الثلاثاء، 19 أبريل 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3983 du19.04.2011  

archives :www.tunisnews.net


كلمة:هيئة الإعلام تطالب بتحيين المطالب وتتلكأ في إبداء الرأي في موضوع راديو كلمة

كلمة:محكمة الاستئناف بتونس ترفع الحجر على أموال الهادي الجيلاني

« الصباح  » في « سيدي بوزيد ما بعد الثورة »وعود لم تتحقق.. مشاريع استثمارية في الانتظار..وتنمية بعيدة المنال

الصباح:منذ لقاء قائد السبسي وجراد:لماذا خفت صوت اتحاد الشغل على الساحة سياسيا واجتماعيا؟

الصباح: يجري توقيعها في القصرين وسيدي بوزيد وجندوبة عريضة تطالب بنظام انتخابي عادل وضد الإقصاء..

يو بي أي :وزير خارجية فرنسا يبدأ غدا زيارة إلى تونس

في الذكرى 26 لتأسيس الإتحاد العام التونسي للطلبة لنستعد لعقد المؤتمر الخامس لمنظمتنا المناضلة

في الذكرى 26 لتأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة لتُرْفع المظلمة عن الاتحاد وليُفْسح المجال أمام الطلبة لاستعادة منظمتهم..

حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي:مائدة مستديرة في باريس حول المشروع المجتمعي للحركة والدعوة لانشاء وزارة للهجرة

محمد فوراتي:خلال زيارة رجال أعمال للدوحة مشاريع في الأفق مع مستثمرين قطريين

غسّان بن خليفة:تحقيق حول قناة “نسمة” (ج 1): ضحـــــــيّة بن علـــي أم ربـــيبَـتُــه؟

عبدالسلام الككلي:الانسلاخ

صالح عطية:خلف الستارالتجمعيون.. والانتهازيون

الحبيب بوعجيلة:إلى الصديق محسن مرزوق = المواثيق مصادرة للحرية ..و المعارضة فاعل رئيسي

يسري الساحلي:الأبراج و الإنتخابات

الناصر الهاني:واستفاد الرهط من جلاديهم

مراد بن محمد:صحف تونس.. انطلاقة وخطاب مختلف


Pourafficherlescaractèresarabessuivreladémarchesuivan:Affichage / Codage / ArabeWindows)Toreadarabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعوا جديدأخبار تونس نيوز على الفايس بوك
الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141



تونس, تونس, 19 (UPI) — قتل شاب وفتاة وأصيب نحو 43 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة،في أعمال شغب وعنف ومصادمات قبلية شهدتها اليوم الثلاثاء مدينة السند بمحافظة قفصة جنوب غرب تونس. وذكرت وزارة الداخلية التونسية في بيان أن أعمال العنف والشغب شارك فيها حوالي 2000 شخص غالبيتهم من طلبة المعاهد الثانوية.
وأوضحت أنه تم « التراشق بالحجارة ،وإستعمال الأسلحة البيضاء،والعصي والهراوات،ما أسفر عن مقتل تلميذة نتيجة تدافع الحشود،وتلميذ آخر طعنا بسكين،وإصابة 43 شخصا بجروح متفاوتة،تم نقل 10 منهم إلى مستشفى مدينة قفصة » ( 350 كلم) جنوب غرب العاصمة.
واضافت أن أسباب الأحداث « تعود إلى نشوب خلاف بين تلاميذ ينتمون إلى عرشين(قبيلتين) بالجهة،تطور إلى تبادل العنف وإندلاع أعمال الشغب ».
وتعتبر أعمال العنف هذه الثانية من نوعها التي تشهدها مدينة السند على خلفية قبلية في غضون أقل من ثلاثة أشهر،حيث كانت اندلعت فيها أعمال عنف وإشتباكات في السادس عشر من فبراير الماضي سقط خلالها 23 جريحا.
وقد إندلعت في حينه على خلفية مناوشات بسيطة بين عدد من طلبة القبيلتين الذين يدرسون بالمعهد الثانوي بالسند،إنتهت بعد تدخل قوات من الأمن والحرس(الدرك) والجيش التي إستنجدت بمروحيتين للفصل بين الجانبين.  

 
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 19 أفريل 2011)



أصدر القضاء التونسي اليوم قرارا بالإفراج عن الشرطية المتهمة بصفع محمد البوعزيزي الذي تسبب بانتحاره حرقا في اندلاع احتجاجات كانت جذوة ثورة 14 يناير/ كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. وقضت المحكمة الابتدائية بولاية سيدي بوزيد (وسط) بعدم سماع الدعوى في هذه القضية، وأغلقت ملفها نهائيا بعد أن قامت عائلة البوعزيزي اليوم بإسقاط الدعوى القضائية التي رفعتها ضد الشرطية فادية حمدي (35 عاما). وجرى النطق بالحكم خلال جلسة مغلقة لم تسمح السلطات للصحفيين بحضورها، وحضرتها فقط عائلتا البوعزيزي وحمدي ومحاميهما. واحتشد عشرات من أهالي سيدي بوزيد أمام المحكمة مرددين « الشعب يريد إخراج فادية حمدي من السجن » بينما عمت مشاعر الفرح المدينة بعد الإفراج عن الشرطية. وكانت بسمة المناصري محامية الشرطية أعلنت في وقت سابق أن السلطات اعتقلت فادية حمدي منذ نهاية ديسمبر / كانون الأول الماضي، وأبقتها دون محاكمة في إجراء وصفته بأنه خرق للقانون التونسي. ولم يفتح القضاء التونسي ملف الشرطية إلا مطلع الشهر الجاري عندما عين قاضيا جديدا كلفه بالتحقيق في القضية، والاستماع إلى الشرطية والشهود.  
إضراب مفتوح وتم فتح ملف القضية بعد دخول الشرطية في إضراب مفتوح عن الطعام بالسجن، ووالديها في اعتصام مفتوح بمنزلهما بمدينة منزل بوزيان التابعة لولاية سيدي بوزيد. وذكرت محامية فادية حمدي أن كل الشهود بالقضية نفوا أن تكون الشرطية صفعت البوعزيزي، غير شاهد واحد قالت إنه من ذوي السوابق العدلية وسبق له أن حوكم في قضية خيانة أمانة. واتهمت عائلة الشرطية نقابيين وسياسيين بالترويج للصفعة « الوهمية » بوسائل الإعلام العالمية من أجل إثارة الرأي العام المحلي وإطلاق شرارة الاحتجاج على نظام الرئيس المخلوع. وقالت فادية حمدي بوقت سابق إن رؤساءها أمروا أعوان الشرطة البلدية بإجلاء أصحاب العربات المجرورة غير الحاملة لتراخيص من أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، وأنها طلبت من البوعزيزي الانتقال إلى مكان آخر فرفض، مما دفعها إلى حجز آلة الوزن التي يستعملها لبيع الخضار والفاكهة ودعوة زملائها للتعامل معه بموجب القانون الذي يحظر التجارة العشوائية.  
صفعت وشتمت وكانت منوبية والدة محمد البوعزيزي قالت سابقا إن فادية حمدي صفعت ابنها وشتمت أباه المتوفى عندما احتج على مصادرة شرطة البلدية عربة مجرورة كان يبيع عليها الخضار والفاكهة بالسوق دون حمل ترخيص بلدي. وأضرم محمد البوعزيزي في نفسه النار بعد أن سكب على جسمه البنزين أمام مقر محافظة سيدي بوزيد (يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي) احتجاجا على رفض الوالي قبوله تقديم شكوى ضد أعوان الشرطة البلدية الذين صادروا عربته التي تمثل مورد رزقه الوحيد. وفارق البوعزيزي (26 عاما) الحياة بالرابع من يناير/ كانون الثاني الماضي متأثرا بالحروق البليغة التي لحقته. وكان الحادث قد تسبب باندلاع احتجاجات عنيفة بسيدي بوزيد تطالب بتوفير فرص عمل وعدالة بالتنمية ومحاربة الفساد والمحسوبية، وسرعان ما انتقلت الاحتجاجات لولايات أخرى لتتحول لثورة شعبية وصلت تونس العاصمة لتطيح بالرئيس بن علي وتجبره الهرب إلى خارج البلاد. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 أفريل 2011)


دعت الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال كل من تقدم بطلب للحصول على ترخيص لبعث إذاعة أو تلفزة لتحيين مطالبهم خلال الأسبوع الحالي. وحثت الهيئة على الإسراع بتقديم المطالب وذلك لإبداء رأيها لإسناد رخص وقتية في انتظار إسناد كراس شروط ينظم إجراءات بعث وسائل الإعلام السمعي البصري وتنظيمه. يذكر أن رئيس الهيئة السيد كمال العبيدي ماطل منذ أكثر من أسبوع في إبداء الرأي حول إسناد الرخصة لراديو كلمة وذلك رغم تواجدها الفعلي على الساحة الإعلامية منذ سنة 2008 ورغم تحيين مطلبها منذ بداية شهر مارس واستيفائها لجميع الشروط القانونية التي وضعتها الجهات المسؤولة مما اعتبره بعض المراقبين تصرفا غير مبرر هدفه ربح الوقت .  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 أفريل 2011)


ألغت محكمة الاستئناف أمس الاثنين حكما ابتدائيا كان قضى استعجاليا بتعيين متصرف عدلي على ممتلكات الرئيس السابق لاتحاد الصناعة والتجارة وصهر بلحسن الطرابلسي السيد الهادي الجيلاني. و كان المكلف العام بنزاعات الدولة تقدم في حق وزارة المالية بدعوى قضائية لدى القضاء الاستعجالي بتونس للمطالبة بتعيين مؤتمن عدلي على ممتلكات رئيس منظمة الأعراف السابق باعتبارها متأتية من علاقة المصاهرة التي تربطه بأسرة الرئيس السابق واستجابت المحكمة للدعوى إلا أن محكمة الاستئناف نقضت الحكم الابتدائي لعدم استناد الاتهام على إثبات مادي.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 أفريل 2011)

« الصباح  » في « سيدي بوزيد ما بعد الثورة » وعود لم تتحقق.. مشاريع استثمارية في الانتظار..وتنمية بعيدة المنال


سيدي بوزيد ـ الصباح ـ مثلما كانت « الصباح » أول وسيلة اعلامية تتحول الى سيدي بوزيد في الايام الاولى لاندلاع الثورة وفسحت المجال لاهالي المنطقة للتعبير عن آرائهم بكل حرية والتعرض الى الواقع المرير للجهة التي تفتقد الى ابسط مقومات الحياة والرفاهية وتغيب عنها الاستثمارات والمشاريع التنموية ، عادت الصباح مجددا لهذه المنطقة لتعاين ما قدمته لها الثورة التي انطلقت منها وتقف على التطورات التنموية والمشاريع الموعود بها وتحدد عدد الذين خرجوا من ضيم البطالة إلى عالم الشغل والكسب. في هذا التحقيق الذي استمعنا فيه الى رأي المسؤول الجهوي على الجهة والي سيدي بوزيد وكذلك عدد من الباعثين والمستثمرين الذين يحدوهم العزم على المساعدة في مجهود التنمية وتطوير منطقتهم وكذلك عدد من أهالي سيدي بوزيد.. ما يؤلم نظرا لان الامور ظلت كما هي ولم تتطور وظلت بعض الوعود – خاصة الصادرة عن رجال اعمال ومستثمرين كبار- حبرا على ورق… وهو ما يطرح اكثر من سؤال. ملف من اعداد: سفيان رجب والي سيدي بوزيد للـ »الصباح » 6 مشاريع كبرى بحاجة إلى تجاوز العراقيل للمساعدة في حل مشاكل المنطقة سيدي بوزيد ـ الصباح ـ منذ بداية الثورة إلى اليوم أشرف على سيدي بوزيد أربعة ولاة بالتمام والكمال..آخرهم السيد نبيل نصيري وهو ابن الجهة من مواليد سنة 1973 مستشار المصالح العمومية وحاصل على ماجستير في القانون العام- محام غير مباشر. لم يمض على تعيينه في هذه المهمة سوى أسبوع. وقد تحدث للـ »الصباح » عن الملفات الموجودة على مكتبه اليوم والخاصة بالتنمية والتشغيل والمساعدات الاجتماعية وبعث المشاريع. بخصوص الملفات التي وجدها على مكتبه أشار السيد نبيل النصيري أن أبرزها ملفات التشغيل والاستثمار والتنمية وهي ملفات تواجه صعوبات عديدة. وقال إن أغلب ملفات التشغيل هي لأصحاب الشهادات العليا الذين طالت بطالتهم.كما أن منظومة « أمل » تتضمن بعض الشروط التي تعيق تشغيل عدد من العاطلين على غرار شرط الـ 6 أشهر الذي أقصى العديد.وأفادنا والي سيدي بوزيد أن هناك اليوم قرابة 13 ألف مسجل في مكتب التشغيل. وفيما يتعلق بالاستثمارات وبعث المشاريع ذكر السيد نبيل النصيري أن هذا الملف يواجه صعوبات عديدة خاصة على مستوى التمويل الذاتي للمشاريع الصغرى والمتوسطة.أما المشاريع الكبرى فقد بلغ عدد ملفاتها 6 لم يتقدم منها سوى ملف واحد وهو ملف مصنع الحليب ومشتقاته « دليس دانون » أما ملفات مصانع الاسمنت والسيراميك والصناعات التحويلية…فمازالت تعاني بعض الصعوبات.كما أن الاستثمارات في المجال الفلاحي تعاني بدورها من صعوبات عديدة خاصة أن جل الأراضي دولية وتواجه مشاكل عقارية.هذا إلى جانب غياب قاعدة صناعية كبيرة في المنطقة. وفيما يتعلق بالحلول التي سيعمل على إيجادها والتي يراها مساعدة على الاستثمار ودفع عجلة التنمية في الجهة أجابنا السيد نبيل النصيري بضرورة تدعيم المستثمرين ومراجعة نسبة الدعم المحددة اليوم للاستثمار في سيدي بوزيد بـ 15% ورفعها كما كانت سابقا إلى 30 % باعتبارها منطقة ذات أولوية مطلقة.كما طالب باعتمادات إضافية للمجلس البلدي والعمل أن يكون القرار جهويا وليس مركزيا في ما يتعلق ببعض ملفات الاستثمار. وبخصوص الملفات التي يرى انها ذات أولوية والتي سينهمك عليها، ذكر والي سيدي بوزيد أن اهتمامه سيتركز على تشغيل أقصى ما يمكن من العاطلين وذلك لن يتم إلا عبر الاستثمارات وإيجاد المشاريع الصغرى والمتوسطة في انتظار انطلاق المشاريع الستة الكبرى والتي سيعمل مع أصحاب هذه المشاريع والوزارات المعنية على تذليل الصعوبات أمامها عبر إحداث لجنة جهوية خاصة بمتابعة الاستثمارات.. كما سيعمل على توسيع المنطقة الصناعية بلسودة من اجل احتضان أقصى ما يمكن من المؤسسات. أرقام من سيدي بوزيد – التشغيل: 13 الف مسجل في مكتب التشغيل – التعريفات المنخفضة لبطاقات العلاج: 750 (سلمت بعد الثورة) – بطاقات الإعاقة : 718 (سلمت بعد الثورة) – منحة البحث النشيطة « أمل » : 7600 منتفع – مساعدات العائدين من ليبيا: 700 منتفع – 5 مقاطع حجارة أجبرت على التوقف عن العمل مما زاد في نسب البطالة – 25 الف طالب يدرسون خارج الولاية لعدم توفر مؤسسات تعليم عال وهو ما يعني خروج 30 مليارا سنويا من المنطقة ( اعتبار انفاق كل طالب 100 دينار شهريا) هل من حل للمشاكل العقارية في سيدي بوزيد؟ سيدي بوزيد ـ الصباح ـ تتميز ولاية سيدي بوزيد بهيمنة الطابع الريفي حيث لا تتجاوز نسبة الوسط الحضري حسب التعداد العام للسكان لسنة 2004 الـ 24،3 بالمائة. كما تتصف بطابعها الفلاحي المهمش وغير المتماسك بسبب التشتت العقاري وطغيان جانب « العروشية » في إدارة هذه الأراضي. ويعتبر التشتت العقاري المعرقل الأول للتنمية حيث أن الفلاح المتصرف في الأرض لا يملك ما يثبت امتلاكه لها وبالتالي لا يتمكن من الاستثمار في هذه الأرض عبر الاقتراض البنكي أو الرهنية أو الشراكة مع الغير في التصرف. وقد زاد قانون 1991 الطين بلة حيث لم يفصل بين الخاص وبين ديوان الأراضي الدولية مما احدث إشكالا كبيرا وأصبحت جل الأراضي وخاصة الشاسعة منها (أراضي سراب قمودة مثلا) ملكا للدولة..هذا الوضع تسبب في فشل شركات الإحياء وفشل التنمية الفلاحية بالولاية…ويطالب أهالي سيدي بوزيد بمعالجة تشتت الملكية بتمكين أهلها من التعويض العيني أو المادي وسن تشريع يسهل التملك وتحويز وإسناد الأراضي الاشتراكية لأصحابها ومدهم بالوثائق الرسمية للتملك حتى يسهل لهم الاستثمار فيها. وتمت كذلك المطالبة بحصر الأراضي الدولية المنتشرة في الولاية وإسنادها لفنيين على شكل مقاسم وهو ما سيساعد على امتصاص البطالة في صفوف الفنيين والمهندسين من خريجي التعليم العالي وخاصة منه الفلاحي. وحسب المسؤولين الجهويين ،فان الأراضي الاشتراكية وأراضي الاحباس في طور التصفية حاليا وبلغت أكثر من 96 بالمائة أما باقي المساحة فهي تواجه صعوبات في إسنادها بسبب عديد المشاكل منها أن باقي المساحة مشتتة ومحل نزاع. وبخصوص الاشكاليات الواردة على لسان بعض اهالي سيدي بوزيد أجابت مصادرنا أن هناك فعلا بعض الإشكاليات في المنطقة البلدية التي تحول دون تقدم عمليات التسوية تتمثل في ضعف الموارد المالية للبلديات لإعداد الملفات الفنية اللازمة لعمليات التفويت هذا الى جانب البناء الفوضوي. وبخصوص اشكاليات العقارات الدولية الفلاحية ،فان الولاية تتوفر على أراضي دولية مهيكلة أي تحت تصرف شركات الإحياء والتنمية الفلاحية عبر التسويغ واخرى تحت تصرف ديوان الاراضي الدولية وهناك تعاضديات إنتاج فلاحي ترتكز في جل معتمديات الولاية. وهناك أراض دولية غير مهيكلة تتمثل أساسا في المراعي الدولية و كذلك في التقاسيم الفلاحية القديمة. وإشكالية هذه النوعية من الأراضي انها محل اعتداءات متواصلة باعتبار أن هناك من يتوسع على حساب هذه الأراضي الدولية على غرار ما يحصل في ارض « سهل قمودة ». وفيما يتعلق بمطالب الفلاحين في سيدي بوزيد في تملك الاراضي التي يستغلونها أجابنا مسؤولو الجهة أن قانون 95 يحول دون إجراءات التفويت. ثاني سوق بعد بئر القصعة سوق الجملة للخضر والغلال..أهم موطن تشغيل يعاني من الضيق والتهميش سيدي بوزيد ـ الصباح ـ يعتبر سوق الجملة للخضر والغلال بسيدي بوزيد ثاني سوق في الجمهورية بعد سوق بئر القصعة. وهو سوق يمول كامل تراب الجمهورية تقريبا بالخضر لاعتبار ما يتوفر للمنطقة من خيرات فلاحية وهي المتواجدة على مفترق طرق 6 ولايات تقريبا. ويمسح سوق الجملة للخضر والغلال بسيدي بوزيد 2،2 هكتار ويفوق عدد رواده يوميا 1500 بين فلاح وتاجر ويوفر يوميا بين 150 و700طن بين باكورات وقرعيات وثوم وخضر بجميع انواعها وغلال فصلية وقبل فصلية كالعنب البلدي والخوخ البدري القادر على المنافسة دوليا. وحسب السيد نجيب فطناسي مدير سوق الجملة،فان مشاكل هذا السوق هو صبغته الجهوية عوض الوطنية ومكانه المتواجد وسط حي سكني ويطالب المتعاملون مع هذا السوق بتحويله الى منطقة اخرى اكبر واوسع كالطريق الوطنية رقم 3 الرابطة بين تونس والقيروان والقصرين وقفصة وتوزر وقبلي.واذا ما تمت الاستجابة لهذا النداء فان السوق يمكن ان يتسع الى 10 هكتارات ويصبح السوق على فاعلية واداء افضل ويمكن ان يكون على شاكلة سوق رنجيز الشهير بضواحي باريس ذلك ان المكان الذي يمكن التفكير فيه والمشار اليه سيكون على مستوى الخط المبرمج للطريق السريعة.هذا السوق تسترزق منه عائلات عديدة واذا ما تم التفكير في هذا الطرح يكون على شاكلة شركة اسواق الجملة تساهم فيه عديد الاطراف كبلدية سيدي بوزيد ومجلس ولايتي القصرين وسيدي بوزيد وترتفع طاقته التشغيلية الحالية(32 وكيلا واكثر من 200 عامل) الى 200 وكيل و1500 عامل زيادة على مخازن التبريد والتعليب قصد التصدير. وطالب الوكلاء على غرار سعيد العاتي وعبد الملك الهاني بتعاضدية خدمات مركزاين على أن قرارات العمل وقتية تتجدد كل عام وهو ما يجعل مواطن رزقهم مهددة.واكدوا ان السوق هو الوحيد الذي يبيع بالطن وليس بالصندوق وبالتالي فان رقم معاملاته كبير وهام. من جهته يرى السيد جلال الصالحي مستلزم سوق الجملة ان مشكل السوق في عدم توافد الفلاح بل ان الهباطة هم من يجلبون السلع الى السوق.كماأن الاسواق المتواجدة بصفة اعتباطية في المعتمديات المجاورة لسيدي بوزيد اثرت على هذه السوق وطالب بان تمر جميع السلع عبر مسالك التوزيع العادية أي عبر سوق الجملة من اجل الحصول على الفترة ووجود عرض وطلب. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أفريل 2011)

منذ لقاء قائد السبسي وجراد لماذا خفت صوت اتحاد الشغل على الساحة سياسيا واجتماعيا؟


جملة من الأسئلة مطروحة اليوم على طاولة النقاش السياسي والنقابي لدورالاتحاد العام التونسي للشغل الذي لم يعد ذلك الهيكل « المتمرد »على محاولات الالتفاف على الثورة منذ آخر لقاء للوزيرالأول المؤقت الباجي قائد السبسي بالأمين العام للمنظمة عبد السلام جراد. أسئلة عن الدورالحالي للاتحاد في ظل التحولات السياسية المتسارعة، اسئلة مطروحة حول اسباب « تراجع » دورالاتحاد في الشأن السياسي بعد أن اقام الدنيا ولم يقعدها ابان الاعلان عن حكومة الغنوشي الاولى وانسحاب عناصرالاتحاد من الحقائب الوزارية المسندة له. إلى جانب الاسئلة، جملة من الملاحظات المتعلقة بتصدير مواقف المنظمة من الاجراءات لا سيما المرسوم الانتخابي للهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة. فهل تراجع دور الاتحاد في المساهمة في تحديد الملامح المستقبلية للبلاد؟ ام انه بات يخضع بدوره إلى التجاذبات السياسية الداخلية التي اصبحت تحكم المنظمة؟ ومن هو المستفيد من هذا الصمت في صلب الاتحاد الذي ينتظر بدوره عقد مؤتمره؟ وفي تعلقيه على جملة الأسئلة المقدمة اعتبر حبيب بسباس « أن الاتحاد فقد مصداقيته من خلال ركوبه على موجة إحداث الانتفاضة ». وأضاف بسباس »أن حكومة قائد السبسي عرفت كيفية التعامل مع مجريات الأمور منذ البداية خاصة حين دعت إلى محاسبة العناصر الفاسدة والمتورطة مع النظام السابق والاتحاد لا يخلو من تورط عناصر من مكتبه التنفيذي في الفساد على غرار قضية الأراضي وسوء التصرف في أموال الاتحاد وهو ما سيعطي إمكانية الملاحقة القضائية للمتورطين ». طموح سياسي وقال المتحدث أن الطموحات السياسية لبعض قيادات المكتب التنفيذي للاتحاد وفشلهم في ذلك عجلت بالبعض إلى التفكير في إنشاء حزب من شانه أن يلبي ذلك المطمح السياسي ». كما اثارت مشاركة الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس محمد شعبان حركة النهضة مهرجانها الخطابي بالولاية عدة ردود أفعال صبت جميعها في خانة التنديد زادها « توترا » ما اعتبره النقابيون ضربا لاستقلالية الخط العام للمنظمة من كل الأحزاب، خاصة وان المكتب التنفيذي للمنظمة نزّل مشاركة شعبان في اطار الحرية الشخصية والموقف الذاتي الذي لا يتحمل الاتحاد مسؤوليته. واعتبر اللقاء النقابي الديمقراطي في بيان له أن ما يدور في صلب الاتحاد من صمت مطبق على جملة الاحداث الوطنية بمثابة التواطؤ مع حكومة الباجي قائد السبسي وقد جاء البيان متضمنا لـ »استنكاراللقاء لسياسة النعامة التي اعتمدتها القيادة البيروقراطية حيال المستجدات السياسية […] وصمت القيادة البيروقراطية يعد تواطؤا منها مع حكومة قايد السبسي وانقلابا على قرارات الهيئات الإدارية السابقة التي تمسكت بضرورة مراقبة أداء أي حكومة مؤقتة ». كما تضمن البيان الصادر نهاية الأسبوع المنقضي موقف النقابين من مشاركة محمد شعبان التي اعتبرت « صمت » المكتب التنفيذي الوطني على ما قام به الكاتب العام لاتحاد الشغل بصفاقس « ليس سوى مباركة وتزكية ضمنية لتصرفه وان ما صرح به أحد أعضاء المكتب التنفيذي عندما قال « تلك مسألة شخصية » يذكرنا بنفس الموقف الذي إتخذته القيادة البيروقراطية عندما دخل أحد أعضائها مجلس المستشارين بتنسيق من الديكتاتور المخلوع. » المسالة الاجتماعية.. أولا وفي رده على سؤال متعلق بسبب تراجع دورالاتحاد في هذه المرحلة قال الامين العام المساعد بالمنظمة عبيد البريكي « أن الاتحاد منكب في المرحلة الاخيرة على المسائل الاجتماعية ذلك أن الاولوية في هذه المرحلة الحالية ملف المفاوضات الاجتماعية وملف المناولة والقدرة الشرائية للمواطن واهميتها في انعاش الدورة الاقتصادية هذا إلى جانب الملفات الطارئة كعمال البلديات ». واضاف البريكي « انه بقدر ما كانت عين الاتحاد على المسائل الاجتماعية فاننا كنا نراقب المشهد السياسي عن كثب وهوما يترجمه موقف المنظمة من المرسوم الانتخابي للهيئة العليا حيث تمسك ممثلو الاتحاد بالدفاع عن تمكين المنظمة من كوتا بالمجلس التاسيسي ». وعن أسباب التمسك بحصة للاتحاد في المجلس التاسيسي اوضح البريكي أن الاتحاد سيتمكن من مناقشة القضايا المتعلقة بالشغالين كما انها ستمكن الاتحاد من دخول المجلس بقوائم مستقلة وحتى تظل المنظمة في موقع الحياد عن كل الأحزاب ». وعن اسباب هذا التمسك اعتبر البريكي « أن الاتحاد لا يتمسك بالمواقع ولو كان الامر كذلك لقبل المشاركة في مجلس المستشارين ». خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أفريل 2011)

يجري توقيعها في القصرين وسيدي بوزيد وجندوبة عريضة تطالب بنظام انتخابي عادل وضد الإقصاء..


علمت «الصّباح» أن عددا من الجامعيين والنخب أعدوا عريضة تنتقد النظام الانتخابي الذي نص عليه مرسوم الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، والقاضي باعتماد نظام القائمات.. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن هذه العريضة يجري تداولها حاليا في عدة جهات داخل البلاد، بينها القصرين وسيدي بوزيد وجندوبة.. وجاءت العريضة تحت عنوان «من أجل نظام انتخابي عادل يقطع مع الإقصاء والتهميش وينهي الوصاية والاستبداد»… وفيما يلي نص العريضة.. يقتضي التأسيس لنظام ديمقراطي حقيقي القطع لا فقط مع آليات الاستبداد، ولكن أيضا مع ثقافته وطبائعه. ومن بين الآليات التي أدّت إلى احتكار السلطة من قبل حزب واحد على مدى أكثر من نصف قرن وما أدّى إليه من إذلال وتهميش وإقصاء طريقة الاقتراع على القائمات منذ انتخابات أعضاء المجلس القومي التأسيسي سنة 1956 وصولا إلى آخر انتخابات لأعضاء مجلس النواب سنة 2009، فهذه الطريقة لم تفرزسوى هيمنة حزب واحد احتكر كل مؤسسات الدولة، وصارت القائمات رمزا للانفراد بالسلطة والطريقة التقليدية المألوفة للإقصاء. ومن طبائع الاستبداد تواصل نفس فكرة الوصاية على الشعب حتى بعد الثورة العظيمة التي فتح بها الشعب التونسي صفحة جديدة في التاريخ داخل وطننا العزيز ولكل الشعوب المضطهدة في العالم. إننا نطالب اليوم بمراجعة مشروع المرسوم المتعلق بانتخاب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي على النحو التالي: 1- إقرار الاقتراع على الأفراد فهذه الطريقة في الاقتراع هي وحدها الكفيلة بالقطع نهائيا مع اختيارات لم تؤد لأكثر من خمسة عقود سوى للاستبداد والإقصاء. وهي طريقة لا تعني إطلاقا إبعادا للأحزاب السياسية عن الانتخابات كما يروج لذلك عن سوء نية من لم تعد تخفى نواياهم على أحد. ثم إن هذه الطريقة تتيح إطارا أفضل لتقديم الترشحات وإمكانيات أوسع في الاختيار، فلا تستأثر بالمشهد السياسي أحزاب لم ينشأ أغلبها إلا بفضل ثورة الشعب، فالشعب التونسي هو الذي له الفضل عليها كلها وليس لها كلّها أيّ فضل عليه. وتمكّن طريقة الاقتراع على الأفراد كذلك من معرفة كلّ المترشحين بأسمائهم وانتماءاتهم الحقيقية ومن الاطلاع على تصوراتهم للدستور المقبل لتونس، كما تمكّن من مراقبتهم أثناء الحملة الانتخابية ومن متابعة النواب أثناء مدّة نيابتهم. 2- إقراردوائرانتخابية ضيقة في مستوى كل معتمدية بقطع النظرعن الكثافة السكانية فاعتماد قاعدة سكانية معينة لتحديد العدد الجملي لأعضاء المجلس الوطني التأسيسي سيؤدي مجددا إلى تفاوت في تمثيل الجهات والى تغليب تمثيل الشريط الساحلي على حساب الجهات الداخلية التي عانت أكثر من غيرها غياب العدالة في التنمية وأدت على امتداد العقود الماضية الى هجرة سكانها عنها نتيجة للإقصاء والتجويع والتهميش. 3- استبعاد وضع حصة لتمثيل المرأة فالمرأة مواطنة تتساوى مع الرجل في الحقوق والواجبات، ومعاملتها بنظام الحصة أو بنظام القائمة المتناصفة كما ورد ذلك في مشروع المرسوم المذكورهو مسّ بكرامتها وحطّ من مكانتها وتحقير لشأنها، هذا فضلا عن الثقافة السائدة في العديد من الجهات بالجمهورية التونسية التي لا تسمح بمثل هذا النظام، فإن كان هذا النظام ممكنا في عدد من الجهات فإنه سيؤدي حتما إلى مزيد من التفاوت في التمثيل وإلى مزيد من غياب العدالة والمساواة. 4- منع أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي من الترشح لانتخاب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي تفاديا لكلّ حسابات سياسية لم تعد تخفى على أحد، وحتى لا تكون هذه الهيئة إطارا يستعد فيها أعضاؤها للانتخابات القادمة، وحتّى لا تكون مشاريع النصوص التي يتم إعدادها في السّر قبل أن تعلن على الملإ في ثوب يقدّم على أنه تحقيق لأهداف الثورة، فإن القطع مع ثقافة الوصاية والاستبداد يقتضي منع جميع أعضاء الهيئة المذكورة من التّرشّح لانتخابات أعضاء المجلس الوطني التأسيسي. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أفريل 2011)


تونس, تونس, 19 (UPI) — يبدأ وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه غدا الأربعاء زيارة رسمية إلى تونس ،هي الأولى له منذ توليه حقيبة الخارجية الفرنسية في الأول من مارس الماضي. وقال ديبلوماسي فرنسي مقيم بتونس اليوم الثلاثاء ليونايتد برس انترناشونال،إن جوبيه سيجري خلال هذه الزيارة التي وصفها بالقصيرة،محادثات ومشاورات مكثفة مع الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع ،ومع رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي،ومع نظيره وزير خارجية تونس المولدي الكافي. وأضاف أن المحادثات ستتمحور حول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطوريها،بالإضافة إلى الإطلاع على حاجات تونس في هذه المرحلة الإنتقالية. وكان جوبيه اعتبر في وقت سابق أن بلاده « لم تتخل إطلاقا عن تونس،وأنها تبذل جهودا كبيرة لمساعدتها على تجاوز التحديات التي تواجهها »،وذلك ردا على الإنتقادات الموجهة لفرنسا وعدد من الدول المانحة التي لم تتحرك لمساعدة تونس ومصر. غير أن مراقبين لفتوا إلى زيارة وزير الخارجية التونسي تأتي على وقع تداعيات ملف الهجرة غير الشرعية الذي أصبحت فرنسا طرفا فيه،وتطورات الموقف الميداني في ليبيا. وكان ملف الهجرة غير الشرعية الذي أثار ضجة بين تونس وإيطاليا،قد تحول إلى ما يشبه التوتر الديبلوماسي بين إيطاليا وفرنسا التي أكدت أمس الإثنين تمسكها بمواقفها بشأن خلافها مع روما حول التونسيين الذين يعبرون إلى أوروبا. وعرقلت فرنسا عددا من القطارات الآتية من مدينة فينتيميلي الإيطالية لبضع ساعات على متنها العديد من المهاجرين التونسيين غير الشرعيين،وحالت دون دخولهم آراضيها ،ما أثار غضب روما التي إحتجت على « إنتهاك للمبادئ الأوروبية ».
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 19 أفريل 2011)

بسم الله الرحمان الرحيم

في الذكرى 26 لتأسيس الإتحاد العام التونسي للطلبة لنستعد لعقد المؤتمر الخامس لمنظمتنا المناضلة

 


أيتها الجماهير الطلابية المناضلة نحتفل هذه الأيام بالذكرى 26 لتأسيس منظمتنا الطلابية الإتحاد العام التونسي للطلبة إذ انعقد المؤتمر العام للحسم الذي أفرز هذه المنظمة المناضلة أيام 18-19-20 أفريل 1985 . وقد حسم هذا المؤتمر أزمة التمثيل النقابي للطلبة و مكنهم من أداة للفعل النضالي يعبرون عبرها عن إرادتهم المستقلة و يفتكون بها حقوقهم في مختلف المستويات (المادية و البيداغوجية…) أيتها الجماهير الطلابية المناضلة لقد خاضت منظمتنا العديد من النضالات و المعارك النقابية شكلت محطات مضيئة في تاريخ الحركة الطلابية كان أبرزها- إسقاط مشروع بن ضياءسنة 1986 الهادف إلى خوصصة التعليم ومنع العمل السياسي والنقابي بالجامعة – النضال من أجل إسقاط « قانون أوت 1982″ المحدد للترسيمات في الجامعة و الذي توج بسحب بورقيبة هذا القانون في صائفة 1987 – افتكاك حق الإتحاد العام التونسي للطلبة في النشاط القانوني سنة 1988 و هو اعتراف من السلطة المستبدة بتمثيلية الإتحاد و جماهيريته – خوض حركة فيفري 1990 المجيدة تحت شعار  » من أجل المحافظة على مكاسب الحركة الطلابية و دعم معركة الحريات  » وقد أثارت نضالية الإتحاد و التفاف الطلبة من حوله من الشمال إلى الجنوب حفيظة النظام البائد فسحب من منظمتها الترخيص القانوني ثم أصدر القضاء الجائر يوم 8 جويلية 1991 حكما ظالما بحل الإتحاد جماهيرنا الطلابية المناضلة لقد تردت الأوضاع في الجامعة التونسية بيداغوجيا وماديا وتنظيميا منذ أن خسرت الحركة الطلابية منظمتنا العتيدة التي كانت دائما سدا منيعا دون تمرير المشاريع التصفوية و المهينة للطالب التونسي فسجلنا : – تدهورا في الوضع المادي للمؤسسات و الخدمات الجامعية ( تداعي قاعات الدرس للسقوط – تردي نوعية الأكلة الجامعية – تردي خدمة النقل الجامعي …) – ترفيعا مشطا في معاليم الترسيم – تراجعا في حق الطالب في السكن الجامعي ( سنة للذكور و سنتان للإناث) – تجميدا للمنحة الدراسية و تعويضها بالقرض الجامعي – تفاقما خطيرا لبطالة أصحاب الشهائد الجامعية بإقرار « الكاباس » بوابة البطالة و المتاجرة بحق الشغل جماهيرنا الطلابية المناضلة إن من حقنا اليوم كشريحة شبابية طلائعية أن نطالب برفع المظلمة عن منظمتنا المناضلة  » الإتحاد العام التونسي للطلبة » المدافع الصلب عن المصالح الحقيقية للطلبة و ندعوكم جميعا إلى: – تشكيل « هيئات أنصار الإتحاد العام التونسي للطلبة » في كل المؤسسات الجامعية – الاستعداد للانتخابات التحضيرية للمؤتمر الخامس لمنظمتنا و انتخابات مجالس الكليات و مجالس الجامعات المجد و الخلود لشهداء ثورتنا المباركة عاش الإتحاد العام التونسي للطلبة حرا و مناضلا و مستقلا تنسيقية هيئات أنصار الإتحاد العام التونسي للطلبة المنسق محمد أيمن الشايب المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالكاف كلية الطب بتونس كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس( 9 أفريل) جامعة الزيتونة المدرسة العليا للتكنولوجيا والإعلامية – الشرقية المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس(ابن شرف) كلية الآداب بمنوبة ——— ملاحظة: هذا البيان مفتوح لكل الكليات التي تتشكل فيها هيئات أنصار وهيئة الأنصار هي صيغة تنظيمية مؤقتة للاتحاد العام التونسي للطلبة على مستوى الأجزاء الجامعية تجمع الطلبة الممضين على عريضة رفع المظلمة عن الاتحاد العام التونسي للطلبة وبالإمكان الاتصال عبر البريد الالكتروني التالي: ugtetansikya2011@gmail.com

بسم الله الرحمان الرحيم

في الذكرى 26 لتأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة لتُرْفع المظلمة عن الاتحاد وليُفْسح المجال أمام الطلبة لاستعادة منظمتهم..


نحتفل هذه الأيام بالذكرى السادسة والعشرين لتأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة، إذ انعقد المؤتمر العام للحسم الذي انبثقت عنه منظمتنا الطلابية أيام 18 و19 و20 أفريل 1985 بعد صراع طويل حول المسألة النقابية بين الفرقاء السياسيين في الجامعة. ومنذ تلك اللحظة خاضت الجماهير الطلابية عديد المعارك النقابية تحت لواء منظمتنا العتيدة: الاتحاد العام التونسي للطلبة، رغم تشكيك المشككين وتخاذل المتخاذلين، فكانت معركة إسقاط أمر أوت 82 الشهيرة سنة 1987 التي انتهت بسحب بورقيبة للأمر المذكور خلال صيف 1987 بعد تضحيات عديدة قدمتها الجماهير الطلابية من اعتقال وتجنيد إجباري وتشريد. و تذكر كل جماهير الطلاب آنذاك كيف عاد الطلبة، ضحايا قانون أوت 82 المحدد للترسيمات، إلى مقاعد الدراسة حتى أولئك الذي تصدّوا للتحركات بدعوى أنها تحركات ذات أجندة سياسية.
وقد افتكّت منظمتنا حقّها في النشاط القانوني سنة 1988، كاعتراف من السلطات القائمة في بداية عهد الرئيس المخلوع بتمثيلية الاتحاد العام التونسي للطلبة وعدم قدرتها على مواجهة آلاف أنصار المنظمة. ولم تغفر الدكتاتورية للمنظمة أنها كشفت وجهها القمعي خلال التحركات الكبرى التي شهدتها الجامعة التونسية خلال شتاء 1990، وخاصة خلال حركة فيفري 1990 التي بيّنت أن معركة المجتمع التونسي الحقيقية هي معركة الحرية. وكشفت تلك الحركة أن الدكتاتور الذي أتى متخفيا تحت الشعارات البراقة لم يحد عن جوهره القمعي كقاتل لأبناء الشعب خلال أحداث جانفي 1978 و جانفي 1984 وخلال تصفية الطالب عثمان بن محمود يوم 18 أفريل 1986.
ونذكِّر الجميع أن حركة فيفري 90 اندلعت تحت شعار  » من أجل المحافظة على مكاسب الحركة الطلابية وخوض معركة الحريات « ، تلك المعركة التي استمرت أكثر من عشرين سنة ولم تنجح في الإطاحة بالدكتاتور إلا يوم 14 جانفي 2011 خلال ثورة شعبنا المجيدة، ثورة الكرامة والعدالة الاجتماعية.
ولم تغفر السلطة الدكتاتورية وحلفاءها للاتحاد العام التونسي للطلبة أنه نظم إحدى عشر اعتصام يوم 20 فيفري 1990، شملت أجزاء جامعية من شمال البلاد إلى جنوبها، ففبركت له سنة 1991 تهمة كيدية ولم يبق أمام مناضلينا من خيار سوى الهجرة أو السجن أو الاستشهاد . وخسرت الحركة الطلابية بحلّ الاتحاد العام التونسي للطلبة يوم 8 جويلية 1991 مدافعا صلبا عن حقوقها. إذ تمّ خلال العهد الدكتاتوري تمرير كل المشاريع التصفوية والانتقائية في الجامعة، فوقع الترفيع في معاليم الترسيم بنسب مهولة، وتمّ التعدّي على حقوق الطلاب من أبناء الشعب الكادح في السكن بحصره في سنة واحدة للذكور وسنتين للبنات، وجُمِّدت المنحة. ثم تمّ إقرار برنامج الكاباس، البوابة التي أحيل بموجبها آلاف الطلاب على البطالة و مارس من خلالها الفاسدون من عائلة الدكتاتور وحلفاءهم عملية فظيعة لابتزاز أموال الشعب عبر بيع شهادات النجاح في هذه المناظرة الظالمة.
 
إن ثورة شعبنا المجيدة قد أعادت لنا اليوم كرامتنا وحقوقنا، رغم ما يُحاك ضدّها من مؤامرات ودسائس للالتفاف عليها. و لم يعد اليوم هناك من مبرر بعد سقوط الطاغية لاستمرار المظلمة في حقّ منظمتنا. وإذ نرى أنه على السلطات الانتقالية أن ترد الحقوق إلى أصحابها فإننا نتوجّه بدعوة حارّة إلى هذه السلطات حتّى تبادر برفع الحكم الجائر الذي سلط عليها والسماح للطلبة الذين تفاعلوا مع « العريضة الطلابية من أجل إعادة نشاط الاتحاد العام التونسي للطلبة » بممارسة حقّهم في النشاط النقابي الحرّ في الجامعة. المجد والخلود لشهداء ثورتنا المباركة عاش الاتحاد العام التونسي للطلبة حرا ومناضلا ومستقلا مجموعة من قدماء مناضلي الاتحاد العام التونسي للطلبة فتحي الغزواني جميلة الشملالي عادل الثابتي رياض داود نعمان حمزة تونس في 18 أفريل 2011


حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي مائدة مستديرة في باريس حول المشروع المجتمعي للحركة والدعوة لانشاء وزارة للهجرة


في نطاق حملة التعريف وإنشاء المقرات قام الدكتور خالد الطراولي مؤسس حركة اللقاء الاصلاحي الديمقراطي صحبة الأخ محجوب بن قارة عضو الهيئة المؤقتة للحركة عشية الأحد 17 أفريل بمائدة مستديرة في باريس مع بعض أطراف الجالية التونسية بالمهجر حيث وقع التعرض لبرنامج الحركة ومشروعها المجتمعي في والاستحقاقات المقبلة ومشاغل الجالية. وقد كان اللقاء وديا وحواريا استمع فيه الأعضاء لتساؤلات الحاضرين واستفساراتهم عن ماهية الحركة وأهدافها، كما عبرت الحركة عن مساندتها لمطالب الجالية في التمتع بمواطنتها كاملة بعدما خلصت الثورة المجيدة الجميع من استبداد طال الداخل والخارج على السواء. ويسعى اللقاء الإصلاحي الديمقراطي في نطاق الاتصال بمواطنينا بالخارج إلى حمل مشعل الدفاع عن جاليتنا والاعتبار الكامل لحقوقها دون اقصاء وتهميش ويطرح اللقاء في برنامجه السياسي الدعوة إلى تأسيس وزارة خاصة بالهجرة لما يحمله هذا الفصيل من مواطنينا من مكانة ودور أساسي في المساهمة في تنمية البلاد خاصة عبر استثمارات الخواص والتحويلات الضخمة للجالية. ووعد اللقاء بالتكفل بالدعوة والدفع إلى تنحية كل محطات الإقصاء أو التهميش التي قد تطال الجالية التونسية كقانون الأحزاب المقصي في أحد فصوله لجانب مهم من الجالية في امكانية تأسيس الأحزاب وتسييرها.www.liqaa.net www.liqaa.net
 


خلال زيارة رجال أعمال للدوحة مشاريع في الأفق مع مستثمرين قطريين

 


محمد فوراتي تباحث السيد مراد الكعبي المدير العام لشركة تاسكو التونسية ، خلال زيارته للدوحة الأسبوع الماضي مع مستثمرين قطريين بهدف انشاء مشاريع مشتركة في كلا البلدين. وتتعلق مجالات التعاون خصوصا في الطاقة والمياه والبيئة. وعبر مدير عام تاسكو عن أسفه لعدم اتمام مشروع مصفاة الصخيرة التي كان من المنتظر أن ينجز باستثمارات قطرية وقال: « ساهمت بؤر الفساد في النظام السابق لتونس في نفور عدد لا بأس به من المستثمرين الأجانب عن السوق التونسي ولكن بعد ثورة الشعب التونسي تغير مناخ الاستثمار نحو الانفتاح أكثر ولذلك أتينا الى قطر سعيا وراء اعادة نسق الاستثمارات القطرية الى مستواه الطبيعي. » من جهته قال محسن الكعبي مدير المبيعات لدى تاسكو، أن هناك العديد من فرص الاستثمار في البلاد، ومن المؤكد أن تونس أصبح لديها مكانة مغايرة عن التي كانت عليها قبل الثورة. وقال أن فرص الاستثمار في قطر كثيرة خصوصا في ظل الطفرة الاقتصادية التي ستشهدها البلاد مع التحضير لاحتضان كأس العالم 2022، لذلك ننوي فتح مكتب استشارات هندسية للانشطة الثلاثة الاساسية لشركتنا، وقد قمنا بالعديد من اللقاءات مع رجال اعمال في قطر لبحث فرص التعاون الاستثماري معهم. وأضاف الكعبي: « نسعى الى تفعيل الحضور العربي وخاصة القطري في الاقتصاد التونسي خصوصا وأننا نجحنا في استقطاب العديد من المستثمرين الأوروبيين والأميركيين وغيرهم، اذ أن اقبال رجال الاعمال العرب على الاستثمار في تونس ودعمهم لاقتصادها سيكون له الاثر الايجابي على معنويات ومناخ الاعمال في تونس. »
وأكد مراد الكعبي أن شركته على استعداد، من خلال مكتبها في تونس، لتقديم الاستشارات والاحاطة الفنية للشركات ورجال الاعمال القطريين الذين ينوون الاستثمار في تونس خصوصا في مجال الطاقة والمياه والبيئة حيث قال أن لدى مؤسسته محفظة متنوعة من دراسات الجدوى لمختلف المشاريع في هذه المجالات الثلاثة التي لم تلقى حظها الكافي من الاستثمار. وأوضح أن افكار المشاريع كثيرة لكن امكانيات شركته المالية محدودة نسبيا وهو ما دفعه الى البحث عن مستثمرين قطريين لمشاركته في مشاريعه، التي وصفها بالمستدامة وتمتد على المدى الطويل، مشيرا الى انفتاح شركته على جميع انواع علاقات الشراكة التي يمكن اقامتها مع الجانب القطري. وقال مراد ان شركة تاسكو تمكنت من صقل خبراتها في مجال دراسة وانشاء ومتابعة المشاريع خلال سنوات نشاطها حيث تمكنت من تصدير خبراتها الى كل من الجزائر والمغرب وأوروبا وخصوصا ألمانيا التي يعتبرها الشريك التكنولوجي لمؤسسته حيث تعتمد تاسكو في تشخيصها للمشاريع على التكنولوجيا الالمانية في مجال البييئة والطاقة والمياه. وتنشط تاسكو في مجال البنية التحتية والمياه، عبر تصميم وتطوير وإدارة المشاريع في تثبيت الطاقة الكهرمائية، وبالاضافة الى الجانب التقني ، تهتم تاسكو بعمليات تنسيق إجراءات المناقصة، ورصد وتوثيق المشاريع. كما تهتم تاسكو بعمليات البحث والتحقق من الموقع ، وتقوم بدراسة السوق ، وتؤمن عمليات التفاوض للحصول على رخص الاستغلال، وتتابع التحضيرات لانجاز المشروع إلى غاية الانتهاء من تامين التغطية المالية. وفي مجال البيئة والسلامة، تختص تاسكو في إدارة شؤون البيئية والهواء والماء وخاصة إمدادات المياه الصالحة للشراب ومعالجة مياه الصرف الصحي ومعالجة النفايات. ويشمل مجال تاسكو في النفايات الحرق ، والعمليات البيولوجية والميكانيكية لتخزين النفايات، ومعالجة التربة.
هذا ويمثل قطاع الطاقة ثالث مجالات تاسكو، حيث تمكنت الشركة من التحكم في تكنولوجيا الوقود الأحفوري، بما في ذلك تصميم المحطات الحرارية ذات الدورة المزدوجة بين الغاز والبخار. كما تنشط الشركة في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة، فضلا عن تصميم شبكات التدفئة المركزية. وحسب المهمات التي توكل اليها، يمتد دور تاسكو من اعداد الدراسة الأولية الى اعداد التصاميم لتطوير مشاريع قائمة وتحسين عمليات انتاج الطاقة وطرق إدارة مشاريع الطاقة.
وقال الكعبي: لقد تمكنت شركتنا من التقدم شوطا كبيرا في هذه المجالات الثلاثة ونسعى الى نقل خبراتنا التكنولوجية الى السوق القطري عبر فتح مكتب استشارات في قطر يتكون من خبراء تونسيين، كما نسعى الى استقطاب الاستثمارات القطرية في هذه المجالات الى تونس، خصوصا وأن قطر من بين أكبر المستثمرين العرب في تونس وخير دليل على ذلك هو مشروع القرية السياحية التي تنوي شركة بروة انشاءها في الجنوب التونسي ».
يذكر أن الوزير الأول الباجي قائد السبسي يستعد للقيام بجولة خليجية قريباً ستشمل قطر والإمارات والسعودية. و تأتي هذه الجولة في إطار مدّ جسور التواصل مع دول الخليج ودعم التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية. (المصدر: جريدة الفجر( صوت حركة النهضة) بتاريخ 16 أفريل 2011)



يفتَتح موقع “المشهَد التونسي”، بهذا المقال، ملفّ “الإعلام التونسي بعد 14 جانفي.” إذ سنحاول، بما تسمح به إمكانيّاتنا ومواردنا المتواضعة، المساهمة في تسليط الضوء على هذا الموضوع الحسّاس؛ خاصّة خلال هذه المرحلة الإنتقالية الدقيقة نحو الديمقراطيّة. إذ لا جدال اليوم حول الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام (لا سيّما المرئي منه) في تشكيل “الرأي العامّ” وأذواق الجمهور وفي التأثير على قناعات النّاس السياسيّة والإيديولوجيّة. سنحرص ان يكون واقع الإعلام، بمختلف أشكاله (العمومي والخاصّ، البصري والسمعي والمكتوب، التقليدي والجديد والخ) محورًا ثابتًا في اهتمامات موقعنا. وقد خيّرنا أن نبدأ عملنا بالإعلام “التقليدي”، تحديدًا القنوات التلفزيّة. وذلك لما تؤكّده المعاينة الفرديّة البسيطة أو استطلاعات الرأي (آخرها الذي قام به معهد ” IRI”، التابع للحزب الجمهوري الأمريكي، حول أراء التونسيين السياسيّة ونِسَب مشاهدتهم لوسائل الإعلام!) من تواصل استحواذ هذا الوسيط الإعلامي على النسبة الأكبر من متابعة الجمهور – خاصّة فيما يتعلّق بالمواد الإخباريّة. تحقيق حول قناة “نسمة” (الجزء 1) “نسمة،” ضحـــــــيّة بن علـــي أم ربـــيبَـتُــه؟ بن علي مستقبلاً بن عمّار في جوان 2010 (عن “وات”) المشهد التونسي – خاصّ – غسّان بن خليفة تحوّلت قناة “نسمة” في الفترة الأخيرة إلى أحد أكثر المواضيع إثارة للجدال في تونس. جدال بدأ قبل 14 جانفي، لكنّه ازداد سخونة بعد هذا التاريخ. مردّ ذلك اختيار “قناة المغرب الكبير”، ككثير من وسائل الإعلام الأخرى، دخول غمار النقاش السياسي بقوّة واعتماد خطّ تحريري – وان كان غير مُعلَن رسميًا- تبنّت فيه خطابًا “ثوريًا” لم يعهده منها متابعوها. إذ تراوح المضمون السياسي لبرامجها طيلة السنوات الماضية بين الصمت والمساندة الواضحة لنظام بن علي. واليوم، بين من يثمّن دفاعها عن “الحداثة” و”المرأة” ومن يرى فيها جزءاً من مؤامرة “صهيونيّة” على “الهويّة العربيّة الإسلاميّة” لتونس، تضيع أحيانًا بعض التفاصيل المهمّة. هذه محاولة للتثبّت موضوعيًا من بعض ما يُوجَّه من اتّهامات لهذه القناة. تحديدًا ما يُنسَبُ إليها من “انتهازيّة” ودعم للسلطة السياسيّة قبل 14 جانفي… وبعده أيضا. وسنكتشف في هذا الجزء الأوّل من التحقيق: أنَّ ما تعرّضت له “نسمة” من مضايقات عند انطلاقتها، حسب ما يقوله أصحابها، لم يمنعها (خاصّة مع انضمام طارق بن عمّار الى مالكيها) من ان تتحوّل إلى خادمة مطيعة له. وربّما الى أكثر من ذلك… القناة الضحيّة؟
لم يتردّد نبيل القروي، الرئيس المدير العامّ للقناة، في حديث أدلى به لموقع “المشهد التونسي” (قبل حوالي شهر) في زعم أنّ مؤسّسته كانت، على عكس ما يتهمّها به البعض، ضحيّة لمضايقات نظام بن علي. اذ يروي مثلاً كيف قامت السلطة بتحطيم اللافتات الإشهاريّة لشركة “قروي آند قروي” بمختلف جهات البلاد، في فيفري 2007. ما كبّدها خسائر بقيمة 200 مليار مليم. وذلك بعد ان تفطّنّت الحكومة الى كون الشركة هي مالكة قناة “نسمة”، التي كانت تبثّ من فرنسا في البداية، دون ان تُعلمها بذلك. كما أضاف القروي انّ قناته تعرّضت، لنفس السبب، لتضييقات من البنوك التونسيّة ومن “مصلحة الضرائب”. ولفتَ إلى أنّ “نسمة” حُرِمَت تمامًا من الإشهار من قِبَل وكالة الاتّصال الخارجي، المعروفة باحتكارها لتوزيعه في عهد بن علي. بل وكشفَ لنا أيضا انّه سيقدّم ملفًّا، للجنة تقصّي الحقائق في قضايا الفساد، للمطالبة بتعويضات عمّا لحق شركَته من حيف في عهد الديكتاتور الهارب.
القروي ذكَر كذلك أنّ قناته كانت ضحية لتشفّي ليلى الطرابلسي، بعدما رفض أن تزوّر شركته نتائج التصويت على نهائي برنامج “ستار أكاديمي” في لبنان. حيث كانت ابنة إحدى صديقات ليلى – دائمًا حسب قوله – من المتنافسات على اللقب. انتقام قال أنّه كلفّه ثلاثة مليارات من الملّيمات. “قناة المحرّرِين”…
شريك القروي في القناة، المنتج السينيمائي طارق بن عمّار، لم يجد بدوره حرجًا في وصف قناة نسمة بأنّه “يُشادُ بها (اليوم) كقناة المُحرٍّرٍين”. وذلك في ردِّ له على الصحفي الفرنسي رينو ريفال، رئيس تحرير أسبوعيّة “ليكسبراس،” الذي ذكّره بسجلّه في دعم بن علي (ملخّص حول هذا الموضوع في مقال لزميلنا طارق الكحلاوي). كما زعمَ بن عمّار انّ “نسمة” هي “القناة العربيّة الوحيدة المستقلّة تمامًا عن الدولة” و”أنّها لم تنتظر نهاية عهد بن علي لتتحدّى الرقابة وتبثّ برنامجًا خاصًا عن الأحداث الاجتماعية الدائرة” (المقصود هو البرنامج الذي بثّته القناة يوم 30 ديسمبر حول الأحداث بجهة سيدي بوزيد). وهو ما أكدّ عليه أيضا قبل ذلك بأيّام قليلة في تصريح أكثر جرأة لإذاعة “أوروبا1″، حيث زعَمَ أنّه “أرسَل” مصوّري قناته لتغطية ما يجري “دون ان يأخذ إذنًا من أحد”. وعلى خلفيّة نفس البرنامج أكّد القروي تلقَّيه تهديداتٍ بغلق القناة من وزارة الاتّصال ( الى تاريخ 14 جانفي لم يحصل ذلك). كما أطلَعنا على رسالة بهذا المضمون (كانت بتاريخ 31/12 ) من وزير الاتّصال وقتئذ سمير العبيدي. حيث ذكّر الوزير قناة “نسمة” بأنّه لا يُسمَح لها، حسب كراسّ الشروط المنظّم لرخصتها، إعداد برامج تتناول الشأن السياسي التونسي، كما ذكّرها بضرورة احترام استعمال اللغة العربيّة في برامجها. وتضمنّ محضر تنبيه من الوزارة نفسها (بتاريخ 04 جانفي) مطالبَة للقناة بتقديم برنامج آخر “مُرضي” في غضون 15 يوما من تاريخ وصول المراسلة. وقال القروي انّه تلقّى عبر محاميه استدعاءً للتحقيق القضائي على خلفيّة نفس الموضوع. لكنّ حديث بن عمّار عن “تحدّي الرقابة” و”عدم استشارة أحد” حول الحصّة عن سيدي بوزيد لا ينسجم مع ما صرّح به مقدّم البرنامج نفسه، الصحفي حسن بن عثمان ( بجريدة “الصريح” في 02/13 /11). إذ كشف أنَّ البرنامج كان استجابة لطلب من بن علي نفسه. وأكّد القروي ضمنيًا في حديثه معنا – بعد ظهور تصريح بن عثمان – بطلان ما زعمه بن عمّار، لكنّه أوضح أنَّ طلب إعداد الحصّة كان من أسامة الرمضاني، وزير الاتصال. كما أضاف أنّه رفض ذلك في البداية متعلّلاً بأنّه “لا يمارس السياسة”، قبل ان يوافق في اليوم التالي مشترطًا على الوزير أن يسمح له بالتصوير في سيدي بوزيد. وقد صوَّر لنا القروي “قبوله” بتصوير البرنامج على أنّه عمل شجاع، أراد من خلاله “استغلال “الضوء الأخضر” الممنوح له كي يكشف حقيقة الوضع في المدينة “المحَاصرة من الجيش” آنذاك. لكن بن عثمان قال – في نفس حديثه لـ”الصريح” – انّ الهدف من الحصّة كان ” التخفيف عن النّاس”. بن عثمان قال أيضا أّنّ البرنامج لم يعجب بن علي وأنّه اتّصل أثناء البثّ بالقروي وهدّده بردّ فعل عنيف. لكنّ الأخير قال لنا أنّ بن علي اتّصل ببن عمّار – وليس به هو – وقال له انّه سيزّج بالقروي في السجن (إذا أعادت القناة بثّ البرنامج، حسب تصريح بن عمّار لـ”أروبا1″). كما ذكَر أنّ عناصر من الشرطة أتوا لمقرّ القناة أثناء البرنامج. “نسمة” خضعت على ما يبدو للتهديد ولم تُعِد بثّ البرنامج، كما لم تضعه على الأنترنات كما جرت العادة. وهو ما لا يتوافق أيضا مع كلام بن عمّار عن “تحدّيها الرقابة”. تمجيد الديكتاتور
لكنّ في المقابل يستشهد منتقدو القناة بأكثر من دليل على أنّها كانت من الأبواق الإعلاميّة للديكتاتوريّة. اذ يطرحون أوّلاً السؤال الاستدلالي حول سبب كونها إحدى قناتين خاصّتين لا ثالث لهما تمتّعتا بامتياز الترخيص في العهد السابق. ويذكّرونبتصريحات لمديرها نبيل القروي – أشهر قليلة قبل الثورة-، على موجات اذاعة “آكسبريس آف آم”، وصف فيها بن علي بالـ”اللامع” (ترجمة تقريبيّة لكلمة “جينيال” الفرنسيّة حسب سياق الحديث). كما شبّه ترخيص بن علي لقناته ولإذاعتين خاصّتين جديدتين بـ”الخيال العلمي”. بل ولم يتردّد يومها في الحديث بزهو عن انتمائه لـ”جيل بن علي”. كما يذكّر المنتقدون بتصريحات أخرى لنبيل القروي إحتفى فيها بفوز بن علي بالإنتخابات، ذاكرًا فضله على قناته ، وواصفًا له بـ”أب الجميع”. شريكه الرئيسي طارق بن عمّار لم يحِد عن القاعدة بدوره. اذ أغدق، في أكثر من مناسبة، شكرًا ومدحًا على بن علي. ولعلّ أبرز ما قاله في هذا السياق كان بمداخلة له على إذاعة “موزاييك،” بمناسبة إعلان بن علي في 20 مارس 2009 عن ترخيصه لـ”نسمة”. إذ أعلنَ على موجات الأثير أنّ: “من يقول انّه لا توجد حرّية في تونس فهو يكذب على البلاد” (2:30 دق)،فقط لأنّ بن علي قبلَ بدخول مستثمرين أجانب في رأسمال قناة خاصّة (أيْ “نسمة”). وهو ما يُعَدُ – حسب بن عمّار نفسه – إجراءًا “غير معتاد ولا تسمح به حتّى قوانين الدول الديمقراطيّة العريقة” كفرنسا والولايات المتّحدة “بلاد الحرّية”، حسب تعبيره. وإجابة على سؤالنا: لماذا خيّر الأخوان القروي، رغم “تنكيل” النظام بهما سنة 2007، التمسّك بإطلاق قناتهما من تونس، قال مديرها أنَّ غايته كانت توسيع هامش الحرّيات. وأضاف أنّه لم ير بدًا لذلك من الاكتفاء ببرامج ترفيهيّة، في انتظار تحسّن مُحتَمَل للأوضاع بالبلاد. كما ذكَر، من بين الأسباب، الصعوبات الماليّة والديون التي تورّطت فيها شركتهما. لكن هل كان ذلك يبرّر مواصلة التمسّك بخطاب تمجيد بن علي الى حدّ انتاج شريط غنائي دعائي لحملته الرئاسيّة في انتخابات 2009 بعنوان “أحنا الزّين.”؟ شريط لم تدخّر فيه شركتهما “قروي آند قروي”، باعثة القناة وإحدى مالكيها الرئيسيّين، جهدها في شكر “الزّين” وذكر إنجازاته و”الحرّية” التي يتنعّم بها التونسيون “من بنزرت للمهديّة”، كما تقول الأغنية. القروي برّر ذلك بأنّه كان “مُضطَرًا”، وأنّه كان يتلقّى مهاتفات من مسؤولين من النظام يطالبونه دائمًا بالمزيد من الشكر والمدح لبن علي ونظامه. بن علي “العــرَّاب”؟
لكنّ إحدى “مفاجآت” حوارنا مع السيّد نبيل القروي كانت كشفه أنَّ الترخيص للقناة أتى بمبادرة من بن علي نفسه. إذ، على اثر الصعوبات المالية التي عرفتها القناة، اتّصل الديكتاتور في ديسمبر 2007 بالأخوين القروي وسألَهما حول “ما يريدان فعله الآن”. فكان ردّهما أنّهما يريدان بعث قناة تكون “ذات تأثير على منطقة المغرب العربي وفرنسا” وتخدم مصالح بن علي. ولإقناعه أكثر ساقا له مثالاً مغريًا: إجراء تحقيق حول وضعيّة المغاربة المُضطَهَدين في فرنسا “نُشعِل به الضواحي (ضواحي باريس) “، حسب تعبير القروي. فيكون لبن علي بذلك “أسبقيّة على الحكومة الفرنسيّة” تمكّنه من الضغط عليها، تمامًا كما تفعل قطر عبر قناة الجزيرة. ويضيف القروي أنّ عرضَهما أعجبَ بن علي، الذي سألَهُما مع من يريدان الاشتراك (في رأس مال القناة). فكان ميلُهما إلى المنتج السينمائي طارق بن عمّار. وهو اختيار وافق عليه بن علي على الفور. بل ويتبيّن من تصريحات لبن عمّار على اذاعة “آكسبريس آف آم” (جرى سنة 2010) انّ بن علي شكر له الأخوان القروي ووَصفهما – باللغة العاميّة – بأنّهما “شباب هايلين” وبأنّهما “مستقبل تونس”. بل وأضاف انّ بن علي نفسه هو من طلب منه التعرّف إليهما (2:49 دق)…وبالتالي قد يصحّ اعتبار أنّ بن علي كان الـ”عرّابَ” الأصلي لصفقة مشاركة طارق بن عمّار (الذي أتى بعد ذلك ببرلسكوني، بموافقة بن علي ايضا) للأخَوان القروي في رأس مال قناة “نسمة.” وتلك “مفاجأة” أخرى…
وقد ترافَق الترخيص للقناة في مارس 2009، مع تعيين فتحي الهويدي، الوزير الأسبَق للإعلام في عهد بن علي ومدير الإذاعة والتلفزيون في بداية التسعينات، رئيسًا لمجلس ادارتها. الهويدي كان وزيرًا للإعلام في أحلك فترات القمع – والتعتيم الإعلامي عليه- الذي مارسه بن علي ضدّ معارضيه. بل وكان أداة تنفيذيّة لإقصاء وترهيب الصحفيين المستقلّين من أمثال الحبيب الغريبي. لكن نبيل القروي فسّر الأمر بأنّ مهمّة ،”صديقه القديم” الهويدي، اقتصرَت على التحاور مع مسؤولي النظام. لأنّه كان أنسب شخص لتلك المهمّة بفضل لباقتة وعلاقاته. هذا عن علاقة قناة “الحرّية” و”التسامح والإنفتاح على المتوسّط” بديكتاتوريّة بن علي قبل هروبه. لكنّ علاقتها بمن خلفوه منذ يوم 14 جانفي تحتاج بدورها الى المزيد من التدقيق.
(في الجزء 2: علاقة “نسمة” بالسلطة السياسيّة في تونس بعد 14 جانفي)  
 
(المصدر:موقع المشهد التونسي الإلكتروني بتاريخ 19 أفريل 2011)


لا أدري لماذا استهوتني بعد الثورة المطالعة حول الحيّات. فشرعت اقرأ ما توفر لي من الكتب والمقالات التي تتحدث عنها. ومن الأشياء التي لفتت انتباهي من خلال ما طالعته بصددها هو قدرتها على تبديل جلودها . فالحيّات تنسلخ وترمي جلدها القديم قطعة واحدة، فيبدو الحيوان عندئذ وكأنه يخلع ثوبه ويسمى هذا بالانسلاخ. وهناك حالة خاصة بالحيّة الجلجلية التي تحتفظ بجزء من جلدها مستعينة بعضو ينتج من التحام بعض فقراتها الذيلية، مما يؤدي إلى تراكم هذه القطع، فينتج من اصطدام بعضها ببعض الصوت الذي تصدره الحية عند تحركها… تخيلت هذا الصوت وأنا استمع إلى عبدالعزيز الجريدي صاحب جريدة « كل الناس » الذي كان متخصصا في هتك أعراض الخلق يلوم نفسه ويبكي بدموع صادقة في إحدى القنوات التي يقال إنها هي الأخرى مملوكة لحية منسلخة… فاجأني شبه الصوت بالصوت …كما فاجأني مما قرأته في كتب الحيات أيضا أنها اخطر ما تكون عندما ترمي جلدها وتستبدله بآخر… والله اعلم عبدالسلام الككلي الموقف العدد بتاريخ 15 افريل 2011
<  


خلف الستار التجمعيون.. والانتهازيون


بقلم صالح عطية ـ
يثير الجدل حول الفصل 15 من القانون الانتخابي، والمتعلق بحرمان التجمعيين من المشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي، الكثير من التساؤلات في ضوء عملية التجاذب التي باتت تخضع إليها كوادر الحزب من عدة أطراف سياسية.
إذ كيف يسمح البعض بالدفاع عن حزب ـ أو عن مسؤوليه في الصف الأول ـ بداعي الخوف من تكرار تجربة اجتثاث حزب البعث في العراق؟ إلى متى سيظل موضوع حزب البعث « فزاعة » جديدة، رغم اختلاف ملف التجمع المنحل عن ملف البعثيين في العراق؟ كيف يمكن للبعض تبرير تورط حزب بن علي في عمليات فساد سياسي واسع طيلة نحو ربع قرن كامل؟ بل كيف يمكن لهؤلاء أن يعوضوا عقدين من الزمن مرا على جيلين من التونسيين على الأقل، ممن ضيعوا فرص المشاركة في انتخاب حاكميهم في جميع المستويات، بسبب ممارسات التزييف المنظم التي خضعت لها الانتخابات التي تمت في البلاد، ضمن غطاء قانوني ودستوري لا يقل تزييفا عنها؟ لماذا هذه المزايدات التي يقوم بها بعض السياسيين في مقابل هاجس الاستقطاب الانتخابي للتجمعيين الذي بات الشغل الشاغل لعدد من الكيانات الحزبية في البلاد؟ هل بلغت الهواجس الانتخابية حدّ « التودد » لقواعد الحزب في محاولة لاستمالتهم؟ وهل معنى ذلك أن بعض الأحزاب تراهن على الكوادر التجمعية، أم هي تريد استثمار قواعد الحزب المنحل في التعبئة مقابل بعض الفتات من القائمات الانتخابية، أي استخدامهم كديكور لقائمات لا تبدو قادرة على ملئها بمواردها البشرية الخاصة؟ لماذا يحاول البعض الاستخفاف بعقولنا عبر التأكيد على حرصهم على عدم معالجة الظلم بظلم مشابه؟ كيف يمكن القفز على الانتهاكات والخراب الذي سببه الحزب لآلاف العائلات والمناضلين السياسيين من اليسار واليمين على حدّ السواء، باتجاه الحديث عن مصالحة وطنية لا يدري كيف ستتم وبأية معايير؟ وهل تمت محاسبة التجمعيين عما سمي بـ « سنوات الجمر » التي قضاها التونسيون تحت إمرة هذا الحزب؟ أليس من الضروري غلق هذا الملف قضائيا وسياسيا واجتماعيا قبل أية محاولة للمصالحة، حماية للبلاد من إنتاج نماذج جديدة تعيد استنساخ التجربة التجمعية بشكل جديد؟
إنها تساؤلات تسقط القناع عن حقيقة المواقف التي تتستر خلف موضوع حرمان التجمعيين، لكي تكشف لنا الوجه الآخر لعملة البعض من السياسيين الذين يتخذون من « الانتهازية السياسية »، سياسة يعالجون بها المواقف والملفات والقضايا التي تطرح على المجتمع والأحزاب بين الفينة والأخرى.
ليس معنى هذا أن التمشي الذي اختارته الهيئة العليا فيما يتعلق بـ « إقصاء » التجمعيين يمثل الحلّ الأمثل لمعالجة هذا الملف، لكن الخطأ في المعالجة لا يبرر السقوط في المزايدات والانتهازية في مشهد حزبي وسياسي نريده أن ينأى بنا عن ذلك المشهد المتعفن الذي عمل الرئيس المخلوع على زرعه في البلاد طيلة أكثر من عقدين من الزمن.
إننا بحاجة إلى نوع من العقلانية التي تبني مستقبل تونس، بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة، و »الطبخات » الإيديولوجية القديمة التي لم تنفع البلاد سابقا، فكيف بها أن تفيدنا اليوم في ظل أفق يفترض أن يكون جديدا في ذهنية جميع التونسيين، في الحكم المؤقت، كما في المعارضة بجميع اتجاهاتها ومشاربها الفكرية والسياسية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أفريل 2011)


بقلم الحبيب بوعجيلة ( مؤسس في حزب الإصلاح والتنمية )
اطلعت بانتباه شديد على فحوى الحوار الذي أجرته  » الصباح الغراء  » في عدد الجمعة 8 افريل 2011 مع الصديق الأستاذ محسن مرزوق بالصفحة 7 حول مقترحه  » مشروع التزام ديمقراطي  » و تقديراته للمشهد السياسي في تونس بعد ثورة 14 جانفي و عشية انتخابات المجلس التأسيسي المقررة – حاليا – ليوم 24 جويلية 2011 .
الصديق محسن مرزوق  » أنموذج « لعدد لا يستهان به من  » النشطاء  » الذين انتصبوا بجمعياتهم ومراكزهم البحثية على ساحة الوطن  » الثائر « حراسا لهياكل الحداثة و المواطنة لتدريب الشعب  » الكريم  » بعامته وخاصته على سبل الانتقال الديمقراطي السليم . و الحق أننا نفاجأ باستمرار أن هذه الحداثة والمواطنة و الديمقراطية تبدو  » ملطشة  » يتطوع النشطاء للدفاع عنها بأساليب غير  » حداثية  » مثل المواثيق  » العلوية  » أو بصناعة الخوف من إشكاليات  » وهمية  » تصادر مسبقا إرادة الشعب التي سيعلنها في الصندوق . ولا يهم إن كانت هذه الرعاية بافتراض  » فاعلين سياسيين  » ملائكة و آخرين  » سيئين  » ويكون الأولون دائما – بمحض الصدفة – في الحكم أو من أهله السابقين أو من المؤلفة قلوبهم حوله دائما في حين يكون  » الأشرار  » دائما – وبمحض الصدفة أيضا – في صف المعارضين  » الطفوليين  » و  » الثانويين  » ماداموا لا يعترفون لحكومة التكنوقراط (كما حسم صفتها صديقي محسن )بكونها حريصة على مسار الانتقال الديمقراطي بما أسبغه عليها صديقي محسن من كرمه كمجرد ملاحظ و ناشط مدني . يعلن الصديق محسن مرزوق في حواره مع  » الصباح  » أن الوثيقة التي يقترحها  » ستشكل متى تم التوقيع عليها من قبل الجميع التزاما يضعها في مستوى المبادئ فوق الدستورية  » و يضيف  » تسلم الوثيقة لأطراف ضامنة  » حددها أساسا في رئيس الدولة و القائد الأعلى للقوات المسلحة و تنصيص الصديق محسن مرزوق على الصفة الثانية للرئيس المؤقت ليست طبعا من  » حشو  » الكلام وما عهدت أن صديق طفولتي وشبابي يلقي الكلام على عواهنه فحضرت في ذهني مباشرة مهزلة العلمانية الاتاتوركية المحروسة بالبزة العسكرية قبل أن يتخلص الأتراك  » المعاصرون  » من هذه المفارقة الحداثية منذ حين . ولا شك أن  » عادة  » المواثيق كما تعلمنا من الخبيرين  » اودونال  » و  » شميتر  » قد تكون آليات ضرورية للديمقراطية رغم كونها آليات غير ديمقراطية .و لكننا نعلم أيضا أن  » المواثيق  » الملزمة و الفوق دستورية أو المتوازية في قيمتها مع الدستور هي آليات ضرورية في وضع ينذر بإمكانية تحول الانتقال الديمقراطي إلى مسارات  » دراماتيكية  » بوجود خطر فعلي يهدد المسار الديمقراطي و هو بالضبط ما بحث له الصديق محسن مرزوق عن مسوغات بافتراض ما سماه تباعا بالعامل الاقتصادي والأمني من ناحية و عامل انشقاق المعارضة بين  » ديناميكيات الفوضى و الوثوب  » و هو ما يقتضي التوافق على ميثاق يشكل أرضية شراكة نقدية مع  » الحكومة الانتقالية  » الحريصة على الانتقال الديمقراطي في رأيه . والحق انه وبالإضافة إلى الاستخفاف بإرادة الشعب التونسي وانعدام الثقة في قدرته على انتخاب من يسيرون بثورته إلى  » الديمقراطية المنشودة  » فان الصديق محسن مرزوق يؤسس لمقترحه على  » مغالطات  » أولها اعتبار الحكومة الانتقالية احرص الأطراف على الانتقال الديمقراطي وفي هذا استخفاف بالنضالية الديمقراطية لتيار عريض من المعارضة الوطنية بمختلف أطيافها لان  » حرص  » الحكومة على الانتقال قد ارتفع منسوبه ببطء شديد تحت ضغط هذه المعارضة التي أثبتت كلما انحازت إلى  » الشارع اليقظ والمتحفز  » قدرة حقيقية في الضغط و التوافق مما يخرجها من حيز الضعف الذي يضعها فيه محسن مرزوق ليغريها بالاستقواء بهذه  » الحكومة الانتقالية » على قاعدة إعلان نوايا لا يتجاوز درجة الإعلان الشعري .  
أخيرا يبدو أن مسالة  » المكاسب الحداثية  » هذه أصبحت محتاجة إلى نقاش خصوصا وان باسمها قد الجم مجتمع على امتداد عقود من طرف الفريق الحاكم ومن تطوع معه خيرا من  » ليبيراليين جدد  » لا يرون الحداثة إلا بعين واحدة ولعلني متشوق جدا حتى تكون الانتخابات  » الحرة  » القادمة فرصة ليدافع  » صناع الحداثة  » عما فعلوه بتعليم البلاد وثقافتها و توازنها الاجتماعي وعلاقاتها القومية والدولية .كما أتطلع إلى نزول هؤلاء إلى أعماق البلاد ليقنعوننا أننا كنا خيرا من أندادنا في حصاد الحداثة حين نقارن أنفسنا بالأتراك والماليزيين بل و بالكوريين أنفسهم و نعدد جراحنا و احتراباتنا وما نعانيه من  » الفصام  » و  » العصاب الجماعي  » لذلك ارفض حمايتهم مرة أخرى بالمواثيق كما احتموا سابقا – يا صديقي محسن – باليات  » المراقبة والعقاب في دولة  » الحداثة والاستقلال  » .  


لطالما شغلت الإذاعات و القنوات « البنفسجية » ببرامج الحظ و التنجيم (و هو من العلوم الصحيحة التي كانت تستنجد بها السيدة الفاضلة لتحكم زوجها الذي يحكم تونس) و لطالما ملأت صفحات الجرائد الصفراء مقالات الأبراج و التكهنات و هناك من تقدم خطوة إلى الأمام و ذهب يبحث عن الحكمة في الصين و يأتينا بالأبراج الصينية. بعد الثورة خفتت نزعة الأبراج و غابت عن التلفيزيون بعد أن كانت أشبه بالبوصلة التي يهتدي بها التونسيون وربما هذا هو سبب التخبّط الذي يعيشونه هذه الأيام..و لأن المواعيد التي تنتظرنا فارقة و مصيرية (و على رأسها إنتخابات المجلس التأسيسي) قررت إستشارة علماء التنجيم لعل الصورة تتوضّح: – برج التجمع الدستوري الديمقراطي: مولود هذا البرج يتميّز برغبته في إستئثار كل شيء لنفسه فالاستقلال هو من أتى به و « إزدهار « البلاد هو من صنعه و لولا بقية من حياء لزعم أنه هو من قام بالثورة و هو من قادها..تتحدث الأرقام (المشكوك في صحّتها) أن أكثر من مليوني تونسي ينتمون لهذا البرج و رغم ذلك لم نر طوال أكثر من 4 أشهر إلا بضعة أنفار في مظاهرة يتيمة دامت أقل من ساعة تؤيد هذا البرج. تقول النجوم أن كوكب وزارة الداخلية ابتعد عن مدار « برج التجمع » وهو ما يعني فألا سيئا جدا بدأت ملامحه تظهر مع القرار القضائي القاضي بحلّ هذا الحزب الذي ولد ليحكم أو ليموت. رقم الحظّ : 7 يوم السعد : يوم عودة بن علي ( بن علي المفهوم و ليس بن علي الشخص). – برج التجمّع الدستوري الجديد: يضمّ في صفوفه كوكبة من الأحزاب التي انسلخت عن التجمع البائد مثل حزب الوطن و المبادرة..يتميّز مولود هذا البرج بالخفّة و الرشاقة فقد أخرجناهم من الباب فعادوا بحركة بهلوانية من الشبّاك..مواليد هذا البرج قلوبهم حمراء و عيونهم بنفسجية و بهذه السمات تستطيع أن تميّزهم من بين الألوف و الثعلب كما يقال لا يستطيع أن يخفي ذيله..تقول النجوم أن البرج الدستوري الديمقراطي اندثر بحكم القضاء و أن هذه الأحزاب » الدستورية » الطفيلية التي لا ترى بالعين المجرّدة ستندثر بحكم الشعب ذات يوم مشهود من شهر جويلية…رقم الحظّ : 0 ( وهو ما نتمنى أن تحصده يوم الإنتخابات) يوم السعد : يوم يفهمنا قادة هذه الأحزاب كما فهمنا بن علي من قبل. – البرج الديمقراطي التقدمي: مواليد هذا البرج كانوا الأكثر حزما و عزما خلال حكم الرئيس المخلوع..حين كانت البلاد أشبه بمقبرة كانت أصوات شباب هذا الحزب تملأ الدنيا ضجيجا و لكن الآذان حينها كانت تأبى السمع..تقول النجوم أن « البيت الأصفر » فاجأته الثورة فما عاد يعرف يمينا من شمال..حلفاء الأمس صاروا أعداء اليوم و أعداء الأمس صاروا حلفاء اليوم..هناك لخبطة في أداء الحزب الذي تعرّض لإنتقادات شتى و منع حتى من عقد اجتماعاته في بعض المناطق..رقم الحظّ : أحمد نجيب الشابي يوم السعد : يوم إعتلاء أحمد نجيب الشابي سدة الرئاسة. – البرج التجديدي: هذا البرج قديم جدا وهو وريث البرج الشيوعي الذي أفل نجمه و اندثر.ينتمي مواليد هذا البرج عادة إلى النخبة المثقفة ويحبون الإنعزال و إقامة أنشطتهم في الفنادق الفاخرة رغم أن خطابهم في أعمّه موجّه لمن تركهم قطار التنمية على هامش الطريق.تقول النجوم أن مواليد هذا البرج سيتقدمون للإنتخابات و لكن نتائجهم لن تبتعد كثيرا عن نتائجهم في عهد بن علي رقم الحظ : 2 (عدد المقاعد المتحصل عليها في برلمان الرئيس المخلوع) يوم السعد: يوم تسحب وزارة الداخلية التأشيرة من حركة النهضة. برج النهضة: بسم الله الرحمان الرحيم..هذا البرج كان محظورا في بلادنا و مواليده كانوا إما في السجون أو المنافي أو تحت سيف المراقبة الإدارية.تقول النجوم أن مواليد هذا البرج سيهتمون بترتيب « البيت الإسلامي » (التي صارت بيوتا و ليس بيتا واحدا) وهو أمر سيحتاج إلى جهد ووقت و طاقة و قد لا يمكن الحكم على النهضويين من خلال هذه الإنتخابات. رقم الحظّ: لا يؤمن الإسلاميون لا بالحظّ و لا بيوم السعد. – برج التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات: مواليد هذا البرج قليل عددهم..كان هذا الحزب ضمن الثلاثة الذين تخلّفوا عن ركب المناشدة و التصفيق (مع التجديد و التقدمي) فحاز سخط السلطة التي حاولت عرقلته بشتى الطرق.تقول النجوم أن هذا الحزب يمكن أن يشكّل المفاجأة و يبقى الأمر رهين التحالفات التي سيعقدها. رقم الحظّ: ليسوا محظوظين للأسف….يوم السعد: يوم « يتكتّل » الجميع من أجل صالح تونس. – برج الخضر للتقدم: يقول علماء الأبراج أن أول مولود في هذا البرج كان « تجمعيا » ثم « اخضّر » لونه فجأة… مولود هذا البرج كان يحب التزلّف و المناشدة ثم صار ثوريّا أكثر من الثوّار أنفسهم…تقول النجوم أن هذا الحزب سيشارك دون أن يملأ الدنيا أو يشغل الناس..رقم الحظ: 7 مكرّر…. يوم السعد : كل الأيام سعيدة ما لم يتطرق أحد لماضي هذا الحزب. – برج الأحزاب الإدارية (سابقا و حاليا) : مواليد هذا البرج باهتون لا لون لهم و لا طعم إن تكلّموا لم يسمعهم أحد و إن غابوا لم يفتقدهم أحد… يغلب على أصواتهم طابع التزلّف و على جلودهم طابع التلوّن…. لم يكن لهم تأثير في الماضي و ليس لهم تأثير في الحاضر و لن يكون لهم تأثير في المستقبل…… رقم الحظ : سيبقى دائما 7 ….يوم السعد : سنسعد نحن بالتأكيد إذا غاب هذا البرج عن سماء تونس للأبد. – برج أحزاب ما بعد الثورة : هذا البرج جديد و لا يمكن الحكم له أو عليه..مازال مواليد هذا البرج يتحسسون طريقهم و يتلمّسون واقع الحياة السياسية في تونس..خلال الأشهر القليلة التي تفصلنا عن الإنتخابات سيكونون قد بلغوا مرحلة الطفولة السياسية و الطريق الوحيدة أمامهم للنجاح و البروز هي التكتل في جبهات مع من يلتقي معهم في الأفكار و البرامج و الأهداف. رقم الحظ: 14 جانفي…. يوم السعد : حتى النجوم تعجز عن التكهن بمصير هذه الأحزاب. – برج حزب العمال الشيوعي التونسي: مواليد هذا البرج ثوريون..ما استكانوا لهراوات بن علي و ما ضعفوا أمام جبروت قوات القمع…يدافع هذا الحزب عن العمال في بلد أغلب شبابه عاطل عن العمل..تقول النجوم أن الصراع الطبقي لن يكون جوهر الصراع في الإنتخابات..رقم الحظّ:17 ( أكتوبر) يوم السعد : لننتظر قيام ثورة بلشفية جديدة. – برج الجامعة التونسية لكرة القدم: قد يبدو غريبا إدراج هذا « البرج الرياضي » وسط أبراج السياسة و لكن في مشهد ضبابي لا زال الجميع فيه يتحسسون طريقهم و يرتبون بيوتهم بعد عشريتين من الجفاف السياسي يبدو أن مواليد هذا البرج و هم أغلبية الشعب التونسي سيهتمون كالعادة بمنافسات كرة القدم و سيجلسون لمتابعة المباريات و نتائج البرومسبور و هي أمور على الأقل أوضح شأنا و أرتح بالا و أفضل من « وجع الرأس » الذي تسببه السياسة في تونس. يسري الساحلي laurentb201@yahoo.fr
 


الناصر الهاني جيد الحراك الفكري الذي تشهده ساحاتنا ومنتدياتنا التي كادت أن يحولها سمير العبيدي إلى مراتع للفزاني والفزاني المرتاح . أما الفرق بين النمطين أنّ المتعب في الشوط الأول يدخل الأدوار الثانية براحة . لكن ماذا يدور في هذه الساحات ؟ ومن يحركها ؟ وهل ما يدور فيه وصف أم سرد أم حوار وحجاج ؟ وإن كان الأخير فبين من ومن ؟ وهل شعب بكامله يختزل في ثنائية لا غير، وفي طرفين لا ثالث لهما ؟!!! أهي حرب الأخيار والأشرار كما في الكارتون ؟ أم مسلسلات الثقفوت اليائسين والأنتلجنسيا المنبتة تدور رحاها دون طحين؟
للإجابة عن هذه الأضغاث كان لا بدّ أن نعود لمؤامرة الجزائر في العشرية الأخيرة من القرن المنصرم . فلقد كان الانقلابيون صامتين محترمين وبلا ضوضاء ، قبلوا بكل ما تريد الديموقراطية من ورق وخشب وسيارات وصبغ لمراكز الاقتراع ولمجات للملاحظين وأقفال صينية من صنف »tri-circle » وسيارات لإيصال العُدَدِ الديموقراطية . ووفروا للشعب أملا كبيرا يسميه من يحضرون كثيرا للحظات الاحتضار بـ »راحة الموت » فكان الموت ديموقراطيا . ومن لم يمت بعد انتخاباتهم كمدا قتلوه سريعا بموت الرحمة . وكان لأولاد العكري القبعات وسيارات الجيب والدبابات والمدافع والسكاكين التي اغتالوا بها ضحكات الأطفال ، وتهاني الكهول وزغاريد العجائز . وأمل الجميع بوطن فيه العيش الكريم . وتعلمون من رحل ومن بقي حتى يحموا الشعب ممن انتخبهم الشعب . فبقيت الحماية ورحل الشعب . ونخشى نحن أن يحصل معنا ماحصل رغم أن المؤشرات واضحة والدلائل لا تخفى لكن هذه المرة ليس بيد الجيش بل بيد ثقفوت العتمة وعناكب الأركان المتربصين بالنور . إذ تطالعك الأصوات على قلتها قوية لأن سندها هناك ، هناك لديه لدى الضفة الأخرى ولدى الهوية الأخرى ولدى الجلاد الذي لطالما مكث عندنا وجثم فوق أنفاسنا . فحينما يتحدث الجلاد عن حوار العلمانية والإسلام تشتد نيران الحوار عندنا . وعندما تعدم تشيتشولينا النقاب تهتف الحناجر لدينا مهللة معجبة . على أن النقاب شرعا عليه اختلافات جمّة ، ولوكان أصلا لفرض على الحاجة والمعتمرة .
وإذا ركب من في الضفة الأخرى موجة العداء لمفهوم أو فكرة ترى الرهط عندنا ينوسون في الشوارع والساحات حاملين أسلحة نقدهم التي تفتقد لآليات النقد النزيه . باحثين عما وعمن عادى أسيادهم , وإن لم يجدوا تراهم يقلبون قبور أجدادهم ، وجباب والديهم ، و »تقريطة » أمهاتهم . وصبّوا جام نقمتهم على هذا الفلكلور المتعب بطبعه . ولشد ما يثير الاستغراب أنه عندما توقف حوار العلمانية والإسلام في فرنسا فخبت نيرانه عندنا وجفت كتابات النقد الموجه للنقاب عندهم , فسكتت حناجر من عندنا . فما سر توارد هذه الخواطر المتشابهة ؟ ما سر هذه التوأمة الروحية وهذا التجانس بين أبناء جلدتنا وبينهم ؟ أهذا هو الانفتاح والأخذ بتلابيب المدنية ؟ وليكن الانفتاح عنوان المرحلة . لكن لِمَ لمْ يرحبوا بمهندسينا وتقنيينا ليكونوهم بالمجان وليغمروهم بالأضواء كما يغمرون بعض سينمائيينا !!! أم أن العلماء والمهندسين لا يستحقون البساط الأحمر؟!!
يُكرّم من ينتج أفلاما تقزّم صورتنا ، ويتهجم على عقيدتنا ، وينخر جسد الأمة بشذوذه وأمراضه ، لكن من ينفع الاقتصاد والصناعة والعلوم والمعارف فلا مرحبا به بأرض الجلادين .
هذا المشكل وهذه الصورة المضطربة جعلتنا لا نفسر المشهد بالوضوح المطلوب لأن الكل تداخل في الكل ، والبعض تشابك مع بعضه . وصرنا مهددين بالطرد من أرضنا وهويتنا . وصرنا نخشى همجية الـ « جون ماري لوبانيون » الجدد . ولكن إذا كانت الجبهة الشعبية هناك تهدّد المهاجرين وغير أبناء الجلدة ، فنحن يهدّدنا أبناء جلدتنا هؤلاء الذين لا يرضيهم العجب ولا الفسق في رجب ، فلمّا أراد مضطهَدوا النهضة تكوين حزب والخروج للعلن شنوا عليهم حربا شعواء بعد أن انتقدوا سريتهم . وحينما لم يدرجوا ألفاظا ذات محتوى عقدي ببيانهم التأسيسي جاءت السليني لتنتقد هذا الجانب . ولو أدرجوا لقالوا إنه حزب ديني ظلامي. ولما تكلم أتباع النهضة وقادتها بخطاب يمجد الديموقراطية ، قالوا خطابا مزدوجا فما الحل إذن ؟ وانصبت كل الانتقادات على النهضة لا غير كأنها الحزب الوحيد بالبلاد . فلم لا تنتقد الأحزاب الأخرى؟ وإن كان الثقفوت معنيين بقضايا الساعة فلم لم نلحظ دراسات لهم عن الصهاينة ودراسات نقدية تطبيقية للإيديولوجيات السائدة؟ أم أن المحافظين الجدد مثلا لا يمكن أن تُتناول سخافة رؤاهم وشوفينية توجهاتهم !!! هذا وليعلم هؤلاء أنهم واهمون حينما يصنفون أنفسهم ضمن المفكرين لأن الفكر الحر ديدنه الصدق والموضوعية والجرأة لا الجبن وضمان السلامة. وما علمهم الناس جميعا أن أبناء جلدتنا مغرمون بالجلاد غراما كبيرا حدا جعلهم يقلدونه في كل شيء ولو دخل الجلاد جحر ضب لاجتازوا معه هذا الضيق النتن.
مساء:19/04/2011م


مراد بن محمد-تونس

شهد الحقل الإعلامي في تونس عقب الثورة ظهور ثلاث صحف جديدة في مناخ يبدو حرا ومناسبا للعمل الإعلامي النزيه، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن قدرة هذه الصحف على تقديم خطاب مختلف عن « الصورة النمطية » لإعلام نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. واستأنفت صحيفة « الفجر » التابعة لحركة النهضة الصدور بعد ما يقارب العشرين عاما من التوقف، في حين عادت « الأوداس » الناطقة بالفرنسية لتصدر من تونس بعد تجربة في فرنسا، إلى جانب « الدولية » التي أنشئت باستثمارات ليبية. وقالت الأستاذة بمعهد الصحافة حميدة البور إن الصحف الجديدة ينقصها الكثير من الناحية الحرفية، مضيفة أن الواضح أن الخطوة المهمة بالنسبة لهم في مرحلة أولى هي عودة الصدور في تونس، ولفتت إلى أن النقطة المضيئة هي أن الكلمة المكتوبة ما زال لها مكان في عصر الصورة والإنترنت. تحول إيجابي

وقال الأستاذ في علوم الإعلام والتواصل بجامعة منوبة رياض الفرجاني إن الحكم على هذه العناوين حتى مقارنة بما كان قبل 14 يناير/كانون الثاني الماضي أنها « لم تقدم الجديد بل لم تكن في المستوى المتوقع ما عدا مفاجأة الفجر ».  
واعتبر الفرجاني أن صدور « الفجر » في أول عددها بصورة للمسرحي التونسي الفاضل الجعايبي الذي تبتعد مواقفه عن مواقف الإسلاميين يحسب لها، بالإضافة إلى أنها متنوعة من ثقافة ورياضة واقتصاد.  
وأضاف أن « الفجر » تحاول الهروب من جلباب الحزب وتقترب من المعايير المهنية، مشيرا إلى « بعض التذبذب الذي لاح على محتوى الصحيفة من الإخراج الفني وبعض المقاييس والمعايير المهنية والقانونية ».
وقال رئيس مركز تونس لحرية الصحافة محمود الذوادي إن صحيفة « الفجر » أحدثت نقلة ذكية وخرجت عن المألوف مقارنة بالصحف الحزبية وقد « تكون تفطنت إلى أن المجال لا يتسع لمثل هذا النوع من الصحافة ».
من جانبها ترى حميدة البور أن « الفجر » بينت أنها « منظمة هيكليا من ناحية وجود فريق صحفي »، مشيرة إلى أن ظهور الجعايبي في الصفحة الأولى هو تسويق للحركة وهي رسالة بأن الصحيفة ستكون فضاء للمناقشة مفتوحة لكل التوجهات. نقلة مفقودة ولم يخف الفرجاني مخاوفه من خط الإثارة الذي تنتهجه صحيفة « الدولية » الذي يوحي بأنها « معادية للثورة »، معتبرا أن « مرجعية عناوينها تحيل إلى الخطاب السلطوي إبان حكم بن علي الذي يحذر من الفوضى ومن فزاعة الإسلاميين ».  
وبشأن صحيفة « الأوداس » و »الجرأة » التي تصنف ضمن الصحافة الساخرة، فقد أبدى الفرجاني خشيته من أن تبني هاتان الصحيفتان نهجهما على أساس تناول الحياة الخاصة للشخصيات الوطنية مما قد يصعب خروجها من هذا النهج بعد هذه الفترة.
وحذر الذوادي من أن صحيفة « الأوداس » قد تخطئ طريقها وتبقى ضمن صحف الإثارة، بينما لاحظت حميدة البور أن الصحيفة « لم تجد الاستقرار على مستوى الهيكلية والفريق الصحفي ».
وتشترك الصحف وفق حميدة في كونها واصلت نهج مركزية الإعلام، وهو « إعلام العاصمة »، مشيرة إلى أن « من يركز على الشأن العام وعامل القرب سيكسب رهان الاستمرارية والمقروئية ».
وعلى مستوى الإخراج الفني والعنونة، قال الفرجاني إن من المبكر الحكم على هذه الصحف من الأعداد الأولى « ليس من باب التساهل ولكن لمعرفتنا بأن المناخ الصحفي كان منغلقا ولم يتطور منذ مدة، مما صعب عملية الابتكار ». قبول التطور

من جانبه قال مدير صحيفة « الفجر » الصحبي عتيق إن الصحيفة تعبر عن الخط الفكري لحركة النهضة ولكنها مفتوحة لكل الآراء ووجهات النظر. وأشار إلى محاولات تطوير الصحيفة، في انتظار « أن تستقر على زوايا وصفحات وحتى من حيث الشكل واللون »، موضحا أن الصحيفة تعمل على أن تكون لها ملاحق ونسخة بالفرنسية.
وقال رئيس تحرير « الدولية » وليد الزريبي إن الصحيفة في مقدمة المدافعين عن مكاسب الحداثة في تونس وهي تعتمد على نخبة من الكتاب والمحللين وإنها تحقق تقدما مستمرا بتوالي الصدور.
وأضاف أن الصحيفة « تخوض جميع القضايا بمسؤولية مع الإقرار بأن كل المواضيع في تونس الآن تعتبر ساخنة ولكن ذلك لا يعني عدم تناولها »، مؤكدا أن « العناوين الصادمة للجمهور أهم من الطمأنينة التي لا تستند إلى واقع ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 أفريل 2011)

سيف الإسلام القذافي: موقف أوباما من ليبيا كان صادما لوالدي

قال في مقابلة تنشرها «الشرق الأوسط» إن الديمقراطية لا تمثل الآن أولوية للشعب لأننا في حالة حرب  


سيمون دي ناير *
قال سيف الإسلام، نجل العقيد معمر القذافي، إن نظام والده لم يقم بأي عمل خاطئ، مشيرا إلى أنه لن يتراجع أمام الإرهاب، نافيا استهداف المدنيين في مدينة مصراتة. وأضاف سيف الإسلام، في حديث خص به صحيفة «واشنطن بوست»، أنه سيتم إقرار دستور جديد في البلاد يحد من دور والده. وأكد وجود عناصر من تنظيم القاعدة في صفوف الثوار، لا سيما في مدينة مصراتة وغيرها من المدن التي تسيطر عليها المعارضة، معتبرا أنه على الأمم المتحدة أن تساعد ليبيا على التصدي له. ورأى سيف الإسلام أن ما يحصل هو مؤامرة دولية لزعزعة استقرار ليبيا، معتبرا أن ما يجري في مصراتة يشبه ما جرى في مخيم نهر البارد في لبنان، وأن قوات القذافي تحارب الإرهابيين ولا تقتل المدنيين. وأعلن أن النظام الليبي لن يتراجع عن مواقفه التي يتخذها بشأن العصابات الإرهابية في بلاده، وقال: إن العالم يخوض حربا ضد ليبيا، مستندا إلى مجموعة من الشائعات والادعاءات الإعلامية. وزاد قائلا: «نريد من الأميركيين ومن منظمة حقوق الإنسان أن يرسلوا غدا فريقا لتقصي الحقائق في ليبيا ليشاهدوا، عن قرب، حقيقة ما يجري على أرض الواقع، نحن على ثقة من أمرنا ولا نخشى المحكمة الجنائية الدولية؛ لأننا لم نرتكب أي جريمة ضد شعبنا». ووصف سيف الإسلام معارضي والده بأنهم عصابات إرهابية يقودها تنظيم القاعدة بهدف إحداث الانقسام في الصف الليبي، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الليبي، خاصة في مدينة مصراتة، هي للقضاء على هذه العصابات وليست لقتل المدنيين كما يشاع. وقال سيف الإسلام: «الجيش يعمل على استئصال عناصر الإرهاب من مصراتة، تماما كما فعل الجيش الروسي في العاصمة الشيشانية غروزني والجيش الأميركي في مدينة الفلوجة العراقية»، مضيفا: «لكنني لن أقبل مطلقا أن يستهدف الجيش المدنيين الأبرياء، هذا لم ولن يحدث». وعبَّر سيف الإسلام عن صدمته من موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه ليبيا، قائلا: «لم يكن أحد في منطقة الشرق الأوسط، وفي ليبيا على وجه الخصوص، يتوقع أن يقوم الرئيس أوباما بمهاجمة ليبيا أو غيرها من الدول العربية، لقد كان موقفه هذا صادما للجميع وبخاصة والدي». وقال سيف الإسلام: «كان الأولى بالولايات المتحدة مساعدتنا في مواجهة عناصر تنظيم القاعدة بدلا من مهاجمتنا؛ حيث نسعى للتخلص من الإرهاب والجماعات المسلحة في بنغازي ومصراتة للتفرغ بعدها للحديث عن المصالحة في مناخ ديمقراطي» وإجراء إصلاحات واسعة في ليبيا تجعل من دور والده دورا رمزيا. وسُئل سيف الإسلام عن علاقاته مع شخصيات ليبية انشقت على نظام والده ضمنهم مصطفى عبد الجليل، وزير العدل السابق، الذي يتولى حاليا رئاسة المجلس الوطني الممثل للثوار، فقال: «لقد كانوا أصدقائي، وكنا نشرب ونأكل ونجلس ونسافر سويا.. لقد كانوا أهلي.. وحتى أكون صريحا معك، إن هذه أكبر مشكلة أواجهها في ليبيا». وزاد قائلا: «أتلقى رسائل من متطوعين على الجبهة يقولون لي: بعد النصر لن يكون لك مكان يا سيف في ليبيا. هذا كله بسببك وبسبب هؤلاء المجرمين، لقد كان هؤلاء الخونة أصدقاءك وأنت الذي أتيت بهم إلى هنا وساعدتهم على أن يصبحوا وزراء ورجالا مهمين في ليبيا. ليس لك مكان هنا ولا لأصدقائك في المستقبل». وفيما يلي مقتطفات من الحوار..
* ما الذي حدث بالضبط بخصوص المؤامرة الدولية لزعزعة الاستقرار في ليبيا؟
– ربما سأقول هذا للمرة الأولى. هل تعرف ماذا حدث بالضبط يوم الأحد 17 فبراير (شباط) الماضي؟ لقد سمع الليبيون وزير الخارجية البريطاني يقول إن القذافي وأبناءه في طريقهم إلى فنزويلا. خبر عاجل على شاشة قناة «الجزيرة»، يفيد بمغادرة القذافي البلاد، ثم أعقبه خبر عاجل آخر عن مقتل سيف الإسلام وأخيه. أنت تعلم القصة، لقد كانا خبرين شهيرين. غادر أبي البلاد وأنا قتلت! يالها من مؤامرة. لقد ألقينا القبض عليهم؛ فقد جندوا أناسا في شركة «ليبيان بوست» وشركة الاتصالات وأذاعوا أخبارا زائفة مثل ملايين القنوات. لقد سقطت الشبكة تماما. هل سمعت عن الإغلاق؟ أنت تعرف أنه حتى أصدقائي غادروا البلاد في ذلك الوقت. هل تعرف لماذا؟ لأنهم قالوا إن التلفزيون الليبي غبي ويذيع موسيقى. لقد تم قطع الشبكة وشبكة الهواتف وانتهى كل شيء. لهذا هرب الناس، وهربت الشرطة والجنود وعاد الجميع إلى منازلهم. ثم وجدنا من يهاجم مخازن الذخيرة والثكنات العسكرية وسرقوا الذخيرة والأسلحة وأشعلوا الثورة المسلحة. لقد كان كل شيء منظما، لكن الناس استيقظت وانتبهت الآن. لا نعتزم قتل أحد، بل نريد بناء الدولة، نريد أن نعيش في سلام وفي ظل القانون والنظام. الفوضى في ليبيا ليست في مصلحة أحد، لكن مع الأسف تلعب الدول العربية مثل قطر دورا في ذلك.
* وما سبب اعتقادك خطأ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؟
– إلام كان يستند قرار مجلس الأمن؟ إلى أن القوات الجوية الليبية تقصف طرابلس في منطقتي تاجوراء وفاشلوم. إنهم ذكروا منطقتين، قل لي أثرا أو دليلا واحدا على قصف تاجوراء، لن تجد. قالوا إننا اختطفنا دبلوماسيين وصحافيين. الآن هناك حظر جوي وتقصفوننا بالطائرات وتقتلوننا كل يوم. على أي أساس فرضتم علينا عقوبات من خلال الأمم المتحدة؟ على أساس شائعات، فقط لأنهم قالوا إن القوات الجوية الليبية تقصف طرابلس وتقتل الآلاف. يمكنك الذهاب إلى هناك وسؤالهم. كل شيء قائم على شائعات. إنه مثل ما حدث في العراق، قالوا هناك أسلحة دمار شامل، اذهبوا وهاجموا العراق. الآن تقولون: المدنيون المدنيون، اذهبوا لمهاجمة ليبيا. إن التاريخ يعيد نفسه.
* وماذا عن المقاطع المصورة على موقع «يوتيوب» التي صورت في طرابلس؟
– لقد عرضوا هذا المقطع المصور الشهير. لقد حدث ما تم عرضه منذ عام في مدينة راس لانوف. لقد كان ذلك خلال فصل الصيف وكان الناس يرتدون ملابس صيفية. ونحن كنا في فصل الشتاء. لقد تم تصوير المقطع في مدينة راس لانوف. لقد كانت مشكلة بين قبيلتين تتنازعان على مشروع سكني جديد. لكنهم قالوا إن القوات الجوية الليبية تقصف المتظاهرين وإنها تسببت في دمار منطقتين كاملتين، وإننا استعنَّا بآلاف المرتزقة.
* هل ترى أنه تم ارتكاب أخطاء؟ هل تم إطلاق النار على الناس؟
– ربما على واحد أو اثنين أو ثلاثة أو عشرين أو ثلاثين، لا أحد يعرف. لكن ربما حدث ذلك من دون قصد، فلم يكن هناك تعمد. ثانيا: يتحدث الناس عن مئات وآلاف، وهناك فرق بين أن تتحدث عن اثنين أو ثلاثة وألفين أو ثلاثة آلاف.
* وماذا عن تقارير بشن حملات اعتقال واسعة النطاق ضد المعارضين؟
– نعم حدث ذلك؛ نظرا لفداحة الوضع في ليبيا. تعلم أن لدينا كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة. لقد كان الوضع خطيرا جدا؛ فقد كانت الأسلحة في كل مكان. لكن بدأت قوات الشرطة إطلاق سراحهم الواحد تلو الآخر. أنا أشرف على ذلك بنفسي؛ لأنهم أهلي ونعيش في البلد نفسه. ليس من مصلحتنا إهانتهم أو قتلهم أو تعذيبهم. لقد تم إطلاق سراح من قاتلونا، تستطيع الذهاب إلى السجن ومقابلتهم. إنهم في حالة جيدة ويأكلون ويستحمون ولديهم ملابس وكل ما يريدون. لا يوجد أي انتهاك لحقوق الإنسان. هناك جهود كبيرة تُبذل في ليبيا من أجل إطلاق سراحهم. وقد بدأنا نستعين بأطباء نفسيين ورجال دين لمساعدة المجرمين في السجون. ستحمل الأيام المقبلة مفاجأة، وهي خروج المئات منهم حتى ينضموا إلينا في القتال.  
* وماذا عن حصار مصراتة وقصف القوات التابعة للنظام للمدنيين؟
– هل تعلم ماذا حدث في مصراتة؟ إنه بالضبط ما حدث في مخيم نهر البارد في طرابلس بلبنان. شن الجيش اللبناني هجوما على 4 أحياء سكنية في طرابلس لمحاربة تنظيم جند الشام وجند الإسلام الإرهابيين في لبنان. لقد دمروا نصف المدينة ولم يقتلوا مدنيين، لكنهم كانوا يحاربون الإرهابيين لأنهم كانوا يختبئون داخل البنايات. وساعد الأميركيون والغرب الجيش اللبناني وكانت مهمة مشروعة لمحاربة الإرهابيين داخل طرابلس في لبنان. هل تتذكر؟ وأتذكر أيضا أنهم أرسلوا جسرا جويا بسيارات الهامر والأسلحة والذخيرة. حدث الشيء نفسه في غروزني بالشيشان عندما حارب الجيش الروسي الإرهابيين لأنهم كانوا يختبئون داخل البنايات في غروزني. وحدث أيضا في الفلوجة.. إنك لا تحارب أو تقتل أبرياء أو مدنيين لأن ذلك ليس من مصلحة أحد، لكن الإرهابيين قابعون هناك.
يتم توريد الأسلحة والذخيرة والإرهابيين كل يوم من خلال ذلك الميناء. وقال وزير الخارجية الفرنسي: إنه ينبغي علينا السماح بدخول الأسلحة والذخيرة إلى مصراتة. ولا ينبغي أن نمنعهم. لقد قال: إن قوات حلف شمال الأطلسي منعت شحن الأسلحة عدة مرات، وهذا خطأ. وإنه ينبغي عليهم تغيير سياستهم والسماح بمرور تلك الشحنات. هل تريدون أن يجلس النظام الليبي وينتظر أن يزداد الإرهابيون قوة يوما بعد الآخر؟ لقد انخرط الجيش في حوار ومفاوضات مع هؤلاء الناس لمدة شهر. شهر ونحن نحاول إقناعهم بتسليم أسلحتهم والعودة إلى منازلهم، لكننا أخفقنا. وقد استفادوا من الوقت في تحصين مواقعهم. هل تريدون منا إذن أن نكرر الخطأ نفسه؟ بالطبع لن نفعل. بالمناسبة هؤلاء المجرمون يخطفون ويقتلون الناس ولديهم محاكمهم وقوات الشرطة والجيش الخاصة بهم. لا يمكن لأي نظام حكم في العالم أن يسمح بهذا. يمكنك اليوم أن تتحدث مع العاملين في الصليب الأحمر؛ فقد حاولوا اليوم الذهاب لتفقد الأوضاع هناك. هل تعرف ماذا حدث؟ أطلقوا النيران عليهم. عذرا، إنك تطلق النار على الصليب الأحمر.  
اليوم يطلقون النار على الصليب الأحمر لأنه مسيحي، فأنت كافر فيجب قتلك. ربما يكونون غير مسلمين لكنهم هنا ليساعدوك.. لا تقتلهم.
لديهم قذائف هاون وصواريخ مضادة للدبابات وبنادق آلية مضادة للطائرات. إنهم يستخدمون ذخيرة الجيش الليبي، لكنهم يطلقون النار من المنازل والمتاجر ومن كل مكان. لن أقبل ذلك، لن أقبل أن يقتل الجيش الليبي المدنيين. لم يحدث ولن يحدث هذا. لكن ماذا عن الإرهابيين؟ كفاهم ذلك. يريد الغرب أن نتنحى جانبا ونقدم البلاد للإرهابيين على طبق من فضة. لا يمكن لأحد أن يقبل ذلك. يقاتل الناس من أجل ليبيا لا من أجل أبي.  
* وماذا عن الثوار؟ وهل يوجد تنظيم القاعدة بينهم؟
– لقد قلنا للجميع: إن تنظيم القاعدة يوجد في البلاد، وإن هؤلاء الناس إرهابيون. لكنهم قالوا لا، ليس صحيحا. هل سمعتم تصريح «القاعدة» اليوم؟ إنه ليس كلامي. لقد قالوا: «نحن تنظيم القاعدة في ليبيا ونحن نقاتل ولدينا إمارتنا». لقد وجدنا جزائريين ومصريين وباكستانيين يقاتلون معهم في الزاوية ونالوت. فبعضهم إذن إرهابيون وهم إسلاميون، والآخرون عصابات مثل الذين يوجدون في بنغازي. لكن المفارقة هي أنهم يريدون الاستيلاء على مدينة بنغازي، و90% من البلاد في أمان. المشكلة في مدينة بنغازي فقط. لديك تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية وعصابات ومسجونون سابقون وجنرال لديه 200 جندي على أقصى تقدير، ويريد أن يكون شخصا مهما. هناك 3 مجموعات يقاتلون بعضهم البعض. والآن هناك شيء جديد في ليبيا مثل مجالس الصحوات.
إنهم يحاربون الإرهابيين وتنظيم القاعدة والعصابات. هل سمعت الأخبار التي وردت بالأمس عن الهجوم على فندق في بنغازي؟ لقد عرضت على شاشة قناة «بي بي سي». حدث انفجاران هائلان ومعركة كبيرة في وسط بنغازي. لديك جماعة مسلحة جديدة تقاتل العصابات والإرهابيين لحسابها وتدعمها قوات حلف شمال الأطلسي. ياله من أمر سخيف، كيف يمكنك دعم 600 فرد مسلح، وتجاهل 6 ملايين شخص؟ إذا أردت دعم الشعب الليبي، عليك دعم الـ6 ملايين. وإذا كنت تدعم العصابات فعليك أن تعرف أنه ليس لديهم مستقبل وأنهم سيهزمون قريبا ويختفون. إن الغرب يتواصل مع الطرف الخاطئ. صدقني سيتم تحرير بنغازي بأيدي أبنائها من مجالس الصحوة مثلما حدث في العراق. إن الناس بدأت تستفيق ولدينا أخبار بأنهم يشكلون جماعات مسلحة وستكون المقاومة من الداخل.  
* وماذا عن الأصدقاء والزملاء القدامى الذين انشقوا ليقودوا الثوار؟
– لقد كانوا أصدقائي وكنا نشرب ونأكل ونجلس ونسافر سويا. لقد كانوا أهلي. وحتى أكون صريحا معك، فإن هذه أكبر مشكلة أواجهها في ليبيا. أتلقى رسائل من متطوعين على الجبهة يقولون لي: «بعد النصر لن يكون لك مكان يا سيف في ليبيا. هذا كله بسببك وبسبب هؤلاء المجرمين، لقد كان هؤلاء الخونة أصدقاءك وأنت الذي أتيت بهم إلى هنا وساعدتهم على أن يصبحوا وزراء ورجالا مهمين في ليبيا. ليس لك مكان هنا ولا لأصدقائك في المستقبل».
لقد أتيت بهم إلى هنا وساعدتهم ودعمتهم، لكن عندما وجدوا أن سيف انتهى أمره هربوا من السفينة كالجرذان. سأخبرك بسر آخر، هل تعرف أن بعض الذين انشقوا عادوا إلى صفوفنا مثل بعض سفرائنا؟
أحيانا يضعف الناس. منذ شهر مضى، كانوا وزراء وقادة أمنيين، وفجأة وجدوا أنفسهم يجلسون مع هيلاري كلينتون والبريطانيين والفرنسيين والعالم كله، والقطريون يرسلون لهم طائرات خاصة. وربما يحدث أحدهم نفسه قائلا: «لقد كنت وزيرا بالأمس، لم لا أكون رئيسا اليوم؟»، إن الغرب من أسباب هذه الأزمة؛ لأنه يمنحهم أملا كاذبا بأنه سيكون لهم شأن في المستقبل. لقد كانوا معنا منذ شهر واحد ونعرفهم جيدا، فأنا من أوصلهم إلى مناصبهم.
* وماذا عن محمد جبريل، الأستاذ الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، وأعدته إلى ليبيا للمساعدة في إدارة السياسة الاقتصادية، ويشغل حاليا منصب ممثل الشؤون الخارجية للثوار؟
– لقد كان أفضل أصدقائي، لكنه تغير تماما، ولا أعرف لماذا تغير. وقد كنا معتادين على التحدث مع بعضنا البعض والعمل سويا، وكان واحدا من أفضل أصدقائي. لكن هذا التغيير حدث على أي حال. وكان جبريل أفضل أصدقائي عندما كان يعيش في طرابلس. وهو يجلس الآن مع هيلاري كلينتون ومع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ ومع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه. وقد قال لي: معذرة يا سيف، أنت صغير جدا بالنسبة لي في الوقت الحالي. وقد يشعر جبريل بهذا الأمر بالطبع. فهل يمكن أن تتخيل نفسك مع قيام العالم بأكمله بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا بإرسال طائرات خاصة إليك، وقولهم أنت رئيس ليبيا، وسوف تحصل على النفط والمال. إنهم بشر في النهاية. إنهم أنانيون ولديهم مصالحهم الخاصة، وهم يقدمون مصلحتهم الخاصة على مصالح بلادهم. إنهم يريدون أن يصبحوا مشهورين وأغنياء وأقوياء. وهو يقول: «حسنا، منذ شهر، كنت وزيرا هنا في ليبيا، والآن سوف أصبح رئيسا، وسوف أسيطر على ليبيا. وليبيا دولة غنية. وكل فرد يريد أن يحكم ليبيا وأن يسيطر على نفطها وغازها وأموالها. وأنا أتفهم هذا التفكير. أنا لا أحترمه، لكني أتفهمه».
* هل هناك أشخاص داخل حركة الثوار يريدون فقط تحقيق الديمقراطية وحرية التعبير؟
– نعم، بالطبع، نعم. وأنا أعرفهم جيدا، لكن أين هم الآن؟ سوف أحكي لك شيئا: ربما يكون هؤلاء الأشخاص هم من بدأوا القصة، لكنهم اختفوا الآن. والآن، ليس لديهم أي كلمة على الميليشيات المسلحة.
* ماذا تقول بخصوص الحوار؟
– هل يمكن أن تجري حوارا مع تنظيم القاعدة؟ هل يمكن أن تجري حوارا مع أشخاص يطلقون النار على الصليب الأحمر؟ أنا متأكد من أنك شاهدت مقطع فيديو لأناس وهم يحرقون قلب أحد موظفي مكتب الصليب الأحمر في مدينة مصراتة.. لقد نزعوا قلب هذا الرجل وحرقوه. وفي القرن الـ21، قتل هؤلاء الأشخاص فردا ونزعوا قلبه وحرقوه أمام الناس. فهل تريد أن تجري حوارا مع هؤلاء الناس؟ وهل استمعت إلى الرواية التي تقول إنهم شنقوا أفرادا في مدينة بنغازي؟ فهل تريد أن تجري حوارا مع هؤلاء الناس؟ إنهم يشنقون الناس في شرق ليبيا، وقد شنقوا أفرادا على الجسور، وهم يقومون بتصوير أنفسهم.
* وماذا عن الديمقراطية؟
– إنها شيء مضحك آخر. يتحدث الناس هنا وفي الغرب عن الديمقراطية والدستور. وحتى هذا الأمر لم يعد يمثل أولوية للشعب بعد الآن. اذهب إلى أي ليبي، واسأله: «هل تريد الديمقراطية؟»، وسوف يرد عليك بالقول: «لا، نحن نريد السلام والأمن والطعام والشراب والتعليم؛ لأن الديمقراطية وحرية الصحافة لم تعودا تمثلان أولوية الآن على الإطلاق؛ لأننا في حالة حرب. وإذا كنتم تريدون مساعدتنا، يمكن أن تساعدوا الحكومة الليبية على استعادة السلام والأمن، وبعد ذلك سوف نتحدث عن الإصلاحات والمصالحة الوطنية والدستور. لكن الناس الآن في مرحلة حرب، ويقاتلون بعضهم البعض، وتأتي أنت للحديث عن الديمقراطية! هذا شيء سخيف. وأنا أعرف ليبيا. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، كنت أتحدث عن الدستور والحرية والديمقراطية، وكان كل فرد يضحك عليَّ هنا في ليبيا. وكانوا يقولون: ماذا؟ نحن نريد مساكن جيدة، ونريد الحصول على مرتبات جيدة، ونريد مستشفيات وسيارات وفنادق جيدة. ولا تمثل الديمقراطية أولوية. وقد قال الناس هذا الأمر لي على مدار السنوات العشر الماضية. والنخبة هنا في ليبيا فقط هم من يتحدثون عن هذه الأشياء. وقد كانوا غاضبين مني خلال السنوات الأخيرة لأنني ركزت على هذا الأمر فحسب. ومع ذلك، فإننا ما زلنا ملتزمين بالدستور. وقد كان محمود جبريل وكل هؤلاء الأشخاص في اللجنة التي كتبت مسودة الدستور الليبي الجديد. وقد وضعت هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يعارضوننا في اللجنة. وقدموا إليَّ خلال العام الماضي، وقالوا: هذه مسودتنا. ويجب أن يجري الشعب الليبي مشاورات وطنية حول هذه المسودة، وإذا كانوا سعداء بها، يجب أن يقبلوها، وبهذا سوف تكون لدينا قوانين جديدة. لقد كانت هذه هي أفكاري، وكانوا يعملون من أجلي. وكان يجب تنظيم نظام الحكم المحلي لأننا نريد نظاما فيدراليا ونظام حكم محلي قوي وقانونا جديدا لوسائل الإعلام والمجتمع المحلي. هذا هو الأمر ببساطة. وسوف تصبح ليبيا مثل سويسرا، ولكن لم يعد بالإمكان أن يتحدث أي فرد الآن عن هذا الأمر. ولم يعد أي فرد في ليبيا يتحدث عن هذا الأمر. ويتحدث الناس هنا الآن عن شخص واحد فقط، هو السلام والأمن والقانون والنظام، هذا هو الأمر ببساطة.
* وماذا عن خطابك المتصلب عندما بدأت المفاوضات؟  
– قلت لهم: اسمعوا أيها الليبيون.. هناك مؤامرة كبرى ضد ليبيا، وسوف تتعرضون لحرب أهلية، وسوف تدمرون بلادكم، وسوف تدمرون النفط، وسوف تتعرضون لتدخل أجنبي، وقد حدثت هذه النقاط الأربع. وقلت هذا منذ 40 أو 50 يوما، أي منذ شهرين، وقد حدثت 4 نقاط منها. وفي بعض الأحيان، يجب أن تكون جادا جدا مع شعبك. إنها مسألة خطيرة جدا.
* وماذا عن تقاتل الناس؟
– استمتعت ذات يوم إلى نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، الذي دأب على القول إن لديه صبيا، وهو ابنه الذي كان يقاتل في العراق. وقال بايدن: «أنا فخور بابني الذي يقاتل من أجل الولايات المتحدة ويدافع عن بلده». حسنا، بايدن، نائب الرئيس الأميركي، فخور بابنه الذي يقاتل شعبا آخر على بعد آلاف الكيلومترات من الولايات المتحدة. إذن دعنا وشأننا، فنحن ليبيون نعيش في بلادنا ونقاتل من أجلها. إذن هناك وقت للسلام ووقت للحرب. ونحن لدينا إرهابيون على أرض المعركة ولدينا قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبالطبع، سوف نقف ونقاتل من أجل بلادنا، إنها بلادنا. ونحن نريد السلام والحرية، ونريد صياغة دستور، ونريد الديمقراطية، لكنني لن أكون سعيدا إذا رأيت شعبي يقتل كل يوم بقنابل قوات الناتو والإرهابيين. ونحن هنا ليبيون. وإذا حاربنا، فسوف نحارب معا. وإذا توقفنا، فسوف نتوقف معا. ونحن أسرة واحدة وموحدة. ونحن متحدون جدا.
* هل تفكرون في المصالحة؟
– لا يوجد أي فرد هنا في ليبيا مهتم بالانتقام، والانتقام ليس في أجندتنا. وترتكز أجندتنا على المصالحة الوطنية. وهذه هي رغبة كل فرد وأمنيته. ونحن نريد السلام والأمن، ونرغب في بناء بلادنا. ونريد أن يكون لدينا مستقبل أفضل، ونريد أن نتقدم إلى الأمام. ولا يتحدث أي فرد عن الانتقام.
* ما الذي سيحدث إذا رحل والدك عن ليبيا الآن؟
– سوف تتحول ليبيا إلى نسخة ثانية من الصومال. وكل فرد يعرف ذلك.
* وماذا عن التقدم إلى الأمام؟
– أكبر مسألة تواجهنا هي محاربة الإرهابيين والميليشيات المسلحة. وبحلول اللحظة التي نتخلص فيها منهم، سوف يتم حل كل شيء خلال ساعة واحدة في البلاد بأكملها. وقد تقدمت دولة أوروبية مهمة جدا إلينا بمقترح ومبادرة، كما أن لدينا المبادرة الأفريقية. وتتحدث هذه المبادرات عن وضع غير حقيقي، على افتراض عدم وجود أي أفراد من الجيش أو الميليشيات المسلحة في المدن. ويجب أن تترك الميليشيات المسلحة وقوات الجيش المدن، ويجب أن تحل قوات الشرطة محلها. ويجب أن يسيطر الجيش على الحدود والممرات، ويجب أن نجري انتخابات. ويجب أن تساعدونا أنتم أيها الأميركيون في القيام بذلك. ويجب أن تساعدونا على إخراج الجيش والميليشيات من المدن، وأن تحل قوات الشرطة محل قوات الجيش والميليشيات وأن نجري انتخابات، وسوف نرى ما سيحدث. ونحن نقبل ذلك، فقط افعلوا هذا. أحضروا مراقبين من أوروبا وأميركا ومن كل مكان. افعلوا ذلك.
* هل كان العقيد القذافي حليفا ذات يوم، وقائدا منبوذا في اليوم التالي؟
– بعد تسريبات «ويكيليكس»، حاولت هيلاري كلينتون الاتصال بوالدي، واتصلت بوزير الخارجية السابق، وقالت: «نحن آسفون لكم». ومنذ شهرين، قالت: «نحن سعداء بليبيا، ونحن نؤدي أعمالا جيدة مع ليبيا ونريد أن نقوي العلاقات معكم، وليبيا دولة مهمة جدا. حدث هذا منذ شهرين فقط، والآن تقول: «القذافي يجب أن يرحل». إذا كنت قويا، سوف يكون كل فرد لطيفا معك، وإذا لم تكن كذلك، سوف يقولون لك: «مع السلامة».  
* وما تعليقك بخصوص ردك على خطاب الرئيسين أوباما وساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون؟
– لكي أكون أمينا، أوباما مختلف عن رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي. لقد شعرنا بصدمة كبيرة في البداية عندما هاجم الأميركيون ليبيا. ولم يكن أي فرد في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص في ليبيا، يعتقد أن الرئيس أوباما سوف يهاجم ليبيا أو أي دولة عربية في يوم من الأيام؛ لأنه جاء بعد حرب العراق وأفغانستان ولأن اسمه هو باراك حسين، ولأنه من «أصول» أفريقية ولأنه رجل سلام. وفجأة، بدأ أوباما يرسل المئات من صواريخ «توماهوك» إلى ليبيا. لقد كانت صدمة كبيرة لكل فرد، وحتى لوالدي. والأمر الثاني هو أن تهاجمونا تماما بنفس طريقة الهجوم الذي شنه بوش على العراق بسبب تقارير زائفة. إنها شائعات. ثالثا: كلنا يعرف أن هذا الهجوم يمثل ابتزازا؛ حيث إنكم تدعمون بريطانيا وفرنسا في ليبيا لأنهم ساعدوكم في أفغانستان. وقد سمعنا هذه التقارير. لقد كانت صدمة كبيرة لكل فرد. لكن الناس سعداء الآن لأن الأميركيين ابتعدوا عن هذه الأزمة، وأصبحوا الآن محايدين، ولم يعودوا يخوضون لعبة قذرة مثل الآخرين. لكننا ما زلنا نرغب في أن يرسل الأميركيون غدا لجنة تقصي حقائق لاكتشاف ما حدث في ليبيا، ونحن نريد أن تأتي منظمة «هيومان رايتس ووتش» إلى هنا وأن تكتشف ما حدث بالضبط. ونحن لسنا خائفين من المحكمة الجنائية الدولية. إننا واثقون ومتأكدون من أننا لم نرتكب أي جريمة ضد شعبنا. يجند الإرهابيون الصبية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و12 عاما من أجل القتال، وهم يقتلون الرهائن والسجناء، ويشنقون ويعذبون الناس ويفعلون كل شيء، ومن حسن الحظ أنهم يصورون كل شيء بأنفسهم. وبالنسبة لنا، نحن نتصرف بشكل صحيح، ونقاتل من أجل قضية سليمة، ونقاتل من أجل شعبنا. إننا متحدون مع الشعب الليبي بأكمله، ويجب أن تقوموا أنتم الأميركيون بدعمنا ومساعدتنا. والقضية الليبية سهلة جدا، وليست صعبة ويمكن أن تحل بسهولة كبيرة. ولكن إذا جئتم وقلتم يتعين عليك الرحيل يا قذافي، فإنكم تجعلون بذلك القضية معقدة جدا بالنسبة لكل فرد؛ لذا يتعين عليكم الاختيار بين ما إذا كنتم ترغبون في مساعدة ليبيا أو تدمير القذافي. حسنا، لكنني لا أقول: إنني أريدكم أن تساعدوا ليبيا، لا تقولوا ذلك رجاء. لكن ما زال استقبال الأميركيين هنا أفضل كثيرا من استقبال الأوروبيين.
* ماذا تقول عن والدك؟
– أهم شخص الآن في ليبيا هو رئيس الوزراء. اسأل أي ليبي عن رئيس الوزراء. والدي لا يتحدث عن العقود أو القوانين أو الشركات أو التجارة، وهو لا يتحدث عما سبق ذكره؛ لأن هذا عمل تنفيذي، وهو عمل رئيس الوزراء. إنه أهم شخص في ليبيا، وفي الدستور الجديد، سوف يكون لدينا رئيس وزراء منتخب ورئيس منتخب أيضا؛ لذا يعتبر أبي رمزا لهذه الدولة، إنه شخصية رمزية. لكن الأشخاص الذين سيديرون البلاد سوف يكونون منتخبين، وهذا مكتوب في مسودة الدستور. وقد عملنا على صياغة هذه المسودة طوال السنوات الأربع الماضية. وسوف يكون لدينا رئيس ورئيس وزراء، وسوف يكون لدينا برلمان، إذن اذهبوا إلى الدستور، اذهبوا إلى هذه المسودة وانسوا والدي. لكنهم يريدون ملاحقة القذافي، لذا فسوف نقاتل جميعا دفاعا عنه. وهذا هو التوجه الخاطئ.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»
<  



فهمي هويدي أرأيت كيف استدرج الناس في مصر إلى الجدل حول المفاضلة بين الدولة المدنية والدولة الدينية، في حين أننا لم نخط خطوة تذكر باتجاه تأسيس الدولة الديمقراطية. (1) هي « موضة » الموسم إن شئت الدقة، أن يتنافس نفر من المثقفين على مديح الدولة المدنية وهجاء الدولة الدينية وأن تروج وسائل الإعلام لذلك الجدل، الأمر الذي دفع كثيرين إلى الركض وراءهم ومحاولة الترجيح بين الكفتين، لذلك لم يكن غريبا أن تتعدد الندوات، التي تعقد لهذا الغرض، وكنت واحدا من « ضحايا » هذه الموضة، حيث لم يتسع وقتي هذا الشهر لأكثر من المشاركة في ندوتين، إحداهما في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، والثانية بكلية الطب في جامعة عين شمس. وما كان للناس أن ينشغلوا بهذا الموضوع لولا كثافة الضخ الإعلامي، الذي تناول الموضوع، ونقل البلبلة والحيرة إلى قطاعات عريضة في المجتمع. ذلك أنه في غيبة رؤية واضحة لترتيب أولويات المرحلة، فإن المثقفين المهيمنين على منابر الإعلام باتوا يفرضون اهتمامهم وحساباتهم على الرأي العام، بل أصبحت ضغوطهم تؤثر أيضا في القرارات التي تتخذ، بحيث بدا بعضها مستجيبا للضجيج والضغوط الإعلامية أكثر من استجابته للمصالح الوطنية العليا. الموضوع ليس جديدا، رغم أن المصطلح مستحدث في الخطاب العربي. فالثقافة العربية عرفت الأنشطة الأهلية والجمعيات الخيرية، وكان نظام « الوقف » هو الصيغة التاريخية التي ابتكرها المسلمون للتقرب إلى الله من خلال المشاركة في بناء مجتمعاتهم وإعمار الأرض، وقد اقتبسها الغربيون ونقلوها عن الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر. ورغم أن فكرة المجتمع المدني ظهرت في أوروبا في القرن الثامن عشر، وكانت موضوعا للمناقشة بين الفلاسفة والمفكرين، فإن المصطلح تم تداوله في مصر والعالم العربي منذ ثلاثة عقود تقريبا، برز خلالها الحديث عن منظمات المجتمع المدني، التي كانت قد نمت وتعاظم دورها في المجتمعات الغربية، وهو أمر لا يخلو من مفارقة، لأن الغربيين نقلوا عنا فكرة الوقف في القرن الثامن عشر، ثم استوردنا نحن منهم مصطلح المجتمع المدني في القرن العشرين. في الثمانينيات حين برز مصطلح المجتمع المدني في وسائل الإعلام. أثار ذلك انتباه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، فاستفسر عنه قائلا: إنه يعرف المجتمع المكي والمجتمع المدني الذي يميز أهل مكة والمدينة في الحجاز. ويعرف أيضا المجتمع المدني، الذي يعد نقيضا لذلك الذي يحكمه العسكر. كما يعرف المجتمع المدني المشتق من المدينة بمعنى الحضر، وهو متميز عن المجتمع القروي أو الريفي، ثم سألني: هل المجتمع المدني الذي يتحدثون عنه يندرج تحت أي من التصنيفات؟ (2) ليس الشيخ الغزالي وحده الذي التبس عليه الأمر. لأنني من خلال الندوات التي حضرتها متحدثا أو مستمعا أدركت أن المصطلحين (الدولة الدينية والمدنية) بحاجة إلى تحرير، وإن الالتباس واقع فيهما إلى حد كبير، وهو ما دفعني إلى الرجوع إلى ما أمكن الوصول إليه من مراجع ودراسات حول الموضوع. كما أنني قمت في الوقت ذاته بتجميع القصاصات والمقالات التي تناولته في الصحف على الأقل. الكلام في تعريف الدولة الدينية كان التوافق حوله أكبر. ذلك أنه لم يخالف أحد في أنها الدولة التي يدّعي القائمون عليها أن بقاءهم اختيار من الله وأنهم يمثلون إرادته سبحانه وتعالى، وبالتالي فإنهم لا ينطقون عن الهوى، ولكنهم مفوضون عن الله، لذلك فإن كلامهم لا يرد، وعصيانه لا يعد خروجا عن الطاعة فحسب، ولكنه يعد خروجا من الملة وتحديا لإرادة الله، النموذج الذي يضرب به المثل في هذا الصدد هو ممارسات الكنيسة التي سنعرض لبعضها بعد قليل. في الدولة المدنية الوضع مختلف، فالقائمون عليها يختارهم الناس. ومصير البلد لا يقرره فرد. لأن كل الناس فيه سواء، يتمتعون بحق المواطنة الذي يقرر لهم المساواة في الحقوق والواجبات. والبلد تديره وتقرر مصيره المؤسسات التي ينتخبها المجتمع. أما رأس الدولة فكلامه يؤخذ منه ويرد، وهو قابل للمراجعة والمساءلة. ومن الفلاسفة من يتحدث عن بعد أخلاقي للدولة المدنية، إذ يرون أنها لا تقوم فقط بقيام المؤسسات وتحقيق المساواة بين المواطنين، بل تقوم أيضا بتحقيق الرقي في السلوك الاجتماعي، الذي بمقتضاه تسود قيم وأخلاق المدن التي يفترض أنها الأكثر تهذيبا. وفي الوقت ذاته فإن الدولة المدنية لا تأبه بالمرجعيات ولا تتدخل في عقائد الناس وأفكارهم. إذ لا تهم مرجعيتك التي تنطلق منها، ولكن الأهم هو أداؤك واحترامك للنظام العام والقانون. وهي ليست نقيضا للدين ولا تستبعده، بل تحتوي المؤسسات الدينية وغير الدينية، وتفتح ذراعيها لإسهام الجميع في تحقيق المقاصد العليا للمجتمع. (3) هل عرفت الخبرة العربية والإسلامية الدولة الدينية بالمعنى المتقدم، وهل يمكن أن يكون لها وجود في زماننا؟ ــ ردي على هذا السؤال أنه منذ انقطاع الوحي عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فإنه لم يجرؤ أحد من حكام المسلمين على ادعاء أنه مفوض من الله. وقد اعتبر الإمام محمد عبده فيما نشر له أوائل القرن الماضي أن قلب السلطة الدينية والإتيان عليها من أساسها بمثابة أصل من أصول الإسلام. وقال إن الإسلام: هدم بناء تلك السلطة ومحا أثرها، حتى لم يبق لها عند الجمهور من أهله اسم ولا رسم. وإنه: ليس لمسلم مهما علا كعبه في الإسلام، ومهما انحطت منزلته فيه إلا حق النصيحة والإرشاد. مضيفا أن الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم ولا هو مهبط الوحي. إذ الأمة هي التي تنصبه، وهي صاحبة الحق في السيطرة عليه، وهي التي تخلعه متى رأت ذلك من مصلحتها، فهو حاكم مدني من جميع الوجوه. وأضاف الأستاذ الإمام في رده على فرح أنطون صاحب مطبوعة « الجامعة » أنه: لا يجوز لصحيح النظر أن يخلط الخليفة عند المسلمين بما يسميه الإفرنج (ثيوكراتيك) أي سلطان إلهي. فإن ذلك عندهم هو الذي ينفرد بتلقي الشريعة عن الله، وله في رقاب الناس حق الطاعة.. وهكذا كانت سلطة الكنيسة في العصور الوسطى، ولا تزال تدعي الحق في هذه السلطة. وكان من أعمال التمدن الحديث الفصل بين السلطة الدينية والسلطة المدنية. وهو يدلل على نفوذ السلطة الدينية في التجربة الغربية، بمنشور أصدره البابا في سنة 1864 لعن فيه كل من يقول بجواز خضوع الكنيسة لسلطة مدنية أو جواز أن يفسر أحد شيئا من الكتب المقدسة على خلاف ما ترى الكنيسة أو يعتقد أن الشخص حر فيما يعتقد. وفي منشور له سنة 1868 قال إن المؤمنين يجب أن يفدوا نفوذ الكنيسة بأرواحهم وأموالهم، وعليهم أن ينزلوا لها عن آرائهم وأفكارهم. وبعد ذلك بثلاث سنوات (في سنة 1871) وقع نزاع بين حكومة بروسيا والبابا بشأن أستاذ بإحدى الكليات رأى رأيا لا يروق للحزب الكاثوليكي، فحرمه البابا وطلب من الحكومة عزله، إلا أن حكومة بسمارك نصرت مدنية القرن التاسع عشر على سلطان الكنيسة، وأبقت على الأستاذ، وجعلت التعليم تحت السلطة المدنية (د. محمد عمارة ــ الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده ــ جـ3). الخلاصة أن الدولة الدينية تجربة غربية بالأساس قدمت الكنيسة نموذجا لها في العصور الوسطى. وليس لها مثيل في خبرة المجتمعات الإسلامية، وليس صحيحا ما يدعيه البعض من أن النظام الذي قام في إيران بعد ثورة 1979 الإسلامية يعد نموذجا للدولة الدينية بمفهومها التقليدي، ذلك أنها رغم التزامها النسبي بالتعاليم الإسلامية، فإن النظام هناك ليست له قداسة من أي نوع. فرأس الدولة (المرشد أو القائد) لم يدع أنه يحكم باسم الله أو مفوض منه، ومعارضوه لم يطعن أحد في دينهم، ولم يكفرهم أحد. حتى « مجاهدي خلق » الذين أشهروا السلاح في وجه النظام ولا يزالون يدعون إلى إسقاطه بالقوة فإنهم اتهموا فقط بأنهم « منافقون »، ولم يخرجهم أحد من الملة. وللعلم فإن صلاحيات المرشد هناك فيما يوصف بأنه دولة دينية كانت أقل من صلاحيات الرئيس السابق مبارك (في دستور عام 1971). ذلك أن الأول لا يملك حق حل البرلمان المنتخب من الشعب، في حين أن مبارك كان مخولا ذلك. (4) عندي أكثر من ملاحظة على الإلحاح على المقابلة بين الدولتين الدينية والمدنية وهي: * أن استدعاء فكرة الدولة الدينية التي اندثرت في الغرب ولم يكن لها وجود في الخبرة الإسلامية يستدعي أكثر من سؤال، أحد تلك الأسئلة ينصب على الدافع إلى ذلك، والثاني يتعلق بإمكانية تحقيقه على أرض الواقع. ذلك أنه في زماننا يتعذر على أي سلطة أو شخص أن يدعي أنه مفوض من الله أو يتحرك باسمه. وفي أسوأ المفروض وأبعده فإنه لو فعل ذلك فلن يجد من يصدقه أو يمشي وراءه. * أن الذين فاضلوا بين الصيغتين لترجيح كفة الدولة المدنية لم ينشغلوا بمسألة الديمقراطية، التي يمكن أن تغيب في الحالتين. وهو ما يعطي انطباعا قويا بأن إصرارهم على طمس أي هوية دينية -إسلامية تحديدا- بدا أقوى من حرصهم على تأسيس الدولة الديمقراطية، وللعلم فإن كل المستبدين في العالم العربي يباشرون سلطانهم ويرتكبون جرائمهم في ظل دول مدنية وبعضها موغل في مدنيته. * أن استحالة إقامة الدولة الدينية مع استمرار هجائها والتنفير منها، وكيل المدائح للدولة المدنية، لا يمكن تفسيره إلا بأن المراد به التنفير والتخويف مما هو منسوب إلى الدين، خصوصا في ظل الصعود الإعلامي للتيارات الإسلامية في المجتمع المصري بعد ثورة 25 يناير. وإذا صح ذلك فإن الجدل الراهن حول الدولتين يصبح في حقيقته جزءا من التعبئة التي تمهد للحملة الانتخابية المقبلة، في شهر سبتمبر/أيلول. * أن أعلى الأصوات في هجاء ما هو ديني وترجيح ما هو مدني لأشخاص لهم سجل مشهود في الدفاع عن العلمانية والدعوة إلى تهميش دور الدين. الأمر الذي يدل على أنه بعدما أصبح مصطلح العلمانية سيئ السمعة ومرفوضا من جانب المجتمع، فإن المبشرين به أصبحوا لا يجرؤون على الكشف عن هويتهم الحقيقية، وقرروا جميعا أن يختبئوا وراء قناع المجتمع المدني. * يؤيد النقطة السابقة أن الذين دأبوا على هجاء الدولة الدينية تحدثوا عن الإسلام بلغة المستشرقين. فقد انطلقوا من أنه ينفي الآخر ويقمعه، رغم سجله المشهود في احتواء الجميع باختلاف مللهم ونحلهم. كما أنهم تجاهلوا تماما الخبرة المدنية العريضة في التجربة الإسلامية، التي حققت نجاحات كبيرة على مدار التاريخ ممثلة في الأوقاف التي ظلت تؤدي دور الرافعة للمجتمع الإسلامي، ولا تزال تؤدي دورها الحيوي حتى الآن في المجتمع التركي. إن الإلحاح على إقصاء الإسلام بحجة مدنية الدولة لا يعيد إنتاج خطاب النظام الإقصائي السابق فحسب، ولكنه يشكل تحديا بل عدوانا صارخا على إرادة الأغلبية الساحقة من المصريين، الأمر الذي قد تكون له عواقبه الوخيمة على الاستقرار والسلم الأهليين. إنني أخشى من استمرار إشغال الناس بجدل مشكوك في براءته ومقاصده حول الدولة الدينية والدولة المدنية، فنبدد طاقتنا ونضيع وقتنا، وننشغل عن إقامة الدولة الديمقراطية، التي هي المشكلة وهي الحل. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 أفريل 2011)



حكام مستبدون وأصدقاء ماذا عن العرب؟ لماذا الديمقراطية؟ نقطة مفقودة الثورة العربية تواصل زحفها، ولا رجعة إلى الوراء. فالتحول الكاسح قادم -عاجلا وليس آجلا- ولكن، تماما كما يدرك العرب، فالتغيير بات أمرا واجبا ولا بد منه، والعرب يقومون بالتحول عبر حراك يصاحبه إعلان وصخب إعلامي كبير، ولكن لا يبدو أن العديد من الأنظمة الحاكمة العربية وقادة العالم التقطوا الرسالة. وينبغي على القادة الأميركيين والأوروبيين والإسرائيليين والأتراك والإيرانيين وكذلك الروس والصينيين وحتى البرازيليين والروس تفهم التحولات المفاجئة والمثيرة التي تشهدها الساحة العربية، وأن يعدلوا من سياساتهم تبعا لذلك. وهم يحاولون اللحاق بالركب، أو يراهنون، أو يبدون غير مبالين بشكل كبير بروح وحجم التغير الجاري على المسرح ضمن الساحة العربية. وبعض العواصم الدولية من مراكز القوى قد تجد أنه من الأسهل وحتى الأكثر أمنا بالنسبة لها مواصلتها التعامل مع الحكام العرب المستبدين الذين سبق لها التعامل معهم لعقود خلت، وأنه من الأسهل استغلال الحكام المستبدين ورشوة حكوماتهم أو بيعهم أسلحة غالية عديمة النفع على سبيل المثال. ولكن هل ستكون المصالح القومية الأوروبية والأفريقية والصينية الطويلة المدى، على حساب حقوق العرب وتطورهم؟ ومها حاولوا أن يفعلوا –أو لا يفعلوا- فسيبقى الأمر متعلقا بالتأثير على مصالحهم في المنطقة لفترة طويلة قادمة. حكام مستبدون وأصدقاء إنه يبدو من الواضح أن القادة الأجانب ينظرون إلى الثورة العربية من منظور مصالحهم الوطنية، إلا أنهم يحددون مهمتهم، أو الطريقة التي يمكن أن تترجم إلى واقع. وبعد كثير من التردد والتعامل المزدوج، يبدو أن إدارة أوباما تبنت متلازمة تختلف من بلد إلى آخر آخذة في الحسبان موازنة المزايا والفوائد والالتزامات التي تصاحب التغيير في أي بلد من البلدان. وبالتالي فإن واشنطن لا تزال غير مطمئنة بشأن التغيرات الديمقراطية الراديكالية في مصر، وهي تدفع لتغيير النظام في ليبيا، وتماطل وتؤجل في سوريا، وتتخذ قرارا متأخرا وضعيفا بشأن النظام اليمني المتذبذب منذ 33 عاما، وتشجع النظام الاستبدادي في البحرين. ويمكن قول الشيء نفسه بشأن القوى الرائدة في أوروبا، ولو مع بعض الفوارق البسيطة هنا وهناك، كما في حالة ألمانيا التي تجنبت التدخل العسكري في ليبيا وأبدت عدم مبالاة إزاء الانتفاضة في البحرين. وأما المشككون وحتى المفرطون في الواقعية من الغربيين، فيعتقدون أن التغيير ليس بالضرورة أفضل من الوضع الراهن، ويظنون أن الإسلاميين قد يكتسبون زخما، ويتبعون مقولة الغربيين « الشيطان الذي تعرفه يبقى أفضل من الشيطان الذي لا تعرفه ». ويأخذون في الاعتبار سهولة تعامل القوى الغربية مع العملاء من بين الحكام المستبدين، وسهولة عقد صفقات تجارية معهم، لذا فإن الغربيين -ربما- قلقون بشأن الأنظمة المنتخبة الجديدة، التي قد تكون حكومات مسؤولة تتصف بالشفافية، وربما تقاوم الضغوط والإملاءات التي تريدها القوى الغربية. وفي جميع الأحوال، فالرئيس الفرنسي المتحمس نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني المندفع ديفد كاميرون اتفقا على دخول المنطقة العربية انطلاقا من البوابة الليبية، وذلك على أمل إعادة تقسيمها إلى مناطق نفوذ في ظل تقلص الإستراتيجية الأميركية في عهد الرئيس باراك أوباما. ماذا عن العرب؟ وهناك ثلاث قوى إقليمية غير عربية هي تركيا وإيران وإسرائيل، وهي تتنافس منذ زمن بعيد على مناطق نفوذ في أراض عربية مقسمة وممزقة، وقد أخذت تلك الدول على حين غرة ولم تعد قادرة على التقاط أنفاسها إثر اندلاع الثورات في الجوار. فمنذ بدء اندلاع الثورة الشعبية المصرية، حاولت إسرائيل ممارسة ضغوطها على واشنطن في محاولة من جانبها للإبقاء على الرئيس المصري حسني مبارك في السلطة، مطالبة بالمليارات كي تحمي نفسها من الثورة العربية أو الربيع العربي. وأما طهران فعملت من البحرين بأغلبيته الشيعية قضية لها، وأما تركيا فتراهن على ليبيا وتدعم استقرار النظام السوري كأحد أوجه النفوذ في إستراتيجيتها الجديدة. ولا يمكن بالطبع المساواة بين محاولات أنقرة لتحسين علاقاتها الدبلوماسية وتنمية مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية، وبين محاولات إسرائيل الحربية لتخويف المنطقة من خلال حربين ضد الفلسطينيين واللبنانيين، أو محاولات طهران التي تحاول الفوز بموقف بطولي من خلال القضية العربية على المستوى الدولي لكنها في بعض الأحيان تدفع بأجندات طائفية على المستوى الإقليمي. وبسبب القرب من العالم العربي، فإن القوى الإقليمية الثلاث ستتأثر بالتركيبة العربية الجديدة لا محالة بطريقة أكبر من تأثر الغرب البعيد، ولهذا فإنه يتوقع أن تقوم القوى الثلاث في المنطقة بعمل حسابات إستراتيجية حسب التغييرات الجديدة. علما بأن هذه القوى اتبعت حتى اللحظة نهجا يتعلق بكل حالة على حدة وعلى نطاق ضيق، ويشبه النهج الذي تتبعه دول الغرب البعيدة، وربما لا تحبذ أن يطرأ تغيير في المنطقة العربية يكون من شأنه ظهور العرب قوة فاعلة على الساحة الدولية. لماذا الديمقراطية؟ من نافلة القول إن سكوت الروس والصينيين كان صمما، خاصة بعد امتناعهما عن التصويت في مجلس الأمن للقرار 1973 المتعلق بليبيا، وبذلك دفنت موسكو وبكين رأسيهما في الرمل. والقيادة الصينية تفضل أن يذهب تحدي الثورة العربية كله بعيدا وأن ينتهي بسرعة. وفي الواقع، تكتمت بكين على أخبار الثورة العربية في مصر وغيرها، ربما خوفا من أن الصينيين قد يتلقون الرسالة الخطأ، أو بالأحرى الفكرة الصائبة. وربما لم تكن مصادفة أن الثورة العربية ظهرت في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، ويبدو ذلك رفضا لكلا النموذجين الجاهزين، الليبرالية الجديدة القادمة من واشنطن والاستبداد الصيني الذي بدا أنه حصل على بعض القبول. ثم هناك زعماء الاتحاد الأفريقي والمبعوثون الذين حاولوا يائسين إحياء نظام ليبي يحتضر من خلال تعزيز مبادرة يُتوقع أن تحفظ للقذافي وعائلته السلطة أو موقعا في الساحة السياسية في ليبيا المستقبل! ومثل بقية العالم العربي، ليبيا في حاجة ماسة ليس للاستقرار ولكن للتغيير. ليس من أجل إصلاح ذات البين مع ديكتاتورية عمرها 40 عاما، ولكن لإزالة الديكتاتور وديكتاتوريته. للأسف، بعض الزعماء الأفارقة يشعرون بأنهم مدينون للقذافي بالدعم الذي قدمته لهم ليبيا في السنوات السابقة، وكان الأحرى بهم الحد من التدخل العسكري الغربي في القارة، ولكن هذا لا ينبغي بأي حال أن يجعلهم لا يرون صواب ما يفعله الشعب الليبي. نقطة مفقودة هو في الأساس عمل معتاد بالنسبة لكثير من هؤلاء الزعماء الأجانب، والمؤسسات، والذين اعتادوا معاملة العرب مجزئين. وبافتقارهم إلى النظرة الإستراتيجية، كي لا نقول الخيال لتصور منطقة عربية متحولة، نراهم يصرون على نهجهم الجيوسياسي الضيق في رؤية صحوة عربية جديدة تبشر بالتوصل إلى إيجاد لاعب أكثر سلما وازدهارا، وأكثر إيجابية في الشؤون الإقليمية والعالمية. للأسف، أعطت المضاعفات والنكسات والتناقضات بين مختلف الانتفاضات في المنطقة العربية للقادة العرب فرصة إصرار كل منهم على أن دولته « مختلفة » وأن ما ينطبق على دولة عربية جارة لا ينطبق على دولته. كما أنهت تعطي مبررا للقوى الأجنبية لمواصلة سياساتها العقيمة دائما تجاه المنطقة العربية. ولهذا السبب، على الثورة العربية أن تبلغ القوى الإقليمية والدولية أنها تسعى لإزالة الأنظمة العربية المستبدة. ومن حسن الحظ أن الرأي العام الغربي والدولي متعاطف مع الثورة العربية، أكثر من قادته بشكل مؤكد. ولا تكمن قوة الثورات العربية في تحدي الدكتاتوريات فقط، وهو أمر مثير في حد ذاته، بل في وحدتها الإقليمية الدافعة نحو التغيير. وتكمن قوتها في حقيقة وواقع أن ثورتها عربية في نطاقها، وهويتها وجغرافيتها، وأيًّا كان ما يحدث في بلد عربي فإنه ينتهي بالتأثير في بلد آخر، مثل تأثير الدومينو العربي. وإذا سقط نظاما اليمن وليبيا كما يجب، فستكسب الثورة العربية مرة أخرى زخما واعترافا عالميا كما حدث بعد التغييرات في مصر وتونس. وفي غضون ذلك، سيكون على الثوار العرب توحيد شعاراتهم وأهدافهم في المنطقة، لأنهم جميعا يسعون لتحقيق العدالة وحقوق الإنسان وحرية التعبير والتحرر من العوز، وهذا السعي يجب أن يكون مؤكدا في كل شارع وفي كل ساحة عامة وكل غرفة دردشة. في نهاية المطاف، سوف تؤثر هذه التحولات في المنطقة على كل طفل وبالغ، وكل أسرة وحي، وستعاد صياغة الكتب المدرسية وسيعاد تشكيل المشهد الإنساني في المنطقة بأسرها. وفوق كل ذلك، سينتهي خوف الشعوب، وعقود من الاضطهاد. تذكروا، الثورة عربية وشخصيتها كذلك. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 أفريل 2011)


طرح البروفسور ديرك فانديوول -في مقالة نشرتها مجلة نيوزويك- أربعة سيناريوهات رئيسية يمكن أن تضع حدا لجمود الحرب في ليبيا، رغم أن جميعها تنطوي على صعوبات أمام مستقبل البلاد، وفق تعبيره. يتضمن السيناريو الأول مزيدا من الدعم المكثف لقدرات الثوار من قبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) بهدف المضي قدما نحو غرب البلاد وبالتالي توحيد ليبيا عبر التخلص من نظام العقيد معمر القذافي. غير أن هذا السيناريو وفق البروفسور بكلية دارتماوث ومؤلف كتاب « تاريخ ليبيا الحديثة » قد ينكأ جروح الماضي بين المناطق الغربية التي تعرف تاريخيا باسم طرابلس والشرقية المعروفة باسم برقة حيث معقل الثوار. فعندما تأسست المملكة بليبيا عام 1951، قبلت طرابلس على مضض تشكيل كيان سياسي موحد تحكمه ملكية ذات جذور في برقة، وهذا الاستياء بطرابلس حيث الدعم الأكبر للقذافي، قد يتفاقم سواء بإقامة حكومة مجددا على أنقاضها من قبل حركة ثورية بدعم من برقة، أو بدعم من المجتمع الدولي، والاحتمال الأخير هو الذي يرجحه الكاتب. تقسيم ليبيا السيناريو الثاني يقضي بالسماح بتقسيم ليبيا إلى دولتين، واحدة في منطقة طرابلس بالغرب، والثانية في برقة بالشرق. وهذا السيناريو قد يبقي القذافي في السلطة على جزء من البلاد، وهو ليس بالحل المثالي في ضوء الاحتمالات بمحاولته تركيع برقة وزعزعة الاستقرار فيها، أو القيام بعدد من المغامرات التي تسهم في زعزعة الاستقرار بالمنطقة وخارجها. كما يتطلب هذا السيناريو الالتزام من قبل التحالف الدولي بحماية برقة، وهو بالتأكيد ما لا يروق لكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. السيناريو الرابع يتضمن عملية تدريجية لتقويض مصداقية نظام القذافي مع مرور الزمن. وهذا يعني تقويضا ممنهجا لأساليب النظام التقليدية باستخدام الرعاية لبقائه، عبر ترسيخ العقوبات الدولية واستنزاف موارد القذافي أملا بوقوع انشقاقات وربما انقلاب داخل النظام نفسه. ويشير فانديوول إلى أن تشجيع الانشقاقات بصفوف النظام -كما انشق أخيرا وزير خارجيته موسى كوسا- يعد جزءا من الحرب النفسية لإقناع مؤيدي النظام بأنهم على المدى البعيد في الجانب الخطأ من التاريخ.  
السيناريو المرجح أما السيناريو الأخير فهو قد لا يلقى ترحيبا من قبل غالبية الليبيين، ولكنه سيحظى بقبول العديد من الأطراف المشاركة بهذا الصراع، وهو ما يصفه الكاتب بالسيناريو الواعد لمستقبل البلاد. وينطوي هذا السيناريو على إجراء تسوية دبلوماسية يقضي بمغادرة القذافي وعائلته إلى المنفى، ولكن عدد الدول التي قد تبدي استعدادها للقبول به ضئيل جدا، وقد تصغر الدائرة أكثر إذا ما حاول القذافي أن يبحث عن لجوء في بلد لا يعترف بسلطة المحكمة الجنائية الدولية. ورغم أن العديد قد لا يرحب بهذا السيناريو –يقول الكاتب- فإنه يحفظ وحدة البلاد دون ترسيخ الخلافات، ويوقف التدمير الذي يلحق بالاقتصاد وبنيته التحتية النفطية. ورغم الصعوبات التي قد يواجهها الليبيون في تشكيل حكومة جديدة تجمع كل الأقاليم ضمن عملية تسهم ببناء الدولة، فإن الليبيين سيتجاوزونها طالما أنهم يدركون أنهم تمكنوا من تجنيب بلادهم حربا أهلية مديدة. ويخلص فانديوول إلى أن على الجميع أن يدرك أن نجاة ليبيا وإعادة بنائها كبلد موحد لن تعتمدا على كيف سيتعامل المواطنون مع الصراع المستمر وحسب، بل على التخطيط الدقيق ومساعدة القوى الخارجية. المصدر:نيوزويك (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 أفريل 2011)


2011-04-18 واشنطن ـ رويترز: قالت صحيفة ‘واشنطن بوست’ في تقرير لها الاثنين ان وزارة الخارجية الامريكية مولت سرا جماعات معارضة سورية، وهو ما كشفت عنه برقيات دبلوماسية سربها موقع ‘ويكيليكس’ الالكتروني. وذكرت الصحيفة ان البرقيات أظهرت ان الخارجية الامريكية قدمت منذ عام 2006 ما وصل الى ستة ملايين دولار لمجموعة من المنفيين السوريين لتشغيل قناة ‘بردى’ التلفزيونية الفضائية التي تتخذ من لندن مقرا لها. وقالت ‘واشنطن بوست’ ان قناة ‘بردى’ بدأت البث التلفزيوني في نيسان (ابريل) عام 2009 وانها صعدت عملياتها لتغطية الاحتجاجات الحاشدة التي بدأت في سورية الشهر الماضي، في اطار حملة طويلة الاجل للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد. وذكرت الصحيفة ان الاموال الامريكية بدأت تتدفق على شخصيات معارضة سورية خلال ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، بعد تجميد العلاقات السياسية مع دمشق عام 2005. وقالت الصحيفة ان الدعم المادي استمر تحت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما، رغم سعي ادارته لاعادة بناء العلاقات مع الاسد. وفي كانون الثاني (يناير) الماضي أوفدت واشنطن سفيرا لها في دمشق لاول مرة منذ ست سنوات. وجاء في تقرير ‘واشنطن بوست’ انه لم يتضح ما اذا كانت الولايات المتحدة مازالت تمول جماعات معارضة سورية، لكن البرقيات تشير الى ان الاموال تم تخصيصها بالفعل على الاقل حتى ايلول (سبتمبر) عام 2010 . وقالت ‘واشنطن بوست’ ان البرقيات التي لم يكشف عنها من قبل أظهرت ان مسؤولي السفارة الامريكية شعروا بالقلق عام 2009 حين علموا ان المخابرات السورية تثير تساؤلات عن البرامج الامريكية. وجاء في برقية في (ابريل) عام 2009 موقعة من جانب أكبر دبلوماسي أمريكي في دمشق حين ذاك، ان السلطات السورية ‘ستعتبر من دون شك ان اي تمويل امريكي لجماعات سياسية يصل الى حد تأييد تغيير النظام غير مشروعة ‘. واضافت ‘وقد يكون من المجدي اعادة تقييم البرامج الراهنة التي ترعاها الولايات المتحدة التي تدعم الفصائل المناهضة (للحكومة) في داخل وخارج سورية’. وقالت الصحيفة ان وزارة الخارجية الامريكية رفضت التعليق على البرقيات او الرد على اسئلة بشأن تمويلها لتلفزيون بردى. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 أفريل 2011)


2011-04-19 القاهرة- د ب أ: ينتظر مؤلف ومخرج فيلم سينمائي جديد يدور حول الساعات الأخيرة في حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك موافقة المجلس العسكري والرقابة على المصنفات الفنية لبدء التجهيز لتصوير الفيلم المأخوذ عن كتاب تم طرحه بالأسواق بعنوان (ليلة سقوط الرئيس). وقال سامي كمال الدين مؤلف الفيلم لوكالة الأنباء الألمانية إن فكرة الفيلم ظهرت عقب لقاء جمعه بالمخرج محمود كامل الذي أعجبته فكرة كتابه وطلب منه تحويله إلى سيناريو لفيلم سينمائي، مشيرا إلى أن الفيلم من المقرر أن يتناول الساعات الثمان الأخيرة لمبارك في حكم مصر وهي الساعات التي سبقت انتقاله إلى منتجع شرم الشيخ في 11 شباط/ فبراير قبل قرار استدعاءه للتحقيق وصدور قرار بحبسه على ذمة التحقيق. وأضاف كمال الدين وهو أديب وصحفي أن الفيلم يتناول بأسلوب روائي ووثائقي في وقت واحد معلومات حقيقية أوردها في كتابه الذي صدرت طبعته الثانية الأسبوع الجاري كما يضم بعضا من الخيال السينمائي كعمل إبداعي يلقي الضوء على الانفعالات النفسية والحياتية للرئيس السابق. وأوضح المؤلف أن الفيلم لا يتعاطف مع مبارك ولا يتجنى عليه، وسيتم الاستعانة ببعض الشخصيات التي كانت محيطة بمبارك حيث تظهر بصورتها الحقيقية وتتحدث عنه خاصة وأن الفيلم لا يعتمد بشكل أساسي على ميدان التحرير وإنما على دهاليز مؤسسة الرئاسة وقصص الفساد فيها. وقال المخرج لـ(د ب أ) إنه يحاول من خلال هذا الفيلم تقديم سينما مختلفة وجادة بأفكار متطورة وبآلية جديدة تماما حيث يرصد خبايا قصر العروبة « مقر الرئاسة » وروايات لوقائع جرت فيه ربما لا يصدقها عقل. وتابع : « حرصت على دمج الوثائقي مع السينمائي ليكون العمل مختلفا وجديدا كما أنتوي عرض الفيلم في مهرجانات عالمية وهذا لا ينفي أنه فيلم تجاري يمكن للجمهور العادي أن يشاهده ويستمتع به ». وشدد على أن الفيلم يقدم للجمهور حقائق ووقائع لم يرها في الفضائيات الإخبارية كما يركز على مواقف من أسماهم بـ »المتحولين » الذين كانوا مع مبارك ضد الثورة ثم تحولوا مع الثورة ضده. وأشار المخرج الذي قدم سابقا أفلام بينها (ميكانو) و(عزبة آدم) و(أدرينالين) إلى أنه بدأ اختيار الأبطال بالفعل لكنه رفض الإعلان عن الأسماء حتى يكتمل فريق العمل الذي لم يحدد موعدا لبدء تصويره لكنه ألمح إلى ضرورة سرعة إنجازه. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 أفريل 2011

أعداد أخرى مُتاحة

11 novembre 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1636 du 11.11.2004  archives : www.tunisnews.net المؤتمر من أجل الجمهوريـة: بيان حول التطورات الأخيرة

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.