TUNISNEWS
8 ème année, N° 2932 du 02.05.2008
معز الباي:«خبر عاجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل، اعتداءات بفريانة»
الحزب الديمقراطي التقدمي: ( أحداث أليمة في مدينة فريانة من ولاية القصرين ) : بـــــــــــــــــــــــلاغ صحفي
حــرية و إنـصاف : أيمن غريب تبخر بعد دخوله إلى منطقة الأمن ببنزرت »الداخل إليها مفقود و الخارج منها مولود »
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : سلطات الإحتلال تخيـّر الأسيرة الفلسطينية نورة الهشلمون بين الإبعاد للأردن ( رفقة أبنائها الستة )، و.. الإعتقال الإداري المفتوح ..!
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: تواصل » المحاكمات الإستباقية » بتهمة الإرهاب ..!
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: اختطاف الشاب أيمن الغربي ..!
الحزب الديمقراطي التقدمي : بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاغ صحفي
موقع الدكتور المرزوقي يتعرض للتدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير
لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس:تلفيق تهم باطلة للشاب خالد ساسي بسبب دفاعه عن قريباته المحجبات
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســـان : بــلاغ إلى منخرطـي إقليـم تونس
قدس برس: تونس: تأجيل محاكمة مسؤولين في صحيفة معارضة ادعت عليهم شركات « غذائية »
رويترز:تقرير : حال حريات التعبير في العالم العربي مأساوي
الشروق :إلغـاء إضراب المعلّمين… والترسيم والانتداب والنُقل في محضر اتفاق جديد
الصباح الأسبوعي : بعد عودتها للاجتماع أول أمس السياحة والنسيج يحول دون حصول تقدّمفي مفاوضات اللجنة العليا للقطاع الخاص
قدس برس: تونس: محامون إلى معبر رفح تضامنا مع غزة في ذكرى النكبة
اتحاد الادباء والكتاب العرب يطالب بالرد على احتفال اسرائيل
دعوة حزب تونس الخضراء للمشاركة في المؤتمر العام الانتخابي لحزب الخضر في شيكاغو
قدس برس:تونس: ارتفاع نسبة المستمعين لإذاعة الزيتونة القرآنية وعودة جماعية قوية للتدين تثير مخاوف العلمانيين
الصباح الأسبوعي : أخبـــــــــــــــــــــــار القضاء
الصباح الأسبوعي:أصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداء
الصباح الأسبوعي : مظاهر مزرية و سلوكيات مشينة هل أصبحت صفاقس مدينة الفوضى الشاملة؟
منتدى القيروان: مدينة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009
الصباح الأسبوعي : تنشيط السّوق الدّاخلية للحدّ من البطالة
الصباح :إلغاء العمولة على تذاكر السفر آتفاق وشيك حول معاليم الخدمات والتنفيذ مطلع جويلية
الخبر: تحقيقات وزارة التجارة كشفت احتواءه على شوائب خطيرة : حملة واسعة لحجز زيت المائدة التونسي من الأسواق
الخبر: أم البواقي حجز 3 آلاف لتر من زيت المائدة المغشوش (المهرب من تونس!!!)
الصباح الأسبوعي: خلال 10 سنوات ورغم المطالبة الاوروبية بمنعها تقنية أمنية فرنسية للتدخل السريع تتسبّب في هلاك مهاجريْن تونسييْن
الصباح الأسبوعيتعليم: اليوم بمختلف مراكز اختبارات الباكالوريا اجتماعات تحضيرية..
القدس العربي:تونسي يستعيد بصره بعدما فقده على مدى 80 عاما
الحوار.نت:رئيس منظمة مرحمة الخيرية في المانيا للحوار نت: العمل الإغاثي يزدهر في المناخات الإيجابيّة : محسن الجندوبي : نبذل الوسع للتخفيف عن ضحايا الكوارث
برهان بسيس في برنامجه البعد الآخر على فضائية anb حوارا مثيرا مع الدكتورة التونسية ألفة يوسف حول كتابها الجديد: حيرة مسلمة …في الميراث والزواج والجنسية المثلية.
اتحاد الادباء والكتاب العرب يطالب بالرد على احتفال اسرائيل
سي أن أن:امبرتو كويليو مدربا لمنتخب تونس
القدس العربي : اتحاد الجاليات والروابط العربية في المانيا يساعد في ضمان حقوق اللاجئين السياسيين من ابناء الجالية العربية
احميدة النيفر: قرن من المراجعات والتحوُّلات.. الوجه الآخر لقصة آدم
الصباح: التدخلات العسكرية الأمريكية في العالم ومفهوم المساعدة:عندما لا يكون المعنى ذاته في أمريكا وبقية أنحــاء العالم
توفيق المديني:أثر الأزمات في الاقتصاد العالمي
القدس العربي:أعمال الشغب في الجزائر تهدد باضطرابات أوسع نطاقا
قدس برس: سياسي مغربي لـ « قدس برس »: القاعدة الأمريكية في المغرب لضرب الشعوب المقاومة للأمبريالية
د. مضاوي الرشيد : السعودية: سجين علي قائمة سجناء غير شرعيين
المجلس الإسلامي الدانمركي يدين الهجوم على السفارة الدانمركية في إسلام أباد
إسلام أونلاين:في جمعة باريسية.. المسرح الراقي وجهاد الخوارزمي!
منير شفيق :أميركا.. لا تصنع الأحداث
ابراهيم درويش : جرأة الحقيقة وسخرية الشاهد ودم العراق وآثام الاباء
د. أحمد الخميسي العمامة والقبعة لصنع الله إبراهيم زمن الغزو
د. محمد نور الدين :اربكان وتركيا: لمن الكرسي النقّال ؟
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- الصادق العكاري
22- هشام بنور
23- منير غيث
24- بشير رمضان
25 – فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- لطفي الداسي
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش/.
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
خبر عاجل، اعتداءات بفريانة»
تمّ الاعتداء على المناضل الديمقراطي التقدّمي عاطف الزايري أمام مقرّ المعتمديّة بفريانة صبيحة اليوم الاثنين 2 جوان الجاري من قبل أعوان الأمن وعلى رأسهم رئيس المنطقة الذين أصابوه بهراوة على مستوى الرّأس (جرح عميق و5 غرز) والكتف والرّجل (كسور) وذلك على إثر تصاعد المواجهات مع الأمن وتصاعد الاحتجاجات من قبل الأهالي المطالبين بحقّهم في الشغل، وقد أفادنا أهل الضحيّة الذين اتصلنا بهم أنه في يرقد حالة خطيرة، ولولا تدخّل الأهالي لافتكاكه لكانت العواقب أوخم. 02/06/2008 moezelbey@gmail.com
الحزب الديمقراطي التقدمي 10، نهج أيف نوهال – تونس الهاتف / الفاكس : 71332194
الحزب الديمقراطي التقدمي:
بـــــــــــــــــــــــلاغ صحفي
بلاغ صحفي جدت صباح اليوم أحداث أليمة في مدينة فريانة من ولاية القصرين على إثر تجمع قام به المعطلون عن العمل أمام معتمدية المكان للمطالبة بالشغل، إذ أطلقت جامعة الحزب الحاكم الميليشيات للإعتداء بالعنف على المتجمعين بُغية تفريقهم، وآزرتها قوات الأمن التي منعت المواطنين من الإلتحاق بالتجمع باستخدام العصي والقنابل المُسيلة للدموع. وأسفرت الإعتداءات الجسدية والضرب المبرح اللذين طالا عددا كبيرا من المواطنين عن إصابة الأخ المُربي عاطف الزايري (أستاذ) عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي وعضو جامعة القصرين إصابات خطرة استوجبت نقله على جناح السرعة إلى المستشفى المحلي، حيث تم رتق الجروح التي لحقته وخاصة في الرأس. كما أصيب الإخوة حامد برهومي ورابح إلاهي والتلميذ مهدي بوريشة (14 عاما) الذي نالته الإعتداءات وهو أمام بيت أسرته. وعلى رغم إلحاح الطاقم الطبي بمستشفى فريانة على ضرورة نقل الأخ عاطف الزايري إلى المستشفى الجهوي بالقصرين لإجراء صور بالسكانير على الجمجمة، منعت عناصر الأمن سيارة الإسعاف التي كانت تُقله من التحرك، مما يجعله في حكم المُحاصر داخل مستشفى فريانة. كما انطلقت حملة إيقافات بعد الأحداث شملت عددا من النشطاء النقابيين والسياسيين في مقدمتهم منسق لجنة الخريجين المعطلين بالجهة الأخ عبد الستار العبيدي. وبالإتصال بالسلطات الأمنية في فريانة نفت حصول الأحداث أو تعرض مواطنين لاعتداءات مؤكدة أنها لا تعلم شيئا عن ذلك، فيما أكد مسؤولون في المستشفى المحلي وجود مصابين من بينهم الأخ عاطف الزايري الذي قالت إنه مازال تحت العناية إلى حدود ظهر اليوم. وفي ضوء هذه التطورات الخطرة فإن الحزب الديمقراطي التقدمي: – يستنكر ما تعرض له المُعطلون والنشطاء السياسيون من اعتداءات وحشية ترمي لإسكات صوتهم ومنعهم من المطالبة بالشغل لأبناء الجهة. – يطالب بإجراء تحقيق عن الأحداث التي جدت صباح اليوم في فريانة ومحاسبة المسؤولين عنها. – يُحذر من التمادي في استخدام الأسلوب الأمني في التعامل مع المطالب الشرعية للمُعطلين في عدة مناطق، ويدعو بإلحاح إلى فتح حوار وطني شامل حول ملف البطالة بعيدا عن الإستشارات الدعائية التي لا تزيد الأوضاع إلا تفاقما. -يُجدد مؤازرته للمطالب المشروعة للمعطلين ويطالب السلطات المركزية والجهوية بالتحاور مع ممثليهم قصد الإهتداء إلى أقوم السبل لإنهاء معاناتهم والإستفادة من كل طاقات البلاد. تونس 2 جوان 2008 الأمين العام المساعد رشيد خشانة
للإتصال: رقم هاتف مستشفى فريانة: 77441013 أو 77441011 رقم شرطة فريانة : 77441016
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 02/06/2008 الموافق ل 27 جمادى الأولى 1429
أيمن غريب تبخر بعد دخوله إلى منطقة الأمن ببنزرت
»الداخل إليها مفقود و الخارج منها مولود »
اعتقل البوليس السياسي التابع لمنطقة الأمن الحبيب بوقطفة ببنزرت يوم الخميس 29 ماي 2008 الشاب أيمن غريب بعد أن وجهوا له استدعاء شفويا أعلموه فيه بضرورة الحضور بالمنطقة المذكورة لاستلام جهاز الحاسوب الذي صادروه منذ ثلاثة أسابيع لما قاموا بتفتيش منزله. و قد اعتصمت والدة الشاب أيمن غريب مع ثلة من الناشطين و المناضلين على رأسهم شيخ الحقوقيين في تونس السيد علي بن سالم و السيد خالد بوجمعة و السيد عثمان الجميلي أمام منطقة الأمن إلا أن المسؤول الأمني أعلمهم بأن الشاب المبحوث عنه ليس لديهم و طلب من أمه الرجوع إلى المنزل. و حرية و إنصاف تندد باعتقال الشاب أيمن غريب و تدعو إلى إطلاق سراحه فورا كما تدين طرق الاعتقال المخالفة للقانون و تطالب بوقف هذه الحملات العشوائية التي تستهدف خيرة الشباب التونسي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
طلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الجزيرة تونس نهج43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 01 جوان 2008 بين مظلمة الأسر ..و جريمة الإبعاد : سلطات الإحتلال تخيـّر الأسيرة الفلسطينية نورة الهشلمون بين الإبعاد للأردن ( رفقة أبنائها الستة )، و.. الإعتقال الإداري المفتوح ..!
علمت الجمعية أن سلطات الإحتلال أصدرت قرارا » قضائيا » بإبعاد الأسيرة الفلسطينية نورة الهلشمون إلى الأردن ، و بإبقائها تحت مفعول الإحتجاز الإداري دون سقف زمني في حال رفضها الإنصياع لقرار الإبعاد، علما أن الاسيرة الهشلمون تبلغ من العمر 37 عاما و هي أم لستة أبناء ، وقد تم اعتقالها في 17/9/2006 وما زالت تقبع في الاعتقال الاداري دون أي محاكمة منذ ذلك التاريخ ، وينتهي التمديد الإداري الثامن لها يوم 11/6/2008. و الجمعية إذ تجدد التأكيد على تضامنها المطلق مع حق الأسيرة في استعادة حريتها فورا و دون قيد أو شرط و مطالبتها بالإفراج عن زوجها الأسير(محمد سامي الهشلمون ) ، فهي تندد بجعل قبولها للإبعاد شرطا للإفراج عنها و تعتبره بمثابة الشروط التي يضعها خاطفو الرهائن للإفراج عن ضحاياهم ، و تدعو كل المنظمات و الجمعيات الحقوقية الوطنية و الإقليمية و الدولية للإستجابة للمناشدة التي وجهتها الأسيرة نورة الهشلمون ( عبر نادي الأسير ) ، كما تذكر الجمعية بمعاناة الأسيرات أمل جمعة و سميرة جنازرة و منال غانم و تغريد حجيجية و إحسان الدبابسة .. و تطالب بالإفراج عنهن و عن بقية الأسيرات الفلسطينيات الـ 107 و الأطفال الأسرى الـ 344 في سجون الإحتلال .. عن الجمعية الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 02 جوان 2008
كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : تواصل » المحاكمات الإستباقية » بتهمة الإرهاب ..!
* نظرت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري اليوم الإثنين 02 جوان 2008 في : * القضية عدد 15533 التي يحال فيها كل من : سيف الدين الزغدودي و نزري السويح و أحمد الجامي و رشدي السلطاني و علي الخليفي و محمد النويوي بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 » لمكافحة الإرهاب » ، و تضمنت لائحة الإتهام تهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة ضياء الدين مورو و أمان الله مورو و عماد بالشيخ العربي و حسن بدر و سمير بن عمر و قد قرر القاضي بعد الإستماع للمرافعات حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . * و القضية عدد 15532 التي يحال فيها: ياسين بن فالح بتهمتي الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الإمتناع عن إشعار السلط ذات النظر فورا بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات أو إرشادات حول ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية . و بعد مرافعة الأستاذ سمير بن عمر قرر القاضي حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 02 جوان 2008
اختطاف الشاب أيمن الغربي ..!
بعد مضايقات متواصلة دامت أسابيع طويلة تم يوم الخميس 29 ماي 2008 اختطاف الشاب أيمن الغربي بعد أن تلقى اتصالا هاتفيا يطلب منه التوجه إلى مركز الأمن ببوقطفة لاسترجاع المحجوز(آلة الحاسوب المتنقلة وجواز سفره وبطاقة الهوية ورخصة السّياقة ) ، . وقد توجهت والدته صحبة وفد من الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين يوم السبت 31 ماي 2008 على الساعة التاسعة صباحا الى مركز الأمن بوقطفة بمدينة بنزرت حيث نفى الأعوان أي علم لهم بمصير الشاب المختطف . علما أن أيمن الغربي يبلغ من العمر 22 سنة و هو من سكان الناظور من أحواز مدينة بنزرت و الجمعية إذ تجدد تنديدها بعمليات اختطاف الشباب و تعتبرها ضربا من الإعتداء على القانون و على حريات المواطنين المكفولة دستوريا فهي تحمل خاطفي الشاب أيمن الغربي المسؤولية كاملة عن أي مساس بحرمته الجسدية و المعنوية و تطالب بالإفراج الفوري و غير المشروط عنه . عن فرع بنزرت عثمان الجميـــــــــــــلي
الحزب الديمقراطي التقدمي 10، نهج أيف نوهال – تونس -الهاتف / الفاكس : 71332194
بلاغ صحفي
عقد المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي اجتماعه الدوري مساء السبت 31 ماي 2008 بإشراف الأمينة العامة للحزب، وفي بداية أشغاله حيّى الأخوين منجي اللوز ورشيد خشانة على نجاح إضرابهما عن الطعام وحملة الدعم الوطنية والدولية التي رافقته مما أدى إلى رفع الحصار الذي فرض على صحيفة الموقف لحملها على الاحتجاب القسري. وعبّر في هذا المضمار عن استيائه لاستمرار إثارة قضايا عدلية ضد الصحيفة ومسؤوليها، وجدّد عزمه على الدفاع عن حرية الصحافة والإعلام وخاصة في هذه المرحلة التي تتهيأ فيها البلاد لانتخابات عامة. واستعرض الوضع العام في البلاد وتداعيات التحوير المزمع إدخاله على الدستور في علاقة بالانتخابات الرئاسية. وجدّد في هذا الشأن تمسّكه بمرشح البديل الديمقراطي للانتخابات القادمة الأستاذ أحمد نجيب الشابي، وثمّن المكتب المواقف والمبادرات الرافضة للجوء إلى الأحكام الاستثنائية والمتكرّرة، مؤكدا ضرورة إدخال تنقيحات جوهرية على الدستور تضع حدّا للرئاسة مدى الحياة وتنهي الإقصاء وتضمن حرية الترشّح لجميع الكفاءات الوطنية. وقرر المكتب السياسي في هذا الصدد الدعوة إلى ندوة وطنية في بداية الشهر المقبل للتقدّم ببديل عن المشروع الحكومي وكلّف الهيأة التنفيذية بالإعداد لهذه الندوة وتأمين الظروف اللازمة لنجاحها. وعكف المكتب على درس الوضع الاجتماعي في ظل التهاب الأسعار وانهيار القدرة الشرائية للفئات الشعبية وتفاقم البطالة ممّا أدّى إلى تصاعد التوتّر الاجتماعي بعد عجز الحكومة عن إيجاد الحلول الملائمة وجنوحها إلى الوسائل الأمنية مما يشكّل تهديدا لاستقرار البلاد. ودعا إلى فتح حوار وطني شامل حول ملف البطالة بعيدا عن الاستشارات الدعائية التي لا تزيد الأوضاع إلا تفاقما. كما تطرق المكتب إلى عدد من المسائل التنظيمية بُغية إحكام هيكلية الجامعات وتعزيز حضور الحزب في الجهات استعدادا للاستحقاقات الانتخابية القادمة، وقرر من جهة أخرى إحالة الأخ محمد القوماني على لجنة النظام بناء على إساءاته المتكررة للحزب وبعد استيفاء كل المحاولات الرامية لإقناعه بالتراجع عمّا صدر عنه ودعوته إلى الانضباط للمؤسسات الحزبية. تونس، في 1 جوان 2008 الأمينة العامة مية الجريبي
موقع الدكتور المرزوقي يتعرض للتدمير
ختفى موقع الدكتور المرزوقي من الانترنات منذ يوم الأحد بفعل قرصان مأجور متمرس في القرصنة حيث أفرغت تماما قاعدة المعلومات التي كانت تحتوي على عشرات المقالات والحوارات ناهيك عن أكثر من عشرين كتابا بالعربية والفرنسية منهم الكتب العلمية والأدبية . ويأتي هذا الهجوم على الموقع أربعة أشهر بعد تدمير موقع المؤتمر من أجل الجمهورية وفي إطار هجمة منظمة لبوليس الانترنات الذي تشغله الدكتاتورية كثيرا هذه الأيام وأدت إلى غلق أغلب العنواين البريدية لقيادات المؤتمر وآخرها عنوان فتحي الجربي وعبد الوهاب معطر . الشيء من مأتاه لا يستغرب ونتفهّم عصبية نظام مواجه اليوم بتحركات شعبية تتوسع شيئا فشيئا ، ونقدر عمق خوفه من خطاب المؤتمر ورئيسه الداعي باستمرار إلى المرور من عهد الأوهام والتمنيات والانتظارية إلى عهد المقاومة المدنية. وبالطبع فإن هذا الخطاب المحرض على رفع الرأس وتطليق الخوف وممارسة الحقوق بدل المطالبة بها سيتواصل وستوسع وسيتعمق ولن تنجح طواقم بوليس الانترنات في خنق صوتنا وإنما على العكس هي ستزيده مدى وقوة ومصداقية. تضامنا زوروا موقع الدكتور منصف المرزوقي
www.moncefmarzouki.net
بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في03.06.2008 تلفيق تهم باطلة للشاب خالد ساسي بسبب دفاعه عن قريباته المحجبات
تعلم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ان السلطات التونسية تقود خلال الأيام الأخيرة حملة أمنية مسعورة على المحجبات , يقوم فيها أعوان البوليس بإعتراض المحجبات في الطريق العام , ومن ذلك اقدام أعوان البوليس السياسي بجهة حي الخضراء بتونس العاصمة يوم الثلاثاء 27 ماي 2008 على إيقاف فتاتين مرتديتين للخمار في الشارع وحاولوا إجبارهن على كشف رؤوسهن أمام المارة , وسط التهديد و الوعيد بنزع حجابهن بالقوة رغم توسلاتهنّ وانخراطهنّ في البكاء والصراخ . وقد تدخل على الفور أحد أقربائهما وهو الشاب خالد ساسي ( 22 سنة) و طالب الأعوان بإخلاء سبيلهما. ومكّن تدخله الفتاتين من التواري والانسحاب من المكان. غير أنّ تعزيزات أمنية حضرت إلى مكان الواقعة إثر ذلك وجرى البحث عن خالد ساسي في الحيّ المذكور والاتصال بعائلته مما اضطرّه للاتصال بمركز الشرطة في اليوم الموالي، فقاموا بالاعتداء عليه بالعنف الشديد ثم لفقوا له تهما أخرى لا علاقة له بها، منها التعدي على الأخلاق الحميدة و تعطيل أعوان الأمن عن أداء مهامهم و هو رهن الإيقاف في الوقت الحاضر. ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تناشد المحامين الغيورين على قضايا الحريات في تونس التدخل و تبنى قضية خالد بن حفيظ ساسي وتدعو السلطات الى اطلاق سراحه من دون تأخير وتحملها مسؤولية ما يصيبه من أذى , وتدعو كل المنظمات والجمعيات الحقوقية التونسية والعربية والدولية الاهتمام بملف هذا الشاب من أجل إطلاق سراحه ورفع المظلمة عنه , ومقاضاة من اعتدى عليه بالتعذيب . تنظر اللجنة بخطورة بالغة إلى الحادثة بوصفها حادثة متكررة وتأتي في سياق الحملات الأمنية المحمومة ضد المحجبات وكل مناصر لهن خاصة خلال هذه الفترة على أن استهداف المحجبات لم يتوقف يوما , وتحمل السلطات التونسية الرسمية كامل المسؤولية عما يلحق المحجبات في تونس من أذى وتجاوزات واعتداءات من قبل فلول البوليس المتفلت من عقال القانون والرادع الأخلاقي لأنه مسنود بقرار سياسي يوجهه ويعطيه الأوامر بملاحقة الفتيات والنساء المحجبات لتغيير قناعاتهم بالقوة الغاشمة , وهو طريق مسدود أثبتت التجربة فشله الذريع . تناشد الهيئات والشخصيات المهتمة بحقوق الإنسان الإهتمام بمعاناة المرأة المحجبة في تونس كما تطالب العلماء المسلمين بمساندتهن والتحرك لرفع المظالم عنهن .
عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســـان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 31 ماي 2008 بــلاغ إلى منخرطـي إقليـم تونس
ناقشت الهيئـة المديـرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان خلال اجتماعها يوم الأربعاء 28 ماي 2008 كيفية وضع القرارات المتعلقة بالحوار مع كل الرابطيين موضع التطبيق وضبطت رزنامة الاجتماعات بمنخرطي إقليم تونس كما يلي : – الجمعة 6 جوان 2008 على الساعة الخامسة مساء : اجتماع بمنخرطي مناطق الوردية والسيجومي ومنفلوري وحمام الأنف والزهراء ورادس. – السبت 7 جوان 2008 على الساعة الخامسة مساء : اجتماع بمنخرطي مناطق باردو والعمران والمنزه وتونس المدينة وتونس باب البحر. – الجمعة 13 جوان 2008 على الساعة الخامسة مساء : اجتماع بمنخرطي مناطق المرسى وحلق الوادي والكرم وأريانة. وستعقد كل هذه الاجتماعات بالمقر المركزي للرابطة 21، نهج بودليـر – العمران – تونس بإشراف الهيئـة المديـرة. وتدعو الهيئـة المديـرة كلّ المنخرطين المعنيين لحضور الاجتماعات المشار إليها. عن الهيئــة المديـــرة الرئيـــس
المختــار الطريفـــي
21، نهج بودليــر – العمران – 1005 تونس – الهاتف : 71.280596 – الفاكس : 71.892866 البريــد الإلكترونـــي : ltdhcongres6@yahoo.fr
تأجيل محاكمة مسؤولين في صحيفة معارضة ادعت عليهم شركات « غذائية »
تونس – خدمة قدس برس أجّلت محكمة تونس الابتدائية، في جلسة لها أمس السبت (31/5) محاكمة مدير جريدة « الموقف » ورئيس تحريرها، للنظر في طلب المدّعين تعيين خبير يقوم بتقييم الأضرار التي لحقت بهم جراء الخبر الذي نشر بالصحيفة المذكورة، كما طلب أيضا محامون التحقوا بفريق الدفاع عن « الموقف » تأخير القضية للاطلاع على ملفها. ولم تحدد المحكمة على الفور الموعد اللاحق للمحاكمة وتركته لتفاوض الهيئة القضائية في آخر الجلسة. وكانت خمس شركات لترويج الزيوت النباتية في تونس، قد رفعت دعوى قضائية ضد صحيفة « الموقف » المعارضة التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي، واتهمت هذه الشركات الصحيفة بترويج أخبار زائفة تسببت لها في خسائر مالية وطلبت تعويضا جمليا بخمسمائة ألف دينار تونسي (450 ألف دولار). وكان رئيس التحرير رشيد خشانة، قد نقل في افتتاحية للجريدة أنباء تناقلتها صحف جزائرية، عن تداول زيت فاسد في تونس، تم تهريب كميات منه إلى الجزائر وتبيّن بعد تحاليل مخبرية أنّ نسبة الرصاص الموجودة به تفوق بكثير النسبة المسموح بها. وكان رئيس تحرير الصحيفة ومدير التحرير، قد أعلنا في نيسان (إبريل) الماضي، إضرابا مفتوحا عن الطعام، احتجاجا على ما اعتبروه « هجوما شاملا تجاريا وماليا وقضائيا يستهدف وظيفة الجريدة و وجودها »، وتم وقف هذا الإضراب أسبوعين بعد ذلك. ويتهم الحزب الديمقراطي التقدمي السلطات التونسية بالوقوف وراء تحريك الدعوى ضد صحيفة « الموقف » ردّا على الحملة الرئاسية التي أطلقها الحزب بترشيح نجيب الشابي القيادي السابق للانتخابات الرئاسية 2009. (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 1 جوان 2008)
تقرير : حال حريات التعبير في العالم العربي مأساوي
تونس- رويترز انتقد الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب يوم الاثنين تأخر حريات التعبير في العالم العربي ووصفه بأنه يمثل « وضعا مأساويا » في اول تقرير من نوعه يصدره الاتحاد عن حال حرية التعبير في المنطقة. وعبر الاتحاد الذي يعقد مؤتمره بتونس في تقرير حصلت رويترز على نسخة منه عن « قلقه وتوجسه من استمرار القيود المفروضة على تلك الحرية بشكل عام ومن الاعتداءات التي تقع على حقوق وحريات الادباء في المنطقة العربي في مختلف ارجائه ». ويشتكي كتاب ومبدعون عرب من الرقابة المفروضة عليهم ومن حظر نشر كتبهم ومؤلفاتهم في بلدانهم وعدد من البلدان العربية الاخرى بسبب مواقفهم. ووصف تقرير الاتحاد الذي تمت صياغته بعد توزيع استمارة تفصيلية شاركت فيها اتحادات وروابط تتمتع بعضوية الاتحاد العام وضع حرية التعبير في المنطقة العربية بأنه « مأساوي وصعب ». لكن الاتحاد شدد في تقريره على انه سيتمسك بالدفاع عن حرية التعبير والفكر وحقوق الكتاب والمثقفين وحرياتهم. وقال انه » لن يقف مكتوف الايدي ازاء اي حالة استهداف لاي كاتب او مثقف عربي وسيرفع صوته عاليا ». وحذر الاتحاد من انه سيلجا للقضاء كلما كان ذلك ملائما ومفيدا وسيتوجه الى الهيئات الدولية كالوكالات المعنية التابعة للامم المتحدة وجامعة الدول العربية اذا فشلت جميع الوسائل الاخرى في انقاذ الكتاب المتضررين وتأمين حقوقهم وحرياتهم. واعتبر تقرير الاتحاد الذي يتولى أمانته الكاتب المصري محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر ان « الامة العربية عانت بما يكفي ويزيد من جراء حرمانها من الحرية وحقوق الانسان ومن التعبير عن نفسها وانها تستحق ان تعيش حياة عصرية متحضرة وانسانية بمستوى حياة أكثر الشعوب والبلدان تقدما ». وقال انه « لا شرط على الحرية الا المزيد منها ». وعدد التقرير حالات متكررة لانتهاك حرية التعبير ابرزها اعتقال وحبس كتاب وصحفيين ومثقفين بسبب كتابات نشرت وليس بسبب افعال ارتكبوها اضافة الى الاستمرار في وضع القيود التشريعية على حرية التعبير. كما انتقد التقرير حظر نشر او توزيع كتب بحجج وذرائع سياسية احيانا وبحجج عقائدية او اخلاقية في احيان اخرى وممارسة الرقابة بما فيها احكام مراقبة الانترنت وحجب عدد من المواقع. واضاف انه من بين حالات الانتهاك المسجلة حرمان بعض الدول العربية كتابها ومثقفيها من حقهم في تشكيل هيئات تمثلهم وتدافع عن حقوقهم هذا الى جانب ملاحقة بعض دور النشر العربية قضائيا بتهمة توزيعها لكتب محظورة. طارق عمارة
إلغـاء إضراب المعلّمين… والترسيم والانتداب والنُقل في محضر اتفاق جديد
تونس ـ الشروق : أعلن المكتب التنفيذي للنقابة العامة للتعليم الاساسي صباح أمس عن قراره بتعليق الاضراب الاداري الذي كان مقررا تنفيذه خلال الامتحانات الثلاثية الاخيرة للسنة الدراسية الحالية. وجاء في الاعلام الذي تقدمت به النقابة وتحصلت «الشروق» على نسخة منه أنه تتويجا للجلسات التي تمت بين الاتحاد العام التونسي للشغل والنقابة العامة للتعليم الاساسي من جهة ووزارة التربية والتكوين من جهة أخرى تم امضاء محضر جلسة بين الطرفين يوم 28 ماي 2008 وقع خلاله فض عدد المسائل العالقة والمتمثلة خاصة في ترسيم المتربصين المؤجلين وانتداب النواب الذين قاموا بنيابات مسترسلة والحركة والمدارس الريفية والاستعداد للتفاوض في بقية المطالب. وتنفرد «الشروق» بنشر النص الكامل لمحضر الجلسة الذي أمضاه كل من السيد البشير كريم المدير العام للمرحلة الاولى من التعليم الاساسي والسيد محمد حليم الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الاساسي. متابعة سفيان الاسود النص الكامل لمحضر الاتفاق بين نقابة المعلّمين والوزارة تنشر الشروق النصّ الكامل لمحضر الجلسة الممضى بين نقابة المعلمين ووزارة الاشراف والذي تضمن عدد من النقاط. محضر جلسة في اطار الحوار المتواصل بين وزارة التربية والتكوين والاتحاد العام التونسي للشغل وتتويجا لجلسة العمل التي جمعت السيد الوزير بالسادة المنصف الزاهي وعلي رمضان ومحمد حليم يوم 18 أفريل 2008 والجلسات التي جمعت السيد المدير العام للمرحلة الاولى من التعليم الأساسي بأعضاء النقابة العامة للتعليم الاساسي بتاريخ 3 و13 و14 و15 و27 ماي 2008 يسجّل الطرفان ارتياحهما للجو الذي ساد هذه الاجتماعات ويؤكّدان على: 1) الاسراع بعقد جلسات تدعى إليها اللجان الادارية المتناصفة بالجهات قصد تدارس وضعية المعلمين المتربصين المؤجلين خلال السنة الدراسية الحالية 2007 / 2008 لترسيمهم وفق التراتيب المعمول بها في هذا الشأن، واعتبار عدد التفقد الثاني ان وُجد عددا قاعديا. 2) الالتزام بما جاء في اتفاقية 8 أوت المتعلّقة بـ: أ ـ انتداب النوّاب الذين عملوا بصيغة النيابة المسترسلة وفق الشروط المنصوص عليها بالاتفاقية وذلك مع انطلاق السنة الدراسية 2008 / 2009 هذا ويثمّن الطرفان قرار الوزارة تنظيم دورة تكوينية لفائدتهم وتمتيعهم بمنحة الاعداد للحياة المهنية. ب ـ الحركة الدورية لنقل المعلّمين وتدارس الحالات الانسانية والاجتماعية وتقريب الأزواج وحركة المعلّمين المكلفين بادارة المدارس الابتدائية. 3) تطبيقا لما وقع الاتفاق حوله في اللقاء الذي جمع السيد الوزير بالسادة المنصف الزاهي وعلي رمضان ومحمد حليّم يؤكّد الطرفان على ضرورة الاسراع بدعوة لجنة جهوية مشتركة بين الادارة الجهوية للتربية والتكوين والنقابة الجهوية للتعليم الاساسي وممثلين عن التجهيز والشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بكل من قفصة والمهدية والقصرين وأريانة للنظر في وضعية المدارس محلّ الخلاف بين الطرفين والوقوف على مدى تطابق المقاييس الضابطة للمدارس الريفية عليها لاتخاذ القرار المناسب في الصدد. هذا، ويؤكد الطرفان على استعدادهما للحوار وتدارس المسائل والمشاغل المشتركة وكلّما اقتضت الضرورة. (المصدر: جريدة الشروق (يومية – تونس) بتاريخ 2 جوان 2008)
نقابيات: بعد عودتها للاجتماع أول أمس السياحة والنسيج يحول دون حصول تقدّمفي مفاوضات اللجنة العليا للقطاع الخاص اليوم جولة ثانية من المـفاوضات.. فهل يتمّ تجاوز كل العوائق؟
تونس ـ الأسبوعي: عادت اللّجنة العليا للتفاوض في القطاع الخاص للأنعقاد مجددا يوم السبت الماضي.. اثر انقطاع طال نسبيا وشغل كل الحساسيات الوطنية.. عادت في اجواء من التفاؤل مرجعه التطمينات الصادرة مؤخرا عن الأمناء العامين للمنظمتين وما رافقته من أخبار تتحدث عن حصول اتفاق بشأن النقاط الخلافية الرئيسية.. في هذه الاجواء استغرق اجتماع اللجنة العليا من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة بعد الزوال.. وكان من المتوقع أن يتناول النقاط الرئيسية التي كانت محل سجال في الآونة الأخيرة.. غير أن النقاش لم يتجاوز نقطة واحدة. آستأثرت بآهتمام الطرفين كامل الوقت حسب مصادر نقابية وقد استغرق الحديث حولها كل الفترة الزمنية التي خصصت للإجتماع ورغم ذلك فقد فشل الطرفان للتوصل الى حل بشأنها الى حين رفع الجلسة، ومن المفيد التذكير بأن هذا الاجتماع سيعود للأنعقاد اليوم على الساعة العاشرة صباحا. نقطة وحيدة وحسبما أفادتنا به مصادرنا فإن النقطة التي جرى تناولها تتعلق بتوزيع ساعات العمل السنويّة في القطاعات الحسّاسة كالنزل والنسيج.. وهي القطاعات التي يشهد فيها العمل عادة ذروته في فصل الصيف.. وينزل الى أدنى مستوياته بحلول الشتاء.. وتتلخص في آقتراح صادر عن الأعراف بأن يشتغل العمال أثناء الصيف ساعات إضافية بدون حصولهم على مقابل.. وعندما يحل فصل الشتاء ويقل النشاط يتحصّلون مقابل ذلك على إجازة من العمل مساوية لعدد الساعات الإضافية نظرا للتراجع في حجم نشاط القطاع في تلك الفترة من العام.. ولكن ما رأي الطرف النقابي في المسألة؟ موافقة من حيث المبدأ الطرف النقابي وافق من حيث المبدأ على أقتراح الأعراف مقترحا بدوره تكوين لجنة من الخبراء والفنيين نظرا لحساسيّة الموضوع لمناقشة المسألة وإحالة مقترحات بهذا الشأن للجنة المركزيّة للتفاوض قصد البت فيها.. وعند هذا الحدّ طالب ممثلو الأعراف بتضمين ذلك ببنود الآتفاقية الإطارية التي يجري حولها التفاوض حينها وهو الأمر الذي عاد بالنقاش الى نقطة البداية. إصرار وتخوّف فمقابل إصرار الأعراف على التنصيص على هذا الأمر بالاتفاقية الإطارية خشي الطرف النقابي بأن يكون ذلك مدخلا لتعميم الإجراء على كافة القطاعات سواء تلك التي تعاني من صعوبات او بقية القطاعات المحظوظة وعلل ذلك بقوله «إنهم يريدون ان نتفق معهم حول تفاصيل هي من مشمولات الجلسات ذات الطابع القطاعي.. لأننا اليوم عندما نناقش الخصوصيات والساعات الإضافية ونضمن ذلك بالاتفاقية الإطاريّة.. سينسحب لاحقا على كل القطاعات سواء التي تشكو صعوبات او المنتعشة ولهذا فنحن نرفض المقترح.. ونقبل بتكوين لجنة تنظر في موضوع الساعات السنوية وتجتمع اللجنة المركزية إثر ذلك للتحاور بخصوص المقترحات وستجد الحلول» غير أن هذا التبرير لم يجد على ما يبدو آذانا صاغية من قبل الأعراف. إشكال عويص إذا تم رفض هذا الطلب من قبل الأعراف لأنهم يريدون التنصيص على الإجراء صلب الإتفاقية الإطارية في حين يرى الطرف النقابي الحاضر ان الأعراف يريدون منه تناول عمل لجنة فرعية على مستوى اللجنة المركزية للتفاوض.. وبالتالي فإن اللجنة المراد تكوينها للغرض في المستقبل ستصبح بلا معنى. البند الأوّل من جهة أخرى أفادت مصادر نقابية بأن الأعراف وضعوا الموافقة على هذا الطلب كشرط أساسي للتفاوض في بقية النقاط التي كانت محل آتفاق مبدئي بين الطرفين في مستوى الأمناء العامين للمنظمتين وبعلم وزير الشؤون الاجتماعية.. ويبدو أن الطرف النقابي رفض آشتراط هذا البند للمرور لبقية النقاشات.. ونظرا لعدم الوصول الى آتفاق بين الطرفين فقد رفعت الجلسة على أن تنعقد اليوم على الساعة العاشرة صباحا. تأجيل المفاوضات القطاعيّة هذا وكان من المفروض ان تنطلق المفاوضات القطاعية خلال الأسبوع الجاري في جل القطاعات.. وبما أن الآتفاق لم يحصل عكس ما كان متوقعا فإن المفاوضات القطاعيّة المتوقفة منذ 24 مارس الفارط لن تنطلق وسيتم تأجيل الخوض فيها الى حين التوصل الى آمضاء الأتفاقية الإطارية الأمر الذي نتمنى أن يحصل اليوم الأثنين.. مصدر نقابي أفادنا بأنهم حريصون جدّا على إيجاد الحلول الملائمة حتى يتسنى للمفاوضات القطاعية أن تنطلق في اجواء ومناخ سليم يسودهما الاحترام المتبادل بين الطرفين. نداء عموما إن هذه الأمور في اعتقادنا لا تخدم صالح الاعراف ولا الشغالين والمطلوب اليوم هو المرور للمرحلة القادمة من المفاوضات وتجاوز مثل هذه الاشكاليات التي لا تزيد الاّ الوضع تعقيدا خير الدين (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي الصادرة بتاريخ 2 جوان 2008)
قدس برس: تونس: محامون إلى معبر رفح تضامنا مع غزة في ذكرى النكبة
تونس – خدمة قدس برس توجه اليوم الاثنين (2/6) إلى القاهرة على أمل الوصول إلى مدينة رفح المصرية وفد من المحامين التونسيين، في إطار مبادرة لاتحاد المحامين العرب في ذكرى النكبة وتضامنا مع أهالي غزّة. وقال المحامي خالد الكريشي عضو مكتب جمعية المحامين الشبان في تصريح خاص لـ »قدس برس » قبيل سفره إلى القاهرة إنّ قافلة تضامنية متكوّنة من وفود من نقابات المحامين العرب ستتوجه بعد يوم غد الأربعاء (4/6) إلى مدينة رفح المصرية الحدودية محمّلة بكميات من الأدوية والمواد الغذائية ومساعدات مالية. وستلتقي قافلة اتحاد المحامين العرب وفدا من محاميي غزّة، تسلّم له المساعدات المذكورة. ويسافر من تونس إلى جانب المحامي خالد الكريشي المحامي الهادي التريكي أمين عام نقابة المحامين التونسيين ومحمد هادي عضو مكتب النقابة. (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 2 جوان 2008)
اتحاد الادباء والكتاب العرب يطالب بالرد على احتفال اسرائيل
(رويترز) – حث الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب يوم الاثنين المبدعين العرب والاتحادات والروابط والمنظمات الثقافية العربية وغير العربية بالمشاركة في الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 ردا على ماسماها « محاولات مشبوهة لتكريم العدو الصهيوني بمناسبة الذكرى الستين للنكبة ». وقال المكتب الدائم للاتحاد في ختام اجتماعه بتونس انه « يدين المحاولات المشبوهة لبعض الدول الاوروبية لتكريم العدو الصهيوني بمناسبة الذكرى الستين للنكبة ». واضاف ان الاحتفال بهذه المناسبة في معارض الكتاب في تورينو وباريس ووارسو ومهرجان السينما ببلجيكا هو تأييد لاقسى الممارسات الارهابية ضد حقوق الانسان الفلسطيني وناشد الحكومات العربية الرد على هذه الانشطة العدائية التي تخدم اغراضا سياسية مفضوحة. وأثارت تظاهرات ثقافية جرت هذا العام في اوروبا استياء واسعا في اوساط عدد من المثقفين العرب الذين أعلنوا انسحابهم من هذه المهرجانات احتجاجا على تكريم اسرائيل وللتعبير عن تعاطفهم مع الفلسطينيين. وحث الاتحاد « الادباء والكتاب العرب وجميع الاتحادات والروابط والاسر والجمعيات والمنظمات الثقافية العربية وغير العربية بالمشاركة في الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009 تأكيدا على محورية القضية الفلسطينية وعدالتها ». وقاد الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب حملات احتجاج في عدة بلدان عربية ضد قرارات الاحتفال بالكيان الصهيوني. واكد بيان الاتحاد ان العمل الثقافي المشترك يمكن ان يؤدي الى نتائج مؤثرة على صعيد توحيد الراي العام العربي ومواجهة الانشطة المعادية الموجهة ضد الامة العربية والمؤيدة للاحتلال الصهيوني والاعتداء على الحقوق العربية. وشدد المجتمعون على ضرورة الاهتمام باللغة العربية في التعليم والاعلام والاعلان والمحاور الثقافية المختلفة في ظل الترويج للعامية والاهتمام باللغات الاجنبية على حسابها. كما نبه الاتحاد الى خطورة تهميش الكاتب والمثقف العربي باعتباره ممثلا للوجه الحضاري للامة مؤكدا على ضرورة تيسير انتقال الكتاب العربي في ارجاء الوطن ورفع الجمارك عنه وتخفيض تعريفة النقل بحيث يسهل تداول الكتاب في جميع الاقطار. وعقد المكتب الدائم للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب اجتماعه متزامنا مع ندوة حول الترجمة في الثقافة العربية نظمها اتحاد الكتاب التونسيين شارك فيها نحو 30 كاتبا وباحثا يمثلون اتحادات كتاب 17 دولة عربية. من طارق عمارة المصدر: وكالة رويترز للانباءبتاريخ 02 جوان 2008
تونس في : 2 جوان 2008 * دعوة حزب تونس الخضراء للمشاركة في المؤتمر العام الانتخابي لحزب الخضر في شيكاغو الولايات المتحدة الأمريكية * تأكيد الخضر في الولايات المتحدة على مساندة الشعب الفلسطيني
تمّت دعوة السيد عبد القادر الزيتوني (المنسق العام لحزب تونس الخضراء) للمشاركة أيام 10 إلى 13 جويلية 2008 في مدينة شيكاغو في المؤتمر الانتخابي العام للخضر واختيار مرشحهم للرئاسية وسوف يقوم ممثل حزب تونس الخضراء بتدخل يشرح فيه الوضع البيئي العام، وكذلك قضية حقوق الإنسان. وسوف يشارك في ورشة عمل حول المسألة الفلسطينية .
وما يزال الخضر في الولايات المتحدة يأكدون على مساندتهم لكفاح الشعب الفلسطيني ولقد عبّرت السيدة ماك كيب، مسؤولة العلاقات الدولية عن « أن ذكرى 60 لظهور دولة اسرائيل هي ذكرى النكبة ، وأن إقامة هذه الدولة جاءت على أساس سلب الحقوق الوطنية للسكان الأصليين المسلمين والمسيحيين » كما قالت أيضا « أن السلم في الشرق الأوسط مرتبطة بالاعتراف بهذه المظلمة وإيجاد كل الوسائل لإزالتها » كما أن حزب الخضر طالب بمناسبة الذكرى 60 للنكبة البيت الأبيض بتطبيق حقوق الإنسان لكل سكان هذه الدولة بدون نسيان السكان الأصليين المسلمين والمسيحيين. كما طالب حزب الخضر بالولايات المتحدة بقطع كل إعانة لدولة إسرائيل وتطبيق المقاطعة الاقتصادية لجبرها على تنفيذ تعليمات الأمم المتحدة واحترام حقوق الانسان والكف عن احتلال الأراضي الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني وإعطاء اللاجئين حق العودة » كما يؤكد حزب الخضر أن مواقف هيلاري كلينتون وأوباما وماك كين هي مواقف متأثرة بدعاية اللوبي اليهودي AIPAC وأن هذه المواقف المساندة لإسرائيل لا يمكن أن تقرب الحل في الشرق الأوسط «
هذا ويؤكد المترشحون الخضر في الانتخابات القادمة John Wages 1erdistrict mississipi و Steve Alesch ILLINOIS 13ème district وغيرهم، على نفس المواقف التي جاءت في أرضية الحزب الانتخابية » لماذا حزب الخضر في الولايات المتحدة يساند حق العودة للشعب الفلسطيني » هذا وما يزال العديد من أحزاب الخضر يتفاعلون مع اللائحة المساندة للشعب الفلسطيني الصادرة عن مؤتمر أحزاب الخضر في ساوبولو بالبرازيل من ذلك التهنئة والتشجيع الذي ورد علينا في رسالة حزب الخضر في قبرص (نيقوسيا) وجهها إلينا الصديق والرفيق جورج باردكاس، كاتب عام هذا الحزب الشقيق .
إننا نؤكد في هذا البيان أن تفعيل علاقاتنا الدولية وفي الفضاء الإفريقي والعربي هو من أجل الدفاع عن قارتنا الأفريقية المتضرر الأول من تغير المناخ ، وأن الفضاء الأمريكي بالذات هو مصدر أكثر من 25 % من الغازات في العالم المتسببة في الكوارث الطبيعية الناتجة عن هذه الأزمة البيئية الدولية- كما أن الولايات المتحدة الأمريكية وما تحتويه من فضاء قوي للمجتمع المدني يمكن أن يكون سندا قويا للقضية العادلة الفلسطينية ويدفع حكومة الولايات المتحدة بتغيير مواقفها الغير منصفة بالنسبة للشعب الفلسطيني وبتطبيق ما جاء في معاهدة كيوتو وما طالبت به حركة الخضر في لقاء بالي الأخير . المنسق العام حزب « تونس الخضراء » عبد القادر الزيتوني الهاتف الجــــوال : 00216 98 510 596 البريد الالكتروني : Tunisie.verte@gmail.com 00216 71 750 907 هاتــــف/فاكــــس :
تونس: ارتفاع نسبة المستمعين لإذاعة الزيتونة القرآنية وعودة جماعية قوية للتدين تثير مخاوف العلمانيين
تونس – خدمة قدس برس كشف استبيان أجرته مؤسسة إحصاءات تونسية تقدم نسبة المستمعين لإذاعة الزيتونة للقرآن الكريم على سائر المحطّات الإذاعية التونسية واحتلت المرتبة الثانية بعد إذاعة موزاييك الخاصة. وأظهر الاستبيان الذي أجري خلال شهر نيسان (أبريل) المنقضي في محافظات تونس العاصمة وأريانة ومنوبة وبنعروس وشمل 3150 عيّنة بحث تصدّر إذاعة موزاييك لنسبة المستمعين بـ47 بالمائة، تليها إذاعة الزيتونة بنسبة 28,8 بالمائة و15,8 بالمائة للإذاعة الوطنيّة المركزية الرسمية. ويبدو من خلال النتائج المذكورة أنّ « الزيتونة » بعد بضعة أشهر من إطلاقها على يد رجل الأعمال الناشئ صخر الماطري والمتزوج من كريمة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، قد تمكنت من أن تصبح منافسا قويّا للمحطات السابقة لها، وتعدّ إحدى عشرة إذاعة سواء الحكومية أو المحلية أو الخاصة، واستقطاب جمهور من مختلف الشرائح طبقيا وعمريا وثقافيا ونوعيا. وبحسب استبيانات سابقة وتقارير صحفية فإنّ « الزيتونة » خففت من الانتشار الواسع الذي حققته إذاعة موزاييك التي أنشأت منذ سنوات بمضامين مختلفة بل تكاد تكون مناقضة، في المضامين والأشكال وصنّفها البعض ضمن إفرازات العولمة حيث لا مكان فيها لمنظومة القيم التي أنتجها المجتمع خلال مسيرته الحضارية الطويلة ولا مكان للغته. لكنّ بعض الجهات أبدت تخوفاتها من توجّهات إذاعة الزيتونة باعتبارها « نوعا من الردّة على قيم الحداثة واللائكية التي تعيشها البلاد منذ ما يزيد عن نصف قرن » وتدعيما « لأسلمة المجتمع »، حسب وصفهم. وزادت تخوفات هذه الأطراف العلمانية مع برقية التهنئة التي وجهها من لندن رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي لمؤسس المحطة. لكنّ الإعلامي والباحث في الشؤون الإسلامية صلاح الدين الجورشي يستبعد أن تهدد هذه الإذاعة مكاسب الحداثة في تونس، نظرا لكون القائمين عليها هم جزء من بنية سياسية وثقافية تعمل على دعم تلك المكاسب وحمايتها. وشدّد الجورشي في تصريح خاص لـ »قدس برس » على أنّ ما قد نحتاجه في مرحلة قادمة هو دراسة مضمون الخطاب الديني الذي تنتجه « الزيتونة » لمعرفة مجمل القيم ومقومات الثقافة الدينية التي تروج لها. وفي ضوء ذلك يمكن تقديم إجابة دقيقة حول ما إذا كان هناك تناغم أم تعارض بين خطابها وبين المكاسب التي تحققت في تونس، والتي أصبحت أكثر من أي وقت مضى في أشد الحاجة لتأصيلها في الثقافة الشعبية للتونسيين. فالتعلق بالقيم الإسلامية ليس بالضرورة انتكاسة عن قيم الحداثة، خاصة إذا قدمت من منظور اجتهادي. وسجّل الجورشي بإيجابية اللجوء المتزايد في تونس لعمليات سبر الآراء في مسائل كانت تعتبر من قبل « حساسة ». نظرا إلى الحاجة لمعرفة ميول التونسيين وتحديد اتجاهات الرأي العام، مما يجعلنا على بينة مما يجري في أعماق المجتمع من تحولات ليس من مصلحة أحد طمسها أو تجاهلها. أما فيما يتعلّق بما كشف عنه الاستبيان من تقدم متزايد لإذاعة الزيتونة، يرى الجورشي أنّه أمر غير مفاجئ، لأنه جاء ليؤكد ما تثبته عديد المؤشرات من وجود عودة جماعية قوية للتدين في تونس. ترجّح القول بأنّ رأيا عاما متدينا أصبح قائما بالفعل. وأن إذاعة الزيتونة جاءت لتلبي حاجة هذا الجمهور لمنبر إعلامي يتولى توجيهه ويتفاعل مع أسئلته وطلباته، ويعمل على تأطيره وتوفير الثقافة الدينية المبسّطة التي يفتقر إليها، والتي تنطلق من خصوصيات البيئة التونسية وتراثها. وأشار الجورشي إلى أنّ هذه الإذاعة لا تزال في حاجة ملحة لتطوير برامجها معرفيا وفنيا، وهي مدعوة للقيام بانفتاح على جمهورها وتشريكها في تأثيث فضائها السمعي، لكن مع ذلك يمكن القول بأنها نجحت في إحداث اختراق واسع لمختلف الفئات الشعبية، وأسست لنفسها نوعا من « السلطة المعرفية » التي يجب أخذها بعين الاعتبار خلال المرحلة القادمة، وإن كانت لا تزال غير قادرة على منافسة الفضائيات الدينية المعروفة التي أنشئت الزيتونة خصيصا للحد من آثارها، حسب تقديره. وحول قابلية هذه الإذاعة بصياغتها التونسية تلبية حاجيات الشباب المتديّن المتجه نحو التدين السلفي، يرى الجورشي أنّ الجهة المشرفة على إذاعة الزيتونة مدعوة إلى تطوير محتواها. فاللافت للنظر أن عددا واسعا من الشباب لا يزال يتعامل بتحفظ مع برامج هذه الإذاعة والكادر الذي تستند عليه. فهي لم تخلق بعد « نجومها » القادرين على أن يتحولوا إلى « مرجعية ملزمة »، وذلك خلافا لما تم في بلدان عربية كثيرة. فالشباب في حاجة إلى منظور مختلف لتناول القضايا التي يراها أساسية. ولعله في حاجة بالخصوص إلى من يحاوره ويقترب منه، ويجادله بالتي هي أحسن. فهذه الإذاعة خلقت جمهورا لها لكن من السابق للأوان القول بأنها كسبت ثقة الرأي العام المتدين في تونس، الذي لا يزال شديد التنوع في ميوله واتجاهاته ومراجعه الفقهية ومواقفه من المسائل الدينية والسياسية الكبرى. (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 2 جوان 2008
أخبـــــــــــــــــــــــار القضاء
امتحان آخر السنة قررت الهيئة الوطنية للمحامين عقد جلستها العامة السنويّة العادية يوم 28 جوان الجاري بأحد فنادق العاصمة لمناقشة تقريريها المالي والأدبي.. وستكون هذه الجلسة مناسبة للوقوف على أداء مجلس الهيئة الوطنية منذ انتخابه في جويلية 2007 وإذا جاز لنا إجراء تقييم أوّلي لأداء هذا المجلس فإن الموضوعية تقتضي التأكيد على ما حققه المجلس وعميده الاستاذ البشير الصيّد من حصاد يحسب له حيث صدر النظام الجديد للتغطية الاجتماعية لفائدة المحامين بعد انتظار دام أكثر من خمسة عشر عاما وتمّ الترفيع في منحة التسخير للمحامي المتمرّن والاعلان عن مزيد توسيع مجال تدخل المحامي في التعقيب الجزائي وأمام المحكمة العقارية وحظي عميد المحامين باستقباله من قبل رئيس الدولة في شهر فيفري الماضي وتقرّر الترفيع في طابع المحاماة للمساعدة على توفير التمويلات اللاّزمة لصندوق التقاعد والحيطة للمحامين كلّ هذا لاقى صدى إيجابيا لدى المحامين لكن يبدو ان عودة الوئام بين الهيئة الوطنية للمحامين ووزارة العدل ألّبت بعض المحامين على مجلس الهيئة في بداية الأمر، وتحوّل الأمر بعد ذلك الى مساءلات متلاحقة للمجلس حول المبالغ الجديدة لطابع المحاماة ممّا اضطرّ العميد وأعضاء المجلس الى عقد اجتماعات لتوضيح هذه المسائل وحلّ مشاكل مهنية أخرى في دوائر استئنافيّة عديدة، ومع هذا فإن الجلسة العامّة المقبلة قد تحمل مفاجآت اخرى غير متوقعة. تطهير قد تشهد الجلسة العامة السنوية لفرع تونس للمحامين بعض المشادات بسبب تكاثر المحامين المتذمّرين من التتبّعات التأديبيّة ضدّ زملائهم وتوخّى الفرع شدّة مبالغا فيها رغم أن البعض الآخر يستسيغ هذه الشدّة ويعتبرها الطريق الأفضل «لتطهير» قطاع المحاماة من الممارسات المخلّة بشرف المهنة وأخلاقيّاتها. انفراج علمنا من أوساط عدول الإشهاد ان الفرق الجهوية المنضوون إليها ستدخل في حوار حاسم مع وزارة العدل حول مشروع النظام الدّاخلي الذي سيسمح بتكوين جمعيّة مهنية وطنية تجمع كل الغرف الجهويّة، ويُذكر ان عدول الإشهاد هو القطاع العدلي الوحيد الذي بقي دون هيكل مهني وطني يخضع له العدول الذين يتزايد عددهم سنة بعد أخرى حتى أنه أصبح يفوق عدد عدول التنفيذ. الرّكض بين المحاكم تضطرّ محكمة الناحية بتونس الى إحالة جلساتها الى القاعة عدد 8 المخصصّة لقضايا الأسرة والطفولة داخل الفضاء المعدّ لهذا النوع من القضايا ممّا ساعد على إيجاد حالة من الأكتظاظ والزّحام في هذا الفضاء وهي مشقة يتحمّلها متقاضو الناحية وكذلك المحامين جيئة وذهابا بين قصر العدالة ومقرّ الناحية الجديد (المؤقت) فضلا عن المشقة التي يتحمّلها قضاة الناحية ذهابا من الناحية الى قصر العدالة للنظر في قضايا الناحية ولعلّ المحكمة الابتدائية الثانية التي تقرّر إحداثها في ولاية تونس ستخفف العبُء تدريجيّا عن المحكمة الابتدائية الأولى لكن يظل الحلّ الجذري في سرعة إعداد وتهيئة المقرّ الرسمي القديم لناحية تونس حتى لا يضطرّ الناس الى الركض بين المحاكم إصدار جديد يعتزم مركز الدراسات القانونية والقضائية إصدار نسخة جديدة من مجلة الأحوال الشخصية بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والانقليزية تنضاف الى المنشورات السابقة في هذا المجال والتي ساعدت على الإطلاع أكثر على التشريع التونسي وإتاحة الفرصة لغير الناطقين بالعربية لفهم أمهات النصوص القانونية التونسية. تقنيات البحث نظمت وحدة التصرّف في مشروع دعم تعصير القضاء التونسي التابعة لوزارة العدل دورة تكوينية خلال الأسبوع الماضي حول التقنيات الحديثة في البحث والتحقيق وكانت الدورة مناسبة اطلع خلالها القضاة على أحدث تقنيات التحرّي والتقصّي في الجنايات خصوصا والطبّ الشرعي والتعاطي مع مسرح الجريمة. المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي بتاريخ 02 جوان 2008
أصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداء
مقر جديد يستعد الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية للانتقال الى مقّره الجديد الكائن بجهة حي الخضراء حيث مقّرات عدد من المنظمات الوطنية.. وقد بدأ البحث عن شركة مختصة في نقل أثاثه المكتبي ووثائقه الى المقر الجديد. توحيد توحيد الناقلتين الجويتين التونسيتين «الطيران الجديد» و«كارتاغو» بلغ مرحلته الأخيرة.. وقد تم الاعلان عن عرض عمومي لسحب الاسهم من التداول في البورصة وبعث لجنة خاصة لبحث سبل تنسيق العمل المستقبلي سياحة جديدة تم مؤخرا بعث أول وكالة أسفار تونسية على «النات» مختصة في سياحة التكوين لفائدة إطارات المؤسسات في أوروبا وافريقيا.. وكالة الأسفار الافتراضية تنتمي الى مجمّع شركات مختصة في مجالات التكوين الرفيع المستوى… موقع الوكالة هو «G04 Traimining.biz» ويعتبر بعث مثل هذه الوكالات أمرا محمودا لما فيه من تنشيط للسياحة خارج ذروات المواسم. (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي الصادرة بتاريخ 2 جوان 2008)
مظاهر مزرية و سلوكيات مشينة هل أصبحت صفاقس مدينة الفوضى الشاملة؟ حركة مرور معقّدة ومصبّات فضلات في كل مكان وبنية تحتية في حالة يرثى لها
صفاقس ـ الاسبوعي: يناهز عدد متساكني ولاية صفاقس بمعتمدياتها وضواحيها البعيدة و القريبة المليون نسمة، وهذا يتطلب الكثير من الجهد على جميع المستويات ومن قبل جميع الأطراف المعنية بأمر النظافة والصيانة حتى يستطاب في هذه المدينة العيش، غير ان الملاحظ هو ان صفاقس تعيش مشاكل بيئية وعمرانية واجتماعية وتنظيمية وغيرها لأسباب عديدة لعلّ أبرزها عدم استشراف المستقبل في الوقت المناسب مما ساهم في ما آلت اليه الامور من تراكمات عديدة ساهمت في تأزّم الوضع فزاد ذلك من حيرة المتساكنين و قلقهم على مدينتهم التي كانت في وقت ما مضرب الأمثال على جميع المستويات فأصبحت مدينة منسية ، وسخة تتجمّع فيها القاذورات هنا و هناك ، وتفتقر إلى الكثير من المرافق والتجهيزات والبنى التحتية اذ انّ ما هو موجود ليس في حجم ثاني اكبر مدينة في الجمهورية بعد العاصمة والحال أنّ هذه المدينة تساهم بقسط كبير وبنسب مرتفعة في إنعاش الاقتصاد الوطني، أليست الولاية أهمّ منتج لزيت الزيتون واللوز ومنتجات البحر والعديد من الصناعات الكيميائية وغيرها…؟ في هذه المدينة مسرح صيفي لم يكتمل منذ سنوات ومدينة رياضية تنتظر الإنجاز ومستشفى جامعي جديد لم ينجز كذلك ليفي بحاجة الجنوب التونسي، والمدينة في حاجة أيضا إلى تجديد شبكات الطرقات داخلها وتوسيع الأنهج والشوارع التي ازدحمت بروادها .. مشاهد مخجلة كلّ الذين كانوا يترددون على المدينة يلاحظون بسرعة هذا التحول المفاجئ منذ سنوات في المشهد العام، يلاحظون كيف كانت المدينة نظيفة في مختلف الأنهج والشوارع والأحياء الشعبية و الراقية، أمّا اليوم فأصبحت مدينة متّسخة في كل مواقعها ، فالمشهد أضحى مقرفا بفعل تراكم القاذورات و المزابل في كل مكان ، حتّى على بعد بضع أمتار من قصور البلديات وهذا أمر مخجل حقّا، ومن المشاهد التي ترفضها العين بمجرّد أن تلمحها تلك المشاهد المقرفة بسبب تراكم المزابل حذو مجموعة من الأزهار والورود بمختلف ألوانها ، وهي مشاهد تتكرّر يوميا بإحدى المنارات البارزة في المدينة ونعني بها جامع سيدي اللخمي ، في نفس المكان إحدى الفستقيات تشهد إهمالا كبيرا ، ففيها تركد مياه قديمة منذ زمن طويل تعشّش فيها الحشرات و الناموس وفي ذلك خطر على صحة الجميع ، وهي مشاهد تكاد تنطق وتغني عن أيّ تعليق …و«العيان لا يحتاج إلى بيان» كما يقال، المسألة لم تعد تقتصر على ذلك فحسب فالمجتمع قد شهد تحوّلا قيميا سريعا إذ أنّ الكلام البذيء أصبح هو الأكثر استعمالا في غير حشمة و غير حياء ، فضلا عن غياب نظافة الأيدي التي أصبحت عملة نادرة ، المسؤولية مسؤولية الجميع ، فالمجتمع المدني يتحمّل قسطا هاما منها وكل مسؤول في إطار اختصاصه عليه أن يقوم بواجبه على أحسن وجه حتّى لا ندخل في دوّامة من التسيّب والإهمال يعسر الخروج منها فيما بعد. سلوك مرفوض في هذه المدينة توجد حوالي 2000 سيارة أجرة «تاكسي»، هذا العدد يشغّل زهاء 5000 سائق وهذا من شأنه أن يحدث حركية داخل المدينة ولكنّها حركية فيها الكثير من الفوضى، هذه السيارات تتوقّف في محطّات غير قانونية داخل المدينة، في مواقع حسّاسة مما يدخل الكثير من الارتباك على حركة المرور فيحصل الاختناق لاسيما بـ «صفاقس 2000»، ليس هذا فقط، فتنقل هذه السيارات داخل المدينة يثير الكثير من الجدل بما يأتيه سواقها من تصرّفات غير مقبولة كالمجاوزة على اليمين وعدم احترام الأولوية والسير ببطء «لاقتناص حريف» والسير بسرعة عندما يعثر عليه والشجار فيما بينهم من أجل الفوز بحريف، والوقوف وسط الطريق أو في وضع مواز لسيارة أخرى أحيانا في مستوى ثالث، إلى جانب ما يتفوّه به البعض من كلمات سوقية وعبارات بذيئة، وما يرتديه من ملابس غير لائقة في الوقت الذي يفترض ان يقدم فيه سائق سيارة الأجرة صورة ايجابية عن المدينة، هذا القطاع يحتاج إلى الكثير من التنظيم وفي انتظار تحقيق ذلك على المسؤولين في الجهة أن يرغموا سواق سيارات الأجرة على ارتداء أزياء موحّدة تجلب لهم شيئا من الاحترام. أنماط متناقضة في المدينة أنماط عمرانية مختلفة، هذه الفوضى أثّرت على الذوق العام وكانت وراء انعدام التناغم والانسجام، فكثيرا ما توجد في حيّ من الأحياء أو في منطقة ما من المدينة عمارة من نمط عمراني معيّن إلى جانب عمارة أخرى من نمط آخر وهذا هو النشاز بعينه، ممّا يؤكّد على أنّ الحركة العمرانية قد تمّت بشكل فوضوي دون عمق ودون دراسة تذكر وهو أمر يؤسف له في مدينة مضى على تأسيسها أكثر من ألف سنة ، و هذا يجرّنا إلى الحديث عن أنهجها الضيّقة التي تمّ إنشاؤها بغير رويّة ودون استشراف للمستقبل ، فالمسؤولون وقتها كانوا لا ينظرون إلى أبعد من أرنبات أنوفهم … ظاهرة أخرى انتشرت في المدينة وهي ظهور العمارات البلورية، فإلى جانب البذخ المفرط فيه و التبذير في غير محله فإنّ هذا النوع من العمارات مخالف تماما لدعوات الترشيد في استهلاك الطاقة، أليس في ذلك تناقض كبير لما نقوله وما نمارسه ؟ «أنين» الطرقات طرقات المدينة في حالة رثّة، فهي تشكو من المطبات والحفر هنا وهناك داخل المدينة العصرية وهذا يدل على إهمال واضح و نقص لا مبرّر له في العناية والتعهّد بالصيانة، في هذه الطرقات يخيّل إلى المارّة وكأنّ هذه الطرقات «تئنّ» تحت وطأة ما لحقها من أضرار مما يخلّف معاناة كبرى لأصحاب وسائل النقل بمختلف أصنافها وما يتسبّب فيه ذلك من نزيف للعملة الصعبة لجلب قطع الغيار من خارج أرض الوطن، و هذه مسألة أخرى من الضروري النظر فيها بعمق كبير دون تأخير لتدارك كلّ النقائص في هذا المستوى. سبات عميق خلال فصل الصيف تغطّ المصالح المتخصّصة في نوم عميق ولا تلتفت إلى مسائل على غاية من الأهمّية ، في هذا الفصل من المفروض التفكير في المجاري و تعهدها بالإصلاح وتنظيفها ممّا علق بها من أوساخ و ما تراكم داخلها من أتربة تجمّعت بفعل الرياح وغيرها من العوامل الطبيعية والبشرية المختلفة تماما كما في العديد من البلدان المتقدّمة، فلا ينبغي الانتظار حتى تنزل الأمطار بغزارة وتغرق المدينة في برك من المياه حتّى تتدخّل الجهات المتخصّصة لإنقاذ الموقف، وقتها تكون الخسارة مضعّفة، فلماذا تتواصل هذه التصرّفات السلبية في مدينة في حجم صفاقس، ازدادت فيها المسؤوليات وعظمت، لقد حان الوقت لكي يستفيق الجميع … حركة معقّدة حركة المرور معقّدة إلى أبعد الحدود سواء كان ذلك في أوقات الذروة أو خارجها و ذلك يعود إلى دواعي تخطيطية وأخرى تنظيمية، مما يجعل شوارعها وأنهجها تعيش اختناقا كبيرا يتسبّب في إهدار كبير للطاقة وضياع أكبر للوقت، وما أثمنه في هذا الوقت بالذات… لذلك حان الوقت لإعادة النظر في تنظيم مختلف الفضاءات من أنهج و شوارع و ساحات و تحديد الاتجاهات بها بشكل مدروس يضمن مصالح الجميع ومصالح المجموعة الوطنية … الوقت يمرّ بسرعة والمشاكل تتضاعف باستمرار، وكل الجهات المعنية تبدي الكثير من اللامبالاة، فإلى متى سيستمرّ الوضع على ما هو عليه…؟ دون توقف هذا الوضع يحتاج إلى حملات متواصلة دون توقف على مدار السنة سواء أكان ذلك على الميدان للقضاء على كل المظاهر السلبية أو في أذهان الناس لتنظيف العقليات وذلك بمحو تقاليد وعادات بالية فيها الكثير من الأنانية وحبّ الذات، وعدم احترام الآخر … هذه الحملات هي من مسؤوليات المجتمع المدني الذي بدا في وقت ما أنّه استقال استقالة فجئية أفسدت كل المخطّطات وكل ما بناه الآخرون … مجتمعنا وسلط اشرافنا في حاجة إلى استفاقة كبرى للقضاء على مختلف هذه المظاهر المزعجة والمزرية في الآن نفسه. محمد القبي (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي الصادرة بتاريخ 2 جوان 2008)
مسودة البرنامج المقترح للاحتفالات والأنشطة المقرر تنظيمها في إطار مدينة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009
تنشيط السّوق الدّاخلية للحدّ من البطالة
خمسمائة الف عاطل عن العمل من ضمنهم مائة ألف حامل لشهادة عليا ثلثاهما من الإناث.. نسبة بطالة تأبى النزول عن الرقمين وظرف عالمي خاص جدّا فأسعار البترول مصرّة على مواصلة الارتفاع وأسعار الحبوب وكل المواد الأوّلية الغذائية منها أو الصناعية في ارتفاع محموم.. في هذا الظرف الحساس تأتي الاستشارة الوطنية حول التشغيل.. ترى عمّا ستسفر؟ الثابت أنّها لن تمنح البلاد عصا سحريّة تحلّ جميع المشاكل في لمح البصر لكن المؤكد أن المقترحات التي ستتمخض عنها قد تستجيب على الأقل في جانب منها لتطلّعات الأطراف المعنيّة بمسألة التشغيل وبالتالي لتطلّعات كافة شرائح الشعب التونسي لايجاد حلول لهذا المشكل الذي بات السواد الاعظم من العائلات التونسية معنيّا به مباشرة والبعض الآخر بصفة غير مباشرة. واعتقادي أنه ليس من الصعب بعث مواطن شغل اذا ما ضخّت البنوك الأموال بدون حساب أو بدون دراسة لمآل المشاريع كما حدث من قبل.. لكن الصعب هو الحفاظ على مواطن الشغل هذه من خلال تسويق الانتاج وضمان المردودية المالية اللاّزمة لتسديد القروض وتحقيق الأرباح.. وهي أصعب الأمور في ظلّ منافسة عالميّة شرسة للمنتوجات المصدّرة للأسواق العالمية لذلك لابدّ من تنشيط السوق الداخلية لضمان ديمومة مؤسساتنا ونمائها ولاستحداث المزيد من مواطن الشغل.. تنشيط يسمح بتطوير قطاعات الانتاج والخدمات بما يتيح استيعاب المزيد من اليد العاملة. غير أنّ إشكالين في نظري يحولان دون تنشيط السوق الداخلية التي يفترض أن تكون السوق الأساسيّة لانتاجنا أولهما اهتراء المقدرة الشرائية للتونسي الذي أصبح بين اللهث وراء تلبية حاجياته الأساسية وبين كلفة تسديد قروض اقتناء مسكن مجبرا على مقاطعة المنتجات المصنّعة محليا من ملابس وأدوات منزلية وغيرها والاكتفاء في تزوّده بها على «الفريب» وعلى المورّد من بضائع صينية رخيصة.. التونسي اليوم قلّ وندر أن يرفّه عن نفسه أو أن يستضيف أهله في مطعم.. وهو لا يفكّر إلاّ في ملء بطنه وتأمين تعليم أبنائه. أما ثاني إشكال فيتعلّق بكيفيّة حثّ زهاء السبعة ملايين سائح الذين يزورون بلدنا كلّ سنة على إلانفاق.. فمعدّل إنفاق السائح دون احتساب ما سدّده للفندق والنقل لا يتجاوز بضع عشرات من الدنانير والسائح يعود إلى بلده بما حمله معه من أموال خصّصها لباب الإنفاق.. يعود غاضبا في بعض الحالات لأنه لم ينفق.. وهذه المسألة «الأزلية» ظلّت ولا تزال تشغل بال المسؤولين دون ان يعثروا لها على حلّ فهل المشكل في السائح الذي يرى البعض أنه مصنّف ضمن ضعاف الحال أم أن المحيط المتوفّر لا يشجعّ على الاستهلاك أم ترى أن الفنادق تفعل المستحيل لمنع السائح من الانفاق خارجها.. لكن المؤكد في كل هذا أن لنا 7 ملايين سائح من ضمنهم 4 ملايين أوروبي يمثّلون طاقة إنفاقية هامة لكنهم لا ينفقون.. ولكم أن تتخّيلوا لو تماثلت بلادنا مع تركيا او اسبانيا في هذا المضمار فكيف سيكون الحال؟ وكم من مشاريع جديدة ستبعث لتلبية حاجيات التسوّق والترفيه..؟ فالمؤكد إذن أن البطالة تُحلّ في جانب منها بمراجعة عدد من هذه المسائل مراجعة جذريّة فبدونها لا يمكن أن تنخفض نسب البطالة إلى ما دون الرقمين.. فهل من بحث معمّق في السبل الكفيلة بتجسيم ذلك؟ حافظ الغريبي المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي بتاريخ 02 جوان 2008
إلغاء العمولة على تذاكر السفر آتفاق وشيك حول معاليم الخدمات والتنفيذ مطلع جويلية
تونس ـ الاسبوعي: من المتوقع ان تجد أزمة الغاء عمولة وكالات الاسفار طريقها الى الحلّ خلال المدة القريبة القادمة.. ومن غير المستبعد أن يبدأ تطبيق معاليم الخدمات مطلع شهر جويلية القادم بالنسبة للناقلة الوطنية وما من الناقلات التي أرادت الانطلاق معها. وحسب معلومات متوفرة لدينا فإن مراسلات بين سلطتي الاشراف تمت في المدة الأخيرة وأفضت الى الاتفاق حول ادماج الاداء على القيمة المضافة ضمن معاليم الخدمات ومثل هذا القرار كان من المفروض ان يتم منذ مدة لولا تعنّت البعض وتعمّد أطراف وضع العصا خفية في عجلة المفاوضات.. وهذه الأطراف لم تتورع وكالات الاسفار عن التنديد بها علنا. ومن غير المتوقع ان يعترض مجلس المنافسة على الاتفاق ـ على حدّ تعبير المعنيين بالمسألة على اعتبار أنّ هذا الاتفاق لا يشمل كل الناقلات الجوية بل لكل ناقلة تعريفتها الخاصة التي تعتمدها بدورها وكالات الاسفار. (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 2 جوان 2008)
أم البواقي حجز 3 آلاف لتر من زيت المائدة المغشوش (المهرب من تونس!!!)
أم البواقي: س. مونيا كشفت مصادر مطلعة »للخبر » أن مصالح الدرك بأم البواقي تمكنت مؤخرا من حجز أزيد من 3000 لتر من زيت المائدة المهرب من تونس، على اعتبار أن أم البواقي من أهم مناطق العبور على مستوى ولايات الشرق. وأضافت مصادرنا أن عملية حجز هذه الكمية تمت على أربعة مراحل متتالية، وذلك بعد تضييق الخناق على مهربي مختلف السلع على غرار العجائن المختلفة، على امتداد مفترق الطرق الوطنية ببئر رفعة والمؤدية إلى ولايات سوق اهراس، فالمة، تبسة وخنشلة إلى غاية عين البيضاء، الزرق ومسكيانه وهي الإقليم الشرقي لولاية أم البواقي. وكانت الزيوت المغشوشة موجهة للتسويق المحلي بأثمان منخفضة، مما يجعل العديد من المواطنين الفقراء يلجئون إلى مثل هذه المنتجات الخطيرة، خاصة وأن الشروط التي يتم فيها تهريب هذه المادة الأساسية لا تتوافق والشروط الصحية، حيث تم حجز الزيوت معبأة في براميل مختلفة بسعة 20 لترا للبرميل، دون مراعاة شروط النظافة اللازمة، حيث تخزن في ورشات سرية لتعبئتها داخل قارورات الزيت المتداولة في الأسواق. (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 31 ماي 2008) الرابط: http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=112197&idc=34
تحقيقات وزارة التجارة كشفت احتواءه على شوائب خطيرة حملة واسعة لحجز زيت المائدة التونسي من الأسواق أصحاب مطاعم يتواطأون مع المهربين لاستعماله في الطبخ
كشفت مصادر مسؤولة من وزارة التجارة أن تعليمة وجهت إلى مختلف المصالح تلزمها بحجز زيت مائدة مهربة من تونس في الأسواق، بعد أن بينت التحاليل المخبرية احتواءها على شوائب أهمها الرصاص والحديد والنحاس. يأتي تحرك مصالح المراقبة وقمع الغش، على إثر ما نشرته »الخبر » في وقت سابق بخصوص ترويج زيت مهربة من تونس ممزوجة بالمازوت. وكان المهربون أغرقوا أسواق المدن الحدودية بهذه المادة بأسعار تصل إلى نصف التسعيرة الخاصة بزيت المائدة المنتج محليا. وقالت مصادر مسؤولة من الوزارة إن »تقريرا مفصلا بلغ مصالحنا بخصوص ترويج زيت المائدة التونسي المهرب على الرغم من احتوائه على شوائب خطيرة ». وبينت تحاليل عينة من الزيوت المحجوزة في الأسواق بأن الزيت يحتوي على نسبة معتبرة من الحديد والرصاص والنحاس، بما يشكل خطورة على صحة المستهلكين. وراسلت وزارة التجارة مختلف المديريات الجهوية تعلمها فيها بتعزيز المراقبة في المحلات والأسواق، لحجز هذه المادة، مع إطلاق حملات توعية وتحذير المواطنين من استهلاكها. وتبين بأن الزيت المهرب لم يقتصر بيعه على أسواق تبسّة والطارف وسوق أهراس، بل امتد إلى مدن أخرى. وتشكل خطورة على صحة المواطنين. وأوضحت مديرة التجارة لولاية الطارف بأن مصالحها تمكنت مؤخرا من حجز 60 لترا من هذه الزيت ، وبعد اقتطاع عينة منه لإجراء التحاليل المخبرية، تبين بأنه غير مطابق للمواصفات، حيث كانت نسبة الرصاص فيه عالية جدا. وأضافت المتحدثة في اتصال هاتفي معها، بأن الكميات المحجوزة عثر عليها أعوان المراقبة وقمع الغش في محلات الأكل الخفيف والمطاعم ومحلات بيع المواد الغذائية العامة. ونفت المتحدثة أن يكون الزيت التونسي المتداول في الأسواق الجزائرية منتجا أصلا بما لا يتوافق مع المعايير الدولية. وأكدت في سياق حديثها بأن مصدر هذا الزيت هو التهريب، حيث »يحفظ في دلاء حديدية وفي خزان المازوت للسيارات، بما يجعله غير نظيف وممزوجا بالحديد والرصاص والنحاس ». واعتبرت »الزيت المهرب مجهول المصدر. ولهذا لا يمكن التأكيد إن كان إنتاجه في المصانع التونسية يتم بطريقة مخالفة للمعايير ». وكشفت مصادر أمنية أنه يتم يوميا حجز كميات معتبرة من زيت المائدة التونسي المهرب، عبر الشريط الحدودي، وأن المهربين تواطئوا مع أصحاب المطاعم لتزويدهم بهذه المادة لطهي البطاطا خصوصا، وهو ما أثبتته التحريات الأولية في الملف.
(المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 28 ماي 2008) الرابط:
http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=111879&idc=34
خلال 10 سنوات ورغم المطالبة الاوروبية بمنعها تقنية أمنية فرنسية للتدخل السريع تتسبّب في هلاك مهاجريْن تونسييْن فرنسا برّأت أعوانها في الحادثة الاولى والمحكمة الاوروبية أدانتها فهل يتجدد السيناريو في الثانية؟
الاسبوعي – القسم القضائي: مازالت قضية وفاة المهاجر التونسي عبد الحكيم العجيمي (22 سنة) بمنطقة قراس الفرنسية قبل ثلاثة أسابيع في ظروف مسترابة أثناء إيقافه من طرف أعوان الشرطة تثير جدلا في فرنسا وخاصة في وسائل الاعلام الفرنسية التي اهتمت بمتابعة أطوار القضية ومستجداتها رغم عدم اهتمامها بملابساتها في البداية. وعن آخر المستجدات في القضية قالت احدى الصحف الفرنسية أن شهود عيان قالوا ان أعوان الشرطة طرحوا المهاجر التونسي أرضا امام مؤسسة بنكية بقراس وقيدوه ورغم سيطرتهم عليه وشل حركته فإنهم تعمدوا الجثوم فوقه واستعمال تقنية تدّخل تسببت في إصابة عبد الحكيم باضطرابات في دقات القلب وصعوبة في التنفس الى أن فارق الحياة. لجنة أوروبية أدانت فرنسا وحسب المصدر ذاته فإن اللجنة الاوروبية لمناهضة التعذيب طلبت عام 2002 من فرنسا التوقف عن استعمال هذه التقنية التي امتنعت عدة دول عن مواصلة العمل بها فيما ظلت فرنسا حريصة على استعمالها في بعض الوضعيات وهو ما دفع بالمحكمة الاوروبية لحقوق الانسان الى إدانة فرنسا في اكتوبر الفارط إثر وفاة شاب تونسي كان بدوره ضحية لهذه التقنية. وقالت صحيفة فرنسية ان المهاجر التونسي محمد سعود (26 سنة) المصاب باضطرابات نفسية وعقلية اعتدى بتاريخ 20 نوفمبر 1998 على أفراد عائلته بمنطقة طولون فتدخل أعوان الأمن وسيطروا على الشاب وقيدوه من يديه وساقيه. ورغم عدم قدرته على رد أي فعل عدائي تجاه الأعوان فإنهم استعملوا معه نفس التقنية التي استعملت اثناء التدخل لايقاف عبد الحكيم العجيمي وظلوا جاثمين فوقه طيلة 35 دقيقة الى حين حلول أعوان الاسعاف الطبي الاستعجالي لحقنه لكن محمد سعود توفي لاحقا بسبب اضطراب في دقات القلب والتنفس . ورغم هذه الحادثة فإن القضاء الفرنسي برأ ساحة أعوان الأمن ولكن المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان التي التجأت اليها عائلة الضحية – أدانت في أكتوبر 2007 فرنسا وقضت بتغريمها بخطية مالية قدرها 20 الف يورو أي حوالي 36 الف دينار تونسي لفائدة والدة الضحية وإخوته. حادثتان خلال 10 سنوات هذه الحادثة تجددت إذن بعد عشر سنوات وكان ضحيتها مجددا شاب تونسي فهل ستبريء فرنسا مجددا أعوانها؟ خاصة وأنها تسمح في بعض الحالات باستعمال تلك التقنية. ولكن صحيفة فرنسية تساءلت في عددها الاسبوع الفارط عن سبب استعمال هذه التقنية والشاب التونسي كان مقيدا وعاجزا عن رد الفعل؟ (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي الصادرة بتاريخ 2 جوان 2008)
تعليم: اليوم بمختلف مراكز اختبارات الباكالوريا اجتماعات تحضيرية.. واستفهامات حول مصير تلاميذ النظامين قديم وجديد للسنة القـادمة «باكالوريا اعلامية» تخوفات.. وآمال
تونس ـ الاسبوعي: مع قرب موعد بدء امتحانات الباكالوريا لدورة جوان 2008 التي تنطلق بعد غد الاربعاء تشهد مراكز الامتحانات البالغ عددها 634 مركزا اليوم عقد اجتماعات تحضيرية تضم رؤساء المراكز والاساتذة المراقبين لتهيئة كل ظروف النجاح لهذا الموعد الدراسي الهام الذي توليه الدولة والعائلة التونسية على حد السواء الاهمية القصوى التي يستحقها.. وعليه فان هذه الاجتماعات التحضيرية تتركز اساسا على توجيه عديد التوصيات لمختلف الاطراف المتدخلة من ادارة واساتذة مراقبين واطار عامل على تأمين حسن سير الامتحانات وخاصة في مستوى توضيح بعض المسائل التي قد تطرأ اثناء اجراء اختبارات الباكالوريا ويحصل فيها بعض اللبس على غرار ما يتعلق بكيفية التعامل مع حالات الغش في الامتحان او حالات الخروج الاضطراري وكذلك مدة البقاء الاجباري داخل قاعة الاختبار. الخروج الاضطراري.. والجوال فبالنسبة الى حالات الغش التي قد تحدث في بعض الاختبارات ولئن كانت الاجراءات القانونية والرسمية واضحة بشأنها فانها تبقى دائما في حاجة الى التذكير بها وتوضيحها سيما من حيث حق المترشح في مواصلة امتحانه على ورقة تحرير جديدة بعد تسليم الورقة الاولى التي شملتها عملية او محاولة ارتكاب الغش. الى الاستاذ المراقب واعلام رئيس مركز الامتحان بذلك كذلك من اهم المسائل الاخرى التي تحظى بالطرح في مثل هذه الاجتماعات تعمد بعض التلاميذ الخروج من قاعة الامتحان قبل انقضاء المدة المسموح بها والمتمثلة في 60 دقيقة من بداية اختبارات المواد الاجبارية و30 دقيقة من بداية اختبارات المواد الاختيارية في امتحان الباكالوريا.. الى جانب ما يتعلق بحالات الخروج الاضطراري وما قد تثيره من اشكالات او اصطحاب المترشحين لآلات حاسبة غير مؤشرة وكذلك لهواتفهم الجوالة والحرص على عدم غلقها او تسليمها للادارة لذا فعلاوة على دور المراقب يجب ان تحرص العائلة على حسن توعية ابنها للالتزام بكل الضوابط حتى ينجح في بلوغ اهدافه ويكون مصيره التميز والتألق. استفهامات الاولياء والتلاميذ ومن جهة اخرى وبالنظر الى عدد المترشحين للباكالوريا بشعبها المختلفة في دورتها الحالية والبالغ عددهم 156013 مترشحا فان قرابة الثلث منهم سيترشحون بصفة نظام قديم (حوالي 42 الف مترشح) وقد بادرت وزارة الاشراف بتركيز مراكز امتحان واصلاح خاصة بهم الامر الذي لم يستسغه البعض من التلاميذ والاولياء باعتبار التأثير النفسي السلبي الذي سيحدث للمترشح جراء تواجده في مركز جديد غير الذي درس فيه طيلة السنة او السنوات الدراسية.. كما يتساءل عديد الاولياء والتلاميذ على السواء عن مصير التلاميذ الذين قد لا يحالفهم النجاح ـ لا قدر الله ـ من ذوي النظام القديم فهل سيواصلون الانتفاع بحقهم في دراسة البرنامج الذي واكبوه هذه السنة؟ ثم ماذا بالنسبة الى المترشحين الجدد في حالة الرسوب ـ لا قدر الله ايضا ـ خاصة في ظل ما يشاع في اوساط مدرسي الباكالوريا ـ سيما في المواد العلمية ـ من ان عديد البرامج وعلى الرغم من كونها جديدة هذه السنة ستشملها عديد التعديلات الجوهرية على غرار العلوم الفيزيائية ولم لا امكانية طباعة كتب جديدة للباكالوريا في بعض المواد للسنة الثانية على التوالي وهو ما من شأنه ان يرهق ميزانية العائلة ويكلف الدولة اعباء مالية اضافية.. فلماذا لا يقع التروي وملازمة التحري في مثل هذه الخطوات؟ تخفيف الضغط.. والبرامج وما دمنا نتحدث عن البرامج وما قد يطرأ لها من تجديدات ننقل الى دوائر الاشراف دعوة تلاميذ الباكالوريا ومدرسيها والاولياء الى ضرورة التفكير في التخفيف من هذه البرامج والاخذ بعين الاعتبار قدرات المتعلم فكل الاساتذة والتلاميذ تجدهم على امتداد الموسم الدراسي يصارعون الزمن ويحتالون على المواقيت للتمكن من استكمال برنامج هذه المادة او تلك فلماذا هذا الضغط الاضافي الذي يصبح مترشح الباكالوريا حبيسه؟ اما الجديد الاخر والذي تشهده السنة الدراسية الحالية هو وصول اول فوج لشعبة الاعلامية في الباكالوريا وعلى الرغم من حداثة التجربة فان عددا من مدرسي هذه الشعبة وخاصة في مستوى مادتي العلوم الفيزيائية والرياضيات يؤكدون تخوفهم من نتائج هذه الشعبة الجديدة في سنتها الاولى ويردّون اسباب هذا التخوف الى صعوبة محتوى برامج الفيزياء والرياضيات في هذه الشعبة والحال ان مثل هذه المسائل لم تؤخذ بعين الاعتبار بشكل دقيق في عملية التوجيه من السنة ثانية ثانوي وبالتالي فوجىء التلميذ المتوسط بصعوبة مادتي «الفيزياء» و«الرياضيات» في هذه الشعبة والحال انه كان يعتقد انها أسهل بكثير مما هي عليه في شعبة الرياضيات و«التقنية» وانه مطالب بالتركيز اكثر على «الاعلامية» و«الميلتيميديا» وهنا وردت الدعوة كذلك الى وجوب التفكير في مراجعة محتويات برامج مواد هذه الشعبة او حتى مراجعة محتويات برامج مواد هذه الشعبة او حتى مراجعة مقاييس التوجيه اليها وحسن اعلام التلاميذ بالمحتويات والبرامج حتى يكونوا على بينة مما سيقدمون عليه. سفيان السهيلي (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي الصادرة بتاريخ 2 جوان 2008)
تونسي يستعيد بصره بعدما فقده على مدى 80 عاما
تونس ـ يو بي أي: استعاد مسن تونسي تجاوز الثمانين من عمره بصره الذي فقده في مرحلة أولي في عينه اليمني بعد ولادته بستة أشهر ثم في عينه اليسرى في مرحلة لاحقة. ونقلت صحيفة الصباح التونسية المستقلة أمس الأحد (1 جوان 2008) عن الطبيبة التونسية زينب بن زينة قولها إنها تمكنت من إعادة البصر لهذا الشيخ من خلال زرع قرنية في العين اليمني لهذا الشيخ. وأوضحت أن هذا المسن زارها في مستشفي محافظة صفاقس وعرض عليها حالته، حيث تبين بعد فحصه أن عينه اليسرى فسدت ولم تعد صالحة أو قابلة للعلاج. وأضافت أنها فكرت بمحاولة إرجاع البصر إلي العين اليمني لهذه الرجل التي كان قد خسرها منذ طفولته المبكرة، وقالت إنها قامت بأبحاث مدققة علي مدي عام كامل لأقرر في آخر الأمر إجراء عملية جراحية علي هذه العين اليمني لتحصل المعجزة . وأشارت إلي أنه بعد إجراء العملية الجراحية بأيام، وبمجرد أن رفعت الضمادة علي هذه العين حتي هلل الشيخ فرحا، وأبلغها أنه أصبح يري كل ما حواليه بوضوح تام . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جوان 2008)
الحوار.نت:رئيس منظمة مرحمة الخيرية في المانيا للحوار نت: العمل الإغاثي يزدهر في المناخات الإيجابيّة محسن الجندوبي : نبذل الوسع للتخفيف عن ضحايا الكوارث
حاوره : عبدالباقي خليفة تعد مؤسسة المرحمة من المؤسسات الاسلامية الناجحة والعاملة في صمت في أوربا حيث لها أيادي بيضاء في عدد من المواقع سواء على مستوى القارة أو في افريقيا وآسيا .ورغم أن القائمين عليها لا يجرون خلف وسائل الاعلام ولا ينشرون الاعلانات عبر الوسائط المختلفة إلا أنها واصلت عملها الدؤوب الأمر الذي لفت أنظار الكثيرين إليها . وفي محاولة منا لابراز عمل المؤسسة والتعريف به ، كان لنا هذا الحوار مع رئيسها الاستاذ محسن الجندوبي ليلقي الضوء على نشاطاتها والظروف والاماكن التي تعمل بها ، رغم التزاماته الكثيرة ومشاغله المتعددة . الحوارنت :لو تعطونا لمحة عن المؤسسة ودوافع انشائها أي أهدافها ؟
محسن الجندوبي :
بداية أشكرك على مقالاتك المتميّزة التي نقرؤها باستمرار كما أشكرك لإتاحة الفرصة لي عبر هذا الحوار للتعريف بجمعيّتنا. تأسّست جمعيّة مرحمة الخيريّة سنة 1999 بمدينة بون بألمانيا على يد مجموعة من المهاجرين من شمال افريقيا كنت أحدهم . ومرحمة جمعيّة ،ألمانيّة بحكم أنّ مؤسّسيها جنسيّاتهم ألمانيّة ، أمّا دوافع التأسيس فهي: 1. شعورنا بأهميّة العمل الخيري كقيمة اسلاميّة و إنسانيّة 2. تزايد النكبات و الكوارث هنا و هناك في العالم و خاصّة افريقيا و شرق آسيا 3. تجسيد خيار القانونيّة كإطار للفعل لقد حفل القرآن المكّي بالحثّ على العمل الإغاثي ممّا يعلّمنا أنّ الحضّ على طعام المسكين مُقتضى عقدي لا ينفصل عنها » أرأيت الذي يُكذّب بالدّين فذلك الذي يدعّ اليتيم و لا يحضّ على طعام المسكين « وفي نهاية السورة يقرن بين السهو عن الصّلاة وبين منع الماعون ليعلّمنا أنّ الشريعة الماليّة فريضة مفروضة تماما كالشّريعة العباديّة . ج – إنّ النّاظر في مجموع نصوص الوحي يدرك بيسر أنّ العمل الإغاثي ليس منحة أو منّة أو تطوّعا كما شاع في الأحقاب المتأخرة بين النّاس بل هو حقّ فمن ذلك قوله سبحانه و تعالى « ويسألونك ماذا يُنفقون قل العفو » وهو ما فضل عن الحاجة حتّى أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال « من كان له فضل ظهر فليجد به على من لا ظهر له.. » فقال الصحابة و سمّى أمورا كثيرة حتّى ظننّا أنّه لا حقّ لأحد في فضل ماله كما ورد في الأثر الصحيح الذي أضحى قاعدة ماليّة « في المال حقّ سوى الزّكاة » و سمّى العلماء آية (36) من النّساء آية أصحاب الحقوق التي قرن فيها بين توحيده و بين الإحسان (لا مجرّد العدل ) إلى هؤلاء » واعبدوا الله و لا تُشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا » لذلك كلّه وغيره كثير ممّا لا يتّسع المجال لذكره جاءت « مرحمة » ملبّية على بركة الله نداء هذه الفريضة الإسلاميّة فهي طهرة للمنفق و طعمة للمسكين و هي بعد ذلك ضرورة يفرضها واقع الإنسان الذي يُنهب ماله و تُداس كرامته أما أهدافها فهي كالتالي : * المساعدة في تواصل المهاجرين والقادمين من شمال إفريقيا وخاصة الشباب منهم و اندماجهم في ظروف الحياة الجديدة . * تقديم العون والمشورة في مجال الخدمات الاجتماعية . * تبذل المؤسسة قصارى جهدها للحصول على الأدوية ،وتوفيرها للمحتاجين من المرضى و العائلات الفقيرة والأرامل والأيتام * توزيع الملابس والحقائب المدرسيّة على الأيتام والتّلاميذ الفقراء * تقوم المؤسسة في حالة حدوث الكوارث بتقديم المنح والهبات من الأدوية والرّعاية الطبية والمواد الغذائيّة والملابس وخيام السكن مستعينة في ذلك بكلّ الوسائل المتاحة والممكنة الحوارنت :ما مدى انتشارها و هل لها فروع فيأماكن أخرى
محسن الجندوبي :
تعمل جمعيّة مرحمة الخيريّة على امتداد الساحة الألمانيّة لها فرع في مدينة (ميونيخ – جنوب المانيا) كما لها حضور في عدد كبير من المقاطعات و المدن الألمانيّة ( برلين – كارلسروه – فولفسبورق ).نقوم بتسويق بعض مشاريعنا خارج المانيا في الساحة الأوروبيّة الحوارنت : هل لديكم خطة لتوسيع العمل
محسن الجندوبي :
نعم هناك توصية من الجمعيّة العموميّة بتأسيس فروع جديدة في عدد أكبر من المدن الألمانيّة الحوار نت: ما هي المجالات التي تعمل فيها
محسن الجندوبي :
تقوم جمعيّتنا على رعاية المحتاجين و الفقراء دون اعتبار للون أو دين أو انتماء سياسي، نحن حيث المسكين و المريض نبذل الوسع للتخفيف عن ضحايا الكوارث . تعمل مرحمة على تنفيذ المشاريع التالية: * المساهمة في بناء المدارس وقد تم ذلك ولله الحمد في أفغانستان متعاونين مع جمعية ألمانية.كاتاشيل * القيام بحملات في إفريقيا (السينغال و سيراليون و النيجر و بنغلادش. على سبيل الذكر..) * التدخلات الإستعجالية لفائدة ذوي الحاجات الملحة من مثل المرضى والطلبة وغيرهم.. الحوارنت : علاقتها بالمحيط وبالجهات المختصة و هوأمر ضروروي لنجاح أي عمل
محسن الجندوبي :
تأسّست مرحمة في الواقع الأوروبي فنحن جمعيّة ألمانيّة قمنا بموجب قانون الجمعيات الألماني و بالتالي فنحن جزء منه و نجتهد في تنفيذ بعض المشاريع الإجتماعيّة في الساحة الألمانيّة و لقد استحدثنا قسما سيعمل على إعداد برنامج لمساعدة ذوي الحاجات الخاصّة (بدون مأوى…) . مرحمة لها علاقات جيدّة مع عدد كبير من الجمعيّات و المراكز الإسلاميّة ،فنحن ندرك أنّ العمل الإغاثي يزدهر في المناخات الإيجابيّة . الحوار نت: ما هي أولويات مرحمة ؟
محسن الجندوبي :
رغم شمول عملنا للمحتاجين أينما كانوا إلاّ أنّنا نحرص على إعطاء المحتاجين في افريقيا أولويّة في مشاريعنا فالحاجة كبيرة هناك و هي ساحة نفهمها و نحسن التعامل معها و لكن هذا لا يلغي تحركّنا لفائدة قضايا أخرى مثل زلزال (بنغلادش- ) . الحوارنت: هل هناك خشية من اتهامات كالتي تلاحقبعض المؤسسات الاسلامية
محسن الجندوبي :
نعم الخشية قائمة و لكنّها ليست عائقا فنحن أصحاب مشروع مقتنعون بما نقوم به و نحرص بقوّة على الإلتزام بالقانون الحوارنت : هل يمكن أن تحدثونا عن النجاحات والاخفاقات وما أسباب ذلك
محسن الجندوبي :
لقد كان التأسيس في حدّ ذاته نجاحا ثمّ كان المشوار طويلا لنعرّف بأنفسنا لدى المراكز الإسلاميّة و المحلات التجاريّة و أصحاب الخير . لقد كنّا سعداء و نحن نرى مرحمة يقصدها الطالب في ألمانيا و الفقير في السينغال و سيراليون و النيجر و بنغلادش. كما كانت سعادتنا بالغة عندما نجحنا في بناء مدرسة للبنات و البنين في شمال أفغانستان (موسساي ). أمّا الإخفاقات فهي تعثّرنا في إقامة مشاريع اجتماعيّة تدعم برامجنا .كما أخفقنا في التواصل مع جمعيّات خيريّة في بلادنا العربيّة و خاصّة في شمال افريقيا نتيجة القوانين التعسفيّة التي تمنع انشاء جمعيات خيريّة مستقلّة . الحوارنت : العمل الاغاثي أو الخيري يحتاج للدعم المالي أين موقع المؤسسة من هذا الأمر الحيوي؟
محسن الجندوبي :
تعتمد جمعيتنا في عملها الخيري على ما يقدمه المتبرعون وأصحاب الخير مما أعطاهم الله وعلى ما نقدمه من مشاريع واضحة المعالم والأهداف من شأنه أن يشجع المتبرع على العطاء. الحوارنت : ماهي معوقات العمل الاغاثي أو الخيري لا سيما خارج البلاد الاسلامية؟
محسن الجندوبي :
إن كارثة 11 سبتمبر والتي ألقت بظلالها على كل ما يمت بصلة بالعمل الخيري أثرت بطريقة أو بأخرى على مردوده وأصبحت عند أصحاب القرار أجندات خاصة بهم في كيفية التعامل مع كل الجمعيات الخيرية وأخضعتها للمتابعة ،من هنا أصبح المتبرع مترددا بعض الشيء ،ولكن كلما وجد أن المؤسسة التي يتعامل معها تتحرى الوسائل القانونية وتتسم بالشفافية كلما كان أكثر ثقة بها واطمئنانا إليها. الحوارنت: كيف تصفون العمل الاسلامي في مجال عملكم؟
محسن الجندوبي :
انطلاقا من أهداف جمعيّتنا و التي تتجه للإنسان دون اعتبار لدينه و لونه فنحن نجتهد في تقديم صورة ايجابيّة عن الإسلام فالجانب الإغاثي هو تنزيل عملي لتعايش المسلمين مع غيرهم .
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 31 ماي 2008)
العقل الأمني للسلطة وسياسات المرحلة ماذا لو سحبنا ورقة العودة من ابتزاز العقل الأمني؟
بقلم عماد الدائمي « عليك بالصمت حتى 2009، إثر ذلك يمكنك الكلام إن شئت » كلام قاله أحد مسؤولي « أمن الدولة » بلغة تهديد ووعيد للكاتب الحر توفيق بن بريك منذ أيام. ويعكس هذا الكلام تماما رغبة السلطة في إخراس كل صوت يمكن أن يزعجها أو يفسد عليها إعدادها لانتخابات 2009. في هذا الاطار نفهم الحملة الشرسة التي أطلقها النظام في الفترة الأخيرة على من يعتبرهم رؤوس الفتنة في البلاد وأصحاب الألسن الطويلة (أم زياد، عبد الرؤوف العيادي، عبد الوهاب معطر، عبد الكريم الهاروني، عبدالله الزواري، مسعود الرمضاني، سليم بوخذير، سهام بن سدرين، عمر المستيري، توفيق بن بريك …). حملة شملت كل أنواع الردع والترهيب والانتقام من حجز الأموال وتسليط سيف الضرائب الجائرة، إلى تلفيق الأشرطة الفاضحة والاعتداء على الأعراض الشريفة، إلى تضييق الخناق والحصار الدائم، إلى الاستفزاز والتهديد، وصولا الى التعنيف الشديد. وفي هذا الاطار أيضا نفهم الرد الأمني المفرط على التحركات الاجتماعية التي شهدتها مناطق الجنوب الغربي التونسي، والقمع الشديد الذي يتعرض له شباب المنطقة المنخرط في تلك الاحتجاجات في هذه الايام لوأد تلك التحركات واخمادها ومنع انتقال العدوى الى المناطق المجاورة. ويبدو أن تزامن كل هذه الخطوات القمعية والضربات الاستباقية هو مؤشر على وجود خطة حددها العقل الأمني للسلطة شعارها إخماد صوت أي شخص تحدثه نفسه التشويش على « الاستحقاق الرئاسي » للسنة المقبلة. العقل الأمني ومصادرة السياسي يبدو جليا بما لا يدع مجالا للشك أن العقل الأمني الذي وضع هذه الخطة هو نفسه الذي يمسك بزمام المبادرة السياسية في البلاد ويطوع المؤسسات التشريعية والتنفيذية والحزبية لغرض تحقيق هدفه المركزي للمرحلة : تجديد شرعية السلطة في انتخابات السنة القادمة دون احداث أي درجة من درجات الانفتاح ودون قلاقل داخلية وفضائح خارجية. وهكذا كان التحوير الدستوري الأخير الذي أعلنه هرم السلطة بنفسه يهدف بدون لف ولا مواربة لاقصاء كل من يمكن أن تسول له نفسه أن يفسد الخطة وأن لا يحترم قواعد اللعبة المرسومة مسبقا أو أن يتجاوز الخطوط الحمراء ذات السقف المتدني. ولا شك في أن الكثيرين من الوطنيين في الدوائر المعنية بالقرار السياسي غير موافقين على هذا المسار ولكنهم مغلوبون على أمرهم ولا حيلة لهم أمام سطوة العقل الأمني وسلطته. العقل الأمني والتعامل مع قضية المهجرين الفصل الثالث من الخطة الأمنية المفترضة للمرحلة القادمة، بعد فصلي قمع المعارضة الراديكالية داخل البلاد (معارضة المقاطعة) والتضييق على معارضة المشاركة، يعنى بالتعامل مع ملف المهجرين الذي أصبح حاضرا بكثافة في الساحتين الداخلية والخارجية والذي يهدد بالتحول الى مصدر ازعاج شديد وتشويش خطير قبل وأثناء وبعد الانتخابات القادمة. في هذا الملف، كمثله من الملفات، افتكت الأجهزة الأمنية القرار من مصدره الطبيعي (الخارجية والقضاء) وهي تسعى الى حلحلته أو بالأحرى تصفيته بتخبط شديد وعقلية أمنية صرفة هدفها الأوحد كسر وحدة المهجرين وضرب البعد السياسي للقضية بتحويلها من ملف عام شامل سياسي بامتياز الى ملفات شخصية منفصلة تدرسها بانتقائية شديدة وتبت فيها من خلال معايير تبدو ذكية أحيانا، عندما يتعلق الأمر بتحييد مناضلين أوتشتيت مجموعات متماسكة. غير أنها تبدو في غاية من الغباء والتخلف عندما ترفض ملفا « يخدم مصالحها » أو عندما تتعنت في ملف انساني صارخ فاضحة نواياها غير الصادقة.. ورغم تخبط السياسات الأمنية تجاه « ملف العودة » وضبابية الموقف العام، يمكننا من خلال مؤشرات عديدة توقع معالم الخطة الأمنية المرحلية حول هذا الملف. حيث لن يبتعد كثيرا عن السيناريو التالي: ـ مواصلة التعامل بشكل انتقائي بطئ مع الملفات لابقاء الوضع تحت السيطرة، وربحا للوقت حتى اقتراب الانتخابات حيث قد يقوم الرئيس ـ المترشح لخلافة نفسه ب »مبادرة كريمة » للسماح بعودة العشرات من اللاجئين لتلطيف الأجواء ولكسب بعض الشرعية، كما كانت العادة سابقا في التعامل مع المساجين السياسيين. ـ عزل عدد من الناشطين من « مثيري الفتنة » عبر سياسة مزيج من الترغيب والترهيب وتشويه السمعة وصولا الى التأديب بأشكال انتقامية خفية وغادرة. ولعل ما راج من شائعات في الأيام الأخيرة من وجود مخطط لقمع بعض الوجوه المهجرية يدخل في باب الحرب النفسية من أجل اسكات الأصوات المزعجة. غير أن الموقف الأمني من مسألة العودة سيظل مرتبطا ومحكوما في تطوره بموقف المهجرين أنفسهم : ان هم قبلوا بشروط اللعبة المفروضة وواصلوا انتهاج سياسة الخلاص الفردي وسكتوا عن المماطلات والوعود الكاذبة فستظل السياسة الأمنية على حالها ولربما تعنتت أكثر. وان هم التفوا حول مشروع جماعي لفرض حق الجميع في عودة كريمة ومسؤولة ورفضوا الاذعان للشروط المجحفة وأبوا دفع ثمن، مهما قل، لعودتهم فلن يجد النظام بدا عن التنازل. الحلقة الأضعف وهكذا يبدو لنا من خلال ما سبق أن « ملف المهجرين » مؤهل ليكون الحلقة الأضعف في السياسة الأمنية التي يراد لها ادارة المرحلة حتى موعد الانتخابات القادمة. حيث أن فاعلي هذا الملف هم الأكثر تحررا والأيسر مبادرة والأشد قدرة على الكر والايلام نتيجة لوجودهم حيث مصدر شرعية النظام وحيث مورد رزقه (السياحة والاستثمارات) ونتيجة لعدالة قضيتهم التي ستجلب لصفهم الكثير من القوى المؤثرة. كما أن العقل الأمني سيجد نفسه محاصرا بين أمرين أحلاهما مر : مواصلة التعنت وما سيؤدي اليه ذلك من مزيد احتقان للأوضاع وفضائح ستفسد عليهم حفلتهم، أو فتح الأبواب وما يعنيه ذلك من خروج للأمور عن السيطرة ومن انتقال « المعركة » الى داخل البلاد. أحد الأصدقاء توقع أن يتوجه العقل الأمني الى خيار ثالث جوهره التسريع بحل الوضعيات العالقة والملفات المفتوحة في عملية استباقية للحملة التي هي بصدد الاعداد كسرا للديناميكية الوليدة ومواصلة التعاطي الشخصي الانتقائي مع الملفات القادمة. ورغم أنني أشكك في امتلاك الأجهزة لهامش المناورة هذا، فانني أعتقد أن الأمر ان تم فانه سيكون النصر الأول لحملة لم تنطلق بعد، حيث أن العودة الكريمة لأي مهجر الى بلاده هي انتصار لكل المهجرين يبقى الخيار الأفضل للبلاد والعباد أن تتوفر ارادة صادقة لانهاء المظالم وفتح البلاد لكل أبنائها والسعي الى تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة. وهذا يتطلب أمرا مركزيا : أن يتأخر العقل الأمني خطوة ويترك مكانه لعقل وطني سياسي ولعل الدولة والادارة وحتى الحزب تعج بوطنيين مخلصين يحملون هذا العقل
برهان بسيس في برنامجه البعد الآخر على فضائية anb حوارا مثيرا مع الدكتورة التونسية ألفة يوسف
حول كتابها الجديد: حيرة مسلمة …في الميراث والزواج والجنسية المثلية
– الشبكة العربية للارسال anb:يبث في برنامجه البعد الآخر على فضائية anb حوارا مثيرا مع الدكتورة التونسية ألفة يوسف حول كتابها الجديد: حيرة مسلمة …في الميراث والزواج والجنسية المثلية. التوقيت :الساعة العاشرة والنصف ليلا بتوقيت تونس تاريخ البث الأول : الثلاثاء3 جوان الاعادة : الجمعة6جوان في نفس التوقي
امبرتو كويليو مدربا لمنتخب تونس
تونس(CNN)– أعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم الأحد تعيين البرتغالي أومبرتو كويليو في منصب المدير الفني للمنتخب الأول، خلفا للفرنسي روجيه لومير الذي تعاقد مع منتخب المغرب بعد أن درّب منتخب تونس ست سنوات. ومن المفارقات أنّ المدرب الجديد لتونس سبق له أن درّب منتخب المغرب سابقا. وقالت وكالة تونس أفريقيا للأنباء، إنّ الاتحاد التونسي تعاقد مع الفني البرتغالي لمدة ثلاث سنوات، وذلك بعد أن فاضل بينه وبين الفرنسي فيليب تروسييه. ويتولى كويليو، 53 عاما، مهمته الجديدة في الأول من يوليو/تموز، بعد نهاية عقد الاتحاد التونسي مع لومير في نهاية يونيو/حزيران. وسبق للمدرب الجديد أن قاد منتخب البرتغال إلى الوصول لنصف نهائي كأس الأمم الأوروبية، عام 2000، في بلجيكا وهولندا. لكنّ كويليو فشل في قيادة المغرب للتأهل إلى كأس العالم 2002 في كوريا واليابان، كما أنّ مروره بمنتخب كوريا الجنوبية لم يكن في مستوى سمعة ما حققه مع منتخب البرتغال. ويعدّ كويليو واحدا من ألمع المدافعين في تاريخ البرتغال، وسبق له أن لعب في صفوف ناديي بنفيكا البرتغالي وباريس سان جيرمان الفرنسي. وتلعب تونس في المرحلة الثالثة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 ضمن المجموعة التاسعة بجوار بوروندي وسيشل وبوركينا فاسو. (المصدر: موقع سي أن أن بالعربية (دبي) بتاريخ 1 جوان 2008)
اتحاد الجاليات والروابط العربية في المانيا يساعد في ضمان حقوق اللاجئين السياسيين من ابناء الجالية العربية
برلين ـ القدس العربي ـ من بسام عويضة: يعيش اللاجئون السياسيون في المانيا في ظروف اجتماعية وصحية سيئة لا تعبر عن مدي احترام السلطات الالمانية للاتفاقيات الدولية التي تطالب الدول والحكومات باحترام اللاجئين السياسيين وتقديم العون والمساعدة لهم خاصة وانهم فارون من بلادهم بسبب الاضطهاد والقمع السياسيين. ويعاني اللاجئون السياسيون في ألمانيا وخاصة المتحدرين من اصول عربية والقادمين من العراق ولبنان وفلسطين والمغرب والجزائر من سوء وتدني مستوي الأوضاع الصحية والاجتماعية في المنازل التي تمنحها الحكومة الألمانية لهم مما يوثر علي حياتهم النفسية. ويقول العديد من اللاجئين السياسيين وخاصة القادمين من فلسطين والعراق ان منازلهم تشبة الي حد كبير اوضاع الزنازين في السجون الاسرائيلية والامريكية، فعلي سبيل المثال يعيش اثنان في غرفة واحدة احدهما من العراق ويتحدث اللغة العربية والآخر من الصومال ويتحدث احدي اللغات المحلية في الصومال فلا يستطيعان التحدث معا بلغة واحدة خاصة وانهما لا يتقنان الحديث باللغة الالمانية لغة البلد، وعليه فانهما يعيشان اشهرا دون ان يكون باستطاعتهما التحدث معا الا بلغة الاشارة. ويقول الشاب ميخائيل عودة وهو مسيحي هارب من العراق ان منزله يشبه الي حد كبير اوضاع الزنزانة، لكونه يفتقر الي ابسط الامور التي يجب ان تتوفر في كل منزل من اثاث وتلفزيون وحمام، متسائلا: هل تصدق ان هناك حماما واحدا يستخدمه اكثر من عشرة اشخاص، الا تخاف السلطات المسؤولة من انتقال الامراض بين اللاجئين السياسيين؟ وقال عودة الذي يعيش حاليا في مدينة دوسلدورف شمالي المانيا: لقد هربت من العراق بسبب الاوضاع السياسية والامنية الشديدة الخطورة خاصة وان المسيحيين في العراق يتعرضون الي اشد المعاناة ولا احد يلتفت اليهم ، مبينا ان دعوة وزير الداخلية الاتحادي الالماني فولفغانغ شويبلة، من الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم، الذي دعا الدول الاوروبية الي ضرورة استقبال المسيحيين العراقيين لم تنفذ علي ارض الواقع خاصة في المانيا. كما يؤكد اللاجئ العراقي عودة أن الاستحمام صعب ويعتبره كارثة لكون المكان الذي يستحم فيه مكشوفا علي الهواء وهذا الامر يعرض حياته الي المرض الامر الذي يزيد من معاناة اللاجئين في الاستحمام والاهتمام بنظافتهم الشخصية. ولكن السؤال الآن: ما هو دور الجاليات والروابط والاتحادات العربية في الاهتمام باللاجئين السياسيين خاصة القادمين من العالم العربي مثل فلسطين والعراق ولبنان، وهل من دور للجاليات العربية والأجنبية بمحاولة ضمان كافة الحقوق المتعلقة باللاجئين السياسيين في المانيا، وتحديدا في مجال التأمين الصحي والضمان الاجتماعي، إضافة إلي حق الانتخاب.؟السيد محمد طالب بوعمران وهو من اتحاد الجالية التونسية في ولاية شمال الراين وستفاليا قال ان الودادية التونسية ضغطت علي السلطات الالمانية المختصة من اجل تسهيل الحياة الاجتماعية علي اللاجئين وخاصة القادمين من العراق وفلسطين والمغرب والجزائر. وقال بوعمران ان السلطات الالمانية احيانا تتجاوب معنا في تنفيذ بعض المطالب الحياتية للاجئين وخاصة عندما ياتي الضغط من قبل الاحزاب السياسية الالمانية مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي او حزب الخضر، مبينا ايضا ان الودادية التونسية طالبت ايضا السلطات الالمانية بالسماح للاجئين السياسيين بضرورة الاشتراك في الانتخابات البلدية والتعبير عن آرائهم السياسية الا ان الاحزاب المسيحية المحافظة ترفض ذلك. وكان حزب الخضر اليساري طالب البرلمان الالماني في وقت سابق البوندستاغ ومجلس النواب الألماني البوندسرات بضرورة السماح للاجئين السياسيين في المانيا بحق الانتخاب في المجالس البلدية علي اقل تقدير من اجل ادماجهم واشراكهم في الحياة السياسية الالمانية. ويسعي دائما اتحاد الجاليات العربية في المانيا والذي يضم في صفوفه عشرات الروابط والجمعيات والمؤسسات العربية الي مطالبة السلطات الالمانية بضرورة تحسين الحياة الاجتماعية للاجئين السياسيين واشراكهم في الانتخابات البلدية ولا سيما ايضا توفير الدورات التعليمية لهم وتعليمهم اللغة الالمانية والمهن المختلفة من اجل ادماجهم في المجتمع الالماني والحياة السياسية. من جانبه انتقد السيد ميسون شراق من الجزائر وهو ناشط في الجالية الجزائرية في العاصمة برلين دور السفارات العربية لانها لا تقدم اي شيء للاجئين السياسيين او حتي لابناء الجالية العربية في المانيا وانما تقتصر فعالياتها فقط علي الانشطة الرسمية التي تصب في مصلحة الانظمة العربية. كما انتقد السيد شراق دور المرأة العربية علي عدم تحركها الفاعل مطالبا اياها بضرورة الاندماج الجاد في المجتمع الالماني، وانها غائبة عن الحقل السياسي الالماني او حتي عن حضور النشاطات الثقافية في الجالية العربية. وردا علي سؤال حول مطلب الحكومة الألمانية المستمرة من الأجانب بضرورة الاندماج والذوبان مع المجتمع الألماني، قال شراق ان الجاليات العربية وخاصة الجالية الجزائرية والتي تعتبر قليلة العدد في المانيا قياسا بفرنسا علي سبيل المثال تسعي دائما إلي الاندماج مع ضرورة الحفاظ علي الهوية العربية والاسلامية وعلي العادات العربية كما طالب بضرورة إيجاد جالية واحدة موحدة لها تأثير قوي علي الساحة السياسية الألمانية في شتي الميادين لتكون ندا قويا لبعض الجاليات الاخري. يشار إلي أن منظمة كاريتاس الالمانية الحقوقية والمختصة بقضايا اللاجئين قد أبدت تخوفها سابقا من تملص الدول الأوروبية من مسؤولية حماية اللاجئين وإبعادهم إلي بلدانهم كما طالبت كاريتاس الحكومة الالمانية بان تستقبل دائما اللاجئين السياسيين وأن تتم توعية الشعب الألماني بهذه المسؤولية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جوان 2008)
قرن من المراجعات والتحوُّلات.. الوجه الآخر لقصة آدم
احميدة النيفر (*) « وهل هناك تحوّل فكري حقيقي في بلاد العرب والمسلمين؟! » كثيرا ما يُطرَح مثل هذا السؤال المتعلّق بصيرورة الأفكار في العالم العربي الإسلامي الحديث بصيغة الاستفهام الإنكاري. هو استفهام في الظاهر، لكنه نفي رافض، وكأنه قد استقر في الأذهان أنّ رؤية النخب والأفراد والجماعات للذات والقيم والعالَم في حالة تخشّبٍ كامل لم يطرأ عليها أي تغيير ولم تشملها أيّة مراجعة. ما يبدو مؤيِّدا هذه المقولة هو تفشي ضروب العنف والاضطراب في أكثر من بلد عربي إسلامي تفشيا يوحي بأن هناك حالة تعطّل تمنع من إعادة بناء الهوية الذاتية للمسلمين بما يتيح لها وعيا وسلوكا معاصرين. لكن هذا العنف ذاتَه دالٌّ، أيّا ما كان موقفنا منه ومن الأيديولوجية التي تحتضنه، على أمر أساس هو أن الأفكار لا تزال تقود عالَمنا. هي كذلك لأنه يوجد إلى جانب الخطاب الراديكالي قراءاتٌ وأنساق فكرية لا صلة لها بأي عنف، وهي تبدو، عند إمعان النظر في تنوّعها، مؤكدةً تجاوزا للتقليد بمراجعات فكرية مهمّة. مع ذلك، فإن أصوات نعي الحضارة العربية الإسلامية لا تزال متعالية ومهمِّشة لهذا التنوّع التجديدي، كأنه لم يبقَ أمامنا إلا أحد مسلكين: عدوانية يائسة إزاء الآخر، أو تماهٍ خائب معه. مسلكان ينتهيان إلى انهيار الشعوب لكونهما ينطلقان من الاعتراف بعجز الثقافات المحلية عن استيعاب ما يجري حولها. ما تبيّنه وجهة التحليل الحضاري لتاريخ الأفكار هو أن المجتمعات العربية الإسلامية لم تنقطع منها حركيّة للأفكار دلالة على حيوية وتطلّعٍ لتمثل الحضارة الحديثة في أفق الثقافة الخاصة واعتمادا على منطلقاتها الذاتية من أجل الإبداع والمعاصرة. معضلتنا إذن في علاقتنا المتجاهلة لهذا النَسَغ الذي يَنْسِل منذ عصور عبر مسارب متعرّجة. من ثم نشأت المفارقة الغريبة في عالمنا: غدت تلك الحيوية مصدرا لتدابرٍ قتاليّ عوض أن تكون منطلقا لتدافع بنائيّ. تحوّل نهر حضارتنا «الممتد الذي لا ينضب»، حسب عبارة «برودال» نتيجة الإهمال أو الصدّ إلى حالة انحباس مَرَضي لأننا لم نحتضنه ولم نُحسن ضبطه ولم نسعَ إلى وضع مسالك تأطيره. نسينا أيضا أنّه لا معنى لمقاومة أيّ فكر، مهما بدا سوؤه، إلا بأفكار أفضل منه وبإنجاز أصلح للواقع، أمّا الاقتصار على القمع في مواجهة الأفكار فهو هدر للطاقات وتدمير للذات وآفاقها. أفضل مثال لنقض مقولة جمود الفكر الحديث ومراوحته لدى المسلمين يتمثّل في المراجعات الجادّة لـ «محمد إقبال» ونسقية الفكر الديني الذي أرسى معالمه. هو، من دون منازع، أبرز من أولى عناية بالبعد الحضاري الذي لا يخبو، والذي يتجاوز الذهنية الحَدَثية التجزيئية الذاهلة عن التركيب وعن الصيرورة. انطلق من نظرة شاملة للكون والإنسان والزمان استمدّها من خطاب قرآني يعتبر أنّ كل ما في الوجود يعيش حركةً دائبة وجدلا مستمرا ونموّا مطّردا، فلم ير في الحياة تكرارا أبديا بل رأى تطوّرا مبدعا. انطلاقا من قوله تعالى عن ذاته المنزَّهة «كلّ يوم هو في شأن» ومن نصوص أخرى موصولة بالحياة والإنسان والزمان، أسس إقبال بؤرة تساؤل مركزية تسعى لبناء فهم معاصر للدين. من ثم قام مشروعه التجديدي على أساس «النظرية الحيوية» التي تستفيد مما بلغته المعرفة الإنسانية من تطوّر لترفض الشروح الآلية الحتمية. إنه مشروع يقطع مع فهم للدين الإسلامي يأسر وظيفته الفكرية في محاكاة قوالب أزلية لا تدع مجالا لحرية الإنسان ولا تُبقي معنى لإرادة الله. بذلك يصبح الفكر الديني في ضوء تصوّر إقبال للوجود فكرا غائيا للحقيقة يصوغ غائيته المنفتحة على مطالبَ وأهداف جديدة وموازين لتقدير القيم تتكوّن بالتدرّج بنموّ الحياة وامتداد بساطها. عندئذ تتأكد الحاجة لإعادة النظر في مسائل عقدية أساسية. عند إقبال تصبح النبوّة نهاية عصر وبداية آخر، ويكون الرسول تجسيدا لتجربة دينية في طبيعتها وحركتها نحو الكمال المتفاعلة مع عالم الحقائق المحسوسة. أما الإنسان فهو، ضمن حركية الوجود التي لا تتوقف، كائن خالد مسؤول وصانع لذاته بالمعرفة والعشق، بينما تغدو الحياة مبدعة ومدهشة غير مرتبطة بأي تكرار للحوادث ذاتها مدى الزمن. في هذا السياق التجديدي كانت قراءة إقبال للحظة «البداية» متناسقة مع نظريته الحيوية للكون والإنسان، أي بصورة تختلف عما انتهى إليه الفكر الديني القديم المركب من معارف وتجارب إنسانية أصبحت في نظر إقبال غير مجدية. أعاد فهم قصّة نزول آدم من الجنّة الواردة في النص القرآني خارج مجال منطق سردية الأحداث أي ضمن ثلاث إحداثيات للفهم: – حركية الوجود الدائبة. – الغائية الإبداعية للحياة. – مسؤولية الإنسان الواعية بالإرادة الإلهية. اعتبر إقبال أنّ قصّة آدم غير موصولة بما ساد من الاعتقاد عند المفسّرين من دلالة ظهور الإنسان الأوّل على كوكب الأرض، بل رأى دلالتها الأساسيّة في رسمها لخصوصيّات الإنسان وهي تتشكّل عبر أطر مختلفة أبرزُها تحوّل آدم من سياق إلى آخر مختلف. الأهمّ في قصّة نزول آدم، حسب هذه القراءة، هو إبرازها لأبعاد ذاتيّة الإنسان في نموّها من حالة بدائية إلى مرحلة أكثر تطوّرا. هو نموٌّ ينقله من طور الارتكاز على الشهوة الغريزّية إلى طور يعي فيه أنّ له نفسا استيقظت لتدرك أنّها صاحبة إرادة. هبوط آدم، على هذا، هو ارتقاء نوعي لأنه يحقّق للإنسان شعورا بأنّه ذو صلة عِلِيِّة وشخصيّة بوجوده. قصّة آدم من المنظور الحضاري بداية نشوء الذّات الحرّة عن رغبة ورضا، الإنسان ذاته الذي أكل من الشجرة (رمز المعرفة) فأخطأ من حيث أراد أن يصل إلى ثمرها من أقرب طريق ومن دون أيّ كدح. لذلك كان تصحيح الخطأ عبر انتقاله إلى البيئة الملائمة لإبراز قواه العاقلة عن طريق الكّد. تلك البيئة التّي تحقّق خصوصياته باعتباره كائنا متميزا بالمعرفة والحريّة لا يمكنه أن يفتِّق ذاتَه إلا عبر الصراع والرضا بالتناهي. تلك هي لحظة «البداية» في قراءة مفكر اعتبر أن التجديد الديني أمر ممكن إذا تمّ تحت شروط العصر الحديث، وإذا اعتبر نَسَغ نهر الحضارة الذي لا يفنى علامة صحّة ونجابة لا ينبغي الإعراض عنه. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 29 ماي 2008)
التدخلات العسكرية الأمريكية في العالم ومفهوم المساعدة: عندما لا يكون المعنى ذاته في أمريكا وبقية أنحــاء العالم
حسب ما تفيد به التقارير الواردة بالصحافة التونسية التي اهتمت باللقاء الذي جمع أول أمس بين ممثلي وسائل الإعلام التونسية والمراسلين الأجانب ببلادنا ورئيس القيادة العسكرية الأمريكية بالقارة الإفريقية قال المسؤول العسكري الأمريكي أن » خبرته العسكرية علمته الحرص على مساعدة الآخرين » (أنظر الصباح يوم أمس 29 ماي). وللتذكير فإن المسؤول العسكري الأمريكي يقوم بجولة مغاربية افريقية – لنقل – مبدئيا أنه يسعى من خلالها للتعريف بمشروع تنصيب قيادة عسكرية قارة في افريقيا تنضاف إلى بقية القيادات المنتصبة في عدد من بقاع العالم وهو مشروع أعلنت بلاده عنه منذ فترة. ويسير المشروع على ما يبدو نحو التنفيذ خاصة فيما يخص مقر هذه القيادة بأحد بلدان القارة الإفريقية وفق ما تم نقله من تصريحات لنفس المسؤول العسكري الأمريكي بالصحافة التونسية. وإذا ما عدنا إلى الأسباب التي تقدمها الولايات المتحدة عادة لتبرير أي مشروع من مشروعاتها فإننا نجد أنها تنحصر دائما في ما يسمونه في المساعدة. مساعدة الشعوب من أجل تحقيق الديمقراطية، مساعدة الشركاء أي الدول والسلطات الرسمية في تحقيق أهدافها إلخ…. لكن ماذا إذا كان الإشكال يكمن بالأساس في مفهوم المساعدة. وقد تبين بعد عدة تجارب أن مفهوم الولايات المتحدة أو بالأحرى مفهوم السلطات الأمريكية للمساعدة ليس هو نفسه لدى الشعوب والدول في بقية أنحاء العالم. الحرب على العراق من المساعدة إلى الإستعمار
لنضرب على ذلك مثل الحرب على العراق. أي شعار كانت ترفعه الولايات المتحدة لكي تبررغزوها لهذا البلد ؟. الشعارات كلها تتمحور حول مساعدة الشعب العراقي الذي كان يرزح تحت حكم تصفه الولايات المتحدة والديمقراطيات الأوروبية بأنه دكتاتوري بزعامة الرئيس صدام حسين. وقد وجبت مساعدة الشعب العراقي حسب الرئيس جورج وولكر بوش وبالتالي تحريره من الحكم القائم ومنحه الحرية على طبق من ذهب. ومن يحلم بأكثر من الحرية. لكن ووفق ما يؤكده جل الملاحظين وكذلك وفق ما أفرزته النتائج على الميدان فإن الولايات المتحدة التي جاءت بحشودها الكبيرة وبترسانتها العسكرية المرعبة لم تكن تملك أي فكرة عن خصوصيات الشعب العراقي. لم تكن تفهم احتياجاته ولم تكن راغبة على ما يبدو في فهم حاجياته الحقيقية. كل ما يهمها كان يتمثل في تدمير هذه القوة الإقليمية التي بدأت تظهر شيئا من الإستقلالية والتي تهدد بالطبع » المحمية الأمريكية » بالمنطقة دولة اسرائيل واستغلال ثرواتها الطبيعية واتخاذها كنموذج على نوعية التعامل مع الدول التي تجرؤ ربما على اتباع سياسة لا تروق للولايات المتحدة. وفي كل تدخلاتها العسكرية عموما التي تترك على إثرها الجرح ينزف مهما كانت النتائج يكون السبب الظاهر والمعلن الرغبة في المساعدة. وها أن الولايات المتحدة ترغب اليوم في مساعدة أكبر للقارة السمراء من خلال إقامة علاقات أكثر قربا ومن أجل تيسير عملية التدخل في المنطقة وضمان أيسر الطرق لتوفير الدعم اللوجيستي لقواتها كلما احتاجت لذلك. ما نعرفه أن العلاقات الأفروأمريكية لم تصل في يوم ما إلى مستوى ما بلغته علاقة الولايات المتحدة مع مناطق أخرى في العالم خاصة منطقة الشرق الأوسط. ومعروف أيضا العلاقة التقليدية التي تربط أوروبا بالقارة الإفريقية الناتجة عن عدة اعتبارات من بينها الماضي الإستعماري الأوروبي بالمنطقة حيث أن انتهاء الإستعمار العسكري لم ينتج عنه زوال الخضوع للبلدان المستعمرة التي حرصت على تمتين العلاقات الإقتصادية مع مستعمراتها القديمة إلى حد الإرتباط التام. لكن التغيرات المتسارعة في العالم خاصة منذ سقوط الإتحاد السوفياتي وانشغال أوروبا ببناء وحدتها وهي عملية عسيرة سمحت للولايات المتحدة بفتح منافذ عديدة لتدعيم حضورها في القارة السمراء خاصة من الناحية الإقتصادية مع امضاء اتفاقيات مع عدد من الدول المغاربية مثلا تنافس الإتفاقيات الإقتصادية التي تجمع البلدان الإفريقية وشمال افريقيا بالخصوص مع الإتحاد الأوروبي. نتحدث منذ فترة عن مشروع الإتحاد من أجل المتوسط. الفكرة أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. لا تبدو الآراء بشأن هذا المشروع واحدة على المستوى الأوروبي لكن لا نجد معارضة شديدة للفكرة خاصة مع وجود برنامج محدد لتنفيذها. ولا نتصور أن الولايات المتحدة ستكون متحمسة جدا لهذا المشروع الذي تحقق من خلاله أوروبا عددا من الأهداف. من بينها تطوير العلاقات مع بلدان جنوب المتوسط ولعب دور هام في الصراعات القائمة حول المتوسط. الانتصاب بإفريقيا وبوابة المتوسط تزداد اتساعا
ولا يخفى على الولايات المتحدة التي كانت ولازالت تحافظ على انتصابها بالمتوسط سواء كان ذلك بشكل مباشر من خلال أسطولها الحربي القار وقواعدها العسكرية ببلدان المتوسط أو من خلال التحالفات العسكرية وغيرها لا يخفى عليها أن تعزيز العلاقات الأوروبية الإفريقية من جهة والعلاقات الأور ومتوسطية من جهة ثانية قد يضر بمصالحها. لا بد لها إذن من تطويق الحضور الأوروبي بافريقيا وبجنوب المتوسط. إن الحضور العسكري المباشر بافريقيا لا يعني بالضرورة المرور بسرعة إلى العمليات العسكرية بافريقيا. أولا تعزز الولايات المتحدة حضورها في المنطقة وتسد الطريق على خصومها المحتملين ثانيا إن ذلك بمثابة الإنذار الموجه إلى الأوروبيين من جهة وإلى العالم من ورائهم. فلمن يظن أن الحروب الأخيرة التي تخوضها الولايات المتحدة سواء بالعراق أو بأفغانستان ربما تكون قللت من هيبتها أو جعلت نفوذها في العالم ينحصر تأتي الإجابة بالنفي. الولايات المتحدة تواصل سياسة الهيمنة في العالم معتمدة على قوتها العسكرية. وهي لا تنوي التخلي عن الزعامة بعد أن جربت لسنوات سياسة الإنفراد بالقرار في العالم بعد تحولنا من الصراع بين قطبين إلى سيطرة القوة العظمى الوحيدة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية. تعتبر اليوم القارة الإفريقية رغم مشاكلها العديدة منطقة هامة بالنسبة للصراعات الجديدة في العالم. فإذا ما تدعم حضور الولايات المتحدة في افريقيا فإنه يتسنى لها من خلال ذلك دعم حضورها بالمتوسط مما يسمح لها برؤية استشرافية أفضل ذلك أن المتوسط يبقى يشكل نقطة التقاطع بين القارات الإفريقية والأوروبية والآسيوية كان ولا زال مصدرا لصراع المصالح بين مختلف القوى في العالم. وهناك اليوم عدة عوامل تعود لصالحها لتنفيذ مشروعها العسكري بالقارة السمراء. أوروبا المنشغلة بقضايا الهجرة
أولا لا تبدو أوروبا ورغم مشروع الإتحاد من أجل المتوسط معنية بدعم العلاقات مع البلدان الإفريقية بقدر اهتمامها بحل مشاكل الهجرة مع هذه البلدان الشيئ الذي يدفع البلدان الإفريقية التي كانت تحبذ فيما مضى علاقاتها التقليدية مع أوروبا إلى الإنفتاح أكثر على الولايات المتحدة التي لا تبخل عليهم باغراءاتها الكثيرة. ثانيا تستغل الولايات المتحدة إلى حد النخاع حربها ضد الإرهاب لجعل البلدان الإفريقية التي تواجه بالفعل مشاكل التطرف والإرهاب الديني تندفع نحو الولايات المتحدة فاتحة الذراعين من أجل تخليصها من هذا الوباء. وطبعا حربا بهذا الحجم على القاعدة التي تنشط بمنطقة شمال افريقيا وبعدد من الدول الإفريقية وعدد العمليات الذي تبنتها هذه المنظمة في المنطقة دليل على ذلك يتطلب مساعدة من الدول الإفريقية المطالبة بفتح أراضيها لبناء القواعد العسكرية ونقل جزء من الحرب التي تقوم بها الولايات المتحدة باسم مقاومة الإرهاب إلى القارة السمراء. ثالثا لا تتردد الولايات المتحدة في فرض سياسة الأمر الواقع ولا تتأخر لحظة في تنفيذ مشاريعها سواء بالترغيب أو بالترهيب كلما لاح لها أن المشروع يمكن أن ينجح. وبما أنها دولة لها سياسات عملية فإن لا شيئ يجعلها تتراجع في مشروع سوى التأكد من غياب الجدوى منه تماما وأنه قد يعرض مصالحها للخطر. مادام الخطر خارج حدودها فإن كل المشاريع ممكنة وقابلة للإختبار والتجريب. نأتي الآن للنقطة التي انطلقنا منها. وهي بناء السياسة الخارجية على الرغبة في المساعدة كما يحلو للأمريكيين تزيين عملياتهم العسكرية في الخارج. والسؤال الذي يطرح إزاء ذلك أي مساعدة ستجنيها القارة السمراء من خلال بناء قواعد عسكرية أخرى ومن خلال مزيد التفريط في الجزء القليل المتبقي من سيادتها على أراضيها بعد ارتباطها التام بالخارج في غذائها. ومادامت هذه القارة غير قادرة على أخذ زمام أمورها بنفسها فإنها تبقى لقمة سائغة لكل طامع. إن الولايات المتحدة تسعى لمزيد دعم وجودها في المنطقة لتحكم الصراعات هناك وفق مصالحها ولتتخذ من افريقيا بعد أن أهملت هذه المنطقة طويلا ورقة تستعملها في وجه كل قوة تريد تحدي الولايات المتحدة سواء أوروبا أو أي قوة صاعدة ومنافسة لها في العالم. وهي وإن لم تستطع إقناع الدول الإفريقية كما ينبغي بمشروعها فإنها تشهر سلاحها المعروف وه والحق في تقديم المساعدة للشعوب التي تحتاج ذلك منها وفق تقييمها الخاص. فمن بين الإلتزامات الأخلاقية للدول العظمى أن تهب لمساعدة الضعفاء أيا كان المكان لندخل مباشرة في إشكالية التدخل الإنساني وهي إشكالية يعاد فتحها اليوم بإلحاح إثر الكوارث الطبيعية التي عرفتها مؤخرا بعض المناطق في العالم. وموضوع التدخل الإنساني بحر من المشاكل وهذا ليس مجالنا اليوم. حياة السايب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 1 جوان 2008)
أثر الأزمات في الاقتصاد العالمي
توفيق المديني يعيش العالم أزمة كونية شاملة منذ أواسط سنة ،2007 ومظاهرها في الوقت نفسه مالية ونقدية، واقتصادية، وغذائية، وبيئية تسارعت وتيرة هذه الأزمة في النصف الأول من سنة ،2008 محدثة أخطارا اقتصادية محدقة . ويتساءل المحللون الغربيون: كم ستكون فداحتها على صعيد مقياس ريختر للزلازل الأرضية الاقتصادية والاجتماعية؟ وهل ستكون أقوى من الأزمة الكبيرة التي شهدتها الرأسمالية في العام 1929؟ وهل أنها شبيهة بأزمة السبعينات، تماما قبل الأزمة النفطية الأولى في العام 1973والكساد الاقتصادي للنصف الأول من سنة 1974؟ للاجابة عن كل هذه التساؤلات، الحذر يجب أن يكون سيد الموقف . اذ يكفي أن نعيد قراءة تقرير المجلس للتحليل الاقتصادي تحت عنوان “الأزمات المالية” المنشور في العام 2004 والذي كتب فيه معدوه الثلاثة: روبير بويير، وماريو ديهوفي ودومينيك بليهون، ما يلي:”الأزمات المالية تخضع للايقاع تاريخ الرأسمالية” متخذة في الأعم الأغلب شكل أزمتين “متزاوجتين”(بنكية وصيرفية) أو أزمات متعددة في حال انهيار مؤشرات البورصات والأنشطة الاقتصادية . فيما يتعلق بوصول الأزمة الحالية الى بر الأمان، وبصرف النظر عن الاتجاهات نحو الانحدار التي يقودها كل من صندوق النقد الدولي أو منظمة التعاون للتنمية الاقتصادية، فإن النمو العالمي سيسجل تقدما يتموقع ما بين 3،5% و4% بفضل المحركين الصيني والهندي، شريطة ألا يخففا أيضا من سرعتهما .ويمكن حصر هذه الأزمات التي تهدد النظام الرأسمالي العالمي بالانهيار بست: الأولى :من خلال ضرب قلب النظام المالي- البنوك الأمريكية والأوروبية-تتمظهر الأزمة المالية كواحدة من أخطر الأزمات التي لم يعرف تاريخ الرأسمالية مثيلا لها . وللأزمة أسباب وجيهة في الاستمرار . ذاك أنّ تخيّل امتصاص هذه المرحلة بسهولة على أنّها ظاهرة شاذة لا قيمة لها من ظواهر السوق، يعني أن يتمتّع المرء بقدرةٍ تامّة على تناسي العامل المحرّك لها: وهو الانسياق الجامح لجيشٍ من الأسر المفلسة وراء أثقل نوعٍ من أنواع القروض، وهو الرهن العقاري . وبحركةٍ ارتدادية فيها صفات العدالة المباشرة، كان من شأن بند “التسوية”، الذي حقّق العجائب في استدراج الزبائن بكثافة وفي رفع أسعار العقارات الى أقصاها، ومعها أرباح المضاربة في المشتقّات الماليّة، أن أصبح من الآن وصاعداً هو لعنة عالم المال . فهو الذي يحبّ العيش في الآنية يجد نفسه مضطرّاً الى التعامل مع “متخلّفات” مالية ناتجة عن عائلات مَدينة، لا يمكن التخلص منها كما تتمّ تصفية مركز مالي مضارب . ونشر صندوق النقد الدولي أخيراً تقريرا حول الاستقرار المالي في العالم، حدد فيه أن حجم الخسائر المرتبطة مباشرة بالأزمة المالية بلغت 945 مليار دولار، منها 225 ملياراً حول القروض و720 مليار دولار حول المشتقّات الماليّة . وستتعرض البنوك الكبيرة الى خسائر تتراوح ما بين 440 ملياراً الى 510 مليارات، أما باقي الخسائر، فانها ستتوزع على شركات التأمين، وصناديق التقاعد، والصناديق المالية، وصناديق المضاربة، ومؤسسات استثمارية أخرى . ولا يبدو ان الخروج من الأزمة موضع بحثٍ حالياً، طالما أنّ دينامية الانهيار المالي بدأت تنشر انعكاساتها السلبية . ومن شأن خفض تقييم ميزانيّات المصارف، بعد الخسارات الحاصلة على مشتقّات صناديق ضمان الرهونات العقارية؛ والتوتّرات المستمرّة على السيولة ما بين المصارف، بفعل عدم الثقة البالغ الذي يجعل كلاً منها ينظر الى الآخر على أنّه المُصاب المحتمل؛ من شأنهما أن يفضيا حتماً الى انكماش القروض التي سيعاني منها الاقتصاد المنتج مهما ابتعد عن شعوذات المضاربة . والمؤسّسات المالية، بموقفها الرافض الاعتراف، الشبيه بموقف مفكّري الليبرالية العضويين، سوف تستغرق ستة أشهر قبل أن تُسلّم بفكرة التباطؤ المرتقب في حركة النمو الاقتصادي، وربما باحتمال ركوده . الثانية: الانهيار القوي للدولار . اذ أصيب عالم المال بأزمة جديدة للدولار، الذي يتداعى أمام اليورو . ولم يسجل مثل هذا الانخفاض للدولار منذ عقد السبعينات من القرن الماضي . الأسباب متعددة التي تفسر هذا الهبوط العنيف للدولار، منها: أزمة القطاع البنكي، والعجز الكبير في الموازنات التجارية وفي ميزان المدفوعات الأمريكية، واشارات قوية بشأن الكساد وانخفاض سعر الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية . العملات الوحيدة التي أفلتت من اعادة التقدير هي اليوان الصيني والعملات الخليجية، المرتبطة في معظمها بالدولار .ومكن اليوان الضعيف الصين من تطوير صادراتها بصورة مذهلة الأمر الذي قاد الى زيادة كبيرة في احتياطاتها من العملة الصعبة خلال السنوات الأخيرة . ولفترة طويلة، مولت البلدان الآسيوية الناشئة، وبلدان الشرق الأوسط، العجوزات في الولايات المتحدة، جاعلة اياها غير مؤلمة . لكن عارض الضعف للدولار والاقتصاد الأمريكي أظهر حدود هذه العلاقة الاقتصادية والمالية . الثالثة: الزيادة القوية في أسعار المواد الغذائية منذ العام ،1978 حيث أثارت “انتفاضات الجوع” التي حصلت في افريقيا وهاييتي نهاية مارس/آذار وبداية أبريل/نيسان الماضية، صدمة عارمة في أوساط الرأي العام العالمي، ما دفع المسؤولين في المجتمع الدولي لاتخاذ اجراءات عاجلة لانقاذ الشعوب الأكثر تأثراً بذيول هذه الأزمة الغذائية التي يعيشها عالمنا اليوم . ويعاني أكثر من مليار نسمة، في افريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب آسيا، سوء التغذية هذا، وهمّ الناس اليومي في هذه المناطق هذه اعداد وجبة، أو وجبتي طعام توفر مئات قليلة من الوحدات الحرارية . لاح في الأفق أخيراً بصيص من الأمل في غمرة أزمة الغذاء العالمية . وخففت أوكرانيا القيود على الصادرات توقعا منها وفرة في المحاصيل . فانخفضت أسعار القمح العالمية بنسبة 10 في المائة بين عشية وضحاها . غير أنه في المقابل، حدد المتعاملون في سوق بانكوك سعر الأرز بحوالي . . .1 دولار للطن، والذي كان سعره قبل شهرين لا يتعدى 460 دولارا . ويتوقع أن تزيد الأسعار ارتفاعا . تلك هي حالة الأسواق في الوقت الراهن اذ انها تتسم بالتقلب . ونحن لا ندري الى أي حد قد تصل أسعار الأغذية، والى أي حد يحتمل أن تهبط بعد ذلك . ولكن شيئا واحدا هو في حكم المؤكد، وهو أننا انتقلنا من حقبة اتسمت بالوفرة الى حقبة تتسم بالندرة . ويتفق الخبراء على أن الزراعات المخصصة للتصدير، مثل الكاكاو والقهوة والقطن والكاوتشوك،أطاحت بالزراعات التقليدية . ومهد اضمحلال الزراعات التقليدية لوقوع الكارثة .ففي أسواق المواد الأولية، نافست المنتجات الزراعية، الآسيوية والأمريكية والأوروبية، منتجات الدول الفقيرة، ولاسيما القطن والقهوة والرز والذرة . وفاقم الأزمة الغذائية، تغير عادات دول الجنوب الفقيرة الغذائية . فكميات كبيرة من القمح بيعت الى الدول الافريقية بأسعار بخسة، فاستعاض الأفارقة من أهل المدن بالقمح عن غيره من الحبوب التقليدية مثل الذرة البيضاء والرز ودقيق المنيهوت، وأدخلوا الخبز في نظامهم الغذائي الأساسي .واثر ارتفاع أسعار القمح، لم يعد في متناول الفقراء، وهم زاد عددهم في العقدين الأخيرين، شراء الخبز . باحث اقتصادي المصدرصحيفة الخليج ، آراء و تحليلات:الاثنين ,02/06/2008
أعمال الشغب في الجزائر تهدد باضطرابات أوسع نطاقا
الجزائر ـ من وليام ماكلين تهدد اعمال الشغب المتفرقة في الجزائر هذا العام باندلاع احتجاجات اوسع نطاقا ضد الصفوة السياسية التي تباطأت في تحويل العائدات النفطية التي وصلت مستوي لم يسبق له مثيل الي وظائف ومساكن. وتمثل الاشتباكات في الشوارع مسألة حساسة في الجزائر المصدر الرئيسي للغاز الي اوروبا وصاحبة التاريخ في التمرد حيث اجبرت اعمال شغب قام بها الشبان عام 1988 السلطات علي التخلي عن نظام الحزب الواحد الحاكم. ولا يزال البلد الذي يبلغ عدد سكانه 33 مليون نسمة يبحث عن الاستقرار بعد حرب أهلية غير معلنة في التسعينات راح ضحيتها أكثر من 150 ألف قتيل. واندلعت اعمال العنف بعد الغاء الانتخابات العامة في عام 1992 التي كان حزب اسلامي محظور الان مؤهلا لان يفوز بها. ويقول الجزائريون ان هناك احتمالا ضعيفا جدا للعودة الي نزيف الدماء في التسعينيات. لكن اذا استمرت الاحتجاجات العنيفة لا يمكن استبعاد عودة اضطرابات مدنية علي امتداد البلاد مثل التي هزت البلاد في أعوام 2001 و2002 و1988. وكتبت صحيفة الوطن المستقلة دخلنا في مرحلة شغب لا تبشر بخير . ونهب شبان عاطلون عن العمل في مدينة وهران ثاني اكبر مدينة جزائرية علي مدار ثلاثة أيام الاسبوع الماضي البنوك والمتاجر والسيارات والحانات ونشبت معارك بينهم وقوات مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع. وكان السبب المباشر لاعمال الشغب الغضب من هبوط فريق المدينة لكرة القدم الي الدرجة الثانية. وذكر معلقون انه برغم أن مثيري أعمال الشغب قد يكونوا من أفراد العصابات فان مناخا من اليأس بسبب انتشار الامراض الاجتماعية ساعد علي اجتذاب شبان اخرين وادي الي انتشار الاضطراب في احياء وسط المدينة. وتأتي الاضطرابات بعد احتجاجات في الشوارع في عشرات المدن الاخري في الشهور الماضية بسبب الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تزداد سؤا. ويقول محللون ان الشرطة تعاملت بطريقة محسوبة حتي الان في معالجة الاضطرابات واستخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات في مدن مثل الشلف ووهران وبريان لكن اذا قتل أي من المشاركين في أعمال الشغب فان احتمال تهديد الاستقرار الوطني سيتزايد. وقال رئيس الوزراء السابق أحمد بن بيطور الذي ينتقد ما يقول انه عدم استجابة من الحكومة المدعومة من الجيش ان الاضطرابات تبين ان السلطات يجب ان تستبق وقوع مزيد من الاضطرابات بدعم الشفافية والاعتماد علي حكومة اكثر نزاهة. وتساءل بن بيطور في حوار مع صحيفة الخبر اليومية هل ينبغي التوجه الي التغيير بسرعة واعداد شروط نجاحه خدمة لرفاهية ومصلحة الشعب الجزائري.. أم ننتظر أن يفرض التغيير نفسه عن طريق العنف وخيبة الامل مع ما يحمله ذلك من مخاطر ينجم عنها الانحراف.. . وتتركز السلطة في يد الرئاسة وينظر الي البرلمان كاداة طيعة تحت سيطرتها. وهناك 75 في المئة من الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما من الجزائريين عاطلون عن العمل ورغم تعهد الدولة ببناء مليون مسكن جديد بحلول عام 2009 هناك مطالبات يومية بمزيد من المساكن. وقال بن بيطور للصحيفة المواطنون الجزائريون خاصة الشباب مطلعون جيدا علي كل ما يتعلق بأوضاع الامة مقارنة بأوضاع الامم الاخري. هؤلاء يتطلعون الي مستوي معيشة ومستقبل يماثل ما يرونه يوميا في التلفزيونات الاجنبية . وقال وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة ان الاضطرابات في وهران في قلب اهتمامات السلطات وان الحكومة تسعي لتقصي اسباب العنف. والشغل الشاغل عند الكثيرين الان هو تجنب تكرار ما حدث عام 2001 عندما تصاعد تمرد محلي في منطقة القبائل بعد وفاة شاب في مركز احتجاز تابع للشرطة ليصبح تمردا علي مستوي البلاد ضد ما اعتبره المحتجون حكما سلطويا. ولم تستطع الحكومة فض الاضطرابات الا بعد موافقتها علي مطالب بسحب قوات الامن شبه العسكرية من منطقة القبائل. ويخشي بعض العلمانيين الجزائريين من أن يتيح عدم استقرار اوسع نطاقا فرصة سانحة للجماعات الاسلامية المحظورة فتسعي الي العودة الي ممارسة حياة سياسية نشطة. ويقولون ان الاسلاميين قد يحشدون قوة سياسية من خلال استخدام شبكاتهم الموسعة للتأثير غير الرسمي في المساجد والسوق السوداء لزعزعة الاستقرار. (رويترز) (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جوان 2008)
سياسي مغربي لـ « قدس برس »: القاعدة الأمريكية في المغرب لضرب الشعوب المقاومة للأمبريالية
الرباط ـ خدمة قدس برس أعرب قيادي سياسي مغربي عن أمله في أن تأخذ الحكومة المغربية بعين الاعتبار موقف القوى السياسية الحية في المغرب الرافضة لمنح الأمريكيين قاعدة عسكرية في المغرب، واعتبر أن الهدف الأساسي من إقامة مثل هذه القاعدة ليس محاربة الإرهاب وإنما ضرب مقاومة الشعوب في الدفاع عن ثرواتها وإرادتها التحررية. وتعهد أمين عام حزب النهج الديمقراطي المغربي عبد الله الحريف في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » بالنضال من أجل منع تحول رغبة الإدارة الأمريكية في تأسيس قاعدة عسكرية في القارة الإفريقية التي تعرف اختصارا باسم « أفريكوم » إلى أمر واقع، وقال: « نحن كنا دائما ضد القواعد الأجنبية في المغرب، وخصوصا الأمريكية، ولا نكتفي فقط بالرفض وإنما نناضل ضد الامبريالية الأمريكية ونحن ضد التواجد العسكري الأمريكي عندنا، ونعتبر أن أشرس عدو ليس للمغرب فقط وإنما للشعوب الإفريقية والشرق أوسطية هي الامبريالية الأمريكية، ونحن نعرف أن النظام المغربي له علاقات إيجابية مع الامبريالية الأمريكية والفرنسية وأنه يحاول الارتماء في الأحضان الأمريكية والفرنسية، ولكن هل سينجح في منح الأمريكيين ترخيصا بانشاء قاعدة عسكرية على التراب المغربي، هذا مرتبط بنضال القوى المناهضة للامبريالة ». وطالب الحريف الحكومة المغربية أن تأخذ بعين الاعتبار موقف القوى المغربية المناهضة للتواجد الأمريكي في المغرب، وقال: « أتمنى أن تأخذ الحكومة بعين الاعتبار رأي هذه القوى المناهضة للتواجد الأمريكي على أرضنا، لأنها قوى تناضل من أجل مصلحة البلاد، ونحن لن نكتفي بالتمني وإنما سنناضل من أجل تجنيب بلادنا خطر التواجد الأمريكي، ونرى أن الحديث عن مكافحة الإرهاب ليس إلا كلاما للاستهلاك ولتبرير ضرب مقاومة الشعوب للهيمنة على ثرواتها من طرف هذه الدول الامبريالية، ونرى أن أكبر ارهاب هو الارهاب الذي تمارسه الإدارة الأمريكية »، على حد تعبيره. وكان قائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا وليام وورد، وهو ضابط مرموق في الجيش الأمريكي، تم اختياره من قبل الرئيس بوش العام الماضي ليكون أول رئيس للقيادة العسكرية الأمريكية الجديدة الخاصة بإفريقيا (التي باتت تعرف باسم أفريكوم) والتي ستتولى تنسيق الدعم الحكومي الأمريكي للدول الإفريقية في عموم القارة، قد أنهى زيارة رسمية إلى المغرب يوم أمس التقى خلالها مع مسؤولين سامين مغاربة لمناقشة قضايا تهم التعاون العسكري. وعلى الرغم من أنه لم يصدر عن المسؤولين الرسميين في المغرب أي تصريحات عن مغزى الزيارة فإن مراقبين سياسيين يتحدثون عن أن الإدارة الأمريكية حولت رغبتها السابقة في إيجاد قاعدة عسكرية في القارة الإفريقية لمواجهة التنامي المتزايد لعمليات تنظيم القاعدة، إلى تحرك ميداني، وأن إبقاء التنسيق العسكري مع الدول المغاربية والإفريقية بيد القيادة الأمريكية بأوربا، لم يعد كافيا، وأنه لا بد لـ « أفريكوم » أن تلعب دورها المباشر في مساعدة الدول الإفريقية لمواجهة مخاطر الارهاب. وتشير بعض المصادر الإعلامية المغربية إلى مرونة مغربية رسمية في التعاطي مع مطلب الإدارة الأمريكية لـاسيس هذه القاعدة على الرغم من أنها رفضت ذلك بشدة منتصف العام الماضي، وأن الأنظار تتجه الآن إلى منطقة واد درعة جنوب طانطان (في صحرا المغرب) لتكون مقرا للقاعدة. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أعلن في شباط (فبراير) من العام الماضي قد أعلن عن استحداث قيادة عسكرية أمريكية جديدة خاصة بإفريقيا (تعرف باسم أفريكوم)، وقال إنها ستقوم، بدلا من كونها مجرد قيادة عسكرية تقليدية، بتنسيق التعاون الأمني الحالي مع الدول الإفريقية في الوقت الذي تعزز فيه دعم الحكومة الأمريكية للدول الشريكة. (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 1 جوان 2008)
السعودية: سجين علي قائمة سجناء غير شرعيين
د. مضاوي الرشيد (*) منذ اسبوع دخل الدكتور متروك الفالح السجن ولم يعد لذويه، علي خلفية تصريح اصدره الدكتور يفضح فيه الحالة المزرية للمعتقلات السعودية حيث يقبع دكتور آخر هو عبد الله الحامد، اشار الدكتور الفالح في هذا التصريح الي الوضع المتخلف المتصف بالاكتظاظ والقذارة وسوء التغذية والعناية الصحية. ولو صدر هذا التصريح من جهة خارجية كمنظمة العفو الدولية او هيومان رايتس واتش لكان استقبل طاقم البحث بحفاوة وتحاور المسؤولون السعوديون معه ومن ثم أوصلوه الي المطار مودعين له وعلي امل اللقاء القريب مع طاقم آخر ليثبت النظام انه في حالة حوار حول قضايا تتعلق بحقوق الانسان والقوانين العالمية. ولكن تصريح الفالح هو تصريح محلي لا يحظي بالحصانة التي يتمتع بها المهتمون بهذه الامور علي مستوي عالمي. جاء اعتقال الفالح متزامنا مع تدشين وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز لموقع الكتروني لهيئة التحقيق والادعاء العام والذي سيكون مخصصا لاستقبال الشكاوي عن اي سجين او موقوف بصفة غير شرعية. وتدشين هذا الموقع هو اقرار رسمي بوجود مثل هؤلاء السجناء ليس فقط في السجون وانما في اماكن غير مخصصة للسجن ولم تتواجد تفاصيل عن مثل هذه الاماكن وربما تكون سراديب مظلمة او دكاكين تحتوي علي اشخاص سلبت منهم الحرية وهي حق لكل مواطن. لا يجوز ان ينتهك الا نتيجة محاكمات عادلة لمن ارتكب جريمة معروفة تستحق القصاص. يعتبر الدكتور الحامد والفالح وغيرهما من الاصلاحيين الذين ارتبطت اسماؤهم بالاصلاح الدستوري ضمن مجموعة كبيرة سجنت بطريقة غير شرعية لفترات زمنية طويلة ومن ثم تم الافراج عن بعضهم وبقي البعض الآخر في السجون السعودية. ورغم تحول مجموعة الاصلاح الدستوري من المطالبة بالاصلاح السياسي العريض والذي ينقل السعودية من الملكية المطلقة الي الملكية المقننة وتحولهم الي المطالبة باصلاحات صغيرة تتماشي مع التوجه الاعلامي للنظام السعودي الداعي لتحسين الوضع القانوني وضمانة الحريات العامة والعدل وسيادة القانون الا انهم لا يزالون يتعرضون لانتهاكات كبيرة اهمها السجن بطريقة غير شرعية، فهؤلاء لا يمثلون خطرا علي امن الدولة ولم يمثلوا يوما ما تحديا لشرعيتها ولكنهم يجدون انفسهم عرضة للاعتقال التعسفي والمنع من السفر والطرد من العمل أو تعليق نشاطاتهم الفكرية. ويوما بعد يوم يفضح النظام السعودي نفسه ويفكك ادعاءاته المتعلقة بالانفتاح واطلاق حريات الصحافة عندما تختطف اجهزته الامنية اساتذة الجامعات والمفكرين واصحاب الاقلام الجريئة التي تكتب عن الانتهاكات المتكررة والمستمرة لحقوق الانسان. اعتقد التيار الاصلاحي ان التوجه نحو هذه القضايا والتي تبنتها القيادة رسميا وفي المنابر العالمية سيحميهم من القمع التعسفي ولكن هيهات لهذا النظام ان يقتلع جذور الاستبداد من ممارساته اليومية مع المواطنين وتظل آلته القمعية مسلطة علي رقاب من ينتقد الممارسات اليومية، ورغم دعوات الملك الحديثة الي النقد الذاتي. لقد برهنت حادثة اعتقال الفالح ان هذا الكلام هو مجرد فقاعات اعلامية للاستهلاك المحلي والعالمي. لم ينتقد الحامد او الفالح مسؤولا كبيرا او قياديا بارزا، كل ما في الأمر ان الثاني استعرض الوضع اللاانساني الذي يعاني منه موكله الحامد في سجن بريدة حيث يمضي حكما بالسجن لمدة ستة اشهر علي خلفية اعتصام نظمته نساء وزوجات معتقلين آخرين. اصبحت حالة السجون السعودية مفضوحة امام العالم، خاصة بعد ان شبت فيها الحرائق التي اودت بحياة المساجين في المنطقة الشرقية وبعد كل حادثة يستعرض مسؤول السجون بعض تفاصيل الحرائق والتي دوما تعزي الي خلافات بين المساجين، وتشكل هيئات التحقيق وتقصي المعلومات ليطوي الملف حتي حريق آخر. لم نجد مسؤولا استقال علي خلفية اعمال شغب او حرائق في هذه السجون. بل يعود الوضع الي حالته السابقة وكأن شيئا لم يحصل وارواحا لم تزهق. لقد اغلق ملف الاصلاح السياسي في السعودية تحت سوط السجان ورغم التحول الواضح في مسيرة المطالبة بالاصلاح من الخطوط العريضة الي الأمور الصغيرة والتي يمكن الوصول اليها حسب اعتقاد المنادين بالاصلاح الدستوري الا ان القيادة السعودية تقف موقفا متصلبا ومعاندا تستعمل تارة الحيل المعروفة كتفكيك التيار الاصلاحي من الداخل عن طريق اقتناص بعض رموزه واستيعابهم وتارة بالقمع المفضوح والسجن التعسفي تماما كما حصل للدكتور الفالح ورفاقه. أمام انسداد جميع المنافذ والوسائل الشرعية للتعبير عن الرأي والنقد تجد السعودية نفسها علي مفترق طرق اما ان تتمادي القيادة في غطرستها وتمويهها للحقائق او ان ينفجر الوضع بطريقة لن تستطيع القيادة ان تستوعبها في المستقبل. صحيح ان الكثير من الاصلاحيين يتمتع بسعة الصدر والصبر لكن الكثير لن يجد هذه الصفة ليستعين بها عندما تصل الامور الي حالة احتقان واضحة. متي تفهم القيادة ان للصبر حدودا وان بريق التنمية الاقتصادية لن يستر الوضع الانساني المزري وحالة الانتهاك لابسط الحقوق الانسانية. وما يساعد النظام السعودي في غطرسته هذه ان الرأي العالمي قرر الابتعاد عن التدخل في الشأن الداخلي الحقوقي والانساني من مبدأ البراغماتية الحقيقية التي تري في السعودية بئر نفط يجب استهلاكه حتي آخر قطرة. وان تطلب ذلك التغاضي عن انتهاكات النظام للقيم العالمية وحقوق الانسان، فبينما تتصدر الولايات المتحدة توجيه النقد للصين وايران وكوريا وزيمبابوي نجد ان للسعودية حصانة رفيعة المستوي حينما يتعلق الأمر بانتهاكاتها هي لمثل هذه الحقوق. في ظل هذا الجو العالمي تستفرد السعودية بأساتذتها ونشطائها وحتي مدونيها لتغرقهم في حالة قمع وتكتم وهي تعلم ان مثل هذه الانتهاكات لن تغير من نظرة الخارج لها لان هذا الخارج لا يزال يمارس النفاق مع النظام السعودي بل هو شريك له في استمرارية حالة الاستبداد. لن ينفع الموقع الالكتروني للمساجين غير الشرعيين في تغيير حقيقة واقعة علي الارض وهي استمرار الاعتقال التعسفي ولأبسط الاسباب. استعراض حالة السجون السعودية ونشرها علي الملأ ليس بالسر الحصين الذي افشاه الدكتور الفالح بل ان تقارير المنظمات العالمية مليئة بمثل هذه التفاصيل المزرية والتي تتعاطي مع اطياف كثيرة منها الرجال والنساء وحتي الاطفال الذين يقبعون خلف القضبان في بلد يعتقد انه المثال الحي للعدالة الاسلامية ولكن الجميع يعرف ان ممارسات النظام القمعية هي عبء علي الاسلام وتشويه لصورته. لن ينفع النظام السعودي التخفي خلف مصطلحات الشريعة والخصوصية والاصالة وتطبيق الحدود لان مثل هذا التخفي اصبح اليوم مفضوحا ومعلوما للكثير من المهتمين بالشأن السعودي فأي شريعة تتطلب سجن استاذ جامعي لمجرد انه كتب بضعة سطور تلخص حالة مقرفة خلف قضبان سجن يحتوي ثلاثة اضعاف قدرته علي الاستيعاب او وجبات غذاء لا تصلح حتي للماشية وعناية صحية قاصرة علي التعاطي مع امراض المساجين. الدكتور مبروك الفالح سجين غير شرعي ويجب ان يتصدر اسمه لائحة الموقوفين علي موقع هيئة التحقيق والادعاء. (*) كاتبة واكاديمية من الجزيرة العربية (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جوان 2008)
بسم الله الرحمن الرحيم المجلس الإسلامي الدانمركي يدين الهجوم على السفارة الدانمركية في إسلام أباد
تلقّى المجلس الإسلامي الدانمركي، بإدانة شديدة، الأنباء عن استهداف السفارة الدانمركية في إسلام أباد بهجوم أوقع ضحايا أبرياء. إنّ المجلس وهو يدين هذا الهجوم، ليؤكد أنه عمل مرفوض ومدان ولا يمكن تبريره. كما أنه ليس من المسوّغ الردّ على الإساءة والتشويه ضد الدين الإسلامي والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بارتكاب ممارسات مرفوضة قطعاً، فالردّ على التحريض يكون أساساً بتبصرة العقول وكسب القلوب وتعزيز ثقافة الحوار؛ لا شحن النفوس واستهداف الأبرياء وارتكاب أعمال مشينة ومرفوضة لا يقرّها الإسلام. لقد واكب مسلمو الدانمرك بقلق بالغ محاولات الإساءة والتشويه للدين الإسلامي والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في بعض الصحف الدانمركية، ولطالما عبّرت الأصوات الحكيمة من المسلمين وغير المسلمين، عن مخاوفها من عواقب شحن الأجواء وإثارة الأحقاد وإذكاء التشدّد. وقد حذّر المجلس الإسلامي الدانمركي مراراً من الانجرار إلى ردود أفعال تُذكي تلك الإساءات وتفاقمها، وتحقِّق للمحرِّضين ضد الإسلام بعض ما يَصبُون إليه من الخصام والتباعد بين المسلمين وغير المسلمين. إنّ مسلمي الدانمرك حريصون على ردم أية فجوات بين الدانمرك والعالم الإسلامي، وهم سيواصلون بذل جهودهم في هذا الاتجاه. ويتطلع المسلمون في الدانمرك إلى أن تساهم كافة الأطراف المعنية في دعم ثقافة الوفاق والتفاهم المتبادل، وأن يكون الجميع على قدر كبير من المسؤولية في التعامل مع الأمر. ويحثّ المجلس الإسلامي الدانمركي، المجتمع الدانمركي، بشتى مكوِّناته بما في ذلك المسلمون، على إظهار التماسك والوحدة إزاء هذا الحدث وإزاء كافة المتربصين بقيم التعايش والوفاق والتفاهم المتبادل, 02-06-2008 المجلس الإسلامي الدانمركي
في جمعة باريسية.. المسرح الراقي وجهاد الخوارزمي!
هادي يحمد باريس – في الطريق إلى صلاة الجمعة في المركز الثقافي الإسلامي (زيتونة الأمل) في شرق باريس، تصادفك قوافل شباب من « الجيل الثاني » لمسلمي فرنسا.. بعضهم لم يتردد في ارتداء الجلابيب البيضاء قادمين من حي مكون أساسا من عمارات سكنية هي رمز للأحياء الفقيرة المحاذية للمركز – المسجد. هذا المركز أضحى في السنوات الأخيرة إحدى أبرز علامات ولادة « الإسلام الأوروبي » الذي لا يرى تعارضا بين التمسك بهويته المسلمة والاندماج في كل القيم الإيجابية للمجتمع الفرنسي. يقع » زيتونة الأمل » في حي « بانيولي » السكني في المنطقة 93 التي تحيط بالعاصمة الفرنسية، والتي كانت أحد مسارح انتفاضة الضواحي التي شهدتها فرنسا منذ حوالي ثلاث سنوات احتجاجا على التهميش الاجتماعي لسكان هذه الأحياء. وعن الإقبال الكبير الذي يشهده المسجد من شباب الجيل الثاني، يقول الشيخ عبد القادر الونيسي، عميد وخطيب المسجد، في تصريحات لشبكة « إسلام أون لاين.نت »: « إنه جيل متعطش للإسلام و للقاء هويته من جديد، وهذا هو عملنا في هذا المركز منذ حوالي أربع سنوات دون أن ننسى أن نرشده إلى أن يكون عنصرا إيجابيا في مجتمعه ». وبالفعل فإن خطبة الجمعة للشيخ عبد القادر الونيسي غالبا ما تحمل دعوة صريحة للاندماج و »فتح آفاق جديدة للأمة » -كما يقول–: « عن طريق التمسك بزمام العلم باعتباره أنجع وسيلة للرقي و الاندماج و اعتلاء كل المناصب في المجتمع الفرنسي خاصة والمجتمع الأوروبي بشكل عام ». واختار الونيسي موضوع خطبته الأخيرة ليوم الجمعة حول « الاستعداد لامتحانات آخر السنة من قبل التلاميذ وأولياء الأمور ». و »لأن العلم فريضة في ديننا وهو واجب على كل مسلم و مسلمة » يقول الونيسي: « فإن الله أكرمنا بعامل مهم وهو أننا موجودون في بلاد (فرنسا) تمثل فرصة ونعمة لنا في أن نرتقي في درجات التعلم لاعتبار أن الناس يأتون من أصقاع الدنيا الأربعة من أجل التعلم في الجامعات الفرنسية ». ومن حين إلى آخر، يتحول الونيسي في خطبته للحديث من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية مخاطبا شباب الجيل الثاني والثالث من الذين لا يحسنون العربية قائلا: « ليس للمسلمين في فرنسا من سبيل للخروج من حالة التهميش الاجتماعي والفقر الاقتصادي إلاّ عن طريق العلم و حث أبنائهم وإنفاق الأموال في سبيل إدخالهم إلى الجامعات والكليات ». ويضيف الخطيب منتقدا: « وبدلا من صرف الأموال في بناء القصور والشقق في البلاد الأصلية »، حيث يعمد الكثير من المهاجرين إلى تشييد مساكن لهم في تونس والجزائر والمغرب وغيرها من بلدان المهاجرين الأصلية، « فإنه آن الأوان لمسلمي فرنسا أن يستثمروا في رأس المال الذي لا ينضب وهو العلم والمعرفة ». العلم والاندماج.. جهاد العصر وفي إطار واقع فرنسي أبرز سماته ظاهرة الخوف من الإسلام و المسلمين، يرى عميد مركز « زيتونة الأمل » أن جهاد العصر هو جهاد العلم للاندماج حتى نقدم للبشرية نماذج نفخر بها مثل ابن سينا والرازي والخوارزمي وابن خلدون وغيرهم من علماء الإسلام الذين قدموا إضافات للبشرية ». ويشدد الونيسي في أكثر من موضع في خطبته على أن « جهاد العلم والاندماج » يجب أن يتحلى به المسلمون في الغرب « حتى نكون على آثار ابن ماجد وابن عرفة وغيرهم من السلف الصالح الذين عملوا بالآية الكريمة: {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}. ولم يفرطوا في علوم الدين على حساب علوم الدنيا بل وازنوا بينهما ». وكخطوة عملية لهذا التوجه في دعم العلم و التعلم، قام مركز « زيتونة الأمل » مؤخرا بفتح باب التسجيل في دروس التقوية في مادة الرياضيات مجانا للتلاميذ المسلمين وغير المسلمين يقدمها مدرسون متطوعون. ويلفت الونيسي أنظار المصلين إلى أن « مجالات العلم والتأثير في المجتمعات الأوربية التي نعيش فيها مفتوحة على مصراعيها ». ويوضح قائلا: « كل الأبواب مفتوحة، وكل الشعب بما فيها السينما والمسرح، واللذان لا يعتبران حراما في حد ذاتهما، لأن بقاءنا منحصرين في بعض الاختصاصات العلمية يعني غيابنا كمسلمين في التأثير في قطاعات أخرى، فالإعلام وما له من تأثير في الرأي العام يحتاجنا والمسرح يحتاجنا لأنه بهويتنا وإسلامنا بمكمن أن نوجهه ونجعله يرقى بالحواس الإنسانية ويرتفع بها عن ثقافة الجسد المعرى ». ويختتم قائلا: « نحن كمسلمين في الغرب نحتاج فعلا إلى سينمائيين ومخرجين ومسرحيين حتى نعطي للبشرية نماذج راقية في كل المجالات ». أسئلة خاصة جدا! ومن على منبره الذي لا يرتفع إلا بضعة درجات على الأرض، ينزل عميد مسجد « زيتونة الأمل » في ختام خطبته للإمامة المصلين بأجزاء من سورة الرحمن قبل أن يتوافد عليه المصلون سائلين عن حوائجهم ومشاغل أبنائهم فيما بين الحين والحين. عن هذه الأسئلة، يقول الشيخ : « لا تجد هذه الأسئلة إلا في هذه البيئة الجديدة ووطن الإسلام الجديد..أوروبا »، من قبيل سؤال متنقبة جاءت تطلب رأيه بشأن رغبة زوجها الفرنسي في اعتناق الإسلام بعد أن أنجبت منه طفلين. لم يسأل الشيخ الونيسي المتنقبة عن كيف و متى تم كل ذلك بالمخالفة للشرع، لكنه رحب بقدومها مبتسما و قال لها « ائتي به وليشهر إسلامه وعفا الله عما سلف، لكن بشرط أن لا يكون مكرها ».. جواب بسيط يخفي رحابة واتساع مثل هذه القراءات للإسلام التي يروج لها مركز « زيتونة الأمل ». (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 31 ماي 2008)
منير شفيق (*) ما حدث في العاصمة القطرية الدوحة من اتفاق لبناني-لبناني يعتبر من أخطر الأحداث المهمة بعد حرب يوليو 2006 في لبنان. فالأزمة اللبنانية التي حلها الاتفاق كانت من أهم أزمات المنطقة دلالة بسبب التداخل الإقليمي والدولي، ولاسيما العربي في تلك الأزمة. وهو ما كان يعبر عنه، بحق وبلا حق، بأن الانقسام الداخلي يترجم الانقسام العربي: مصر والسعودية من جهة، وسوريا من جهة أخرى. أو يترجم الصراع بين محورين أو في الأدق جبهتين، وهو ما يعبر عنه الصراع الأميركي-الأوروبي وفي المقدمة الإسرائيلي ضد إيران وبرنامجها النووي. صحيح أن من الخطأ والظلم أن يلغى العامل الداخلي المولد للأزمة لحساب الصراع الإقليمي والدولي، كما لو كانت الأطراف اللبنانية مجرد انعكاس آلي لخارجها. فكون ثمة تدخلات عربية وإيرانية ودولية لدعم هذا الطرف أو ذاك، أو للتوفيق بينها، لا يعني أن الداخل اللبناني يعمل لحساب تلك القوى. فالرؤية الصحيحة هي أن تلحظ الأسباب الداخلية والاستقلالية الداخلية من جهة، كما لا بد من أن تلحظ التدخل من خارج لبنان ومدى تفاعل الداخل بهذا التدخل من جهة ثانية. هذا ويجب ألا يوضع التدخل الأميركي على قدم المساواة مع أي تدخل آخر، لأنه تدخل يعمل لحساب المشروع الإسرائيلي، وهو جزء من حروب العدوان التي شنتها إدارة بوش، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من أفغانستان إلى فلسطين إلى العراق، إلى لبنان إلى الصومال. ومن ثم يجب اعتباره التدخل المعادي للبنان ككل، والمسيء لكل الأطراف اللبنانية كما العربية والإيرانية، وحتى الأوروبية إلى حد أقل. وتؤكد السياسات الأميركية والممارسات العملية خلال السنوات السبع الماضية أن المشروع الأميركي للبلاد العربية والإسلامية هو المشروع الإسرائيلي بحلته «ما فوق الليكودية». فما حدث في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان من دمار وخراب وضحايا كانت وراءه إدارة بوش، وما حل من تدهور عربي على جانب الدول التي ماشت أو تساهلت مع السياسات الأميركية لا يصعب اكتشافه، ويكفي أن يقارن بين حال أية دولة من تلك الدول قبل سبع سنوات والآن ليتأكد صدق ما تقدم. ولعل ما آل إليه وضع الرئيس الباكستاني «برفيز مشرف» وحزبه في باكستان يعطي الدليل القاطع على صحة المقولة التي تفيد أن كل خطوة مع أميركا تضعف وتقود إلى تدهور، فيما كل خطوة مقاومة أو ممانعة أدت إلى قوة وتعزيز للوضع. بل هنالك قوى قاومت ومانعت، ولم تكن معروفة قبل احتلال العراق، أصبحت قوى رئيسة، شعبياً في الأقل. وحتى من وقف على الحياد كسب ولم يخسر. أما ما فعلته الإدارة الأميركية بعد فشل العدوان العسكري الذي كانت شريكة فيه في لبنان، فكان صبا للزيت على نار الصراعات الداخلية، فيما لم ينجم عن موقف من مواقفها سوى تعطيل مبادرة حل، أو دفع الأمور إلى حافة الحرب الأهلية. ولهذا تذمر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة من مديح بوش له ودعمه، قائلاً له: دعم لبنان يكون بالضغط على إسرائيل للانسحاب من مزارع «شبعا». فهذا التصريح يدلل على أن الدعم الأميركي محرج وضار ولا خير فيه، وهو ما يجب أن يرد بمثله محمود عباس ونوري المالكي. ولكن هيهات كما يبدو، والدليل أن ما فعلته إدارة بوش في العراق وفي فلسطين كان أخطر وأشد ضرراً مما فعلته في أي مكان آخر، ومع ذلك استمر التعلق بأميركا الفاشلة. ولهذا، فإن ما حدث في الدوحة من اتفاق لبناني جاء صفعة لإدارة بوش ولبوش شخصياً. فبعد خطابه الصهيوني في الكنيست، طالب الدول العربية بمحاربة حماس وحزب الله وسوريا وإيران، وها هو ذا الاتفاق يعقد لبنانياً وحزب الله طرف أساسي فيه، وإقليمياً كل من سوريا وإيران، كما السعودية ومصر، كانت أطرافاً مساهمة في صنعه، مما يعني أن بوش خرج من اللعبة وهو يلملم الإهانة ويبتلع ما حدث، والأنكى دون أن يتمكن من إظهار امتعاض حين أعلن عدم اعتراضه عليه، وعدم الاعتراض يعبر عن امتعاض وغيظ مكبوتين. ويمكن أن يقال الشيء نفسه بالنسبة إلى ما أعلن في اليوم التالي عن إعلان الاتفاق عن مفاوضات غير مباشرة تجري في أنقرة برعاية تركيا بين وفدين إسرائيلي وسوري. فرغم تحفظنا على أية مفاوضات أو وساطة تجرى مع العدو، إلا أن الاختراق الذي أحدثته تركيا يدخل ضمن إطار عزلة أميركا، إن لم يكن عزلها. وذلك ببساطة أنه في الوقت الذي يعلن فيه بوش الحرب على سوريا يحدث هذا الاختراق، ويضطر الناطق الرسمي الأميركي إلى إعلان أن الإدارة الأميركية على علم به. فالعلم به هنا لا يكون بالنسبة إلى دولة حملت استراتيجية «إعادة بناء الشرق الأوسط الجديد»، فيما تجري مياه الأحداث من تحتها، أو من حولها، بعدم اعتراض منها أو بعلم منها. الأمر الذي يعني أن وضع إدارة بوش تدهور إلى مستوى المعلق على الأحداث لا صانعها، حتى على مستوى أولمرت الذي فتح الباب لتركيا، ودعم الدول التي يفترض بها ألا تتدخل في تقرير مصائر أزمات المنطقة. أما من جهة ثانية، فقد ثبت مرة أخرى أن إبعاد أميركا عن التدخل في الأزمات يقرب من حلها، بينما تدخلها يذهب بها إلى ما لا تحمد عقباه.. إلى صب الزيت على النار. (*) كاتب أردني (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 ماي 2008)
المحارب لروبرت فيسك: جرأة الحقيقة وسخرية الشاهد ودم العراق وآثام الاباء
ابراهيم درويش روبرت فيسك ( 1946ـ ) مراسل صحيفة الاندبندنت اللندنية، يعمل في المنطقة العربية منذ اكثر من ثلاثين عاما، غطي احد عشر حربا فيها، وعاين عن كثب الكثير من المذابح والانتفاضات والانقلابات، ويعيش في بيروت، ويعتبر نفسه بيروتيا، يكشف دائما في مقالاته عنها ومنها عن ثراء المدينة: تنوعها وتناقضها وحروبها الصغيرة والكبيرة. في بيروت صاحب بيته، درزي، وبقاله مسيحي، ومترجمه وسائقه، شيعي وسني. والهوية الدينية او الطائفية لا تعني كثيرا لكل من يعمل معهم، ذلك ان الالتفات للحساسية الدينية والطائفية يتم للاحترام وليس لتأكيد هوية علي اخري. في كتابه الحرب العظمي من اجل الحضارة: غزو الشرق الاوسط اعتمد فيسك علي اكثر من 328 الف وثيقة، لتحضير الكتاب من مجموعته الخاصة التي تمثل مفكراته، ويومياته، وبرقياته، ومقالاته المكتوبة بخط اليد…. فيسك الذي يكتب اسبوعيا مقالا، يحلل فيه احداث المنطقة الحالية و يبحر فيه في تجربته وذاكرته الشخصية، ورؤيته للحروب والصراعات، منشغل كصحافي اولا بالحقيقة وتعريفها والحقيقة، تغطيتها وتعريفها والتلاعب بها هي مفتاح شخصيته وكتاباته، فالحقيقة هي التي تكشف عن حجم الظلم الذي يعيشه سكان العالم العربي، وعن مرارة الاستعمار، وخداع التاريخ واسره وتشابك احداثه. وهو ما اعطاه رخصة او واجبا لكتابة ما يري ويكشف عن الحقيقة في الصراعات والحروب التي يغطيها. ومقالاته، وتقاريره تكشف عن هذا الحس، وهي في غالب الاحيان تخرج غاضبة، ساخرة تتحدث بمرارة عن تلاعب السياسة باللغة وتلاعبهم بنا، كبشر ومواطنين، مستضعفين، وفقراء ومحرومين. ولغة فيسك او مقالاته فيها غضب وليس قسوة، فيها مرارة وسخرية ولكن ليست دموية. وتحمل في طياتها غضب الراشد وخوفه من القادم. خوفه من الساسة الذين يغيرون شكل هويتنا ولغتنا ويقتلون الامل في نفوسنا. من يقرأ كتابات فيسك يخرج بانطباع اولي بأنه يستهدف دائما توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، والذي يطلق عليه توني بلير، لورد كوت العمارة. في اسقاط تاريخي مر علي كارثة عسكرية قادها جنرال بريطاني في اثناء الحرب العالمية الاولي في محاولته للوصول لبغداد، وهزيمة العثمانيين حيث راقب الجنرال جنوده يذبحون ويؤسرون ويجرون نحو تركيا. واللقب هو مقاربة تاريخية لكارثة اصطنعها بلير في العراق المعاصر، كارثة ادت كما هو معروف لتدمير البلد وقتل اهله. والثاني الذي هو محط غضب فيسك جورج بوش، رئيس الولايات المتحدة الحالي، الذي يقول فيسك انه تغني بحب العراق لدرجة دفعته لان يدمره، تماما مثل نيرون الذي حرق روما وهو يعزف الحانه علي وقع اللهيب الذي كان يأكلها. ولكن فيسك وان ركز في نقده علي بلير وبوش، لا يعني انه يحب او يسترضي الديكتاتوريين والظلمة، بل قول الحقيقة لم يمنعه من المجاهرة ورفع صوته ضد ما يراه ظلما وقهرا، هنا لا يجب ان نفهم كتاباته علي انها دفاع عن الجماهير او المسحوقين، بل هي دفاع عن الحقيقة، ومحاولة للكشف عن تواطؤ السياسة وتواطؤنا معها ومع الساسة، فهو يتحدث عن شعوره باننا نحب ان نخدع وان نساق للمذبحة من قبل اسيادنا ونسرع للهاوية، بحماسة انتحاري. في مقالات فيسك شجب لنا، لتواطؤنا، ولكنها لا تنال من كرامتنا بل تفتح اعيننا علي ما يحدث، وهي كما هي تفتح زاوية من عقل الصحافي الذي يكتب بسرعة للرد علي ازمة والتعليق علي حدث الا انها تضيء جوانب كثيرة من ابعاد ما يحدث، ففيسك صحافي شامل بمعني المعرفة والاطلاع، يكتب عن منطقتنا عبر ممارسة طويلة، ولكنه لم يجلس في شقته البيروتية المتواضعة ليكتب مفصولا عن الواقع، فهو قارئ لتاريخنا وتاريخ بلاده، وهو بهذه المثابة ليس مثل صحافيي الفنادق، اللقب الذي اطلقه علي من يغطون الحرب في العراق، حيث صار الصحافي الغربي الخائف من القتل والخطف من فرق الموت، صار يعتمد علي مصادر ثانوية للاخبار ليؤدي واجبه تجاه صحيفته او مجلته. ومن هنا يؤكد فيسك علي اهمية المعرفة، بالحدث والواقع الذي يكتب عنه:يشاهد ويعاين ولكن لا علي طريقة الخبراء او الباحثين في مراكز البحوث ثينك تانك ولكن من يعمل في الميدان يقابل ويتأكد من روايات الرواة وشاهداتهم ثم يدبج مقالته او تقريره. لكن فيسك مثل اي صحافي يعترف باخطاء في التغطية ووقوعه في خديعة هنا وهناك مثل ما رواه صحافي امريكي ان صدام حسين، قد قاده في سيارته ليريه حب العراقيين له، وقد قرر فيسك ليكتشف بعد اعوام ان امرا من هذا لم يحدث كما كشف عنه الصحافي نفسه. لكن هذا لا يقلل من اهمية المعرفة، والبحث والمعاينة في نقل الاخبار. وهنا يكشف فيسك عن بؤس التغطية الاخبارية، الغربية والبريطانية للاحداث في المنطقة فهي وان لم تكن محايدة وتجعل من الضحية قاتلا الا انها تعاني من خلل معرفي يؤكد ما يقول عنه فيسك مجموعة من الكليشيهات. فهو يقول ان عددا اكبر واكبر من الصحافيين البريطانيين يستخدمون تدريبهم وخبرتهم في تغطية الاخبار المحلية في بريطانيا، لخلق مجموعة من الكليشيهات في تغطيتهم للمنطقة، تعمل في النهاية علي تغمية وتعمية الحقيقة هنا. ما يقلق فيسك هي الكيلشيهات والقوالب الجاهزة التي يحملها الصحافي الغربي معه للعالم العربي، وهي القوالب التي تقوم في النهاية بخلق صورتنا ونمطيتنا في العقل الغربي. اشكالية القوالب هذه تميز التغطية الصحافية الامريكية لنا، ولكن بؤس الاعلام الغربي الذي وضع نفسه في خدمة السياسة، وادي لوقوع مؤسسات اعلامية كانت معروفة بحيادها الظاهري في شرك امركة التغطية الاعلامية للمنطقة، مثال ذلك هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي التي ظلت تمثل المصدر الرئيسي للاخبار في كل الدول التي تبث اليها وتصل موجاتها لسكانها. فلم تعد هذه المحطة باذاعتها وتلفازاتها تثير اهتمام الرأي العام في المنطقة. بؤس الاعلام، ونفاق السياسة هو ما يؤجج غضب فيسك، ذلك ان تهالك الاعلام علي السير في ركب السياسة المخادعة وقنوعه بلعب دور المطبل لم يحول الادارة لدعاية ولكنه حول الناس في منطقتنا لأنصاف بشر وشرعن الحرب علي الارهاب. الحرب التي استخدمتها امريكا، كي تسجن وتعذب المشتبه بهم في غوانتانامو وترتكب الانتهاكات في ابو غريب والسجون السوداء في اوروبا وتحتجز المتهمين في قاعدة باغرام الافغانية، وهي الحرب التي انتفع منها كل من اراد تصفية حسابه مع خصمه. فعندما كانت دبابات شارون تحاصر مقر ياسر عرفات، كانت تقول انها جزء من الحرب علي الارهاب وعندما اجتاحت دباباته الضفة كان يقول انها جزء من الحرب علي الارهاب. والحرب هذه ادت الي لعبة مجانية في الالقاب، اسامة بن لادن، هتلر. صدام حسين ، هتلر. اتابع فيسك منذ اكثر من خمسة عشر عاما واقرأ مثل كثيرين مقالاته الاسبوعية، ولاحظت ان فيسك في الفترة الاخيرة او علي الاقل في مقالاته يكتب بحس نوستالجي عن والده وجيله في الحرب العالمية الاولي، عن احلام الاباء والابناء، وشواهد الراحلين، وشعر من كتبوا وعانوا مآسي الحرب العظمي، ولكن هذا الحنين للماضي لا يعزل فيسك عن الحاضر وتداعياته. ومقالاته مع حسها الغاضب وايقاعها السريع، لا تخلو من السخرية والفكاهة المرة التي تستعيد كوارث الساسة الماضين واخطاءهم الكبري، ففي اثناء تواجده في مدينة معان الاردنية علي حفل منسف وطلب المضيفين له الزيادة حتي التخمة، ويعلق علي كلام مضيفه الذي قال ان امريكا اليوم هي التي تأكل العرب، ويقول ساخرا، خلال المئة عام الماضية اكلنا نحن البريطانيين في الشرق الاوسط لدرجة اننا لم نعد جوعي، اي حتي التخمة. هاجس اخر يطبع كتابات فيسك هو اهتمامه بمذبحة الارمن وتداعياتها ونفي الحكومة التركية وقوعها ومحاولاتها اسكات اي صوت يدعو لنبشها، والمذبحة تعتبر هما وهاجسا في كتاباته. امر مهم، في كتابات فيسك هو اهتمامه بكيفية استخدام اللغة، وقولبتها، فاللغة هي تصنع الصورة، والطريقة التي يستخدمها الصحافي تؤدي لصناعة مواقف وافكار واتجاهات، ومن هنا يسخر فيسك من لغة المطهرات والمنظفات التي لا تسمي الاشياء باسمائها، اللغة اللطيفة، اللغة التي تسمي الحصار والتجويع اغلاقا والتي تتحدث عن الاغتيال قتلا مستهدفا وتتحدث حتي الهوس عن اهتمامات اسرائيل الامنية واللغة التي تشير بوعي دائما لـ مصادر . يقول فيسك: افتح تلفازك الليلة، واقرأ تقارير الوكالات غدا، فكلها تذكرك بدوامة العنف ومخاوف قادة اسرائيل الامنيين، وهل يستطيع عرفات السيطرة علي شعبه. لكن لا احد يسأل شارون ان كان بمقدوره السيطرة علي شعبه، خاصة عندما يقوم المستوطنون بقتل الفلسطينيين. الخطاب المجزوء، المتحيز لجانب اخر هو ما يطبع التغطية الاعلامية الغربية للعالم العربي. واللغة، يتم اسرها، قتلها واغتيالها في حرب بوش علي الارهاب. في تحليل له لخطاب من خطاباته المتعددة، يحصي عدد المرات التي وردت فيها كلمة الارهاب، ويلاحظ ان خطاب بوش الذي القاه امام جنود في قاعدة عسكرية امريكية بدأه بالترهيب والتخويف من ارهاب القاعدة وانتهي به ليتحدث عن حس انتصاري، ويعلق فيسك قائلا ان هذا ليس خطابا سياسيا بل سيناريو فيلم في هوليوود. وهنا يشير الي نفاق اللغة السياسية، معلقا علي ما يزعم الامريكيون من ان العالم يكرههم ولكنهم اي ساسة امريكا لم يسألوا عن سبب وجذور كره العالم لهم. كلينتون لم يشجب بكلمة واحدة مذبحة قانا والتي تحولت لهوس في خطابات اسامة بن لادن. في المقابل عبرت امريكا عن حبها للعرب من خلال قتلهم. اما ريغان فقال انه معجب بالشعب الليبي وانه صديقه فقام بقصف مدينة بنغازي. المشين هنا انه عندما يتحدث بوش عن العراق كمهد للحضارات فان الصحافة في لندن وواشنطن تتبني ما يقول دون مساءلة. هنا يقول فيسك ان كل اللاعبين في الشرق الاوسط يخوضون لعبة خداع للنفس من اجل تجنب القضايا التي كانت مسؤولة عن خلق الازمات. اللغة هي ما تصنع رؤيتنا، فكل عربي هو ارهابي لكن من يقتل 28 مصلياً في الحرم الابراهيمي او يقتل اسحق رابين يسمي متطرفاً . يقول فيسك انه عندما يكون الاسرائيليون علي صلة بالقتل فبوصلتنا وقدرتنا علي تغطية الحقيقة تجف، هذا هو بؤس مثال عن بؤس الصحافة واللغة. يبني فيسك رؤيته للغة وعملها في العقل والواقع علي رؤية نعوم تشومسكي، الباحث الامريكي والذي ثور معرفتنا باللغة في القرن الماضي، وفيسك عارف بنظريات تشومسكي اثناء دراسته في جامعة لانكستر، في بنائها الاول قبل ان يتم التطوير والتقدم علي فهم تشومسكي وتلامذته لها. لكن فيسك واع بما يتم من استخدام للغة، اخفاء وتعمية وقولبة وصناعة صور وافكار عن الضحية وقاتلها. ما دام الحديث عن اللغة ، ففيسك الحريص علي التسجيل والتوثيق يعلن كرهه للانترنت والكمبيوتر الذي دمر جزءا من ذاكرته وسجلاته ولم يكن مفيدا له اثناء اعداد كتابه الحرب من اجل الحضارة . ويقول عن الانترنت انه يكرهها لانها غالبا ما تكون لا مسؤولة وتتحول لشبكة كراهية. في مقال كتبه امس الاحد معلقا علي تصريحات القادة الامريكيين ان القاعدة انهزمت، يلخص اهتمامات الكاتب جاء فيه انه ما دام هناك ظلم في الشرق الأوسط، فإن القاعدة ستنتصر، ما دام لدينا في بلاد العالم الإسلامي 22 ضعفاً مما كان للغرب من قوات ايام الحروب الصليبية، سنكون في حالة حرب مع المسلمين. إن الكارثة الجهنمية في الشرق الأوسط امتدت لتشمل العراق وأفغانستان وغزة وحتي لبنان. فهل هذا انتصار؟ مقالات روبرت فيسك التي نشرت مختارات منها في كتاب صدر حديثا في لندن عن فورث ايستيت تحت عنوان زمن المحارب: مقالات مختارة تغطي فترة الخمسة اعوام الماضية التي تبعت هجمات ايلول (سبتمبر) وحرب العراق وافغانستان. وهي تسجل في حيثياتها الزمن الذي تحول فيه الجندي الامريكي من جندي الي محارب، وهو الذي ادي الي انتهاكات ابو غريب، وغوانتانامو. الكتاب ليس عن الحرب ولكن عن النقاش حولها ونفاق ساستها وعن الاكاذيب، عن القاعدة وصلتها بالعراق، وعن اسلحة الدمار الشامل ومزاعمها. وهي في مجموعها تقدم صورة عن اهتمامات فيسك، وهوسه بالحقيقة ودعوة للشجاعة في البحث عن الحقيقة واكتشاف مناطقها المظلمة. وفي هذه المقالات يقول فيسك ان دم العراق يسيح من خلال صفحاتها. وعلي مدار 13 فصلا ينقل الينا فيسك همومه، حنينه وتاريخ تجربته وزمناً ماضياً وتاريخ عصرنا وبحثه في اوقات الازمة عن راحة المحارب في تجلية العلاقة بين الفيلم والسياسة والرواية، في مقالات تعرض افلاما او تبحث في الاثار. وهي تشير لصورة عن صحافي لا يعزل نفسه او يحصرها في التقاط الاخبار بل العيش يوميا في همومها والبحث خلفها عن البشر. وفي بعض المقالات مشاريع قصص قصيرة مثل قصة منعه من دخول امريكا، وقصة تجديد جوازي سفره، لانه يحتاج لهما في سفرياته في العالم العربي، فهي مقال او مشروع قصة ساخرة. وفي المقالات رحلة مع تجربة فيسك من مراسل لصحيفة محلية في نيوكاسل، ودراسته الجامعية، وعمله كمراسل لصحيفة التايمز ثم الاندبندنت وهي عن بيروت وقطعة من تاريخها وعن زمن العولمة المشؤوم الذي يقضي علي ذاكرتنا وحبنا للجمع والتوثيق، يكتب فيسك بطريقة غير مباشرة عن تغير آلات التغطية من برقيات ومقالات مكتوبة وتلفون الي عصر الانترنت ولكنه ليس فرحا بهذا التغير فتاريخه وتاريخنا المكتوب علي جذاذت يضيع في زمن الشاشة. يكتب قائلا الكلمات المكتوبة علي مذكرات، مفكرات، برقيات.. تصبح في النهاية ارشيفا للانسانية والالم والتعذيب واليأس . تماما كما تشير اليه صورة الغلاف المستوحاة من تعذيب ابو غريب وتصور كيف عاد الزمن، زمن المحارب الي عصر البدائية وعصر دمار الحضارة، ومن هنا يدعونا فيسك لانتظار الحلقة القادمة من مسلسل الحرب علي الحضارة. The Age of Warrior: Selected Writings By:Robert Fisk Fourth Estate, London- 2008 (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جوان 2008)
العمامة والقبعة لصنع الله إبراهيم زمن الغزو
د. أحمد الخميسي » العمامة والقبعة » أحدث روايات الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم وتغطي زمنيا ثلاث سنوات بدءا من دخول الحملة الفرنسية إلي القاهرة في يوليو 1798 حتى يوليو 1881 عندما جلت الحملة عن مصر. هكذا اختار الكاتب » زمن الغزو » الذي تقاطعت فيه سنابك خيول القوى العظمى على أرض مصر. ومع الاحتفاظ بحق كل سياق تاريخي في الاختلاف عن غيره ، إلا أن الرواية تضعنا أمام عملية اجتماعية وشخصيات وتيارات فكرية تحيلنا بشكل أو آخر إلي زمننا الحالي ، حين تعرض لنا قبول المماليك ( الحكام المحليين ) بأن يكونوا وكلاء للغزو لقاء فتات السلطة والثروة كما فعل مراد بك حين اتفق مع الفرنسيين على أن يحكم الصعيد باسم فرنسا ، وحين ترينا الرواية حالة النخبة المثقفة وكيف تتعاون أقسام منها مع الغزاة كما فعل بعض العلماء والشيوخ الذين قبلوا بالعمل في ديوان بونابرت، أو عندما يقبل الراوي بالخدمة مترجما في الجيش الفرنسي خلال زحفه إلي العريش ومنها إلي الشام ، وكيف يصل الهوان ببعض المثقفين كالمعلم يعقوب إلي الوقوع في تناقض استبدال الاحتلال الفرنسي بالتركي حين يقول : » لقد انضممت إلي الفرنسيين برغبة وطنية لتخفيف معاناة أبناء وطني .. هل يرضيك أن تظل مصر في يد الأجلاف من أتراك ومماليك ؟ » (1) ، وهكذا يستبدل المعلم يعقوب وحشية الاستعمار الفرنسي بوحشية المماليك مدعيا أن تلك » رغبة وطنية .. لكي تستقل مصر » . وتبدو هنا بوضوح فكرة الاستعانة بطرف خارجي أجنبي للتخلص من حكم محلي مستبد . وقد أشار صنع الله إبراهيم في حديث لجريدة البديل إلي ذلك حين قال : » هناك فكرة تتناولها الرواية يمكن اعتبارها صدى لما يدور في العراق وهي فكرة التدخل الأجنبي ، وهي نغمة قديمة جدا أول من تحدث عنها أيام الحملة الفرنسية المعلم يعقوب ».(2)ويصوغ المعلم يعقوب هذه الفكرة صريحة في الرواية بقوله » إن الشرق بلغ حالة من الهوان يتطلب فيها إنقاذه من خارجه » ! (3) لكن زمن الغزو الذي يدفع الكثيرين للخضوع لا يخلو من قيم أخرى ، فهناك الشيخ المحروقي الذي ينادي » لا صلح » ، وهناك عبد الظاهر الذي يضمر مقاومة الفرنسيس وجيشهم ، وهناك أيضا شيوخ آخرون يحثون على الكفاح ، وهناك مترددون كالشيخ الجبرتي ، وهناك في آخر المطاف ثورة القاهرة الأولى على الاحتلال في 21 أكتوبر عام دخول الحملة ، وثورتها الثانية في 20 مارس 1800 التي اندلعت من حي بولاق ودامت لأكثر من شهر وشارك فيها البسطاء كلهم بالنبابيت والعصي . وسنرى في الرواية أيضا – من لحظات زمننا الحالي – كيف يرمي الكفاح السياسي الطبقي الوطني ضد الاحتلال بثقله إلي كفة الدين فيغدو كفاحا ضد النصارى حين خرج نصوح باشا للعامة وقال لهم: » اقتلوا النصارى وجاهدوا فيهم « . (4) وبعبارة أخرى سنرى كيف يصبح جوهر الصراع ملتبسا متخذا شكل صراع ديني بكل ما لذلك الالتباس من تأثير سلبي داخل قوى الوطن ، لأن » العامة صاحوا وهاجوا .. يقتلون من نصارى القبط والشوام وغيرهم » (5).
» زمن الغزو » لا يخلو أيضا من استشهاد صنع الله إبراهيم بالخطاب الاستعماري الذي لم تتغير ذرائعه كثيرا من بونابرت حتى جورج بوش ، إذ يقول دينون للراوي : » كنت أؤمن بأننا سنعيد الحضارة إلي هذا البلد .. لكننا لم نفعل شيئا حتى الآن سوى سفك الدماء وجمع الضرائب .. وفي بني سويف قتلنا ألفين من الفلاحين .. أتينا إلي مصر لنحقق الرفاهية لأهلها .. فإذا نحن نستعمل سقوف بيوتهم وأدواتهم ومحاريثهم وقودا للطهي » (6) ، بينما يقول الصباغ للراوي عن أعمال الفرنسيين في يافا : » إن الفرنساوية تحولوا إلي وحوش يطعنون الشيوخ والفتيات ويهتكون أعراض البنات وهن لا يزلن في أحضان أمهاتهن » (7) . هذه هي القوى الخارجية التي ادعى المعلم يعقوب أو تصور أن مصر ستستقل بفضلها فخرج معها وهي ترحل عن مصر في رداء جنرال فرنسي حاملا رتبته وأوسمته التي منحها له الغزاة الذين قدموا ليس فقط بخطاباتهم عن تمدين مصر وتطويرها ، بل وب » إعلان حقوق الإنسان » الذي تقرأ فيه » بولين » الفرنسية خلال إقامتها في القاهرة (8) . هناك في الجانب المقابل الخطاب التاريخي للاستبداد المحلي ، والذي نسمعه من أفواه العسكر العثمانلية بعد خروج الفرنسيس حين ينهبون ويضربون فإذا شكا أحد قالوا له : » ألا تفسحون لإخوانكم المجاهدين الذين حاربوا عنكم وأنقذوكم من الكفار ؟! » (9) . تعرض الرواية ذلك المشهد التاريخي الفسيح زمن الغزو لصراع القوى العظمى من أجل احتلال مصر، والمواقف المعقدة لشرائح النخبة المثقفة والقوى المحلية، والتيارات الفكرية التي سادت حينذاك، وأهل مصر بحيرتهم وتفرقهم وثوراتهم، ولا يفوت الرواية خلال ذلك كله أن ترينا أيضا » التخلف الحضاري » بالمعنى الشامل لتلك العبارة. وبذلك كله تحث الرواية العقل على التفكير في أحوال زمننا الحالي وتأمل القوانين العامة التي تعلو فوق اختلاف السياق التاريخي والاجتماعي لتقدم لنا » ما هو مشترك وعام » في أزمنة الغزو. إلا أن الروايات لا تكتب من أجل إسقاط وضع تاريخي ما على وضع آخر ، أو عرض التيارات الفكرية المتصارعة في لحظة تاريخية، فلابد للعمل الفني من أن يحمل ما هو أبعد وأعمق من ذلك كله ، أي ما يتصل بتفاعلات الروح الإنسانية والكشف عنها في شخصيات محددة . وإذا كان القارئ قد طالع رواية » القلعة البيضاء » (10) للكاتب التركي أورهان باموق ، فإنه قد يتذكر أو لا يتذكر أن الرواية عرضت لنا مشهدا فسيحا لطبيعة القرن السابع عشر والتيارات الفكرية ، والصراع الدولي وهزائم تركيا وانتصاراتها ، لكن المؤكد أن من قرأ تلك الرواية لن ينسى أبدا شخصية الشاب الإيطالي الذي فقد نفسه وذكرياته خلال بقائه مكرها في اسطنبول ، فلم يعد يدري من يكون . هذا ما أعنيه بأن العمل الفني يقدم ما هو أبعد وأعمق من الإسقاط السياسي. وقد قدم لنا صنع الله إبراهيم شخصية أساسية في » العمامة والقبعة » هو الراوي، الذي لا نعرف اسمه ، وهو شاب نزح من الصعيد إلي القاهرة بعد موت أهله في الطاعون والتحق بالجامع الأزهر ، وتردد على دروس الشيخ الجبرتي فأفسح الشيخ مكانا له في بيته ليواصل درسه على يديه ويساعد الشيخ في عمله كمؤرخ . ولكن الشاب يشرع في تسجيل يومياته التي يؤرخ بها لحياته وللحملة الفرنسية منذ أن أصبحت على تخوم القاهرة. وتعتمد الرواية على تلك اليوميات التي يصف فيها الشاب علاقته بأستاذه ، ثم عمله في مكتبة تابعة للفرنسيين بفضل إلمامه باللغة الفرنسية وهناك يتعرف إلي » بولين » الفرنسية التي تصبح فيما بعد خليلة نابليون بونابرت وعشيقة للشاب نفسه في الوقت ذاته . ثم يسافر الشاب مع الجيش الفرنسي إلي العريش ليشارك في الحملة الفرنسية على مدن فلسطين والشام ، ويصف في يومياته كيف : » أحرق الفرنسيون قرية ومدينة جنين بإقليم نابلس » وكيف فشلوا في الاستيلاء على عكا وقرروا التراجع بعد أن هلك ثلث جيشهم . وبعد عودته إلي القاهرة يعود الراوي ليلتقي ب » بولين » ، وبصديقه القبطي حنا ، وصديقه الآخر المسلم عبد الظاهر ، ثم تمضي الأحداث وتجبر نابليون بونابرت على الرحيل إلي فرنسا ، ويبقى من بعده » كليبر » قائدا عاما إلي أن يقتله سليمان الحلبي ، فيشغل الجنرال » عبد الله مينو » مكانه ، ثم تلحق بريطانيا الهزيمة بفرنسا في موقعة أبي قير البحرية، وينسحب الفرنسيون من مصر. الراوي – وهو الشخصية المحورية – مثقف جبان كما يصفه صنع الله إبراهيم، يبيع معرفته باللغة للفرنسيين، يتصادف أن يراه شاب من أولاد البلد خارجا من المكتبة الفرنسية فيبصق على الأرض احتقارا له ، فيكون قراره الوحيد أنه لن يذهب إلي المكتبة » لأنه مكسوف من الذهاب إلي هناك » ، وحين يلقى القبض على سليمان الحلبي يستولي الخوف على الراوي ، ويصبح السؤال الوحيد الذي يشغله هو : » هل ذكر لهم سليمان اسمي ؟ » ، وحينما يصدر الحكم بإعدام سليمان الحلبي وقطع رؤوس أربعة من الشيوخ يكون تعليقه الوحيد : » شعرت بالارتياح لأنه لم يأت ذكري في الأمر » (13) ، وعندما تهيج العامة على النصارى فإنه لا يجرؤ على الذهاب إلي بيت صديقه » حنا » للاطمئنان عليه . ورغم ما شاهده من وحشية الفرنسيين فإنه لا يتشجع لكي ينقطع عن معاونتهم . ومع ذلك فإنه يقرر في لحظة معينة أن يكتب نداء للفرنسيين يطالبهم فيه بالرحيل عن مصر، و إلا كان الهلاك مصيرهم ، ويعلق النداء فيلقى القبض عليه ويظل في محبس القلعة إلي أن تغادر الحملة مصر بعد هزيمة سفنها في أبي قير ، فيعود إلي أستاذه الجبرتي . في » العمامة والقبعة » يواصل صنع الله إبراهيم محاولته لدمج ما هو روائي ، بما هو توثيقي وهي المحاولة التي قام بها من قبل في روايتيه » وردة » عام 2000، و » أمريكانللي » عام 2003 . لكن عملية التوثيق الضخمة تكاد أحيانا أن تترك انطباعا بأن الشخصية المحورية مجرد ذريعة للتوثيق ، وسأضرب مثالا واحدا حين يصف الراوي سيره قائلا : » واصلنا السير لغاية قصر قنطرة السد عند فم الخليج ، هنا يخرج الخليج من النيل جنوبي قصر العيني عند السبع سواقي »(14) . من المنطقي أن يصف الراوي سيره ، لكن لمن يحكي الراوي أن الخليج يخرج هنا من النيل إلي الجهة الفلانية ، إذا كان ذلك شيئا معلوما له وبديهيا ؟ . هناك الكثير من التوثيق غير المرتبط بالشخصية ، توثيق لشوارع وطقوس وأزياء واحتفالات شعبية بغض النظر عن دور ذلك كله في الكشف عن الشخصية الفنية أو دورها في الأحداث كالقول مثلا بأن : » الفرنساوية أدخلوا تعديلات على شوارع المدينة .. ومدوا طريقا من الأزبكية إلي جهة قبة النصر » . ( 15) . ولذلك يبدو أحيانا أن الكاتب لا يستطيع الإفلات بسهولة من إغراء المادة التي يقوم بجمعها، بينما يأتي صنع الله إبراهيم على تفاصيل أخرى وثيقة العلاقة بالأحداث والشخصيات ، كوصف الجبرتي لمذهب الفرنسيين وقوله إنهم » من الدهريين » ، وكذلك وصف تجربة إطلاق منطاد هوائي وما أثارته من دهشة لدي المصريين ، أو استغراب الراوي من أن الألحان التي تعزفها له » بولين » الفرنسية مسجلة على ورق . فهذه التفاصيل تكشف عن الهوة الشاسعة التي فصلت مصر عن الحضارة حينذاك ومن هنا تكتسب أهميتها خلافا لتفاصيل أخرى أثقلت الجزء الأول من العمل . يتبقى علاقة الراوي بالشابة الفرنسية » بولين » ، وهي علاقة لم تنجح في أن تكشف عن صدام أو لقاء حضارتين ومجتمعين وشخصين مختلفين تمام الاختلاف، أحدهما من الصعيد ، والآخر من باريس ، لأن العلاقة لم تتخطى في العموم الحدود الجسدية إلا في لحظات نادرة ، كما حدث عندما سمع الراوي بأن القانون الفرنسي يمنح المرأة الحقوق نفسها التي يمنحها للرجل ، لكن حتى هذه الحادثة لا تأتي في إطار العلاقة بين الراوي و » بولين » بل عن طريق طرف آخر هو » جاستون » . ( 16) .
أخيرا لقد نجح صنع الله إبراهيم للغاية في اختيار اللغة التي كتب بها الرواية، فيقول مثلا : » وقعت في الناس زعجة وكرشة » ، أو » ذهبت إلي المجمع فوجدت عليه حرسية شديدة » وعلى هذا المنوال واصل صنع الله إبراهيم فاستطاع أن يوحي بالعصر تماما وأن يتجنب في الوقت ذاته غرائب الكلام أو المهجور وغير المفهوم منه. ومن اللافت للنظر في الحقل الأدبي صدور ثلاث روايات من » العيار الثقيل » في عام واحد تعود بنا إلي التاريخ . واحدة تبدأ من الحملة الفرنسية » العمامة والقبعة » لصنع الله إبراهيم، والثانية تمر بسنوات الاحتلال بعد الثورة العرابية » واحة الغروب » لبهاء طاهر ، ثم » كرم العنب » لعبد الوهاب الأسواني التي تدور أحداثها بعد نصف قرن من غروب ثورة العرابيين. أقول إنها ليست مصادفة أن يلجأ الروائيون الثلاثة الكبار في وقت واحد تقريبا إلي زمن أبعد ، محتواه التاريخي الغالب هو الغزو والهزيمة، لكن لعلها الحاجة الماسة إلي فهم واقعنا الراهن على ضوء معطيات أوضح لنفس المعضلة. و في هذا الإطار تأتي » العمامة والقبعة » لتحريك الهم العام والتأمل في أحوالنا زمن الغيم الفكري ، والغزو ، والشتات الوطني . هوامش : 1- العمامة والقبعة – صنع الله إبراهيم – دار المستقبل العربي – ص 227 2- جريدة البديل – 24 يناير 2008 3- الرواية ص 324 . 4- الرواية ص 249 5- الرواية ص 249 6- المصدر ذاته ص 193-194 7- المصدر ذاته ص 152 8- المصدر ذاته ص 101 9- المصدر ذاته ص 325 10– القلعة البيضاء– أورهان باموق– الهيئة المصرية العامة ترجمة إيزابيل كمال 11- العمامة والقبعة – ص 163 12- المصدر ذاته – ص 278 13- المصدر ذاته – ص 279 14- المصدر ذاته – ص 39 – 40 15- المصدر ذاته – ص 77 16- المصدر ذاته – ص 234 *** أحمد الخميسي . كاتب مصري Ahmad_alkhamisi@yahoo.com
اربكان وتركيا: لمن الكرسي النقّال ؟
د. محمد نور الدين (*) فضيحة أخرى تشهدها تركيا وكانت شاهدة عليها من دون ان يرف جفن لأحد. المنظر لم يكن غير مألوف في تركيا لكنه يزداد نفورا واشمئزازا اذا علمنا ان صاحبه هو رئيس سابق للحكومة في تركيا و… ابو الحركة الاسلامية الذي ادخل في تقاليدها مقارعة السلطة بالسياسة والابتعاد عن العنف سبيلا للوصول الى السلطة. انه نجم الدين اربكان رمز الحركة الاسلامية في تركيا والحامل الصبور والعنيد لقضايا تركيا الاسلامية وهمومها والعامل دائما على ان تكون جزءا من محيطها وتاريخها والمناهض للسياسات الغربية والصهيونية في المنطقة والعالم. اربكان هذا كان على موعد مع الكرسي النقال لكي يذهب الى منزل صيفي اختاره لكي يمضي عقوبة السجن سنتين وأربعة أشهر. اربكان متهم بتبديد او اختلاس اموال اختفت وكانت مخصصة لحزب الرفاه بعد فوزه بالمركز الأول في انتخابات 1995 . لكن بعد الاطاحة بأربكان كرئيس للحكومة التي ألفها بين عامي 1996 و1997 امرت المحكمة الدستورية بحظر حزب الرفاه وسجن بعض قادته ومنعهم من العمل السياسي. ثم ما لبثت ان ظهرت قضية اختفاء اموال خاصة بالحزب جاءته مساعدة من الدولة فكان ان اتهم اربكان وبعض القادة الاخرين باختلاسها. ويعترف اربكان انه لم يكن ممكنا جمع الوثائق الكاملة لنفي تهمة الاختلاس فكان حكم المحكمة الأخير بسجنه في منزله والسماح له بالخروج الى حديقة منزله وبإذن من القضاء يمكن له ايضا الذهاب الى خارج البيت. تدخل كل حيثيات هذه القضية في اطار تشويه صورة اربكان الرجل الذي قضّ مضاجع النظام التركي الذي كان حليفا وثيقا لأمريكا واسرائيل طوال عقود القرن العشرين حتى نهاية التسعينيات. وكثيرة هي الأحداث التي حصلت في تركيا وكانت رد فعل على خطوات كان يقوم بها اربكان. فانقلاب12 سبتمبر1980 كان في جانب منه ردا على تصاعد النزعة الاسلامية بعد مهرجان القدس قبل ذلك بأيام والذي نظمه اربكان كما كان ردا على اسقاط وزير الخارجية في اليوم نفسه في البرلمان بعد استجواب قدّمه اربكان ضده لأنه وقف الى جانب اسرائيل بعد ضم هذه مرتفعات الجولان اليها. يراد لأربكان ان يسقط بالتهمة الأسوأ اي سوء الأمانة والاختلاس وهو الذي ليس بحاجة بالطبع لأية اموال. لكن ما يؤخذ في هذه المرحلة يقع على عاتق على « الأتراك الآخرين ». والمقصود هنا « تلامذة » نجم الدين اربكان الذين كبروا وأصبحوا في السلطة منذ العام 2002 . كان يمكن لأربكان ان يمضي مثل هذه العقوبة حتى في السجن لكن كيف يمكن السماح بأن يفعل ذلك وقد اصبح في سن الـ83 ويعاني من امراض متعددة ومنها عدم قدرته على المشي وبالتالي استخدامه للكرسي النقال الخاصة بالمعوقين. الصورة التي نشرتها الصحف التركية مؤخرا لأربكان على كرسيه النقال تدعو ليس الى الشفقة على اربكان الذي يبقى شامخا رغم كل محاولات الاذلال بل على تركيا التي يراد لها هي ان تكون معاقة وعلى كرسي نقال. الصورة ليست برسم المتشددين من العلمانيين والعسكر الذين ينتشون اليوم من سكرة الانتقام ورؤية هذا الرجل يتمرغ بين اروقة السجن ولو كان منزلا. الصورة هي برسم ابناء اربكان من زعماء الحركة الاسلامية في تركيا اليوم الذين انتفضوا على سياساته. وهذه وجهة نظرهم بمعزل عمن معه الحق. لكن ما هو مؤكد ان زعماء تركيا اليوم من الاسلاميين ليس لهم الحق في رؤية زعيمهم التاريخي واحد رؤساء الحكومة السابقين وفي سن الثالثة والثمانين والأمراض تفتك بجسده ليس لهم الحق ان يتركوه لهذا المصير وهو الذي صنع لهم مجدهم وأخذ بيدهم ودرّبهم واخرجهم من منازلهم ليصبحوا لاحقا اسياد تركيا غير المنازعين. نعم ليس افتراء ولكن من حق كل تركي بل حتى عربي ومسلم ان يطالب حزب العدالة والتنمية ان يتحرك ويحول دون تنفيذ هذه العقوبة بحق اربكان .وإذا كان هذا يعتبر تدخلا في شؤون القضاء فإن الأحكام الدستورية تعطي صلاحية لرئيس الجمهورية اصدار عفو خاص مراعاة للظروف الصحية لأربكان. وهو عفو ، اذا صدر، سيكون انتصارا للقيم الانسانية قبل ان ان يكون مراعاة لظرف صحي. وكلنا ثقة ان الرئيس عبدالله غول لن يتأخر في اصدار مثل هذا العفو الذي هو اضعف الايمان. (*) خبير لبناني في الشؤون التركية (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 1 جوان 2008)