والتحقير عمل الخطاب السياسي المتشبع بقيم الحداثة الغربية على توجيهها بشكل من الإحاطة والتأطير (7). إلغاء كل مزاحم ممكن، وإقصاء كل فكر يخرج عن الإيديولوجيا الرسمية للدولة: ومن ثم كان طبيعياً أن يكتسح الخطاب السياسي كل الرموز الثقافية السياسية ومجمل القوى الإديولوجية ليحرص على إلغاء كل مزاحم ممكن، وإقصاء كل فكر يخرج عن الإديولوجيا الرسمية للدولة حتى شكلت تلك الظاهرة خصوصية أساسية لمفهوم المشاركة السياسية في تونس لا سيما في مرحلة التأسيس والبناء، زمن الستينات والسبعينات، تاريخ تشييد الكيان الدستوري والقانوني لدولة الاستقلال. لقد حارب الخطاب السياسي اليمين واليسار على حد السواء، ووظف الإسلام لخدمة أهدافه، وأنهى تلك المعارضة الدينية المرتبطة بالحركة اليوسفية، الرافضة للمشروع التحديثي، والنهج التعصيري لبورقيبة. وقد عبرت تلك النزعة العصرانية عن نفسها من خلال البناء الثقافي – الاجتماعي الجديد، وتفجير حقل من المفاهيم والقيم السياسية المستحدثة في وجه تلك البنية القبلية والعشائرية الضيقة، وبعض الولاءات والعصبيات العائلية الهجينة. كان الخطاب السياسي البورقيبي أكثر من مجرد خطاب يتمحور حول الثابت، وأوسع من أن يكون موقفاً تبشيرياً هداماً قادراً على التغيير والبناء، وإن عمل على توليد ثقافة سياسية جديدة، وقلب المنطق اللغوي السائد، ليحطم ذلك المفهوم الاصطلاحي الرائج، فإن الأكثر أهمية في صفة ذلك الخطاب ووظيفته يبقى نجاحه في تعطيل دور المعارضة حتى أواخر الستينات، وتقدم السلطة عملياً في نهجها الليبرالي(8)، مما أفرغ كل محاسبة ممكنة لاختيارات النظام والدولة، كما ألحق الانتيليجنسا التونسية بجهاز الحاكم، وأخضعها لنسق السلطة وسياستها، إذ «تختص الدولة التونسية الحديثة التي انبثقت عن الاستقلال سنة 1956 بكونها في نفس الوقت نتاج لجهود المثقفين وإطاراً لصياغة وتطبيق تصوراتهم الإيديولوجية… إن اندماج المثقفين ضمن أجهزة الدولة لم يأتِ بشكل فجئي أو نتيجة لمشروع بناء الدولة الحديثة بعد الاستقلال، وإنما هو يستند إلى مشروع فكري حملته الحركة الوطنية، وإلى بعد تاريخي يمكن تتبعه على الأقل منذ بداية الدولة الحسينية التي قامت الدولة الحديثة على أنقاضها»(9). التناقض الجوهري بين السياسي والديني يعود إلى طبيعة المشروع التحديثي والاجتماعي للدولة : جاء ذلك الخطاب شمولياً يَصِلُ كل تونسي، الهدف منه بناء الفرد التونسي الحديث بناءً مغايراً، يختلف­­­ عما أَلِفَهُ وكان عليه في السابق، أي تشطيل خياله الجماعي، والإطاحة بتلك المرتكزات النفسية والاجتماعية العتيقة(10). وقد يبدو ذلك الصراع الذي شهدته تونس بين الهياكل الدينية والسياسية يشارف حالة الصراع السياسي لنموذجين من الحكم والسلطة حينما اقترنت العودة إلى الحداثة بجهد مركز وكثيف يغمس تاريخ الوطن بشخصية الزعيم إلى درجة هدد بإذابة التراث الرمزي- الثقافي والخيالي لتونس، وكذلك عندما جاءت العودة الشاملة والعنيفة للإسلام كنموذج أعلى قابل للإستثمار والتوظيف تستخدمه تلك الفرق الدينية كتعبير يلغي المفهوم الاجتماعي السياسي والثقافي للنظام والدولة. لذلك لن نتقصى هذا الخطاب في وحدته وتكامله وتجانسه، وإنما في تشتته، وتفتته، وتذرره(11). وفي ظني أن التناقض الجوهري بين السياسي والديني يعود إلى طبيعة المشروع التحديثي والاجتماعي الذي تقوده الدولة الجديدة، إذ كانت المؤسسة الدينية عصيّة على استساغة خطاب سياسي مُعَلْمن كثير الحماس لتحرير المرأة من خلال إعلان مجلة الأحوال الشخصية، والتدخل الشامل والكلي في حياة الأسرة(12)، ثم الانضمام لاحقاً إلى الاتفاقيات العالمية المسمَّاة باتفاقيات نيورك سنة 1962، إضافة إلى المصادقة على معاهدات إلغاء كل ميز عنصري تجاه المرأة، «ولا غرابة حينئذ أن يقترن الصراع حول الشرعية بنزاع حول الماضي وبصراع فيما يخص تأويل التراث»(13). سياسات الدولة وفرت للحركة الإسلامية أجواء النمو والانتشار بعيداً عن الاصطدام: حين وحّد بورقيبة التعليم والقضاء والتشريع، وأطاح بالبنية القبلية والجهوية يكون بذلك قد سدّ المنابع التقليدية للذاكرة الشعبية، ودفع بتونس وجهة الحداثة والتنمية، ولكنه قد خلق بذلك فراغاً نظرياً وايديولوجياً بانت معه المرجعية الدينية، المرجعية الوحيدة المتماسكة، القادرة على الإشباع في ظل محاصرة اليسار وتكفيره، وخنق التنظيمات المعارضة وبعض الفرق الاجتماعية الرافضة. ممّا وفّر لتلك الحركة أجواء النمو والانتشار بعيداً عن الاصطدام بالسلطة أو الصراع معها، بل إن أجهزة السلطة غير قادرة على رصد مستقبل تلك الحركة التي بدأت تطل برأسها منذ مطلع السبعينات(14)، لتتطور في هدوء تام مكّنها من تركيز أساليب دعوتها وتنظيماتها إلى أن كانت محاكمة 1981. «إن حركة من صنف الإخوان المسلمين غير واردة تماماً في المستقبل»(15)، هكذا كتب باحث اجتماعي تونسي في أواسط الستينات في معرض حديثه عن واقع التنمية التحديثية في تونس، ونجاح قدرتها الانتاجية الواسعة التي جعلتها تُلحق علماء الزيتونة، وكوادر المؤسسات التقليدية في مسالك التنمية الوطنية. ونفس الباحث الاجتماعي التونسي هو الذي كتب في بداية الثمانينات متحدِّثاً:«من بين كل البلدان العربية، تتفرّد تونس بهجوم النخبة التحديثية فيها على الإسلام المؤسساتي وتفكيك بنيته التحتية باسم إصلاح منظّم للواقع الاجتماعي والثقافي، تحت هذا المجهود الاصلاحي الفعلي تتنزّل عمليات تصفية الزيتونة، وحل الحبس، وتأسيس نظام جديد للأحوال الشخصية، وإلغاء الوظائف التقليدية للمجلس الشرعي… وحاصلُ ذلك تقليل النظام الثقافي برمته»(16)، ثم يضيف في متن آخر متحدِّثاً عن الإسلامية: «لكن ها أن المكتوب الاجتماعي يعود عند أول فرصة تحدوه روح الثأر»(17). بين أواسط الستينات وأوائل الثمانينات عرفت الخارطة الاجتماعية في تونس تغيرات عميقة وتحولات موجعة قلبت منطق الأشياء جعلت ما كان يبدو للاجتماعيين في حينه – مرحلة الستينات – صعب الظهور والتشكل، حقيقة تفرض نفسها على المشهد الاجتماعي – الثقافي والسياسي للبلاد في الثمانينات، فلقد أصبحت الإسلامية بعدها جزءًا من المجتمع التونسي لم يعد معه أي سبيل لتجاهلها. لا وجود للدين كقيمة خارج هرم الدولة وكيانها ولا اعتبار إلا لجانبه اللّيِّن والمطواع القابل للتوظيف: غير أن المتتبِّع لدراسة ثنايا الخطاب السياسي في تونس يدرك أنه لا وجود للدين كقيمة خارج هرم الدولة وكيانها، فهي حامية حمّى الدين، وحارسة الأخلاق والمثل، بل صاحبة القول والفصل فيه. ولن يكون الدين غير كسب التنمية، وأداة للرقي والحداثة، ورفض الخرافات والأساطير، لذلك لن يقبل الخطاب السياسي من الدين غير جانبه اللّيِّن والمطواع القابل للتوظيف. والقادر على اكساء مشاريع الدولة العصرية مظهر الشرعية وقوة الاستمرار. ولعل المقول البورقيبي من أكثر الخطابات السياسية العربية جرأة وعلمانية في معاداته للدين بمنعه لتعدد الزوجات، وتشجيعه لإفطار شهر رمضان، ودعوته للاكتفاء بالحج مرة واحدة، إضافة إلى استخفافه بكبرى العائلات الدينية، والمجاهرة بذكر أسمائها كابن عاشور وجعيط… سيكون للدين موقع هامشي قياساً بمفردات مركزية مثل التنمية، الرقي، واللحاق بركب الأمم المتحضرة، أي تحوله إلى عنصر من بين عَدَدٍ من العناصر تستغل لخدمة الفضاء السياسي، ومن أجل تثبيت أركانه وفرض سلطانه. فإذا كان الدين كما يقول غيرتز (Geertz) « حجراً مقذوفاً على العالم »18، ولا بد له من وجود، فليكن وجوده من باب الخدمة وزاوية المنفعة يعمل من أجل المجتمع ويأخذ بعلاقاته إلى مزيد التحضّر والتطوّر. فلم تكن تلك الآيات القرآنية، والقصص الديني التي يحرص الخطاب السياسي على تكرارها(19) تمتلك حضورها المباشر، بقدر ما كانت رموزاً تراثية أقرب من غيرها إلى ذاكرة المجتمع وهويته، سينجح السياسي بحكم حذقه للصراع والتكتيك على إعطائها نفساً من الاجتهاد والتأويل يتجاوز فيه المعنى الثابت في الحديث والآية، حتى تأخذ تلك التصورات مفاهيم جديدة تتوافق ومشروع الدولة الحضاري والتحديثي. لذلك عاشت التجربة البورقيبية جدلية ممتعة ومثيرة في علاقتها مع الدين، وبرغم ما تتصف به من علمانية واضحة، فإنها حافظت على جوهر الدين من دون أن تهدمه هدماً نهائياً. يتحدث جعيط عن علمانية بورقيبة فيصفها بأنها «علمانية بدون إلغاء للدين وتغيير له من دون تنكر لأصوله»(20). فهي لم تقطع مع التراث الإسلامي ومرجعياته، ولم تتماهى ايديولوجياً وفكرياً مع التجربة الكمالية لتركية، وإن كانت أقرب التجارب العربية إليها. وهي أيضاً لم تتعلّق كلياً بأهداب الغرب وعلمانيته وهي التي تعزّ عليها كثيراً. علمانيته بورقيبة لم تقدر على تكوين قوة اجتماعية مساندة وبقيت أسيرة فضائها الجغرافي: ما يمكن رصده في تجربة بورقيبة وعلمانيته هي أنها بقيت أسيرة فضاءها الجغرافي لتونس ولم تلحظ تأثيراتها في أي بلد عربي آخر، برغم ما كانت تجسده من استثناء وجرأة. استثناءًا قياساً بتلك التجارب العربية السائدة، وجرأة حيث تنزّلت في مرحلة شهدت تعاضماً لا محدود لحركات الإسلام السياسي. ومن الثابت أن مشروع بورقيبة في التحديث والعلمانية أنجز لتونس مظاهر التمايز عن جيرانها، وحقق بعض الاختلاف مع المشرق العربي، إلا أن حركة للردة والحيرة أضعفت جوانب تلك التجربة وأثبتت محدوديتها لتتحول مع سياقات المرحلة، وجملة أوضاعها الخاصة والعامة إلى مجرد « عِداء » و »ثأر » بين بورقيبة من جهة والأوساط الزيتونية والتقليدية من جهة أخرى. وحاصل القول، لم تكن تلك العلمانية قادرة على خلق قوة اجتماعية ولا حتى ذهنية، وثقافية تعمل على اسنادها، فقد استمدت هيمنتها وسيطرتها على المجتمع من الموقف الايديولوجي للسلطة، ولعلّ ذلك ما يفسِّر هشاشة وضعها وقلة فاعليتها وانعزالها عن المجتمع، فقد ضعفت واعتلّت مع اعتلال ووهن الرجل المؤسِّس. هكذا سيظل حاضر الدين ومستقبله ذلك السؤال/المشكل Question/Problème الذي يقيم في قلب المجتمعات العربية حيث تُرصَد أعلى نِسب البطالة والأمية، وتسجِّل أرقام مفجعة لانعدام المشاركة السياسية والاجتماعية. وإلى الجزء الموالي إن شاء الله تعالى ———————————————————— الهوامش : 1 – جاوزت حركات الإسلام السياسي « مأزق » الانتخابات وحتى « مطب » العمل الديمقراطي، الذي ما كان خطابها السياسي لسنوات طويلة يقبل بها، لتتحول إلى إسلام مشارك شديد الحرص على الحضور في الانتخابات، (مثلاً تونس سنة 1981 الانتخابات التشريعية)، ثم في مصر بالتحالف مع السلطة أحياناً ومع الأحزاب المعارضة أحياناً أخرى. ولعل الجماعات الدينية تتشكل في أحضان السلطة فتجد الدعم والتسامح، وذلك للحد من تأثيرات أحزاب اليسار وباقي التيارات الرافضة، لخلق معارضة مطواعة وأليفة، وقد تجلى ذلك بكل وضوح وفجاجة في تجربة السادات، وتفسيرات تلك العوامل التي استجدت لتؤسس ذلك التغيير اللافت في مواقف السلطة بتونس من الدين عموماً والحركة الدينية تحديداً منذ منعطف السبعينات. في هذا الاتجاه أنظر خاصة: وليام زارتمان « المعارضة كدعامة للدولة » مجلة المستقبل العربي، السنة 10 العدد 108، فبراير 1988. وراجع أيضاً: سعد الدين ابراهيم: « مصادر الشرعية في أنظمة الحكم العربية »، مجلة المستقبل العربي، السنة 6 ، العدد 62، أفريل 1984، ص93 – 118. الصادق بلعيد: « دور المؤسسات الدينية في دعم الأنظمة السياسية في البلدان العربية »، مجلة المستقبل العربي، السنة 1988 ، العدد: 108. عبد اللطيف الهرماسي: « الحركة الإسلامية في تونس: اليسار الاشتراكي، الإسلام والحركة الإسلامية « ، شركة بيرم للنشر، ط1 تونس 1985. * ما نقصده بمفهوم العلمانية، هو ما تمارسه الدولة وتخلقه في نصوصها التشريعية من حالة للتباعد بين هياكلها وتلك النصوص الدينية من قرآن وسنة، ولا نقصد بذلك مفهوم العلمانية في نسختها الغربية الأولى، حتى وإن أعلنت تونس منذ أشهر الاستقلال الأولى (أوت 1956) مجلة الأحوال الشخصية، وتعطيل الوظائف التعليمية لجامع الزيتونة، ثم الانضمام لاحقاً إلى الاتفاقيات العالمية لحقوق المرأة ، إضافة إلى التشجيع على إفطار شهر رمضان لمواجهة متطلبات معركة الانتاج والتنمية . 2 – منذ بداية 1956 وعلى امتداد ستة عشر عاماً قام بورقيبة بما لا يقل عن 640 خطاباً، بمعدل 40 خطاباً في السنة، من دون تلك الأحاديث والتصريحات التي كان يدلي بها خارج أرض الوطن. وإذا أخذنا بعين الإعتبار المشاكل الصحية التي بدأت تنتاب الرجل المؤسس -بورقيبة- منذ 1969، فيكون المعدل السنوي ما بين(1956-1968) بحدود 45.2 خطاباً أي بمعدل خطاب واحد لكل إثني عشر يوماً. راجع في هذا السياق: BARROUHI Abdelaziz: “Demain la Democratie? Communication et politique sous Bourguiba” Editeur AFKAR WA ICH’HAAR, 1990, pp 58- 59. 3 – – KHADDAR (Moncef), “Langage et réalité politique en Tunisie”, Thèse doctorat science politique, .2 Paris I pp 13 et 125. 4 – ZGHAL Abdelkader: “le retoure du sacré et la nouvelle demande idéologique des Jeunes .3 scolarisés, le cas de la Tunisie. in le Magreb musulman en 1979, éditions du CNRS. pp 41- 64. 5 – ZGHAL Abdelkader: “La nouvelle stratégie du mouvement de la tendance islamique: .4 manipulation ou expression de la culture politique tunisienne?” in Tunisie la politique économique de la réforme. p 199. 6 – . في هذا السياق ذكر بورقيبة الجملة البليغة التالية، فاخترنا الإبقاء عليها كما جاءت في لغتها: “Nous ne sommes pas pressés de préciser les detail de notre constitution … le système? quel système? Mais c’est moi le système!”. BESSIS Sophie: A marche forcée vers l’état moderne. Tome II, Jeune Afrique livres 1988, PP. 14 – 16. 7 – راجع في هذا السياق: الحبيب بورقيبة (حاتي، أرائي، جهادي، نشريات وزارة الإعلام، طبعة ثانية، تونس 1983، المطبعة الرسمية). وكذلك أيضاً Yadh Ben Achour: “Islam perdu, Islam retrouvé in: le Maghreb musulman en 1979, édition du CNRS. CRESM, 1083, PP. 65-75. 8 – يعتقد صلاح الدين الجورشي بأن الصرراعات الإيديولوجية التي تمت واحتدت بين التيار الإسلامي والتيار اليساري للسيطرة على الجامعة قد ساعدت هي الأخرى السلطة على التقدم عملياً في سياستها الليبرالية وفي تهجين الساحة الطلابية أمام الرأي العام في تقديم الطلبة في صورة قبائل متقاتلة للدفاع عن سيد قطب من جهة وكارل ماركس من جهة أخرى. للإطلاع يراجع نص الحوار المرفق بملحق الأطروحة. 9 – عبد القادر الزغل: «سلطة المثقفين ومفقفو السلطة في تونس»، في الإنتيليجنسيا في المغرب العربي (مؤلف جماعي)، دار الحداثة، طبعة أولى، 1984، ص 305 – 308. 10 – BOUHDIBA Abdel wahab: “Place et fonction de l’imaginaire dans la société Arabo-Musilmane”, in culture et société, université de Tunis 1978, P 45 11 – وناس منصف: «المساهمات العربية المعاصرة في مسألة المثقف العربي، المغرب العربي مثالاً» في الإنتيليجنسيا في المغرب العربي (مؤلف جماعي)، دار الحداثة، طبعة أولى 1984، ص 57. 12 – مع أننا لا نعلم الكثير عن تركيبة اللجنة التي وضعت مجلة الأحول الشخصية نظراً إلى أن مرحلة الصياغة قد أحيطت بتكتم كبير شجعته السلطة السياسية، إلا أن ذلك لا يمنع من القول بأن تلك المجلة قد أقرَّت أو وضعت المرتكزات التشريعية والقضائية للعائلة التونسية الجديدة، ذلك أن حدًّا أدنى للزواج قد ضُبِط، وحرية أكبر للفتاة في اختيار زوجها قد مُنِحت، وهو ما يؤكد مبدأ تساوي المرأة والرجل في الاختيار. راجع المنصف وناس: « مجلة الأحوال الشخصية في تونس: بين الحاجة والتقبل »، مجلة المستقبل العربي، السنة 12، العدد 124، حزيران (يونيو) 1989، ص67 . 13 – الهرماسي عبد الباقي: « المثقف والبحث عن نموذج » في « الانتلجنسيا في المغرب العربي » (مؤلف جماعي)، دار الحداثة، طبعة أولى 1984، ص31. 14 – في هذا الاتجاه يقول الجورشي أنه إذا استثنينا السيد محمد الصيّاح الذي كان يومها مديراً للحزب وكان أول من هاجم الحركة في نموها الأولي واستعمل كلمة « الإخوانجية » للتشكيك والتسخيف فإن بقية أقطاب السلطة وإن عبّروا عن تخوفهم مثل السيد الهادي نويرة، إلا أن النزعة التي سادت هي محاولة الاستفادة السياسية من صعود الحركة الإسلامية للحد وتحجيم التيار الماركسي والتيارات التقدمية ذات المرجعية اليسارية والتي بلغت أوج قوتها الايديولوجية في السنوات الأولى من السبعينات. راجع نص الحوار. 15 – GEERTZ Clifford: “Islam observed: Religious development” in Morocco and Indoesia, the Terry lectures, V, 37 (New Haven, conn: yale University press, 1968, p3) 16 – 17 – 18 – GEERTZ Clifford: “Islam observed: Religious development” in Morocco and Indoesia, the Terry lectures, V, 37 (New Haven, conn: yale University press, 1968, p3) 19 – إضافة إلى ذلك الكمّ الهائل من الخطابات والتي كان بورقيبة يحرص فيها دائماً على استحضار الأحاديث النبوية والآيات القرآنية لدرجة التكرار، فقد جرت العادة منذ الاستقلال أن يتوجّه الرئيس إلى الشعب التونسي – من أعلى المنابر – بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث يلحظ الدارس كم كانت تمتلئ تلك الخطبة بالإيمان وبراعة الأسلوب، إضافة إلى ما تحمله من غيرة على الإسلام وأبراز معالمه الحضارية والانسانية. راجع: الحبيب بورقيبة « خطب مولدية » نشريات وزارة الإعلام، الجمهورية التونسية نوفمبر 1986. 20 – DJAIT Hichem: “Islam et politique” in Islam et politique au Maghreb, édi du CNRS, 1981 p141 المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 18 جوان 2008  


بسم الله الرحمان الرحيم دع المكارم 5/7
 
  كان يتصبب عرقا عندما اعترضه أحد إخوانه…توقف، تخلص من الحمل الذي اتسع لبضاعته فوضعه على الرصيف.. – « أين أنت طيلة هذه المدة؟؟ » –  » أين تنتظر أن تجدني؟؟؟ أنا على الرصيف من طلوع الشمس إلى غروبها…          و بطبيعة الحال هذا إذا تكرم علينا أعوان التراتيب فغضوا عنا الطرف ولم يلاحقونا في الأزقة و… » – « الحمدلله على كل حال » – ‘ و نعم بالله » – « ألا تزال تدعى إلى المركز؟؟ » – « نعم من حين لآخر.. و بعض الأحيان يمرون قرب البيت.. والآخرون يمرون أمامي « في النصبة » فيسلمون عليّ.. » – « يعني نحن هنا، يمكن أنه نتدخل في أي وقت » – « هو ذاك يا أخي ». –  » تعرف؟ ما رأيك نذهب سويا للبيت نجدد عهدا مضى؟؟ – « طيب..لأهتف للعائلة أخبرها على الأقل.. » ………………………………………………… دلف صاحبنا إلى البيت و أخبر زوجته بضيفه… اختفت لحظات ثم عادت: رحبت به           و أضافت: – « الحمد لله أن ذكرت هذا البيت فمررت به » –  » معذرة أم أيمن، لا شك أنك تدركين الظروف و … » –  » لا تقل ظروفا، قل عزائم، قل إيمانا، قل دنيا.. » – « قاسية علينا دائما أنت يا أم أيمن » –  » كم جلستم في هذا البيت؟ كم قضيتم الليل هنا مدارسة و مشاورة و…. بعضكم لا يخجل من مروره أمام البيت و كأنه لم يعرفه يوما.. تعرف منذ شهر تقريبا غادر أخوك البيت بعد صلاة الصبح كعادته..لم انتبه إن قارورة الغاز قد نفد غازها، فاضطررت لتغييرها… لم أجد في الدكاكين القريبة بغيتي فابتعدت عن البيت.. وصلت إلى محطة البنزين.. لم أكن أقو على حملها بيسر فكنت أمشي بضع خطوات ثم أقف … لم استطع عبور الطريق فاستعنت بفتاة لحمل القارورة، و قتها مر بي فلان في سيارته » تدخل الزوج طالبا التوقف عن سرد الحكاية: – يكفي من إعادة هذه القصة.. قلت لك أكيد أنه لم يرك أو على اٌلأقل لم يعرفك » – « لم يرني أو لم يعرفني!!! تبحث له عن عذر؟ كان يعرفني عندما كان يأتي للبيت      و أعد له الشاي خصيصا؟؟؟ صحيح المثل يقول « الدنيا مع الواقف » و أنا أضيف « الدنيا مع القاعد يعني القاعد بالمعنى الدارج أو بالمعنى الشرعي » أما نحن فلسنا من هذه الأصناف الثلاثة.. » يطرق البيت بلطف، فتتوقف ام أيمن عن الكلام و تلتفت لزوجها: – هل رآكم العطار عند الدخول؟ –  لا – هل رآكم « الحماص » – لا – و « التارزي و إلا….. »   تركها الزوج تسرد قائمة أسماء المخبرين، و ذهب إلى الباب… –  » من الطارق؟ » – …افتح يا أخي » فتح صاحب البيت فارتمى أخوه يعانقه: – كيف حالكم، حال الأبناء و حال أم أيمن؟؟ -أي مناسبة هذه التي جمعت بينكم!!! الحمدلله الذي سخر لهذا الباب من يطرقه من عباده » – مرحبا بك أخي؟؟ لكن قل لي ما جاء بك هذه الليلة؟ – » بصراحة، رأيتك عندما اعترضك (…..) ثم تابعتما الطريق معا، فقلت هذه مناسبة لا يجوز لي أن أفرط فيها فاتبعتكما من بعيد إلى أن دخلتما البيت… اتجها إلى قاعة الجلوس.. – (…) أهلا بك يا أخي!!! ارتمى أحدهما على الآخر يتعانقان.. سالت دموعهما… –         تعرف يا أننا لم نتقابل منذ خريف 1995… كنا في سجن قابس… و أرادوا أن يفرضوا علينا أن نصلي الصبح بعد الساعة الثامنة…و لم نكن لنا من خيار غير التصدي لهذا القرار… كان الطقس باردا و كانت الهروات تنهال على أجسادنا العارية، و كانت الصفعات و الركلات و اللكمات تنهال علينا من كل جانب في ساحة الفسحة… كان المدير يشرف بنفسه على هذه الحصص… كان يأمر بإدخال الإخوة فوجا إثر فوج لينالوا نصيبهم من العذاب… خرج فوج غرفة 10  و كان أخي هذا من ضمنهم  رآني ضمن الفوج الجديد فابتسم لي ففهمت الرسالة… ابتسمت و لسان الحال يقول لن أتراجع عن إقامة الصلاة في وقتها و لن ينالوا ما يحبون و سأخرج مبتسما كما خرج أخي » –          » الحمد لله مرت تلك الأيام بقهرها و ظلمها و قسوتها و من مضى منا إلى ربه مضى صابرا محتسبا » ……………………………………………………………….. –  » ما الجديد هذه الأيام؟؟ » – » البعض من إخواننا في المهجر يريدون العودة » –  » ليعودوا !!! من منعهم؟ السجون أبوابها مفتوحة للراغبين في دخولها » –  » لكن هل أعجبهم ما يقع في البلاد حتى يعودوا إليها؟ » –  » بصراحة، كثير في المهجر لا فائدة عامة من وجودهم هناك »     –   » و ها هي آثارهم في البلاد تدل عليهم و على مشاغلهم هناك » – » صحيح أن البعض اهتم بخويصة نفسه و اعتنى بتجارته أو عمله و نسي ما هاجر بسببه » – » يا أخي لكل امرئ ما اكتسب…  » –  » هذا من عدله سبحانه… و هو يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور… » –  » تعرف يا أخي لو كان كل من في المهجر قام بدوره في التعريف بالمظلمة المسلطة علينا و سعى بإمكاناته البسيطة لرفعها عن البلاد لكنا في أفضل حال.. غير أن بعضهم رأى في « خلافه » مع قيادة الحركة مبررا للقعود و التخلي عن واجباته إزاء الحركة و قيادة الحركة التي لها عليه حق السمع و الطاعة في المنشط و المكره » –  » بقطع النظر عن الحركة و قيادة الحركة… هل يعقل أن ينسى إخوانه الذين يقبعون في أروقة الموت البطيء وكان معهم يجلس و يبرمج…؟؟ » – » بعضهم كان يجلس لتعليمنا معاني المؤاخاة و التضامن و قيم الإسلام النبيلة،         و الانضباط، و السمع و الطاعة…………… ».. – » قابلت  أخانا… فحدثته عن العائدين، سألني عنهم فأجبت بما حضرني من أسمائهم، فعقب مبتسما مرحبا بأصحاب الملايين.. قبل أن يضيف: سيجدون من الرؤوس الكبيرة من يشاركهم أموالهم، أما إخوان الأمس فلهم رب رحيم.. » – » الغريب أن الكثير من الذين انقطعت نضالاتهم حينا من الدهر يعودون اليوم… » -« لا غرابة في الموضوع!!! فالذي قطع نضالهم بالأمس وصله اليوم… الأمر في غاية الوضوح » – » و ما قطعه بالأمس؟؟ » –  « الذكاء، الحكمة، الفطنة، الفهم العميق..> – « هذا فقط؟؟ ». – » نعم قد تكون أشياء أخرى… لكني أرجو أن أكون مخطئا؟؟ » – » قد يكون بعضهم  له وعود من جهة من الجهات؟ » – » لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين » – » الشيء الأكيد أن القائد أو الزعيم لا يفعل مثل هذا الصنيع!!! » – » الحمد لله الذي ابتلانا بالسجن و لم يبتلنا بالهجرة » – » آمين » – » والله هو ذاك يا أخي » – » لئن أعود إلى السجن مرة بعد مرة أفضل عندي من أن ينظر إلي أخي الصادق نظرة عتاب أو يرمقني أخي الشاذلي بتحد و كبرياء ». لم تكن أم أيمن قد استعدت لمثل هؤلاء فتهيئ لهم من الطعام ما كانت تعودت عليه في وقت مضى كالحلم الجميل.. وضعت المائدة  معذرة: – » أتعرفون أفضل الطعام؟؟ » – » ما كان حلالا » – » نعم لا جدال في هذا لكني أضيف ما حضر ». -ألم يقولوا قديما: » إذا زالت الألفة كانت الكلفة » و الحمدلله فإن الألفة لن تزول بإذنه تعالى فهي عدتنا لمثل هذه المكاره… – » إذن إذا لم يكفكم هذا المرق فهذا شيء من زيت الزيتون ادخرته لمثل هذه المناسبات » – » سعدت يمينك يأ أم أيمن » تناول الجمع ما حضر من طعام مواصلين الحديث عما أهمهم مستعرضين ما بلغ أسماعهم من حديث هنا و هناك.. -على كل في الأيام القادمة ما يغنينا عن القيل و القال… – المرء على يقين من ان إخواننا هؤلاء إنما اجتهدوا بحثا عن مصلحة الحركة            و مستقبلها و ما يتيح لها استئناف دورها الريادي في المجتمع.. -هذا إحسان ظن غير مبرر…لأن لا مصلحة للحركة أهم من وحدة صفها و وحدة كلمتها… و لا أحسب بحال أن الحركة قد حالت بينهم و بين التعبير عن آرائهم.. لكن قد يمتزج الذاتي بالموضوعي… و – » صحيح و لا شك إن معركة وحدة الصف و وحدة الكلمة  من الأهمية بمكان و هي بنفس الأهمية معركة الوجود… -أما إذا كان البعض اتخذ من ذلك ذريعة لمآرب أخرى فقد أراح و استراح.. و الله يتولى السرائر… -أه كيف ينزل هذا الحبر على إخواننا في السجون؟؟؟ -اللهم لا تشمت فينا أعداءنا و لا تسئ بنا أصدقاءنا… -و لا تخيب فينا ظن شهدائنا -اللهم ثبت عبادك يوم تزل الأقدام… لم تكن الظروف تسمح بالخروج في مثل تلك الساعة المتقدمة من الليل….فآوى كل إلى فراشه: باسمك ربي وضعت جنبي و بك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، و إن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ».. اللهم آمين جرجيس في 17 جوان 2008 عبدالله الـــــــــــــــزواري


ســــــــــــــــواك حــــــــــــــــــــــــــار (86)

 

 
تحاول الإنخراط في عالم أرحب عبر بوابة الجرائد أو التلفاز فتزداد ضيقا وكآبة تكتبُ بعض النصوص ترسلها إلى صحف تخصص مساحات رحبة للتعريف بمواد التنظيف وبالعرافين والمشعوذين ولكنها لا تتسع لنبضك وقلقك يلفك دخان فتبكي ولا يراك أو يسمعك أحد … وتتشهى الموت كما لم تشته شهوة قط .

(بحري العرفاوي: الحوار نت)

أنفاسك الحرى وإن هي أخمدت ستظل تغمرهم بدخان!    بات واضحا ان تجديدا في أسلوب التعاطي مع المشكلات والمصاعب الطبيعية التي يمكن ان يواجهها أي جسم اجتماعي او سياسي يطرح نفسه بشكل ملحّ لأنه من غير  الممكن ولا المعقول في تونس الجديدة الفخورة بنخبها وذكاء أبنائها أن يعتقد البعض ان منوعة ترفيهيّة مهترئة متآكلة تسوّق بأسلوب خشبي ممل للانجازات المحققة في مناطق البلاد ـ ومنها ولاية قفصة ـ تستطيع ان تساهم في حلّ مشاكل الناس او ان برنامجا عن أنواع الحيتان في المحيط الهادي ليلة اليوم الحزين لأحداث الرديّف يمكن ان يكون صورة لشعار اعلام يخدم.. اعلام يعكس.. اعلام ينقل.. اعلام يساند.. اعلام يساعد.. ببساطة لا يمكن ان يكون ما رأيناه صورة لاعلام وكفى.

(برهان بسيس:تونس نيوز نقلا عن الصباح)

كلام جميل! … كلام معقول! … نأمل أن لا ينقض صاحبه الغزل ويهل علينا ـ كعادته ـ بالبيانات الأمنية! ونأمل أن لايكون ماكان منه « طبعا »! … لأن ما بالطبع لا يتغير!!    إذا كانت تركيا لا تزال تواجه عقبات على طريق انضمامها للاتحاد الأوروبي، بل إن دولا أوروبية عدة تعارض –صراحة- حصولها على العضوية، فإن فوزها الدراماتيكي على المنتخب التشيكي مساء الأحد 15-6-2008 في إطار بطولة « يورو 2008 » لكرة القدم، فرضها كعضو أوروبي فاعل، له ثقله على الساحة الكروية في القارة العجوز. 

(حازم مصطفى: إسلام أون لاين)

ما تعجز أدمغة السياسة عن تحقيقه تحققه أحذية « ركل الهواء »!! … والحذاء بألف دماغ، فمن يشتري؟؟!! وتم خلال هذه اللقاءات مناقشة التعويضات اللازمة وتبادل الآراء والنقاشات التي تفضي في النهاية للوصول إلى التسامح . واضاف الموقع (الليبي) بأن المراحل النهائية من مشروع تعويض المتوفين بالسجن بدون محاكمة سيرى النور قربياً.. وأن السجناء المفرج عنهم في السابق يمارسون حقوقهم المدنية كاملة وتعمل مؤسسة القذافي للتنمية على تعويضهم وتوفير المعونات والسكن اللازم لهم بشكل عاجل.

(الحوارنت نقلا عن المنارة)

إن صح منكم العزم فالكل هين! … مسافة الالف ميل تُبدَأُابخطوة لكن لابد أن تكون تلك الخطوة  في الإتجاه الصيحح حتى تَنقُص من الألف ولا تُضاف إليها!    امتدح باحث أمريكي يهودي الدين الإسلامي، معتبرا أن الشريعة الإسلامية « متوافقة مع الديمقراطية الغربية ».  ففي كتابه الذي صدر مؤخرا تحت عنوان « سقوط وصعود الدولة الإسلامية »، قال البروفيسير الشهير نوح فيلدمان، أستاذ القانون بجامعة هارفارد الأمريكية: إن « الشريعة الإسلامية والديمقراطية الحديثة مقدر لهما الزواج »، بحسب وكالة أمريكا إن أربيك الأحد 15-6-2008.

(إسلام أون لاين نقلا عن أمركان أرابك

) نأمل أن لا يكون زواج « متعة » يقضي من خلاله أصحاب النزوات أوطارهم! ثم يحلونه!!    شبابنا لا يتحلى بالروح الوطنية إلاّ في الكرة ومسابقات ستار أكاديمي وما شابه هذا من « الملاحم » الوطنية التافهة. أمّا إذا جدّ الجدّ فإنّك ترى شبابنا يستهتر بالوطنية وبرموزها فيصفّر ويطلق أصواتا بذيئة عند رفع العلم في المدارس ويتندّر بتخلف بلاده مقارنة بالأمم المتقدمة ويجاهر أحيانا بأنّه مستعدّ إلى بيع هذا البلد بلفتة.

(أم زياد: كلمة)

ذلك يا سيدتي من إنجازات « العهد الجديد » الذي « جدد » كل شيء بما في ذلك مفهوم الوطنية ورموزها فواكبي « التغيير » وسيري في ركابه أو اصمتي ودعي الشباب يعيش « فرحته » !! … فما يُبكيه كثير!!    ولم يفرق رئيس جامعة الزيتونة بين الزي الوطني والإسلامي، قائلا: « نحن في تونس نرى أن اللباس الإسلامي هو اللباس الوطني (الفولار والسفساري) الذي يحجب الرأس ويغطي العورة، ويحقق الاستقامة في السلوك ». وردا على سؤال حول استهداف السلطات للفتيات المحجبات، قال بو يحيى: « إن الفتيات اللاتي يرتدين اللباس الوطني المحتشم في مأمن من المضايقات أو منعهن من دخول الجامعة ». 

(الحوار نت ةنقلا عن إسلام أون لاين)

ستكتب شهادة سالم بن يحيى ويسأل! ولا شك أن سي بو يحيى ـ بصفته رئيسا لجامعة الزيتونة « الإسلامية » ـ  « مِدّْبْ » ويعرف عقوبة شهادة الزور!! سواك: صـابر التونسي


كيف تعاطت قوى اليسار في تونس مع انتفاضة الحوض المنجمي

 

 
بشير الحامدي تعرف منطقة الحوض المنجمي في الجنوب الغربي التونسي انتفاضة يشارك فيها كل أهالي هذه المنطقة المحرومة والمفقرة منذ عقود رغم ثروة الفسفاط الهائلة التي تستخرج من مناجمها والتي تستغلها شركة فسفاط قفصة ولا يجني منها أهالي المنطقة منذ بدء استغلالها غير المزيد من الفقر والتهميش والإقصاء والبطالة. وللتذكير فقد انطلقت احتجاجات مواطني هذه البلدات منذ أكثر من خمسة أشهر على إثر انكشاف تلاعب هذه الشركة بمعية بعض أصحاب النفوذ في الجهة بمن فيهم بعض النقابيين الفاسدين بنتائج مناظرة أجريت لتشغيل بعض الشباب المعطل الحامل للشهادات. لقد تطور احتجاج مواطني الحوض المنجمي من مجرد احتجاج قام به بعض الشباب المعطلين عن العمل في بلدة الرديف من أجل إلغاء هذه المناظرة إلى انتفاضة شعبية شاملة انخرطت فيها البلدات المنجمية الأخرى المجاورة تحت عنوان بارز هو الحق في الشغل وفي تنمية عادلة. وبرغم إقدام السلطة وفي أكثر من مرة على قمع الأهالي المنتفضين وترهيبهم ومحاصرة البلدات المنجمية فإن الانتفاضة لازالت مستمرة وقد تشهد في قادم الأيام مزيدا من التجذر خصوصا بعد أن تبين المنتفضون أن السلطة لم تصغ لمطالبهم ولم تسع لمعالجة أسباب الأزمة وخيرت التعاطي معهم بأسلوب القمع والترهيب والمحاصرة وليّ الذراع. إن استمرار انتفاضة المناجم كل هذا الوقت وصمود مواطني هذه البلدات في وجه الحصار والقمع الذي بلغ حدّ إطلاق الرصاص على المواطنين أثناء تظاهرهم كما حصل في بلدة الرديف يوم 06 جوان الجاري وكذلك تنوع أشكال نضالهم وكيفية إدارتهم لتحركاتهم وإصرارهم على المضي قدما من أجل تحقيق مطالبهم والتضحيات الجسام التي قدّموها في سبيل ذلك حيث استشهد إلى حدّ الآن 06 مواطنين كان آخرهم الشهيد الشاب حفناوي بن رضا المغزاوي الذي وقع قتله بالرصاص الحي يوم 06 جوان الجاري في مواجهة بين المتظاهرين العزل وقوات القمع المدججة بالسلاح مثل قطيعة مع مسار الركود والإستكانه والتأقلم مع واقع القمع المفروض والاستغلال السائد منذ عشريتين في تونس. طبيعي جدا أن تكون منطقة الحوض المنجمي هي حاضنة هذه النقلة النوعية في النضال فكل الظروف هناك موضوعيا مهيأة وتدفع إلى اندلاع هذه الانتفاضة والاستمرار فيها. وبغض النظر عن النتائج التي سيفضي إليها نضال مواطني الحوض المنجمي وعن المسار الذي ستتطور فيه الأحداث في المستقبل سواء في منطقة الحوض المنجمي أو في بقية أنحاء البلاد عموما نظرا لحالة الاحتقان السائدة جراء الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تمر بها البلاد اليوم فإنه لابد من التأكيد على أن الانتفاضة وبعد  خمسة أشهر من الصمود تستأهل أن يقع دراستها واستقاء الدروس منها لا فقط لأنها مثلت قطيعة مع مسار الركود الذي خيم على الأوضاع طيلة عشريتين بل كذلك لما بينته من أهمية للانتفاضة الشعبية كشكل من أشكال النضال الجذرية وما يمكن أن تتيحه من إمكانيات أوفر للطبقة العاملة وللغالبية العظمي من الجماهير المستغلة للنضال ضد السياسة الطبقية المتبعة خصوصا بعد أن تبينت النتائج الكارثية لمخططات الخوصصة والاندماج في اقتصاد السوق والارتهان بسياسات صندوق النقد الدولي وباتفاقيات الشراكة الجائرة هذه السياسات التي لم يجن منها الشغيلة وكل الطبقات والفئات الفقيرة في مجتمعنا غير المزيد من البؤس والتفقير والبطالة والتهميش والتي أدت وفي عديد البلدان القريبة والبعيدة منا إلى بروز انتفاضات ومقاومات شعبية وإضرابات جماهيرية أبرزها ما وقع أخيرا في المغرب والجزائر ومصر و اليمن وفي في بلدان أخرى عديدة أوضاعها مشابهة لأوضاعنا.   انتفاضة الحوض المنجمي نقلة نوعية في النشاط الجماهيري في العشريتين الأخيرتين   لئن كانت الإعتصامات العمالية التي وقعت في بعض المصانع ضد التسريح وهشاشة التشغيل وموجة إضرابات الوظيفة العمومية وإضرابات الجوع و نضالات أصحاب الشهائد المعطلين وكل التحركات التي وقعت على امتداد السنوات القريبة الماضية قد عبرت بشكل محدود جدّا عن رفض الجماهير لسياسة الاستغلال الطبقي والتفقير والبطالة والتهميش والقمع بكل أنواعه والذي تمارسه السلطة بشكل مكشوف فإن انتفاضة الحوض المنجمي تعتبر الحدث الأكثر دلالة وعمقا على هذا الرفض ويمكن القول أنها مثلت نقلة نوعية في النشاط الجماهيري في العشريتين الأخيرتين سواء من حيث الأشكال النضالية والتعبئة الشعبية وجماهيرية الحركة أومن حيث المطالب والشعارات التي رفعت. وقد برز ذلك في:   أولا: انتفاضة الحوض المنجمي مثلت سواء من حيث أشكال النضال أومن حيث المطالب التي رفعها المنتفضون تجاوزا جذريا لأشكال النضال وللأرضية المطلبية التي انصرفت إليها المعارضة اليسارية خلال العشريتين الفارطتين وبقيت تراوح فيها والتي لم تتجاوز بعض الاجتماعات التي اتسمت بطابع نخبوي معزول أو بعض الاحتجاجات والتي لم تكن لتستقطب الجماهير جراء انكفاء هذه المعارضة على النضال على واجهة واحدة هي واجهة النضال الحقوقي و الإنساني برغم أهميتها وعدم إيلاء مطالب الجماهير المباشرة الأهمية التي تستحقها.   ثانيا: برغم محليتها وانطلاقتها العفوية والتي سريعا ما وقع تجاوزها أعادت انتفاضة المناجم إلى الواجهة أهمية المقاومة ضد الاستغلال والتفقير والقمع ومصادرة الحريات عبر الانخراط في أشكال النضال الجذرية والقطع مع الاستكانة والخنوع وقد لمسنا ذلك لدى مواطني الحوض المنجمي والذين توصلوا بأنفسهم وعن طريق تجربتهم الخاصة وفي غياب أي تأثير من أي حزب أو تنظيم سياسي مهما كانت مشاربه إلى ما يمكن أن تمنحه هذه الأشكال الجذرية من قدرة للجماهير عندما تنخرط فيها على الصمود والمقاومة. إن هذا الوعي هو الذي جعل من انتفاضة المناجم انتفاضة مستمرة لأكثر من خمسة أشهر برغم كل أشكال العسف والترهيب والمحاصرة.   ثالثا: انتفاضة الحوض المنجمي أحيت من جديد راية النضال على المطالب المباشرة للجماهير الشعبية هذا البعد النضالي الذي غاب خلال العشريتين الفارطتين بفعل سياسة المشاركة التي أنجر إليها الإتحاد العام التونسي للشغل وبفعل عدم مراهنة المعارضة الديمقراطية بمختلف مكوناتها بما في ذلك جناحها اليساري على طرح الملف الاجتماعي وخوض نضالات على مستوى هذا السقف.  رابعا: التعبئة الجماهيرية والمشاركة المواطنية الكثيفة في الانتفاضة والدور الذي لعبه العمال والشبيبة المعطلة والفلاحون الفقراء ومستخدمو الدولة والنساء سواء العاملات منهن أو ربات البيوت وأشكال النضال المتنوعة التي أبدعها المواطنون   [إضرابات الجوع ـ الإعتصامات المظاهرات ـ نصب الخيام في الساحات والشوارع وفي الطرق وأمام شركة فسفاط قفصة رمز الاستغلال في الجهة والمرابطة فيها أياما ـ الاعتصام والمرابطة أمام مقرات السلطة المحلية والوعي بضرورة الاستمرار في هذه الأشكال النضالية واندماج النقابات المحلية في الانتفاضة وانخراط  النقابيين الكفاحيين في الجهة بكل شجاعة ومسؤولية في وقيادة التحركات الشعبية وتأطيرها…] أسقط ذلك الرأي التبريري السائد في صفوف المعارضة الديمقراطية وفي صفوف مكونات جناحها  اليساري بكل تلويناته والذي مفاده أن هذه المعارضة لا يمكن لها أن تقدم أكثر مما تقدمه في ظل القمع السائد وسياسة القبضة الحديدية للسلطة وفي ظل غياب الوعي في صفوف الشعب وكأن مهمة توعية الشعب والرقي بأشكال نضاله ليست مهمة ملقاة على عاتقها. خامسا: بينت الانتفاضة أيضا أن غياب القوة السياسية القادرة على قيادة الجماهير المنتفضة لم يعق نضال مواطني هذه البلدات فقد تجاوز المنتفضون هذا الضعف الذاتي سريعا وأفرزت الانتفاضة ومنذ أيامها الأولى قواها القائدة والمنظمة والموجهة [ لجنة التفاوض] والتي هي في الحقيقة ليست لجنة تفاوض فقط إنها لجنة شعبية كفاحية وميدانية منظمة ومؤطرة لمعركة أهالي الحوض المنجمي في الشغل وفي التنمية العادلة وهو معطى بين وبالملموس أن انتفاضة الحوض المنجمي عمليا وعلى صعيد المطالب التي رفعتها أو على صعيد أشكال النضال التي ابتكرتها وانخرطت فيها الجماهير المنتفضة أو على صعيد قدرة هذه الجماهير على التنظم الذاتي كانت متقدمة أشواطا على جميع الأحزاب والمنضمات وخصوصا تلك التي تطرح نفسها كقوى تغيير جذري و تعتبر نفسها ممثلة للجماهير ومدافعة عنها. سادسا: نشاط الجماهير في الحوض المنجمي أشّر كذلك لما للجماهير من إمكانيات غير محدودة  للمقاومة والنشاط عندما تفقد ثقتها في السياسات القائمة وعندما تجد من النخب من يساعدها على التخلص من ترددها وخوفها وينخرط معها وفي طليعتها من أجل تحقيق مطالبها المباشرة. [والكلام هنا موجه عموما للمعارضة الديمقراطية وتحديدا لمكونات جناحها اليساري الذي عجز وعلى امتداد خمسة أشهر عن تنظيم مساندة نشيطة وفعالة لهذه الانتفاضة تتجاوز إصدار البيانات والخطابات في الفضاءات المغلقة.] كما بينت الانتفاضة أيضا أن الجماهير يمكن وفي كل لحظة من اللحظات أن تتحرر من خوفها من جبروت السلطة وأجهزة الدولة القمعية متى آمنت هذه الجماهير بقوتها واتحدت على مطالبها وهو وعي ليست الجماهير في حاجة لأن تقرأه في الكتب والبيانات إنه وعي لا يحصل إلاّ بالممارسة الميدانية ولا يكتسب إلاّ في الشارع بالتمرس على إفتكاك الحقوق هذه اللحظة الفارقة في الوعي والممارسة حصلت لجماهير الحوض المنجمي وخصوصا في بلدة الرديف حيث تحولت الجماهير هناك بالفعل إلى كتلة متراصة يصعب هزمها أو تركيعها وحتى إن انكمش نشاطها أو خمد بفعل القمع فلن يكون ذلك إلا لفترة وسرعان ما يعود هذا النشاط وتعود هذه الجرأة أقوى وأقوى من ذي قبل. لماذا ولت القوى اليسارية وجهها عن الانتفاضة؟ تميزت بداية السنة الحالية في تونس بحدثين هامين الأول الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجرى في تونس سنة 2009 والتي بدأ التسخين لها قبل حلولها بأكثر من عام والثاني انتفاضة مواطني الحوض المنجمي المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر. ولئن استقطب الحدث الأول المعارضة الديمقراطية التونسية بكل مكوناتها وأصبح أهم انشغالاتها طيلة الفترة المنصرمة فإن انتفاضة المناجم ورغم طابعها الجماهيري ووضوح مطالبها واستمراريتها وتقديمها لستة شهداء إلى حدّ اليوم ورغم ما تعانيه البلدات المنجمية من حصار وما يعانيه مواطنوها من ترهيب و قمع بلغ حدّ إطلاق الرصاص على المواطنين العزل فإن المعارضة الديمقراطية مازالت تتعاطى معها كحدث ثانوي لا يستحق منها أكثر من إصدار بيان أو إقامة اجتماع احتجاجي لا يحضره غير أنفار قليلون ولا يتجاوز صداه جدران المكان الذي انتظم فيه. في الحقيقة إن التعاطي مع انتفاضة المناجم بهذا الشكل مفهوم ولا يثير الاستغراب من بعض مكونات هذه المعارضة وتحديدا من جناحها الليبرالي والإصلاحي هذا الجناح الذي لم يكن في يوم يطرح على نفسه مهام النضال الاجتماعي بل أقصى ما يطمح إليه هو مشاركة في الحكم على قاعدة إصلاحية برجوازية ليبرالية. إن الذي يثير الاستغراب هو تعاطي تلك القوى التي تزعم أنها يسارية ومنحازة للطبقة العاملة ولفئات الشعب الفقيرة وأنها تعمل من أجل التغيير الجذري للمجتمع لصالح هذه الطبقات مع ما يحدث في الحوض المنجمي بمثل هذا التقصير والآمبالاة والانكماش. وبغض النظر عن أسباب هذا العجز والضعف [الموضوعية والذاتية] والتي ليس هذا مجال الحديث فيها نؤكد على أن عجز هذه القوى اليسارية وبكل امتداداتها القطاعية [الشبابية والنقابية وغيرها] عن مساندة احتجاجات مواطني الحوض المنجمي المساندة المنشودة لا يدل إلاّ على شيء واحد هو أن هذه القوى مازلت تفصلها هوة كبيرة عن صفوف الشعب. إن هذه الهوة لاشك ليست وليدة اليوم إنها نتيجة مسار كامل من تراجع هذه القوى وإدارة الوجه عن النضال الاجتماعي وعدم تبني مطالب قطاعات الحركة الاجتماعية والعمل على تسييسها والرقي بها. الكل يعلم أن هذه القوى اليسارية لم تفعل شيئا في مواجهة النتائج الكارثية  لسياسة الخوصصة وسكتت عن ملف التدهور في المقدرة الشرائية وغلاء الأسعار و ملف التشغيل وتعاطت سلبيا مع مطالب الجماهير المعطلة والتي رفعت وفي أكثر من مناسبة مطلب الحق في الشغل ولم تعر اهتماما لحركة الإعتصامات التي وقعت ضد التسريح وهشاشة التشغيل وانسحبت من معركة الدفاع عن استقلالية الحركة النقابية واكتفت بالنضال  في مجال الحريات السياسية وحصرت نشاطها كله في هذا المجال وهو ما حكم عليها أي [القوى اليسارية] بالانعزال عن الحركة الشعبية وحال دونها والإنغراس في صفوف الشعب لا بل أكثر من ذلك فقد تذررت هذه القوى وتشتتت على محاور تحالفات سياسية عاجزة موضوعيا عن تمثل مطالب الجماهير المباشرة والنضال من أجل تحقيقها. إن الهوة التي تفصل هذه القوى عن الحركة الشعبية ستتعمق إن لم تستخلص هذه القوى الدروس التي يجب استخلاصها من انتفاضة المناجم . إن هذه القوى مطالبة بإعادة النظر في مجمل مواقفها وتكتيكاتها وتحديدا حول ثلاثة محاور هي: ــ التحالفات المقامة الآن من أجنحة هذا اليسار . ــ البرنامج الذي تناضل على أساسه ومهمات هذا البرنامج المباشرة في علاقة بالمطالب الملحة للحركة الشعبية. ــ أشكال النضال ومهمة بناء أدوات النضال الملائمة لمختلف قطاعات الحركة الاجتماعية. إن القوى اليسارية اليوم أمام تحدّ تاريخي فليس المهمّ ما تعلنه هذه القوى اليسارية عن نفسها أو ما تحبّره من بيانات وبرامج المهم هو ما هي عليه بالفعل. وما هي عليه بالفعل لا يبشر بغير مزيد التذرر والانكفاء والانعزال عن صفوف الشعب. وحده برنامج جذري تتفاعل فيه كل أبعاد النضال وملتصق بمطالب الجماهير المباشرة على قاعدة إستراتيجية طبقية ثورية معارضة ومستقلة عن البرجوازية الليبرالية والبرجوازية الصغيرة الإصلاحية بكل تلويناتها قادر على التقدّم أشواطا بنضالات الحركة الاجتماعية نحو تحقيق أهدافها ومطالبها وعلى الخروج  بهذا اليسار من عزلته وضعفه وانكماشه وإصلاحيته وتحويله إلى قوة سياسية فاعلة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملاحظة: سننشر قريبا دراسة نتناول فيها مختلف الإشكاليات التي تعرضنا إليها باقتضاب في هذا المقال. تونس في 17 جوان 2008

قفصة.. والمجتمع المدني

 

 
 كمال بن يونس   قرأت مثل كثير من التونسيين أن من بين المبادرات التي قام بها بعض المسؤولين الجدد في منطقة قفصة والمناجم ـ بينهم المسؤول الاول الجديد لشركة فسفاط قفصة ـ لقاءات بممثلي الجمعيات غير الحكومية والنقابات وشخصيات مستقلة لها وجهة نظر حول طرق معالجة الملفات الاجتماعية التي تشغل بال الجميع منذ مدة..    وهذا ايجابي..   بالنسبة للواقعيين لا ينبغي التركيز على غلطات الامس.. بل ينبغي اعطاء الاولوية لتحسين الاداء حاضرا ومستقبلا.. مهما كان عمق الجراح التي خلفتها أخطاء الامس القريب..   وليس من مصلحة أبناء منطقة الحوض المنجمي اليوم « قتل الوقت » في الحديث عن الماضي.. مهما كان مؤلما.. بل إن اكبر خدمة يقدمها الجميع لفقراء الجهة والعاطلين عن العمل فيها احداث موارد رزق لهم ولأبنائهم وبناتهم في أقرب وقت.. حتى ينعموا مثل غالبية التونسيين والتونسيات بالغذاء والشغل اللائقين.. وبصيف جميل وهادئ..   ولا يمكن لأي جهة في العالم اليوم أن تزعم أنها قادرة على القضاء نهائيا على البطالة والفقر.. لكن تخفيض نسب العاطلين والمهمشين ممكن.. وضروري.. بل متاكد.. والأمن الاجتماعي مفتاح الامن العام..   ومعالجة مشاغل الشباب عن طريق الحوار تبقى الخيار الاوكد..   ومهما كانت جهود المجالس الجهوية فان تخفيف نسبة البطالة يبنغي أن يكون عملا جماعيا.. تتفاعل فيه جهود ممثلي الدولة والقطاع الخاص ـ بكل مكوناته ـ ونقابات العمال.. والجمعيات والاحزاب الممثلة قولا وفعلا.. مع تشريك المستقلين من رجال الاعمال والمثقفين الذين لم ينجح اتحاد الصناعة والتجارة واتحاد الشغل والاحزاب البرلمانية في استقطابهم.. لكنهم يمكن أن يثروا فعلا الاستشارة حول التشغيل.. والحوار مع الشباب.. وأن يقوموا بمبادرات تساهم في معالجة المشاكل القائمة.. وعلى رأسها معضلة البطالة.. وتكريس البند الاول في البرنامج الانتخابي لرئيس الدولة خلال انتخابات 1999و2004: « التشغيل أولويتي »..   وعسى أن تستبق بقية الولايات والمؤسسات العمومية والخاصة أزمات مماثلة ـ لما حصل في الحوض المنجمي ـ فتتفتح على آراء المستقلين وممثلي المجتمع المدني.. وعلى كل الكفاءات.. حتى يساهم الجميع في بناء تونس متقدمة ومتوازنة.. على كل المستويات..   المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 18 جوان 2008


 
 

معارض تونسي يحذر من مغبة توظيف أحداث قفصة

 

 
المناعي: على المعارضة ان تقدم برنامجا سياسيا تناظر به برامج الحكومة لا ان تركب موجة المطالب الاجتماعية. ميدل ايست اونلاين باريس وتونس – حذر المعارض التونسي أحمد المناعي المعارضة التونسية من مغبة استغلال الأحداث الأخيرة في الحوض المنجمي بجهة قفصة جنوب البلاد. وقال أحمد المناعي المقيم في باريس خلال حديث بثته قناة « الجزيرة مباشر » إن « المعارضة إذا ركبت موجة المطالب الاجتماعية فهي مخطئة جدا ويخطئ عمال وأهالي هذه المنطقة إذا تفاعلوا مع المعارضة ». والجدير بالذكر أن عددا من الراديكاليين التونسيين المقيمين داخل البلاد وخارجها حاولوا توظيف مطالبة بعض العاطلين عن العمل بفرص تشغيلهم في شركة استغلال مناجم الفوسفات في قفصة. وعبرت معظم الأحزاب التونسية عن تفهمها لمطالب التشغيل لكنها أبدت رفضها للجوء بعض العناصر لاستعمال العنف. واستهجن مراقبون محاولات تضخيم مثل هذه الأحداث وآخرها الزعم أن بعض أهالي بلدة حاسي الفريد في محافظة القصرين (غرب تونس) قد اختطفوا أربعة من رجال الحرس الوطني احتجاجا « على عدم توفير السلط العلف لماشيتهم ». واعتبر الناشط النقابي علي بن صالح المدرس بالجامعة التونسية مثل هذه المزاعم « مختلقة وغريبة عن سلوك المجتمع التونسي الميال بطبعه إلى مفاضلة انتهاج الحوار على استعمال العنف. » ووجه أحمد المناعي من جهة أخرى انتقادات شديدة إلى المعارضة التونسية بالقول « إنه ليس لهذه المعارضة قواعد شعبية أو برامج بديلة ». وقال: « أعتقد أنه ليس هناك معارضة ذلك أنه لا يصح الكلام عن وجود معارضة إلا عندما يكون لها برنامج سياسي تناظر به برامج الحكومة وهذا ما لم يحدث ». وشن المناعي هجوما بالخصوص على حركة « النهضة » التونسية المحظورة مؤكدا انه اكتشف بعد سنة 1991 أن « القضية لا تتعلق بنظام مستبد هجم هجمة شرسة على حركة مسالمة »، بل إن هذه الحركة « كانت قد خططت لمحاولة انقلابية سنة 1991 بنفس الطريقة التي خططت بها لمحاولة سابقة سنة 1987″، حسب قوله. المصدر موقع ميدل ايست اولاين بتاريخ 17 جوان 2008

مناظرة بين حنفي والمرزوقي حول مواجهة الفكر الديني والفلسفي لتحديات الراهن
 
  زهير الخويلدي نظم منتدى الجاحظ الذي يرفع منذ انبعاثه شعار: »من أجل تنوير عربي إسلامي » يوم الأربعاء 4 جوان   2008 مناظرة بين فيلسوفين عربيين مميزين هما المصري حسن حنفي والتونسي أبو يعرب المرزوقي وقد تمحور الجدل حول عدة قضايا أهمها العلاقة بين الدين والفلسفة وأزمة الفلسفة اليوم ودورها في عقلنة تعامل الهوية مع العولمة. اللافت للنظر أن الحوار بين الفلاسفة العرب هو حوار حول الماهيات وأن النتيجة هي لا غالب ولا مغلوب أي بعيدة عن منطق الانتصار والهزيمة وأن الفوز الأكبر يحصل للثقافة العربية لما وقع تحريكه وتم فتحه من إشكاليات ورهانات نحن في أمس الحاجة إليها في عصر المثقف الاستعراضي والفكر المنمط والذوق الهابط، وهذا اللقاء هو مواصلة لتفاعل تاريخي حول قضايا شؤون الحكم والتنوير والإصلاح الديني ودور المرأة في المجتمع وتجديد العلوم وقد حصل بين أرض الزيتونة وأرض الأزهر منذ ابن خلدون أين وجد خير الدين الى جانب الطهطاوي والثعالبي الى جانب محمد عبده والطاهر الحداد الى جانب قاسم أمين والطاهر بن عاشر الى جانب على عبد الرازق وبورقيبة الى جانب عبد الناصر وخضر حسين الى جانب طه حسين وهاهو التفاعل يستمر فنرى أبو يعرب المرزوقي المنتصر الى التيار الاسمي في الفلسفة العربية ممثلا في الغزالي وابن تيمية وابن خلدون ضد التيار الواقعي يجادل حسن حنفي صاحب مشروع « التراث والتجديد » والمنتصر الى التيار العقلاني والذي يمثله المعتزلة وابن رشد والساعي الى إعادة بناء علوم الدنيا وخاصة علم الكلام وعلم أصول الفقه وعلوم الحكمة وعلم التصوف على ضوء متطلبات العصر والذي تقدم خطوات هامة في سبيل انجاز مشروعه. 1*ماهي علاقة الفكر الديني والفلسفي وتحديات الراهن؟ حسن حنفي: مصدر المعرفة الانسانية ثنائي وهما بعدان: الأول فلسفي والثاني ديني، الفلسفي أقرب الى المنهج منه الى الموضوع يتميز بالطابع البرهاني العقلاني ويرتكز على التأمل الذاتي وتحليل الخبرة المعيشة، علاوة على ذلك ان الفلسفي بعيدا أن يكون إيمانيا تسليميا ولا يعتمد على سلطة بل مرتبط بالتفكير والتساؤل والحرية والخلق وممارسة النقد ويرى تعدد الآراء. أما الديني من جهة ثانية فيبدأ بحقائق مسبقة ويقينيات هي الإيمانيات ويعتقد في المفارقات والغيبيات ويؤمن بشيئية العقائد وقدسية النصوص أي أنه يتصور العقائد على أنها أشياء ويرى أن الرأي واحد وأن البواقي من الآراء يجب أن تحذف، كما أن الحوار داخل الفكر الديني صعب لأن منطقه هو منطق الفرقة الناجية بينما الحوار يشترط تواجد تنوعات وكثرة من الأشخاص والآراء جنبا الى جنب.  فماذا نفعل أمام هذه الثنائية: العقل والدين، الفلسفة والإيمان؟ وهل تستطيع المعرفة الانسانية أن توحد؟ وماذا نفعل ان فشلنا في الوصول الى وحدة بين الديني والفلسفي؟ في الواقع ليس الفكر الديني فكرا واحدا بل متعددا إذ هناك الشرع والكلام والأصول والذوق وكلها أنماط من الخطاب وتجارب حية تدور حول نفس التجربة الإيمانية. ان الديني والفلسفي متفقان من حيث الجوهر والغاية ومختلفان في أدوات التفكير ومجال الانطباق إذ أن الفيلسوف نخبوي ويتكلم الى الخاصة والنبي جماهيري ويتكلم للعامة. أبو يعرب المرزوقي: يجب التكلم من منظور آخر، فلغة العنوان طبيعية عادية لا تطرح أي إشكال في ظل غياب أية علاقة بين الفكر الديني والفلسفي من جهة وتحديات الراهن من جهة أخرى وبالتالي ينبغي أن تتوفر عدة وسائط بين الطرفين. اذا كان الفكر الفلسفي يتوسل وساطة العلم لمواجهة تحديات الراهن فإن الفكر الديني يتوسل وساطة الأخلاق في نفس المهمة وهي مواجهة تحديات الراهن. غير أن الوسيطين العلمي والأخلاقي مفقودين عند العرب في الحالة الحاضرة وكل من الفكر الديني والفلسفي قد تحولا الى جزء من تحديات الواقع ويمثل كل واحد منهما تحدي للآخر، فجوهر الإشكالية التي يعاني منها العرب تتمثل في كون الشخص العلماني يزعم أن الفكر الديني هو عائق أمام تطور الواقع والشخص الإيماني يدعي أن الفكر العلماني هو عائق أمام التمسك بالأخلاق. حسن حنفي: ان الأمر يتعلق بثلاثية هي الدين والفلسفة والواقع ويمكن أن نلاحظ وجود تداخل بين الدين والفلسفة في علاقتهما بالواقع إذ أن داخل العلم هناك نوع من الانشائيات وصور افتراضية وداخل الدين هناك خطاب خبري لأن الفكر الأصولي مبني على الإخبار. هناك أخلاقيات داخل العلم وعلم داخل الدين فالفلسفة تسعى الى الفهم بينما الدين هو التدبير حيث يوجهك الى الطبيعة من أجل أن يساعدك عقلك البشري على اكتشاف قوانينها. أبو يعرب المرزوقي: أين الخامسة في الإشكاليات الأربعة؟ المشكل أن الفيلسوف عندما يوسط العلم لمجابهة تحديات الراهن يستثني ذاته والمتدين يفعل نفس الشيء عندما يوسط الأخلاق فهو يلغي ذاته وبالتالي فان الحلقة الخامسة المغيبة هي الذات. ان الذي يتم إلغائه هو الواسطة أي العلم والأخلاق واذا ما تم إدخال الذات فان ذلك يؤدي الى تلازم بين العلم والأخلاق. هذا الإشكال يمكن وضعه في معادلة رياضية هي التالية: كفاية العلم عند الفيلسوف لحل إشكال الواقع وكفاية الأخلاق عند المتدين لحل إشكال الواقع وهو ما ينتج عنه تغييب كلي للذات. 2* هل الفلسفة تعيش أزمة هيكلية؟ هل مازالت تلعب دورا مركزيا في مرحلة ما بعد الحداثة؟ هل مازل للفيلسوف دورا في عصر العولمة؟ أبو يعرب المرزوقي: الموضوع يطرح من جهتين: الفكر الفلسفي العالمي والفكر الفلسفي العربي، الفكر الفلسفي العالمي يتقدم وهناك نظريات جديدة في حين أن الفكر الفلسفي العربي يعيش أزمة وهو في حالة ركود. سبب الأزمة التي يعاني منها الفكر الفلسفي العربي هي غياب الوسيط لأنه لو عرفنا الفلسفة لقلنا إنها قول على قول أو قول ما بعدي وهي تقيم بينها وبين موضوعها وساطة تارة العلم وطورا الأخلاق واذا ما أرادت الإبداع مباشرة لقلنا أنها مطالبة بالمرور مباشرة الى الواقع دون وساطة.  ابن خلدون مثلا أسس علم التاريخ بنقد الخبر عن الحدث والمؤرخ هنا مطالب بنقد الوثيقة وبالتجريح والتعديل والأمانة في الإخبار حتى يطابق عمله المعايير الموضوعية. ليس هناك عند العرب هذا الوسيط أي علم التاريخ وماهو موجود هو فلسفة نظرية في التاريخ وحتى الفنومنولوجيا هذا الإدراك المباشر للواقع فإنها تدخل النسبية على الوساطة العلمية مما يقربها من جنس الأدب. حسن حنفي: ثمة تبادل للمواقع بيني وبين زميلي أبي يعرب فهو متعود على التأمل النظري والمعرفة المجردة وأنا منخرط في الهم اليومي ومتعود على الممارسة والعمل ولكن نراه اليوم يخوض في الأمور العملية ويترك لي المسألة النظرية، ما نلاحظه بالفعل أن الفلسفة في أزمة ونحن كلنا في أزمة وهي ليست أزمة حداثة وفشل تنوير وكبوة إصلاح بقدر ماهي أزمة حصار الزمن حيث ينتصب سجن له ثلاثة حوائط أمامنا ويمنعنا من التقدم: –       حائط التراث والماضي والقدامى حيث نقف أمامه موقف تقديس وتعظيم. –       حائط الحداثة والعولمة والفكر الغربي الوافد حيث نقف أمامه موقف انبهار وتقليد واستهلاك. –       حائط الواقع المعيش والأوضاع البائسة حيث الانقسام والحيرة والتردد والانتظار واللامبالاة, بينما المطلوب هو فك حصار الزمن بالتخلص من ثقل الماضي ووطأة الحاضر وسلطة الفكر الغربي علينا لأن خلافنا معه هو خلاف حول المرحلة التاريخية فهو ينهي ونحن نبني، هو يهبط ونحن نصعد. الفلسفة في أزمة لأنها عند العرب محاصرة بالمنقول منذ الغزالي وابن تيمية ولأنها عند الغرب تقوم الآن بتفكيك الأسس التي انبنت عليها. أبو يعرب المرزوقي: العلم عند الغرب حصل كوسيط وتجاوز حده بينما عند العرب لم يحصل والأزمة هي غياب الوساطة العلمية والخلقية بينما عند الغرب تتمثل الأزمة في عدم كفاية الوساطتين العلم والأخلاق وهنا ظهرت ما يسمى بأزمة قيم وعاش الغرب حالة ما بعد العلم وما بعد الأخلاق.  بينما الذي يجعل العلم والأخلاق يتطوران هي الحرية وهي القيمة الوجودية الكبرى وأصل كل القيم والحرية في الإيمان هي الدين الصادق وفي العمل هي الإخلاص والإحسان وغياب النفاق والرياء. حسن حنفي: البحث عند العرب ليس في ما بعد كما هو في الغرب بل متمحور حول ما قبل أي الشروط التي تؤدي الى التأسيس ولذلك يجب الحرث وتقليب كل شيء من أجل زرع زرعا جيدا. نحن أمام علامة استفهامية كبيرة مطروحة هي: أين نحن نعيش؟ في أي عصر نوجد ؟ لقد تحول عندنا رجل العلم الى حافظ وعارض للأفكار والآراء ولم يعد قادر على إقامة الإصلاح والتغيير لذلك يعاد السؤال عندنا من جديد: من أين نبدأ من جديد؟ هل من الوحي أم من العقل؟ هل يمكن للدين أن يكون فلسفة؟ وهل الأزمة تتمثل في إقامة فلسفة الدين؟ الوحي والعقل هما مصدرا المعرفة الانسانية والوحي قائم على العقل والطبيعة والنظر أول الواجبات والعقل هو الأساس في التكليف والجزاء والاستخلاف والتعمير. أبو يعرب المرزوقي: الما بعد هو إبداع القيم الجمالية التي تضفي المعنى على العالم والاستخلاف هو أن يكون الانسان راعيا للكون وهنا يجب أن نتجاوز الإبداع العلمي والأخلاقي الى معناهما أي علاقات الحب التي هي جوهر الدين. السؤال الذي يطرح هنا هو: هل صار الدين والفلسفة شيء واحد؟ متى كانا مختلفين؟ وهل هما متنافسان على نفس الدول معالجة تحديات الراهن أم متكاملان؟ وماذا نفعل ان كانا متناقضين؟ الأزمة هي عدم فاعلية الفهم وعطالة الفعل  عند العرب لم يفهموا العالم بل أقصواه العالم وجعلوه ضدهم وكان من الأجدى أن يفهموه ويجعلونه معهم. هناك تنازل عن القيم وعدم تدبر لآيات القرآن لأن آيات الأفاق يمكن أن تساعد على قيام علوم الطبيعة وآيات الأنفس يمكن أن تساعد على قيام علوم الانسان. 3- هل نحن مطالبون بالتأسيس أم بإعادة البناء؟ أبو يعرب المرزوقي: لسنا مطالبين لا بالتأسيس ولا بإعادة البناء بل الاكتفاء بطرح السؤال الفلسفي الذي ينطلق من حيرة بينما السؤال الديني ينطلق من يقين ويطلب المعونة والتسديد من الغيب. المهم كيف أوجد وراء حيرتي الفلسفية وكيف أوجد وراء يقيني الديني والحل هو العلاج الطبي الديني أي الربط بين الإيمان والعمل. ان المطلوب ليس تأسيس علوم جديدة ولا إعادة بناء علوم قديمة تتماشى مع العصر كما يرى زميلي حنفي بل أن يكون لنا كونية العلوم الإسلامية وكونية القيم الإسلامية. ينبغي أن ننطلق من اللغة العربية التي تعتبر الى جانب الإغريقية واللاتينية والانجليزية لغة كونية للعلم ويجب أن نربي الانسان عندنا على التناصح بالحق والتواصي بالصبر. حسن حنفي: يجب إعادة بناء العلوم القديمة من أجل الرد على تحديات الراهن ويجب إعطاء الأولوية للعمل على النظر لأن الكوجيتو الإسلامي هو كوجيتو عملي والنظر تابع دائما وأبدا للتجربة التاريخية. الدين يقوم على الحيرة وليس فقط على العلم اليقيني ويظهر ذلك في تجربة الشك عند إبراهيم والنطق الإسلامي يقوم على قياس الغائب على الشاهد والفرضيات وليس على الحقائق المطلقة واليقينيات. العلم كوني ولكنه أيضا حضاري ولكل حضارة رؤيتها للعلم وموقفها من العالم واللغات الكونية الخاصة بالعلم ليست فقط العربية والإغريقية واللاتينية والانجليزية بل الصينية والهندية وغيرها. من الضروري نقد الاستشراق والرد عليه بعلم الاستغراب وليس مباركته والتسليم بالأحكام التي يصل إليها لأنه ارتبط بالتبشير والاستعمار ويكرس التبعية والتمركز على الذات. ملاحظة: لقد حركت فينا جميعا هذه المناظرة الكثير من الأسئلة وحققت لنا الاستفادة لأن تقدم الفكر العربي لن يتحقق الا بتكرار مثل هذه المناظرات وبإجراء حوار نظري بين العلماء يقومون من خلاله بمراجعة جذرية للمشاريع السائدة قصد نقدها وتلمس بديل حضاري متوازن وقد قمت بالتصرف في المناظرة حسب المعنى ولم أكتف بالنقل الحرفي لما سمعته وأتمنى أن أكون قد وفقت وأرجو من الأصدقاء أن يصححونني ان أخطأت. * كاتب فلسفي  


التجديد: تنقل وضعية المعتصمين الفارين في جبال سيدي إيفني

 

 
منهم المكلف بالحراسة، ومنهم المكلف بجلب الماء والطعام، ومنهم المسؤول عن التواصل، هكذا هي حياة شباب بسيدي إيفني فر إلى الجبال بعد المواجهات الأخيرة مع قوات الأمن، لم يملوا حياة الكهوف المحفوفة بالمخاطر، ولم يرهبهم سم عقرب لدغت أحد رفاقهم، وكانت ستودي بحياته لولا تدخل بعضهم الذي يعرف بعض الوصفات الطبيعية لذلك. الوصول إلى بعض هؤلاء الذين فروا إلى الجبال احتجاجا على أوضاعهم يكلف مسيرة ساعة ونصف عبر السيارة، وساعة على الأقدام، بينما الوصول إلى الآخرين الهاربين من المطاردات الأمنية قد يكلف أكثر من ذلك أو أقل. »التجديد » التقت بعضهم، فنقلت ظروف عيشهم، واستمعت إلى معاناتهم، مستعملة أسماء مستعارة لهم: مجرد خطة لم تنفع وعود المسؤولين المحليين لساكنة المنطقة بعدم اعتقال الفارين إلى الجبال، ولاتعهدهم بعدم متابعتهم قضائيا، بل اعتبروا ذلك مجرد خطة لاعتقالهم. يقول محمد: إن الأخبار التي تصلنا إلى هنا تفيد بوجود لائحة لدى رجال الأمن والمخابرات؛ تضم أسماء مطلوبين لديهم، ولا يمكننا أن نثق في مسؤولين وعدونا بحل ملفنا المطلبي منذ سنة ,2005 وأخلفوا وعودهم، إن هؤلاء وجهان لعملة واحدة شعارها  »نكث العهود، والتسويف والمماطلة ». لسنا انفصاليين  »لسنا انفصاليين، ولا إرهابيين، ولا مجرمين، نحن شباب سئم من البطالة والوعود الكاذبة للمسؤولين، لم نعد نطيق حياة التهميش والفقر والاستغلال »، كلمات قالها سعيد وهو يتحسر على واقع أليم؛ اجتر معاناته لسنوات طوال. لسعيد أسرة من واجبه أن يعيلها ويوفر لها قوتها اليومي؛ في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، وطموحه أن يحسن دخله المادي، انضمامه إلى مجموعة المعطلين كان من أجل مطالب اجتماعية صرفة، جلبت له وبال المتابعة القضائية؛ حسب ما يتردد في مدينة سيدي إيفني، لذا اختار الفرار إلى الجبال يوم السبت الأسود، لعلها توفر له بعض الحماية؛ في انتظار انفراج أزمة عمت مدينته الهادئة. يبتسم سعيد رغم قساوة الظروف التي يعيشها، وهو ينظر إلى أسفل الجبل، حيث تتراءى له منازل أسرته الصغيرة، ويتذكر طفلته الصغيرة التي ربما يتم تهدئتها بكلمات من قبل أقاربها؛ الذين يمنونها بعودة والدها إليها محملا بهدايا. يحكي سعيد عن بداية عيشه بالجبل قائلا  »كنا أول الأمر أكثر من مائة شخص، وكان رفقتنا قاصرين، حاولنا إقناعهم بالعودة إلى منازلهم، لأنه لا دخل لهم بالموضوع. لقاء وزير الداخلية ما يزال أحمد يتذكر الملف المطلبي الذي خطته يديه رفقة رفاقه؛ بعدما طلب منهم برلماني اتحادي انتداب لجنة ستسافر إلى الرباط؛ من أجل حوار وزير الداخلية، فانتخبوا تسعة أفراد، ليفاجؤوا ليلة السبت باتصال من وسيطهم يخبرهم بأن اللقاء تم إلغاؤه ». استسلم الشباب المعتصم بالميناء للنوم؛ حتى داهمتهم قوات الأمن في غفلة من أمرهم، فتحول حلم السفر إلى العاصمة الرباط، ولقاء وزير الداخلية؛ إلى كابوس جثم على صدر أحمد ورفاقه، فتحول اللقاء الموعود إلى هجوم أمني أتى على الأخضر واليابس. لم يكن بد من السفر إلى الجبال، يقول أحمد، من أجل الاحتجاج والاعتصام فيه، غير أن المطاردات الأمنية جعلت الكثيرين يغادرون المكان ويعودون إلى المدينة، فيما ظل البعض لحد الآن بالجبل.  »عانينا بداية مع الضباب الكثيف، فكلما ابتعد أحدنا عشرة أمتار تكثف البحث عنه خوفا على مصيره »، يقول أحمد لـ »التجديد »، لم نكن نرغب في الوصول إلى هذا الوضع، غير أن المسؤولين هم من وراء ذلك ». لم يستسغ أحمد كلمات ظلت في ذاكرته، قالها أحد المسؤولين في المدينة أثناء عقد لقاء معه خلال الاعتصام تهينهم. لم يتحمل هذا الشاب رؤية دوريات أمنية قدمت مع طريق البحر، فتمنى أن تحول وجهتها نحو جزيرة ليلى، عوض توجيهها إلى شباب لديهم مطالب اجتماعية صرفة ». لا يخشى أحمد من اعتقاله،، ويقول إنه لن يعود إلا بعد أن تتحقق مطالب آنية أجملها في قوله:  »إجلاء الطوق الأمني عن المنطقة، وإلغاء أي متابعة مفترضة بخصوص الفارين إلى الجبال، والإفراج عن المعتقلين ». آلام وأماني افترش أحمد بداية رفقة أصدقائه الحجارة والتحف السماء، غير أن الوضع تحسن قليلا بعد استقدام بعض الأفرشة من بعض المحسنين، وكانت المعاناة أشد في الأيام الأولى؛ مع الضباب الذي لم ينجلي إلا خلال اليومين الأخيرين؛ بعدما بزغت الشمس، فأعادت إليهم بعض الأمل في الحياة. مجموعة أحمد تتكون من اثنى عشر فردا يقسمون العمل بينهم، هناك المكلف بالحراسة ومنهم المكلف بجلب الماء والطعام؛ الذي اقتصر بداية على العديد من ثمار الأشجار الموجودة بالجبال؛ التي يحفظون مسالكها عن ظهر قلب. وحول الحالة النفسية التي يعيشونها يقول أحمد:  »معنوياتنا مرتفعة، لكن قلوبنا مع أهلنا داخل مدينة سيدي إيفني؛ الذين يستفزون ويروعون نظرا للتدخل الأمني الذي عاشوه  ». تلجأ مجموعة أحمدـ التي تتكون من شباب كلهم عزاب، إلى التخفيف من الضغط الذي تعيشه يوميا؛ عبر تبادل النكت وإبداع  »سكيتشات ». كما لا تخلو أحاديثهم من الكلام عن الزواج والأماني التي يحلمون بها، لكن سرعان ما يعودون لمناقشة مشاكلهم، وكل الاحتمالات الممكنة حول مصيرهم، مستئنسين بمذياع يتابعون فيه ما استجد من الأحداث، وهاتف يتواصلون به مع العالم الخارجي. خوف من المصير ما تزال فاطمة خائفة على مصير أخيها (ه) عضو جمعية المعطلين، الذي لم تره منذ يوم السبت الأسود، كما يسمونه، فهي تتلقى بعض أخباره عن طريق بعض زملائه، لكن أسرته تظل قلقة حول مصيره، خاصة والدته التي كلما أرادت أن تأكل إلا وتذكرت ابنها الذي يعاني قساوة العيش بالجبال. فاطمة وأسر عديدة التقتها  »التجديد »؛ تجزم أن أبناءها لم يكونوا يرغبوا في أي عمل تخريبي، بقدر ما كانوا يطالبون بحقهم في الشغل؛ بعدما سئموا سياسة  »التسويف وطول الانتظار ». تقول زوجة أحد الفارين إلى الجبال، وهو عضو السكرتارية المحلية  »زوجي ليس له علاقة بالعمل، ولم يكن معتصما بالمرسى، بل ذنبه أنه عضو في السكرتاية التي لا دخل لها في الاعتصام، بل كان يحاول إلى جانب أعضاء السكرتارية أن يكون وسيطا من أجل تفادي حالة الاحتقان، وفك الحصار على الميناء ». وتتمنى العائلات أن تكون تدخلات تضمن عدم اعتقال الفارين وإيذائهم، وأن يلتزم المسؤولون بوعدهم للسكان يوم الخميس الماضي. المصدر صحيفة التجديد المغربية بالريخ 18-6-2008


 

اتفاق هدنة بين اسرائيل وحماس لـ6 اشهر: فتح المعابر التجارية والتفاوض علي رفح

 

 
غزة ـ القدس العربي ـ من أشرف الهور: اعلنت حركة حماس امس الثلاثاء انها وافقت علي العرض المصري للتهدئة مع اسرائيل لمدة ستة اشهر ، وانه سيدخل حيز التنفيذ فجر يوم غد الخميس. وقال محمود الزهار القيادي بحركة حماس ان جماعات النشطاء الفلسطينية في قطاع غزة ستؤيد اتفاق التهدئة الذي رعته مصر مع اسرائيل. وأضاف الزهار أن العمل بالتهدئة سيبدأ صباح الخميس في السادسة صباحا (03.00 بتوقيت غرينتش) وسيؤدي الاتفاق لتخفيف الحصار الشديد الذي تفرضه اسرائيل علي قطاع غزة مقابل وقف اطلاق الصواريخ علي اسرائيل. وقال القيادي البارز في الحركة خليل الحية في مؤتمر صحافي في غزة ان مدة التهدئة ستكون ستة اشهر وان بنود التهدئة هي اولا الموافقة علي الوقف المتبادل لكافة الاعمال العسكرية . وأوضح الحية ان البند الثاني ينص علي ان مدة التهدئة ستة اشهر بحسب التوافق الوطني الفلسطيني برعاية جمهورية مصر العربية . وتابع انه خلال الساعات التالية لبدء التهدئة يتم فتح المعابر التجارية بشكل جزئي وبعد ايام عدة يتم رفع الحصار عن كافة المواد كما ونوعا وذلك بفتح المعابر التجارية ، لافتا الي ان القاهرة تعمل علي نقل التهدئة الي الضفة الغربية . ولفت الحية الي انه في الاسبوع التالي للتهدئة، ستعمل مصر علي استضافة حماس والرئاسة الفلسطينية والاوروبيين للوصول الي اتفاق لفتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر. وردا علي سؤال حول الضمانات لاستمرار التهدئة، اوضح الزهار ان المعطيات التي ادت الي قبول اسرائيل بالتهدئة ما زالت قائمة، وهي قوة الشعب الفلسطيني واستمرار المقاومة والوضع الداخلي الاسرائيلي . واكدت وزارة الخارجية المصرية في وقت سابق موافقة اسرائيل وحركة حماس علي وقف كافة الاعمال العدائية والعسكرية في قطاع غزة اعتبارا من صباح الخميس، ومواصلة جهود القاهرة لتثبيت التهدئة وتنفيذ بقية عناصر الرؤية المصرية لمعالجة الوضع الراهن في الاراضي الفلسطينية. وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية نقلت في وقت سابق عن مسؤول مصري رفيع انه في ضوء الرؤية المتكاملة التي طرحتها مصر (…) وافق الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي علي المرحلة الاولي من هذه الرؤية والمتمثلة في بدء تهدئة متبادلة ومتزامنة في قطاع غزة اعتبارا من الساعة السادسة صباح الخميس . ويهدف وقف اطلاق النار الي انهاء هجمات الصواريخ وقذائف المورتر علي اسرائيل من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس ووقف الهجمات الاسرائيلية علي القطاع. وقالت اسرائيل انها ستواصل الاستعداد لاحتمال القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق اذا انهارت الهدنة. وقبل فترة قصيرة من قول المسؤول الفلسطيني انه تم التوصل الي اتفاق لوقف اطلاق النار مدته ستة اشهر شنت اسرائيل غارات جوية ادت الي استشهاد ستة من النشطاء في قطاع غزة. ووصل المسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد مساء الثلاثاء الي القاهرة بعد ساعات من اعلان موافقة حماس واسرائيل علي التهدئة. وقال مصدر مصري ان جلعاد سيواصل مشاوراته مع المسؤولين المصريين حول اتفاق التهدئة. واعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الثلاثاء انه لا يزال من المبكر جدا اعلان تهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة. وقال باراك في خطاب نقلته القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي الخاص اننا ندرس امكان التوصل سريعا الي تهدئة. لا يزال من المبكر جدا الحديث عن تهدئة وعندما ستدخل حيز التطبيق، علي افتراض انها تدخل حيز التطبيق، فمن الصعب التكهن كم من الوقت ستستمر . واضاف ان الاختبار سيحصل علي الارض. والجيش الاسرائيلي علي استعداد من جهته لمواجهة اي تطور . ورأي ان من الاهمية بمكان استطلاع امكان التوصل الي تهدئة قبل شن عملية عسكرية في قطاع غزة . وردا علي سؤال لوكالة فرانس برس حول التهدئة، ابدي مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء ايهود اولمرت تحفظه عن فكرة وجود تهدئة وعن البرنامج الزمني لدخولها حيز التنفيذ. واكتفي ريغيف بالقول اذا توقف فعليا تعزيز الترسانة العسكرية (لحماس)، واذا تحقق تقدم فعلي في اتجاه الافراج عن جلعاد شليط، فان واقعا جديدا سينشأ . وعزا المعلقون الاسرائيليون حذر المسؤولين الاسرائيليين الي ان التهدئة ستنفذ في وقت لا يزال فيه الجندي محتجزا، ما يهدد باثارة استياء الرأي العام. كذلك، ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان الجيش يبدي شكوكا كبيرة في امكان وقف اعمال العنف، وخصوصا اطلاق الصواريخ الفلسطينية. وقال مسؤول فلسطيني لـ القدس العربي انه يتوقع أن توجه اسرائيل قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ عدة ضربات لنشطاء فلسطينيين أو مؤسسات في قطاع غزة، للقول للاسرائيليين انها دخلت التهدئة من موقف القوة . وكانت جهود الوساطة المصرية لـ التهدئة تعثرت خلال الفترة الماضية بسبب اقحام اسرائيل قضية الجندي الأسير لدي حماس في غزة جلعاد شليط في هذه الجهود، وربط فتح معابر غزة المغلقة باطلاق سراحه، وهو ما رفضته حماس (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم18 جوان  200

أكد المصلحة المشتركة لحماس وإسرائيل في تحقيق التهدئة بيلين لـ «العرب»:

القيام بحملة عسكرية على غزة سيطيح بعباس

 

 
حيفا – وديع عواودة  قال عضو لجنة الخارجية والأمن رئيس حزب «ميرتس» الإسرائيلي يوسي بيلين إن حماس وإسرائيل معنيان بالتهدئة كل لأسبابه، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية هي الأخرى تضغط من أجل إخراجها لحيز التنفيذ. وأضاف في حديث لـ «العرب» «يخشى الرئيس عباس من أن فشل مساعي التهدئة والقيام بحملة عسكرية واسعة على غزة سيؤدي لخنق السلطة الوطنية سياسيا. صحيح أن الاتفاق مع حماس سيمنحها الشرعية وسيحرج السلطة قليلا خاصة في البداية ولكن التهدئة لا بد منها من قبل الطرفين». ورفض بيلين التطرق لتفاصيل التهدئة ولموضوع الجندي الأسير شاليط فيها. وردا على سؤال حول تحذيرات أوساط إسرائيلية من «هشاشة» التهدئة قال بيلين إن الخبراء العسكريين لا يستطيعون الجزم بمستقبلها أو التنبؤ بمصيرها، مضيفا «ليس بوسع الخبراء العسكريين التكهن بمستقبل التهدئة أفضل من رجل سياسة أو صحافي». وعن زيارته للخليل برفقة وفد من حزبه أمس قال بيلين إنه أراد الإظهار للفلسطينيين بوجود وجه آخر لإسرائيل عدا التطرف والعدوان وأضاف «كما زرنا الخليل احتجاجا على منع الجيش لمنظمة «يكسرون الصمت» التي ترصد انتهاكات الاحتلال وتفضحها». وبموازاة الحديث عن قرب إنجاز اتفاقية التهدئة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حذر سياسيون وعسكريون إسرائيليون منها واعتبروها «هشة ومؤقتة وخطيرة». وقال مسؤول في الاستخبارات العسكرية لم يكشف عنه خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أمس إن التهدئة مع حركة حماس «هشة ومؤقتة». وأشار إلى أن حركة حماس هي الراغبة بالتهدئة وتسعى لتحقيقها منذ فترة طويلة جراء الحصار الاقتصادي والضغوطات العسكرية الثقيلة على القطاع. من جانبه أوضح قائد هيئة الأركان جابي أشكنازي خلال الجلسة المذكورة أن الجيش يعطي الفرصة للتهدئة لكنه يواصل استعداداته للحرب. ووجه أعضاء في لجنة الخارجية والأمن من اليمين واليسار انتقادات لقائد الجيش على تواضع وقصر التقرير المقدم من قبله لهم. وكان رئيس حزب ميرتس النائب يوسي بيلين قد هاجم أشكنازي في رسالة بعثها لرئيس لجنة الخارجية والأمن النائب تساحي هنغبي أمس اتهمه فيها بالقيام بمشاركة «محرجة» وبالاكتفاء بالتلويح بإشارة النصر دون أن يقدم تقريرا استراتيجيا شاملا عن الأوضاع الخاصة بإسرائيل. وكانت اللجنة قد بحثت أيضا الشأن اللبناني حيث أوضح العميد في الاستخبارات العسكرية يوسي بيديتس أن حزب الله يواصل تعزيز قواته وأنه نجح بدفع كمية كبيرة من المقاتلين والصواريخ لجنوب لبنان خلسة رغم القرار الأممي 1701. وأضاف «نجح حزب الله في استعادة عافيته كما كان قبل حرب لبنان الثانية بفارق وحيد يتمثل بعدم رفع راياته فوق ثكناته العسكرية». وردا على أنباء صحافية حول دنو موعد صفقة التهدئة وتطبيقها على ثلاث مراحل قال مصدر سياسي حجب هويته في تصريح لإذاعة الجيش إن إسرائيل ما زالت تنتظر الأجوبة من مصر وإنها تستنتج بأن الحديث يجري عن شمل الجندي الأسير جلعاد شاليط ضمن التهدئة. وأوضح المصدر أن إسرائيل تنظر بعين الإيجاب على محاولات حماس تحسين شروطها حتى وإن كان بواسطة الإعلام وأضاف «يدلل ذلك على استعداد الحركة لقبول المقترحات رغم أننا ما زلنا ننتظر الجواب من القاهرة. من الصعب علي أن نرى معبر رفح قد فتح أبوابه قبل الإفراج عن شاليط». واعتبر الوزير زئيف بويم (حزب كاديما الحاكم) في تصريح للإذاعة العامة التهدئة مع حماس خطأ كبيرا كونها تمنح الفلسطينيين فرصة المزيد من التسلح والتدريب وتمس بالرئيس عباس. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 جوان 2008)  


ندعو لماكين بالفوز ولأوباما بالخسارة!

 

 
ياسر زعاترة مثلما دعونا الله أن يفوز جورج بوش في ولايته الثانية؛ كي يكمل مسيرة الجنون التي بدأها منذ مطلع ولايته الأولى، فها نحن ندعو الله أن يفوز صاحبه الجمهوري العجوز «ماكين»، مع أننا ندرك صعوبة أن يواصل المسيرة تماماً على نهج سلفه. تنهض هذه النظرية التي نتحدث عنها على قاعدة أن عدواً أرعن كثير الأخطاء، يستعدي قطاعات واسعة من الرأي العام الدولي (رسمياً وشعبياً)، هو أفضل بكثير من عدو عاقل يعرف كيف يدير معاركه الخارجية بقوة واقتدار. لقد انطبق هذا الحال على كلينتون في ولايتيه، فقد صعدت أميركا في عهده على نحو غير مسبوق، ليس فقط في ميدان الاقتصاد، ولكن أيضاً في ميدان القوة والنفوذ الدولي. كما كان صديقاً وفيّاً للدولة العبرية، فهو الذي كانت العبرية لغة سائدة في أروقة إدارته من كثرة ما حشد فيها من رموز الصهاينة في الولايات المتحدة، وكانت مسيرة أوسلو بالغة الخطورة على الوضع الفلسطيني وحتى العربي لولا أن فشلت في محطتها الأخيرة. رغم انحيازه للدولة العبرية وحشود الصهاينة في إدارته، إلا أن كلينتون لم يتورط في احتلال العراق عندما ألحّ عليه رموز اللوبي إياه، بينما جاء بوش إلى السلطة وفي جيبه قرار احتلال العراق، كما اعترف بذلك مدير الاستخبارات الأميركية السابق جورج تينيت في كتابه «في عين العاصفة»، الأمر الذي كان ينسجم مع توجهات اللوبي إياه، وإن تم على أساس عقادئي تبعاً لتدين الرجل ضمن منظومة الكنائس المعمدانية الجنوبية التي تعتبر دعم إسرائيل وعودة اليهود إليها محطة ضرورية لا بد منها لعودة المسيح المخلص. الآن لا يبدو من الممكن القول إن ماكين سيواصل نهج سلفه في ظل مسلسل الإخفاقات التي مُني بها، لكن ذلك لن يعني أنه سيقلب المسار رأسها على عقب، إذ سيبقى وفيّاً بهذا القدر أو ذاك للعبة المحافظين الجدد، أقله في العراق وأفغانستان حتى لو غيّر تكتيكاته السياسية، الأمر الذي سينطبق بالضرورة على دعم الدولة العبرية، وربما على التعاطي مع إيران أيضا. عندما يواصل ماكين هذا النهج اليميني المتطرف -وإن على نحو أقل حدة من بوش- فإن الفشل سيكون مصيره أيضاً، إذ ستواصل القوى التي تنافس الولايات المتحدة صعودها، بينما تواصل هي رحلة الهبوط، الأمر الذي سيكون بالتأكيد في مصلحة قضايا الأمة، وربما في مصلحة العالم أجمع؛ لأن عالماً متعدد الأقطاب هو بالتأكيد أكثر عدلاً وتوازناً من عالم يهيمن عليه قطب واحد. أما القضية الفلسطينية، فلن يحدث لها شيء استثنائي، ولو كان بالإمكان فرض الاستسلام على الفلسطينيين، وعلى العرب من قبلهم، لما تردد بوش في تحقيقه، لكن تيار المقاومة والممانعة في الأمة لا يزال بعافية جيدة. في المقابل، سيكون أوباما أفضل لصورة الولايات المتحدة. وإذا كان فوزه ببطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي كأول أسود في تاريخ الولايات المتحدة قد أفاد صورتها في الخارج بالفعل (كل رؤساء الولايات المتحدة كانوا من البيض الأنجلوساكسون البروتستانت باستثناء كينيدي الذي كان كاثوليكياً، مع العلم أن أوباما بروتستانتي من أم بيضاء)، فإن فوزه بالرئاسة سيفيدها أكثر بكثير دون أن يؤدي إلى تغيير جوهري في السياسة الخارجية، لا فيما يتعلق بالعراق، ولا فيما يتعلق بفلسطين. نقول ذلك لأن أوباما سيظل محكوماً للمؤسسة السياسية والأمنية الراسخة في الولايات المتحدة، كما سيظل محكوماً لكونغرس مؤيد بشقيه الديمقراطي والجمهوري للدولة العبرية، وهو في الأصل لن يخوض معارك من أجل الفلسطينيين والعرب تورثه عداء القوة اليهودية الطاغية في الداخل. أما في موضوع العراق، فهو قد أعلن منذ الآن أنه سيستمع إلى رأي الجنرالات، مع العلم أنه سيكون أعجز من أن يتخذ قراراً بحجم الانسحاب من العراق سيؤثر على هيبة الولايات المتحدة في العالم أجمع. ويبقى موضوع الحوار مع الإيرانيين، وهذا في الأصل هو المسار المفضل لدى النخبة العسكرية والأمنية التي لا تحبذ حرباً على إيران، بل ربما رفضتها بقوة ووضوح. لذلك كله، سنتعاطف مع أوباما فقط لأنه أسود من أب كيني، كما نتعاطف مع كل البؤساء في العالم، لكننا من منطلق مصالح أمتنا سنتمنى فوز ماكين. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 17 جوان 2008)  

مواقف تل أبيب و«ايباك» تجاه المرشح الرئاسي الأميركي:باراك أوباما جيد أم سيئ لإسرائيل؟

 

 
ماجد عزام الحياة – يبدو الموقف الإسرائيلي معقداً أو مرتبكاً تجاه المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما، إذ تتداخل فيه رؤية اللوبي الصهيوني للسياسة الأميركية وللمرشحين للرئاسة، كما تتداخل بصورة جزئية التباينات الإسرائيلية الداخلية التي باتت غير جدية في الفترة الأخيرة بعد هيمنة ثلاثة أحزاب يمينية أو شبه يمينية «كديما» و «العمل» بزعامة إيهود باراك في يمين الوسط و «الليكود» في أقصى اليمين. للوهلة الأولى يبدو الموقف من باراك أوباما تهويلياً غير مبرر، إذ يفترض بإسرائيل ومؤيدوها الكثر داخل الولايات المتحدة أن يكونوا على اطلاع جدي على مواقف باراك أوباما الأيديولوجية والثقافية السياسية القريبة بل القريبة جداً ليس فقط من مواقف اسرائيل وإنما من جذورها الصهيونية. نشرت مجلة «اتلانتيك» بتاريخ 12 أيار (مايو) الماضي مقابلة مع أوباما أجراها الصحافي والكاتب اليهودي الأميركي جيفري غولدبرغ الذي هاجر من الولايات المتحدة الى اسرائيل لكي يخدم في جيشها قبل أن يقرر العودة طارحاً عدداً من علامات الاستفهام حول السياسات الاسرائيلية وحتى حول وجود الدولة العبرية نفسها، الأمر الذي تبدى في التحقيق الذي كتبه ونشرته المجلة نفسها لمناسبة الذكرى الستين لتأسيس اسرائيل. في بداية المقابلة بادر أوباما الى تعزية الأديب الإسرائيلي ديفيد غروسمان الذي فقد ولده في حرب لبنان الثانية، منوهاً بأنه معجب بكتابه «الزمن الأصفر» وكذلك بأعمال أدباء آخرين مثل ليون يوريس صاحب المواقف الصهيونية التقليدية. وهذا الإعجاب كان منطلق أوباما للتعبير عن نظرته للصهيونية، فقال إن مواقفه الإيجابية تجاهها تبلورت للمرة الأولى عندما كان في مخيم صيفي في الصف السادس الابتدائي وكان أحد المرشدين شاباً يهودياً قضى فترة في إسرائيل، فشرح لأوباما الصغير (الذي كان يشعر أنه مقتلع من جذره يصارع على تعريف هويته) التجربة الصهيونية من خلال العودة الى الموطن، ومعنى ذلك بالنسبة الى الشعب اليهودي بعد الهولوكوست وبعد أجيال حافظ خلالها على ثقافته وروابطه في الشتات. وأشارت «اتلانتيك» الى العلاقات الحميمة بين السيناتور أوباما والجالية اليهودية خصوصاً في شيكاغو وان هذه العلاقة لعبت دوراً في بلورة وعيه الى درجة أن أوساطاً في الجالية الافريقية – الأميركية رأت فيه عميلاً لمصالح يهودية. أوباما شرح هذه الجزئية بالقول بوجود إعجاب عميق بين الافريقيين الأميركيين بأفكار مثل العودة الى الوطن «فما أحببته في اسرائيل عندما زرتها هو أن الأرض نفسها ترمز لولادة جديدة». بعد المدخل الأيديولوجي تقتبس المجلة مما قال أوباما لطلاب فلسطينيين في رام الله: «أنتم متوهمون ان توقعتم أن تفصل الولايات المتحدة نفسها عن إسرائيل». وهو قال كلاماً مشابهاً أثناء زيارة لجنوب أفريقيا في خضم حرب لبنان صيف العام 2006. ويشير أوباما الى أن مواقفه من «حماس» ليست مختلفة في الجوهر عن تلك التي تحملها هيلاري كلينتون وجون ماكين: «قلت انها منظمة إرهابية ونددت بهم مرة تلو الأخرى. يحظر علينا مفاوضتهم حتى يعترفوا بإسرائيل وينبذوا الإرهاب وينصاعوا للاتفاقات القائمة». أما إعجاب بعض مسؤولي «حماس» والقادة العرب في شكل عام بأوباما فلا يثير لديه انطباعاً وإنما يجده بحسب تعبير المجلة الأميركية دليلاً آخر على أنه يعتبر في أنحاء العالم بما في ذلك الشرق الأوسط شخصية مختلفة عن بوش، منفتحاً أكثر للحوار بالمقارنة مع ديبلوماسية الكاوبوي للإدارة الحالية. وأمام منظمة إيباك أقوى منظمات اللوبي الصهيوني في تبني أوباما ثوابت الإجماع الصهيوني أو الخطوط الحمر الاسرائيلية تجاه المفاوضات وحل الصراع مع الفلسطينيين والعرب. إسرائيل دولة يهودية: ما ينفى بالتأكيد حق العودة للاجئين الفلسطينيين. أمن إسرائيل مقدس ويعلو فوق كل اعتبار: ما يعني عدم الانسحاب الى حدود 1967 التي تعتبرها إسرائيل غير آمنة ولا يمكن الدفاع عنها. أما القدس فهي موحدة عاصمة أبدية للدولة اليهودية، وحتى عندما قام بالتوضيح بأن الأمر خاضع للتفاوض مع الفلسيطينيين، استدرك قائلاً: «ولكن وفق الحق الاسرائيلي اليهودي التاريخي بالمدينة». الكاتب الاسرائيلي عيران ليمان لاحظ ان توضيح أوباما ان اسمه الأول هو صيغة للاسم العبري باروخ كان ينبغي أن يمنحه تأييداً واسعاً لدى الجمهور اليهودي – الأميركي وكذلك في صفوف الاسرائيليين في شكل عام، غير أن هذا الأمر لم يحدث في ظل الاصطفاف الواسع للنخبة الاسرائيلية وكذلك اليهودية الأميركية وراء سياسات جورج بوش والتأييد غير الخفي للمرشح الجمهوري جون ماكين. هذا الأمر المعقد والمركب وغير المنطقي ربما يمكن قراءته وفهمه على النحو الآتي: – إسرائيل ومعها الجمهور اليهودي الأميركي ربما كانوا يخشون من البشرة السوداء لأوباما ومن أصوله الأفريقية، في ظل التنافر خلال العقود الماضية بين اليهود والسود أو الملونين في أميركا، وهم يخشون أن ينعكس هذا الأمر سلباً على العلاقة مع اليهود وإسرائيل في شكل عام. – ثمة خشية من الأصول الإسلامية لأوباما على رغم تأكيداته المستمرة على جذوره المسيحية، وأن اسمه الأوسط حسين لا يلغي حقيقة أن اسمه الأول مشتق من الاسم العبري باروخ. – الى ذلك ينظر اليهود والاسرائيليون بعين التوجس والريبة الى مستشاري أوباما وكبار داعميه من رموز الحزب الديموقراطي، أمثال جيمي كارتر وزيبغنيو بريجنسكي وروبرت مالي وآخرين، حيث لا تعجب مواقف هؤلاء اللوبي الصهيوني المتطرف، على رغم تشديدهم على أمن إسرائيل والتحالف الأميركي – الاسرائيلي مع رفض السياسات الكارثية لبوش والجمهوريين التي ارتدت سلباً على المصالح الأميركية وكذلك على الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في المنطقة. – اللوبي اليهودي المتطرف يتوجس أيضاً من ارتباط أوباما بمجموعة جي ستريت التي تسعى الى إنشاء لوبي يهودي للسلام في الشرق الأوسط في مواجهة تطرف «إيباك» ونزوعها المتشدد نحو اليمين، علماً أن من أهم رموز المجموعة السفير الأميركي السابق في إسرائيل ومصر اليهودي الأرثوذكسي دانيال كيرتسر – أحد كبار مستشاري أوباما أيضاً – وهو مثل أوباما من رافضي إملاء أي حل على إسرائيل أو استخدام المساعدات الأمنية لممارسة الضغط على إسرائيل لإجبارها على تغيير مواقفها. – وعموماً، بتبني أوباما مقاربة مشابهة لجوهر تقرير بيكر – هاملتون الذي يلحظ ضرورة التحدث مع الأعداء واستخدام روافع مختلفة سياسية وديبلوماسية وعسكرية للضغط على الخصوم، وكل ذلك على قاعدة الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الحيوية لأميركا في المنطقة وعلى رأسها إسرائيل قوية آمنة، كما هو متداول في الخطابات والأدبيات السياسية الأميركية، بغض النظر عن الانتماء الحزبي. يمكن الاستنتاج أيضاً ان ثمة قلقاً إسرائيلياً ويهودياً من مصطلح التغيير الذي يرفعه أوباما شعاراً لحملته الانتخابية بحيث يطاول الأمر السياسات الأميركية المنحازة لإسرائيل والتي أدت الى تأجيج العداء لأميركا في صفوف العرب والمسلمين. إسرائيل واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يعرفان حقيقة مواقف أوباما وكونها جيدة لإسرائيل، إلا أنهما يمارسان نوعاً من الابتزاز ورفع السقف لإبقائه دائماً تحت الضغط ووضعه بصورة متواصلة في موقع المطالب ببراءته، أو بالأحرى صدق وحسن نياته تجاه إسرائيل واليهود في شكل عام. * كاتب فلسطيني، مدير مركز شرق المتوسط للدراسات والإعلام  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 جوان 2008)  

تضخم أسعار الغذاء في مواجهة مع الارتفاع المتدرج للنفط …

 

الحبوب واللحوم والدجاج والحليب… سلع المستقبل النادرة!

 

 
لندن – رفله خرياطي الحياة – –> مع اتجاه كبار منتجي النفط والمستهلكين الى الاجتماع في جدة الاحد المقبل لدرس سبل خفض اسعار الخام عبر استراتيجية واضحة المعالم، تتجه اسعار القمح والذرة ولحوم البقر والدجاج والحليب التي ستصبح سلعاً نادرة مستقبلاً، الى تحقيق مستويات لا سابق لها، ما يضيف الرعب والقلق الى عقول ملايين المستهلكين في الدول النامية والغنية. ويواجه الاقتصاد الدولي موجة جديدة من تضخم الاسعار، هي الاعلى منذ اكثر من 22 عاماً، ما قد يؤثر سلباً في موازنات الأسر في مختلف انحاء العالم. وبما ان العالم يُصاب بـ «الرعشة» فور اصابة الاقتصاد الاميركي بالضعف او الوهن… أدى تساقط الامطار الغزيرة وانخفاض الحرارة في ولايات اميركية خلال الاسابيع الستة الماضية، وبنسب غير مسبوقة، الى اتلاف ملايين الهكتارات المزروعة بالحبوب او التي كانت ستُزرع تباعاً. ويقول وسطاء سوق الغذاء في كل من لندن وشيكاغو إن «خسارة هذه المحاصيل ادت الى ارتفاع في اسعار القمح وفول الصويا، ما سيؤدي حتماً الى التأثير سلباً في انتاج اللحوم والدجاج وفي سلسلة معقدة من المنتجات الغذائية والحليب». وشهدت سوق العقود الآجلة في بورصة شيكاغو ارتفاعاً لأسعار لحوم البقر تسليم نيسان (ابريل) العام 2009 ًبنسبة 115 في المئة، محققة اسعاراً غير مسبوقة منذ بداية العمل في هذه العقود العام 1986. والولايات المتحدة هي اكبر مصدر للذرة في العالم (70 في المئة) وثاني اكبر مصدر للصويا. كما انها اكبر مصدر للحوم البقر في العالم الذي سيشعر بتأثير انخفاض هذه الصادرات صيف 2009. وافاد تقرير اصدره «دوتشيه بنك» الى ان السعر الفوري لـ «بوشل» (وحدة قياس الحبوب) الذرة ارتفع ليل اول من امس الى 7.6 دولار في حين ارتفع «البوشل» الى 8.5 دولار في العقود الآجلة تسليم صيف 2009 كما ارتفع سعر «بوشل» الصويا الى 15.93 دولار. وكانت اسعار صادرات المواد الغذائية الاميركية زادت بنحو 83 في المئة خلال 12 شهراً، اي اكثر من اربعة اضعاف نسبة تراجع سعر صرف الدولار الاميركي، كما جاء في تقرير بثته شبكة «فوكس نيوز» الاميركية. في حين اطلق موقع «توبكس» على الانترنت دعوة الى زيادة اسعار الصادرات الغذائية الاميركية الى دول «اوبك» بنسبة 500 في المئة رداً على ارتفاع اسعار النفط. وتُعتبر اميركا الشمالية (اميركا وكندا) اكبر مصدر للحبوب في العالم بنحو 105 ملايين طن متري سنوياً تستورد منها منطقتا الشرق الاوسط وشمال افريقيا العربية 58 مليونا وفق احصاءات «نافتا». وتشير الاحصاءات ايضاً الى ان قيمة الصادرات الاميركية الى مختلف انحاء العالم تجاوزت 1.149 تريليون دولار العام الماضي، من بينها 114 بليون دولار صادرات غذائية اكثر من نصفها الى دول الشرق الاوسط من دون احتساب قيمة الصادرات الاميركية الى المنطقة من الطائرات والسيارات والاجهزة الالكترونية والخدمات. ولم تتجاوز قيمة صادرات «اوبك» مجتمعة العام الماضي 673 بليون دولار، استوردت منها الولايات المتحدة ما معدله 5.4 مليون برميل نفط يومياً بمتوسط سعري بلغ 64.20 دولار للبرميل بقيمة 126.5 بليون دولار. ومع أن أسعار النفط وتأثيرها في الدول الصناعية ستهيمن على جدول اعمال اجتماع جدة الا ان موضوع الامن الغذائي لن يطرح رسمياً على رغم شعور دول الشرق الاوسط بالقلق من القدرة على توفير الطعام لشعوبها بأسعار مناسبة وعادلة. ونسبت وكالة «فرانس برس» الى جون سفاكياناكيس الخبير الاقتصادي في مصرف «ساب» السعودي قوله: «نحن ندخل حلبة جديدة هنا اذ مثلما تقول السعودية للعالم سنمدكم بالنفط الكافي فإنها تريد من العالم أن يقول لها سنمدك بما يكفي من الغذاء». وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي زار جدة الاحد ربط بين قضيتي النفط والغذاء على رغم اختلافهما، ودعا المشاركين في اجتماع جدة الى معالجة القضايا مجتمعة.  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 جوان 2008)

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.