الاثنين، 7 أبريل 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2875 du 07.04.2008
 archives : www.tunisnews.net


 

 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: البوليس السياسي يواصل انتهاج سياسة التجويع إزاء  المساجين السياسيين و عائلاتهم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بــلاغ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: البوليس السياسي يقوم باختطاف المناضل الحقوقي علي الوسلاتي حــرية و إنـصاف: اختطاف السيد علي الوسلاتي حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي: بيـــــان الحزب الديمقراطي التقدمي: بيان المكتب السياسي الحزب الديمقراطي التقدمــي: بيـان حول الوضع في العـراق الموقف: حجز ثلاثة أعداد من « الموقف » في أقل من شهر المرصد الوطني لمقاومة التطبيع: عريضة الصباح الأسبوعي: وزير السياحة: 500 سائح نمساوي سيعبرون الصحراء هذا الأسبوع رويترز: وزير تونسي: 500 سائح نمساوي سيعبرون الصحراء هذا الأسبوع السبيل أونلاين – التقرير الصحفي الأسبوعي الثالث عشر عبد الله الــــــزواري: في بنزرت من جديد… عبدالباقي خليفة: بن علي داعية الديمقراطية وحقوق الانسان علي بن عرفة: الشابي في مواجهة التعديلات الدستورية محمد العيادي: الزيت فاسد فماذا عن الماء الهواء ؟ جعفر الأكحل: المناضل الأصيل والصامد عمر بن حامد في ذمّة الله  – مرثية الوفاء عماد بنمحمد: في المفردات السياسية لعلم الاجتماع : السلطة , الدولة , النخبة الحاكمة سفيان الشورابي:  الحداثة والحرية زهير الخويلدي: الابداع في نقد غرامشي للدين الصباح الأسبوعي: مدير المركز الاجتماعي التربوي « السند » بسيدي ثابت: السواد الأعظم من المعوقين المقيمين ولدوا خارج إطار الزواج ومحاولات التخلّص من الجنين والإهمال المبكّر وراء تخلّفهم الذهني الصباح الأسبوعي: من سيبقى بمجلس المستشارين… ومن سيغادر وهل إمكانية تجديد الترشّح واردة؟ الصباح الأسبوعي: ميني تياترو- التونسي.. وقالب الصّابون السياسة: « فينا كورب » التابعة لـ»غلوبل« تدير اكتتابا ضخما في تونس الشرق الأوسط: المصممون الشباب يصدون رياح التغريب بالتراث – تصميم الأزياء في تونس.. بين الأصالة والمعاصرة كيكا: باكورة دار « كليم » الاماراتية « حكاية تونسية » رواية حسونة المصباحي الجديدة قدس برس: المغرب: حزب العدالة والتنمية يستغرب مطالبة وزيرة بمنع آذان الفجر الوسط »: 4 دول عربية تناقش تقاريرها الحقوقية في الدورة الأولى الوسط: البحرين تعرض اليوم أول تقارير «الاستعراض الدوري الشامل» بجنيف الوسط: ما هي آلية «الاستعراض الدوري الشامل»؟ رويترز: تفاقم أزمة العيش جعل وظيفة بعض المصريين الوقوف بالطوابير سعيد حارب: ثورة الجياع منير شفيق: الوضع العربي الراهن.. انقسامات ومفاوضات سرية

  


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5– الكريم بعلوش

 

 
« أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين  » « الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43  نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr  تونس في 07 أفريل 2008

البوليس السياسي يواصل انتهاج سياسة التجويع إزاء المساجين السياسيين و عائلاتهم

 

علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن البوليس السياسي عمد بتاريخ 23/02/2008 الى غلق المحل التابع للسجين السياسي السابق السيد محمد بن عثمان نصري  و  المعد لتجارة الملابس المستعملة  و الذي يستغله منذ سنوات ، كما قام في نفس اليوم بإغلاق المحل التجاري الراجعة ملكيته لزوجته السيدة زهرة بوعزى رغم امتلاكها رخصة قانونية لاستغلال مركز عمومي للاتصالات مؤرخة في 19/06/1999 وصادرة عن والي القصرين تؤكد استجابة المحل لكل المواصفات والشروط القانونية  ، ولقد اعلمها البوليس السياسي انها  يمكنها استرجاع رخصتها بشرط أن تقوم  بتطليق زوجها   .
علما و أن  السلطات الادارية اتخذت قرار غلق المحلين في وقت متزامن اذ اتخذ القرار في اليوم و هو  02/02/2008 ، كما عمدت السللطات  الأمنية  الى الاسراع بتنفيذ القرارين في نفس اليوم و ذلك بتاريخ   23/02/2008  كما أن عدد  القرارين متواليين اذ يحملان عدد (926) و عدد (927)  و قد وقع تنفيذ القرارين  دون أن يتم  اعلام المعنيين بالأمر  بالقرارين في الابان و دون أن تسلم لهما  أي وثيقة بلدية في الإبان .                                      و تجدر الاشارة أيضا الى أن السجين السياسي السابق السيد محمد عثمان نصري حكم عليه في بداية التسعينات بالسجن مدة أربع سنوات مع اخضاعه للمراقبة الادارية مدة خمس سنوات و قد أفرج عنه سنة 1994 بموجب السراح الشرطي ، و قد أجبرت زوجته الأولى أثناء وجوده في السجن  على  تطليقه غصبا وتحت التهديدات والضغوطات التي سلطها عليها اعوان البوليس السياسي لفرقة الارشاد بولاية القصرين ،  كما كان وطيلة سنوات عرضة للمداهمات الليلية والهرسلة الامنية  و الاعتداءات بمختلف أشكالها   اضافة الى حرمانه  من أبسط حقوقه مثل حقه في استصدار جواز سفره رغم تسلمه لوصل في الغرص بتاريخ 16/06/2005 وتحت عدد 271           والجمعية الدولية لمساندة  المساجين السياسيين : – تعتبر أن قراري الغلق المتخذين  يندرج ضمن سياسة التجويع و التشفي التي تمارس إزاء المساجين السياسيين و عائلاتهم  و ذلك  بهدف إذلالهم و سد كل فرصة لكسب الرزق  والعيش بكرامة .  – تستنكر كل أشكال التجويع والاذلال والمحاصرة والهرسلة الأمنية للمساجين السياسيين المسرحين وتطالب بالإلغاء الفوري لقراري الغلق غير المبررين للمحلين التجاريين وتمكين عائلة السجين السياسي السابق السيد محمد بن عثمان نصري من حقها في العيش بسلام وفرص كسب الرزق بكل حرية  وتمتيعها بحقوق المواطنة الكاملة التي يكفلها القانون لكل التونسيين . عن الجمعية الهيئة المديرة


« أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين  » « الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  43  نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr  بنزرت في 07 أفريل 2008 بــلاغ  
 
يعلم فرع بنزرت للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الرأي العام أن مسلسل الإيقافات والاختطاف في الطريق العام بدون موجب قانوني ما زال متواصلا في مدينة بنزرت من طرف أعوان الأمن بالزي المدني وانخرط في الآونة الأخيرة أعوان أمن بالدرجات النارية في مثل هذه العمليات . وفي هذا السياق تم يوم الجمعة 04/04/2008 على الساعة 11و30 دقيقة اختطاف الشاب اسماعيل بالكاهية المولود في 18/03/1989 و ذلك من أمام المعهد الذي يدرس فيه وهو تلميذ في السنة السابعة علوم تجريبية، وبقي رهن الإيقاف إلى ما بعد التاسعة ليلا ثم أعيد اختطافه في الساعة التاسعة صباحا من الغد السبت 05/04/2008 و ذلك بواسطة ثلاثة أعوان أمن بالزي المدني و هم كل من المدعو نبيل بن جامع و خليل أما العون الثالث فهو  يقطن بحي العمال جرزونة ، و قد كانوا على متن سيارة  مكتراة .  والشاب اسماعيل بالكاهية يشكو من قصور كلوي ويتبع حمية خاصة ويتناول دواء خاصا بصفة منتظمة ويخضع الى تحاليل دورية. كما قام البوليس السياسي  يوم الجمعة 04/04/2008 باختطاف الشاب نزار الجميعي (المولود في 18/06/1982 وهو عامل يومي) من أمام جامع التوبة بعين مريم ببنزرت و ذلك إثر صلاة المغرب و قد تعرض الى  التعنيف من طرف أعوان أمن بالزي المدني على مرأى و مسمع من المارة  كما حجزت دراجته وأوقف أخوه الأصغر أحمد مدة ساعة وأثناء التحقيق معه استعمل معه العنف اللفظي.   ويوم السبت 05/04/2008 على الساعة 7 والنصف صباحا وقع اختطاف رضوان بن عيسى المولود في 28/02/1989 من محل سكناه وهو طالب في علوم التمريض . والجدير بالذكر أن الشابين رضوان بن عيسى ونزار الجميعي المذكورين أعلاه قد صدر ضدهما حكما بسنة مع تأجيل التنفيذ في القضية عدد 14936 بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم الخميس 03/04/2008 بمعية الشاب حمزة العوالي.                             وفي نفس اليوم أوقف الشاب محمد البحري إثر صلاة الصبح  من مقهى مجاور لمحل سكناه. والشاب محمد البحري في العشرين من عمره يزاول تعليمه بمعهد التكوين المهني بماطر وتجدر الملاحظة أنه تعرض قبل إيقافه بأيام إلى الهرسلة إذ جلب إلى مركز الأمن وأجبر على إمضاء التزام بعدم أداء صلاة الصبح في المسجد. وكذلك وقع إيقاف الشاب باشر السعيداني وتم تسريحه بعد حين مع حجز بطاقة تعريفه الوطنية . وأمام إنكار مركز الأمن الوطني ببنزرت (بوقطفة) معرفة مصير الشبان الأربعة  المختطفين لدى سؤال العائلات خلال الأيام الثلاثة الماضية ، قامت عائلاتهم بتنظيم اعتصام أمام المركز  و ذلك بحضور و مساندة  أعضاء فرع بنزرت للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  و  نشطاء آخرين من المجتمع المدني بالجهة . وبعد خمس ساعات من الاعتصام انسحبت العائلات والنشطاء المساندين لهم على وعود من لدن  مدير إقليم الأمن ببنزرت ورئيس منطقة الأمن ببنزرت أن الشبان الموقفين سيتم سراحهم في الساعات القادمة وهو ما تم فعلا في حدود الساعة الخامسة بعد الظهر. وفرع بنزرت للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ يتابع عن كثب ما يحدث من حملات اعتقال في صفوف الشباب المتدين وانخراط الشرطة بالزي الرسمي في ملاحقة الشباب بالدراجات النارية كما حدث للشاب محجوب الدوزاني قبل أيام والشاب محمد بوجمعة اليوم، فإنه يدعو السلطات المعنية بالكف عن الاعتقالات العشوائية والإيقافات غيرالقانونية. عن فـرع بنزرت عثمان الجميلي

« أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين  » « الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  43  نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 07 أفريل 2008

البوليس السياسي يقوم باختطاف المناضل الحقوقي علي الوسلاتي

 

علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن البوليس السياسي عمد في ساعة متأخرة بعد ظهر اليوم الى اختطاف المناضل الحقوقي علي الوسلاتي عضو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان  فرع بنزرت و ذلك بواسطة أعوان أمن بالزي المدني قاموا بوضعه عنوة داخل سيارة بعد أن قاموا بترصده أمام منزله الكائن بجهة بنزرت . و يأتي اعتقال المناضل الحقوقي علي الوسلاتي على خلفية مشاركته في مؤازرة العائلات المعتصمة أمام مركز الأمن الوطني ببنزرت (بوقطفة) ، و لا تعلم عائلته شيئا عن مصيره الى حد مساء اليوم . والجمعية الدولية لمساندة  المساجين السياسيين  تندد بكل شدة بأسلوب الاختطاف و الهرسلة التي يتعرض لها نشطاء حقوق الانسان في المدة الأخيرة و تطالب بالإفراج فورا عن السيد علي الوسلاتي و دون أي قيد أو شرط  . عن الجمعية الهيئة المديرة

 
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 07/04/2008

اختطاف السيد علي الوسلاتي

 
تم مساء اليوم الاثنين 7 أفريل 2008 بمدينة بنزرت اختطاف السيد علي الوسلاتي لما كان يسير رفقة المناضل الطاهر حمدي حذو مصحة الروابي لما استوقفتهما سيارة ترجل منها أربعة أشخاص و اختطفوا السيد علي الوسلاتي و تركوا السيد الطاهر حمدي. و السيد علي الوسلاتي عضو بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و مناضل سياسي ينتمي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين شارك اليوم الاثنين في التجمع الذي نظمته عائلات المعتقلين أمام منطقة الأمن ببنزرت حتى تم إطلاق سراح أبنائهم. و قد علمت حرية و إنصاف أن المناضلين و الحقوقيين في بنزرت تجمعوا مرة أخرى مساء هذا اليوم أمام مقر منطقة الأمن للمطالبة بإطلاق سراح السيد علي الوسلاتي رغم نفي مسؤول بالمنطقة المذكورة لوجوده رهن الاعتقال. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


 
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 07/04/2008
أخبار الحريات في تونس
 

اعتقال الشاب أيمن الغربي:

قام اليوم أعوان البوليس السياسي بمدينة بنزرت باعتقال الشاب أيمن الغربي البالغ من العمر سبعة و عشرين سنة و الذي يعمل في نجارة الألمنيوم عندما كان في البنك لسحب مبلغ مالي و عند استظهاره ببطاقة تعريفه الوطنية لموظف البنك إذا بشخص بزي مدني ينتزع منه بطاقة تعريفه عنوة و يطلب منه أن يلحق به إلى منطقة الأمن ببنزرت ، و هناك خضع لاستنطاق مطول و تم تحرير بطاقة إرشادات في حقه قبل أن يسترجع وثيقة هويته و يطلق سراحه و قد انجر عن هذا الإيقاف تعطيل مصالح المواطنين.

تجمع عائلات المعتقلين ببنزرت:

تجمعت اليوم الاثنين 7 أفريل 2008 عائلات كل من الشاب نزار الجميعي و محمد البحري و اسماعيل بالكاهية و رضوان بن عيسى الذين تم اعتقالهم منذ يوم الجمعة و السبت 4 و 5 أفريل 2008 أمام منطقة الأمن ببنزرت للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم و قد تضامن معهم ممثلين لمكونات المجتمع التونسي المناضل ( منظمة حرية و إنصاف / الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين / الحزب الديمقراطي التقدمي / الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان / هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات ) ، و قد بدأ التجمع منذ الساعة الحادية عشر صباحا و لم يتفرق المحتجون إلا مساء بعد أن طمأنهم مدير إقليم الأمن ببنزرت و رئيس المنطقة بأن أبناءهم سيتم تسريحهم قريبا و بالفعل لم تمض ساعات حتى تم إطلاق سراح المعتقلين الأربعة من وزارة الداخلية بتونس.

تجمع عام ..اعتقالات ..إضراب عام و مشادات بمدينة الرديف:

ما زالت أحداث الحوض المنجمي متواصلة ، حيث تجمع يوم أمس الأحد 6 أفريل 2008 و اليوم الاثنين 7 أفريل 2008 عدد كبير من المواطنين وسط مدينة الرديف للتنديد بسياسة الإقصاء في انتداب العملة و قد تم اليوم اعتقال عدد من المحتجين من بينهم السيد عدنان الحاجي عضو بالاتحاد المحلي بالرديف و السيد عادل جيار عضو بالنقابة الأساسية للتعليم الثانوي و السيد بوجمعة الشرايطي عضو بنقابة الصحة و السيد الطيب الخلايفي عضو بالاتحاد المحلي بالرديف. و علمت حرية و إنصاف أن نقابة الصحة و نقابتي التعليم الأساسي و الثانوي ساندوا الإضراب و التحقت بهم نقابة المناجم مساء هذا اليوم كما يبدو أنها حصلت مشادات بين قوات البوليس و المواطنين بمدينة الرديف. كما علمت حرية و إنصاف أن مسيرة حاشدة انطلقت مساء هذا اليوم الاثنين 7 أفريل 2008 بمدينة أم العرايس من ولاية قفصة للمطالبة بحق الجميع في التشغيل.

منع توزيع جريدة الموقف:

للأسبوع الثالث على التوالي يتم منع توزيع جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي و ذلك بأشكال ملتوية و هو ما صرحت به السيدة مي الجريبي الأمينة العامة للحزب في ندوة صحفية اليوم الاثنين 7 أفريل 2008 على الساعة الحادية عشر صباحا. و أفادت السيدة مي الجريبي أن المكتب السياسي للحزب اتخذ قرارا يقضي بقيام أعضاء المكتب بتوزيع الجريدة بشوارع العاصمة احتجاجا على الطرق المتبعة لمنع القراء من الحصول على الجريدة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


بسم الله الرحمان الرحيم حمدا لله…  
 
علمنا للتوّ أن شبّان بنزرت

إسماعيل بلكاهية و نزار الجميعي و محمد البحري  و رضوان بن عيسي

قد أطلق سراحهم و هم في طريقهم الآن إلى ينزرت… على كل هذا ما وعد به مسؤولون أمنيون صبيحة اليوم عائلات الشبان عندما اجتمعوا أمام منطقة بنزرت مستوضحين عن أبنائهم و كان نشطاء بنزرت قد هبوا لمساندتهم.. على كل قامت العائلات و لا شك بما يستوجبه الأمر، وهو الواجب في مثله… جرجيس في : 7 أفريل  2008 عبدالله الـــــــــــزواري  


اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي 07- افريل 2007 بيـــــان

بعد أشهر من الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات لأهالي منطقة الحوض المنجمي لم تظهر السلطة خلالها  استعدادا  لفض  المشاكل القائمة ، سواء كانت تلك الخاصة بنتائج مناظرة شركة فسفاط- قفصة التي رأى فيها الأهالي تكريسا للمحسوبية والمحاباة أو تلك الخاصة بالبطالة وغياب التنمية واحتداد الفقر، تطورت الأحداث في منطقة الرديف  لتأخذ شكلا تصاعديا خطيرا . فمع خروج الشباب العاطل عن العمل في مظاهرة ليلية  يوم 06-04-2008 ، وقعت مناوشات بين المتظاهرين وأعوان الأمن سرعان ما تحولت اثر المظاهرة إلى مداهمات وإيقافات بالمنازل  للعشرات من الشباب المعطل عن العمل. وقد طالت الإيقافات صباح الاثنين 07- 04- 2008 نقابيين وهم السادة: – عدنان الحاجي ، كاتب عام نقابة التعليم الأساسي بالرديف وعضو الاتحاد المحلي. – عادل الجيار، من نقابة التعليم الثانوي. – الطيب بن عثمان ،من  نقابة التعليم الأساسي . – بوجمعة الشرايطي ،من  نقابة الصحة . وقد تعرض جلهم للعنف الشديد من قبل قوات الأمن ساعة إيقافهم ، مع العلم أن السيدين عدنان الحاجي وعادل الجيار لم يكونا في المنطقة ساعة انطلاق الأحداث ووصلا من العاصمة صباحا بعد انتهاء ها. اثر ذلك  حصلت مواجهات بين متظاهرين مطالبين بإطلاق سراح الموقفين وبين قوات الأمن التي استعملت القنابل المسيلة للدموع. واثر هذا التصعيد الأمني الخطير، تنبه اللجنة لخطورة هذا التمشي وعواقبه وتدعو السلطة لمراجعة خيارها وإطلاق سراح كل الموقفين  وفتح حوار جدي مع لجان التفاوض. كما تطالب بعرض السيدين عدنان الحاجي وبوجمعة الشرايطي على الفحص الطبي وتتبع كل المعتدين بالعنف . إلى ذلك فهي تدعو كل هيئات المجتمع المدني من حقوقيين ونشطاء نقابيين وسياسيين إلى مساندة أهالي الحوض المنجمي والمطالبة برفع الحصار الأمني المفروض على أهالي  الرديف. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني

الحزب الديمقراطي التقدمي  
 

بيان المكتب السياسي

 عقد المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي اجتماعه الدوري يوم 6 أفريل 2008 وتداول في الوضع السياسي العام وركّز اهتمامه بصفة خاصة على الحملة السياسية التي أطلقها الحزب إثر قرار اللجنة المركزية ترشيح الأستاذ أحمد نجيب الشابي للانتخابات الرئاسية القادمة وكذلك على مشروع التنقيح الدستوري الاستثنائي الذي أعلن عنه رئيس الدولة بمناسبة الذكرى 52 للاستقلال وعلى الظروف السياسية والإطار التشريعي للانتخابات المقبلة وانتهى إلى ما يلي:   · يعتبر أن مشروع التنقيح الدستوري الذي سارعت الحكومة بالإعلان عنه اكتسى مرة أخرى صبغة استثنائية بما يمس من استقرار دستور البلاد وصبغة انفرادية إذ كان من المفروض أن تخضع قضية بهذه الأهمية إلى استشارة وطنية مسبقة حتى لا يكون الحزب الحاكم خصما وحكما في المعترك الانتخابي المقبل كما يعتبر أن جملة الشروط التي تضمنها المشروع المعروض إنما تمثل استهدافا صريحا لحق الكفاءات الوطنية في الترشح ومصادرة واضحة لحق الأحزاب في اختيار مرشحيها         وانتهاكا مباشرا لسيادة واستقلال قرار الحزب الديمقراطي التقدمي في ترشيح الأستاذ أحمد نجيب الشابي الذي أعلنت عنه اللجنة المركزية بتأييد وشراكة مع مبادرة البديل الديمقراطي وهي إلى ذلك كله تجرد الشعب التونسي مرة أخرى من حقه في اختيار من يحكمه بكل حرية بعيدا عن كل وصاية. ·       يسجل أن ما ورد في مشروع التنقيح من رفع للتمييز بين الأحزاب ومن إقرار لحزبنا بحقه في الترشح للانتخابات الرئاسية لإن جاء نتيجة نضال الحزب الديمقراطي التقدمي ومثابرته من أجل الحقوق والحريات وإصلاح النظام السياسي، فإنه يستهدف استقلال قرار الحزب ويرمي إلى إقصاء مرشحه،   ·   يؤكد المكتب السياسي على أهمية المسك بالمبادرة السياسية بإعلان الترشح في الوقت المناسب والانطلاق في حملة ميدانية وإعلامية شدت انتباه واهتمام الطبقة السياسية التونسية ويثمّن جهود الشخصيات الوطنية الداعمة لترشح الأستاذ أحمد نجيب الشابي والخطوات التي قطعها « النداء من أجل بديل ديمقراطي » لجعل هذا الترشح عنوانا للدفاع عن حق التونسيين في الاختيار الحر، · يعلن الحزب الديمقراطي التقدمي تمسكه بقراره ترشيح الأستاذ أحمد نجيب الشابي        وبحق الأحزاب والكفاءات الوطنية في التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة ويؤكد عزمه على الدفاع عن قراره بكل الوسائل المشروعة ضمانا لحق الشعب التونسي في الاختيار الحر، · يدعو الحكومة إلى مراجعة هذا القرار بما يتلاءم مع مطالب المعارضة الديمقراطية     ومع طموح الشعب التونسي في الحرية والكرامة وإلى إطلاق حوار وطني حول الشروط السياسية والقانونية للانتخابات المقبلة ضمن ندوة وطنية تضم كل الأطراف المعنية بالعملية الانتخابية بهدف التوافق على إطار وقواعد ومعايير الانتخابات القادمة حتى تكون نقطة انطلاق لإرجاع الطمأنينة إلى النفوس ووضع تونس على طريق الانتقال إلى الديمقراطية. إن مقتضيات الانتقال الديمقراطي في ظل الظروف الخاصة ببلادنا تفترض التوافق بين جميع الأطراف السياسية على شروط موضوعية ومناسبة تضمن القطع مع سياسية الاحتكار      والإقصاء، ويؤكد الحزب الديمقراطي التقدمي في هذا الصدد أن وضع شروط للترشح للانتخابات الرئاسية يجب أن يكفل بالأساس مبدأ حق الترشح مع ضمان جدية هذه الانتخابات ويقترح أن تقوم هذه الشروط على قاعدة تزكية ثلاثية: إما من المنتخبين، أو من المواطنين، أو من الأحزاب. · يوصي المكتب السياسي الهيئة التنفيذية بمواصلة المشاورات مع مكونات الحركة الديمقراطية قصد الوصول إلى صياغة بديل مشترك عن المشروع الحكومي لتعديل الفصل 40 من الدستور وتكتيل الجهود من أجل تنقية المناخ السياسي والإعلامي وتنقيح المجلة الانتخابية في اتجاه إقرار مبدإ النسبية وتقليص عدد مكاتب الاقتراع وضمان التسجيل الآلي وإخضاع مجمل العملية الانتخابية إلى إشراف ومراقبة هيئة وطنية تضم كل الأطراف المشاركة.     تونس في 6 أفريل  2008   الأمينة العامة مية الجريبي  

الحزب الديمقراطي التقدمــي  
 المكتب السيـاســـي

بيـان حول الوضع في العـراق

تطرق المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي في جانب من اجتماعه الدوري يوم الأحد 6 أفريل 2008 بالمقر المركزي للحزب ، لتطورات الوضع في العراق في الذكرى الخامسة لسقوط بغداد  تحت جحافل الغزاة الذين اجتاحوا العراق ودمروا بنيته الأساسية ومنشآته الصناعية ومناطقه السكنية وقوضوا أركان دولته الحديثة. إن تلك الحرب التي شنتها الإدارة الأمريكية في حلّ من المواثيق الدولية ودوسا لكل القوانين والشرائع ، خطّت صفحة سوداء في تاريخ الحروب العدوانية وانتهاك سيادة الدول وحرمتها واغتيال قياداتها ورموزها من أجل تركيع شعب أبيّ ونهب ثرواته وتصفية علمائه ومثقفيه قد فشلت في تحقيق أهدافها وباتت قوات الاحتلال تحت ضربات المقاومة العراقية أعجز من أي وقت مضى على تمرير مخططاتها أو فرض إرادتها على الشعب العراقي. وبعد خمس سنوات من هذه الحرب التي تغيرت مبرراتها أكثر من مرة بعدما سقطت ذرائعها بشكل مدوّ، يجدد الحـزب: 1)  مطالبته بجلاء الجيوش الغازية من العراق وترك ممثلي الشعب العراقي يحددون بحرية الإطار الملائم لتكريس سيادة الشعب وإطلاق المسار السياسي لإعادة بناء المؤسسات وإعادة إعمار البلاد. 2)  مؤازرته للشعب العراقي الشقيق الذي يكافح الاحتلال ودعمه للمقاومة الوطنية الباسلة من أجل تحرير العراق وصيانة وحدته. 3)  يهيب بالقوى الوطنية في تونس وسائر الوطن العربي والأحرار في العالم تفعيل الدعم السياسي والإعلامي للشعب العراقي في نضاله من أجل الحرية وإجلاء المحتلين واسترجاع السيادة والاستقرار والأمان.   تونس في 6 أفريل 2008 المكتب السياسي  

الموقف    أسبوعية جامعة 10، نهج إيف نوهال – تونس الهاتف / الفاكس : 71332194  

حجز ثلاثة أعداد من « الموقف » في أقل من شهر

 

أقدمت السلطة على حجز العدد 446 من صحيفة « الموقف » المؤرخ بيوم الجمعة 4 أفريل 2008 لدى الموزع (الشركة التونسية للصحافة) ولم توضع في الأكشاك سوى نسخ قليلة كان مصيرها الجمع من متعهدي التوزيع في صبيحة اليوم نفسه. ولم تهتد أسرة التحرير لمعرفة سبب الحجز إلا بعدما صدر مقال في اليوم الموالي بجريدة « الشروق » شبه الرسمية تضمن ردا غير موقع على افتتاحية « الموقف » (من دون أن يُسميها) بشأن الزيت النباتي الفاسد المُروج في السوق. وقبل ذلك تمت مصادرة العدد 443 من « الموقف » المؤرخ بيوم الجمعة 14 مارس الماضي في ظروف مشابهة، أي بإجبار الموزع على الإحتفاظ بالنسخ التي سلمناها له، عدا كمية قليلة أرسلت للجهات بمعدل نسخة واحدة لكل متعهد. ولم تكشف السلطة كالعادة عن سبب  المصادرة، إلا أننا رجحنا أن المانشيت التي تحدثت عن احتمال الزيادة في سعر الخبز تحت عنوان « بعد الإرتفاع المذهل لسعر المحروقات والحبوب: هل سيرتفع سعر الخبزة؟ »هي التي أزعجت السلطات. ولم يكن مصير العدد 444 أفضل من سابقه إذ تعرض أيضا للحجز يوم الجمعة 21 مارس الماضي بعد تسليمه للموزع، وبعد تخمين طويل أدركنا أن سبب الحجز قد يكون المقال المنشور على الصفحة الثانية والذي نقل فحوى أمر رئاسي صادر بالرائد الرسمي يقضي بإدماج قسم من المنتزه الأثري القومي بقرطاج بملك الدولة الخاص لإنجاز مشروع خاص. وقبل تلك الأعداد الثلاثة تعرض العدد 440 المؤرخ بيوم 22 فيفري 2008 للجمع من الأكشاك بمدينة قفصة ومعتمديات الجهة بعد نشر عنوان رئيسي على الصفحة الأولى عن إخفاق ثلاثة وزراء في تسوية مشكل الحوض المنجمي بقفصة.                                                      *** إن قرارات الحجز التي استهدفت الأعداد الثلاثة تمت بناء على مبرر غير مُصرح به، وهو الخوف من « تعكير صفو الأمن العام »، وهذه تعلة واهية أقل ما يُقال عنها أنها غريبة، إذ ما مدى صلابة هذا الأمن الذي من شأن مقال صحفي أن يُعكر هدوءه؟ وتشترك قرارات المصادرة الثلاثة في  الخاصيات التالية : أولا : أنها تمت بتعليمات شفوية في غياب أي قرار قضائي يُدين الصحيفة ويبررالمصادرة، وبالتالي فهي قرارات سياسية مبنية على تجاوز الإدارة للسلطة التي منحها لها القانون. ثانيا : أنها لم تتقيد بمقتضيات مجلة الصحافة في خصوص استخدام حق الرد ولم تُكلف نفسها عناء إرسال تصحيح لـ »الموقف » كنا سننشره عملا بأحكام القانون، مثلما فعلنا في مناسبات عديدة، مع احتفاظنا بحق التعقيب لأننا متيقنون من صحة معلوماتنا. ثالثا : أنها تقيم الدليل القاطع على استمرار ممارسة الرقابة المسبقة خلافا للدعاية الرسمية التي تتحدث عن تحقيق مكاسب في حرية التعبير، من بينها إلغاء الإيداع القانوني الذي اعترفت السلطة أخيرا بأنه كان رقابة مقنعة على وسائل الإعلام المكتوبة. رابعا : أنها تستهدف إسكات صوت من الأصوات الإعلامية القليلة المستقلة لأنه يرفض المساومة بالدعم ويثابر على القيام بدوره في إطلاع الرأي العام على الحقائق وإفساح المجال أمام كل التيارات للتعبير عن مواقفها، بما فيها التشكيلات غير المعترف بها. خامسا : أن الهدف النهائي من حملة المصادرات هذه إنما هو إرباك الصحيفة وإنهاكها ماديا كي تُضطر للتوقف عن الصدور « بقرار ذاتي »، بعد العجز عن تسديد نفقات الطباعة والتصرف. سادسا : أنها تأتي بعد حجز ثلاثة أعداد من صحيفتنا في سنة 2007 الأول بسبب خبر عن اعتزام الحكومة رفع سعر الخبز، وقد كذبته هذه الأخيرة في اليوم الموالي ببيان منشور في صحيفة « لابراس » الرسمية. ثم صودر أيضا بنفس الطريقة العدد 419 من  « الموقف »، الصادر يوم 21 سبتمبر 2007 والذي حمل مانشيتا تحت عنوان « للمطالبة برفع التضييقات عن الديمقراطي التقدمي: الشابي والجريبي يدخلان في إضراب مفتوح عن الطعام ».                                                               *** وتشكل إجراءات الحجز، المنفلتة من أي ضوابط قانونية، جزءا من سياسة منهجية غايتها الإقصاء و سمتها الإستثناء : إقصاء « الموقف » من الدعم واستثناؤها من الإشهار العمومي واشتراكات المؤسسات العمومية، فضلا عن حرمانها من التعويض عن ورق الطباعة، مما جعل الوسيلة الوحيدة لاستمرارها في الصدور هي المبيعات. وتشهد بيانات شركة التوزيع بأن معدل المبيعات الشهرية يتراوح بين 80 و85 بالمائة من الكمية المسلمة لها، مما أغوى السلطة بالسعي لتحجيمها عن طريق الإستنزاف المادي بالمصادرات المتلاحقة. وأسرة التحرير وقيادة الحزب الديمقراطي التقدمي إذ تعبران عن احتجاجهما الشديد وإدانتهما الصارمة لإجراءات الحجز الخارجة عن القانون، تعلنان أنهما ستقومان ببيع »الموقف »  مباشرة للمواطنين يوم صدورها ابتداء من العدد القادم في العاصمة والجهات، وتحتفظان بخيار اللجوء لأشكال سياسية أخرى في صورة التمادي في محاصرة الصحيفة.  كما تتوجهان إلى وسائل الإعلام والهيئات الصحفية وسائر منظمات المجتمع المدني في بلادنا وكذلك إلى هيئات الدفاع عن الصحفيين وعن الحريات الإعلامية في الخارج بنداء حار للتضامن مع « الموقف » في هذه المحنة الجديدة والمطالبة بوضع حد نهائي للحصار المضروب حولها وصيانة الحق في التعبير وحرية الصحافة في تونس قولا وفعلا.                                              تونس في 7 أفريل 2008                                                                          هيئة التحرير    معطيات عامة عن « الموقف »   – تأسست سنة 1984 على أيدي جمع من المناضلين التقدميين وبدأت الصدور في شكل مجلة أسبوعية من 50 صفحة. – المدير المسؤول : الأستاذ أحمد نجيب الشابي – احتجبت اعتبارا من أوت سنة 1985 إلى أواخر ديسمبر 1987 بعد حجزها بشكل متوال في العهد السابق. – تعرضت للمصادرة بعد 1987 عدة مرات. – توقفت عن الصدور بعد 1995 نظرا لتدهور المناخ العام في البلاد، ولم تستأنفه إلا في سنة 2000. – بدأت بأربع صفحات ثم تطورت إلى ثماني وأخيرا إلى 12 صفحة. – انطلقت بسحب لم يتجاوز 3000 نسخة أسبوعيا وزاد الحجم سريعا حتى تجاوز 8000 نسخة في الفترة الأخيرة. – تتولى توزيع القسم الأكبر منها شركة خاصة (الشركة التونسية للصحافة) مع تعهد هياكل الحزب الديمقراطي التقدمي في الجهات بتوزيع كمية تعادل 20 بالمائة من الحجم الإجمالي للكمية المسحوبة.    

 


 
السبيل أونلاين – تونس

المرصد الوطني لمقاومة التطبيع

عند رصد كل محاولة للتطبيع راسلونا

 
عريضة
 
لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني ينعقد بتونس أيام 15-14-13-12 أوت 2008 المؤتمر الجغرافي الدولي بحضور وفد عن الكيان الصهيوني ليشارك في جميع فعاليات المؤتمر وجلساته العلمية. 1.نعبر عن رفضنا لكل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري الغاصب للأرض والمنتهك للعرض. 2.نطالب بالتراجع عن احتضان هذا المؤتمر إذا كان انعقاده مشروطا بحضور الكيان الصهيوني. 3.نناشد الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والقوى الوطنية للوقوف في وجه كل محاولات التطبيع في شتى المجالات.
 

الاسم واللقب
الصفة
خالد بوحاجب
الطاهر العبيدي
منير الحدوشي
أحمد العبيدي
جمال بن محمود
نصر البوسعايدي
سميرة السويحلي
محسن تلالت
لمياء شبشوب
عادل الذوادي
حامد الورتاني
نبيل الغانمي
عادل الوذرفي
عبد اللطيف السلطاني
فاطمة الخالقي
الطيب الجوادي
لمياء الدريدي
 
عبد المجيد الشلغومي
محمد بوهريرة
محمد بن سعيد
بلقاسم الغرسلي
عبد الرؤوف الطنباري
هشام سعيداني
علي العمري
عبد الخالق براهمية
عبد السلام برق الليل
حبيب الزرقي
طاهر وكيل
محجوب المرنيسي
محرز حبلي
 
أستاذ أول
أستاذ أول
معلم
أستاذ
معلم
معلم
موظفة
معلم تطبيق
معلمة تطبيق
موظف
موظف
ممرض
ممرض
مرشد تربوي
معلمة تطبيق
أستاذ
عضو لجنة مركزية للحزب الديمقراطي التفدمي
أستاذ متفاعد
أستاذ
أستاذ
أستاذ
أستاذ
أستاذ
أستاذ
أستاذ
أستاذ
أستاذ
أستاذ
أستاذ
أستاذ
 
 
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 07 أفريل 2008


 
بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة تنعي والد الأخ محسن شنيتر

 

إنا لله وإنا إليه راجعون ، وسبحان الحي الذي لا يموت   بقلوب يملؤها الحزن تنعي حركة النهضة والد الأخ محسن شنيتر المقيم بسويسرا السيد مسعود شنيتر  الذي وافته المنيّة صباح الإثنين  السابع  من شهر أفريل 2008 وحركة النهضة تتقدم بأصدق التعازي إلى كل أفراد عائلة الفقيد وتسأل الله أن يدخل السيد مسعود شنيتر فراديس الجنان وأن يجعله من المقبولين وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان خاصة ابنه البار الأخ محسن شنيتر  « ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون » صدق الله العظيم   رقم للتعزية   41 32 365 40 21  41 78 881 71 60   لندن في 7 أفريل 2008   الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة


حزب الوحدة الشعبية لجنة مناهضة الصهيونية ودعم المقاومة 

احتلال العراق وأثره في المشهد الثقافي العربي

 
         في الذكرى الخامسة لاحتلال العراق، تنظم لجنة مناهضة الصهيونية ودعم المقاومة لحزب الوحدة الشعبية بالتنسيق مع منتدى التقدم، تظاهرة فكرية ثقافية تحت عنوان: احتلال العراق وأثره في المشهد الثقافي العربي  يحاضر خلالها الروائي العراقي الأستاذ عبد الرحمان مجيد الربيعي، والفنان المسرحي العراقي الأستاذ مقداد مسلم، وذلك يوم الثلاثاء 8 أفريل 2008 بداية من  الساعة الخامسة مساء بمقر جريدة الوحدة ( 7 نهج النمسا ـ تونس).    الدعوة إلى الحضور مفتوحة للجميع.  رئيس اللجنة محمد بوعود


 حزب الوحدة الشعبية منتدى التقدم  دعــوة
 
ينظم منتدى التقدم لقاء فكريا مع الأستاذ برهان بسيّس الذي سيقدم مداخلة بعنوان: المثقف والسياسي : مدخل لسوسيولوجية النخبة التونسية وذلك يوم الجمعة 11 أفريل 2008 على الساعة الخامسة مساء بمقر جريدة الوحدة (7 نهج النمسا ـ تونس). الدعوة إلى الحضور مفتوحة للجميع. عن منتدى التقدم عادل القادري

 

وزير السياحة: 500 سائح نمساوي سيعبرون الصحراء هذا الأسبوع

 

قال وزير السياحة السيد خليل العجيمي ان السياحة الصحراوية لم   تتأثر  بحادث  اختطاف السائحين النمساويين وان العشرية التي فصلت بين 10 و20 مارس المنقضي شهدت ارتفاعا في عدد السياح النمساويين بـ 29% في حين يشهد هذا الاسبوع حلول 500 سائح نمساوي سيعبرون الصحراء. يذكر ان الرئيس السابق لجهاز المخابرات الفرنسية DST لويس كابريولي صرح لصحيفة الخبر الجزائرية «ان السائحين النمساويين قد يكونا وقعا في الاسر بالقرب من المنطقة الحدودية داخل التراب الجزائري لكن القاعدة تقول انها اختطفتهما من داخل الاراضي التونسية حتى تبدو وكأنها تسيطر على المنطقة بأسرها.   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)  


وزير تونسي: 500 سائح نمساوي سيعبرون الصحراء هذا الأسبوع

 

تونس (رويترز) – قال خليل العجيمي وزير السياحة التونسي يوم الاثنين ان 500 سائح نمساوي سيعبرون الصحراء التونسية هذا الأسبوع في إشارة قوية الى ان صناعة السياحة في بلاده لم تتأثر بحادث اختطاف سائحين نمساويين الشهر الماضي.   ونقلت صحيفة الأسبوعي عن العجيمي قوله ان « السياحة الصحرواية لم تتأثر بحادث اختطاف السائحين النمساويين ».   وتبنى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب اختطاف سائحين نمساويين في في 22 فبراير شباط أثناء رحلة في الصحراء واشار الى انه نقلهما منذ ذلك الحين الى الجزائر. لكن تونس استبعدت ان يكونا خطفا داخل أراضيها.   وقال العجيمي ان « هذا الأسبوع سيشهد حلول 500 سائح نمساوي سيعبرون الصحراء ».   وتتحول الصحراء التونسية في مثل هذه الفترة من كل عام الى قبلة لآلآف السياح الاوروبيين الذين يتدفقون على واحات دوز وتوزر ومطماطة وتطاوين.   ونوعت تونس أحد أكثر بلدان المنطقة أمنا واستقرارا من منتجاتها السياحية لتزدهر سياحة الصحراء وسياحة المراكب الشراعية والسياحة الثقافية اضافة للسياحة الشاطئية لتحقق صناعة السياحة إيرادات قياسية العام الماضي.   ووفرت صناعة السياحة إيرادات فاقت ملياري دولار لأول مرة العام مستقبلة أكثر من 6.5 مليون سائح.   وتعد السياحة في تونس ثاني مشغل لليد العاملة بعد القطاع الزراعي بنحو 360 الف فرصة عمل.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 أفريل 2008)

السبيل أونلاين – التقرير الصحفي الأسبوعي الثالث عشر

 
السبيل أونلاين – التقرير الصحفي
 
الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان (FIDH):خروقات مستمرة لأوضاع حقوق الإنسان في تونس حسب تقرير صادر عن الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان بتاريخ 02 أفريل 2008 , فقد أبدت الفدرالية الحقوقية انشغالها لأوضاع المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في تونس والتى لا تستطيع أن تمارس بحرية مهامها في البلاد . وطالب التقرير السلطات التونسية بالسهر على احترام حرية التعبير والإجتماع والإحتجاج بالأشكال السلمية التى يكفلها القانون , وأشارت الفدرالية الى رفض السلطات التونسية الإعتراف بالعديد من المنظمات الحقوقية التى تتابع أوضاع حقوق الإنسان في البلاد . وعبرت الفدرالية عن انشغالها لعدم تصدى السلطات التونسية للتعذيب المسلط على الموقوفين , وطالبت بتتبع ومعاقبة المسؤولين عن حالات التعذيب , وقالت بأن التصدى  » للإرهاب  » لا يجب أن يكون ذريعة لقمع الحريات واعتماد التعذيب .
 
أحمد نجيب الشابي : بن على يريد أن يختار بنفسه منافسه في الإنتخابات في مقابلة مع صحيفة Le Soir البلجيكية أجرها معه الصحفي Baudouin Loos بتاريخ 04 أفريل 2008 , أفاد أحمد نجيب الشابي أن التعديل الدستوري الأخير الخاص بالقانون الإنتخابي لم تكن غايته سوى إقصاء كل منافس جدي في الإنتخابات الرئاسية القادمة . وأضاف أيضا أن النظام في تونس يحاول ضرب حرية العمل الجمعياتي وأن الحزب الذى ينتمى إليه انتبه إلى مناورات السلطة وأنه يلقى مساندة كبيرة لترشحه للرئاسة وأنه ورفاقه في الحزب الديمقراطي التقدمي سيقومون بحملة تحسيسية محلية و دولية . وأكد الشابي أن التعددية الحزبية في تونس هي أقرب للخيال وأن كل الأحزاب الممثلة في البرلمان ما عدى حزب التجديد هي موالية للنظام . وأضاف بأن عمل المعارضة التونسية الجادة أختصر مع الأسف على الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التنظم والتعبير وأنه منذ 20 عاما لا توجد حياة سياسية في البلاد .
 
الموقف المصري يفقد توازنه تجاه الأطراف الفلسطينية وحماس تطالب بتعديله بحسب وكالة قدس برس فقد دعت حركة المقاومة الإسلامية « حماس » الحكومة المصرية إلى مراجعة موقفها المنحاز لحركة  » فتح » , وأكد مصدر مسؤول داخل الحركة فضل الاحتفاظ باسمه في تصريحات خاصة لـوكالة « قدس برس » أن موقف مصر من الخلاف الفلسطيني الداخلي بدأ يفقد توازنه، ومصر لم تعد تقف على نفس المسافة من الطرفين « فتح وحماس ». واعتبر القيادي الحمساوي أن الأمر مؤسف لا تريده الحركة لأنها تريد أن تكون علاقتها مع مصر علاقة جيدة وعبر عن أمله في أن تعيد القاهرة تقييم موقفها لتقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الفلسطينية خاصة وأن الحركة لم تقصر في أي أمر , فحماس أصرت على أن تبقى الملفات التى تخص الوضع الفلسطيني بيد مصر كملف التهدئة وصفقة الأسرى رغم تدخل أطراف عربية أخرى . ومن شواهد الإنحياز المصري أنها تستقبل قادة حماس من خلال مسؤولين أمنيين وتستقبل قادة « فتح » الذين سقطوا في الانتخابات استقبالا رسميا كما جرى مؤخرا من استقبال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لوفد من فتح الذي ترأسه عبد الله الافرنجي، كما منعت عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال قبل أيام من دخول أراضيها , وأن كل قيادات « فتح » التي تزور القاهرة تهاجم « حماس » من داخلها بما فيهم عباس ، كما تأوي القاهرة مجموعات تابعة لفتح فجروا الأحداث الأخيرة في غزة .
 
أحمد جبريل يتوقع اجتياحا اسرائيليا وشيكا لغزة لإسقاط حماس وتسليم غزة لعباس في مقابلة نشرتها صحيفة القدس العربي بتاريخ 05 أفريل 2008 أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة – أحمد جبريل ان لديه معلومات سربت من مصادر غربية تفيد بأنه وخلال الأسابيع القادمة سيقوم الإحتلال الإسرائيلي بإجتياح قطاع غزة بالتنسق مع الإدارة الأمريكية ورئيس المقاطعة في رام الله عباس لإغتيال القادة السياسيين والعسكريين الكبار في حركة المقاومة الإسلامية حماس , وتقضى الخطة بأن يدين عباس هذا الإجتياح أمام وسائل الإعلام كدور مرسوم له . وأضاف جبريل أنه بعد الإجتياح ستدخل قوات دولية ومصرية إلى قطاع غزة لحماية عباس . وأكد أن القطاع سيكون مقبرة للغزاة ولن تفلح “اسرائيل” في اجتياحه. يذكر أن القوات الصهيونية عجزت خلال المرحلة الماضية على تحقيق إختراق في توغلاتها التى وصفتها بالمحدودة في القطاع وتكبدت خسائر فادحة في صفوف جنودها وأوقعت هي بدورها خسائرة كبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين بدون أن تحقق مكاسب سياسية أو عسكرية وتأكد لها أن شوكة المقاومة في غزة قوية , والتى تفوقت على قوات النخبة الصهيونية .
 
الطاهر بلخوجة يكشف خفايا اتفاق ترسيم الحدود مع الجزائر في حوار أجرته معه الصحفية بجريدة الشروق التونسية فاطمة الكراي بتاريخ 06 أفريل 2008 قال الطاهر بلخوجة أن الإتفاق تم خلال فترة غياب الرئيس السابق الحبيب بورقيبة الذى غادر للعلاج بسويسرا والتى دامت 7 أشهر !!!. وقد أمضى على وثيقة الإتفاق كل من الحبيب بورقيبة الإبن وعبد العزيز بوتفليقة وزيري خارجية تونس والجزائر في تلك الفترة . أما الإتفاق فقد كان يشمل ترسيم الحدود الصحراوية والتى تمسح قرابة تسعمائة (900) كلم مربع . أما عن ردة فعل بورقيبة تجاه تلك الإتفاقية فقد أكد بلخوجة أنها لا تكاد تذكر , فقد كان يريد إنهاء المشكل الحدودي الذى خلفه الإستعمار الفرنسي المسؤول عن عدم ترسيم الحدود الجنوبية مع الجزائر . أما الظروف التى كانت سائدة في البلاد فوصفها بلخوجة بأنها كانت تتسم بالضعف الداخلي الذى كانت تهزه التناقضات والفشل على مستويات عديدة !!!. وقد تضمن الإتفاق تعويضا بمبلغ نقدي بالعملة الأجنبية أعطتها الجزائر لتونس , كما تعهدت الجزائر بتزويد تونس بكمية الغاز الطبيعي بما يتطلبه استهلاك تونس على المستوى الوطني .
 
الدكتور البرازي في حوار مع الشروق التونسية:اعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم مؤامرة يقف وراءها اليمين المسيحي المتطرف نشرت صحيفة الشروق التونسية حوارا أجراه الصحفي فتحي السائح بتاريخ 05 أفريل 2008 مع الدكتور محمد البرازي رئيس الرابطة الإسلامية بالدنمارك الذى أشار إلى تفاجئه بإعادة نشر الرسوم المسيئة للإسلام كما دهش لعدم تولي القضاء العملية المزعومة بمحاولة قتل الرسام , واعتبر أن القضية كلها ملفقة من أجل الإساءة للعرب والمسلمين , وأن المستفيد من كل ذلك هو اليمين المسيحي المتطرف , والهدف هو احداث الوقيعة بين الإسلام والغرب أو ما يعبر عنه بصراع الحضارات , والمستفيد الأول من ذلك هو اللوبي الصهيوني . ويؤكد الدكتور البرازي ان افضل أساليب الإعتراض على هذا السلوك المغرض هي الأساليب الحضارية التى يقابل بها المسلمون هذه الهجمة , وأنه لا يجب أن يغيب عن ذهنه أنه يعيش في الدنمارك كمواطن دنماركي وأن ما يخشاه هو أن يحدث انزلاق في المؤامرة المدبرة ضد الدول الإسلامية لأنه لا يستبعد أن تكون هناك مصيدة لإيقاع المسلمين في صراع مسلح أو صدام مع الحضارة الغربية . واضاف رئيس الرابطة الإسلامية بالدنمارك في آخر الحوار أنه لا يؤيد أيه ردات فعل عنيفة مثل مهاجمة السفارات أو التعرض للسياح الأبرياء لأن هذا ليس من طبيعة ديننا كما أنه يشوه سمعتنا وصورتنا حتى أمام أنفسنا .
 
صحيفة اسرائيلية تكشف اسرار اغتيال أبو جهاد في تونس ورد في موقع قناة العربية الفضائية ومقرها دبي بالإمارات العربية المتحدة , بتاريخ 04 أفريل 2008 نقلا عن صحيفة  » معاريف  » الصهيونية أن سبب اغتيال خليل الوزير  » أبو جهاد  » لم يكن بسبب اشرافه على الإنتفاضة الفلسطينية الأولى ولكن بسبب تخطيطه للهجوم على مقر وزارة « الدفاع الإسرائيلية » لخطف جنود واحتجازهم رهائن وربما كان من الممكن أن يكون بينهم وزير الدفاع الإسرائيلي نفسه . وكانت وحدة كومندوس « اسرائيلية » قد تمكنت من اختراق الحدود البحرية التونسية يوم 16 أفريل 1988 واغادرت على منزل « أبو جهاد » وأطلقت عليه عشرات الطلقات النارية وذلك بعد أربعة اشهر من انطلاق الاتفاضة الفلسطينية الأولى وتنفيذ عملية باص ديمونة . وكان « أبوجهاد »مسؤولا عن قوات منظمة التحرير الفلسطينية وقوات العاصفة التابعة لحركة فتح . وكان ابن الشهيد عبد القادر الحسيني السفير الفلسطينيي السابق بالأردن أكد في برنامج « زيارة خاصة » بقناة الجزيرة ضلوع السلطات التونسية في عملية اغتيال « ابو جهاد » وذلك وفقا لمعلومات افادته بها « أم جهاد »التى أكدت له أن الفرق الأمنية التونسية وصلت إلى مكان الحادث بعد طلبها النجدة بحوالي ساعتين وهو أمر غريب في بلد أمني مثل تونس وفي حادث يقع على بعد بعض كليموترات من القصر الرئاسي .
 
الإسلاموفوبيا نزعة عنصرية لا فكرية تحت هذا العنوان كتب المفكر الموريتاني السيد ولد أبّاه في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 04 أفريل 2008 والذى تساءل حول ما يجمع اعادة نشر الرسوم المسيئة للإسلام في الصحافة الدنماركية وفيلم النائب الهولندي الذى شبه الإسلام بالنازية وخطاب الصحفي المصري المغمور الذى عمده البابا بنديكت السادس عشر . ويعتبر الكاتب أن الأعمال الإستفزازية الأخيرة لا تدخل في مجال الفكر والرأي بل تحمل بصمة عنصرية مقيتة يتعين ادراجها في باب الدعوة للكراهية والتمييز . ويضيف الكاتب أنه اذا كانت النزعة العدائية للسامية مرفوضة ويعاقب عليها كجريمة في الغرب فذلك لأنها لا تستهدف اليهودية كنسق عقدي وقيمي في حد ذاته , بل تستهدف معتنقي هذه الديانة كأمة وثقافة والأمر ذاته يصدق على الإسلاموفوبيا في تصورها الإقصائي والتمييزي . ويستعرض الكاتب بعض الإسلاموفوبيين كالكاتب اليهودي ايلي برناوي وكتابه  » الديانات القاتلة  » والتونسي حمادي الدريسي وكتابه  » الإستثناء الإسلامي  » وخطاب البابا المشهور الذى يعتبر ان الإسلام دين عنف وتعصب يقوم لاهوتيا وتشريعيا على الإقصاء والعدوانية . ويرد الكاتب بالإشارة إلى ان الخلل الفكري في الإسلاموفوبيا هو رفض النظر إلى الإسلام بالمنهج الذى ينظر به إلى الديانات الأخرى في العلوم الإنسانية وفي الفكر الغربي المعاصر . ويختتم ولد أباه مقاله بما ورد عن المستشرق الفرنسي الكبير جاك بيرك والذي يقول : لقد آن للفكر الغربي أن يدمج الإسلام في نسقه المرجعي حتى لا يظل « الأخ المنبوذ » و  » المجهول الأكبر » , مؤكدا أن هذا الفكر سيغنم كثيرا بإنفتاحه الإيجابي على هذا الدين العظيم والحضارة الرائعة.
 
المحكمة تثبت حكم السجن الصادر في حق الصحفي سليم بوخذير حسب بيان لـمنظمة  » مراسلون بلا حدود  » التى تعنى بالحريات الصحفية فإن محكمة الإستئناف بتونس قامت بإقرار الحكم الصادر في حق الصحفي سليم بوخذير وهو سنة نافذة . وطالبت المنظمة بإطلاق سراحه فورا , واعتبرت إيداعه السجن ومحاكمته كان مبرمجا من طرف السلطات التونسية على خلفية مواقفه المعارضة لها . وتشهد الحالة الصحية لبوخذير تدهورا متزايدا . هذا وشهدت المحاكمة خروقات ضمنتها الصحفية سهام بن سدرين في مقال كتبته بمجلة « كلمة » الالكترونية بتاريخ 03 أفريل 2008 وأهمها : – تناقضات حول أعداد أعوان الأمن الحاضرين عند وقوع الحادثة تضمنها محضر البحث . – أحد محاضر البحث لم يكن يتضمن أي تاريخ ولم يكن موقعا , اضافة الى تزوير تاريخ الإيقاف . – عون الأمن  » المعتدى عليه  » هو نفسه من كتب محضر البحث فيكون بذلك قاضيا وخصما في نفس الوقت . – رفض المحكمة القيام بالمكافحة بين الشهود في القضية .
 
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 07 أفريل 2008

 


 
بسم الله الرحمان الرحيم  

في بنزرت من جديد…

 

تتواصل حملات إيقاف الشباب ذوي التوجهات الإسلامية في طول البلاد و عرضها.. و لعل من أبرز الولايات التي تشهد إيقاف متواصلة مدينة بنزرت و ولايتها عموما… و لا أدري ما مرد ذلك؟؟  أهو فعلا إقبال هائل من الشباب على المساجد يستوجب وضع حد له من قبل من آلوا على أنفسهم تجفيف منابع التدين..؟؟ أم أن هؤلاء الشباب يمثلون خطرا محدقا على أمن البلاد و العباد وبالتالي هذه حملات و قائية لتجنب الأسوأ؟؟؟ كما يدعي بعضهم فاتخذ من مقاومة هذه التيار بحثا عن شرعية لدى قوى الغطرسة و التجبر… أم أن في بنزرت من هو أكثر تطرفا في مواجهة الظاهرة الإسلامية فجعل منها جدول أعماله الرئيسي بل الدائم…؟؟؟ أسئلة كثيرة تخامر المرء و هو يقرأ أخبار الاعتقالات و الاختطافات المتكررة في بنزرت… من آخر من وقع اعتقاله شبان أربعة: إسماعيل بلكاهية، نزار الجميعي، محمد البحري و رضوان بن عيسى… ماذا اقترفوا؟؟ لا شيء..على من اعتدوا؟؟  لأا أحد و مع ذلك لا تعلم عائلاتهم لا تعلم شيئا عنهم: أين هم ؟ لدى أي مصلحة أمنية؟؟ لماذا وقع إيقافهم؟؟ دائما كما هي العادة: لا تجد من يعطيك صرفا من عدل.. لذلك قررت عائلاتهم البحث عنهم و طرق مختلف الأبواب عساهم يظفرون بإجابة؟؟ توجهت العائلات صبيحة  اليوم إلى منطقة « الأمن الوطني » بوقطفة سيئة الذكر،  بحثا عن أبنائهم فهل تراهم يظفرون بطائل،؟؟ و هل تراهم يكتفون بالذهاب إلى منطقة بوقطفة؟؟ أم سيضطرون لشد عصا الترحال في اتجاه مصالح أخرى؟؟؟ و قد حضر مع العائلات جمع من نشطاء بنزرت الذين لا يزالون يقدمون الدروس في النضال السلمي من أجل الحريات و احترام حقوق الإنسان… كما حضر كذلك الشاب باشر السعيداني الذي وقع اعتقاله قبل بضع أيام و طلب منه التعاون معهم، أي أن يعمل مخبرا و واشيا لفائدتهم، متوعدين إياه بالويل و الثبور و « بيت الصابون »، وقد حجزوا بطاقة تعريفه مساومة له.. و قد امتنعوا اليوم من تسليمه بطاقة تعريفهه بحضور الناشطين الحقوقيين و السياسيين المساندين للعائلات؟؟؟ و إن عدنا إلى  المختطفين  الأربعة نذكر الوضعية الصحية الحرجة جدا للشاب إسماعيل بلكاهية الذي يعاني من قصور كلوي حاد و يتبع حمية غذائية صارمة بدونها تتعقد حالته الصحية و تتدهور سريعا لذلك قد يجد نفسه مضطرا للدخول في إضراب عن الطعام… و كذلك الشأن بالنسبة لرضوان بنعيسى الذي يعاني من ضيق تنفس…  و أما تجمع العائلات الأربعة و بحضور الناشطين قدم رئيس المنطقة الذي أعلنم الجمع بأن أبناءهم بخير، و بالتلي لا يخشون عليهم شيئا، و  أما القضية و السبب و ما إلى ذلك فقد تجاوزته و لا يعلم في الموضوع شيئا… و قد ذكرنا سابقا أنه من المحتمل أن يكون هناك تطرف حاد وراء ظاهرة هذه الاعتقالات في بنزرت، و إلا بم نفسر  تعمد عون أمني بزي مدني خطف بطاقة تعريف مواطن  ينتظر قضاء حاجة له في أحد البنوك و مطالبته بالذهاب للمنطقة          » منطقة الأمن الوطني » بطبيعة الحال.. نسيت أن أذكر أن هذا المواطن كان ملتحيا.. كان هذا المشهد اليوم كذلك؟؟   جرجيس في:07 أفريل 2008   عبد الله الــــــزواري

بن علي داعية الديمقراطية وحقوق الانسان

عبدالباقي خليفة (*)   « أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة ولكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره » ( 1 )   هناك ثلاثة أمور أريد أن أؤكد عليها في البداية وهي التي جعلتني أختار العنوان ،والفقرة الشهيرة من خطاب الجنرال ديغول .أولها الكلمة التي ألقاها بن علي في قمة دمشق ،والثانية وجود بعض رموز المعارضة في باريس وأوربا عموما ،وثالثا زيارة الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي إلى تونس نهاية شهر أبريل 2008 م .   لقد فأجانا بن علي كعادته بتطرقه إلى قضية حقوق الانسان في تجمع للدكتاتوريين يكاد يكون فريدا من نوعه في العالم بعد أن وصلت رياح التغيير الديمقرطي إلى فيافي الصحراء الافريقية غير العربية ،وإلى أقاصي آسيا وصولا إلى بيوت الصفيح ومزارع الموز والقهوة في أميركا اللاتينية . ازدواجية الخطاب والممارسة لدى بن علي تجاوزت في هذه النقطة حدود تونس ، لتبلغ عاصمة الأمويين دمشق ،وأكاد أسقط من الضحك وأنا أتخيل بعض الزعماء الذين التقاهم بن علي بعد إلقاء تلك الكلمة ،وهم يعلقون على ما ورد فيها ،لا سيما الفقرة التي تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الانسان . وليسرح بنا الخيال حول ما سمعه بن علي من تعليقات مفترضة  » عيب يا سي الزين ، هذا الكلام تقوله في تونس  » أو  » يا سيد الرئيس يبدو أنك لم تراجع الخطاب قبل إلقائه فكاتبه ظنك أن ستلقيه على قناة تونس 7 للاستهلاك المحلي أم أن يكون للاستهلاك الاقليمي فهذا مضر بك ، فهل نحن ديكتاتوريين وأنت فقط الديمقراطي « وربما هناك من طالبه بمعاقبة كاتبة الخطاب لانه أراد أن يبث الفراق ويقضي على الوفاق بين الزعمااااااااء العرب !   كانت الفترة التي أشارت الفقرة الديمقراطية في خطاب بن علي بدمشق بين 2009 و 2014 وهي فترة تجديد الرئاسة لبن علي وبدء فترة أخرى لتجديد التجديد أو تسليمه لعهد جديد وبذلك يكون لنا في تونس عهد جديد وعهد قديم،وتحل ألغاز النظام التي يجب متابعتها بدقة مثل لغز 21 / 21 وغيرها من الالغاز والطلاسم الصهيونصرانية .   أريد أن أذكر بن علي بأن سجله في حقوق الانسان يدينه ،وسجله الديمقرطي هو أليف باء الديكتاتورية و الاستبداد والقمع . هناك قلائد من الجماجم سيلبسها لك التاريخ ، وقلائد من العار الذي تتمرغ فيه ستبقى في ذاكرة شعب تونس .آلاف الضحايا الذين سقطوا أثناء فترة حكمك ،وعشرات الضحايا الذين قضوا بعيد خروجهم من السجن مباشرة . أسماءهم مسجلة ولن تستطيع أصباغ الميكياج الفرنسي والايطالي وغيره محوها .آلاف الأسر التي فقدت أحباءها في غياهب السجون ، وفي المنافي لن تنسى لك وإلى آخر الزمن ما سببته لها من مآسي . يسطر الضحايا أو بعضهم على الأقل يوميات الجمر في سجونك ،وفي معاناة الالآم في ظل حكمك ، وتظن أن حديثك عن حقوق الانسان والديمقراطية سيعفيك من تبعات جرائمك .   مضايقات الأحرار من شعب تونس وحرمانهم من العمل بل من الحرية والعيش دون مراقبة لصيقة مثل العجمي الوريمي الذي تواصل السلطات الامنية التنكيل به وترويع أسرته . وهي حالة يعيشها يعيشها أبناء وقيادات حركة النهضة ، كما نقلت صحيفة ، العرب ، عن الدكتور زياد الدولاتي من أن  » أبناء وقيادات الحركة يتعرضون منذ ما يزيد عن 18 عاما لحملة تنكيل لم يشهد لها تاريخ البلاد مثيلا من قبل  » وأن « عددا من خيرة أبناء الحركة مثل البروفيسور المنصف بن سالم العالم الرياضي والفيزيائي الشهير اضطروا للعمل في بيع الخضروات أو نقل البضائع بعد أن حرموا من جميع حقوقهم وعلى رأسها الحق في كسب الرزق الذي يعني الحق في الحياة « كما أن  » أبناء الحركة يتعرضون، إضافة إلى المنع من العمل وسائر الحقوق، إلى الموت البطيء بسبب الحرمان من الحق في العلاج بعد أن أصيب عدد كبير منهم بأمراض خطيرة في السجن نتيجة الإهمال وسوء الرعاية الصحية،حتى بتنا لا يمر علينا أسبوع دون أن يقضي أحد منّا بالسرطان أو ببعض الأمراض الخطيرة الأخرى.. عافى الله الجميع  » وبعد أن كان النظام في عهد بورقيبة يلاحق من يكتب على الجدران ، أصبح أزلام نظام بن علي هم من يكتب على الجدران بمستواهم الثقافي المعهود ، فقد عثر على كتابات  » العهد الجديد « والديمقراطي جدا ،على مقر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدينة بنزرت ،عبارات مكتوبة فوق جدران المقر المذكور وهي  » حقوق الحيوان  » و « حقوق الحيوان برّة روّح  » .   وما يعيشه المهندس حمادي الجبالي من تضييقات وصلت إلى حد منعه من العمل على صيانة حرمة منزله، تقدم شهادة أخرى على مستوى الديمقراطية وحقوق الانسان التي تعيشها تونس حتى أصبح لها فائضا من الديمقراطية وحقوق الانسان ،وجد بن علي في قمة دمشق فرصة لتسويقه ؟!!!   وما يعانيه الصحفي المناضل سليم بوخذير ميدالية جديدة على صدر نظام 7 نوفمبر . فإلى جانب تثبيت الحكم بسجنه لمدة عام وتغريمه ، يعيش في غرفة مظلمة بمعية شخصين من مجرمي الحق العام وقع سد نوافذها لحرمانه من الهواء النقي ،وهذا لعمري قمة الديمقراطية وحقوق الانسان والعناية بالصحافيين في دولة المؤسسات ولكنها مؤسسات مافيا أمنية واقتصادية وسياسية .   إن ما يجري في تونس وعلاقاته بالخارج يطرح على المعارضة تحديات كبيرة في طريقة التعامل مع الأطراف الدولية ،ولا سيما المعارضة التي تتلقى دعوات من الخارج وفق لعبة متفق عليها . فليس سرا أن جهات خارجية بما فيها فرنسا ، وإن نفت ذلك ، تسعى لصنع وحماية معارضة ترضى عنها ، بشرط أن تدور جميعها في فلكها ، تماما مثل النظام الهرم في قصر قرطاج .    قد يتساءل البعض عن سر المعايير المزدوجة التي تعتمدها الجهات الدولية والنظام في آن واحد مع المعارضة . فهي،المعارضة ، ليست سواء ،بما فيها غير المعترف بها ،وهي كذلك في نظر الجهات الخارجية ، فما هذا التوافق ؟!!!   ومع ذلك فنحن لا يهمنا النظام ولا الجهات الخارجية رغم الأهمية التي تنطوي عليها علاقات دولية يمكنها أن تساعد في إخراج البلاد من بوتقة نظام ديكتاتوري استبدادي مضر بالامن والاستقرار على المدى البعيد . ومضر بمصالح الدول التي تحميه بشكل مباشر وغير مباشر .   وحتى تكون لنا معارضة راشدة فإني أقترح عليها قراءة كتاب المؤرخ ، تشالز وليامز ، الذي تحدث فيه عن ديغول ، لتتعلم أصول الاستفادة من الدعم الخارجي دون المس بالكرامة الوطنية . فعندما تمكن من الوصول إلى بريطانيا وتشكيله حكومة منفى ، صدر ضده حكم بالاعدام بتهمة الخيانة العظمى من قبل حكومة بيتان في فيشي ، بينما كانت تلك الحكومة هي من تستحق الاعدام .وهكذا يعيد التاريخ نفسه في أكثر من مرة وفي أكثر من مكان . ووجدت فرنسا نفسها منقسمة بين بيتان وديغول ، وقد عفى ديغول عن بيتان  ، وبرهن ديغول على إنه  » إنسان  » وليس وحشا كالذي يحكم تونس اليوم . وأثناء وجود ديغول في بريطانيا قبل الحصول على مبالغ مالية على شرط أن تكون دينا ، وليس هبات مسيسة . ولم يكن يساوم على الشرف الوطني أو الاستقلال الذاتي أو المبادىء العليا، وكانت علاقاته مع تشرشل في تلك الفترة العصيبة من التاريخ قد شهدت بعض التأزمات والصراعات أحياناً،ولم يكن من السهل على ديغول أن يخضع لتشرشل حتى لو كان مقيماً عنده . وفي إحدى المرات صرخ تشرشل في وجهه قائلاً:  » ولكنك لست فرنسا كلها يا ديغول! أنت تمثل فرنسا المقاومة، أما فرنسا الأخرى فيمثلها غيرك  » ورد عليه ديغول فوراً: أنا أتحرك باسم فرنسا، وأناضل باسم فرنسا كلها.    وأنا أقاوم النازية الى جانب انجلترا ولكن ليس لصالح انجلترا، أنا اتحدث باسم فرنسا ولست مسؤولاً أمام أحد غيرها  » وعندئذ رد عليه تشرشل قائلاًَ: كنت آمل أن نحارب جنباً الى جنب ولكن خاب أملي بكلامك، فقد فهمت أنك قادر ليس فقط على محاربة المانيا وايطاليا واليابان وإنما انجلترا وأميركا أيضا « ورد عليه ديغول:  » آخذ كلامك على سبيل المزاح لا الجد، ولو عرفت أنك جاد لغضبت منك غضباً شديداً، فلو كان هناك شخص على وجه الأرض مفيد لانجلترا لكنت أنا هذا الشخص  »   ويبدو أن روزفيلت كان يريد القضاء على القدرة الصناعية لفرنسا وتحويلها الى دولة تابعة للعالم الانغلوساكسوني، بل وكان يعاملها على أساس أنها دولة مهزومة في الحرب مثل ألمانيا وايطاليا .وهو ما جعل ديغول يستشيط غضباً ويخرج عن طوره، وخرج بعد ذلك من حلف الأطلسي أو من إحدى هيئاته الأساسية وراح يتقارب مع الاتحاد السوفييتي ويعترف بالصين . أما روزفيلت فقد حاول إهانته أكثر من مرة، وكان يعتبره ديكتاتورياً أو شخصاً انتهازياً على الأقل، ولكنه كان مخطئاً فقد اتبع ديغول بعد الحرب سياسة ديمقراطية تجاه الشعب الفرنسي، وكان أول قرار اتخذه هو إعطاء حق التصويت للنساء: أي لنصف الشعب ومعلوم أن المرأة الفرنسية كانت محرومة من هذا الحق سابقاً . ثم ترك السلطة عام 1946، من تلقاء نفسه عندما شعر بأنه لا يستطيع أن يحكم البلاد .   وبعد ذاك اندلعت الأزمة الجزائرية وراحت الحكومات الفرنسية المتعاقبة تتخبط في طريقة حلها أو كيفية مواجهتها وفشل الاشتراكيون بقيادة غي موليه في تهدئة الأوضاع، وبعد أن فلتت الأمور من أيديهم لم يجدوا بداً من اللجوء إلى الجنرال ديغول، فذهبوا إليه لإقناعه بالعودة إلى الحكم، وبعد تردد طويل فهم أن البلاد بحاجة إليه مرة أخرى لإنقاذها من خطر محدق . وبما أنه رجل تاريخي وذو حدس بعيد المدى فإنه فهم بعد فترة قصيرة بأن الحل لن يكون إلا باستقلال الجزائر وخروج فرنسا منها، وكان حلاً صعباً على الفرنسيين لانهم تعودوا على الإقامة هناك منذ قرن ونصف تقريباً، وكان هناك شخص واحد قادر على اقناعهم بقبول هذا الحل الذي هو أصعب عليهم من تجرع السم الزعاف، هو الجنرال ديغول.ومع ذلك فقد اتهمه اليمين المتطرف بالخيانة العظمى، وحاول اغتياله ثلاث مرات كاد أن ينجح في إحداها وهكذا استطاع أن يوقع في نهاية المطاف قرار استقلال الجزائر مع أعضاء جبهة التحرير الوطني الجزائري، وبعدئذ ابتدأت صفحة جديدة في تاريخ الجزائر وتاريخ فرنسا على حد سواء .   وأسوق هذا الكلام للمعارضة التي تتردد على باريس وغيرها لتتذكر دائما أنها مسؤولة أما تونس فقط ، وأنها لا ينيغي لها أن تفرط في سيادة تونس كما طلب من ديغول عندما عرض عليه التفريط في الصناعة الفرنسية ، وأن سر تخلفنا ليس الماضي وليس الثقافة ولا شئ مما يقال ،وإنما الشروط التي رفضها ديغول وقبلها ساستنا . كما على المعارضة أن لا تقبل شروط مع من يجب أن تتحالف ومن تقاطع ، وأن مصلحة تونس فوق كل اعتبار حقيقة لا كما يزعم النظام .   أما ساركوزي ورغم أننا قمنا بتهنئته بعد فوزه بالرئاسة وطلبنا تهنئته حينذك من قبل المعارضة ، في مقال  » لماذا نعارض  » فيبدو أنه من اليمين الذي حاول اغتيال ديغول ، ونرجو أن يصبح ديغوليا ليحمي مصالح فرنسا بالانفتاح على المعارضة كل المعارضة التونسية بدون تمييز ولا انتقاء فمصالح فرنسا مع الشعب وممثليه الحقيقيين وليس مع هذا النظام أو ذاك ، إلا إذا أراد أن يعامل منطقتنا كما أراد تشرشل أن يعامل فرنسا ديغول . ونذكره بما قاله ديغول ،وبأنه يمكننا أن نكون أصدقاء لفرنسا ولكن صداقة مشرفة للطرفين وليست عمالة يشعر فيها الطرفان بالاحتقار احتقار الذات العميلة للنفس ،واحتقار الآخر للعميل .   وإذا كان رأس النظام في تونس ليس ديغول فرنسا فالشرفاء في تونس وهم كثر والحمد لله لا يقلون وطنية عن ديغول ولا يمينية بطريقتهم عن ساركوزي . ولدينا أمل يشوبه الأمل والتفاؤل وتحيط به الشكوك الواقعية  في تغيير ساركوزي لسياسته تجاه منطقتنا ،وأن يبدي في زيارته المقبلة بعض الاحترام لشعبنا وأمتنا ولا يكون صورة عن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي أهان شعبنا في عقر داره عندما تدخل في شؤوننا الداخلية مشيرا إلى أنه ليس من حقنا المطالبة سوى بالطعام والدواء ، وليس الحريات ،وكأننا شعب مهاجرين أو لاجئيين أو ما شابه أو أسوأ من ذلك . وهو ما لا يمكن للتاريخ والاجيال أن تنساه أبدا .   ( 1 ) الجنرال ديغول في خطابه الشهير يوم 18 يونيو 1940 م    (*) كاتب وصحافي تونسي    (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 6 أفريل 2008)  


الشابي في مواجهة التعديلات الدستورية

 
علي بن عرفة   اثر الإعلان عن التعديلات الدستورية المتعلقة بشروط الترشح للرئاسيات، أقترح تنازل الأستاذ أحمد نجيب الشابي عن ترشحه، ليفتح الباب امام الاستاذة مية الجريبي، الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي. وقد تأسست بعض هذه الدعوات على النهج السياسي الذي اتبعه الاستاذ الشابي نفسه في مواجهة نظام الحكم الشمولي، وطالبته بإستغلال الثغرات في التعديل الدستوري المقترح، بدلا من الاستمرار في معركة شخصية لا طائل من ورائها.   يجمع المتابعون للشأن السياسي في تونس، على غياب الرهان الانتخابي في رئاسيات 2009، ومع ذلك اختار الاستاذ نجيب الشابي الترشح لكسب الرهان السياسي، وقد نجح في افتكاك الإعتراف بحق حزبه في المشاركة في الإنتخابات الرئاسية، ولكن هذا الإعتراف الذي تحددت شروطه طبقا لقياسات السلطة، يقتضي التدبر في مغزى تلك الشروط التي صممت خصيصا لإقصاء الاستاذ نجيب الشابي، وضمان نجاح  » العرس الإنتخابي » الذي سيكون شاهد زورعلى  » ديمقراطية »  النظام.   ان فتح باب الترشح أمام الأستاذة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي، في الوقت الذي يحكم فيه اغلاق الباب في وجه الأستاذ مصطفى بن جعفر مثلا ، ليس له من معنى سوى نقل المعركة الى داخل الحزب الديمقراطي التقدمي. باللعب على التناقضات الداخلية، وزعزعة الثقة في زعاماته على اعتبار تقديمها للمصلحة الشخصية على المصلحة الحزبية.   ان ترشيح الشابي الى الانتخابات الرئاسية قرار صادر عن اللجنة المركزية للحزب، وهي أعلى سلطة بعد المؤتمر، ولا نعلم خلافا داخل الحزب الديمقراطي حول شخص الشابي – وان كان هناك خلاف حول مبدأ المشاركة – فبأي معنى يصبح التنازل عن خيار المؤسسات القيادية للحزب في مصلحته؟ ومن المخول لتحديد مصلحة الحزب؟ ثم أي قيمة لإدعاء النضال لرفع الوصاية عن الشعب، اذا صار هناك عجز عن حماية الحزب لنفسه، من تدخل السلطة العبثي في شؤونه الداخلية؟ ان اختيار مرشح الحزب، شأن داخلي لا يجوز للسلطة ان تتدخل فيه، ويعد تدخلها انتهاكا صارخا لسيادته، وبداية لتزييف العملية الانتخابية، من خلال تعيينها لشخص المرشح بدلا من منح الحزب حق اختيار مرشحه الأوفر حظا للفوز.   ان استهداف الزعامات السياسية والنقابية، سياسة ثابتة في نهج نظام الحكم، وهي ليست سوى مقدمة للقضاء على القوى الاجتماعية التي تمثلها، حين تغفل تلك القوى عن القيمة الحقيقية لزعاماتها. ولنا ان نتسائل عن مصير كل الأحزاب السياسية، والمنظمات الحقوقية والنقابية، والهيئات الإجتماعية التي استهدفت السلطة قياداتها بزعم أنها عقبة امام انفتاح السلطة عليها وتعاطيها الإيجابي معها. وخير مثال على ذلك ما آل اليه الوضع داخل اتحاد الشغل والرابطة التونسية لحقوق الانسان وحركة الوحدة الشعبية بعدما نجحت السلطة في ابعاد كل من الحبيب عاشور والمرزوقي وابن صالح .   لقد حان الوقت لتعلم السلطة ان خطتها الجهنمية في استهداف قيادات المجتمع المدني قد فقدت جدواها، وذلك بتمسك الحزب الديمقراطي التقدمي بمرشحه للرئاسيات، ودعم قوى المعارضة وتحديدا حركة 18 أكتوبر لهذا الخيار، بإختيار الأستاذ نجيب الشابي ممثلا للمعارضة وناطقا بإسمها، وهي الخطوة التي تخلفت حركة 18 أكتوبر عن تحقيقها رغم الحاحيتها في تنظيم جهود المعارضة، وقوة أثرها السياسي محليا ودوليا. ولو وفقت الأطراف المشكلة لحركة 18 أكتوبر في التواضع على هذا الخيار، فإنها بذلك تقدم دعما قويا للاستاذ نجيب الشابي في مواجهة سياسة الاقصاء التي تنتهجها السلطة، وتشكل ضغطا حقيقيا على النظام بإقصائه لمرشح المعارضة، وتخطو في نفس الوقت خطوة هامة على طريق تنظيم جهود المعارضة، ومخاطبة الرأي العام الوطني والدولي بصوت واحد، قادر على تسليط الضوء على المحنة التونسية بإعتبارها مأساة شعب يتوق للتحرر من براثن نظام استبدادي شمولي.   ومن المفيد في معركة التعديلات الدستورية، ان تتوسع دائرة المبادرة الوطنية المساندة للشابي، وتجمع التوقيعات من عموم المواطنين في الداخل والخارج، والتفكير الجدي في تحركات نوعية تبرز للرأي العام الوطني والدولي حالة الإقصاء التي يفرضها النظام في مقابل التأييد الكبير للاستاذ نجيب الشابي، كأحد المستهدفين بالإقصاء. على أن يبقى خيار المقاطعة حاضرا يتحين الوقت المناسب في حال  » مصادقة البرلمان » على التعديلات المقترحة.  

الزيت فاسد فماذا عن الماء الهواء ؟

 

أورد الصحفي رشيد خشانة في افتتاحية جريدة الموقف التونسية الصادرة بتاريخ 04-04-2008 خبرا مفاده أن زيت الأكل المتداول في متاجرنا فاسد لأنه يحتوي على نسبة عالية من الحديد تفوق بأضعاف النسبة المسموح بها عالميا . وقد وقع التفطن إلى عدم صلاحية هذا الزيت للاستعمال البشري في الجزائر الشقيقة بعد تحليله من طرف مصالح المراقبة الصحية والتجارية هناك علما وان هذا الزيت تسرب إلى الأسواق الجزائرية عن طريق التهريب وهنا لا نملك إلا أن نحمد الله على أن زيتنا هرب إلى الجزائر حتى نكتشف عيوبه رغم أن التهريب مضر لاقتصادنا الوطني. وفي نفس السياق ونقلا عن ووكالة الأنباء السعودية(واس)عن خبر أوردته بتاريخ 31-03-2008 أن دراسات متخصصة تفيد أن درجة ترسب النيترات في المياه بمناطق الشمال التونسي تتجاوز 80 ملغ في اللتر الواحد وهي تفوق الدرجة المسموح بها عالميا والتي تتراوح بين 45و50 ملغ في اللتر الواحد. كما أشارت هذه الدراسات إلى ارتفاع نسبة ملوحة المياه وهو ما يثير إشكالات عديدة خاصة وان النيترات أصبح يعتبر من المواد المسرطنة. الخبر الأول والثاني يطرح عديد التساؤلات عن دور مصالح المراقبة الصحية والغذائية وهل إنها تقوم بدورها بالجدية المطلوبة لحماية المستهلك التونسي وإرشاده وإعلامه ؟ و نتمنى أن نقرا تعليقا ولو مقتضبا من هذه المصالح على ما ورد في جريدة الموقف ووكالة الأنباء السعودية. على كل الزيت فاسد والماء ملوث ماذا بقي الهواء؟ للأسف وبوصفي احد سكان مدينة قابس (400 كلم جنوب تونس العاصمة) فان هواء مدينتنا ملوث بدرجة كبيرة لكن نفتقد إلى الدراسات العلمية التي تثبت هذا التلوث .والى أن نعثر على خبر في وكالة الأنباء الصينية أو الفرنسية تحدد مقدار هذا التلوث ومقارنته بالمستويات العالمية سنبقى نعتبر هواءنا أفضل حالا من زيتنا ومائنا.
محمد العيادي
 قابس  

المناضل الأصيل والصامد عمر بن حامد في ذمّة الله  مرثية الوفاء

بقلم: جعفر الأكحل     مناضل وكاتب وباحث: (تونس)  الله أكبر الله أكبر الله أكبر انتقل إلى رحمة الله تعالى المغفور له المناضل العريق والمقاوم المجاهد الأخ العزيز عمر بن حامد(القرماسي)، وذلك مساء الاثنين 31مارس2008 في أمسية عاصفة ممطرة وشديدة البرودة ومع ذلك خرج الفقيد في تلك الساعة إلى مقبرة الجلاز لحضور جنازة ابنة زميل له بشركة البترول (سيتاب) حيث كان يعمل قبل تقاعده رحمه الله. لقد توفّي المرحوم وهو يهمّ بالدخول إلى منزله بعد أداء الواجب وهو الذي تعوّد على عدم الخروج في المساء منذ سنوات.لقد هاتفت المرحوم لأسأل عن أحواله كعادتي يوميا تقريبا ولأعلمه بقدومي يوم الخميس(الغد) فأجابتني زوجته الحاجّة فشعرت بقلق ينتابني، سلمت عليها وسألتها عن الحاج فأعلمتني بأنه توفي مساء أمس وأن جثمانه الطاهر سيوارى الثرى بعد حوالي ساعة (بعد العصر) ، فلم أتمالك على نفسي من النبأ الفاجع وهالني الموقف وتماسكت وفهمت ما يدور بخاطري فأعلمتني بأنها حاولت إعلامي بالمصاب الجلل، حال حدوث الوفاة ، ولكنها لم تعثر على رقم هاتفي إذ أن المرحوم كان يحتفظ بالأرقام في كنش خاص ولا يسجلها بمذكرة هاتفه الجوال، وهي عادته التي نعرفها جميعا. وفي الحين اتصلت بالصديق المناضل الفاضل عبد الحميد العلاني مؤلف كتاب « لم يناموا على الذلّ » وهو بصدد إصدار كتاب جديد عن « الحركة الوطنية » وأعلمته بالخبر ففجع، وتأثّر شديد التأثّر ولكنني لم أستطع الاتصال بصديقنا وأخينا محمد الصغير داود، الذي عرفته منذ سنين طوال أيام كان رئيسا للاتحاد العام لطلبة تونس ، ثم في السنوات الأخيرة رئيسا للتعاونية الوطنية للطلبة التونسيين، حيث انقطع اتصاله بنا، وإن كان المرحوم عمر بن حامد بصدد تأمين موعد جديد معه و قد يحدث اللقاء لكن بدون أخينا الفاضل المناضل الفقيد عمر بن حامد. لقد اكتشفت في هذا الرجل الفذ نموذج المناضل الصابر والصامد، وعرفته منذ ثلاثة سنوات فقط فعرفت فيه حسن المعاشرة وصدق الطويّة وأصالة الانتماء للوطن . كان مؤمنا بالقيم السامية والنبيلة، لا يميل إلى الثرثرة وكان محبا للدّعابة، بشوشا حتى وهو في حال الغضب. لقد عرفت من الناس من لا يحصون كثرة على مدى عقود، واستطاعت عشرة قصيرة في مدتها أن تسمو على كل العلاقات وأن ترقى إلى مرتبة التلاقي الروحي السرمدي نظرا لكل الخصال الحميدة التي ذكرت. إنّه رجل من النوع الذي يوحي إليك بأنك تعرفه من زمان منذ أول لقاء ، فهو بشوش ، وسريع الخاطر يشدك بغزارة معلوماته وخاصة تلك التي تتعلق بتفاصيل مراحل الحركة الوطنية التحريرية ، برغم ما يبدو عليه من تواضع جمّ فهو يأسرك أسرا بهدوء ورصانة واعتدال، هو أبعد ما يكون عن الجحود والنرجسية والحقد، تلك الصفات التي أدركتها وعرفتها لدى البعض . وهكذا هي الحياة في تناقضاتها وهكذا الناس في كل زمان ومكان ، ولا يعرف الشيء إلا بضده وبضدها تتميز الأشياء. أصله مولده ونشأته: ولد المناضل و الفقيد العزيز عمر بن حامد سنة 1933 بمنطقة قرماسة من ولاية تطاوين هذه الربوع الجنوبية العريقة في عروبتها وإسلامها والمتشبثة بأصالتها وبهويتها هناك ترعرع في بيئة تميزت بقساوة الطبيعة فولدت في نفوس ساكنيها الجد والصبر والتضحية. وقد عرف أهل الجنوب بالكرم وحسن المعاشرة والتواضع. وهو ما ميز الفقيد العزيز عمر بن حامد رغم قدومه إلى العاصمة شابا صغيرا واستقراره بها إلى أن توفته المنية ودفن هناك. وأسرته تنحدر من سلالة العالم الصوفي القطب الكبير أبو يوسف يعقوب الدهماني (المتوفي سنة 621هـ/1224 م) وكان في القرن السادس للهجرة /الثاني عشرة مسيحي من أبرز أعلام عصره في أوج الدولة الحفصية مع القطب عبد العزيز المهدوي (المتوفي سنة621هـ/1224م) والعالم الصوفي الجليل سلطان « الجريد أبو علي النفطي(توفي سنة 610هـ/1210م) وأبو سعيد الباجي (توفي سنة658هـ/1230م) وجميعهم اتصلوا واخذوا عن الإمام والعالم القطب أبو مدين شعيب الذي أقام فترة طويلة بجامع سوق السكاجين بتونس العاصمة برفقة الدهماني بالخصوص. ولما حدثني المرحوم عمر بن حامد عن جده الدهماني قدمت له في الأسبوع الموالي صورا مما كتب عنه ابن الدباغ في معالم الإيمان (المجلد 2/الجزء 4/ص27) وكذلك ما ذكره البهلي النيّال في كتابه  » الحقيقة التاريخية في التصوف الإسلامي » فأعجب بذلك واعتزّ كثيرا بهذه الوثائق الهامة والمعلومات الضافية. هذه خواطر من وحي الفاجعة الأليمة بفقد أخ وصديق عزيز على كل من عرفه وعاشره ولو لفترة قصيرة ، مع الملاحظ وأنه يوجد اسم حامد في شجرة نسب الشيخ الدهماني مما يؤكد أصالة ارتباط أسرة بن حامد للعلامة الصوفي القيرواني أبو يوسف يعقوب بن ثابت الدهماني. هذا هو أصل عمر بن حامد ابن المناضل منصور بن حامد(الذي حضر أشغال مؤتمر قصر هلال في 2مارس 1934)وتواصلا مع النهج النضالي حضر المرحوم بن حامد أشغال مؤتمر صفاقس سنة 1955 وسنتحدث في فرصة قادمة عن المسيرة النضالية لفقيدنا العزيز على المستوى السياسي وفي مجال المقاومة المسلحة منذ اندلاعها في 18جانفي1952 على اثر اعتقال المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة وكان سن المناضل عمر بن حامد آنذاك 19سنة فقط ، وفي سن العشرين كان يحمل السلاح بأمر من قيادة الحزب. رحم الله الفقيد وجعل الجنة مثواه إلى جانب الصدّيقين والشهداء الإبرار. وإنا لله وإنا إليه راجعون… »…يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي وادخلي جنتي » صدق الله العظيم. والله أكبر. توسّد متن التراب عمر ومات الغزال الغرير الأغر فقل للعيون عليه اسكبي دموعا غزارا كسحّ المطر وقل للكواكب لا تسفري حدادا على الكوكب المنحدر. (فائز القيرواني بتصرّف) والسلام.   جعفر الأكحل  

في المفردات السياسية لعلم الاجتماع : السلطة , الدولة , النخبة الحاكمة

 

 
إن فهم الاجتماع السياسي لمنطقة ما لا يمكن أن يتمّ دون إستيعاب معاني السلطة و الدولة والنخبة الحاكمة فيها . الدولة: أمّا الدولة فتعرّف في الإصطلاح السياسي الحديث بطريقتين, الأولى كون الدّولة تعبّر عن الأمّة ذاتها, المنظّمة عبر مؤسّسات سياسية و إدارية . و التعريف الثاني للدولة فهو تلك المؤسّسات الحكومية السياسية و الإدارية ذاتها. و التعريف الأول يستعمل عادة عند الحديث عن الدولة (البلد) في مقابل غيرها من الدّول (البلدان ) , أمّا التعريف الثّاني فيستعمل ضمن إطار البلد الواحد للتمييز بين مكوّناته خصوصا بين الّذين يحكمون و الّذين لا يحكمون. و تقوم الدولة على مبادئ عدّة أختلف في تحديدها و حصرها و لكن يميل الإجماع العام أساسا حول ثلاثة منها هي , إحتكار سلطة الإكراه في فضاء جغرافي معيّن و على سكّان معيّنين. ثمّ وجود إدارة و قوانين منظّمة و ثابته. و أخيرا وجود طبقة حاكمة. و هذه المبادئ الثّلاث تجاوز تعريف ماكس فبير للدولة الّتي يعتبرها الجهة الّتي ـ فوق فضاء جغرافي معيّن ـ تمتلك سلطة الإكراه الفعلي الشّرعي. و لكنّ إضافة فبير في هذا المضمار تتمحور خاصة في إدخال مبدأ الشّرعية لسلطة الدّولة في تنفيذ القانون. و هكذا نلاحظ في تعريف الدّولة أنّه يحوي ضمن إطاره معنيي السلطة و مبدأ و جود الطّبقة السياسية الحاكمة. فما هي السلطة؟ و ما هي الطّبقة الحاكمة؟ السلطة :  يمكن إختزال الحديث عن السلطة بالإشارة الى وجود أشكال متعدّدة للسلطة ( سياسية, اقتصادية, عائلية…الخ ) أمّا السلطة السياسية الّتي تعنى بحثنا هذا فتقوم على مبدأ إحتكار القوّة على مستوى  الدولة و لكن هذه القوّة الّتي توظّف فيما بعد في ممارسة الإكراه قد تكون شرعيّة بتطبيقها العادل للقانون و بإعتراف أفراد المجتمع بشرعية هذه القوانين و من ثمّة القبول الطوعي بسلطتها و حكمها و فصلها في منازعاتهم. و قد تكون ـ هذه  القوّة ـ غير شرعيّة , لمخالفتها ـ عند الإستعمال ـ لقوانين الدولة أو لعدم اعتراف أفراد المجتمع ذواتهم بهذه القوانين أو بالسلطة  الّتي ستطبّقها عليهم. و هكذا تكون السلطة هي القوّة الّتي تمتلكها الأجهزة السياسية الّتي بها تطبّق قوانين الدّولة و الإجراءات الحكومية. و لكن تماهي معنيي السلطة و مالكها جعل من لفظ السلطة في الإصطلاح السياسي المتداول يدلّ عرفا على النخبة السياسية الحاكمة الّتي تحتكر سلطة الاكراه, فأصبح المقصود بالسلطة لدى الساسة و العوام على حدّ سواء هو الأجهزة التنفيذية للدولة أو ما يسمّيه البعض بالطبقة الحاكمة. الطبقة الحاكمة : و المقصود بالطّبقة الحاكمة هو أولئك الأفراد الّذين يملكون بصورة جليّة و معترف بها السلطة داخل المجتمع. و لكن الإشكال هنا هو هل حقيقة أنّ هؤلاء الأفراد  يمثّلون طبقة بكلّ ما في ذلك من  معاني التّجانس و اشتراك أفرادها في صفات و مستوى اجتماعي و اقتصادي و ثقافي معيّنين أم أنّهم يمثّلون فقط نخبة حاكمة خصوصا في المجتمعات الّتي لم تصل أو لم تعرف التراتبية الطبقيّة الموجودة غالبا في المجتمعات الصّناعية؟ كذلك فانّ التّمييز الّذي قام به ريمون آرون بين الطّبقة الحاكمة و الطّبقة المهيمنة في المجتمع له دلالاته العميقة حيث أنّ أفراد الطّبقة المهيمنة في المجتمع حسب رأيه هم النّافذون في الحياة الإقتصادية و الإجتماعيّة الّذين يملكون جزءا من السلطة و النّفوذ في المجتمع و لكنّ نفوذهم غير ظاهر للعيان على عكس أولئك الأفراد الّذين يملكون السلطة و أساسا السلطة السياسية و الّذين يتميّزون الى جانب كونهم الشّخصيات المسؤولة في الدّولة و الّذين يحضون بالحظّ الأوفر من التّغطية الإعلاميّة كون سلطة هؤلاء معترف بها لدى  سائرأفراد المجتمع. و لعلّ مقارنة  بسيطة بين ذلك الرأسمالي الكبير و ذلك المسؤول النّافذ في بعض الاجهزة السياسية للدولة تبرز بجلاء الفرق بين هاتين الطّبقتين. و من جانبنا فانّنا نعتبر الطّبقة المهيمنة في المجتمع كونها تمثّل عمق الطّبقة الحاكمة وقاعدتها الّتي ترتكز عليها. كذلك الصّرح الّذي لا يرى منه غير مظهره الخارجي على سطح الأرض في حين أنّ أساسه مطمور في التّراب. و من هنا فانّ استيعاب خارطة الجهات النّافذة في الدولة الخفيّة و الجليّة هو في حقيقة الأمر مفتاح فهم ميكانيزمات الحكم و استشراف فرص التّغيير القادم في الدولة.  و لعلّ تحالف الملكيّة و الطّبقة الأرستقراطيّة  الّتي كانت الطّبقة المهيمنة في المجتمعات الإقطاعيّة الأوروبية في بدايات القرون الأولى للألفية الثانية بعد الميلاد و صراعها مع الطّبقة الصّاعدة آناذاك في المجتمع أي الطّبقة البورجوازيّة بعد التّحوّلات الإقتصاديّة الّتي عرفت انقلابا عظيما تميّز بخروج قيمة الأرض كقيمة أساسية في اعتبار الثّروة و النّفوذ و الّتي كانت مرتكز الطّبقة الأرستقراطيّة النبيلة الى نظام اقتصادي جديد تكون الثّروة فيه و من ثمّة النّفوذ نابعة من الاستغلال الأفضل لأدوات و وسائل الانتاج و قدرة أكبر على تصريف الانتاج بما يحقّق أكبر هامش من الرّبح. هذا الانقلاب في البنى الإقتصاديّة أحدث تغييرا في ميزان القوى داخل البنى الاجتماعيّة الّذي أدخل بدوره تحوّلات في الطّبقة الحاكمة الّتي خسرت عمقها الاجتماعي الّذي هو الطبقة الأرستقراطيّة. و هو ما جعلها تقدّم تنازلات الى الطّبقة الجديدة المهيمنة على المجتمع أي الطّبقة البورجوازية. هذه التّنازلات كانت في معظمها سياسية. لذلك إعتبر موريس دي فرجيه في صورة كاريكاتورية بأن نشأة الديمقراطية جاءت نتيجة جز صوف الأغنام ! و الحادثة أن تجارة الصوف التي طورت صناعة الغزل كانت من  أهم القطاعات الاقتصادية حيوية في القرن 19 في أنقلترا, و قد ساهمت هذه التجارة في صعود البورجوازية مما أحدث تغييرا في البنى الاجتماعية و الخارطة السياسية بسقوط التحالف بين الملكية و الأرستقراطية اللتين فقدتا نفوذهما داخل المجتمع و من ثمة التحول شيئا فشيئا الى النظام الديمقراطي . عماد بنمحمد  

 الحداثة والحرية
سفيان الشورابي عود علي بدء، أين نحن من مسيرة الحداثة التي تشغل إرهاصاتها وانعكاساتها الفكرية والسياسية والاجتماعية والانتربولوجية الفكر الإنساني؟ لماذا إنسقنا بقوة مبالغ فيها في جبهة الرفض والصد المطلق لقيم ومبادئ كونية وردت وتناقلت كحصيلة جهد لمبدعين ولمفكرين تمخض عن تعمقهم في مختلف تلك المسائل طيلة آلاف السنين؟ لماذا تكلست بين طيات شخصيتنا الحضارية ذلك الرفض الماقبلي الجامد لنتاج فكري وعلمي ساهمت فيه شعوب وأمم، كان للعرب والمسلمين نصيبا مرموقا في نحت جزء كبير منه؟ أو لنطرح جملة هذه الاستفهامات بصيغة مغايرة، ما الذي يدفعنا لطرح سؤال بسيط الشكل، عميق المضمون والجوهر؛ لماذا إذن نصد العناصر الايجابية في الحداثة التي شاركنا في وضع أهم ركائزها، وشكلنا أهم مبادئها باسم خصوصيات قد تكون في بعض الأحيان غير متسقة مع طروحات أهم النخب المؤسسة لحضارتنا وثقافتنا، بالمعني الواسع للعبارة. الباحث التونسي في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي، الدكتور الحبيب الجنحاني اشتغل طويلا حول جل هذه الإشكاليات، ونبش في الزوايا وجيوب الممانعة والمعارضة للفكر الحداثي. ولم يكن طيلة مسيرته في الكتابة والتعمق في المسائل الفكرية محايدا أبدا. بل كرّس مجمل طاقته الفكرية لدحض المقولات والمبررات التي تتأسس عليها قوي التقوقع الذاتي والموغل في الانغلاق لـ إتاحة القاعدة الابستمية التي تخول للمواطن العربي المشاركة في صياغة المشروع الحضاري للحداثة . الحداثة، العولمة، الديمقراطية؛ تلك هي أهم العناوين التي تشد اهتمام غالبية المختصين والباحثين العرب وغيرهم، وتطرح نفسها بقوة فور التعريج أو التطرق إلي مختلف أصناف القضايا. وان كان الغرب، مع التأكيد مباشرة و بلا لبس علي أهمية عدم الأخذ به من زاوية الكل ـ الواحد، انبري في صياغة نموذج لنمط العيش يخضع لاكراهات الاحتياجات الوجودية والاجتماعية التي تتراكم داخل سيرورة التطور العام لتلك المجتمعات. فإن المجتمعات العربية المجاورة لها عجزت عن صياغة قراءة حداثية متكاملة لمختلف الأسئلة المعرفية التي تطرحها مسيرة تطورها التاريخي. وقد يعود ذلك إلي غياب الشفافية العقلانية في أيّ صنف من أصناف الإنتاج المعرفي كما ردد ذلك ميشال فوكو. وهو ما يحفز المفكرين العرب لتأسيس مقاربة جديدة تغرف من ملكة العقل دون سواه. الكتاب جاء إذن في قالب حوار، ولكن تسلسل الأفكار وردت بطريقة متناسقة ومنظمة تطرح الإشكال في مستوي أول، لتقترح جملة من الحلول في آخر المطاف. فشل الدولة العربية الحديثة التي برزت غداة الاستقلال في مطلع النصف الثاني من القرن العشرين في تحقيق الوحدة العربية (ص16) هي لعمري خلاصة مكثفة لأسباب النكسات المتتابعة والمتواترة طيلة العشريات المنصرمة. ففي طوال تلك الفترة يمكن القول أنه في الأنا الهوياتية تكمن أمراض وعلل كثيرة زرعناها وحافظنا عليها؛ سمتها الرئيسية استبداد الأنظمة الحاكمة العربية واستيعابها للكل المجتمعي. فـ في ظل هذه النظم تحولت سلطة الدولة إلي دولة السلطة (ص21)، واستندت الأنظمة العربية علي سياسة التأميم بمبررات إيديولوجية لا حصر لها لتتجاوز الحدود المعلنة لها، وتعمل علي تأميم الفكر السياسي و تأميم المجتمع المدني في حد ذاته. وطبيعي في مثل هكذا وضع أن يتقلص حجم النجاحات الاقتصادية والاجتماعية في المحققة في بعض الأحيان إلي حدود دنيا. ويتقلص تأثير برامج الإقلاع الاقتصادي إلي مستويات سفلي. في ظل مناخات سياسية تنبع من أساليب وأنماط حكم تجد لها مكانا متميزا في القرون الوسطي! لقد قاست المجتمعات العربية كثيرا من حالة التموقع بين ثنائية التسلط الحاكم وتنامي الحركات السلفية ـ الجهادية. ومن المؤسف أن أولئك الذين آثروا اتخاذ طريق ثالث ما يزال وقع وصدي عملهم ونشاطهم الفكري متقوقع في دائرة ضيقة. ذلك أن التيار التنويري الحداثي العربي الذي يتبني أطروحاته الكاتب الحبيب الجنحاني، لم يستطع إلي حد اللحظة كسر الدائرة المغلقة التي رسمتها السلطة الاستبدادية من جهة، وحركات التطرف من جهة أخري، بالرغم من أن الأخير يحتفظ بنقطة ضعف قاتلة في أدبياته والمتمثلة في طرحه لنفسه بديلا حضاريا وعدم اقتصاره علي البديل السياسي. لا يمكن أن نتعاطي مع الاشكاليات التي أجاب عنها الأستاذ الحبيب الجنحاني في الحوار الذي أجراه معه الصحافي ناجي الخشناوي، إلا بنزع تلك الغشاوة الفكرية القاتمة التي تجعل من الغرب واحدا متكاملا، عدوا علي الدوام. فهناك من داخل ذلك النظام من قدّم لنا أمثلة رائعة في أساليب مقاومة الدكتاتوريات بشتي أشكالها؛ ويحارب هيمنة رأس المال علي مختلف جوانب الحياة، ويقارع النزعة الهيمنية التي تستغل ظرفا سياسيا معينا لسلب حقوق تبوأت موقع القداسة. ولكن الذي يثير دهشة أكبر، هو أن تكون الشعوب الغربية الأكثر حماسة واندفاعا في مساندتها لعدد من القضايا العربية من الشعوب المعنية بالأمر. ومن الغريب، أن تتشكل حركات مناهضة التبعات السلبية للعولمة في حضن أكثر الدول المستفيدة من عوائدها. في حين يحافظ المتضررون الرئيسيون منها علي حالة من الحروب الثانوية الوهمية التي تنزلق بها في متاهات غير معلومة النتائج. لا شك أن الحداثة ليست حكرا علي الغرب، وإنما هي ملك مشاع لجميع أقطاب الانسانية. والمطروح هو أن تسعي النخبة المثقفة العربية إلي تبني قيم الحداثة الكونية التي خرجت من عبادة عصر الأنوار (…) والتالي التمهيد لتجارب ديمقراطية حقيقية وعميقة في الفضاء العربي (ص23).
ہ كاتب من تونس
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)
 

الابداع في نقد غرامشي للدين

 
زهير الخويلدي  » ان نقد الدين هو الشرط الممهد لكل نقد »                                     كارل ماركس ساد اعتقاد لدى عامة الناس في الثقافة العربية أن الجدلية المادية عند ماركس تتناقض جوهريا مع الدين وأنها تنشر الالحاد والاباحية أو على الأقل تعتبره مسألة شخصية لا يجوز اقحامه في معترك الحياة السياسية وهذا الأمر لا توجد حوله كتابات كثيرة وظل قضية خلافية ومسألة يمكن مراجعتها، والاشكال الذي يطرح هنا يتمثل في امكانية وجود موقف آخر لماركس من الدين ومدى قدرة أنطونيو غرامشي تجاوز النظرة التقليدية لماركس للدين كزفرة لمخلوق مضطهد وأفيون للشعب وتقديم هذا الفيلسوف الايطالي الذي واجه بشجاعة كبيرة النظام الفاشي الشمولي لموسيليني نظرة ايجابية عنه ؟ ما يبرر الاهتمام بغرامشي هنا هو قراءته العقلانية للظاهرة الدينية وتوظيفه اللامع لكلام ماركس عن « صلابة المعتقدات الشعبية » وقوتها باعتبارها عقائد عضوية  ضرورية تاريخيا وصحيحة نفسيا لأنها ّتتدخل في تنظيم الكتل البشرية وتشكل الأرض التي يتحرك عليها البشر ويعون مواقفهم ويناضلون »[1]، ولكون هذه المعتقدات من العناصر التي تتكون منها الثقافة الوطنية ويمكن توظيفها ثوريا من أجل بناء المشروع المجتمعي المستقبلي وتمييزها عن العقائد التحكمية التي تؤدي وظيفة رجعية وتخدم الطبقة المهيمنة وتقتصر مهمتها على اتاحة الفرصة لبروز حركات فردية ومجادلات عقيمة. هل تتمثل مهمة الفيلسوف الديمقراطي الذي ينظر لوجوده غرامشي في الفضاء العمومي في مقاومة النزعة الإيمانيّة (الاعتقاد) والضياع الديني (الإلحاد) في الآن نفسه؟ ماذا يقصد غرامشي بكلمة الروح عندما قال: »لا يمكن الكلام على الروح في مجتمع منقسم الى فئات دون استنتاج ضروري »؟ وهو يرى أن المقصود بذلك هنا هو روح الكتل الاجتماعية « أما بعد تحقيق وحدة المجتمع فيمكن الكلام على الروح ( في اطمئنان) »[2]. هذا الكلام هام وبثير العديد من النقاط خاصة حول قضية المادة بماهي مبدأ فلسفة غرامشي فها نحن نراه هنا يصل الى مبدا آخر هو الروح في ظل محتمع لاطبقي.فالى أي مدى يستقيم هذا الكلام؟ يطرح غرامشي سؤال مهم آخر هو: هل يجب على انسان الشعب أن يبدل معتقداته اذا كان لا يعرف كيف يدافع عن موقفه في النقاش؟ والجواب عنده هو أن تعمل فلسفته على رفع المستوى الفكري للجمهور واصلاح فلسفة الطبقات الشعبية وتكوين حس سليم يتصف بالقدرة على الاقناع والتأثير.  لذلك هو يحاول هنا أن يصلح الكاثولوكية وخاصة اصلاح تصورها للانسان الذي تضع في فرديته سبب الشر.فكيف تمكن من النظر الى الدين نظرة ايجابية في ظل اخضاعه الى النقد ومناداته بعلمنته وفي ظل دعوته الى توظيفه اجتماعيا طالما أنه يمتلك قيمة سياسية وليس قيمة فلسفية؟ زد على ذلك الانتباه الى إسقاط المترجم العربي ميخائيل إبراهيم مخول الذي نشر الكتاب ضمن سلسلة « أصول الفكر الاشتراكي » منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1973 لبعض نصوص غرامشي حول علاقة الدين بالسياسة والثقافة وخاصة فصل الدلالة اليوطوبية للدين[3] وفصل أخر حول « الحس السليم والأديان » سأقوم باستنطاقه ذكر فيه غرامشي أن العناصر الأساسية التي يتكون منها الحس المشترك هي الأديان أكثر من النسق الفلسفي للمفكرين ودعا الى التمييز النقدي بينها ورأى كل دين بما في ذلك الكاثوليكية يمكن أن يتشعب الى عدد غير محدود من الأديان المتميزة والمتعارضة أحيانا، اذ هناك كاثولكية الفلاحين وكاثوليكية البرجوازية الصغيرة وعمال المدن وهناك كاثوليكية النساء وكاثوليكية المفكرين وهي خليط من اتجهات ونزعات متعددة وتفتقد الى الوحدة. غير أن أنواع الكاثوليكية التي تهيمن على الحس المشترك ليست الصور الأكثر انتشارا وبلورة بل ان الذي يلعب دور المحدد للحس المشترك هي الصور السابقة والموروثة والهرطقات والنزعات التجديدية والثورات العلمية المرتبطة بديانات الماضي. ان الذي يهيمن على الحس المشترك هي العناصر الواقعية المادية التي هي انتاج مباشر للاحساس وهو أمر لا يتعارض مع العنصر الديني بل بالعكس هي عناصر اعتقادية وخارج مجال النقد Acritique.[4] لابد من رصد مجموعة من الملاحظات التي يبديها غرامشي تجاه مسألة الدين  وفهم الأسباب والمغزى التي جعلته يعطي للظاهرة الدينية معنى ايجابيا: *أولا تشبيهه لعلاقة ماركس ولينين بعلاقة اليسوع وبولس،فاذا كان عمل ماركس قد انصب في اتجاه انتاج تصورات جديدة للعالم تغذي الثقافة في حقبة تاريخية معينة فان دور لينين تمحور حول الانتقال من الطوباوبة الى العلم ثم الى العمل بأن تحققت فلسفة ماركس كنظرية مطبقة مدعوة الى أن تكون دولة، وبالمثل اذا كان المسيح هو الواضع لتصور العالم فان القديس بولس هو المنظم والمحقق والناشر لهذا التصور. *لا سبيل الى حياة دون فلسفة ولكن لكي تصل الفلسفة الى كل الناس لابد ان تتحول الى فطرة سليمة وحس مشترك لان الفلسفة عند الجمهور لا يمكن ان تكون الا ايمانا ، هنا يدعو غرامشي الى ضرورة الانطلاق من الفلكلور واحترام مكونات الثقافة الوطنية وبما أن الجمهور له مجموعة من المعتقدات الصلبة فانه يجب نقدها من أجل بناء حس عام جديد يتم تأصيله في وجدان الجمهور بقوة المعتقدات التقليدية وعن طريق صلابة الأراء الدينية وقدرتها على التأثير والاقناع والتجميع. وبالتالي لايجب أن نتعامل مع المعتقدات من وجهة نظر صحتها أو خلوها من الحقيقة الواقعية باعتبارها نوع من الميتافيزيقا بل يلزم أن ننتبه الى وظيفتها الاجتماعية ونجاعتها السياسية في الضبط والتأطير. ·        يؤكد غرامشي على أن دخول الفلسفة الجديدة في معركة مع اللوحة العقائدية القائمة يؤدي حتما الى الخسارة واضعاف لماهو جديد ويقترح احداث حركة تقدمية ذات ايقاع بطيء وممنهج داخل المعتقدات الدينية التقليدية تهدف الى التعامل مع معطيات المقدس والايمان وفق مقتضيات العلم والفلسفة. ·         يقول غرامشي حول هذا الموضوع: »لقد قامت قوة الديانات وخصوصا الديانة الكاثوليكية في الماضي والحاضر، على شعورها القوي بضرورة الوحدة في العقيدة عند الجمهور الديني كله وعلى نضالها في سبيل الحيلولة دون انقطاع الطبقات المتفوقة فكريا عن الطبقات الدنيا ».[5] اذا كانت الثورات الثقافية الواعدة هي التي تقطع مع الاهتمامات الفكرية الضيقة للنخب وتتجه نحو الجمهور وتقيم روابط عضوية مع الناس فانه من المنطقي أن تعول على صلابة المعتقدات الشعبية وديانة الجماهير ختى تتمكن من التغلغل والانتشار.اذ صحيح أن الدين من حيث الحقيقة الابستيمولوجية هو فلسفة طفولة البشرية ولكنه من حيث مقامه الوجودي لا يتناقض بالضرورة مع وظيفة ثورية ممكنة. وصحيح أن الموقف العقلاني يقتضي القيام بعلمنة جذرية للمقذس وخلع لللأسطرة عنه ولكن ذلك لا يمنع من استخدامه من أجل تمتين اللحمة الاجتماعية والتماسك النفسي للانسان. ألم يقل ماركس في هذا الاتجاه: » موقف الدولة من الدين، الدولة الحرة خاصة، انما هو موقف الناس الذين يشكلون الدولة من الدين وحسب. » [6] يترتب عن ذلك أن نقد المجتمع والاقتصاد والثقافة لن يتحقق ويصل الى مبتغاه الا بعد القيام بنقد للدين وتحييده عن التوظيف الرجعي والرأسمالي واكتشاف أبعاده العقلانية وطاقته الثورية. فماهو دور الفلسفة في تفجير هذه الثورة الثقافية؟ وألا يتطلب الأمر وثبة جدلية من النظر الى العمل وصعود من النقد الى البراكسيس؟ أليس الإبداع الحقيقي هو الفعل المغير لوجه التاريخ ؟ ·       كاتب فلسفي نشر بموقع ايلاف الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2008/4/318048.htm [1] جاك تكسيه غرامشي دراسة ومختارات ترجمة ميخائيل إبراهيم مخول سلسلة أصول الفكر الاشتراكي منشورات وزارة الثقافة الإرشاد القومي دمشق 1973 ص217 [2]  جاك تكسيه غرامشي دراسة ومختارات ترجمة ميخائيل إبراهيم مخول سلسلة أصول الفكر الاشتراكي منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1973 ص200 [3] Jacques Texier Gramsci et la philosophie du marxisme Signification utopique de la religion : « cela ne  signifie pas que l’utopie ne puisse avoir une valeur philosophique, car elle a une valeur politique , et toute politique est implicitement une philosophie, encore qu’à l’état de fragments et l’ébauche . c’est en ce sens que la religion est la plus gigantesque utopie  , c’est-à-dire la plus gigantesque « métaphysique », qui ait apparu dans l’histoire, car elle est la tentative la plus grandiose de concilier sous une forme mythologique les contradictions réelles de la vie historique : elle affirme en effet que les hommes ont la même nature q’existe l’homme en général, en tant que créé par dieu, fils de dieu, et partant frère des autres hommes et comme les autres hommes,et qu’il peut se concevoir tel en se voyant lui-même en dieu, auto-conscience de l’humanité , mais elle affirme aussi que tous cela n’est pas de ce monde , mais sera réalisé dans un autre monde( utopique). Ainsi fermement parmi les hommes, les idées d’égalité, de fraternité , de liberté, parmi ces couches d’hommes qui ne soivent ni les égaux ni les frères des autres hommes,ni  libres par rapport à eux. C’est ainsi qu’il est arrivé que dans toute agitation radicale des foules, d’une façon ou d’une autre, sous des formes et des idéologies déterminées, ont été posées les revendications. »  Ed  Seghers paris 1966 p154/153 [4] Le sens commun et les religions :  «  les éléments principaux du sens commun sont fournis par les religions et par cosequent le rapport entre sens commun et religion est bien plus étroit qu’entre sens commun et système philosophique des intellectuels. Mais pour la religion aussi il faut distinguer critiquement . toute religion , même la religion catholique ( disons même surtout la religion catholique , si on pense à ses efforts pour sauvegarder son unité superficielle, pour ne pas se fragmenter en église nationales et en stratifications sociales) est en réalité une pluralité de religions distinctes et souvent contradictoires : il y a un catholicisme des paysans, un catholicisme des petits-bourgeois et des ouvries de la ville , un catholicisme des femmes et un catholicisme des intellectuels lui aussi bigarre et dépourvu d’unité. Mais sur le sens commun, n’influent pas seulement les formes les plus grossies et les moins élaborées de ces différents catholicismes, actuellement existants : on eu également leur influence et son composante de l’actuel sens commun les religions précédentes et les formes précédentes de l’actuel catholicisme, les mouvements hérétiques populaires, les superstitions scientifiques qui se rattachent aux religions passées etc. Dans le sens commun prédominent les éléments réalistes matérialistes, c’est-à-dire le produit immédiat de la sensation brute, ce qui d’ailleurs n’est pas en contradiction avec l’élément religieux, bien au contraire, mais ces éléments sont superstitieux, acritiques… » Jacques Texier Gramsci et la philosophie du marxisme Ed  Seghers paris 1966 p108 [5] جاك تكسيه غرامشي دراسة ومختارات ترجمة ميخائيل إبراهيم مخول سلسلة أصول الفكر الاشتراكي منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1973 ص155 [6]  كارل ماركس  حول المسألة اليهودية  ترجمة د نائلة الصالحي  منشورات الجمل كولونيا ألمانيا  الطبعة الأولى 2003ص 17-19
 

مدير المركز الاجتماعي التربوي « السند » بسيدي ثابت:

السواد الأعظم من المعوقين المقيمين ولدوا خارج إطار الزواج ومحاولات التخلّص من الجنين والإهمال المبكّر وراء تخلّفهم الذهني   ** الأمهات العازبات يصلحن الخطأ بالخطإ ** لدينا 100 معوقـا يتكلّف الواحد منهم كلّ سنة بـ 10 الاف دينار ** المقيمون في المركز في حاجة الى الدّعم المعنوي الذي يتوفـّر بزيارة الـناس لهـم واستضافتهم  بـين الفينة والأخرى ** نجحنا في تشغيل عدد قليل من المقيمين

 

 
أجرى الحوار: الحبيب وذان   تونس ـ الاسبوعي: منذ الاستقلال راهنت تونس على العنصر البشري وعملت على ضمان  تكافئ الفرص بين مختلف شرائح المجتمع في كافة المجالات وأصبحت الجوانب الاجتماعية سياسة واضحة المعالم تندرج ضمن مقاربة شاملة للتنمية تعتمد التلازم المتين بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي    للارتقاء بالإنسان وتوفير مقومات العيش الكريم لفائدته وتنمية الموارد البشرية دون إقصاء أو تهميش وفي هذا الإطار يتنزل بعث العديد من المؤسسات ذات الصبغة الاجتماعية المختصة في رعاية الأشخاص المعوقين على غرار المركز الاجتماعي التربوي السند بسيدي ثابت الذي نحاور في مصافحة هذا العدد مديره السيد عبد الرؤوف الجمل  وللإشارة فان السيد عبد الرؤوف الجمل تحمل قبل توليه إدارة هذه المؤسسة عديد المسؤوليات منها رئيس مصلحة الاستشارات القانونية بوزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج وعيّن مديرا لمركز الاحاطة والتوجيه الاجتماعي بدوار هيشر فضلا عن توليه مهمة ملحق اجتماعي بفرنسا قبل ان يتم تعيينه مديرا لمركز السند     * ماهي الفئة الاجتماعية المستهدفة في المركز؟   ـ يحتضن المركز الأشخاص متعددي وعميقي الإعاقة فاقدي السند العائلي والمادي واغلبية المستهدفين المقيمين بالمركز وافدون من المعهد الوطني لرعاية الطفولة   * هل يعني هذا ان اغلبية المقيمين بالمركز نتاج للانجاب خارج اطار الزواج؟   ـ الاغلبية الساحقة وافدة من المعهد الوطني لرعاية الطفولة باعتباره المختص في الحالات التي تفقد السند العائلي منذ الصغر  اي المولودين خارج اطار الزواج بالاساس  ونحن نستقبل الاطفال عميقي ومتعددي الاعاقة الذين لاتقل اعمارهم عن 6 سنوات ويضم المركز حاليا 100 حالة يُمثل عدد الاناث فيها الثلثين فيما يبلغ عدد الذكور الثلث  واعمارهم تتراوح بين 6 و48 سنة   * تاسس مركز السند بامر رئاسي صدر سنة   1996 ودخل  حيز العمل في 29 ماي   1996 فكم بلغ عدد المستهدفين منذ انطلاق نشاطه الى اليوم؟   ـ عند افتتاح المركز قبلنا 50 حالة ثم تدرّج العدد الى ان اصبح 100 مقيم حاجياتهم الاساسية هي رعائية بحتة   * لكن لاحظنا خلال الجولة التي اصطحبتنا فيها الى فضاءات المركز عددا كبيرا من العمال والموظفين بما يوحي بامكانية ان يكون عدد الحالات اكثر من المائة التي اعلنتها منذ قليل كيف ترد؟   ـ بالفعل المركز يحتضن 100 مقيم لكن الطاقم المسخر لخدمتهم يبلغ  115فردا في 12 اختصاصا والملاحظ مثلما تفضلتم بذكره ان عدد العمال والطاقم يفوق عدد المقيمين  ولا غرابة في ذلك خصوصا اننا نتعامل مع فئة حساسة من ذوي الاحتياجات الخصوصية ورعايتهم تتطلب تضافر عديد الجهود…ورغم ان الطاقم المتوفر حاليا يفي بكافة احتياجات المقيمين الا اننا نظل في حاجة ماسة الى مساندة متواصلة من لدن المواطنين والمجتمع المدني وطبعا المساندة لا تعني المساعدات المالية  بل نحن في حاجة الى المساعدة المعنوية  فذوي الاحتياجات الخصوصية هنا في حاجة الى بعض الحنان والرعاية من زوار المركز والهدف من ذلك ربطهم بالمحيط الاجتماعي حتى لا يشعروا انهم معزولون  عن العالم الخارجي… وقد عملنا على فتح المجال امام المواطن و المنظمات و الجمعيات الراغبة في الزيارة بهدف كسر رتابة الحياة… فيصبح المقيم يتوقع في كل لحظة تغييرا مفاجئا  في برنامجه اليومي او لقاء باشخاص تعلق بهم   * هل معنى ذلك انه ثمة نقائص صلب المركز على المستوى العلائقي؟   ـ المؤسسة توفر كل الظروف الملائمة لكن كل ذلك لا يعوض الوسط العائلي الطبيعي.. وثبت علميا ان الطفل الذي يعيش بعيدا عن امه في الاشهر الستة الاولى للولادة تطرأ عليه صعوبات على المستوى الذهني وقد تتحول هذه الصعوبات الى اعاقات ذهنية مزمنة وما يرافقها من مشاكل التكيف والتكييف الاجتماعي   * هل يفتقد ذوو الاحتياجات الخصوصية الى عائلاتهم باعتبار انهم من عميقي الاعاقة؟   ـ  اثار فقدان الطفل والمقيم بالمركز للعائلة جلية لكنه لا يعبر عنها بشكل مباشر ونستشف ذلك  من خلال نفسيته وسلوكه ومن خلال الرسوم يعبر الاطفال والمقيمون في المركز عن رغبتهم في التواصل مع امهاتهم وعائلاتهم   * لكن أي دور للمربين اذا كان هناك من المقيمين من يحس بحاجته لامه الحقيقية؟   ـ نحن نفخر بالارتباط الوثيق الذي اصبح يوجد بين الاعوان والمقيمين ولا ادل على ذلك من اصطحابهم المقيمين الى منازلهم بصفة دورية  ليقضوا بعض الوقت في الفضاء العائلي الطبيعي وهذه العمليات تتم كذلك في المناسبات والاعياد الدينية وهو ما يؤثر ايجابا في نفسية الطفل المقيم كما يؤثر على سلوكه  ويدعم قدراته على التواصل والتفتح والاندماج الاجتماعي   * معنى هذا ان الحياة المؤسساتية قد تعوض الوسط العائلي؟   ـ المؤسسة تقوم بمجهود جبار في مجال رعاية الاشخاص المعوقين فاقدي السند ويحاول الاطار هنا تلبية احتياجات المقيمين حتى ان بعضهم بلغ الان سنا متقدمة اقصاها 48 سنة … غير ان الوسط العائلي يبقى هو الافضل للانسان مهما كانت وضعيته.   * هل تقتصر مهامكم على توفير الرعاية الاساسية من إقامة ولباس وربما محاولة توفير بعض الحنان للمقيمين؟   ـ نحاول قدر الامكان ان نقترب  اكثر ما يمكن من المقيمين بما يمنحهم دفئا عائليا واضافة الى توفير الرعاية الاساسية ـ لجميع المقيمين من اقامة وتغذية ولباس ونظافة داخل وحدات العيش المهيأة للغرض يتم فيها توزيع المقيمين حسب معايير مضبوطة توصل اليها فريق التعهد بعد دراسة مستفيضة للحالات، ومن ابرز المعايير السن والجنس وطبيعة ودرجة الاعاقة مع مراعاة  خصوصية كل فرد من حيث القدرات الذهنية والطبع والسلوك وعلى  اساس اهداف نفسانية وتربوية  فاننا نولي اهمية بالغ  للاحاطة الصحية بكافة المقيمين بفضل الاطار الطبي وشبه الطبي العامل بالمركز والذي يجري فحوصات دورية ويتدخل في الحالات المتاكدة  والمستعجلة ويجري اتصالات مكثفة مع المؤسسات الصحية المعنية للقيام بتحاليل وفحوصات في بعض الاختصاصات   *  لكن ماذا عن الجانب التربوي والمهاراتي؟   ـ لدينا فرق مختصة في هذا المجال ونعمل على استغلال تقنيات التربية المختصة لتنمية الاستقلالية الذاتية للمقيمين في اداء حاجياتهم الاساسية وتفاعلهم مع المحيط عبر انشطة ملائمة بالاضافة الى تعدد آليات التعهد النفسي نظرا لاهميتها في الحد من الاضطرابات النفسية والسلوكية وفي تطوير مكتسباتهم باعتماد طرق التدخل الفردي والجماعي … كما نقوم بانشطة تاهيلية وننفذ برامج تهدف الى تيسير اندماجهم صلب المجتمع  والتفاعل مع المحيط نظرا الى حاجة الفئة المستهدفة للتواصل والاصغاء النشيط وما لهذه الاهداف من انعكاسات ايجابية على التوازن النفسي وتنمية الجانب العلائقي لديها   * ماهو مؤكد ان مهامكم   جسيمة لكن ماهي استراتيجيتكم لبلوغها؟   ـ يسعى المركز لاعتماد مقاربة تشاركية تراعى فيها مصلحة المقيمين وتهدف الى دعم قدراتهم ومكتسباتهم الذهنية والحركية وضمان تفاعلهم مع مختلف البرامج والانشطة داخل المركز ومزيد تفتحهم على المحيط تعزيزا لتواصلهم الاجتماعي   * بالملموس ماهي اسس هذه المقاربة؟   ـ نجاعة العمل الاجتماعي بصفة عامة تتوقف على ضبط برامج وانشطة مسبقة وتحديد الاهداف بدءا بوضعها  ثم ضبط الوسائل المعتمدة لتحقيقها مع الحرص على تلاؤمها مع خصوصيات وميولات االمقيمين لذلك حرصنا على تنويع الانشطة والبرامج…   * ضبط البرامج  يقتضي دراسات مستفيضة لاحتياجات وخصوصيات كل شخص  هل من تدخلات ملموسة في هذا المجال؟   ـ اعتمدنا مقاربة اسمها التدخل الافرادي وتولى الفريق متعدد الاختصاصات اعداد شبكات تقييمية لتحديد مؤهلات المعوق على جميع المستويات وهو ما مكننا من تصور مشاريع افرادية ضبطت الاهداف الخاصة لكل مقيم وبرنامج التدخل لفائدته يمس عديد المجالات  ابرزها الاستقلالية الذاتية بكل مكوناتها، والتنمية الحسية والحركية والتنشئة الاجتماعية   * نتائج الدراسة ماذا عنها؟   ـ قمنا بدراسة الحالات حالة بحالة وشملت الدراسة مختلف المجالات الصحية والنفسية والاجتماعية  وضبطنا مشروع التدخل الافرادي «أي ان التدخل يهم كل فرد على حدة حسب خصوصية الحالة» فلاحظنا ان الاحتياجات تتراوح بين الرعاية النفسية والحنان ووجدنا حالات لديها قابلية للادماج المهني فانتدبنا حالتين احدهما في المصالح المشتركة «عون صيانة» والاخر عامل فلاحي  وبرهنا انهما قادران على العمل وهما يتطوران بشكل مستمر .. ولدينا حالة اخرى بدات العمل منذ شهرين بمؤسسة خاصة للصناعات التقليدية وهو سعيد بهذا النجاح ويقدم مجهودات هائلـة لاتقـان عملـه والالتـزام بمواعيـد دخـوله للعمل  ونحن بدورنا نتلقى ملاحظات باهرة من مشغله…   * نتيجة باهرة تحققت؟   ـ نحن نرى ان هـذه  النتيجة هي تتويج لمجهودات فريق متعدد الاخصاصات… ولابـد ان نسوق ملاحظة هنـا وهي ان المعوق مهما كانت درجة اعاقته قابل للتطور والتطوير والتواصل مع الاخر… وهو ما يشجـع المركز على مزيد العمل على ادماج  اكثر ما يمكن من المقيمين في سوق الشغل.   * نعود الى الجوانب التقنية فمن المتعارف عليه ان الدول المتقدمة او تلك التي ذهبت أشواطا  متقدمة في مجال العناية بذوي الاحتياجات الخصوصية وعلاجهم اعتمدت  تقنيات واليات طبيعية من اجل تقريب المعوق من  البيئة الاجتماعية بجميع اوجهها, فهل بحث المركز في هذا المجال؟   ـ حاولنا مواكبة التطورات الحاصلة في مجال التعهد بالمعوقين وذلك من خلال انتقاء بعض الاليات التي تتلاءم مع الملامح الشخصية و الحركية والذهنية لمقيمي المركز والتي تتماشى مع امكانيات المؤسسة البشرية والمادية   * لنحدد أو نعدد بعضها؟   ـ العمل الفلاحي حيث يتولى المركز تشريك عدد  من المقيمين في بعض الاعمال  والانشطة في الضيعة الفلاحية وطبعا تتلاءم هذه الاعمال مع قدراتهم الذهنية والحركية في اطار برنامج تم ضبطه مسبقا من طرف الفريق متعدد الاختصاصات وعملنا على تنويع الانشطة  لضمان مشاركة اكبر عدد ممكن من المقيمين  في الاعمال الفلاحية طيلة فصول السنة كالعناية بالاشجار المثمرة والمشاركة في غراسة بعض النباتات  والخضروات في البيوت المكيفة والعناية بالحيوانات «الخرفان والارانب والخيول» بالاضافة الى اعمال البستنة ببعض فضاءات المركز   * تحدثتم عن الفلاحة والحيوانات  وانتم  تملكون بعضها هنا ومعلوم ان الحيوان اصبح احد آليات العلاج  فربما الأمر يبدو غريبا بعض  الشيء كيف ترد؟   ـ يخوض المركز  هذه التجربة المستحدثة «العلاج بالحيوان» بالتعاون مع بعض المؤسسات المعنية من ابرزها  معهد النهوض بالمعاقين  ومدرسة الطب البيطري وشريك فرنسي ويعتبر هذا البرنامج نموذجيا ويرتكز على مقاربة علمية اثبتت جدواها في مجال رعاية المعوقين يتدخل فيها فريق متعدد الاختصاصات هاجسه دعم قدرات  المعوق الذهنية والحركية وتيسير عملية تواصله مع الآخر   * انتم تحاولون حسب حديثكم الاستفادة قدر الامكان من الدراسات والمعارف المستجدة حول المعوق   ـ بالفعل ان طبيعة الاعاقات المتعددة والعميقة للمقيمين بالمركز وشمولية الاحاطة بهم تتطلب من الساهرين على هذه الفئة  مواكبة متواصلة لتطور تقنيات التعهد والسعي من اجل ملاءمتها مع خصوصيات المعوق هذا بالاضافة الى اهمية التكوين في تنمية الشعور بالانتماء للمؤسسة وحفز الاطارات والاعوان على مزيد البذل والعطاء   * لكن هل وضعتم آليات لبلوغ هذه الاهداف؟   ـ طبعا وتجسيما لهذه الاهداف تولى المركز تنظيم عدد من الحلقات التكوينية  والمشاركة في الملتقيات والتظاهرات الوطنية والدولية في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخصوصية   * الى الملفات المالية الان ماهي تكاليف كل مقيم وهل ثمة مساعدات عدا الميزانية التي ترصدها الدولة؟   ـ التمويل من الدولة بالاساس والكلفة المباشرة لكل مقيم لا تقل عن 10 الاف دينار سنويا يعني مليارا كاملا هو ميزانية المركز سنويا   * ضخمة جدا هذه الميزانية مقارنة بعدد المقيمين الذي  لا يتعدى المائة؟   ـ هذه القيمة المالية الضخمة تعكس نوعية وضخامة مسؤولية التعهد بهذه الفئة وتطور وجودة الخدمات المسداة  اليهم   * هل ثمة مساعدات من المواطنين؟   ـ توجد مساعدات يتلقاها المركز عن طريق بعض  الجمعيات وبعض الاشخاص  ولابد من الاشارة هنا ان المساعدات ليست بالضرورة مالية لاننا نتلقى مساعدات من نوع آخر معنوية بحتة مثل زيارة ابناء المنظمات والمبيتات  والمعاهد والمدارس للمركز واصطحاب بعض المقيمين في خرجات ونزهات وهي انشطة هامة ولها تاثيرات ايجابية على الجانب العلائقي لدى المعوق اذ انه يطلع على اوجه الحياة  اليومية بما يحقق ابرز اهدافنا وهو انفتاح ذوي الاحتياجات الخصوصية على المحيط الاجتماعي… ولابد هنا من توضيح نقطة طالما مثلت عائقا امام المواطن الراغب في زيارة المركز وهي اننا لا نطلب من المواطن مساعدات مالية أو هدايا قيّمة بل يكفي ان يزور المركز ويدعم اواصر التلاقي ويبني علاقات تواصل مع المقيم لانه في حاجة الى الاحساس بالدفء العائلي   * الى أي حد تصل العلاقة بين العائلات والمقيم؟   ـ  العلاقة تتراوح بين التلاقي والتواصل داخل المركز الى مرافقة المقيمين في جولات وخرجات الى المنتزهات والفضاءات الترفيهية وتصل العلاقة ايضا الى حد ايداع بعض الحالات لدى عائلات استقبال ولدينا ثلاث حالات يقيمون لدى عائلات بصفة مؤقتة غير محددة بموعد نهائي مند ثلاث سنوات وهم في ظروف اقامة طيبة ولاحظنا تجاوبا هائلا لذوي الاحتياجات الخصوصية مع افراد العائلات المستقبلة وهو ما ساهم في دعم قدراتهم الذهنية   * قبل ان نختم معكم هذه المصافحة هل اجريتم بحوثا حول اسباب الاعاقات لدى منظوريكم؟   ـ قبل كل شئ نقول ان الاعاقة مشيئة الاهية…لكن من  بين الحالات ثمة ولادات لامهات عازبات  جاءت معوقة نتيجة لجوئهن الى بعض الطرق والادوية الخطيرة في محاولة للتخلص من الجنين ودفن الفضيحة…اضافة الى ان الحرمان من عاطفة الامومة خلال الاشهر الستة الاولى للولادة له  تاثيرات سلبية على الحالة الذهنية للطفل… وللاسف فان الامهات العازبات يصلحن الخطأ بالخطأ …   * نقطة النهاية فكيف تختمون المصافحة؟   ـ اقول حتى الولادات السليمة خارج اطار الزواج لها مخلفات مأساوية بليغة على المستوى المعنوي  والشخصي للفرد من بينها اشكالية البحث  الدائم عن الهوية  والمحاولات المتكررة للتعرف الى عائلاتهم او لنقل امهاتهم…ومجتمعنا اصبح في حاجة اكثر من أي وقت مضى الى مزيد تضافر الجهود للحد من ظاهرة الامهات العازبات والولادة خارج اطار الزواج والتخلي عن الاطفال…نحن في حاجة الى مزيد التحسيس باهمية العمل التطوعي …ولابد ان اقول في الختام اننا اصبحنا في عهد اصبح فيه المعوق له حق الظهور مثل بقية افراد المجتمع وهي نقطة اضافية لنجاح المقاربة التونسية في المجال الاجتماعي.   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)


قريبا صدور الأوامر الترتيبية الخاصة بالتجديد النصفي للأعضاء

من سيبقى بمجلس المستشارين… ومن سيغادر وهل إمكانية تجديد الترشّح واردة؟

 

تونس ـ الاسبوعي: لم تعد تفصلنا عن شهر اوت الا اشهر قليلة وهو الموعد الذي ستفتح فيه الدورة التشريعية الرابعة لمجلس المستشارين لكن اهمية هذه الفترة الفاصلة تكمن في استكمال الاجراءات الرسمية للتجديد النصفي لاعضاء مجلس المستشارين قبل انتهاء الدورة الثالثة وانطلاق الدورة الرابعة..    لذلك تجد الشارع السياسي وكوادر البلاد ممن ينزلون انفسهم في منزلة الاهلية ليكونوا «مستشارين» ينتظرون بفارغ الصبر صدور الاوامر الترتيبية التي توضح بشكل دقيق كيف ستتم عملية التجديد النصفي لثاني غرفة برلمانية تونسية، تطبيقا لما جاء في الفصل الثاني والعشرين من الدستور التونسي «مدة نيابة اعضاء مجلس المستشارين ست سنوات وتجدد تركيبته بالنصف كل ثلاث سنوات» فيما نص الفصل الخامس من القانون الدستوري عدد 51 لسنة 2002 المؤرخ في 1 جوان 2002 والمتعلق بتنقيح بعض احكام من الدستور «يجدد نصف مجلس المستشارين اثناء مدة العضوية الاولى وعند انتهاء السنة الثالثة من هذه المدة وذلك عن طريق القرعة مع اعتبار التوزيع المعتمد في تكوين المجلس المذكور وفق الطريقة والشروط التي انتسب بها الاعضاء لهذا المجلس على ان تتم عملية القرعة والتجديد قبل المدة المذكورة.   باشراف المجلس الدستوري   وعليه فانطلاقا من هذه الاحكام الدستورية وحسب ما اكدته بعض المصادر المطلعة بمجلس المستشارين وفي انتظار صدور الاوامر الترتيبية من المرجح ان تتم عملية القرعة التي ستشمل كل المستشارين دون استثناء وبما فيهم رئيس المجلس السيد عبد الله القلال ومساعديه الاول والثاني من قبل واشراف المجلس الدستوري.. لتفرز فيما بعد العملية عن ضبط لقائمة الستة وخمسين مستشارا من جملة 112 الذين ستشملهم عملية التجديد النصفي والتي ستكون بطبيعة الحال الاولى والاخيرة من نوعها باعتبار ان من سيتبقى سيشمله التجديد الالي خلال الثلاث سنوات القادمة ناهيك وان عضوية مجلس المستشارين وحسب ما تنص عليه احكام الدستور هي  ست سنوات.. علما وان هذا التجديد والاقتراع سيشمل مختلف القائمات بما فيها الشخصيات والكفاءات الوطنية المعينة من قبل رئيس الدولة وقائمة ممثلي المنظمة المهنية للاعراف والمنظمة المهنية للفلاحين.   «سنة التداول»   لكن ما يمكن ان يطرح من استفهامات في هذا الباب هو هل  يمكن لمن شملته عملية السحب والتجديد ان يعيد الترشح للعضوية في مجلس المستشارين او ان يدرج ضمن قائمة الشخصيات والكفاءات الوطنية؟ الجواب وحسب راي بعض المهتمين بالشأن السياسي وبالمجال التشريعي وممن هم صلب مجلس المستشارين يأكدون  الامكانية خاصة وان احكام الدستور التونسي لا تتوقف عند هذه المسألة بشكل دقيق وواضح خاصة وان هؤلاء المستشارين لم يتموا الست سنوات التي يتيحها لهم المشرع.. لكن من جانبنا وبقطع النظر عن الامكانية من عدمها يمكن القول ان عضوية مجلس المستشارين هي حق وشرف لكل مواطن تونسي تتوفر فيه شروط الترشح لكن من الاجدر ان لا تبقى مجالسنا حكرا على بعض الاشخاص بل يجب ان يتحقق التجديد حتى يسعى كل من ينتمي الى هذا الرحاب ان يقدم الاضافات المرجوة منه خلال تلك المدة النيابية وهو مدرك ان هذه الفرصة لن تستمر بصفة ازلية وانما هي مرتبطة بدورية معينة.. كما لا اعتقد ان تونس تضيق بانجاب الكفاءات والشخصيات القادرة على ان تقدم الاضافة اينما حلت هذا الى جانب طبعا تجنب الحسابات الشخصية الضيقة والمنافسات غير النزيهة التي قد يتعمدها البعض حفاظا على العضوية وضمانا للبقاء صلب مثل هذه الهياكل.. لذلك يجب الاخذ بعين الاعتبار سنة التداول في كل مجالات الحياة وانشطتها.   الشغالون والعمل التشريعي   وما دمنا بصدد الحديث عن مجلس المستشارين وجب التأكيد على ان هناك جهودا مبذولة صلب مركزية الاتحاد العام التونسي للشغل للتخلي عن الموقف الذي اتخذه الاتحاد والرافض لعملية الانتماء الى المجلس لاسباب يردها البعض الى اعتراض الطرف النقابي عن طريقة انتخاب الاعضاء التي تتم صلب المجالس الجهوية.. لذلك وحسب بعض التأكيدات من المرجح ان يكون اتحاد الشغل حاضرا في مجلس المستشارين خلال الدورات القادمة حتى يكون صوت الشغالين عاليا ومدافعا عن مصالحهم.   سفيان السهيلي   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)

 

ميني تياترو التونسي.. وقالب الصّابون

 
فيصل الصمعي   يا خويا اللّي نشوفو عند التونسي ما نشوفو عند حدّ.. واللّي تلقاه عندو ما تلقاه عند حدّ.. لاعند ألمان ولا أنقليز ولا فرانسيس ولا صينيين ولا كوريين ولا حتى في جزر القمر وإلا جزر الواق الواق.. ما يتشدّش تلقاه ديما كيف الحوتة يتزلبط بين الإيدين.. لا تعرفو فرحان وإلاّ متغشش زاهي وإلاّ مكشبر..    شايخ وإلاّ دايخ.. تجي تشوفو تلقاه شايخ.. حوايج وكراهب وديار وبرطابلوات.. وسهريات وقعدات وفي نفس الوقت تلقاه يشكي ويبكي هاو قينيا.. هاو ميزيريا تسكسك.. هاو فلوس ما ثمّاش.. تجي تشوفو من ناحية أخلاقو.. تلقاه من شيرة السياسة والكياسة واللّسان اللّي يغزل الحرير.. يبيعك ويشريك بكلمتين.. ومن شيرة أخرى.. الأخلاق الفاسدة والخلايق العادمة.. واللّسان الموذي.. تكلّمو توحل فيه.. تسيبّو يكبّش فيك.. تطلع معاه يطلع معاك.. ترخيه يزيد على ما وصّاووه.. وموش يسمّعك وسخ وذنيك برك.. يزيد يوريهولك كان تحب من ناحية الـ «galanterie» تلقاه galant من ناحية «Souplesse» تلقاه لاستيك.. من ناحية الرقعة ما فمّاش ما أصحّ منها كانو يخدم يقلّك يلعن بوها لخدمة.. وكانو بطّال يقلّك ما ثمّاش خدمة ويلعن بو البطالة.. وكان دبّرتلو خديمة يقلّك.. البطالة خير اللّي خدمو ماتو..   التونسي بصراحة ما يعجبوش العجب ولا حتى الصيام في رجب.. كان خذا مرا تخدم يقلّك والله كان خذيت وحدة قاعدة في الدّار خير.. وكان خذاها بنت دار… يقلّك واللّه كان جات بشهريتها على الأقل تهز معايا وذن القفة.. كان خذاها طويلة.. تبدا عينو على القصيرة.. وكان خذاها قصيرة عينو ديمة على الطويلة.. أما نهار اللّي يعرّس يولّي يحبّ على اللّي لبستها محتشمة ولا تعرّي ولا تورّي.. يسبّ العرا والقرا وقلّة الحيا وكلّ ليلة يسهر يتفرّج على كليبات هيفاء وروبي ودينا بالسرقة على الجماعة..   التونسي يموت على البوبلاش.. ورزق البيليك.. ماذا بيه يبدا راقد والشهرية تجيبه تدق عليه باب بيت النوم.. وديما يشكي ويبكي.. ويلوم ويتبكّى.. أعطيه على شكون يتكى.. التونسي عمرو ما يرضى.. تقلّو الشتاء صبّت يقلّك نعمة من عند ربّى أما طباعي وقلت.. تقلّو الطقس ربيع.. يقلّك نعمة آما ثمّة شوية عجاج.. تقلّو الطقس صيف يقلّك نعمة أما قمّة شهيلي.. والدنيا غاطة وعروقات تسلت وفدّة.. قلّو الطقس خريف.. يقلّك كساد والجوّ مكرفص كان قعد صيف خير.. كان جات عطلة يقلّك وقتاش ترجع القراية.. كان جات القراية يقلّك وقتاش ترجع العطلة.. برامج التلفزة ما تعجبوش.. وبرامج الإذاعة ما تروقلوش.. والبطولة ما تلعبوش ولومار طافي وما عندوش.. وبن يحيى ما حقوش.. ولا عاجبو صيود ولا حسن مالوش.. ولطفي بوشناق ما يشطحوش.. ولاهو مع نجاد ولا جورج بوش.. التونسي يموت على بلادو أما كان يلقى هجة يهجّ وكان يلقى حرقة يحرق.. حتى لو كان يعرف روحو باش يغرق.. التونسي كيف قالب الصابون قد ماتحاول تشدو.. يفلت بين إيديك(!!)   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)  

« فينا كورب » التابعة لـ»غلوبل« تدير اكتتابا ضخما في تونس

 

اعلن بيت الاستثمار العالمي »غلوبل« ان شركة فيناكورب (شركة التمويل والاستثمار لمنطقة شمال افريقيا) وهي شركة خدمات مالية تابعة لغلوبل, قد اجرت اكبر طرح عام اولي لمجموعة ارتس وهي شركة مختصة بتوزيع السيارات في تونس وشمال افريقيا. وطرحت فيناكورب ما نسبته 39.6 في المئة من راس مال ارتس بقيمة تساوي 90 مليون دولار اميركي تقريبا, منها 9.42 في المئة كطرح خاص و30.18 في المئة كطرح عام على هيئة اكتتاب وطرح عام اولي والذي يعد الاكبر في تاريخ تونس. وقد اجري الطرح في الفترة ما بين 17-28 مارس ,2008 وقد فاقت طلبات الاكتتاب حجم الكمية المعروضة بنحو 9.2 مرة تقريبا او اكثر وسيتم الاعلان عن النتائج الرسمية قريبا. وصرح رئيس مجلس الادارة ورئيس المديرين التنفيذيين في شركة ارتس  منصف مزابي قائلا  » ان الطلب العالي على اسهم شركة ارتس قد فاق التوقعات وتجاوز الاكتتاب المبلغ المرصود, مشيرا الى ان ذلك سيصب في مصلحة المستهلك والمستثمرين في النهاية. واكد ان اتمام الصفقة يشكل انجازا عظيما في تاريخ تونس وذلك نظرا لان تغطية الاكتتاب كانت الاكبر خلال السنوات العشرة الاخيرة وأحد اكبر العروضات العامة في شمال افريقيا, لافتا الى ان راس المال الحالي سيبلغ بعد الاكتتاب حوالى 230 مليون دولار اميركي. واضاف مزابي ان سوق السيارات في تونس سيشهد نموا بنسبة 50 في المئة في السنوات القليلة القادمة, وذلك مع تطبيق اتفاقية التجارة الحرة وبعد توقيع تونس مع الاتحاد الاوروبي. واشار الى ان فيناكورب التابعة لغلوبل قد عملت في تونس بصفتها مستشارا لملاك شركة ارتس (مجموعة عائلة مزابي) وهم احدى المجموعات التجارية الرائدة في تونس وشمال افريقيا, وادارت فيناكورب الاكتتاب العام لارتس وهي وكيلة توزيع سيارات العلامتين التجاريتين العالميتين البارزتين رينو ونيسان ذوي الحصة السوقية الاعلى في تونس. ومضى قائلا « بيع الطرح الخاص الاولي بنسبة 9.42 في المئة من راسمال ارتس الى مستثمرين استراتيجيين اجانب. وستتم المتاجرة بنسبة اخرى من راسمال ارتس تبلغ 30.18 في المئة في البورصة التونسية اعتبارا من ابريل الحالي وذلك عبر بيع 7.695.900 سهم بسعر ثابت يبلغ 10.330 دينارا تونسيا للسهم الواحد ».  ووعد مزابي المساهمين بتوزيع ارباح عالية على مدى السنوات المقبلة (80 في المئة) وان يكون الوضع في العام 2008 موازيا لما تم تسليط الضوء عليه في النشرة الاعلامية للطرح العام الاولي او افضل. من جهة اخرى اكد نائب رئيس مجلس ادارة شركة فينا كورب خالد خليفة ان المكتتبين سيستفيدون من الطرح العام الاولي من توزيعات ارباح ارتس لعام 2007 نظرا لكون الشركة قد قررت توزيع 20 مليون دينار تونسي في الاشهر القليلة المقبلة (17 مليون دولار اميركي) ما يمثل دخلا من سعر الطرح العام يبلغ حوالي 7.6 في المئة.  وركز على ان ارتس تملك مركزا ممتازا في المنطقة كونها تسيطر على 27 في المئة من سوق السيارات التونسي وقد استطاعت المحافظة على موقعها الريادي في السوق المحلية لمدة ست سنوات متتالية. الى جانب ذلك حصولها على العلامة التجارية نيسان منذ سنتين. يذكر ان راسمال ارتس البالغ 230 مليون دولار اميركي يُعد الراسمال الاكبر الذي ادرج في البورصة منذ 10 سنوات وهو قريب من راسمال كل من الجمعية التونسية للمصارف (stb) او البنك التجاري. واشار خليفة ان الطرح العام لارتس قد يشير الى نقطة تحول في البورصة التونسية نظرا لحجمه غير المسبوق. متوقعا المزيد من تدفق العروضات العامة الامر الذي سيجعل البورصة التونسية سوقا ماليا معترفا به   (المصدر: صحيفة « السياسة » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)


المصممون الشباب يصدون رياح التغريب بالتراث تصميم الأزياء في تونس.. بين الأصالة والمعاصرة

تونس: المنجي السعيداني   تعرف الأزياء التونسية المستوحاة من التراث تطويرات عديدة في الآونة الأخيرة، في محاولة لجعل الملابس التقليدية مواكبة للعصر ومتطلبات الاستعمال اليومي.   فإلى عهد قريب، كانت هذه الأزياء قصرا على المناسبات الوطنية والدينية، بدءا بالبرنس التونسي، والجبة والشاشية (القبعة)، إلى مستلزمات اللباس التقليدي، مرورا بـ «الملية» المنتشرة بين نساء الشمال التونسي، و«الحرام» الذي تقبل عليه نساء الوسط والجنوب، كذلك «السفساري»، الذي ينتشر بين نساء المناطق الحضرية بالخصوص.   والملاحظ ان الهدف من هذه التطويرات، إثراء الحاضر عبر استلهام الماضي، الأمر الذي تساهم فيه العديد من المواهب الشابة العاملة في قطاع الصناعات التقليدية، بكل أشكالها. ومشاركتها السنوية في مسابقة «الخمسة الذهبية»، وهي عبارة عن تظاهرة تحتفل بيوم الصناعات التقليدية واللباس الوطني في منتصف شهر مارس (آذار) من كل عام. وغالبا ما تنطلق استعدادات الطاقات الشابة المبتكرة للتصاميم الحديثة المستمدة من اللباس التقليدي التونسي مع نهاية كل دورة، إذ ان العملية تتطلب أبحاثا متنوعة ومضنية بهدف طرح المميز لكل جهة، وكلما تم المزج الذكي بين اللباس التراثي مع اللمسات المعاصرة التي تزيد من الإقبال على اللباس التقليدي، كانت النتائج جيدة، وتتويجا لمجهودات المشاركين في هذه المسابقة. ويلتقي في هذه المناسبة المصممون الشباب مع متخصصين لهم باع طويل في الصناعات اليدوية والحرفية، من خلال ابتكارات موجهة إلى النساء والرجال على حد السواء، في محاولة لاستمالة الفئات التونسية المختلفة نحو اللباس التقليدي التونسي، الذي عرف فترات صعبة خلال العقود الماضية مما هدد باندثار الكثير من أشكاله.   يذكر أن قائمة الأسماء المشاركة هذه السنة، ضمت 23 اسما ساهمت كلها في إثراء عالم الموضة والأزياء في تونس، وكلهم عملوا من أجل استنباط ملابس ذات روح تونسية تختلف في جوهرها عن الملابس الغربية السائدة بين صفوف الفئات الشابة في الوقت الحالي.   وقد مزجت هذه الأزياء بين أهم ما يميز الملابس التقليدية التونسية من «طريزة» وجيوب ومتممات غالبا ما نلاحظها على مستوى أكمام الجبة والبرنس و«الملية»، وبين ما يشتهيه الشباب التونسي من ألوان وأشكال تبتعد قليلا عن الملابس التقليدية العادية التي غالبا ما تكون فضفاضة وواسعة، لتصبح متناسقة مع الأجساد متماشية مع أشكال الموضة العصرية.   وأفرزت الدورة الثالثة عشرة لمسابقة «الخمسة الذهبية» الأخيرة، ثراء واضحا على مستوى ما تم تقديمه. فقد تميزت بتعدد وسائل التعريف بالابتكارات التي يعمل الديوان الوطني للصناعات التقليدية على تدعيمها وتكثيفها لمساندة المبدعين الشباب بالترويج الواسع لمنتجاتهم وإرجاع الاعتبار للباس التقليدي في بلد تهب عليه رياح التغريب من كل جانب. ويسند الديوان المذكور سنويا ثلاث جوائز لأفضل الابتكارات، وقد أسندت الجائزة الأولى خلال هذه الدورة لمصممة الأزياء هاجر بوراوي من ولاية المنستير الواقعة بالوسط الشرقي للبلاد، في حين حصل على الجائزة الثانية المصمم الشاب الياس الأنداري من تونس العاصمة، وكانت الجائزة الثالثة من نصيب الحرفية سميرة النصيري من ولاية سيدي بوزيد الواقعة بالوسط الغربي. وقد اعتمدت تصميماتهم على الملابس التراثية كمادة أولية تم صبغها بطابع عصري عملي يراعي انخراط المرأة التونسية في الحياة العامة. أما على مستوى الملابس الرجالية، فقد سعى أيضا أن يضفي عليها مظهرا شبابيا على أساس أن معظمهم هم المستقبل الذي يعتمد عليه بقاء هذه الصناعة.   مصممة الأزياء هاجر بوراوي الفائزة بالجائزة الأولى، اعتمدت ـ حسب ما ذكرت لنا ـ في مجموعة ابتكاراتها على اللباس التقليدي المميز لمنطقة الساحل الشرقي التونسي، ومزجت فيه بين «الجبة» و«البرنس» و«الفرملة» و«السروال العربي». وأضافت أنها اعتمدت على الزينة المميزة لكل من هذه الملابس حتى تتناسب مع اللباس النسائي بعد أن ظلت هذه الأزياء، لمدة عقود، متوجهة للرجل في المقام الأول. واختارت هاجر ألوانا متوهجة بألوان الطبيعة، مثل البرتقالي والبنفسجي والأخضر وعمدت إلى إدخال الخطوط، سواء بصفة طولية أو عرضية، وكانت معظم المكملات والزينة مستوحاة من الجبة والبرنس التونسي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المشاركة الأولى لهاجر، فقد سبق لها أن فازت بالجائزة الثالثة في المسابقة، إلا أنها أصرت في هذه السنة «على المزيد من البحث والتقصي بهدف الابتكار والبحث عن نموذج متفرد للباس التقليدي»، وهذا ما كان.   فقد ركزت على المميزات الهائلة للخطوط التونسية والألوان الخاصة بالأزياء التي توارثتها الأجيال وتعتبر مادة دسمة حان الوقت لتطويرها. فالنسيج اليدوي التقليدي لا يمكن مقارنته في كل الأحوال بالملابس العصرية المتشابهة، والصوف والقطن والأقمشة تعد مصدرا طبيعيا للأزياء من دون أن تطرأ عليها تغييرات كثيرة باعتبارها مواد طبيعية. ولم تخف هاجر سعادتها بهذه الجائزة، حيث دعت إلى أن يكون الاحتفال باللباس التقليدي على مدى أسابيع، أو ان تنظم بشكل موسمي حتى يتسنى للمبدعين تقديم ابتكاراتهم الخاصة بكل موسم. ودعت أيضا إلى التفكير في الانفتاح على الجهات والمحافظات الأخرى، لاستقطاب حرفييها.   أما الياس الأنداري، المصمم الشاب الذي يشارك لأول مرة، والحاصل على الجائزة الثانية، فقد اعتمدت المجموعة التي قدمها على اللون الأبيض في مجموعها. في لقائنا معه أشار إلى أنه اعتمد في زينة تصاميمه على «حرج» الجبة التونسية، سواء بالنسبة للخطوط أو من ناحية الزينة، وتطلق كلمة «الحرج» حسب مصطلحات الحرفيين، على كل المواد المستعملة في زينة الملابس التقليدية، واعتمد كذلك على القماش من نوع «القمراية»، وهو قماش قريب من «السفساري» التونسي الموجه أساسا للنساء، مع العلم انه وجه مجموعته للرجال والنساء على حد سواء. اللافت في لمسات هذا الشاب أنه يسعى جاهدا إلى تبسيط اللباس التقليدي التونسي ـ حسب قوله ـ ليجعله قريبا من اهتمامات جميع الطبقات الاجتماعية، إذ ان أسعار بعض الملابس التقليدية التونسية ظلت بعيدة عن متناول التونسيين العاديين، وهو ما يجعل الإقبال عليها متعثرا ومحصورا داخل أوساط معروفة سلفا.   أما الفائزة الثالثة، سميرة النصيري، فاتجهت نحو البرنس التونسي الذي حاولت أن توجهه للمرأة، وهو ما نجحت فيه من خلال مزجها الذكي بين التراث والحداثة من ناحية، والمصالحة بين الملابس النسائية والرجالية من ناحية ثانية. بالنسبة للألوان، اعتمدت كليا على اللونين الأحمر والأسود، فاللون الأحمر جاء في معظمه من لون «الملية» التونسية التي ترتديها على وجه الخصوص نساء الأرياف التونسية، فيما جاء اللون الأسود من اللباس الرجالي التقليدي الخاص بصناعة «البرنس» التونسي. أما بالنسبة للمسات التي اعتمدتها في الزينة والتزيين، فقد استقتها هي الأخرى من البرنس والجبة. وتلاحظ سميرة النصيري، أنها تشارك للمرة السادسة في هذه المسابقة، وحصلت للمرة الثانية على التوالي على المرتبة الثالثة، وتسعى خلال مشاركاتها إلى تقديم الجديد دائما، معتمدة على وصفتها المعروفة بحسن اختيار الأقمشة وتنسيقها مع الألوان المتماشية مع روح العصر إلى جانب متابعة مستجدات الموضة العالمية.   إلا أنها لا تخفي ارتفاع تكاليف اللباس التقليدي، لأن الأقمشة المختلفة ـ حسب رأيها ـ تبقى بعيدة عن متناول الحرفيين الصغار، مما يجعل الاهتمام باللباس التقليدي يعرف بعض الصعوبات.وفي انتظار أن يقع تسويق هذه التصميمات والابتكارات على نطاق واسع، يقر المصممون الذين التقيناهم بصعوبة ترويج اللباس التقليدي بسبب ارتفاع كلفة المواد الأولية، مما ينعكس لاحقا على أسعار الترويج، كما أن ارتداء الملابس التقليدية ما زال مرتبطا في الأذهان بالمناسبات الدينية والعائلية، ومناسبات المساء والسهرة والأفراح والليالي الملاح، هذا بالرغم من روح الابتكار التي باتت تميزه ويجتهد المصممون الشباب في إدخالها عليه.   (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)  

باكورة دار « كليم » الاماراتية « حكاية تونسية » رواية حسونة المصباحي الجديدة

 

 
صدرت عن دار « كليم » في دبي رواية جديدة للكاتب التونسي حسونة المصباحي عنوانها « حكاية تونسية » وهذه الرواية مستوحاة من واقعة حقيقية، حين أقدم شاب دون العشرين من العمر على حرق أمه تحت تأثير الاشاعات التي كان يروّجها حولها أهالي حي فقير واقع على أطراف العاصمة التونسية. وأمام المحكمة يعلن الشاب، وبدم بارد، انه ليس نادما على ما اقترفت يداه. من هذه الحادثة ينقلنا الكاتب التونسي المعروف، حسونة المصباحي، الى حي « م » حيث يعيش النازحون والقادمون من داخل البلاد التونسية، ليرسم لنا صورة حية ومرعبة عن الحياة الصعبة التي يعيشها هؤلاء البشر، وعن أوضاعهم الاجتماعية والسايكولوجية، وهو يفعل كل هذا من خلال امرأة من أصول ريفية تزوجت من دون حب من عامل في السكك الحديدية، ومن خلال ابنها الكاره لها منذ طفولته، والمفتون بوالده وبحدته البدوية المغرمة برواية الخرافات الشعبية.   والرواية من البداية الى النهاية عبارة عن لوحة درامية تعكس تفسخ القيم، والنظرة الدونية للمرأة في مجتمع رجالي. وقد اتبع المؤلف بنية فنية هي مزيج من الحكي الشعبي، والتقنية الحديثة في السرد.   والمصباحي من مواليد قرية « الذهيبات » في ريف القيروان عام 1950، وقد درس الاداب الفرنسية في جامعة تونس. صدرت له ثلاث مجموعات قصصية هي « حكاية جنون ابنة عمي هنية » تونس 1986، (جائزة القصة القصة وزارة الثقافة التونسية)، « ليلة الغرباء » تونس 1997، « السلحفاة » دار جلجامش باريس 1997، طبعة ثانية عن الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 2000.   أصدر حتى الان خمس روايات هي: « هلوسات ترشيش » دار توبقال، المغرب 1995، « الاخرون » دار تبر الزمان، تونس 1998، « وداعا روزالي » دار الجمل، المانيا 2001، « نوارة الدفلى » الدار المتوسطية للنشر، تونس 2004.   ترجمت اعماله الى اللغة الالمانية، وقد فازت « هلوسات ترشيش » بجائزة Toucan لأفضل كتاب للعام 2000 في مدينة ميونيخ.   كما اختيرت قصته « السلحفاة » التي نشرتها مجلة « بانيبال » بالانكليزية، في القائمة القصيرة لجائزة « كين » للأدب الافريقي، وكان رئيس لجنة التحكيم الحائز على جائزة نوبل ج م كوتزي.   كما ترجم حسونة المصباحي من الفرنسية الى العربية عشرات المؤلفات منها « أصوات مراكش » لالياس كانيتي، « قصص للاطفال » جاك بيرفير، « الحب هو البراءة الابدية » منتخبات من الشعر العالمي.   بعد أن أمضى حسونة المصباحي اكثر من عشرين سنة في مدينة ميونيخ الالمانية، عاد الى بلده تونس، حيث يقيم ويعمل الان في مدينة الحمامات.   وقد وصف الاديب المصري الراحل يوسف ادريس قصص حسونة المصباحي قائلا « يكفي أن تقرأ قصة واحدة لحسونة المصباحي لكي تعرف كيف يعيش الانسان التونسي، وكيف يفكر، وما هي حكاياته وأساطيره الخاصة كما لو انك عشت في تونس عشرات السنين ».   ننشر هنا فصلا من الرواية الجديدة بموافقة الناشر.   الأم:   من العالم الآخر، أنا أتكلّم.. فهل تصدّقون ذلك أنتم الأحياء ؟ ! لا يهمّني جوابكم إذ أني لست قادرة على سماعه، غير أني أؤكد لكم أن الملاك الرحيم همس لي قبل قليل أنه بإمكاني أن أتحدث إليكم من أعماق أعماق العتمة الأبديّة. أليس هذا مبهجا لكم، ولي أنا أيضا، أنا التي كنت أظنّ أن التحدث إليكم بات مستحيلا بعد أن غادرت دنياكم وأنا كتلة من الرماد. استمعوا إليّ إذن، وسوف أقصّ عليكم قصتي من بدايتها إلى نهايتها، وسوف أفيدكم بجميع تفاصيلها التي قد تمتعكم حينا، وترعبكم حينا آخر، وقد تجعلكم تعطفون وتشفقون عليّ، أو تشمئزون وتنفرون منّي. كل هذا محتمل. لكن كونوا على يقين أنني سأكون صريحة معكم، لذا لن أغفل عن ذكر أي تفصيل، جميلا كان أم قبيحا، إذ أني أعلم جيدا أنكم فضوليون مثل أهل حيّ «م» حيث أقمت منذ قدومي من قريتي البعيدة وأنا في سن التاسعة عشر، وحتى ذلك اليوم الصيفي القائض الذي أكلت فيه النيران جسدي. وفي الحياة الدنيا، كان أهل حي «م»، من الصغير الذي بدأ يخطو خطواته الأولى، إلى العجوز الطاعن في السنّ البارك أمام عتبة بيته الحقير في انتظار عزرائيل، يتجسّسون عليّ في النهار كما في الليل، ومن ثقوب أبواب بيوتهم، ومن نوافذها وسطوحها وشرفاتها، كانوا يتلصصون عليّ. وكانوا يرسلون الفتيان العاطلين والمفلسين، وهم كثيرون في الحيّ، لتسقّط أخباري، ومعرفة من يدخل بيتي ومن يخرج منه. وكان الرجال، وجلّهم عاطلون عن العمل هم أيضا، يقضون الساعات الطويلة في المقاهي الوسخة، يدخّنون، ويلعبون الورق، ويتحدثون عنّي أكثر مما يتحدثون عن مباريات كرة القدم، وعن فلسطين والعراق وأفغانستان، مضيفين إلى القصص التي سمعوها من قبل، والتي هي في أغلبها ملفّقة ومزيّفة، قصصا أخرى من نسج خيالهم الذي يصبح جامحا أكثر من اللزوم عندما يكون الأمر متعلقا بي أنا.. والنساء كنّ يفعلن الشيء ذاته صابّات مزيدا من الزيت على النار حتى أني كنت أتحوّل على ألسنتهنّ إلى غولة مرعبة، تشيع الشر والرذيلة والفساد لا في حيّ «م» وحده، وإنما في العاصمة أيضا، بل في البلاد كلها. وجميعهم، أي الفتيان والرجال والنساء في ذلك الحيّ البائس الذي أغلب سكانه من النازحين من الجبال والفيافي البعيدة، ومن الفارين من المجاعات والجوائح، والذي يمتلئ ربيعا وصيفا بالبعوض وبأنواع شتّى من الحشرات التي تلسع مثل العقارب، وفي الخريف بالذباب اللجوج، وفي الشتاء يغمره الوحل والطين، يتفنّنون في نصب الأحابيل للإيقاع بي، غير أني كنت أتمكن من الإفلات من ذلك، ودائما بأعجوبة.   وليس هذا بالأمر الغريب أو المدهش. فهؤلاء الناس رضعوا الخبث والدناءة والرذيلة مع حليب أمهاتهم. لذا لا تطمئن نفوسهم إلا عندما يكونون قد تيقّنوا أنهم أوقعوا في حبائلهم المنصوبة دائما، هذا أو تلك، وزرعوا الشر هنا أو هناك. وكان هدف الرجال من الإساءة الدائمة إليّ هو الانتقام منّي لأنني كنت أحتقرهم احتقارا شديدا، وأعاف وَسَخهم، وأنفر من وضاعتهم ومن قبحهم، وبعنف وقسوة أصدّهم حين يحاولون مراودتي أو الاقتراب منّي. وكان الكثيرون منهم يتودّدون إليّ في الخفاء، ويرسلون إلي رسائل الغرام المحمومة، وحين أمر أمامهم، يعتريني شعور بأن قلوبهم تكاد تكفّ عن الخفقان. لكن حالما يعودون إلى بيوتهم، أو يجلسون في تلك المقاهي البائسة التي اعتادوا ارتيادها، يشرعون في سلخي، وتمزيق لحمي، ولا ينتهون من ذلك إلاّ عندما تكلّ ألسنتهم، وتصبح حجرا في أفواههم النّتنة. أما النساء فكنّ يتعمّدن إيذائي، وتشويه سمعتي لأنهن يغرن منّي، ويكفرن برائحتي، إذ ولا واحدة منهنّ تقدر أن تزاحمني في جمال قدّي، وبهاء طلعتي، وحلاوة لساني، واتساع عيني الدعجاوين، وأنوثتي التي لا تقاوم كما أكد لي ذلك كل الذين أحبوني وهاموا بي..   ولكن يبدو لي أنه من الأفضل أن أنسى هؤلاء ولو لحين من الزمن، وأعود إلى ما هو أهم.. أي إلى حياتي بكل ما فيها من حلو مرّ، وصعود وهبوط، وفرح ودموع، وثنايا مستقيمة استقامة المسطرة، وأخرى ملتوية ومتعرّجة مثل دروب الماعز في الجبال الوعرة..   بدأت حياتي في قرية « ع… » المحاطة بسواني اللوز والزيتون المسيّجة بالصبار، والمشهورة في كامل أنحاء البلاد بجودة زيتها، وبلذة تينها الشوكي، وأيضا بنشاليها. نعم بنشاليها المنتشرين في كامل أنحاء البلاد، خصوصا في العاصمة، وفي المدن الساحلية الكبيرة حيث يكثر السيّاح الأجانب. والمختصّون في شؤون النشل من رجال الأمن وغيرهم، يقولون إنّ لهم خفّة يد لا يضاهيها فيهم أحد من نشالي المناطق الأخرى. وهم يتوارثونها أبا عن جدّ. وفي صغري عرفت البعض منهم، وكانوا في ذلك الوقت أكثر عددا بسبب الفقر الذي كان أكثر شدة من الآن. أتذكر واحدا منهم اسمه عمار « الأعور ». وفي الحقيقة لم يكن أعور بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل كان أعمش العينين. وقد ساعدته هذه العاهة كثيرا إذ أن الذين كانوا يظنون أنه ليس باستطاعته أن يتبيّن ما في جيوبهم، أو ما في أيديهم، كانوا يقعون في الفخّ بسهولة. ولم يكن عمار «الأعور» الذي كان يرتدي في جميع الفصول «بلوزة» رمادية طويلة تصل إلى كاحليه ويضع على رأسه الذي على شكل بيضة، شاشية فقدت لونها من كثرة الاستعمال، يخفي ما كان يفعله بضحاياه، بل كان يحوّل ذلك إلى حكايات مسلّية ومشوقة تضحك المستمعين إليه حدّ وجع البطن. أما هو فلم يكن يضحك أبدا، بل كان يكتفي برسم ابتسامة على شفتيه تنمّ عن مكره ودهائه. ومن حكاياته التي لا تزال عالقة بذهني حتى هذه الساعة تلك التي كان يروي فيها كيف أنه ظل يلاحق فلاّحا غليظا من « أولاد عيّار »، من سوق قريتنا حتى « سليانه » لكي يتمكن من نشل المبلغ الهام الذي كان يخفيه في جيب سترته الداخلية. وبصوته الكسلان، كان عمار « الأعور » يروي تفاصيل الواقعة كالتالي: «كان يوما شتائيا باردا جدا حتى أن الناس كانوا يرجفون رغم القشاشيب والبرانيس الثقيلة التي كانوا يلفّون بها أجسادهم.. وأنا لمحت الرجل القصيٍر، كبير الرأس، منتفخ الخدين، يدسّ مبلغا هامّا في جيب سترته الداخلية. في البداية بدا لي الأمر صعبا بسبب القشابية التي كان يرتديها، غير أن عينية اللتين كانتا تنطقان بغبائه وبلاهته، جعلتاني أجازف بكل المخاطر والمصاعب.. وعندما صعد إلى الحافلة المتوجهة إلى مكثر بعد أن التهم «فطيرة» ساخنة وعليها بيضتان، فعلت الشيء ذاته غير أني لم أتمكن من الجلوس بجانبه. وعند وصولنا إلى مكثر، دخل مطعما كان يغصّ بالناس وطلب 2 كيلو من اللحم المشوي، ورطلا من الكبدة وأتى على كل ذلك في وقت قصير للغاية بينما كانت مصاريني أنا تنقنق في بطني..  ثم إنّ البرد الشديد ضاعف من سوء حالي حتى أني فكرت أن أترك الرجل في أمان وأعود من حيث أتيت.. إلاّ أني لم البث أن قلت لنفسي اصبر يا عمار « الأعور » وستنل في النهاية ما أنت تريد، ذلك أن الله مع الصابرين دائما وأبدا.. وبعد أن أدار الرجل لسانه طويلا حول شفتيه لاحسًا ما تبقّى بهما من دهون، دفع ثم توجّه إلى المحطة ليركب حافلة إلى « سليانة ».. في هذه المرة، أسعفني الحظ في أن أكون إلى جانبه، وركبتي اليمنى تلامس ركبته اليسرى. وفي الطريق كذبت عليه بطبيعة الحال، وقلت له إني تاجر خرفان من « سيدي بوزيد » وإني ذاهب إلى « سليانه » لأول مرة في حياتي لأن لي فيها قريبا يعمل شرطيّا. ثم رحت أروي له طرائف خففت عنه قليلا وحشة كانت تبدو وكأنه طبع بها منذ مجيئه إلى الحياة الدنيا.. وعند وصولنا إلى « سليانة »، ساعدني الزحام الشديد أثناء النزول من الحافلة على انتشال المبلغ الهام من أعماق جيب سترته بينما كان هو يحملق في وجوه الناس بدهشة بالغة كما لو أنه خرج للتوّ من قبو مظلم.. وتجنّبا للشبهات، ولحواجز حرس المرور، عدت راجلا إلى القرية سالكا المسارب والطرق الأشدّ وعورة.. وبنصف ذلك المبلغ اشتريت بقرة لوالدتي أطال الله في عمرها، وأشياء أخرى كانت بحاجة إليها.. وبالنصف الآخر، أمضيت شتاء ما أظن أني سأعيش في ما تبقى لي من العمر، شتاء أفضل منه!». وعندما يسأله الناس: «وكيف تمكنت يا عمّار من إدخال يدك إلى جيب سترة «العيّاري» الداخلية وهو ملفوف في قشابية ثقيلة»، يرد عمار « الأعور » بهدوء:«هذا سرّ المهنة.. ثم ان حلاوة لساني ربما جعلته يعتقد أني ملاك طاهر لا يأتيه الشر لا من الخلف ولا من الأمام!».   وما أذكره أيضا أن والدتي، رحمها الله، كانت تحبّ حكايات ومغامرات عمار « الأعور »، لذا كانت تدعوه إلى بيتنا كلما أتاحت لها الفرصة ذلك. فكنا نقضي معه أوقاتا سعيدة إذ أن كل ما يتصل بعالم النشل والسرقة، كان يتحول على لسانه إلى نوادر طريفة محبّبة للنفس.. لكن ذات مرة، وقع عمار « الأعور » في الفخ. حدث ذلك في القيروان، أمام الجامع الكبير. وكانت ضحيته هذه المرة سائحة ألمانية عجوز راحت تصرخ وتولول حالما أحسّت بيده تتسلل إلى حقيبتها اليدوية. وفي الحين هبّ الناس لنجدتها. وهكذا اقتيد عمار « الأعور » إلى السجن والدم يسيل بغزارة من فمه، واللعنات تنهال عليه من كل جانب: «تفوه عليك.. تفوه عليك.. فضحتنا أمام الأجانب ! » كان الناس يصيحون فيه غاضبين، وهو مطأطئ الرأس ذليلا.. بعد خروجه من السجن، اشتعل رأسه شيبا في ظرف زمني قصير، وتساقطت أسنانه الواحدة بعد الأخرى، وازدادت عيناه ضيقا، وارتبكت خطواته، وهزل حتى أصبح جلدا على عظم، وانقطع عن رواية طرائفه وحكاياته، ولم يعد يخرج من البيت إلا عندما تقتضي الضرورة ذلك.. وظل على هذه الحالة إلى أن وجد ميّتا في فراشه.. وكان ذلك قبل أن أغادر أنا القرية بعام تقريبا..   حسونة المصباحي hamosbahi@hotmail.com   دار « كليم » دار اماراتية جديدة مختصة بنشر الروايات العربية، مقرها دبي، ويشرف عليها السيد عمر غباش، يمكن زيارة موقع الدار: http://www.kaleembooks.com   (المصدر: موقع « كيكا » (ثقافي – فرنسا) بتاريخ 6 أفريل 2008) الرابط: http://www.kikah.com 
 

المغرب: حزب العدالة والتنمية يستغرب مطالبة وزيرة بمنع آذان الفجر

الرباط ـ خدمة قدس برس   استبعد قيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي أن تتجه الكتلة البرلمانية للحزب إلى مساءلة وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن نزهة الصقلي التي طالبت بمنع آذان صلاة الفجر في مساجد المملكة بدعوى تفادي تأثيره السلبي على السياحة، وأكد أن دعوة الوزيرة لم تصل بعد إلى مستوى الخطورة التي تستدعي موقف المساءلة أمام البرلمان.   وأكد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية المغربي المحامي مصطفى الرميد في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » أنهم لم يهتموا للأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام المغربية عن أن وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن نزهة الصقلي طالبت بمنع آذان صلاة الفجر في مساجد المملكة بدعوى تفادي تأثيره السلبي على السياحة، وقال: « نحن لم نهتم بهذه التصريحات التي نعتبرها ثرثرة وسقطة، لأنها جاءت في اجتماع وزاري مغلق، ولم تنتقل بعد إلى واقع عملي أو إعلان رسمي، ولذلك لم نهتم بها، أما إذا تطور الموقف وخرج إلى العلن وأخذ بعدا آخر، فإن الأمر سيصبح موضع منساءلة ».   واعتبر الرميد كلام الوزيرة المغربية جزءا من جهود تيار موجود داخل السلطة همه البحث عن سبل محاصرة العمل الإسلامي، وقال: « لا أتصور أن كلام وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن نزهة الصقلي يعبر عن وجود تيار قوي داخل السلطة لمحاربة الإسلام، وإنما قد يكون جزءا من تيار يعمل على محاصرة الإسلاميين والتضييق عليهم ودفع الأمور باتجاه المواجهة معهم »، على حد تعبيره.   وكانت وسائل إعلام مغربية قد نقلت عن وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن نزهة الصقلي أنها طرحت تساؤلا على وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق خلال اجتماع وزاري نهاية آذار (مارس) الماضي عن الجدوى من أن يتعالى صوت أذان صلاة الفجر قرب الإقامات والمركبات السياحية.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 6 أفريل 2008)

4 دول عربية تناقش تقاريرها الحقوقية في الدورة الأولى

 

 قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في اجتماعه المنعقد في نهاية فبراير/ شباط الماضي اختيار مجموعات المقررين من الدول (الترويكا) لمناقشة الدول التي سينظر في تقاريرها من قبل المجلس في الدورتين الأولى والثانية للاستعراض الدوري الشامل.   وستخضع 16 دولة للمراجعة الشاملة في الدورة الأولى، ومن المعروف أن البحرين ستكون أول دولة من بين هذه الدول، وسيناقشها ثلاثة مقررين من دول سلوفينيا والمملكة المتحدة وسريلانكا.   ومن بين الدول العربية التي سينظر تقريرها في الاستعراض الدوري بدورته الأولى تونس التي سيناقشها ثلاثة مقررين من البوسنة والهرسك وموريشيوس والصين، والمغرب التي سيناقشها ثلاثة مقررين من رومانيا ومدغشقر وفرنسا، والجزائر التي سيناقشها ثلاثة مقررين من الأوروغواي والفلبين والسنغال.   فيما ستكون المملكة العربية السعودية أحد مقرري البرازيل أثناء مناقشة تقريرها، ومصر أحد مقرري المملكة المتحدة، وقطر أحد مقرري جنوب إفريقيا، والأردن وجيبوتي سيكونان مقررا أندونيسيا.   (المصدر: صحيفة « الوسط » (يومية – البحرين) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)


 

اليوم البحرين تعرض تقريرها أمام مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة

 

تناقش البحرين اليوم (الإثنين) تقريرها الوطني الأول أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضمن آليات الاستعراض الدوري الشامل، وسيعرض بث مباشر للجلسة على موقع الأمم المتحدة الالكتروني بدءاً من الساعة 11 صباحاً وحتى 2 ظهراً ( بتوقيت البحرين)، إذ تستمر الجلسة لمدة ثلاث ساعات. ويرأس الوفد الرسمي البحريني أثناء مناقشة التقرير الوطني وزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة، ويضم 15 عضواً يمثلون السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. ويُتوقع أن يجتمع اليوم الوفد غير الحكومي مع المقررين الثلاثة المعنيين بمناقشة تقرير البحرين (يمثلون المملكة المتحدة وسلوفينيا وسريلانكا)، وذلك قبل بدء الجلسة.   وذكر الأمين العام للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان عبدالله الدرازي، أن هنالك بعض المخاطر والتوقعات السلبية للاستعراض الدوري الشامل، ومن بينها مخاطر التقييم بالإجماع، منوهاً إلى أن من بين هذه المخاطر أن يؤدي التقييم الدوري الشامل إلى التقييم المبني على إجماع جميع الدول أعضاء المجلس عليه، وأن يغفل التقييم بالإجماع أو يتجاهل كثيراً من المجالات الحقوقية المهمة كمظاهر التمييز المبنية على أساس النوع الاجتماعي أو الحرية الدينية.   (المصدر: صحيفة « الوسط » (يومية – البحرين) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)  

الوفد الأهلي يجتمع اليوم مع «الخبراء المعنيين» البحرين تعرض اليوم أول تقارير «الاستعراض الدوري الشامل» بجنيف

 
الوسط – أماني المسقطي   تناقش البحرين اليوم (الإثنين) تقريرها الوطني الأول أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضمن آليات الاستعراض الدوري الشامل، وسيعرض بث مباشر للجلسة على موقع الأمم المتحدة الالكتروني بدءا من الساعة 11 صباحا وحتى 2 ظهرا (بتوقيت البحرين)، إذ تستمر الجلسة لمدة ثلاث ساعات.   فيما من المتوقع أن يجتمع اليوم الوفد الغير حكومي مع المقررين الثلاثة المعنيين بمناقشة تقرير البحرين (يمثلون المملكة المتحدة وسلوفينيا وسريلانكا)، وذلك قبل بدء الجلسة.   ويأتي ذلك بعد أن اتهم الوفد الحكومة البحرينية بأنها أعاقت اجتماعا كان من المفترض أن يتم يوم الجمعة الماضي بين الوفد البحريني والخبراء الثلاثة، إذ لم يسمح للوفد بلقاء الخبراء إلى بعد الحصول على موافقة البحرين.   ويرأس الوفد الرسمي الذي سيمثل البحرين أثناء مناقشة التقرير الوطني وزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة، فيما يضم الوفد 15 عضوا يمثلون السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وبدا أن الحكومة حرصت على أن يضم الوفد تمثيلا نسائيا، إذ كان من بين الوفد عضو مجلس النواب لطيفة القعود، وعضو مجلس الشورى سميرة رجب، ونائبة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة.   ودشنت الحكومة البحرينية تقريرها الوطني الأول في يوم 20 فبراير/ شباط الماضي،   وقال البحارنة أثناء التدشين: «البحرين بدأت فعلاً مراجعة بعض القوانين والتشريعات الحالية، واستكمال الثغرات القانونية من خلال استحداث تشريعات جديدة كقانون منع الاتجار بالبشر الذي قدمته الحكومة إلى مجلس النواب، ونتوقع جهداً أكبر خلال الفترة المقبلة للتأكد من مطابقة القوانين كافة مع المبادئ العامة لحقوق الإنسان (…) ولكن القوانين المقترحة يجب أن يتوافق عليها الرأي العام حتى نضمن تطبيقها؛ لأن القوانين لا تشرّع من أجل الحكومة والنواب فقط».   ولاقى التقرير ردود فعل سلبية، نتيجة ما اعتبره البعض بأنه لم يعكس واقع الوضع الحقوقي في البحرين، وعلى رغم إشارة التقرير إلى التحفظات المجتمعية عن بعض القوانين، غير أنه خلا من الإشارة إلى بعض القضايا مثار الجدل على صعيد حقوق الإنسان في البحرين، ومن أبرزها قضايا التمييز والتجنيس ومعاناة العمالة الوافدة ووجود تجاوزات كبيرة على مستوى الاتجار بالبشر.   وأعلنت الحكومة في التقرير للمرة الأولى عن تعهدها بجدية بدراسة إصدار قانون يجرّم التمييز العنصري بأشكاله كافة، فضلاً عن مراجعة شاملة لعدد كبير من القوانين النافذة واستحداث قوانين جديدة. وكان اللافت في التقرير الحكومي احتواءه على عشرات التعهدات الطوعية بتطوير أوضاع حقوق الإنسان في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وشملت التعهدات نطاقات ثلاثة محليّاً وإقليميّاً ودوليّاً من خلال تعهد الحكومة بمواءمة تشريعاتها المحلية مع العهود والاتفاقيات الدولية التي وقعتها المملكة.   وأكدت الحكومة للمرة الأولى أيضاً أنها ملتزمة بتأسيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في ضوء مبادئ باريس، وذكر أن البحرين حالياً تدرس الحاجة إلى وضع خطة وطنية شاملة لأوضاع حقوق الإنسان ووضع آلية بين الوزارات المعنية بحقوق الإنسان بهدف ضمان تطبيق التوصيات الصادرة عن اللجان المشرفة على الاتفاقيات الدولية. وفي الأسبوع الماضي دشنت الحكومة خطة عمل تطبيق التوصيات والتعهدات الواردة في التقرير الوطني، وأكدت الخطة أن مملكة البحرين ستقوم بعدد من الخطوات في سبيل مواصلة بذل الجهود لضمان حماية كل حقوق العمال على أراضيها.   وفي إطار مكافحة العنصري، تطرقت الخطة إلى ما أشارت إليه لجنة القضاء على كل أشكال التمييز العنصري بعدم وجود تعريف لمصطلح العنصرية في القانون الوطني بما يتفق مع المصطلح الوارد في المادة «1» من الاتفاقية.   وأشارت الخطة إلى أنه على رغم عدم وجود حالات للتعذيب في البحرين، فإن البحرين تعمل دائماً على تحسين أداء موظفي انفاذ القانون في هذا المجال بما في ذلك طلب مساعدة الأمم المتحدة في تطوير مناهج تعليم حقوق الإنسان، بالإضافة إلى إقامة الورش الخاصة بحقوق الإنسان.   كما ستقوم الجهات المسئولة عن انفاذ القانون بزيادة عدد الدورات وورش العمل الخاصة بمسئولي الشرطة والعدل فيما يتعلق بأدائهم لواجباتهم في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان، مؤكدة تعاونها مع لجنة مكافحة التعذيب فيما يتعلق بالمادة (20) من الاتفاقية.   وعلى صعيد حرية التعبير والرأي والتجمع، جاء في الخطة أن وزارة الداخلية تؤكد التزامها المستمر بضمان السماح بالتجمعات السلمية التي تتم في إطار القانون من دون القيام بأي تدخل غير قانوني. وسيتم تطوير برنامج تعليمي في مجال حقوق الإنسان للعاملين في مجال انفاذ القانون وفي منظمات المجتمع المدني، للنظر في إمكانية تطوير مدونة سلوك اختيارية يتم تطبيقها على الحضور في التجمعات القانونية وذلك لضمان الالتزام بالقانون.   وأكدت الخطة أن البحرين ستستخدم مرة أخرى على هذا الصعيد الحق في وسائل الانتصاف الفعالة والمراجعة الدورية الشاملة كفرصة لتطلب الدعم التقني والتعاون الدولي من قبل الخبراء لدراسة وتقديم الاقتراحات بشأن دعم الاستخدام الفعال لوسائل الانتصاف الخاصة بالحماية والاستمتاع بحقوق الإنسان في البحرين.   (المصدر: صحيفة « الوسط » (يومية – البحرين) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)  

ما هي آلية «الاستعراض الدوري الشامل»؟
 
في 18 يونيو/ حزيران من العام الماضي بعد عام واحد من اجتماع مجلس حقوق الإنسان الأول، وامتثالا لقرار الجمعية العامة 60/251 ، وافق المجلس على مجموعة من الإجراءات والآليات التي ستشكل أساسا لأعمالها المقبلة.   ومن أهم هذه الآليات هي الاستعراض الدوري الشامل (upr)، ومن خلاله سوف يستعرض المجلس على أساس دوري حقوق والتزامات جميع البلدان بما في ذلك أعضاء المجلس الذين سيخضعون لمراجعة سجلهم في مجال حقوق الإنسان.   ويجري الاستعراض في غضون فترة تتراوح بين أربعة أعوام في الدورة الاولى على أن يتم استعراض تقارير 48 دولة في كل عام، وأول الدول التي يتم اختيارها من قبل المجموعات الاقليمية يكون عبر اجراء القرعة مع مراعاة التوزيع الجغرافي العادل.   وسيقوم بالاستعراض فريق عمل مكون من أعضاء المجلس ويجتمع ثلاث مرات في العام الواحد لمدة أسبوعين، وذلك عبر ثلاث مجموعات من الدول الاعضاء في المجلس.   كما يأخذ المجلس بالاعتبار التوصيات الصادرة عن لجان حقوق الإنسان والمعلومات الواردة من مصادر أخرى ، مثل المنظمات غير الحكومية الوطنية و مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، إضافة للتقارير الصادرة عن الدول.   وتتألف النتائج النهائية للاستعراض من التوصيات التي يتعين تنفيذها في المقام الأول من قبل الدولة المعنية، وحسب الاقتضاء، من قبل أصحاب المصلحة الآخرين ذوي الصلة.   (المصدر: صحيفة « الوسط » (يومية – البحرين) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)  

عبر إهمال مشكلات التمييز والحرية الدينية…الدرازي: تخوف من تقييم «الاستعراض الشامل» بالإجماع… وإغفال القضايا المهمة

 

ذكر الأمين العام للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان عبدالله الدرازي، بعض المخاطر والتوقعات السلبية للاستعراض الدوري الشامل، ومن بينها مخاطر التقييم بالاجماع، منوها إلى أن من بين هذه المخاطر أن يؤدي التقييم الدوري الشامل إلى التقييم المبني على إجماع جميع الدول أعضاء المجلس عليه، وأن يغفل التقييم بالإجماع أو يتجاهل كثير من المجالات الحقوقية المهمة مثل الحقوق الإنجابية والمطالبة بمنع عقوبة الإعدام أو أن يغفل مظاهر التمييز المبنية على اساس النوع الاجتماعي أو الحرية الدينية وإلى حد ما الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.   كما أشار إلى خطورة التقليل من شأن الآليات المتوافرة حاليا المعتمدة على منهجية حقوق الإنسان، ومن بينها أن تؤدي هذه المراجعة الدورية إلى تقديم أنماط جديدة واعتمادات قانونية مغايرة عن أوضاع حقوق الإنسان القائمة والمنفذة من قبل فرق الأمم المتحدة وخبرائها المعتمدين، مثل التوصيات من الخبراء الخاصين بلجان التعذيب والتمييز.   وقال الدرازي: «قد يخفض مستوى ما يصفه خبير الأمم المتحدة بالتعذيب إلى (سوء معاملة) ولربما تختار الدول بعض النتائج والتوصيات التي توصل إليها الخبراء الحاليين وتركز عليها وتهمل البعض الآخر حسب اهتمامها من دون مراعاة للأهمية والشمولية».   كما اعتبر الدرازي الشفافية ونشر المداولات والنقاشات ضمان أساسي يضمن لمراجعة بعض الحقوق من قبل الحكومات، مؤكدا على أهمية الرجوع إلى جميع الحقوق المذكورة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كإعلان عالمي للمراجعة.   وأشار إلى أن التقييم مقابل التطبيق هو الضمان الرئيسي لصد المخاطر وهو الإصرار على ألا تؤدي المراجعة إلى تقييم جديد لأوضاع حقوق الإنسان في بلد ما، ولكن التركيز على تطبيق التوصيات والنتائج التي أصدرها الخبراء المستقلين.   وأبدى الدرازي كذلك تخوفا من اعتبار المراجعة الدورية الشاملة كآلية تعاون، ما يعني أن النتائج ستعتمد وفق الاتفاق بالإجماع وليس وفق إجراءات التصويت، وبالتالي يتوقع أن تكون للدولة تحت المراجعة مشاركة كاملة في نتائج المراجعة، وستتدخل في التوصيات التي تتبناها والتوصيات التي ترفضها، ولكنها ليس بمقدورها أن تتخذ قرار «الفيتو» ضد التوصيات.   أما فيما يتعلق بتوصيات منظمات المجتمع المدني، فأشار الدرازي إلى أن الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان تقترح تبني توصيات بنتائج محددة، وأن المقاييس الممكن تطبيقها من دون الحاجة إلى دعم مالي أو فني، وتشمل دعوة المقررين الخاصين، وتعديل أو حذف بعض القوانين الجائرة ومنع بعض الإجراءات المؤدية للتمييز، وإطلاق سراح سجناء الرأي أو إعادة محاكمة بعض سجناء الاعتقال التعسفي، وهي التي يمكن من خلالها تحقيق التقدم الملموس من دون الحاجة إلى مساعدة فنية.   وقال الدرازي: «إذا كان هناك حاجة إلى دعم فني، فيجب توفير ذلك ضمن آلية مستقلة لمراقبة النتائج، ويمكن لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أن يقوم بعملية المراقبة تلك أو يقوم بها فريق الأمم المتحدة المعني بالدولة، ويجب أن تطبق المراقبة في كل مرة وبشكل منتظم لكل برنامج التعاون الفني، على أن تنشر نتائج المراقبة للعلن بالتوافق مع مبدأ الشفافية للمراقبة الدورية الشاملة».   ولفت الدرازي إلى أن إجراءات متابعة النتائج قد تتطلب أحيانا منحا خاصة، فمثلا قد ترفض دولة ما وبشكل متكرر التعاون مع الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة، أو قد تكون هناك انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، ما يتوجب على العاملين في فريق المراجعة الشاملة أن يوصوا بترشيح الخبراء الخاصين بالدولة، ما سيضمن مراقبة مناسبة لمتابعة الانتهاكات الجسيمة.   وبشأن كيفية متابعة المراجعة الدورية للبلد، أوضح الدرازي أنه عندما يتبني مجلس حقوق الإنسان نتائج المراجعة الدورية الشاملة في إحدى جلساته الاعتيادية، سيقرر أيضا ماذا ومتى ستكون هناك ضرورة لمتابعة هذه النتائج، مؤكدا الدرازي ضرورة أن يتم تطبيق توصيات المراجعة الدورية الشاملة بشكل أساسي من قبل الدولة التي يتم مراجعتها ومن قبل الجهات الأخرى المعنية، مثل فريق مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة، ويتم في المراجعات اللاحقة تطبيق الدولة نتائج المراجعة السابقة.   وقال: «إذا لم تتعاون الدولة مع آلية المراجعة الدورية الشاملة، سيتعامل المجلس مع تلك الأوضاع وسيكون هناك دور لمنظمات المجتمع المدني يظهر عدم تعاون الدولة مع نتائج المراجعة الدورية الشاملة».   (المصدر: صحيفة « الوسط » (يومية – البحرين) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)

تفاقم أزمة العيش جعل وظيفة بعض المصريين الوقوف بالطوابير

 

القاهرة ـ رويترز: وظيفة عبد النبي سليم في الحياة الوقوف في طابور الخبز.. يقف المدير الاداري المتقاعد البالع من العمر 65 عاما تحت شمس الظهيرة الحارقة في طابور يمتد طويلا في احد شوارع القاهرة لشراء 20 رغيفا من الخبز مقابل جنيه مصري واحد (0.18 دولار). وعلي مدار عقود يباع خبز رخيص للفقراء في مصر كجزء ضروري من السياسة الاقتصادية رغم تكلفته الباهظة نظرا لانه يتيح للملايين العيش بأجور ضعيفة وتجنب حالة عدم رضا سياسي. ولكن طوابير الخبز طالت في الاشهر القليلة الماضية مع ارتفاع تكلفة المواد الغذائية الضرورية غير المدعومة مما اضطر كثيرين للجوء للدعم الذي يعتمد بشدة علي القمح المستورد باهظ التكلفة والذي يتعرض لضغوط ايضا جراء بيع الطحين (الدقيق) في السوق السوداء. وبعد ان يحصل سليم علي الارغفة العشرين يعود مرة ثانية ليقف في نهاية الطابور وينتظر من جديد ليحصل علي عشرة ارغفة اضافية لازمة لسد رمق اسرته الكبيرة. ويقول سليم بعد مرور نحو نصف ساعة علي وقوفه في الطابور الذي قد يمتد لعدة ساعات انه نظام فاسد. آتي الي هنا كل يوم. ليس لدي عمل فتلك وظيفتي. انتظر الخبز . وما يحدث في مصر يبرز بعض مخاطر الدعم وبدائله فيما تدرس الكثير من الدول في انحاء العالم اجراءات مماثلة لتخفيف عبء الارتفاع الكبير في اسعار الغذاء علي الفقراء. ودفعت الطوابير الطويلة وسائل الاعلام للحديث عن ازمة الخبز في اكبر دولة عربية من حيث تعداد السكان حيث ادي خفض الدعم للخبز في عام 1977 الي اعمال شغب قتل فيها العشرات واجبرت الحكومة علي العدول عن قرارها. وخصصت مصر اكثر من 2.5 مليار دولار لدعم الخبز في السنة المالية الحالية ولكنها ذكرت ان المبلغ قد يرتفع بسبب زيادة تكلفة القمح. غير ان ضغط الخبز ما زال مستمرا. ويقول مراقبون ان المشاكل المستمرة التي يعاني منها نظام الدعم قد تؤدي لتكرار ازمة 1977 ما لم يتم احتواء المشاكل سريعا. وقال جودة عبد الخالق استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ربما تكون اوسع نطاقا وأكثر عنفا لان الناس تشعر بتأزم اكبر لاوضاعها . وتقول مصادر امنية ان ما لا يقل عن 11 توفوا في طوابير الخبز منذ اوائل شباط (فبراير) بما في ذلك ضحية اصيب بازمة قلبية وامرأة صدمتها سيارة اثناء وقوفها في طابور امتد الي الشارع. وقتل شخص بالرصاص واصيب ثلاثة في مشاجرة في طابور خبز باحد احياء القاهرة. وتطور جدل بين طفلين علي مكان كل منهما في الطابور الي مشاجرة اصيب فيها أربعة. وتعهد كبار المسؤولين في مصر بالتدخل السريع لتسهيل الحصول علي الخبز المدعوم الذي يتغذي عليه يوميا 50 مليون مصري أو اكثر من ثلثي تعداد السكان حسب احصاءات الامم المتحدة. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية سليمان عواد ان رغيف الخبز لا بد ان يتاح للمصريين وتختفي ظاهرة طوابير الخبز . وطلب الرئيس حسني مبارك من الجيش المساعدة في توفير الخبز للمواطنين. وقال احد الوزراء ان قوات الامن ستوفر مليوني رغيف من الخبز يوميا وذكرت وسائل الاعلام ان مصر سترفع حصة المخابز من الطحين. ورحب مجدي لبيب صاحب مخبز بذلك ويقول لا يكفي الطحين للمزدحمين في الخارج . ويرجع تنامي طوابير الخبز في مصر لارتفاع نسبة التضخم الي 12.1 في المئة في 12 شهرا حتي شباط (فبراير). وارتفعت اسعار المواد الغذائية 20 في المئة والخضروات 15 في المئة وزيت الطعام 40 في المئة حسب جهاز الاحصاء المصري. ولمساعدة المواطنين علي مواجهة ارتفاع الاسعار الغت مصر الرسوم الجمركية علي واردات الارز ومنتجات الالبان وزيت الطعام وانواع من الاسمنت والصلب. وصرح وزير التجارة رشيد محمد رشيد لصحيفة فاينانشال تايمز اللندنية بان مصر ينبغي ان تتحرك للتصدي للتضخم لما يسببه من مخاطر لبرنامج التحرر الاقتصادي. وقال رشيد للصحيفة يقول الناس ليس لدينا طعام كاف.. سيبدد هذا الوضع (انجازات) برنامح الاصلاح في مصر بالكامل. لا يسعنا ذلك . وشمل برنامج التحرر الاقتصادي في مصر خفض رسوم جمركية وبيع شركات مملوكة للدولة ليقبل مستثمرون علي مصر ويرتفع معدل النمو الاقتصادي الي 7.1 في المئة العام الماضي. ولكن لا يزال معظم المصريين يعيشون في فقر. وابقت مصر سعر رغيف الخبز المدعوم عند اقل من سنت امريكي واحد فيما ارتفعت تكلفة الخبز والحبوب بنسبة 26.5 في المئة في السوق الحرة. واجبرت الطوابير الطويلة المخابز علي تحديد عدد الارغفة التي تباع لكل فرد عند 20 رغيفا في كل مرة وهو ليس بالعدد الكبير لمن يشترون لاسرهم الممتدة الكبيرة. وفي المتوسط يستهلك المواطن 3.2 رغيف في اليوم. الا ان البعض استغل ازمة الخبز الحالية وباع الطحين المدعوم في السوق السوداء وهو وضع تجاهله مفتشو الحكومة طويلا. وذكرت مصادر امنية انه وجهت تهمه الاتجار في الطحين المدعوم في السوق السوداء لعشرات من اصحاب المخابز وتم ضبط 700 طن طحين في اذار (مارس). كما تم الكشف عن الاف المخالفات من بيع الخبز باعلي من السعر المحدد او انتاج رغيف مخالف للمواصفات. وفي اجزاء من القاهرة ظهرت اكشاك بيضاء لا تتبع المخابز لبيع الخبز المدعوم. ولكن الطوابير لا زالت في اماكن عديدة. وقال ايوب الجوالدة نائب المدير الاقليمي لبرنامج الغذاء العالمي بالقاهرة تحاول الحكومة توجيه الدعم لمستحقيه وهم الاكثر فقرا. وبالطبع لتفادي اي تسرب عبر المخابز وهي مشكلة مهمة حقيقية . ويعرب محمد احمد صاحب مخبز في حي السيدة زينب بالقاهرة والذي وظف عددا اضافيا من العمال لتغطية الطلب عن موافقته علي ضرورة القضاء علي الفساد. ويقول بعض اصحاب المخابز بلا ضمير لهم… يبيعون كميات قليلة من الخبز وباقي الطحين يذهب للسوق السوداء. اذا التزم الجميع لن يكون هناك مثل هذا الازدحام.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)  

ثورة الجياع
 سعيد حارب  
كنتُ في دولة عربية حين قُتل اثنان بسبب صراع بين عائلتين عند أحد المخابز للحصول على رغيفين من الخبز. وقد تكررت الحالات بعد ذلك، حتى وصل عدد القتلى إلى 15 قتيلاً. وفي الطائرة التي أقلتني إلى دولة عربية أخرى، قرأتُ في صحفها أن بعض المخابز أغلقت أبوابها بسبب التدافع والشجار الذي تمّ بين الجمهور من أجل الحصول على حصتهم من الطحين. وبعد أن وصلتُ إلى المطار، وكان الوقت متأخراً، بحثتُ عن سيارة للأجرة، فإذا بأحد الشبان يتقدم مني ويقول: هل تريد سيارة؟ فقلتُ: نعم، قال: أنا أقلك. ثم تقدمني إلى الموقف العام للسيارات، وليس إلى موقف سيارات الأجرة، فسألته: ألستَ صاحب سيارة أجرة؟ قال: لا، ولكني أنقل الركاب بسيارتي الخاصة. وفي الطريق سألته: هل تعمل في نقل الركاب؟ قال: لا، بل أنا موظف، ولكن لأن دخلي لا يكفي لإعالة أسرتي، فأنت تراني أنقل الركاب في وقت نومي وراحتي، وذلك لحاجتي وحاجة أسرتي لدخل يكفيها ذل السؤال. صمتّ قليلاً ثم سألته: وهل نسبة الفقر كبيرة عندكم؟ قال: الناس تقول إن نسبة الفقراء %30، والحكومة تقول %22! وحتى لو صدقنا الحكومة، فالنسبة كما ترى عالية. فقلت له: عفواً.. هل أنت متعلم؟ صمت قليلاً.. ثم التفت قائلاً: أنا خريج جامعي.. وكنت من المتميزين على زملائي، وأرغب في مواصلة تعليمي العالي، لكن.. ها أنت تراني «أتكسب» لأطفالي رزقهم عند الفجر! صمتّ حتى وصولي للفندق! ومنذ أيام استمعت إلى تسجيل وصلني عبر البريد الإلكتروني، وقد كتب عليه تعليق: «شجاعة مواطن عربي». إذ يكيل هذا المواطن السباب والشتائم، ويصرخ بأعلى صوته معترضاً على إجراء اتخذته حكومته بخصم ما يعادل دولارا ونصف الدولار من دخله لدعم التعليم العالي. وكان من كلماته «غير البذيئة» أن كبار الموظفين يفرضون هذه الخصومات من أجل رفع رواتبهم وامتيازاتهم، بينما يجوع المواطن. ويردف قائلاً: لماذا يُطلب مني أن أصرف على التعليم العالي، علماً أن هذا التعليم لا يلتحق به إلا أبناء كبار رجال الدولة والمتنفذين وأصحاب الواسطات؟ ثم يقول: كيف أصرف على التعليم وأنا غير متعلم؟! وقبل سنوات استمعت لشريط مسجل لحوار دار في إحدى الاجتماعات لأحد الأحزاب العربية الحاكمة، وكان مما جاء في كلمة «الزعيم» أن الحزب استطاع أن يوفر رغيف الخبز للمواطن! وفي أثناء المناقشات التي تلت كلمته، وقف أحد أعضاء الحزب -ويمكن وصفه بالشجاعة أيضاً- ليقول لزعيمه: سيدي، إذا كنا بعد هذه السنين الطوال استطعنا أن نوفر الخبز للمواطن.. فمتى سنحرر فلسطين؟! ومنذ سنوات أيضاً نتذكر ما سمّي بثورة الخبز في إحدى الدول العربية، حيث خرج الناس إلى الشوارع مطالبين الدولة بتوفير أبسط حاجات الإنسان.. وهو الخبز. فهل نحن أمام ثورة جياع؟ هل انتقلت الثورات من المخابئ إلى المخابز؟ يبدو أن عهد الثورات والمسيرات لأسباب سياسية أو إيديولوجية قد انتهت أو تراجعت لتحل محلها الثورات من أجل البطون. وهذا ما أكدته الدراسات والإحصاءات. ففي دراسة نشرها موقع «إيلاف» الإلكتروني، أجاب ما يقرب من %51 بأن الشارع العربي يمكن أن يثور بسبب الأوضاع الاقتصادية. ما يعني أننا أمام موقف ينذر بدخول الدول العربية مرحلة من عدم الاستقرار بسبب حاجتها إلى الطعام والشراب. فقد استطاعت الشعوب أن تصبر على كثير من القضايا السياسية، كغياب الحريات وانتهاك حقوق الإنسان وغيبة الحكم العادل والديمقراطية الصحيحة، وصبرت على التخلف في برامج التنمية التي وعدتها بها الحكومات، كما صبرت على ما تراه من فساد ونهب لأموال الشعب وتسخير لها لخدمة أفراد محدودين ومتنفذين يسيطرون على مقدرات الدول ومواردها الاقتصادية، وصبرت كذلك على سيطرتهم على الحياة الاقتصادية، فمعظم الشركات الصناعية الكبرى محتكرة لقلة قليلة من المتنفذين، كما أن البنوك وشركات التأمين وشركات الخدمات والمشروعات الزراعية والتجارية الكبرى بيد قلة قليلة من أصحاب السلطة. كل ذلك صبرت عليه لشعوب، كما صبرت على حالات الرشوة والفساد والمحسوبية والإنفاق غير المبرر والتحول من مجتمعات منتجة إلى مجتمعات مستهلكة، ومن دول تفيض بإنتاجها إلى غيرها وتصدر قدراً كبيراً منه إلى الخارج إلى دول مستوردة ومستدينة من غيرها، تنتظر ما يأتيها من المساعدات حتى تقرر ميزانيتها الوطنية! كل ذلك ينبئ بأن المجتمعات العربية مجتمعات «صبورة» ولكن هل يمكن أن تصبر على لقمة عيشها؟ هل يصبر رب العائلة على مرض أبنائه أو جوعهم؟ وهل سيصبر الشباب على غياب فرص العمل؟ إن كثيراً من التحولات الاجتماعية قد لا تتم بسبب سياسي أو إيديولوجي، ولكن لأسباب اقتصادية بحتة، ولنا في جماهير فرنسا مثال وهي تخرج مطالبة برغيف الخبز.. لتطل عليهم «ماري أنطوانيت» وتقول لحاشيتها: أعطوهم بسكويتاً بدل الخبز! فهل نفذ الخبز من مخابز العالم العربي؟! إن القادم يشي بالكثير من المتغيرات بسبب الأزمات الاقتصادية في الدول العربية. فإذا كانت هناك أزمة خبز، فإن أزمة الأرز قادمة، بعد أن أعلنت بعض الدول المنتجة للأرز أنها ستوقف تصديره بسبب حاجتها المحلية، ورفعت أسعار النوعيات التي تصدر للخارج حتى تقلل من تصديره، فهل سيجد العرب أرزاً بدلاً من الخبز؟! لقد ضربت الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الدول العربية حزام الصبر لدى المواطن العربي، فتآكلت الطبقات الوسطى وهي التي تعيش مع دخل يكفيها حاجتها، وتضاءلت هذه الطبقة لترتفع نسبة الذين يعيشون حالة الكفاف أو الفقراء أو تحت خط الفقر، بينما ازدادت طبقة الأغنياء بنسبة كبيرة كذلك. وفي ظل عدم وجود قنوات لتوزيع الثروة أو لتنميتها ستزداد هذه النسبة، مما سيدخلنا مرة أخرى في نظرية الصراع الطبقي الشيوعية، ولكن هذه المرة ليس بسبب الإيديولوجيا، وإنما بسبب لقمة العيش! إن المرء ليتساءل عن كل ما يسمعه من برامج التنمية وزيادة الإنتاج وتنويع مصادر الدخل، فلا يجد لذلك حضوراً إلا على الأوراق، بينما يجد الشارع العربي يزداد فقراً، وترتفع فيه أسعار المواد الأساسية ليحرم منها المواطن البسيط! فقد ازدادت أسعار المواد الأساسية وارتفع سعر بعضها خلال فترة وجيزة بنسبة %40، مما يضع محدودي الدخل أمام موقف صعب، خاصة مع تدني الدخل في معظم الدول العربية. ولا يوجد في الأفق القريب حل لهذه المعضلات سوى حلول جزئية لا تعالج المشكلة من جذورها، مما قد يؤدي إلى ثورة للجياع. وعلينا أن نتذكر أن معظم الثورات قام بها الفقراء والجياع، فراجعوا تاريخ الثورات إن شئتم.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 7 أفريل 2008)  

الوضع العربي الراهن.. انقسامات ومفاوضات سرية

    

منير شفيق   إن الوضع العربي منذ تشكل الجامعة العربية أو منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى فالثانية كان في الغالب في حالة انقسام متعدد الأوجه، بما في ذلك تشكل محاور متواجهة أو حالة محورين كبيرين (تاريخيا محورا مصر والعراق).   أما حالات التوافق فلم تظهر إلا في قرارات الجامعة العربية والقمم العربية ظاهرا أو تقاطعا، والدليل عدم تطبيق ما يتفق عليه، أو العودة فورا، وقبل أن يجف حبر البيان أو القرار الذي اتفق عليه إلى وضعية الخلاف أو الانقسام.   ثمة سببان رئيسيان لحالة الانقسامات في الوضع العربي: الأول طبيعة التجزئة العربية أو طبيعة دول الاستقلال المجزأة، مثل ما ولدته طبيعة التجزئة من تنافس على الزعامة والقيادة بين الدول الكبيرة أو المتوسطة من جهة، وما ينشأ من تناقض عند محاولة الشقيق الكبير احتواء الصغير في وقت يسعى فيه الأخير إلى أن يمارس الندية التي تنبع من كونه دولة مستقلة ذات سيادة، كما يعترف له بذلك ميثاق الجامعة العربية وميثاق هيئة الأمم المتحدة، فضلا عن الإستراتيجيات الدولية التي تذهب إلى التعامل مع كل دولة على حدة، لأن التعامل مع الدول العربية كتلة واحدة يعني التعامل مع قوة كبرى عصية على الإملاءات.   العامل الثاني هو ميزان القوى العالمي والإقليمي الذي تتحكم فيه إستراتيجيات الدول الكبرى ومصالحها وسياساتها بما يعني أن التوحد بين الدول العربية ولو على مستوى التضامن إزاء القضايا والتحديات الوجودية أو السياسية ولاسيما قضية فلسطين، كالتوحد على مستوى تشجيع العلاقات الاقتصادية البينية أو نشوء سوق عربية مشتركة يتعارضان مع تلك الإستراتيجيات والمصالح والسياسات.   ومن ثم يحتاجان إلى الدخول في التحديات إذا أريد الذهاب باتجاه التضامن واتخاذ موقف مشترك حتى لو لم يترجم عمليا، وبقيت كل دولة على سياستها بمعزل عن الدول الأخرى.   وقولا واحدا، إن ميزان القوى العالمي كالإقليمي وما يتولد عنه من مناطق نفوذ وهيمنة وسيطرة يزيد من تفاقم طبيعة التجزئة باتجاه الانقسامات والصراعات العربية.   فهذان العاملان هما اللذان يفسران فشل الجامعة العربية في تحقيق الحد الأدنى من قراراتها، وهما اللذان يفسران حالات الانقسام، ومن ثم الضعف والعجز وفشل التنمية والنهوض.   ولكن في المقابل هناك تعارض بين حالة التجزئة وحالة الأمة الواحدة، وثمة تعارض بين المصلحة العربية العامة وحالة الانقسام والافتقار إلى التضامن والعمل المشترك.   وهذان العاملان، عامل الأمة العربية الواحدة والمصالح العربية العليا، المترجمان من خلال رأي عام عربي ووعي شعبي في مصلحتهما، أوجبا إبقاء « شعرة معاوية » بالنسبة إلى التضامن وإصدار بيانات مشتركة أو إلى انعقاد القمم العربية وعدم التسليم بأن ترسم كل دولة سياساتها منعزلة عن الأخريات.   من هنا يمكن أن ندرك أسباب بقاء الجامعة العربية واستمرار انعقاد القمم العربية، وتبني كل دولة ولو لفظيا سياسة التضامن والعمل العربي المشترك، في حين أن الغالب هو حال الانقسامات والصراعات العربية والاتجاه نحو تفرد كل دولة في رسم إستراتيجيتها السياسية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية وصولا إلى تكريس هوية خاصة يراد لها أن تطغى على هوية الأمة العربية والإسلامية، بالرغم من أضرار ذلك عليها وعلى الوضع العربي العام.   ولهذا ما نشهده اليوم في الوضع العربي ليس بالجديد أو الاستثنائي، وإن حمل خصوصيته قياسا بالحالات التي مرت بها الأوضاع العربية من التوافق في بيانات القمم العربية أو مجالس الجامعة العربية جنبا إلى جنب مع أشد الانقسامات والصراعات من قبلها وفي أثنائها ومن بعدها.   هذه الخصوصية يجب أن تقرأ باعتبارها ظاهرة عامة من جهة، ولكن لا بد من أن تفهم في إطار الظرف الراهن قـُطريا وإقليميا وعالميا، وما يتسم به من موازين قوى، وما يطرأ من متغيرات على تلك الموازين.   ولكن بالقدر الذي نغرق به في تناول سمات الخلافات في الوضع الراهن، أو في أية مرحلة سابقة أو لاحقة، يجب أن تظل الأسباب الأساسية المذكورة أعلاه حاضرة، لكي نظل متأكدين أن لا مخرج للوضع العربي من أزماته ما لم تعالج إشكاليتا التجزئة العربية والهيمنة الخارجية.   إن أول ما تتسم به الخلافات العربية في الظرف الراهن يتمثل في سرعة تقلب المواقف في القضية الواحدة من سنة إلى سنة، بل من شهر إلى شهر إن لم يكن من أسبوع إلى أسبوع.   وهذا راجع في جزء منه إلى ما حدث من اختلال في ميزان القوى مع نهاية 2006 في غير مصلحة أميركا والكيان الصهيوني، مما أحدث تغييرات عميقة في الوضع العربي الذي واجه بعد 11/09/2001 هجمة أميركية إسرائيلية عسكرية استهدفت إعادة صوغه جذريا تحت شعار بناء « الشرق الأوسط الكبير »، إذ تعرض لحرب شنها شارون على الشعب الفلسطيني منذ أبريل/ نيسان 2002، ولم يكن بعد قد انقشع دخان حرب العدوان على أفغانستان.   ثم شنت أميركا حربها على العراق وقامت باحتلاله إلى جانب الضغوط السياسية على كل الدول العربية، ثم شنت إسرائيل حرب عدوان يوليو/ تموز 2006 على لبنان، مع استمرار الحرب على الفلسطينيين حتى اليوم.   لكن مع نهاية 2006 كانت تلك الهجمة قد منيت بالإخفاق في كل المواقع المستهدفة، أو دخلت قوات الاحتلال في نفق لا مخرج لها منه إلا بالهزيمة.   ولعل تحديد نهاية 2006 لإقفال تلك المرحلة يعود إلى الضربة القاسية التي تلقتها إدارة بوش في الانتخابات النصفية للكونغرس حين فقد الجمهوريون أغلبيتهم في مجلسيه، مما ترك الرئيس بطة عرجاء، تجرجر مسلسل الفشل والإخفاق وسوء السمعة.   ولم يكن انعكاس تلك المحصلة بين 2001 و2006 بمختلف على وضع الكيان الصهيوني ولاسيما مع تقرير فينوغراد الأول الذي كرس هزيمة الجيش في حرب يوليو/ تموز 2006، وحمل رئيس الوزراء إيهود أولمرت المسؤولية فضلا عن عدد من الجنرالات الذين قدموا استقالاتهم ومعهم وزير الدفاع بيريتس.   وقد ترك ذلك أولمرت في وضع المستقيل عمليا، كما ترك قيادة الجيش في حالة ارتباك، وقد زاد الطين بلة بعد أن تبين أن الجيش يقف الآن عاجزا عن احتلال قطاع غزة، بعد أن حاول مرتين بفشلين متتاليين أسقطا التهديد باجتياح القطاع.   ثم لو تخذنا مثلا حادث إرسال البارجة كول لتقف قبالة الشواطئ اللبنانية والسورية ثم بعد أربعة أيام حولت إلى منطقة الخليج، لأمكن ملاحظة التخبط في مراكز القرار الأميركي، إذ بعد أن ذهبت أغلب التحليلات إلى تفسير هذه الخطوة (وقوف كول أمام الشواطئ اللبنانية والسورية) وإبعادها باعتبارها جزءا من خطة متكاملة وإذا بها تحول إلى الخليج من دون أن يعوض عن ذلك إرسال فرقاطتين أميركيتين مكانها.   فلو كان القرار مدروسا ولم يكن ارتجاليا لأرسلت الفرقاطتان منذ البداية، ولكان لهما عندئذ الأثر الذي كان للبارجة كول، أما بعد ذلك فلم يعد أحد يلتفت إليهما.   من يتابع السياسات الأميركية في العراق منذ 2007 حتى الآن سيلحظ تخبطا مماثلا في التعامل السياسي مع مختلف القوى العراقية، مما أفقد الثقة بالسياسة الأميركية حتى من أقرب المقربين ممن جاؤوا في ركب دبابات الاحتلال، أو من أملوا لاحقا تغيير أميركا لاتجاه تحالفاتها العراقية.   هذا الاختلال في ميزان القوى لا يقتصر على المثلين السابقين غير الحصريين، لأن ظاهرة التخبط عامة ولاسيما فيما يتعلق بالحرب على إيران. وهذا هو ما أعاد النقاش حادا مرة أخرى حول هل ثمة حرب على إيران أم لا. وقد تقاربت الإجابتان لتكونا فرسي رهان إن لم ترجح الحرب.   أما المشكل هنا في تخبط إدارة بوش بعد أن فشلت إستراتيجية المحافظين التي سادت من 2001 إلى 2006 فيعود إلى عدم القدرة على تبني إستراتيجية بديلة تحدد أولوية، وإنما راحت تتخبط بين الدفاع والهجوم والتراجع والتقدم في كل الساحات التي تواجهها، مما جعل توقع الخطوة التالية في كل أزمة تواجهها متراوحا بين احتمالين وأكثر.   وهذا عكس ما تكون عليه الحال عندما تكون ثمة إستراتيجية حددت أولوياتها، وراحت تخضع سياساتها في كل المواقع الأخرى لخدمة تلك الأولوية، لأن الانتصار فيما يحدد من أولوية يقرر مصير الانتصار في المواقع الأخرى أو يزيد من احتماله.   هذه المعادلة وضعت عددا من الدول العربية بين المطرقة والسندان أي بين السياسات الأميركية المرتجلة مع بقاء الوهم أن واشنطن ما زالت فعالة لما تريد من جهة، وبين اختلال ميزان القوى الذي مال في مصلحة قوى المقاومة والممانعة والمعارضات الشعبية من جهة أخرى.   وهذا ما يفسر تقلب المواقف في القضية الواحدة خلال 2007 و2008، والأمثلة كثيرة.   لنأخذ موقف مصر والسعودية من القمة العربية في دمشق، وذلك قبل الهجوم الأخير على غزة وبعده، ثم مع انعقاد القمة حتى الآن.   فقبل الهجوم المذكور اتجهت السياسات إلى وضع الشروط لانعقاد القمة، ومالت المساعي إلى تأجيجها، ثم بعد الهجوم على القطاع وأثناء انعقاد مجلس الجامعة العربية تم التوافق على عقد القمة والمشاركة فيها، واتفق حتى على عدد من بنود جدول أعمالها.   ثم قبيل انعقاد القمة ارتبط مستوى المشاركة فيها بانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية من دون اشتراط الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية والانتخابات القادمة في الآن نفسه، كما نصت المبادرة العربية.   طبعا الخلاف هنا في ظاهره بدا حول انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية أولا وقبل كل شيء، ولكنه في الحقيقة يشمل كل السياسات العربية، وهو ما عبرت عنه بعض الصحف المصرية، كتلك المقربة من السعودية. وذلك بتركيز الهجوم على علاقة سوريا بإيران وسياسات إيران لا في لبنان فحسب، وإنما أيضا في العراق والقضية الفلسطينية وغيرها.   هذا الاختلاف حول مجمل السياسات العربية يخفي وراءه ما حدث من تغيير في ميزان القوى وما نجم عنه من تغيير في دور كل دولة عربية ومكانتها في المعادلة الجديدة.   أما المثال الآخر فيلحظ في الموقف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومته وسياسة المفاوضات الراهنة، بعد أحداث غزة وردود فعل محمود عباس عليها حين أغلق باب الحوار وأقال حكومة الوحدة الوطنية التي كانت من ثمرات اتفاق مكة، وجمد العمل بالنظام الداخلي المعدل مستعيضا بالمجلس المركزي بدلا من المجلس التشريعي، وشكل حكومة سلام فياض البعيدة حتى من فتح، والتي راحت تطارد خلايا المقاومة في الضفة الغربية تنفيذا لخريطة الطريق من جانب واحد (بدليل عدم توقف الاستيطان).   أما الأهم فكان الإصرار على الدخول في مفاوضات سرية تستهدف التوصل إلى اتفاق نهائي حول القضية الفلسطينية، وقد تم كل ذلك بمعزل عن التشاور مع مصر والسعودية، مما وتر عمليا علاقات محمود عباس توتيرا صامتا بهما.   والدليل على ذلك موقف الدولتين من الحوار بين فتح وحماس بلا شروط لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وعدم استجابة محمود عباس له.   أما الدليل الثاني فالعلاقات الثنائية من حيث الزيارات، وكان القليل منها يتسم بالتوتر الذي لم يعلن عنه، وإن تسربت معلومات متواترة حوله.   ولكن الموقف بدأ يتغير الشهرين الأخيرين، وعلى التحديد بعد اقتحام معبر رفح وتداعياته، حين أخذت العلاقات المصرية والسعودية بمحمود عباس تتعزز، ووصل الأمر إلى استقبال سلام فياض من قبل ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، كما تمت زيارات محمود عباس لكل من القاهرة والرياض. وكان آخرها وأهمها زيارته الأخيرة لكل منهما تمهيدا لزيارته القادمة لأميركا.   المتغير الأهم والأخطر هنا ليس في تحسين العلاقات ودفئها بين كل من مصر والسعودية مع محمود عباس بهدف استعادتها لسقفها المعلن، وإنما ما أخذ يعلن من تأييد للمفاوضات الثنائية أو بالأدق الثلاثية بين عباس وكل من أولمرت وبوش.   فهذه المفاوضات التي انطلقت من وراء ظهر كل من السعودية ومصر واتسمت بالسرية، أصبحت الآن ضمن تفاهم كما تدل الزيارتان الأخيرتان اللتان قام بهما محمود عباس لكل من القاهرة والرياض.   وقد صدر عن الناطق الرسمي الفلسطيني تصريح يؤكد التفاهم التام حول المفاوضات التي سيجريها عباس مع بوش في زيارته القادمة، أي تحديد اللمسة الأخيرة للاتفاق.   المفاوضات المذكورة تتم وفقا لرؤية بوش لحل الدولتين وقد أوضحها أثناء زيارته الأخيرة عندما أكد الموقف من موضوع اللاجئين بإسقاط حق العودة، وإحالة القضية إلى تكوين « آلية دولية للتعويض » كما تتم وفقا لشروط أولمرت. وذلك حين أعلن عباس بمبادئه الستة « الإقرار بتبادل الأراضي والإقرار بأن تكون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية » ومن ثم فإن المفاوضات تدور وتتعقد حول أي جزء من القدس الشرقية سيعطى للدولة الفلسطينية.   فهذان الإقراران إلى جانب المضي في المفاوضات وفقا لرؤية بوش المترجمة إلى آلية دولية لتعويض اللاجئين والاعتراف بيهودية الدولة وما نشأ من وقائع جديدة على الأرض، يعنيان الهبوط بسقف المبادرة العربية الصادرة عن قمة بيروت 2002 دركات إضافية لا جدال فيها، بالرغم مما حملته المبادرة من هبوط عن السقف العربي السابق لها.   لو كان الأمر في العلاقة الجديدة مع محمود عباس منحصرا في مفاوضات ضمن سقف المبادرة العربية لكان عليه أن يلغي زيارته لواشنطن، وليس المضي بالمفاوضات ضمن سقفها الحالي، أي القبول بمبدأ تبادل الأراضي الذي يعني الانتهاء من الحديث عن الانسحاب إلى ما وراء خطوط هدنة عام 1949.   ويعني أيضا إسقاط حق العودة وقبول التعويض مكانه، والقبول بيهودية الدولة (إسقاط حقوق العرب المسلمين والمسيحيين في الأرض الفلسطينية التي ستقع ضمن دولة إسرائيل اليهودية). كما يعني التساؤل عن أي جزء من القدس الشرقية سيكون من نصيب « الدويلة الفلسطينية »؟   وهذا جوهر ما سيحمله عباس في زيارته لبوش، لأن الاستمساك حتى بالقدس الشرقية كاملة سيعني انفجار المفاوضات وانتهاءها سواء كان من جانب بوش ناهيك عن جانب أولمرت نفسه.   وبهذا يكون محمود عباس جرّ الموقف العربي إلى سقفه كما حدث في اتفاق أوسلو، مسقطا هذه المرة حتى المبادرة العربية ناهيك عن الحد الأدنى المسمى « البرنامج الوطني الفلسطيني ».   ولن ينقذ الموقف غير الفشل في الاتفاق حول الجزء من القدس الشرقية الذي يراد من بوش أن يضغط لإعطائه حتى يغطي الاتفاق النهائي وفقا لرؤيته ولغالبية شروط أولمرت.   وخلاصة الأمر، تصبح المفاوضات على نار حامية بعد أن هبط محمود عباس بالسقف المصري السعودي إلى سقفه إذا صح هذا الاستنتاج.   فالكرة الآن في ملعب بوش وأولمرت من أجل « الجزء » العتيد الذي يمكن أن يعطى من القدس الشرقية بعد أن خرقت الشباك العربية بقبول تبادل الأراضي والآلية الدولية لتعويض اللاجئين والاعتراف بيهودية الدولة واقتسام حتى القدس الشرقية.   ولكن هذا الاستنتاج الذي يرجى ألا يكون صحيحا بسبب قسوته وفداحته، سيبقى غامضا وملتبسا إلى أن يتحقق ذلك « الاقتسام » للقدس الشرقية أو يتفق على صيغة تؤجله إلى مفاوضات لاحقة بعد الاتفاق على « إعلان مبادئ ودولة مؤقتة » (الاحتمال الأضعف).   وعندئذ نكون قد وصلنا إلى ضرورة رفع شعار « القرار العربي المستقل عن القرار الفلسطيني » بديلا لشعار « القرار الفلسطيني المستقل ». وقد ثبت أنه إلى كارثة، كما تبين أن شعار « نرضى بما يرضى به الفلسطينيون » أو « لسنا ملوكا أكثر من الملك الفلسطيني » إلى كارثة كذلك.   أما تمرير الاتفاق فلسطينيا (شعبيا وفصائليا) كمصير قطاع غزة فدونهما خرط القتاد. ولن يكون الأمر عربيا لاسيما شعبيا، على غير ذلك، لأن ما يطبخ تصفية للقضية الفلسطينية وهو طريق لانقسامات داخلية قـُطرية وعربية عربية لم يسبق لها مثيل.   ولكنه ليس المسار الوحيد وليس مضمون النجاح، إذ ثمة مسارات أخرى وإرادات أخرى تعترضه، إلا أنه المسار الأخطر. ويجب أن يدخل ضمن الوعي وتعامل المفاوضات الجارية بجدية، وعدم النوم على فراش من حرير باعتبارها « مفاوضات عبثية ».   (*) كاتب فلسطيني   (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 5 أفريل 2008)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.