الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

Home – Accueil

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3374 du 18.08 .2009

 archives : www.tunisnews.net


 

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين:الأجهزة الأمنية…و الإقصاء الاجتماعي :السجين السياسي السابق زهير الصفاقسي

السبيل أونلاين:فضائح بالجملة لوزارة التعليم بحق طلبة المعهد التحضيري بالمرسي

منظمة صوت حر:بيان حول وضعية الدكتور احمد العش

د.خــالد الطراولي: الدكتور أحمد العش، الرسائل التي لم تفتح…

السبيل أونلاين:فيديو..شهادة سعيد الجازي والد المعتقل والمعاق ذهنيا بديل الجازي

رياض حجلاوي: جاء شهر الرحمة فهل تزول المظالم

التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات:بيان المكتب السياسي 

minerva2presse:مؤتمر غير قانوني مزوّر وغير شرعي

توفيق العياشي:شكرا لكلّ من ساهم في الانقلاب على نقابة الصحفيين

minerva2presse:عاجل وخطير بالتنسيق مع المكتب غير الشرعي: شركة اشهار تحاول تصوير لقطات للمقرونة في نقابة الصحفيين

أ ف ب:عضو في الحزب الحاكم على راس نقابة الصحافيين التونسيين

الصباح:المؤتمر الاستثنائي للصحفيين: ** تساؤلات حول الشرعية.. والموقف من «المقاطعين»

إسماعيل دبارة:نقابة الصّحافيين التونسيين بين الانقلاب والتصحيح

عبد السلام ككلي:فمن يا ترى سيدافع عن مربع الحرية الأخير؟

نصرالدين بن حديد:في أصول الانقلاب على الطريقة الموريتانية :بين «الشيخ الصالح» و«صاحب الكرم» و«صغير النور» والله أعلم

عادل القادري:سقط الميزان ولن يسقط القلم

عادل الزّيتوني :  » ثورة الشّكّ »! *(1)

الصباح:المعارضة و«التشريعية»16 قائمة في «الوحدوي» تجديد في «الشعبية» ومستقلون في «التكتل»

  جمعية الحقوق للجميع/سويسرا :إلغاء زيارة وفد وزارة الصحة الفلسطينية إلى سويسرا

السبيل أونلاين:نشطاء رفع الحصار يأسفون لعدم إتمام زيارة الدكتور باسم نعيم الى سويسرا

طارق عبد السلام الهوني:حول شهائد المنشأ المزورة (من تونس)!نفوس مريضة.. وبضائع مزورة .. وليس الشهادات

محمد العروسي الهاني :تعقيبا علي مقالتي  الاخ سالم الحداد حول منبر الذاكرة الوطنية

القدس العربي:كفاية تدشن حملة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر

القدس العربي:ايمن نور يتهم اوباما باهمال حقوق الانسان

د. بشير نافع:فتح.. انحدار طويل ومؤلم

خالد عزب:محمد عبده وعقلانية الخطاب

جهاد الخازن:عيون وآذان (واجبنا أن نسعى معه)


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  

               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009

 


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 26 شعبان 1430 الموافق ل 18 أوت 2009

أخبار الحريات في تونس

 


1)    إرجاء النظر في استئناف قضية مجموعة حي الخضراء: نظرت الدائرة الجناحية بمحكمة الاستئناف بتونس العاصمة في جلستها المنعقدة اليوم الثلاثاء 18 أوت 2009 برئاسة القاضي عمر الغربي في أوراق القضية عدد 11190 المتعلقة بمطلب استئناف الأحكام الصادرة عن المحكمة الابتدائية بتونس بتاريخ 17 جوان 2009 ضد كل من شكري بن عثمان والطاهر الفرشيشي ووجدي العرفاوي، وقد قرر القاضي حجز النظر في القضية لجلسة يوم الثلاثاء غرة سبتمبر 2009. 2)    محكمة الاستئناف ترجئ النظر في قضية شباب حزب التحرير الإسلامي: أرجات الدائرة الجناحية بمحكمة الاستئناف بتونس في جلستها المنعقدة اليوم الثلاثاء 18 أوت 2009 برئاسة القاضي عمر الغربي النظر في مطلب الاستئناف عدد 11203 الذي تقدم به شبان حزب التحرير الإسلامي الذين صدرت بحقهم أحكام ابتدائية بتاريخ 17 جوان 2009 من أجل تهمتي الانتماء إلى جمعية غير مرخص فيها وعقد اجتماعات بدون رخصة إلى جلسة يوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2009. 3) عرض الناشط الحقوقي شادي بوزويتة على المحكمة: يمثل يوم غد الأربعاء 19 أوت 2009 الناشط الحقوقي السيد شادي بوزويتة عضو منظمة حرية وإنصاف المعتقل حاليا بسجن مرناق على أنظار محكمة ناحية نابل من أجل تهمة الاعتداء على موظف أثناء أدائه لمهامه، علما بأن السيد شادي بوزويتة الذي تعرض لاضطهاد مستمر دام عدة أشهر من قبل أعوان البوليس السياسي التابعين لفرقة إرشاد نابل تم اعتقاله بسبب مطالبته باستدعاء رسمي للحضور بمقر الفرقة المذكورة ردا على الاستدعاءات الشفوية المتكررة الموجهة إليه. وقد أكدت عائلة السيد بوزويتة تعرضه للتعذيب والمعاملة السيئة لدى اعتقاله واستنطاقه، كما ذكرت عائلته أيضا أن أعوان البوليس السياسي ضغطوا على شابين آخرين للشهادة ضد السيد بوزويتة والادعاء كرها بأنه اعتدى على العون المزعوم. 4)   تواصل اختطاف الشبان الثلاثة بجهة نابل: يتواصل اختطاف الشبان الثلاثة بديل الجازي والصحبي الحوات وإلياس سلام لليوم التاسع على التوالي، ولا تزال عائلاتهم تجهل مصيرهم وسبب ومكان اختطافهم. علما بأن الشبان الثلاثة وقع اعتقالهم منذ التاسع من شهر أوت الجاري واقتيادهم إلى جهة مجهولة.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في  18 أوت  2009

الأجهزة الأمنية…و الإقصاء الاجتماعي : السجين السياسي السابق زهير الصفاقسي

 


يعيش السيد زهير الصفاقسي حالة من التهميش الإجتماعي، بعد سراحه من السجن منذ 10 سنوات ، بسبب سياسة الإقصاء المقررة ضد السجناء السياسيين المسرحين، فهو في الأربعين من العمر، بدون شغل ، بدون بطاقة عدد 03 ، بدون جواز سفر وعليه …فهو…بدون زواج ، بدون حياة إجتماعية.. السجين السياسي السابق السيد زهير بن محمد الصالح الصفاقسي من مواليد 1969.10.12 ببنزرت، جرى إيقافه بتاريخ 11 أفريل 1996، وحُكم عليه بـ 9 أعوام و4 أشهر سجناً قضى منها 3 أعوام و7 أشهر قبل أن يخلّى سبيله بموجب سراح شرطي بتاريخ 06 نوفمبر1999 ، ليَخضع بعدها إلى المراقبة الإدارية لمدة 5 سنوات، توقف عن الدراسة في مستوى الباكالوريا، وحاز بعد دورات تكوينية،على شهادة كفاءة مهنية، قضى سنين يبحث عن عمل لكن،التوصيات الفوقية ، كانت دائما تعرقل مسيرته المهنية، فبعد أن حصل على شغل بالمصنع التونسي للخزف، حين كان تحت إدارة السيد المنصف البوعبدي، قررت الإدارة بعد أربعة أشهر من مباشرته للعمل طرده بصورة تعسفية، فرفع ضد الشركة قضية حكمت لفائدته المحكمة بتعويضه عن الضرر الناجم عن الطرد التعسفي.  وظل يُرفض إنتدابُه بصورة دائمة في مجالات التشغيل المتاحة ضمن مؤهلاته، بتعلة عدم توفر الوثائق الضرورية بالملف، و »بطاقة عدد 3″ هي أهم تلك الوثيقة ، ويتوقف عليها في الغالب قبول المتقدم للشغل من قبل الجهة المشغلة، ولا تَمنح الأجهزة الأمنية  » أبداً  » السجناء السياسيين المسرحين مثل هذه الوثيقة.  قدم طلبه الأول للحصول على جواز سفر سنة 2004 ، وبعد شهر ونصف سُلِمَ لدى مركز بوقطفة للأمن الوطني ببنزرت، جواز سفر، لكنه قبل أن يُغادر مركز الأمن ، قيل له أن عليهم إرجاع الجواز إلى وزارة الداخلية …! (فإنتزع منه مجدداً…)، وفي 25 سبتمبر 2008 تقدم بطلب ثان للحصول على جواز سفر، و تردد بعدها أكثر من عشر مرات على مركز الأمن ومنطقة بنزرت، لكن دون جدوى. سلم مطلب إسترداد حقوق بتاريخ 07 جوان 2008 إلى مكتب الضبط لدى وزارة العدل وحقوق الإنسان، فقيل له عند المراجعة أن الأمر يتوقف على قرارالأجهزة الأمنية ببنزرت، لكن المكلف بملفه لدى الأجهزة الأمنية ببنزرت، أفاده أن الأمر لا يعود إلي الأجهزة الأمنية وأن عليه، أن يلجأ إلى القضاء إن أراد. ومع إحتمال إنصاف المحكمة الإدارية إن صحّ عزمه على رفع قضية للحصول على جواز سفره فإن تحقق طلبه سيكون منوط بالإجهزة الأمنية مرة أخرى،لغياب آلية تنفيذ القرارات القضائية، على وزارة الداخلية، وهي تجربة عاشها ويعيشها السجناء السياسيون المسرحون، وعاينتها كل المنظمات الحقوقية في تونس، والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تعرض واحدة من آلاف حالات الإقصاء الإجتماعي التي يُكابدها السجناء السياسيين المسرحين، فإنها تؤكد أن وقوف الأجهزة الأمنية في تونس عند مفاصل العيش و مناشط الحياة، ضيقت على السجناء السياسيين المسرحين، من خلال الوثائق الشخصية و الوثائق الإدارية والشغل والدراسة والتنقل والسفر ما بها ألغت فرص تنميتهم لحياتهم الإجتماعية وعطلت قدرتهم على الإندماج الإجتماعي . لجنة متابعة المساجين السياسيين المسرحين  


فضائح بالجملة لوزارة التعليم بحق طلبة المعهد التحضيري بالمرسي


السبيل أونلاين – تونس – خاص   حُرم 29 طالبا من المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسي ، من الإلتحاق بالجامعات الفرنسية ، وذلك بعد أن خفّظت وزارة التعليم العالي من قائمة المدارس الفرنسية المدرجة سابقا والمخولة لطلبة المعهد التحضيري الإلتحاق بها ، وقد إختارت الوزارة هذه السنة من ضمن 33 مدرسة فرنسية في صنف (CCP) (Concoure commun en politechnique) 9 مدارس فقط ، مما حرم الطلبة ، من الحصول على النقاط والمؤهل الضروري للإلتحاق ببقية المدارس الفرنسية في نفس الصنف ، كما حرمتهم من المنحة مثل ما يُصرف لزملائهم ، وقد سبق للوزارة في بداية السنة من حرمان كل طلبة المعهد التحضيري من إجتياز الإمتحانات الفرنسية وقصرتها على الإمتحانات التونسية مما دفع الطلبة إلى إضرابات متعددة أذعنت الوزارة إثرها لمطلب طلبة المعهد وسمحت لهم بإجتياز الإمتحان الفرنسي بشرط إمضاء إلتزام ، يحدد عدد الطلبة المسموح لهم بالسفر إلى فرنسا بـ 60 طالب فقط ضمن معايير إختارتها الوزارة دون إستشارة الطلبة ولا الأساتذة مما دفع الأساتذة ببعث رسالة إحتجاج إلى الوزارة ، تستنكر هذه الإختيارات الجديدة ، و ينصّ الإلتزام على عدد المدارس المختارة في صنف (CCP) ، والمحدد بتسع مدارس فرنسية فقط ، كما ينص على عدم تكفل الوزارة للطلبة بمصاريف إمتحان الشفاهي الذى يضطرهم للسفر إلى فرنسا .   وقد شنوا عديد الإضرابات وإمتنعوا عن إمضاء الإلتزام ، ولكنهم فوجؤوا في خاتمة السنة الدراسية بأن الوثائق المطلوبة لإجتياز إمتحان الشفاهي على التراب الفرنسي يتضمنها امضاء الإلتزام ، مما إضطر الطلبة إلى إمضائه مكرهين وهو ما سمح بإقصاء ثلثهم من إتمام دراساتهم بفرنسا على أساس عدم حصولهم على النقاط والمؤهل الذى يمكنهم من الترشح ضمن القائمة المحدودة المدارس ، كل ذلك لتتخلص الوزارة من مصاريف دراسة الطلبة بفرنسا .   ونشير إلى أن الطلبة الذين إجتازوا الإمتحانات في فرنسا يخول إليهم أيضا إجتياز الإمتحان الوطني .   والغريب في الأمر أن هناك بعض الدروس لا يدرسها طلبة المعهد التحضيري وتكون موضوعات في الإمتحانات الوطنية ، مثل مادة الإشعاعات التى لم يدرسها طلبة إختصاص الفيزياء وعلوم الهندسة ، وأجروا فيها الإمتحان الوطني ، والأغرب من ذلك أن الوزارة طالبت التسعة والعشرين طالبا ممن أقصتهم من الإلتحاق بالمدارس الفرنسية ، بالتنازل عن مزاولة تعلمهم بالمدارس التونسية إذا رغبوا في الإلتحاق بالمدارس الفرنسية على حسابهم الخاص . مما يجعل الطلبة الذين لم يتمكنوا من الإلتحاق بفرنسا بسبب عجزهم المادي ، يحرمون قانونيا من الإلتحاق بالمدارس والكليات التونسية .   ثم إن القرار المتخذ في السنة الدراسية 2008/2009 ، إنسحب تطبيقه رجعيا على الطلبة الذين إلتحقوا بالمعهد التحضيري سنة 2007/2008 .   وقد راسل طلبة المعهد التحضيري بالمرسي ، رئاسة الجمهورية ، ووزارة التعليم العالي ، ووزارة الداخلية ، ووزارة الشباب ، ووزارة الخارجية ، ومجلس النوائب ، أحاطوهم بالغبن والظلم الذي مورس بحقهم ، ولكن لم يتلقوا أي ردّ .   جدير بالإشارة أن المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسي ، هو المعهد الوحيد الذي يلتحق به الذين إجتازوا إمتحان البكلوريا بمعدل 19 ، مما يعني أن هؤلاء الطلبة هم نخبة الجامعة التونسية.   فكيف يمكن التفريط في هذه النخبة بهذه الطريقة ، وحرمانهم من مواصلة تعليمهم بفرنسا ؟؟؟ ولماذا تجاهلت الجهات التى راسلها الطلبة مشاكلهم ؟؟؟   من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف   ملاحظة : خط الإنترنت مقطوع بالكامل عن منزل مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف ، جزئيا منذ شهر ماي 2009 ، وقطع بالكامل منذ 4 أوت 2009 . (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 18 أوت 2009 )  


سم الله الرحمن الرحيم بيان حول وضعية الدكتور احمد العش

 


تابعت منظمة صوت حر باهتمام و قلق بالغين عودة الدكتور أحمد العش إلى بلاده وما سبقها و تابعها من أحداث. ثم المحاكمة الجائرة التي تعرض لها و حوكم فيها بأربعة سنوات سجنا نافذة. و قد كان الدكتور أحمد العش المختص في طب نفس الاطفال والحاصل على الجنسية الفرنسية و عضو عمادتي الأطباء الفرنسية و البريطانية  اختار الإقامة في باريس وعدم الرجوع الى تونس منذ الثمانينات تفاديا لما طال الآلاف من محاكمات سياسية آنذاك، ولكنه حافظ على حقه الدستوري في تجديد جواز سفره كلما تطلب الأمر. وعلى اثر انتهاء مدة صلاحية جواز سفره سنة 2007 تقدم بطلب تجديده الا ان السلطات القنصلية رفضت تمكينه من ذلك الحق رغم مطالباته المستمرة و المتتالية. ومع مرور سنتين كاملتين من الانتظار وعلى اثر التطمينات التي اطلقها وزير العدل التونسي البشير التكاري بقوله انه ليس هناك مهجرين تونسيين وان تونس مفتوحة لكل أبنائها ومع الحالة الصحية الحرجة والمقلقة التي يعيشها والده قرر الدكتور احمد العش زيارة تونس والاطمئنان على حالة والده قبل فوات الأوان مستخدما جوازه الفرنسي نظرا للحيلولة دونه ودون حقه في الحصول على وثيقة السفر التونسية. عند وصول الدكتور أحمد العش مطار تونس فوجئت منظمة صوت حر وباقي المنظمات الانسانية الوطنية والدولية باعتقاله وايداعه السجن ومحاكمته بصورة مستعجلة والحكم عليه بأربعة سنوات سجن نافذة. ونحن إذ نذكر بهذه التفاصيل نعبر عن: 1ـ رفضنا القاطع للمحاكمة الصورية التي تعرض لها الدكتور أحمد العش و كل المحاكمات الجائرة السابقة و التي قد تحدث مستقبلا 2ـ نطالب السلطات التونسية بالافراج الفوري عن الدكتور أحمد العش و تمكينه من زيارة والده ثم تمكينه من جواز سفره و السماح له بالعودة إلى عمله في باريس و لندن 3ـ  نطالب السلطات التونسية بالوفاء بالتزاماته الدولية و الوطنية  واحترام التصريحات المطمئنة التي اطلقتها تجاه من هم في حالة احمد العش 5ـ نثمن جهود المنظمات الوطنية و الدولية التي حرصت على العمل الجاد و المثابر من أجل الدفاع عن قضية الدكتور أحمد العش و ندعوها إلى الاستمرار في هذا الاتجاه. منظمة صوت حر باريس، في 16 أوت 2009

الدكتور أحمد العش، الرسائل التي لم تفتح…

 


د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr   الرسالة السياسية تمثل ولا شك إحدى مهمات العمل السياسي وخطابه، ولا يمكن أن يخل أي موقف من مهمة وهدف يتنزل في رسالة يحملها ساع أو ينتفي وتحمل عنوانا مباشرا أو غير مباشر. وقد عودتنا السلطة التونسية برسائلها التي تحمل مضامين وأهداف، ومنها الغالب الذي يندرج تحت المثل المعروف « إياك أعني واسمعي يا جارة » ولا نخال توقيف الأخ العزيز الدكتور العش ومحاسبته عسيرا إلا رسالة يجب أن تستوقف كل ملاحظ يتابع الوضع التونسي حيث تتجلى مجموعة من الرسائل سعت السلطة حسب قراءتنا المتواضعة إلى إيصالها لمن له قلب ونظر! الرسالة الأولى للعائدين : حياتكم كلها خوف ورجاء خوف دائم بأنكم متهمون حتى نهايتكم، عصا الأحكام النافذة أو المتأخرة أو الغيابية تبقى تحملونها في أعناقكم وعلى ظهوركم، فأي ابتعاد عن المشي حذو الحائط أو محاولة رفع الرأس ولو قليلا، فله معقبات كثيرة والقضاء بالمرصاد، عودتكم نهاية حياتكم، نعم تستطيعون الحديث في الرياضة والتلفاز والفنون وسهرات قرطاج، ولكن لو ذكرتم لجيرانكم أن البطاط قد ارتفع سعرها أو أن البيض أو الحليب فقدا في السوق فهذا موقف سياسي خطير يعيدكم إلى الزنزانات، فأنتم في حالة طوارئ دائم! مطالبنا تزداد كلما اقتربت الرؤوس من الأحذية، وأبوابنا تزداد انفراجا كلما سعيتم إلى الخروج من جلودكم، نريدكم بلا ماضي بلا حاضر وبلا مستقبل… الرسالة الثانية للمبعدين : نعم باب السفارة الأمامي أو الخلفي هو الحل الوحيد لكم والتبرؤ المتكرر والدائم لتاريخكم هو المنفذ لإمكانية مراجعة ملفكم، ولعل خروجكم من جلدكم لا يكفي في بعض المواقف ولبعض الأطراف، لكن لنكن صرحاء معكم كل ذلك لا يحمل ضمانات لكم فلعل اخوتنا هناك في دهاليز السفارات لا يملكون كل الملفات التي نملكها حولكم، فحذار من نعتنا بالخيانة فنحن صادقون فيما نعمل، أوفياء لمبادئنا، لم نتنكر يوما لماضينا، نطبق القانون عليكم ولا تسقط القضية بالتقادم، فهذه أغنية لن تسمعوها حتى في إذاعاتنا المشهورة بالتكرار والإعادة، نصيحتنا إليكم أنكم ذاهبون إلى المجهول، لذلك ادفعوا ديونكم وبرءوا ذممكم وحصنوا أنفسكم بكثير من الأموال، فالطريق طويل والزاد قليل، فلعل عودتكم تكون نهائية أو مطولة رغم أنفكم، فاحتضنوا أطفالكم وودعوا خلانكم وأوطانكم الجديدة فلعلكم لن تشموا رائحتها من جديد… الرسالة الثالثة إلى منظمة المهجّرين: ماذا أنتم فاعلون، عادوا إلينا فرادى فسجنا بعضهم وتكرمنا على البعض بعد اتفاقات والتزامات، وقد أتعبونا لأنهم يأتون قطرة قطرة، وإذا أعنتمونا على جمعهم مرة واحدة وأرسلتموهم لنا نكن لكم من الشاكرين ولعلنا حينذاك سنعترف بكم وبآثاركم وبوطنيتكم. الرسالة الرابعة إلى الرأي العام : نحن دولة القانون، وسلطته فوق الجميع، والقضاء هو الملجأ ولا تجاوز لقراراته ولا دخل للسياسة والسياسيين، وإذا تم فهو قليل قليل لا يتجاوز بعض الأسماء، وإن كان المغرضون يدّعون غير ذلك، فالأمر لا يخرج عن نطاق الحق العام، لا استبداد في البلاد وإنما القانون فوق الجميع والناس سواسية أمامه وإن كانوا قد جاءوا من بلاد الواقواق ويركبون سيارات رباعيات الدفع ويحملون حرف الدال أمام أسمائهم أو حرف الذال. ختاما هناك رسائل أخرى ولا شك تستدعي التوقف عندها، منها رسالة إلى الجزيرة وأخرى إلى المعارضة، وقد تجنبت ذكرها لأني رأيت أنها رسائل مفتوحة منذ زمان وإن كانت الأوضاع تستميلها حينا إلى الارتفاع وحينا إلى الصمت المريب، ولعلي من بعض المنهجية أن أترك القارئ يساهم ولو من بعيد في كتابة بعض ما يراه حتى يكون الفعل جماعيا، وأنا أعتقد أننا لن نختلف كثيرا إذا كان التشخيص والمعاينة تدفعهما مرجعية المواطنة والحقوق والشهادة الصادقة. أوت 2009 المصدر موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطيwww.liqaa.net


فيديو..شهادة سعيد الجازي والد المعتقل والمعاق ذهنيا بديل الجازي


السبيل أونلاين – تونس – خاص رابط الفيديو على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=rYftdg5eE38 نعرض شهادة السيد سعيد الجازي ، والد المعتقل بديل الجازي الذى يشكو من إعاقة ذهنية ، ( المولود في 20 ديسمبر 1984) ، الذى أعتقل رفقة شابين آخرين هما الصحبي الحوّات وإلياس سلاّم ، من طرف ما يسمى بـ « فرقة مقاومة الإرهاب » بنابل ، والتى أحالتهم إلى مقرات وزارة الداخلية ، التى لم تُعلم أهاليهم إلى حدّ هذه اللحظة عن مكان وسبب إيقافهم ، وقد تحولت العائلات الى وكيل الجمهورية بمحكمة قرمبالية من ولاية نابل لإعلامه بإعتقال أبناءهم ، فأكد لهم عدم علمه بهذا الإعتقال وهو ما يشير إلى أن إعتقال الشبان الثلاثة كان بدون إذن قانوني من وكيل الجمهورية . وبديل الجازي ، مساعد مهندس في الكهرباء الصناعية ، تعرض إلى إضطرابات نفسية منذ سنة 2005 ، بسبب إعتقاله حينها ، وقد اصبح يشكو من فصام في الشخصية ، أجبرته على عدم مواصلته دراسته ، وأصبح يتردد على الأطباء النفسيين ، وقد أكد طبيبه الخاص شمس الدين حمودة أنه يعاني من إضطرابات نفسية حادة تمثلت في حالات إكتئاب وهذيان وعدم التكيف الإجتماعي . وقد تعرّضت منازل العائلات الثلاثة ، عند الثانية بعد منتصف الليل ، إلى إقتحام همجي ، خلّف ذعرا لدى أفرادها . ومن ضمن من شارك في إقتحام البيوت المدعو نبيل رويس (شهر رمبو) ، الذى كان مكلفا بالقضايا العدلية (قضايا الحق العام) ، والذى أظهر وحشية مع الموقوفين في القضايا الجنائية بإستخدامه أساليب بشعة في التعذيب بحقهم ، وأُلحق أخيرا بـ »فرقة مقاومة الإرهاب » ، نظرا لما يتميّز به من وحشية . وقد صادر البوليس الحاسوب الشخصي للمناضل السياسي والرابطي سعيد الجازي ، الذى أكد أن الإقتحام الذى قامت به قوات البوليس كان همجيا ، وأثّر نفسيا على جل أفراد عائلته وخاصة زوجته التى تشكو من أمراض مزمنة . وقد إتصلت المحامية إيمان الطريقي بعائلات الموقوفين ، حيث أكدوا لها عدم علمهم بمكان تواجد إحتجاز ابناءهم ، فهدئت من روعهم وأكدت لهم أن من الإستحالة ، إحالة أبنائهم على المحكمة بسبب إعاقاتهم الذهنية . وأشارت عليهم بالتوجه إلى وكيل الجمهورية لإعلامه بالإعتقال ووعدتهم بالترافع عن أبناءهم في حال إحالتهم . وقد حمّلت عائلات الشبان الموقوفين السلطات ، مسؤولية تعكّر الحالة الصحيّة لأبناءهم . وهكذا يتضح أن السلطات التونسية ، لم تستثني من حملات الإعتقال التى تشنها في صفوف الشباب التونسي بشبهة التدين ، حتى أولائك الذين يشكون من إعاقات ذهنية . وهي معرّة في جبين السلطات الأمنية التونسية ، ويحدث ذلك في ظل غياب القضاء المستقل … فمن يوقف عنجهية البوليس التونسي ؟؟؟ من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف ملاحظة : خط الإنترنت مقطوع بالكامل عن منزل مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف ، جزئيا منذ شهر ماي 2009 ، وقطع بالكامل منذ 4 أوت 2009 . (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 18 أوت 2009 )


بسم الله الرحمٰن الرحيم   

جاء شهر الرحمة فهل تزول المظالم


  رياض حجلاوي يحل علينا شهر رمضان المبارك الذي خصه الله بفضائل عديدة فتصفد الشياطين وتغلق ابواب النار وينادي المنادي هل من مستغفر فيغفر الله له وهل تائب فيتوب الله عليه. هذا الشهر تغمر فيه رحمة الله عباده فتزول الأحقاد بين الناس وتمتلئ المساجد بالمصلين. هذه الرحمات من الله تعترضها المنغصات في بلادنا. فلا يزال الرمز الوطني و الإسلامي عميد سجناء الحرية في تونس الدكتور الصادق شورو في السجن وهو الذي لم يغادره منذ سنوات الا 27 يوما. ليعود إليه مرة أخرى اثر محاكمة غير عادلة « كما شرحها الدكتور أمام المحكمة عجبت من  إدانتي بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها و سبب عجبي أن هذه التهمة لا أصل لها عقلا و لا واقعا و لا قانونا فهي لا تستقيم عقلا لأن حركة النهضة حركة كان لها رئيس معلوم للقاسي و الداني و قد فكك تنظيمها بالقوة الغاشمة و لم يعد لتنظيمها وجود في الداخل منذ بدايات التسعينات، و هي تهمة لا تستقيم واقعا لأني لم ألبث خارج السجن، بعد مغادرته في 05 نوفمبر 2008، إلا 27 يوما فكيف يعقل أن أعيد تنظيما فضلا عن أني كنت مشغولا باستقبال المهنئين و تحسس محيطي العائلي و الاجتماعي و هي تهمة لا تستقيم قانونا لأن الجمعية لا تقوم إلا بفردين على الأقل و ها أن ذا أحال بمفردي.  ووجوده في السجن يعرضه للأمراض مما اضطر زوجته إلى إطلاق صرخة استغاثة  » إنني زوجة السجين السياسي وسجين الرأي آمنة حرم الصادق شورو أرفع أكف الضراعة إلى الله عزّ وجلّ ليرفع عنّا الضيم والظلم والمعاناة، ويسخّر لنا من أصحاب الهمم العالية والخلق الكريم من ناشطي حقوق الإنسان أفرادا ومؤسسات بالداخل والخارج، ومن المتنافسين في الدفاع عن المظلومين ومساندة المستضعفين، أن يهبوا إلى نجدتنا ويجتهدوا ما في وسعهم لوضع حدّ لمأساة عائلة بأسرها لم تعرف طعما للأمان منذ اعتقال سندها الدكتور شورو، والعمل على انتشال زوجي من غياهب السجن لإنقاذه من الموت البطيء، ليسعد هو بالحرية ونسعد نحن بجمع شملنا بعد طول انتظار، حتى يبقى لإنسانية الإنسان معنى… والله لا يضيع أجر من أحسن عملا. فهل من مجيب? ونحن نترقب الفرج عن الدكتور الصادق شورو نفاجأ باعتقال الدكتور احمد العش فور عودته من فرنسا يوم 30 جويلية 2009   و الحكم عليه يوم الجمعة 7 أوث بأربع سنوات مع النفاذ. والدكتور العش المقيم بفرنسا منذ سنوات هو الإنسان المشهود له بالاعتدال و التعقل و سعيه لخدمة الجالية المسلمة بفرنسا بالإضافة إلى عمله كطبيب نفساني و أستاذ جامعي. المظلمة الأخرى يعاني منها المهجرون الذين تغربوا عن بلادهم منذ عشرين سنة وعودتهم معرضة للخطر وفي هذا الإطار إن سجن الدكتور احمد العش هو خير دليل على أن المهجرين لا يا منون على عودتهم. إن هؤلاء المهجرين خرجوا من البلاد منذ تسعينات القرن الماضي ولم يقترفوا أي جرم داخل البلاد بل فروا منها اتقاء للمحاكمات.  لا يزال المئات من الشباب المعتقل تحت قانون ما يسمى مكافحة » الإرهاب » مظلمة أخرى تترقب الزوال. ولا يزال مساجين الحوض ألمنجمي شاهدين على أن هذه المظالم تنغص مجيء رمضان شهر الرحمة والغفران.  إنني أدعو أهل الحكم في بلادي إلى إعطاء هذا الشهر حقه بان تفرغ السجون ويعود المهجرون فتونس تتسع لكل أبنائها ورحمة الله واسعة لكل عباده فهل من مجيب؟؟؟؟


التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات

بيان المكتب السياسي

 


اجتمع المكتب السياسي لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات صباح يوم الجمعة 14 أوت 2009 واستعرض الاستعدادات الجارية في مختلف الجهات للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يتمّ إجراؤها يوم 25 أكتوبر القادم وقرر عقد اجتماعه الموالي يوم الجمعة 21 أوت لاستعراض القائمات الأولية وتدارسها كما وضع برنامجا لزيارة مختلف الجهات وأقرّ عقد دورة تكوينية خاصة بسير الحملة الانتخابية وذلك يومي السبت والأحد 29 و 30 أوت 2009 بالمقر المركزيّ للتكتل. وبمناسبة احتفال الشعب التونسيّ بعيد المرأة يتوجه المكتب السياسي بأحر تهانيه إلى المرأة التونسية ويشدّ أزرها لتنعم بحقوقها وتواصل نضالها من أجل غد أكثر ازدهارا في إطار مجتمع المواطَنة، مجتمع الحريات والمساواة والتقدّم. ويغتنم المكتب السياسي هذه الفرصة ليذكر بقضية الأخت زكية الضيفاوي التي سجنت وفصلت عن عملها ويدعو إلى رفع المظلمة التي سلطت عليها لتستأنف نشاطها المهنيّ خاصة وأنّ العديد من الحالات المشابهة قد تمّ تسويتها بما أعاد الحقوق إلى أصحابها.                                                                      عن المكتب السياسي الأمين العام د.مصطفى بن جعفر


مؤتمر غير قانوني مزوّر وغير شرعي


عقدت مجموعة الـ 17 مؤتمرها الاستثنائي الانقلابي يوم السبت 15 أوت 2009 بحضور 471 مشاركا،  ( اذا افترضنا أنهم جميعا صحفيون) ولم يكن هذا المؤتمر قانونيا لعدم اكتمال النصاب القانوني، اذ أنّ العدد الجملي للأعضاء العاملين بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين سنة 2008 ، – وهي السنة التي اعتمدها الانقلابيون في مؤتمرهم-  يساوي 797 عضوا، والقانون يفرض حضور ثلثي المنخرطين لتوفر النصاب القانوني، والثلثين يساوي أكثر من 532 منخرطا بصفة عضو عامل   اذ ينص الفصل 39 من القانون الأساسي على أنّه « اذا لم يتوفر النصاب القانوني عند انعقاد المؤتمر الاستثنائي، أي بحضور ثلثي المنخرطين ينبغي تعيين موعد ثان للمؤتمر يكون بعد خمسة عشر يوما من الموعد الأوّل وتكون قراراته نافذة المفعول مهما كان عدد الحاضرين.» اذن فان عدد المشاركين 471 لم يكن قانونيا لأنّه لا يوفر النصاب القانوني وهو ثلثي العدد الجملي 797 . ومن ناحية ثانية فان السيد خليل الرقيق العضو برئاسة المؤتمر ومقرره ليس صحفيا ولم ينخرط إطلاقا بنقابة الصحفيين الاّ سنة 2009 كعضو منتسب فلا يحق له بالتالي المشاركة في أي عمل تقريري مثل المؤتمر. هذا دون الطعون الأخرى كتدليس الأصوات وتصوير الخلوة وتبين وجود عدد الأوراق في الصناديق أكثر من عدد المشاركين…. انه مؤتمر مزور اعتمد فيه التدليس فهو مؤتمر غير شرعي ولا ديمقراطي.  www.minerva2presse.blogspot.com (المصدر مدونة المنجي الخضراوي بتاريخ 18 أوت 2009 )


شكرا لكلّ من ساهم في الانقلاب على نقابة الصحفيين


شكرا لكلّ من ساهم في الانقلاب على نقابة الصحفيين وشارك في جريمة 15 اوت مكرها كان أم « بطلا » شكرا لجميع المنافقين والانتهازيين الذين قدّموا مصالحهم الذاتيّة علىاستقلاليّة المهنة وكرامة أبناء القطاع.شكرا للمخاتلين الذين كانوا يدعون القيم والمب……ادئ ثم كانوا أوّل الساقطين.شكرا لكلّ الذين كانوا مقاولين في زردة الانقلاب رغم أنهم لا ينتمون للقطاع شكرا للمقاولين نوفل الزيادي ظافر ناجي حسن بن عثمان.خليل الرقيق وسهيل البحري… توفيق العياشي  www.minerva2presse.blogspot.com (المصدر مدونة المنجي الخضراوي بتاريخ 18 أوت 2009 )   


Sur Facebook عاجل وخطير بالتنسيق مع المكتب غير الشرعي خطير: شركة اشهار تحاول تصوير لقطات للمقرونة في نقابة الصحفيين

 


توجّه منتصف نهار اليوم فريق للتصوير بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين قالوا إن السيد الجبيب الشابي العضو السابق بمكتب النقابة هو من أذن لهم، ووصفوه بالسيد الكاتب العام الجديد، وتبيّن أنّ الفريق لم يكن لمواكبة ما يجري من أحداث مؤسفة اثر الانقلاب، بل تبيّن بـأن شركة لانتاج « المقرونة » جاءت لتصوير لقطات اشهارية في مقر النقابة. وصرح الشابي لأحد الزملاء بأن الاتفاق تمّ مع المخرج محمّد دمق. النتيجة: الادارة وأعضاء المكتب الشرعي يطردون الشركة ويلقون بمقرونتهم في الشارع. www.minerva2presse.blogspot.com (المصدر مدونة المنجي الخضراوي بتاريخ 18 أوت 2009 )  

عضو في الحزب الحاكم على راس نقابة الصحافيين التونسيين


تونس (ا ف ب) – انتخب جمال الكرماوي العضو في التجمع الدستوري الحاكم رئيسا للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين خلال مؤتمر استثنائي عقد السبت 15 أوت 2009 في تونس واعترضت عليه القيادة السابقة. وتعاني النقابة من ازمة منذ الرابع من ايار/مايو اثر نشر تقرير ينتقد وضع حرية الصحافة وظروف عمل الصحافيين. وكان التقرير السنوي الذي نشر في اليوم العالمي لحرية الصحافة قد اشار الى « اعتداءات على حرية الصحافة والصحافيين » منددا بمصادرة الصحف ومنعها والرقابة على الاعلام وخرق اخلاقيات المهنة. وتعرض التقرير لانتقادات شديدة من المعارضين لادارة النقابة السابقة معتبرين ان التقرير شكل اداة للمعارضة قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في تشرين الاول/اكتوبر. وادت استقالة اربعة من اعضاء المكتب التنفيذي للنقابة من اجل اجراء انتخابات جديدة الى اضعاف المكتب وخصوصا رئيسه ناجي البغوري الذي اتهم السلطات السبت بتنظيم هذا « الانقلاب بهدف زعزعة » النقابة. وكانت محكمة البداية في تونس رفضت الجمعة القضية المستعجلة التي رفعها البغوري لابطال عقد المؤتمر الذي يجسد برأيه « قرارا سياسيا بلباس قانوني »، منددا ب »الحملة المنظمة التي تقودها السلطة ». واتهم جمال الكرماوي العضو الذي كان عضوا في المكتب التنفيذي الموسع للنقابة السبت ناجي البغوري ب »التسلط »، كما اتهمه « بتطبيق اجندات سياسية لفائدة بعض احزاب المعارضة وبقطع الحوار مع السلطات ». وكان الاتحاد الدولي للصحافيين قد دان في ايار/مايو « الحملة المنظمة من قبل الحكومة لزعزعة النقابة » وايد حق النقابة في « نشر التقارير المستقلة ». ويضم هذا الاتحاد 600 الف صحافي من 123 بلدا بينها تونس، ومركزه في بروكسل. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 17 أوت 2009)


المؤتمر الاستثنائي للصحفيين: ** تساؤلات حول الشرعية.. والموقف من «المقاطعين»

** « الصباح » تلتقي فائزين وعضوين في الانتخابات


تونس ـ الصباح افرز المؤتمر الاستثنائي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين المنعقد يوم 15 اوت 2009 انتخاب المكتب التنفيذي الجديد والمؤلف من تسعة اعضاء من مختلف المؤسسات الاعلامية، منهم الاربعة المنسحبون من المكتب التنفيذي المنحل، وصحفي من اذاعة قفصة وعضوة من اذاعة صفاقس كخطوة اولية لمزيد الاهتمام بالصحافة الجهوية..  وكانت نتيجة الانتخابات خلال المؤتمر الاستثنائي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في انتخاب المكتب التنفيذي على النحو التالي: جمال الكرماوي صحفي بجريدة «الصحافة» بـ198 صوتا تليه سميرة الغنوشي بجريدة «رونوفو» 180 صوتا ثم عادل السمعلي «بمؤسسة التلفزة التونسية» بـ174 صوتا، وسفيان بن رجب صحفي بجريدة «الصباح» بـ170 صوتا، والبشير الطنباري «باذاعة قفصة» بـ159 صوتا ثم رشيدة الغريبي «باذاعة صفاقس» بـ158 صوتا والحبيب الشابي صحفي «بجريدة الشعب» بـ157 صوتا، واخيرا عبد الكريم الجوادي صحفي «بوكالة تونس افريقيا للانباء» بـ149 صوتا. وقد تم انتخاب اعضاء مناوبين هم نجم العكاري صحفي بجريدة «الشروق» بـ141 صوتا ومحمد بن صالح «بوكالة تونس افريقيا للانباء» بـ139 صوتا والهاشمي نويرة «بدار لابراس» بـ128 صوتا. «أبواب النقابة لن توصد أمام الجميع» وقد كان لنا اتصال مع الحبيب الشابي احد المنتخبين بالمكتب التنفيذي الجديد، بعد اعادة ترشحه اثر انسحابه من المكتب التنفيذي المنحل، وجوابا عن سوالنا حول امكانية لم شمل الصحفيين وتحقيق المصالحة قال «انه على مدار مختلف مراحل اشغاله كان المؤتمر الاستثنائي مفتوحا امام عدد قليل من الزملاء الذين لم يلتحقوا لاسباب بات يعرفها الجميع تتميز بهشاشة مستنداتهما وقرائنها والتي قال فيها القضاء التونسي كلمته الفصل» وبخصوص تحقيق المصالحة بين طرفي النزاع صلب نقابة الصحفيين فقال :«اما وقد تم انتخاب مكتب جديد بصورة ديمقراطية شفافة، فان ابواب النقابة لن توصد امام عموم الصحفيين شرط الالتزام بقانونها الاساسي ونظامها الداخلي واحترام ميثاق شرف المهنة. فلا خيار لاعضاء المكتب الجديد سوى العمل مع عموم الصحفيين في اطار هياكلهم الشرعية بروح المسؤولية العالية وفي اطار الحوار» طعن في شرعية المؤتمر اما بخصوص اتهام البعض بعدم شرعية المؤتمر الاستثنائي المنعقد مؤخرا وبالتالي عدم شرعية المكتب المنبثق عنه قال الحبيب الشابي عضو المكتب التنفيذي الجديد انه «من الوجاهة والموضوعية ان نتحدث عن عدم شرعية حول من يحتكر مقر النقابة ويحوزه على غير وجه شرعي، فعدم الشرعية مقرونة بمن فقد شرعية وتمثيليته وليس من تم انتخابه في مؤتمر شكل حدثا سياسيا بكل ابعاده ودلالاته» المستقبل وردا على سؤالنا عن الخطط المستقبلية للمكتب الجديد لنقابة الصحفيين اكد محدثنا ان المنتخبين ينظرون الى الامام بامل كبير وحرص على العمل الجاد والموجه الى اهداف ذات علاقة وطيدة بتطلعات عموم الصحفيين وفي مقدمتها تحسين الاوضاع المادية والمهنية في بعض المؤسسات والمساهمة في تعميق الحوار مع جميع الاطراف المعنية بالشأن الاعلامي كجزء لا يتجزأ من الشأن الوطني، مع ضرورة تشريك عموم الصحفيين وفي مقدمتهم الشباب والعاملين بالجهات. ويرى الحبيب الشابي ان الاطار العام لهذا البرنامج لابد ان يتقيد لعدة احتياجات اهمها توسيع قاعدة المنخرطين واعاده هيكلة النقابة بما يجعلها ممثلة في المؤسسات الكبرى وفي الجهات بشكل فاعل وقوي ثم ايلاء المسألتين الاجتماعية والمهنية ما تستحق في ابعادها التكوينية النقابية والاعلامية والمادية والحرص على الرفع من درجة «اكسجين» حرية الكتابة. الى جانب اعادة النظر في العلاقات التقليدية التي تربط نقابة الصحفيين بالمنظمات النقابية العربية والدولة مع ضمان مكانة دولية لائقة بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حسب مضامينها. تكوين الصحفي أولى اهتماماتنا ويرى جمال الكرماوي الفائز بالمرتبة الاولى بالانتخابات وجود عدة حيثيات سابقة تجعل مؤتمر 15 اوت 2009 مؤتمرا شرعيا ومنها عريضة الاقالة او سحب الثقة التي امضاها حوالي 600 صحفي هم نفسهم من انتخبوا المكتب التنفيذي السابق وذلك بسبب فشل هذا المكتب الذي جعل الصحفيين في عزلة كاملة مع القطاع العام والخاص وكل المنظمات من المجتمع المدني اذ عمل المكتب السابق حسب ما قاله الكرماوي على تقوية العلاقات مع الرادكاليين واصحاب الشعارات المتحجرة والخطاب الصدامي اما الضربة القاضية الاخرى التي عصفت بالمكتب السابق ـ في مواصلة لحديثه ـ هي الاستقالة الرابعة وبالتالي الاقالة القانونية لهذا المكتب. ومن المفروض على اعضائه ان يتفهموا ويحترموا قانون اللعبة وينسحبوا دون الالتجاء الى القضاء وبطريقة ودية لاخماد النار ولم شمل الصحفيين لصالح الصحفيين. حضور دولي وعربي واضاف محدثنا ان مؤتمر 15 اوت اكد شرعيته بحضور حوالي 500 صحفي، فكان هذا المؤتمر صفعة كبرى للمشككين في شرعيته بحضور ممثلين من الفدرالية الدولية للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، حتى القائمة المنتخبة غير متوقعة وجاءت متنوعة تمثل كل الصحفيين. وبخصوص مستقبل نقابة الصحفيين قال الكرماوي ان البناء سيتم من جديد لتأخد النقابة مكانتها الهامة وبالتالي المساهمة في صياغة اعلام ناجح بعيدا عن الشعارات الفارغة من خلال مخطط مستقبلي في ضرورة المشاركة في تكوين وتأهيل الصحفي التونسي، فالمردود الجيد والتكوين اللازم يمكن ان يحقق حرية الاعلام من خلال تكوين صحفي قوي وبالتالي على المكتب المنتخب الاهتمام بالمهنة لا بما يدور حولها. ضرورة مشاركة الجهات في المكتب التنفيذي وعن تركيبة المكتب التنفيذي المنتخب قالت عضوته رشيدة الغريبي من اذاعة صفاقس ان التركيبة جاءت متنوعة مثلت كل المؤسسات الاعلامية وكل الجهات والصحفية المرآة والصحفي الشاب وهذا اكبر دليل على ان التصويت تم بكل شفافية ونزاهة دون توصيات او قائمة حاضرة. وبخصوص صعود عضوين من صحافة الجهات هما البشير الطنباري من قفصة وسيدة الغربي من صفاقس للمكتب التنفيذي قالت: «ان عدد الصحفيين في الجهات اكثر من 130 صحفي وهي نسبة هامة تستحق مزيد الاهتمام، واضافت ان في السابق الجهات كانت مغيبة نسبيا مهمشة فالتواصل كان مقطوعا بين اعضاء المكتب وصحفيي الجهات، ومن هنا فان صعود الجهات الى المكتب التنفيذي بات ضروريا ولابد منه ومشاغل الصحفيين واحدة حسب ما قالته محدثتنا. لا للانسحاب.. ولا للمقعد الفارغ اما الصحفية سميرة الخياري كشو التي لم تنجح في الالتحاق بالمكتب التنفيذي بحصولها على 106 أصوات، قالت انها ترشحت بصفة فردية باعتبارها مستقلة واضافت بان بعض المترشحين ساهموا في تشكيل قائمة متنوعة للمكتب التنفيذي كما انهم ساهموا في سقوط بعض الاطراف الذين ساهموا في تشتيت الصحفيين من المؤتمر الفارط وبالتالي تعتبر سميرة الكشو ان محاولتهم الصعود ضمن اعضاء المكتب التنفيذي بطرق بسيطة ودون حملات او تجارب انتخابية هو بحد ذاته موقف ضد من يحاول الاضرار بوحدة الصف الصحفي واضافت ان الانسحاب موقف ضعيف ينم عن محدودية وعي الصحفي وضعف ارادته فالمشاركة ومحاولة الصعود تساهم في قلب الموازين حسب ما تراه وترى سميرة ان مقاطعة المؤتمر لا يخدم صالح اي صحفي فيجب على الكل ان يحضر وان يطرح وجهة نظره ويدافع عنها في كنف الحوار والديمقراطية ولا يمكن ان يتحقق ذلك الا بالتصويت والانتخابات. هـ . الطرابلسي (المصدر:  جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 أوت 2009)  

نقابة الصّحافيين التونسيين بين الانقلاب والتصحيح


إسماعيل دبارة من تونس كما كان متوقّعا، أعلن في تونس السبت الماضي عن ميلاد مكتب تنفيذيّ جديد للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين انتخب من طرف قرابة الخمسمائة صحافي ، كما تمّ انتخاب الصحافي المنتمي للحزب الحاكم جمال الكرماوي نقيبا جديدا للصحافيين التونسيين خلفا للإعلامي ناجي البغوري. وثمّن الصحافيون التونسيون المشاركون في مؤتمر النقابة « الاستثنائي » الذي عقد بعد أن تعكّرت الأجواء داخل النقابة واشتدّ الخلاف بين المستقلّين والمحسُوبين على الحزب الحاكم في برقية صادرة عن المؤتمر  » الحرص الدائم للرئيس زين العابدين بن علي على مزيد الرقي بالمشهد الإعلامي التونسي انسجاما مع النقلة النوعية التي يشهدها قطاع الاتصال في العالم « ، و تضمّنت البرقيّة « خالص مشاعر التقدير لما كرسه رئيس الدولة من قيم ومبادئ الجمهورية التي ساعدت على توفير مناخ ديمقراطي ساهم في ترسيخ الوعي المدني وتفعيل المشاركة في الشأن العام « . وعلى الرغم من أنّ بعض المتابعين يقرّون بأنّ « الغاية من عقد المؤتمر الاستثنائي و التخلّص من المكتب التنفيذي السابق المحسوب على المُستقلين هي تلك البرقية التي أرسلت للرئيس بن علي مليئة بعبارات الشكر و الإشادة بما تحقّق للجسم الإعلامي في تونس » ، فإنّ الجدل داخل النقابة لم يحسم بعد كما كانت تتوقّع الحكومة . فالنقيب ناجي البغوري شدّد في تصريحات خصّ بها « إيلاف » على أنّ  » ما حصل هو انقلاب على نقابة الصحافيين التونسيين ، و المؤتمر الاستثنائي هو مؤتمر غير قانونيّ و غير شرعي و لم يستند إلى القانون الأساسي للنظام الداخلي للنقابة ». واستنادا إلى البغوري فإنّ الانقلاب بدأ منذ أن ضغطت الحكومة على الصّحافيين التابعين لها داخل المكتب التنفيذي للاستقالة وتعطيل عمل النقابة ودفعها إلى مؤتمر استثنائي ويقول: « لقد قبلنا بقواعد اللعبة نظرا لإيماننا بالديمقراطية و ثقتنا في أن الصحفيين التونسيين سيحسمون الأمر في المؤتمر الاستثنائي الذي عيّنته قيادة النقابة « . وكشف البغوري لإيلاف عن تمسكه بـ »الإعداد لمؤتمر استثنائي قانونيّ مدعوم من المنظمات الدولية التي تعنى بالصحافة وحرية التعبير بما فيها الاتحاد الدولي للصحافيين الذي قاطع المؤتمر الانقلابيّ الأخير « . وبحسب البغوري سيعقد المؤتمر الاستثنائيّ القانونيّ يوم 12 أيلول المقبل و سيتم دعوة كل منخرطي النقابة للترشّح والتصويت وسيجرى المؤتمر في جوّ ديمقراطيّ، على حدّ تعبيره.  الخلافات داخل النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين لم تكن وليدة اليوم ، فمنذ تأسيسها تعرّضت نقابة الصحافيين إلى تعتيم من وسائل الإعلام الرسمية ومنعت من التمويل العمومي وتعرّضت للمضايقة وتعطيل النشاط، كما يكشف نقيب الصحافيين ناجي البغوري، و اشتدّ الخلاف يوم 4 مايو- أيار الماضي عندما أصدرت النقابة تقريرا انتقدت فيه بشدة أوضاع الحريات الصحافية في البلاد وهو ما اعتبره الصّحفيون الموالون للحزب الحاكم « انفرادا بالرأي وإتباع نهج إقصائيّ و تصعيدي تجاه الحكومة ». البغوري نفى تلك التهم وقال إنه « احترم الديمقراطية في تسيير شان النقابة و لم يقم بالتصعيد كما يدّعي البعض » و يتابع : » انتهجنا المرونة و تفاوضنا مع وزارة الاتصال و لم نعلن يوما تصعيدا أو اعتصامات أو مظاهرات من أجل نيل حقوقنا ، على الرغم من أنه من حقنا فعل ذلك ، فعن أيّ تصعيد يتحدّثون ؟ لقد دعونا للحوار ولازلنا ،كل ما في الأمر أن البعض يريدنا أن نسلم النقابة للحزب الحاكم و أنا أرفض أن أفعل ذلك لان العمل النقابي فوق كل الاعتبارات السياسية و لا يمكن أن أكون مرنا بهذه الطريقة ». من جهة أخرى لا يبدو المكتب التنفيذي الجديد مهتما بما يطرحه البغوريّ و شقّ كبير من الصحفيين التونسيين ممن طعنوا في شرعية « المؤتمر الاستثنائي » الذي عقد يوم السبت. يقول الصحفي سفيان رجب عضو المكتب التنفيذي الجديد الذي انتخب بـ 170 صوتا لإيلاف: » السيّد ناجي البغوري هو من التجأ للقضاء وقد بتّ القضاء في مشكل النقابة و أعلن شرعية المؤتمر الاستثنائي ،التي تعززت بشرعية الحضور الذي تجاوز الستمائة صحفي ، كلمة البغوري لن تكون فوق كلمة القضاء « . وحول برنامج النقابة خلال الفترة المقبلة قال رجب : » هدفنا الأول هو التصحيح أي تصحيح مسار النقابة التي ضلت مشلولة لأكثر من سنة ونصف نحن نضع خطة نقابية كاملة تهدف إلى متابعة مشاغل الصّحافيين المهنية والمادية وهو دور نقابيّ بحت عكس ما يريده البغوري المُتمسّك بالكرسيّ فقط ». وحول الاتهامات التي يطلقها عدد من الصحافيين ضدّ التركيبة الجديدة للمكتب التنفيذي المنبثق عن « المؤتمر الاستثنائيّ » بكونه موال للحزب الحاكم وأنّ وظيفته ستختزل في إعلان مساندة الرئيس بن علي في الانتخابات المقبلة، نفى سفيان رجب ذلك بشدة قائلا : » النقابة ستلتزم الحياد تجاه كل الإطراف السياسية ، الأولوية للدفاع عن مصالح الصّحفيين المادية و المعنويّة، ليس لنا موقف من الانتخابات المقبلة ». عدد من أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني عبّرت في وقت سابق عن « مساندتها المطلقة  » للمكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين و لرئيسها ناجي البغوري ، واعتبرت منظمات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة ما حصل يوم السبت « انقلابا على الشرعية شبيه بالانقلاب الذي تتعرض له الرابطة التونسية لحقوق الإنسان. » الحزب الديمقراطي التقدّمي المعارض عبّر في بلاغ له تلقت « إيلاف » نسخة منه عن « امتعاضه الشديد للانقلاب الذي نفذته عناصر موالية للسلطة على الهيأة الشرعية للنقابة الوطنية للصحافيين بدعم مباشر من الحزب الحاكم، الذي شجع على التمرد وأشرف على الترتيبات المادية لعقد المؤتمر المزعوم ». و حمّل « التقدّمي » الحكومة التونسية « مسؤولية الأزمة المفتعلة بقطعها الحوار مع المكتب الشرعي منذ شهر نوفمبر 2008 وفرض تعتيم منهجي على مواقفه وبياناته في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية، في حين أفسحت المجال للعناصر الانقلابية للتهجم على الشرعية وتبرير ضرب النقابة » كما أكد بلاغ الحزب على أنّ « القضاء استُعمل مرة أخرى لرفض القضية الإستعجالية التي رفعها المكتب الشرعي من أجل إيقاف الانقلاب رغم الحجج الدامغة التي قدمها محامو النقابة ». وربطت عدّة قراءات في تونس بين ما جرى للنقابة الوطنية للصحافيين التونسية من انقسام و تشرذم و بين ما حصل للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي يقف أعضاء في الحزب الحاكم وراء الشلل الذي أصيبت به ، وكذا الحال بالنسبة لجمعية القضاة التي انقسمت بين « مكتب شرعيّ » و آخر يقال إنه موال للحزب الحاكم. ويرى المتابعون أنّ « الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) لن يدّخر جهدا لمحاولة التخلّص من كلّ الأصوات الناقدة قبيل الانتخابات المزمع عقدها في أكتوبر تشرين الأوّل المقبل » في حين يرى آخرون أنّ تحوّل نقابة الصّحفيين إلى « فرع » للحزب الحاكم سيكون له عميق الأثر على الأسرة الإعلامية في تونس و سيقلّص هامش الحريات الصّحفية في البلاد. يقول الصحافي نصر الدين بن حديد لإيلاف معلّقا على أزمة النقابة : »يكمن الإشكال الأكبر – برأيي – في عدم تشكّل «وعي صحفي» قادر على صياغة هذه الذات وبلورة رؤية صحافيّة، الأمر يصدُم بل أراه على قدر كبير من الخطورة، حين نرى هذا التفتيت قد مسّ الجسد الصحافي. فقد تجلت المعمعة من خلال هذا المؤتمر الانقلابي، لكنّه سيعقّد المسألة وسيعمّق الهوّة على أساس أنّ قادة «الانقلاب» هم جزء من الأزمة ومن السذاجة التفكير أنّ بإمكانهم ـ حين نصدّق نواياهم وما يقومون به من شيطنة الآخر ـ التوصّل إلى « حلّ » . ويضيف بن حديد : »من السذاجة أيضًا التفكير بمنطق المنتصر/المنهزم حيث أرى أنّ الدولة هي الخاسر الأكبر وهي من سيدفع في المقام الأوّل فاتورة هذا التفتيت، حيث تحتاج ـ أكثر من أيّ وقت سابق بفعل عاملي الإرهاب والأزمة الاقتصادية ـ إلى جسم صحفي صلب ومتماسك. فأين هذه الصلابة وأين هذا التماسك؟ (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 17 أوت 2009) الرابط: http://www.elaph.com/Web/AkhbarKhasa/2009/8/473028.htm


فمن يا ترى سيدافع عن مربع الحرية الأخير؟

 


جاء في جريدة الصباح اليوم 18اوت: في حديث أجرته مع بعض الصحافيين الانقلابيين ما يلي: « أما بخصوص اتهام البعض بعدم شرعية المؤتمر الاستثنائي المنعقد مؤخرا وبالتالي عدم شرعية المكتب المنبثق عنه قال الحبيب الشابي عضو المكتب التنفيذي الجديد انه «من الوجاهة والموضوعية أن نتحدث عن عدم شرعية من يحتكر مقر النقابة ويحوزه على غير وجه شرعي، فعدم الشرعية مقرونة بمن فقد شرعية وتمثيليته وليس من تم انتخابه في مؤتمر شكل حدثا سياسيا بكل أبعاده ودلالاته »… ما يهمني في هذا الحديث هو الإعلان الرسمي عن بداية معركة المقر. لاشك أننا سنعيش في القريب العاجل جدا « معركة » استعجاليه أخرى مع انقلاب في الأدوار بالمقارنة مع القضية السابقة إذ سيكون الطالب في حالتنا القادمة مطلوبا والمطلوب طالبا. ولاشك لدينا أن القضية محسومة مسبقا إذ أن طرفا من الأطراف محكوم عليه بالهزيمة طالبا كان أو مطلوبا كما أن طرفا آخر سيحالفه الحظ طالبا كما حالفه مطلوبا. وما الغريب في ذلك إذا كان الحكم يسبق الطلب أوقل إذا كان الطلب يجيء لتبرير الحكم وليس الحكم لتعليل حجية الطلب . والقصد الأول من استرجاع المقر وبأقصى درجات السرعة هو منع المكتب الشرعي من انجاز مؤتمره في الأجل المضروب . إن الربع الأخير المتبقي ليس مسالة مساحة ولا فضاء ولا مقر هو استكمال طبيعي لأصول وفصول الانقلاب وهو ما يعني أن المعركة ستتواصل ولعل حلقاتها القادمة ستكون أكثر إثارة . لقد جاءنا الانقلابيون و يا للعجب بكلمات صادقة هذه المرةّ ، مضمونها : « لن نسمح لكم بعقد مؤتمركم، سنخرجكم من شارع الولايات المتحدة بقوة قانون القوة بغطاء قوة القانون .  » …فمن يا ترى سيدافع عن مربع الحرية الأخير؟   عبد السلام ككلي  

في أصول الانقلاب على الطريقة الموريتانية

بين «الشيخ الصالح» و«صاحب الكرم» و«صغير النور» والله أعلم


نصرالدين بن حديد ـ الفجرنيوز من تجليات الفكر الإقطاعي الطواف المرضي أو هو اللجوء الدائم والهروب المستمرّ إلى دوّامة العاطفة ورحى الأخلاق، في تجاوز للقوانين وقفز بهلواني على جميع التشريعات. من ثمّة لم تعد جريمة الانقلاب تمثّل إشكالا، بقدر ما هو السعي المحموم والهرولة السريعة بحثا عن «حلّ» وليس البحث عن «الحلّ»، حيث ينقلب صاحب الانقلاب من أصل البلاء وسبب الإشكال إلى جزء من صياغة «حلّ»، ومن ثمّة ينزلق رويدًا رويدًا، ليمثّل ـ بجلالة قدره وعلوّ مقامه ـ «الحلّ» الأوحد و«المخرج» الوحيد. ما جدّ في موريتانيا الشقيقة، بلد المليون شاعر، الذين لم يشعروا بهذا الانزلاق الخطير، على قدر كبير من الأهميّة، ليس فقط على مستوى بنية الفكر السياسي العربي، بل إلى ما صار إليه هذا الفكر من خلال «سوء التنظيم المحكم» من تردّ مقصود وهبوط قصدي إلى هذا المستنقع، كأنّ هذا البلد يمثّل «مختبرًا» يتمّ من خلاله تجريب نمط جديد ممّا عهدنا ـ في ثقافتنا ـ حين كان على صاحب الطلاق البيّن، أن «يخترع» له قفزة أخلاقيّة وفتوى تبيح له ما لم يكن حلالا!!! تكمن أصول اللعبة ـ في أيّ انقلاب ـ في إتقان لعبة «التفتيت» أو هي «التجزئة» ومن ثمّة يصير القفز فوق الجريمة سعيا للبحث عن «حلّ»!!! ما جدّ في موريتانيا لا يعيد فتح الباب على مصراعيه أمام الانقلابات ـ العسكريّة وغيرها ـ بل ـ وهنا تكمن المصيبة ـ في أن تصير اللعبة «حزمة واحدة» تبدأ بزحف الدبابات وسير القوات الخاصة نحو الإذاعة والتلفزيون ومقرات الحكم وتنتهي بأن تخرج «الشرعيّة» من صناديق الاقتراع، كما عهدنا خروج الأرنب البيضاء من قبّعة الساحر!!! يأتي الإعلام في هذه اللعبة على قدر كبير من الأهميّة، سواء على مستوى السيطرة عليه منذ اللحظات الأولى، بمعنى اعتباره أداة وصل، أو ـ وهنا مربط الفرس ـ تفعيله ليكون الوسيلة أو هو تلك القبّعة التي ستنقل اللون من «تحت الحمراء» الانقلابي إلى «ما فوق البنفسجي» الديمقراطي، دون أن نحسّ أو نرى بفداحة هذا «التيه» بين ألوان طيف لم نشاهده ولم نشهده به!!! أليس من فعل ساحر!!! يضعك ـ أنت الصحفي ـ هذا الانقلابي أوّل الأمر في سؤال بين حدين، القبول بالحلول «المرحليّة» المستندة إلى التأويلات «الأخلاقيّة» والقراءات «العاطفيّة»، التي تحمل «حلاّ آنيّا وسريعًا» من جهة، وبين أن تستند إلى القانون في بعده المطلق وعلويته المقدّسة، وما يعني ذلك من انزلاق خطير نحو «تأبيد للأزمة وتحولها إلى فعل مزمن»!!!! ذلك في علاقة مع مفهوم «الزمن» لدينا من ناحية وما نحمل من قراءة عن «المعلومة» وما وقر في دواخلنا من وعي بمعنى «الجماعة»… الزمن حين يتمّ تفتيته حينًا والتهديد بتمطيطه أحيانًا كثيرة، لنكون كتلك السلحفاة التي تكلّفت بسنّ سكّة المحراث، فلمّا عادت وقد أنجزت فعلها اصطدمت بالسنابل وقد حان قطافها، فلعنت من «خانها» و«عمل من وراء ظهرها» المعلومة، حين «نتهابل» [أي نتصنّع الهبل، وعذرًا عن افتعال هذه الصيغة] وندّعي ـ في تدثّر بالأخلاق وتقوقع ضمن العاطفة ـ أنّ أخطر من الجريمة ذاتها هو تأبيد الأزمة والتشبّث بالمواقف، ليصير الإصرار على الموقف «جنونًا» أو هو «الإرهاب» ولكل أن يفسّر اللفظ على هواه، ما دام هذا الإعلام «صوت سيّده»… الجماعة حين وجب عليها أن تستبطن ملهاة/مأساة الملك العاري، و«تتوحّد» [ما أحلى الوحدة] وقد تحوّلت العاطفة إلى اسمنت مسلّح والأخلاق إلى أساسنا، وقد تناسينا أن الفاعل «مرفوع» إلى فعله والمفعول به في حاجة إلى «نصب»… من ثمّة يصير «النحو العربي» حاجزًا أمام استكمال «حلّ»، فنحن نحتاج إلى فاعل «منتصب بذاته» ومفعول به «مكسور الجناحين»، وفعل متعدّ/معتد… ذلك هو العقل العربي… ضعنا في السابق بين مدرستي الكوفة والبصرة، وعلينا الآن أن نضيع ضرورة ـ لأنّنا أهل تيه بالضرورة ـ بين مدرسة نواقشط ومدينة أخرى لا نزال نبحث عنها وقد قالت عجوز تجاوزت الدهور وصارت «متعوّدة» أن موعد ظهور هذه العاصمة قد حان، وفي رواية أخرى ظهرت، والله أعلم!!! من دلائل الظهور أن يفشل شيخ «صالح» وقد صار شعره إلى بياض ناصع، عن تناول ما أفنى العمر في السعي وراءه، هذه «التينة» وقد حان قطافها، ليخدعه صاحب «الكرم» الذي تجاوزه في سرعة البرق!!! من دلائل الظهور وقيام الأمر أنّ من جمع الشهود وحمل «الملوك الثلاثة» على اعتبار المولد أشبه بميلاد السيّد المسيح عليه السلام، عجز عن التحوّل من «نور صغير» إلى «وهج مكتمل» قد خفت أمره وقد صار كمثل عصف مأكول…. ما لم تقله الخرافة: أنّ من دلائل فشل هذا الثلاثي ـ كما جاء في كتب الأوّلين ـ أن يصير الأمر إلى حرب معلنة بين صاحب الكرم والشيخ الصالح وصغير النور، حين «تخادعوا» [من المخدع] وهم يخادعون اليوم [من الخديعة] تنبيه شديد اللهجة وحاد النبرة: أي إسقاط لهذه الأسطر على أيّ «حادث» جدّ منذ فترة وجيزة، لا تلزم سوى هذه النفوس الأمّارة «بالخير» وبالتالي لا يتحمّل صاحب هذه الأسطر «ذنوب» التأويل و«كبائر» التفسير  
 
(المصدر: موقع الفجر نيوز بتاريخ 17 اوت 2009 )


سقط الميزان ولن يسقط القلم


…..أمسك القاضي بالوثيقتين الأصلية والمدلّسة بين يديه اللتين كانتا في تلك اللحظة الحاسمة والمربكة أشبه ما يكون بكفتي الميزان الذي يوشح صدر المحكمة، تأمل فيهما مليا ولم تستطع عيناه أن تخفي علامات التعجب التي بدت للحاضرين ناطقة باستنكار مكتوم يكاد يقول : » لتذهب الصحافة والنقابات والجمعيات وحريتها واستقلاليتها إلى الجحيم، لا يهمني ما دامت المسألة فيها اختلافات وصراعات و شكوك سياسية وتأويلات وتعليمات، ولكن أيمكن أن يصل الاستخفاف بالقضاء في تونس إلى هذه الدرجة ؟  » ثم التفت إلى مساعده لتسجيل طلب المحامين حجز الوثيقة المدلسة حتى تعرض على النيابة العمومية بتهمة التدليس. ونظرا إلى صعوبة الموقف المحرج والمفاجئ تدخل محامي مجموعة 17 لينكر أي علاقة له بالموضوع قائلا للقاضي إنه سلّم الوثيقة المطعون فيها بالتدليس مثلما تلقاها من منوبيه وعلى رأسهم السيد محمد بن صالح والسيد الحبيب الشابي صاحب الاستقالة الرابعة الشهيرة غير الممضاة يوم 20 جوان 2009والتي تحولت بقدرة قادر إلى استقالة ممضاة بنفس التاريخ الأول ، وتقابلت الأختان الأصلية (بأختام بريدها ووصولها) والمزورة يوم 12 أوت في محكمة تونس، وقد كانت هذه الأخيرة في اللحظة التي أمسكها القاضي بين يديه بمثابة هدية مجانية من السماء تطوعت بها مجموعة 17 الانقلابية لفائدة خصمها المكتب التنفيذي الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الذي تقدم بمطلب استعجالي لإبطال الدعوة الصادرة « ممن ليست له صفة  » إلى مؤتمر استثنائي جدا يوم 15 أوت المجيد الذي سيقترحه السيد جمال الكرماوي ومن معه على الاتحاد الدولي للصحفيين كيوم عالمي الجديد لحرية الصحافة عوض يوم 3 ماي…نعود لسير القضية … مع اندلاع فضيحة التدليس غادر السيد محمد بن صالح قاعة المحكمة ممقتع الوجه ولم يعد حتى ليستمع لمرافعة محاميه الذي نسيه القاضي بعد أن تعززت مرافعات الدفاع وتتالت عديدة قوية مقنعة في قضية مدنية واضحة وبسيطة من الناحية القانونية قانونية مثلما أكد العميدان الحالي والسابق وزملاؤهم الأساتذة الأفاضل الذين تطوعوا بالعشرات للدفاع في حركة نبيلة تؤكد الروابط المتينة بين قطاع المحاماة وقطاع الصحافة.أجّل القاضي التصريح بالحكم، و بعد يومين، كتب في دفتر القضايا بمحكمة تونس كلمتين « رفض المطلب »،دون تعليل قانوني مقنع، دون منطق، دون عدالة….في عيني أحد المتفائلين على الدوام من الصحفيين الذين تابعوا القضية كما لم يتابع قضية في حياته،سقط الميزان نهائيا يوم 14 أوت، أما تجمع 15 أوت المشؤوم فهو وليد قانون الغاب، مشوّه ومزوّروبشع، بلا كرامة ، سيحضر فيه صحفيون وتغيب عنه الصحافة وروحها وميثاق شرفها . مسكين صديقي، اكتشف متأخرا أنه لا سلطة رابعة ولا سلطة ثالثة …في بلاده التي يحبها كثيرا فهي في عينيه قلب العالم ودرته، ولكنه ما زال يحلم أن تكون في عدالتها وتقدمها الإنساني وحرية شعبها مثل السويد أو سويسرا… أو حتى انكلترا حيث يقول الناس  » القضاء هو الملاذ الأخير…وبعده الهاوية » …فلنبدأ من الآخر ! عادل القادري


 

                                                           

 » ثورة الشّكّ »! *(1)

                                                      


مالّذي يبرّر « شكّ » دول « مسلمة »!! في الجدوى من  فتح هامش لتشريك الفعاليّات الأهليّة ذات المرجعيّة الثّقافيّة الإسلاميّة  في الشّأن العامّ  كلّما  توجّدت أسباب نشأتها لديها, وعدم إقرارها أ نّ هكذا اختيارتحصين ضدّ  التّطرّف والإرهاب, و تكريس لحقّ الإختلاف, أبرز ركائز المجتمع التّحرّري ؟ لا ندّعي امتلاك حقيقة ما حدث وشرّع باسم هكذا « شّكّ » , إلاّ أنّنا لا نشكّ لحظة واحدة  أنّ خيار إقصاء هذا الشّريك في التّاريخ والأرض والهويّة وإنكار حقّه في التّعبير السّياسي والمساهمة في تصريف الشّأن العامّ, نقيض للمجتمع الدّيمقراطي التّعدّدي ….وإنّه لمن مفارقات الحديث في هذا الشّأن أنّ الدّولة العبريّة…الّتي تنعي عليها دول مسلمة!  يهوديّتها! لم تمنعها  عقيدة أغلب مواطنيها  من آحتضان حزب إسلامي بزعامة شيخ عربيّ  وتشريع مشاركته في الحكم من داخل الكنيست أبرز وأهمّ  مؤسّساتها الدّستوريّة إضافة لبعث خدمة رقميّة لفائدة أقلّيتها المسلمة وسائر مواطنيها لتفسير وتأويل القرآن الكريم.  في  المجتمعات الموسومة بتجريم الإختلاف ونكوص القيم التّحرّريّة  يطال كذلك الإقصاء من حقّ المشاركة في الشّأن العامّ الأقلّيّات ذات الخصوصيّة الثّقافيّة أوالعرقيّة مكتسيا في حالته تلك, صبغة التّمييز الإتني والثّقافي  ( مثال ذلك وضع الأقباط, اليهود, المسيحيّين, البربر والزّنوج  في ضلّ عدد من  الأنظمة  العربيّة                                                                                                            تنشىء وتُنشّىءِِِ تيّارات التّكفير والتّدميرغالبا حيث يسود الجهل  والإقصاء…والجوع  متعدّد الأبعاد.. [جوع للحرّيّة,  للدّيمقراطيّة, للشّعور بالمواطنة  إلخ….] …   في  المجتمعات  المعنيّة بظاهرة التّيّارات الفكريّة ذات المرجعيّة الثّقافيّة الإسلاميّة تتخفّى الجهات صاحبة المصلحة في تأبيد معادلة  الإقصاء لتبرير و تمرير رفضها وتدجينها للحقّ في الإختلاف خلف هلوسات شعاراتيّة , من طراز  » الدّين للّه والوطن للجميع ! » ,  وخشيتها على مكاسب حداثيّة افتراضيّة, لم تعرف منها الشّعوب المأزومة غير بريق المفردات . إنّ الفعاليّات الأهليّة ذات المرجعيّة الثّقافيّة الإسلاميّة ظاهرة نتجت كردّ تاريخي و سياسي على إفلاس التّجارب  الماركسيّة- اللّينينيّة و القوميّة العروبيّة وتفشّي الحيف والمظالم.  كذلك هي نتاج لما حلّ بالمجتمعات من أزمات نتيجة لفشل العقل العربي و الإسلامي في آستيعاب و تبنّي مبادئ الحداثة مُطوِّعة خصوصيّاته.                                                                                                                                       خلال الأسبوع الّذي تلى وقوع  كارثة الحادي عشر من سبتمبر ذكّر الرّئيس الأمريكي جورج بوش المنتهية ولايته بقناعاته حول الإسلام و ما يحمل من رسالة سلام…كذلك دعت اللّجنة الأروبّيّة بصفتها إحدى مؤسّسات الإتّحاد الأروبّي بتاريخ 21 سبتمبر 2005 صلب مذكّرة  موجّهة للبرلمان والمجلس الأروبّيين إلى ضرورة دعم  مظاهر الإسلام المعتدل وتعبيراته كأداة ضروريّة لمقاومة التّطرّف…. دعوة مماثلة لتشريك التّيّارات الإسلاميّة المعتدلة بالمتوسّط في صنع حراك مجتمعاتها الأهليّة…. وردت  بالتّقرير المعروف باسم  » ابن سينا » في العام 2007  والّذي رفعه لفيف من المختصّين في مجالات شتّى  للرّئيس الفرنسي نيكولا سركوزي  ليستأنس  به في رسم ملامح مشروعه المتوسّطي الواعد.                                                                                                                                                   هذه المواقف ليست وليدة  مستجدّات دوليّة استثنائيّة بل هي  نتيجة عقود من التّفكير الإستراتيجي الغربي حول ماهية الإسلام كمعطى ثقافي …. جريمة البرجين التّوأم  وما تبعها من أعمال إرهابيّة  كشف عن قناعة لدى كبرى الدّيمقراطيّات في جدوى  دعم الحراك الفكري والثّقافي ذي المرجعيّة الإسلاميّة,  المنفتح على مبادئ الحداثة. قناعة سمحت لدول ديمقراطيّة مثل بريطانيا وفرنسا و ألمانيا والولايات المتّحدة الأمريكيّة …لتكون ملجأ وملاذا لأبرز الوجوه الممثّلة لأنوار الفكر الإسلامي  لمّا ضاقت بها أرجاء الأوطان. وإنّه لفي سيرالعديد من المجدّدين, فلاسفة وفقهاء ومصلحين في عالمنا العربي/ الإسلامي ما يدعوللإعتقاد بأنّ تجريم الإختلاف مسألة ضاربة جذورها في عمق عقل السّلطة العربي والإسلامي …المناوئ في أغلب ردهات تاريخه لسلطة العقل بما هو جدل وشكّ  وآختلاف لغاية الإقتراب من الحقيقة لا آمتلاكها[ هذه حالنا منذ إغلاق باب الإجتهاد باستثناء أوج ازدهارالحقبة  الأندلسيّة].  حقّ الإختلاف دفع الحلاّج ضريبته من حقّه في الحياة واضطهد لأجله ابن تيميّة…وابن حنبل….وقاد خطى المصلح محمّد عبده إلى المنفى… حقّ الإختلاف هو سبب مأسات طه حسين مع  شيوخ الأزهر و الطّاهر الحدّاد ..مع بعض مشائخ الزّيتونة ….هو عنوان معانات « التّرابي  الجديد                                                                                                     
لقد حقّقت أجهزة الإستبداد العربيّة, نجاحات لا مجال لإنكارها في القدرة على تنميط الجمهور, بأساليب مهرجانيّة مدجّجة بأحدث الشّعارات المكرّسة لخطاب الصّراع والقطيعة مع  الغرب التّحرّري دافعة به للإنحراف عن  دوره الحقيقي – كقوّة تغيير  إزاء  صنّاع أزمة الحقوق و الحرّيّات  في الدّاخل-  والصّدام مع العالم الحر,ّ  حليفه الضّروري , في بناء المجتمع البديل, مجتمع المواطنة الفعليّة والعدالة و قدسيّة الحقّ في الإختلاف.  نخب الحكم الإنتهازيّة لا تأذن بالجمهرة لأجل قضايا, غير متجانسة مع حساباتها وارتباطاتها الخفيّة!  هكذا غابت عديد القضايا العادلة عن شارعنا وتلفازنا  العربيّين ونامت هادئة بكنّش مقدّمة أخبار لا تبرح البسمة شفتيها وهي  تحدّثناعن كارثة الحادي عشر من سبتمبرو ما تبعها من مجازر إرهابيّة  , أوالقانون الفرنسي الّممجّد للإستعمار!  عن إبادة شعب الشّيشان ,و قمع المسلمين الإيغور وشعب التّبت في الصّين, عن إبادة شعب البوسنة, وحرب الإبادة ضدّ دارفور..أو.آستهتار نظام البعث السّوري بسيادة لبنان الشّقيق إلخ                                                                           
        شاهدت منذ أيّام إنتاج غنائي يحمل عنوان  « الضّمير العربي », …  هوعمل فنّي  درامي ممتاز تقنيّا,  غير بريء في توظيفه آلام الشّعوب العربيّة بالصّورة المؤثّرة والكلمة المعبّرة وأجمل الأصوات…  لإقناع من بقي لديه بعض الظّنّ… أنّ « الغرب » عدوّ لحريّتنا وأمن « أوطاننا ».  هو أسلوب آخر لتسويق خطاب الظّواهري و نجاد و نصراللّه , خطاب صدام الشّعوب- لا الأنظمة – مع العالم الحرّ  ..  شاهدت المطربة  « وعد »… ,  مردّدة ,على لسان أكثر من  متمعّش من أوجاع الرّوح فينا, بالأوطان والمنافي, في وجه الشّرق الأوسط الجديد الّذي لايظهرعلى الشّاشة!  » رافضة هيمنتك…تحت ستار الحرّيّة رافضة هيمنتك…تحت ستار الحرّيّة!  « .. ذكّرني ما تغنّت به  » وعد » آهات » و « ميجنة » بمقال كالفتوى للصّحفي التّونسي برهان بسيّس, نشر بتاريخ 4 أفريل 2003  على صفحات « العرب نيوز » … مقال جهاديّ! « ليس كمثله شىء! »  رسم للشّباب العربيّ و في تونس التّسامح و حوارالحضارات بشكل خاصّ  !  صورة مهزليّة لشعب عظيم كِره فرقعة الّلغة و قعقعة الشّعارات و أدرك درجة قصوى من النّضج والوعي بتحدّيات الرّاهن والمصير.  جاء في المقال المذكور:   » فشعب العراق الذي أسقط  (!!! .)…. اليانكي (!!!) ….. انضبط لتربيته الأصيلة التي تداولها جيلا بعد جيل ……. وعمّقها مع موجة التحرر الوطني العربية (!!!) بكره اسرائيل( !!!) والحقد علي السياسات الامريكية(!!!) …..  »  خاتما مقاله  متسائلا  « هل فهمتم لماذا نحبّ العراق ؟ »..  
 
 مُفردات , قعرها الأنطولوجي جهاديّ!.. مُكثّف بجرعة  من التّجنّي  والتّطفّل على تاريخ وراهن السّياسات الدّوليّة لِقلم  حبره أغلب الضّن من جبال  » كرجيل », يتلهّى بإلهاب مشاعر التّكاره والتّصادم بين الثّقافات والشّعوب. كلمات قالها عضو الهيئة العليا لحقوق الإنسان التّونسيّ و مضى غير مهتمّ  بوقعها في  مجتمع  شابّ , أدركت البطالة فيه سنة 2008  نسبة  14.2 % , زائد ثلاثة إلى خمسة نقاط في صفوف فئة الحاصلين على شهادات عليا. هل أنّ واجب التّضامن مع شعب العراق في محنه العديدة يمرّ  بحشد ما آستطعنا من  كره و أحقاد ضدّ الدّولة العبريّة والولايات المتّحدة الأمريكيّة ؟  أين كانت مشاعر التّضامن الكاره الحاقد مع شعب العراق أيّام جرائم البعث الصّدّامي  بمقابره الجماعيّة و محتشدات التّجويع والتّعذيب والقرى الكرديّة المدمّرة و المهجّرة؟ أين كان صاحب المقال الجهاديّ لمّا عادت إلى تونس رفاة أبنائها الّذين قضوا ملتزمين بفتوى « كره إسرائيل والحقد على السّياسات الأمريكيّة؟ هل « شيّع » أحد منهم إلى مثواه الأخير؟ لا…هل كتب فيهم مرثيّة…أو تأبين؟ طبعا لا                                                                                                                                        ما أبشع أن يصبح الحلّ لخلاصنا من  أزماتنا النّفسيّة والسّياسيّة والثّقافيّة….وبُرهان  آلتزامنا بالقضايا الإنسانيّة العادلة رهين مدى كرهنا للدّولة العبريّة و حقدنا على السّياسات الأمريكيّة…كُتب المقال المذكور …لِشباب تونس الخضراء وفي أرض دجلة والفرات  عبّرالشّعب العراقي, من خلال نوّابه الممثّلين لجميع أطياف مشهده السّياسي / الطّائفي ( تقريبا), عن حاجته لحضور قوات التّحالف الدّولي فوق أراضيه, بل و حاجته للولايات المتّحدة الأمريكيّة على وجه الخصوص في المجالات السّياسيّة والدّبلوماسيّة والثّقافيّة والإقتصاديّة والأمنيّة ..يكتب هذا في بلدي تونس الممضي على آتّفاقيّة تعاون آقتصادي ثنائيّة مع الدّولة العبريّة منذ سنة 1997نعتبرها علامة مضيئة دالّة على حكمة الرّئيس بن علي, مشفوعة بآتّفاق شراكة متوسّطي في العام 2008  في إطار الإتّحاد من أجل المتوسّط ,  و نظام البعث السّوري – الطّرف في الإتّحاد من أجل المتوسّط-  يضع, بوساطة رجب طيّب أردوغان, اللّمسات الأخيرة لعلاقات دبلوماسيّة…كاملة و مباشرة – نثمّنها –  مع الدّولة العبريّة….وهذه زيارة دولة يأدّيها أحمدي نجاد إلى  العراق المحرّر من البعث الإجرامي غير محترز أو متحفّظ على حضور قوات التّحالف الدّولي فوق أراضيه…قناعتي أنّ الإرهاب لغة وإيحاءات تفعل بالعقول الغير محصّنة ما تفعله النّار بالهشيم                                                                                                                                  من المشروع مناهضة كلّ سياسات الدّنيا  والمطالبة  بملاحقة كلّ من أجرم في حقّ الإنسان أيّا كان… لأيّ سبب يدينه ويجرّمه القانون والضّمير الدّوليّيين . لكن لا حجم الأخطاء والمظالم المرتكبة و لا هويّة الجهات المتّهمة بآقترافهما يقدّمان مسوّغا حضاريّا وأخلاقيّا يجيز إشاعة مشاعر الحقد والكراهيّةّ .                                                                                                             إنّ  عقم الشّوارع العربيّة وعدم قدرتها على إنجاب عشر مظاهرة « تلقائيّة » للتّنديد بعمل إرهابي  يحمل توقيع التّكفير….يدعو لمزيد السّؤال حول  خطورة التّنميط  الكامن وراء تعبئة الحفات العرات الجياع… للتّظاهر…لا بأسلوب مدنيّ متحضّر بل بغليان مرضيّ يحمل رسائل الحريق والفناء للعالم الحرّ..بأسره  . هذا ما عشناه أيّام التّظاهر دفاعا على رسول الإسلام , محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم . كم عمل فنّي ظهر بالمكتبات وقاعات السّينما الغربيّة مجدّدا/محرّفا لسيرة السّيد المسيح …؟   ردّ المجتمع المسيحي  المحافظ بكلّ هدوء عن طريق فضاءات التّعبير الحرّ والمسؤول  ولم تصدر فتوى كنسيّة واحدة  أجازت الكره والحقد ضدّ من نسب للسّيد المسيح ما ليس فيه..  ترى لمصلحة من تعود فائدة  إبراز رعايا متجمهرين محتفين بحرق علم الدّانمارك…أو غيره من الدّيمقراطيّات؟ هل كان الشّعب الدّانماركي معاديا للمسلمين والإسلام؟  ما معنى أن لا يحرق المواطنون الأمريكيّيون علما واحدا من أعلام الشّعوب الّتي يحمل منفّذوا كارثة الحادي عشر من سبتمبر جنسيّاتها؟ عشنا أيّام الكاريكاتور المتعلّق بالرّسول محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم, هيجانا ممنهجا غاب عنه العقل,  و كانت  محاولات الخروج على إخراجه الرّسمي مبرّرا للردّ بعنف السّلاح [ الجماهيريّة الشّعبيّة الّليبيّة العظمى  مثالا] وهو ما أدّى – على سبيل الذّكر-  إلى قتل إحدى عشر مواطنا ليبيّا لم نسمع ببيان يتيم  صادرعن صحوة الهيام النّبوي أدان جريمة قتلهم.                                                                                                                        إنّ التّنميط  يعتمد إنتاج و تسويق صورة  مستحضرة لأعضاء من الجسم الإجتماعي حسب المعايير المشبعة ل »فونتازم » مراكز القوى الأجنبيّة المانحة حقّ الوجود والبقاء للأجهزة الإستبداديّة : فالرّعيّة  إمّا راقصة, راكضة بالملاهي و مواكب الأضرحة والزّوايا و حفلات « السّتار أكادمي » وهي الشّهادة على برائتها من فيروس التّشدّد…و ضمانة لجلب « الإستثمار »   أو  معلّقة على شمّاعة الإنتفاض ومصنّفة « مادّة شديدة الإنفجار » , تسوّق لدوائر القرار الغربيّة لترهيبها من هذا الجمهور العاشق للموت الكاره للفنّ والجمال , المعطّل العقل , المتحفّز للصّدام و الجهاد…[ مثال ذلك ما وقع من آنحراف موجّه لمظاهرات « شعبيّة » خرجت في الأساس لمناهضة ما وصف بالحرب على العراق و جنوب لبنان و تحوّلت لمظاهرات جماهيريّة موجّهة لمساندة النّظام الصّدّامي و حزب اللّه….ِ]  فتخلص دوائر القرار الغربيّة إلى ضرورة تأبيد أجهزة  قادرة {بأرخص التّكاليف والوسائل} على ضمان مصالح « مستثمريها » وخصي « انتفاضات »الرّعاع!.).  
                                                                                                                                    … غياب الحرّيّات والحقوق الإجتماعيّة والسّياسيّة الأ ساسيّة,  مفرخة للمتطرّفين والمتشدّدين. ولعلّ كلمة الرّئيس الأمريكي باراك أوباما بجامعة القاهرة شكّلت أبرز مراحل  الإلتزام الأطلسي بقضايا الحرّيّة والدّيمقراطيّة بالعالم العربي والإسلامي والّتي من ضمنها التأكيد على قيمة  أنوار الفكر الإسلامي  في مقاومة التّطرّف والإرهاب. إنّ هذا التّوجّه للإدارة الأمريكيّة-  والّذي لم يتفاعل معه عديد ضحايا الإضطهاد في العالم العربي الإسلامي  بعقلانيّة وبعد نظر- دفع بأجهزة الإستبداد العربي إلى التّكثيف من حملات دعايتها  لمزيد ردم شعوبها بمستنقع معادات السّاميّة و عداء الولايات المتّحدة الأمريكيّة الّتي قد  نتحفّظ على بعض سياساتها لكن لا ننسى أبدا أنّها  قاومت آلإرهاب  وآلأنظمة المنتجة له ولا تزال ودفعت لتلكم الغاية ما لا يقدّر بثمن : دماء أبنائها…منذ تصدّيها للنّازيّة والفاشيّة والشّيوعيّة…                                                                                              إنّ أيّ  مراجعات جذريّة جدّية قد تحدث  بخصوص سياسات الإقصاء عموما وتلك المتعلّقة بأنوار الفكر الإسلامي المعتدل على وجه الخصوص من شروطها الإستغناء عن جيل  البيروقراطيّات الإنتهازيّة  الّتي أخّرت شعوبها عن ركب الحداثة زاجّة بها في متاهة الصّدام مع كبرى الدّيمقراطيّات لتتمادى – بعد عزل شعوبها – في  انفرادها  بالحكم..واحتكارها للمواطنة… و استفرادها  بالحرّيّة… وإنّ ما نخشاه هو رفض تلكم البيروقراطيّات الهجينة الإذعان لحكم التّاريخ لتغادر السّاحات المدنيّة والسّياسيّة لمجتمعاتها..مكرهة وفي خظمّ سيناريوهات كوارثيّة مؤلمة… 
 تغوّل بيروقراطيّات الإقصاء مردّه كذلك وهن  جلّ المعارضات الرّسميّة والشّبيهة, القائمة  في البلدان المشكّلة لما آ صطلح على تسميته :  » العالم العربي و/ أو الإسلامي ». ّ هذه المعارضات أغلبها جزء من أزمة الحرّيّات, لا بديلا نزيها, أو نقيضا تاريخيّا, مؤسّسا لآليّات, وميكانزمات وأخلاقيّات  حكم,  تكرّس القطيعة مع ماهو سائد ( آنظر المواقف المؤسفة والمحيّرة لبعض الأقلام  المصطفّة إلى جانب أصوات الحرّيّة! من  نظام  عمر البشير المسؤول الأوّل على كارثة دارفور! أو تلك المستميتة  في الدّفاع على الإجرام البورقيبي في حقّ تونس أو المتعامية على الحقوق الثّقافيّة للأقلّيّات … )… هذا  هوموقفنا من جلّ المعارضات العربيّة الرّسميّة وشبه الرّسميّة  المتواصلة, المتناسخة المتناسلة, منذ عقود , من داخل قانون آجتماعيّ/ سياسيّ غريب سِمته  عدميّة الحراك وديناميكيّة الجمود…! 
 
 إنّ فشل هكذا معارضات في تبنّي الهموم الحقيقيّة للأغلبيّة المبعدة عن الشّأن العامّ والأقلّيّات المهمّشة..وعدم قدرتها{على} أو رغبتها{في} آلإنصهار ضمن برامج وفاقيّة دنيا وآنغماسها المرضي في نرجسيّة الزّعامات الهلاميّة..  جعل منها عنصرا ثابتا في حالة الإنتكاس والإحتقان داخل مجتمعاتها.  هذا المشهد التّعيس حوّل إرادة الإصلاح إلى مغامرة غير آمنة العواقب, في غياب قوى سياسيّة  بديلة, مؤهّلة و مسندة جماهيريّا, لتحمّل مسؤوليّة الحكم  . إنّ حلم التّغييرالطّبيعي , أي ذاك التّغيير السّلمي الّذي تلده صناديق الإقتراع  لم تتوفّربعد أبرز شروط تنفيذه على أرض الواقع و الحفاظ عليه في أغلب المجتمعات العربيّة و/ أو الإسلاميّة [ في هذا السّياق نفهم : المهزلة الإنتخابيّة الإيرانيّة في  مارس- أفريل 2008 و جوان 2009 , سعي الكماليّة المتطرّفة في تركيا لحلّ الحزب الحاكم إثرمسار إنتخابي ديموقراطي فريد …الإنقلاب العسكري بموريتانيا على أوّل رئيس ينتخب ديموقراطيّا…إيقاف المسار الإنتخابي الجزائري إثر فوز ساحق لجبهة الإنقاذ… ]  هذا الوضع الرّديء جعل المعارضات الشّكليّة والممارسة لولاء المٌتعة على آختلاف مشاربها أقرب لقلب السّلطان من عسسه و مليشياته…فوجودها قانونيّا كان أو شبه قانوني قرينة جدّيّة على ديمقراطيّته أمّا عدميّتها فهي  آلّشهادة له على عدم واقعيّة مجرّد الحديث في مسألة التّداول السّلمي على مسؤوليّة الدّولة.                                                                                                                                   
   أدركت نخب الإستبداد في العالم العربي و/ أو الإسلامي عمق التّحوّلات الكونيّة  الرّاهنة مستشرفة  ما لها من آثارمصيريّة على ديمومتها فآنبرت متصدّية – عبثا-  لحركة التّاريخ, مراهنة – لأجل البقاء- على حسن توظيف الدّور الأمني الموكول لها بآسم الحرب على الإرهاب.  هكذا شاهدنا تيّارات وطنيّة حقوقيّة و حزبيّة  ترمى بالإرهاب والتّطرّف و فريّة التّخوين…وتابعنا تحوّلات نوعيّة في نسق وطبيعة المطلبيّة الإجتماعيّة السّلميّة المشروعة تواجه بعنف السّلاح                                                                                                                                           هذا المشهد الحزين …لا ينال من رسوخ قناعتنا في أنّ تاريخا إنسانيا جديدا يكتب  سينتهي معه إعتبار الحرّيّة  فائض قيمة لمستوى نهضة آجتماعيّة وآقتصاديّة لا تجود به على شعوبها إلاّ الدّيمقراطيّات الغربيّة  ( أنظر  التّجارب الجنينيّة الموريتانيّة المنقلب عليها ,و السّودانيّة –في الجنوب ودارفور- و العراقيّة بعد سقوط النّظام الصّدّامي والخطّ التّحرّري الّذي يمثّله سيف الإسلام القذّافي في ليبيا….) أو مجرّد شعار يوظّف لتنميق البيانات الصّحفيّة الرّسميّة. أجل لقد تسارعت خطى العالم الحرّ باتّجاه فرض  مشاعيّة الحرّيّة منذ سقوط جدار برلين في التّاسع من نوفمبرسنة 1989 ونزول السّتار الأبدي على كوميديا »دكتاتوريّة البروليتاريا »,و حصول ثورة رقميّة رهيبة في عالم الإتّصال وتداول الخبر
 وإنّ المفردات الطّوطميّة الّتي يقع ترتيلها بالمنابر الإعلاميّة, لنفي قرينة نسب التّطرّف لواقع داخليّ مأزوم, آستباحته وشرّعته النّخب الإنتهازيّة حفاظا على ديمومة مصالحها, مفردات من صنف: « غياب دور العائلة » …و »حالة غزّة والقطاع « …و » دمويّة الوضع الأمني في العراق » و »اغتصاب التّكفيريّين للثّورة الرّقميّة! » هذه المفردات الطّوطميّة ..هي محاولة بائسة  لشرعنة  أجهزة حكم   » ما كّارتيّة »  حوّلت  مجتمعاتها إلى  أوكار  للأمراض المستعصية . مجتمعات تنخرها أنيميا  الكرامة وتؤرّقها أوجاع مخاض  الحرّيّة في كلّ يوم جديد ..هذه المفردات المفاتيح مادّة كًلاميّة مخِدّرة تُجرّع عُنوة للشّعوب الغارقة في الجهل والحاجة لضمان تطبيعها مع الإستبداد 
 إنّ طمس وإخماد أصوات الفكر الإسلامي المستنير –  أي ذاك الفكر المكرّس لقدسيّة الحقّ في الإختلاف و الفصل بين مجال حرّية المعتقد  كشأن شخصي و خاصّ ، والشّأن العامّ  كمجال لتحمّل المسؤوليّة و التّكليف والمحاسبة   ( مصر ,المغرب , الأردن, الجزائر قطعوا أشواطا فعليّة في مجال مأسسة تعبيرة الفكر الإسلامي المعتدل )- ,  فتح المجال فسيحا لصنّاع التّكفير والتّدمير… وهم  ليسوا ضرورة جلاّس شجون لهاني السّباعي داعية « الجهاد » من مركز المقريزي بمدينة الضّباب..  .بل  هم غالب الأحيان  » فتية آمنوا » بحقّهم في مواطنة فعليّة و…أخطؤا السّبيل لإدراكها ..
  و إنّ الدّيموقراطيّات المسيحيّة [ إيطاليا, فرنسا, ألمانيا] لتشكّل مرجعيّة متميّزة من واجب الحركات السّياسيّة المستندة لأنوار الفكر الإسلامي محاكاتها في تبنّيها لمبادئ المواطنة والحرّيّة وتقديسها للحقّ في الإختلاف و فصلها بين الدّين والدّولة  حتّى لا يحصل لبس بين طريق الإنفتاح  على الدّيمقراطيّة والتّعدّديّة و مزالق الدّعوة…لمجتمع اللاّهوت والحكم التّيوقراطي…وإنّ حزب العدالة والتّنمية التّركي ليمثّل في آعتقادنا  اليوم  الحزب السّياسي الوحيد الّذي نجح بآمتيازفي هكذا آتّجاه , متّعضا بدون شكّ, من ماضي تركيا القريب.  نجح أردوغان الّذي كان ينعت ب »ترابي البسفور » منذ نوفمبر من العام 2002, في إحداث ثورة تشريعيّة لبراليّة, عزّزت الحقوق والحرّيّات بالنّسبة للمرأة والأقلّيات  على وجه الخصوص وأهدى لتركيا , بعد تجديد طاقمها التّكنوقراطي, نهضة آقتصاديّة جائها الثّناء من البنك وصندوق النّقد الدّوليّيين. [ آنظر بالمقابل  التّجربة الجزائريّة والمواقف  المرعبة لبعض زعامات حزب الإنقاذ الجزائري من الدّيموقراطيّة] 
لنذكر كيف نُسف اتّفاق كنيس سانت إيجيديو الّذي أبرمته أطرافا فاعلة في المشهد السّياسي الجزائري سنة1995 بمشاركة جبهة الإنقاذالإسلاميّة. كانت فرنسا من خلال حكومة آلان جوبي  توشك أن تدعم هكذامسار متحضّر وواعد بالسّلم والوئام…فجاء ردّ  أصحاب المصلحة في تأبيد الحالة النّمطيّة ل »جزائر الفوضى الشّاملة » بقطع الطّريق إرهابيّا على أيّ إمداد دبلوماسي لفائدة ميثاق سانت إيجيديو. ولاتزال كثبان شكّ كثيف لم تتقشّع إلى اليوم, تلفّ العلاقة المُمكنة بين إفشال تلكم المبادرة والأعمال الإرهابيّة الّتي نفّذها جزائريّون بباريس {الجميلة} سنة 1995 و أدّت لمنع القوى الدّيمقراطيّة الجمهوريّة الحاكمة بفرنسا آنذاك  من مواصلة دعم مسار سانت إيجيديو .. ( في هذا الخصوص مهمّ الإطّلاع على الجدل الّذي ثار حول جريمة قتل الرّهبان الفرنسيّين بالجزائر سنة 1996….)                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          لنذكر.. الّنداء المصوّر لما يسمّى ب »القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي » بتاريخ 13 جانفي 2009( في هذا الخصوص راجع صحيفة  » لوموند » الفرنسيّة بتاريخ 21 جانفي 2009  ) الدّاعي للقيام بأعمال إرهابيّة ضدّ المصالح الغربيّة والإسرائيليّة بموريطانيا. لمّا نعلم أنّ كلّ الدّيمقراطيّات الغربيّة أدانت الإنقلاب على الشّرعيّة الدّستورية بموريطانيا وتنادت بعودة الرّئيس المقال إلى مهامّه  وأنّ موريطانيا ليست الدّولة الوحيدة –مغاربيّا- المبرمة للآتّفاقات تعاون…. مع الدّولة العبريّة, نتساءل عن  » أسباب الّنزول » الحقيقيّة لهذه الفتوى الجهاديّة في وقت يبدو فيه العسكرالموريتاني في أمسّ الحاجة لتمديد الجزء الأوّل من مهزلته الإنقلابيّة ( مرحلة الوعود…الكاذبة) إذ لا شيء أصلح في هكذا حال من الإحتماء بمبدأ الظّروف الإستثنائيّة ورومنسيّة الذّود على الوطن بالوقوف خلف القائد الواحد! والرّمز الخالد ! حتّى وإن كان آنقلابيّا! في وجه الإرهاب الشّبح!  خلال شهر أوت من العام الحالي, بضع أيّام بعد مسار آنتخابيّ غير نزيه, فجّر مواطن موريتاني نفسه أمام السّفارة الفرنسيّة…! هاتفني صديق مازحا وقال لي  » هل من دليل أهمّ من هذا لتأكيد آنتساب الرّئيس الموريتاني المخلوع للقاعدة!؟ »                                                                                                                                                                
إنّ هذه الصّورة النّمطيّة عن الشّارع/المجتمع/الفرد/ العربي و/أو المسلم هي أنجع ماتمتلكه اليوم وتوظّفه أجهزة الإستبداد العربيّة و/ أو المسلمة من وسائل لتفادي محكمة التّاريخ. فأيّ شيء أضمن لبقاء هكذا أجهزة من تقديمها لشعوبها في  صور نمطيّة مريبة تُبرزها إمّا ذلولة خدومة لأجل نعمة الشّركات الأجنبيّة أو صداميّة عدوانيّة تجاه العالم الحرّ لو أفلتت بآسم الحرّيّة وحقوق الإنسان من عقال أنظمتها الأمنيّة.                                                                                                                           
                                                                                                                 لذلك من المشروع التّسائل, – إذا سلّمنا بحيويّة الدّور الذي يلعبه المتطرّفون  في تمديد عمر الدّكتاتوريّات-, عن مدى ضلوع النّخب الإستبداديّة في التّشكيل « المخبري » لنوعيّة وبؤر « إرهابيّييها » و « متطرّفيها »..لضمان دوام نظم امتيازاتها الفئويّة ؟                                                                                                                                   
كارثة الحادي عشرمن سبتمبر وتداعياتها الدّمويّة والنّفسيّة المؤلمة أوقعت عديد القوى الدّيمقراطيّة بالمجتمعات الأهليّة الغربيّة في شكيزوفرانيا المفكّراللّبرالي الفرنسي دي توكفيل وانفصامه بين الإعتقاد في جدوى التّجربة الدّيمقراطيّة التّحرّريّة الأمريكيّة,- مثلما شهدها أيّام منفاه, داعيا للإستئناس بها في تشكيل و نحت ملامح المجتمع الفرنسي- وهي التّجربة القائمة على تقديس مبدىء المساوات{ من وجهة نظرحقوقيّة} بين مواطنين أحرار, و تنصّله من هكذا اعتقاد عند تعرّضه لمسألتي الحرّيّة والمساوات بالجزائرالفرنسيّة آنذاك . حيث آعتبر أنّ الجزائريّيين لا تشملهم مبادئ المساوات و فضائل المواطنة….  لقد نجحت الأنظمة الإستبداديّة العربيّة في الإستفادة من  الإنفصام التّوكفيلي ….وأصبح آستمرار أغلبيّتها منذ الحادي عشر من سبتمبر مستمدّ لا من أحقّية في الحكم أو معادلات سياسيّة داخليّة { إن وجدت}  بل من مدى آرتهانه للهواجس الأمنيّة والإقتصاديّة/ الإستثماريّة لمراكز النّفوذ الدّولي. هذه الأخيرة , بعد أن مُورس عليها {ولايزال}إرهاب السّلفيّة الجهاديّة و إرهاصات الصّورة النّمطيّة المخيفة الّتي تسوّقها أجهزة الإستبداد حول أصناف عريضة من مواطنيها, سقط بعضها رهينة واقعيّة سياسيّة…آزدهرت  معها وآنتعشت  مقولات يمينها المتطرّف المُعلن والمتستّر..حول  نسبيّة الحاجة للدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان .   
 
                                                                                                                                                 إنّ قتامة الوضع الحقوقي عربيّا وإسلاميّا لا تنفي حدوث بوادرإيجابيّة قد  تثمر تحوّلات و مراجعات عميقة بخصوص عديد التّجارب السّياسيّة وتأذن بفتح الطّريق لجيل جديد من الإختيارات والتّوجّهات في العالم العربي و/أو الإسلامي..لسيّما بالنّظر إلى آلتزام الولايات المتّحدة الأمريكيّة, بالتّوازي مع حربها على الإرهاب , بدعم المسارات الدّيمقراطيّة النّاشئة.                                                                                                                       
  فهذه الجزائر …تحوّل إلى حقيقة ملموسة ما دأب المختصّون تصنيفه  مستحيلا,…. لمّا تنادى حسّان حطّاب وغيره من قيادات « الجماعة السّلفيّة للدّعوة والقتال » داعيا كلّ المسلّحين إلى « الإنضمام لمسعى المصالحة الوطنيّة والعفو الشّامل الّذي أذِن به الرّئيس بو تفليقة. » فحطّاب  تحوّل بصدقيّة هكذا مسعى من رأس التّنظيم الإ رهابي للقتال والجهاد إلى داعية سلام! و يذكر أنّ أحد الجنرالات أدّى زيارة قبل وفاته بأيّام  لأحد القادة السّابقين ب « جيش الإنقاذ الإسلامي »  من المنتفعين بمسار المصالحة  على إثر محاولة آغتياله من قبل التيّار الرّافض لها. ثمّ  جاءت عودة عدد من أبرز قيادات جبهة الإ نقاذ,الغير متورّطين في جرائم سنوات الجمر, إلى الجزائر في غضون خريف 2006, عودة تحمل  في طيّاتها وعيا عميقا بدقّة الضّرف ومستلزمات المرحلة.                                                                                                                       جزائريّا كان قرارالّجنة الأمميّة لحقوق  الإنسان لشهر مارس العام 2007,  القاضي{ ضمنيّا} ببطلان كلّ الأحكام والإتّهامات  الّتي وجّهها قضاة جزائريّون لزعيم حركة الإنقاذ الشّيخ عبّاسي مدني و {بشكل رسمي} بالتّعويض له عن جميع أضراره المادّيّة والمعنويّة… انتصار آخر للمشروع الحضاري الّذي أسّس له الرّئيس بوتفليقة من خلال برنامج وطني جسور قوامه  السّلم والوئام والوفاق. برنامج انطلق{ من خلال تصريحات الرّئيس بوتفليقة}  سنة 1999 و سط دعم جماهيريّ عريض غير مسبوق عبّرت من خلاله كلّ القوى الوطنيّة الجزائريّة بما فيها  حركة الإنقاذ, عن استعدادها لطيّ صفحة المظالم والجرائم الّتي لا تحمل إمضاء فاعل وحيد, للدّخول في شراكة وطنيّة مسؤولة لصا لح الوطن و ضدّ الأيدي الخفيّة داخليّا وخارجيّا, صاحبة المصلحة في تأبيد الأحقاد وفوضى الإستبداد.                                                                                                                                                    وإنّه ليحقّ لليبيا ,المفاخرة  بنهرها الصّناعي …قاهرضمـأ الصّحراء, الّتباهى  بما تحقّق بسعي من مؤسّسة القذّافي الّتي يديرها نجل الزّعيم الّليبي سيف الإسلام  لفتح صفحة جديدة بين نظام الحكم اللّيبي والجماعة اللّيبيّة المقاتلة (جماعة إسلاميّة متشدّدة) بعد عودة أحد أبرز قياديّيها من منفي دام  ثمانية عشر سنة  والسّعي للإفراج على أغلب معتقليها وتمكينهم من جميع حقوقهم المادّيّة وآلتزام هذه الجماعة بطيّ صفحة الماضي من حيث القناعات والممارسات للدّخول في مسار يؤسّس لنشأة حركة  مدنيّة تنبذ العنف و تدينه و  تدعم مجهود التّنمية الشّاملة بالجماهيريّة العظمى.                                                                                                              
 ولمّا أطلق النّظام الّليبي سراح أحد مواطنيه السّيّد عبدالّله شاميّة المتّهم ب »الإنتماء » لحركة إسلاميّة هناك..معيدا له جميع حقوقه.. لم تشفع له  » محاكمته للأحداث »  ولا نقده الذّاتي بل ولا حتّى رضاء اللّجان الشّعبيّة عليه! فضلّ غير مرغوب فيه  تونسيّا وتمّ ترحيله منها في مارس سنة   2007 حال وصوله لها صحبة وفد ليبي شبه رسمي من المختصّين في مجالات تعنى بشؤون التّنمية! وفي جويلية سنة 2007 أسرّ لنا  السّيد  برهان بسيّس عضو  الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحرّيات الأساسية في تونس , نحن قرّاء جريدة « الصّباح » , بخوفه – المشروع والّذي نشاركه فيه-  ممّا بلغ لعلمه حول دمويّة الأحداث الّتي  شهدها « المسجد الأحمر » بباكستان.. !    ناسيا أو متناسيا  أنّ أوليّتنا في تونس – لم ولن تكون « المسجد الأحمر »  أولويّتنا تونسيّا هي « الجبل الأحمر »  ذاك الحيّ الشّعبي.. بالعاصمة التّونسيّة… الواقع بمنطقة نعتها البورقيبي الهادي نويرة ب « الحزام الأحمر » وهي مشّكّلة من أحياء فقيرة محيطة بالعاصمة تونس…أحياء أغرقها بورقيبة وأوفياءه  في ما يشبه الحروب البونيقيّة  ضدّ الحاجة و ما شابه ذلك من اللآفات !  .حدّثنا السّيد  برهان بسيّس عن « المسجد الأحمر » تاركا لنا سرّا كبيرا و حيرة حول مشاعره في نفس الشّهر من نفس السّنة  وهو يشاهد « السّجّاد الأحمر » يفرش فوق أرض قرطاج التّسامح وحوار الحضارات….. لأحد رؤوس التّطرّف الفارسي, منوشهر متّقي, الواعد الإنسانيّة بمحرقة جديدة ..وضرب مصالح العالم الحرّ حيثما كانت ( أي حتّى في تونس!) .. الرّجل… أوداجُهُ لم تزل بعد منتفخة لشدّة  التّرهيب والوعيد… وفي تونس  مثقّفون! ونساء ورجال سياسة  ! و مختصّين في التّحاليل الإستراتيجيّة ! متمعّشون من النّاتج القومي الخام… قالوا ….وما ضرّ لو نضّمنا لمجنون فارسي لقاء مع رئيس دولتنا… الّذي أنقذنا في نوفمبر 1987 من  مجنون.الدّولة…من نظّم هذا اللّقاء؟  و  خلال صيف  2008  دعي مدير قناة المنار… » تلفزة » حسن نصر اللّه… ضيفا مبجّلا على إعلام وإعلاميّي الحداثة التّونسيّة… سعدوا لآستقبال منوشهر متّقي ومدير تلفزة نصراللّه  وهم يعلمون أنّ جحافل من الشّباب التّونسي حوكمت ولا تزال  على  أساس القانون المتعلّق بجرائم الإرهاب في أغلب الأحيان على إثر نشاط دعوي صوفي مسالم أو لمجرّد التّفكير في الإلتحاق بما تصفه الصّحافة الرّسميّة وبيانات أحزاب ولاء المتعة ب »المقاومة » في العراق وغير العراق…ألا ينطبق القانون التّونسيّ المتعلّق بالإرهاب على منوشهر متّقي ومدير تلفزة « المنار »؟   تونسيّا…كان الميثاق الوطني سنة 1988- على علاّته-  خطوة دستوريّة جدّيّة بآتّجاه تنظيم وفاقي للحياة السّياسيّة على أسس تعترف للعائلات الفكريّة الوطنيّة الجمهوريّة بالحقّ في المشاركة.   و كانت أهمّ مراحل نضج هكذا آختيار بخصوص تشريك الطّيف الإسلامي تلكم الّتي شهدت ميلاد صحيفة  » الفجر » ثمّ المشاركة تحت عنوان قائمات  » مستقلّة » في الإنتخابات البلديّة والتّشريعيّة سنة بعد التّبشير بمبادئ السّابع من نوفمبر 1987. بعد ذلك عرف التيّارالإسلامي في تونس  محنة السّجون والمنافي على إثر ما عاشته البلاد من أحداث عنف متبادل وغير متكافئ بين أتباع لهذا التّيّار و جهات أمنيّة.  وإنّ  مبادرة الرّئيس بن علي في العام 1998,  بتسريح المئات من مساجين التّيّار الإسلامي ورفع الرّقابة الإداريّة على الآلاف من الأتباع لم تمنع عودة العلاقة بين رموز في الدّولة والتّيّار الإسلامي في تونس إلى حالة التّنافر الّتي لم ينهيها حتّى آسترجاع العديد من المهجّرين من أتباع هذه العائلة الفكريّة لحقّ العودة بسعي شخصي من الرّئيس بن علي… بل ولا لطّفتها نداءات العقل والضّمير الدّاعية من داخل القيادة التّاريخيّة لهذا التّيّار ل »فكّ الإشتباك »…  تونس الرّئيس بن علي, جمهوريّة الغد, بما تحمله من وعود وإنجازات,  ليست بحاجة لخوض آمتحان  « ناتهان شارنسكي. »..و آلخروج في ما بعد من عباب غبار السّاحات العامّة مثخنة الخطى نحو المزيد من الإحتقان. و إنّ السّاعين من داخل مؤسّسات و فضاءات الفعل السّياسي في تونس لآعتبارات فئويّة و شخصيّة وجهويّة  لتحويل تونس, إلى بيت عزاء دائم, هم – قلناها ونأكّدها اليوم-  الأعداء الحقيقيّون لمشروع  الرّئيس بن علي الحضاري.                                                                                                                                                                                                                              كانت تونس مطلع الموسم السّياسي 87/ 88  مؤهّلة , داخل محيطها القريب والبعيد,  بآلنّظر لما وضعت من أسس وآليّات وفاقيّة , لرفع عماد بيتها الدّيمقراطي صلب شراكة وطنيّة لا إقصاء فيها ولا تهميش. في نهاية الثّمانينات كان النّسيج الإجتماعي التّونسي والوضع الإقتصادي محليّا ودوليّا و نضج الوفاق السّياسي على قدر من الإيجابيّة سمح بالإعتقاد في جدّيّة فريق الحكم القديم الجديد….عشرون سنة مضت تقريبا منذ ذلك التّاريخ, أعادت خلالها الجزائر للسّلم والحوار مكانتهما في عمق مجتمع عاش حالة تقاتل كُلفته  خسائر بشريّة وآقتصاديّة رهيبة.. لكن من يزور الجزائر اليوم أو يتابع حراكها في شتّى المجالات… من يصغي لنبرة الخطاب السّياسي الرّسمي و حضور المعارضة بكلّ أطيافها  يكتشف جزائرا طموحة متصالحة متضامنة قويّة بمواطنيها رغم حجم الصّعوبات والتّحدّيات  العالقة…عشرون سنة مضت على الحلم التّونسي…… آسترجعت خلالها ليبيا مكانتها الدّوليّة بين الأمم بجدارة  ومضت بعد تسوية ملفّ حلمها النّووي إلى ولوج مرحلة  لبراليّة  يقودها نجل الزّعيم اللّيبي سيف الإسلام ….الجماهيريّة العظمى تعيد الإعتبار لذاكرتها الأمازيغيّة واليهوديّة…وتصالح طيفا من معارضيها  الإسلامييّن,  بخطى ثابتة… متخلّصة من المفاهيم المتحجّرة لمسألتي الإنتماء والهويّة …خطى … جسورة جديرة  بالثّناء والتّقدير…. أمّا المملكة المغربية …. وعلى الرّغم من معوقاتها التّاريخيّة ( قضيّة الصّحراء الغربيّة….وضع المرأة, نسبة  التّمدرس…) هي اليوم على حدّ تعبير رئيس الأمميّة اللّبراليّة في العام  2008  » في رسالة وجّهها للسّيّد محمّد تامالدو  رئيس شبكة اللّيبراليّيين العرب  » قاطرة الدّيموقراطيّة بالمغرب العربي…. ». أجل فمنذ مطلع التّسعينات باشر ملك المغرب الحسن الثّاني حوارا شبه مباشر مع معارضيه من التّيّار الإسلامي  شمل جماعة العدل والإحسان الّتي لا تعترف  له بصفته الدّستوريّة: « أمير المؤمنين » ! كان منعرجا حاسما أعطى دفعا تعبويّا ملموسا لقسم كبير من المجتمع المغربي…دفعا عزّز أركان البيت الدّيمقراطي المغربي في وجه المخاطر التّنمويّة والأمنيّة.     في السّادس من جانفي العام 2005 و بمناسبة آنتهاء مهمّة هيئة العدل والمصالحة المغربيّة, والّتي بعثت لتتولّى التّحقيق الجدّي في المظالم وتضع حجر أساس المصالحة الوطنيّة المغربيّة,  قال الملك محمّد السّادس متحدّثا إلى شعبه :  »  لقد أقدمنا بكلّ شجاعة وحكمة وثبات على استكمال التّسوية المنصفة لماضي انتهاكات حقوق الإنسان الّتي أطلق مسارها الرّائد منذ بداية التّسعينيّات والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثّاني , قدّس اللّه روحه . وإنّنا لنستحضر, بكلّ خشوع وإجلال , إلحاحه, من أعلى منبر البرلمان , في آخر افتتاح له,للدّورة النّيابيّة لأكتوبر 1998 , على الطّيّ النّهائي لكلّ الملفّات العالقة. كما جاء في نطقه السّامي  » حتّى لا يبقى المغرب جارا من ورائه سمعة ليست هي الحقيقة وليست مطابقة لواقعه ولا تفيده في مستقبله »     »   وأضاف الملك محمّد السّادس قائلا  » وإنّي لواثق أنّ هذه المصالحة الصّادقة  الّتي أنجزناها , لا تعني نسيان الماضي فالتّاريخ لا ينسى. »  في تونس … حتّى…النّحلة…هذه الحشرة اللّطيفة الّتي يكتفي العالم بأسره بعسلها…في تونس بحثنا فيها عمّا هو نقيض عسلها!…لسعها  السّامّ والقاتل أحيانا وحوّلناه – أو هكذا يُعتقد-  نحن أحفاد حنّبعل  والكاهنة البربريّة والفاتح عقبة بن نافع… إلى علاج نافع!…مشافي اللّسع, غطّت تراب البلاد, مرتادوها ليسوا مازوشيّيين ولا أتباعا حركيّيين لتيّار سياسيّ وطنيّ يساريّ أو يمينيّ محظور تعوّدت جلودهم آلام التّعذيب…في بلدي تونس, تنتشر مجالس اللّطم  كانتشار محلاّت بيع الخمور بدون رخصة…تونسيّون وجدوا خلاصهم  في آستحظار عذابات كربلاء- وهم جاهلون لماهية الدّولة الأغلبيّة القيروانيّة-  ودخول الألفيّة الثّالثة مخمورين بأوجاع المراثي ومآتم العزاء! مجالس…تزهو بإشاعة الحقد والكراهيّة يغادرها روّادها مكلومة أوصالهم مقفّلة عقولهم كمن غادر محلّ إيقاف  بعد سكر فاضح….عدد غفير من شبابنا قضى غرقا بمياه المتوسّط  و صار يسكنه ,بعد حلم « الهجرة إلى الشّمال »,….ملح البحر…فطفق أصحاب مؤسّسات الإعلام الإشهاري ضمانا لدوام امتيازاتهم الجبائيّة…يرسمون له صورة نمطيّة تقدّمه..مزيجا من غياب الحسّ الوطني واللاّوعي , مشوّهين فيه الذّاكرة وحقيقة حلمه المشروع وهو في قاع اليمّ…صريع!                                                                                                               …لا جدال في ما تحقّق لتونس,  من الإنجازات , في شتّى المجالات التّنمويّة  بحرص موصول  من الّرئيس زين العابدين بن علي.   رصيد رفيع من المكتسبات الإقتصاديّة والسّياسيّة  يسند لبن علي الإهابة والأحقّية لمواصلة قيادة البلاد والسّير بها نحو تاريخ جديد …تاريخ نأمل أن يعيد لبيان السّابع من نوفمبر صدقيّة معانيه وللميثاق الوطني قيمته الإلزاميّة حول جملة المبادئ الرّافعة لمشروع دولة القانون الدّيمقراطي والمؤسّسات.  لا جدال كذلك في النّفس الجديد الّذي يشقّ الحزب الحاكم منذ مؤتمر ه الأخير و إقرار مبدأ الإنتخاب لأعضاء لجنته المركزيّة وبروز جيل  من الشّباب لا ينتمي لثقافة  » صبّاط الظّلام »*(2) جيل تصحّ تسميته بجيل الرّئيس بن علي.                                                                                                                                             
لكن ما يؤرّقني أنّ تونس ضلّت, لحكمة آرتآها الحرس القديم والنّخب الإنتهازيّة !,  بطيئة الخطى متردّدة , متوجّسة  في تعاملها مع  ملفّي الحقوق و الحرّيّات والتّوزيع العادل لحظوض النّماء والإزدهار بين الجهات.                                                                                                                         فأمّا بخصوص مسألة الحقوق والحرّيّات فإنّ المدخل الجدّي والحقيقي الوحيد لهذا الملفّ هو سنّ قانون عفو تشريعي عامّ لفائدة كلّ من أدين قضائيّا بسبب أفكاره ومعتقداته وإنهاء محنة القوى الوطنيّة المهجّرة  المشكّلة من كلّ الطّيف الأهلي التّونسي  وبشكل أساسي  من أتباع و كوادر التّيّار الإسلامي. ولكي يغلق باب العود على البدئ, تونسيّا   الحاجة أكيدة لمبادرة رئاسيّة تأذن بإنشاء مؤسّسة  وطنيّة ممثّلة بكلّ جهات الجمهوريّة على شاكلة هيئة العدل والمصالحة المغربيّة تسند لها مهمّة الإنكباب على الملفّات الحقوقيّة العالقة منذ  عقدين من الّتاريخ والبحث في أوجه تسويتها من خلال تمشّي يحفظ للذّاكرة حرمتها ويؤسّس لمصالحة وطنيّة حقيقيّة. 
                                                                                                                                               أمّا ملفّ التّوزيع العادل لحظوض النّماء والإزدهار بين الجهات في تونس, كمدخل لتصحيح منظومة الحقوق الإجتماعيّة,فهو تونسيّا…- من وجهة نظرنا-, سيبقى أدقّ التّحدّ يات المطروحة وأهمّها على المشروع الرّئاسيّ « جمهوريّة الغد », المطروح عليه إنهاء مظلمة طال عهدها في حقّ جهات لم تجني من البورقيبيّيين في ضلّ جمهوريّتهم  إلاّ التّهميش و النّسيان, ملفّ التّوزيع العادل لحظوض النّماء والإزدهار بين الجهات في تونس هو صمّام الأمان المركزيّ ضدّ صُنّاع و تُجّار التّطرّف والإرهاب.                                                                                                                       هذه تحدّيات تونسيّة, كسبُها يقتضي من حزب الأغلبيّة الحاكمة, التّجمّع الدّستوري الدّيموقراطي, والمعارضات الوطنيّة الحقيقيّة , القطع مع ثقافة الرّضاء على الذّات  ونفسيّة  » الجحيم هو الآخر »,  وإرساء روح الجدل المسؤول و »الشّكّ المنهجيّ » البنّاء المُتًحرِّر من المسلّمات.
                                                                                                                             عادل الزّيتوني     (1)عنوان قصيدة لصاحب السّموّ الملكي الأمير عبداللّه الفيصل رحمه اللّه.                                                           باريس 19 أوت 2009 (2) آسم مكان بالعاصمة تونس شهد أبشع الجرائم الّتي آقترفها البورقيبيّون في حقّ معارضيهم


المعارضة و«التشريعية» 16 قائمة في «الوحدوي» تجديد في «الشعبية» ومستقلون في «التكتل»  


تونس – الصباح: بدات « ماكينة » الانتخابات التشريعية تدور في صلب الأحزاب السياسية بشكل تصاعدي مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي المقرر ليوم 25 أكتوبر القادم..  ويبدو ملف القائمات الانتخابية، احد أبرز المشكلات التي تهيمن على تفكير القيادات والكوادر الوسطى في الأحزاب، حيث تتركز النقاشات منذ فترة حول هذا الموضوع، فيما خصصت بعض الأحزاب مكاتبها السياسية للتداول حولها، كما اتخذت بشأنها قرارات واجراءات عملية لضبط المسلك العام المحدد «لهوية» هذه القائمات خلال الانتخابات المقبلة.. وباستثناء التجمع الدستوري الديموقراطي (حزب الاغلبية) الذي يعد قائماته ضمن سياق حزبي وافق سياسي خاص به واذا ما تركنا جانبا الخطوة الهامة التي قطعها الاتحاد الديموقراطي الوحدوي في مجال اعداد قائماته، حيث انتهى من ضبط 16 قائمة الى حد الان، فان بقية الاحزاب بدات تتحسس طريقها نحو ملف القائمات الانتخابية، وسط توقعات بان تنتهي هذه العملية قبيل نهاية شهر رمضان القادم.. «فيتو» امام المستقلين؟ وعلمت »الصباح » في هذا السياق، ان قائمات حزب الوحدة الشعبية، ستشهد نسبة تجديد يتوقع ان تكون بنسبة معتبرة، خصوصا على مستوى رئاسة القائمات.. وقرر الحزب خلال اجتماع مكتبه السياسي الأخير، جعل القائمات الانتخابية مرتهنة بعوامل الخبرة والاقدمية والاشعاع الجهوي لاسيما بالنسبة لرؤساء القائمات.. وسيكون المكتب السياسي المحدد الاول والاخير لتشكيلة القائمات الانتخابية، مع الاستئناس بوجهة نظر الجامعات التي تعد أكثر اطلاعا ودراية بالشخصيات الجهوية من حيث مواقعها ودرجة تمثيليتها ومكانتها الاعتبارية. واستبعد هشام الحاجي، عضو المكتب السياسي للحزب والعضو بالبرلمان، امكانية لجوء حزبه الى المستقلين، وقال في تصريح لــ »الصباح »  » ستكون القائمات مشكلة بنسبة 100% من أبناء الحزب وكوادره »، قبل ان يضيف » « لن نعوّل على المستقلين، لان لدينا اكتفاء ذاتيا، بل تنافسية كبيرة في مستوى اعداد القائمات « . وكان الحزب خصص اجتماع مكتبه السياسي المنعقد يوم السبت المنقضي لتدارس البرنامج الانتخابي للحزب والتصور العام للحملة الانتخابية المزمع القيام بها على الواجهتين: التشريعية والرئاسية وشكلت الوحدة الشعبية لجنة ثلاثية عهد اليها باعداد البيان الانتخابي للحزب، وتتألف اللجنة التي تلتئم اليوم في اول اجتماعاتها من هشام الحاجي وعربية بن عمار وعادل الحاج سالم.. شروط اولية من جهتها، وضعت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين « شروطا » مبدئية لاعداد القائمات الانتخابية… وقالت مصادر من الحزب ان من بين هذه الشروط، الاشعاع والكفاءة والتمثيلية الجهوية.. وسيعهد لجامعات الحزب بتقديم اقتراحات للمكتب السياسي الذي سيكون المحدد في الضبط النهائي للقوائم ، خصوصا اذا ما سجل خلاف او تباين بين اكثر من مرشح لرئاسة القائمة الواحدة.. ومع ان الحزب لم يبدا في « صياغة » القائمات بسبب وجود امينه العام السيد اسماعيل بولحية خارج البلاد، فان بعض الجهات تبدو محسومة في هذا السياق، على اعتبار ان رؤساء جامعاتها حافظوا – او ينتظر ان يحافظوا – على قيادتهم لهذه الجامعات في أعقاب عملية اعادة الهيكلة التي يخضع اليها الحزب منذ فترة غير بعيدة، وهؤلاء المسؤولون على الجامعات، هم الذين يرأسون القائمات الانتخابية في العادة.. وعلى اية حال، فان بداية الحسم النهائي ستنطلق بداية من موفى الشهر الجاري، عندما يكون الحزب قد قطع شوطا مهما – وربما أتم اعادة هيكلة جامعات الحزب الموزعة في جميع الجهات. «استهداف» المستقلين وعلى خلاف (الوحدة الشعبية) و(الديمقراطيين الاشتراكيين)، يبدو الوضع في حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات مختلفا تماما.. وقال مصطفى بن جعفر، الأمين العام للتكتل في تصريح لــ »الصباح » ان المؤتمر الوطني الاول للحزب شكل ظاهرة انسجام في صفوف التكتل، ما يرجح ان تكون القائمات وفاقية وفي اطار من التناغم الملحوظ.. لكن بن جعفر ، اوضح ان المكتب السياسي هو الذي يقرر – في المحصلة النهائية – اتجاهات الأمور، من خلال حرصه على عملية توازن واضحة بين الجهات التي يتمركز فيها الحزب.. وكان المجلس الوطني للتكتل الديمقراطي، المنعقد في شهر جويلية المنقضي، تطرق الى موضوع القائمات الانتخابية وتدارس حجم حضور الحزب في « التشريعية »، وحسب المعلومات التي توفرت لــ »الصباح »، فان قائمات الحزب ستكون « تكتلية » بالأساس، حيث سيستثمر التكتل امتداده الجغرافي في نحو 16 جهة.. لكن الأمين العام للحزب ذكر لـ »الصباح »   بان التكتل قرر الانفتاح على المجتمع المدني، من خلال التعويل على المستقلين في حوالي 10 جهات، نجح الحزب في تكوين نواتات ضمنها، من المنتظر استغلالها و »التأسيس عليها » خلال الانتخابات المقبلة.. وسيراهن الحزب في هذا السياق على الشخصيات النقابية والحقوقية ولفيف من النخب الموجودة في اكثر من جهة.. سيناريو 2004 في ذات السياق، بدات حركة التجديد في « نحت » ملامح قوائمها الانتخابية، في ضوء اجتماع هيئتها السياسية قبل اسبوع، التي تدارست الخطوط العريضة للقائمات. وقال حاتم الشعبوني، عضو الهيئة السياسية للحركة لــ »الصباح » ان سيناريو انتخابات العام 2004، سيتكرر خلال الاستحقاق القادم، حيث سيتم توزيع رؤساء القائمات على الأطراف المعنية بتحالف (التجديد – المبادرة الديمقراطية) والذي يتالف من حزبين يساريين الى جانب المستقلين من الشيوعيين. وتتجه النية الى تثميل الحزب في جميع الولايات والجهات، ومن المنتظر ان تكون الكلمة الحسم في ضبط القائمات الانتخابية النهائية للمجلس المركزي للحزب (أعلى سلطة بعد المؤتمر).. في هذه الأثناء، يواصل الحزب الديمقراطي التقدمي مشاوراته بشأن القائمات في « التشريعية »، فيما يعتقد ان يكون حزب الخضر للتقدم « في طريق مفتوح »، امام ضبط تركيبة القائمات وتفاصيلها. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 أوت 2009)
 


إلغاء زيارة وفد وزارة الصحة الفلسطينية إلى سويسرا


 تأسف جمعية الحقوق للجميع، العضو المؤسس في الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، لعدم سماح السلطات المصرية بمغادرة وزير الصحة الفلسطيني، الدكتور باسم النعيم، والوفد المرافق له قطاع غزة حيث كان من المعتزم أن يزور سويسرا ليعرض الأوضاع الصحية في غزة ويطلع على المشروعات الإنمائية في المجال الصحي التي ستنفذ بمشاركة عدد من الجمعيات السويسرية. وتعتقد الجمعية أن من شأن منع الوزير من مغادرة قطاع غزة، إحكام الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية. وتدعو الجمعية السلطات المصرية إلى تحمل مسؤولياتها الأدبية والقانونية إزاء سكان القطاع من أجل اتخاذ تدابير ملموسة وعاجلة تهدف إلى التخفيف من معاناة الشعب المحاصر في غزة وفتح معبر رفح بشكل قانوني ودائم بين قطاع غزة ومصر. وتناشد الجمعية السلطات السويسرية لاتخاذ التدابير الضرورية من أجل وضع حد لحصار الشعب الفلسطيني في غزة. وتأسف الجمعية بشدة لما آلت إليه الأوضاع في القطاع بسبب تطبيق سياسة الحصار ولا يسعها إلا أن تتعجب لعدم اكتراث الحكومة السويسرية  بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من خروق جسيمة لحقوقه بحسب تعبير السيدة ماري روبينسون، المفوضة السابقة للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان. وعلى هذا الأساس تدعو الجمعية المسؤولين في سويسرا إلى العمل لوضع حد لهذه المأساة الجارية في قطاع غزة. وتعبر الجمعية عن بالغ قلقها بشأن الوضع الراهن في القطاع حيث يحاصر شعب ويحرم من حقوقه المشروعة ويعاقب بشكل جماعي. جمعية الحقوق للجميع/سويسرا أنور الغربي +41792465703 (المصدر: مراسلة خاصة)  

نشطاء رفع الحصار يأسفون لعدم إتمام زيارة الدكتور باسم نعيم الى سويسرا


السبيل أونلاين – جينيف – خاص أبدت « جمعية الحقوق للجميع  » ، أسفها ، لعدم إتمام زيارة الدكتور باسم نعيم وزير الصحّة الفلسطيني في حكومة الأستاذ إسماعيل هنية ، إلى سويسرا ، وذلك بعد رفض السلطات المصرية السماح له بمغادرة ، والوفد المرافق له قطاع غزة حيث كان من المعتزم أن يزور سويسرا ليعرض الأوضاع الصحية في غزة ويطلع على المشروعات الإنمائية في المجال الصحي التي ستنفذ بمشاركة عدد من الجمعيات السويسرية. وعبّرت الجمعية ، ومقرّها قي سويسرا ، عن بالغ قلقها بشأن الوضع الراهن في القطاع « حيث يحاصر شعب ويحرم من حقوقه المشروعة ويعاقب بشكل جماعي ».كما عبّرت عن اسفها الشديد  » لما آلت إليه الأوضاع في القطاع بسبب تطبيق سياسة الحصار » ، وقالت أنها تستغرب « عدم اكتراث الحكومة السويسرية بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من خروق جسيمة لحقوقه » ، بشهادة السيدة ماري روبينسون، المفوضة السابقة للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان. وقالت الجمعية ، العضو المؤسس في « الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة » ، في بيان تلقى السبيل أونلاين نسخة منه مساء الإثنين 17 أوت 2009 ، « أن من شأن منع الوزير من مغادرة قطاع غزة، إحكام الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية » على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات متعاقبة . ودعت « جمعية الحقوق للجميع » ، السلطات المِِِصرية إلى « تحمل مسؤولياتها الأدبية والقانونية إزاء سكان القطاع من أجل اتخاذ تدابير ملموسة وعاجلة تهدف إلى التخفيف من معاناة الشعب المحاصر في غزة وفتح معبر رفح بشكل قانوني ودائم بين قطاع غزة ومصر ». وناشدت السلطات السويسرية لاتخاذ التدابير الضرورية من أجل وضع حد لحصار الشعب الفلسطيني في غزة ، ودعت المسؤولين فيها إلى « العمل لوضع حد لهذه المأساة الجارية في قطاع غزة ». (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 18 أوت 2009)  

حول شهائد المنشأ المزورة (من تونس)! نفوس مريضة.. وبضائع مزورة .. وليس الشهادات


طارق عبد السلام الهوني هذا ما اتضح للأسف بعد متابعتنا لما تناولته بعض وسائل الإعلام بشكل عابر ومقتضب.ولأن الأمر لا يجب أن يمر بمثل هذه السرعة ولا يكفيه مجرد عنوان يقول « إن السلطات القضائية التونسية تحقق في مئات الشهادات المزورة » فإن الموضوع يستوجب المتابعة وتوضيح عدة أشياء هي بالتأكيد ليست غائبة لكننا نستدعيها حتى لا تكون مغيبة أو منسية ونستحضرها لتساعدنا وتسهل علينا محاولة فهم ما حدث . اكتشاف وجود المئات من شهادات المنشأ لسلع وبضائع دخلت السوق الليبي و الصادرة عن غرف التجارة التونسية وهي تحمل بيانات غير صحيحة كاذبة وليست ((مزورة)) كما نشر أو يتداول وهذا أمر يدعو إلى القلق الشديد مع الاستغراب الأشد أن يصل العدد إلى خانة المئات حتى يثير هذا سلطات ضبطية لا نشك في كفاءتها وقدرتها للدرجة التي تجعلنا نؤكد أنها ما كانت لتسمح بأن يتجاوز مؤشر مثل هذه المخالفة الفاضح خانة الآحاد وليس العشرات لو أن البضائع كانت متوجهة بالعكس إلى داخل الجمهورية التونسية .! كفاءة الدرك أو الحرس الجمركي التونسي وقدرة رجاله على تحديد منشأ ومصدر السلع الداخلة إلى أراضيه مثلاً ليست محل شك ولا يختلف عليها اثنان عبرا بوابة يقف عليها مثل هؤلاء الرجال.. ولا أتصور أن الذين يدخلون بضائعهم المهربة إلينا بالحاويات وهمهم الربح فقط غافلون عن حجم الأرباح المضاعف و الذي سيتحقق لهذه السلع لو أنها جنحت إلى داخل الأراضي التونسية أثناء عبورها ولكن يقظة سلطات الجمارك التونسية تجعلهم يحجمون عن مجرد المحاولة ..فهل اليقظة تحضر وتغيب حسب وجهة السلعة؟ ولمن تعود عوائدها ورسومها!!؟. وهذه النقطة الثانية التي تستوجب التوضيح بعد أن أكدت لنا الغرفة الاقتصادية العربية الليبية التونسية المشتركة أن لا لبس في صحة إصدار الشهادات من غرفة التجارة التونسية وأكدت مطابقتها للتوقيعات و الأختام المتفق عليها وصحة جميع التصديقات الموجودة..!! وهنا نعود للإستغراب وأكرر من جديد حول إصدار شهائد المنشأ وليس « تزويرها » لأن غرفة التجارة و الصناعة التونسية مشهود لها بكفاءتها ودقة نظامها وفعاليتها بشكل تحسده عليها مثيلاتها فكيف تعجز عن معرفة نوع وحجم وقدرة إنتاج مصانع منتسبيها وهي التي بإمكانها أن تزودك لو شئت بإحصائية متناهية الدقة لعدد الأنفس التي تتردد بداخل أي مصنع أو منشأة في أي زقاق أو نهج ضمن حدود أي ولاية؟!!.    نحن أصحاب اقتصاد بدأ يتعافى بعد أن عانى الكثير وتعرض لطعنات في الظهر أثناء الحصار الجائر وإثارة هذا الموضوع ليس للبلبلة أو إثارة للفتن ولا اصطيادا في الماء العكر بل على العكس هو تذكير لمن نسي نوع العلاقة وروابط الأخوة والجوار بين البلدين ولمن يحاول الإساءة لها وتنبيه وتنشيط واستذكار الاتفاقيات المشتركة بينهما والاتفاقية الجمركية لمنطقة التبادل الحر احداها وتضم 19 مادة واضحة جدا ومع ذلك ألحق بها بروتوكول زيادة في توضيح التوضيح وبالشكل الذي يضمن تنفيذ الاتفاقية ومتابعتها من الطرفين ولا يغفل عن ضمان كافة الحقوق لأصحابها بدءا من الصناعية إلى الفكرية . جميع هذه الاتفاقيات والبنود تشير بشكل أو بآخر إلى أهمية تعهد أو تعاون الطرفين عبر كافة الوسائل فيما يتعلق بالتشريعات والإجراءات والتدابير المتبعة وأن يقدم كل طرف للآخر خبرته في هذا المجال ..فهل قدم الجانب التونسي خبرته وأبدى تعاونه!؟. هذا هو السؤال الذي ننتظر إجابته من الجهات المختصة في تونس الشقيقة بشكل واضح وشامل لهذا الموضوع مزود بالعدد الدقيق لهذه الشهادات « الكاذبة » وأنواع وكمية السلع الصادرة لها والغرف الصادرة عنها وفترة صدورها وأسماء المستوردين والمصدرين لها وكل المعلومات المهمة للجانب الليبي لضمان عدم تكرار ذلك مستقبلاً.إن حجم المعلومات المتبادلة بين الطرفين وشفافيتها يزيل أي لبس قد يحدث للموضوع ويوضح مدى حرص الجانب التونسي على صحة المواطن الليبي وحفاظه على الاقتصاد الليبي أيضا ويبعدنا عن شبهة التفكير بأن الحرص والتحسر الآن هو فقط على ما فقده الجانب التونسي من عوائد ورسوم في صفقة الشهادات الكاذبة هذه!!.ابتعدنا عن التجريح في كلامنا الصريح.. ولأن خوفنا مبرر ننتظر التوضيح!!! (المصدر: « ليبيا اليوم » (اليكترونية – ليبيا) بتاريخ 18 أوت 2009) الرابط: http://www.libya-alyoum.com/look/article.tpl?IdLanguage=17&IdPublication=1&NrArticle=23318&NrIssue=1&NrSection=14  


                                                            بسم الله الرحمان الرحيم

 و الصلاة و السلام علي أفضل المرسلين  
                            تونس في 17/08/2009                            
 بقلم: محمد العروسي الهاني  مناضل، كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي   الوفاء من شيم
المؤمنين الرسالة 663  علي موقع تونس نيوز

تعقيبا علي مقالتي  الاخ سالم الحداد حول منبر الذاكرة الوطنية

 


اطلعت يومي 9 و 16 اوت 2009 على المقالين السابقين بقلم الاخ سالم الحداد حول منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي تعليقا على شهادة احمد التليسي .  و قد نشرت جريدة الشعب لسان الاتحاد الوطني العام للشغل على جزئين مدخلتي الاخ الحداد كما نشرت الصحيفة المشكورة تعليقي على شهادة احمد بن نصير موضوع و جدل الساعة حول ما ذهب اليه خيال الكاتب الاخ سالم الحداد في تحاليله و استنتاجاته و اقواله و افكاره . وهو حر في التعقيب و التعليق و الكتابة و التعبير . وهذا حق شرعي منحه الدستور التونسي لكل مواطن تونسي و ان حرية الراي و التعبير . كان من اكبر المحاور الاساسية التي نادي بها حزب التحرير منذ سنة 1934  و من المحاور التي نادي بها الزعيم الوطني و النقابي الكبير فرحات حشاد رحمه الله و ان فكرة تاسيس نقابة للصحافيين التونسيين نادي بها الزعيم حشاد و الصورة التاريخية المرفوعة بمقر صحيفة الشعب لسان التحاد العام التونسي للشغل تؤكد ذلك و هي شاهد على العصر . و ان حرية التعبير نص عليها دستور البلاد منذ غرة جوان 1959 و قد أكد سيادة الرئيس زين العابدين بن علي يوم 3 ماي 2000 في عيد الصحافة العالمي على دعم حرية التعبير و تطوير حرية الاعلام المرئي و المكتوب و المسموع اذ لا اختلاف و لا جدال و لا نقاش في مفهوم حرية التعبير و الحوار و حتي الاختلاف في الراي لا مانعا من ذلك . و لكن عندما نتحاور و نساهم في الكتابة أو ندلي بحديث او نشارك في حوار حول التاريخ و رموز الحركة التحريرية الوطنية علينا مزيد التحري من كل الخلفيات و ترك كل ما من شانه انحياز الي الي جهة او اشخاص او تصفية حسابات او اتاحة فرصة لذكر السلبي فقط و العمل على تهويل الامور و التحامل على الرموز و الاساءة الى الزعماء او التنقيص من شانهم و نضالهم و تضحياتهم و إشعاعهم النضالي و رصيدهم الوطني نعم ان التشكيك في الواقع لا ينقص من اشعاعهم او تاريخهم فقد نالوا من شهادات عالمية هامة و دخلوا التاريخ من الباب الكبير. و لا احد في تونس مهما كانت محاولاته ان يؤثر في عقول الناس او في حبهم لرموز الحركة الوطنية. فالزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله له انصاره و شعبيته و تاريخه النضالي الطويل . و الزعيم فرحات حشاد رحمه الله له وزنه و نضاله و اشعاعه و بصماته . و الزعيم الهادي شاكر له تاريخه و انصاره و بصماته و كل الزعماء و الابطال و كبار المناضلين لهم رصيدهم النضالي و مواقفهم و نضالهم الذي لا ينكره الا جاحد او منافق او انسان غرور  يريد طمس الماضي بشتي الطرق لغاية في نفس يعقوب . و ان العاقل صاحب الحياد النزيه و الصادق لا ينظر للامور بمنظار اسود و كل شيئ سلبي و حتي الايجابي و لو نسبة 85% نهمشه و نقلل من شانه . فهذا لا يصدر من عاقل و من وطني و تونسي يحمل ذرة من الوطنية . و قد عشنا و سمعنا و سافرنا الي الخارج فلم نسمع فرنسي او امريكي او هندي او مصري .شكك في رموز هذه الامم ففي فرنسا مازال ذكر الجنرال ديغول حاضرا في اذهان الفرنسيين . و في أمريكا مازال الرئيس مؤسس أمريكا واشنطن حديث الشرفاء و رجال الاعلام . و في الهند لازال ذكر غاندي و نهرو محل ثقة و اعجاب سكان الهند . و في تركيا مازال محمد مصطفي كمال اتاتورك    يحتفل بذكرى وفاته . الشعب التركي و في مصر العربية النظام الحالي بعد 39 سنة على رحيل الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله بادر النظام و الشعب المصري باقامة متحف تاريخي للزعيم الراحل عبد الناصر و كذلك اطنيف جناح للرئيس انور السادات و قرر النظام المصري اقرار جناح ثالث للزعيم العملاق الحبيب بورقيبة رحمه الله  و المثل يقول الرجال العظام لا يموتون و قد قال رسول الله صلي الله عليه و سلم  » أكرموا عزيز قوم ذلّ » و قد اكرمت مصر الزعماء تكريما لنضالهم ووفاء لأرواحهم و تقديرا لكفاحهم المرير الطويل . و اعتقد ان احداث متحف بمصر للزعيم بورقيبة هو اعتراف بالجميل ووفاء لروح هذا الرمز الذي سماه رئيس بلدية باريس عام 2004 بمناسبة تدشين ساحة تحمل اسم الزعيم الحبيب بورقيبة بقلب عاصمة النور باريس . قال الزعيم بورقيبة هو الاب الروحي للشعب التونسي و الاب الكبير لاستقلال تونس « هذه الشهادة ادلي بها و اذكر بها و قد بادرت جريدة الشعب مشكورة يوم 27/04/2004 بنشر مقالا شاملا حول تدشين ساحة الزعيم بورقيبة بباريس بالكلمة و الصورة قال الله تعالي  »  » و ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين  » صدق الله العظيم  


 

كفاية تدشن حملة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر


القاهرة- دشنت الحركة المصرية من أجل التغيير(كفاية) حملة للدعوة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة المزمع إجراؤها العام المقبل (2010) والانتخابات الرئاسية التي تجري عام 2011. واتخذت اللجنة التنسيقية للحركة قرارا بإقامة دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة للمطالبة بإيقاف الانتخابات البرلمانية بجانب دعاوى أخرى للمطالبة بعزل ومحاكمة مسئولين حكوميين ترى الحركة انهم تورطوا في تزوير الانتخابات البرلمانية الماضية والانتخابات الرئاسية والاستفتاء على التعديلات الدستورية. وقال المنسق العام للحركة عبدالحليم قنديل، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية الثلاثاء، نعتزم البدء في توجيه الدعوى لمقاطعة الانتخابات إلى كل القوى السياسية بدون استثناء بما فيها جماعة الإخوان المسلمين وكذلك أعضاء البرلمان المستقلين والشخصيات العامة. وأضاف قنديل أن كفاية ترى أنه في ظل المناخ السياسي الحالي لا أمل في إجراء أي انتخابات نزيهة، فيما لم يستبعد خيار اللجوء للمحاكم الدولية في حال استنفاد سبل التقاضي أمام القضاء الوطني لوقف الانتخابات. وقال: بدأنا إعداد ملف كامل عن الانتخابات البرلمانية الماضية والانتخابات الرئاسية والاستفتاء على التعديلات الدستورية متضمنا تقارير المنظمات الحقوقية المحلية والدولية التي كشفت وقائع التزوير وأحكام محكمة القضاء الإداري التي قضت بإيقاف الانتخابات في بعض الدوائر وكذلك أحكام محكمة النقض وهي أعلى محكمة مصرية التي قضت ببطلان نتائج الانتخابات في نحو 70 دائرة لاستخدام الملف في الدعاوى القضائية. وتابع: في حال عدم تمكنا من الحصول على أحكام قضائية بإيقاف الانتخابات أو الحصول على هذه الأحكام وامتناع الحكومة كالعادة عن تنفيذها لن يكون أمامنا سوى خيار اللجوء للمحاكم الدولية. وأشار في الوقت نفسه إلى أن لجنة قانونية بالحركة تعكف في الوقت الراهن على إعداد ملف عن الشخصيات الحكومية التي تورطت في تزوير الانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية والاستفتاء على التعديلات الدستورية لاستخدامه في دعاوى قضائية للمطالبة بعزل ومحاكمة هؤلاء المسئولين. وقال قنديل: ستتزامن حملة مقاطعة الانتخابات مع تفعيل رؤية الحركة ومطالبها التي أعلنتها من قبل والتي تتمثل في تشكيل حكومة ائتلاف وطني لفترة انتقالية مدتها عامين تتولى خلالها إجراء الإصلاحات السياسية التي أجمعت عليها القوى السياسية المختلفة وانتخاب جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد للبلاد. واعتبر أن المشاركة في أي انتخابات تجري في مصر في الوقت الراهن تمثل إضفاء للشرعية على النظام الحالي وخداعا للناس ومشاركة في استمرار تدهور الأوضاع السياسية. ومن جانب أخر، قال أمين عام حزب التجمع اليساري المعارض سيد عبدالعال قرار مشاركة الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة أو مقاطعتها سيتم حسمه نهائيا خلال اجتماع اللجنة المركزية أول تشرين أول/ أكتوبر المقبل. وأضاف عبد العال، القرار سواء كان بالمشاركة أو المقاطعة سيتم مناقشته في اجتماع ائتلاف أحزاب المعارضة الذي يضم التجمع والوفد والناصري والجبهة الديمقراطية للتوصل لقرار موحد يعبر عن الأحزاب الأربعة. فيما قال رئيس الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور حمدي حسن إن جماعة الإخوان لديها ثابت استراتيجي هو خوض أي انتخابات في مصر. وأضاف حسن في تصريح لـ(د.ب.أ)، لكن إذا اتفقت جميع القوى السياسية وأحزاب المعارضة على مقاطعة الانتخابات يمكن للجماعة ان تلتزم بقرار المقاطعة. ومن جانبه، اعتبر سكرتير عام حزب الوفد الليبرالي المعارض منير فخري عبدالنور أن مقاطعة الانتخابات يعد « شكلا من أشكال السلبية. وقال عبد النور في تصريح آخر قرار المشاركة أو مقاطعة الانتخابات قرار حزبي لم يتم حسمه بعد إضافة إلى أن الوفد لديه التزام بالتوصل إلى قرار موحد مع أعضاء ائتلاف أحزاب المعارضة الرئيسي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  18 أوت 2009)  


ايمن نور يتهم اوباما باهمال حقوق الانسان


18/08/2009 القاهرة- ا ف ب: اتهم المعارض المصري ايمن نور الذي اطلق سراحه في شباط (فبراير) الماضي بعد ان امضى ثلاث سنوات في السجن، باراك اوباما بالتراجع في قضية حقوق الانسان في الشرق الاوسط، عشية لقاء بين الرئيس الامريكي ونظيره المصري حسني مبارك. وسيبحث اوباما مع مبارك اليوم في واشنطن سبل احياء عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال نور لوكالة فرانس برس ‘هناك تراجع في القيم التي كان اوباما يدافع عنها في حملته الانتخابية وهذه خيانة للمبادئ الامريكية’. واضاف نور ‘اننا نريد ان نرى تحسنا في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة ولكن هذا التحسن ينبغي ان يعكس تقدما’ في قضية حقوق الانسان. وكان حكم بالسجن خمس سنوات على نور صدر في كانون الاول (ديسمبر) بعد ان ادين بتزوير توكيلات مؤسسي حزبه وهو نفاه باستمرار. ورحبت الولايات المتحد بالافراج عن نور. ودعا اوباما في خطابه الموجه للعالم الاسلامي في الرابع من حزيران (يونيو) الماضي الى احترام حقوق الانسان ولكنه اكد ان بلاده لا ترغب في فرض نظام معين للحكم على اي دولة. ودعت ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، التي لم تكن تتمتع باي شعبية في الشرق الاوسط بسبب حرب العراق ودعمها لاسرائيل، مصر مرارا الى اجراء اصلاحات سياسية، ما سبب توترا بينها وبين النظام المصري. ورفض مبارك مجددا في مقابلة نشرتها صحيفة ‘الاهرام’ الحكومية الاثنين مجددا اي انتقادات خارجية للاوضاع الداخلية في مصر. وقال ان ‘قضايا الديموقراطية والاصلاح وحقوق الانسان هي شأن مصري داخلي لا نقبل فيه اي ضغوط او تدخلات خارجية سواء من الولايات المتحدة او غيرها’. وذكرت الصحف المصرية ان منظمات قبطية مصرية في الولايات المتحدة تعتزم تنظيم تظاهرة الثلاثاء امام البيت الابيض اثناء زيارة مبارك احتجاجا على ما يعتبرونه ‘تمييزا’ ضد الاقباط في مصر. واوضحت الصحف ان هذه المنظمات متمسكة بتنظيم التظاهرة رغم ان بطريرك الاقباط المصريين شنوده الثالث دعاهم الى حسن استقبال الرئيس المصري. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  18 أوت 2009)

 

فتح.. انحدار طويل ومؤلم


د. بشير نافع  

ملخص عام بعد تأجيل استمر زهاء العقدين من الزمن، انعقد المؤتمر السادس لحركة فتح خلال الأسبوعين الأولين من آب/ أغسطس الحالي في مدينة بيت لحم المحتلة. وقد جاء انعقاد المؤتمر عشية تصريحات غير مسبوقة أطلقها فاروق القدومي، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، في منتصف يوليو/ تموز، بخصوص اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات. لم يكن القدومي يهدف في تصريحاته الخطيرة إلى قيادة انشقاق داخل فتح، ولا خوض معركة تنظيمية واسعة لانتزاع الحركة من عباس ومعسكره، بقدر ما كانت تصريحاته المتفجرة عبارة عن آخر الخطوات الكبيرة في تاريخه السياسي، وقد تمكن القدومي فعلا من خلال هذه الاتهامات من إلحاق ضرر بالغ بمحمود عباس ومحمد دحلان والمجموعة الملتفة حولهما. بالرغم من أن مكان انعقاد المؤتمر، وحجم ونوعية عضويته قد صبت كلها باتجاه مخطط عباس، فمن الواضح أن الرئيس الفلسطيني لم يقرأ المزاج العام في صفوف الحركة قراءة جيدة. كما أنه لم يقدر حجم التدافعات في قيادة الحركة، ليس فقط فيما يتعلق بالمعارضين الراديكاليين، مثل القدومي ومحمد جهاد، ولكن أيضاً بين الذين قبلوا نهج ومظلة أوسلو. في خطوة مفاجئة، استطاع إصلاحيو المؤتمر إيصال اللواء عثمان أبو غربية إلى مقعد رئاسة المؤتمر، موقعا الهزيمة بمرشح معسكر الرئيس عباس، صخر بسيسو، الذي لعب دورا رئيسا في المجلس الثوري لتأمين انعقاد المؤتمر ببيت لحم. ثم شهد المؤتمر طوال ثلاثة أيام تدافعا عالي الوتيرة أحيانا حول عدم قيام اللجنة المركزية بتقديم تقريرها للمؤتمر، وحول الطريقة التي سيمثل بها تنظيم قطاع غزة في المواقع القيادة، وكيفية حساب أصوات أعضاء المؤتمر في غزة، وحول مسؤولية محمد دحلان والملتفين حوله عن خسارة فتح الانتخابات التشريعية وقطاع غزة. أما فيما يتعلق بنتائج المؤتمر فقد تمخض عن لجنة مركزية جديدة تتكون من كتلة كبيرة من أنصار عباس ومحمد دحلان، اللذين يعتقد بأنهما على تحالف وثيق منذ أيام عرفات الأخيرة. ولم يصل إلى عضوية اللجنة المركزية من العناصر الإصلاحية، التي ترفع شعار الحرص على ثوابت فتح، سوى اثنين أو ثلاثة هم (محمود العالول وعثمان أبو غربية، وليس من الواضح إن كان جبريل الرجوب سيقف إلى جوارهما). وقد استبعد من عضوية اللجنة المركزية كل الشخصيات الكبيرة التي يمكن أن تقف في وجه عباس، أو تشكل مركز معارضة له، بما في ذلك أحمد قريع (أبو العلاء)، مفاوض اتفاق أوسلو، والشريك الرئيس في قيادة سلطة الحكم الذاتي منذ تأسيسها. بيد أن الشكوك التي تحوم حول نتائج المؤتمر، لم تأت من قيادات رئيسة في تنظيم فتح في قطاع غزة وحسب، بل جاءت أيضا من أحمد قريع الذي يعتبر الشخص الثاني في السلطة، وذلك في أول مقابلة صحفية له بعد انتهاء أعمال المؤتمر، وعلى خلفية هذه الشكوك، استقالت اللجنة العليا لتنظيم فتح في قطاع غزة بكافة أعضائها، وألمح قريع إلى اتصالات تجري بين أعضاء سابقين في اللجنة المركزية وقيادات تنظيمية في مختلف المناطق لتشكيل كتلة فتحاوية جديدة. وليس هناك من سند ملموس لما يقال بأن المؤتمر أدخل دماء جديدة إلى اللجنة المركزية، وأن هذه الدماء ستستعيد حيوية الحركة. الحقيقة أن أغلب أعضاء اللجنة المركزية الجدد هم من أكثر العناصر تأثيرا في قرار السلطة الفلسطينية منذ سنوات، وبعضهم كان أكثر تأثيرا بكثير من الأغلبية العظمى من أعضاء اللجنة المركزية القديمة. فتح لم تشهد صراع أجيال، بل عاشت أزمة طويلة وصراع سياسات، وقد حسم المؤتمر الوضع لصالح عباس ومعسكره. المؤتمر السادس لم يوفر نافذة ولا ضمانه لاستمرار وجود فتح باعتبارها قوة فاعلة في الساحة الوطنية. فحالة التأزم التي عاشتها فتح منذ قيام سلطة الحكم الذاتي ستستمر، وربما كانت فتح قد دفعت بلا رجعة، نحو نهاية طويلة ومريرة، إلى أن تستطيع قوة فلسطينية أخرى احتلال موقع التيار المركزي، وإعادة بناء الإجماع الوطني. نص المقالة عقد المؤتمر السادس لحركة فتح خلال الأسبوعين الأولين من آب/ أغسطس الحالي في مدينة بيت لحم المحتلة بعد تأجيل استمر عشرين عاما. وقد جاء انعقاد المؤتمر عشية تصريحات غير مسبوقة أطلقها فاروق القدومي، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، في منتصف يوليو/ تموز، بخصوص اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات. احتلت مجريات المؤتمر معظم المشهد الإعلامي، ودفعت الاهتمام بتصريحات القدومي إلى الظل. لكن ذلك لا ينبغي أن يحجب الدلالة البالغة لهذه التصريحات، وما تعنيه لمستقبل حركة فتح. وليس ثمة شك في أن سعي الرئيس عباس، ثم نجاحه، في عقد المؤتمر في مدينة بيت لحم المحتلة، بدلاً من الخارج، أريد به التحكم في نتائج المؤتمر، سيما انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري. قبل انعقاد المؤتمر، كانت فتح تعيش أجواء بالغة التأزم، ولا يبدو أن المؤتمر قد نجح في إخراج فتح من أجواء التأزم هذه. اتهامات القدومي: تضمن بيان القدومي الصحافي اتهاما واضحا لعباس والشخصية القيادية الأخرى في السلطة الفلسطينية، محمد دحلان، بأنهما ناقشا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إرييل شارون، في 2004، عزم هذا الأخير على اغتيال عرفات. وذكر القدومي أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان قد أودع لديه محضر الجلسة التي جمعت بين عباس ودحلان وشارون (بحضور أميركي)، بدون أن يوضح كيف حصل عرفات على ذلك المحضر. كما أشار القدومي إلى أن محضر الجلسة يتضمن أيضا تخطيط شارون لحملة اغتيالات تطال قادة رئيسيين في حركتي حماس والجهاد، وأن الهدف كان توفير الشروط المناسبة لسيطرة عباس ودحلان على السلطة الفلسطينية وعلى مناطق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع. ومن الملاحظ، طبقا لمحضر القدومي، أن رد فعل عباس على مخطط شارون كان حذرا ومتخوفا، بينما اتسم رد فعل دحلان بالترحيب، وهو ما ينطبق على طبيعة الشخصيتين. من جهة الحكم التاريخي، ليس هناك وسيلة حتى الآن لتوكيد أو نفي ما ادعاه القدومي، بيد أنه من الناحية السياسية، ثمة قدر ملموس من التطابق بين ما يعزوه القدومي إلى شارون من مخطط، وما وقع بالفعل منذ ما قبل وفاة عرفات المثيرة للشبهات حتى الآن. هل يعني هذا مجرد مصادفة، أم أن القدومي قد صاغ المحضر المزعوم بقراءة ارتجاعية لسياق الأحداث، أو أن هذا التطابق يضفي مصداقية على ادعاءات القدومي؟ ليس من الممكن ترجيح إجابة على أخرى. كما أن التسويغات التي قدمها السيد القدومي لصمته الطويل على معلومات بهذه الخطورة تثير شكوكا أخرى حول مصداقية تصريحاته. بيد أن هذه الأسئلة جميعا لا تنفي حجم الضرر الذي أوقعته تصريحات القدومي بحركة فتح وموقع محمود عباس والقيادة المتنفذة. فمحمود عباس وفاروق القدومي هما أبرز عناصر المجموعة الصغيرة المتبقية على قيد الحياة من الآباء المؤسسيين لحركة فتح وقادتها التاريخيين الكبار، وقد وصلت العلاقة بين الاثنين إلى أن يتهم أحدهما الآخر بما يصل إلى مرتبة الخيانة العظمى، أي التباحث مع رئيس وزراء دولة العدو حول إضعاف وإطاحة الزعيم التاريخي لحركة فتح ومنظمة التحرير والحركة الوطنية الفلسطينية، اغتيالا أو بوسائل سياسية. التفسير الوحيد لهذه الخطوة أن أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح قام بما يشبه العملية الانتحارية بعدما استنفد كل الوسائل الأخرى المتاحة له. فمنذ أطاح عباس بقرار اللجنة المركزية لفتح واللجنة التحضيرية لمؤتمر الحركة العام بعقد المؤتمر في الخارج، واستمال رئيس اللجنة التحضيرية وعضو اللجنة المركزية، محمد غنيم (أبو ماهر) إلى جانبه، أدرك القدومي أن انعقاد المؤتمر في الضفة الغربية، تحت سلطة وإشراف وتحكم عباس ومعسكره، سيؤدي إلى الإطاحة به وأغلب، إن لم يكن كل، المعارضين من أعضاء اللجنة المركزية الحالية. تصريحات القدومي كانت الرد الوحيد الممكن، من وجهة نظره، على خسارة مؤكدة في مؤتمر عام الحركة المزمع عقده، بهدف إيقاع أكبر ضرر ممكن بعباس والملتفين حوله، بعد أن أخفق القدومي في إيقاف سيطرة هؤلاء الحثيثة على ما تبقى من حركة فتح. ليوم أو يومين، خرجت بعض قيادات حركة فتح للدفاع عن الرئيس عباس، وقد سارع الأخير إلى إعلان عزمه على محاسبة القدومي وإجباره على دفع ثمن اتهاماته. ولكن الملاحظ أن بعض أعضاء اللجنة المركزية التزمت الصمت، ليس فقط بين المحسوبين على المعسكر المعارض لعباس، مثل هاني الحسن ومحمد جهاد، ولكن أيضا أمثال أحمد قريع (أبو العلاء) وصخر حبش ورفيق النتشه، يعتبر أولهم الشخص الثاني في قيادات فتح التي ساهمت في بناء سلطة الحكم الذاتي، ورئيس حكومة السلطة الأسبق، والإثنان الآخران يتواجدان في الضفة الغربية وليسا في الخارج. كما أن شكوكا أثيرت حول بيان لجنة فتح المركزية الذي رد على القدومي، نظرا لأن من المؤكد أن اللجنة المركزية لم تجتمع لصياغة البيان، وأن عددا من أعضائها معروف بمعارضته الصريحة لعباس ومعسكره. وحتى تهديدات عباس للقدومي لم ينجم عنها أي إجراء فعلي، إما لعجز عباس عن إصدار قرار فتحاوي بمعاقبة القدومي، أو لأنه انتظر انعقاد المؤتمر العام للحركة، والتخلص من معارضيه في انتخابات اللجنة المركزية المقرر عقدها ضمن أعمال المؤتمر. المؤتمر العام لفتح: انعقد المؤتمر العام السادس لفتح من 4 إلى أغسطس/ آب بحضور زهاء 2300 مندوب. وكانت حكومة حماس في غزة قد قررت منع 480 مندوباً من الالتحاق بالمؤتمر، بعد أن وضعت شروطاً تتعلق بالإفراج عن المئات من معتقليها في سجون السلطة، وتوفير نسخ من جوازات السفر لحكومة غزة، مقابل السماح للمندوبين من غزة بالسفر إلى بيت لحم. ما يعنيه هذا أن عضوية المؤتمر السادس قد تجاوزت ضعف عدد أعضاء المؤتمر الخامس، الذي عقد بتونس في 1989، في وقت يعتقد أن حجم تنظيمات الحركة قد تراجع خلال العقدين الماضيين. الواضح، على أية حال، أن التدافع بين القيادات الرئيسية، ورغبة عباس في إغراق المؤتمر بالعاملين في أجهزة سلطة الحكم الذاتي، لعبا دوراً رئيساً في تضخيم حجم المؤتمر وتحويله في بعض الأحيان إلى ما يقرب من المهرجان منه إلى المؤتمر الحزبي الجاد لحركة تواجه تحديات جمة. وليس هناك شك في أن معسكر الرئيس عباس أراد من المؤتمر أن يحسم الصراع على روح فتح، أو ما تبقى من هذه الروح، بتوكيد موقعه كقائد عام للحركة، وهو المنصب المستحدث؛ إضافة إلى الإتيان بلجنة مركزية تسير خلفه بدون أسئلة مزعجة، ومجلس ثوري تغلب عليه أكثرية موالية. وبالرغم من أن مكان انعقاد المؤتمر، وحجم ونوعية عضويته، صبا باتجاه مخطط عباس، فإن الواضح أن الرئيس الفلسطيني لم يقرأ المزاج العام في صفوف الحركة قراءة جيدة. كما أن عباس لم يقدر حجم التدافعات في قيادة الحركة، ليس فقط فيما يتعلق بالمعارضين الراديكاليين، مثل القدومي ومحمد جهاد، ولكن أيضاً بين الذين قبلوا نهج ومظلة أوسلو. كان ثمة مجموعات إصلاحية من قيادات الصف الثاني في الحركة تتدبر مصير الحركة منذ شهور؛ وقد وجدت في انعقاد المؤتمر فرصة لتوكيد دورها وموقعها. تضم هذه المجموعات شخصيات مثل محمود العالول (النائب في المجلس التشريعي، ومحافظ نابلس السابق، وحسام خضر، الناشط في تنظيم الحركة بالضفة الغربية، وبعض قيادات شهداء الأقصى المحلية، واللواء عثمان أبو غربية عضو المجلس الثوري، الذي ينتمي إلى جيل العرفاتيين التقليديين. ونظراً لأن جبريل الرجوب، قائد الأمن الوقائي السابق في الضفة الغربية، يعمل منذ زمن على إعادة بناء صورته وتوكيد موقعه الوطني، فقد وجد نفسه تلقائياً في صف الإصلاحيين. ولكن المفاجأة كانت في تقدم أحمد قريع صفوف المعارضين الإصلاحيين، ربما لخشيته من أن يكون تحالف عباس المفاجئ مع غنيم مقدمة لأن يخلف الأخير عباس في رئاسة سلطة الحكم الذاتي. ليس هؤلاء معارضين راديكاليين لعباس ومعسكره، ولكن من الخطأ تجاهل الأرضية التي ينطلقون منها. هؤلاء في أغلبهم لا يعارضون مفاوضات السلام، ولكنهم يعارضون نهج التفاوض الحالي؛ لا يرفضون وجود سلطة الحكم الذاتي، ولكنهم يرفضون تسليم مقاليد السلطة لغير الفتحاويين من أمثال فياض؛ وهم بالتأكيد يختلفون مع حركة حماس، ولكنهم يريدون العمل بجدية للتوصل إلى صيغة للمصالحة ورص الصف الوطني الفلسطيني؛ وبالرغم من أنهم لا يعملون بالضرورة لاستئناف المقاومة المسلحة، فإنهم يرون سياسة تحويل حماس وقوى المقاومة الأخرى إلى عدو، بدلاً من أن تكون الدولة العبرية هي العدو، انحرافاً عن ثوابت فتح وتاريخها. ولكن فرص هؤلاء في انتخابات عضوية اللجنة المركزية كانت متفاوتة إلى حد كبير. في خطوة مفاجئة، استطاع إصلاحيو المؤتمر إيصال اللواء عثمان أبو غربية إلى مقعد رئاسة المؤتمر، موقعاً الهزيمة بمرشح معسكر الرئيس عباس، صخر بسيسو، الذي لعب دوراً رئيساً في المجلس الثوري لتأمين انعقاد المؤتمر ببيت لحم. ثم شهد المؤتمر طوال ثلاثة أيام تدافعاً عالي الوتيرة أحياناً حول عدم قيام اللجنة المركزية بتقديم تقريرها للمؤتمر؛ وحول الطريقة التي سيمثل بها تنظيم قطاع غزة في المواقع القيادة، وكيفية حساب أصوات أعضاء المؤتمر في غزة؛ وحول مسؤولية محمد دحلان والملتفين حوله عن خسارة فتح للانتخابات التشريعية ولقطاع غزة. ولكن أياً من القضايا التي أثيرت لم تبحث في شكل معمق. ما حدث هو أن أهم الملفات لم يثر أصلاً في قاعات المؤتمر، والبعض الآخر بحث على طريقة جلسات المقاهي وليس بما يليق بالمؤتمر العام الأول لفتح منذ عشرين عاماً. تشمل بعض هذه الملفات: مسار السلام والتفاوض بين الفلسطينيين منذ توقيع اتفاق أوسلو؛ تقدير مستقبل عملية السلام والبدائل المطروحة أمام الشعب الفلسطيني؛ المصالحة الوطنية الفلسطينية؛ علاقة حركة فتح بالسلطة الفلسطينية، سواء حكومة السلطة أو مؤسساتها الأمنية؛ وواقع منظمة التحرير الفلسطينية وكيفية إعادة بناء المنظمة وتفعيلها. إحدى أهم وثائق المؤتمر كانت تلك المتعلقة بالبرنامج السياسي للحركة. ولكن قبل أن يطرح البرنامج السياسي المقترح على المؤتمر، طرح عضو المؤتمر محمود العالول ورقة تتضمن مجموعة من النقاط السياسية المهمة من أهم ما ورد فيها ما يلي: 1- إن حركة فتح تتمسك بكونها حركة تحرر وطني تهدف إلى إزالة ودحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال للشعب الفلسطيني، وهي جزء من حركة التحرر العربية ومن جبهة القوى العالمية الساعية إلى حرية واستقلال الشعوب. 2 ـ تؤكد حركة فتح أن تناقضها الأساسي هو مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن أي تناقضات أخرى هي تناقضات ثانوية تحل بالتواصل والحوار مع الاحتفاظ بالحق في استخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن الوحدة الوطنية والشرعية الفلسطينية والقرار الوطني الفلسطيني المستقل. 3- إن حركة فتح ستبقى كما كانت وفية للشهداء وتضحياتهم وتناضل من أجل حرية الأسرى، وتؤكد على تمسكها بثوابت الشعب الفلسطيني المتعلقة بالأرض والقدس وتحريرهما، والاستيطان وإزالته، واللاجئين وعودتهم. 4- على الرغم من تمسكنا بخيار السلام العادل وسعينا من أجل إنجازه، فإننا لن نسقط أيا من خياراتنا، وإننا نؤمن بان المقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعوب المحتلة في مواجهة محتليها. 5- يعتبر هذا الإعلان جزءا لا يتجزأ من البرنامج السياسي الصادر عن المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ‘فتح’. » وقد نالت الورقة فعلا إجماع المؤتمر. الواضح أن العالول ومجموعته أرادوا من ورقة النقاط الخمس التوكيد على ثوابت حركة فتح ومواجهة الخطاب الفئوي الذي حاول تقديم حماس في موقع العدو والخصم، وتجاهل الصراع الحقيقي بين الحركة الوطنية الفلسطينية والدولة العبرية. ولكن من غير الواضح ما إن كانت ورقة النقاط الخمس قد ألحقت بالفعل بالبرنامج السياسي، الذي لم يقدم جديداً على صعيد قراءة مسيرة فتح في العقدين الماضيين، والمهام الكبرى التي لا بد أن تتصدى لها في المرحلة المقبلة، والوسائل التي يمكن اعتمادها للتصدي لهذه المهام. وحتى إشارة البرنامج السياسي لوسائل النضال المختلفة جاءت في صيغة غامضة، واستندت إلى الشرعية الدولية، وليس إلى حق الشعوب الأصلي في مقاومة المحتل. كما كان نقاش الملفات الهامة في قاعة المؤتمر قاصراً أو مقتضباً ومهرجانياً، كذلك جاء نص البرنامج السياسي عمومياً أو غامضاً. اللجنة المركزية الجديدة: بمعزل عن انتخابات اللجنة المركزية، اختار المؤتمر بالتزكية الرئيس محمود عباس قائداً عاماً لحركة فتح. الاختيار بالتزكية ليس بدعة في مؤتمرات فتح العامة، فقد جرى التقليد في مؤتمرات سابقة أن تؤكد عضوية القادة المؤسسين في اللجنة المركزية بالتزكية. البدعة غير المسبوقة كانت في إعلان عباس قائداً عاماً للحركة، وهو ما يعني تمييزه عن بقية أعضاء اللجنة المركزية، الأمر الذي لم يتمتع به حتى عرفات نفسه في ذروة شعبيته. وليس من الواضح إن كانت لوائح فتح الداخلية قد عدلت لتقنين وجود مثل هذا المنصب؛ الأمر الذي ذكر به فاروق القدومي في تعليق له على أعمال المؤتمر. وليس ثمة شك في أن عباس أراد أن تكون اللجنة المركزية الجديدة على صورته، وهو ما نجح فيه إلى حد كبير. فقد تشكلت اللجنة المركزية الجديدة من كتلة كبيرة من أنصار عباس ومحمد دحلان، اللذين يعتقد بأنهما على تحالف وثيق منذ أيام عرفات الأخيرة. ولم يصل إلى عضوية اللجنة المركزية من العناصر الإصلاحية، التي ترفع شعار الحرص على ثوابت فتح، سوى اثنين أو ثلاثة (محمود العالول وعثمان أبو غربية؛ وليس من الواضح إن كان جبريل الرجوب سيقف إلى جوارهما). وقد استبعد من عضوية اللجنة المركزية كل الشخصيات الكبيرة التي يمكن أن تقف في وجه عباس، أو تشكل مركز معارضة له، بما في ذلك أحمد قريع (أبو العلاء)، مفاوض اتفاق أوسلو، والشريك الرئيس في قيادة سلطة الحكم الذاتي منذ تأسيسها. ولم يكن غريباً بالتالي أن تثير هذه النتائج شكوكاً جدية حول مصداقية الانتخابات، التي استهلكت وقتاً طويلاً بالتأكيد، اقتراعاً وفرزاً، وحضر لها أصلاً بعناية فائقة من خلال إغراق المؤتمر بأكثر من 700 من الأعضاء الجدد قبل أيام فقط من الانعقاد، إضافة إلى ما تم الاتفاق عليه في اللجنة التحضيرية. لم تأت الشكوك من قيادات رئيسة في تنظيم فتح في قطاع غزة وحسب، بل جاءت من أحمد قريع في أول مقابلة صحفية له بعد انتهاء أعمال المؤتمر (القدس العربي، 13 أغسطس/ آب). وعلى خلفية من هذه الشكوك، استقالت اللجنة العليا لتنظيم فتح في قطاع غزة بكافة أعضائها، وألمح قريع إلى اتصالات تجري بين أعضاء سابقين في اللجنة المركزية وقيادات تنظيمية في مختلف المناطق لتشكيل كتلة فتحاوية جديدة. ومن المتوقع أن تتفاقم أزمة تشكيل اللجنة المركزية الجديدة خلال الأيام والأسابيع القادمة. وإن كانت الانتخابات أخذت أكثر من يومين، وفرز الأصوات للجنة المركزية يومين آخرين، فإن فرز الأصوات للمجلس الثوري استهلك عدة أيام أخرى، ربما للتأكد من الصورة التي يمكن أن يكون عليها المجلس، الذي ينتخب المؤتمر ثمانين من أعضائه. بمثل هذه القيادة للحركة لم يعد للجدل حول البرنامج السياسي الذي أقره المؤتمر من قيمة؛ فالبرامج السياسية للقوى الحزبية وحركات التحرر تحملها قيادات وهيئات قيادية. والهيئة القيادية التي أعلنت لتقود فتح خلال السنوات المقبلة لا توحي في أغلبيتها بتكريس الأمر الواقع فحسب، بل تعزيز الخط السياسي الذي يقوده عباس منذ 2005، على الأقل. أزمة فتح المستعصية: كان هدف، وأمل، أغلبية كوادر فتح وقاعدتها أن يصبح المؤتمر العام مناسبة لإعادة الروح والحيوية لحركة فتح؛ وقد كانت الكوادر التنظيمية على وجه الخصوص تضغط خلال الأعوام القليلة الماضية من أجل انعقاد المؤتمر. الأمل في التغيير واستعادة تماسك الحركة وحيويتها استدعته جملة متغيرات طرأت على موقع فتح ودورها في العقدين الماضيين. تعتبر فتح واحدة من أهم القوى تأثيراً في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى. وقد استطاعت فتح خلال فترة قصيرة بعد هزيمة 1967 إعادة إنشاء الإجماع الوطني الفلسطيني؛ وبصعودها كمركز ثقل الحركة الوطنية الفلسطينية، أصبحت فتح حارسة هذا الإجماع. منذ منتصف السبعينات، أخذ موقع فتح ودورها في التآكل، ولكن هذا التآكل لم يتضح في صورة حادة إلا بعد التوقيع على اتفاق أوسلو وتأسيس السلطة الفلسطينية في 1994. وفي 2006، خسرت فتح الانتخابات التشريعية، ولم يعد هناك مجال للشك في انقسام الساحة الوطنية الفلسطينية. إن كل المتغيرات الكبرى التي تركت تأثيرها السلبي على موقع فتح ودورها وقعت خلال العقدين التاليين لانعقاد مؤتمر فتح الخامس في 1989. وكان من المفترض أن يكون المؤتمر السادس محطة بالغة الأهمية لإعادة النظر في موقع فتح ودورها، بعد التراجعات الكبيرة التي عاشتها منذ المؤتمر الخامس. كان من الضروري لفتح في مؤتمرها العام أن تحدد ما إن كانت ستسعى للعودة إلى دور القوة المركزية وحارسة الإجماع الفلسطيني، أم إن كانت تعترف بحقيقة تحولها إلى مجرد قوة رئيسية وبانقسام الساحة الوطنية، وتعمل بالتالي على التعايش مع الوضع الجديد وعلى أن يتحول الانقسام إلى رافد قوة للحركة الوطنية. أي من الخيارين يتطلب سياساته وخطابه الخاص. ولكن لا في نقاشاته، ولا في برنامجه، ولا في قائمة لجنته المركزية الجديدة، بدا المؤتمر وكأنه يواجه الأسئلة الكبرى التي كان ينبغي أن يواجهها. أكد المؤتمر السادس في كافة أبعاده تقريباً، على تكريس الأمر الواقع، بل وتعزيزه؛ بمعنى أن المؤتمر انتهى إلى تكريس النهج الذي يقوده الرئيس عباس، والذي دفع فتح إلى الانحدار طوال العقدين الماضيين. وليس هناك من سند ملموس لما يقال بأن المؤتمر أدخل دماء جديدة إلى اللجنة المركزية، وأن هذه الدماء ستستعيد حيوية الحركة. فالحقيقة أن أغلب أعضاء اللجنة المركزية الجدد هم من أكثر العناصر تأثيراً في قرار السلطة الفلسطينية منذ سنوات؛ وبعضهم كان أكثر تأثيراً بكثير من الأغلبية العظمى من أعضاء اللجنة المركزية القديمة. ومن المؤكد أن عدداً من الأعضاء الجدد لا يرقى في تماسكه الأخلاقي وفي صلابته السياسية لكثير من أعضاء اللجنة السابقة. فتح لم تشهد صراع أجيال، بل عاشت أزمة طويلة وصراع سياسات؛ وقد حسم المؤتمر الوضع لصالح عباس ومعسكره. إن وجود فتح وحيويتها هو بالتأكيد حاجة ضرورية للشعب الفلسطيني، ليس فقط لتجربتها التاريخية، ولكن أيضاً، وهذا هو الأهم، لأن هناك قطاعاً ملموساً من الفلسطينيين لم يستطع التيار الإسلامي الفلسطيني، منافس فتح الرئيس، استيعابه حتى الآن. بدائرتها العريضة، توفر فتح مكاناً لقطاعات واسعة من قوى الشعب الاجتماعية وفئاته. ولكن الواضح أن المؤتمر السادس لم يوفر نافذة ولا ضمانة لاستمرار وجود فتح باعتبارها قوة فاعلة في الساحة الوطنية. حالة التأزم التي عاشتها فتح منذ قيام سلطة الحكم الذاتي ستستمر؛ وربما كانت فتح قد دفعت، بلا رجعة، نحو نهاية طويلة ومريرة، إلى أن تستطيع قوة فلسطينية أخرى احتلال موقع التيار المركزي، وإعادة بناء الإجماع الوطني. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 أوت  2009)  


محمد عبده وعقلانية الخطاب


خالد عزب * في جو مشحون بالجهل والتقليد والجمود، جاء محمد عبده من أعماق الريف المصري، لكي يكون عالماً خارج السياق المعتاد للعلماء المتعارف عليهم في عصره، فالكل مشغول بالحفظ والترديد لا الفكر وإعمال العقل، وهما من أولويات الإسلام كدين. هل كان لخروج هذا العالم عن النمط المعتاد دور في جعله شخصاً غير عادي، أم أنه حسن الإدراك لمعطيات العصر ومدى حاجة الناس إلى فهم صحيح للدين القائم على أسس سليمة، استطيع أن أجزم أن محمد عبده كان رجل دين أدى دوراً سياسياً، لم يكن شخصاً خارقاً للعادة، بل كان فطناً أدرك تحولات العصر من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث المخُترَعات تغير حياة الناس، والدولة تتغير وظيفتها، فجاءت كل فتوى أصدرها إما بمثابة اجتهاد جديد أو محاولة لفهم الواقع المعاش في ضوء الأحكام العامة للفقه الإسلامي. كان أهم ملمح للإدراك لدى محمد عبده، هو تدريسه مقدمة ابن خلدون في دار العلوم، بدلاً من غيرها من الكتب، فعلم العمران عند ابن خلدون هو الفهم الحقيقي لآليات حركة المجتمع وصيرورة الحياة وقيام الدول وانهيارها، وكانت كتابة المقدمة بمثابة جرس إنذار ليتنبه العرب إلى سقوط حضارتهم وصعود حضارة الغرب. إذاً لمحمد عبده دور في فهم أهمية تحديث الدولة المصرية واستيعاب مفهوم المواطنة، وإذا كان انضم للثورة العرابية فإنه قبل الثورة وبعدها رأى أن التربية والتعليم أساسيان لتكوين رجال يقومون بأعمال الحكومة النيابية على بصيرة مؤيدة بالعزيمة، وحمل الحكومة على الإصلاح والعدل ومنهما تعويد الأهالي على البحث في المصالح العامة، واستشارتها إياهم في الأمر بمجالس خاصة تنشأ في المديريات والمحافظات.كما نراه يحارب الخرافات بعنف شديد، وهي التي تسببت في جهل الناس بصحيح الدين كلجوئهم إلى المشعوذين والدجالين خصوصاً في ميدان الأزبكية حيث يجتمع حولهم الناس لكي يستطلعوا الغيب، فكتب مقالاً هاجم فيه الحكومة لتقاعسها عن ذلك، بل حمل عليها لكي تأخذ موقفاً صارماً ضد هذا الجهل. واليوم نرى هؤلاء في ثياب علماء على شاشات الفضائيات من دون رادع أو حتى ضمير، بل ظل جهل الناس كما هو، يلجأون إليهم. هذا الجهل الذي أدى بالمسلمين إلى قبول عادة «الدوسة» أي أن ينطرح الناس أرضاً مصطفين أحدهم الى جنب الآخر، ثم يعلو أحد المشايخ على ظهورهم بحصان يدوسهم واحداً بعد الآخر، حتى ينتهي إلى آخرهم، وهي إهانة للمؤمنين مخالفة للشرع، ظل الشيخ الإمام على موقفه من بطلانها، حتى مارس ضغوطاً على الخديوي عباس حلمي الثاني والشيخ البكري لإلغائها وكان لفتواه ببطلانها شرعاً وإصراره على تنفيذها أثراً في حفظ كرامة المسلمين، خصوصاً أن هذه العادة كثيراً ما أثارت سخرية الأوروبيين من المصريين، ووصفها مستنكراً إدوارد لين بول في كتابه «عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم». وكانت مسألة وضع التماثيل في الميادين العامة، حتى ثار على الخديوي إسماعيل المحافظون من مشايخ الأزهر، وأفتى الشيخ عليش آنذاك بكفر ومروق الخديوي إسماعيل، وظل تمثال محمد علي مخزناً في الإسكندرية، ووضع في ميدان المنشية بدلاً من أن يوضع في ميدان محمد علي، إلا أن محمد عبده كانت له فتوى قدم فيها مقدمات عقلية ومنطقية لجواز التصوير وصنع التماثيل، فها هو يقول ما حكم الصور في الشريعة الإسلامية، إذا كان القصد منها ما ذكر من تصوير هيئات البشر في انفعالاتهم النفسية، أو أوضاعهم الجسمانية. ثم يتساءل هل هذا حرام أو جائز؟ أو مكروه؟ أو مندوب؟ أم واجب؟ فيجيب الشيخ الإمام على تساؤله: إن الراسم قد رسم، والفائدة محققة لا نزاع فيها، ومعنى العبادة وتعظيم التمثال أو الصورة محي من الأذهان وبين أن الصور أو التماثيل كانت تتخذ في أيام الوثنية لسببين: الأول: اللهو والثاني: التبرك مثل من رسم صورته من الصالحين، والأول مما يبغضه الدين، والثاني: مما جاء الإسلام لمحوه، والمصور في الحالين شاغل عن الله أو ممهد للإشراك به، ويؤكد في فتواه، أنه إذا زال هذان العارضان وقصدت الفائدة، كان تصوير الأشخاص بمنزله تصوير النبات والشجر في المصنوعات وقد صنع ذلك في حواشي المصاحف، وأوائل السور، ولم يمنعه أحد من العلماء، مع أن الفائدة في نقش المصاحف موضع النزاع، أما فائدة الصور فمما لا نزاع فيه على الوجه الذي ذكر. ولإدراك محمد عبده أن الصور والتماثيل من أدوات العلم في عصره، نجده يقول: «يغلب على ظني أن الشريعة الإسلامية أبعد من أن تحرم وسيلة من أفضل وسائل العلم، بعد تحقيق أنه لا خطر فيها على الدين، لا من وجهة العقيدة ولا من وجهة العمل». وفي الوقت الذي كانت فرنسا لا تتيح للمرأة استقلالية اقتصادية عن زوجها، لجأت شركة قناة السويس لمنع امرأة مصرية من بيع أسهم لها في شركة قناة السويس إلا بإذن الزوج طبقاً للقانون الفرنسي، فأفتى الشيخ محمد عبده بأن للمرأة في الإسلام الأهلية الاقتصادية المستقلة، وبالتالي من حق الزوجة بيع الأسهم. مثل هذه الفتوى تكشف سمو الإسلام كدين ورفعة مكانته، بل حينما يطبق في صورته السليمة يؤدي إلى الحقوق البشرية كافة التي تحفظ كرامة الإنسان من دون إخلال بالمبادئ العليا التي أقرها الدين. إن الذاكرة تستدعي من فتاوي الشيخ الإمام فتواه بشق بطن المرأة الحامل المتوفاة، إذا كان في ذلك رجاء لإنقاذ حياة طفل جنين، وها نحن اليوم نتردد في نقل الأعضاء في عصر تقدم فيه الطب، وأصبحت حياة الكثيرين مرهونة بنقل الأعضاء. بل أنه في كثير من الأحيان ولثقة المجتمع فيه، طلب بطريرك الأقباط منه فتوى في شأن مسيحي أسلم طلبت زوجته أن تتسلم أبناءها منه، فأفتى الشيخ أنه من المقرر شرعاً أن حضانة الولد الصغير تثبت للأم ولو كتابية، أو بعد الفرقة، لأن الشفقة لا تختلف باختلاف الدين، وتكررت فتواه للأقباط بل حتى للأجانب المقيمين في مصر. إن استعراض حياة الشيخ الإمام محمد عبده والفتاوى كافة التي أصدرها، ومواقفه من العديد من القضايا التي أثيرت في عصره، ومنها صناديق التوفير التي كان الفقراء يحفظون فيها مدخراتهم، وشركات التأمين والتعامل معها، فضلاً عن تعاطيه مع السياسة بواقعية يُحسد عليها، نستشعر فيها بحثه في الصالح العام، فقد كان ضد فكرة الثورة قبل قيام الثورة العرابية، لكن بقيامها صار معها، ونفي بسببها، واتجه إلى المندوب السامي البريطاني لإصلاح التعليم وفق رؤيته التي يرى فيها التعليم أساساً لمقاومة الاحتلال، كما هادن الخديوي عباس حلمي الثاني واتخذ منه موقفاً حين رأى أن ذلك يتعارض مع الإصلاح. إن حياة هذا الرجل وجه لها نقد لاذع خصوصاً من الدكتور محمد محمد حسين في كتابه عن الأدب المعاصر، وهو ما ترك أثراً سلبياً في الإنتاج الفكري للإمام محمد عبده، ونحن في حاجة ماسة إلى طبع أعماله الكاملة في طبعة شعبية ليتم تداول مثل هذا الفكر. إن مواقفه ذكرتني بابن تيمية في العصر المملوكي الذي أصدر فتاوى عُدت في حينها ثورة في الرأي والفكر، فهوجم الرجل هجوماً حاداً، كما اجتزأت بعض آرائه من قبل البعض لتخدم بصورة أو بأخرى آراء محددة وتيارات بعينها، من دون أن يتم النظر فيها بإمعان وفقاً لمعطيات وظروف العصر الذي صدرت فيه فتاوى ابن تيمية، فالفتوى هي قراءة الواقع في ضوء مبادئ الشرع، لتعطي مخرجاً يسهل حياة البشر لا يعسرها، تحث الناس على العمل لا على التواكل، تأخذ الحديث في العلم في الاعتبار، والعرف الجاري العمل به في المجتمع في الحسبان. * كاتب مصري  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 أوت   2009)  

عيون وآذان (واجبنا أن نسعى معه)

جهاد الخازن أجد الآمال المعقودة على إدارة باراك أوباما، في بلاده وحول العالم، أكبر من قدراته أو القوة المفترضة للولايات المتحدة كقطب عالمي وحيد. غير أنني أؤيد رئيساً أميركياً وإدارة أميركية للمرة الأولى منذ سنوات لثقتي بأن الرئيس منصف ويعني ما يقول، ولأنه يُحكّم عقله ويحكم بالتشاور بعد أن رأينا رئيساً يحكم بالحدس وينفذ «أوامر ربنا» بالذهاب الى أفغانستان وغزو العراق. إذا فشل باراك أوباما في تحقيق ما نتوقع منه أو نرجو، فسأجد له الأعذار، وأولها أن جورج بوش ترك له بلداً مفلساً خسر حربين ولا يعرف كيف يطلع منهما. الأرقام مخيفة، فعجز الموازنة الحالية (وأرقامي ومعلوماتي كلها أميركية ولا خلاف عليها) هو ترليون دولار، أي رقم قياسي، وقد يرتفع الى ترليوني دولار في الخريف. وديون الدولة 11.5 ترليون دولار، الفائدة عليها 452 بليون دولار في السنة. والدولة أنفقت مبالغ هائلة لوقف الأزمة المالية التي أدت في الوقت نفسه الى انخفاض العائدات الضريبية. لا توجد ولم توجد دولة مفلسة وقوية، غير أن ما سبق نقطة في بحر الصعوبات، فالمفروض أن يكون الرئيس قادراً على تنفيذ خططه لأن حزبه الديموقراطي يسيطر على مجلسي الكونغرس، غير أن النواب والشيوخ في جيب قوى الضغط واللوبي اليهودي وكل لوبي آخر، والى درجة تعطيل مشروع الرعاية الاجتماعية بتحريض من شركات الأدوية والتأمين الصحي، والولايات المتحدة اليوم هي البلد الصناعي المتقدم الوحيد الذي يفتقر الى ضمانات صحية لجميع المواطنين. وبلغ الكذب ببعض المعارضين أن يزعموا أن مشروع أوباما يتضمن «لجان موت» للتخلص من المسنّين وهو كذب مطلق. وقد حاول بعض أعضاء مجلس الشيوخ إرغام وزارة الدفاع على شراء مزيد من المقاتلات (إف – 22) لا تريدها الوزارة لارتفاع ثمنها وسوء أدائها، والإدارة نجحت في منع شراء طائرات إضافية، إلا أنها تواجه الآن معركة جديدة ومجلس النواب يوافق على موازنة دفاعية ضم اليها اعتمادات ببلايين الدولارات لشراء أسلحة ومعدّات وطائرات لا تريدها وزارة الدفاع. وثمة قائمة قرأتها تضيق عنها هذه العجالة، إلا أنني أرجح أن الولايات المتحدة وحدها في تاريخ الديموقراطية الغربية حيث تحاول إدارة فرض حد أعلى للإنفاق العسكري ويصر المشترعون على زيادته لأنهم في جيب الشركات واللوبي. موازنة وزارة الدفاع الأميركية هي في حدود 600 بليون دولار، وأصر على أن الرقم المعلن مضغوط، بل كاذب، لأن إنفاقاً عسكرياً آخر يدرج تحت بنود خارج وزارة الدفاع وموازنتها للتضليل. وفي جميع الأحوال، فالموازنة «الدفاعية» الأميركية هي أعلى كثيراً من مجموع الموازنات العسكرية لبقية العالم مجتمعاً، وقد زادت كل سنة منذ سقوط الشيوعية بدل أن تنخفض. ولا بد من أن تزيد الموازنة المعلنة بعد أن طلب وزير الدفاع روبرت غيتس زيادة أفراد الجيش 22 ألفاً لمواجهة الأعباء في العراق وأفغانستان. النائب الجمهوري الليبرالي المستقل رون بول قال في خطاب له إن السياسة الخارجية الأميركية تكلف ترليون دولار، ولم يقل إن البلد الذي يتحملها مفلس، إلا أنه قال أيضاً إن الولايات المتحدة نصّبت نفسها شرطياً للعالم، فلها 700 منشأة عسكرية في 135 بلداً، وهناك 50 ألف جندي أميركي في ألمانيا، و 30 ألفاً في اليابان، و 25 ألفاً في كوريا الجنوبية، وهي تحتل العراق وأفغانستان، حيث لها في الأول 130 ألف جندي وفي الثانية 60 ألفاً. رون بول دعا الى عودة القوات الأميركية كلها الى وطنها لوقف الإنفاق الخارجي، واقترح تعزيز الأمن الداخلي في مواجهة أي ارهاب محتمل. إذا كان لي أن أترجم هذا الكلام بشكل مختلف، أقول إن زمن الحرب الاختيارية، أو الوقائية، انتهى ولم يبق سوى حرب الضرورة، كما في أفغانستان، وليس في العراق. الولايات المتحدة خسرت مع جورج بوش الأبن سمعتها كدولة رائدة في حقوق الانسان، وسقطت عن الموقع الأخلاقي العالي الذي كانت تحتله، وبعد ان كانت أمل شعوب العالم أيام الاستعمار الأوروبي أصبحت سبب خوف العالم من أمبراطورية جديدة واستعمار جديد. انتخاب باراك أوباما وحده رد للولايات المتحدة كثيراً من سمعتها، ونجاحه في القضايا التي التزم بها وأعلن العزم على متابعتها قد يرفع بلاده الى المركز الذي كانت تحتله أيام ايزنهاور وكنيدي مثلاً، غير ان الصعوبات هائلة، وبعضها من صنع الكونغرس والبشر الآخرين، وبعضها من صنع الطبيعة، فقانون الطاقة الذي أقره مجلس النواب مع مطلع هذا الشهر يقع في 1400 صفحة، ويضم أهدافاً خضراء مثل خفض الكربون حتى عام 2020 بمعدل 17 في المئة، وخفضه بمعدل 83 في المئة مع حلول 2050. ما لم يقله القانون هو أن هذا الكلام يعني زيادة الاعتماد على النفط المستورد، خصوصاً السعودي منه، لأن تكرير النفط الصخري أو الرملي الكندي يلوث الجو بما يستحيل معه تحقيق أي هدف أخضر بالاعتماد عليه. مع ذلك الرئيس أوباما يحاول وواجبنا أن نسعى معه، فإذا كنا نريد منه تنفيذ حل الدولتين، فلا أقل من أن نساعده على دحر ارهاب «القاعدة» في أفغانستان وحول العالم. وأكمل غداً.  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 أوت   2009)  



 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.