الأحد، 1 فبراير 2009

 

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3176 du01.02.2009

 archives : www.tunisnews.net


الحوار نت :عريضة مساندة لراديو كلمة

السبيل أونلاين:منع عمر المستيري من السفر عبر مطار تونس قرطاج

لجنـــة مسانــدة الأستــاذ  عبــد الوهــاب معطــر:بيــــــــــان

الحزب الديمقراطي التقدمي:  جامعة قابس  :بيان

كلمة  :يحدث في تونس : احتجاز تعسفي مرّ أمام حاكم التحقيق ووكيل الجمهورية

كلمة  :قطع الاتصالات عن فريق كلمة هل كان تحضيرا لاحتلال المقر

كلمة  :عائلتي لن تثنيني عن مهنة الصحافة

كلمة  :حركة التجديد تصف حجز « الطريق الجديد » بالقرار السياسي

جيلاني العبدلي:أستاذ بالتعليم الثانوي يتعرض للاعتداء الشديد

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:دفاعا عن حقوق الجامعيين

الاتحاد العام لطلبة تونس : بلاغ إعلامي

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  :الشغالون في القيروان يحيون ذكرى 26  جانفي 1978 تحت شعار « التضامن مع مساجين الحوض ألمنجمي »

وات  :قرار بحجز العدد 113 من صحيفة الطريق الجديد

أحمد مطر  :مِمَّ نَخْشَى؟!

كلمة  :سي حسيب: » إلى اللّقاء ربّما! »

الصباح  : رفضوا ما آلت إليه المفاوضات الاجتماعية : 1139 أستاذا في 24 معهدا تكنولوجيا يطالبون بتعديل نسبة الزيادة في أجورهم

واس:اهتمام الصحف التونسية

الصباح:  أقرت نفس الحكم الصادر عن محكمة الناحية :سجن طارق ذياب لمدة شهر مع تأجيل التنفيذ وتخطئته بـ300 دينار

كلمة  :حالات اختفاء غريبة بين سيدي بوزيد وقفصة

UPI:البحر يلفظ سبع جثث قبالة سواحل تونس يرجح أنها لمهاجرين غير شرعيين

الصباح  : أوراق من المحرقة الصهيونية على غزة (6) : أردوغان.. و«العثمانيون الجدد»..

د. فهمي هويدي  :أردوغان قلب الطاولة

السبيل أونلاين – كتب محمد السيد – رئيس تحرير موقع حماسنا : بائع الليمون .. يلامس النجوم

المركز الفلسطيني للإعلام  :أكد أن حركته لا تستجدي الحوار : نزّال ردّاً على عبّاس: « عش الدبابير » الذي أطلقتموه لن يهزّ شعرة فينا

السبيل أونلاين : وقائع ترصد ملحمة بطولية خاضها ثلاثة مجاهدين من »القسام »بعد أسر جندي صهيوني

السبيل أونلاين :حماس ترفض شروط الإحتلال..وتشكيل مرجعية فلسطينية جديدة

المستقبل العربي  :ثنائية البرامج تفرض ثنائية التمثيل

أحمد الفلو  :اليسار الفلسطيني بين المقاومة والدولار

آي بي إس : مقابلة مع الدبلوماسي الأمريكي جون براون : « علي واشنطن أن تنصت جديا لآراء العالم »


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


 

عريضة مساندة لراديو كلمة  

نحن الممضون أسفل هذا: 1 ـ نعبر عن شديد استنكارنا لإقدام السلطة في تونس على إغلاق مقر راديو كلمة بطريقة بوليسية فجة. 2 ـ نساند راديو كلمة ونتضامن معه لأجل انتزاع حقه في بث كلمة حرة يلتقطها التونسيون بديلا عن التهريج الإعلامي الرسمي الغارق في التسبيح بحمد السلطة والنيل من أعراض الرجال والنساء. 3 ـ ندعو الأحرار في تونس وخارجها إلى ضم أصواتهم إلى هذه العريضة بالتوقيع عليها واستخدام كل الوسائل القانونية حتى يسترجع راديو كلمة حقه المهضوم. ملاحظة: لا تقبل هذه العريضة أي توقيع بغير الاسم الحقيقي حتى تكتسب مصداقيتها. للمشاركة يرسل الإسم كاملا مع بلد الإقامة الى بريد الموقع info@alhiwar.net أو إضافة ذلك في قسم التعليقات قائمة الموقعين:  1 – أسرة تحرير الحوارنت

2– فريق تونس نيوز

3 – الهادي بريك – ألمانيا 4 – قادري زروقي – ألمانيا 5 – عبد الله النوري – ألمانيا 6 – نصر الدين سويلمي – ألمانيا 7 – الهاشمي بن حامد – ألمانيا 8 – طه بعزاوي – ألمانيا 9- محمد حمزة  – ألمانيا 10 – محسن جندوبي – ألمانيا 11 – عباس عباس – إيطاليا 12 – عماد الدايمي – فرنسا 13 – عبدالحميد العدّاسي – الدّانمارك 14 – كوثر زروي – ألمانيا 15 – عبدالله زتوني – كندا 16 – مختار النّابلي – فرنسا 17 – عبدالعزيز الفرشيشي – فرنسا 18 – آمال الرّباعي – ألمانيا 19 – سالم نصر – النرويج 20 – المنجي الفطناسي – ألمانيا 21 – كوثر الجزّار – ألمانيا 22 – صالح الحمراوي – سويسرا

 

 (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 31 جانفي  2009)


 

منع عمر المستيري من السفر عبر مطار تونس قرطاج

 

السبيل أونلاين – من زهير مخلوف – تونس منع صباح اليوم الأحد 01.02.2009 المدير التنفيذي لـ »راديو كلمة » عمر المستيري من السفر عبر مطار تونس قرطاج ، وقد أدخل غرفة التفيش داخل المطار وطلب منه الخضوع لعملية تفتيش مهينه ولكنه رفض ، فما كان من سلطات المطار إلا أن منعته من ركوب الطائرة . وقد اضطر المستيري للعودة أدراجه ، ويأتى هذا السلوك في اطار محاصرة « راديو كلمة » والقائمين عليه . وكانت السلطات التونسية قد صادرت معدات « الراديو » يوم الجمعة 30جانفي 2009 ، بعد انطلاق البث التجريبي على القمر الصناعي « هوتبرد8” يوم 26 جانفي الماضي ، بعد أن تعرض المقر للمحاصرة ومنع الوافدين إليه وتعرضهم للتهديد والإعتداء من قبل البوليس السياسي .   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 01 فيفري 2009 )  

 

 


 

لجنـــة مسانــدة الأستــاذ  عبــد الوهــاب معطــر بيــــــــــان

 

على إثر  ما تعرض له الزميل الأستاذ عبد الوهاب معطر المحامي لدى التعقيب بصفاقس من استهداف جبائي من طرف إدارة الأداءات. و بعد تدارس الملف و حصول اليقين بعدم شرعية و مبررات قرار التوظيف الإجباري الصادر ضد الزميل وارتكازه على سابقة خطيرة تتمثل في تعمد إدارة الجباية احتساب الأموال الراجعة  لحرفاء المحامي أرباحا مهنية له و شروعها في بيع ممتلكات الزميل قبل البت في الأمر قضائيا. ورفضا منهم لتحويل الجباية لأداة لقمع الناشطين الحقوقيين و الشخصيات الوطنية المعارضة فقد شكل المحامون لجنة مساندة للأستاذ عبد الوهاب معطر تضم الأساتذة: محمد مختار الجلالي رضا بلحاج محمد عبو عبد الستار بن موسى :  العميد السابق للمحامين عبد الرزاق الكيلاني :  رئيس فرع تونس للمحامين سعيدة العكرمي: أمينة مال الهيئة الوطنية للمحامين سمير ديلو راضية النصراوي كريم العرفاوي خالد الكريشي ليلى بن دبة علي منصور شوقي الطبيب

 

وتكفل الأستاذ محمد عبو بتنسيق أعمال اللجنة  و نشاطاتها

                         تونس في 30 جانفي 2009


 

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس قابس في 31-1-2009 بيان  

دشنت السلطة السنة الانتخابية 2009 بالإقدام على غلق راديو « كلمة » وحجز معداته وملاحقة مسؤوليه و العاملين فيه قضائيا معللة ذلك بالبث دون رخصة’ و حجز العدد 113من صحيفة الطريق الجديد’ مؤشرة بذلك لما ستكون عليه هذه السنة من كبت لكل صوت لا يتناغم مع المعزوفة الرسمية التي تصور أن كل شيء في البلاد ‘عال العال » و أن كل الشعب وراء قيادته الحكيمة  كمقدمة تهيؤ لإعلان فوز الفريق الحاكم بالنسب الخيالية المعتادة. و جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي إذ تذكر بموقفها المبدئي المطالب برفع كل العراقيل على حرية التعبير و الاعلام تعبر عن مساندتها الكاملة لأسرتي راديو كلمة و الطريق الجديد و وقوفها معهما في صف الدفاع على الحق في التعبير و الإعلام’ و تدين ما تعرضا له من تسلط ينم على خشية الحكم من  الكلمة الحرة.  

   الكاتب العام عبدالوهاب عمري

 

 

 


 

يحدث في تونس : احتجاز تعسفي مرّ أمام حاكم التحقيق ووكيل الجمهوري  

أمرت عناصر البوليس السياسي أحد أعضاء فريق كلمة المعتصم بمقرها خلال تواجد حاكم التحقيق ووكيل الجمهورية ومساعديهما بمرافقتهم ثم تم تحويل وجهته إلى بهو إحدى العمارات المجاورة ثم احتجز في مقهى، ودام ذلك من العاشرة صباحا حتى السابعة مساء. المهزلة لم تتوقف عند هذا الحد ففي الوقت الذي كان مساعدو التحقيق القضائي يدوّنون هويات الفريق المتواجد بمقر كلمة سارعت عناصر البوليس السياسي التي احتلت المكان للتلصص على الوثائق ونقل ما يكتب. حجب صفحات وحملة على الفايس بوك في الصحف الحكومية أفاد منشئ مجموعة « من أجل أن تصادق الدول العربية على المحكمة الجنائية الدولية » على الفايس بوك أنّ هذه الصفحة قد وقع حجبها انطلاقا من تونس. من جهة أخرى يبدو أنّ هناك تحضيرات تجري للقيام بإجراءات رقابية معلنة على صفحات هذا الموقع الذي أصبح الفضاء البديل لالتقاء صحافيين ونشطاء وحقوقيين ومثقفين بعد غلق الفضاء العمومي أمامهم. يوميتا الصحافة ولابراس الحكوميتين نشرتا يومي الجمعة والسبت من هذا الأسبوع ريبورتاجات ومقالات تنتقد الفايس بوك وتحذر من مخاطره على نحو يوحي بالتسخين لعمل ما.  

(المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 31جانفي 2009)  


 

قطع الاتصالات عن فريق كلمة هل كان تحضيرا لاحتلال المقر  

فوجئ فريق « كلمة » صبيحة الجمعة 30 جانفي بانقطاع الاتصالات عن هواتفهم سواء الصادرة أو الواردة، محاولات إجراء مكالمات تفشل بظهور رسالة على شاشة الهاتف « اتصال ممنوع »، لحظات بعد ذلك حضر قاضي التحقيق ووكيل الجمهورية لإقفال مقر كلمة وحجز محتوياته واجتاحت خلفهما كتائب البوليس السياسي وغيره المحلّ المذكور ومدرج العمارة وبهوها. وحتى أعضاء الفريق الذين كانوا خارج المقر استهدفوا بنفس الإجراء. عملية توحي بأسلوب حربي يستبق الهجمات العدوانية. لكنّ خطورة الأمر تكمن في أنّ غطاء قانونيا قد يكون بدأ تطبيقه لتشريع هذه الانتهاكات في حق الأشخاص. ففي 15 سبتمبر 2008 صدر أمر « يتعلق بضبط الشروط العامة لاستغلال الشبكات العمومية للاتصالات وشبكات النفاذ » بعنوان « المساهمة في المهام العامة للدولة » والذي ينص على أنّ مشغّل الخدمات عليه أن يذعن لتعليمات السلط القضائية والعسكرية والشرطة والاستجابة للتعليمات بقطع جزئي أو كامل للخدمة.  

(المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 31جانفي 2009)

 


عائلتي لن تثنيني عن مهنة الصحافة  

أفادت فاتن حمدي الصحفية براديو كلمة أنّها لمّا رافقت زكية الضيفاوي إلى منزلها تمت محاصرة المنزل بأعوان من البوليس السياسي وظلاّ كامل الليل تصلهما أصوات السباب والبذاءات المعهودة من هذه الفئة الأمنية إضافة إلى التهديد بالضرب وانتهاكات أخرى. الانتهاكات طالت والد فاتن حمدي الذي نقل من محل سكناه بالفحص إلى منطقة الشرطة بزغوان وتم تهديده وطلبوا منه استقدامها إلى محل سكنى العائلة ومنعها من العودة إلى العاصمة ومواصلة عملها براديو كلمة ودراستها بمعهد الصحافة. الزميلة فاتن صرحت في اتصال لها بالراديو بأنّ هذه الأساليب الترهيبية لن تثنيها عن مواصلة عملها كصحفية بصبر وشجاعة.  

(المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 31جانفي 2009)


 

حركة التجديد تصف حجز « الطريق الجديد » بالقرار السياسي  

صادرت السلطات التونسية مساء الجمعة العدد الأخير من صحيفة الطريق الجديد المعارضة بقرار من وزير الداخلية بدعوى مخالفتها الفصل 63 من مجلة الصحافة الذي ينص على « حجر نشر قرارات الاتهام وغيرها من الأعمال المتعلقة بالإجراءات الجزائية قبل تلاوتها في جلسة عمومية ». وردّت حركة التجديد في بيان حصلت كلمة على نسخة منه بأنّ « قرار وزير الداخلية لا أساس قانوني له وأنّه قرار سياسي صرف يندرج ضمن التضييقات المسلطة على حرية التعبير وحرية الصحافة ». وطالبت الحركة بوقف تنفيذ قرار الحجز وإلغائه حالا ورفع كل العراقيل على توزيع الصحيفة. وكانت الصحيفة قد نشرت نصّ استنطاق بشير عبيدي المتهم في قضية الحوض المنجمي والذي تم تداوله أمام العموم في جلسات سابقة بمحكمة قفصة الابتدائية التي أصدرت أحكامها في القضية يوم 11 ديسمبر الماضي. وقال هشام سكيك في تصريح لكلمة أنّ صحيفته تولت نشر نص الاستنطاق المذكور بعد استشارة محامين نائبين في القضية أكدوا أن لا مانع قانوني من ذلك. وأضاف سكيك أنّ السلطات لم تعلم إدارة الجريدة بعملية المصادرة، وقد تم علمهم بذلك بواسطة القراء والاطلاع على نص القرار الرسمي المنشور في صحف اليوم. وأفاد هشام سكيك بأنّ فريقا من المحامين قام بقضية استعجالية لدى المحكمة الإدارية للطعن في قرار وزير الداخلية.  

(المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 31جانفي 2009)

 


 

أستاذ بالتعليم الثانوي يتعرض للاعتداء الشديد

 

يوم السبت 31 جانفي 2009 أقدمت مجموعة من العناصر المجهولة في مدينة المحمدية على الاعتداء بالعنف الجسدي الشديد على أستاذ الانقليزية بالمدرسة الإعدادية مصطفى خريف علي الحيدري بينما كان يمشي على رصيف الطريق الرئيسي بشارع 7 نوفمبر 1987 . وأمام خطورة الحادثة وما خلفته لهذا الأستاذ من أضرار بدنية ونفسية دخل زملاؤه بالمدرسة الإعدادية في إضراب فوري احتجاجا على ذلك علما وأن العاملين بمدينة المحمدية طالما تعرض الكثير منهم للعنف الجسدي واللفظي داخل المؤسسات وخارجها دون أن تحرك السلطات الإدارية والأمنية ساكنا ودون أن تتخذ وزارة التربية والتكوين الإجراءات الكفيلة بحماية المدارس والمعاهد وضمان الحرمة الجسدية للمدرسين الذين يغالبون ظروف العمل السيئة. طبعا هذه الحادثة ستتبعها حوادث أخطر تطال مدرسين آخرين في جميع قطاعات التعليم ما لم تخرج السلطة من صمتها ولا مبالاتها بالحقل التربوي وما لم تعجل باتخاذ إجراءات فعلية من شأنها أن توقف هذا النزيف المتصاعد. جيلاني العبدلي   كاتب صحفي  وناشط حقوقي

 


 

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 01 / 02 / 2009  

دفاعا عن حقوق الجامعيين

 

يتابع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بانشغال كبير حالة التوتر والاحتقان التي تسود بين الأساتذة الجامعيين بسب إمضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل لاتفاق مع الحكومة يضبط مقدار المنحة الخصوصية للجامعيين دون استشارة أو تشريك هياكلهم النقابية وبمقدار لا يلبي الحد الأدنى لرغباتهم ,وللتعبير عن رفضهم لهذا الاتفاق نفذ الجامعيون حركة احتجاجية يوم السبت  31 / 01 / 2009 في ساحة محمد علي وقد شهد هذا التحرك ملاسنة كلامية بين بعض الجامعيين واحد أعضاء المكتب التنفيذي والذي لم يتوانى عن محاولة افتكاك المصدح من الجامعيين المتكلمين والتهديد  بإخراجهم من الاتحاد . إن المرصد يعبر عن تضامنه المبدئي واللامشروط مع الاساتذة الجامعيين ومطالبهم العادلة ويأمل ان تتواصل نضالا تهم وصمودهم إلى حين تحقيق مطالبهم وهو يعتبر أن ما أقدمت عليه المركزية النقابية من تصرفات تجاه الجامعيين هو ضرب لنضالات هذا القطاع وانتهاك خطير للحريات النقابية ولحرية التعبير وتجاوز لكل مبادئ العمل النقابي المستقل  وهو ينبه إلى خطورة هذه التصرفات على مستقبل العمل النقابي في تونس. أن المرصد يأمل أن يتراجع المكتب التنفيذي عن هذا الاتفاق وان تكون مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل مفتوحة أمام جميع النقابيين بدون استثناء وان تتاح الفرص للجميع للتعبير عن أرائهم بكل حرية ودون تضييق أو  منع . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية النقابية جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد المال والنقابيين المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com                        http://nakabi.blogspot.com                                 عن المرصد المنسق محمد العيادي

 


 

بلاغ إعلامي

 

عقدت الهيئة الادارية الوطنية للاتحاد العام لطلبة تونس اليوم السبت 31/01/2009 اجتماعا بالمقر المركزي للاتحاد 19 نهج نابلس تونس وقد تناولت في جدول أعمالها النقاط التالية: – الاوضاع التي يمر بها الاتحاد العام لطلبة تونس وتحديد برنامج نضالي.   تناول اعضاء الهيئة الادارية حالة الحصار والتضييق التي تعيشها المنظمة الطلابية من خلال مواصلة طرد مناضليها عبر مجالس التاديب الصورية وملاحقة العديد منهم عبر محاكمات جائرة وقضايا مفبركة واخرها محاكمة الامين العام ب7 اشهر سجنا. وقد عبر اعضاء الهيئة الادارية عن استنكارهم لما يتعرض له الاتحاد من مضايقات ومنعه من عقد مؤتمره لمناسبتين رغم تحلي مسؤولي الاتحاد بالنضج والمسؤولية في التعاطي مع الملف الطلابي هذا وقد تمسك اعضاء الهيئة الادارية بخوض ارقى الاشكال النضالية دفاعا عن مناضلي الاتحاد وحق المنظمة في عقد مؤتمرها بعيدا عن كل اشكال الابتزاز من طرف اي جهة كانت في اطار البرنامج الذي اقرته الهيئة الادارية كالتالي: يوم 19 فيفري 2009 تعقد المكاتب الفدرالية تجمعات عامة جهوية يوم 26 فيفري 2009 اضراب وطني عام بالجامعة التونسية يوم 05 مارس 2009 ندوة وطنية حول تاريخ الاتحاد وحركة  فيفري المجيدة – تحديد موعد ومكان المؤتمر الوطني . في علاقة بموعد ومكان المؤتمر فقد اقرت الهيئة الادارية الوطنية ان ينعقد المؤتمر الوطني الموحد ايام 10 ،11 و12 أفريل 2009  بكلية العلوم ببنزرت تحت شعار من اجل اتحاد في خدمة الطلبة وجامعة في خدمة الوطن. – انتخاب لجنة الاعداد المادي والادبي للمؤتمر الوطني الموحد هذا وقد تم انتخاب لجنة الاعداد المادي والادبي للمؤتمر الوطني الموحد وقد عبر اعضاء الهيئة الادارية الوطنية على ضرورة الحرص على الاعداد الجيد وتجاوز النقائص التي حالت دون الاعداد للمؤتمر في الفترة السابقة. الاتحاد العام لطلبة تونس عضو المكتب التنفيذي شاكر العواضي 

 


 

الشغالون في القيروان يحيون ذكرى 26  جانفي 1978 تحت شعار « التضامن مع مساجين الحوض ألمنجمي »

 

احيي الشغالون بجهة القيروان ذكرى 26 جانفي 1978 تحت شعار  » التضامن مع مساجين الحوض ألمنجمي ». وكان من المفروض أن يكون العميد عبد الستار بن موسى بين المتدخلين، بصفته محامي وناشط حقوقي وكعضو لجنة الدفاع في قضية الحوض ألمنجمي إلا انه منع من الوصول دون تقديم أسباب للمنع. وطال المنع أيضا ألأستاذ حسين الديماسي الذي استوجب ترك سبيله تدخل قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل لدى السلطات الأمنية. كما منع ألأستاذان عبد الرحمان الهذيلي ورشيد الشملي ، وكلاهما عضو باللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي وناشط  حقوقي، قبل أن يترك سبيلهما أيضا. بعد أن رحب بالحاضرين والضيوف ، أشار   السيد الناصر العجيلي ، الكاتب العام للاتحاد الجهوي للحصار المضروب على منسق اللجنة الوطنية ، ودلك مند ما يقارب عن 9 أشهر ، مذكرا بموقف المكتب التنفيذي بالجهة المندد بهده المضايقات الجائرة والمطالبة بضرورة إنهائها.   ألأستاذ شكري بلعيد ‘ عضو لجنة الدفاع وعضو اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  أشار إلى  أن كل مطالب الحركة الديمقراطية موجودة في تحركات أهالي  الحوض ألمنجمي ،إذ أنها كانت تنادي بالحق في الشغل  والحق في شفافية المناظرات والحق في توزيع أكثر عدل للثروة الوطنية. كما أكد على أن النقابيين هم المعنيين أكثر من غيرهم بالمساندة ، ليس فقط للبعد الاجتماعي للحركة بل كذلك لان مطالب الحركة تندرج ضمن الحق النقابي ، أي الحق في الإضراب والاجتماع والتظاهر والاعتصام وكل أساليب النضالات النقابية السلمية. كما بين أن التهم الخطيرة التي نسبت لمساجين الرديف والأحكام الابتدائية القاسية التي سلطت عليهم تحمل كثيرا من التناقضات: ·   أولها ، كيف يتهم هؤلاء النشطاء بتكوين وفاق مند مارس 2008 في حين السلطة وطنيا وجهويا كانت تتفاوض معهم _ من خلال لجنة التفاوض _ إلى أواخر ماي؟ كيف تتفاوض السلطة مع مكوني وفاق ؟ ·       وكيف يمكن أن نتحدث عن محاكمة عادلة دون إحضار الشهود؟ ·   وكيف يمكن اعتماد محاضر البحث لدى الدوائر الأمنية بعد أن عاين حاكم التحقيق  أكثر من25 حالة تعذيب؟ هل يمكن اعتماد اعترافات انتزعت تحت التعذيب؟ ·       كيف يقبل القضاء أن لا يحقق في تواريخ الإيقاف المدلسة؟ إلى غير دلك من التجاوزات الخطيرة والتي تنم عن رغبة في الانتقام من حركة اجتماعية سلمية ذات خطاب رصين ومتوازن ومطالب اجتماعية مشروعة. أما السيد حسين العباسي ، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل ، فقد أكد على خيار الاتحاد الوقوف إلى جانب النقابيين وكل الموقوفين مؤكدا على أن جهة قفصة ليست الوحيدة التي تعاني من غياب التنمية بل هناك على الأقل 8 جهات أخرى تعاني المشاكل الاجتماعية ذاتها ، مما اثر على النمو السكاني  بهده الجهات نتيجة الهجرة للشريط الساحلي للبحث عن الشغل. كما أكد انخراط الاتحاد في الدفاع عن المسجونين ، حيث كلف عضو مكتب تنفيذي وطني _السيد العباسي نفسه_ بمتابعة الملف ، وكلف محاميين للدفاع عن كل الموقوفين وتكفل ببعض المساعدات لأهالي الموقوفين والشهداء . السيد حسين العباسي أكد ايضا  على ضرورة انخراط الهياكل  الجهوية في التضامن مع موقوفي الحوض ألمنجمي ، على غرار القيروان وجندوبة وبن عروس والمهدية وصفاقس ، معلنا نية الاتحاد تنظيم يوم تضامن وطني مع المساجين بقفصة يحضره كل النقابيين . ألأستاذ حسين الديماسي_ الذي وصل متأخرا بعد منعه_ أكد على أن ارتفاع أسعار الفسفاط  عالميا لم يكن له مردود تنموي  يذكر على جهة قفصة, بالعكس فقد قلصت المكننة من فرص الشغل_ من أكثر من 14 ألف إلى حوالي 4000 عامل_ وأثرت سلبا على البيئة  والموارد المائية. فرغم بعض الايجابيات –ومنها انتقال مقر  شركة الفسفاط من تونس إلى قفصه والانعكاسات الايجابية للتنمية الريفية المندمجة وإنشاء مصنع كيميائي  ، فان أفق الشغل ما انفكت تتقلص، مؤكدا انه ما بين 1984 و2004 لم تزد فرص الشغل في الولاية عن 1200 موطن سنويا اغلبها في قطاعات الخدمات. كما نبه لضرورة أن تفتح السلطة حوارا مع كل المعنيين بالوضع الاقتصادي والاجتماعي حتى لا تتجدد الأزمات الاجتماعية في أماكن أخرى بحكم أسلوب التنمية المعتمد  فيها. نحن بدورنا ندعو إلى الاستجابة لمطالب كل مكونات المجتمع المدني_بما فيها اتحاد الشغل _الداعية لإطلاق سراح كل الموقوفين في قضايا الحوض ألمنجمي  وإرجاعهم إلى سالف عملهم وحل قضايا التنمية بجهة قفصه وكل الجهات الداخلية . مسعود الرمضاني منسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي

 


 

قرار بحجز العدد 113 من صحيفة الطريق الجديد

تونس (وات) علمت وكالة تونس افريقيا للانباء انه تطبيقا للفصلين 63 و73 من مجلة الصحافة صدر قرار في حجز العدد 113 من صحيفة الطريق الجديد الصادر بتاريخ 31 جانفي 2009. وافاد مصدر مأذون ان الصحيفة التي اقدمت على مخالفة مقتضيات الفصل 63 من مجلة الصحافة الذي يحجر نشر الاعمال المتعلقة بالاجراءات الجزائية.  

(المصدر: ,وكالة تونس افريقيا للانباء بتاريخ 31جانفي 2009)

 


 

 

مِمَّ نَخْشَى؟!   مِمَّ نَخْشَى؟! أَهْلَنَا فِي بِلادِ الْعُرْبِ مَهْلاً.. لِمَ هَذَا الذُّلُّ فِينَا قد تَفَشَّى؟!مِمَّ نَخْشَى؟ الْحُكُومَاتُ الَّتِي فِي ثُقْبِهَا، تَفْتَحُ إِسْرَائِيلُ مَمْشَى، لَمْ تَزَلْ لِلْفَتْحِ عَطْشَى، تَسْتَزيدُ النَّبْشَ نَبْشَا! وَإِذَا مَرَّ عَلَيْهَا بَيْتُ شِعْرٍ، تَتَغَشَّى! تَسْتَحِي وَهِيَ بِوَضْع ِالْفُحْشِ، أَنْ تَسْمَعَ فُحْشَا! مِمَّ نَخْشَى؟ أَبْصَرُ الْحُكَّام ِأَعْشَى. أَكْثَرُ الْحُكَّام ِزُهْدًا، يَحْسَبُ الْبَصْقَةَ قِرْشَا. أَطْوَلُ الْحُكَّام ِسَيْفًا، يَتَّقِي الْخِيفَةَ خَوْفَا، وَيَرَى الَّلاشَيْءَ وَحْشَا! أَوْسَعُ الْحُكَّام ِعِلْمًا، لَوْ مَشَى فِي طَلَبِ الْعِلْم ِإِلَى الصِّينِ، لَمَا أَفْلَحَ أَنْ يُصْبِحَ جَحْشَا! مِمَّ نَخْشَى؟ لَيْسَتِ الدَّوْلَةُ وَالْحَاكِمُ إِلَّا، بِئْرَ بِتْرُولٍ وَكَرْشَا. دَوْلَةٌ لَوْ مَسَّهَا الْكِبْريتُ، طَارَتْ، حَاكِمٌ لَوْ مَسَّهُ الدَّبُّوسُ فَشَّا. هَلْ رَأَيْتُمْ مِثْلَ هَذَا الْغِشِّ غِشَّا؟! مِمَّ نَخْشَى؟ نَمْلَةٌ لَوْ عَطَسَتْ تَكْسَحُ جَيْشَا. وَهَبَاءٌ لَوْ تَمَطَّى كَسَلاً يَقْلِبُ عَرْشَا! فَلِمَاذَا تَبْطِشُ الدُّمْيَةُ بِالْإِنْسَانِ بَطْشَا؟! انْهَضُوا.. آنَ لِهَذَا الْحَاكِم ِالْمَنْفُوش ِمِثْل ِالدَّيكِ، أَنْ يَشْبَعَ نَفْشَا. انْهَشُوا الْحَاكِمَ نَهْشَا. وَاصْنَعُوا مِنْ صَوْلَجَانِ الْحُكْمِ رِفْشَا. وَاحْفِرُوا الْقَبْرَ عَمِيقًا، وَاجْعَلُوا الْكُرْسِيَّ نَعْشَا! *** الْأَسَى آسٍ لِمَا نَلْقَاهُ، وَالْحُزْنُ حَزينْ!!! نَزْرَعُ الْأَرْضَ، وَنَغْفُو جَائِعِينْ. نَحْمِلُ الْمَاءَ، وَنَبْقَى ظَامِئِينْ. نُخْرِجُ النَّفْطَ، وَلَا دِفْءَ وَلَا ضَوْءَ لَنَا، إِلَّا شَرَارَاتِ الْأَمَانِي، وَمَصَابِيحَ الْيَقِينْ. وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينْ، مُنْصِفٌ فِي قِسْمَةِ الْمَالِ!! فَنِصْفٌ لِجَوَارِيهِ، وَنِصْفٌ لِذَوِيهِ الْجَائِرينْ. وَابْنُهُ، وَهُوَ جَنِينٌ، يَتَقَاضَى رَاتِبًا، أَكْبَرَ مِنْ رَاتِبِ أَهْلِي أَجْمَعِينْ، فِي مَدَى عَشْرِ سِنِينْ! رَبَّنَا…هَلْ نَحْنُ مِنْ مَاءٍ مَهِينْ، وَابْنُهُ مِنَ (يَاسَمِينْ)؟! رَبَّنَا…هَلْ نَحْنُ مِنْ وَحْلٍ وَطِينْ، وَابْنُهُ مِنْ (أَسْبِرِينْ)؟! رَبَّنَا…فِي أَيَّ دِينٍ، تَمْلِكُ النُّطْفَةُ فِي الْبَنْكِ رَصِيدًا، وَأُلُوفُ الْكَادِحِينْ، يَسْتَدِينُونَ لِسَدِّ الدَّائِنِينْ؟! رَبَّنَا فِي أَيِّ دِينٍ مِلْيَارَاتُ النَّفْطِ وَالْخَيْرِ، لِعِلْجٍ حَاكِمٍ، أَوْ لِبَيْتٍ وَاحِدٍ، مِنْ بُيُوتِ الْمُسْلِمِينْ، وَلِبَاقِي الْمُسْلِمِينْ، صَدَقَاتُ الْمُحْسِنِينْ؟ رَبِّ هَلْ مِنْ أَجَلِ، عِشْرِينَ لَقِيطًا وَلُوطِيًا، خَلَقْتَ الْعَالَمِينْ؟! إِنْ يَكُنْ هَذَا، فَيَا رَبِّ لِمَاذَا، لَمْ تُكَرِّمْ قَوْمَ لُوطْ؟ وَلِمَاذَا لَمْ تُعَلِّمْنَا السُّقُوطْ؟ وَلِمَاذَا لَمْ نَجِئْ، مِنْ بَيْنِ أَفْخَاذِ اللَّوَاتِي، مِثْلَ أَوْلَادِ الَّذِينْ؟!  

أحمد مطر /  25 جانفي 2009

 


 

سي حسيب: » إلى اللّقاء ربّما! »  

أم زياد لم أنتسب إلى جريدة الرأي بصفة رسميّة ولا كان تردّدي على مقرّها بالانتظام اللاّزم لتعرّفي بعمق على صاحب « الرّأي » ومديرها ومع ذلك يمكنني القول بأنّ علاقتي بـ »سي حسيب » كانت علاقة جيّدة من النّاحية الإنسانيّة خاصة. ومن منطلق هذه العلاقة سأكتب عن « سي حسيب »، بالصّدق الذي كان يحبّه ويقدّره، هذه الومضات الإنسانيّة الباقية لي من تجربتي في « الرّأي ». حسيب بن عمّار هو بحقّ أبو الصّحافة الحرّة في تونس الحديثة وككلّ أب ترك أيتاما يختصمون على إرثه ويدّعي كلّ منهم أنّه كان الأكثر حظوة عنده والأكثر قربا منه، هو والشّقّ الذي ينتسب إليه، ولهذا رأينا « سي حسيب » فيما كتب عنه في رحيله محلّ تجاذبات بين السّلطة وحزبها، والمعارضة وأطيافها. وقد نأيت بنفسي عن هذه الخصومة مرجئة كتابة هذه التحيّة لروح « سي حسيب » إلى موعد أربعينيته، بعد أن تهدأ الخواطر فيتسنّى للقارئ أن يتعرّف على وجه آخر لحسيب بن عمّار الذي لم يكن ينتمي –حسب رأيي – إلاّ إلى إنسانيّته وتونسه الحرّة والدّيمقراطيّة.  

–       يا أمّنا! لم ألق « سي حسيب » أوّل ما بدأت الكتابة في « الرّأي » بل كان الرّجل اللّطيف المرحوم أحمد الكرفاعي هو الذي أجلس إليه وأسلّمه نصوصي. بعد ذلك اشتهرت « المقامات » وأحبّها القرّاء وكذلك صاحب « الرّأي » الذي صار لا يقبل لي عذرا في التّأخّر عن الكتابة ولو لأسبوع واحد. والذي كان يرسل إلى بيتي سائقه الخاصّ ليحمل أوراقي إلى حيث تطبع النّصوص. (هذا السّائق كان يدعوني مدام « أمّ الزّين » وقد اشتبه عليه أمر كنيتي « أمّ زياد »). وكما كان لهذا النّجاح وجه فقد كان له قفا، وأنا لم أشعر بهذا ولا بذاك إلاّ متأخّرا وعن طريق « سي حسيب » تلميحا لا تصريحا. لقد كان بعض العاملين في الجريدة شديد الضّيق بالمقامات وبكاتبتها. وكان لا يخفي ذاك الضّيق بل يجاهر به قائلا: « إنّهما توجعان رأسه ». ولكن ما كان هذا العنصر يخفيه هو رسائل القرّاء لي ومكالماتهم الهاتفيّة. لم تكن هذه الممارسات تؤثّر فيّ، فأنا لم أكن موظّفة في الجريدة تتنافس على التّرقية ولا كنت معنيّة بالمنافسة أصلا، ولكن يبدو –والله أعلم- أنّ ذلك العداء لم يكن خافيا على الرّجل المستقيم حسيب بن عمّار. كان « سي حسيب » يناديني « يا أمّنا » في إشارة منه إلى كنيتي، وكان يدعوني إلى مكتبه كلّما وجدني في المقرّ. فأتناول عنده القهوة ،مشروبي المفضّل، أو أشاركه في أكل الخبز والجبن ونتكلّم عن كلّ شيء. وكان « سي حسيب » يسمع أكثر ممّا يتكلّم. في بعض هذه الجلسات كان صاحب « الرّأي » يصرّ على إبلاغي بلهجته الهادئة بما يصله من أصداء إعجاب القرّاء بمقاماتي، فيخبرني، فرحا ومعتزّا، بأنّ نخبة تونس تقرأ نصوصي وتستحسنها. هل كان ذاك منه محاولة تعويض وإنصاف؟ الله أعلم، ولكن لا أستبعد ذلك البتّة، بل أكاد أجزم بصحّته. ففي الرّجل جبلّة تكره ضياع الحقوق، وله في أداء هذه الحقوق أسلوب سلس يأبى الصّدام… ولم أتعلّم منه هذا الدّرس!!  

–       السّاحر ووريقاته بعض أركان « الرّأي » كانت تصاغ جماعيّا، ومنها ركن « أنباء وأضواء » الذي حملته معي إلى « كلمة » بشيء من التّصرّف. أغلب الأنباء – فيما حضرته ورأيته- كان « سي حسيب » هو من يأتي بها. وكان إمّا يمليها إملاء من ذاكرته، أو يأتي بها مكتوبة على وريقات كان يخرجها من جيوب ثيابه كما يخرج السّاحر المناديل الملوّنة والأرانب والحمائم البيض. كنت ممّن يستغربون وصول هذه الأخبار إليه في بلد مسالك الخبر فيه مقطوعة. وشيئا فشيئا بدأت أفهم أنّ « سي حسيب »، الذي كان رجل دولة قبل أن يصير معارضا، لم يقطع علاقاته بعالمه الأوّل بل حافظ في هذا العالم على علاقات إنسانيّة وسياسيّة مفيدة له ولمؤسّسته الإعلاميّة. في هذا السّلوك كان « سي حسيب » نموذجا حيّا للمعارضة المعتدلة، وروح الوفاق والثّابت عندي – رغم عدم إيماني بوجاهة هذا الموقف- أنّ اختيار « سي حسيب » ذلك كان من قناعته وبلا أيّة خلفيّة انتهازيّة. لم يكن « سي حسيب » قدّيسا إعلاميّا، ولا قدّيسا في المطلق، بل كان إنسانا له ميوله واختياراته. ولئن عكست « الرّأي » اختيارات صاحبها في بعض الظّروف (ثورة الخبز مثلا) فإنّ ما كنّا نعاينه ونشعر به هو أنّ « سي حسيب » كان يحترم وجهات النّظر الأخرى، ولا يستبعد أصحابها من أقصى اليمين إلى أقصى أطراف اليسار. لم يشفع لصاحب « الرّأي » قبوله هذا بالاختلاف، فقد أصرّ البعض على الزّجّ به في صراعات طبيقيّة نظرا إلى أصوله العائليّة، وإلى مشاركته السّابقة في السّلطة. وقد ناله من ذلك عنت شديد، تحمّله بصبر خرافيّ لم أستطع استيعابه إلى الآن.  

– السّارق والمسروق مع الأسابيع والشّهور والأعوام صارت « الرّأي » ملتقى لجميع التيّارات في السّاحة التّونسيّة، وفي غرف مقرّها الضّيّق بنهج يوغسلافيا مرّت الكثير من وجوه السّاسة والمثقّفين المعروفة والباقية إلى الآن في السّلطة والمعارضة، وفيما بينهما من طبقات المناوئين المتشدّدين والمعارضين المعتدلين، وحتّى في مستنقعات الإعلام المضلّل، والجمعيّات الكرتونيّة. وعلى صفحات  الرّأي » تفاعلت العناصر المذكورة وتبلورت كثير من الأفكار والمشاريع السّياسية والاجتماعية والجمعياتيّة، دولة القانون والمؤسّسات، وقد كان « سي حسيب »  رحمه الله في قلب هذا الحراك الفكريّ والسياسيّ يباركه ويشجّع عليه. ولم نره يوما يدّعي امتلاك فكرة، ولا احتكار مشروع، ولا اتّهام أيّ كان بسرقة، كما أشاعت بعض الأقلام….. التي رأت « سرقات » وعميت عن  أخرى أكثر خطورة مثل سرقة مفهوم  « دولة القانون والمؤسّسات » وتطبيقها تطبيقا معكوسا آل بنا إلى الدّولة الخارجة عن القانون، وإلى مؤسّسات مفرغة من روحها كأنّها قلاع بلا حامية.  

 – شيئان من الصّحافة في المدّة الأخيرة وفي ندوة جرت ببيروت عيّرني أحد بيادق النّظام بأنّي لست صحفيّة، بل أستاذة تعليم ثانويّ، ولم يكن المسكين يدري أنّه يعيّرني بما أعتبره شرف حياتي، ورسالة نبيلة. في ذلك الحين تذكّرت « سي حسيب » زميلي في التّدريس وفي « التّطفل » على الصّحافة، وتذكّرت شيئين من أشياء الصّحافة منحني إيّاهما صاحب « الرّأي » لأوّل مرّة، وهما بطاقة الصّحفي، والمكافة الماليّة على الكتابة. وكان ذلك بعد كتابتي في « الرّأي » بمدّة، وفي فترة رخصة من دون أجر أخذتها من وزارة التّربية لأستطيع التّوفيق بين العناية بالأولاد الذين صاروا ثلاثة وبين الاستعداد لمناظرة التّبريز.   بطاقة الصّحفيّ أعطاني إيّاها « سي حسيب » لكي أتمكّن من دخول البرلمان ونقل مداولاته والتّعليق عليها، والمكافاة المالية تمثّلت في ظرف، سمين نسبيّا، مدّه لي « سي حسيب » ذات يوم كنت في أمسّ الحاجة إلى المال، نظرا إلى العجز الماليّ الذي تركه غياب مرتّبي. ولكنّي لم أكن أتصوّر أنّي أتقاضى مالا على التّعبير عن رأيي. ولهذا حاولت الاعتذار ولكن « سي حسيب » ألحّ قائلا بالفرنسيّة « Tout effort mérite récompense » ثمّ أضاف وهو ينظر من فوق نظّارته مرتقبا ومضة غرور في عيني:  » لقد ازدادت مبيعات الرّأي بفضل كتاباتك ». لم ير « سي حسيب » ومضة الغرور في عيني، ربّما لأنّي أحسن إخفاء غروري. والظّرف ذهبت به رأسا إلى نهج « شارل ديغول ». ولم يمض اليوم إلاّ وقد أفرغته في محلاّت بيع اللّعب وملابس الأطفال… أمّا البرلمان الذي دخلته ببطاقة الصّحفيّ فقد كان فيه –والله- جدل حقيقيّ، وهو ذو لون واحد!!! رحمك الله يا « سي حسيب » لقد كنت تقدّر فضل النّاس ومجهودهم، ولا يفعل ذاك إلاّ ذوو الفضل والفضيلة.  

–       أسرار الدّولة صاحب « الرّأي » أفشى أمامي بعض أسرار الدّولة مرّتين. في الأولى أخبرني حسيب بن عمّار أنّ « الماجدة » قد سرّت بنصّ « مفلفل » كتبته ضدّ الشّقّ المنافس لها في حكم التّونسيّين. وفي المرّة الثّانية أخبرني « سي حسيب » أنّ وزير الدّاخليّة زين العابدين بن علي هو من أمر بجمع « الرّأي » من الأكشاك بسبب القصيدة اليتيمة التي كتبتها في حياتي عن البكالوريا دورة 1986.         وقد ضحك « سي حسيب » بكلّ أريحيّة لمّا طلبت منه أن يبلغ « الماجدة » قريبته أنّي لا أكتب لأسرّها، وأنّي أودّ لو لم تكن سيادتها من الخطوط الحمراء، حتّى أستطيع الكتابة عنها كما أكتب عن خصومها. أمّا مسلسل كتاباتي مع السّيّد بن علي فلا بدّ أنّ « سي حسيب » تابعه… وكم كنت أودّ معرفة رأيه فيه، ولكنّ صاحب « الرّأي » قرّر فيما علمت مؤخّرا أن يحتفظ برأيه لنفسه… صيانة لقدره مع نظام لا يقدّر للنّاس أقدارا.  

–       « صنصرني » مرّتين الأولى خوفا عليّ، والثّانية خوفا على « القضيّة ». المرّة الأولى كانت بمناسبة زيارة إلى مقرّ « الرّأي » أدّاها مجموعة من المحامين اللاّجئين إلى الخارج، وقد أتوا إلى تونس للمشاركة في مؤتمر المحامين العرب. في هذه الجلسة استمعنا إلى قصص دامية من التّنكيل البشع بالمعارضين ( طبيب العيون الكبير الذي تسمل عيناه والجرّاح الماهر الذي تقطع أصابعه البارعة) كان « سي حسيب » ينظر إليّ بطرف عينه وأنا أسجّل ما أسمع، وبعد انصراف الضّيوف سألني عمّا أريد صنعه بما سجّلت، ولمّا أخبرته بأنّي أريد كتابة « المقامة الشّاميّة » رفض ذلك رفضا قاطعا، وقال لي:  » والله يقتلونك هنا وأنت تصعدين درج مقرّ الجريدة »… اقتنعت بسرعة، فالرّوح كانت عزيزة آنذاك… أمّا الآن…!!!         المرّة الثّانية كانت يوم عرضت على صاحب « الرّأي » مقامتي الفلسطينيّة التي أتحدّث فيها عن بذخ عيش بعض القيادات الفلسطينيّة المقيمة بتونس مقارنة إيّاه ببؤس عيش فلسطينيّ الدّاخل والملاجئ. طلب منّي « سي حسيب » أن أقرأ المقامة، ولمّا فرغت من قراءتها صمت برهة ثمّ قال لي:  » إنّهم ضيوفنا ». وفهمت أنّه رفض النّشر. لم ألحّ كثيرا ولا قليلا، برغم عدم اقتناعي بحرمة الضّيف في مثل هذه الحالة، وذاك لأنّ « سي حسيب » – فيما أعلم – قليلا ما يرفض النّشر، وإذا رفض فيجب احترام رفضه النّادر تقديرا لتسامحه الغالب.  

–       دفنّا « الرّأي » معا لأسباب عديدة ومختلفة يهمل المتكلّمون (أو يكادون) الحديث عن ظروف اختفاء جريدة « الرّأي » وأسبابه. ولهذا سأروي قصّة دفن « الرّأي » داعية الجميع إلى التّمعّن فيها واستنتاج ما يمكن استنتاجه. لمّا جاء بن علي 1987 ووعد الإعلام بالحرّيّة « المسؤولة »، كانت « الرّأي » متوقّفة عن الصّدور بقرار قضائيّ. وتفاعلا مع « العهد الجديد » تنادى العاملون في « الرّأي » وعلى رأسهم مديرها إلى إصدار الجريدة في شكل جديد (مجلّة). كان المساهمون في هذا العدد الممتاز، الذي لم ير النّور، من العيار الثّقيل (مفكّرون، ووزراء سابقون، وصحفيّون بارزون، وبرلمانيّون الخ… وحضرة جنابي التي لم تطمئنّ كثيرا إلى ما أسماه البيان « الحرّيّة المسؤولة »). اجتمعنا لقراءة المساهمات قبل نشرها، وافتتح حصّة القراءة سي أحمد الكرفاعي –رحمه الله وطيّب ثراه- فتلا علينا قصّة من قصص « بيدبا » تتخاطب فيها اليمامات الجميلة، والحمائم البيض، وعدد قليل من الغربان التي تحاول إفساد الفرحة « بالعهد الجديد ». لمّا فرغ « سيدي أحمد » من القراءة التفت إليّ « سي حسيب » يطلب رأيي، ولست أدري لماذا بدأ بي، فأجبته وباللّغة الفرنسيّة: » C’est gentil et plein decolombes » فانفجر الجميع ضاحكين، وكان الضّاحك الأبرز « سيدي أحمد » –رحمه الله- الذي أغرق في الضّحك وهو يتوعّدني بالإشارت ممازحا… وتواصلت القراءات وتتالت لتؤكّد لي أنّ مقالي سيكون نشازا ،كما عنونته، وأنّ الغربان الكثيرة لا القليلة ستسكت جميع الأصوات، وستخلي السّاحة  التّونسيّة إلاّ من نعيقها المشؤوم. كان « النّشاز » هو المقال الذي قتل جريدة « الرّأي ». وفيه كتبت أنّ التّغيير الموعود لن يحدث إلاّ إذا كفّ التّونسيّون وخاصّة نخبهم عن التّصفيق لأيّ وعد بالإصلاح حتّى يتثبّتوا من قدرة الواعد وقدرتهم على إنجاز التّغيير المأمول. وفيه أعطيت بعض العلامات على عدم جدّيّة الفريق الحاكم الجديد وعلى رأسه الرّئيس الجديد. وتنبّأت بأنّه لن يحدث أيّ إصلاح، وأنّ الأمر سيقتصر على استبدال وجوه بوجوه تشبهها، وربّما تتجاوزها في البشاعة، وقد استعرت للتّعبير عن هذا التّغيير الوهميّ مقولة من حوار الأبطال في تمثيليّة « حمّة الجريدي » لفرقة قفصة: « مشا بلقاسم الأعور جاء عبد الكريم المدّب ». وختمت المقال بعبارة: « إلى اللّقاء… ربّما ». وكانت تلك نبوءة أخرى صدقت بأنّ جريدة « الرّأي » ستتوقّف. ومن العبارة المذكورة استعرت عنوان هذه التّحيّة لروح صاحب « الرّأي ».         طبعت الجريدة، بل المجلّة، ولم توزّع، ودام الأخذ والعطاء ليومين أو ثلاثة، وقد اشترطت السّلطة توزيع المجلّة بحذف الورقة الأخيرة التي تحتوي على « النّشاز ». فيما بعد علمت أنّ « سي حسيب » درس هذا الشّرط وفكّر في الاستجابة… ولكنّه قرّر في الأخير أنّ المجلّة تنشر كاملة أو لا تنشر. ولم ينشر العدد… ولا غيره من الأعداد… لقد قرّر حسيب بن عمّار أن يدفن « الرّأي »، وأصرّ على أن يحضرني في جنازتها. كان ذلك على مائدة غداء دعاني إليها في بيته وبحضور أخته وشريكته في دار النّشر التي تصدر « الرّأي » المرحومة راضية الحدّاد. أكلنا « نواصر » معتبرة، ولمّا مررنا إلى الشّاي بدأ « سي حسيب » الحديث عن مصير « الرّأي »، فقال لي إنّ صحّته لم تعد على ما يرام، وإنّ صراعه الطّويل مع « بلقاسم الأعور » (يعني بورقيبة) زاد حالته تعكّرا، ومن ثمّ فإنّه لم يعد قادرا على مواصلة الصّراع مع « عبد الكريم المدّب » الوافد الجديد الذي ما يزال شابا في أوج قوّته وعنفوانه وعنفه… بعد ذاك عرض عليّ « سي حسيب » عرضا استغربته وضحكت له كثيرا، وهو أن أتولّى إدارة « الرّأي » وأواصل نشرها. لقد كان واضحا لديّ أنّ « سي حسيب » لم يكن يتوقّع قبولي بمهمّة تكبر عن خبرتي وإمكانيّاتي، وأنّ العرض كان مجرّد رفع للعتب… وهكذا دفنّا « الرّأي » معا، ودفنّا معها ربيع الصّحافة التّونسيّة المستقلّة. وهكذا أنهى « سي حسيب » حياة نضاليّة طويلة ومضى إلى تقاعد قسريّ لا أتوقّع أنّه كان مسرورا به. وهكذا طويت صفحة مشروع إعلاميّ حرّ ملأ الدّنيا وشغل النّاس، وجمع في حيّز واحد بين مشارب مختلفة ومتخالفة دون أن يحدث بينها التّصادم الذي ما يزالون يخوّفوننا منه إلى الآن.     عند باب البيت ودّعني « سي حسيب » قائلا: « إلى اللّقاء… ربّما »… لم أر الرّجل بعدها، ولا سعيت إلى لقائه، وأرجو أن ألقاه في دار الحقّ فأعترف له بأنّي ظلمته، في وقت ما، لمّا فكّرت أنّه صار « معهم » لا « معنا »، بينما لم يكن إلاّ مع ضميره ومع ما يراه صوابا. رحم الله « حسيب بن عمّار » وأسكنه جنّة مليئة بالحرّيّة كان يعشقها.  

(المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 31جانفي 2009)

 


 

رفضوا ما آلت إليه المفاوضات الاجتماعية: 1139 أستاذا في 24 معهدا تكنولوجيا يطالبون بتعديل نسبة الزيادة في أجورهم

 تونس-الصباح: عبر ما لا يقل عن 1139 مدرسا تكنولوجيا في 24 معهدا عاليا عن احتجاجهم ورفضهم لما أسفرت عليه الجولة الأخيرة للمفاوضات الاجتماعية حيث يؤكد  المدرسون التكنولوجيون أنهم نالوا أضعف نسبة زيادة في قطاع الوظيفة العمومية وذلك للمرة الثالثة على التوالي (2002-2005-2008) ووقع الـ1139مدرس عن عريضة وجهت الى عديد الاطراف المسؤولة مطالبين بمراجعة الزيادة العامة في أجور هذا السلك.  ويؤكد المحتجين أنه ورغم ما وقع التّصريح به من أنّ المفاوضات المتعلّقة بالزّيادات العامّة الثّلاثيّة قد أفضت إلى اتّفاق يقضي بإسناد زيادة تقدّر بـ4,7% فإنّ مقدار الزّيادة الّتي أسندت لسلك المدرّسين التّكنولوجيّين لم تتجاوز نسبة3,30 %. وطالب المدرسون التكنولوجيون برفع ما وصفوه بـ«المظلمة» وبتصحيح هذا الوضع  انطلاقا من مبدأ العدالة الإجتماعيّة واعتبارا لأن ّنسب الزّيادات العامّة يجب أن تكون موازية للنّسب المسندة إلى باقي أسلاك التّعليم العالي .واستغرب المدرسون التكنولوجيون من  تكرر هذا الحيف في المفاوضات الاجتماعية الثلاث الأخيرة أي خلال مفاوضات 2002 ومفاوضات 2005 لتتجدد سنة 2008 رغم المراسلات العديدة لأعضاء المكتب التّنفيذي للاتّحاد العام التّونسي للشّغل والوعود المتكرّرة لرفع هذا الحيف وتمكين التكنولوجيّين من ثمرة مجهوداتهم ومشاركتهم في مسار التّنمية بالبلاد. ويذكر أن سلك المدرسين التكنولوجيين بعث سنة 1993 في سياق الاصلاحات العميقة التي شملت التعليم العالي وقتها.حيث أوكلت له عديد المهام العلمية والبيداغوجية في اطار مصالحة الجامعة التونسية مع محيطها الاقتصادي والصناعي.وحصل هذا السلك طيلة التسعينات على عديد الحوافز المادية والمعنوية مكنته من ترسيخ مكانته في منظومة التعليم العالي. ويؤكد المدرسون التكنولوجيون انه وبداية من سنة 2000 وبمقتضى القرار    457/2000 الصادر في فيفري 2000 والمتعلق بضبط النظام الأساسي الخاص بسلك المدرسين التكنولوجيين ،تم التراجع عن هذه المكتسبات وهو ما أنتج اسناد هذا القطاع اضعف نسبة في الزيادة العامة في المفاوضات الاجتماعية اللاحقة. ولقد بدا المدرسون التكنولوجيون تحركاتهم منذ بداية السنة الجامعية الحالية تقريبا حيث كثّفوا من تحرّكاتهم عبر تنظيم اجتماعات عامّة بالمعاهد العليا للدّراسات التّكنولوجيّة وقاموا بوقفة احتجاجيّة يوم 6 ديسمبر الماضي أمام مقرّ الاتّحاد العام التّونسي للشّغل بساحة محمّد علي بالعاصمة.كما تحركت الجامعة العامّة للتّعليم العالي والبحث العلمي لمساندة ملف المدرسين التكنولوجيين قبل المفاوضات وخلالها وبعدها باعتبار ان نتائجها جاءت «مخيبة للآمال» بالنسبة لهذا القطاع حسب ما تؤكد عديد الاطراف الجامعية والنقابية . وكان ممثّلوالمعاهد العليا للدّراسات التّكنولوجيّة قاموا إبّان انعقاد المجلس القطاعي بمراسلة السّيد الوزير المعتمد لدى الوزير الأول المكلف بالوظيفة العموميّة أثمرت جلسة عمل انعقدت تحت إشراف الوزير وبحضور ممثل عن وزارة الماليّة وذلك يوم الأربعاء 17 ديسمبر 2008 ورغم التفهم الذي أبدته الوزارة فان افراد هذا السلك بتعديلات خاصة على مستوى الزيادات في الأجور واجهت بعض الصعوبات على مستوى التطبيق خاصة ان الزيادة في الاجور في الوظيفة العمومية تعتمد على النسب العامة والزيادة بالاعتماد على نسبة واحدة تنطبق على جميع موظفي وعمال القطاع العام والوظيفة العمومية والجماعات المحلية والعمومية.  

سفيان رجب  

(المصدر: جريدة الصباح (يومية تونس) بتاريخ 01فيفري 2009)

 


 

اهتمام الصحف التونسية  

توزعت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة اليوم بين الملف الفلسطيني وانتخابات المحافظات العراقية أو فعاليات مؤتمر دافوس العالمي. فقد أوردت الصحف إعلان الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة على مدينة عسقلان الإسرائيلية مشيرة إلى إطلاق عدد من الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل بعد التهدئة وخروقات إسرائيلية أخرى لوقف إطلاق النار.. كما تحدثت عن جولة المبعوث الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل لتعزيز وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووصوله إلى الأردن.. وتأكيد الملك الأردني الملك عبد الله الثاني موقف بلاده الرافض للمزيد من مبادرات السلام في الشرق الأوسط ورغبتها في تطبيق مبدأ قيام الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية . وتطرقت في سياق الموضوع إلى اللقاء المرتقب يوم غد في العاصمة الفرنسية باريس بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وسبل تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار في غزة. وكتبت عن احتجاز السلطات القبرصية سفينة قادمة من إيران للتحقق فيما إذا كانت تحمل شحنة غير قانونية من الأسلحة. اعرب وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي عن اعتزاز بلاده باختيار مدينة القيروان التونسية عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009 من قبل المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم /الايسيسكو/ . وذكر في لقاء صحفي عقده اليوم بتونس استعرض فيه الفعاليات الثقافية لهذه التظاهرة ان الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سينطق في العاشر من مارس القادم بجامع عقبة بن نافع عبر جملة من الفعاليات الثقافية المختلفة تمتد لكامل العام . وافاد ان هذه المناسبة ستشهد مشاركة العديد من الاطراف المحلية والاسلامية والدولية خاصة منظمة الايسيسكو التي وصفها بالشريك الرئيسى الى الدول الشقيقة والصديقة .. مشيرا ان مجموع الانشطة المزمع تنفيذها تزيد على مائة نشاط تتوزع بين المؤتمرات والندوات واللقاءات والعروض الفنية والتنشيطية والمهرجانات والمعارض .

( المصدر: وكالة الأنباء السعودية بتاريخ 1 فيفري 2009 )


 

أقرت نفس الحكم الصادر عن محكمة الناحية: الدائرة الجناحية الثامنة تقضي بسجن طارق ذياب لمدة شهر مع تأجيل التنفيذ وتخطئته بـ300 دينار

اصدرت الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الابتدائية بتونس امس حكمها على اللاعب الدولي السابق والمحلل الرياضي الحالي طارق ذياب وقضت بسجنه مدة شهر مع اسعافه بتأجيل العقاب البدني بالاضافة الى خطية مالية قدرها 300 دينار.  وكانت محكمة الناحية بتونس نطقت بنفس الحكم الا ان طارق ذياب لم يحضر خلال مرحلة الاستئناف ولذلك قضي بسجنه لمدة شهر دون اسعافه بتأجيل التنفيذ بالاضافة الى 300 دينار خطية، ولكنه اعترض على الحكم فقبلت المحكمة اعتراضه وحضر في جلسة سابقة امام الدائرة الجناحية الثامنة بابتدائية تونس والتي نطقت امس بالحكم وهو شهر سجن مع اسعافه بتأجيل التنفيذ مع 300 دينار خطية وللتذكير بالوقائع فان الابحاث انطلقت بتاريخ 14 جويلية 2008 عندما اوقف عون امن طارق ذياب ولكنه وحسب اقوال العون لم يمتثل لاشارته وحاول الفرار في الطريق المؤدي للحديقة «ب» في حدود الساعة الواحدة والنصف ظهرا. ولما اصر العون على ايقافه توقف فاتضح انه لا يحمل شهادة تأمين السيارة وجاء في اقوال العون ان حين طلبه بشهادة التأمين شتمه وتلفظ نحوه بعبارات منافية للاخلاق كما تطاول على مقام الجلالة وذكره انه لا يخاطب مواطنا عاديا وهدده بالاتصال بشخصيات مرموقة ليضعوا حدا للعون، وعندها اضطر العون(ودائما حسب تصريحاته) الى طلب تعزيزات امنية ولذلك التحق به حوالي 10 اعوان وجاء في ملف القضية ان طارق ذياب سحب وقتها دفتر صكوكه ودس به 10 دنانير في محاولة منه لارشائه. الا ان هذه التصريحات فندها طارق ذياب خلال محاكمته من طرف محكمة الناحية بتونس واصر على ان العملية مدبرة لاسيما وانه انسان مستقيم ويؤدي واجباته الدينية ولا يمكن ان يتطاول على مقام الجلالة او ان يكون راشيا وذلك ما اكده ايضا امام الدائرة الجناحية الثامنة بابتدائية تونس في جلسة سابقة والتي اصدرت في جلسة امس الحكم في حقه وقضت بسجنه لمدة شهر مع اسعافه بتأجيل التنفيذ وتخطئته بمبلغ 300 دينار.  

مفيدة القيزاني  

(المصدر: جريدة الصباح (يومية تونس) بتاريخ 01فيفري 2009)

 


 

حالات اختفاء غريبة بين سيدي بوزيد وقفصة

سجلت يوم الجمعة 30 جانفي بمنطقة العمران من معتمدية بوزيان بولاية سيدي بوزيد حادثة مثيرة تمثلت في اختفاء شاب يشتغل سائقا لشاحنة نقل بضائع وقد تأكد اختفاؤه بعد العثور على السيارة منزوعة لوحتي التسجيل من طرف احد المزارعين بمنطقة جبلية قرب طريق صفاقس قفصة. وتضاف هذه الحالة إلى حادثة أخرى مشابهة من حيث التفاصيل حصلت منذ حوالي 4 سنوات تقريبا على نفس الطريق (40 كلمترا قبل قفصة) وتمثلت في اختفاء كهل ولم يقع العثور عليه إلى يوم الناس هذا، وكان هو الآخر قد تم العثور على وسيلة نقله وهي دراجة نارية بعد 3 أيام من اختفائه ولم تكن تبعد عن مكان منزله سوى كلمترات قليلة. 52 عاما من السكنى في كوخ بفرنانة كشف مواطن يدعى حسين حوامد لبعض ممثلي المجتمع المدني بجندوبة عن حالته المأسوية، يقول إنّه يعيش في كوخ سقفه من قشّ منذ اثنين وخمسين عاما منذ فتح عينيه على الوجود. وأفاد الرجل أنّه راسل السلطات المعنيّة عديد المرات ووجد كل التجاهل، وحين قام ببناء مسكن صغير على قطعة أرض يملكها قامت إدارة الغابات بهدمها. سقوط قتيل في معركة طاحنة بساحة المعهد التقني بقفصة نشبت صبيحة يوم السبت في فترة استراحة العاشرة بالمعهد التقني بقفصة معركة بين عدد من التلاميذ كان مآلها طعن أحدهم زميله فأرداه قتيلا. المعركة دارت في غياب كامل للإدارة والقيّمين ويبدو بحسب المعلومات المتوفرة أنّها بسبب نزاع حول فتاة. هذا وقد قاطع تلامذة المعهد التقني الدراسة بعد الحادثة وغادروا المعهد. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 31جانفي 2009)

 


 

البحر يلفظ سبع جثث قبالة سواحل تونس يرجح أنها لمهاجرين غير شرعيين

 

تونس, 1 (UPI) — لفظ البحرسبع جثث قبالة سواحل تونس ،رجحت مصادر أمنية إنها تعود لمهاجرين غير شرعيين لقوا مصرعهم غرقا قبل عدة أيام. وذكرت المصادر اليوم الأحد ،أن السلطات الأمنية عثرت على ثلاث جثث كان البحر قد لفظها قبالة سواحل مدينة « نابل » الواقعة على بعد 65 كيلومترا شمال شرق تونس العاصمة،فيما عُثر على أربع جثث أخرى قبالة شاطئ  » المرسى » الواقعة في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة. ورجحت المصادر أن تكون هذه الجثث للمهاجرين غير الشرعيين الذين ذهبوا ضحية غرق مركبهم قبل أسبوعين،أثناء رحلة بحرية إنطلقت من شاطئ « المرسى » بإتجاء جزيرة « لامبيدوزا » الإيطالية. وكانت مصادر تونسية أشارت في العشرين من الشهر الماضي إلى أن تسعة مهاجرين غير شرعيين نجوا في حين أُعتبر 26 آخرون في عداد المفقودين اثر غرق قاربهم قبالة السواحل التونسية ليلة التاسع عشر من الشهر الماضي. غير أن السلطات التونسية أعلنت عن نجاة خمسة فقط من إجمالي الذين شاركوا في تلك الرحلة دون أن تحدد عددهم،فيما ذكرت الصحف التونسية نقلا عن شهود عيان أن عددهم هو 35 شابا تونسيا بينهم فتاتان. وذكرت السلطات التونسية في حينه أن عمليات البحث التي قامت بها المروحيات ووحدات البحرية والدفاع المدني « لم تسفر عن العثور على ناجين ولا عن إنتشال جثث ». يشار إلى أن محاولات الهجرة غير الشرعية بإتجاه إيطاليا إنطلاقا من السواحل التونسية الممتدة على طول 1300 كلم ،عادة ما تتزايد مع إستقرار الأحوال الجوية،وذلك على الرغم من التدابير والإجراءات الصارمة التي تتخذها تونس للتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية التي باتت تلقي بظلال كثيفة على العلاقات بين العواصم المغاربية والأوروبية.

 United PressInternational Arabic 

 


 

أوراق من المحرقة الصهيونية على غزة (6): أردوغان.. و«العثمانيون الجدد»..

بقلم: صالح عطيـة لم يكن يدور بخلد أحد ممن حضر منتدى دايفوس، ان يجمع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أوراقه ويلملم بعض الكلمات التي كان يرد بها على رئيس الجلسة ويغادر المنتدى «الى الابد» على حد قوله، تاركا الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز والامين العام للمنظمة الاممية بان كي مون والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في حيرة لا بل في حالة خجل امام كاميراهات العالم التي كانت تنقل فعاليات المنتدى السنوي..  بدا أردوغان غير قابل لذلك التبرير والمغالطة وعملية قلب الحقائق التي مارسها بيريز دفاعا عن سحق 1330 فلسطينيا وجرح أكثر من 5 آلاف وتدمير عشرات الآلاف من البيوت والمؤسسات والمساجد والمراكز الحكومية في غزة. كان «الفتى رجب» واضحا في كلامه وهو يرد بقوة المنطق على منطق القوة، عندما وصف الاعمال الاسرائيلية بـ«القتل» المتعمّد» مشيرا الى تصريحات قيادات سياسية وعسكرية في تل أبيب كانت تتلذذ بقتل الفلسطينيين وسفك دمائهم.. بل ان الرجل وجه صفعة واضحة لبيريز عندما وصف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بـ«الجريمة ضد الانسانية»، لا بل انه توجه للحاضرين ممن كانوا يصفقون للرئيس الاسرائيلي وهو يبرّر ضاحكا محرقة غزة بالقول ان تصفيقكم وضحكاتكم «ترتقي الى مستوى الجريمة ضد  الانسانية» لانها تصفق للقتل والعنف والتجويع والتشريد». قد يبدو موقف رئيس الوزراء التركي لدى البعض بمثابة رد الفعل على عدم منحه الفرصة كاملة للرد على رئيس الدولة العبرية، وقد يرى فيه البعض «موقفا رمزيا» حاول من خلاله استمالة الرأي العام العربي والاسلامي المحتقن بشكل غير مسبوق.. غير ان المتتبع لسياق السياسة التركية في غضون الاشهر القليلة الماضية يتنبّه الى ان لهذا الموقف خلفيته  و«مستنداته»  السياسية والديبلوماسية والاستراتيجية يمكن اختزالها في النقاط التالية: * أن انقرة وحكومة اردوغان بالتحديد ضاقت ذرعا بالمماطلات والتجاذبات التي تتقاذف الموقف الاوروبي بخصوص عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، خصوصا بعد ان اكدت انقرة احقيتها بهذه العضوية قبل اي من الاعضاء الآخرين من بلدان الكتلة الأوروبية الشرقية.. لقد عسكت السياسة التركية في مجالات حقوق الانسان سجلا ايجابيا غير قابل للطعن أوروبيا، وترجمت خيارات البلاد الاقتصادية والتنموية مؤشرات ايجابية تتماشى مع المعايير الأوروبية للانضمام الى الاتحاد سيما في ضوء الانخراط التركي شبه الكلي في علاقات تجارية واقتصادية ومنظومة قوانين لتشجيع الاستثمار تصب في خانة ما هو مطلوب أوروبيا. لكن هذا المسعى التركي باتجاه «الأوربة» لم يفض الى نتيجة سوى الرفض الأوروبي لعضوية تركيا في الاتحاد ما تسبب في خيبة أمل كان لا بد ان تترجم بشكل من الاشكال فكان منتدى دافوس ـ ربما ـ خير موطئ لتسويق هذه الخيبة. * ولا شك ان النتيجة المنطقية التي انتهى اليها الحكم في تركيا هو الرهان على التوجه نحو الشرق الاوسط استراتيجيا، حيث العمق التاريخي والثقافي لتركيا في المنطقة، وحاجة الشرق الاوسط الى «لاعب جديد» قادر على احداث التوازن المفقود في علاقة باسرائيل. ولا بد من القول في هذا السياق ان انقرة عندما اقدمت على مثل هذه المواقف كانت قد وجهت «بوصلة» مصالحها باتجاه بلدان الشرق الاوسط عبر شراكات واتفاقيات وتفاهمات نشطت حكومة اردوغان منذ صعودها الى الحكم قبل بضع سنوات على ترتيبها بل وضعتها على السكة، ما يعني انها بدأت تتلمس «قطيعتها»، مع أوروبا منذ فترة، ولذلك كان قرارها بان تُولّي وجهها نحو «الشرق الاوسط الجديد»، بالمفهوم التركي، ان صح القول.. * أن رجب  طيب أودوغان رجل منتخب انتخابا حرا وشفافا ونزيها، وبالتالي فهو يستند الى قاعدة شعبية عريضة، حرص من خلال موقفه في منتدى دايفوس، على ان يعكس وجهة الرأي العام التركي الذي خرج منددا بالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.. فمثلما عمل الرئيس الاسرائيلي على ان يعكس اتجاه الرأي العام في بلاده، من خلال تسويق جمل تبريرية للعدوان، كان أردوغان حريصا على ان ينقل نبض شعبه ونبض العالم العربي والاسلامي والرأي العام الدولي ايضا.. حَسَب اردوغان ورقة الداخل التركي جيدا فهي الورقة الأهم على صعيد استمراره ونجاحه في الحقل السياسي وعلى رأس الحكم في انقرة وكان لا بد من ضحية في هذا السياق، فاختار  الرجل أن يذبح دايفوس من الوريد الى الوريد، وان يحشر زعيم الدولة العبرية في الزاوية. * على أن اللافت في التعاطي التركي مع العدوان على غزة، ليست تلك الجولة الشرق اوسطية التي بادر بها اردوغان قبل جميع الساسة العرب، وانما تصريحاته التي وجهها من منبر البرلمان التركي، عندما توجه الى وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية بالقول: «تذكروا جيدا أنه عندما ضاقت الدنيا باليهود، وجدوا ملجأهم في العالم العربي وبين احضان الدولة العثمانية»، وهي اشارة من شأنها تنشيط الذاكرة اليهودية من خلال بعث الحياة في المناطق «المسكوت عنها» ضمن حلقات التاريخ اليهودي في علاقة بالحضارة العربية والاسلامية، التي كانت الدولة العثمانية عنوانها الأبرز تاريخيا.. هل كان أردوغان يؤشر بذلك الى ميلاد ما يمكن تسميته بـ«العثمانيين الجدد»؟ سؤال ستجيب عليه تفاعلات السياسة التركية في الشرق الاوسط خلال الفترة القادمة.. لكن الرسالة الأبرز ـ في نظرنا ـ من وراء مقاطعة رئيس الوزراء التركي، جلسة منتدى دايفوس مفادها ان ( الشرق الاوسط الجديد)، لن يكون على النحو الذي تتصوره الولايات المتحدة او اسرائيل، وليس بالامكان تدشين هذا «المشروع» بواسطة القتل والعنف والآلة العسكرية الفتاكة والاجرام غير المسبوق في التاريخ البشري. انها اللحظة الفارقة بين شرق اوسط جديد فعلا من حيث خلفيته  واهدافه وأسلوبه وعلاقات اطرافه.. وشرق أوسط جديد في لغته، قديم في ممارساته وارضيته السياسية وخلفيته الاستعمارية. فهل يلتقط الساسة العرب هذه الرسالة؟  

(المصدر: جريدة الصباح (يومية تونس) بتاريخ 01فيفري 2009)

 


 

أردوغان قلب الطاولة

د. فهمي هويدي إحدى «فضائل» المذبحة الإسرائيلية في غزة ـ إذا كان للمذبحة فضائل ـ أنها أعادت وبقوة تركيا إلى أحضان الضمير العربي، بقدر ما إنها كشفت بعض عورات الأنظمة العربية على نحو صدمنا وأغرقنا في بحر من الخجل، إذ منذ بدأ العدوان الذي أفضى إلى المذبحة، كان للحكومة التركية موقفها الشريف، الذي لم يعبر فقط عن مشاعر الشعب التركي الحقيقية، وإنما كان معبراً أيضاً عن غضب الشعب العربي، الأمر الذي استدعى مفارقة جديرة بالملاحظة، هي أنه في حين اتسعت الفجوة بين أغلب الأنظمة العربية وبين شعوبها بسبب العدوان، حتى بدا وكأن الشعوب العربية في واد، بينما حكوماتها في واد آخر، فإن المشهد التركي بدا معاكساً تماماً، حيث أصبحت الحكومة أكثر التصاقاً بشعبها، ولم يكن لهذه المفارقة من تفسير سوى أن حكومتهم جاء بها الشعب التركي في انتخابات حرة، في حين أن حكومتنا جاء بها الحزب الوطني في انتخابات كانت وزارة الداخلية هي الجهة الوحيدة التي مارست «حريتها» فيها. إن الاستقبال الحاشد الذي انتظر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إثر انسحابه من مؤتمر دافوس غضباً لفلسطين وعودته إلى إسطنبول، شهادة أخرى تثبت صدق الرجل في التعبير عن ضمير شعبه، إذ ما كان لألوف الأتراك أن يخرجوا لاستقباله عند الفجر، في ظل طقس إسطنبول الثلجي، إلا لأنهم أدركوا أن الرجل تحسس نبضهم وقال كلمتهم. القصة أفاضت فيها الصحف خلال اليومين الماضيين، وخلاصتها أن السيد أردوغان استفزه دفاع شمعون بيريز عن مذبحة غزة واستغرب تصفيق الحاضرين له، فذكَّر الرئيس الإسرائيلي بجرائم جيش بلاده وقتله أطفال غزة في العدوان الأخير، ولم يتردد في انتقاد من صفقوا لحديثه عن عملية أدت إلى قتل أعداد كبيرة من البشر. وإذ فوجئ رئيس الجلسة برد أردوغان، فإنه منعه من إكمال كلامه الذي استغرق نصف دقيقة، في حين أن بيريز تحدث لمدة 25 دقيقة، فما كان من رئيس الوزراء التركي إلا أن نهض من مقعده وانسحب من الجلسة معلنا أنه لن يعود إلى دافوس مرة أخرى، وبتصرفه هذا، فإنه قلب الطاولة على بيريز، وفضح الجريمة الإسرائيلية أمام المحفل الدولي، وأحرج إدارة المؤتمر التي كان تحيزها واضحاً إلى جانب الدولة العبرية. الموضوع ليس سهلاً بالنسبة لأردوغان، وستكون له تداعياته على الصعيدين السياسي والاقتصادي. ذلك أن « إسرائيل » لها حلفاء أقوياء في تركيا التي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية معها منذ ستين عاماً، وهؤلاء الحلفاء يتوزعون بين الجماعات اليهودية وبعض غلاة العلمانيين والعسكر، غير نفر من رجال الأعمال ارتبطت مصالحهم بالإسرائيليين. وهناك صحف ومحطات تليفزيونية تعبر عن هؤلاء وهؤلاء، إضافة إلى ذلك، فالسياحة الإسرائيلية أغلبها في تركيا (650 ألف إسرائيلي يزورونها سنوياً)، وحجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في العام الماضي إلى 4.3 بليون دولار، وهذه المصالح لابد أن تتأثر بالتجاذب الحاصل بين أنقرة وتل أبيب. آية ذلك أن شركات السياحة التركية أعلنت أن النشاط السياحي الإسرائيلي تراجع بنسبة 70% خلال الأسابيع الأخيرة، ولم تتضح الآثار الاقتصادية الأخرى لهذا التجاذب، علما بأن الصادرات العسكرية الإسرائيلية لتركيا مهمة، كذلك فإن الأتراك يصدرون كميات كبيرة من الصناعات النسجية والسيارات إلى « إسرائيل »، وعلى الرغم من أي خسائر محتملة على هذا الصعيد، فإن أهم ما حققه أردوغان في مواقفه ـ التي عبر عنها ـ أنه ظل وفياً لشعبه، فاختار أن يقف في صفه غير عابئ بالثمن الذي سيدفعه. لم أفاجأ بموقف السيد أردوغان حين غضب واحتج وانسحب من الجلسة في دافوس، لكن ما فاجأني ولا يزال يحيرني حقاً هو: لماذا لم يتضامن معه السيد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي كان جالسا على المنصة، فانسحب بدوره وخرج معه، الأمر الذي كان يمكن أن يكون له دويه وإحراجه للرئيس الإسرائيلي، لم أجد تفسيراً مقنعاً لذلك الموقف المستغرب، ولا أريد أن أصدق ما يشاع حول الرجل الآن من أنه أصبح جزءاً من محور «الاعتدال» العربي!.  المصدر: م. ف. إ. عن الشرق القطرية

(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 1 فيفري  2009)  


 

بائع الليمون .. يلامس النجوم السبيل أونلاين – كتب محمد السيد – رئيس تحرير موقع حماسنا

 

قال لي أحد أصدقائي الإعلاميين أنه ذهب إلى تركيا منذ 15 عام تقريباً ، حيث كان في مهمة صحفية لإجراء حوار مع « رجب أردوغان » في مكتبه عندما كان محافظ مدينة أنقرة في هذا الوقت ، وجلس معه في دردشة استمرت لأكثر من ساعتين ، وأردف هذا الإعلامي قائلاً « لقد وجدت سكرتير لأردوغان يقول لي في أذني وقد هممت بالخروج من المبني » .. هل تعرف من الشخص الذي كنت تتحدث إليه ؟! ، قال « نعم » .. إنه محافظ مدينة أنقرة !! ، رد السكرتير: ( لا .. أنت تتحدث مع رئيس وزراء تركيا .. وستعرف هذا لاحقاً )!    أردوغان صاحب شعبية كبيرة في تركيا، وقد رفعت صوره الشخصية في تظاهرات شعبية عربية وأخرى أوروبية وهذا بسبب موقفه الداعي لنصرة الشعب الفلسطيني والمقاومة وقد طلب من المجتمع الدولي في مؤتمرات عدة إلتماس العذر « لحماس » التي تواجه القوة بالقوة ، كما يحدث ذلك مع إسرائيل ، حيث سبق وأن ردد أردوغان في أكثر من مقابلة صحفية أنه على الجميع أن يقبل حماس « كشريك » حتى في المفاوضات ولا يجب أن يغفل أحد دور « حماس » في الدفاع عن أرضها وشعبها .    ظهور أردوغان بشكل مفاجىء كأول زعيم دولة في العالم يتحدث بإنصاف عن « حماس والمقاومة » ، لم يكن وليد اللحظة ولم يكن مفاجأة لمن يتابع هذا الرجل منذ بدايته ، حيث أنه لم يسعى لتكوين شعبية في الشارع العربي والإسلامي من خلال « تصريحات رنانة وكلمات مدوية » كما يفعل على سبيل المثال « الرئيس الإيراني أحمدي نجاد » الذي يحتل « جزر حنيش الإماراتية » ، والذي يسعى أيضاً لإيجاد أنصار له في بعض الدول العربية من خلال التفوه بكلمات معادية للصهيونية ، ولكن أردوغان « زعيم العثمانيين الجدد » كما يلقبه أنصاره، وصاحب المواقف الجريئة « التي تروق للشعوب العربية » والذي يلحق دائماً « القول بالفعل » لا يتوقف عن إيجاد آلية لمواجهة الغطرسة والتجبر الإسرائيلي المدعوم دولياً ، وبكل أدب سياسي لم يقفز على أدوار بعض الدول العربية التي لها رؤية وسياسة في التعامل مع القضية الفلسطينية مثل « مصر التي ترفض حماس وتمسك بالملف الفلسطيني التفاوضي ، والمملكة العربية السعودية التي تقود الخليج العربي » ، بل قام أردوغان بإرسال مندوبيه لكافة الدول العربية لإيجاد دور تكاملي مع باقي الدول العربية حتى لا يحدث صدام وخلاف مباشر مع أي دولة عربية أو إسلامية.   « لستُ رئيسا لقبيلة ، ومن غير المقبول أو المسموح به لأى أحد أن يفكر أو يحاول إهانة رئيس وزراء تركيا أو يمس كرامة تركيا ونحن دولة كبرى وقوية وعلى الجميع أن يعلم ذلك جيدا ، أما فلسطين فهي مسألة تخص الجميع ، ولن نسمح لأحد أن يضعنا في خانة معينة » .. هكذا قال « رجب طيب أردوغان » في مجمل حديثه للجمهور الذي احتشد لتحيته بعد عودته من مؤتمر دافوس .. حيث قرر أردوغان ترك المؤتمر والخروج من القاعة عندما لم يسمح له « مدير اللقاء » بإكمال حديثه حول ما حدث في غزة .. وذلك رداً على كلام « شيمون بيريز » الرئيس الإسرائيلي الذي قال أن إسرائيل تدافع عن نفسها في مواجهة إرهاب حركة « حماس » .    ولد أردوغان في عام 1954، وكان والده فقيرا ويعمل عنصرا في خفر السواحل في مدينة  » ريزه » على ساحل تركيا على البحر الأسود، ولما بلغ ,أردوغان الثالثة عشر من العمر قرر والده الانتقال إلى اسطنبول بحثا عن فرص عمل اوسع على أمل ضمان مستقبل أفضل لأطفاله الخمسة.  وقد تعين على رجب طيب، وهو في صباه أن يبيع الليمونادة وكعك السمسم في شوارع الأحياء التي تتسم بقدر أكبر من القسوة في اسطنبول. ومع ذلك لم تمنعه هذه النشأة المتواضعة أن يعتز بنفسه.. فقد ذكر في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري التركي:  » لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا ».  وبعد أن أنهى ,أردوغان تعليمه الابتدائي التحق بمدرسة الأئمة والخطباء الدينية، ومنها إلى كلية التجارة والاقتصاد بجامعة مرمرة بإستانبول. وهو حائز على درجة جامعية في الإدارة من جامعة مرمرة في اسطنبول وقد لعب كرة القدم في شبابه على سبيل الاحتراف.  التحق بحزب السلامة الوطني الذي كان يقوده الزعيم الإسلامي المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين « نجم الدين أربكان » في السبعينيات .. وفى عام 1985 تولى أردوغان رئاسة فرع حزب الرفاه في إستانبول، وفى عام 1994 رشح طيب أردوغان على قائمة حزب الرفاه لرئاسة بلدية إستانبول، حيث حقق فوزا كبيرا، وأصبح عمدة للمدينة لمدة أربع سنوات استطاع خلالها ان يحقق أردوغان نجاحات مثيرة .  فقد انتشل المدينة من حالة الإفلاس التي كانت تواجهها، وتمكن من تحويل ديونها إلى أرباح، وحولها إلى مدينة نظيفة بعد تعزيز جهود النظافة العامة وتحسين أجور العمال ورعايتهم صحياً واجتماعياً.  كما تمكن من حلّ مشكلة مياه المنازل والبيوت التي كانت تؤرق الملايين من سكان المدينة عبر سنوات طويلة، فبعد أن كانت إمدادات المياه تنقطع لفترات طويلة عن مناطق العاصمة، تغير الوضع تماما وأصبح ضخ المياه يتم بصورة دائمة وطبيعية في جميع مناطق المدينة .  وتبنى أردوغان مشروع زرع مليون شجرة بأنحاء المدينة، من باب الحفاظ على نظافة البيئة، وكسبت المدينة الضخمة متنفساً وبقعا خضراء تساعد سكانها على التنفس والتنزه بشكل مناسب.  وفيما يتعلق بالخدمات الاجتماعية في المدينة، كان أردوغان يقدم الإعانات والمواد غذائية والنقود على الفقراء والمحتاجين من أهالي المدينة في المناسبات الإسلامية، وكان يذهب بنفسه لمتابعة توزيع تلك الإعانات.   (موقع السبيل أونلاين: العـ81ـدد 01 فيفري 2009 الموافق لــ 04 صفر 1430 هــ)

 

 

 


 

أكد أن حركته لا تستجدي الحوار نزّال ردّاً على عبّاس: « عش الدبابير » الذي أطلقتموه لن يهزّ شعرة فينا  

دمشق – المركز الفلسطيني للإعلام أكّد محمد نزّال؛ عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية « حماس » أن حركته لاتستجدي الحوار ولا تركض وراءه، وأنّ ما وصفه  » بعش الدبابير » الذي أطلقته « الرموز المهترئة » في رام الله وعمّان ضد مشعل « لن يهزّ شعرةً فينا ». وقال نزّال في تصريح صحفي وزّعه المكتب الإعلامي لحركة « حماس » ووصل « المركز الفلسطيني للإعلام » نسخة عنه اليوم الأحد (1/2) « لم نفاجأ باللهجة الإنفعالية التي تحدّث فيها محمود رضا عبّاس في القاهرة مساء اليوم، والتي انطوت على اتهامات باطلة ومزايدات رخيصة وتزّلف إلى مصر ليست بحاجة إليه ». وتابع قائلاً « ذلك يعكس حالة الارتباك والانفعال التي يعيشها عبّاس بعد الانتصار الكبير الذي حققته حركة « حماس » وفصائل المقاومة في قطاع غزّة؛ حيث كان عبّاس وبطانته ينتظرون انهيار « حماس » والمقاومة حتى يعودوا على الدبابات الإسرائيلية، بعد أن فرّ الكثير منهم بالملابس الداخلية إلى رام الله والقاهرة في حزيران 2007. وردّاً منه على تطاول بعض رموز المجلس الوطني الفلسطيني أمس في عمّان، إضافةً إلى الهجوم الحاد الذي شنّه عبّاس قبل قليل من القاهرة على المقاومة و »حماس » ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، قال نزال في الصريح الصحفي « إنّ « عش الدبابير » الذي أطلقته الرموز المهترئة في رام الله وعمّان والقاهرة ضدّ القائد المجاهد الكبير خالد مشعل وحركة « حماس »، لن يهزّ شعرةً فينا ولن يشوّه صورة الانتصار الكبير، الذي تحقق رغماً عن أنف هؤلاء المرجفين والمعوّقين والمثبطين والمتآمرين والمتخاذلين ». وختم التصريح الصحفي بالرد على الاشتراط الجديد الذي قاله محمود عبّاس اليوم والمتمثّل باعتراف حماس بـ »منظمة التحرير الفلسطينية ممثّلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني » حتى يتحاور معها؛ حيث قال نزّال « أمّا الاشتراط الجديد الذي أطلقه عبّاس للحوار معنا، فنطمئنه أنّنا لا نستجدي الحوار ولا نركض وراءه ».  

)المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام بتاريخ 01 فيفري 2009)

 


 

وقائع ترصد ملحمة بطولية خاضها ثلاثة مجاهدين من »القسام »بعد أسر جندي صهيوني

 

السبيل أونلاين – غزة يوماً تلو الآخر تتكشف ملاحم البطولة التي سطرها مجاهدو « كتائب الشهيد عز الدين القسام » الجناح العسكري لحركة « حماس » خلال معركة الفرقان، وقدموا خلالها نموذجاً للمقاوم المجاهد الذي يقاتل حتى الطلقة الأخيرة ويفضل الشهادة على الاستسلام. إنها حكاية ثلاثة مجاهدين من « كتائب القسام » نجحوا في أسر أحد الجنود الصهاينة، وخاضوا قتالاً أسطورياً وقدموا ملحمة بطولية للحفاظ عليه لمدة يومين، ولم يستجيبوا لدعوات الاستسلام التي وجهها لهم الاحتلال عبر عدد من المدنيين الفلسطينيين قبل أن يقدم الاحتلال على قصفهم مع المنزل بشكل كامل ما أدى إلى استشهادهم ومقتل الجندي الصهيوني. الجانب الأول من الحكاية كشف عنه « أبو عبيدة » المتحدث باسم « كتائب القسام » في مؤتمره الصحفي عقب اندحار قوات الاحتلال عندما أكد تمكن المجاهدين في الخامس من كانون الثاني / يناير الجاري من أسر جندي صهيوني بواسطة كمين محكم، واحتفظوا به لمدة يومين في أحد المباني على أرض المعركة. وأشار إلى أن العدو أرسل إلى المكان أحد المواطنين الذين اختطفهم كدروع بشرية لمساومة المجاهدين لتسليم الجندي، إلا أنهم رفضوا تسليم أنفسهم أو تسليم الجندي، وهنا تدخل الطيران الحربي الصهيوني وأقدم على قصف المكان وقُتل الجندي واستشهد في العملية ثلاثة من مجاهدي القسام وهم: محمد فريد عبد الله، محمد عبد الله عبيد، وإياد حسن عبيد. الجانب الآخر للحكاية رواه المواطن الفلسطيني مجدي عبد ربه الذي استخدمته قوات الاحتلال كدرع بشري من أجل إقناع المجاهدين على الاستسلام لصحيفة « اندبندنت » البريطانية. بداية المعركة وأفاد تقرير (للمركز الفلسطيني للإعلام) ان القصة بدأت في اليوم الثاني للهجوم البري الصهيوني، في الخامس من كانون الثاني (يناير) عندما وصلت قوة صهيونية برفقة فلسطيني كان مستخدم كدرع بشري » إلى منزل المواطن مجدي عبد ربه، وهو أحد العاملين في مخابرات رئيس السلطة منتهي الولاية محمود عباس في عزبة ربه في جباليا شمال قطاع غزة. وبعد أن طلب منه الجنود أن يخلع قميصه وبنطاله للتأكد من انه لا يحمل سلاحاً، أمروه أن يطلب من زوجته وجدان (39 سنة) وأفراد العائلة الخروج. وبعد ذلك أشهر ثلاثة جنود السلاح في وجه عبد ربه بينما عائلته لا تزال في الباحة، وقام الجنود الصهاينة بتفتيش منزله من أسفله إلى أعلاه، ثم سأله الجندي الصهيوني الذي يتحدث العربية عن المنزل المجاور لمنزله، قال لهم انه يعتقد أن لا احد في ذلك المنزل. يقول مجدي: « وصل أحد الضباط واصدر أوامره بتفتيش المنزل المجاور، حينها سار الضابط في المقدمة بحذر على الدرج وبندقيته « إم 16″ موجهة إلى الأسفل، وأنا خلفه وكان الجنود ما زالوا يشهرون السلاح خلفه، وفجأة بدأ الضابط يصيح في جنوده ». وأضاف: « عدنا أدراجنا على السلالم، وقد سحبني الجنود ووقعت مرتين، ذهبنا إلى منزلي ». وأصبح ما شاهده الضابط الصهيوني واضحاً عندما تعرض الجنود فجأة وهم على أهبة الاستعداد القصوى خارج ساحة منزل عبد ربه لإطلاق النار عليهم، نقل عبد ربه إلى مسجد قريب كان مليئا بالجنود ووضع القيد على يديه وطلب منه أن يجلس هناك. سنطلق عليك النار بعد 15 دقيقة من الصمت أطلق مجاهدو « كتائب القسام » النار مرة أخرى، وواصل عبد ربه رواية حكايته قائلاً: « اتخذ الجنود مواقع لهم عند نوافذ المسجد وبدؤوا في الرد على النار، وبدأت أصيح موجها كلامي للجندي الذي يتحدث العربية: « زوجتي وأبنائي في خطر هناك ». فقيل له « اصمت وإلا سنطلق عليك النار ». يضيف عبد ربه: « انهرت وبدأت في البكاء، وخشيت أن تكون عائلتي قد قضت نحبها ». بقي عبد ربه محتجزاً لدى القوات الصهيونية لمدة يومين، وكان مقيداً لبعض الوقت، وظل مصاحباً لتلك الوحدة الصهيونية في تحركها في المنطقة، وفي أحيان كثيرة تحت وابل كثيف من النيران، وفي إحدى المرات طلب منه أن يفتح أبواب سيارتين في منزل آخر للتحقق منهما، قبل النداء على الساكنة في الطابق الأرضي. بعد ذلك أمره الجنود في فترة بعد الظهر أن يتوجه لتفحص المبنى المدمر الذي كان مقاتلو « حماس » يقبعون فيه. « قلت إنني لن اذهب. قد يقتلونني. ولدي زوجه وأطفال ». وأشار إلى أن الضابط الصهيوني أبلغه « أطلق 10 صواريخ وقتلناهم »، وطلب منه أن يذهب إلى المنزل ويحضر الأسلحة بعد أن تلقى ضربة من عقب بندقية وركلة لتنفيذ الأمر، « ذهبت إلى منزلي ورأيت أن عائلتي ليست هناك. بحثت عن آثار دماء، فلم أجد شيئا. كان خاليا. وعندما نزلت على الدرج كنت أصيح قائلا « أنا مجدي » كي لا تذهب بهم الظنون ويعتقدوا أنني إسرائيلي ويطلقون النار علي ». ما أن اقترب من باب الشقة حتى شاهد احد المقاتلين وبندقيته مشهورة يقف لحراسة القاعة وخلفه اثنان آخران، بقي عبد ربه في الممر، وقال لهم إن جنود الاحتلال يعتقدون أنهم أموات. « سألوني أين موقع الجنود وقلت لهم إنهم منتشرون في كل مكان. فطلبوا مني أن أغادر المكان ». وقال: « كانوا ثلاثة رجال يحملون بنادق « كلاشنيكوف إيه كيه 47 » ويرتدون ملابس التمويه وقبعات على رؤوسهم تظهر عليها علامة « كتائب عز الدين القسام »، كانوا لا يزالون أحياء وان كان واحد منهم قد أصيب بجروح بالغة، واقنع عبد ربه أن يشد الرباط حول ذراعه الأيمن. كان أصغرهم – ربما 21 سنة – يحتمي وراء قطعة من المبنى المهدم، حيث يمكنه أن يشاهد القوات الصهيونية التي أرسلت الزائر. قال لهم عبد ربه بصوت متهدج « أرسلوني مرة ثانية إليكم لكي آخذ منكم أسلحتكم، قالوا لي إنكم أموات ». رد عليه الأصغر سنا بتحد واضح: « قل للضابط، إذا كنت رجلا فتقدم إلى هنا ». طلب منه الجنود المختبئين خلف حائط منزل على بعد 100 متر، أن يتعرى للتأكد من انه لا يخفي أي سلاح بعد مغادرته المنزل، بعد ذلك طلب منه أن يقوم برحلة ثالثة إلى موقع المقاتلين، ويقول عبد ربه إن الضابط الإسرائيلي شتمه وركله بعد أن استمع إلى تقريره. بعد وقت قصير قامت مروحية « أباتشي » بإطلاق ثلاثة صواريخ يقول إنها « دمرت » المنزل الذي كان فيه المقاتلون. لا زالوا أحياء هبط الظلام عندما أمرته القوات الصهيونية بالذهاب إلى ذلك المنزل مرة أخرى، إلا أن عبد ربه أقنعهم أن المشي عبر الركام من منزله أمر مستحيل في الظلام. « واصلت السؤال عن عائلتي، وكان ردهم باستمرار أنهم لم يصابوا بأذى ». ومن عجب أن المقاتلين كانوا لا يزالون أحياء، وأطلقوا النار مرة أخرى. ثم اخذ السيد عبد ربه إلى منزل آخر وأمر بالبقاء هناك مكبل اليدين في البرد و »قلقاً على عائلتي وبيتي ». وحضر الجنود الصهاينة لأخذه مرةً أخرى في السادسة والنصف صباحاً مؤكدين له « لقد قتلناهم الليلة الماضية » وأمروه بالذهاب ليرى. وشرح السيد عبد ربه: « قلت: كيف يمكن أن اذهب؟ سقف بيتي مدمر، الأمر خطير جداً ». ولكنه استطاع، بعد أن لم يتركوا له خياراً، الوصول إلى الدرج والنزول بحذر وهو ينادي كما فعل مرتين من قبل. وقال: « رأيت كل شيء مدمراً. كانوا جميعهم جرحى ولكن الشخص الذي كان ينزف كان الأسوأ حالاً. كان يرفع أصبعه ويقول: لا اله إلا الله ». لن نستسلم أبداً ويضيف « كان احددهم ممدداً تحت الأنقاض لكنه كان ما يزال حيَاً. قال الشخص الأفضل حالاً إنهم لا يمكن أن يستسلموا أبدا وأنهم سيصبحون شهداء. وذكر لي احدهم اسمه طالباً مني أن أوصل رسالةً إلى عائلته ». وقال السيد عبد ربه إن جنود الاحتلال بدؤوا بإطلاق النار بينما كان هناك وانه ركض هارباً. وأوضح: « عدت إلى الجيش وكذبت عليهم. قلت: قالوا لي أنهم سيقتلونني إذا عدت ». ثم استخدم الجنود الإسرائيليون مكبراً للصوت ليخاطبوا المسلحين بالعربية: « لكم عائلات. اخرجوا وسنأخذكم إلى المستشفى ونعتني بكم. المنطقة مليئة بالقوات الخاصة. قادة حماس كلهم مختبئون تحت الأرض ». قال عبد ربه: « بينما كانوا يتحدثون كذلك، أطلقت النار من جانب مقاتلي كتائب القسام مرة أخرى، ودفعني الضابط إلى الجدار وقال: أنت تكذب علي. يوجد أكثر من ثلاثة هناك ». آخر مهلة .. 15 دقيقة ثم أمر الجنود اثنين آخرين من السكان بأخذ كاميرا إلى المنزل لتصويره وتصوير مقاتلي « حماس ». وبعدئذ أرسل الجيش كلباً عاد مجروحاً وسرعان ما توفي بعد ذلك. ثم قيل للمسلحين: « أمامكم 15 دقيقة للخروج من دون ملابس ورافعين أيديكم. إذا لم تفعلوا، فسنهدم البيت عليكم ». وبعد 15 دقيقة، حسبما قال عبد ربه، تحركت جرافة بين المنازل والجامع، ودمرت أجزاء كبيرة من بيته قبل أن تقوم بهدم منهجي للبيت الذي كان المسلحون بداخله. وكان يوم الثلاثاء قد بلغ منتصفه عندئذ. رأى السيد عبد ربه قبل أخذه بعيداً منزله المدمر رؤية واضحة، كما رأى المنزل المهدوم بجانبه وجثامين مجاهدي كتائب القسام الثلاثة ممدة على الأنقاض. وهكذا آثر مجاهدو القسام على الاستشهاد على الاستسلام يقدموا نموذجاً فريداً في التضحية والفداء. (موقع السبيل أونلاين: العـ81ـدد 01 فيفري 2009 الموافق لــ 04 صفر 1430 هــ)


حماس ترفض شروط الإحتلال..وتشكيل مرجعية فلسطينية جديدة

 

السبيل أونلاين – وكالات أكّدت حركة المقاومة الإسلامية « حماس » رفضها للشروط الإسرائيلية للتوصل إلى تهدئة والتي تضمنت الإفراج عن شاليط وحزاماً أمنياً بعمق 500 متر داخل قطاع غزة. وقال صلاح البردويل القيادي ورئيس وفدها إلى القاهرة أمس: « قلنا بشكل واضح أن لدينا تصوراً وقائمة قدمناها إلى مصر والكرة في ملعب الجانب الإسرائيلي وإذا كانوا يريدون الإفراج عن جلعاد شاليط عليهم أن يقدموا الثمن مقابل ذلك فإن في السجون الإسرائيلية أحد عشر ألف أسير ينتظرون الإفراج عنهم ». وقال البردويل لقناة الجزيرة في مقرها بالدوحة أن حماس ترفض أن تشمل التهدئة الإفراج عن شاليط، وأضاف » لا يمكن دمج التهدئة بالإفراج عن شاليط وإذا أرادت (إسرائيل) الإفراج عنه فعليها دفع الثمن المناسب له ». وأشار إلى أن (إسرائيل) تطالب بإيجاد حزام أمني من قطاع غزة بعمق 500 متر، مؤكداً على أن هذا الأمر لا يحتمل لأنه سيفقد القطاع سلته الغذائية وسيكون حجة للإسرائيليين في قتل كل من يذهب إلى هناك بحجة أنه يعمل مع المقاومة. وشدد على أن « حماس لم تشعر بالهزيمة وأن (إسرائيل) تلملم نفسها وتحاول أن تظهر بأنها انتصرت »، متسائلاً: » على من انتصرت هل انتصرت على الأطفال والنساء؟، لكنها لم تنل من عزيمة المقاومة على الأرض على الإطلاق ولذلك في هذا الإطار نحن نتفاوض ونقبل تهدئة وصفقة تبادل أسرى ». وقال: « نحن نفترض أن هذه هي المطالب الإسرائيلية لأن ما نقل منه حرفياً هو مطالب الجانب الإسرائيلي لهذه التهدئة ونحن ندرك تماماً أن الجانب الإسرائيلي في أمس الحاجة إلى التهدئة والإفراج عن شاليط لأنه هناك أهداف انتخابية خاصة بهذه المرحلة بالذات ». وأضاف « مع ذلك يبدو أن هناك سقفاً تفاوضياً معيناً وعندما رفضنا ذلك قيل لنا أنه سيحدث نوع من المرونة وأنتم راجعوا أنفسكم إلى أن اتفقنا على أن نعود إليهم وأبدينا تحفظاتنا على كل ما طرح ثم سنذهب إلى القاهرة بعد يومين أو ثلاثة أيام قبل موعد 5/2 لنقول لهم بوضوح أن هذه النقطة لا يمكن أن تمر ». وحول موضوع الإعمار أكد البردويل أن « حماس أبدت مرونة عالية وأنها لم تمانع بعدم تسييس الإعمار والبحث عن أي آلية لإدخال هذه المعدات وعملية الإعمار بالتعاون بين المانح والمقاول مباشرة »، مبيناً أنه بعد ذلك قيل لهم حتى الإعمار لا يمكن أن يتم إلا في ظل تهدئة وبالتالي ستسيس العملية. تشكيل مرجعية جديدة تمثّل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج تدرس فصائل المقاومة الفلسطينية في العاصمة السورية دمشق حالياً تشكيل مرجعية فلسطينية جديدة تمثّل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وهو ما كان أعلنه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة « حماس ». وأكّد مصدر فلسطيني واسع الاطلاع لـ « المركز الفلسطيني للإعلام » أنّ لجنة المتابعة العليا المنبثقة عن المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي انعقد في دمشق شهر كانون ثاني 2008 « تدارست تشكيل قيادة وطنية متّحدة تكون مرجعية وطنية جديدة تمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وتكون على مستوى تطلعاته وإنجاز الحقوق والحفاظ على الثوابت الوطنية ». وأوضح المصدر أنّه من المقرر « أن تضم هذه المرجعية كافّة فصائل المقاومة الفلسطينية إضافةً إلى شخصيات وطنية تؤمن بخيار المقاومة »، لافتاً النظر إلى أنّه « تم تكليف تحالف القوى الفلسطينية في دمشق لإعداد مشروع لهذه المرجعية خلال شهر واحد ». أشارت المصادر إلى أنّ هذه الخطوة « جاءت في ظل تعنّت محمود عباس ورفضه إعادة بناء منظّمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية حسب اتفاق القاهرة 2005 ». من جهة أخرى دعا المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحكومة رئيس الوزراء اسماعيل هنية في غزة، الناطقين الإعلاميين والمسؤولين ووسائل الإعلام بعد الرد على التصريحات الهجومية، التي شنها محمود عباس, على المقاومة وحركة المقاومة الإسلامية « حماس ». وكان عباس قد شن هجوماً واضحاً خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله, يوم الأربعاء (28/1)، على المقاومة الفلسطينية بغزة وعلى حركة المقاومة الإسلامية « حماس »، محاولاً بذلك التقليل من شأن الانتصار الذي حققته المقاومة بغزة. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي على ضرورة عدم الرد على هذه التصريحات الهجومية من قبل عباس، معللا ذلك بأن عباس « لم يرتقِ إلى قطرة دم سالت في قطاع غزة ».

(موقع السبيل أونلاين: العـ81ـدد 01 فيفري 2009 الموافق لــ 04 صفر 1430 هــ)

 


 

 

ثنائية البرامج تفرض ثنائية التمثيل  

شاكر الجوهري سنوات العلاقة الطويلة التي جمعتني مع الأخوين سليم الزعنون، وعزام الأحد، وتأييدي لبعض مواقفهما، أظنه يعطيني الحق في مناقشة بعض آخر من هذه المواقف..فضلا عن أن فلسطين تظل هي الهدف، وجميع الفصائل، وفي المقدمة منها « فتح » التي تشرفت بالإنتماء لها منذ بداياتها الأولى، وكذلك حركة « حماس »، التي تربطني علاقات حميمة مع كثير من اقطابها واعمدتها..تظل مجرد وسائل وأدوات نضالية من أجل فلسطين، لا يمكن أن ترتقي لتصبح هي الهدف. المناقشة التي اعتزمها تنصب على تمثيل الشعب الفلسطيني، العنوان الذي تجددت اثارته عقب دعوة خالد مشعل لتشكيل مرجعية فلسطينية جديدة، ولم يقل أبدا أنها ستكون بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية..ربما لأنه يعتزم التخلص مرة واحدة وللأبد من علاقة لا يريدها مع « لعيبة ثلاث ورقات » يفاخرون بقراءة الممحي، ومحو المكتوب..! هل ما زالت منظمة التحرير الفلسطينية تمثل جميع ابناء الشعب الفلسطيني..؟ السؤال يستدعي اجابة جريئة بقدر ما تكون موضوعية. لقد حصلت حركة « حماس » في انتخابات المجلس التشريعي على الأغلبية الساحقة من أصوات الناخبين الفلسطينيين، وهي ليست عضوا في منظمة التحرير. وهذا يعني بصراحة أن الذين صوتوا لـ « حماس »، إنما صوتوا في حقيقة الأمر ضد منظمة التحرير، وضد تمثيلها للشعب الفلسطيني ما داموا انتخبوا ممثلين لهم من خارج المنظمة..! لا يجادل عاقل في هذا.. هل تراجعت شعبية « حماس » خلال السنوات التي أعقبت الإنتخابات التشريعية..؟ كل المؤشرات تؤكد أنها في ازدياد، ولنعدد: أولا: المظاهرات الجماهيرية غير المسبوقة دعما لحركة المقاومة الإسلامية، التي تخرج في قطاع غزة، بما في ذلك تحت القصف الإسرائيلي. وكذلك في الضفة الغربية، بالرغم من تعرضها للقمع والتفريق بالقوة. ثانيا: المظاهرات الجماهيرية الكاسحة التي خرجت تأييدا لـ « حماس » في عموم الدول العربية والإسلامية والأجنبية. لا تقولوا إن هذه المظاهرات خرجت تأييدا للمقاومة الفلسطينية، وليس لـ « حماس »، وأن « فتح » هي قائدة المقاومة..! هذا كلام لا يجد من يرفعه من مكانه، خاصة وأن في رأس كل منا أذنين اثنتين سمعتا بكل وضوح أن الذين هتفوا لـ « حماس » والمقاومة، هتفوا في ذات الوقت « يا عباس يا جا… »وأظنكم سمعتم بقية الهتاف..! هل يمكن أن يمثل الشعب من يتهمه شعبه بأنه « جا.. »..؟! لقد ذهب صديقي عزام في غمرة انفعاله، وهو يتحدث أمام أعضاء المجلس الوطني في الأردن حد القول إن عباس « خص نص »، وليس منظمة التحرير، هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني..! طيب بدلالة ماذا يا صديقي..؟! موقف « فتح » معلن على لسان محمود عباس، الذي يواصل المجاهرة بالحديث عن عبثية المقاومة، وأنه يحصر خياراته فقط في المفاوضات. بل هو طالب رجال الأجهزة الأمنية، من على شاشات التلفزة بقتل كل مقاوم، وكل من يحمل سلاحا. في إطار هذا الموقف يجري ويتواصل تنفيذ خطة دايتون التي تقضي بتفكيك حركة « حماس »، وعموم فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة، وتجهيز لوائين عسكريين في الضفة ليستعيدوا السيطرة على غزة. والخطة منشورة. وبالطبع، فإن خطة دايتون وضعت في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من خارطة الطريق، التي تنص على تفكيك ونزع أسلحة فصائل المقاومة الفلسطينية. هل يعقل أن يتم العمل على تفكيك فصائل المقاومة في الضفة دون التخطيط لمحاولة فعل ذلك في قطاع غزة..؟ وهل يمكن أن تنزع سلطة عباس أسلحة المقاومة في الضفة، وتقاوم في غزة، كما يزعمون..؟ وهل يعقل أن تعلن اسرائيل اعتزامها القضاء على مقاومة « حماس » والترحيب بمقاومة « فتح » في غزة..؟! وهل يعقل أن يتعاون عباس وسلطته في الضفة مع اسرائيل والجنرالين الأميركيين دايتون وجونز لنزع أسلحة كتائب شهداء الأقصى، ولا يتعاون مع اسرائيل لإنجاز ذات الهدف في قطاع غزة..؟! هذا كلام مماثل لما يسعى البعض إلى تسويقه، محاولا نفي أن عباس رفض صرف مخصصات شهيد لمن استشهد على عاتقه من مناضلي « فتح » في مقاومة العدوان على غزة..! هل يعقل أن يصرف مخصصات شهيد لأسر الذين حملوا السلاح، وهو الذي أمر أجهزته الأمنية بقتل من يحمل السلاح..؟! حدثوا العاقل بما يعقل..!! ثالثا: نتائج استطلاعات الرأي العام، وما تظهره من انحدار نسبة الذي يرون في منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا للشعب الفلسطيني إلى فقط خمسة بالمئة من المصوتين في استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة « المستقبل العربي » الألكترونية، مقابل 79 بالمئة صوتوا ضد هذا التمثيل، وقال 16 بالمئة أنهم لا يعرفون..! فقط خمسة بالمئة، وتصرون على وحدانية شرعية التمثيل..؟! منظمة التحرير الفلسطينية لم تعد الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. هذه حقيقة لا تستوي معها أية ادعاءات، تقف عاجزة أمام السؤال: ومن الذي يمثل ناخبي « حماس »، والذين تظاهروا بمئات الألوف من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، داعيك عن الذين لم يتظاهروا لأسباب متعددة..؟ لقد أثبتت مظاهرات التأييد للمقاومة، رفض الشعب الفلسطيني لبرنامج عباس. فهل يعقل أن يرفض الشعب البرنامج، ويتمسك بصاحب البرنامج..؟!! شعبنا ليس، ولم، ولن يصبح حمارا..!! هنالك ثنائية برامجية تفرض ثنائية تمثيل.. من يمثل الأغلبية، ومن يمثل الأقلية، هذه يحسمها الرأي العام، وقد حسمها في المظاهرات والمسيرات الشعبية التي طافت شوارع فلسطين وكل مدن العالم. ومن يقل غير ذلك، فليتفضل وينزل للشارع ويرنا حجمه، لأن الصوت العالي والحواجب المرفوعة على شاشات التلفزة لا تغير من الأمر شيئا..! هنالك ثنائية برامجية نجمت عن تراجع عباس عن المقاومة شعارا ومنهجا وممارسة، وتحوله إلى معاداة المقاومة، والمقاومين. من حق عباس أن يقرر الموقف السياسي الذي يؤمن به، تماما كما هو من حق الشعب الفلسطيني أن يقرر من يمثله..! ومن حق الصديقين سليم الزعنون وعزام الأحمد أن ينحازا لهذه الوجهة أو تلك..لهذا الإجتهاد أو ذاك..لوجهة النظر هذه أو تلك، آخذين في الإعتبار أننا في زمن بات كل شيئ فيه وجهة نظر..! غير أنه يعز علي كثيرا، من موقع المحبة والإحترام اللذين اكنهما لهما أن يقفا في الخندق المقاوم للمقاومة..!! وصلني الكثير من العتاب على لسان الأخ الكبير أبو الأديب، على ما سبق لي نشره من تفاصيل شابت انعقاد جلسة المجلس المركزي الفلسطيني الأخيرة في رام الله، التي انتخب عباس فيها رئيسا لدولة الكرتون الفلسطينية..! أريد فقط أن أطرح سؤالا واحدا: لو أن عباس لم يحظ برئاسة هذه الدولة الكرتونية، هل كان بإمكانه أن يغامر بالموقف الذي اتخذه ضد المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة، محملا اياها المسؤولية عن دمار القطاع..؟ لقد تخفف بهذا الإنتخاب من عبء انتهاء ولايته كرئيس للسلطة، وتسلح برئاسة لا أحد يعرف متى تبدأ ولا متى تنتهي، فضلا عن أنها لا تحتاج لأكثر من مواصلة صرف الرواتب والمخصصات والموازنات للناخبين الكرام من أعضاء المجلسين الوطني والمركزي، وعدم وقفها..! أخي الكبير أبو الأديب.. أخي العزيز عزام.. لا أريد أن أصدق كل ما يقال من كلام تتخلله ارقام عن أسباب تبدل وتغير المواقف.. في ذات الصالة التي شنت فيها الحرب الضروس على خالد مشعل وحركة « حماس »، وتم فيها نفي أنه كانت هناك مقاومة في غزة، فضلا عن أنها انتصرت، وتبني وجهة النظر الإسرائيلية كاملة بأن اسرائيل قررت وقف إطلاق النار من جانب واحد، لعدم وجود مقاومة.. في ذات هذه الصالة، حيث لم يشر بحرف واحد ضد اسرائيل، أو بإيمائة أو غمزة أو لمزة، كتلك الغمزات واللمزات التي كالها عزام لأبو اللطف لأنه حيا المقاومة الباسلة في غزة، مؤكدا أنها أنهت زمن الهزائم الفلسطينية.. في ذات هذه الصالة، وبحضور ذات الشخوص تقريبا، قال عزام قبل عدة أشهر، وسط تهلل وجه أبو الأديب، لا أحد سواه..إن ياسر عبد ربه وسلام فياض يريدان إعادة صياغة حركة « فتح » ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وفقا للمقاييس الإسرائيلية والأميركية. حسنا.. هل تراجعا عن هذا المخطط، أم أنهما يواصلانه..؟ إن كانا قد تراجعا، فلم لم تخبراننا..؟ ومتى وكيف..؟ وما هو موقفهما الجديد، حتى نعدل نحن أيضا موقفنا منهما، وأحدهما كان صديقا وأخ لصديق عزيز رحمه الله..؟! وإن كانا لم يتراجعا فلم صالحتاهما في رام الله على هامش جلسة المجلس المركزي، وعلى مائدة أبو هشام..؟! أليس من حقنا أن نعرف تفاصيل المصالحة، بدلالة أنكما سبق لكما أن صارحتمانا بتفاصيل الخلاف..؟! في ذات هذه الصالة أيضا أخبرتنا أخي عزام أن الضغط الأميركي الإسرائيلي هو الذي جعل عباس يتراجع عن إعلان صنعاء الذي وقعته أنت مع الدكتور موسى أبو مرزوق، وسبق لك قول ذلك في مناظرتك الشهيرة مع نمر حماد عبر قناة الجزية..! فكيف بك تريد اقناعنا الآن بأن « حماس » هي التي ترفض الحوار والدخول في منظمة التحرير..؟ بقي السؤال: هل صحيح أن جلسة السبت هدف منها من بين اشياء أخر تهيئة الأجواء لدعوة المجلس الوطني المنتهية ولايته منذ شباط/فبراير 1991 للإنعقاد لعدم امكانية مواصلة انتظار قبول خالد مشعل وحركة « حماس » والجهاد الإسلامي الدخول في عضوية منظمة التحرير الفلسطينية..؟ لقد بدأ صديقي عزام يهيئ لهذه الدعوة قائلا إن هدف الجلسة التي يدعو لها هو استكمال عضوية المجلس المركزي واللجنة التنفيذية، وعدم جواز انتظار خالد مشعل. ألم يكن هذا الهدف تحديدا هو ما رفض أخي الكبير أبو الأديب لأجله دعوة المجلس الوطني للإنعقاد حين ارتأى ياسر عبد ربه عقده لذات السبب، وساق لنا مبررات قانونية أكثر من كافية تسند موقفه الرافض..؟ بم سيبرر لنا تراجعه عن ذلك الموقف المشرف، إن تراجع..؟! فصل الخطاب: هنالك من لا يريد دخول « حماس » والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير، بشهادة الصديق محمد أبو ميزر التي أدلى بها أمام جميع الأعضاء الذين حضروا اجتماع السبت. هنالك من يريد أن يستأثر بالقرار وحده، ومن « يتوشوش معهم » من غير الفلسطينيين. ولأن هذا هو السبب يتم رفض تفعيل لجان المجلس الوطني ودوائر منظمة التحرير، مهما طالبت بهذا ليلى خالد، ما دامت الشراكة مرفوضة في غير ما يخصص للمؤلفة قلوبهم من مخصصات ورواتب وموازنات، « والذي منه »..!! فصل الخطاب ما قاله أبو حاتم، وهو عضو مؤسس، كما أنه عضو سابق في اللجنة المركزية لحركة « فتح ».. « قيادة فتح هي التي أفقدت منظمة التحرير فعّاليتها، وهي غير مؤهلة لإعادة تفعيل منظمة التحرير »..!!  المصدر: المستقبل العربي  

)المصدر: موقع المستقبل العربي الإلكتروني بتاريخ 2 فيفري 2009)

 


 

اليسار الفلسطيني بين المقاومة والدولار  

أحمد الفلو* بينما كانت قيادة المقاومة تدير معركة الفرقان بكل شجاعة و اقتدار, فإننا كنا نشاهد كماً هائلاً من البيانات العسكرية الصادرة عن أدعياء المقاومة الصادرة عن جبهات اليسار الكاذب بأنهم قصفوا و تصدوا للإسرائيليين دون أن نرى لهم أثراً على أرض المعركة. بل كنا نشاهد ممثليهم و قادتهم يراقبون المعركة من دهاليز القصر الأسود في رام الله، وهم يحيطون برئيسهم وهو يشتم المقاومة ويدينها.. وأقصد هنا تحديداً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية، وجبهة التحرير العربية، وجبهة النضال الشعبي/جناح عباس، وحزب الشعب الفلسطيني (الشيوعي)، والتي بمجموعها لا تمثل أكثر من 3% من مجمل التكوين السياسي الفلسطيني. و ربما كان وصف الأخ احمد جبريل معبراً جداً بقوله « إن فصائل المنظمة كانت تنتظر فرصة الحرب على غزّة وهزيمة المقاومة فيها بغرض الانقضاض عليها وأنها تعطي الغطاء للسلطة وحركة « فتح » للاستيلاء على منظمة التحرير ».   و منذ فوز حركة « حماس » في الانتخابات التشريعية، مشفوعة بإخفاق شبه كامل لجبهات اليسار، فإن حالة من الذعر والتخبُّط دبَّت في أوساط تلك الأخيرة بعد شعورها بالرفض الشعبي لها من جهة، و لخوفها من فقدان سلطة راعيها ومعيلها وممولها الأساسي، وهو حركة فتح.   هذا من جهة، و لعل الانحياز الشعبي الكاسح لجانب عدوهم التاريخي المتمثل بالعقيدة الإسلامية, كل ذلك قد فاقم من حالة الهلع التي أصابتهم من جهة أخرى, وعليه فإن أهداف التحركات السياسية لهذه الفصائل تنحصر بمجموعة من التكتيكات و الأهداف هي:   1─ ركوب الموجة الشعبية الداعمة للمقاومة في العلن, و في الوقت ذاته يرتمي قادتهم عند بلاط مليكهم محمود عباس الذي يغدق عليهم من أموال دايتون ليعيشوا حياة البذخ والرفاهية على حساب دايتون تارة، ومن موازنة المساعدات التي تتلقاها سلطة رام الله من الدول العربية الداعمة لها تارة أخرى.   إنهم يعيشون حياة مخملية وادعة، لكنهم يطلقون شعارات المقاومة وأنهم ضد الفساد، بينما هم ينغمسون في الفساد حتى أرنبة آذانهم, و تتبدى حماقة هؤلاء اليساريين في محاولة استجهالهم واستغفالهم للشعب الفلسطيني، وبقية العرب، حين يتظاهرون بتبني الخط المقاوم، بينما هم يتمسحون ببلاط عباس.    وأعتقد أن وجود عبد الرحيم ملوح من الجبهة الشعبية، وكذلك تيسير خالد عن الجبهة الديمقراطية، ورياض المالكي.. وجودهم في صالون قصر عباس خير شاهد على ذلك الارتماء اليساري على أعتاب عباس.        2─ منذ اليوم الأول لتحرير قطاع غزة من اللصوص والمجرمين، وما رافق ذلك من عودة الأمن والاستقرار الداخلي، أصدرت فصائل اليسار بيانات واضحة تطالب بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 14حزيران/يونيو 2007 وعودة سلطة أوسلو. وهذا مؤشر واضح على مدى عمق العلاقة التي تربط بين الأوسلويين وبين اليسار, في حين لم نسمع كلمة اعتراض واحدة من اليساريين بشأن كثير من الخطايا التي تمارسها قيادة السلطة مثل التنسيق الأمني مع العدو, و التنازل عن الأرض الفلسطينية، أو التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني, بل اتجهت نشاطات اليساريين نحو إسقاط حكومة المجاهد اسماعيل هنية، والدعوة للإضرابات والتظاهر في وجه حكومة المقاومة في ذات الوقت الذي دعتهم حركة « حماس » للاشتراك في حكومة تتبنى المقاومة.        3 ─  ومن ضمن الأساليب التي اتبعها هؤلاء اليساريون أن يجتمع اثنان أو ثلاثة أفراد منهم ويقوموا بإنشاء جماعات حقوق الإنسان للحصول على أموال الدول الأوروبية الرأسمالية، فأصبحنا نشاهد ذلك الانتشار البكتيري الهائل لجماعات حقوق الإنسان التي تبحث ليل نهار عن حادثة هنا أو معتقل هناك في قطاع غزة، لكي ترسل تقاريرها إلى عواصم الرأسمالية الغربية اليمينية، بهدف النيل من سمعة الحكم العادل والرشيد في قطاع غزة، ودون أن تلحظ  منظمات حقوق الإنسان اليسارية تلك،  و لو لبرهة، جرائم الاغتيال و التعذيب والاعتقالات التي تمارسها حكومة فياض, ويبدو أن اليساريين قد أجادوا مهنة جمع المال بمهارة كبيرة على مبدأ تنويع موارد التكسب على حساب فلسطين, فأموال من أوروبا الرأسمالية تضاف إلى أموال الإمبريالي الأميركي دايتون، إضافة إلى ما تجود به أيدي محمود عباس السخية عليهم, وهذا ما يفسر معارضتهم الدائمة لكل ما تطرحه حركة « حماس » وتبنيهم لتوجهات قصر المقاطعة.       يود اليساريون تحقيق المعادلة المستحيلة التي تجمع ما بين التظاهر بالمقاومة، و ما بين التحالف مع النهج الأميركي.. أي أنهم تقدميون على طريق الرجعية, و يمكن اعتبار تلك الشراذم اليسارية صناعة احترافية قد برع بها القائمون على الحراك السياسي الفلسطيني في سعيهم لطمس الهوية الإسلامية للجهاد الفلسطيني طيلة النصف قرن المنصرم, بحيث تمكن هؤلاء من إيجاد مسارب محددة تستوعب طاقات الشباب العربي  لتنحصر فيها تلك الطاقات المخلصة، بعيداً كل البعد عن طريق الإسلام, و هذا ما جعل الحركة التي أسسها الإمام المجاهد احمد ياسين مفاجئة سياسية واجتماعية ضخمة ومن الطراز العالمي، حيث تمكنت حركة « حماس » من صنع التاريخ، وصياغة احداثه، وأصبح الفعل الإسلامي المجاهد هو الذي يؤثر في حركة التاريخ, ولم يعد الفلسطينيون بفضل هذه الحركة المباركة مفعولاً به منصوباً عليه، بل أصبح فاعلاً رافعاً للتوحيد يسجل أحداث التاريخ .      *كاتب فلسطيني  ahmedfelo@hotmail.com   )المصدر: موقع المستقبل العربي الإلكتروني بتاريخ 2 فيفري 2009)

 


 

مقابلة مع الدبلوماسي الأمريكي جون براون: « علي واشنطن أن تنصت جديا لآراء العالم »

 

بقلم وليام فيشير نيويورك, فبراير (آي بي إس) – أكد جون بروان، خبير الدبلوماسية العامة والأستاذ بجامعة جورج تاون الذي إستقال من وزارة الخارجية الأمريكية بعد 20 سنة من العمل بها لإعتراضه علي غزو العراق، أن الإدارة الأمريكية « يجب أن تنتبه بكل جدية لوجهات النظر الأخري في العالم ». وتحدث براون في مقابلته مع وكالة انتر بريس سيرفس، عن ما ينبغي أن تفعله إدارة الرئيس باراك أوباما لإنتشال سمعة الولايات المتحدة في الخارج، التي أكد أنها إنهارت لثمان سنوات تحت رئاسة جورج بوش. وفيما يلي أبرز ماورد في مقابلة آي بي اس مع خبير الدبلوماسية العامة الأمريكي. آي بي اس: ما الذي يجب أن تفعله إدارة أوباما في مجال الدبلوماسية العامة؟. براون: الأولية الأولي هي إدماج عنصر الدبلوماسية العامة لدي صياغة القرارات وتنفيذها. علي إدارة أوباما أن تخصص المزيد من الموارد لبرامج جيدة التصميم والإعداد في هذا الإتجاه. لابد أن تتواجد الدبلوماسية العامة في عملية صياغة السياسات وتطبيقها بل وفي المراحل اللاحقة. عليها أن تأخذ الرأي الأجنبي في الإعتبار وبجدية. لن تحظي سياسات تصاغ في فراغ واشنطن بالنجاح إذا لم تأخذ بعين الإعتبار ردود الفعل خارج الولايات المتحدة. من المؤكد أن أي جهد لإقناع الأجانب بسياسة لم تنتبه إلي مشاغلهم ودواعي قلقهم هو جهد سيضيع هباء، بل وسيأتي بنتائج عكسية ويعتبر مجرد دعاية أمريكية. وربما يكون أدل مثال مأساوي علي ذلك هو ما قدمته إدارة بوش من « تبريرات » لغزوها العراق. آي بي اس: هل تعتقد أن قرار أوباما بإجراء أول مقابلة صحفية له، مع شبكة تليفزونية عربية، قرارا صائبا في هذا الإتجاه؟. براون: هذه المقابلة هي مثال هام علي الإبتعاد عن عهد بوش الذي إستخدم وسائل الإعلام لإرسال رسائل رئاسية عن السياسة الخارجية، مباشرة إلي الشرق الأوسط. لقد قوبلت مقابلة أوباما هذه بثناء الدوائر الليبرالية وتحفظات الأوساط المحافظة. لكنه من المبكر الآن تقييم مدي وقعها في الشرق الأوسط، حتي وإن قالت الخارجية الأمريكية أنها سجلت وقعا إيجابيا جدا. آي بي اس: ما هي الأهداف المحددة التي يجب علي إدارة أوباما أن تصبو لها في مجال الدبلوماسية العامة؟. براون: قد يقول البعض أن هدف سياستنا يجب أن يكون ترجيح المصالح « القومية » الأمريكية، لا الإنتصار علي « غير الأمريكيين » وإجبارهم علي أن « يكونوا مثلنا » بكل ما يحمله ذلك من معاني. لكن الواقع هو أن مصالح أمريكا القومية في هذا العالم المترابط، لا يمكن ترجيحها دون دعم –أو علي الأقل تسامح- رأي الشعوب الأخري. لابد أن يكون رد فعل « الجماهير » ضلعا في أي معادلة دبلوماسية ترمي إلي حماية الولايات المتحدة. فإذا ما أخذت بعين الإعتبار جديا « ما الذي يفكر العالم فيه »، لكان هذا أسهاما عظيما للدبلوماسية. تحدياتنا الدبلوماسية في العقود المقبلة لا تكمن في العمل علي إعادة هيمنة الولايات المتحدة علي العالم، وإنما في تنفذ سياسات تساعد علي التغلب علي تراث بوش العدواني التصرفات الأحادية في الخارج التي تبلورت في مغامرات كارثية، أفسحت الطريق أمام مقدم « قرن معاداة الولايات المتحدة »، وهو ما آمل أن تتفاداه الإدارة الجديدة. آي بي اس: ما هي الأخطاء التي إرتكبتها إدارة بوش والتي يمكن لإدارة أوباما تحاشيها؟. براون: تحت رئاسة بوش، كان البيت الأبيض منغمسا في علة التفكير في حلول عسكرية للمشاكل الدولية، ولم يكن أحدا هناك يعرف أي شيء عن الدبلوماسية اعالمة. وأذكر أن متحدث بإسم البيت الأبيض عادلها بالمساعدة الإنسانية. فوسط حالة من شبه الإلتباس التام وتغيير المسئولين في إدارة بوش، أصيبت دبلوماسية الولايات المتحدة بعلة « المبادرات الجديدة ». وبالتالي، ركز كل وكيل جديد مسئول عن الدبلوماسية العامة والشئون العامة في الوزارة (الخارجية) -وقد تغييروا أربع مرات في ثمان سنوات- ركز علي ترك بصمته علي شكل برامج خاصة من بنات أفكاره، قبل ترك الأدارة والإلتحاق بالقطاع الخاص. وأملي أن تهتم الإدارة الجديدة بتخصيص الموارد البشرية والمالية الكافية للعمل ببرامج دبلوماسية عامة سبق وأن برهنت علي فعاليتها -كبرنامج « فولبرايت » وبرنامج الزوار الدوليين- والتي دللت علي إعجاب الشخصيات الأجنبية الهامة بها، وذلك بالطبع بالإضافة إلي تعميم عقلية الدبلوماسية العامة والبحث عن أفكار مبتكرة في هذا المجال. كما يجب توفير المزيد من الموارد وحرية العمل والإستقلالية للقائمين علي الدبلوماسية العامة في الميدان، حتي علي الرغم من المصاعب الإقتصادية.

 

(آي بي إس / 2009)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.