الأحد، 11 فبراير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2456 du 11.02.2007

 archives : www.tunisnews.net


 عائلة ياسر الغالي: إعـلان –  اختفاء أو إختطـاف الوطن: أنباء في تونس عن إختفاء حرم الرئيس عن الأضواء بعد المُواجهات المسلّحة . . الصباح:أمام المحكمة الابتدائية بتونس:محاكمة 11 شخصا بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية والدعوة إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي كُـونا: محكمة مغربية ترجئ النظر في قضية متهمين بالإرهاب من بينهم تونسي إيلاف: محمد ظريف: عبد الودود قد يعلم بوفاة بن لادن صفحة 18 أكتوبر: السجين السياسي السابق علي بن احمد فلفول في ذمة الله حركة النهضة بتونس: بيان قدس برس: « حزب التحرير الإسلامي » يندد باتفاق مكة ويصفه بـ « الكارثة » الصباح:وسط نقاشات واقتراحات واعتراضات ودعوات للتريّث:هل تنجح هيئة المحامين في تمرير مشروع النظام الداخلي للمحاماة؟ جريدة « الصباح »:11 ألف حالة طلاق سنويــا؟ الجزيرة.نت:ليبيا لا تعتزم فرض تأشيرات دخول على العرب الجزيرة.نت: المغرب العربي يحث على الإسراع بإنشاء منطقة للتجارة واس: اتفاق حول إحداث المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية الحياة: اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين في الرباط:تشديد على مواجهة «التحديات الجارفة» صحيفة « الحياة »:المغرب العربي والتأشيرة الليبية قدس برس: مئات الفلسطينيين يؤمون الجامعة الإسلامية يوميا ويطلعون على حجم « الدمار » فيها رسالة من السجين السياسي عبدالكريم الهاروني إلى إبنة أخته عباس: مسلسل الزوّالي ومتاع الشعبة (حاشاكم) لحلقات متسلسلة بحسب الأحداث العجيبة في تونس:بورقيبة عمل غلَيْطَات، الحلقه ثمانيه فاضل السّـالك: وطن جريدة « الشعب »: جليلة بكـــار:المسرح بالنسبة لي هو الحياة بكل أبعادها الوحدة : حوار مع الشريقي ( مجموعة الكيلاني – اليسار الاشتراكي)  جريدة « الشعب »: فاضـل الجعايبي:تناول أمراض المجتمع بصراحة وصرامة أسلم طريقة للتعريف به الصباح: كتاب «السوبر أصولية» للباحث حسن عجمي:من غيـر الممكن وجود حل للصراع بين العلم والديـن توفيق المديني :تأشيرات تدفن الاتحاد المغاربي عبدالباقي خليفة: كوسوفو دولة مستقلة تحت الوصاية الدولية : مرحلة انتقالية أم استراتيجية في التعامل مع الوجود الإسلامي في أوروبا صالح بشير :صراعات المذاهب الإسلامية أو ضيق معنى «الآخر» محمد الحداد :واقعة عابرة من عصر الإرهاب


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


إعـلان

اختفاء أو إختطـاف

موقوف

إن ابننا ياسر الغالي ،من مواليد سنة 1978 في سوسة،بعدما دعي ـ من طرف مصالح الأمن بسوسة ـ يومي الأحد  والإثنين 14 و15 جانفي و أطلق سراحه في كل يوم، قد غادر منزلنا،منذ يوم الخميس 18 جانفي 2007، مصحوبا بثلاثة أشخاص مجهولين يّدعون أنهم من الأمن و يمتطون سيارة غير إدارية و لم يعد كما أّنه لم يتصل بأهله و لا بأصدقائه. و بما أن مصالح الأمن في سوسة أفادتنا بأن اسمه لا يوجد ضمن قائمة الموقوفين لديها، فإننا ندعو ذوي الّضمائر الحية و المسؤولة مّمن قد يراه في أّي مكان ما : ـ أّولا : أن يعلموه أن خاله فريد الخنتوش قد وافاه الأجل في باريس يوم الأحد 21 جانفي و دفن جثمانه في قصر هلال يوم الأربعاء 24 جانفي و أّن أخاه الهادي الغالي السجين السياسي منذ أكثر من 16 سنة لم يحضر هو الآخر موكب الجنازة لأنه لم يطلق سراحه بعد، رغم نداءاتنا المتعّددة. ونحرص على عودة ياسر والهادي إلى البيت قبل إحياء أربعينية خالنا العزيز عليه الرحمة و النعمة. ـ ثانيا : أن يعلموا مصالح الأمن بمنطقة سوسة بمكان وجوده و ظروفه المادية والمعنوية ـ بما أنها أفادتنا بجهلها بذلك ـ  حتّى تقوم بشيء من واجبها و تعلم العائلة بمكان وجوده وظروفه.  سوسة في 6 فيفري 2007

عن عائلة ياسر الغالي

شقيقه كمال الغالي

kamelghali@yahoo.fr


أنباء في تونس عن إختفاء حرم الرئيس عن الأضواء بعد المُواجهات المسلّحة . .

وصحيفة فرنسية تُشكّك في « العملية الإرهابية » و تقول اليوم إنّ « المعتقلين وقع إيقافهم قبل تاريخ المُواجهات »

** محامي المتهمين في القضية الإرهابية يقول إنّ المُتّهم باستكشاف رادارات البوليس في العمليات هو أصلا معاق بصريا

 

تونس – الوطن – سليم بوخذير

 

طرح غياب حرم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن الأضواء منذ شهر تقريبا تساؤلات أوساط المعارضة في تونس التي ربطت بين غيابها و خبر سابق نشرته صحيفة فرنسيّة عن تعرّض سيارتها لطلق ناري زمن الأحداث المسلّحة التي عاشتها ضواح جنوبية للعاصمة التونسية خلال كانون الأول والثاني الماضيين .

 

و قال مصدر مسؤول من حزب معارض ل »الوطن » اليوم السبت (10 فيفري 2007، التحرير) ، إنّ « حرم الرئيس ليلى الطرابلسي لم تظهر في أي نشاط واكبه الإعلام منذ تاريخ الموجهات المسلّحة المُفترض حصولها من 23 ديسمبر – كانون الأول2006 إلى 3 جانفي – كانون الثاني2007 بالضواحي الجنوبية للعاصمة ،أي منذ مدّة طويلة بما في ذلك غيابها – على خلاف ما جرت العادة- عن حفل إستقبال الرئيس التونسي للسفراء الأجانب لتقبّل التهاني بالعام الجديد « ، حسب قوله .

 

و تابع « كانت صحيفة فرنسية أكّدت في جانفي- كانون الثاني تعرّض سيارة حرم الرئيس للطلق الناري زمن المُواجهات المُفترضة لكن الحكومة لم تردّ على الخبر لا بالنفي و لا بالتأكيد ، ممّا يجعلنا نطرح إحتمال علاقة بين المواجهات و غياب ليلى بن علي عن النشاط » ، على حدّ تعبيره.

 

و عُرفت حرم الرئيس التونسي منذ سنوات بنشاطها الحثيث كسيّدة أولى في البلد من ذلك تدشينها للمشاريع الخاصة بشؤون المجتمع و الأسرة و المرأة و ترأسها لجمعية لدعم المعوقين ، كما عُرفت بحضورها الدائب مع الرئيس التونسي في المُناسبات الرسميّة ، و هذه أوّل مرّة تسجّل غيابها عن الأضواء كل هذه المُدّة .

 

و سبق لصحيفة « لوكانار أونشيني » اليومية الفرنسية أن أذاعت في عددها الصادر يوم 10 جانفي – كانون الثاني الفارط ، نبأ « تعرّض سيارة حرم الرئيس التونسي ليلى الطرابلسي لطلق ناري في ديسمبر-كانون الثاني 2006  » ، لكن لم يصدر أي تعليق من المصادر الحكومية في تونس على هذا النبأ .

 

و في مرحلة مُوالية ، أُعلن في تونس نبأ إيقاف مجلّة على ملك شقيق حرم الرئيس عماد الطرابلسي بشكل مفاجئ ، وهو ما جعل بعض التأويلات تسير في إتّجاه وجود « علاقة بين ما آلت إليه التحقيقات بشأن كيفية تسرب السلاح من الخارج في أحداث جانفي- كانون الثاني المسلحة و بين إيقاف مجلة صهر الرئيس » .

 

و إشتهر إسم عماد الطرابلسي في قضية حقّق فيها القضاء الفرنسي و تتداولها وسائل الإعلام الدولية في صيف 2006 مفادها « تورّطه في إختلاس يخوت ثمينة من الموانئ الفرنسيّة ثمّ تهريبها إلى تونس« .

 

و كان وزير الداخليّة التونسي رفيق الحاج قاسم قد كذّب السبت 12جانفي- كانون الثاني 2007 ، في مؤتمر للحزب الحاكم (التجمّع الدستوري الديمقراطي) ما كانت ذكرته صحيفة شبه حكومية عن أنّ المواجهات المسلّحة التي شهدتها الضواحي الجنوبية أوخر العام الماضي كانت مع عصابة مخدّرات ، ذاكرا أنّها كانت بين قوات الامن و 27 من « السلفيّين الجهاديّين » الذين سرّبوا السلاح من الجزائر وكانوا ينوُون ضرب سفارات أجنبية بتونس ، مُتابعا أنّ العمليات إنتهت بقتل 12 من المُسلّحين وإعتقال ال15 المُتبقّين، ثمّ في مرحلة مُوالية نفى مصدر حكومي أن تكون الحكومة قد إعتقلت عددا آخر من المتهمين، و هو ما كانت أشارت إليه منظمات حقوقية تونسية في بيانات لها .

 

لكنّ بتقديم الحكومة للمُتّهمين إلى المحكمة السبت الفارط (3 فيفري 2007، التحرير) ، تبيّن أنّ عددهم كان 31 مُتهما و ليس 15 فقط ، كما تبيّن أنّ الحكومة برّاتهم من أي تُهمة ضرب سفارات و إتّهمتهم ب « محاولة لقلب النظام و تبديل هيئة الدولة » .

 

من جهة أخرى شكّكت اليوم السبت 10 فيفري – فبراير، صحيفة فرنسية في « صدقيّة » قضيّة المواجهات المُسلّحة ، معتبرة أنّ « المُتهمين إعتقلوا قبل حدوثها » .

 

و قالت اليوميّة « ليبيراسيون » اليوم ، « من ضمن المُتهمين في القضية محمّد الأمين الجزيري (27 سنة) وقع إعتقاله يوم 24 ديسمبر بمحافظة سيدي بوزيد (370 كلم جنوب مكان المُواجهات)أي قبل الموجهات التي هو مُتهم بها و باقي المتّهمين وقع إعتقالهم قبلها، الأمر الذي يُشكّك في إدعاء البوليس »، حسب وصف الصحيفة الفرنسية .

 

و من جهته قال محامي المُتهمين عبد الرؤوف العيادي ل »الوطن » اليوم السبت ، « إنّ ملف القضيّة يجعلنا نُشكّك جملة و تفصيلا في حصول مواجهات مُسلّحة من 23 ديسمبر – كانون الأول إلى 3 جانفي – كانون الثاني ، ذلك أن المُعتقلين وقع إيقافهم قبل تاريخ المُواجهات المُتهمين بها و في محافظات أخرى تبعد كثيرا عن المكان المُفترض لها(العاصمة) ».

 

و تابع « حتّى الإعترافات وقع إنتزاعها منهم بعد تعرّضهم لتعذيب وحشيّ لا يُطاق في مخافر أمن الدولة بوزارة الداخلية و بالسجن، كما لا يُوجد أصلا شهود مستقلّون يؤكّدون حدوث مُواجهات مُسلّحة »، على حدّ قوله .

 

و لم تتبنّ أي « جماعة سلفيّة » لا في تونس و لا خارجها الموجهات المسلّحة التي قالت الحكومة التونسية إنّها جرت بين قوات الأمن و « سلفيّين جهاديّين » نهاية العام المُنقضي بالضواحي الجنوبية للعاصمة .

 

و قال المُحامي العيادي إنّ »من أكثر ما فاجأه في الأمر هو أنّ المتّهم في القضية بأنّه المُكلّف بمُعاينة الأماكن و الجبال المُفترضة للمُواجهات وإستكشاف رادارات البوليس في العمليات و يُدعى محمد بختي (22 سنة) ، هو أصلا معاق بصريا وله بطاقة إعاقة بصرية مُسندة له من الحكومة » .

 

(المصدر: صحيفة « الوطن » (اليكترونية – الولايات المتحدة) بتاريخ 11 فيفري 2007)

الرابط: http://www.watan.com/modules.php?op=modload&name=News&file=article&sid=10391&mode=thread&order=0&thold=0

 

 

 

 


 محكمة مغربية ترجئ النظر في قضية متهمين بالإرهاب من بينهم تونسي

 

الرباط – 9 – 2 (كونا) — أرجأت احدى محاكم مدينة سلا ضواحي العاصمة الرباط هنا اليوم النظر في ملف عدد من المتهمين في إطار قانون مكافحة الإرهاب من بينهم تونسي.

 

وقررت المحكمة مواصلة النظر في ملف المتهمين ذوي الفكر الجهادي السلفي الراغبين في التطوع للجهاد في العراق الى يوم الجمعة (16 فيفري 2007، التحرير) المقبل.

 

وذكر مصدر رسمي قضائي ان التنظيم الارهابي له امتداد في منطقة المغرب العربي واوروبا وله صلة بتنظيم القاعدة والجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر.

 

(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُـونا بتاريخ 9 فيفري 2007)

الرابط: http://www.kuna.net.kw/home/Story.aspx?Language=ar&DSNO=950647


 

أمام المحكمة الابتدائية بتونس:

محاكمة 11 شخصا بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية والدعوة إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي

  مثل أمس امام انظار الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس8 متهمين احضروا بحالة ايقاف فيما تحصن 3 متهمين بالفرار، وتتراوح أعمارهم بين 22و 31 سنة ومن بينهم طالب يدرس بالمرحلة الثالثة حقوق واخر طالب بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية ومن بينهم عمال وآخرون لهم أعمال حرة. وقد وجهت لهم دائرة الاتهام تهم ارتكاب جرائم إرهابية والدعوة الى الانضمام الى تنظيم ووفاق له علاقة بجرائم إرهابية واستعمال اسم ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي وبأعضائه ونشاطه، والانضمام الى تنظيم ووفاق اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق اغراضه والانضمام خارج تراب الجمهورية الى تنظيم ارهابي وتلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب الجرائم الارهابية داخل تراب الجمهورية وخارجه واستعمال تراب الجمهورية واعداد محل لاجتماعاتهم. رسالة كشفت العملية كان منطلق  الأبحاث في هذه القضية وقوع رسالة بين أيادي رجال الأمن بتونس تتضمن الدعوة الى الجهاد. وهذا بعض مقتطفات منها كتبها شخص الى مجموعة اخرى «لا بد ان نعلم ان الجهاد لا يجب أن نجعل له مكانا واحدا محددا وهذا ليس في مصلحتنا ولهذا المعنى أمور كثيرة نذكر منها فتح جبهة اخرى تكون قوية في أول دولة عربية. – جلب الأعداء الى أكثر من كيان – محاولة إيجاد مكان واسع للمجاهدين للتنقل. – رفع الضغط على العراق والسعودية وأفغانستان (أعني عن المجاهدين) – محاولة إيجاد فراغ سياسي وأمني في دولة من الدول المغاربية» وبموجب ما ورد بهذه الرسالة تحرك أعوان الأمن وتمكنوا من حصر الشبهة في 11 شخصا وكلهم شباب. وقد كشفت التحريات أن احدهم  ويمكن أن نقول العنصر الرئيسي توجه الى سوريا بعدما تبنى الفكر الجهادي السلفي  وهناك التحق بمدارس دينية ووضع مخططا سعى من خلاله الى الدخول الى التراب العراقي عبر الحدود السورية. ثم استقطاب عدد من الشبان من تونس وذلك للالتحاق بمعسكرات للتدريب في البلد المذكور ولكن ونظرا لأن سوريا كانت مشددة الحصار على الحدود مع العراق وكذلك رفض بعض الجماعات العراقية استقطاب المجاهدين وقبول  الانتحاريين فقط، جعله يغير الخطة الى إرسال جماعات الى الجزائر لتلقي تدريبات عسكرية في فنون القتال وفعلا أجرى اتصالاته ووجد كل الترحاب من بعض الجماعات المسلحة والذين رحبوا بقبول بعض المنضمين اليهم من التونسيين للتدرب على الاسلحة بالجبال بالبلد المذكور، كما كشفت التحريات ايضا أن المظنون فيه الرئيسي  نجح في الانضمام الى جماعة مسلحة تحت إمرة أبو مصعب الزرقاوي . وقد كشفت التحريات أيضا ان المجموعة المذكورة استعملت أسماء ورموزا للتعامل فيما بينهم، وكانت غايتهم التدرب على السلاح ثم القيام بأعمال إرهابية داخل الوطن كما أنهم كانوا يجتمعون بمنزل أحدهم بالمحمدية وقرطاج إلا أن السلطات الأمنية أحبطت عزائمهم، ونجحت في إيقاف 8 منهم فيما تحصن 3 آخرين بالفرار. وقد أحيل  المتهمون الثمانية أمس أمام أنظار هيئة الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس لمقاضاتهم طبق الجرائم التي وقع ذكرها في بداية المقال، وخلال الجلسة حضر محامو الدفاع وطلبوا مزيدا من التأخير فاستجابت المحكمة لطلبهم وحجزت القضية لتحديد موعد الجلسة القادمة. مفيدة القيزاني (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 فيفري 2007)


محمد ظريف: عبد الودود قد يعلم بوفاة بن لادن

أجرى الحوار أيمن بن التهامي من الدار البيضاء

 

قال محمد ظريف، الخبير المغربي في شؤون التنظيمات الإسلامية، إن أبو مصعب عبد الودود، زعيم الجماعية السلفية للدعوة القتال الجزائرية، التي غيرت إسمها، بناء على إذن واستشارة أسامة بن لادن، ليصبح « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، « قد يكون على علم بوفاة أسامة بن لادن »، مضيفا « أبو مصعب يتوفر على معلومات، لا نتوفر عليها نحن، أي أنه ربما يعرف بأن بن لادن قد مات« .

 

وأكد محمد ظريف، في حوار مع « إيلاف »، أنه إذا تتبعنا الإعلان الذي كشف فيه أمير الجماعة ارتباط السلفية الجزائرية التنظيمي بالقاعدة، يظهر لنا بأنه قال بأنه بايع أيمن الظواهري، ولم يقل أسامة بن لادن، مما يعني أن هناك ارتباط بالظواهري أكثر من أسامة.وأوضح الخبير المغربي في شؤون التنظيمات الإسلامية أن ميلاد التنظيم المغاربي الجديد جاء نتيجة مخاض طبيعي للتحولات التي عرفتها التنظيمات القطرية المرتبطة بالقاعدة والتحولات الاستراتيجية لهذا التنظيم على مستوى الأهداف المحددة، مشيرا إلى أن القاعدة نحو تأسيس تنظيمات جهوية، بمعنى عدم التركيز على تنظيم مركزي، وهو أسلوب مرفوض لم تتبعه من قبل.

 

واعتبر الخبير المغربي أن الولايات المتحدة الأميركية تلعب ورقة تضخيم الخطر الإرهابي في المنطقة لتكون قريبة أكثر فأكثر من مصادر الطاقة التي تختزنها بعض الدول الإفريقية، مبرزا أن إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة يهدف بالأساس إلى الحد من توسع نفوذ الصين التي بدأت تتحرك بشكل ملفت للانتباه في المنطقة.

 

ماذا ترون في الإعلان عن تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »؟

 

ليس الإعلان في حد ذاته مفاجئة لأن المتتبعين لتطور الأوضاع في منطقة المغرب العربي، وكذلك في الشرق الأوسط بشكل عام، كانوا يتنبؤون بقرب إدماج السلفيين المغاربيين بشكل عام في إطار تنظيم جديد.

 

فمنذ منتصف سنة 2005 توفرت معطيات تفيد قرب إعلان ميلاد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، غير أنه كان هناك انقسام حول التسمية، إذ اقترح البعض إسم « القاعدة في الغرب السلامي »، والبعض الآخر « القاعدة في شمال إفريقيا »، في حين فضلت فئة أخرى أن يطلق على التنظيم الجديد إسم « القاعدة في بلاد المغرب العربي« .

 

وبعد مداولات واستشارة وأخذ إذن أسامة ابن لادن، بشكل غير مباشر، اختير إسم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » الذي جاء نتيجة مخاض طبيعي للتحولات التي عرفتها التنظيمات القطرية المرتبطة بالقاعدة والتحولات الاستراتيجية لهذا التنظيم على مستوى الأهداف المحددة.

 

فالقاعدة تعطي الأولوية في الوقت الراهن لكسب الحرب في العراق، وهو الهدف الذي يحدد الآن الخيارات التنظيمية لهذا التنظيم بشكل عام والجماعات المرتبطة به.

 

كيف تم تجميع السلفيين الجهاديين في المنطقة، ومن كان وراء ذلك؟

 

قبل سنة 2001، تأسست مجموعة من التنظيمات بمنطقة المغرب العربي، خاصة الجماعة الليبية المقاتلة والجماعة المغربية المقاتلة والجماعة التونسية المقاتلة.

 

وكانت هذه التنظيمات بمثابة أدوات تنفيذية مرتبطة بالقاعدة بشكل تنظيمي، أما الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، فارتبطت بتنظيم أسامة بن لادن إديولوجيا فقط وليس تنظيميا، بمعنى أن الجماعة أنها كانت تتبنى إديولوجية القاعدة دون أن تكون تابعة تنظيميا لها، قبل أن تقرر مؤخرا الانخراط في هذه الاستراتيجية وتغيير إسمها.

 

حاليا هناك تحولات وقعت في منطقة المغرب العربي، فالتنظيمات القطرية المرتبطة بالقاعدة تنظيميا عانت من التضييق وعرفت نوعا من الانحسار، خاصة بعد أحداث 16 ماي الإرهابية بالدار البيضاء وأحداث 11 مارس بمدريد.

 

فالكثير من القيادات الميدانية التابعة للجماعة المغربية المقاتلة تم اعتقالها أو تعرضت للقتل، كما أن نشاط الجماعة الليبية المقاتلة والجماعة التونسية المقاتلة كان محدودا، وحتى الجماعة السلفية الجزائرية، التي كانت أكثر تنظيما خبرة في مجال المواجهة، عانت هي الأخرى من التضييق، خاصة بعد أحداث 11 شتنبر بنيويورك، إذ شرعت الأجهزة الأمنية الأميركية في التنسيق مع الأجهزة الأمنية الجزائرية لتوجيه ضربات قوية لهذه الجماعة، مما اضطرها إلى الانسحاب إلى عمق الصحراء، خاصة في دول الساحل كمالي والتشاد والنيجر.

 

وأمام هذا الوضع الجديد، بدأت السلفية الجزائرية تفكر في إعادة هيكلة نفسها من خلال التحول من جماعة مستقلة مرتبطة بالقاعدة إديولوجيا فقط إلى جماعة مندمجة فيها، مما سهل عملية تجميع السلفيين الجهاديين تحت مظلة تنظيم إرهابي مغاربي جديد.

 

ولم يكن أمام هذا التنظيم سوى الارتباط باستراتيجية القاعدة المتمثلة في كسب الحراب بالعراق عبر تجنيد مقاتلين في دول المنطقة لمواجهة قوات التحالف في بلاد الرافدين.

 

هل يعني ذلك أن القاعدة تواصل توسعها في دول العالم؟

 

تتجه القاعدة نحو تأسيس تنظيمات جهوية، بمعنى عدم التركيز على تنظيم مركزي، وهو أسلوب مرفوض لم تتبعه من قبل، إذ قامت استراتيجيتها على خلق جماعات داخل كل دولة.أما الآن فهناك محاولة لتجميع السلفيين الجهاديين على مستوى أكثر من دولة، لذلك فالتنظيم موجود، غير أن عدد أتباعه قليلا جدا، لكنها عناصر فعالة، وأظن أن هذا جزء من خطته.وأعتقد أن القاعدة لا تسعى لإضاعة جهدها في القيام بأعمال تخريبية داخل بلدان المغرب العربي، بل تركز، من خلال عناصرها الفعالة، على استقطاب أكبر عدد من المقاتلين لإرسالهم للعراق.

 

بماذا تفسرون إنشاء واشنطن لقاعدة لها في إفريقيا؟ وما الهدف منه؟

 

أن لا أعتقد أن المواجهة ستكون في إفريقيا، لأن تنظيم القاعدة موجود في أفغانستان بالدرجة الأولى وعلى الحدود الباكستانية، إذ لا يمكن الحديث عن طالبان دون الحديث عن القاعدة لأن هناك تداخل بين التنظيمين، لذلك فالكل يتحدث عن هذه العودة القوية لطالبان وهي في حد ذاتها عودة لأتباع اسامة بن لادن.

 

وهذا يحيل على أن المراكز الأساسية للقاعدة ما زالت في أفغانستان وفي الحدود باكستان، كما أنها موجودة بقوة في العراق، إلا أنه ما زال يبحث حاليا على مواقع قريبة من بلاد الرافدين، خاصة في العربية السعودية وتركيا وسوريا.

 

أما بالنسبة لإفريقيا، فأعتقد أن القاعدة ليست في حاجة لمعسكرات تدريب بالمفهوم الكلاسيكي، لأنه لا يخوض حرب عصابات، بل يعتمد على مجموعة من الانتحاريين للقيام بعمليات إٍرهابية.

وهذه التقنية ليست في حاجة إلى معسكرات في الصحراء، كما تدفع بذلك الولايات المتحدة الأميركية التي تلعب ورقة تضخيم الخطر الإرهابي في المنطقة لتكون قريبة أكثر فأكثر من مصادر الطاقة التي تختزنها بعض الدول في القارة.

 

كما أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى الحد من توسع نفوذ الصين التي بدأت تتحرك بشكل ملفت للانتباه في المنطقة، مما دفع واشنطن إلى التعجيل بإنشاء قاعدتها لاحتواء المد الصيني، خاصة أن توسع في السودان التي تعيش حاليا صراع مع أميركا. خلاصة القول، إن واشنطن تخطط لتكون قريبة من بعض الدول التي تريد مراقبتها، أما بالنسبة لخطر القاعدة فهو تبرير للوجود العسكري ليس إلا.

 

أسامة بن لادن حي أم ميت؟

 

من الصعب الآن الحديث عن وضعية أسامة بن لادن هل هو حي أم ميت، لأن المسألة لا يمكن التأكد منها، رغم أن هناك بعض التقارير الاستخباراتية، خاصة الفرنسية، التي تحدتث عن وفاته.

لكنني أعتقد بأن الارتباط التنظيمي بالجماعة السلفية للدعوة والقتال وتغييرها بإسمها تم بشكل غير مباشر مع الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري.

 

وإذا تتبعنا الإعلان الذي كشف فيه أمير الجماعة السلفية أبو مصعب عبد الودود ارتباط الجماعة التنظيمي بالقاعدة، يظهر لنا بأنه قال بأنه بايع أيمن الظواهري، ولم يقل أسامة بن لادن، مما يعني أن هناك ارتباط بالظواهري أكثر من أسامة بن لادن.

 

ورغم أن الظواهري يتصرف على أنه الرجل الثاني ويتحدث باسم أسامة، إلا أنني أعتقد أن أبو المصعب ربما يتوفر على معلومات، لا نتوفر عليها نحن، أي أنه ربما يعرف بأن بن لادن قد مات. لذلك فإنه أعلن بيعته لأيمن الظواهري وليس أسامة ابن لادن، وربما ذكر إسمه خلال تغيير إسم الجماعة، للتذكير بأنه ما زال حيا أو للتمويه.

 

هل هناك تنسيق مغاربي لإحباط المخطات الإرهابية؟

 

هناك تنسيق أمني بين الأجهزة المغاربية فيما بينها وبين الأجهزة الأوروبية والأميركية، وربما هذا الخطر سيدفع نحو بدل المزيد من الجهود لتفادي التهديدات الإرهابية.وربما قد تدفع هذه التهديدات في تجاه تذويب بعض الخلافات السياسية بين الأنظمة في منطقة المغربي العربي، وربما قد تعرقل من وتيرة بناءه، كما سبق ووقع على يد ليبيا التي استغلت الهجرة غير الشرعية وتسلل الإرهابيين لتفرض التأشيرة على بعض دول المغاربية، وهذه المسألة تسير ضد التيار.

 

أما مسألة الخطر الذي يمكن أن يهدد بعض الدول، فأعتقد أن تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » لا يتصرف بهذا المنطق القطري، بمعنى أنه الآن يتجاوز منطق الحدود وهو يتعامل مع منطقة المغرب العربي. ويبقى التخوف هو أن تتحرك العناصر المغاربية بشكل عام لقيام ببعض الأعمال الإرهابية، ولكن كما قلت الرهان الآن هو استقطاب المقاتلين. وفي حال تم تغيير الأولويات واستهدفت الدول المغاربية، فأكيد أننا سنلاحظ مغاربيين يشاركون في هذه الأعمال التخريبية.

 

ارتبطت الجماعات الإرهابية مؤخرا بعصابات الجريمة المنظمة، ما مدى الارتباط هذا الارتباط؟

 

أكيد أن الرؤوس المخطة للعمليات الإرهابية تبحث عن أشخاص لهم خبرة في مجالات قد يستفيدون منها، لأنه من السهل أن تستقطب شخص له خبرة في الجريمة المنظمة وأن تشحنه بأفكار تبرر ما سيقوم به مستقبلا.

 

وحسب ما جرى في تونس، فقد أظهرت التحقيقات أن الشخص الذي دخل في مواجهة مسلحة مع قوات الأمن معروف في إيطاليا بكونه كانت له قدرة على مستوى تهريب المخدرات. ويبدو أنه استقطب من قبل الجهاديين وتمت الاستفادة من خبرته على مستوى تهريب السلاح، وهو ما تأكد خلال المواجهة المسلحة، إذ تبين بأنه تمكن من تهريب أسلحة إلى داخل التراب التونسي دون أن يفطن له رجال الأمن.

 

لا يمكن القول بأن ما تقوم به الجماعات المتطرفة حاليا يدخل، من الناحية القانونية في مجال الجريمة المنظمة، لكن هذا لا يمنع من التأكيد على أن هناك استفادة من تجارب الآخرين.

 

(المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 11 فيفري 2007)

الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/2/210706.htm

 


السجين السياسي السابق علي بن احمد فلفول في ذمة الله

محرر صفحة 18 أكتوبر

بلغنا بمزيد من الأسى والأسف نبأ وفاة السجين السياسي السابق السيد علي بن احمد فلفول الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الإربعاء 7فيفري 2007 بمستشفى مدينة صفاقس خلال اجراء عملية جراحية على الأمعاء الغليظة. وقد شيعه إخوانه و أحباءه يوم الخميس الماضي في جنازة مهيبة قلّما شهدتها مدينة قبلي. والمرحوم علي بن احمد فلفول أصيل مدينة قبلي، متزوج، من مواليد سنة 1953،  أحد أعضاء حركة النهضة التونسية، خريج المدرسة العليا للفلاحة بمجاز الباب، عمل لمدة طويلة كأستاذ بالمعهد الفلاحي بسيدي بوزيد وقعت محاكمته وسجنه في بداية التسعينات من أجل انتمائه الى حزب النهضة، وهو ابن عمّ اللاجئين السياسيين علي بن بوبكر فلفول المقيم بسويسرا وعبد الرحمان فلفول المقيم بألمانيا و قد أصيب أثناء إقامته بالسجن بأمراض مختلفة من جراء سوء المعاملة و عدم المتابعة الطبية و انعدام العلاج و هو ما أدى الى تعكر حالته الصحية و بقي منذ خروجه من السجن يصارع مرض السكري خاصة وأن ظروفه المادية لا تسمح له باقتناء الأدوية اللازمة.

حاول بعد خروجه من السجن تقديم بعض الدروس الخصوصية لتلاميذ البكالوريا الا أن السلطات المحلية بولاية قبلي منعته من ذلك و هددته بإعادته للسجن، وذلك قصد التنكيل به وبعائلته ومنعه من كسب لقمة عيشه. و نحن في موقع لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر نتقدم بأحر التعازي الى أرملةالفقيد و عائلته وأهله وذويه ونسأل الله أن يرزقهم جميل الصبر و السلوان و أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فراديس جنانه كما ننبه المهتمين بأوضاع حقوق الانسان في تونس للوضع المأساوي الذي يعيشه مئات المساجين السياسيين في السجون التونسية نتيجة لسوء المعاملة و انعدام المتابعة الطبية و هو ما كان يؤدي في أغلب الأحيان الى إصابتهم بأمراض مستعصية تبقى عالقة بهم و تنذر بوفاة مبكرة تكون أعراضها قد بدت للعيان منذ وجودهم في السجن نعتبر أن بقاء المساجين السياسيين في السجن مدة طويلة هو تنفيذ لحكم بالإعدام البطيء و من أجل ذلك نطالب دوما بإطلاق سراحهم قبل فوات الأوان حتى يتمكنوا من العلاج. كما نلفت نظر السلطات الى عديد الوفيات المبكرة و المسجلة بالنسبة لعدد من المساجين السياسيين الذين غادروا السجن مصابين بأمراض ميؤوس من شفائها نتيجة لاستشرائها. www.aktion18oktober.com

info@aktion18oktober.com

 


بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة بتونس

بيان

توصل الإخوة الفلسطينيون الى اتفاق هام بعد مفاوضات مكة المكرمة وعبرت قيادة حماس ممثلة في الاخ ابو الوليد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي  وقيادة فتح ممثلة في الأخ ابو مازن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية عن حرص القيادتين المتبادل على انجاح هذا الاتفاق بما يؤدي الى حقن الدماء الفلسطينية وايقاف الفتنة الداخلية وتكوين حكومة الوحدة الوطنية للدفاع عن فلسطين وشعبها والتصدي للاستيطان والتهجير وقضايا الارض واللاجئين والمقدسات الاسلامية ورفع الحصار ولقد تم انجاز هذا الاتفاق بمبادرة من الملك عبدالله بن سعود ملك العربية السعودية وقد تزامن هذا الاتفاق مع حملة صهيونية تستهدف بيت المقدس والمسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين وتحت مسمى حفريات ذات أبعاد دينية مزعومة

ان حركة النهضة الاسلامية بتونس:

ـ تحيي هذه المبادرة والاتفاق الذي انبثق عنها في رحاب مكة المكرمة

ـ  تأمل من الجميع العمل على احترامه وانجاح ما تضمنه من اتفاقات بما يوحد الصف الفلسطيني

ـ  تدعو كل الفعاليات العربية والاسلامية الى مساندة الشعب الفسطيني في هذه اللحظات الدقيقة من مسيرته والمساهمة في انجاح هذا الاتفاق الجاد

ــ تدين بشدة العدوان الذي يستهدف المسجد الاقصى وتطالب الدول العربية والاسلامية بالتحرك لإيقافه كما تدعو الشعوب الى التعبير عن احتجاجها على هذه الجريمة الصهيونية البغيضة

 

عن حركة النهضة بتونس

الشيخ راشد الغنوشي

20 محرم 1428 هـ الموافق 9 فيفري 2007


 « حزب التحرير الإسلامي » يندد باتفاق مكة ويصفه بـ « الكارثة »

طولكرم (فلسطين) – خدمة قدس برس

 

انتقد حزب التحرير الإسلامي، « اتفاق مكة »، الذي وقعته كل من حركتي « فتح » و »حماس » برعاية المملكة العربية السعودية، والقاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وإنهاء حالة الاقتتال الداخلي الفلسطيني.

 

وقال الحزب في بيان وصلت نسخة منه « قدس برس »: « إن الاتفاق يقر بشكل واضح وصريح، على الالتزام بقرارات القمم العربية، واحترام قرارا الشرعية الدولية، التي تعترف بإسرائيل، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق مقدمة لإزالة ورقة التوت، التي كانت تغطي المناورات اللفظية ليحل محلها الاعتراف المباشر »، على حد تعبيره.

 

ووصف البيان، اتفاق مكة بالكارثة، وخاصة أنه وقع في الشهر الحرام، وفي البلد الحرام. معتبرا « الاقتتال الداخلي الذي جرى، مصطنعة لإدخال العرب في قلوب أهل فلسطين، ليقبلوا بالاتفاق الكارثة حقنا للدماء »، حسب رأيه.

 

وقال البيان، « إن حماس ُأنجحت في الانتخابات، بهدف توصيلها للحكم، لتنتهي إلى ما انتهت إليه حركة فتح من قبل، وهو التدرج في خطوات القبول بكيان اليهود والمناورة اللفظية لترويض الأتباع، إلى حد الاعتراف الصريح بدولة اليهود في فلسطين المحتلة عام 48، مقابل السماح بإقامة دولة فلسطينية شبه هزيلة على أراضي الـ 67، أو جزء منها، لتحصل دولة اليهود على اعتراف الحركات الفلسطينية المغلفة بالإسلام، كما حصلت من قبل على اعتراف الحركات الفلسطينية المغلفة بالعلمانية والوطنية، فيكون بذلك قد أطبق اليهود على معظم فلسطين، بموافقة من يسمون أنفسهم بالوطنيين والعلمانيين والإسلاميين، وتعلن بعد ذلك دولة اليهود أن احتلالها لفلسطين أصبح شرعيا مستقرا بأمن وسلام »، حسب قوله.

 

ودعا الحزب الذي لا يتبنى « الجهاد العسكري »، وسيلة لتحرير فلسطين، إلى إبقاء حالة الحرب قائمة مع دولة اليهود، إلى أن يأتي « فاروقها أو ناصرها أو صلاح الدين »، حسب رأيه.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 10 فيفري 2007)

 

رابطة الجمعيات القرآنية تشيد بعناية الرئيس بالاسلام

 
تلقى الرئيس زين العابدين بن علي برقية من رابطة الجمعيات القرآنية عبّرت فيها عن امتنانها للرعاية التي ما انفك سيادة الرئيس يحيطها بها. وأعربت رابطة الجمعيات القرآنية في برقيتها عن افتخارها بما تحقق لتونس من انجازات في جميع الميادين مكبّرة العناية الفائقة التي يحظى بها الدين الاسلامي الحنيف والقرآن الكريم من قبل رئيس الجمهورية وحرصه على تجسيم قيمه الزكية الخالدة من اعتدال ووسطية ومن نبذ لكل أشكال العنف والتطرّف والارهاب. (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 فيفري 2007)

وسط نقاشات واقتراحات واعتراضات ودعوات للتريّث:

هل تنجح هيئة المحامين في تمرير مشروع النظام الداخلي للمحاماة؟

  تونس – الصباح ينتظر أن يتم اليوم التصويت على مشروع النظام الداخلي للمحامين الذي انكبت الهيئة الحالية على إعداده منذ توليها مهامها وبعد جملة من النقاشات والتعديلات المتتالية من طرف لجان شكلت للغرض وكان آخرها يوم التاسع من الشهر الجاري حيث اجتمعت اللجنة المكلفة بإعداد المشروع برئاسة العميد عبد الستار بن موسى وأدخلت جملة من التعديلات شملت 11 فصلا. هذا التعديل لن يكون الأخير حيث ستعمل اللجنة على إدخال بعض التعديلات الأخرى بناء على ما جاء في نقاشات يوم أمس خلال الجلسة العامة الخارقة للعادة. وما ورد في مداخلات المحامين من اقتراحات لتعديل بعض الصيغ والفصول الواردة في المشروع. وبذلك ستكون الصيغة النهائية – محور التصويت – جاهزة صباح اليوم أي مباشرة قبل الشروع في التصويت مداخلات واقتراحات مداخلات المحامين خلال نقاش المشروع يوم أمس شملت إلى جانب اقتراحات تعديل بعض الفصول آراء معارضة لصيغة المشروع ودعوات لمزيد التريث والتعمّق في دراسته والتركيز على الانتخابات بدرجة أولى وترك مشروع القانون الداخلي إلى مرحلة موالية، لكن بعض المتدخلين أشاروا إلى أنها قد تكون الفرصة الأخيرة أمام المحامين للنجاح في إيجاد نظام داخلي فشلوا عن تحقيقه منذ أكثر من 50 سنة. أشار المتدخل فيصل الزمني إلى 3 نقاط وردت في مشروع النظام الداخلي والتي تحتاج في رأيه إلى مراجعة وهي المسائل المتصلة بالتأمين والتّأديب وعلاقات المحامي بزملائه وبالهيئة والحريف ذلك أنه اعتبر التأمين خيار وتساءل لماذا يتم إدراجه في مشروع النظام الداخلي واعترض على وضع تسوية الوضعية المادية للمحامي كشرط للترشح إلى العمادة أو عضوية مجلس الهيئة أو عضوية مجلس الفرع… ودعا المتدخل في المقابل إلى إعادة النظر في المشروع ككلّ وعرضه على النقاش ضمن أيّام دراسية تشمل جميع الجهات ومن ثمّة التوجّه نحو عقد جلسة عامة للتصويت. ذكر المحامي رشاد مبروك أنّ مشروع القانون الحالي يفتقد إلى التّوازن بين حقوق وواجبات المحامي وفي عملية حسابية ذاتية للمشروع أشار إلى أن عبارات وجب.. ويجب.. ويتعين.. وعلى.. وردت أكثر من 54 مرة في حين لم ترد كلمة «يحق» إلاّ 3 مرات. كما رفض المتدخل وجود عبارة المحامي الأجير في الفصلين 97 و98 وأشار إلى أنّ مشروع القانون في صيغته الحالية لا يعكس طموح المحامي. قدّم المتدخل حسين العرفاوي احترازاته كذلك على بعض العبارات والفصول الواردة في مشروع القانون، وأكّد أنه خال من المشاريع الاجتماعية لفائدة المحامي. الدعوة إلى التريّث المتدخل سليم بن عثمان دعا إلى التجنّد في هذه الفترة إلى التحضير للانتخابات المقبلة والتريّث في عرض مشروع القانون الداخلي سيما في ظلّ وجود فصول عديدة متناقضة مع القانون وأشار إلى أنّ الأولويّة يجب أن تعطى إلى تنقيح قانون المحاماة قبل الخوض في مسألة القانون الداخلي. أثار المتدخل كمال القفصي بدوره مسألة عدم التوازن بين الحقوق والواجبات في مشروع القانون الحالي ودعا إلى تغيير بعض المصطلحات الواردة فيه على غرار تعويض لفظ «الحريات» بعبارة الحقوق المدنية والسياسية العامة والخاصة واقترح كذلك تأجيل التصويت لاستيفاء القواعد القانونية والصيغ الجلية والواضحة لإرساء نظام داخلي للمهنة وبين تحفظه على طريقة التصويت والمصادقة وليس على جوهر القانون. تطرق المتدخل علي قدري إلى وضعية المحامي المتمرّن وقال أنّ مشروع القانون الحالي يتضمّن إشارات وفصول باهتة فيما يتعلق بالمحامين المتمرّنين الذين يقدر عددهم بأكثر من 1830 محاميا وأشار إلى أنّهم يعانون التهميش وأن مشروع القانون الداخلي الحالي لم يقدم حلولا جذريّة لمشاغلهم وأكد أنّ تواصل هذه الوضعية لا يبشّر بمستقبل مشرق للمهنة سيما وأنّ تهميش المحامي المتمرن يدفعه إلى السقوط في فخ السمسرة والأساليب غير المشروعة في الحصول على الحرفاء وغيرها من التصرفات التي لا تليق بسمعة المهنة. تصفية حسابات في المقابل اعتبر المتدخل حنيفي الفريضي عرض القانون الداخلي على التصويت الفرصة الأخيرة للنجاح في مهمة فشلت المهنة في تحقيقها لعقود من الزمن وقال إنه إذا كانت هناك موضوعية تامة في دراسة مشروع النظام الداخلي المعروض سيكون الاستنتاج إيجابيا والنتيجة ستكون حتما الإقرار بأن المشروع يخدم مصلحة المحامي وليس العكس. وأشار إلى أنّ عملية إرجاء التصويت والوقوف أمام تمرير المشروع تدخل في دائرة منطق تصفية الحسابات ومواقف من الهيئة الحالية قد لا تخدم مصلحة المهنة. ويبقى السؤال المطروح هل تنجح الهيئة في تمرير مشروع القانون اليوم؟ منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 فيفري 2007)

11 ألف حالة طلاق سنويــا؟

 
يكتبه: كمال بن يونس من تابع مسرحية «ضحكولوجيا» وغيرها من المسرحيات الهزلية والأفلام و«الروايات» الإذاعية التونسية يلاحظ لقطات عديدة تركز على انتشار مظاهر تفكك الأسرة ..وتضاعف حالات الانفصال بين الأزواج ..فضلا عن حالات فسخ الخطوبة قبل الزواج بوقت قصير.. ولا تسل عن حالات «فرار» كثير من الأزواج.. أو الزوجات ..من البيت.. بصفة شبه مستمرة ..أحيانا داخل تونس وأحيانا أخرى خارجها ..تحت مبررات مختلفة ..بعضها مضحك..؟؟ وبعيدا عن تهويل ظاهرة تزايد حالات الطلاق في تونس ..لا بد من الإقرار بوجود ظاهرة جديدة في بلدنا مرتبطة بعوامل كثيرة ..منها انتشار قيم جديدة تحكم العلاقات بين الزوجين..   بعضها قيم مادية صرفة ..وتراجع «سلطة» العائلة الموسعة .. بالتزاماتها وتعقيداتها ..ونقص إيمان كثير من الأزواج بـ«سلطة الحب ..والمودة».. وبحق الأقارب والاجوار في التدخل للمصالحة ..في صورة حصول خلافات .. ولا بأس من الاعتراف أولا ..أن ارتفاع نسبة الطلاق ظاهرة عالمية ..مرتبطة بتذرر العائلة ..وانتشار نمط عيش جديد دوليا محوره الفرد وليس العائلة التقليدية ..وقد ارتفعت نسب الطلاق بصورة مفزعة في الولايات المتحدة وبعض البلدان المصنعة ..رغم الفارق الكبير بين الإمكانيات المادية عندنا وعندهم ..ورغم التشجيعات (والإغراءات المادية الهائلة) التي تقدمها مؤسسات التامين الاجتماعي في اوروبا الغربية مثلا للشبان والفتيات حتى يتزوجوا وينجبوا أبناء .. المشكل ليس ماليا فقط إذن ..والسبب الرئيسي للطلاق ليس مشاكل السكن والراتب الهزيل وصعوبات تسديد معلوم الحضانة والروضة والمدرسة والعلاج ..بل الاضطرابات النفسية ..وتوتر الأعصاب ..وتبادل العنف اللفظي والمادي بين الازواج وبين الوالدين والابناء ..الناجم بدوره عن عوامل كثيرة منها الإدمان على الكحول والمخدرات وجلساء «السوء».. و«رفيقات الإحبـــــــاط».. واللهـــــفة على المــال ..والانانية ..الخ عالم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله أورد في تصريح لـ«الصباح» أن تونس تحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث نسبة الطلاق ..ودعا إلى توظيف خريجي كليات العلوم الإنسانية من طلبة علم الاجتماع وعلم النفس لإحداث مزيد من مراكز  الرعاية الاجتماعية والنفسية.. ومثل هذا الاقتراح مفيد جدا بالفعل ..لأن درجة انتشار العنف اللفظي والمادي في الشوارع والعائلات تستوجب رفع شعار «مركز نفساني واجتماعي في كل شارع وفي كل قرية».. حتى يصبح عدد أطباء النفس وعلماء الاجتماع أكثر من «العطارة» و«الخضارة» و«الحماصة».. في هذه الحالة قد تنجح جهود تخفيض نسق ارتفاع نسب الطلاق ..وعدد الملفات التي تحال سنويا الى المحاكم ..وعددها حوالي 15 ألفا ..تبت المحاكم سنويا بالايجاب في نحو 11 ألفا منها ..وهو ما يعني أن عشرات الالاف من الاطفال التونسيين يرشحون سنويا للضياع ..وللانخراط في صفوف المتسكعين والمتسكعات ..ورواد مقاهي البؤس ..التي تمهد لكل شيء ..بما في ذلك للانحراف ..ثم الإجرام .. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 فيفري 2007)

ليبيا لا تعتزم فرض تأشيرات دخول على العرب

 
نفت ليبيا عزمها فرض تأشيرات دخول على مواطني الدول العربية، لكنها قالت إنها ستطالب الوافدين بضرورة الحصول على تصاريح عمل وإقامات إذا كانوا ينوون الإقامة فترة أكثر من ثلاثة أشهر. وقال وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم عقب اجتماع لوزراء خارجية دول المغرب العربي بالمغرب إن الإجراءات الجديدة التي تعتزم بلاده تطبيقها تهدف إلى تنظيم سوق العمالة في ليبيا للحد من الهجرة غير الشرعية. وأشار شلقم إلى أن بلاده تعاني من مشاكل الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أنه اتخذت حزمة من الإجراءات لضرورة أمنية وقانونية وإنسانية لتنظيم العمل وضمان حقوق العمل للمهاجرين. وكان وزير الأمن العام الليبي صالح رجب المسماري قال الشهر الماضي إن بلاده ستفرض تأشيرات دخول على الزائرين من الدول العربية بما في ذلك بلدان المغرب العربي، مما أثار انتقادات من المسؤولين وأجهزة الإعلام في المنطقة. وشكا مسؤولون ليبيون مرارا مما وصفوه بعبء أكثر من مليوني وافد من الدول العربية والدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 11 فيفري 2007 نقلا عن وكالات)

المغرب العربي يحث على الإسراع بإنشاء منطقة للتجارة

 

  دعت لجنة المتابعة لاتحاد المغرب العربي في ختام اجتماعاتها بالعاصمة المغربية الرباط إلى ضرورة الإسراع بإنشاء منطقة للتجارة الحرة وتحقيق التكامل الاقتصادي في المنطقة. وبحث المشاركون الاتفاق على إنشاء المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية برأسمال يقدر بنصف مليار دولار. يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه خمسة وزراء يمثلون دول الاتحاد اجتماعاتهم السبت في الرباط لتعزيز التكامل الاقتصادي والمالي لهذه المنظمة الإقليمية. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي محمد بنعيسى إن المفاوضات المتعلقة بإنشاء مصرف مغاربي للتجارة الخارجية ومنطقة مغاربية للتبادل الحر أحرزت تقدما كبيرا. ودعا وزير العمل الجزائري الطيب لوح إلى تنسيق السياسات الاقتصادية المغاربية في قطاعات الزراعة والبنية التحتية والموارد المائية. وأعلن كاتب الدولة التونسي للشؤون الخارجية محمد عبد الرؤوف بسيطي أن المصرف المغاربي للتجارة الخارجية سيبدأ أعماله في مارس/آذار 2007 في العاصمة التونسية، معربا عن الأمل بأن تساهم هذه المؤسسة في دفع التكامل المغاربي إلى الأمام. وكانت أنشطة اتحاد المغرب العربي توقفت فترة طويلة بسبب الخلافات بين بلدان المغرب العربي ولا سيما الجزائر والمغرب بشأن النزاع في الصحراء الغربية. يذكر أن تجارة دول الاتحاد لا تتعدى 4% من إجمالي مبادلاتها مع بقية بلدان العالم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 11 فيفري 2007 نقلا عن وكالات)


اتفاق حول إحداث المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية

 

الرباط – واس – أعلن بالعاصمة المغربية الرباط عن توصل مجلس وزراء الخارجية لدول اتحاد المغرب العربي , في ختام اجتماعات دورته ال26  التي اختتمت الليلة الماضية إلى اتفاق نهائي حول إحداث المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية.

 

وأوضح الأمين العام لاتحاد المغرب العربي حبيب بن يحيى في لقاء صحفي أن المصرف الذي أحدث برأسمال يصل إلى500 مليون دولار , سيكون مقره في تونس العاصمة,مضيفا أن مهمة هذه المؤسسة المالية ستتمثل في المساهمة في تشجيع اندماج إقليمي أفضل واستثمارات مشتركة , وتكثيف المبادلات التجارية وانسياب أفضل للسلع ورؤوس الأموال وتمويل المشاريع المشتركة التي يقوم بها القطاع الخاص في البلدان الأعضاء.

 

وأشار بن يحيى إلى أن هذا المصرف يأتي ليستجيب لطموحات بلدان اتحاد المغرب العربي في إحداث سوق مشتركة والسير نحو تحقيق التكامل الاقتصادي.

 

وكانت الأنظمة الأساسية للمصرف الجديد قد صودق عليها في مارس2006 بمناسبة اجتماع مجلس وزراء مالية بلدان اتحاد المغرب العربي.

 

يذكر أن إنشاء هذا المصرف كان قد تقرر خلال الدورة الثالثة لمجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي الذي يضم كلا من المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا و موريتانيا و التي انعقدت في ليبيا في 1991.

 

(المصدر: وكالة الأنباء السعودسة (واس – رسمية) بتاريخ 11 فيفري 2007)

الرابط: http://www.spa.gov.sa/details.php?id=424656

 

اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين في الرباط:

تشديد على مواجهة «التحديات الجارفة»

 
شدّد رؤساء وفود البلدان الأعضاء في اتحاد المغرب العربي في اجتماع الدورة الـ26 لمجلس وزراء خارجية الاتحاد أمس في الرباط على ضرورة الإسراع في بناء الاتحاد لمواجهة «التحديات الجارفة». وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء ان رؤساء الوفود أبرزوا في كلمات خلال الجلسة الافتتاحية، ضرورة الاندماج الاقتصادي والانفتاح و «الدفاع عن مصالح شعوب المنطقة». وعقد مجلس وزراء خارجية الاتحاد بعد الظهر جلسة مغلقة، علماً أنه كان تردد ان بين المواضيع التي ستُبحث قرار ليبيا فرض التأشيرة على مواطني الاتحاد المغاربي باستثناء تونس. ونفى عبدالرحمن شلقم، وزير الخارجية الليبي، للصحافيين وجود خلافات سياسية بين الوفود، وقال «مشكلتنا اننا نسييس كل شيء وننظر الى الامور من خارج إطار سياسي». وقال وزير الشؤون الخارجية المغربي محمد بن عيسى إن الحضور الفاعل للاتحاد المغاربي وما يحظى به من اهتمام في المحافل الدولية والإقليمية «يدعونا أكثر من أي وقت مضى إلى تطوير آلياته وتعزيز هياكله للمساهمة في رسم تعاون إقليمي فاعل، ومواصلة الانخراط التشاركي المتوازن مع دول الاتحاد الأوروبي باعتباره شريكاً في الحوار الأورو – متوسطي، ومع بقية المنظمات الإقليمية والدولية خصوصاً التجمعات الإفريقية والعربية». وأشار إلى أن التحديات التي تواجه المنطقة متنوعة ومتشابكة من الإرهاب إلى مشاكل التنمية، مضيفاً أنه «آن الأوان لتهيئة الأجواء في فضائنا والتغلب على الخلافات والصعوبات». وأكد كاتب الدولة التونسي المكلف الشؤون المغاربية والعربية والإفريقية محمد عبدالرؤوف الباسطي على ضرورة تفعيل العمل المغاربي المشترك وتسريع وتيرة بناء صرح الاتحاد «وفق منهجية عمل واضحة المعالم»، في حين سجّل وزير العمل الجزائري الطيب لوح أن الاتحاد يعرف «مخاضاً طويلاً وعسيراً» لكنه «سيتغلب على العوائق». من جهته، دعا وزير العدل الموريتاني حمود ولد بتاع إلى تجاوز «المثبطات والخلافات الثنائية» التي تعيق بناء الاتحاد. أما الوزير الليبي شلقم، رئيس مجلس وزراء خارجية الاتحاد، فأكد ضرورة الوقوف «وقفة مسؤولة أمام التحديات والأخطار والاستحقاقات التي نلتزم بها أمام شعوبنا». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 فيفري 2007)

المغرب العربي والتأشيرة الليبية

 
محمد الأشهب     هل كان المغاربيون سيشغلون أذهانهم لمجرد أن الجماهيرية الليبية فرضت نظام التأشيرة؟ ثمة سابقة في تجربة المغرب والجزائر دامت أكثر من عشر سنوات تعايش خلالها البلدان مع فرض التأشيرة ولم تدفع إلى تسريع الحوار المغاربي. ذلك أنه أمام تعطيل تدفق التجارة ورفع الحواجز الجمركية واكتفاء الرأسمال بموقع الفرجة وعدم نفض الغبار عن مشاريع التعاون المشترك، لا يضيف فرض التأشيرة غير أعباء انسانية كان في الإمكان تجنبها. ولا يعني الحرص على اضفاء أبعاد أكبر على هذه الاجراءات سوى أن المغاربيين باتوا يكتفون بالابقاء على الوضع الراهن من دون المزيد من التدهور. فبالتأشيرة أو من دونها لن يتغير شيء كبير في مسار التجربة المتعثرة. والذين كانوا يتخيلون صورة افتراضية حول المنطقة في ضوء التزام العواصم المعنية استراتيجية البناء المغاربي، يرون في البيئة الراهنة انتكاساً لطموحاتهم. ومع اضطراد حال الانكماش وتغليب النزعة القطرية في ترسيم السياسات والبحث عن المصالح، أصبح مجرد اجتماع مسؤولين مغاربيين حدثاً في حد ذاته، لا يتوقع منه أن يمنح أكثر من فرصة عابرة لحوار العواطف. وسواء انتهى الاجتماع المغاربي في الرباط إلى صيغة لإلغاء نظام التأشيرة للراغبين في التوجه إلى ليبيا، أو ترك ذلك لوفاق ثنائي مع كل دولة على حدة، كونه استثنى تونس المجاورة من الاجراء، فإن مشاكل وتناقضات الدول المغاربية كانت قائمة قبل ذلك، وبالتالي فإن اختزالها في قضية إدارية محددة لا يساعد في تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي أحدث من أجلها الاتحاد، كونه تزامن وانهيار نظام القطبية الثنائية وإلغاء تناقضات الأنظمة السياسية عبر خيار اقتصاد السوق والانفتاح والاندماج في التحولات الدولية. غير أنه لم يستطع بلورة هذه المبادئ في توجهات اقتصادية تحد من غلو الخلافات السياسية التي أسرت مساره. الشيء الايجابي في ردود الفعل ازاء القرار الليبي أنها جاءت أكثر انتقاداً من الجزائر في مقابل التزام المغرب وموريتانيا ديبلوماسية الانتظار، ما يحمل على الاعتقاد بأنها استوعبت التداعيات السلبية لقرار من هذا النوع. فقد كان المغاربة سباقين الى فرض التأشيرة على الرعايا المتحدرين من أصول جزائرية إثر حادث الهجوم على فندق في مراكش في صيف 1994، لكن الجزائر بدل مناهضة موقف الرباط، بادرت لإغلاق الحدود الذي لا يزال مفعوله سارياً. ومن غير المفهوم أن يتم الحديث عن أي نوع من التكامل الاقتصادي والتنسيق السياسي واستشراف ضرورات الانفتاح وإلغاء الحواجز، فيما لا تزال الحدود بين دولتين مغاربيتين مغلقة، ذلك ان الاستيقاظ على حقائق العصر يفرض بالضرورة تجاوز معوقات انسداد الآفاق، ومن بينها اغلاق الحدود وفرض التأشيرة والانكفاء على الذات. غير أن النظرة المتفائلة إزاء الموقف الجزائري يمكن ان تجعل الرسالة تقرأ على نحوين متقاطعين من جهة الشرق لحض الجماهيرية الليبية على معاودة النظر في قرارها، ومن جهة الغرب لتمهيد الطريق أمام بدء حوار مغربي – جزائري حول ملف الحدود المغلقة من منطلق ثنائي. إلا ان مفهوم الأبعاد الثنائية في العلاقات بين المجموعة المغاربية لم يكن دائماً يتبنى منظوراً متكاملاً يساعد في الارتقاء بما هو ثنائي الى مصاف متعددة الأطراف، كأن يتحول من تفاهم بين عاصمتين الى وئام ينسحب على كل الأطراف. ولكنه عكس ذلك تحول الى عائق أمام الانسجام الجماعي، وكما انسحبت العلاقات المتأزمة بين المغرب والجزائر سلباً على مسار البناء المغاربي، زادت خلافات أخرى في اعباء الاتحاد كما كان الوضع في العلاقات بين ليبيا وموريتانيا، وأصبح وارداً ان تغوص العلاقات بين ليبيا والجزائر في المأزق ذاته بسبب الموقف من اشكاليات الطوارق وتداعيات فرض التأشيرة، ما يعني ان الحلول الثنائية مهما كانت نهايتها تبقى محدودة. وتجربة الدول المغاربية قبل تأسيس الاتحاد المغاربي نماذج لسياسة المحاور، فقد كان المغرب أقرب الى الليبيين خلال أحداث الاتحاد العربي – الافريقي في مقابل التقارب وقتذاك بين موريتانيا والجزائر وتونس. وكان من نتيجة سياسات المرحلة أنها حالت دون تجميع قدرات وطاقات الدول المغاربية في مشروع مشترك. وقد يكون مشكل الاتحاد المغاربي الذي تأسس في ظرفية تاريخية محددة، انه ظل أسير تلك الظرفية. وحين غاب القادة الذين اسهموا في تجاوزات التناقضات الظرفية، أيام الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس المستقيل الشاذلي بن جديد والرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع. لم توات الفرصة القادة الجدد في الاجتماع مع بعضهم بعضاً ولو مرة واحدة في إطار الاتحاد المغاربي. فالملك محمد السادس الذي عرض الى العلاقات في بلدان الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر المتوسط في دكتوراه الدولة، اهتم بترجمة الأفكار التي حفلت بها الى ساحة الواقع الذي تكتنفه ميول أخرى، فيما الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي كان ينظر اليه رجل المرحلة الجديدة في بلاده حدت الانشغالات الداخلية من طموحاته المغاربية. ويبقى ان رئيس المجلس العسكري الموريتاني أعلي ولد محمد فال تستغرقه اهتمامات الفترة الانتقالية، غير ان دور رجالات السياسة أمام تحديات من هذا النوع يكون معولاً عليه أكثر. ولعل الزخم الغائب في المسار المتعثر للاتحاد المغاربي انه بقي بناء فوقياً لا امتدادات له في الشارع. والغريب ان اتفاق الوحدة بين المغرب وليبيا احتاج الى استفتاء شعبي بينما الوحدة المغاربية التي تضرب أعماقها في جذور التاريخ والهوية المغاربية لم تتحول الى قضية شعبية، والصدفة وحدها جعلت ذكرى الاتحاد المغاربي تتزامن وذكرى استفتاءات ماستريخت حول الوحدة الأوروبية. والفارق بين المشروعين ليس فضاء البحر المتوسط ولكنه يقين الحوار والتفاهم وحتمية المصير المشترك. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 فيفري 2007)


 

مئات الفلسطينيين يؤمون الجامعة الإسلامية يوميا ويطلعون على حجم « الدمار » فيها

غزة (فلسطين) – خدمة قدس برس

 

تحولت الجامعة الإسلامية بغزة التي تعرضت للدمار والحرق من قبل حرس الرئاسة الفلسطينية إلى مزار بات يؤمه يوميا مئات المواطنين الذين فُجعوا بحجم هذا الدمار الذي كلف الجامعة خسائر فاقت الخمسة عشر مليون دولار.

 

ويدرس في هذا الجامعة التي باتت كأول جامعة في القطاع، قبل ثلاثة عقود كخيام؛ حوالي 20 ألف طالب وطالبة، وبها تسع كليات في أكثر من 40 تخصصاً علمياً، بالعلوم الشرعية والإنسانية والطبيعية والتقنية والهندسية، وقد حصلت الجامعة في العديد منها على جوائز عربية دولية، وهو ما جعلها في مصاف الجامعات العالمية، الأمر الذي جعل الرئيس الراحل ياسر عرفات يذهل حينما زارها في إحدى المرات وافتتح أحد المباني فيها، وقال وقتها بالحرف الواحد: « كنت أتوقع أن تكون الجامعة متطورة، ولكن لم أتوقع أن تكون بهذه العظمة. »

 

الدمار الكبير الذي أحدثه الاعتداء على الجامعة الإسلامية يصعب وصفه من شدته، حيث طال مباني الجامعة ومرافقها ومختبراتها وأجهزتها العلمية قدر خسائرها رئيس الجامعة الدكتور كمالين شعث بـ 15 مليون دولار.

 

وأضاف شعث، لقد نأت الجامعة بنفسها عن الخلاقات السياسية، وعن الصراع الحزبي، وظلت محضناً لكل أبناء فلسطين وعنواناً للخلق القويم، وللحوار وللوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني المرابط الصبور، الأمر الذي جعل من المستهجن، ومن غير المبرر، أن تمتد لها يد فلسطينية بالاعتداء والتدمير، ثم بالإساءة والتشهير باختلاق المبررات التي يعرف شعبنا وكل محبي وأصدقاء الجامعة في أمتنا العربية والإسلامية كذبها ، لتبرير هذا العدوان الآثم.

 

وتسبب هذا العدوان، بإحداث أضرار بالغة في مبنى المكتبة المركزية، ومبنى مركز المؤتمرات، ومبنى المختبرات العلمية، ومبنى القدس، ومبنى طيبة، ومبنى الأنشطة الطلابية، ومبنى الإدارة وهيئة التدريس، وتسبب في حرق وتحطيم عدد كبير من الأجهزة الطبية والعلمية، وأجهزة الحاسوب والكتب والمراجع العلمية.

 

وفي جولة لمراسل « قدس برس » في الجامعة، شاهد حجم التدمير الذي كان يقوم به مسلحون كانوا يوقعون اسمهم تحت شعار « حرس الرئيس مر من هنا »، وقد بدا واضحا أن الدمار ممنهجا بحيث لا يكلف هذا التدمير خسائر مادية فحسب بل يصعب تعوضه، لاسيما أن الأجهزة التي تم تدميرها في مختبر التحاليل الطبية وهو المختبر الوحيد في قطاع غزة والذي كان يغني عن سفر الباحثين والعاملين إلى الخارج لإجراء تجاربهم؛ غير موجودة ويصعب استعادتها بسبب الإغلاق للمعابر.

 

والمكان الذي لم يتم تدميره وتكسيره، تم إحراقه، والذي لم يتم إحراقه تم سلبه، فيما نجت بعض الأجهزة بأعجوبة، نظرا لان المسلحين، فيما يبدوا، لا يعرفون أهميتها إلى جانب انه تم تدمير أجهزة جديدة لم تستخدم بعد، وإحراق المكتبة المركزية التي تعتبر اكبر مكتبة في فلسطين، حيث فقد حوالي 20 ألف كتاب ومرجع مهم ونادر.

 

وقال المهندس جمال الخضري رئيس مجلس أمناء الجامعة ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: إنه « لم يكن يخطر في بالنا أن تطال الفتنة والاعتداء الجامعة الاسلامية التي تعتبر الأكبر في فلسطين »، مشدداً على أن الجامعة « تنأى بنفسها دوماً عن كل الصراعات الداخلية والحزبية ».

 

وأشار إلى أن الجامعة تمكنت بفضل سياساتها الحكيمة وعلاقاتها الداخلية والخارجية المميزة أن تتحول من « جامعة الخيام إلى جامعة القلاع »، لكنها الآن مضطرة إلى العودة من جديد إلى الخيام كي لا تحرم الطلاب من حقهم في التعليم بسبب الدمار الذي طال القاعات الدراسية، ومعامل التحاليل والحاسوب، والمباني.

 

وأبدى الخضري، استغرابه من العبارات والشعارات التي كتبها المقتحمون على جدران الجامعة خلال عملية الاقتحام، ومنها « حرس الرئيس مر من هنا »، مشدداً على أن هذا الاعتداء لم يحرف مسيرة البناء والاعمار في الجامعة ولن يدفعها نحو الفتنة.

 

وقارن الخضري، بين ما حل بالجامعة من دمار، وبين ما قاله الرئيس الراحل ياسر عرفات عن الجامعة يوماً، أثناء زيارتها حيث امتدح الجامعة بقوله « لم أكن أتوقع أن أراها بهذه العظمة ».

 

ونفى أن يكون الاعتداء على الجامعة بمثابة ضربة لحركة « حماس »، بل إنها ضربة للتعليم العالي الفلسطيني، معبراً في الوقت ذاته عن إدانته الشديدة لكل أعمال العنف والتخريب التي طاولت مؤسسات تعليمية.

 

وقال أحد طلاب الجامعة، خلال تفقده لأثار الدمار فيها « إنهم أعادوا الجامعة بهذا الدمار عشرات السنوات إلى الوراء، بعد أن سلمت من قذائف الاحتلال دمرت بقذائف حرس الرئيس »، حسب تعبيره.

 

ولقي الاعتداء على الجامعة ارتياحاً كبيراً في الأوساط الإسرائيلية، وبحسب وزير الأمن الإسرائيلي الداخلي افي ديختر، فإن الجامعة الإسلامية هي « أخطر مؤسسة فلسطينية »، لأنها قامت « بتخريج العدد الأكبر ممن أسماهم بـ « الإرهابيين ». واصفا في سياق تعقيبه على الاعتداء، الجامعة بأنها « الدفيئة التي ترعرعت فيها شجرة المقاومة الفلسطينية »، حسب رأيه.

 

وقال المعلق العسكري في /القناة الثانية/ في التلفزيون الإسرائيلي، الجنرال روني دانئيل إن أي مس بالجامعة الإسلامية « يمثل مساً مباشراً وجدياً بقدرة الفلسطينيين في قطاع غزة على مواصلة المقاومة ». وأعاد دانئيل للأذهان « أن الأغلبية الساحقة من عناصر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة « حماس » قد تخرجوا من هذه الجامعة ».

 

وأكد نائب وزير الحرب افرايم سنيه، أن أحد أكبر الأخطاء الكارثية التي وقعت فيها حكومة الليكود بزعامة « مناحيم بيغن » هو السماح بتشييد الجامعة الإسلامية.

 

واعتبر سنيه أن غياب الجامعة الإسلامية يشكل عامل إضافي لوقف التحريض والكراهية ضد إسرائيل ويسمح بأجواء جديدة في المنطقة، مشيراً إلى أنه كان يتوجب على تل أبيب أن تعترض على تعيين أي رئيس وزراء فلسطيني حتى لو كان مستقلاً ما دام عمل في هذه الجامعة، في إشارة إلى رئيس الوزراء إسماعيل هنية الذي رأس مجلس طلاب الجامعة إبان دراسته للغة العربية في الجامعة.

 

وفي مقابل شعارات الاعتداء، وضع مجلس طلاب الجامعة شعارات أخرى منها « فشل اليهود في فعل هذا ولكن فعله أتباعهم من المتصهينيين »، و »سيادة الرئيس محمود عباس أين حرمة الجامعات والمؤسسات التعليمية »، حسب شعاراتهم.  مطالبين، الرئيس الفلسطيني، « بالاعتذار للشعب الفلسطيني وللجامعة الإسلامية وطلابها، وتقديم التعويض المادي والمعنوي على ما تسببت به قواته من حرق للتعليم، داخل أسوار الجامعة »، وقال رئيس مجلس الطلاب شريف أبوشمالة، متعجباً « كم ظلمنا التتار عندما اتهمناهم أنهم قوم همجيون، لأن أرض غزة تضم من هم أكثر همجية من التتار ».

 

ومن المقرر أن يقيم الآلاف من الفلسطينيين اليوم صلاة الجمعة في الحرم الجامعي للتعبير عن رفضهم لما تعرضت لها الجامعة، حيث سيفتح باب التبرعات لإعادة إعمار الجامعة التي من المقرر أن تفتح أبوابها للطلاب يوم السبت القادم، حيث ستدرسهم في خيام أعدتها لذلك في إطار خطة الطوارئ على أن يكون أعيد بناء الجامعة في صيف هذا العام حسب رئيس الجامعة.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 10 فيفري 2007)


 

بسم الله الرّحمان الرّحيم                                                                                                                                 10 محرّم 1428

29 جانفي 2007

و الصّلاة و السّلام ع     النّبيّ الصّادق الأمين    الى ابنة أختي العزيزة الفتاة الطّيّبة و التّلميذة المجتهدة ابنتنا الكبيرة زينب        

السّلام عليك و على أخويك العزيزين محمّد أنور و محمّد ناجي ’ ورحمة الله و بركاته. سلام على الأوائل. ابنتي الغالية زينب:أسأل الله أن تصلك رسالتي هذه و أنت في أحسن حال معتنية بصحّتك مجتهدة في دراستك بارّة بوالديك محسنة لأخويك وفيّة لأهلك و ناصحة لصديقاتك و قبل ذلك و بعده مطيعة لربّك الّذي وهبك الحياة و هي أعظم نعمة لك و لنا.فعلينا أن نشكر الله عليها بالايمان و العمل الصّالح و خاصّة الصّلاة فلا ثثصوّري يا بنيّتي العزيزة كم كانت فرحتي كبيرة بنبا ميلادك الأمر الّذي جعلني أصلّي ركعتين شكرا لله على أن أكرمنا بوجودك بيننا. و منذ تلك اللّحظة و أنا أدعو لك بكلّ خير في صلاتي باللّيل و النّهار و كذلك لأخوتك الطّيّبين حفظكم الله جميعا ووفّقكم لكلّ ما يسعدكم في الدّنيا و الآخرة و ألّف بين قلوبكم لتعيشوا اخوانا متحابّين متعاونين متراحمين مهما كانت الظّروف.انّي أتابع أخبارك بشوق و اهتمام و اعجاب و أعلّق عليك آمالا كبيرة لأنّ في شخصيّتك و في تربيتك ما يؤهّلك بعون الله للنّجاح في حياتك رغم كلّ الصّعوبات.من حين لآخر أنظر الى صورك لأشعر أكثر بقربك فأتذكّر خطواتك الأولى في الرّوضة بنجاح في المرتبة الأولى وانطلاق مسيرتك الدّراسيّة بامتياز منذ السّنة الخامسة من عمرك و في السّنة الماضية كنت واثقا أنّك ستنجحين باذن الله مع شكري لخالتك الطّيّبة و الشّجاعة هندة لوقوفها الى جانبك اضافة الى أمّك و هكذا أثبتّي مرّة أخرى أنّك بنت ذكيّة و ذات شخصيّة قويّة لا تستسلم و لا تفشل فلا تشكّي لحظة في امكانيّاتك و ثقي دائما في نفسك و في ذلك درس هامّ لك و لأخويك في حياتكم بصفة عامّة. فمن يجتهد في عمله و يتوكّل على الله لا يفشل و حتّى في صورة لم يحقّق هدفه فلا يشعر بالذّنب أو النّدم لأنّه لم يقصّر في بذل الجهد و الاجتهاد و لأنّ الله سبحانه و تعالى لا يضيّع عمل عبده المجتهد و انّما يمتحنه بالصّعوبات و حتّى المصائب ليختبر ايمانه و صبره و بذلك يميّز بين العباد و على ذلك يجازيهم في الدّنيا و الآخرة كما علّمنا في القرآن الكريم : « و العصر انّ الانسان لفي خسر الا الّذين آمنوا و عملوا الصّالحات و تواصوا  بالحقّ و تواصوا بالصّبر  » و أنت يا زينب يا عزيزتي تمرّين بامتحان في دراستك و في عائلتك فاجتهدي في العمل و استعيني بالله و كوني أقوى من الظّروف لأنّ الانسان القويّ هو الّذي يصنع الظّروف لا الّذي تصنعه الظّروف و انّ ثقتي فيك كبيرة أن تنجحي فتفرحي و نفرح جميعا بنجاحك و الله معك و نحن جميعا معك و في مقدّمتنا أمّك العزيزة و أختي الحبيبة كريمة الّتي تحبّك كثيرا و تضحّي من أجلك و أجل أخويك بكلّ غالي لتراكم ناجحين في دراستكم متميّزين في تربيتكم و متحابّين فيما بينكم و سعداء في حياتكم و فائزين بمرضاة الله و تقدير النّاس لكم. فالى الأمام يا عزيزتي و الله يوفّقك. آمين ابنتي العزيزة زينب : لقد امتحن الله عائلتنا بامتحان كبير في الصّائفة الأخيرة كما تعلمين بوفاة أمّنا و سيّدتنا الّتي نحبّها كثيرا جدّتك الطّيّبة رحمها الله و جمعنا بها في الجنّة. امتحان لايماننا و صبرنا و حبّنا ووفائنا لها و الحمد لله انّنا صبرنا لأنّ الله وحده يحيي و يميت و سيحاسبنا على أعمالنا  » فمن يعمل مثقال ذرّةخيرا يره و من يعمل مثقال ذرّة شرّا يره « . و اذا مات الانسان لا يأخذ معه من هذه الدّنيا الا عمله  » يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من أتى الله بقلب سليم  » فلنجتهد يا بنيّتي في العمل الصّالح و الخلق الحسن و خاصّة الصّلاة و هو راض عنّا كما كانت جدّتك رحمها الله تصلّي و تحبّ الله و رسوله و تحبّ النّاس و تفعل الخير مع الصّغير و الكبيرة’ مع القريب و البعيد فيحبّها أهلها و يحبّها النّاس و يحبّها الله. لذلك لا يمكن أن ننسى امرأة صالحة مثلها مهما طال الزّمن و شغلتنا الدّنيا’ نتذكّرها و ندعو لها و نعمل بنصائحها و نحافظ على سمعة العائلة الّتي بنتها  مع جدّك العزيز عمر و انّ في حضور النّاس لبيتنا اثر و فاتها بذلك العدد و حزنهم و تعازيهم من مختلف أفراد العائلة و عديد الجهات في البلاد و في العالم لدليل على مكانة جدّتك في قلوبنا و قلوب النّاس لذلك ستبقى في قلوبنا و حاضرة في حياتنا  و بعون الله لن نخيّب ظنّها فينا فنكون ذرّيّة صالحة و انّي أشكرك على تأثّرك الكبير لفقدان جدّتك و زيارة قبرها كتعبير عن حبّك القويّ لها و انّ من أعظم ما يمكن أن تقدّمه من عمل يرضي الله و يرضي جدّتك رحمها الله أن تقفي الى جانب أمّك الطّيّبة في محنتها و أن تساعديها على حسن تربية أخويك العزيزين محمّد أنور و محمّد ناجي في هذه الظّروف الصّعبة حتّى تكونوا خير أبناء لخير أمّ و خير أحفاد لخير جدّة و ستجدين في جدّك عمر حفظه الله و أخوالك ماهر و الياس و هندة خير سند لك لتنجحي في تحمّل المسؤوليّة مع كلّ سنة جديدة من حياتك و يسعدني أن أبشّرك بأنّي سأعود قريبا ان شاء الله  لأبقى الى جانبك فنقضّي أيّاما جميلة و نتعاون على ما فيه خير عائلتنا و نواجه مصاعب الحياة بصبر و حكمة و ثقة في النّفس و انّي أريد أن يكون يوم لقائنا باذن الله بعد غياب طويل مفاجأة سارّة لنا جميعا فلا تشغلي بالك واطمئنّي على خالك فانّي بخير و الحمد لله و أشتاق كثيرا لرؤيتك و أنت في أفضل الأحوال و في انتظار ذلك اليوم السّعيد أرجو أن تعجبك هديّتي اليك بمناسبة ذكرى ميلادك الثّالثة عشر و كلّ عام و أنت بخير.ألف مبروك يا زينب. ابنتي الوفيّة زينب: لقد سعدت كثيرا بالبطاقة البريديّة الأخيرة الّتي وصلتني منك و كذلك من ابني العزيز محمّد أنور فمن حين لآخر  أعيد قراءتهما بحبّ و شوق و اعجاب فهل من مزيد؟ و انّي أرجو أن تبلّغي سلامي الحارّ لأخيك و شكري الجزيل له و اعجابي بذكائه وامتيازه في دراسته و حرصه على المطالعة و عطفه على أخته الكبيرة و أخيه الصّغير و حبّه الكبير لأمّه و جدّته و أهله وفّقه الله لمزيد من الخير ليكون خيرا منّي. و أيضا سلامي لابننا الصّغير محمّد ناجي فأنا أتابع خطواته الأولى و مستبشر  بصحبته مع أخيه الكبير و بحسن تفكيره و منطقه منذ  الصّغر حفظه الله كما أرجو أن تبلّغي سلامي  الحارّ الى العائلة و في مقدّمتهم أمّك الطّيّبة و أنّي مشتاق للقاءها و أنّي واثق من أنّها ستبذل كلّ ما في وسعها لحسن تربيتكم و نجاحكم في حياتكم فأنتم أغلى ما عندها في هذه الحياة و مصدر سعادتها فأطيعوا أمّكم و أحسنوا اليها في القول و الفعل حتّى ترضى عنكم فيرضى الله عنكم. أهنّؤك مجدّدا بذكرى ميلادك المبارك الّذي تزامن مع السّنة الهجريّة الجديدة و كلّ عام و أنت يا زينب بخير و السّلام خالك الّذي  يحبّك كثيرا : كريم


الزوّالي ومتاع الشعبه : بورقيبة عمل غلَيْطَات، الحلقه ثمنيه

عباس

 

الزوّالي : شنوّ رايك، موش خير ملّي تسمع في الكذب والكلام الفارغ في التلفزه

متاع الشعبه (حاشاكم) : لا، لحقيقة، هذا الحوار نت وتونس نيوز ولخرين حاجة بريمه ياسر، أنا منيش عارف علاش سيادة الرئيس ما سمعش بيهم، ولاّ راهو يعدّي في خُطْباتو غادي

 

الزوّالي : يا ولدي، آش خُطبة وآش عِرْس، الراجل داه وشواه هوما، يبخّر بريحتهم، كان يلقى يسكّر أنترنات على خاطرهم

متاع الشعبه : وانا نقول شبيهم موش حاطينلو تصويرتو

 

الزوّالي : ما شفتنيش كيفاش كنت نخربش، باش نَجّمْت ندخل على السّيتْ متاعهم، أرض وكانتلنا بلاعه لو كان يسمع بينا بن علي والقوّاده متاعو

متاع الشعبه : ما تخافش معاك واحد منهم، نقصد واحد واصل في التجمّع، خربش على روحك

 

الزوّالي : تِي حتّى تْسَلّك روحك وقتها

متاع الشعبه : وعلاش ها الحكايه الكلّ، تي الساعه، تونس نيوز تشكر وتمجّد في بورقيبة

 

الزوّالي : يا ولدي جِبْتِك باش تقرأ على الإيكرون [الشاشة] متاع الكمبيوتر، شنيّ الفايدة أنا قاتل روحي باش نجيبلك تونس نيوز، وانت تقرأ كلمة على الإيكرون والباقي من المذكّرات متاعك

متاع الشعبه : ورحمة سيدي الميزوني، ورحمة بورقيبة، ما قريت كان على الميكرون

 

الزوّالي : إيكرون السّاعه، لا ميكرون ولا سنتيمتر، إيه، واش قريت

متاع الشعبه : هاك أغزر بعينيك « بورقيبة الزعيم : مدرسة وطنية مجددة » (تونس نيوز ـ 5 جانفي 2007)، أقرأ وحدك

 

الزوّالي : يا وَلّى حال ويا ولّى زْهَرْ عندي، دخّلتو مرّة على تونس نيوز، كبّش في مقال جاه على المضّاغه، كيفاش باش نسَلّكْها معاه

متاع الشعبه : يا ولدي قتلك زعيم ما كيفوش

 

الزوّالي : أوّلا، تونس نيوز مفتوحه للناس لكلّ، كلّ واحد يعبّر على رايو، موش كيما عندكم في التجمّع، النّاس الكلّ تغنّي على نغمه وحده، ثانيا، ما تظلمش الراجل اللّي كتب المقال، كمّل أقرأ في العنوان « لابد أن نرفع عنها كل تقديس »، ولاّ وقفت على ويل للمصلين

متاع الشعبه : كلامك صحيح، ولكن هذيك حكايه بسيطه، غليطات صغار على حسن نيّة

 

الزوّالي : كيفاش، عرّى مراه في الشارع قدّام الملاين على حسن نيّه، قتل صالح بن يوسف على حسن نيّه، يتمسخر بالقرآن على حسن نيّه، وجـ

متاع الشعبه : هذاك غلط بكلمه، زلّة لسان

 

الزوّالي : زلّة لسان، ولّى كيف بوش، زلّة لسان، حروب صليبيه

متاع الشعبه : يا ولدي أنا ما قلت شي هاو صاحبك آش قال « … ممن عاصروا الزعيم التونسي والعربي الحبيب بورقيبة في وطنية وكفاح هذا الرجل الذي لانملك الا أن نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة فيما أخطأ فيه التقدير أو أساء فيه التنزيل أو فيما زل فيه به لسانه« ، هاو شقال

 

الزوّالي : يا ولدي، شنوّ صاحبك، هي مسألة صُحْبَه، كل كاتب يعبّر على رايو، مَلّى شَبْكَه شْبِك الراجل، آش يخرّجو، وها الزلّة لسان، تابْشِي بعدها، وأعْلَنْشي الحكاية كيما أعلن الزلّة في محاضرة طويله وعريضه، عملها في السبعينات في معهد الصحافة، عدّاتها التلفزه وسائل الإعلام، هو بوش وأعلنها، وفوق هذا ودونو، و كيف سكّر الزيتونه وصادر الأوقاف الخاصه والعامه، زلّة لسان

متاع الشعبه : لا، أذيك « أخطأ في التقدير »، هاي هنا، أقرأ

 

الزوّالي : آعجب، ولّى يتفوقه جمله وحده، إيه وفي رمضان عام 60، كيف جاب كاس عصير وشربو قدّام الجمهور في قاعة « البلماريوم » في تونس العاصمة، ويصوّروا فيه بالكميرا، « أخطأ في التقدير » ولاّ زلّة لسان

متاع الشعبه : لا، أذيك « أساء في التنزيل »، هاي هنا، هوما كلّهم ثلاثه، أقرأ

 

الزوّالي : يا بي وخي، تعلّم لوحَيّد التلوعيب والتبلعيط والمراوغه

متاع الشعبه : طارق ذياب، هنا

 

الزوّالي : وكيفاش عرفتها « أساء في التنزيل »، باللّهي

متاع الشعبه : الحكايه ساهله، هوما كلّهم ثلاثه « أخطأ فيه التقدير أو أساء فيه التنزيل أو فيما زل فيه به لسانه« ، موش ممكن تكون زلّة لسان لأنّو الراجل شدّ بيدو الكاس وشرب، اللسان هنا، استعملوا باش يُزْرُط العصير موش باش يتكلم. موش ممكن تكون « أخطأ في التقدير » لأنّو ما فاها ما يتقدّر، المسأله واضحه، رمضان ما عندك فيه ما تلعب، كلام ربي في الحكايه، بقات الثالثه « أساء في التنزيل »، ما نعرفهاش ولكن ما تكون كان هي، لأني هي اللّي بقات

 

الزوّالي : فاهِمْ العَجْنه الكلّ لُوحَيّد، إيه، كيف « رمضان ما عندك فيه ما تلعب، كلام ربّي في الحكايه »، وينك وقتها ؟ علاش ما قتلوش ها الكلام

متاع الشعبه : غْليّطَه عملتها أنا، تُدخل في باب « أخطأ في التقدير »، هاي هنا، أقرأ

 

الزوّالي : وعندو نقشات لوحَيّد، غَرمِلْ هذا متاع الشعبه، باش نولّي نوزن في كلامي معاه، باهي وكيف نقلّك « زلّة لسان » ميش ممكن، ماشي معاك، ولكن يمكن يكون الكاتب يقصد « أخطأ في التقدير » لأنّو كيف شرب الكاس قال أنّو الشعب يلزمو يخوض الجهاد الأكبر ضد التّخلف، وهنا يمكن الواحد يفطر رمضان، آش تقول في التّخريجه هذي

متاع الشعبه : عدّاها على وحْداخر، موش على واحد عدّى شطر عمرو في الجبل، ها الجهاد الأكبر اللّي يحكي عليه، قبل كلّ شيّ، علاش سمّى روحو « المجاهد الأكبر »، نقصد نحنى سميناه، موش على خاطر كان يجاهد ضدّ فرانسا ! ولّى تقلّي على خاطر كان يحارب في التخلف، آش بيه ماكانش وقتها يفطر رمضان و ماكانش يقول لصالح بن يوسف والثعالبي « افطروا معاي لأنّو كيما تعرفوا نحنى في الجهاد وأنا كبيركم في الجهاد » وعلاش ما كانش يقولنا نفطروا رمضان لمّا كنّا في الجبل نُوَسّدوا روسنا في الليل بالسّلاح، الواحد فينا في رمضان ما يطلع للجبل طلعه وحده كان يفغّم، كنّا نستنّاو في شقّان الفطر بالدقيقه والدّرج، فينو كاس العصير وقتها

 

الزوّالي : يا بَي، هاو ولّى الشيخ عبد العزيز الثعالبي يتكلّم، نسيت صاحبك بورقيبه

متاع الشعبه : كل حاجه في بابها، بورقيبه فضلو علينا كبير ولكن عمل غليطات « أخطأ »، هاي هنا، أقراها

 

الزوّالي :يا ولدي عمل قانون، عرّى بيه نساء، وطرّد بيه موظّفات كانوا يسترزقوا من خدمتهم، قطع عليهم خبزتهم، وبنيّات خرجت من المكتب، وتقول أخطأ

متاع الشعبه : لا، منقولش هذا، نقول أقلّ من هذا، نقول أقلّ من غليطه، أقلّ من « أخطأ »، نقول طفّى الضوّ « أو غض الطرف على استصدار المنشور 108″، هاي هنا، أقراها، مسكين طفّى الضوّ وكَهَوْ، وماكانش يحبّ يوذي، وماكانش يحب يعرّي النساء ولا يخرّجهم من الخدمه ولا من المكتب

 

الزوّالي : لكن في النهايه آذى النساء والناس، والشّيّ قدّام عينيه، وتحت مسؤوليتو، وينجّم يوقّفو، وهو ساكت، الضرر وقع ونزل في النهايه

متاع الشعبه : قول آش تحب، في النهايه « أخطأ في التقدير » وقتلّي عطى المسؤوليه لغيرو

 

الزوّالي :تحب تقلّي أنّو ما كانش من رايو، و »أخطأ »، وكانت نيتو طيّبه، مالى لاش عملها قبل بيدّو لمّا عرّى مراه قدّام التلفزه، باهي خلّينا من هذي، وعلاش ما طرّدش الوزير اللّي عمل العمله

متاع الشعبه : إي نعم، طرّدو، وهرب على الجبل

 

الزوّالي : بعد 5 سنين بسبب آخر، ولّيت عفريت أنت يا متاع الشعبه، نهار آخر باش نقرالك في تونس نيوز

متاع الشعبه : قريب ياسر، نشا الله، لأني نكتب خير منّو ها اللّي كتب المقال، تاعب في التاريخ الوطني، اقرأ هنا « ومن ثمة لم تكن دعوته الى الافطار في شهر رمضان في أواسط السبعينات أو بداياتها بدعوى تقديم التنمية على فريضة الصيام الا ترنيحة »، أوّلا يتحدث في التاريخ وهو موش متأكد من كلامو، هذا تاريخ موش لعب « أواسط السبعينات أو بداياتها »، ما فيهاش « أو » لحكايه، هذا تاريخ وطني. وبعد هذا ودوني ضايع فيها خلاص، بعيد ياسر، آش جيّب « أواسط السبعينات » ولاّ « بداياتها » الـ 1960، آش جيّب هذا لهذ، هذا تاريخ وطني، ميش لعبه، متاع اكتب وبرّه، حك راسك واكتب

 

الزوّالي :عزوزة وشدّت سارق، صعيب ياسر ولّيت يا متاع الشعبه، وعلاش ما سميتهاش زلّة لسان، كيما عملت مع بورقيه

متاع الشعبه : زلة لسان في « السبعينات » اللّي في عوض « الستينات »، ماشي معاك، وكيفاش تركب هذي « أواسط » ؟ لا أواسط ولا أكابر، ولا أخطأ في التقدير ولا أساء في التنزيل، غُدوَى نكتب في تونس نيوز على حبَيّبِي بورقيبه، أنا أوْلى باش نكتب عليه

 

الزوّالي : ختمت يا بن عروس، عَمْله وعمَلتها بِيدي، ورّيتو تونس نيوز، ولّى باش يحكيلنا على التاريخ الوطني، واللّي من ضمنو بورقيبه يفطر في رمضان، باللّهي ما تكتبلناشي « أخطأ »، اكتبلنا كيفاش « أفسد » وقتلّي فطر في رمضان قدّام الخالق والخلق والكميرا، وقتلّي أمر الموظّفين باش يفطروا، وقتلّي صاحبو وحبيبو وعزيز قلبو عمر شاشيه، أمر الموظّفين متاعو يفطروا، وركِزْ شيشه في قلب نابل في القهوه قدّام خلق ربّي، …، على كلّ حال ربّي يرحمهم كان ماتوا تايبين، صُبْ التاي، نكمّلو غدوى

 

10/02/2007


 

وطن

 

وطن … لولاك وطن

لولاك حبّ

لولاك جرح

لولاك … عشق

ما كان أسيرا

ما كان سجينا بين حبّ وشجن

لولاك وطن …

لولاك مهد

لولاك سكن

لكللت أعمال تطهرت بالعرق

ولحققت أحلام نسجت مع الفجر

لولاك … وطن

لولاك الم

لولاك سقم

لما إلتاعت أمّ

لما أدمعت أعين

ولما أخرجت أيد من الكفن

لولاك … وطن

لولاك حلم

لولاك أمل

لولاك جرح … يمتدّ شرخا

ما انتفخ ورم …

لما انفطر القلب

ولما ذاب الكبد

من حسرة ومن كمد

ولما لزم الألم الصحو والسهر

أيا وطن … عاشق والطيف يحاصره

أيا وطن … مشتاق والليل يداهمه

أيا وطن … جريح والهوى يأسره

مكلوم … والأسى قدره

قد بات تائه … لا يدري من المسئول

هو …؟؟؟

الحبّ …؟؟؟

أم المحن

أيا وطن … غريب بات

مرارة هي غربة الوطن

أيا وطن … حائر صار

وقد تشعبت مسالك الخطب

وليمة … قدّم

وما أشهى ولائم الضأن

 

فاضل السّـالك  » عاشق البحر »

 


حوار الشريقي ( مجموعة الكيلاني – اليسار الاشتراكي)-

 المنصف الشريقي وجه سياسي معروف، تحمل عديد المسؤوليات في الاتحاد العام لطلبة تونس، عُرف بانفتاحه السياسي على جميع مكونات المجتمع المدني. ساهم مؤخرا مع عدد من رفاقه في انجاز البيان التأسيسي لحزب يساري، وهو الحزب الاشتراكي اليساري. الوحدة التقت السيد منصف الشريقي فكان هذا الحوار الذي يؤكد ان الوحدة تؤمن بالاختلاف وتمارسه. *لعل أول سؤال يتبادر للذهن، لماذا التفكير في تأسيس حزب سياسي في هذا الظرف بالذات؟ – في الواقع هناك مستويان: المستوى الأول وهو ذاتي خاص بأصحاب مشروع الحزب الاشتراكي اليساري اذ نعتقد انه حان الوقت بعد تجربة طويلة نسبيا في العمل السياسي الميداني ساهم فيه المئات من المناضلين والمناضلات من أجيال مختلفة وآن الأوان لينتظموا في حزب سياسي أما المستوى الثاني فهو مرتبط أشد الارتباط بحالة الوضع السياسي في بلادنا منها اختلال موازين القوى بين السلطة والحركة الديمقراطية التقدمية لفائدة الأولى وانحسار وتشتت الحركة اليسارية بفضل الهجوم الذي تتعرض له الحركتان وخاصة اليسارية منها زادته الردة الحضارية الحاصلة شراسة وعززه الشك الذي يزرعه منظّرو رأس المال العالمي في نبل وثراء المثل والمبادئ الاشتراكية العالمية. وهذا ما يعطي للحزب الاشتراكي اليساري اليوم دعامة قوية لتأسيسه حتى يساهم في رفع راية الاشتراكية عاليا في عصر العولمة النيوليبرالية. * كيف تنظرون للوضع السياسي ولآليات تطويره؟ – الوضع السياسي في بلادنا يشهد حالة ركود تساهم فيها هيمنة الحزب الحاكم على مختلف جوانب الحياة السياسية وعلى مختلف أجهزة وكافة دواليب الإدارة يقابله تشتت وتراجع تشهده الحركة الديمقراطية والمعارضة عموما مع ردة كبيرة حتى عن المكتسبات الحضارية والقيمية التي حققتها أجيال مختلفة من التونسيات والتونسيين وانحسار مجال الفعل أمام المجتمع المدني. هذا إضافة للمد الظلامي الذي يخيّم بكابوسه على واقع السياسة في تونس زارعا الوهم في امكانية مدينتة وتأقلمه مع المشهد الديمقراطي. وفي رأيي لا يمكن لهذا الوضع أن يمتد إلى ما لا نهاية، فالسلطة السياسية إذا أرادت تحرير الحياة السياسية ودعم المجتمع المدني أن تؤكد على احترام صندوق الاقتراع وإعلاء مبدأ الاقتراع العام، فهذا هو السبيل لبناء حياة ديمقراطية سلمية ودعم الجمهورية الديمقراطية وتركيز دعائمها وبالتالي تجريم التزوير ومحاسبة مرتكبيه أما الآلية الثانية فهي الإعلام، وذلك من خلال التحرير الكامل لهذا القطاع وتنقيح مجلة الصحافة، هذا إلى جانب حياد الإدارة التام وفك الارتباط بين الحزب الحاكم وجهاز الدولة. *تسعون من خلال التسمية والنصوص التأسيسية لتوحيد اليسار. فما هو تقييمكم لواقع اليسار في تونس ولمداخل تجميع قواه؟ -تأسيس الحزب الاشتراكي اليساري وهو ليس رقما إضافيا في اليسار بل أن برنامج الحزب المرحلي هو برنامج اليسار الموحد الذي كنا اقترحناه قبل التأسيس في 1 أكتوبر 2006 على مختلف القوى اليسارية، فيسارنا اليوم للأسف هو يسار المناسبات (مؤتمرات، انتخابات…) فقط أما من زاوية المشروع الديمقراطي والدفاع عن الحريات الديمقراطية فلا يزال اليسار متلكأ في ذلك بل هناك من يرى ذلك بدعة ومضيعة للوقت !! وهذا راجع بطبيعة الحال لحالة التشرذم والضعف في علاقة بالطبقة العاملة والشعب واقتصاره فقط على النخبة المثقفة وهذا جيّد ولكنه غير كاف ورغم مآل بعض الأطروحات في عصر العولمة النيوليبرالية فالتقريب بين بعض وجهات النظر مطلوب فلا ننسى في هذا المجال. ونحن في حزبنا نتطلع فعلا إلى تجميع هذه القوى وبناء حركة يسارية متطورة عبر إيجاد امكانيات فعلية لتجاوز حالة الوهن والحزب الاشتراكي يعمل مع باقي الأحزاب والأطراف التقدمية على هذا الخط ولنا تجربة نعتبرها ثرية رغم فتوتها الأولى مع حزب العمل الوطني الديمقراطي *لفت انتباه بعض المحللين السياسيين تقارب بعض الأطراف السياسية المنتسبة لليسار مع التيارات السلفية فهل نتوقع أن يسير حزبكم في هذا الاتجاه؟ -شكرا على هذا السؤال، مثلما أشرت في السابق إلى كون اليسار التونسي قادرا على تجاوز اختلافاته وحمل المشروع الديمقراطي في اتجاه تغيير فعلي لموازين القوى الحالي لكن هذا لا يمنع من القول بأن هناك من القوى التي تعتمد الاشتراكية العلمية والمادية الجدلية والتاريخية غيّرت في تكتيكاتها بالنظر لبعض المرتكزات النظرية لها؟ وأصبحت لها قراءات جديدة للواقع التونسي عموما وبالتالي للضرورات والمحظورات وحددت بذلك الحليف من الصديق قبل أن تحدد المستبد من الديمقراطي وأسسوا بذلك مشهدا سياسيا مشوها زاد واقع البلاد ضبابية وهنا لا بد من القول بأن هاته المراجعات التي تشرّع التحالف مع الإسلام السياسي هي مراجعات خاطئة بل مضرة من حيث اللخبطة وتشويه الوعي لدى المناضلين والرأي العام الديمقراطي والحزب الاشتراكي اليساري يرفض الوقوع في الاستبداد الديني لأنه أكثر قتامة وسوادا وأخطر من حيث اعتماده على الدين لتسهيل مروره إلى عامة الشعب فلا يمكن لا اليوم ولا غدا التقارب أو التحالف تحت أي عنوان كان مع الاستبداد باسم الدين وأصحاب المشاريع الكليانية ودعاة الدولة الدينية ونحن ندعو رفاقنا إلى مراجعة آراءهم وتصويب أخطاءهم قبل فوات الأوان والاتجاه رأسا إلى توحيد اليسار فهو السبيل الأسلم للوصول إلى الشعب. * كيف تنظرون للواقع العربي ولسبل الخروج من الوضعية الحالية – الوضع العربي لا يقل قتامة عن المشهد العالمي والذي دشنته أمريكا وبشرت به العالم العربي والشعوب العربية عبر مشروع الشرق الأوسط الكبير واحتلال إفريقيا ودفع الحكومات والأنظمة العربية إلى القبول بالقوالب الجاهزة للديمقراطية والإتيان بها من الخارج على ظهور الدبابات الامريكية ويجد اليوم هذا المشروع من يدافع عنه في بعض الأقطار العربية ويهيكل لقدومها وما حصل في العراق بعد احتلال أمريكا له وما يحصل فيه الآن من حرب أهلية طائفية دلالة على بؤس الديمقراطية الامريكية والمثال مجسّد على أرض لبنان والتي تعرف معركة حقيقية بين امريكا وأوروبا من جهة وبين المشروع القروسطي الايراني من جهة ثانية، أما البرجوازيات العربية والتي بنت دولا لها داخل أقطارها لتعبر عن مصالحها الطبقية في إطار الحدود المرسومة تاريخيا، وهي أشد حرصا على مصالحها ولا تكترث بتطلعات شعوبها الوطنية والقومية مما أدى إلى إعاقة أي محاولة للمضيّ في اتجاه المصير المشترك للشعوب العربية وتحقيق وحدتها القومية أي بناء أمتها الموحدة، وما يزيد الأمر تعقيدا هو الاختيارات الثقافية والسياسة الاجتماعية ودرجات التقدم والارتقاء أصبحت هي الأخرى عوائق أمام التقارب ويصبح من الوهم الاعتقاد بأن الوحدة يمكن أن تتحقق دفعة واحدة أوان الحكومات والانظمة العربية مستعدة للتقدم في اتجاه الاصلاح والتغيير الديمقراطي عن طواعية وبملء إرادتها وبما أن مصالح الكبار تتجه على الاقل في المرحلة الراهنة نحو بعث أسواق إقليمية أو قومية تماشيا مع مصالحها ومصالح الشركات متعددة الجنسيات فإن هذا التوجه يمثل الاطار الموضوعي الجديد الذي يطرح ضمنه النضال القومي العربي ويوفر فرصة سانحة للشعوب العربية من أجل تحقيق مطمح وطني يتمثل في الوحدة العربية ويمكن الخروج بهذه الوحدة من إطارها القومي لتتحول إلى وحدة للطبقة العاملة والشعوب ولعل ضغط العولمة النيوليبرالية على البرجوازيات القطرية في اتجاه التجمع في وحدات اقليمية أو قومية من شأنه أن يخدم موضوعيا مطمح الشعوب العربية في الوحدة. • كلمة أخيرة: لقد أسسنا الحزب الاشتراكي اليساري بعد تقييم جدي للتجربة الاشتراكية العالمية وحاولنا قدر المستطاع الاجابة عن الاسئلة الحارقة حول فشل هاته التجربة ونعتبر أنفسنا من مجددي الفكر الاشتراكي بعيدا عن العقائدية والتزمت السياسي ولنا محاولات كثيرة في هذا الاتجاه متمسكين في نفس الوقت بضرورة الدفاع عن الاشتراكية العلمية والأسس النظرية المؤسسة لها. ويبقى حزبنا حزبا مفتوحا لكل الطاقات والمناضلين على قاعدة الالتزام ببرنامجه السياسي وقوانينه الداخلية . شكرا لجريدة الوحدة على اهتمامها

 (المصدر: جريدة  الوحدة (أسبوعية – تونس) العدد 531   الصادرة يوم 20جانفي2007)

 


جليلة بكـــار:

المسرح بالنسبة لي هو الحياة بكل أبعادها

 
جليلة بكـــار: سلطة المسرح تعادل سلطة الحياة   ما زلت أذكر أول مرة إلتقيت فيها بجليلة بكار ، كانت سنة 80 في مهرجان قرطاج حين كان المسرح الجديد يعرض غسالة النوادر في قاعة الليدو ، كانت (ومازالت ) من أجمل النساء التي قابلتهن في حياتي ، تحيط بها هالة من السحر و الغموض ، غريبة، صعبة المنال ، ثم تعرفت عليها أكثر أثناء تصوير غسالة النوادر في التلفزة ، ثم أكثر وأكثر إلى أن إكتشفت إمرأة مليئة بالمتناقضات ، تحمل شخصيات عدة ، لكل من هذه الشخصيات سحر جميل وجاذبية خاصة ، ذكية، مثقفة، شفافة، صريحة، محتشمة ، صادقة الصداقة والكلمة ،    تحترم الناس وتحرص أن لا تجرح إحساس أحد ، لكنها متمردة إن جرح إحساسها أو عقيدتها أحد ، علاقتي معها اليوم هي علاقة خارج الأشياء فأنا مدينة لها بحياتي بعد أن أنقذتني من موت محقق . هل يمكن أن نكتب  جليلة دون أن نكتب فاضل ، أو فاضل دون أن نكتب جليلة ، هما من رموز الحداثة المسرحية العربية ، أحد أركان المسرح العربي الواقعي للمجتمع التونسي ، إنطلقت جليلة شابة صغيرة في البدايات مع مسرح قفصة الذي كان إنفجار العصر الذهبي للمسرح التونسي الحديث ، ثم أتت أعمال المسرح الجديد : التحقيق ، غسالة النوادر ،(لام الموؤدة )عرب ، شيشخان …. والعوادة  كوميديا ، سهرة خاصة ، عشاق المقهى المهجور … والتي طرحت نوعية مغايرة للكتابة كبنية تصاغ فنياً عبر تجليات فكرية وتعبير مسرحي جماعي لإستخراج الوعي الكامن الذي ينطلق منه المبدع في معاينة الواقع ، ثم فاميليا ورائعة فاميليا حيث أبدعت جليلة في شخصية مركبة لحياة مراهقة في السبعين من العمر تحكي الأمس بلغة الحاضر ، صراع داخلي يتوق للحرية في مرحلة زمنية تأتي كنتيجة حتمية لمسار تاريخي محدد يرتبط بمكان وزمان الكتابة. ثلاث شخصيات نسائية أشبه بمهرجي سيرك يمارسن لعبة القناعات البيولوجية التقليدية للمرأة ، مجسدة بطريقة مازوشية سادية  ، تمرد وغضب وروح إنتقام ، إنغماس الماضي بالحاضر على هامش التاريخ ،  ثم كانت عايدة 1 وعايدة 2 ، مونولوج يحكي أحاسيس جليلة قبل وخلال وبعد النكبة ولوحة خلفية لمسيرة المسرح الجديد في ظل التقلبات السياسية والإجتماعية في العالم عامة وفي تونس خاصة ،  وإنفجرت بعد ذلك كتابات تحمل خصوصية درامية تبحث في مجمل ظروف إجتماعية وثقافية وحضارية تحيط برؤية وأبعاد فكرية ، لا تقف عند الظواهر العامة لكن تمزج ما بين الرؤية الشاملة والتعمق بالمجتمع الدرامي التونسي ، وإذا كان للمسرح دوراً كما تعتقد جليلة فقد خصته وفاضل اليوم لإسترجاع الذاكرة المبتورة ، خشية أن تنهدر عناصر من مجتمع على أبواب قرن جديد تتغير فيه مفاهيم الفكر وموازين الثقافة ، العمل الجديد خمسون يرفض سلبية كيانات الفرد اليوم ، ويحاول أن ينتبه للواقع وينبه للواقع ، جليلة ترفض وتحتج على النسيان ، لا يوجد يأس أو مرارة عبر إحتجاجها ، هي مليئة بالأمل لكن غضب… غضب… غضب… بسبب الحب ، لوم على من تحب تصرخ به: قم، أفق، إستيقظ قبل أن يصبح الغد أسوأ من الأمس .   بماذا كنت تحلمين في طفولتك ؟ ـ أن أكون ممثلة . كيف تكونت هذه الفكرة لدى طفلة ؟ ـ لم أتأثر بشيء أو بأحد ، لم يكن حولي ممثلين ، ربما أردت أن أكون ممثلة حتى يستمر اللعب ، ربما محاولة مبكرة للخروج من الذات ، محاولة للقاء ذات أخرى ،  يمكنها أن تقوم بأشياء لا يمكنني القيام بها عادة ، أو محاولة للقاء ذاتي أنا تلك الذات الثانية التي ترافقني ، ربما من أجل كل هذا وأشياء أخرى أشعر بها ولا أستطيع التعبير عنها هكذا بسهولة . أنت خجولة ؟ ـ كنت خجولة جداً ، اليوم أصبحت أكثر جرأة بحكم التجربة. أنت من جيل حمل قلبه على كف وآماله على الكف الثاني ، أين القلب وأين الآمال اليوم ؟ ـ لا أهمية لقلب بدون آمال ولا لآمال بدون قلب ، الإثنان لهم نفس الحكاية، نفس التوق، نفس الهدف ، أحياناً يكون القلب في كفة والآمال في الكفة الثانية، ثم نبدلهم من كفة لكفة، وربما كانا الإثنان في كفة واحدة، كانت الآمال كبيرة لجيل كامل ، لا أريد أن أحكي عن جيل، لأن الجيل متكون من أفراد، هناك أحلام فردية وأحلام جماعية ، وعندما تتقابل الأحلام الفردية لتصبح جماعية تصبح مغامرة الحياة جميلة ورائعة ، بالنسبة لي مغامرة الحياة هي مغامرة المسرح ، مغامرة المسرح هي حياتي ، سلطة المسرح تعادل سلطة الحياة ،  لايوجد أي شيء خارج المسرح بالنسبة لي ، لذلك لا أحكي عن جيل لكن أفراد ضمن مجموعة . هل قابل حلمك الفردي حلم المجموعة ؟ ـ ربما الحلم الفردي لأن أكون ممثلة تعمق بسبب وجودي في البدايات وخلال فترة مهمة وسط مجموعة، لو لم يقابل حلمي الفردي أحلام مجموعة لما تعمق هذا الحلم وترعرع ، لم يعد الحلم أن أكون ممثلة فقط بل ممثلة واعية بحلمها وبمشروعها ، بالدنيا، بالحياة ، أحياناً الأيام والساعات و أشياء الحياة تكون إيجابية ، تفتح معابر  أبواب ونوافذ وآفاق ، أحياناً أخرى يكون الحظ سلبي ، أعتبر نفسي من المحظوظات ، كل الآفاق كانت مفتوحة أمامي ، رغم كل المشاكل التي إعترضتني في حياتي حالفني الحظ منذ الولادة ربما أهلي هم السبب ، تربيت في ظل عائلة متميزة بالحب وهذا كنز لا تساويه أية ثروة أو قوة أو طموح ، لايوجد إلا الحب الذي يمكنه أن يهز الإنسان ، كل ما منح الطفل حباً كل ما تعمق توازنه . هل تؤمنين بالحب ؟ ـ الحب ؟؟؟ أؤمن بالحب ، منذ آدم وحواء الناس تعشق وتحب ، الحب له أسماء عدة … من الوله والعشق إلى الجنس ، هناك حب واحد يجمع كل الحب ، أؤمن بالحب المطلق الواسع الشاسع ، لا يمكنني أن أعمل إلا بالحب ، الحب الشغف ، ابدأ كل شيء بشغف وأنهي كل شيء بشغف … حياتي طقوس من الحب . لماذا إنفجر الجيل الذي كنا نحكيه ، ذلك الجيل الذي خلق أسسـاً عديدة من الفن والثقافة ؟ ـ الجواب صعب ، ربما إنفجر هذا الجيل لعدة أسباب فقد كان متأثراً بتيارات ثقافية وسياسية ، هذه التيارات إنهزمت ، هناك أجيال حاولت بناء أشياء أخرى ،  أشياء أكبر وأهم لكنهم إنهزموا في السجون وتحت القمع ، فشلت كل مباداراتهم تحت وطئ الممنوعات ، ربما المسرح والشعر كانا الأكثر حظاً والمسرح شكل من أشكال الشعر ، وتطور الفن والأشياء كتطور الإنسان، يولد ثم ينمو ثم ينتهي ، لكن أحياناً هناك عوامل تمنع نموه ، ولا أفصل ما جرى في تونس عما يجري في البلدان الأخرى ، نعم تحصلت تونس على إستقلالها وبدأت الجهود تثمر ، لكن ما يمنح بيد تسلب أضعاف أضعافه باليد الأخرى ، تماماً كالبلدان الأخرى أعطوهم إستقلالهم ثم كونوا دولة إسرائيل  الدنيا تصنيع ، العمر تصنيع ، والكبر تصنيع من بقي كأسماء في نظرك من ذاك الجيل ؟ ـ لم يبق إلا بعض الرموز ، ولا أريد أن أجعل من جيلنا مثلاً أعلى ، لكن إذا كنا تخلينا عن آمالنا فذلك تقصير منا ، الأهم أن لا نتنازل ، لا نستسلم ، إذا إستسلم البعض فتلك غلطتهم ،  المهم أن يكمل الفنان مسيرته برؤية مكتملة دون تخاذل أو تعامل بطريقة «قذرة» تهين المهنة وتقلل من شخصية الفنان وانتماءه إلى جيله ، وأنا  هنا أتعمد الأخلاقية قصداً ، لا أوافق أن الجيل تلاشى ، الحياة ومسيرتها كالتناسخ جيل يواصل جيلاً ، فتحنا في أعمالنا باباً للشباب مثلما فتح باب لي بالأمس ، الآمال والأحلام ممكنة إذا كانت قوية وصادقة ، لكن مع الأسف في المقابل لدينا في بلادنا ذاكرة مبتورة . وقد حاولنا في عملنا الجديد تصحيح النظرة لبعض الأمور ، حاولنا أن نتحدث عن هذه الذاكرة ، عندما أخذت في كتابة خمسون أحسست أنني حررت شيئاً في داخلي نوعاً ما . لم أكن أستطيع أن أنظر لنفسي في المرآة عندما أتذكر حمد بن عثمان ونور الدين خذر ، رجل ثقافة ورجل سياسة ، رجال لا يعرفهم شباب اليوم الذين يتحدثون عن شعراء وفنانين مغمورين ، ويثيرون ضجة لا معنى لها ، مسرحية خمسون تحكي فترة من تاريخ تونس فيها هؤلاء الرموز ، لا يمكنني أن أفكر أو أكتب إذا تغيبت الشخصيات التي كان لها حضور فكري وإجتماعي وسياسي والتي أعطت لكلمة الإستقلال معناها الحقيقي ، وخلال بحثي وعملي على المسرحية إلتقيت ثانية بالقرمادي ، ماذا تبقى اليوم من القرمادي ؟ قاعة بإسمه ؟ هل تختصر مسيرة مماثلة بإسم على جدار قاعة في جامعة ؟ فقط لا غير ؟ أين الكتابات ؟ أين الحياة ؟ أين كل ما عاشه ذلك الإنسان ؟ بصماته وتأثيره على من حوله وعلى طلبته ؟ كيف يمكن للفن الحي أن يخلق ويشد من حوله نحو حركة ثقافية إبداعية حيث تلتقي مجموعة من الأشخاص في محيط تتوفر فيه كل الإمكانيات الإبداعية . كان القرمادي تيار ثقافي وفني ، هو واحد من هؤلاء الذين ذكرت ، من ذلك الجيل الذين نتساءل لماذا غابوا وتفرقوا ؟ لماذا إستسلموا وسلموا ؟ وكأنهم هجروا الحاضرة وما فيها من فوروم… سينما … سيني كلوب . لا بد من إسترجاع المدينة من غزو المدمنين السكارى ، لم يبق في هذه المدينة إلا سكارى و بوليسية ، أين سيجد نفسه الفنـان المثقـف وسط هذه المهزلة ، هل مازال المسرح يجلب الشباب في رأيك ؟ ـ منذ أعوام وأنا أرى الشباب يقبل على المسرح ، هناك جمهور مسرح نشط ، شاهدته في مسرحنا وفي مسرحيات أخرى هــل تشاهدين مسرحيات أخرى ؟ ـ نعم أشاهد مسرحيات قدر الإمكان بماذا ستحتفظ الأجيال الشابـة من أعمال جليلة وفاضل ؟ ـ بماذا ستحتفظ ؟ أعتقد أنها ستحتفظ بباب مفتوح على الحلم ، على الأمل..  على بلادنا على التونسي… حوار بين الحلم والواقع ، بين المتفرج الشاب والآخر ، بينه وبين المدينة ، تتفتح عينه على عالم آخر ، على العمل الجاد ، لا تأتي الأشياء بسهولة …. ربما بطريقة ما نجعلها أسهل لأننا نحكي الحلم والمحبة . هل تعتقدين أن للمسرح دور في المجتمع ؟ ـ نعم الفن بصفة عامة والمسرح بصفة خاصة لهم دور ، إذا قتلنا الشعر نقتل الروح ، شاعرية المسرح تحمل الواقع والخيال والحقيقة ، هي وعاء يحتوي تموجات وذبذبات عديدة ومتناقضة . وانت جليلة ماهو دورك ضمن هذا الدور ؟ ـ دوري كدور الفنان بصفة عامة ، أشعر أحياناً على المسرح وكأنني مسلوخة بعمق ،  الفنان سهل العطب  كإنسان بدون جلدة تحميه ، لكن من تحت جلد الأشياء يستقبل الذبذبات الخارجية ، يحتويها ، ينقيها ، يفرزها ، ثم يخرج منها عملاً ، هذا ما أشعر به ، واعتقد أن ما يجري في المدينة من حولنا له تأثير على الجميع ، لكن الفنان تخترقه الأشياء والحساسيات أكثر بسبب قلة المناعة التي يحملها بفقدان الجلدة التي تحميه. ثم يتطور الإبداع ويترعرع بالعمل والمهنية. يهناك قدرية وأنا أومن بالقدرية، كثر هم الذين يحملون حساسية فطرية للأشياء لكن غالبا لا ينتبهون  لها ، يمضون عمراً بطوله دون أن يكون لديهم الوعي الكافي لتمييز هذه الحساسية ، المحظوظ هو الذي ينتبه في الوقت المناسب ويلتقط الحظ ليبادر العمل ، وأنا من المحظوظين، فتحت لي أبواب ونوافذ ، عرفت كيف أستغلها ، وعملت ، عملت جادة طوال حياتي وما زلت أعمل هل كانت الكتابة من أول المسيرة المشتركة بينك وبين فاضل ؟ ـ لم تكن الكتابة جماعية ، كنا نشترك في الدراماتورجيا  ، لكن الكتابة كان  ينفرد بها فاضل ، في فاميليا ، عشاق المقهى المهجور ، سهرة خاصة ، النص النهائي لفاضل وهل كانت لديك رغبة للكتابة ؟ ـ لم يكن لدي رغبة عارمة للكتابة ، ليس لدي عقدة معلنة لأن أكون كاتبة ، أنا وقبل كل شيء ممثلة ، وبالنسبة لي لا يوجد أجمل ولا أقوى ولا أحلى من مهنة التمثيل ، المتعة والنشوة فوق المسرح لا يمكن أن تضاهيها أية متعة أخرى ، الفرحة العارمة المطلقة ، نوع من التحليق عالياً وبدون أجنحة . ألا يرتكز عملكم على كتابة نص مسرحي مسبق ؟ ـ هناك نص مبدئي ، والإرتجال هو إرتجال مدروس ومقنن ، الإرتجال لا يعني فوضى وحتى في المسرح الجديد هناك خطوط نتبعها ، تحضير وقراءة في الشخصيات وعمل على تفجيرها ، كانت بداياتي مع أشخاص علموني الكثير ، علموني أن أحكي ،  أن أروي ،  أن أتكلم ، أن أتحرك و أن أمثل ، تعلمت منهم نواة المهنة ، تعلمت من  الجعايبي ، والجزيري ، والمسروقي ، ورجاء فرحات ، لكن خاصة من الجعايبي والجزيري ، الجعايبي إنسان ورغم أنني إمرأة متمردة بطبعي لكني تعلمت منه الكثير . وكيف أتيت إلى الكتابة ؟ ـ لست أديبة ، كان ربما هناك نقص حاولت تكميله ، كان البحث عن عايدة أول نص كامل كتبته على الورق  ، كنت أحمل كل عايدة في أعماقي ، رغم أن العمل كان طلباً بمناسبة مرور خمسون سنة على النكبة ،  لكن إكتشفت أن كل ذلك كان معي ، كانت حكايتي أنا وعلاقتي بفلسطين ، كان أول نص مكتوب على الورق كتبته بمفردي ، ثم أتت جنون عن نص لناجية الزمني ، رغم انه إقتباس لكننا إبتكرنا شخصيات أخرى ،  والجديد بالنسبة لي في هذه المسرحيات ، أنه لابد من الكتابة ، والكتابة وإن كانت فردية لكن لقراءة مجموعة معينة تمثل الأدوار المختارة ، الكتابة كانت مغامرة إقتضتها الحاجة ، ثم كتبت أربيري  بالفرنسية ، وأعتقد أنني لا أملك لغة معينة ، لدي لغات تنطلق من لغة واحدة هي لغتي الخاصة وهي لغة المشاعر ، وأحياناً يكتشف الإنسان مواهبه أو ميولاته صدفة ، ربما لو لم أتجه للمسرح لكنت إتجهت إلى الكتابة ،رغم أن لدي مشكلة مع قواعد اللغة فرنسية كانت أم عربية ، وقد طلبت مني صديقة في سوريا لعمل ورشة كتابة مع ممثلين شبان ، لكني لم أقرر بعد فالكتابة بالنسبة لي خاصة جداً. حتى عندما كنت أكتب بمفردي كان فاضل معي دائماً لتطبيق النص على العمل  والكتابة وإن كانت فردية لكن تقتضي قراءة جماعية وتوظيف لتوابع الكتابة مسرحياً . هل أعجبتك الكتابة ؟ ـ بالطبع وجدت لذة كبيرة في الكتابة ،  كنت ألعب دوراً ، لكن مع الكتابة بما أنني أكتب عدة شخصيات وكأنني أمثل هذه الشخصيات العدة ، متعة كبرى تحصل عند الخلق لكل الشخصيات. كتاباتي أتت على مراحل ، عايدة ، جنون كإقتباس  وأرابيري ، ثم خمسون أنا التي كتبتها . لو تكتبين اليوم عايدة كيف ستكون ؟ ـ مازال لدى عايدة الكثير لتقوله ، لكن لو أكتب اليوم عايدة سأكتب عن جفرا بنت عايدة ، أؤمن بالتواصل ولدي إيمان عميق بالشعب الفلسطيني . ثم أن أعيد كتابة عايدة لا أدري ما سأكتب اليوم أو ما سأكتب غداً، كانت عايدة عن فلسطين وتونس ، خمسون لتونس، و ضعنا فيها أشياء حميمية كانت مدفونة ،  كصرخة عالقة في الحلق ، نريد أن نطلقها لكنها مخنوقة عالقة في الحنجرة تأبى أن تنفجر . وكأنك وفقت في خمسون في التعبير عن المدفون ؟ ـ وفقت خاصة بإكتمال التوازن بين المواطنة والفنانة ، سؤالك الأول عن ميزان كفة فيها القلب وكفة فيها الآمال ، في خمسون توصلت إلى الميزان الحقيقي ، حيث توازنت في العمل أحلامي طموحاتي ، آفاق عملي وتجربتي والقيم التي أحملها وأدافع عنها . أصبحت عبر التجربة المسرحية أكثر نضجاً ؟ ـ ربما أكثر نضجاً ، لكن أيضاً أكثر هشاشة فيما يخص المسرح ، أشعر في كل مسرحية أنني أبدأ من جديد ، ربما بحكم التجربة أصبحت أصل لمقصودي أسرع من قبل ، لكني مازلت في كل مرة أبدأ من الأول وكأني مبتدئة ، رغم تمكني من آليات العمل أكثر فأكثر ، في كل مسرحية الحياة مغامرة لاأدري أين ستحملني ، كالحمل والولادة لا أدري كيف سيكون المولود ، وفي هذا العمل في خمسون أمضينا تسعة أشهر عمل كالحمل تماماً . في حديث مع محمد علي بوجمعة ، قال أن ما إكتسبه منك خلال العمل على جنون من الناحية المهنية والإنسانية أكثر مما إكتسبه طوال حياته . ـ محمد علي بوجمعة يمتاز بشيء هام جداً ، حبه للعمل زيادة على أنه محترف ومجتهد جداً ، ما إكتسبه خلال جنون كان من طرف من عمل معهم ، أنا وفاضل ونرجس بن عمار ونوال إسكندراني  وبسمة العشي وفاطمة سعيدان وكل الممثلين ، لدى محمد علي إرادة للوصول إلى مايريد ، حجم الدور في جنون ضخم والشخصية صعبة ومعقدة ، فكان يأتي كل صباح ليعمل مع المجموعة وليحفظ النص ويعيد عمل الأمس ليتمرن على إتقانه ، كنت أعمل معه يومياً بمفردنا ساعة تقريباً كل يوم لا للعمل على شخصية نون المعقدة لكن لإيصال روح الشخصية ، كانت العملية هامة جداً ، فشخصية نون الأصلي وصلت لناجية الزمني ، التي أوصلتها لنا ، ونحن نحاول إيصالها لمحمد علي بوجمعة ، وهذا التسلسل مهم جداً ، لأنه يضيف لكن يجب أن لا يبتر ، ثم أعتقد أن علاقتي مع محمد علي هي علاقة محبة وإحترام ، فهو شاب محترم جداً كتابات كثيرة عن جليلة بكار و حوارات نادرة ، لكن دائماً هنـاك مناطق غامضة لم تكتشف ؟ ـ ربما المناطق الغامضة تهم آخرين لا أستطيع الحديث عنها ، لكن كلما تقدم العمر تتوضح الأمور أكثر  مع نفسي ومع الآخر ، وكلما توضحت أمكن التعبير بطريقة أكثر عفوية   أو ربما أنني أخشى دائماً سوء فهم الكلمات والتعابير والأفكار ، أن يفسر الناس ما أقول بطريقة ليست التي قصدتها. تعطين إحساسا بأنك إمرأة متمردة وصعبة المنال ؟ ـ يمكن أن يعطي مظهري الخارجي إحساسا بأني منغلقة وصعبة المنال ، لكن في الواقع أخشى الجرح لو أنني فتحت الأبواب أو النوافذ. ثلاثية العلاقة بينك وبين فاضل: الزواج ، العمل ، الصداقة ـ العمل له الجانب الأكبر في علاقتنا ،  هناك أحياناً صعوبات عنـد العمـل كــكل الحــــروب، (تضحك) لكن الصداقة تتغلب على كل شيء لأننا متفاهمين في جل الأشياء ، أما علاقتنا كعائلة فنحن عائلة عادية كأي عائلة . هناك أيضاً علاقة ثلاثية نسائية . والدتك التي كنت تحبينها جداً وإبنتك ، ثلاثة أجيال ـ نعم أمي كانت هامة جداً في حياتي ، ووالدي أيضاً . علمتني والدتي حرية التفكير  والتحرر في المجتمع والتعبير عن الرأي  مع الإلتزام ، كان والدي موظفاً بسيطاً ، علمنا قيمة الأشياء والقناعة ، وعزة النفس ، طفولتي هي أساس حياتي أساس متين خلق توازني وطريقة مسيرتي في الحياة المهنية والإجتماعية . أحاول اليوم إيصال كل هذه القيم لإبنتي لديكم نبرة خاصة في التعبير عن الحرية ، ولمسة خاصة في نقد المجتمع البورجوازي، وأنتم من طبقة بورجوازية ـ لا اعترف بالطبقات فهي قشور ، ولا أعتبر نفسي من طبقة بورجوازية ، أنا كما يقول المثل (لا دين لا ملة ) لدي قيم شخصية وأخلاقية خاصة بي ، لا أريد أن أكره ، أرفض الكره والبغض ، إما الحب أو الغضب .  أتوق بأن أسمو بالأشياء والأفكار ، أرفض الإبتذال والتفاهات والزيف. و الحرية  ليست ديماغوجية غوغائية ، في فاميليا نعمل على إظهار هذه الحرية نضعها في المقدمة في النور ، تناقض الإنسان هو أهم ركيزة في عملنا كتناقض البرجوازية ، نحن نتحدث  عن أشياء نملكها جيداً ، كإنسان يعرف نفسه ولا يرفض تناقضاتها  والمسرح طقس من الطقوس نحقق به درجة من التعالي لا تتوقف على (دين أو ملة ). الحب… الوحدة… اليأس… الأمل… الجنون… شخصيات لا تنسى من خلال شخصيات نسائية تمثل الحياة في أعمالكم أكثر من الشخصيات الرجالية . ـ غالباً ما تملك الممثلات قدرة اقوى وأكثر جرأة عن التعبير عن عواطف مضطربة ومبلبلة ، تعبرن بقوة وشغف عن أحاسيسهن ، في خمسون هناك نساء ورجال ايضاً قدموا عملاً ممتازاً ومتميزاً . هل لديك إحساس بتأثير جمالك على من يقترب منك ؟ ـ سألني أحدهم يوماً هذا السؤال وكدت أضربه . هل تعتقدين أنك قلت كل ما تريدين في خمسون ؟ ـ يبقى دائماً شيء أود أن أقوله كما أتمنى أن أقوله ، أتى جمهور تونسي مهم في باريس لمشاهدة المسرحية ،لكني أنتظر الجمهور التونسي في تونس ،  أحب الجمهور التونسي ، عندما تقدم له عمل متميز يكون جمهور متميز .في تونس  ، وفي تونس كل شيء ممكن ، هل أرخت غسالة النوادر لتاريخ المسرح التونسي ؟ ـ أهم مسرحية لها مكانتها في المسرح التونسي هي التحقيق ، هي في نظري أهم من غسالة النوادر التي أرخت بداية العلاقة الثنائية بين المسرح والتلفزة والجمهور الأوسع للفرجة، لو قدمت التحقيق في التلفزة لكان لها صدى كبير وأهمية أكبر من غسالة النوادر التي أعتبرها هي أيضاً مهمة في تاريخ المسرح التونسي . هل ترك الحبيب المسروقي بصماته في حياتك ؟ ـ ترك بصمات ؟؟؟ وكيف لا ؟ ترك روح. ترك حياة. ترك بصمات فنية وإنسانية وروحية ، كان إنساناً شفافاً مرهف الحساسية ، ربما هذا ما قتله  ، كانت لديه نظرة للدنيا حادة وواضحة ، نوع من الوعي يعبر عنه دون ثرثرة بكلمة أو كلمتين أحياناً ، كان قليل الكلام عميق التعبير عكس البعض الذي يسرد خطاباً كاملاً ،  أو يكتب صفحات دون أن يوصل أي فكرة . لو كتبت يوماً سيرة ذاتية عن جليلة بكار ؟ ـ سأكتب عن المسرح . فقط لا غير ؟ ـ المسرح بالنسبة لي هو حياة تحمل كل الأبعاد. ما هو الدور الذي كنت تتمنين أن تؤديه ؟ ـ لا أدري … كنت أعرف أشياء ، وأريد الحديث عن أشياء ، وأرغب في أشياء وشخصيات ،  اليوم أفضل أن أقول لا أدري ، كل ما أعبر عن شيء تأتي أشياء أخرى تناقضه . وحالياً كل ماأريد ، كل رغبتي ، كل آمالي وكل تفكيري في خمسون ، أريد خمسون أمام الجمهور التونسي ، وعرض يوم الجمعة الفارط هو عرض خاص بالنسبة لنا ، بعد كل الأحداث التي تابعت هذا العرض من مراقبة وتوجيه وتأخير، ولكن ما جرى أكد أن المتفرج التونسي مستعد للدفاع عن حقوقه في الفرجة ، عن حقوق الفنانين في الإبداع بكل حرية ، وهذا أكبر مكسب بالنسبة لي ، أشعر بعد هذه الشهور الطويلة من القلق والتأخير ، أن هذا الإنتظار لم يذهب سدى «التونسي إذا وقف يعرف ياقف».   حــوار رشـا التـونـسـي   (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 10 فيفري 2007)


فاضـل الجعايبي: تناول أمراض المجتمع بصراحة وصرامة أسلم طريقة للتعريف به

 
فاضل الجعايبي : أرفض اللغة الخشبية التي ترضي كل الأطراف   هل يمكن طرح مصطلح «حدث» فيما يخص أعمال فاضل الجعايبي ، كل أعماله و فاميليا تمثل حدثاً في حد ذاته ، وإن كان الحدث مربوط بشرطه التاريخي ، فأعمال فاميليا مربوطة بكل شرائح المجتمع دون أي علاقة بزمان أو مكان … الزمن غير منفصل عن الجغرافيا وإمتداد التاريخ في تونس… وخارجها إذا إعتبرنا أن مجتمعاتنا تتشابه .    تعاقد فاضل الجعايبي رفقة جليلة بكار مع مشروع فني مدهش منذ قرابة ثلاثين سنة ، ترتقي أطواره وفق جدلية متصاعدة وتصعيدية تحتوي على مشقة صناعة وتجديد وتطوير الأدوات التعبيرية للمسرح لكي تصل إلى مستويات خلاقة وعميقة في برنامج إبداعي مفتوح النهايات ، لا يستقر فاضل على حال عند بلوغه نهاية طور ، أو يتوقف أساساً لكي ينطلق ثانية بعيداً عن سكون الطور وقريباً من خطوة التطوير التالية . إسترجاع غريزي لبدائل إدراك الواقع ، ورؤية حداثية بالغة العمق لمعنى علاقة الباعث والمتلقي عبرحكاية الزمان والمكان ، وفي كل مرة يبدأ فاضل من حاضر لا مكان له ولا زمان ، يرفع من إنحطاط شؤون الدنيا ومعاناتها ، بالنسبة لفاضل لا يمكن التلاعب مع الإبداع ، إنه ليس عملاً يختاره المرء متى شاء ، الإبداع هو اللعنة بعينها ، بما أن عليه الذهاب إلى أبعد من الحقيقة المجردة ، يستغرق عمله وقتاً إلى أن يتخلص من كل ماهو فائض وغير ضروري إلى أن تتكلم شخصياته كما يتكلم الناس في الواقع ، شخصياته هم أنا وأنت وجارك وعمك وأولئك الآخرون… كانت لنا لقاءات  مع العمل السينمائي «جنون « ، لقاء عاصف بين الحكمة والجنون ، والعمل المسرحي  «خمسون « حنين يجمع التاريخ وأبدية الموت .أعمال تحكي  الذات والجماعة ، وكأنها  علامات الإستفهام الثلاث  لصامويل بيكيت : « الآن أين ؟ الآن من ؟ الآن متى ؟ «   شاهدنا فيلم جنون على الشاشة ، هل العمل السينمائي يحث عن جمــهور أوسع ؟   ـ بديهي البحث عن جمهور أوسع ، لكن البحث أيضاً عن طروحات مختلفة وأشكال متجددة ، الإنتقال من وسيلة تعبير إلى وسيلة أخرى ، لأن متطلبات السينما تختلف عن متطلبات المسرح . المنطلق الأساسي هو هذه الحاجة لوسيلة تعبير مختلفة وبديلة للمسرح ، والحاجة تكبر … تكبر… وتتطور بإستمرار. فيما يخصني أنا الباث نحو المتلقي ، منذ مايقارب ثلاثون سنة وأنا أحاول أن أصل إلى ضرب من ضروب السهل الممتنع في التعبير الفني ، مايسميه المبدعون العالميون المسرح النخبوي للجميع ، وقد وصلت مسرحيات غسالة النوادر ، عرب ، فاميليا ، للجمهور الواسع والعريض ، ففي قرطاج كان هناك ما يقارب من 10.000 متفرج من كل شرائح المجتمع ، لا أعتقد أنهم جميعاً ينتمون إلى ما يسمى بالنخبة ، وإلا أصبحنا في السويد وألمانيا ، المثقف هو كل مواطن ، والثقافة ليست حكراً على حامل الشهادات الذي يمكن أن يكون غير مثقف ، وإذا قررنا  الدخول بأعمالنا إلى عالم التلفزة (خاصة أن فيلم جنون كان معداً للتلفزة والسينما) والتوجه بخطاب وأسلوب خاص لجمهور أكبر فياحبذا ، فكما أن المسرح ليس حكراً لحامل الشهادات ، فإن التلفزة ليست حكراً على الرداءة ومتقبلي الرداءة ، وإن كان عملنا ومسرحنا نخبويون ، (حضر العروض مايقارب من 200.000 تلميذ وطالب وأستاذ ومثقف وأديب وفنان) فلماذا نحرمهم من نخبوية عروض التلفزة،  «لا لتهميش الثقافة و ثقافة التهميش» لنا الحق كل يوم في ساعتين من الغذاء الروحي ، حتى يقع التصالح بيننا وبين تلفزاتنا العربية ، وحتى لا نتمادى في هذا الإنفصام والإزدواجية والقطيعة .   كيف إنطلقت فكرة بعث جنون للمسرح ؟   – عندما كتبت ناجية تحدثت عن صاعقة حب فصامي ، بالنسبة لنا أنا وجليلة  ، كانت صاعقة حب فجائية للكتاب ، ثم صاعقة حب لمكان التصوير عندما كنا ننوي تحضير العمل للتلفزة التونسية ، ذهبت إلى مقر التلفزة الجديد فلم أجد مكاناً يتناسب مع العمل ، لكن فجأة ومن باب الصدفة حملني المشرف على البناء في جولة للتعرف على الأماكن التي لم يتم بناءها بعد ، إكتشفت فضاءات تتناسب إلى أبعد الحدود مما يطلبه خيالي لقصة جنون ، الإسمنت ، الوحل ، الماء ، الحجر ، الدهاليز ، الأماكن المقفرة الشاسعة ، الخيوط الكهربائية المتدلية ، آلات التسخين والتبريد الضخمة والغريبة ، شدني المكان وإستفزني الديكور ، وعدت لزيارة المكان برفقة جليلة وحبيب بالهادي وقيس رستم للديكور وعلي بن عبد الله للكاميرا ، وجدنا أنفسنا في قرية سينمائية مرتجلة وكأننا في هوليود ، فكل خمسون متراً هناك ديكور مختلف ، مايقارب من سبعة أو ثمانية ديكورات مختلفة وأوقات مختلفة  نهار … ليل … ظهر … صباح … في نفس اليوم .عشنا تجربة العمل في كل تلك الفضاءات المتزامنة المتضاربة والمتقاربة لمدة 6 أسابيع ، لم نعد بحاجة للتصوير في مستشفى الرازي أو الحي الأصلي حيث نون ووضعيته الإجتماعية والمرضية ، في مقهى أو حديقة أو بيت أو نهج منسي ، الخيال أهم من الواقع ، وإقتباس الواقع التجريدي أو تحويل التجريدي للواقعية أهم أحياناً من تصوير الشخصيات والفضاءات ، وأعمالنا تهتم بالواقع ، تحكيه لكنها ليست مجبرة أن تحاكيه ، تنطلق منه وتصل إليه بوسائل خاصة بالسينما والمسرح وبدون هذه الوسائل يصبح العمل وصفاً للواقع .   وكأن كل أعمالكم قاتمة نوعاً ما ؟ متشائمة ؟   – فرحة الحياة والتفاؤل ليسا من إختصاصي ، أنا منذ الصغر متشائل لأسباب متعلقة بما قد يفرزه طبيب نفساني أو ما يعكسه الواقع الأليم الذي أعيش فيه ، أفضل أن أتحدث عن تشاؤل لا تشاؤم .   هل تناول الواقع مباشرة هي طريقة أسلم للتـعريف به  ؟   ـ تعلمت من كبار الفلاسفة والأدباء أن تناول الواقع وأمراض المجتمع طريقة أسلم للتعريف به بصراحة وصرامة ، إخفاء الأشياء تساهم في تضليل الإنسان ، الكذب عن الإنسان للإنسان لا يتقدم بالإنسان ، سوفوكل وشكسبير وتشيكوف وغيرهم كانوا يحبون بلادهم ، لكنهم ما فتأوا يحكون عن تناقضات أمراضها وتناقضات أمراض جيلهم الكبرى ، وفصامهم وتمزقهم الأقاصي … الأقصى الأعلى والأقصى الأسفل ، ومنذ 30 سنة كان ومازال  شغلي الشاغل تناول الواقع وحقيقته ، منذ قفصة والمسرح الجديد وفاميليا ، سواء ما تعلمته مع رفاق دربي ومعلمي ، وهناك من تقلب وهناك من واصل وآخرون ماتوا وتركوا أثرهم …   هل التواصل والإستمرارية صعب ؟
– التواصل والإستمرار من أصعب الأشياء التي تتعلق بها همة الإنسان و أضناها ، أنا وجليلة مصرين على الإستمرارية والمواصلة يوماً بعد يوم ، بوسائل نحملها ويحملها لنا المسرح والتلفزيون والسينما ، وسائل حديثة … كلفنا ذلك ما كلف ..   هل التجربة هي التي أفرزت أرضية الواقع ؟   ـ التجربة أفرزت الواقع ، اللقاءات المتجددة والمتعددة مع المتفرجين ، هناك ظاهرة خاصة بمسرحنا، كلما شاهد المتفرج عرضاً يدعوه العرض للمشاهدة ثانية ، هناك الكثيرون ممن شاهدوا العمل مرات ومرات ، هل هذا ناتج عن فراغ ؟ يأتي المواطن مع زوجته وأولاده وعائلته ، يقتني العديد من التذاكر ويأتي العديد من المرات ليتلقى هذا العرض الحدث الفكري واللغوي والمشهدي ، إذا لم يكن وراء ذلك قلقاً وتساؤل وحيرة وإنتظار غير منمط لما وضع وجهه قبال مرآة صارمة وصريحة تعكس حياته وواقعه وآلامه وتطلعاته .   هل هذه المرة الأولى التي إستوحيتم عملكم مـن نص ؟   ـ إستوحينا العرس من البرجوازية الصغيرة لبريشت ، كذلك إستوحينا من قصة مارغريت ديراس العشيقة الإنكليزية ومن سبيلبيرغ رقصة الموت …. ، ننطلق من فكرة من موضوع من طرح سبقنا إليه كاتب أو آخر ، في جنون إنطلق عملنا من نص ناجية الزمني وهو ليس عمل مسرحي أو سينمائي أو قصة أو حوار أو رواية ، يمكن أن نقول أننا إنطلقنا من نص طبي وثائقي ضمن كتاب يروي ممارسة حقيقية تحكي مغامرة إنسانية تكونت وتتطورت بين طبيبة نفسانية وفصامي شاب من حضيض تونس ،   كيف كانت محاولة إسقاط هذا النص على العمل المسرحي ؟   ـ ذهبنا بعيداً في خدمة هذه التجربة الذاتية إلى حد الإفراط في فهم نفسية الطبيبة في إستيعاب خبايا وخفايا هذه العلاقة المتشعبة وكل إمتداداتها في المجتمع التونسي ، وفي القيم العربية الإسلامية، ثم حاولنا الإستقلال عنها .  هي عملية مد وجزر ، عمليةغوص وتمعن وإبتعاد فإعادة نظر فإعادة كتابة فتأمل فرجوع فإبتعاد إلخ… جل أعمالنا تستغرق وقتاً للتبلور حسب ما نريد تصوره ، وهذا العمل بالذات إمتدت جذوره أكثر من سنة درساً وإرتجالاً وكتابة وإعادة كتابة وصقلاً وإخراجاً وتحويلاً وتحويراً وأداء ومراجعة للأداء ،  نستطيع الجزم إنه ليس خلال أكثر من مائة عرض لم يكن هناك عرضاً يشبه عرضاً آخر ، لأن المادة مادة حية لا تقبل الجمود والإسـتكانة .   هل إبتعدتم عن المادة الأصلية ؟   – العملية كانت عملية غوص في المادة الأصلية وإبتعاد عنها ، غوص فيها وتجاوزها في كل الحالات ، الفكرة تتحول وتتجدد حسب الظروف والأوقات . كانت ناجية الزمني معنا ، ووافقت على أن نأخذ من المادة ونحولها حسب ما يحتاجه العمل ، عملنا بعيد كل البعد عن الطقوس الطبية ، وعن الواقع الطبي المرير ، العمل هو كشف بوسائل فنية عن ذلك الواقع .   هل الأداء والإخراج المسرحي يماثل الأداء والإخراج السينمائي بالنسبة لك ؟   ـ المعايير مختلفة ، قانون اللعبة يفرض عليك ذلك ، الأدوات الفنية والتقنية مختلفة وإن كانت القواسم المشتركة كبيرة ، قانون تصوير المسرح شيء ثابت ، كتابة السيناريو، كتابة الحوار ، الدخول إلى فضاءات واقعية ومتعددة أو متجردة يفرض  طرحا مغايرا، تركيبا مغايرا ، وهذا ما يتطلبه الفن السابع إذا تجاهلته   وقعت في فخ المسرح المصور بإعتبار المسرح لا يصور المسرح، وقعت في تصوير سطحي تافه لشيء يتجاوز الصورة النمطية، يتجاوز التسجيل البسيط ، هذا إذا أردنا تصوير المسرح  فما بالك إذا اقدمنا على فن متكامل إسمه سينما ، وكأننا لم ننجز عملاً مسرحياً إسمه «جنون» الفكرة بقيت كما هي والشخصيات والموضوع ، لكن تغير كل شيء ….   بأي تقنية كان عمل جنون ؟   ـ صنع هذا العمل بتقنية سينمائية وطريقة سينمائية ، ليس هناك فارق إلا الفوارق المادية ، طالما إبتعدنا عن النمطية المسلسلة الخاصة بالتصوير التلفزي ، لكن التعبير ، الصياغة للصورة وللمشهد ، تخضع كلها إلى قاموس الكتابة السينمائية ، إختلاف في حجم الشاشة فقط ، لا يمكنني أن أفكر تلفزياً دون أن أراهن على التكنولوجيا الحديثة التي تسمح بذلك .   ماذا تفضل السينما أو المسرح ؟   – وكأنك تسأليني من تفضل أمك أم أباك ؟ في أول مشواري الفني دخلت مناظرة وتربص لمدة سنة في التلفزة التونسية ، وكان من المفروض أن اسافر إلى تشيكوسلوفاكيا لأدرس سينما ، لكن حادثة منعتني  من ذلك ، وتحولت بطاقتي إلى باريس ، تكويني الأساسي مخضرم سينمائي ومسرحي ، أنا سينيفيل ، إنطلقت من نوادي السينما ، أنا ولد FTCC ولو كانت الظروف ملائمة لإقترفت فيلماً بعد كل عمل مسرحي ، أو مسرحية بعد كل عمل سينمائي . شاءت الظروف أن أتفرغ أكثر للمسرح.   كيف تختـار فريق عـملك ؟   ـ هناك نوع من التضامن والمتطلبات يستجيب إليها من أعمل معهم ،من ممثلين وتقنيين ،  وأود أن أشكرهم جميعاً رغم أنني أخشى اللغة الخشبية ، تلك التي تشكر كل الأطراف ، لا أريد أن يكون هذا الشكر كلاماً خشبياً ، ذلك يضنيني ويتعبني .   لنتحدث عن عملكم الجديد خمسون ؟   ـ في العمل الجديد خمسون نتكلم عن مخاطر التطرف الإسلامي في تونس ، ما قد يمكن أن يحدث في تونس لكونها بلد عربي إسلامي ككل البلدان العربية ، التطرف الإسلامي هذه الظاهرة المتفشية في كل الأقطار والتي أعتبر أنها تشكل بالنسبة للديمقراطيات الحياة اليومية أكبر الأخطار ، أفترض في العمل ما يمكن أن يحصل لو أن هذا الزحف الخفي تفشى ، حكينا حكاية أستاذة متحجبة تفجر نفسها في المعهد تحت العلم عند التحية الصباحية يوم جمعة من شهر شعبان 2005 ، ومقابل هذا العمل يقوم الأمن السياسي بدوره على أحسن ما يرام بتوقيف من هب ودب ممن تدور حوله الشبهات والمشكوك في أمرهم والذين هم تحت المراقبة ، كان من الصعب معرفة سبب الإنتحار هل هو شخصي ، مرضي أو طقوسي إحتجاجي سياسي . تتركز الشكوك نحو فتاة متحجبة صديقة المنتحرة ، فتاة لوالدين يساريين نقابيين معروفين من السلطات بمواقفهم السياسية المعارضة ، أمضى الأب إثنا عشرة سنة من عمره في السجون والمنافي ، الأم مناضلة أمضت عمرها تدافع عن الحقوق المنتهكة ، ربت بنتها على النضال والتي طردت من الجامعة التونسية بعد الإنتفاضة ، ذهبت بعد ذلك إلى باريس لتكمل دراستها ، وعاشت أحداث 11 سبتمبر وإجتياح العراق ، وتعرفت على أناس ودين لم تعرفهم من قبل ، بما أنها ترعرعت في بيئة علمانية لا يذكر فيها دين أو عقيدة إلا بها مجموعة من المسلمين المتطرفين فتحجبت بعد سنة ونصف من إقامتها في فرنسا ، وعند عودتها إلى تونس ، ألقي عليها القبض في المطار بتهمة نشاط إسلامي ، وبعد التحقيق أطلقوا سراحها ، لكن رفض الأب إستقبالها في المنزل ، فذهبت لتسكن مع الفتاة التي إنتحرت والتي ورطت حادثة إنتحارها البنات اللاتي يشاركنها السكن ، كان الأب مريضاً بسرطان في الحنجرة ، والأم تصارع هواجس الماضي ، يعترضها سفاح زوجها في السجون مريض معتل ضربته الحياة لكن لا يمكنها أن تغفر أو تسامح ، فالماضي مازال جاثماً وهي تؤمن بذاكرة الجسد والذاكرة العامة والخاصة ولا مجال للنسـيان .  بعد خمسين سنة نتساءل : أين نحن من حداثتنا ، تقاليدنا ، إحباطاتنا ،  بؤسنا ومستقبلنا المشرق . خمسون سنة كفاح ، جيل الآباء الذين ولدوا مع الإستقلال وجيل أطفال الثمانيات ، ما معنى إستقلال ، ما هي وضعية بلادنا عام 2006 ؟ مسرحية خمسون هي ( راديوسكوبي ) كأعمال شكسبير وتشيكوف وموليير وبريشت وسوفوكل لفحص عصرهم عصره وزمنه وتقلبات مجتمعه ، وإلا فلا معنى للمسرح ، عملنا التحقيق ، غسالة النوادر بنفس الوضوح والصراحة ، جنون أيضاً بنفس المنطلقات الواقعية التي لم تترك المجال لمنع أي عمل من العرض أمام الجمهور الواسع ،   هل لا بد أن يواكب التقدم الفكري التقدم الاقتصادي والإجتماعي ؟
ـ هذا بالنسبة للبلدان المتقدمة ، أما في المجتمعات العربية بإستثناء بعض الرجات في زمن الإستعمار والمواجهة ، ربما في سوريا ولبنان ومصر هناك مواجهة فكرية ، في تونس أيضاً المقاومة كانت فكرية وأدبية ومسرحية ، والمجتمعات لا تتقدم بأفرادها بقدر ماتتقدم بمجموعاتها وتياراتها الفكرية ، النقابية ، السياسية والفنية ، الإلتحام في الوعي والرفض والمواجهة ضروري حتى لا يفر الأفراد إلى الهجرة أو الإتجاه نحو الإنتهازية أو الأصولية الفكرية المتطرفة ، وكأن هذا قدرنا وما تحتمه علينا الظروف كإمتحان جماعي مستقبلي .   هل للفنان دور في بناء مجتمعه ؟
الفنان دائماً لديه دور ، المواجهة لابد أن تكون في المطلق ، المواجهة الشخصية مناطة في عهدة الفرد، الوعي الفردي يتحول إلى وعي جماعي ، كل الوسائل  الفكرية الأخلاقية الدينية متوفرة لردع الفرد وإحباطه وتهميشه وعزله عن المجموعة ، والفرد وحده في عزلته وفرديته لا يستطيع أن يصل إلى الآخر إذا لم يكسر الحواجز ويستفز ويغامر ويتحمل مسؤولية كل مجازفاته ، عسى أن يجد يوماً ما آذاناً صاغية ووعياً لدى الآخرين يسمح له بالتواصل.   (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 10 فيفري 2007)

 


كتاب «السوبر أصولية» للباحث حسن عجمي:

من غيـر الممكن وجود حل للصراع بين العلم والديـن

 
 
تونس ـ الصباح من يتابع أعمال الباحث اللبناني حسن عجمي يكتشف مدى جدية المشروع المعرفي الذي يتبناه الرجل ويسير في هضابه إشكالية إشكالية دون أن يغادر الحقل الفلسفي وشروطه الخاصة به. فهو ليس بالباحث المشتت كما تؤكد ذلك مدونته الفكرية ولعل كتابه الجديد الصادر عن الدار العربية للعلوم ببيروت والمعنون بـ «السوبر أصولية». وفي هذا الاصدار يجد القارىء المختص مادة دسمة حول الصراع بين العلم والدين والدلالة والمعنى واللغة لدى كل من عبيد الله بن الحسن والسيرافي والزمخشري والسيوفي والاسنوي الى جانب ما تتميز به فلسفة اللغة الاسلامية من تفسير ظاهري وجدلية الظاهر والكفر والمعنى والباطن والتصرف والمعني عند الاعلام المعروفة على غرار الفارابي وابن سينا والمصري والغزالي وابن عربي وابن رشد واللغة وابن خلدون والشيرازي. ومن المفاهيم الاساسية في هذا الكتاب مفهوم «السوبر اصولية» التي تقول حسب الباحث إن الدين مطلق وثابت في المستقيل فقط، بينما كل ما في الدين متغير في الحاضر والماضي ومن غير الممكن البرهنة على صدقه في الحاضر والماضي بالنسبة الى السوبر اصولية، الدين سوف يتشكل في المستقبل او سوف يتجلى في المستقبل. لذا تجليه في المستقبل سوف يكون على اساس كونه مطلقا وثابتا وبذلك تتمكن السوبر اصولية من التعبير عن ان الدين مطلق وثابت وبما انه بالنسبة الى السوبر اصولية الدين يتكون في المستقبل فقط، اذا من المتوقع ان يكون الدين متغيرا وغير مطلق في الحاضر والماضي، وبذلك تتمكن السوبر اصولية من التعبير عن ان الدين متغير وغير مطلق، في الحاضر والماضي، وبذلك تتمكن السوبر اصولية من التعبير عن ان الدين متغير وغير مطلق. على هذا الاساس تملك السوبر اصولية فضيلتي التعبير عن ان الدين مطلق وثابت وغير مطلق وانه متغير في آن معا كونها تقول بثبوت الدين وصدقه المطلق في المستقبل فقط وتقول بعدم ثبوته وانه غير مطلق في الماضي والحاضر. الاتجاه الحداثي ويضيف الدكتور عجمي أنه إذا قبلنا بالاتجاه الاصولي فاننا اذا قبلنا بالاتجاه الاصولي سوف نقول بأن الدين مطلق وثابت. لكن هذا يؤدي الى جعل الدين غير قابل للتطوير بل سيجعل الدين عائقا امام الشعوب وتطورها. وهذا الموقف ايضا يناقض الواقع بما اننا نرى عبر التاريخ ان الدين غير مطلق وغير ثابت. فمثلا، يختلف مفهوم الله في المسيحية عن مفهوم الله في الاسلام فبينما الله يتجسد في المسيح لدى المسيحية ينفي الاسلام صفة التجسد عن الله. كما نجد ان الفرق الاسلامية تختلف في صفات الله وغيرها من الامور منها من يقول ان الله عين صفاته ومنها من ينفي ذلك. اما اذا قبلنا بالاتجاه الحداثي فسنقول بان الدين غير مطلق وكل ما فيه متغير وقابل للتغير. لكن هذا يجعل الدين غير قائم اي يؤدي الى نفي الدين لان بالتعريف الدين هو الموحى به من قبل الله وبذلك لابد من انه صادق في المطلق وبذلك ثابت ويصح في كل زمان ومكان. من هنا  كل من الاتجاه الاصولي والحداثي يفشل ويبقى لدينا  صدق الاتجاه السوبر اصولي الذي وجدنا سابقا قدرته على التعبير عن ان الدين مطلق وثابت من جهة وغير مطلق وغير ثابت من جهة اخرى.. بما ان السوبر اصولية تقول ان الدين غير مطلق وغير ثابت في الحاضر والماضي اذا لم تجعل الدين عائقا امام التطور وتسمح بل تحفز على تطويره كما تعبر بذلك عن حقيقة ان الدين تغير في الماضي وبذلك تتجنب السوبر اصولية مشاكل المذهب الاصولي. وبما ان السوبر اصولية تقول ان الدين ثابت ومطلق في المستقبل فقط، اذا تحافظ السوبر اصولية على دينية الدين كون الدين في التعريف هو من الله وبذلك لابد انه ثابت ومطلق وبذلك تتجنب السوبر اصولية مشكلة الاتجاه الحداثي» الحل من جهة اخرى، تناول حسن عجمي اشكالية الصراع بين العلم والدين مبرزا انه  الان، يوجد صراع بين العلم والدين لان كلا منهما يتكون من مفاهيم مختلفة تماما لا تجمع في قانون طبيعي معين او في مجموعة قوانين طبيعية. لكن من غير الممكن وجود حل لهذا الصراع، كما لا يحتاج هذا الصراع الى حل فمن غير الممكن وجود حل لهذا الصراع لان مفاهيم العلم تختلف تماما عن مفاهيم الدين. فبما انه يوجد اختلاف جذري بين مفاهيم العلم ومفاهيم الدين اذا من غير الممكن ان تجمع في قانون طبيعي او نظرية علمية وبذلك من غير الممكن ايجاد حل للصراع بين العلم والدين. من جهة اخرى، لا يحتاج هذا الصراع الى حل بما ان كلا من العلم والدين يتضمن مفاهيمه الخاصة التي لا ترتبط بمفاهيم الحقل الآخر. ونظرا الى استحالة وجود حل للصراع بين  العلم والدين فان المفكرين لم يتمكنوا من ايجاد حل مقبول لهذا الصراع، هكذا تتمكن هذه النظرية من تفسير لماذا لم يجد المفكرون حلا للصراع بين العلم والدين. ومن جهة اخرى، بما ان الصراع الموجود بين العلم والدين لا يحتاج الى حل، لذا نجد العديد من البشر العقلانيين يعتقدون بالدين والعلم معا، فهم يتمكنون من الاعتقاد بالدين والعلم معا لان الصراع بين العلم والدين لا يحتاج حقا الى حل. لا اخلاق بدون حرية وفي المحور المخصص لما اسماه بأخلاق السوبر اصولية ذكر حسن عجمي ان الاخلاق مسألة اختيار حرّ وبذلك لا اخلاق بلا حرية، وهكذا نفسر اختلاف الاخلاق وتغيرها من فرد الى آخر ومن مجتمع وزمن الى مجتمع وزمن آخر. فبما ان الاخلاق غير محددة، اذا من المتوقع اختلافها وتغيرها بمعى على الآخرين بالخير او بالشر وبالخطأ او بالصواب مما يسمح بقبول الرأي الآخر والمختلف. وهذا يضمن الحرية والمساواة في السلوك والاعتقاد. عرض: آمال .م (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 فيفري 2007)


تأشيرات تدفن الاتحاد المغاربي

 
توفيق المديني
شكّل قرار السلطات الليبية فرض التأشيرة على رعايا دول الاتحاد المغاربي ومصر، بحجة “محاربة الهجرة السرية”، صدمة كبيرة لدى الأوساط الرسمية والشعبية في بلدان المغرب العربي. ويجمع المحللون على أن قرار فرض التأشيرة على مواطني دول الاتحاد يعتبر عرقلة لحرية تنقل الأشخاص والبضائع في الفضاء المغاربي الواسع. ويأتي هذا القرار الذي لا يخدم شعوب المغرب العربي، بقدر ما يسهم في مزيد تعطيل مسيرة بناء اتحاد المغرب العربي، ليكرّس عوامل الفرقة بين شعوبه وأقطاره، في الوقت الذي تتولّى فيه ليبيا رئاسته. وكانت ليبيا تسلمت قبل أكثر من عامين رئاسة اتحاد المغرب العربي من الجزائر التي تولت هذه الرئاسة منذ عام 1994 تاريخ انعقاد آخر قمة بتونس، حيث فشلت في عقد قمة منذ ذلك الوقت بسبب تجميد المغرب لعضويته في الاتحاد عام ،1995 وبسبب طلب العقيد القذافي الذي رفضت بلاده تسلم رئاسة الاتحاد، تأجيل القمة مرتين. وفيما دافع وزير الخارجية الليبي محمد عبد الرحمن شلقم عن قرار بلاده، قال إنه سيتم اعفاء التونسيين من شرط التأشيرة لأن “تونس من الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين وهناك ما يصل اٍلى 30 ألف شخص يعبرون الحدود بين البلدين”، وقد شهدت العلاقات الليبية الجزائرية توترا ملحوظا، في ضوء التقارير التي تشير إلى نوع من الفتور بين البلدين بسبب موقف العقيد القذافي الداعي الى إنشاء فيدرالية للطوارق في الصحراء الكبرى، وهو الموقف الذي يبدو أنه أثار حفيظة الجزائر التي لم تخف غضبها من هذا الموقف باعتبار أنها لم تشهد أي تمرّد من الطوارق الذين يعيشون فيها ويحملون جنسيتها، كما تقول إنها الوسيط الدائم بين طوارق الدول المجاورة وحكوماتهم. وبالتزامن مع هذا القرار الليبي، عادت جبهة البوليساريو إلى التّهديد باللجوء إلى السلاح لإحباط تمرير المشروع المغربي بشأن الحكم الذاتي للصحراء الغربية، الأمر الذي دفع أغلب المراقبين إلى وصفه بأنه آخر مسمار يدق في نعش الاتحاد المغاربي، الذي تأسس على قاعدة سياسية رسمية  أي اتحاد النظم بدلا من اتحاد الشعوب  في 17 شباط/فبراير ،1989 والذي سيحتفل بالذكرى 18 لتأسيسه بعد أسبوع. وكان محمد سالم ولد السّالك وزير خارجية جبهة الساقية الحمراء ووادي الذّهب (البوليساريو)، قد هاجم بشدة هذا المشروع المغربي الذي نال ثقة فرنسا، واعتبره لاغيا وباطلا لأنه ينتهك الشرعية الدولية كما يقول. وكانت المعوقات الكبرى التي اصطدم بها مشروع بناء “وحدة المغرب العربي” هي التالية: * أولاً: الإشكاليات التي برزت على الحدود بين الدول المغاربية المعنية (الجزائر والمغرب) خلال المرحلة الماضية، سواء من حيث ترسيم الحدود وحل النزاعات الترابية، باعتبار أن هذا يدخل في نطاق استكمال بناء “الدولة الوطنية” بمفهومها القطري، أم من حيث الحيلولة دون تحول هذه الحدود إلى معبر للقوى المعارضة، يستخدمها نظام معين في صراعه السياسي مع نظام آخر، كما هو الحال على الحدود الليبية  التونسية، والحدود الجزائرية التونسية، والحدود الجزائرية المغربية.. الخ. * ثانياً: حرب الصحراء الغربية القائمة منذ العام ،1975 وأثرها المباشر في احتدام صراع المحاورالإقليمية بين المغرب والجزائر، والموقع الذي احتلته في استراتيجية التطويق والمحاصرة لدى كل من النظامين. * ثالثاً: التناقضات الأيديولوجية والسياسية العميقة التي كانت تفصل أنظمة المغرب العربي بعضها عن بعض، جراء انحياز كل نظام لاختيارات اقتصادية اجتماعية، وارتباطات دولية محددة. ففي حين اتجهت بعض البلدان شرقاً إلى الاتحاد السوفييتي (ليبيا والجزائر) اتجهت بلدان أخرى غرباً (تونس والمغرب) بل إن هذه الثنائيات نفسها عرفت صراعاً كبيراً أو على الأقل هي لم تستطع أن توجد اتفاقاً فيما بينها. فالصراع بين فرنسا وأمريكا على المنطقة انعكس في خلاف بين المغرب وتونس. كما أن البلدان التي اختارت أن تتجه شرقاً لم تتمكّن من توحيد تصوراتها المجتمعية فشهدنا نظاماً أقرب إلى هيمنة الأحزاب الستالينية في الجزائر في حين كانت ليبيا تعيش تجربة “الجماهيرية”. وهناك إجماع لدى الباحثين والدارسين والسياسيين في منطقة المغرب العربي، يؤكد أن أسباب إخفاق التجربة الوحدوية لبلدان المغرب العربي تعود بالأساس إلى العوامل التالية:  غياب الإرادة السياسية والاستقالة التي تعيشها النخب المغاربية عن وظيفتها النقدية.  القيود التي جعلت أغلبية المجتمعات العربية تعلن استقالتها من المشاركة في تدبير الشأن العام.  عدم توفر الإرادة السياسية اللازمة  للقيام بهذه الخطوة، ولعل الصراع على زعامة المغرب العربي بين القيادات التاريخية التي حصلت على الاستقلال  بورقيبة والحسن الثاني أولاً، وبين الحسن الثاني وهواري بومدين ثانياً، وبين قيادات شابة تميل إلى الثورية وتسعى إلى “تصدير” تصوراتها المجتمعية  القذافي ثالثاً، قد لعب دوراً مهماً في تأخير نشوء هذا الاتحاد. إن مشكلة وحدة المغرب العربي ليست مشكلة عيب التركيب الديني أو الثقافي الخاص بالعروبة، بل مشكلة النخب السياسية الحاكمة التي أصبح همها الرئيس هو الاندراج في قنوات النظام الدولي الأمريكي بانضباط محكم للاستمرار في الحكم دون غاية غيرها. ثم إن معظم الطبقات والفئات التي ظهرت في الجزء الثاني من القرن العشرين لتحكم المغرب العربي باسم شرعية قيادة حركة التحرر الوطني، لم تتمكن من كسب الحد الأدنى من الشرعية الديمقراطية تجاه شعوبها لفقدان الإنجازات الحقيقية في تحقيق الديمقراطية، وبناء دولة الحق والقانون بالتلازم مع بناء المجتمع المدني الحديث. كل هذا لم يتحقق، بل حصل عكسه تماماً، أي بناء الدول التسلطية، وهبوب رياح القوميات القطرية الاصطناعية التي باتت تشكل “جداراً حديدياً” يفصل بين بلدان المغرب العربي.
صحيفة رأي ودراسات2007-02-11
 
(المصدر: بصحيفة الخليج الصادرة يوم 11 فيفري 2007)
 


كوسوفو دولة مستقلة تحت الوصاية الدولية :

مرحلة انتقالية أم استراتيجية في التعامل مع الوجود الإسلامي في أوروبا

 
سراييفو – عبدالباقي خليفة أخيرا كشف اللثام عن الخطة التي كلف بإعدادها رئيس فلندا السابق ،والمبعوث الدولي إلى كوسوفا،مارتي اهتساري ،والتي تخرج كوسوفا من الهيمنة الصربية التي استمرت لعدة قرون – إذا استثنينا فترة الفتح الاسلامي لمنطقة البلقان ودخول الالبان والبوشناق في دين الله أفواجا بين الفترة ما بين 1389 و1878 – لتوضع تحت الوصاية الدولية والاوروبية تحديدا ، وبدون تحديد وقت لذلك . ولن يتم ترك المنطقة كليا كما يبدو،من قبل الغرب وبالأخص البوسنة وكوسوفا ،سواء في هذه المرحلة أو المستقبل ، حيث سيتم ضم البوسنة وكوسوفا إلى الاتحاد الاوروبي في الفترة ما بين 2010 و2015 لتكونا تحت الاشراف المباشر،ويتم صياغتهما وفق المعاييرالاوروبية في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والسلوك الفردي والجماعي كقاعدة ،بينما تكون الخيارات الاخرى استثناءا تفرضه الحرية الفردية وقوة قيم المجتمع العليا المستندة للدين والتقاليد والقيم المتوارثة . من الهيمنة إلى الوصاية : مما عرف في عالم البداهة أن  » القيد قيد وإن كان من ذهب « ، ولكن تختلف القيود إحداها عن الاخرى . وهذا هو الفرق بين انتقال كوسوفا من الهيمنة الصربية إلى الوصاية الاوروبية ، فخطة اهتساري تعطي صلاحيات أوسع للحكومة الكوسوفية فضلا عن وضع الدولة المختلف عن قرار مجلس الأمن 1244 عقب حرب كوسوفا سنة 1999 والذي أبقى كوسوفا حزءا لا يتجزأ من صربيا ، وهو ما كان عليه الوضع منذ حرب البلقان 1912 / 1913 . فإلى جانب استقلال كوسوفا عن صربيا مقابل الحفاظ على راوبط صرب كوسوفا مع بلغراد وجعل الكنائس والأديرة الصربية تحت الحماية الدولية وذات علاقة بالجهات الصربية ،فإن من حق كوسوفا الانضمام للمؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة وغيرها كالمؤسسات الاوروبية . وقد أشار المبعوث الدولي مارتي اهتساري أثناء تقديمه الخطوط العريضة لخطة المستقبل النهائي لكوسوفو إلى أن  » صربيا ستفقد السيادة على كوسوفا خلاف ما كان في قرار مجلس الامن رقم 1244 والذي تم اتخاذه في أعقاب حرب كوسوفا سنة 1999  » كما أنه  » لن يتم منح كوسوفا الاستقلال التام وفق رغبة الأغلبية الالبانية في البلاد « كما صدقت التوقعات السابقة بخصوص  » حلول الاتحاد الاوروبي مكان الامم المتحدة في كوسوفا في الفترة القادمة  » لـ  » منح كوسوفو الحق في عضوية الامم المتحدة والبنك الدولي وبقية المنظمات التابعة لهيئة الامم المتحدة والحق في رفع علم وطني يرمز للدولة واستخدام لغتين هما الالبانية والصربية ،وتكوين جيش وشرطة وطنيين لحفظ الحدود  » ومن بين الحقوق والامتيازات الممنوحة للصرب في كوسوفا وفق مشروع اهتساري الذي أعلن عنه الجمعة  » أماكن ثابتة ومستقرة للصرب داخل البرلمان والحكومة والشرطة والقضاء وإقامة علاقات خاصة وتلقي تمويل بطريقة شفافة من بلغراد وإدارة البلديات التي يمثلون فيها الأغلبية  » كما ستكون المواقع التاريخية التي بناها الصرب فوق أرض كوسوفا طيلة الفترة التي سيطروا فيها على الاقليم « محمية  » وأعرب اهتساري عن أمله في أن تتم المصادقة على مشروعه في مجلس الامن في الربيع وأن يتلقى الرد على مشروعه من بلغراد وبريشتينا في 13 فبراير الجاري . وقال اهتساري بعد لقائه بالرئيس الصربي بوريس طاديتش ورئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا ووزير العدل زوران لانتشار  » أعتقد بأن المشروع متوازن ومهم للأمن والسلام والاستقرار في كوسوفا والمنطقة « وأشار إلى أنه ليس رجل قانون ولكنه بنى مشروعه على أسس قانونية  » بناءا على ما جرى في التاريخ من حلول لقضايا مشابهة  » وأكد على أن مشروعه هو خلاصة ما توصل إليه من خلال 15 جولة من المفاوضات في فيينا بين بلغراد وبريشتينا التي استمرت عاما كاملا وأن  » على صربيا القبول بفقدها كوسوفا ،وعلى حكومة كوسوفا الاعتراف بما سيقرره مجلس الامن من حقوق وامتيازات لصرب كوسوفا  » لكن يبقى  » القرار الاخير بيد مجلس الامن « . ولم يكشف اهتساري عن الكثير من التفاصيل ، ردا على أسئلة الصحافيين بخصوص توزيع نص المشروع وقال  » بامكاني اعطاء الخطوط العريضة ولكن لا يمكن تقديم الوثائق إلا للجهات المعنية وهي مجلس الامن والاتحاد الاوروبي وحلف شمال الأطلسي  » . وحول المعارضة الروسية بين اهتساري بأن ، اجتماع فيينا الاخير الذي عقد في 26 يناير الماضي « لم يحدث فيه ما يثير القلق ،وهو يضم عدد محدود من الدول ولكن هناك 27 دولة أوروبية أعضاء في الاتحاد الاوروبي موافقون على الخطة ومن المهم بقاء لجنة الاتصال موحدة  » وتابع رئيس فلندا السابق  » أنا أحد الاشخاص الذين يؤمنون بأن البلقان يجب أن يكون يوما ما في الاتحاد الاوروبي ، وقد مررت شخصيا بهذه التجربة في سنة 1975 عندما انضمت فلندا للاتحاد ، ونحن اليوم نعبر للدول الاسكندنافية بدون جوزات سفر  » وذكر بأن الطريق أمام المنطقة  » صعب ولكن يمكن تليينه  » وطلب من صربيا وكوسوفا « الاسراع في التنمية الاقتصادية وتحقيق المعايير الدولية للحاق بركب الاتحاد الاوروبي « وعن موقف الحكومة الصربية قال  » كان من المقرر اعلان هذه الخطة و الانتهاء من التصويت عليها بمجلس الامن في شهر ديسمبر الماضي ولكن بسبب الانتخابات في صربيا تم تأجيلها ( … ) وإذا لم يتم قبولها فهي ليست مشكلتي  » . الموقف الصربي الرئيس الصربي بوريس طاديتش أعرب عن رفضه لمشروع اهتساري، وقال في بيان له عقب لقائه المبعوث الدولي إن المشروع  » لا يذكر صراحة استقلال كوسوفا ولا سيادة صربيا وسلامة أراضيها في ما يتعلق باقليمنا الجنوبي  » حسب تعبيره .و تابع  » ونظرا لذلك ولحيثيات أخرى فان خطة اهتساري تمهد الطريق لاستقلال كوسوفا « . وأضاف قائلاً: « قلت لاهتساري أنه لا صربيا ولا أنا بصفتي رئيسها سنقبل يوما باستقلال كوسوفا  » أما وزير العدل الصربي زوران لانتشار فلم يوضح موقف حكومته من خطة اهتساري لأسباب تبدو معقولة  » الحكومة ليس لديها حق البت في مصير الحدود الدولية  » مشيرا إلى أنها حكومة تصريف أعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة وفق نتائج الانتخابات الأخيرة  » . وهي عملية هروب مدبرة كما يقول البعض من المسئولية التاريخية لجميع المسئولين الصرب ، فالمسئولين الحاليين انتهت صلاحيتهم والقادمين لم يستلموا مهمتهم . وقال الكاتب الصربي دوشان يانييتش  » لقد أضعنا سنة ونصف لنعلم ما كنا نعلمه ولكن في بلغراد لن يكون هناك من سيوقع على استقلال كوسوفا  » . الالبان راضون ولكن.. أما المسئولون الألبان في بريشتينا فأكدوا من جهتهم على أنهم راضون ولكنهم سيواصلون المطالبة باستقلال دولتهم ، بعد خروجها عن السيادة الصربية. وقال الناطق باسم حكومة كوسوفا أوليبيان ليام  » المهم الخروج من الهيمنة الصربية ومنع بلغراد من التدخل في شؤوننا  » إلى ذلك أعلن رئيس كوسوفا فاطمير سيدو بأن الألبان واثقون من حصول بلدهم على الاستقلال التام في نهاية المطاف ، ويكونوا دولة ذات سيادة كبقية الدول في العالم  » نعتقد بأن المجتمع الدولي سيسارع في إقامة دولة كوسوفا وهذا هو الحل الوحيد للقضية « وقال رئيس الوزراء أجيم تشيكو  » خطة اهتساري أوضحت بشكل جلي مستقبل كوسوفا وهو الاستقلال والسيادة وهذا ما كنا نعمل من أجله وما كنا ننتظره منذ زمن طويل  » . زعيم الحزب الديمقراطي الألباني هاشم تاتشي أكد على أن  » كوسوفا حصلت على حقها في أن تكون دولة ذات سيادة ،ومن الآن بدأ وضع جديد ومرحلة جديدة في تاريخ بلدنا « وهو نفس موقف فيتون سوروي أحد الوجوه السياسية في كوسوفا . وكتب المعلق السياسي في صحيفة  » زرني  » الالبانية الصادرة في بريشتينا ، بيلي ريم شاليا ، يوم 3 فبراير » المبعوث الخاص للامم المتحدة مارتي اهتساري رسم في خطته للوضع النهائي في كوسوفا معالم دولة جديدة في أوربا ، بعد انهيار يوغسلافيا في تسعينات القرن الماضي  » وتابع  » الدولة الجديدة الحرة والمستقلة ستضمن جميع حقوق الانسان والاقليات فيها  » لكن  » مع وجود مدني وعسكري دولي  » في إشارة لوصاية أوروبية على كوسوفا إلى ما شاء الله لها أن تكون … وأن  » كوسوفا ستكون من الآن فصاعدا شريكا للغرب  » وقد تحدثت صحيفة  » كوها دي تور »وغيرها من الصحف الالبانية الصادرة في كوسوفا عن أن « خطة مارتي اهتساري تمثل قاعدة مهمة للاستقلال في كوسوفا  » ولكنها طلبت  » انتظار ما ستسفر عنه الصراعات الدولية بين الغرب وروسيا داخل مجلس الأمن  » . الموقف الاوروبي من جهته دعا الاتحاد الاوروبي كل من بلغراد وبريشتينا لقبول مشروع المبعوث الدولي مارتي اهتساري كما هو ، وبدون وضع شروط أو تحفظات . ودعت ألمانيا التي تراس الاتحاد كل من صربيا وكوسوفا  » للرد الايجابي على المشروع  » وأن  » الاتحاد الاوروبي يعلق آمالا كبيرة في أن يحقق المشروع أهدافه في ترسيخ الامن والاستقرار والسلام في المنطقة  » وجددت المانيا دعمها باسم الاتحاد الاوروبي للمبعوث الدولي ،وأنها  » تحيي جهوده التي يبذلها لاحلال السلام الدائم في كوسوفا والقارة الاوروبية  » . كما أعلن المنسق الاعلى للشئون الامنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا دعمه لخطة المبعوث الدولي مارتي اهتساري ،ودعا بدوره كل من يريشتينا وبلغراد للقبول بالخطة . وقال منسق شئون توسيع الاتحاد الاوروبي أولي رين أن « على بلغراد وبريشتينا أن يبدآ محادثات حول مستقبل انضمامهما للاتحاد الاوروبي  » وتابع من المهم أن « يبدآ محادثات بخصوص هذه المسيرة « وأكد على أن  » الأمن والاستقرار وترسيخ الديمقراطية والعدالة مهمين في البلقان للحاق بركب الاتحاد الاوروبي « منبها على أن  » يكون لجميع السكان نفس الحقوق « . وقال السفير الالماني في بلغراد أندرياس كوبل « ننتظر موافقة بلغراد على خطة اهتساري وبدء مفاوضات بين بلغراد وبريشتينا للتوصل لتفاصيل ترضي الطرفين « كما دعا الامين العام لحلف شمال الأطلسي جاب دي هوب شيفر كل من بلغراد وبريشتينا للتعاون مع المبعوث الدولي وفق روح الخطة التي قدمها مارتي اهتساري . أما وزير الشئون الاوروبية في الحكومة البريطانية جيفري هون فقد أعلن عن زيارة لبلغراد يوم الاثنين 5 فبراير ، وقال إن على الطرفين بلغراد وبريشتينا القبول بخطة اهتساري . وتابع  » بريطانيا كانت و في كل الاوقات تدعم المبعوث الدولي مارتي اهتساري ومن المهم جدا موافقة بلغراد وبريشتينا على خطته للحل النهائي  » وواصل قائلا  » يجب دعم خطة اهتساري من قبل المنظمات الدولية لان هناك تحفظات في بلغراد و بريشتينا فلا يمكن أن تكون جهة سعيدة وأخرى غير ذلك ،ولكن يمكن أن يكون هناك حل لخطة اهتساري لارساء الامن والاستقرار في المنطقة وهو ما توفره الخطة  » ولم يستبعد عقد لقاءات بين المسئولين في بلغراد و بريشتينا في المستقبل القريب لارساء أسس لعلاقات جديدة بينهما . وأعرب عن اعتقاده بأن بلغراد ستعمل على تشكيل حكومة ديمقراطية وفق نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في صربيا مؤخرا . وعلى عكس ما ذهبت إليه أطراف أخرى أكد هون على أن قضية جرائم الحرب وضرورة تعاون بلغراد مع محكمة لاهاي ،وليس كوسوفا فحسب من أهم شروط مواصلة مسيرة صربيا نحو عضوية الاتحاد الاوروبي  » يجب أن أقول أن بريطانيا تدعم باستمرار انضمام صربيا للاتحاد الاوروبي ، لانها واحدة من الدول الأوروبية الكبرى ،ولذلك نرجو منها أن تتخذ قرارت من شأنها اسراع خطواتها نحو العائلة الاوروبية  » وحدد ثلاث مطالب أوروبية من صربيا  » تشكيل حكومة ديمقراطية بأقصى سرعة ممكنة … وقبول خطة مارتي اهتساري … والتعاون بالكامل مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي وفي مقدمة ذلك اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش  » وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد دعا يوم الخميس 1 فبراير زعيما الحرب في البوسنة رادوفان كراجيتش والجنرال راتكو ملاديتش للاستسلام وتقديم نفسيهما للعدالة في لاهاي  » أنا أدعو كل المطلوبين وأدعو كراجيتش و ملاديتش للمثول أما المحكمة في لاهاي وهذا يخدم مصلحتهم ومصلحة الامن والسلام الدولي  » . دول أوروبية كثيرة من بينها اسبانيا وسلوفاكيا أكدت من جهتها بأن  » صربيا سيكون لها وضع مميز في الاتحاد الاوروبي إذا قبلت بمشروع مارتي اهتساري وساعدت في تجنب الموقف الروسي داخل مجلس الامن « . وقال وزير خارجية اسبانيا ، ميجل أنهيل موراتينوس في براتيسلافا التي زارها الجمعة 2 فبراير  » على صربيا وكوسوفا أن يتفقا على طبيعة العلاقة التي ستجمعهما بعد تصويت مجلس الامن علىالوضع النهائي « وأعلن مع نظيره التشيكي كوبيتش ،دعم خطة اهتساري للوضع النهائي .وكانت اسبانيا من الدول المتحفظة على استقلال كوسوفا ، أما وزير خارجية تشيكيا فقد ذكر بأن  » كوسوفا خرجت عمليا منذ 1999 من السيطرة الصربية وحان وقت تقنين ذلك  » . روسيا وشبح الفيتو وصراع المصالح وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف ذكر يوم السبت 3 فبراير بأن الموقف الروسي لا يلتقي مع الموقف الاميركي  » روسيا وموسكو ليس لديهما وجهة نظر واحدة فيما يتعلق بمستقبل كوسوفا  » وأعرب عن رغبة بلاده في حل ما وصفها بالمشكلة عبر مجلس الامن .وقال السفير الروسي في بلغراد أليكسندرأليكسييف  » مارتي اهتساري قدم خطته لبلغراد وبريشتينا ولكن لا أحد سيقبل بها  » وطالب بالتمسك بقرارمجلس الامن 1244 وعدم إصدار قرار جديد يخالفه . وكانت موسكو وعلى لسان رئيس مكتب الحكومة الفيدرالية ، أندريه فلاديميروفيتش كريفتوف ،أعلنت أكثر من مرة رفضها لأي مشروع يقدمه المبعوث الدولي مارتي اهتساري إلى لجنة الاتصال الدولية اليوم في فيينا يقضي باستقلال كوسوفا  » وقال رئيس الدائرة السياسية في الدوما الروسي قسطنطين كوزا تجوف « استقلال كوسوفا خطر على روسيا  » في إشارة إلى الاوضاع في القوقاز وآسيا الوسطى حيث تهمين روسيا على شعوب المنطقة منذ عدة قرون . وكان رئيس مكتب الحكومة الفيدرالية ، أندريه فلاديميروفيتش كريفتوف ، قد أعلن بدوره في وقت سابق رفض بلاده مجددا لأي مشروع يقدمه المبعوث الدولي مارتي اهتساري يقضي باستقلال كوسوفو  » لماذا نؤيد مشروع لا يخدم مصالحنا « وتابع في تصريحات لصحيفة  » غلاس يافنوست  » الصربية الصادرة في بلغراد ، قبل يوم من بدء اجتماعا لجنة الاتصال في فيينا يوم 26 يناير الماضي ، ردا على تصريحات خافيير سولانا ومسئولين أميركيين بأن روسيا لن تستخدم الفيتو » هذه مجرد آراء شخصية … لاني لا أقبل بأن تترك روسيا صربيا بمفردها « وقال رئيس الدائرة السياسية في الدوما الروسي قسطنطين كوزا تجوف « استقلال كوسوفو خطر على روسيا  » في إشارة إلى الاوضاع في القوقاز وآسيا الوسطى حيث تهمين روسيا على شعوب المنطقة منذ عدة قرون واشنطن على الخط الولايات المتحدة وعلى لسان نائبة مساعد وزيرة الخارجية ، روزماري دي كارلو ، أشارت إلى أن  » خطة مارتي اهتساري مهمة ومتوازنة  » وأعربت عن اعتقادها بأن  » الخطة كانت ثمرة جهود و لقاءات استمرت لمدة سنة كاملة  » وأن « الحل النهائي ليس جيدا لأي من الطرفين الصربي والالباني بقدر ما هو جيد للاستقرار والامن في المنطقة  » وتابعت في حديث لإذاعة صوت أميركا ، » لقد حان الوقت لتحقيق تقدم في المنطقة ، حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي منفتحان على حميع دول البلقان  » وجددت التأكيد على دعم واشنطن للمبعوث الدولي مارتي اهتساري . وعلى ضرورة التعجيل باعلان قرار مشروع الحل .وعلى أن روسيا ستدعم في النهاية مشروع الحل في كوسوفا بإعطائها صفة اللاعب الرئيسي. وحول رفض بلغراد لمشروع اهتساري حوالت دي كارلو تجاهل ذلك مركزة على صرب كوسوفا  » المهم الآن هو حياة الصرب في كوسوفا وكل من يعيش هناك  » لكنها لم تستبعد دخول بلغراد في نهاية المطاف في محادثات مع كوسوفا و ترجيحها لمستقبل انضمامها للشراكة الاوروأطلسية  » عليهم نسيان الماضي والقبول بالوضع الحالي لكوسوفا منذ تولي الامم المتحدة الاشراف عليه « . اجماع على ميلاد دولة كوسوفا المصادر الاقليمية والدولية القريبة من مطابخ صنع الحدث و التأثير فيه أكدت على أن كوسوفا أصبحت دولة  » مستقلة « وأكبر مكاسبها خروجها عن الهمينة الصربية التي ظلت لعدة قرون مما يعطي الأمل لشعوب أخرى في القوقازوآسيا الوسطى لتنفض عنها جحيم الوصايات التي ترزح تحتها منذ قرون . وقالت صحيفة  » الواشطن بوست  » الاميركية يوم 27 يناير أن « دولة جديدة ستظهر في داخل حدود يوغسلافيا السابقة ليبلغ عددها 7 بدل 6 دول مع بقاء قوات الناتو في كوسوفا لحماية الاقلية الصربية وفتح الطريق أمام كوسوفا للانضمام لحلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي  » . إذاعة بي 92 الصربية اعتبرت مشروع اهتساري يتضمن الاستقلال التام لكوسوفا ،وأن « الولايات المتحدة ستقوم بعد تصويت مجلس الامن على حث دول العالم الاعتراف بالدولة 193 في الامم المتحدة « وأول دولة يعترف باستقلالها في القرن الواحد والعشرين . وأشارت مصادر أخرى  » فاينايشل تايمز  » في عددها الصادر أمس إلى أن إلى أن كوسوفا ستصبح دولة مستقلة حتى شهر يوليو القادم . كما أكدت مصادر غربية أن  » الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يعمولن على عرض خطة اهتساري على مجلس الامن في نهاية شهر مارس القادم « وأن يتم العمل على اعلان استقلال كوسوفا بعد 3 اشهر من ذلك التاريخ . وتوقعت تلك المصادر بعض المشاكل بسبب الموقفين الروسي والصيني داخل مجلس الامن حيث  » لا تزال موسكو وبكين وهما دولتان تعيشان طفرة من الأشواق القومية لشعوب كثيرة داخل حدودهما تطمح في الاستقلال ، تعارضان استقلال كوسوفا  » . وكتب المعلق السياسي في صحيفة  » زرني  » الالبانية الصادرة في بريشتينا ، بيلي ريم شاليا ، يوم 3 فبراير » المبعوث الخاص للامم المتحدة مارتي اهتساري رسم في خطته للوضع النهائي في كوسوفا معالم دولة جديدة في أوربا ، بعد انهيار يوغسلافيا في تسعينات القرن الماضي  » وتابع  » الدولة الجديدة الحرة والمستقلة ستضمن جميع حقوق الانسان والاقليات فيها  » لكن  » مع وجود مدني وعسكري دولي  » في إشارة لوصاية أوروبية على كوسوفا إلى ما شاء الله لها أن تكون … وأن  » كوسوفا ستكون من الآن فصاعدا شريكا للغرب  » وقد تحدثت صحيفة  » كوها دي تور »وغيرها من الصحف الالبانية الصادرة في كوسوفا عن أن « خطة مارتي اهتساري تمثل قاعدة مهمة للاستقلال في كوسوفا  » ولكنها طلبت  » انتظار ما ستسفر عنه الصراعات الدولية بين الغرب وروسيا داخل مجلس الأمن  » .. (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 11 فيفري 2007 نقلا عن مجلة « المجتمع » (أسبوعية – الكويت))

 


صراعات المذاهب الإسلامية أو ضيق معنى «الآخر»

 
صالح بشير (*) ضرب من تحكيم المقدّس، في الشؤون الدنيوية وفي السياسات الترابيّة، ذلك اللقاء الذي انعقد في مكة المكرمة، بين رأسي الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، عن الرئاسة وفتح، وخالد مشعل (يعضده إسماعيل هنية) عن حركة حماس والحكومة… لا يقال ذلك البتّة من باب الانتقاد وقد بلغت الشؤون الفلسطينية ما بلغته، انشقاقا وتشتتا واقتتالا أهليا، حتى أضحى استنهاض أية «سلطة»، مهما كانت طبيعتها ومن أية مرتبة كانت، أمرا ضروريا لاستدراك ما يمكن استدراكه. لكن الواقعة تلك، أي ذلك اللقاء عند بيت الله وفي جواره، أمارة لا تخطئ على ضمور الإجماع الفلسطيني أو على انتفائه، وعلى استفحال الانقسام، بين فتح «العلمانية» (والتي أضحت «سنّية» سياسة أو افتراضا) وبين حماس «الإسلامية» (والتي جُعلت، أقلّه في نظر خصومها، «شيعية» سياسةً أو افتراضا أيضا). وهذا حتى لو لم يتطابق التصنيف أعلاه مع حقيقة طائفية موضوعية، على ما نوّهت مقالة لياسين الحاج صالح على هذه الصحفات الأسبوع الماضي. لم يبق إذاً من مجال لإجماع غير ذلك المرجوّ أو المأمول بالعودة إلى رموز الإسلام الأسمى والأولى، إلى محتد إيماني مشترك، متعال على مشارب الانتماءات المذهبية ونوازعها. محاولة قصوى، لها من ذلك الضرب من المحاولات مخاطرها: ورقة أخيرة قد لا تترك، بعد استنفادها (إن لم يكللها النجاح)، كبير هامش. وتلك بين سمات زمننا هذا بعض أبعدها إعضالا. فقد أُلحق السياسي بالديني، وتم بذلك إضفاء الإطلاقية على ما يفترض أنه نسبي، وطالت الإطلاقية تلك مواطن الاختلاف، فما عادت هذه الأخيرة تُحسم بما دون التنازع الدموي، إلغاء متبادلا. وكل ذلك معلوم، كثيرا ما تناولته الألسن والأقلام أسفا واستنكارا (لدى قلة مستنيرة) أو من باب الحث والحض، لدى سواد أعظم مدلهمّ السواد، يدفع بـ»النضالية» نحو شأوها الأقصى، فلا يردعها رادع ولا يقف في وجهها اعتبار. غير أن الغلو ذاك، وهو يلوح، في مناطقنا، تيارا جارفا يأخذ برقاب الناس وبوجدانهم أكثر مما يأخذون به، آل إلى تبعات ربما لم نتوقف عندها في جميع جوانبها، إدراكا واستيعابا. ولعل أبرز تلك التبعات دنوّ الآخر العدو (أو الذي أضحى عدوا) واقترابه وتمثّله في ذلك الأكثر حميمية، بحيث ربما أمكننا القول إن توصيف واقعنا (أو واقع المشرق على الأصح، أقلّه في راهن الحال) بأنه تتجاذبه النزعات الطائفية، عداءً ما انفك يستحكم ويتفاقم، ما عاد يفيد الشيء الكثير، إلا على وجه التعميم أو ما كان من قبيله. فما بات يستأثر بالتوتر ويتصدّر النزاع، أو يحتل منه المقام الأول، في لبنان كما في العراق أو في فلسطين، ليس تنافر الطوائف والإثنيات بإطلاق، من عائلات روحية مختلفة، وإن التقت في حيّز ما وفي مرتبة ما عند الأخذ بالتوحيد وبديانات الوحي، بل بين مذاهب الديانة الواحدة، أي بين طوائف السنة والشيعة. ما قد يوحي بأن تطورا أساسيا وجوهريا قد طرأ على مفهوم الآخر لدينا، فضاق هذا الأخير تدريجا، كي يستبعد من إلحاح المواجهة ومن أولويتها، ذلك الأجنبي. وهذا كان منذ حملة نابليون على مصر، الآخر الغربي في ما يخصنا، ذلك الذي عُدّ الأكثر إيغالا في الاختلاف، ليرتد نحو المختلف القريب، المباين ديناً أو قومية، ثم لينكفئ على الآخر الأقرب، ذلك المختلف مذهبيا، في إطار الديانة الواحدة. وهكذا، طغى النزاع الشيعي-السني، المستجدّ والمتصاعد، على موقع الصدارة، في بلد مثل لبنان، ليستوي «بديلا» عن انقسام كان في ذلك البلد إسلاميا-مسيحيا، قام عليه الكيان أو كان من العوامل المقيمة لتصدّعه واقعا أو احتمالا، كما في بلد مثل العراق، حيث تجري الحرب «أقوم من ساق على قدم» بين السنة والشيعة، في حين يكتفي الأكراد، من موقعهم كفئة قومية، بموقع المتفرج غير الضالع، وفي حين «تقنع» بقية الأقليات، لا سيما المسيحية، بمنزلة الضحية الجانبية، المستهدفة بدأب ولكن على نحو يكاد يكون عارضا، طالما أنه لا مكان لها في تلك المواجهة السنية-الشيعية. أما في فلسطين، حيث ينعدم ذلك الاصطفاف المذهبي، فقد تمت الاستعاضة عنه بـ»تشيّع» وبـ»سنّية» سياسيين، لا يقلان فتكاً. وفي ذلك إمعان في التصدع الداخلي غير مسبوق، يشي ببلوغ ذلك التصدع «داخل الداخل» إن جازت العبارة وصحت، طالما أن الأمر ما عاد يتعلق بهامش التنوع، وإن كان ذلك الهامش عريضا في بعض البلدان التي لا تكاد تتكون إلا من أقليات متفاوتة حجما، بل بما يمثل متن الهوية الثقافية والدينية، لمنطقة عرفت نفسها دوما بكونها عربية-إسلامية، وهو ما ينطبق بمعنى من المعاني، حتى على أقلياتها الدينية والإثنية. ولأن التصدع ذاك قد بلغ «داخل الداخل»، على ما سبقت الإشارة، فهو لا يمكنه إلا أن يتفاقم إعضالا واستعصاء، خصوصا أنه لاذ بالمطلقات وتجذّر فيها، حتى أضحى المتساجلون، على بعض الفضائيات، يتنابزون بشتم الصحابة، وحتى باتت الجموع في الشوارع (أو ما يقوم مقامها في مدننا المريّفة، والتي أضحت أحياء صفيح، عقليةً إن لم يكن «عمراناً») تصدح بـ»الثأر للحسين». وقس على ذلك. ربما كان الأمر كذلك دوما، مع فارق قد لا يكون بالهيّن، وهو أن الانتماءات الطائفية والمذهبية، كانت في ما مضى مستترة، تتنكر بلبوس إيديولوجيات وضعية وزمنية، تندرج أو تسعى، أقلّه على صعيد تعبيراتها، في العام لا في الخصوصي، في الوطني أو في القومي وأحيانا في الأممي، وتحافظ بذلك على قدر من لياقة، وتربأ بنفسها عن سفور فظ بذيء. وقد أضحى كل ذلك ترفا بعيد المنال… فلم يبق إلا اللقاء عند بيت الله الحرام، لعل وعسى. (*) كاتب تونسي (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 فيفري 2007)


واقعة عابرة من عصر الإرهاب

 
محمد الحداد (*) حظّ الإنسان في أن يصبح موضوع اهتمام إعلامي هو مثل حظّه في أن ينتمي إلى خمس البشريّة الذي يحتكر أربعة أخماس ثروات الأرض. فلا يلومنّ إلا نفسه من كان من سوء حظّه أن ولد من عرق «الواغور» الذي ينتمي إلى الأقليات التركمانيّة، وهي أقليات تقطن مناطق نائية في الصين الشيوعيّة التي تنظر بتوجّس إلى الأديان جميعاً وإلى المسلمين تحديدا. فالمرجح أنّه لن ينال شيئا لا من الثروة ولا من الاهتمام الإعلامي ولا من الإنسانيّة ذاتها. على أنّ سوء الحظّ قد يجتمع أحيانا بحسنه في تركيبة غريبة لا شكّ أنّ الضحيّة هي وحدها القادرة على ترجيح نتيجتها النهائية. وهذا مختصر قصة شبان خمسة من الواغور التركمان الصينيين الذين أفرج عنهم مؤخّرا بعد سنوات أربع قضوها للتحقيق في معتقل غوانتانامو المعدّ لكبار الإرهابيّين في العالم. الشبان الخمسة حلموا طويلا بأن يهاجروا يوما إلى الولايات المتحدة الأميركيّة، فقد كانت تبلغ أسماعهم أنّها بلد الرخاء والحريّة والعيش الرغيد. ثمة ملايين من الصينيين يشاركونهم هذا الحلم، لكنّ وضعهم هم مختلف، لأنهم ينتمون إلى أقليّة مسلمة تعيش بعيدا عن المركز وليس في ثقافتهم وطرق عيشهم ما ييسر لهم سبيل تحقيق ما حقّقه قبلهم صينيون كثيرون. ومع ذلك كانت رغبتهم في الهجرة أشدّ عنادا من العوائق التي كانت تقف في طريقهم، وكان البؤس الذي يعيشون أكبر حافز لهم على أن يخوضوا مغامرة جديرة بأن تقتبس موضوعا لرواية أو شريط سينمائي. تقول الصحيفة التي نشرت خبرهم إنهم تسلّلوا بصفة غير شرعية إلى باكستان بعد أن رفضت السلطات التي يخضعون لها منحهم تأشيرة الخروج، وهناك كانوا يظنون أنهم سيلاقون القبول الحسن من إخوانهم المسلمين. وفعلا وجدوا بعض الرعاية من إحدى الجمعيات لكن يبدو أنها كانت جمعية متطرفين، فما أن حظوا لديها بالمأوى والطعام حتّى اقتحمت الشرطة مقرّ الجمعية وألقت عليهم القبض وهي تظنّ أنهم من أعضائها. ويبدو أن الشبان الخمسة لم يكن لهم علم دقيق بما يجري على الساحة الإقليميّة والدولية، فلمّا بدأ التحقيق معهم خشوا أن يعترفوا بأنهم صينيون فيسلّمون إلى السلطات التي تضطهد أقليتهم، ودفعهم الجهل إلى ما هو أسوأ عاقبة، فزعموا أمام المحقّقين أنهم أفغان. بادرت المخابرات الباكستانية بتسليمهم إلى إحدى إدارات الأمن الأميركيّة، ويقول أحدهم إنّ ثمن تسليمهم كان مبلغ خمسة آلاف دولار للفرد الواحد. ومن هنا تحقّق حلمهم، إذ أُخذوا إلى تراب أميركي، وتحديدا معتقل غوانتانامو، واستمرّت فترة حجزهم أربع سنوات ذاقوا خلالها كلّ أنواع الإهانة. منذ أسابيع قرّرت إدارة السجن الإفراج عنهم بعد أن تأكدت من براءتهم، بل اعتبرتهم جديرين بحقّ اللجوء السياسي بصفتهم ينتمون إلى أقليّة مضطهدة، لكنّ الولايات المتحدة رفضت قبولهم على أراضيها واقترحت عليهم اللجوء إلى ألمانيا التي اعتذرت بدورها عن قبولهم، وبعد رحلة بحث طويلة كان مصير الشبان أن رحّلوا إلى ألبانيا التي أصبحت مقرّ إقامتهم والعوض لهم على موطنهم الأصلي والبديل لمعتقل غوانتانامو الذي ظلوا يتحدثون عنه على أنه الولايات المتحدة ويأسفون لأن حلمهم الغالي قد انتهى إلى كابوس وأن البلد الذي أملوا الوصول إليه لم يختلف عن الصين. ربما لن يدرك هؤلاء أبدا أنّ أميركا ليست غوانتانامو وأنّ الصين ليست مقاطعة وايغور، لكنّ كلّ إنسان يرى العالم بالصفة التي أتيحت له. وها أن مغامرة هؤلاء ستنتهي بهم إلى أن يعيشوا بقية حياتهم في أحد أكثر بلدان العالم فقرا. من الذي سيعوضهم عن السنوات الأربع التي قضوا في غوانتانامو؟ ما الذي سينسيهم كلّ تلك الأيام من العذاب؟ بأيّ حقّ يحتجز أبرياء كلّ هذه المدّة دون أية ضمانة قانونيّة ثم يخلى سبيلهم دون تعويض؟ هذه أسئلة لا قيمة لها، فنصيب هؤلاء من العدالة كان مثل نصيبهم من الثروة والرخاء. وهؤلاء لا ينتمون إلى الأعراق المحظوظة التي يمكن أن تحلم بغير ذلك، ويكفيهم من حسن الحظّ أنهم غادروا الصين بسلام وعاشوا سنوات أربعا بين الأميركيين ووجدوا العاصمة تيرانا لإيوائهم بعد رحلة العذاب، وهم يعيشون حاليا في معسكر إيواء يوفّر لهم الغذاء والفراش دون مقابل. ومثل هؤلاء كثـــــيرون ممن ذهبوا ضحية الثأر لضحايا الإرهــــاب. فكم قتل وسجن من أبرياء فــــي أفغانستان والعراق والصومال لمجرّد أنهم كـــانوا في الموقع غـــــير المناسب في الــــوقت غير المناسب، وسيظلّ معتقل غوانتانامــــو رمزا لتعدّ صارخ على القانون الدولي باسم مــــقاومــــة الإرهاب، خاصة وقد تعدّدت حالات تبرئة أشخاص كانوا محتجزين سنوات بصفة إرهابيين كبار. إنّ الإرهاب الإسلاموي هو أكثر أنواع الإرهاب بشاعة، لكنّ الديموقراطيّات ستفقد روحها إذا قاومته بمنطقه لا بمنطقها. ولقد تراكمت منذ سنوات الشهادات الموثقة بأنّ مقاومة الإرهاب على الطريقة الأميركية قد أسفرت عن أعداد من الضحايا البريئة فاقت ضحايا العمليات الإرهابية. لكن يبدو أنّ قصص الضحايا من الصنف الثاني يظلّ من الوقائع العابرة في عصر الإرهاب (*) كاتب تونسي (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 فيفري 2007)

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

16 novembre 2010

Home – Accueil   TUNISNEWS   10 ème année, N° 3829 du 16.11.2010 archives : www.tunisnews.net  ANHRI/IFEX: Disinformation campaign by Tunisia’s

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.