الخميس، 19 أكتوبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2341 du 19.10.2006

 archives : www.tunisnews.net


حزب العمال الشيوعي التونسي: حملة أمنية واسعة على « المتحجبات »  بيان مساندة ونداء إلى علماء الامّة حول حقّ المرأة التّونسية في لباسها الشّرعي د ب أ: صحيفة تونسية تدعو لنزع الحجاب لأنه مصدر لـ«الأوساخ والأمراض» د.ب.ا: طلاب تونس يؤيدون الحجاب القدس العربي: تونس تغلق سفارتها في الدوحة بسبب برامج الجزيرة حول الحجاب الطالب عبد الحميد الصغير:بــــلاغ: اليوم السابع للإضـراب عن الطعام نقابة الصحفيين التونسيين:بيـــــان تكوين لجنة وطنية للدفاع عن المسقطين عمدا في مناظرة الكاباس اللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل:بلاغ إعلامي عدد 3 حزب الخضر في أوروبا: بيان صحفي الطاهر  بن حسين: « الحداد على امراة الحدّاد » مرة أخرى د. سلوى بن يوسف الشرفي: في الجدل حول الحجاب – لا اختيار بدون حرية و لا حرية بدون معرفة سارة دودش: الدفاع عن الحق في ارتداء الحجاب رغم أنه يكرس دونية المرأة عبدالباقي خليفة:عندما يكون اللباس التقليدي حصان طراودة:المرجعية الاستبدادية للقرار التونسي د.خــالد الطراولي: تــونس والعــودة إلى خيمــة اللــه علي بن عرفة: دفاعا عن مؤسسة الإفتاء في تونس عماد حبيب: إسلامكم هو المشكلة برهان بسيّس: عن الحجاب ولكن الآن وهنا الجـــــاد: مأساة الخطاب الدينى في تونس / إلى برهان بسيس مصطفى رزق; الحجاب في تونس.. مع أم ضد حقوق المرأة؟! حسين الرواشدة: هذه «المناديل» المفزعة! محمد الهادي التواتي أمين عام مساعد للاتحاد سابقا:2006.. مرة أخرى مؤتمر تأبين المنظمة الشغلية محمود الذوادي :نقابة الصحفيين المستقلة من يخشاها؟أليس منع الصحافي من ممارسة مهامه أقسى من السجن؟ محمد العروسي الهاني: ثقافة الخوف لا زالت سائدة و معششة في الأدمغة منذ عقود


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


قناة الحوار التونسي

 

الحوار التونسي ,قناة تعبير المعارضة الديمقراطية و التقدمية التونسية .إعلامية .تطرح الملفات وتدفع النقاشات حول النضالات والصراعات السياسية والاجتماعية والثقافية في تونس.يقدم برامجها مجموعة من المناضلين الوافدين من مختلف اتجاهات المعارضة الديمقراطية والتقدمية التونسية ويجتمعون حول أهداف الديمقراطية السياسية والتقدم الاجتماعي ومناهضة كل أشكال التعصب والتطرف الديني .قناة الحوار التونسي مستقلة التمويل عن كل الجهات الرسمية ,وتمول كليا من قبل منشطيها. برامج حصة يوم الأحد 22  أكتوبر 2006 تبث قناة الحوار التونسي برامجها الأسبوعية كل يوم احد من الساعة السابعة إلى التاسعة مساءا ويعاد بث نفس البرامج كل يوم أربعاء على نفس التوقيت. بصورة استثنائية تبث ساعة واحدة, وتعاد في الساعة الثانية وذلك على طوال شهر رمضان على أن تستعيد نفس الحصة الأسبوعية بساعتين أسبوعيا ابتداء من يوم الأحد 29 أكتوبر. محتويات حصة يوم الأحد 22 أكتوبر  2006 التوقيت:من الساعة السابعة إلى الساعة الثامنة مساء وتعاد من الثامنة إلى التاسعة . عرض لإضراب 18 أكتوبر 2005 أعدته القناة بمناسبة الذكرى الأولى عرض لأخر حفل أحياه محمد بحر في أوساط الجالية التونسية قام بتنظيمه اتحاد المهاجرين التونسيين بفرنسا بمناسبة شهر رمضان. عرض لفلم : Carapaces
للمشاهدة  يمكن الحصول على البث على الترددات التالية: Hotbird 7a – 13° est TRASPONDEUR : 18 FREQUENCE : 11.541,03 FEQ : 5/6 POLARIS. : V SYMBOL RATE : 22.000 Mb CANAL : Arcoiris Tv للمشاهدة على الانترنات: www.elhiwar.org للاتصال عبر الفاكس:   0169194428    من باريس   0033169194428   من تونس                                                قناة الحوار التونسي باريس في 19 أكتوبر 2006


بيان صادر عن حزب العمال الشيوعي التونسي

حملة أمنية واسعة على « المتحجبات »

 

تشن السلطات حملة أمنية واسعة على « المتحجبات » في المعاهد والجامعات ومراكز العمل وأحيانا في الشارع لإجبارهن على التخلي عن لباس « الحجاب/الخمار ». وقد تخللت هذه الحملة اعتداءات وإهانات ومضايقات وتهديدات استهدفت خصوصا اللواتي أبدين رفضا للانصياع لأوامر البوليس.

وبصورة موازية أطلقت السلطات حملة سياسية وإعلامية يقودها مسؤولون في الحزب الحاكم والدولة لتبرير الأعمال التي ترتكبها أجهزة البوليس وتقديمها على أنها مقاومة لـ « زي طائفي دخيل على العادات والتقاليد التونسية » و »حماية لمكاسب المرأة التونسية من الانتكاس ».

 

إن حزب العمال الشيوعي التونسي:

 

1 – يدين هذه الحملة التي تمثل انتهاكا للحرية الشخصية ودليلا آخر على عجز نظام الحكم عن مواجهة القضايا التي تطرح في المجتمع التونسي بغير الأساليب الأمنية المتخلفة ومنع أي نقاش حر حولها.

2 – يؤكد أن ما يلحق الضرر الكبير بمجتمعنا اليوم ويسبب بروز العديد من الظواهر هو القهر والاستبداد السياسي والفساد والفقر والتهميش والبطالة والخواء الروحي والقيمي التي يتحمل مسؤوليتها نظام الحكم واختياراته، ومـــن دون معالجة هذه القضايا فإن القمع والمنع لن يزيدا تلك الظواهر إلا استفحالا.

3 – يعتبر أن الدفاع عن حقوق المرأة التونسية ومكاسبها لا يتم إلا في مناخ تتوفر فيه الحرية والديمقراطية ويتمكن فيه الجميع من إبداء الرأي والمشاركة في الحياة العامة وفي تقرير اختيارات البلاد الجوهرية.

4 – يطالب السلطات بالكف عن حملتها القمعية التي تستهدف « المتحجبات » واحترام حقهن في الدراسة والشغل والتنقل، وإلغاء المنشور عدد108 ويدعو كافة القوى الديمقراطية إلى مؤازرتهن، بشكل مبدئي وصارم.

5– يؤكد أنه وإن لم يكن من حق السلطة أن تقمع المتحجبات وتنال من حريتهن الشخصية فإن محاولة بعض رموز الإسلام السياسي في بلادنا تقديم الحجاب على أنه « فريضة دينية » أو أنه « اللباس الشرعي » أو « راية التقوى » أو « عنوان الهوية » أو « لباس العفة » واعتبار المتحجبات « عفائف البلاد » وتحويل الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني، هو منطق لا يقل خطورة على حرية النساء التونسيات من منطق القوة الذي يستعمله نظام الحكم لمقاومة الحجاب/الخمار. فهو يعتبر ضمنيا أن اللواتي لا يرتدين الحجاب « كافرات » و »غير مؤمنات » و »مُخلاّت بفريضة دينية » و »غير عفيفات » وهو ما يتضمن ضغطا معنويا بل تحريضا عليهن.

6 – إن من يدافع عن لباس الحجاب في إطار الحرية الشخصية لا يحق له أولا أن يقدمه كفريضة وثانيا أن يصدر أحكاما عقائدية أو أخلاقية على غير المتحجبات وثالثا أن يلازم الصمت على/أو يتواطأ مع ما يجري في بلدان كالسعودية وإيران وغيرهما من إجبار النساء على ارتداء الحجاب وعقابهن إن رفضن ذلك.

7 – إن من يدافع عن الحرية عليه أن يدافع عنها بشكل متماسك. فإن دافع عنها هنا، عليه أن يدافع عنها هناك، وإن أدان انتهاكها هنا، عليه أن يدين انتهاكها هناك، وإلا أصبحت الحرية لديه مطية لخلق ميزان قوى يمكّنه من تحويل الحجاب إلى لباس إلزامي لكافة النساء.

 

حزب العمال الشيوعي التونسي

14 أكتوبر 2006

 

(المصدر: « صوت الشعب »، اللسان المركزي لحزب العمال الشيوعي التونسي، سلسلة جديدة، العــدد 250، 18 أكتوبر 2006 – طبعة إلكترونية)


بسم الله  الرّحمن الرّحيم

بيان مساندة ونداء إلى علماء الامّة حول حقّ المرأة التّونسية في لباسها الشّرعي

 

نحن النساء والفتيات  الممضيات أسفل هذا نعلن عن :

 

  1  مساندتنا المطلقة للنساء التونسيات اللائي يتعرضن مع بداية كل عام دراسي جديد لشتى صنوف القهر والظلم بسبب حرية إختيارهن لأزيائهن بما يتناسب مع ما يعتقدنه في تعليمات القرآن الكريم وسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم . ومعلوم أن السلطة في تونس في عهديها القديم والجديد تحظر بمقتضى القانون ـ منشور 108 سيء الذكر ـ على كل إمرأة تونسية إرتداء ما عرف بالزي الاسلامي في مشارق الارض ومغاربها من لدن المسلمين والمسلمات قاطبة منذ عقود طويلة دون نكير من أحد . كما هو معلوم أن آلافا مؤلفة من الطالبات والتلميذات والموظفات في شتى المهن والحرف والتخصصات فصلن عن الدراسة وطلب الرزق الحلال بسبب ذلك القانون الفضيحة . بل وصل حد العدوان على أظهر شعائر الاسلام في تونس إلى منع المرأة التونسية المتحجبة من حقها في وضع وليدها في المستشفى الحكومي بمقابل مالي لذات السبب .

 

 2  نثبت المرأة التونسية على موقفها الاسلامي العظيم ونقف إلى جانبها بكل حزم ونكبر إصرارها على عدم بيع دينها بدنياها ولا بدنيا غيرها . إن المرأة التونسية التي صمدت على مدى نصف قرن كامل على شتى صنوف القهر بسبب لباسها الاسلامي لجديرة بالاحترام والتثبيت والتشجيع .

 

ندعو المجتمع التونسي بكل فئاته  لمساندة المرأة التونسية في محنتها ونحث كل تونسي في الداخل والخارج على فعل شيء مفيد وإيجابي من أجل رفع هذه المظلمة .  

    

ندعو السيد مفتي الجمهورية بتونس إلى تحمل مسؤوليتة الشرعية بشجاعة وجرأة وذلك من خلال الإصداع برأيه في هذه القضية مبينا حكمها الشرعي الواضح دون تلجلج ولا تردد فهو مسؤول عن ذلك أمام ربه سبحانه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . إذا خرس كل الناس في هذه القضية الشرعية فإنه لا يجوز لمفتي الجمهورية مهما يكن وضعه أن يخرس مع الخارسين وهو أول من يعلم بأن العلماء ورثة الانبياء في تبيين الحق للناس وعدم السكوت عن الباطل .

 

ندعو سائر العلماء في تونس ومن معهم من أئمة ووعاظ وإعلاميين وسياسيين ومصلحين إلى نصرة الحق في هذه القضية دون تردد ولا وجل بسبب كونها قضية حريات شخصية خاصة جدا تتعلق بحق المرأة في إختيار لباسها .      

ندعو علماء المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ومؤسساتهم ومجاميعهم إلى إتخاذ الموقف الشرعي المناسب في هذه القضية .

 

ندعو الحكومات الاسلامية والمنظمات الدولية والاقليمية والعربية إلى ممارسة الضغوط المناسبة ضد الحكومة التونسية للتخلي عن قمع المرأة التونسية بسبب إختيارها الحر للباسها.

 

 والسلام عليكم ورحمة الله  وبركاته.

لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس

ترسل الأسماء على البريد التالي: hassiba_07@yahoo.fr

 

الإسم واللقب

البلد

حسيبة سويلمي

المانيا

فائزة بوعزة

المانيا

حليمة إلاهي

المانيا

كريمة كلبوز

المانيا

سعاد خذر

المانيا

كوثر بعزاوي

المانيا

هاجر عدالي

المانيا

هاجر بريك

المانيا

فتحية الونيسي

المانيا

نسيبة الونيسي

المانيا

رشيدة النفزي

المانيا

كوثر جزار

المانيا

نجاة النفيسي

سويسرا

خديجة خزار

سويسرا

أروى نوار

سويسرا

خيرية لعماري

المانيا

مروى لعماري

المانيا

مليكة لعماري

المانيا

منال لعماري

المانيا

مرام لعماري

المانيا

تسنيم  زروقي

المانيا

سلسبيل  زروقي

المانيا

 

(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 19 أكتوبر 2006)

 


مداهمة بيت السيدة جميلة عياد

 بعد مشاركتها في الندوة التي انعقدت بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بمناسبة الذكرى الأولى لحركة 18 أكتوبر و التي ألقت فيها مداخلة تحدثت فيها عن معاناة المساجين الموقوفين تحت طائلة قانون الإرهاب تعرضت السيدة جميلة عياد أم السجين السياسي السيد ماهر بن سالم بن محمد بزيوش إلى زيارتين من قبل زوار الليل و خفافيش الظلام ( عصابات البوليس السياسي) في مقر سكناها بنهج التضامن بأريانة العليا وكانت الزيارة الأولى على الساعة الخامسة صباحا و الثانية على الساعة السادسة و الربع صباحا و كان الهدف من هاتين الزيارتين هو بث الرعب في هذه الأم الجريحة التي تسعى  و بكل ما لديها من طاقة و جهد لإطلاق سراح ابنها و كل من سجن معه ظلما بمقتضى قانون الخزي و العار : قانون الأمريكان و العملاء هذا القانون اللادستوري الذي فرضته أمريكا على العالم.

و السيدة جميلة عياد هي أم لشهيد و سجين أما ابنها الأول فهو الشهيد مروان بزيوش الذي قضى نحبه في بلاد الرافدين عاصمة الرشيد و الخلافة وأما الثاني فهو السجين السياسي ماهر بزيوش المغيب وراء قضبان سجن المنستير عجل الله فرجه و أطلق سراحه.  

مواطن في السجن الكبير

 

 

صحيفة تونسية تدعو لنزع الحجاب لأنه مصدر لـ«الأوساخ والأمراض»

تونس – (د ب أ)- أثار مقال بعنوان أوقفوا مهزلة الحجاب نشرته صحيفة الحدث الاسبوعية التونسية امس ( استياء بالغا في صفوف الرأي العام في تونس التي تشن سلطاتها حملة لاجتثاث الحجاب باعتباره زيا طائفيا وعنوانا للتطرف السياسي. وذهب مواطنون إلى حد الدعوة لإهدار دم مالك الجريدة الصحفي عبد العزيز الجريدي الذي تقول مصادر في الوسط الصحفي إنه صاحب توجهات ماركسية.

 

واعتبرت الصحيفة في المقال الذي لم يحمل توقيعا أن الحجاب دخيل على الاسلام وزي المومسات والعاهرات والوثنيين والعبيد داعية التونسيات للتخلي عنه لأنه مصدر لـ « الاوساخ والامراض ».

 

وقالت إن تونس لم تعرف في تاريخها الحجاب ولا النقاب وإن تاريخها القديم والوسيط لم يذكر الحجاب إلا في ما يخص المومسات والعاهرات اللاتي وجب عليهن عند مغادرة الماخور الذي يشتغلن فيه أن يلبسن الحجاب ويغطين أجسامهن كليا حتى العينين لكي يظهرن بجلاء للعامة..أنهن بائعات هوى.

وأضافت أنه حتى بعد الفتح الاسلامي لتونس كانت نساء القيروان يخرجن إلى الاسواق في مجموعات ويتباهين بطول شعرهن وسواده وفي ذلك دلالة عن تحرر المرأة الاسلامية. وتابعت: في بعض المجتمعات المشرقية كان لزاما على العبيد من النساء لبس الحجاب وتغطية الرأس حتى تقع التفرقة بين المرأة الحرة والمرأة الامة.

 

وتابعت: الحجاب قطعة قماش نضعها على رأسنا لتصيب الشعر حرارة لا تطاق في الصيف فيصبح مخزنا للحشرات أو تصيبه مياه الامطار في الشتاء فيصبح مصدر مرض خبيث مثل الشقيقة التي تصيب اليوم غالبية المحجبات. وانتهت الصحيفة بدعوة التونسيات لترك الحجاب وإظهار جمالهن معتبرة الحجاب الاسود الذي ترتديه التونسيات هذه الايام غول مخيف ودعت السلطات إلى ردع اللاتي يرتدينه.

 

(المصدر: صحيفة الرأي الأردنية الصادرة يوم 19 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية DPA)

الرابط: http://www.alrai.com/pages.php?news_id=127479


طلاب تونس يؤيدون الحجاب

هدد طلاب في كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية في تونس “أكبر جامعة تونسية” في بيان أصدروه أمس بتصعيد الاحتجاجات في أكثر من كلية في البلاد ردا على ما سموها “المظالم التي تتعرض لها الطالبات المحجبات من النظام التونسي”.

 

واستنكر البيان “الحملة الشاملة التي تشنها السلطات التونسية على الطالبات المحجبات في مختلف كليات البلاد”، و”منعهن من الدراسة بحجة ارتدائهن للباس طائفي”. وندد “بتواطؤ” عميد كليتهم مع السلطة، و”ادعائه أن اللباس الطائفي يعطل سير المرفق العمومي”.

 

وكشف أن أعمال عنف اندلعت يوم الاثنين الماضي بين طلاب اسلاميين رافضين لحملة السلطات على الحجاب وآخرين “يساريين” مؤيدين لهذه الحملة. وأشير إلى حدوث انقسام كبير في الجامعة التونسية بين تيارات إسلامية وأخرى “يسارية راديكالية” حول مسألة الحجاب التي تعمل السلطات على اجتثاثه، باعتباره “زيا طائفيا” دخيلا على البلاد و”عنوانا للتطرف السياسي”.

 

وندد البيان من جهة أخرى “بانتشار حملات منع اللباس الطائفي خارج الكليات والمعاهد لتصل الى الطريق العام، حيث عمد رجال الامن الى نزع الخمار من فوق رؤوس بعض النسوة عنوة”. وأوضح أن الشرطة “تعترض النسوة العائدات من المساجد وتقتادهن لمراكز الأمن، حيث يجبرن على توقيع التزام يتعهدن فيه بنزع لباسهن الطائفي”، وأن أجهزة الأمن “طالبت إدارات المصانع بمدها بأسماء المحجبات اللاتي يرفضن نزع الحجاب، وإيقافهن عن العمل، وأمرت بإغلاق بعض المصليات في القطاع الخاص”.          

(د.ب.ا)

(المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 19 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية DPA)

الرابط: http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=316718


تونس تغلق سفارتها في الدوحة بسبب برامج الجزيرة حول الحجاب

 

تونس ـ لندن ـ القدس العربي : علمت القدس العربي ان الحكومة التونسية أقفلت منذ بداية هذا الأسبوع سفارتها بالدوحة وأعادت سفيرها والقائم بالاعمال إلي تونس.

واكدت مصادر مستقلة في الدوحة الخبر وقالت ان السفير غير موجود بالعاصمة القطرية.

ويبدو ان سبب القرار التونسي بث قناة الجزيرة القطرية مؤخرا حلقة من ما وراء الخبر عن منع الحجاب في تونس.

وقدّم البرنامج المذيع التونسي محمد كريشان واستضاف اكثر من شخصية من داخل تونس ومن لندن.

 

غير ان مصدرا بـ الجزيرة قال ان السبب الاهم هو استضافة المعارض التونسي الدكتور منصف المرزوقي في البرنامج الاخباري اليومي ضيف المنتصف الذي تبثه الجزيرة في منتصف النهار.

وقال مصدر ان قرار الحكومة التونسية باغلاق السفارة وسحب السفير صدر يوم الاثنين الماضي، ولم تعلن تونس او الدوحة هذا القرار رسميا، والتزمت عاصمتا البلدين الصمت.

 

وكانت السلطات التونسية قد اطلقت حملة واسعة ضد الحجاب والمحجبات تزامنت مع عودة الطالبات الي المدارس والجامعات، وترددت انباء عن اقدام بعض عناصر محسوبة علي الامن بنزع حجاب بعض الفتيات.

واكد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ان الحجاب هو لباس طائفي دخيل علي تونس وعبر عن عدم ممانعة حكومته في ارتداء التونسيات للملابس التقليدية المحتشمة.

 

وتعرف العلاقات التونسية ـ القطرية توترا صامتا، لكن مستمرا منذ سنين، بسبب ما تبثه قناة الجزيرة بين الفينة والاخري من اخبار وتقارير وبرامج عن تونس، تصفها السلطات التونسية بانها غير موضوعية .

وتسببت جرأة برامج قناة الجزيرة بتوتير علاقات قطر بعدد من الدول العربية لا سيما السعودية والاردن.

 

كما تراجعت العلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة بسبب تغطــية قناة الجزيرة للاحداث في العراق ونقلها لبيانات المقاومة وتنظيم القاعدة .

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 أكتوبر 2006)

 


 

اجتماع المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية

 

تونس 18 اكتوبر 2006 ( وات ) – عقد المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية اجتماعه الدورى يوم الثلاثاء برئاسة الامين العام للحزب السيد محمد بوشيحة.

 

وتناول هذا الاجتماع بالدرس بالخصوص مسائل تتصل بالوضع السياسي وجوانب تتعلق باداء مختلف هياكل الحزب.

 

واكد السيد محمد بوشيحة في مستهل الاجتماع المواقف الواضحة لحزب الوحدة الشعبية في رفض المشروع السلفي باعتباره « مشروعا يتناقض مع اسس الفكر الجمهورى ومع المشروع التحديثي بوصفه مشروعا اساسه حرية الاختيار وقوامه التاكيد على المساواة التامة بين الجنسين ».

 

وجدد المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية في اجتماعه يوم الثلاثاء التاكيد على « رفضه لكل اشكال التمييز على اساس الجنس » معتبرا ان « الحجاب الذى تروج له التيارات الاصولية يعبر عن عقلية تحقر المراة وتقلص دورها وتحط من مكانتها وهو ما يجعل منه اداة استعباد لا علاقة لها بالحريات وفلسفتها »

 

ومع تجديده التأكيد على مناهضته لكل اشكال التمييز في اللباس اعتبر المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية ان مؤسسات المجتمع المدني مدعوة للاضطلاع بدورها في الحوار حول هذه المسائل وفي تكريس قيم الحداثة والعقلانية وفي الحفاظ على المكاسب التي راكمها المجتمع وتطويرها مشددا على الدور الطلائعي الموكول للاعلام الوطني والمؤسسة التربوية في الدفاع عن الحداثة وقيمها

 

واكد السيد محمد بوشيحة بالمناسبة تمسك حزب الوحدة الشعبية بالحوار الواسع سبيلا لتعميق الاصلاح السياسي وتكريس التحول الديمقراطي….

 

(المصدر: وكالة إفريقيا تونس للأنباء بتاريخ 18 أكتوبر 2006)

 


الحملة الإعلامية تتواصل في قناة تونس 7 وفي الإذاعة وفي الصحف الرسمية و »الخاصة »

 

صحيفة « الصحافة »الحكومية الصادرة يوم 19 أكتوبر 2006:

 

بن ضياء يشرف في سوسة على اجتماع عام بمناضلي التجمع تونس ترفض كل زي دخيل يرمز الى اتجاه ديني او سياسي معين

 

ندوة فكرية حول «دور المنظمة التونسية للتربية والاسرة في ترسيخ قيم التفتح والتسامح والاعتدال» تعزيز الحصانة الذاتية للناشئة ضد السلوكيات الهجينة والظواهر الدخيلة والغزو الفكري لبعض التيارات السلبية والهدامة

 

انعقاد الاجتماع الاقليمي لمجالس لجان التنسيق الموسعة لولايات قفصة وتوزر وقبلي وسيدي بوزيد تعميق الحوار والنقاش حول مختلف المسائل والاهتمامات الوطنية

 

مسامرة رمضانية في صفاقس حول «الهوية التونسية في فكر الرئيس زين العابدين بن علي» تكوين الناشئة وتربيتها على القيم الوطنية وغرس روح المواطنة لديها

 

صحيفة « الصحافة » الحكومية الصادرة يوم 18 أكتوبر 2006:

 

منتدى الفكر السياسي للتجمع يتناول موضوع «تجديد الخطاب الديني وثقافة الوفاق» تنشئة الأجيال على سلامة العقيدة وتمجيد العلم

اجتماع اقليمي بسليانة للجان التنسيق الموسعة للتجمع بولايات الشمال الغربي تكريس قيم الاحتشام وفضيلة الحياء بعيدا عن مظاهر التعصب والطائفية والمغالاة

 


 

بسم الله وحده  بــــلاغ  تونس 19 اكتوبر اليوم السابع للإضـراب عن الطعام

 
اوصل انا الطالب عبد الحميد الصغير بالمرحلة الثالثة  الإضراب عن الطعام لليوم السابع  واحمد الله العلي القدير على تماسكي. وياتي هذا الاضراب عن الطعام على خلفية مساندتي للطالبات المحجبات اللاتي وقع منعهن من الدخول الى كلية العلوم بتونس يوم 11 اكتوبر الجاري والذي قوبل من قبل البوليس الجامعي بتعنيفي بوحشية وتخطئة بمائة دينار في محاكمة استعجالية بتهمة ملفقة الاعتداء على عون امن والتي لم اتمكن فيها من الدفاع عن نفسي  واثر الندوة التي عقدها الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل من اجل العمل والحريات تحت عنوان  افاق العمل السياسي بعد سنة من 18 اكتوبر زارني وفد من الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وعدد من أمهات مساجين  قانون مكافحة الارهاب وعلى رأسهم رئيس الجمعية الاستاذ محمد النوري الذي عبر لي عن  مساندته ووقوف الجمعية معي من اجل رفع هذه المظلمة وزارني كذلك الدكتور زياد الدولاتلي صحبة الصحفي محمد الحمروني واللذان عبرا بدورهما على تضامنهم.   وإذ أحييي كل الشخصيات الوطنية التي عبرت عن مساندتها:   –   أؤكد على تمسكي بحقي بمحاكمة عادلة –    اطالب سلطة الاشراف بالتعجيل بتسليم جواز السفر –     اناشد كل الاحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والمنابر الاعلامية للوقوف معي من اجل تحقيق مطالبي –   احمل السلطة كل المضاعفات التي يمكن ان تنجر عن مواصلة الاضراب عن الطعام    للتعبير عن تضامنكم:   مكان الاضراب: نهج سيدي سفيان وسط العاصمة , عمارة عدد: 25 الطابق الثالث شقة عدد 8 الهاتف : 0021697080718 absghaier@yahoo.fr


نقابة الصحفيين التونسيين تونس، في 17 أكتوبر 2006 بيـــــان

 
تعددت في الأيام الأخيرة مظاهر الاعتداء على الصحفيين في عدد من بلدان العالم وقد تجسدت بالخصوص في الأحداث التالية:   ـ اغتيال الزميلة الروسية «أنّا بوليتكوفسكاي» التي قامت بواجبها المهني واغتيلت دفاعا عنه. ـ تفجير مقرّ القناة التلفزيونيّة «الشعبيّة» العراقية، ممّا أدّى إلى مقتل سبعة صحفيين وعدد من العاملين بها. ـ اختطاف المصوّر الصحفي الايطالي «غابيريالي تورسالّو» ومترجمه بأفغانستان. ـ اختطاف الصحفي الفرنسي «دانيال غرانكليمان شافي» باليمن، وإطلاق سراحه إثر ذلك.  

إن نقابة الصحفيين التونسيين إذ تشير إلى ذلك فإنها تؤكد ما يلي:

  ـ تنديدها بتلك الاعتداءات التي تعبر عن عقلية معادية لحرية الصحافة و تهدف إلى حجب الحقيقة عن الناس. ـ دعوتها إلى توفير آليات أكثر فعالية لحماية الصحفيين أثناء القيام بواجبهم و خاصة في مناطق التوتر التي يستهدف فيه الصحفيون بصفة خاصة. ـ دعوتها المنظمات المهنية إلى القيام بحملات تحسيسية للتضامن مع الزملاء و توفير ضمانات مالية لعائلاتهم.   عن الهيئة  التأسيسية الرئيس لطفي حجي  


تكوين لجنة وطنية للدفاع عن المسقطين عمدا في مناظرة الكاباس
 
  عمدت وزارة التربية والتكوين  إلى إسقاط مجموعة من الطلبة الناجحين في مناظرة الكفاءة في التدريس بالتعليم الثانوي – الكاباس – وذلك على خلفية نشاطهم السياسي والنقابي خلال دراستهم في الجامعة ، رافضة مدهم بكشف الأعداد المسلم من قبل لجان الامتحان. ولان هو عنوان كرامة الإنسان وحقا مشروعا يضمنه دستور البلاد والمواثيق الدولية – ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية – وليس هبة ولا مكافأة يستثنى منها غير الموالين للنظام، فإننا: – نساند هؤلاء المعطلين قسرا عن العمل ، ونعتبر إسقاطهم في المناظرة المذكورة بناء على انتمائهم الفكري والسياسي انتهاكا صارخا للحقوق والحريات . – نندد بكل صيغ الانتداب التي تكون أداة للتمييز على أساس الولاء السياسي أو وسيلة لمصادرة حق الناشطين السياسيين والنقابيين في العمل. – نعلن تكوين لجنة وطنية لمساندة هؤلاء المعطلين وذلك لدعم نضالاتهم والتعريف بقضيتهم  و تحسيس القوى الديمقراطية وهيئات المجتمع المدني والرأي العام بضرورة مساندتهم في الدفاع عن حقهم في الشغل.   اعضاء اللجنة   – سعيدة قراش ، محامية – انور القوصري ، محامي – محمد جمور ، محامي  فوزي المقدم ،أستاذ- – عبد الرؤوف العيادي ، محامي – محي  الدين شربيب ، ناشط في المنتدى الاجتماعي المغاربي،فرنسا. -الهذيلي عبد الرحمان ، أستاذ – ماهر حنين، أستاذ – المنجي بن صالح، أستاذ – رشيد الشملي ، أستاذ جامعي – مسعود الرمضاني، أستاذ   عن اللجنة مسعود الرمضاني


أللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بالقيروان القيروان 16-10-2006

بلاغ إعلامي عدد 3

 
  نحن أعضاء اللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل بالقيروان نعلم الرأي العام بالاتي : أمام انسداد سبل الحوار مع السلط الجهوية بالقيروان بعد المحاولات المتكررة من اجل طرح ملف تشغيلنا بصفة جدية ، توجهنا يوم الاثنين إلى السوق الأسبوعية بالمنصورة ، ولاية القيروان ،عارضين شهائدنا العلمية للبيع ،رافعين لافتات نطالب من خلالها بحقنا في الشغل والعيش الكريم ،وهو ما أدى إلى تعاطف  عموم المواطنين مع مطالبنا . وهذا ما أستدعى تدخل البوليس وإيقافنا من الساعة الواحدة إلى الساعة السابعة،محاولا هرسلتنا بشتى الأشكال المادية والمعنوية ، علما وان هذه الممارسات لا تزيدنا إلا إصرارا للدفاع عن حقنا المشروع في الشغل . وإننا نهيب بكل القوى الديمقراطية والتقدمية للوقوف إلى جانبنا ومساندتنا.   اللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل

جنيف في 15/10/2006 بيان صحفي* حزب الخضر في أوروبا ( يعترف بحزب تونس الخضراء ويدعو الحكومة التونسية الإعتراف به قانونيا وبدون تأخير).
 
 بحضور السيد عبد القادر الزيتوني المنسق العام لحزب تونس الخضراء في المؤتمر حزب الخضر الأوروبي بجنيف عبر الناطقين الرسميين عن إنشغالهما بالوضع في تونس وما ينجر عن هذا من عدم الإعتراف الرسمي بحزب تونس الخضراء من طرف السلط التونسية ولقد عبر أولريك لوناتشيك بأن حزب تونس الخضراء هو الحزب الوحيد الذي يعترف به حزب الخضر في أوروبا كباقي الأحزاب الخضر الأوروبية. إن رفض وزارة الداخلية الإعتراف الشكلي بوجود حزب تونس الخضراء منذ سنتين هو موضوع مشاغلنا بما ينجر عنه من عدم الحماية القانونية لحزب تونس الخضراء.   كما عبر الناطق الثاني فيليب لمبرتس بأن منح »  تأشيرة هدية «  من طرف وزارة الداخلية لما يسمى ب »الخضر من أجل التقدم «  الذي يسيره نائب برلماني وعضو الحزب الليبرالي يشكل انشغالنا العميق وينال من مصداقية أصحاب هذا القرار ومن مرجعيتهم الديمقراطية.   إن عملية السطو الغير مسبوق ضد رفيقنا الذي يشرفنا في المؤتمر وضد حزب تونس الخضراء هي مسألة تتطلب النظر فيها مباشرة مع السلط العليا في تونس وينجر عن هذا ارسال بعثة لحزب الخضر في أوروبا لكي تتجلى الأمر وتتطلع عن الظروف الاجبارية التي يعمل فيها الحزب الشقيق.      الناطقان الرسميان أولريك لوناتشيك فيليب لمبرتس * Traduction du texte original par “Tunisie Verte”


Cyber-police

 

« .. إن التدميرات الجسام التي أقدم عليها  بوليس الانترنات لا تحصى ولا تعد، لذلك فإننا قد احتقرناه ومقتناه وعملنا على تحديه السنين الطوال، و لكن اليوم نظرا إلى عجزه عن تكميم الأفواه ومحو ما نطقت به أجرأ الشفاه فإننا ننصحه  بالالتحاق بفرقة مكافحة سرقة اليخوت فلعل الحق يعلو و الباطل يموت.. »

 

(المصدر: مدونة عمر الخيام بتاريخ 19 أكتوبر 2006)

الرابط: http://omarkhayyam.blogsome.com

 


صرخة أخت تونسية

إخوتي وأخواتي عفوا أقصد أخواتي

 
 فأنتم يا إخوتي ويا كل ذكور المسلمين لا نود إزعاجكم فراحتكم تهمنا ابقوا في أماكنكم وارقبوا من بعيد وادعوا للإسلام دعوة عابرة مرة في السنة أو مرة في المناسبات من الغيورين منكم وانتن يا أخواتنا نقول لكُنَّ الله عودتمونا بالصلابة و الشجاعة لا تعبأن بإهانة أو ملامة فنصر الله آت لا محالة ووالله الذي لا إلاه إلا هو سيندمون وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون لا تنتظرن مساعدة من أحد ارفعن راية الدين عالية شامخة قد كانت بالأمس بيد الرجال ولكنها اليوم بأيديكن يا مسلمات حجابك هو راية الإسلام أفتتركين الراية تسقط؟؟؟؟؟   (المصدر: مراسلة من الحبيب مباركي – سويسرا E-mbarkiha@yahoo,fr)


الحرب على الحجاب حرب على مشيئة الله

 
بقلم: مهاجر فرعون قتل كل شباب بني إسرائيل في سبيل عدم خروج موسي عليه السلام ولكن  قدرة الله شاءت إلا ان تربي موسي في قصر فرعون وعلي النظام التونسي أن  يتوب قبل أن يسلط الله عليه  العدو الخارجي الذي يعمل لارضاءه. ومن أعان ظالما سلطه لله عليه. الحجاب « زي طائفي » في مفهوم النظام، والسرة المكشوفة « زي قبلي ». اذا ما عندكم علماء او عندكم انصاف علماء ما تحشموا عليكم بعلماء الازهر أو السعودية. أتحداكم ان تخلعوا حجاب قسيسة في مطار او في أي دائرة  حكومية. ما أجرأكم على لله…. ما أجرأكم على الله. قال تعالي: « إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة » سورة النور، الآية 19  ظلم الرعية كالعقاب لجهلهم       ألم المريض عقوبة الاهمال
 


 
 

« الحداد على امراة الحدّاد » مرة أخرى
 الطاهر بن حسين

لقد أثارت ظاهرة السفور خلال الثلاثينات من القرن الماضي جدلا لا يقل حدّة عن الجدل القائم اليوم حول ظاهرة الحجاب. بيد أن ظاهرة السفور في الثلاثينات كانت تخص الجنسين اذ كان المحافظون آنذاك يتذمرون من نزع الشاشية عن رؤوس الرجال ومن نزع السفساري في نفس الوقت (« السفور حقيقة شاملة للمرآة والرجل منا »- الطاهر الحداد – امرأتنا في الشريعة والمجتمع). ومن هذه الناحية فان جدل القرن الماضي كان أكثر صحّية من جدل اليوم، ذلك أن جدل اليوم يقتصر على « تكميم » المرأة وحدها. والجانب الصّحي الآخر في جدل الماضي هو الحياد النسبي للسلطة آنذاك (الاستعمارية منها والملكية). فلقد كان الصراع يدور أساسا في شرائح المجتمع، وبين مثقفيه بالخصوص. أما اليوم فان السلطة احتكرت هذا الصراع وعالجته كعادتها بالطرق الأمنية البحتة، مما أدى بأطياف واسعة من الطبقة السياسية الى التزام الحياد أوعلى الاقل الصمت لكي لاتبدو معارضتها لظاهرة الحجاب مساندة للسلطة. وهو في رأي موقف تخلي عن المسؤولية لن يغفره التاريخ.

ومهما يكن من الأمر فاني أعتبر الصراع القائم اليوم حول الحجاب يتجاوز مساندة او معارضة السلطة القائمة بل يطرح رؤية مجتمعية يجب اتخاذ موقف صريح منها. ولقد فهم ذلك جميع أطياف الاخوانيين ووقفوا صفا واحدا.

فقضية الحجاب لها أربعة جوانب مختلفة وهي :  الديني والاجتماعي- النفسي و السياسي والحقوقي ، ولا يمكن في رأي اتخاذ موقف واحد من هذه الجوانب المختلفة.

 

الجانب الديني

ديننا يفرض الحياء والاحتشام مثل كل الاديان الاخرى. ولكنه لم يأمر بمواصفات موحّدة لممارسة هذا الحياء، وحتى المواصفات القليلة المذكورة في القرآن فانها محل اختلاف في التأويل (انظر المقال المنشور بتوقيع الترشيشي في عدد 13 من نشرة تونس نيوز). وبما أنه ليست لنا كنيسة في الاسلام فانه لا يخول لأحد أن يفرض تاويله لمواصفات الحياء والاحتشام. هذا بالاضافة الى كوننا عشنا ما يزيد عن أربعة عشرة قرنا بمواصفاتنا الفطرية التقليدية للحياء والاحتشام ولا أحد اتهمنا باننا عشنا اربعة عشرة قرنا مشركين أو وثننين. فعلى المستوى الديني على الأقل لا شيئ يفرض شكل الحجاب محل جدل اليوم.

 

الجانب الاجتماعي-النفسي

يعيش مجتمعنا مثل العديد من مجتمعات البلدان النامية وحتى مجتمعات البلدان المتقدمة، ولكن بأكثر حدة، أزمة قيم ترجع أساسا الى انتصار المنظور الفردي للحياة وهيمنة « القيم الاستهلاكية » على حساب كل الروحانيات. فالبطل المثالي الذي ترّوج له الدعاية الغربية بشكل عام والدعاية الامريكية بشكل خاص ليس ذلك البطل المقدام الذي يعزف عن « مال الدنيا » (اذا كان عنده مال) لنصرة الفقير والمظلوم ولكنه البطل الذي يدوس أمه وأباه لتكديس الثروات والنفوذ. وفي حين أنه بامكان كل انسان أن يقتدي بالمثال الاول فان الغالبية الساحقة من البشر لا يمكنها حتى التفكير في الاقتداء بالمثال الثاني. ويولّد ذلك لدى الفرد شعورا باليأس والقهر لا بد له من التوظيف في اتجاه بديل.

وبالنظر لحالة العالم الذي نعيشه اليوم والمتميز بهيمنة القوي على الضعيف وبتعميم منطق القوة على منطق العدل فان الشعور باليأس والقهر يصبح ليس فرديا فقط بل جماعيا. وهنا يأتي التديّن كاتجاه بديل لتوظيف الطاقة المتولدّة عن القهر واليأس. ذلك أن الدين هو المرجع الوحيد الذي يوفر المساواة بين القوي والضعيف ويعطي الأمل في « تغيير الأوضاع » وان كان الآخرة. ولا شك أن ظاهرة الحجاب في تونس اليوم ترجع بقدر كثير الى هذا الشعور بالقهر واليأس.  كان علينا أن نعمل لدنيانا ولأخرانا ولكن العمل لدنيانا أصبح من الصعوبة بدرجة أنه لم يبق لنا سوى الآخرة. وهنا يأتي الحجاب لزيادة حظوظ الآخرة.

على هذا الأساس فان المنطق الأمني للسلطة يعتبر ليس فقط غير مجديا بل يفاقم الشعور بالقهر واليأس ويؤدي الى نتيجة عكسية. ويكمن الحل براي في ايجاد سلطة وطنية ديمقراطية ترجع الأمل الى النفوس وتوفر الاعتبار والاحترام لضعفاء المواطنين. وعلى هذا الأساس أيضا فانه لا يمكن منع الحجاب في كل الأماكن وبالوسائل القمعية.

 

الجانب السياسي

لا أحد يعتقد بان موجة التدين وانتشار الخمار هي دلالة انتماء او تعاطف مع الحركة الاخوانية ولكنه من الواضح أن هذه الحركة ركبت الموجة لتحاول استقطاب هذه الظاهرة وتوظيفها لصالح مشروعها السياسي الرجعي. وهنا تجدر الاجابة السياسية بأن منطق الحجاب بكل أشكاله هو أساسا تنظير لهيمنة الغزائز الحيوانية البدائية لدى الرجل التي تجعله غير قادر على امتلاك نفسه عند رؤية مفاتن المرأة، كما لوكان الرجل يضمن حسن سلوكه بحجب مفاتن المرأة وليس بامتلاك نفسه. وفي ذلك اعتراف بوحشيته وانعدام حضارته.   كما أنه تنظيرلاعتبار المرأة بضاعة يجب تعليبها لحمايتها من التلف وشخصا قاصرا تستوجب الوصاية عليه وليس ندّا للرجل وقادرا على حماية اخلاقه وحيائه بنفسه. ورحم الله الطاهر الحداد رحمة اضافية على قوله « ما أشبه ما تضع المرأة من النّقاب على وجهها منعا للفجور بما يوضع من الكمامة على فم الكلاب كي لا تعضّ المارين. وما أقبح ما نوحي به الى قلب الفتاة وضميرها اذ نعلن اتهامها وعدم الثقة الا في الحواجز المادية التي نقيمها عليها ».

وعليه فان الموقف السياسي المتوافق مع مبدأ المساواة والمواطنة يفرض علينا رفض الحجاب كظاهرة تضع المرأة في موضع تمييزي متدني.

 

الجانب الحقوقي

لا شك أن موضة حقوق الانسان سمحت للحركة الاخوانية بالخروج من الباب لكي تدخل من الشباك. والشباك هنا هو مدخل حقوق الانسان. فأصبح كل دعاة قطع الأيدي ورجم النساء وتعدد الزوجات  يتصارخون بحقوق الانسان كلما كان ذلك لصالح مشروعهم بينما تراهم صامتين أكثر من 12 سنة على المجزرة التي نظمها اخوانهم في الجزائر في حق الابرياء من المدنيين والمثقفين والصحفيين العزّل. ومهما يكن من الأمر فان حقوق الانسان تضمن فعلا حرية اللباس وأنا أرى من الطبيعي أن ترتدي كل مواطنة حجابها في الطريق العام بدون مضايقة او قمع ولكنه من حق السلطة القائمة بتنظيم مؤسسات الدولة أيضا أن تفرض ضوابطا في المؤسسات العامة لضمان المساواة في المعاملات وعدم الانحياز والمحاباة على أساس الظواهر الطائفية البارزة.

كما أن احترام حقوق الانسان يمنع فرض اللباس الطائفي على أطفال لا يفقهوا شيئا مما يفعل بهم أبويهم وكأنهم لعب بين أيديهما.

 

ونظرا لتعدد الجوانب التي يطرحها موضوع الحجاب فاننا اليوم في أشد الحاجة الى الحوار الواسع والمفتوح بهدف اقناع أوسع شرائح المجتمع بالرهان الحقيقي لهذا الصراع الاجتماعي لانه ليس في القمع أي حل دائم، وصدق نابليون في قوله بأنه « يمكن استعمال الحربة في كل شيئ عدا الجلوس عليها ». ومن المؤسف أن نكون اليوم، بالرغم من الطاقات الحداثية الكامنة في مجتمعنا، جالسين على حراب.

  

(المصدر: موقع قناة الحوار التونسية بتاريخ 16 أكتوبر 2006)

الرابط: http://www.elhiwar.org/


 

في الجدل حول الحجاب

لا اختيار بدون حرية و لا حرية بدون معرفة

د. سلوى بن يوسف الشرفي

 

لماذا يثير الجدل حول الحجاب كل هذه العواصف ؟ وهل المسألة تنحصر حقا في مجرد الدفاع عن الحرية الشخصية أو لأن الحجاب من المعلوم من الدين أو لأن جداتنا و أمهاتنا كن يلبسن السفساري كما يدعي المدافعون عن الحجاب؟ أم لأن الحجاب مجرد مؤشر يعوض عملية استطلاع للرأي حول مدى تجذر التيار السياسي الإسلامي في المجتمع كما ادعى أحد المعارضين للمبدأ ؟ فالمتمعن في هذه الحجج يكتشف مدى هشاشتها. فهي مردودة على أصحابها، شأنها شأن جل الحجج ذات الطبيعة السياسية.

 

فالحرية الشخصية تقف عند البعض حدّ حرية اللباس و لا تتعدى إلى حرية المعتقد مثلا، التي لم نسمع يوما أصحاب المدافعين عن الحجاب يخوضون فيها بمثل هذه الضراوة و الإلحاح. فالإسلاميون لم يفصحوا إلى اليوم بوضوح عن مفهومهم لحرية المعتقد و اكتفوا بإدراجها تحت خانة الحق في ممارسة الشعائر الدينية. أما مسألة الرّدة و حكمها التقليدي المستمدّ من الحديث « من ارتد عن دينه فاقتلوه »والذي يخالف القرآن في الآية 217 من سورة البقرة : « و من يرتدد منكم عن دينه، فيمت و هو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا و الآخرة و أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون » و النص واضح ولا يستحق تدخلا للتوضيح بالسّنة. و أعتقد أننا متفقون على أن السنة لا تنسخ النص. و رغم ذلك ظلت المسألة في خانة المحرّمات أمّا الذين اختاروا طريق الترهيب و التكفير بوضع مسألة الحجاب تحت الجلباب الفضفاض للمعلوم من الدين، فقد تجاهلوا تجاوز الخليفة عمر ابن الخطاب للنص الواضح في مسألة قطع يد السارق و المؤلفة قلوبهم، و تناسوا وقف العمل بأحكام أهل الذمة و قتل المشركين وعدم تطبيق الحد على خالد ابن الوليد من طرف الخليفة أبو بكر الصديق… و القائمة طويلة.

 

لكن يبدو أن المعلوم من الدين يقف عند هؤلاء حدّ تغطية شعر المرأة. و بالمناسبة أود أن أشير إلى أن أصحاب المعلوم من الدين لم يثبتوا لنا ارتباط آية الجلابيب (و ليس الحجاب الموقوف على نساء الرسول) بتغطية الشعر لغويا أو ضمنيا. و لا فائدة من اللجوء إلى الحديث الموجه إلى « أسماء »و إشارة الرسول إلى الوجه و الكفين، لأن القرآن لم يحرجه الحديث في مواقع أخرى عن الشعر و الأظافر والمرفقين و الكوعين و ضرب المثل ببعوضة.

 

و في خصوص الاستشهاد بما تلبسه جداتنا و أمهاتنا يجب التذكير بأن الأمر لا ينطبق على كل الجدات و الأمهات التونسيات المسلمات. فأهل الحضر لم ينتظروا قرار بورقيبة لنزع « السفساري ». ما يعني أن الأمر حدث منذ أكثر من خمسين سنة في بعض العائلات و منذ قرابة القرن في مصر و سورية ولبنان.و القائل بأن هدف الإسلاميين من تشجيع النساء على ارتداء الحجاب يرمي إلى معرفة من معهم و من ضدهم، يمكن أن يجابه بنفس الحجة لتفسير معارضته للحجاب.

 

و مسألة العودة إلى الحجاب اليوم لها تفسيرات متعددة و لا تقتصر على السياسة. بل إن جانبها السياسي يرتبط بأحداث خارجية لا حزبية. فقد أصبح الحجاب ظاهرة بعد أحداث 11 سبتمبر و زاد عدد المحجبات بصفة واضحة بعد الحرب على العراق و مع ازدياد عدد الفضائيات الدينية. و قد سألت بعض طالباتي المتحجّاب عن السبب الذي دفعهن إلى أخذ هذا القرار فكان جواب الأغلبية أنها طريقة لإغاظة « بوش » و معارضته أو للتميّز عن نساء العدّو و قلة قليلة تحدثت عن المعلوم من الدين أو نار جهنم أو حزب النهضة. يدور الجدل حول الحجاب إذن في إطار سياسي بحت بل و سياسوي موجه و منحاز و متشنج يعتمد السفسطة و ما يسمى باللغة الخشبية و يتفادى التحليل. لذلك فهو لا يؤدي إلى الخروج بوفاق أو بقرار، و لا يسمح للنقاش بالتقدم، و لا ييسّر فهم الظاهرة و تفسيرها و لا يفلح في إقناع غير المنتمين سياسيا إلى هذا الخط أو ذاك.و العلّة لا تقتصر على طريقة الجدل بل في ما يتجنبه و ما يخفيه.

 

 إن مسألة السّفور و الحجاب تندرج ضمن رهان معرفي يتعلق باختيارات فكرية و فلسفية عامة تتصل بنوعية المجتمع الذي نطمح إلى تأسيسه. و المستوى المعرفي أعمق و أخطر من المستوى السياسي لأنه أساس المشاريع السياسية. فالسياسة مجرد تطبيق للاختيارات الفكرية. فهو إذن أمر مصيري يستحق أكثر من مجرد الاتهام بالرجعية أو التغريب، أو التستر بالدين و التستر بالسياسة. كما لا ينفع معه تبرّم البعض من النقاش في مسألة « تافهة تجاوزها الزمن » حسب تعبيرهم. فالمجتمعات لا تطرح للنقاش المسائل المحسومة ، كما أنها لا تطرح المسائل الميئوس من حلها.فالجدل المفتوح منذ أكثر من قرن حول الحجاب و الحريات الشخصية و حقوق الإنسان بصفة عامة و الديمقراطية هو نتيجة لاجتياح ثقافة جديدة لمجتمع لم يحسم أمره بعد ، حاكما و محكوما، بطريقة جدية في كل ما هو قديم.

 

فكما تم غلق باب الاجتهاد قديما، تم في عصرنا أيضا غلق باب السؤال حول الحداثة حال فتحه، و قبل أن تستنفد كامل الإشكاليات المطروحة. فقد تحول ممثلو هذا الفكر إلى مستعمرين مغتصبين، (و لنتذكر موقف بورقيبة نفسه في الثلاثينات الرافض للسفور) ثم تحول المبشرون بالمجتمع الحديث إلى حكام مستبدين بعد خروج المستعمر، و تلا ذلك غلق منابر الحوار حول الموضوع، الأمر الذي شوش الرؤية كثيرا.لذلك لا يزال الجدل مستمرا منذ نهاية القرن التاسع عشر حول النموذج الاجتماعي الأمثل للتقدم. و مهما يكن من أمر هذا الجدل و ما إذا كان التطور يفرض القطع تماما مع القديم أو يسمح بالتواصل معه أو ما إذا كان سيفضي إلى تحديد نقطة التقاء بين الفكرين أو بلورة مشروع فكري جديد، فإن من أهم شروط الجدل المثمر هو تأسيسه على قواعد معرفية واضحة والقطع مع القيم الإطلاقية لأن المطلق يقطع الطريق عن العقل.

 

فالواجب و المصلحة يقتضيان مواصلة النقاش و التفكير بتأنّ لأن الاستعجال لا يضمن الوضوح. والغموض يمنع الإنسان من الاختيار الحرّ، فلا اختيار بدون حرية و لا حرية بدون معرفة. و من الصعب أن نتصور أنه يمكن قطع المسافة الفاصلة بين المقدس و البشري و القفز مما يعتقد أنها دولة الله إلى دولة الإنسان في فترة و جيزة و بمجرد المرور على جسر بعض المصطلحات الحديثة.فلقد أفتى التحديثيون للديمقراطية بالشورى في أوائل القرن العشرين و أفتى الإسلاميون للشورى بالديمقراطية في أواخره، و لم يتم نقض الشورى من أسسها و لا استيعاب الديمقراطية من ينابيعها

 

(المصدر: افتتاحية نشرية Le Maghrébin الأسبوعية بتاريخ 16 أكتوبر 2006)

الرابط:

 http://www.hebdo.amd-maghreb.org/index.php?option=com_content&task=view&id=96&Itemid=27


الدفاع عن الحق في ارتداء الحجاب رغم أنه يكرس دونية المرأة

سارة دودش – جمعية النساء الديمقراطيات، سوسة   تعددت الآراء حول قضية الحجاب في بلادنا بمناسبة الحملة التعسفية التي تشنها السلطة هذه الأيام لإجبار الفتيات و النساء على نزع الحجاب خاصة في المؤسسات التربوية و في المؤسسات العمومية. فالسلطة تعتبر أنه لباس طائفي يعبر عن هوية سياسية إسلامية سلفية في حين تذهب بعض الآراء إلى أن انتشار التحجب هو ظاهرة اجتماعية تعبر عن ردة فعل إزاء الهجمة التي يتعرض لها العرب والمسلمون بصورة عامة و بصورة خاصة احتلال العراق و أفغانستان و الهجمة المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني و ما رافقها من نجاح حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية و الصمود الذي أظهرته المقاومة الإسلامية في لبنان.   و لم تكن المرأة في تونس بمعزل عن هذه التأثيرات حيث انتشرت ظاهرة التحجب في مختلف المدن بصورة ملفتة للانتباه و مست مختلف الشرائح العمرية و الاجتماعية. و حسب رأيي لا يعبر انتشار هذه الظاهرة بالضرورة عن تعاطف مع طرف سياسي أو فكري ما بقدر ما يعبر عن ردة فعل عفوية اجتماعية تترجم مظهرا من مظاهر العودة إلى التدين علاوة على دور الإعلام و بصورة خاصة الفضائيات الخليجية في الترويج للخطاب الديني التقليدي.   إن المنشور عدد 108 الذي يمنع المرأة من ارتداء الحجاب في المؤسسات العمومية هو منشور تعسفي يمس من الحرية الفردية للإنسان و للمرأة بصورة خاصة و من بينها الحق في اللباس سواء كان حجابا أو لباسا عصريا. و بالتالي فعلى كل الذين يدافعون على قيم الحرية و حقوق الإنسان و بصورة خاصة أولائك الذين يدافعون عن حقوق المرأة التي تجد نفسها مرة أخرى مضطهدة في حقها الأساسي وبالذات في لباسها أن يتصدوا لهذه الحملة . والحال أن سياسة السلطة المتميزة بالتعسف تؤدي إلى نتائج عكسية إذ بدل التنقيص من هذه الظاهرة فإنها تؤدي إلى توسعها خاصة لدى الشابات والمراهقات نتيجة ميلهن إلى التحدي و رفض الإملاءات و إثبات الشخصية. و إذا كانت العديد من الأطراف الديمقراطية و العلمانية ساندت حق المرأة في الحجاب فإنه على الإسلاميين أن يعبروا هم أيضا و بكل وضوح و علانية عن حق المرأة في اللباس الذي تختاره بملء حريتها سواء كان عصريا أو حجابا أو تقليديا باعتبار ذلك حقا من حقوقها الأساسية و أن يكفوا عن تقسيم لباس المرأة إلى صنفين: حجاب يعتبرونه اللباس الشرعي الديني و لباس عصري ينعتونه بالخليع المنكور أو المحرم.   و إلى جانب الدفاع المبدئي عن حق المرأة في ارتداء الحجاب أو أي لباس أخر تختاره لنفسها باعتبار ذلك حرية شخصية أساسية فإنه من الضروري التنبيه إلى أن الحجاب الذي تدعو إلى ارتدائه تيارات إسلامية سلفية من أحزاب و خطباء و فضائيات و فتاوي.. هو بلا أدنى شك تكريس لدونية المرأة و استنقاص من قيمتها و ضربا لكل توجه يدعو إلى مساواتها بالرجل. فالدعوة إلى التحجب تعني أن أجزاء من رأس المرأة عورة و مستفزة للغرائز و الشهوات الجنسية لدى الرجل مما يستوجب تغطيتها و حجبها حتى لا تتسبب المرأة الشريرة في بروز و انتشار مظاهر الفساد في المجتمع. لقد أثبت الطب النفسي أن الجاذبية الجنسية التي تمارسها المرأة على الرجل تساوي الجاذبية الجنسية التي يمارسها الرجل على المرأة. فلماذا لا يطلب من الرجل أن يغطي رأسه أو يمنع من لبس تبان أو ثياب قصيرة حتى لا يتسبب هو الأخر في إغراء و استفزاز المرأة. أم أن المرأة هي الكائن الضعيف الدوني المتسبب في جميع الشرور. من جهة أخرى فإذا افترضنا أنه تم تغطية رأس المرأة و رقبتها و لم لا حجب عينيها و أذنيها و فمها – حتى لا تسمع و لا ترى و لا تتكلم- أفلا يمثل وجه المرأة و ملامح جسدها و صدرها و حتى صوتها بل و حتى وجود المرأة في الشارع و في المؤسسة و في الجامعة….مصدر إلهام لغرائز الرجل و إذكاء لها؟ أم أن من يدعون إلى التحجب يطرحونه كجزء من خطة لإعادة المرأة إلى البيت و منع خروجها إلى المجتمع عملا بسياسة المراحل المأثورة. لقد أصبح العالم الآن قرية عبر مختلف وسائل الإعلام بحيث أن وجود المرأة لا يغيب عنك بتاتا في الفضائيات والمجلات و الانترنيت. فإذا افترضنا وحجبت كل نساء تونس كما يريد ذلك طبعا السلفيون فهل سنمنع الفضائيات و وسائل الإعلام على الناس و نعتبرها شرا و حراما حتى لا يطل علينا وجه الشيطان المتمثل بالمرأة و لا يغري و يستفز رجالنا المساكين الغارقين في حيائهم و خشوعهم؟ .   إن الأسلوب التسلطي و الفج الذي تتعامل به السلطة مع موضوع الحجاب لا يمكن إلا أن يعطي نتائج عكسية تشجع الأفكار و الممارسات الرجعية المكرسة لدونية المرأة وانحطاطها. و المطلوب في مجتمعنا هو أن تكف الدولة عن التدخل في الحريات الخاصة و العامة و أن تفتح حرية المنابر الإعلامية أمام الأحزاب و الجمعيات و الكفاءات حتى تترك المجتمع يناقش قضاياه بكل حرية و لا تتركه فريسة للإعلام الذي تروجه فضائيات البترو دولار بعد ما هجر وسائل الإعلام الرسمية. عند ذلك سوف تنتصر الأفكار العقلانية و النيرة على الأفكار السلفية و الرجعية.

(المصدر: موقع   pdpinfo.orgبتاريخ 19 أكتوبر 2006)

 


عندما يكون اللباس التقليدي حصان طراودة

المرجعية الاستبدادية للقرار التونسي

عبدالباقي خليفة (*)

 

لم يذكر النظام التونسي والمتخندقين معه تنظيميا وسياسيا وفكريا جحة ، لتبرير عدوانهم على اللباس الاسلامي ،إلا وحملت في طياتها نواقضها ،وتهافت الاسس التي بنيت عليها ، سواء كان ذلك عبر الادعاء العريض و الزعم بمخالفته للتقاليد التونسية ، أو الضرب على وتر المكتسبات ، وتنميط المجتمع التونسي باسم الحداثة و التقدمية ، أوالكذب على الله ورسوله ،بنفي وجود لباس اسلامي شرعي للمرأة المسلمة .

 

حصان طراودة : لم  » يحتف  » النظام التونسي باللباس التقليدي احتفاءه به هذه الايام ، في حربه ضد ،أمر شرعي يفيد الوجوب ،وهو لباس المرأة المسلمة المنصوص عليه في القرآن والسنة بآيات وأحاديث قطعية الدلالة . و الذي لا يعرف حال النظام ، يظن بأن أولئك متمسون بتقاليدهم الوطنية العريقة ، كما تتمسك الشعوب والامم الاخرى بتقاليدها ومن ضمنها اللباس ، كما يتمسك الارلنديون مثلا بالتنورة الشهيرة ،ولا يرضون عنها بديلا ،رغم وجود بلدهم في قلب أوربا ، ولا يختلفون بل يتفوقون على الكثير من البلدان الاوروبية في أشياء كثيرة . أو احترام اليابانيين لتقاليدهم ، رغم انجذاب الكثير منهم للنموذج الغربي . لكن الحال معروف فالباس التقليدي التونسي الذي يرفعه النظام في وجه الحجاب والمتدينين ، لا حظ له منهم و لا حظ لهم منه سوى في المناسبات ، ومن فرط احترامهم للتقاليد جعلوا لها يوما واحدا يتيما في السنة ، سموه يوم اللباس التقليدي أو ما شابه ذلك ، أما بقية الايام فهي للباس الفرنسي وهلم جرا .وحتى نكون منصفين فالباس التقليدي ولا سيما الجبة ، يلبسها رهط النظام في الاعياد والمناسبات الدينية أما بقية الأيام فيلبسون لباسا كان إلى وقت قريب ، بعمر الحضارات ، لباسا دخيلا وغريبا وطائفيا في نظر الشعب التونسي برمته ،و ليس طائفة ،حزب التجمع ،بتعبير ياسر أبو هلالة في مقال نشر له مؤخرا في جريدة الغد الاردنية .

 

لو كان النظام التونسي يعمل على فرض اللباس التقليدي ، باعطاء النموذج الصحيح من خلال التمسك به و ارتدائه ، و من خلال تمسك نسائه بدءا بعائلة بن علي و المرأة الاولى ليلى بن علي ، لقلنا إنه نظام وطني  يريد المحافظة على الهوية الوطنية ،وبعد ذلك كان بالامكان تصديق بن علي عندما طالب بما وصفه  التفريق بين « الزي الطائفي الدخيل واللباس التونسي الأصيل »، واصفاً الأخير بـ »عنوان الهوية الوطنية « . فعندما يسير المرء في شوارع تونس اليوم لا يشاهد  » عنوان الهوية الوطنية  » مما يعني أن تونس اليوم بدون عنوان ، ووفق المنطق الذي قرأه على الورق . أما تونس « المتمسكة على الدوام بتعاليم الإسلام، دين الاعتدال والتفتح والوسطية والتسامح والحوار  » فهو كلام هلامي ، الاعتدال و التفتح و الوسطية و التسامح و الحوار ، في ذهن نظام بن علي تحمل مضامين مختلفة عن دلالاتها الحقيقية ، فالتطرف الذي تمارسه السلطة في فرض آرائها وفق مقاربة ذاتية تعمل على تعميمها بقوة البوليس ، ليست من الاعتدال والتسامح والحوار في شئ . وليس من مبادئ التمسك بالدين ،أن يسمح نظام 7 نوفمبر ،باقامة بيوت الدعارة ،ومصانع انتاج الخمور ، واستيرادها من الخارج ، وتونس بن علي هي الدولة الاسلامية الوحيدة في العالم التي تستورد الخمور،ومن ذلك خمور مقاطعة صقلية الايطالية ، فقد عرض التلفزيون الايطالي مؤخرا برنامجا عن تصدير الخمور إلى تونس من مقاطعة صقلية ،وقال أحد المدراء الايطاليين في رده على استغراب الصحافي من تصدير الخمور لدولة اسلامية  » تونس بلد الاعتدال و التسامح والحوار  » فإذا سمعتم أحد رموز النظام أو القريبين منه يتحدث عن المفردات سالفة الذكر فتذكروا ما قاله ذلك المدير التنفيذي لاحد شركات تصدير الخمور ،لتعرفوا الاعتدال و التسامح و الحوار الذي يعنيه النظام و جماعته ،ولا تذهب بكم الظنون للاعتدال والتسامح والحوار في مفهومه الاسلامي ، أو ما تفيد به دلالات اللغة .

 

وبالتالي فإن الحديث عن اللباس التقليدي الذي يستهزأ به في التلفزيون التونسي وعلى قناة ، سبع تونس ، ومن خلال الدراما ، حيث تم وصف لابسة الفوطة بأنها  » تكازة أريجينال  » . قلت فإن الحديث عن اللباس التقليدي ليس سوى حصان طراودة لضرب فريضة اسلامية ، يطبع بها عهد بن علي كما طبع عهد سلفه بضرب فريضة الصيام ، تمهيدا لديكتاتور جديد ينقض أحد عرى الاسلام بدوره . وكنا قد قرأنا قصصا على ، تونس نيوز ، و الحوار نت ،وموقع 18 أكتوبر ، والوسط ، وغيرها ،عن فتيات محجبات عدن للدراسة باللباس التقليدي ، فوصف ب  » شكارة  » أي كيس ،و غير ذلك .

 

حداثة أم خيانة ثقافية : وإذا تمعنا النظر في الحجج التي يسوقها سحرة النظام ، نجدها لا تخرج عن إطار خطاب الرئيس الفرنسي بعد قانون منع الحجاب في المدارس الفرنسية سنة 2004 و من تلك التعبيرات  »  » الخصوصية الثقافية ، ونمطنا  الفرنسي الذي ينسج على منواله في مختلف أنحاء العالم  » فنجد الهادي مهني يقول  » الخيارات المرجعية التي ميزت تونس وجعلتها منارة مشعة بين الأمم « .وفي الوقت الذي قضى فيه شيراك والحكومة الفرنسية على التعدد الثقافي كان يتحدث عن  »  » احترام الآخر و احترام الاختلاف  » وعلى ضوء ذلك نفهم ما قاله وزير الشئون الدينية ، ونظامه الذي يذبح الاسلام والاجيال و البلاد و تقاليدها وأصالتها عندما تحدث في حرب رمضان عن  » ضرورة التحرك من أجل التصدي لمثل هذه الظواهر دفاعا عن الدين الإسلامي وعن حقوق أجيال تونس الحاضرة والقادمة ولتقاليد البلاد وأصالتها وهويتها  » . و التي تتماهى مع قاله شيراك  » خطر على مستقبلنا ، ووحدة مصيرنا المشترك « 

 

. وختم شيراك خطابه ذاك بالقول أن  » الاطفال يجب أن لا يذهبوا إلى المدارس بعلامات دينية بارزة ، و  » لكن إذا كانت القلنسوة اليهودية صغيرة ، والصليب النصراني صغيرا فلا بأس بذلك  » ، وبما أنه لا يوجد حجاب صغير فإن المعني الحقيقي بالاقصاء من المدارس هو الحجاب ، وأن الدين الوحيد المستهدف من قبل العلمانية التي ضاقت به ضرعا في المدارس هو الاسلام .

 

و بالتالي فإن الموقف الفرنسي و التونسي لا علاقة له بالعلمانية أو التقاليد أو الحداثة بل موقف حضاري من الاسلام . كما أنه  لا يمت بصلة لمبدأ المساواة بين الرجل و المرأة  و قيم الجمهورية الفرنسية  بل محاكم تفتيش علمانية في ظاهرها ، تخفي صراعا حضاريا مع الاسلام في حقيقتها . و يمكن القول أن فرنسا شيراك و تونس بن علي اختارتا طريقتها في حرب الاسلام .

 

ماض فرنسا حاضر تونس ( 1 ): إن ما يتعرض له المسلمون من اضطهاد ديني ، و لا سيما محنة الاسلاميين في تونس و محنة المحجبات يذكر أيضا بالحروب الدينية التي شهدتها أوربا  في القرون الوسطى ، و مأساة البروتستانت  في فرنسا تحديدا .  بل بالصراع بين اليعقوبيين  القساة و الجيروند الذين أعدموا بزعم تهديدهم للوحدة الوطنية الفرنسية فأرسلوا إلى السجن  ليمروا عبره إلى المقصلة .  فهل استلهم نظام 7 نوفمبر من التاريخ الفرنسي عهد الارهاب الذي بدأ في أغسطس سنة 1792 ، و قانون المشبوهين الذي صدر في سبتمبر 1793  الذي يسمح بالادانة دون حاجة لتقديم الدليل  ، و كان شيراك قد وصف الحجاب عند زيارته المشؤومة إلى تونس  بأنه عدواني . لذلك يتفنن عملاء فرنسا في توصيف الحجاب ، بين طائفي ، ودخيل ، بل  » و عنوان للشقاق وخروج عن الاجماع  » شقاق من و اجماع من يا ، اجتماعي تحرري . ووصلت الهستريا بهذا الحزب المجهري أحد لوازم الديكور الديكتاتوري إلى وصف العدوان على الحريات بأنه  » صراع يظهر التباين بين النهج العقلاني على اختلاف مكوناته وتيار التعصب والغلو الذي أبرزت التجارب انه لا يفوت فرصة دون بث الفوضى وإثارة الفتنة داخل المجتمع  » ، وهو ما ينطبق عليه قول الشاعر  » إذا خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزال  » . صراع يجيش له البوليس و القوادة على مختلف طبقاتهم السياسية و الامنية و الصحافية .

 

وكما قال الاستاذ الهادي بريك من ألمانيا ،( 2 )  لم نرو لم نسمع موقف مفتي الجمهورية في أمر عظيم كالحجاب بينما راينا بلاغه عن قيمة زكاة الفطر هل هان منصف المفتي إلى حد عزله عن الحياة العامة و اين هو في المسامرات الرمضانية التي تصدر لها وحوش الفكر و القفافة داخل غابة الديكتاتورية في تونس ، و هل اشتريت ضمائر البعض كما حصل في خريف سنة 1793  حيث عرضت شتى المغريات على القساوسة  في باريس للتخلي عن كهنوتهم و التنكر لدياناتتهم كما يفعل اليوم بامثالهم في تونس بخصوص الحجاب  و قد تنكر  جوبل  كبير أساقفة باريس الذي كان قد أقسم اليمين على احترام الدستور المدني  و قطع صلته بروابطه المسيحية الادارية في روما  . و ربما من هذا المنطلق طالب البعض بتفعيل دور المؤسسة الدينية  » لاقناع الفتيات بخلع الحجاب  » !!!

 

ويبقى السؤال قائما ، هل ستنتهك حرمات المساجد في تونس أيضا لاعلان نمط جديد من الصلاة ،بعد دعوات تحليل الافطار في رمضان  كما حدث لكنائس باريس سابقا  ففي 10  نوفمبر  1793 انتهكت حرمة كاتدرائية  نوتردام  باقامة شعائر  » عبادة العقل  » و لم تكن العبادة الجديدة ضربا من الالحاد بل كانت أقرب إلى صورة مبهمة جدا من الايمان بالله ، و في 24 نوفمبر من نفس السنة أغلقت جميع الكنائس في باريس و امتدت الحركة إلى الاقاليم ، و قدر عدد الكنائس التي حولت إلى ( معابد للعقل) بنحو 2400 كنيسة في فرنسا كلها .

 

هل صدور الحملة الشرسة المجنونة المسكونة بالخوف من الحجاب و مظاهر التدين مقدمة لاجراءات أخرى أكثر انغلاقا وعدوانية ضد المتدينين في تونس .

 

إن منع الحجاب يشبه قانون بريريال  الذي ألغي في 10 أغسطس 1794 بعد سقوط روسبير . ولم تهنأ فرنسا إلى حين إلا بعد أن اعترفت للجميع جيروند ، و يعاقبة ، وملكيين بحق الحياة ، وحرية التفكير والممارسة .

 

فهل نشهد في تونس تقهقرا للعهد اليعقوبي سئ الذكر ، وعودة لعصر الارهاب الذي عرفته فرنسا ، أم ينفض النظام ومن لف لفه عنه غبار الوهم و يترك الأفكار تتلاقح ، و النماذج تتعايش ، والاحزاب تتعاون ، و التغييرات تطرا بشكل طبيعي  بعيدا عن الاقصاء ، والاستئصال ، والقسرية .

 

أخيرا كنت أود الرد على منجية السوايحي ضمن هذا المقال ، و لكني خشيت الاطالة ، ورغم أن المرأة لديها اطلاع بحكم وظيفتها إلا أنها تختار النصوص التي تخدم توجه الديكتاتورية . وهي تعلم أن التقسيمات المجتمعية القديمة لا يمكن تكراها في القرن الواحد و العشرين ، و هي تعلم أن الحجاب في تونس لا يمنع خروج المرأة من البيت ، و إنما تمنعها الديكتاتورية ،وهي تعلم أن الحجاب لا يعني تراجعا عن حقوق المرأة بل تعزيزا لها فلا يمكن حصر حقوق المرأة في قوانين قهرية ، و هي تعلم أن الحجاب الموجود في تونس لا يهدف إلى حجب المرأة جسدا روحا و عقلا ، و هي تعلم أن لا علاقة له بثقة الرجل بنفسه أو المرأة من عدمه ، كما أنه ليس اخفاءا للنساء كما ورد في مقالها المنشور على تونس نيوز ،يوم 18 أكتوبر ، و كما قالت لم يكن الحجاب مانعا للنساء من الخروج في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم  كما إنه ليس مانعا اليوم و الدليل على ذلك ، هو إن المحجبات حريصات على مواصلة دراستهن ، وعلى العودة لوظائفهن التي طردتهن منها الديكتاتورية .

 

يمكن اعتبار ما قالته السوايحي من منطلق ديمقراطي ،( اجتهادا )،لا يلزم إلا أصحابه ، ولا يمكنهم فرضه . كما يعتبر بعض الخصوم الحجاب اجتهادا أو ما إلى ذلك ، وهو لا يلزم إلا أصحابه و على هذا يجب أن نتوافق و إلا فالطوفان ، إن لم يكن اليوم فغدا ، و إن غدا لناظره لقريب .

 

أختم بما جاء في مقال مضاوي الرشيد المنشور في تونس نيوز يوم 18 أكتوبر نقلا عن جريدة  » القدس العربي  » للتدليل على أحد أبعاد الحرب على الحجاب ، و التي تطرقت إليها في مقال سابق ،(2) عندما قالت  » لقد حصل بالفعل تصدير المنتجات الغربية للمسلمة والتي تستهلكها كما تستهلكها المرأة الغربية لكن الاختراق الاقتصادي لا يعوض عن الاختراق الحضاري المرجو . هذا الاخير يعتبره الغرب مرتبطا بتغيير النمط السلوكي بدءاً بالزي وتبعاته  » .

 

(*) كاتب وصحافي تونسي

 

( 1 ) من مقال للكاتب نشر في جريدة الشعب المصرية  « فرنسا تؤسس لقرون وسطى لائكية  » حول منع الحجاب في فرنسا مع تصرف.

( 2 ) حضرة مفتي تونس : إلى متى تتلهى عن الحرب ضد الاسلام

(3 )  » تهافت الربط بين أوضاع سيسيولوجية متغيرة و أحكام دينية ثابتة « 

 


 
 

تــونس والعــودة إلى خيمــة اللــه

د.خــالد الطراولي

ktraouli@yahoo.fr

 

حين تشتد العاصفة، ويرتجّ البيت، ويستيأس الرسل..، حين يتربّى موسى في قصر فرعون ويشتد صلبه ولا يندثر..، حين يتعاقب الليل والنهار، ويقلّ الضياء وتسود العتمة ويحلّ البوار، ويطبق الظلام بردائه المقيت على العزائم والإرادات والأصعدة، ويدخل التوجّس والريبة كل البقاع والأطر والأمكنة… حتى يلج المشاعر، والعواطف والنوايا والظمائر..، وحيث تنادي… وتنادي، وتنادي، ولا مجيب ولا معبّر…حين تنتهي الأدوار وينسدل الستار ويعم الصّغَار، حين تنسد المنافذ وتعلن النهاية والفناء، ويأخذ االسادن مفتاح كعبته وترتعش أصابعه نشوة واستعلاء… حينئذ تتبدل الأرض غير الأرض وتنفتح أبواب السماء…

 

سنــوات الجمـــر

 

 يمرّ على الأفراد والجماعات والشعوب حين من الدهر تتوالى عليهم المآسي والبلاوي والشجون، و لا نرى أكبرها و لا أرداها و لا أشدها، من ابتلاء الدين، قبل النفس والنفيس. ولقد شهدت تونس في بعض فتراتها الأخيرة، وعلى امتداد عقد من الزمن، شدة وقسوة على الدين وأهله، وأهله شعب من  البحر إلى البحر… وتُغلَق بيوت الله، وتُكَمّم التلاوات، وتُشَتّت حلق الذكر، وتُقَزَّم الصوامع، وتُهتَك الأسترة وتٌمزَّق الأحجبة… وتصبح الأرض غير الأرض، والسماء غير السماء، ويُشرَّد عيال الله من بلاد الله إلى أرض الله… وينادي مناد من فوق صومعة ضرار… ومن برجه العاجي : لمن الحكم اليوم؟ لمن الملك اليوم؟.. ويجيبه آخر من أسفلها… وتحت ركام الرماد : « وتلك الأيام نداولها بين الناس »!..

كانت ظلمات بعضها فوق بعض، « إن مددت يدك لم تكد تراها »…كانت ظلم الأخ لأخيه، أخوة وطن وعقيدة ولغة ومصير…وظلم ذوي القربى أشد مضاضة. كانت فتنة يبيت فيها الحليم حيران… وعاد الدين غريبا كما بدا فطوبى للغرباء.

 

وتمر الأيام والشهور والسِّنون… ويقضي البعض نحبه ومنهم من ينتظر… وما بدلوا تبديلا. وبقي شعبنا في تونس يعيش المأساة عن قرب، وما خلا بيت إلا وفيه شاهد أو شهيد،  مفارق أو معانق،  في الخفاء أو في العراء، في المفنى أو في المنفى! أرواح مكلومة، وخدود ملطومة، وأجساد مورومة، وحقوق معدومة، ونفوس مهمومة… وأنّت الأرض وحقَّ لها أن تئن، وخرج التاريخ من برزخه، وجثا الحاضر على ركبتيه يشكو ظلم العباد لرب العباد…وتوقّف الزمن!   » يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما، فلا تظالموا! « [[1]]…

 

وشمت الشامتون عن علم أو عن جهل، وكانوا قلة، وعفا الله عما سلف، وأُرغِم الجميع على الصمت والتظاهر بكراهية أبناء حاراتهم وقراهم وبلدهم، وأخفى الناس علاقتهم بالمعبود، فلا السلام عليكم حين تدخل وتخرج، ولا الحمد لله حين تأكل وتشرب، ولا تبسمل ولا تحوقل ولا تهلّل… وكُبت الدين وأهله، وأُغلقت أبواب الأرض حوله، وأريد لأبواب السماء أن تُغلق!… لكن… « يا عبدي أنت تريد وأنا أريد ولن يكون إلا ما أريد »[[2]]… وأشرقت الأرض بنور ربها، وجاء الغيث من السماء…

ومن الظلمة ينبثق الضياء…

 

جاءت  » الجزيرة  » وجاء غيرها… وسمع الناس ورأوا أن للبيت ربا يحميه… والله غالب على أمره… وجاء الشيخ والفتى، وجيء بالكتاب، ورأى الجمع أن تاريخ الأمة لم يُطمس، وحاضرها لم يُقبَر، وأن الدين دين الله، وأنه باق إلى قيام الساعة، وأن العيال عيال الله، وأن خيركم خيركم لعياله وأمته ووطنه… وانقشعت الأحجبة وسقطت الأصنام، أصنام الهوى، وأصنام الخوف واليأس والقنوط، وهتف هاتف : أليس الصبح بقريب؟… وبدأ الفجر في نشر أشعة السكينة والطمأنينة والبحث عن الذات… من نحن؟ على أي أرض نقف؟ وإلى أين نسير؟

 

وكانت البداية…وكانت العودة نحو خيمة الله، وفرحت السماء وعانقت أرضها،  » َلَله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرّب إليّ شبرا تقرّبتُ إليه ذراعا، ومن تقرّب إليّ ذراعا تقربتُ إليه باعا، وإذا أقبل يمشي أقبلتُ إليه أُهرول… »[[3]] وأصبحت بيوت الله تمتلئ من جديد، شباب على الفطرة يتطلعون إلى عبادة ربهم، ويتخلقون بأخلاق قرآنه..، فتيان وفتيات..، الفضائيات سندهم، والإنترنت رفيق دربهم، في هذه الرحلة نحو الله… « فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى »[[4]].

 

عودة مباركة، وأوبة أصيلة، كشفت عن حقائق مدفونة في ماضينا، و منسية في حاضرنا… أن الخير في أمتي إلى قيام الساعة[[5]]، وأن شعبنا في تونس ما نسي يوما دينه ولا تاريخه، ما نسي برهة لا من أين أتى ولا إلى أين يسير،  وما تناسى لحظة أن المعبود واحد مهما تعدّدت النسخ، وأن أهل الله ما خانوا الأمانة أبدا، وأن الظلم ظلمات في الدنيا قبل الآخرة، وأن أيام الله قادمة…فطوبى لمن صبر، وطوبى لمن ضجر… وعفا الله عمّن آثر الانعزال، والوقوف على الأطلال، لهول ما رأى وسمع، وارتضى بأن يكون من قوم تُبَّع… 

امتلأت المساجد من جديد، وجدّد القوم العهد مع مالك الملك، وارتفعت الأيادي، وعلا النداء وامحمداه وامحمداه … من يسمع من يجيب… الناس حيارى ينتظرون منقذا من الأرض يحمل همّ السماء، منقذا لا يعادي هويتهم ولا تاريخهم ولا عقيدتهم… كفاهم مسيلمة وطلحة… وكفاهم النسخ الزائفة… وظن بعضهم أن شعبنا ناس لا محالة من تولّى وناصر البغي والعدوان، و أصبح اليوم يلتحف لباس العقلاء والرهبان، وعلا من هنا وهناك حديث الإنقاذ والإصلاح… وظلّ القوم ينتظرون… وغاب المنتظَر… ونسي القوم أن الأمّة قد وعت الدرس من قبل، وأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وأن الأمّة قد غاب وعيها لحظة من الزمن، وما غاب كلَّ الزمن…

 

هذه المرة، حمل القوم فكرة، ويريدون لها مؤسسة، فقد علموا أنه إذا غابت الفكرة ظهر الصنم[[6]]، لكنهم فقهوا أن الفكرة إذا لم تحملها مؤسسة فإن الصنم سيظهر من جديد. هذه المرة، عزم القوم على العيش في المدينة الفاضلة في ظل التناوب والتعدد والاختلاف والاحترام. واشرأبت الأعناق نحو محمد المنتظر… ليلتقي شعب ومنقذ ومؤسسة، ليلتقي شعب وفكرة ومنقذ… ليلتقي التاريخ والحاضر والمستقبل في زمن الوعي، وفي زمن شعاره لا خوف بعد اليوم، ولا معبود بالحق إلا الله…

المرأة الإنسان، المرأة وكفى…

وتلتقي الجموع على ضفاف بحار حمراء صُبغت شهادة ونضالا وجهادا، وعلى زغاريد نسوة يحملن مشعلا ويذكّرن القاصي والداني أنهن أمهاتُ وأخواتُ وبناتُ رجال، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ويُثبِتن أن مع كل عظيم امرأة، وأن النساء شقائق الرجال[[7]] محنة ونعمة، وأن خديجة وعائشة وفاطمة وزينب ما وُورين التراب يوما، وأن الحفيدات على العهد ملتزمات، ولِذكرى الجدّات حافظات، وعلى طريق المؤازرة والبناء سائرات.

 

لن يصدق تاريخ  تونس يوما إذا لم  يذكر بناتها، إذا لم ينحن إجلالا لحالها ولأدوارها، إذا لم يردّ لها اعتبارها، إذا لم يحص آهاتها، ولم يهتزّ لويلاتها ولدموعها وعذاباتها..، كان خيارها عودة لهويتها، كان نضالها ارتماء في أحضان مرجعيتها، كان قرارها حبا لدينها وعشقا لوطنها وتسليما لربها… كان فعلها حجابا، ونظرها استغرابا، ومبدئها صبرا وثباتا.

 

فتيات راهبات، طيبات طاهرات، غير متبرجات، عزمن على الاستجابة لنداء الضمير والهوية…، ولنداء المعبود، فطلقن حبّ الذات والأنا، وإرضاء المخلوق، إلى معصيته وإرضاء الخالق، وتزيّنّ بالحشمة ولبسن الحياء… وكان الحجاب! 

وتنطلق المرأة الإنسان، في بلد كان غير ذي زرع، في حشمة حجابها، تمشي على استحياء، وبحزم وجرأة وأمانة… حزم  الممسك على جمار الحق، والجريء على ألسنة الباطل، والأمين على حقوق أسرة ومجتمع وشعب… وفي ساعة من نهار يكون الحق أنثى و الأنثى إنسانا… وينسدل الستار!

والكاظمين الغيظ

 

… ورغم العنت والنصب وجور الوطن، رغم الدموع والآهات والمحن، رغم العذاب والويلات والفتن..، رغم العويل والصياح والجروح، رغم التشريد والإجلاء والقروح، رغم عداء الأوطان، وتنكيل السجان، وغياب البرهان… رغم ضعف ذات اليد والحبال من مسد… رغم انسداد الآفاق، وضمور الوفاق، وغضبة الرفاق…، فإنا نعلنها صرخة مدوية، عالية غير ملتوية، من وراء القضبان أو الجدران، من وراء قلاع الصمود وكثبان الرمال، من وراء الحدود أو تحت اللحود… من فوق صومعة المجد : أنا قد عفونا ونحن الثابتون، أنا قد سامحنا ونحن الواقفون، أنا قد غفرنا ونحن الصامدون..، أنا قد كظمنا غيظنا، وأرضينا ربنا، وخدمنا شعبنا..، وضحينا بالمال والأولاد، من أجلك يا تاريخ الأجداد، من أجل الصغير والكبير في هذه البلاد، من أجلك وعلى نخبك يا وطن…

 

زرعوا فأكلنا، ونزرع فيأكلون، كانت كلمة طيبة كشجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء..، تسلّمنا مشعل الهوية، ركبنا سفينة الوطنية، حملنا أسفارا ربانية… وعبرنا البحار والوديان… وكانت رحلة بلا ألوان!. لكن الشجرة آتت أكلها ولو بعد حين، لكن الثمرة أينعت ولو بعد سنين، وجاء الغيث والأرض عطشى، وجاء الفرج والناس موتى،  وانسابت الرحمة على غفلة من السجان، وجاء الأمن والأمان، وجاء حمزه! 

والعود أحمد

 

هذه المرة أراد القوم الحياة مع الله…في رحاب الله…وبعون الله … جرّب القوم البعد عن الحبيب، فظلّوا الطريق، وانتهت الغيبوبة، وانتهت الغيبة، وتنبه القوم! إنما الحب للحبيب الأول… وأن هذا الحبيب لم يسخط عليهم رغم تنكرهم، ولم يبعدهم رغم جفائهم…ولم يخنهم رغم غيابهم… وكان اللقاء… يروى أن شابا من بني إسرائيل عبد الله عشرين سنة ثم عصا الله عشرين أخرى، ثم نظر يوما في المرآة، فرأى الشيب في رأسه، فاستحي وأراد التوبة والعودة إلى الله، لكنه استعظم الأمر…فسمع هاتفا يناديه : » يا عبد الله، أحببتنا فأحببناك، وهجرتنا فأمهلناك، وإن عدت قبلناك. »

 

المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


 


[1]  حديث قدسي

[2]  حديث قدسي

[3]  حيث قدسي

[4]  سورة الكهف

[5]  حديث نبوي

[6] القولة لمالك بن نبي رحمه الله.

[7]  حديث نبوي

 


دفاعا عن مؤسسة الإفتاء في تونس

 

علي بن عرفة – لندن

 

قرأت مقالا للأخ الفاضل الهادي بريك، وجه فيه الحديث- حتى لا أقول النقد – لمفتي الجمهورية التونسية مطالبا بالفصل في قضية الحجاب، ولو في مقال صغير في صحيفة مغمورة في اي مكان من العالم.

 

وفي البداية لا أعتقد أن المقال الصغير سيظل كذلك عندما يخالف المفتي سياسة السلطة، ولعل طلب الأخ الهادي نفسه يشير الى أهمية ومكانة تصريح المفتي في هذا الشأن، حتى وان صدر في مقال صغير وصحيفة منسية في أي بقعة من العالم.

 

ثانيا لقد خبر شعب تونس موقف الائمة والعلماء ورجال الفتوى فيه، فصمتهم هو الموقف الغالب في نهجهم لمواجهة سياسات السلطة، لأنهم على ثقة من ان الشعب ليس في حاجة الى فتوى في هذا الشأن، وما المعركة القائمة الا دليل على رفض الشعب لموقف السلطة، ولن يقدم موقف المفتي في هذا الجانب كثيرا، فلا الشعب سيقبل قوله اذا ما وافق السلطة، ولا السلطة ستأخذ برأيه اذا ما وافق نصوص الوحي، اللهم الا اذا كنا نعتقد ان السلطة في حاجة الى تبين الموقف الاسلامي من هذه القضية.

 

ان موقف المفتي في هذه القضية مطلوبا من الجانبين، فالمناصرين للحجاب يرغبون في الضغط على السلطة برأي صريح من المفتي، والسلطة ترغب في استخدام موقف المفتي لزيادة القمع واضفاء الشرعية الدينية عليه، ولهذا فإنه من المصلحة – في تقديري-  تقدير صمت المفتي، والابتعاد عن اثارة قضية الإفتاء في هذا الأمر، لأن السلطة أقدر من الجميع على الضغط على المفتي،  ولو قدر لها النجاح في استدراجه لرغباتها، لهلك الناس ولما ترحم على ضحاياهم احد، ولأطلقت يد العسف من عقالها، وهي اليوم بقدر تطاولها على حرائر تونس، تظل مثقلة بوزر الاثم، والشعور بالعدوانية، والتعدي على حدود الله، وسيرفع كل ذلك لوقدر لها امتلاك فتوى من المفتي.

 

ومن يدري أخي الهادي، لعل المفتي عرض عليه التصريح بما يوافق هوى السلطة فامتنع ورفض، ولعل شرار القوم علموا صلاحه فامتنعوا عن احراج انفسهم بسؤاله الفتوى، خوفا من شيوع خبر رفضه فيذهب مكرهم سدا.

 

واخيرا قال تعالى  » لا يكلف الله نفسا الا وسعها »  فالنترفق مع علمائنا، ولا نظن فيهم الظنون، فإنهم ان أزيحوا من مواقعهم، فالسلطة غير عاجزة عن الإتيان بضعاف النفوس، ممن يبيعون دينهم بدنياهم، وكم من الأئمة والخطباء في تونس أصروا على البقاء في مواقعهم خلال محنة التسعينات، وتلبية بعض مطالب السلطة- كالدعاء لرئيس الدولة- خوفا من أن يتولى موقع الإمامة من يزايد على السلطة نفسها في مطالبها، فردوا بذلك عظيم الشرور بأقلها، ولهم في ذلك اجتهاد.

 

ان صمت المفتي في زمن المحن واشتداد العسف هو من الفضل الذي يحمد له، ولا ندرك ذلك الا متى علمنا انه كان يمكن – لا قدر الله – ان يساير المفتي – باعتباره بشر –  الطغاة في اجرامهم، موافقة  » لاجتهادهم » أو خوفا من بطشهم،أو طمعا في دنياهم.

 

 أنه لمن دواعي الفخر لتونس وعلمائها ورجال الافتاء فيها، ان تعجز السلطة ان تجرهم لمساندتها في مواقفها، في الوقت الذي تستنجد فيه باساتذة الشريعة والعلوم الانسانية لتبيرير موقف ديني، وفصل القول في شأن الاجتهاد وروح الدين.

 أليس في ذلك رسالة غير خافية ، مفادها ان السلطة في درك العجز عن جر المفتي وهو أحد موظفيها لأضفاء الشرعية على مواقفها؟

نسأله سبحانه أن يحفظ علماء تونس من مكر السوء، وان يلهمهم الرشاد والسداد.

 

 » اللهم اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم »

 

صدق الله العظيم


إسلامكم هو المشكلة
عماد حبيب http://imedhabib.blogspot.com أولا عندي رد لا بد منه للسيدين صابر التونسي و عبد المجيد العداسي : شكرا لكما لإهتمامكما و ردودكما، و اعذراني لن أذهب في الرد لأبعد من هذا و لكن فقط  بالنسبة لصابر أقول لو وضعت اسمي على محرك البحث قوقل فستجد أن هناك فعلا كاتبا تونسي يكتب من مدة باسم واحد لا يتخفى وراء غيره مدافعا دائما عن نفس الأفكار، في عدة صحف و مواقع منها ايلاف و الحوار المتمدن و القدس العربي (رغم اختلافي المبدئي مع اتجاهاتها و صاحبها عبد الباري عطوان، و لكن يحسب له أنه ينشر رأيا مخالفا، كما تفعل تونسنيوز)

ثانيا هناك توضيح أراه ضروريا لمن قد يتوجّس خيفة ان أكون منتميا لحزب ما أو مدافعا عن السلطة : صاحب هذه الكلمات علماني حتى النخاع (و التعبير للدكتور منصف المرزقي استعيره منه بدون اذنه) لكني لا أنتمي الا لقناعاتي، و هذا ما يهم القارئ عل الصعيد السياسي. أما فكرا، و لأني سأكتب ما أعتبره أفكارا، فأنا أفخر بأني كنت و إلى وقت قريب قرآنيا (مما لا يتعارض مع علمانيتي) و أني أميل الآن أكثر لللاّدينية لأسباب لا أرى المجال هنا يسمح بعرضها.

ثالثا  يا سيدي انا لا أسخر من البخاري فحسب بل أنكر السنة كلها جملة و تفصيلا و عندي من الأسباب و الحجج و من آيات القرآن نفسه ما يثبت ذلك. و لو كان الحوار سيكون حضاريا و على مستوى الأفكار فأني مستعد أن أكتب و أناقش باستفاضة، لكنّي هنا سأختصر حتى لا نبتعد عن موضوعنا الأصلي : الحجاب و الأرهاب و حفرة طالبان.

لا يكفي أن تصرخ و تتشنج و تكتب عشرات المقالات متباكيا، مدّعيا أنك مظلوم، لتكون على حق. و لا يكفي أن تقول ألاف المرّات أن « الهجوم » على الحجاب هو هجوم على الإسلام، ليتحوّل ذلك إلى حقيقة. و كلّ ما يفعله « اسلامويو » تونس هو استعداء أمثالهم عليها بأبشع التّهم، داعين من حيث يشعرون أو لا يشعرون، اخوانهم « المجاهدين » من أمثال « اسود طالبان » القيام بعمليات ارهابية داخل تونس لتلحق بالعراق و افغانستان و ليسقط أبرياء فداء أطماعهم و أوهامهم المريضة. فالذي يصدق و نحن الآن في سنة 2006 و بعد كلّ ما حدث أن تلك العصابة المتخلّفة التي اسمها طالبان قد اأقامت دولة، و أن العصر الحجري الذي أعات اليه شعب افغانستان هو صحيح الاسلام، و أنهم يقاومون اليوم كالأسود الأمريكان الذين يختبؤون في الحفر، من لازال يصدّق ذلك فعلا جدير بالرثاء قبل الاستهزاء كما قلت سابقا. و ما رواه مبعوث الأمم المتحدة ليس أسوأ ما حدث و ما هو ثابت من جرائم طالبان (عذرا لو اعتبرت اجبار الناس التبرز في حفرة جريمة، لكني لا أجد لها وصفا آخر، حتى الغباء سيكون غير لائق). طالبان أصدرت فتاوى تمنع الضحك، فضلا عن الغناء و الفنون، و حرمت البنات من التعليم و النساء من العمل الاّ كمتسوّلات، و كله من السنة، أو ما تعتبرونه سنّة، لذلك كان اسلام طالبان، الذي لا يبتعد كثيرا عن اسلامكم أنتم الصارخون واخماراه يا « حرائر » تونس، كان اسلامكم هو المشكلة، بل المصيبة الكبرى و السبب الأول لتخلّف هذه الأمّة  منذ مئات السنين.

ما أعلمه أن الاسلام دين توحيد لا عبودية فيه الاّ لله و لا وساطة فيه أو أوثان، دين نور و عدل و رحمة. الاسلام السلفي خصوصا و السني عموما (و الشيعي ليس بأفضل حال) اسلام وثني بامتياز. القداسة التي اختص بها الله نفسه اعطيتموها للرسول و لأصحابه كلّهم، و لتابعيهم، و لكل من هبّ و دب حتى لمن جاء بعدهم بمئات السنين من أمثال البخاري هذا. حوّلتم كلّ شيئ لأوثان، بدءا من الحجر الأسود، و مرورا بقبر الرسول و مسجده بالمدينة، و انتهاءا بكتاب تقولون أنّه أصحّ كتاب بعد القرآن، في حين أنه مليئ بخرافات لا يصدقها الصغار، و أحاديث فيها اهانات للرسول نفسه، و أحاديث تتعارض مع القرآن، و مع المنطق و العلم. و منها كلّ الأحاديث التي تستندون اليها في مسألة تغطية سائر الجسد ما عدى الوجه و اليدين. بدع استعملها الخلفاء الأوائل لتثبيت ملكهم كمثل حدّ الردّة الذي لا وجود له أصلا، و رجم الزاني المناقض للقرآن، و أقوال صارت من صحيح الدين كمثل « ما هو معلوم من الدين بالضرورة » التي صارت سيفا مسلّطا على رقاب كلّ من استعمل عقله و نفّذ أول ما جاء في القرآن : « إقرأ ». هل أذكّركم بقائمة المفكّرين الذين قتلوا أو شرّدوا أو كفّروا لمجرّد أنهم فكّروا بطريقة مختلفة عن الأئمة الأربعة ؟ هل يعقل أن يسيّر حياتنا اليوم فقه كتبه الأئمة الأربعة، هل لكلام ابن تيمية و ابن عبد الوهّاب أية قيمة عمليّة اليوم، الا انتاج نسخ بشعة من الارهابيين الذين يكفّرون كل من لايطيل لحيته أربع أصابع أو لا يلبس ثوبا فوق الكاحل ؟

اسلامكم عبادة لاسلافكم ، اشراك بربّكم و بقرآنكم، أردتموه متحجّرا غير قابل للتطور و التغيير و ملائمة مقتضيات الحال، فهو المشكلة الرئيسية. و كان يمكن أن يبقى الأمر في دائرته العقائديّة لولا أن حركات الاسلام السياسي حوّلته لقنبلة موقوتة. قتبلة يوم انفجارها فلن تدمّر معها سوى المسلمين أنفسهم . المسلمون لازالوا يعتقدون أنهم فعلا خير أمة أخرجت للناس. مصدّقين، و أنه سيأتي يوم يقول فيعه الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فتعالى و أقتله (و هذه نشرت في تونسنيوز). فهل هذا دين قابل للعيش في هذا العالم ؟  أو ليست اعداد الانتحاريين في العراق (و الذين يقتلون من العراقيين أضعاف أضعاف أمثالهم من الأمريكان) دليلا أن هذا الدين (القراءة للدين) لا تصلح الا لغسيل المخ و انتاج الارهابيين، الأغبياء بامتياز.

الإسلام (القرآني، و لن أقول هنا الحقيقي حتى لا أقع في نفس الفخ و أدّعي أني أمتلك الحقيقة المطلقة ) هو دين علماني بامتياز، حرية التفكير مكفولة فيه، بما فيها حريّة الكفر و الايمان، و أكرّره بما فيها حريّة الكفر  الإيمان، لا عصمة فيه لأحد ، الاّ للرسول في حدود الوحي و ابلاغه الرسالة (القرآن) فلا بخاري و لا مسلم و لا قرضاوي (أو ليس القرضاوي هذا هو صاحب الملايين و الأسهم في البنوك الاسلامية، الذي يقيم ابناؤه بامريكا، و الذي تزوج من طفلة في عمر أحفاده من سنتين ؟ أو ليس هو من يفتي بالشيئ للمجاهدين و ضدّه للأمريكان ؟ أو ليس هو من يفتي أمام مئات الصحفيين بمصر بتحليل ذبح المدنيين، ثم يعود و يكذبهم في اليوم التالي في قطر ؟  هل أمثال هذا البابا الذي نصبته علينا الجزيرة مصداقيّة ؟ قيمة ؟ بل لكلّ هيئة علماء المسلمين ، و أكرّرها، أيّ علماء هم ؟ و أي علم ينفع الناس يحملون ؟ و ما انتاجهم أو دورهم في الحياة سوى العيش كعالة على الطبقة العاملة و كطفيليات تمص عرقها؟


 

عن الحجاب ولكن الآن وهنا

 
بقلم برهان بسيّس   في خضم النقاش المفتوح هذه المدة حول قضية الحجاب اعتقد انه من الواجب ابداء الملاحظات التالية. ـ لا بد من الانتباه الى ضرورة وضع النقاش في سياقه الفكري المدني خارج محاولة المحاججة من داخل النص الديني بما يعنيه ذلك من مغامرة غير محسوبة تقع في شباك التأويل المفتوح بموجب حيوية النص المقدس وثراءه على كل انواع النتائج والخلاصات الخادمة لكل الرؤى حتى أشدها تناقضا. اذ نَجد مثلا في موضوع الحال كل مايمكن ان يؤكد في القرآن والسنّة وجوبية الحجاب كأمر شرعي مثلما نجد ايضا نقيض ذلك نزعا للححاب عن كل شرعية ووجوبية دينية ترقى لمستوى الفريضة.   الانجرار لنقاش مسألة الحجاب بآلية النص والتاريخ هو وقوع في فخ الاستدراج الاصولي الذي يهوى تحويل القضايا المدنية والسياسية الى قضايا دينية ليطبق على ضحاياه بأسلحة النص المبين وفتاوى الحلال والحرام وقابلية الجمهور المسبقة للتسليم الخاشع امام ما استبطنه ـ صحة او خطأ ـ كأوامر الاهية مقدسة من الصعب ان ينزعها من عقله مهما كانت قوة الاقناع المضاد (هذا طبعا ان كان هذا الاقناع المضاد مقنعا أصلا!!).   ـ لا بد من التذكير ان نقاش مسألة الحجاب ليس جديدا في تاريخ الجدل السياسي التونسي بل ارتبط دوما بظرفية وسياق تنزّل فيه تاريخيا واعطى من بنيته وتفاصيله وتوازناته وحسابات فاعليه خط سير هذا الجدل واتجاهاته. ومن المفارقات اللافتة ان خروج الزعيم بورقيبة ثلاثينات القرن الماضي الي ساحة الكتابة الاعلامية كان مع مقالة جدالية له يدافع فيها عن الحجاب ضد سياسات المسخ الاستعماري وانسجاما مع خطاب هوية متصل بهموم التحرر الوطني.   بورقيبة العلماني المناور هو ذاته الذي شحن عهد بناء الدولة الوطنية بطموح تحديثي تعامل مع الحجاب كأحد مفاصل طموحه لكن هذه المرة في اتجاه الدعوة لنزعه في سياق رؤية التحديث لصورة المرأة كمشارك فاعل في الحياة العامة لا ككيان منزلي محجوب عن حركة مجتمعها.   كانت ذروة المشهدية الدالة على هذه الرؤية صورة الزعيم بورقيبة وهو ينزع بكياسته المرهفة غطاء السفساري من على رأس امرأة تونسية داعيا اياها في تلك اللقطة الشهيرة ان تخرج للحياة.   لكن في ما تلا عشريتي التحديث الاولى المندفعة بحماسة مرحلة البناء الوطني بدأ مجتمع الاستقلال يتحسس نفسه كمجتمع تراتبية طبقية اعادت انتاج خريطة اجتماعية من الفوارق ومظاهر الحيف واللاتوازن الجهوي اخرجت لقاموس الاحتجاج ملبسا رمزيا مع بروز التيار الاسلامي اواخر السبعينات منتعشا بزخم صور ثورة المضطهدين القادمة  من ايران الخميني ليصهر مشروع الاحتجاج الطبقي على غبن مجتمع الفوارق المتنامي وغطرسته الرمزية المستفزة في مشروع احتجاج سياسي موحد هو احتجاج «كل المجتمع المسلم بطبقاته ضد الدولة التغريبية بكامل خياراتها».   بدأ الحجاب في التحرك ضمن الفضاء العام انطلاقا من بؤرة الجامعة كوشم سياسي لنشطاء التيار الاصولي ليتخذ شكل الشعار المظفّر المتنقل للحركة الاصولية في ذروة صعودها الذهبي عشرية الثمانينات في تقاطع لافت  بين خطاب الاحتجاج الاسلاموي وارضية الغبن الاجتماعي والطبقي التي تقف عليها بنات تونس وطبقاتها المحرومة رغم توسع دائرة الانتداب الطبقي لنشطاء الحركة الاصولية ليبدأ الحجاب بالبروز في اوساط الطبقة الوسطى وكوادرها العليا لكن في انضباط كامل خلال الثمانينات لهذا الزي كوشم سياسي بل أكاد ان اقول كوشم تنظيمي بشكل مباشر.   كف الحجاب عن ان يكون سلاح ابناء الطبقات المحرومة فقط ليوزعه التيار الاصولي كشفرة متحركة اخترقت الدائرة الطبقية المحدودة لتنتشر مظاهره في الضواحي المترفهة اين تعاطفت حتى بعض وجوه  نخبة الوجاهة العائلية المنحدرة من اوساط البورجوازية البلدية التقليدية مع مشروع الحركة الاصولية وصل الى حد تقدم بعض شيوخها لرئاسة القائمة الانتخابية البنفسجية لهذا التيار أثناء انتخابات 89 وهو الشيخ الاخوة الذي جلب خطابه السلفي المحافط الانتباه الى حقيقة  مشروع النكوص الذي يحمله التيار الاصولي رغم حرصه على المناورة والتخفي وراء ادعاء الانسجام مع مكاسب التحديث المنجزة في البلد.   انتهت هذه المرحلة بالنتائج المعلومة وتمكنت الدولة من احباط مؤامرة الاحتواء والانقلاب التي خططها التيار الاصولي لتضمر بشكل موازي رموزه السياسية المتحركة في الفضاء العام لكن الطارئ الجديد في العود الاخير للحجاب هو في تقديري صنف جديد من اصناف الاحتجاج متصل بحيرة جامحة تسري في مناخ عولمة الفضاء الاتصالي للإجابة عن سؤال الهوية في ظل توترات سياسية وحضارية دولية مؤثرة.   في زاوية معينة اعتقد ان نظامنا التعليمي لم يوفق رغم سلسلة الاصلاحات الايجابية المتوالية على الاجابة عن سؤال الهوية من مدخل اللسان على الاقل. ففي اللحظة التي راهنّا عليها من اجل نحت شخصية جيل متمكّن من لغته العربية منفتح على لغات العالم كالفرنسية والانقليزية نعاين للأسف نتائج مثيرة تؤكد ان هذا الجيل فشل وهو يطمح للالمام المتعدد باللغة في ان يتقن لا اللسان العربي ولا اللسان الفرنسي ولا اللسان الانقليزي.   انسحاب مصادر الاعلام المتعددة ـ على الاقل  الفرنسية منها ـ من دائرة التأثير على صياغة الرأي العام الوطني ملأه الزخم الجديد للقنوات العربية وما يحمله خطابها في مجمله رغم تباين مرجعياته السياسية من تأصيل لمفاهيم النكوص والتقوقع على الذات ورفض الحداثة باسم الدفاع عن الامة وهويتها.   لقد انتجت هذه المرحلة  ارباكا حقيقيا لمشروع التنوير والتحديث ترجمته حالة من البطالة الفكرية التي ضمرت فيها النقاشات الكبرى لفائدة انكباب مبرر ومفهوم على هموم التنمية في مراهنة كلية على الاقتصاد وفاعليه من التكنوقراط.   تراجع حضور النخب وضمرت الحياة الثقافية ونقاشاتها الكبرى لفائدة واقع جديد مركب فتح الابواب امام مصدر تأثير واحد حافظ على نسقية اشتغال مرتفعة هو الفضائيات فتحولت قناة مثل «الجزيرة» الى مصدر الهام كفضاء واسع لنقاش نخبوي معروض جماهيريا على الطريق العام وفي مخادعنا الحميمية وهذه هي الخطورة الكبرى التي لم ننتبه اليها بتطوير اعلامنا الوطني الذي ظل للأسف خارج دائرة هذه الرهانات الرئيسية ومن ابرزها خوض سؤال الهوية بالدقة اللازمة للاجابة عن مطلب صورة الانسان الذي نريد!!   للأسف لازال منّا منْ  يعتقد في دور ساذج للاعلام مندرج ضمن رؤية ـ ما يريده الجمهور ـ وهي رؤية احتقارية لهذا الجمهور الذي لا يرى فيه البعض غير عقول كسولة تقتصر رغبتها على الامتاع والمؤانسة دون ان ينتبه الى قوة «التحيّل الجمعي» التي تختزتها الشخصية الاساسية التونسية حين تقنعك انها وفيّة لاعلامها الوطني في المتابعة والمشاهدة ولكنها تشك بصفة مرتفعة في مصداقيته ولا تثق فيه للأسف!!!   موضوع الحجاب الآن  وهنا هو احالة مباشرة لسؤال الهوية الذي لا يمكن في تقديري ان تجيب عنه الرقابة الامنية او الادارية  بل توسيع دائرة النقاش والجدل وتشريك النخب الصامتة التي انسحبت من فضاء النقاش العمومي وانكفأت على عالمها الاتصالي الخاص، انه يتم بالانتباه الى ان رفضنا للحجاب هو في الحقيقة رفضنا لخطاب الحجاب الملخّص لنموذج  خطاب مخاتل يبدء بحجاب المرأة كقضية حريات فردية لينتهي الى نسف كل  مكاسبنا التحديثية باسم ذات البكائية المنافقة اذ لا بأس ان يتزوّج الرجل منا زوجة ثانية وثالثة أليس خيار الزواج ايضا حرية فردية؟!   لا بأس ان نمنع الاختلاط في المدارس والجامعات والمواقع العمومية اذ علاوة على البعد الديني للمسألة لا نستطيع ان نجبر فتاة مؤمنة او رجلا مؤمنا على الاختلاط ونمس بالتالي من الحرية الفردية للأشخاص في اختيار جغرافية تموقعهم!!! ثم لماذا تمسّوا من حرياتنا الفردية في اختيار تطبيق الشريعة برجم الزاني في الساحات العمومية واقامة مواكب الشنق  العمومي للقتلة وقطع الرؤوس على الملأ وقطع الايادي تطبيقا لمقتضيات الشرع وسيرة  السلف!!   أليس ذلك جزء من  خطاب التأسّي الذي يمارسه نفاقا بعض الديموقراطيين الجدد المتمسّحين على اعتاب المشروع السلفي تزلّفا وانتهارية باسم معركة الحريات الفردية؟   اعتقد ان التراجع امام خطاب الحجاب بما فيه عبر الدعوة الى بديل «السفساري» او غير ذلك (رغم اعتزازنا بـ«السفساري»«  كجزء من تراثنا التقليدي لكن مع قناعتنا انه لا ينسجم مع مقتضيات الحياة العصرية لامرأة تطمح للمشاركة في الحياة العامة عملا وتعليما) يمثل انتكاسة في حق مكاسب التحديث التي حققها النظام الجمهوري لفائدة المجتمع بفضل تضحيات رجال شجعان دفعوا من حياتهم وكرامتهم ثمن الاصلاح الشجاع، تلخصها سيرة الطاهر الحداد الذي اطرد من عمله وطورد في الشوارع وضُرب في المقاهي ومُنع كتابه لانه غامر بالدعوة الى ولوج العصر من باب الحقوق والمواطنة والمساواة.   من هذا الباب بالاساس، باب المدنية والمواطنة والحقوق والقانون والاقناع والجدل والنقاش تكون المقاربة المتوازنة لقضية الحجاب الآن وهنا أما التشنّج وما قد يصاحبه من تجاوزات حين تقتصر المقاربة على  الادوار الامنية والادارية فانها لن تخلق سوى ضحايا يتم اهداءهم لرصيد التيار الاصولي المهزوم فاذا بنا عبر بعض الاخطاء نُعيد له الروح وننعشه!!!   (المصدر: ركن « البعد الآخر » بجريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 19 أكتوبر 2006)

 

مأساة الخطاب الدينى في تونس / إلى برهان بسيس

 

 
 الجــــــــــــــــــــــاد

راعني ما قرأت وأسفت له ..اسفت لما اقترفه الكاتب من لى لعنق اللغة وتطويعها محاولا الخروج منتصرا من القضية لصالح ما ينشره النظام التونسى وما يقول به زين العابدين بن علي .. راعني  ما يقترفه بعض المحسوبين على التيار الثقافى فى تونس والذى كان ولا يزال سمته الانفتاح …واقصد به  التيار المستقل عن اى تاثيرات سياسية  رسمية.. وليعذرنى الكاتب ان رأى فى ردى هذا تهجما عليه قبل ان يكون انتقادا لما يكتب .. فقد يكون ذاك مرده  الى حجم الخيبة التى شعرت بها وان اقرا واطالع ما كتبه  مقالته  ( الخطاب الدينى فى تونس ) وقد كان كل  ظنى انها مقالة تركز على تدنى مستوى الخطاب الدينى فى تونس وتبحث في اسبابه وعلاقة السلطة فيما وصل اليه الخطاب الدينى التونسى من انحدار وتهافت ..غير انى لم البث وبعد سطور قليلة ان اكتشفت ان المأساة اكبر من مجرد انتقاد الخطاب ..انها مأساة فكر .يهادن ويغازل ويلاطف . ومأساة ثقافة يتبناها البعض و تؤسس للمزيد من الخنوع والاستسلام للخطاب الرسمى تحت طائلة  عواقب  وخيمة …وهى على اى حال مأساة تمس المثقف العربى وليس التونسى فحسب فى تبنيه بل وخضوعه للمنظومة الرسمية مهما كانت ظالمة او مخطئة

واعود الى مقالة الكاتب .. التى كان كل هدفها ابراز  .. ماساة الحجاب وليست مسألة الحجاب … هكذا هى التسمية الصحيحة لما يجرى فى تونس …

وهى كذلك مأساة اللغة التى  جيرت لصالح  ما ينادي به النظام التونس لالصالح الاعتدال الديني … لقد قرأت والمرارة تسلل الى داخلى ما كتبه  برهان بسيس حول الخطاب الدينى فى تونس … وانتقاده لهذا الخطاب والذى هو بالفعل خطاب ركيك جامد  وممل  ولا يرقى الى اى من التطورات التى تفرضها حركة الفكر الاسلامى المعاصر  فى الوطن العربي .

ولكم كان موفقا فى طرح المقدمة  وعرض الاسباب والتمهيد ولكنه رويدا رويدا  انساق فى ذات العقد الذى برر  للنظام التونسى  حربه على بعض المظاهر الاسلامية  وانطلق قلم برهان بسيس يكتب  ليصب فى اتجاه  واحد  وهو انتقاد الحجاب .. موظفا اللغة وما استطاع جمعه من مصطلحات فى سبيل الانتصار لوجة نظر النظام التونسى دون الانتصار للخطاب الدينى المعتدل ولكم اسفت وان ارى هذا الهدر فى الكلمات والمعانى والتى كلها تدور فى فلك ما تعلن عنه الحكومة  التونسية من اجراءات ضد الحجاب وضد المرأة المحجبة بشكل عام .

ولكون الكاتب قد اغرق نفسه قبل ان يغرق القارىء فى بحر من المصطلحات فقد  اختلطت عليه الرؤيا وهذا شان اى مثقف يوظف قلمه  احيانا  لمجاملة دون اقتناع واحيانا اخرى باقتناع دونما علم .. اختلطت  عليه الرؤيا بين الخطاب الاسلامى المعتدل بوجه عام وهو خطاب لا خصوصية تونسية له بل هو خطاب اسلامي عام  يرجى تبنيه ..وبين الخطاب السياسي والذى فرض ايقاعه  على الخطاب الاسلامى فى محاولة مزاوجة فاشلة نتج عنها الخطاب الدينى التونسى الخصوصية والذى انتقده الكاتب فى بداية مقالته دونما يخوض فى تفصيلات هذا الخطاب واسباب ضعفه الحقيقية امام خطاب التطرف  الذى جاء للاسف  اكثراقناعا لمقاربته الواقع فى اكثر من جهة  … والكاتب  الذى عرض للنتائج  لم يجروء على بحث الاسباب الحقيقة  المؤدية لصمت وانتكاس الخطاب المعتدل التونسى وبحثه فى مسألة الحجاب.. وهى قضية يعلم الكاتب انها    منطقة ممنوع الخوض فيها الا بما يناسب افق النظام الضيق .. فعن اى مقاربة يتحدث الكاتب  وعن اي حوار  ؟

ولعل الكاتب يدرك تماما ان القاريء  العربي والمتابع العربى للشؤون التونسية لايمكن ان تخدعة تلك الكلمات البراقة  ولن تربكه او تخيفه المصطلحات التى اسرف الكاتب فى طرحها  حول اللباس الطائفى والحجاب المستورد وهى كلمات  افهم ان ينشرها النظام التونسي ويروج لها  ولكن ان تتبناها النخب الثقافية في تونس  والتى ارجوا ان لا يكون الكاتب ممثلا لها على اى حال .. فذاك لهو الامر المخجل ..فمن المضحك فعلا ما تعلن عنه الاجهزة السياسية فى تونس حول الحجاب وانه لباس طائفى وان النظام التونسى  فطن الى ما لم تفطن اليه  اغلب الدول الاسلامية حول الحقيقة ( المخيفة ) للحجاب … ومصطلح اللباس المستورد وهى مصطلح جديد اضيفه الى قائمة المصطلحات التى تعانى منها لغتنا وتجأر بالشكوى … هو مصطلح لا قيمة له ولامعنى طالما ان كل لباسنا هو فى الواقع لباس مستورد فالبذل الفرنجية مستورد ة والبكينى ذو القطعة الواحدة والقطعتين والذى تزدان به  شواطىء تونس طيلة الصيف  هو لباس مستورد ولااظن التونسية عرفت البكينى ابان الفتح الاسلامى او فى بداية القرن التاسع عشر  ..اما مصطلح اللباس الطائفى فهو اشد بؤسا  ومن المؤسف ان يقال على الحجاب لباس طائفى لان ما يصح على الحجاب  من حيث  مصدره يصح كذلك على لباس علماء الزيتونة وفقهاء المساجد والذين تميزوا بلباس خاص كذلك ألبسة  مرتادى المساجد و مرتادي المعابد اليهودية فى تونس هى ألبسة  يعبر عن الطائفية ولا ننسى  الصليب الذى يضعه بعض اخواننا المسيحيون فى اعناقهم او يوشمون به اجسادهم هو  ايضا تعبير عن الطائفية  و بشهادة فرنسا ..هذا طبعا اذا اردنا ان نتعامل مع مصطلح الطائفية بهذه السطحية  والركاكة .. اما اذا كان النظام جادا . اما اذا كان الكاتب جادا .فلا وجود لطائفية فى تونس الا التى يسعى النظام حاليا الى خلقها  بشكل او بآخر …

الحجاب مسألة شرعية حاول النظام التونسى ان تجويلها  الى قضية سياسية لها علاقة بالطائفية وذلك بغية اضفاء المشروعية على كل ما يتخذه من اجراءات فى اتجاه محاربة هذا اللباس .. واعيد انه من المضحك فعلا ان يشير الكاتب الى الحجاب ..بالحجاب المستورد ولا ادرى هل هى منساق فعلا فى خط الحملة  السياسية من قبل النظام على الحجاب دونماادراك منه ام انه يعيى تماما ما يقول ويكتب …

الحجاب مسألة شرعية اثارت الكثير من النقاشات الفقهة واثرت المكتبة الدينية بالعديد والعديد من الافكار والفتاوى والاراء وتركت المجال مفتوحا لتبنى اي منها وفق ما قدم من دراسات بعضها يعتبره مسألة مفروغ  منها والبعض الاخر يعتير ان فى الامر فسحة او مساحة .. وكان يفترض ان يظل الحجاب ضمن هذا الاطار لا يتخطاه ولكن مشكة النظام التونسى انه يجيد اشعال الحرائق ولكنه لا يجيد اطفاؤها بفاعلية ..فهو باسلوبه الفج الركيك وبتسمياته المضحكة وعبر بيانات شيوخه المدجنيين يعد بجنة فسيحة للتطرف فى تونس ويعد بالمزيد من التخلف والركاكة فى الحوار الدينيى المعتدل ان لم  يتلاشى هذا الخطاب المعتدل فى ظل  مايحدث من تمزيق فى الشخصية الاسلامية فى تونس من قبل التطرف والنظام وها قد لحق المثقف فى هذا الركب عبرتبنيه صياغات سطحية تناول القشور وتجبن عن الغوض عميق الى لب المشكلة والتى هى بطبيعة الحال النظام التونسي ..

اتفهم تماما خوف المنظمة السياسية فى تونس من الخطاب الاسلاميى بجميع اشكاله على اعتبار ان خطاب ينافس السلطة على الكرسي ويعد بعدم الاستقرارا والعنف وهى رؤية غير صحيحة ولكنه اقتناع النظام التونسى بها صحيح وشدة خوفه منها صحيح وليس ادل من ذلك  من منع الاحزاب ذات الخطاب الديني مهما كان توجهها  ..تقنين المناهج الدينية وحصرها ضمن اطر معينة  تبعد به عن اى  المشاكل الحقيقة للانسان المسلم وللمجتمع المسلم والعمل على دعم وتفعيل كل الاليات التى تناصب الاسلام العداء سواء بشكل واضح او خفي ..وضع منظومة اصطلاحية كاملة  كبديل عن الشريعة الاسلامية  وذلك عبر اصطناع  مجمع اسلامى تونسي مهمته تبرير الاجراءات الحكومية ضد الاسلام  واختراع واختلاق مسميات وتعريفات توافق هذه الاجراءات وتقننها ضمن الشريعة الاسلامية ايضا …

وكل ذلك للاسف ..يشعل نار التطرف التى لن يلبث ان يشتد اوارها لتحرق الاخضر واليابس .. وطبعا فى ظل اختفاء الخطاب المعتدل والذى لا يستطيع ان يقول ما قاله برهان بسيس والنظام التونسى فى الحجاب .. الا اذا كان خطاب مفصلا  الخريطة التونسية فتلك مسالة اخرى تمهد لحريق اخر ..لم يكن له وجود فى تونس ويبدو ان النظام يسعى بكل قوته الى استنباته .. وهى الطائفية ….

انالن الوم النظام التونسى .. فهو له من المساوىء ما يغطى حتى على حربه على المظاهر الاسلامية ( المستوردة والطائفية ) على رأى الكاتب .. وللنظام ملف لا يزال مفتوحا عن انتهاكه حقوق الانسان السياسية فهل يمكن ان يلام نظام شمولى على انتهاكه حرية المرأة فى ان تلبس ما ما تشاء ..

يتسائل الكاتب عن مشكلة الخطاب الديني فى تونس  ..وانا اتسائل عن اشكالية  الخطاب الفكرى باسره فى تونس واشكالية المثقف التونسي وتعامي بعضهم  عن الحقائق بل ونسفهم  لها ..   … للاسف لقد وظف برهان كلماته بشكل سلسل   وناعم ليروج لما يدعو اليه النظام .. انه استعمل اللغة ليقنع الضحية ان ذبحها حلال تماما وان انتهاك حقوقها ان يتم فى اطار قانونى وشرعى وان الالم الناتج عن الانتهاك ليس سوى لذة  لا تفوقها لذة وان السعى لها هو فرض .. انها يا سادة اشكالية اللغة قبل الخطاب وقبل الحجاب…

 
(المصدر: مدونة الجاد الخميس,تشرين الأول 19, 2006)    رابط : http://aljad.maktoobblog.com/?post=119988  


الحجاب في تونس.. مع أم ضد حقوق المرأة؟!

 
مصطفى رزق   « إذا قبلنا اليوم الحجاب فقد نقبل غدا حرمان المرأة من حقها في العمل والتصويت ومنعها من الدراسة، وأن تكون فقط أداة للتناسل والقيام بالأعمال المنزلية »..   أسباب دافع بها الهادي مهني الأمين العام لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم) عن قرار الحزب الأخير القاضي بمنع النساء من ارتداء الحجاب في الأماكن العامة؛ ليفتح باب الجدل من جديد في تونس حول مسألة الحجاب.   وحذر مهني من أن الحجاب سيعيق تقدم تونس، وسيجعلها  نتراجع إلى الخلف، وينال من أحد المقومات الأساسية التي يقوم عليها استقرار المجتمع وتقدم الشعب ومناعة البلاد، مؤكدا على ضرورة التحرك من أجل التصدي لمثل هذه الظواهر « دفاعا عن حقوق أجيال تونس الحاضرة والقادمة ولتقاليد البلاد وأصالتها وهويتها ».   اللافت للنظر أن هذا الجدل يحدث في دولة غالبية أهلها مسلمون، وفي الحقيقة ليست هذه المرة الأولى التي يثار فيها الجدل حول قضية أو مسألة تتناول سلوكا إسلاميا في تونس؛ فهي تشهد منذ فترة جدلا مستمرا ـ وإن لم يكن بنفس درجة الحدة في جميعها ـ ويتمحور أغلبها حول مظاهر إسلامية.   بدأت حيثيات الجدل الحالي منذ نحو ربع قرن، هو عمر قانون الأحوال الشخصية عام 1981؛ الذي اعتبر الحجاب « زيا طائفيا »،  وحتى الآن يعتبر عدد من الساسة والليبراليين أن ارتداء النساء للحجاب مظهر طائفي مستورد من الشرق لا يعبر عن الثقافة التونسية، بل هو ظاهرة دخيلة على المجتمع التونسي، من شأنه أن يؤدي لتهديد الهوية الوطنية، وإن لم يرفض المستندون لهذا الرأي تغطية المرأة لشعرها؛ ولكن على الطريقة التونسية.   ويعتبر الرافضون للحجاب أنه يهدد الوضع المتميز للمرأة في تونس مقارنة بغيرها في العالم العربي والإسلامي؛ فقانون الأحوال الشخصية الصادر هناك يضمن المساواة التامة بين المرأة والرجل؛ فهو يمنع ـ على سبيل المثال ـ تعدد الزوجات، وينص على أن النساء مواطنات كاملات الحقوق مثل الرجال.   كما يستند هذا التيار ـ ويضم النظام الحاكم برئاسة زين العابدين بن علي ـ إلى أن الحجاب يعد شكلا من أشكال التمييز على أساس الجنس، وأنه يعبر عن عقلية تحقر المرأة وتقلص دورها وتحط من مكانتها، وهو ما يجعل منه أداة استعباد لا علاقة لها بالحريات، فيما اعتبر حزب الوحدة الشعبية المعارض، أن الحجاب دليل على إيديولوجيا مناهضة للحرية وبعيدة عن التفكير الحديث.   وفي السياق ذاته، هاجم وزير الخارجية التونسي بشدة ما وصفه بـ »الخطر » الذي يشكله الحجاب على تونس وعلى « ثقافتها وتقاليدها »، ووصفه بـ »شعار سياسي » ترفعه جماعات وتيارات تتخفى وراء الدين لتحقيق أغراض سياسية.   في المقابل، يستند رافضو منع السلطات ارتداء الحجاب في تونس إلى اعتبار الحجاب والملبس بشكل عام حرية وحقا من حقوق الإنسان كحرية العقيدة، بالإضافة إلى اعتباره التزاما دينيا وضابطا شرعيا في الدين الإسلامي الذي أمر النساء بالاحتشام وعدم التبرج.   ويقول هؤلاء إن طريقة تعامل السلطة مع هذه القضية تتناقض مع كافة مبادئ حقوق الإنسان، وتتعارض مع ثوابت الدين الإسلامي والهوية العربية الإسلامية لتونس، كما يعبر الكثيرون منهم عن استغرابهم من الصمت الذي تبديه العديد من المنظمات النسائية التي تنادي بحقوق المرأة؛ خاصة وأن السلطات ـ بحسب هؤلاء ـ قد وسعت حملتها لتشمل المحجبات خارج الأماكن الدراسية.   يشار في هذا الصدد إلى أن القانون رقم 108، الصادر عام 1981 يعتبر الحجاب زيا طائفيا، وليس فريضة دينية، ومن ثَم يحظر ارتداؤه في الجامعات ومعاهد التعليم الثانوية؛ لكن درجة الحزم في تطبيق هذا القانون تفاوتت من مرحلة لأخرى، ورغم ذلك فإن الجدل الذي تثيره هذه القضية لا ينتهي حيث تعيد وزارتا التربية والتعليم المطالبة بتطبيقه نظرا لما تلحظه من ارتفاع نسبة المتحجبات؛ خاصة في المناسبات الدينية ومنها شهر رمضان المبارك.   وغالبا ما يأخذ هذا الجدل والسجال حيزا كبيرا في وسائل الإعلام التونسية والعديد من هذه الوسائل عربيا وإسلاميا، ما بين مؤيد ومعارض؛ إلا أن جميع هذه المواقف تدور في نفس الحلقة تقريبا ما بين حقوق المرأة وما بين اعتبار هذا الزي طائفيا لا يعبر عن ثقافة وتقاليد المجتمع التونسي؛ رغم أنه لا يتم إجبار النساء أو طالبات الجامعات على ارتدائه، وهو ما يعزوه البعض إلى انتشار القنوات الفضائية الإسلامية وبرامجها الدينية التي تدعو ـ في كثير من الأحيان ـ إلى الالتزام بالمظهر الإسلامي للمرأة والرجل.   بعض وسائل الإعلام وصلت في معارضتها للحجاب إلى حد وصف المحجبات والملتحين من الرجال بـ »أصحاب الكهف الذين استفاقوا من سباتهم بعد قرون طويلة ».   المرأة التونسية لم تغب عن هذا السجال أيضا باعتبارها محوره؛ فهناك من بين صفوف المرأة التونسية من يتمسكن بحقهن في ارتداء الحجاب والنقاب، ويساندهن في ذلك جمعيات حقوقية، وجمعيات مختصة بالمرأة، كثيرا ما تطالب السلطات بالتوقف عن ملاحقة الطالبات المحجبات، معتبرة نزع الحجاب بالقوة أمرا غير مقبول، واعتداء على الحريات الفردية الأساسية؛ ولكن الجدال مستمر داخل الأوساط النسائية أيضا؛ حيث تندد بعض الجمعيات  النسائية بظاهرة ارتداء الحجاب، بل وتعتبره خروجا عن الإجماع.   يبدو أن السجال حول الحجاب لن ينتهي بدعوات للحوار والمناقشة دون تشنج أو مغالاة في ردود الأفعال؛ خاصة وأنها قضية لم تعد تقتصر على تونس؛ ولكن دولا أخرى غير عربية وغير إسلامية شهدت تزامنا مع هذا سجالا حول نفس القضية، ووسائل الإعلام تقوم بدورها في هذا الإطار؛ فالجميع الآن ـ أو على الأقل عدد غير قليل ـ يعلمون بالضجة التي أثارتها تصريحات وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو بشأن النقاب والحجاب، وهؤلاء أيضا يتذكرون الضجة التي أثيرت في فرنسا منذ نحو عام بشأن منع ارتداء الحجاب.   إذن فالسجال مرشح بالفعل للاستمرار؛ ولكن رغم ذلك فالحوار الذي يساهم فيه الجميع من إعلاميين ومؤسسات مجتمع مدني ومثقفين ورجال دين ومؤسسات رسمية مطلوب، حوار تهيأ له الظروف لينتهي بتوافق جميع الأطراف المتعارضة في وجهات نظرها أو على الأقل تفهم موقف الطرف الآخر؛ حتى لا يتحول الأمر من مجرد سجال إلى تصادم.    (المصدر: موقع إذاعة هولندا العالمية بتاريخ 19 أكتوبر 2006) الرابط: http://arabic.rnw.nl/data/2006/reports/1910200611.htm


هذه «المناديل» المفزعة!

 
حسين الرواشدة   لا ادري اذا كان الاسلام اصبح « مفزعا » الى هذا الحد ، لكن الاستبسال الذي نتابعه على صعيد الداخل الاسلامي والخارجي ايضا لمواجهة غطاء رأس المرأة – تصور – ، وهو ابسط رمز للشخصية المسلمة يؤكد « مرّة اخرى » ان محاولات استئصال كل ما يشير الى الاسلام او يرتبط بصلة به مسألة محسومة ، وان هذا الانزعاج الدولي من مجرد « منديل » تتزين به المرأة او تحتشم بدافع الالتزام الديني يعبر حقيقة عن فوبيا خطيرة لم تعد تقتصر على الغرب وحده ، وانما على بعض دولنا الاسلامية ايضا.   آخر نسخة من هذه « الفوبيا » صدرت مؤخرا في تونس ، وفيها ان الحكومة عزمت على منع النساء من ارتداء الحجاب بحجة مخالفة اللباس التقليدي التونسي ، واثارة النزعات الطائفية واستخدام الدين بشكل يهدد الوئام الوطني ، ويخالف القوانين المعمول بها في ذلك البلد. وارجو من القارىء الكريم ان يتمهل قبل ان يرفع حاجبيه استنكارا لهذا الخبر غير المألوف ، لكن الحقيقة ان ذلك حصل ، تماما كما حصل قبله بطاقات تحديد الصلاة داخل المساجد ، وقبله ايضا منع تعدد الزوجات وهي اجراءات خجلت من تعميمها اشد الدول الغربية انزعاجا من الوجود الاسلامي.. وأكثرها « تطرفا » في مواجهة الرموز والنشاطات الاسلامية. لماذا؟ لا اعرف. لكن موجة القلق من اسلمة المجتمعات – المسلمة اصلا – اصبحت تجتاح بعض دولنا الاسلامية ، وقد شهدنا في كثير منها محاولات لمنع الفتيات المحجبات من العمل واكراههن على نزع « الجلباب » او النقاب وغطاء الرأس – دعك مما يحدث في بريطانيا الآن – ولم تكن تركيا وحدها الدولة التي بدأت في هذا الطريق واشهرته على الملأ ، لكنّ ثمة دولا اسلامية اخرى تفعله على طريقتها الخاصة ، وتجتهد في محاصرة ظاهرة « التدين » بوسائل اخرى وهذا يعني اننا امام ظاهرة عامة ، رسائلها واضحة واهدافها محددة في اقصاء الشخصية الاسلامية او تمييعها او دفعها الى التماهي مع شروط الغربنة وابعادها – ما امكن – عن الدين وما يتبعه من خصوصيات حضارية وقيم وتقاليد حافظت عليها امتنا اكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان.   المعركة ، بالطبع تدور حول الجلباب او الحجاب او النقاب ، ولكن الحقيقة غير ذلك اطلاقا ، فالعدو المقصود هو الاسلام ، وهذه مجرد رموز تدل عليه وتصفيتها يعني الدخول في جوهر القضية ومواجهة حالة « التدين » تمهيدا للاجهاز عليها ، ولا يحق لنا ان نسأل – بالطبع – عن القوانين التي تضمن الحقوق المدنية وحرية المعتقد ، وحق المرأة في ارتداء ما يناسبها بعد ان سلمنا بما تتضمنه هذه القوانين من حقوق اصبحت ترسل الينا على شكل « اجندات » جاهزة: للنساء في العري والزواج المثلي وللاطفال في التمرد على آبائهم ، وللاسرة في ضرورة تفكيكها ، وللرجال في ممارسة الفاحشة، وللانسان – بشكل عام – في تحطيم المقدس ، والاساءة للأديان ، وهدم المجتمع وهي كلها حقوق مقبولة ، باستثناء حق المسلمة في ارتداء ما يستر شعرها او جسدها ، وحق المسلم في الدفاع عن شرفه. الاساءات التي وصلتنا من الغرب ضد الاسلام والنبي عليه السلام ، ليست اكثر من بروفات لما سيصلنا لاحقا.. والضغوطات والقرارات التي تتقصد المرأة المسلمة ، والاسرة والرجل ايضا ، لاخراجهم من شخصيتهم وذاتهم واكراههم على التنازل عما يميزهم واستئصال ما يعتزون به من رموز وعلى التخلي عن واجباتهم الدينية ، لن تفضي الاّ لمزيد من الالتفاف حول الاسلام ، « التطرف » في التمسك بالتعاليم ، والاصرار على مواجهة محاولات الغزو والاسترقاق والغربنة التي يبدو انها تدق ابوابنا بشكل سافر.. وبدون خجل او استئذان.   (المصدر: صحيفة الدستور الأردنية الصادرة يوم 19 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.addustour.com/News/ViewSectionNews.asp?NID=200062&SID=5


 

2006.. مرة أخرى مؤتمر تأبين المنظمة الشغلية

محمد الهادي التواتي أمين عام مساعد للاتحاد سابقا   لقد تحدثنا في عديد البيانات عن أزمة المنظمة الشغلية وكشفنا ممارسات « قيادة » التصحيح الخدعة وتصرفاتها وتناولنا فيها أسباب تدهور الأوضاع النقابية وهجرة العمال و النقابيين للعمل النقابي المسؤول و للمنظمة و تحدثتا عن يأسهم من إمكانية إصلاح الأوضاع من الداخل وإرجاع هذه المنظمة إلى سالف إشعاعها وتمثيليتها.   لقد أدى هذا اليأس ببعض النقابيين مكرهين إلى رفع قضايا عدلية ضد »قيادة » التصحيح و بالبعض الأخر إلى التفكير الجدي في التعددية النقابية رغم تشبثهم بالاتحاد واقتناعهم بالمضرة التي يمكن أن تلحق بالحركة النقابية في صورة دخول هذه التعددية حيز التنفيذ بعقلية التقسيم لا بعقلية وحدة المصير المبنية على التعدد التنظيمي الدافع للتنافس الشريف من أجل مصلحة الشغالين و تحقيق الأفضل.   إن تقديم موعد انعقاد مؤتمر المنظمة الشغيلة دون أسباب قاهرة وفي غياب تبرير علني مقنع  يعد مناورة جديدة للقفز على الواقع المعيش والتشبث بقيادة المنظمة لمدة نيابية جديدة و تلهية كل المهتمين بالشأن النقابي بالأمور الانتخابية وصرف نظرهم عن القضايا الأساسية العالقة وعن الوضعية المتردية التي تعيشها المنظمة و التي تعددت في شأنها الوعود بالإصلاح و التصحيح، قبل مؤتمر جربه وبعده، ولكن لا إصلاح نرى ولا تصحيح ظهر!    الأشخاص هم أنفسهم منذ ما يقارب 20 سنة و الممارسات لم تتغير وكيف لها أن تتغير و نحن نعلم علم اليقين أن نفس الأسباب تؤدي الى نفس النتائج،إن كل نقابي نزيه يعرف أن الأولوية ليست في الإسراع بعقد مؤتمر جديد سيكون كسابقيه مؤتمر تأبيد الموجود بكل نقائصه وإنما هي في إصلاح ما أفسدته الأزمات المتتالية التي أنتجت مما أنتجت قيادة بيرقراطية انتهازية وعقلية إنتفاعية وصولية في صفوف الهياكل. هذه العقلية الناتجة عن الترقيات اللاقانونية والامتيازات الممنوحة دون موجب التي استعملت لترويض هذه القيادة التي ضربت بسلوك هذا المنحى العمل النقابي في الصميم وهمشت دور المنظمة.هل يمكننا والحالة على ما هي من فوضى وانعدام الثقة بين المسؤولين والقواعد النقابية التي تعاني من ويلات العولمة مواصلة الوثوق في مواقف « قيادة » لا تمثل إلا الهياكل التي ساهمت عن قصد مساهمة مباشرة في إفرازها « قيادة » مقطوعة الأوصال غير قادرة على تأطير حتى أولائك الذين أغرتهم بعديد الامتيازات لاستمالتهم وتجنيدهم عند الحاجة ؟                                                                                 وهل مازال في وسعنا والحالة على ما هي من تدهور الاطمئنان على السلم الاجتماعية التي تنعم بها بلادنا والتي يدفع في سبيل دوامها الشغالون ثمنا باهضا؟لقد أصبحت الأغلبية الساحقة من الشغالين – خاصة بعد أزمة سنة 2000 – تعرف أسرار دوام هذه « القيادة » القديمة الجديدة و تعرف أيضا الأدوات و الوسائل التي تعتمدها للبقاء على سدة تسيير المنظمة منذ مالا يقل عن 20 سنة.   إن الرجوع إلى هذا الموضوع – أسباب الدوام – الذي تناوله النقابيون في عديد المناسبات حتى صار حديث كل الشغالين أصبح غير ذي جدوى نظرا لتراكم الأخطاء والتجاوزات إلى حد اليأس في إصلاح الأمور من الداخل وإنقاذ المنظمة الشغيلة من الفوضى التي تميز نشاطها و التحركات المشبوهة « لقيادتها ».   كيف يمكن لقيادة تتبجح بشعار الشفافية المالية أن تتغافل عن الاختلاسات الأخيرة التي وقعت في نزل أميلكار وأن لا تحاسب مقترفيها؟ هل لأنهم من المقربين؟وكيف « لامين عام » يهدد بالاستقالة للتهرب من مسؤولياته في مواجهة المشاكل أن يدعي المسك بزمام الأمور وأن يواصل السهر على مصير منظمة في حجم الاتحاد؟   وهل يمكن مواصلة الوثوق في مجموعة تعتمد القرارات المطبوخة في غرفة العمليات التابعة للامين العام و التي يسعى  إلى تمريرها في اجتماعات المكتب التنفيذي والهيئة الإدارية؟   وهل يمكننا تجاهل التلاعب بالنيابات بعد موافقة الهيئة الإدارية الأخيرة(09/10/2006) علىالمقترحات المطبوخة في بيت السر-(467 نائب دون التصريح بالقاسم المعتمد، اعتماد سنة 2004/2005 للقطاع العام و2003/2004 للقطاع الخاص،)؟ ألا يدل هذا على ترتيبات مرتبطة بمصالح خاصة لا يعلمها إلا مهندسوها؟      هل يمكن بعد كل هذا أن يواصل الشغالون وخاصة النقابيين منهم في مسايرة هذه « القيادة » في انجاز رغباتها وتصديق وعودها والاقتناع بالشعارات الرنانة التي ترفعها وتكررها منذ ما لا يقل عن 20 سنة وخاصة شعار الديمقراطية وشعار الشفافية والاستقلالية عن السلطة التي يتبجح بها « الأمين العام » ضاربا عرض الحائط بحقيقة العلاقة الموجودة بين هذه السلطة وحزبها والمنظمة منذ انبعاثها؟   إن تاريخ المنظمة الشغلية حافل بالبراهين والدلالات التي تبرز نسبية هذه الاستقلالية وانعدامها في حالات عاشتها يعرفها الخاص والعام.   من من النقابيين يجهل اليوم كيفية عزل الأمين العام الأول بعد الاستقلال السيد أحمد بن صالح ومن بعده المرحوم أحمد التليلي؟   ومن من النقابيين ينكر تنصيب المرحوم البشير بالاغة سنة 1965 ثم عزله وتنصيب المرحوم الحبيب عاشور سنة 1970 من طرف الوزير الأول آنذاك المرحوم الهادي نويرة؟ وهل يمكننا بعد كل ما سبق ذكره وغيره أن لا نرى في ما وقع سنة 2000 إعادة التاريخ لنفسه بطريقة تشابه التجارب السابقة مع اختلاف الأشخاص؟ وهل يمكن لمن ارتهن مصيره و مصير المنظمة بالامتيازات وبالترقيات التي لا تستند إلى المؤهلات الضرورية مثله مثل البعض من أعضاء مكتبه التنفيذي أن يدعي أنها كانت من حقه وحازها بفضل كفاءته وجهده المهني؟   هل يمكن « لقيادة » منظمة أصبحت تعيش على المساعدات المالية التي توفرها السلطة والمؤسسات الاقتصادية التابعة لها و في غياب تمويل ذاتي يذكر- نسبة الانخراطات لا تتعدى رغم ادعاءات « الأمين العام » و في أحسن الأحوال 7 بالمائة من مجمل النشطاء- أن تركب صهوة الاستقلالية لتثبت وجودها وتقنع النقابيين وغيرهم بجدارتها وأولويتها في قيادة المنظمة؟   إن محاولة وضع قرار التقديم الفجئي لموعد انعقاد المؤتمر في خانة استقلالية المنظمة وقرارات قيادتها تجعل النقابيين يتساءلون عن غياب المبررات الموضوعية أو القاهرة لهذا التقديم ويدفعهم إلى الاقتناع بأن في الأمر كما يقولون واوا بل واوات و أن التعتيم المعتمد من طرف »الأمين العام » الذي صرح في اجتماع الهيئة الإدارية قبل الأخيرة (04 أوت 2006 ) أن 20 بالمائة من المعلومات الهامة لم ولن يصرح بها مهما كان الثمن وستبقى في عالم الكتمان وهو ما اعتبره البعض، وهم محقون في ذلك، طريقة مقنعة يريد من خلالها الإيحاء بأن هناك في الأمر سرا أجبره على خرق قوانين المنظمة و تجاوز الهياكل صاحبة القرار و التخلي على الاستقلالية التي طالما استعملها لكسب ود النقابيين المبهورين والمخدوعين وموافقتهم بهذا الشعار المستعمل في الحقيقة للمناورة و التضليل.   ما ضر لو طرحت مسألة تقديم موعد انعقاد المؤتمر و المبررات الداعية لذلك بكل ديمقراطية و شفافية ودون تعتيم على الهيئة الإدارية وتركها تقرر على ضوء المعلومات المتوفرة و بكل حرية ومسؤولية ما تراه صالحا للمنظمة والشغالين والبلاد؟ أليست في مستوى المسؤولية؟   إن المدة الزمنية المتبقية قبل حلول موعد انعقاد المؤتمر لا تعد في نظر أغلب النقابيين كافية لترتيب الأمور للدخول في منافسة غير متكافئة من أجل إفراز قيادة جديدة صادقة لها برنامج واضح ومعلن يؤسس لتصحيح حقيقي يخدم مصلحة الشغالين و المنظمة و البلاد. نقول هذا لأننا مقتنعون بانعدام الوسائل الديمقراطية التي تمكن النقابيين من المساهمة في تغيير الأوضاع نحو الأفضل لان « قيادة التصحيح » المتظللة بظلال السلطة رغم التظاهر بعكس ذلك تفرض سيطرة كلية على دواليب المنظمة دون رقيب ولاحسيب تقرر ما تشاء وقت ما تشاء للوصول إلى هدف أصبح معلوما وهو البقاء والدوام لاغير.   لسنا ضد التعامل المسؤول و بكل استقلالية مع الأطراف الاجتماعية و لسنا مع هذه « القيادة » في مساندتها لمن هب ودب للإيهام بتموقعها في جبهة الرفض ولسنا مع الإضرابات التي يشتم منها رائحة تصفية الحسابات مع الأطراف الاجتماعية، إضرابات تحجر مواقف هذه الأطراف ولا تخدم في شيء مصالح الشغالين والمنظمة.   إن التمادي في مسايرة هذا التمشي الرعواني وهذا التيار الجارف و التغاضي عن أسباب التدهور المستمر الذي تعيشه المنظمة وقبول عقد مؤتمر جديد تحت إشراف « قيادة » التصحيح الموؤود في المهد، مؤتمر فارغ من كل محتوى نضالي و فاقد لبرنامج متكامل واضح المعالم، مؤتمر سيكتفي بتزكية لوائح المجلس الوطني الأخير دون صياغتها في شكل برنامج يوضح نظرة الشغالين واختياراتهم في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تكون ذات توجه وطني واضح ينبذ المزايدات، مؤتمر يطرح الحلول من وجهة نظر الشغالين في سياسة التعليم والصحة وغير ذلك من الملفات المفتوحة، هذا المؤتمر الذي سيكون كسابقيه مؤتمرا الغاية منه التصويت على قائمة « الأمين العام » الذي سيخلف نفسه كما سبق له التأكيد على ذلك لا يمكن أن يؤدي إلا إلى استفحال الأزمة وتأبيد القديم البالي وسيدفع المنظمة نحو المزيد من الوهن رغم المكانة الإستراتيجية التي تحتلها على الصعيد الوطني.إن هذا الدور غير الطبيعي الذي  أصبحت تقوم به المنظمة على الصعيد الوطني نتيجة سوء التسيير جعل منها سببا من أسباب تعطيل تطور المشهد السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي نحو الأفضل.   إن وضع المنظمة وبشهادة كل المعنيين بالشأن النقابي يستدعي وأكثر من أي وقت مضى وقفة حازمة من طرف النقابيين الصادقين و كل القوى الحية في البلاد للحيلولة دون انعقاد هذا المؤتمر تحت إشراف قيادة كشفت عن وجهها الحقيقي قيادة فشلت في تحقيق التصحيح الموعود، تصحيح أخطائها السابقة،            قيادة ستستعمل كل الوسائل اللامبدئية و اللاديمقراطية واللاقانونية كما فعلت في المؤتمرات السابقة للبقاء قيادة رتبت الامور على قياسها منذ عقدها للمجلس الوطني « البروفة » واطمأنت بذلك  على مسكها بخيوط اللعبة.   كيف يمكن و نحن نعلم علم اليقين أن الأمور محسومة مسبقا أن نشارك في هذه المسرحية الجديدة محبوكة الإخراج والتنفيذ والتي سيقع مسايرة حلقاتها من طرف الهيئة الإدارية وكيف لها أن تفعل غير ذالك و الحالة على ما هي، الإغراءات موجودة وتشجيع الأمين العام لترشح أعضاء هذه الهيئة وغيرهم واضحة والأمل المحرك للطموح أصبح طاغيا.   نحن نعلم أن الأمور في ظاهرها سائرة نحو انعقاد هذا المؤتمر كما تريده هذه القيادة المعتمدة على بعض الهياكل ولكن الأمل يبقى قائما لان الكلمة الأخيرة والفاصلة تبقى بدون شك في أيدي النواب الذين يمكنهم تغيير الأمور نحو الأفضل إذا قيموا الحالة المرضية التي تعيشها المنظمة تقييما دقيقا يجعلهم يتصرفون تصرفا صحيحا  دون التقيد بقائمة الأمين العام سبب البلية فيختارون حسب ضميرهم من بين المترشحين قيادة جديدة تتوفر فيها مواصفات نقابية معروفة تخدم مصلحة الشغالين والمنظمة والبلاد.   عاشت الحركة النقابية مناضلة في سبيل العدالة الإجتماعية                                                                                              محمد الهادي التواتي أمين عام مساعد للاتحاد سابقا


نقابة الصحفيين المستقلة من يخشاها؟ أليس منع الصحافي من ممارسة مهامه أقسى من السجن؟
 
محمود الذوادي (*)    أنبه منذ البداية أنني لن أتوقف كثيرا عند المهمة التي قامت بها بعثة الفيج في سبتمبر الماضي لسببين  اثنين أولهما أنني اعتقد أن الصحفيين التونسيين هم المعنيون بتغيير الواقع الاعلامي وثانيهما أنني لا أريد أن استبق التقرير الذي ستصدره هذه البعثة والذي من المنتظر أن يكون مفاجأ ومخيبا لآمال الكثيرين. فقط ما يمكن أن يقال عن هذه الزيارة أن « الفيج » أحسنت صنعا حين حرصت على لقاء ممثلي أجهزة  السلطة تماما كما التقت بمعارضين مستقلين، حتى لا يقال بعد ذلك أن المنظمات الدولية « تقصيهم » و »تكره بلادنا » وأتمنى أن يكون هؤلاد قادرين على تحمّل المسؤولية وتقبل تقرير « الفيج ».   لن أتوقف عند هذه المهمة مع أن ممثلي النقابة خرجوا بلقائهم بوفد « الفيج » وهم مقتنعون أن انشغال هذه  المنظمة الدولية بوضع النقابة واصرارها على تدعيمها رغم الحصار ورغم الارباك الذي طرأ على أدائها لا يفسره إلا الشعور بالدور الريادي المنوط بعهدة نقابة الصحفيين التونسيين على حداثتها وبأنه لا يمكن  التعويل على أي هيكل آخر لتعويضها في الدفاع عن قضايا حاسمة مثل العمل النقابي وحرية التعبير.   قطعا يمكن للوداديات والجمعيات أن تقدم عديد الخدمات الاجتماعية والثقافية للصحفيين ولا أحد ينكر دورها في هذا المجال حتى وان كان مناسباتيا ولكن التمثيل النقابي خاصة في قطاع حساس مثل الاعلام يحتاج الى هيكل تتوفر فيه ثوابت وشروط من أهمها الاستقلالية والقدرةعلى الدفاع عن المهنة وعلى الصحفيين هيكل  يكون صاحب الأمر في التصدي للانتهاكات وليس مجرد تابع وواجهة لأي جهة أكانت أحزابا أو أعرافا أو سلطة.   إن ذلك الانشغال والقلق على وضعية النقابة من قبل منظمة تضم أكثر من نصف مليون صحفي، يشعرنا  بمسؤولية أكبر ويجعلنا في كل مرة يطرح فيها موضوع الاعلام ملزمين بتشخيص الوضع والتعامل مع  الحقائق كما هي.   يبدو أن السنوات العجاف التي عاشها الاعلام قد خلفت فيه حالة من العقم المستديم الى حد أن البعض أصبح يسلم بأن هذا القطاع قد أصبح قفرا وأرضا مشاعا يطؤها من هب ودب، فبمقص قاطع وبقايا كرامة يمكن أن تدار أغلب صحفنا.   لكل هذا كان جديرا بالصحفيين التونسيين أن ينؤوا بأنفسهم وأن يتبرؤوا من ذلك الاعلام امام رأي عام تدهورت فيه مكانة الصحفي وتشوهت صورته.   وبالفعل تكاد الساحة تخلو اليوم من الصحفيين المحترفين ليتحكم رهط جديد يمسك النظام من اليد التي  تؤلمه، حرية التعبير وحرية الصحافة، ويتمعش من ذلك الوضع وتلك القطيعة بين اصحاب المهنة وبين  سلطة ارتكب القائمون عليها خطأ فادحا حين حولوا القطاع الى ضيعة خاصة واعتقدوا أن في رده لأصحابه تفريطا في السلطة وعجزا يهدد مراكزهم وأن الحل الأسلم هو استباحة ونزع مهابته وقد اتخذت هذه  الممارسات أشكالا عدة.   الانتدابات مثلا أصبحت لا تعتمد على القنوات الشرعية التي تحفظ للقطاع هيبته، بل على الوساطات  والولاءات وإن كانت هذه الظاهرة مسموحا بها في المؤسسات الخاصة فان استفحالها في المؤسسات  العمومية مثل « لابراس » أو وكالة تونس افريقيا للأنباء التي لم تعلن عن مناظرة واحدة منذ بداية التسعينات، يثير أكثر من سؤال على المستوى المهني والعلمي والأخلاقي، فالجامعة التونسية ومعهد الصحافة بالذات  يدفع سنويا الآلاف من الحرفيين وان لم تكن المؤسسات الصحفية قادرة على استيعاب كل ذلك العدد، فمن  المفروض أن تتيح الفرصة للجميع وبذلك تضمن للناس – باسم حق المواطنة- مبدأ تكافؤ الفرص ولنفسها  اختيار الكفاءات على الأقل كما كانت تفعل منذ زمان.   أكيد ان هذه السياسة قد نجحت في تفقير القطاع فضلا عن الاستنزاف الذي يعيشه، فهو اذن لا يتآكل من  القاعدة فحسب، نتيجة الفوضى التي تسود كما ذكرنا، نظام الانتدابات والتفقير المعتمد، بل من الرأس بسبب انسحاب الكفاءات واحالتهم على التقاعد وهم في عز العطاء.  إن زملاءنا الذين سبقونا الى ذلك مجبرين أو طائعين يدركون أكثر من غيرهم حجم المهانة والازدراء الذي نالوه مكافأة في نهاية خدمتهم.   هكذا يبدو المشهد الاعلامي اليوم وتوصيفه بهذا الشكل مدخل ضروري لتحديد مسؤولية من يجردون  الصحفيين من سلطتهم ومهمتهم ثم لا يتورعون عن تحميلهم مسؤولية تردي اعلامنا دوليا الى المراتب الأخيرة وتشويه صورة تونس في الخارج مع أن تلك الكتب الزائفة والمقالات مدفوعة الأجر هي  سبب الداء.   قوة النقابة في ذاتها ولن يزعجها الارباك والحصار   في هذا الجو كان لا بد من تحمل المسؤولية وعوض ان  نظل نلعن الظلام قررنا اشعال شمعة وفكرنا في  تأسيس نقابة مستقلة. ويبدو أن هذه النقابة قد احرجت البعض مع أننا لم نكن نقصد ارباكهم، فمن يخشى نقابة مستقلة للصحفيين  اذن؟ أيخشاها النظام الذي من المفروض ان يقبل الآخر تجسيما لشعاراته التي تشدو بها وسائل اعلامه صباحا مساء باحترامه للدستور ولدولة المؤسسات وتدعي بأن الحريات والاعلاميين بخير. فحسب اجهزة السلطة لا يوجد صحفي واحد في السجن خلافا لما يحدث في امريكا او الصومال أو بوركينا فاسو، ولكن أليس منع الصحفيين من ممارسة مهامهم أقسى من السجن؟ أي مهانة واستعباد للذات البشرية  أشد من تجريد الصحفي من كرامته واشعاره بالعجز حين ينوب عنه آخرون وتسند مهمته الى غيره،  فينسحب ليترك مكانه لمحمد عبو ولغيره؟ وإن كان من حق محمد وأصحابه أن يكتبوا ويعبروا عن آرائهم، فليس من حق الصحفي أن يكتفي بالتفرج،  ان هذا الوضع كلف ويكلف النظام والبلاد باهظا، فمن يخاف نقابة الصحفيين؟ تخافها الصحف الصفراء التي تستنزف جهود الصحفيين وتنتهك الاعراض مع أنها تنهل وتنهل من الأموال  العمومية، ومن حق منظمة الدفاع عن المستهلك، في دولة القانون، أن تحاسبها مثلما تحاسب بائع الفحم أو  اللحم اذا غشنا، ولكنها فوق القانون، ومع أننا لم نقل يوما أنه يجب اقصاء هذه النوعية، على أن تلتزم اخلاقيات المهنة وتحترم قوانين البلاد وحق الآخرين على الأقل بحكم الوطنية التي تدعي الدفاع  عنها. هذه الوطنية تتطلب الالتزام بأخلاقيات المهنة وعدم توفير حماية اعلامية لمن ينهب البلاد ويستنزف العباد. الوطنية تستدعي أن تقول هذه الصحف لوكالة الاتصال الخارجي مثلا أن الصحفيين التونسيين أحق بالحظوة وبالأموال التي تغدق على الصحفيين الأجانب الذين سيديرون ظهورهم للبلاد بمجرد انتهاء اجازاتهم ذات  الخمس نجوم. وبالمناسبة أليس من حقنا أن ندعو هذه الوكالة لتقييم آدائها بعد كل هذه السنوات كأن تقول لنا مثلا كم  استضافت من صحفي يمكن أن تتوفر فيه المهنية والمصداقية بحيث سيكون قادرا على الاضافة والدعاية  لتونس كما يجب أن تكون الدعاية.  هكذا يبدو المشهد اذن على أن كل ما قيل ويقال لا يعفي الصحفيين التونسيين من مسؤولياتهم ولا يبرر  انسحاب البعض.   العمل النقابي المستقل يحتاج الى الهيكل المستقل   أما نقابة الصحفيين فاعتقد ـ وهذا رأي شخصي ـ أنها تقف اليوم في مفترق الطرق وعليها أن تتبين  طريقها وقد يكون من المهم أن نقول بهذه المناسبة للذين يستعجلون ويسألون عن النقابة وهم يفعلون ذلك  غيرة وخوفا عليها أن ذلك الوضع قد أربكها بالفعل وهدد وجودها تماما مثل عديد المنظمات المستقلة، ولكننا كنا مدركين منذ البداية أن الأمور لن تكون هينة وأن ثمن العمل النقابي المستقل كان دائما مكلفا.   ونحن نخطط لتثبيت النقابة لا يزعجنا التضييق على المنخرطين واستخدام وسائل الترهيب والترغيب، بل  أنني أرى أنه من الضروري الاعتماد على النخبة على الأقل في مرحلة أولى نتيجة ما ذكرنا من استباحة للقطاع  وفتحه أمام كل من هب ودب.   لنتذكر دائما بأن صاحبة الجلالة كما يقال لا تستجدي تاجها ولان فكرة تأسيس نقابة الصحفيين كانت تقوم  دائما علي مبدإ الاستقلالية مهما كان الطرف الآخر ـ ولعل هذا ما أخر تجسيم تلك الفكرة لعقود من الزمن  فعليها اليوم أن تفرض نفسها بقوة القانون وبمصداقيتها وأن تكون في حجم تلك الثقة التي اكتسبتها على  المستوى الداخلي والخارجي.   ولنكن متفقين منذ البداية أنه رغم الدعم الكبير الذي قدمه الاتحاد الدولي للصحفيين منذ الاعلان عن تأسيس  النقابة، ورغم اعتزازنا بتلك الثقة الكبيرة فإننا مازلنا نعتقد أن قوة نقابة الصحفيين تكمن في ذاتها وربما هذا ما جلب لها الاحترام وأكسبها مصداقية لدى عديد المنظمات الدولية مثل « السيزل » و »العفو الدولي »،  ولأننا مازلنا نعتقد أيضا أن مثل هذه المنظمات لا تحتاج الى الولائم والاجازات السياحية ولا تختم مهامها  بكتابة تقارير أو مقالات مدفوعة الأجر  رغم ما يحدث في بلدان العالم من ارتداد وانتهاكات لحرية الرأي   وهي وضعية عابرة ولا تبرر الانخراط في لعبة شراء الذمم أو التذرع بأنه واقع لا بد من التلميح به  رغم ذلك استقبلنا ونستقبل وفد « الفيج » ووفودا أخرى في بهو النزل المكتظ بالمخبرين وتحدثنا وسنظل  نتحدث بصوت عال.   أما الذين يتحدثون عن مكاسب وعطايا الصحفيين يجب مباركتها ولثم اليد التي تذروها علينا فأقول بأننا بقدر ما نفرح لأية محاولة لتحسين اوضاع الصحفيين فإننا  لا نعتبر ذلك منة أو صدقة بل حقا لا يستدعي أداء صلاة الشكر صباحا مساء، ولا يمنعنا من المطالبة بحقوق أخرى.   (*) الكاتب العام لنقابة الصحفيين التونسيين   نشر هذا المقال ضمن ملف هام أعدته صحيفة الطريق الجديد في عددها الأخير

 


 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

                                                                                                                    تونس في19أكتوبر 2006

 

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

 

الرسالة 146 على موقع تونس نيوز موقع الحرية و الديمقراطية

ثقافة الخوف لا زالت سائدة و معششة في الأدمغة منذ عقود  

 

أعود من جديد لموضوع ثقافة الخوف السائدة في مجتمعنا التونسي و قد تحدثت عن هذا الموضوع في 3 حلقات متوالية السنة المنصرمة على موقع الأنترنات تونس نيوز وأطنبت في الحديث عن هذا الغول الوهمي المعشش في الأدمغة و السائد في كل الأوساط و قلت أنّ نسبة 95 بالمائة من هذا الخوف هو ناتج على أوهام ووسوسة و أمور خيالية لا صلة لها بالواقع بنسبة 95 بالمائة صحيح في بعض الاحيان و في أوقات معينة حصلت تجاوزات أو مضايقات في السابق و لكن محدودة في الزمان و المكان ربما هذه خلفت آثار الخوف الذي أصبح عند الكبار و الصغار و الرجال و النساء و الأطفال و الشبان كلهم ينظرون حتى الكلمة الصادقة و الصريحة و النزيهة إذا نطق بها صاحبها في منابر الحوار أصدقاؤه و زملاؤه ينصحونه بعدم تكرارها و يقولون له من شدة الخوف عليه بالله أترك هذا الكلام في المستقبل لأنهم يحبونه و يقدرونه و أحدهم قال لي و نحن في زيارة إلى المغرب الشقيق في زيارة ثقافية و ميدانية و بعد التفرغ من برنامج الزيارة أخذنا يومين للراحة للتجوّل في أسواق الدار البيضاء و قد إنهمكت في شراء بعض الأحذية لأطفالي الخمسة فإلتفت لي صديقي الحميم من الوطن القبلي و قال لي عندك خمسة أطفال قلت له نعم فقال لي و مازلت تحاور بحرية في تونس قلت له نعم هذه نادرة أستحضرها اليوم و أنا اكتب على ثقافة الخوف السائدة و الوهم المستشري في النفوس حتى أنّ أحدهم يوم 14/10/2006 بعد ان تصفّح و إطّلع على مقال نشرته على موقع تونس نيوز حول الحجاب و هو من حسن الطالع أمام خمس رجل فاضل و متخلق و ممتاز قال لي يا خي العزيز هل لا تخاف من مثل هذه المقالات قلت له الخوف من الله و حده ثم قال لي بالله ما قلقوكش في السابق .. إبتسمت ابتسامة المناضل المحنّك و قلت له و أكدت أني لم أتعرض إلى أي مضايقة أو أي نوع من أنواع الوهم ثم أردفت قائلا لماذا هذا الخوف الكبير من الكلمة الصادقة و الحقيقة قال لي على مراد الله و ربي يستر علقت على حديث صاحبي الإمام الفاضل إذا إمامنا خائف ما بالك في مواطن في الريف.

و اسوق نادرة وقعت في مدينة النفيضة بولاية سوسة في عهد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة حيث كان يقوم بزيارات سنوية لكامل الولايات و المعتمديات عندما كان يصول و يجول في صحته و نشاطه المعهود و عادت الناس عندما يسمعون بالزعيم بورقيبة سيزور جهة يتوافدون لرؤيته و مصافحته و كان شيخ كبير جالسا في مكان فقال له بعض الشبان يا شيخنا قم فالزعيم قادم بعد حين قال لهم و الله لم اقم من مكاني ثم قال آش و لى بورقيبة هل شاف الحرس.

الرجل لا يعرف إلا الحرس و الزي و الخوف و نسي أنّ الحرس هو في خدمته و خدمة الوطن هذا هو الخوف المعشعش في الادمغة.

و يوم الأحد 15/10/2006 بعد نزول الغيث النافع بقوة و الحمد لله على نعمة الله نزل الناس من الرتل بمحطة حمام الأنف لصلاة العشاء و التراويح فوجدوا النفق المخصص للمارة مغلق و هو فائض بالماء نتيجة الأمطار المتهاطلة بغزارة فتسارع المواطنون للخروج بطرق شتى منهم من قفز على الحواجز و منهم من بقى ينتظر دوره لأنّ لوحة واحدة يسير عليها الناس بحذر للوصول إلى خارج السياج المحيط بالمحطة و قد تكلم بعض العقلاء و انتقدوا الأشغال المغشوشة و النهب و عدم الضمير لبعض المقاولين الذين غايتهم المادة و لم يراعوا وجه الله و مصلحة البلاد و العباد فسكت الجمع خوفا من هذا الكلام الصادق و بعضهم قال لماذا هذه الملاحظة الآن دبروا روسهم و هذا النوع في كل مكان حياتهم خوف ووهم و حذر و صمت و حتى إذا تحدث إلتفت يمينا وشمالا و يخفت في صوته خوفا حتى من الليل ربما له أذنين هذه ثقافة الخوف السائدة عند الجميع حتى النخبة المثقفة أحدهم قال لي بكل لطف مقالاتك هامة و هادفة و مفيدة و شجاعة و نادرةو لا أحد غيرك يستطيع الكتابة و التعبير بهذه الحرية و الشجاعة و أنت الوحيد شجاع بارك الله فيك أجبته مبتسما كعادتي لماذا لم تكتب أنت مثلي و يكتب آخر و الآخر و يصبح العدد 50 عوضا عن واحد ابتسم و قال شجاعتك نادرة …   

و بدون تعليق … و بدون تعليق

هذه عينات حيّة على ثقافة الخوف التي كما أسلفت نسبة 95 بالمائة ناتجة عن الوهم و الوسوسة و الخوف مثل الحلم المرعب أو روايات و حكايات أجدادنا و جداتنا عندما كانوا يخرفون في الخمسينات على الغول و الوقائع المرعبة حتى ينشأ الاطفال على الخوف من الغول و العبيثة و أقوال الاساطير و ربما بعض الرجال اليوم بقي عالقا في أذهانهم قصص الاجداد و الجدات بينما الإنسان طلع إلى سطح القمر و اعماق البحار و صنع الصواريخ و الطائرات و نحن مازلنا نخاف من كتابة مقال أو كلمة في صحيفة أو على موقع الأنترنات و العالم تحرر ووصل إلى أعلى وأرقى التكنولوجيا و صاحبك في أمريكيا يخاطبك بالهاتف الجوال و صورته أمامك و هندامه جديد ووجه نائر بشوش مبتسم و الآخر يخاف من رد في موقع الأنترنات بحرية و شجاعة يندرج ضمن حرية الرأي و التعبير و لا بد من الراي و الرأي الآخر و الاتجاه المعاكس و كان علينا أن نتعلم من البرامج الهادفة لقناة الجزية و قناة العربية و موقع الأنترنات تونس نيوز حتى نتعلم و نفهم بأسلوب حضاري معاني الحوار و آدابه و حرية الراي

أنت تقول هذا لونه أسود و أنا اقول لك لا لونه أبيض و نتحاور بالحجة حول إثبات الحقيقة أبيض أم أسود تلك هي حرية الراي و حرية التعبير و الخلاف رحمة حتى بين العلماء و المذاهب و الفقهاء يقولون في خلافهم رحمة للعامة.

لماذا نحن في تونس نتحرج من الراي الآخر و نهاجم صاحبه و نشتمه و نعاديه لمجرد أنه اصدع برأي مخالف فهل من حقه أن يعبّر على رأيه و هل من حقه الإصداع بما يراه صواب و حقيقة أم كما قال المثل معيز و لو طاروا و اسود و لو كان أبيض فهذا يصبح إرهاب فكري و تسلّط على حرية الراي و قد كنا في حزبنا الواحد في عهد الإستقلال نتحاور داخل الحزب بحرية و نعبّر و نتحاور و نتخالف و يطول النقاش حتى ساعة متأخرة من الليل بصبر و تبدر و صدر رحب ثم نعرض الموضوع على التصويت و الأغلبية صاحبة القرار و الأقلية تخضع للأغلبية بديمقراطية و حرية هذا في الأمور الجوهرية أما بقية المواضيع فكل واحد رأيه و هو حرّ داخل الحزب الواحد و قد تعلمنا ذلك بصراحة و إذا حضر المنابر أحدهم من المؤلفة قلوبهم من غير الدستوريين يلاحظ تباين الآراء حتى أنّ بعضهم قال لم أكن أتصور في الحزب رجال لهم مواقف تشبه مواقف المعارضة أو اشد و بعضهم إنخرط في الحزب نتيجة الحرية و الحوار داخل هياكله هكذا كنا في عهد الاستقلال.

و لماذا اليوم أصبحنا كلنا إذا تكلم أحدنا بكلام صادق و بحرية نتحرج منه و نعاديهحتى أنّ أحدهم قال لصديقي الوفي يا فلان ردّ بالك من صاحبك فقد اصبح يكتب في موقع الأنترنات تونس نيوز بحرية و صراحة و أصبح مش متاعنا كما قال مدير صحيفة منع الصحيفة من نشر خواطر المناضلين و عندما بعضهم كتب في صحيفة لها اتجاه سياسي آخر قال هذا المدير صاحبنا أصبح ضدنا معارض أي يغلق عليك الابواب و يخرجك من الدار الذي كان غريب عليها ثم يرجم بالغيب وهذا النوع لهم حظوظ و رحم الله الأستاذ المحامي فاضل الحميدي في المثل الذي ضربة حول قصة إسلام اليهودي و دخل الجنة دون صلاة في الليالي السود و صوم رمضان في أوت  هؤلاء هم فرسان اليوم و لهم القول الفصل هذا وضعنا و لازالت ثقافة الخوف نتيجة تصرف هؤلاء ليس لهم رصيد نضالي و لا رصيد وطني بل كانوا على الربوة أو معارضون و هم يستعملون عصاء الخوف و شتم الأحرار فعلا بمقابل و امتيازات و المال قوام الأعمال.

قال الله تعالى : فستذكرون ما اقول لكم و افوض أمري إلى الله  إنّ الله بصير بالعباد صدق الله العظيم

و قال أنّ موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب صدق الله العظيم

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.