فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
10ème année, N°3867 du 24.12.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
حرية وانصاف:مقتل أحد المتظاهرين وجرح عدد آخر بمنزل بوزيان:لا لاستعمال العنف ضد المسيرات السلمية
السبيل اولاين:تقرير شامل حول أحداث سيدي بوزيد التى تجاوزت أسبوعها الأول
المرصد التونسي:اخر المستجدات اليوم الجمعة 24 ديسمبر 2010 في سيدي بوزيد :تواصل المواجهات ليلا والاعتصامات والمسيرات نهارا
كلمة:تواصل انتفاضة أهالي سيدي بوزيد لليوم السابع على التوالي
دويتشه فيله:أحداث « سيدي بوزيد » هل هي شرارة لغضب إجتماعي متصاعد في تونس؟
نقابي من بنزرت:بنزرت:تجمع حاشد…وقفة احتجاجية…لجنة جهوية لمساندة أهلنا في سيدي بوزيد
حزب العمال يدعو إلى تكثيف التضامن مع أهالي سيدي بوزيد:بيان
الحزب الديمقراطي التقدمي:بلاغ حول أحداث منزل بوزيان
الحزب الديمقراطي التقدمي:النص الافتتاحي للندوة الصحفية حول أحداث سيدي بوزيد
أنشطة تضامنية بالخارج:احتجاجات تونس تدخل يومها السابع
الجزيرة نت:مشاريع تنموية لتهدئة سيدي بوزيد
الصباح:الجويني في دورة استثنائية للمجلس الجهوي بولاية سيدى بوزيد:دفعة أولى من المشاريع والبرامج الصناعية والمالية والاستثمارية والفلاحية
الدكتور منصف المرزوقي:إلى الذين أمروا بإطلاق النار على مظاهرات سيدي بو زيد وغيرها
المولدي الجندوبي للوحدة: أسلوب التواصل هو الحل الأمثل لتخفيف الاحتقان في سيدي بوزيد
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة:من معاني الحرقة والحرق والإحتراق…
تحليل سياسي و ملف من إعداد رافع القارصي:إنتفاضة شعبنا البطل في سيدي بوزيد خارطة طريق للخلاص الوطني
فتحي التوزري:قضايا اجتماعية حارقة تفاعلا مع ما يحصل بسيدي بوزيد
حمادي الغربي:بداية النهاية
عبدالحميد العدّاسي:قتل وأوامر إدارية
المرصد التونسي:جلمة … عبد القادر الزياني يدخل في اضراب جوع من اجل جواز السفر
المولدي الزوابي:احتجاجا على حكم يقضي بخروجه من محل سكناه كهل يحاول الانتحار
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:في قفصة ،حلقة أخرى من حلقات محاكمة الحركة الطلابية
كلمة:حملة اعتقالات للشباب المتدين بولاية المنستير
الموقف:مؤتمر جمعية القضاة:أعضاء الهيئة الشرعية يخضعون إلى محاصرة كبيرة
كلمة:ايقيكس تدين محاصرة اعضاء الهيئة الشرعية للقضاة
محمد بوعود:حول المؤتمر القادم لنقابة الصحفيين:إصرار على الإقصاء…إصرار على الشدّ إلى الوراء
كلمة:تونس توقع على اتفاقيات أمنية جديدة للتعاون الأمني العربي
كلمة:تونس : مناشير وزارية للتخفيض من صوت الآذان وعدم بث القران
عارف المعالج : »بسيكو ام »، أغنية الراب والكشف عن المستور
الصباح:حسب نقابتهم:الأطباء الجامعيون يهجرون العمومي.. والمصحات الخاصة أكبر المستفيدين
العربية. نت :الفيلم التونسي « النخيل الجريح » يحصد ذهبية مهرجان وهران السينمائي
رجائى عطية:بين ظاهر الإنسان وباطنه!
القدس العربي:مصر: قضية الجاسوس تكشف عن شبكتين للموساد في دمشق وبيروت وتؤدي لاعتقال مسؤول أمني سوري
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm
الحرية لكل المساجين السياسيين
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 محرم 1432 الموافق ل 24 ديسمبر 2010
مقتل أحد المتظاهرين وجرح عدد آخر بمنزل بوزيان لا لاستعمال العنف ضد المسيرات السلمية نعم للاستجابة لمطالب المحتجين
في تطور خطير للأحداث الجارية بولاية سيدي بوزيد والتي توسعت في شكل انتفاضة شملت جميع مدن الولاية، قامت قوات الحرس اليوم الجمعة 24 ديسمبر 2010 بإطلاق النار على المسيرة السلمية التي جابت شوارع مدينة منزل بوزيان مما أسفر عن مقتل الشاب محمد العماري أحد حاملي الشهادات العليا المعطلين عن العمل وجرح عدد آخر من المحتجين إصابة أحدهم بليغة . وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى الذي ضرب حوله حصار أمني كثيف منع الدخول إليه والخروج منه. ويُعد هذا الحادث هو الأخطر من نوعه طيلة المواجهات والاشتباكات التي دخلت أسبوعها الثاني بولاية سيدي بوزيد والتي توسعت رقعة الاحتجاجات فيها لتشمل معتمديات جلمة وسيدي علي بن عون والمزونة والمكناسي ومنزل بوزيان ومركز الولاية . وقد ذكر شهود عيان أن قوات الشرطة قامت هذا المساء بحملة مداهمات في عديد الأحياء اعتقلت على إثرها عددا من المواطنين. وحرية وإنصاف: 1) تدين بشدة استعمال قوات الحرس للرصاص ضد المتظاهرين العزل مما تسبب في سقوط ضحايا وتدعو السلطة لإيجاد حل فوري لهذه الأزمة من خلال سحب كل مظاهر الوجود الأمني المستفز للأهالي والانصات والاستجابة لمطالب المتظاهرين ونزع كل أسباب الاحتقان. 2) تطالب بتشكيل لجنة تقصي الحقائق لبحث الأسباب المباشرة لهذه الأحداث وتشريك المواطنين في كل الحلول الممكنة لتجاوز الأزمة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
تقرير شامل حول أحداث سيدي بوزيد التى تجاوزت أسبوعها الأول
من الحوض المنجمي..بنقردان..إلى سيدي بوزيد … إنتفاضات التشغيل
السبيل أونلاين – تونس عرفت منطقة سيدي بوزيد تطورات وأحداث ساخنة من الإحتجاجات والمظاهرات الشعبية والعمالية الغاضبة على مدى ثمانية أيام خلت ، وذلك بسبب الإحتقان المتراكم والبطالة التى لم يعد يخل منها بيت ، وكانت القطرة التى أفاضت الكأس في ربوع ولاية تعتبر الأكثر فقرا وبطالة خصوصا على مستوى خريجي الجامعات ، حادثة محاولة انتحار الشاب العاطل عن العمل محمد البوعزيزي .
فهبت كل ربوع الولاية وما جاورها في مسيرات ومظاهرات واعتصامات سلمية على مدى أكثر من أسبوع وبطريقة عفوية ، جوبهت ميدانيا بحلول أمنية ، فقد تدخلت قوات البوليس بالأساليب المعهودة حيث استخدمت بكثافة الغاز المسيل للدموع ، والرصاص المطاطي ، وقمع المتظاهرين المحتجين واعتقال العشرات منهم وتعذيبهم ، كما أستخدم البوليس اليوم الجمعة 24 ديسمبر الرصاص الحيّ.
وكعادته مارس الإعلام الرسمي تعتيما تاما أو قام بزوير الحقائق من طرف بعض الصحف التي تناولت الأحداث عرضا للتقليل من شأنها ، ونقلت قناة « تونس 7 » عن مصدر مسؤول الكثير من المعلومات المضللة ، وبات المصدر الإعلامي الأول للتونسيين القنوات الفضائية أو الصحف اللإلكترونية على الانترنت وشبكة الفايسبوك ، إذ أصبحت الأحداث تنقل بصورة فورية عبر الهاتف الجوال ويرى كل التونسيين الأحداث وكأنها أمامهم مما فضح كل من يدير آلة الكذب و سياسة التعتيم والتي ولى عهدها ما دام هناك جوال وحاسوب .
اليوم الأول 17-12-2010
شكلت محاولة انتحار محمد البوعزي (26 سنة ومن أصحاب الشهائد العليا العاطلين عن العمل) أمام مقر ولاية سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر الجاري ، حيث أقدم بعد ظهر يوم الجمعة على حرق جسده ، احتجاجا على ما تعرض له من اعتداء بالعنف ، ومنعه من مقابلة أحد المسؤولين بالولاية لتقديم شكوى.والضحية يعيل عائلة كبيرة العدد ، وله شقيق معاق ، وقد إستدان مبلغ من المال صبيحة الحادثة لشراء الخضروات بغرض التجارة ، ولكن تم حجز بضاعته من خضر وغلال من طرف أعوان التراتيب واعتدي عليه من أحدهم ، وتتضارب المعلومات حول حالته الصحية وتقول بعض المصادر أنه توفي ، ولكن أنباء أخرى تنفي الوفاة وتؤكد على خطورة وضعه الصحي حيث تم نقله إلى مستشفى بن عروس بالعاصمة مصابا بحروق خطيرة من الدرجة الثالثة .
وأعقب محاولة انتحار محمد البوعزيزي تجمعا كبيرا لعائلته ولأهالي سيدي بوزيد أمام مقر الولاية ، للتنديد بما تعرض له البوعزيزي وبأساب الحادث ، ورفعوا شعارات ضد البطالة والتهميش وقذفوا مبنى الولاية بالخضر والغلال وحاولوا إقتحامه.
اليوم الثاني 18-12-0-2010
سقط عدد من المصابين في الاحتجاجات ، و تم نقلهم إلى بعض المستشفيات المحلية كما طالت الإصابات عددا من أعوان البوليس ، لتتصاعد الإحتجاجات المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن حادث محاولة انتحار البوعزيزي وتوفير فرص الشغل وتوزيع عادل للتنمية ، وقد دفعت السلطة بتعزيزات لقواتها الأمنية من الولايات المجاورة ، واستخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة ضد المتظاهرين ، وحاصرت المدينة وقامت باعتقالات عشوائية .
اليوم الثالث 19-12-2010
تتواصل الإحتجاجات بسيدي بوزيد وتمتد إلى الأحياء الشعبية الداخلية مثل حي النور ، ومصادمات بين البوليس والمواطنين ، وقوات البوليس تستخدم الغاز المسيل للدموع بصورة مفرطة ، كما تستخدم الدرجات النارية لتعقب المتظاهرين وتنفذ مداهمات واعتقالات بالجملة .
اليوم الرابع 20-12 -2010
إمتداد الإحتجاجات إلى معتمدية المكناسي وتواصلها إلى ساعات متأخرة من اللليل وإغلاق كل منافذ المدينة من طرف البوليس ، وتسجيل إصابات . ومنطقة منزل بوزيان تدخل على خط في محاولة لفك الحصار الأمني على مدينة المكناسي وسيدي بوزيد. إطلاق سراح 17 شابا بسبب عدم بلوغهم السن القانونية والذين تم إعتقالهم خلال الإحتجاجات السلمية . ذكرت مصادر في الإتحاد العام التونسي للشغل ، أن عضوي المكتب التنفيذي للاتحاد وهما محمد سعد والمولدي الجندوبي ، قاما يوم الاثنين 20 سبتمبر2010 ، بزيارة الشاب محمد البوعزيزي في المستشفى ، وأكدا أن حالته مستقرة رغم خطورة الحروق ، واجتمعا لاحقا بنقابي الجهة والذين أكدوا مشاركتهم في اعتصامات وتظاهرات يومية من أجل إطلاق سراح المعتقلين وفتح ملف التنمية والتشغيل بالجهة.
كما أعلن الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد عن انسحابه من اللجنة التي تشكلت مباشرة إثر إندلاع الأحداث والتي كانت ممثلة بالتهامي الهاني الكاتب العام للاتحاد الجهوي والنائب في البرلمان عن الحزب الحاكم ، وعلي الزارعي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي.وقد أعلنت مجموعة من النشطاء يوم الأحد 19 ديسمبر عن تكوين لجنة المواطنة والدفاع عن ضحايا التهميش بسيدي بوزيد وحددت مهمات عـاجلة معلنة وهي: – متابعة ملف الشـاب الضحية . – متابعة ملف الشبان الموقوفين . – وطرح تشخيص المطالب التنموية ومساوئ التسيير الإداري على مستوى الجهة، باعتبارها السبب المباشر في حالة الاحتقان التي تعيشها الجهة، ووضعها بين يدي السلطات على المستويين الجهوي والوطني ، ومن ضمن مكوناتها إثنين من عائلة الضحية ووحدة حقوقية ووحدة بحوث ووحدة متابعة صحية وجامعيين معطلين عن العمل ونقابيين ونشطاء سياسيين . وقد رفض الوالي مقابلة ممثل عن اللجنة . وقد إنطلق أعضاء اللجنة وفور تشكلها في مسيرة سلمية مع جمع غفير من المواطنين إحتجاجا على الأوضاع الإجتماعية في جهة سيدي بوزيد . اليوم الخامس21-12-2010 ذكر قسم الإعلام بالاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد أن مفاوضات تمّت بين عضوي المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد محمّد سعد والمولدي الجندوبي مع والي الجهة ، ووقع الاتفاق على إطلاق سراح كل الموقوفين البالغ عددهم 34 شخصا مع استثناء 3 موقوفين يقع تسريحهم لاحقا ، كما اتفقوا على بحث ملفّ التنمية بالجهة خلال مدّة لا تتجاوز الشهرين ، لتنخفض وتيرة الإحتجاجات في بعض المناطق وامتدادها إلى مناطق أخرى ، وتعمد بعض منتسبي الحزب الحاكم الإعتداء على المواطنين . إنطلقت من مقر الإتحاد الجهوي للشغل في جلمة ، مسيرة سلمية وسلمت المعتمد رسالة حول التشغيل ومراجعة البرامج التنموية بالجهة ، وقد اكتفت القوات الأمنية بالمراقبة دون أن تتدخل ، كما شهدت منطقة الرقاب أيضا مسيرة جماهرية . يوم الثلاثاء 21 ديسمبر حضر وزير الداخلية اجتماعا لمجلس النواب للتصويت على قانون بخصوص المجالس البلدية.والنائب عادل الشاوش عن « حركة التجديد » طرح في مداخلته – التي عادة ما تحذفها القناة الرسمية من البث المسجل – أحداث سيدي بوزيد ومشاكل التنمية الجهوية وتواصل التعتيم الاعلامي في التعامل مع مثل هذه الأحداث . اليوم السادس 22-10-2010 حالة انتحار جديدة بعد بعض الهدوء النسبي أقدم المواطن حسين ناجي يوم الإربعاء 22 ديسمبر على الإنتحار ، حيث قام بتسلّق عمود الكهرباء عند ساعات المساء ومسك الأسلاك ذات الضغط العالي وهو ما تسبب في وفاته على الفور ، وكان ناجي قد هدد بالإنتحار في الأسبوع الماضي بسبب البطالة والفقر المدقع الذي يعيشه وأهله وتجاهل السلطات لمطالبه . وانطلقت إحتجاجات ومواجهات بين أهالي المكناسي وقوات البوليس وهو المشهد الذي تكرر في معتمدية منزل بو زيان. كما قام محاميي القصرين بوقفة تضامنا ومساندة لأهالي سيدي بوزيد وأعقبها تجمع نقابي في مقر الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين . وفي هذا اليوم أطلاق سراح كل الموقوفين بدون استثناء ، وذلك وفق اتحاد الشغل . اليوم السابع 23 -12-2010 تواصل للإحتجاجات ليلا ونهارا ، فقد مرّت سيدي بوزيد بمواجهات عنيفة وتعزيزات أمنية صباحا واستعمال الغاز المسيل للدموع بكثافة ، وذلك على وقع انتحار حسين ناجي ، وقد زار وزير التنمية والتعاون الدولي الولاية ، وقد أعتبرت الزيارة محاولة للتهدئة واطلاق الوعود . وانطلقت مسيرات جديدة في المكناسي ومزونة ، واعتصم الشبان العاطلين والأهالي بمدينة المزونة ، الذين إحتجوا على ممثلي السلطة والحزب الحاكم بالجهة وعلى غياب المؤسسات والمنشئات الإقتصادية ، وعلي البطالة وانتشار المحسوبية والظلم وكبت الحرية اليوم الثامن 24-12-2010 أنباء عن حرق سيارات وعربات لقوات البوليس وكذلك عربة قطار . سقوط عديد الجرحى جراء التعرض للرصاص المطاطي والحيّ والذين نقلوا الى المستشفى ، وقامت قوات البوليس بمداهمات للمنازل وترويع للعائلات ، وقد تواصلت الإحتجاجات في بعض جهات سيدي بوزيد وخاصة في المكناسي ومنزل بوزيان . وقع اختطاف المواطن عصام الغابري وهو أستاذ ، من قبل البوليس من أمام منزله والإعتداء عليه بالعنف الشديد وتركه في منطقة بعيدة عن مقر سكانه . مواجهات ليلية في منزل بوزيان ، واعتصام خلال اليوم أمام مركز الحرس للمطالبة بسحب كل التعزيزات الامنية ، وقد استخدمت قوات البوليس القنابل المسيلة للدموع لتفريق المعتصمين ، كما استخدمت الرصاص المطاطي لقمعهم . الدعوة لحضور تجمع يوم السبت 25 ديسمبر2010 على الساعة 11 صباحا بساحة محمد علي الحامي مقر الإتحاد العام التونسي للشغل تنفيذ وقفة احتجاجية اليوم بقصر العدالة بسيدي بوزيد. الدعوة لاجتماع نقابي في ولاية صفاقس . تجمع في بنزرت وتشكيل لجنة جهوية لمساندة أهالي سيدي بوزيد . الجزيرة تعلن عن خبر وفاة الشاب محمد العماري ( أستاذ رياضيات) بمدينة منزل بوزيان على اثر تعرضه لطلق بالرصاص الحي من طرف قوات الحرس . وكالة الأنباء الألمانية : حصيلة المصابين برصاص الشرطة التونسية ارتفع الى 10 أشخاص، بعد أن أرسلت السلطات تعزيزات أمنية كبيرة اشتملت على ثلاث حافلات نقل من المناطق المجاورة. وأضاف أن السكان المتظاهرين رفضوا التراجع أمام التعزيزات الأمنية، التي تفيد أنباء بأن هناك المزيد منها في الطريق إلى مدينة بوزيان. من أهم الشعارات التي رفعت في المظاهرات : التشغيل إستحقاق … يا عصابة السراق . يا مواطن إيجا معانا .. والسكوت أكبر خيانة . يا حكومة عار عار … والأسعار شعلت نار . يسقط حزب الدستور أمثلة للتعاطي الرسمي مع أحداث سيدي بوزيد مصدر حكومي يعتبر ما يحدث حادثة معزولة مواطنو ولاية سيدي بوزيد يثمنون الإجراءات الرئاسية الجديدة لدعم المسيرة التنموية بالجهة. الصباح تعلق على حادثة الإنتحار الثانية : شاب مخمور يلقي بنفسه من عمود كهربائي . الصريح تعلق على خبر الحالة الأولى : شاب يحاول الإنتحار أمام المارة إضافة إلى التغاضي التام من القنوات الفضائية التونسية عن الأحداث بل وتزييفها للحقائق ، مقابل تهاطل كثيف للمواد الإعلامية صوتا وصورة عبر شبكة الفايسبوك ونقل للأحداث لحظة بلحظة من قلب الحدث . مواقف وتداعيات وأراء تهاطل البيانات المساندة لتحركات سكان سيدي بوزيد والمنددة بتعاطي السيء للسلطة مع الأحداث ، من أحزاب سياسية ونقابات مهنية وجمعيات حقوقية . عرائض مساندة أهمها من بنزرت تشكيل لجان في سيدي بوزيد تشكيل لجنة في الخارج لمساندة سيدي بوزيد ، قامت بإعتصامات في كل من لندن وجينيف وباريس مساندة لمطالب سكان الجهة . أنباء عن تعزيزات أمنية من منطقة العوينة بالعاصمة تتجه إلى سيدي بوزيد . مقتل المواطن محمد العماري (حاصل على شهادة عليا وعاطل عن العمل) ، الجمعة 24 ديسمبر ، بعد استخدام الرصاص الحيّ واصابة تسعة ، بينهم من هو في حالة خطر الموت . محاولة إنتحار ثانية يوم 22 سبتمبر بسبب البطالة . محاولة إنتحار في قفصة بسبب البطالة . توسع الأحداث وقربها من ولايات مجاورة . شعراء وأدباء ومثقفون يواكبون الأحداث بطريقتهم الإبداعية ، منهم سالم المساهلي وقصيدته الجديدة « احترق ». تأثير غير مسبوق للإعلام البديل فمن خلال الجوال والأنترنات ، فقد انتهى زمن التعتيم نهائيا . يرى البعض أن سيدي بوزيد من أكثر الولايات التي « تغوّل » فيها الحزب الحاكم وأجهزته ، وبانتفاضتها الحالية تصبح كل ربوع تونس قابلة لأحداث مماثلة في أي لحظة . يخشى المراقبون من حدوث حملات إعتقال إنتقامية واسعة بعد هدوء الأحداث . حالة إحتقان واسعة في تونس بسبب رد فعل السلطة القاصر، ومتابعة للأحداث عن كثب في العاصمة وأحوازها شعبيا من خلال الفضائيات خصوصا الجزيرة ، وعن طريق الأنترنات بشكل أكبر. أحداث سيدي بوزيد طرحت أسئلة حارقة و بإلحاح على التونسيين حول التشغيل والظروف الإقتصادية المتردية . مشكلة وطنية مست كل الطبقات الشعبية ومسّت جزء كبيرا من الطبقة الوسطى جراء سياسة الخصخصة والخيارات الإقتصادية للسلطة والفساد . آخر كلمات كتبها البوعزيزي كتبها محمد بوعزيزي في الفيسبوك قبل اقدامه على محاولة الإنتحار بحرق نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد : مسافر يا أمي، سامحني ، ما يفيد ملام ، ضايع في طريق ماهو بيديا ، سامحني كان عصيت كلام أمي ، لومي على الزمان ما تلومي عليّ ، رايح م…ن غير رجوع ، يزي ما بكيت و ما سالتش من عيني دموع ، ما عاد يفيد ملام على . زمان غدّار في بلاد الناس ……أنا عييت و مشى من بالي كلي اللي راح مسافر و نسأل زعمة السفر باش ينسّي .
من تونس – عبد السلام التوكابري
ملاحظة : الشكر موصول لمن ساعد في انجاز هذا التقرير .
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 24 ديسمبر 2010)
اخر المستجدات اليوم الجمعة 24 ديسمبر 2010 في سيدي بوزيد
:تواصل المواجهات ليلا والاعتصامات والمسيرات نهارا
عرفت بعض مناطق سيدي بوزيد ليلة البارحة مواجهات دامية بين الشباب الغاضب وقوات الامن خاصة في المكناسي ومنزل بوزيان وتواصلت هذه المواجهات باشكال مختلفة هذ اليوم
– المكناسي عمدت ليلة البارحة قوات خاصة الى اختطاف عصام الغابري من امام منزله وقد تعرض الى اعتداء فضيع ثم وقع رميه في منطقة نائية تبعد عن مقر سكناه ب8 كلم وعلى خلفية هذا الاعتداء ومختلف التجاوزات الامنية الاخرى ضد المواطنين شهدت المكناسي اليوم مسيرة حاشدة للمطالبة بسحب كل التعزيزات الامنية ومحاكمة المعتدين . – منزل بوزيان عرفت منزل بوزيان ليلة البارحة مواجهات دامية اما اليوم فقد وقع اعتصام كبير امام مركز الحرس للمطالبة بسحب كل التعزيزات الامنية وقامت قوات الامن باطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المعتصمين اندلعت على اثرها مواجهات دامية استعملت فيها قوات الامن الرصاص المطاطي بعد ان تمكن بعض الشباب من اقتحام بعض المؤسسات العمومية ولازالت المواجهات متواصلة الى حدود الرابعة مساء . مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
تواصل انتفاضة أهالي سيدي بوزيد لليوم السابع على التوالي
حرر من قبل التحرير في الخميس, 23. ديسمبر 2010 تتواصل انتفاضة أهالي سيدي بوزيد لليوم السابع على التوالي، فبعد ليلة وصفت بالدامية تميزت بمواجهات عنيفة بين الشباب الغاضب بسيدي بوزيد وقوات الأمن التي أطلقت قنابل الغاز بكثافة خصوصا في منزل بوزيان و سيدي علي بن عون ،وشهدت مدينة سيدي بوزيد منذ صباح الخميس 23 أكتوبر تعزيزات أمنية كبيرة قادمة من كل أنحاء البلاد وأغلقت المنافذ المؤدية إلى مقر الولاية حيث يقوم وزير التنمية و التعاون الدولي النوري الجويني بزيارة للولاية قصد البحث في سبل التنمية بالجهة. كما انطلقت مسيرة سلمية في مدينة المكناسي بتأطير نقابي جابت مختلف أنهج المدينة رافعة شعارات مطالبة بحق الشغل والتوزيع العادل للتنمية. كما شهدت معتمدية المزونة اعتصاما للعاطلين عن العمل شارك فيه عشرات الشباب من المعتمدية. كما علمت كلمة أن قوات الأمن اقتحمت قرية الاعتزاز الواقعة على بعد حوالي 4 كلم من منزل بوزيان بقوات كبيرة مستعملة الغاز المسيل للدموع واعتقلت عددا من الشباب المتهم بالمشاركة في التحركات الاحتجاجية الدائرة بالولاية. واعتبر احد النقابين زيارة وزير التنمية لسيدي بوزيد ووعوده، محاولة من السلطة لتهدئة غليان الشارع مذكرا بالإجراءات التي اتخذتها السلطات في أعقاب انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 و التي لم تدخل حيز التنفيذ إلى الآن. من جهة أخرى علمت كلمة أن شابا من زانوش التابعة لمعتمدية السند من ولاية قفصة دخل في اعتصام أمام مقر المجلس القروي إلا أن السلطات المحلية والجهوية سارعت لإحتواء الموقف بتقديم وعود أقنعت الشاب العاطل عن العمل بفك الاعتصام مع ضرورة تلبية مطالبه في أقرب فرصة. وفي إطار الدعم لتحركات أهالي سيدي بوزيد نظمت ثلاث وقفات احتجاجية يوم أمس الخميس 23 ديسمبر في كل من باريس ولندن وجينيف، كما أخبرنا عن ذلك في نشرتنا السابقة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 ديسمبر 2010)
أحداث « سيدي بوزيد » هل هي شرارة لغضب إجتماعي متصاعد في تونس؟
دويتشه فيله إجراءات أمنية مشددة في منطقة سيدي بوزيد تحسبا لإتساع المواجهات
تشهد منطقة سيدي بوزيد التونسية منذ أسبوع مواجهات بين الشرطة وشبان يتظاهرون إحتجاجا على البطالة والتهميش. وقد أشعلت هذه الأحداث محاولة شاب الإنتحار عبر حرق نفسه، وبعد يومين لقي شاب آخر حتفه في حادث يُعتقد أنه انتحار. قبل أشهرقليلة انتفض سكان منطقة بن قردان الحدودية مع ليبيا احتجاجا على تشديد إجراءات نقل السلع من ليبيا إلى تونس، والتي تشكل مورد رزق لآلاف الأسر التونسية. واليوم يشتعل فتيل الاشتباكات بين المواطنين ورجال الأمن في مدينة سيدي بوزيد التي تقع في وسط البلاد، ومازالت المدينة تعيش أجواء توتر ومصادمات وقد اتسعت لتشمل مدن: « المكناسي » و »منزل بوزيان » و »الرقاب » التابعة لنفس المحافظة والتي تعتبر مدينة سيدي بوزيد مركزها. وقد حاولت الحكومة التونسية فرض تعتيم على الأحداث ووصفتها ب »المعزولة » لكن تناقل صور ولقطات فيديو عبر الانترنت لمظاهرات الشبان الغاضبين واشتباكاتهم مع رجال الأمن جعل منطقة سيدي بوزيد المغمورة تتحول إلى بؤرة اهتمام وسائل الاعلام الدولية. قساوة المناخ وضعف برامج التنمية
منطقة سيدي بوزيد لا تسفيد من برامج التنمية بالشكل المناسب
كان يكفينا جولة صغيرة في رقعة صغيرة من منطقة الجنوب الواقعة بين قفصة ومدينة سيدي بوزيد على امتداد حوالي خمسين كيلومترا لنستنتج أن هذه المنطقة تعاني شحا في الموارد المائية. فهي جهات قليلة الأمطار ولا مصدر عيش لسكانها سوى تربية الماشية وزراعات بسيطة لصغار الفلاحين ومتوسطيهم، غيران شح الطبيعة ليس وحده متا تعاني منه المنطقة فهي أيضا تفتقد للبنيات التحتية. فلا أماكن ترفيهية ولا مصانع ولا شيء غير دكاكين صغيرة ومقاهي يقبع فيها شباب وشيب جلهم لا يجد له عملا ينقذه من الجلوس في مقهى طوال اليوم. شباب كثيرون رفضوا، في مثل هذا الوضع المتأزم لمدينة سيدي بوزيد و ما تعيشه منذ أيام من احتجاجات سماها البعض « بالانتفاضة « ، أن يصرحوا لنا أو يدلوا بآرائهم ومشاغلهم التي دفعت بهم إلى شوارع المدينة منددين بما سموه »الظلم الاجتماعي ». جل الهواتف النقالة مغلقة فبعضها اعتقل أصحابه ثم تم إطلاق سراحه، والبعض الآخر مقفل بسبب الخوف من الاتصالات. أما شبكة الانترنت فهي معطلة حسب بعض سكان المنطقة، بسبب الدور الكبير الذي لعبته الشبكة العنكبوتية في نقل الأحداث التي شهدتها سيدي بوزيد من مصادمات بين رجال الأمن وبعض فئات من شبان المنطقة. وبالكاد قبل الشاب خيري وهو من منطقة الرقاب والذي رفض التصريح باسمه العائلي أن يتحدث لموقع دويتشه فيله عن وضعيته التي يراها أفضل على أي حال من الكثير من الوضعيات الأخرى. يقول خيري بألم شديد: » أنا متخرج منذ سنوات كثيرة و لم أجد مهربا سوى أن اهتم بأرض والدي واتجه نحو الزراعة، ليس لدينا هنا مجال للترفيه أوالعمل في أي مهنة أخرى فإما أن نفلح الأرض أو نبقى نستجدي الوظيفة التي قد لا تأتي. لكن إذا كنت أنا قد وجدت بديلا عن البطالة فإن آلاف الشباب المتخرجين لا يملكون لا أرضا و لاماشية ولا فلسا يعيشون منه؟ ». الحكومة تتحدث عن حادث »معزول »
أحداث سيدي بوزيد سلطت الأضواء على التفاوت بين مناطق تونسوفي رد الحكومة التونسية على التذمر الذي يسود أوساط الشباب في المنطقة والذي وصل إلى حد المواجهات الأمنية، أوضح بيان من مصدر رسمي للحكومة التونسية تسلم موقع دويتشه فيله نسخة منه، تفسيرا رسميا لحادثة محاولة انتحار الشاب محمد البوعزيزي حرقا احتجاجا على بطالته التي دامت سنوات. وأفاد البيان أن الأمر يتعلق ببساطة » بقيام مصالح البلدية في سيدى بوزيد بإجراءات في نطاق عمليات مراقبتها العادية بلفت انتباه بائع متجول إلى أنه يمارس نشاطه التجارى في مكان غير مرخص فيه وطلبت منه تحويل ذلك النشاط إلى مكان آخر. لكن المعني بالأمر رفض الامتثال للإجراءات المشار إليها وأصرعلى البقاء بذلك المكان وعندما تمسك أعوان الأمن بتطبيق القانون امتنع وأقدم على محاولة الانتحار حرقا ».
وحذر البيان من أن بعض الأطراف تريد الانحراف بهذه الحادثة « الشخصية المعزولة » عن سياقها الحقيقي واستغلالها « لأغراض سياسية غير شريفة وربطها بغرض التضليل والإثارة بحقوق الإنسان والحريات والتشكيك في مقومات التنمية بالمنطقة ». ويضيف بيان الحكومة مدافعا عن مجهودات السلطات التونسية في النهوض بتنمية منطقة سيدي بوزيد أن هذه المحافظة عرفت كبقية جهات البلاد جهودا تنموية شملت سائر القطاعات باستثمارات بلغت خلال عقدين من الزمن في ولاية سيدى بوزيد وحدها 2350 مليون دينار(الدينار التونسي يعادل 0,55 يورو)، وأسهمت في التخفيض من نسبة البطالة والتحكم فيها بما لا يتجاوز المعدل الوطني بما في ذلك أصحاب الشهادات العليا، ويذكر أن المصادر الرسمية تتحدث عن معدل بطالة عام في حدود 14 في المائة.
وفي أحدث خطوة إثر أحداث الشغب في سيدي بوزيد، أعلنت الحكومة التونسية أنها تلقت تعليمات من الرئيس زين العابدين بن علي بتخصيص ما قيمته 15 مليون دولار لتمويل برامج لتنمية منطقة سيدي بوزيد ومعالجة مشكلة البطالة. « انتفاضة سيدي بوزيد «
: لقطة من موقع قناة « الجزيرة » يظهر فيها شبان يتظاهرون في شوارع سيدي بوزيد وبرأي الباحث الاجتماعي عمر زعفوري وهو من مدينة سيدي بوزيد فإن الأوضاع المأساوية لشباب المنطقة دفعته ليكون ضمن المحتجين في المنطقة، وقاموا بتشكيل لجنة أطلقوا عليها « لجنة المواطنة والدفاع عن ضحايا التهميش بسيدي بوزيد »، وقال زعفوري في حوار مع دويتشه فيله: » ليست هناك أغراض سياسية مبيتة وراء تحركنا الاجتماعي، لقد جاءت هذه الاحتجاجات عفوية وهي نتيجة لما تعاني منه منطقتنا الريفية من غياب للعدالة في توزيع الثروات. مطالبنا في التنمية و شكاوينا من الرشوة و المحسوبية عند السلطات المحلية في سيدي بوزيد وصلت إلى أعلى مستويات السلطة و لكن ما من مجيب … »
و يصف الباحث الاجتماعي الزعفوري الوضع ب »المتأزم جدا » في مدينة سيدي بوزيد خاصة مع انتقال المواجهات إلى الأحياء المتاخمة للمدينة حيث يكثر أثناء الليل التشابك بين قوات الأمن والمواطنين. ويقول الزعفوري: » آن للسلطة أن تتخلى عن الحل الأمني واستعمال الهراوات والقنابل المسيلة للدموع، فالحل الأمني ليس سوى مهدئ ومسكن وقتي والتاريخ اثبت أن التململ الاجتماعي الثورات الساكنة في القلوب قد تطفوا إلى السطح فجأة دون سابق إنذار مثل ما حصل في الحوض المنجمي بمنطقة الرديف قبل بضعة أشهر وهو ما يجري الآن أيضا في سيدي بوزيد… »
و كانت منطقة الجنوب التونسي لأكثر من مرة مسرحا لمثل هذه الاحتجاجات الشعبية التي أطلق عليها الناشط النقابي والكاتب بموقع البديل العاجل عمار عمروسية أصيل مدينة قفصة اسم »انتفاضة سيدي بوزيد » يقول عمروسية في انتظار ما ستسفر عنه من تطورات الأيام القليلة القادمة: « إن انتقال المواجهات بين رجال الأمن و المحتجين إلى تخوم مدينة سيدي بوزيد وبهذه السرعة يمثل منعرجا مهمّا يؤشّر من جهة على النسق المتنامي لهذه الحركة ومن جهة أخرى على خروج الأخيرة في طور أوّل من محيطها المحلي الضيّق إلى مجالها الجهوي الرحب الذي يقرّبها من ملامسة بعض الجهات المحاذية. ولعل مدينة « صفاقس » مرجّحة قبل غيرها للسّقوط نحو الاحتجاج والغضب وهو تطوّر كارثي على نظام الحكم إن تمّ ، بالنّظر إلى الثّقل الاقتصادي والديمغرافي لهذه المنطقة التي تعتبر عاصمة الجنوب التونسي، وثانئ أهم مدينة بعد العاصمة تونس ». ويؤكد عمار عمروسية في حوار مع موقع دويتشه فيله أن الأيّام القليلة المقبلة قد تكشف حدود ما يسميه ب »الحريق الاجتماعي » ومساراته الجديدة التي لا يمكن بالمرّة وضع حدود لها « بالحلول الأمنية البوليسية ». ردود فعل سياسية
المقاهي تغص بالعاطلين عن العمل في المدن التونسية
وقد طالبت منظمات حقوقية وهيئات من المجتمع المدني وأحزاب المعارضة التونسية بنهج الحوار السياسي والاجتماعي باعتباره السبيل الأنجع لتسوية مشكلة الشباب في المنطقة ومعالجة القضايا ذات الصلة بالحياة اليومية للمواطن في جهات الجنوب. ومن جهته قال حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (معارضة برلمانية)، في بيان له »أن ما حصل بمدينة سيدي بوزيد جاء تعبيرا عن محدودية الإمكانيات في إرساء تنمية جهوية تحقق التوازن بين الجهات والتكافؤ بين الفئات و يساعد المناطق الداخلية ومنها سيدي بوزيد على الرفع من مستوى العيش لسكانها ». كما طالب بيان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الحكومة التونسية »بالإسراع في انجاز المشاريع المقررة لصالح الجهة والتي من شأنها أن تساعد على استيعاب نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل. إضافة إلى ضرورة تخصيص اعتمادات إضافية للاستثمار العمومي بالجهة مما يساعد على فتح الآفاق أمام أبناء الجهة ويوفر الظروف الضامنة للسلم الاجتماعي ».
ولا تبدو في الأفق صورة واضحة عما يمكن أن تؤول اليه الأحداث في منطقة سيدي بوزيد، فالحالة الصحية للشاب محمد البوعزيزي الذي كانت حادثة محاولة انتحاره الشرارة التي أشعلت المواجهات بين متظاهرين و رجال الأمن، مازالت غير معلومة. وهنالك من يرجح وفاة الشاب البالغ من العمر 26 عاما، فإن الحكومة لم تبد رأيها و لم تعلن عن وفاته، ربما كما يقول البعض، مخافة آن تتصاعد وتيرة الاحتجاج و تمتد إلى مدن جنوبية أخرى بعد أن وصلت إلى أحياء و تجمعات سكانية مجاورة لمركز مدينة سيدي بوزيد. بيد أن الأوضاع زادت من الاحتقان بعد إقدام شاب آخر ويدعى حسين ناجي(24 عاما) على الانتحار بعد أن صعد إلى أعلى عامود كهربائي وأصيب بصدمة كهربائية بعد ان لمس أسلاكا كهربائية بقوة 30 الف فولت » وقد أكد شهود عيان هذه المعلومات.
مبروكة خذير – تونس مراجعة: منصف السليمي المصدر : موقع دويتشه فيله http://www.dw-world.de/dw/article/9799/0,,14732331,00.html
بنزرت تجمع حاشد…وقفة احتجاجية…لجنة جهوية لمساندة أهلنا في سيدي بوزيد
بعد تجمع الأربعاء 22 ديسمبر، تجمع عدد غفير من النقابيين ونشطاء المجتمع المدني ، بمقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت للتعبير عن مساندتهم للحركة الاحتجاجية الشعبية العفوية في سيدي بويد و تنديدهم بالمعالجة الأمنية للحركة الاجتماعية.أنجز المتجمعون وقفة احتجاجية أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت حوالي الساعة الحادية عشرة و النصف رفعت خلالها شعارات…حق التشغيل واجب…حق التظاهر واجب…رفع الحصار واجب…التشغيل استحقاق يا عصابة السراق…شغل حرية كرامة وطنية…يا حكومة عار عار الأسعار شعلت نار. طوقت قوات البوليس مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت و انتشر العشرات من الأعوان بالزي المدني و الرسمي في محيط مقر الاتحاد الجهوي منذ الساعات الأولى لصباح الجمعة 24 ديسمبر. حضر التجمع المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي الذي عبر على لسان كاتبه العام عن مساندته لمطالب أهالينا في سيدي بوزيد و الرقاب و سيدي علي بن عون و المكناسي و منزل بوزيان و المزونة. طالب المتجمعون في عريضة موجهة للمكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بتكوين لجنة جهوية لمساندة أهالينا في ولاية سيدي بوزيد لتفعيل أليات الدعم و المساندة.
ـ نقابي من بنزرت ـ
حزب العمال يدعو إلى تكثيف التضامن مع أهالي سيدي بوزيد بيان
تتواصل للأسبوع الثاني على التوالي الاحتجاجات الشعبية العارمة على البطالة والفقر والتهميش والظلم بمنطقة سيدي بوزيد. وممّا أجّج الاحتجاجات إقدام شاب ثان معطل عن العمل (حسين الفالحي 25 سنة)على الانتحار يوم 22 ديسمبر بصعقة كهربائية من جهة، وتجاهل السلطة لمطالب الأهالي والاستخفاف بها ومواجهتهم بالقمع الهمجي من جهة ثانية.
إن إصرار أهالي سيدي بوزيد على مواصلة الاحتجاجات رغم القمع المسلط عليهم والحصار البوليسي المضروب على منطقتهم يؤكد عمق الأزمة الاجتماعية التي تعاني منها بلادنا والتي هي نتاج طبيعي لاختيارات اقتصادية رأسمالية تابعة وفاشلة لم تؤد إلا إلى استقطاب رهيب بين حفنة من العائلات المقربة من القصر والتي استحوذت على مقدرات البلاد الاقتصادية والمالية من جهة، وغالبية الشعب التي تفقرت والتي تكتوي يوميّا بنار البطالة والفقر وارتفاع الأسعار الذي لا يتوقف والتردي المستمر للخدمات الاجتماعية وللبيئة والمحيط من جهة ثانية.
إن ما يحدث في سيدي بوزيد هو امتداد لما حدث قبل مدة في منطقة الحوض المنجمي وفريانة ثم في الصخيرة وجبنيانة وبن قردان. ومن المؤكد أن الحركة لن تتوقف في سيدي بوزيد بل إنها مرشحة في المستقبل إلى الامتداد إلى مناطق أخرى وربما إلى البلاد قاطبة لأن المشاكل التي أثارت الاحتجاجات في المناطق المذكورة هي مشاكل عامة حتى وإن اتخذت شكلا حادا وأعمق في الشريط الغربي للبلاد. كما أن نظام الحكم لم يعد له ما يقدّم لغالبية الشعب غير العصا ومزيد الإجراءات التي تعمّق معاناته (الترفيع في الأسعار، الطرد الجماعي، مراجعة نظام التقاعد…).
إن حزب العمال الشيوعي التونسي إذ يحيّي نضالات أهالي سيدي بوزيد التي مثلها مثل نضالات أهالي الحوض المنجمي والصخيرة وبن قردان وغيرها ترشد إلى الطريق الحقيقي للتغيير، طريق النضال والصمود:
يعبّر مجددا عن مساندته المطلقة لأهالي سيدي بوزيد ولمطالبهم المشروعة وعلى رأسها الحق في الشغل وفي العيش الكريم. يطالب برفع الحصار الأمني المضروب على المنطقة وبإطلاق سراح كافة الموقوفين والتحقيق الفوري والمستقل في ما حصل من أحداث ومحاسبة المسؤولين أمرا وتنفيذا عمّا لحق الأهالي من قمع وتنكيل.
يتوجه بأحر التعازي لعائلة الشاب حسين الفالحي ويدعو إلى ضمه إلى قائمة شهداء تونس كما يعبّر مجددا لعائلة محمد البوعزيزي عن عميق تضامنه متمنيا لمحمد الشفاء العاجل.
يهيب بكافة القوى الديمقراطية والشعبية بتكثيف التضامن مع أهالي سيدي بوزيد وعدم إتاحة الفرصة للسلطة للانفراد والتنكيل بهم. يؤكد أن ما جدّ في سيدي بوزيد يبيّن مرة أخرى الحاجة الملحة إلى تغيير جوهري وشامل في بلادنا من أجل وضع حد للاستبداد والاستغلال الفاحش والفساد.
يدعو قوى المعارضة السياسية والمدنية إلى استخلاص الدرس من كل الأحداث الجارية ببلادنا وتوحيد الصفوف في جبهة عريضة من أجل التغيير الديمقراطي والاجتماعي.
تونس في 24 ديسمبر 2010 حزب العمال الشيوعي التونسي
الحزب الديمقراطي التقدمي بلاغ حول أحداث منزل بوزيان
أقدمت قوات الشرطة في الواحدة من ظهر اليوم على إطلاق النار على المواطنين المحتجين في مدينة منزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد، مما أدى إلى استشهاد شاب وجرح ما لايقل عن عشرة من المتظاهرين، وإذ يعبر الحزب الديمقراطي التقدمي عن استيائه واستنكاره الشديدين لهذا التصعيد الخطر، يُنبه من خطورة التمادي في المعالجة الأمنية للأزمة الإجتماعية الحالية. إن السابقة المتمثلة في الرد على المواطنين العُزل بالرصاص الحي، لهو درجة متقدمة من سياسة النعامة في مواجهة الحركة الإحتجاجية المتسعة في ولاية سيدي بوزيد. وما استمرار المسيرات والإحتجاجات بعد المجلس الجهوي الذي أشرف عليه وزير التنمية والتعاون الخارجي في سيدي بوزيد إلا دليل على عقم الأسلوب المخاتل الذي يتحاشى بسط معضلة التنمية الجهوية على مائدة الحوار الوطني الصريح والشفاف، وهو أيضا برهان على إفلاس البروباغندا التي تستعيض عن الحلول الحقيقية بمساحيق الدعاية التي لم تعد تُقنع أحدا. إن ما جرى في سيدي بوزيد طيلة قرابة عشرة أيام وما أعقبه من احتجاجات في معتمديات الولاية كان بمثابة دق لناقوس الخطر لإبراز عمق أزمة البطالة، وخاصة بطالة أصحاب الشهادات العليا، وحجم الإختلال التنموي بين الجهات، وعليه فإن أصوات المحتجين في سيدي بوزيد والرقاب وسيدي علي بن عون والمكناسي والمزونة وجلمة، إنما تستصرخ الضمائر الوطنية لسماع صيحتها والإستجابة لصوتها. وفي هذا الظرف الدقيق يُجدد الحزب الديمقراطي التقدمي مطالبته الحكومة بالإفراج عن جميع المعتقلين في المظاهرات الأخيرة وسحب التعزيزات الأمنية من ولاية سيدي بوزيد وبدء حوار فوري مع ممثلي الأهالي لإيجاد الحلول التنموية الملائمة للنهوض بالجهة وتشغيل أبنائها العاطلين.
تونس في 24 ديسمبر 2010 الأمين العام المساعد رشيد خشانة
النص الافتتاحي للندوة الصحفية حول أحداث سيدي بوزيد
سيداتي، سادتي نشكركم على استجابتكم لدعوتنا لحضور هذه الندوة الصحفية التي نخصصها للأحداث والاضطرابات التي تعيشها جهة سيدي بوزيد. يمر اليوم أسبوع كامل على هذه الأحداث التي انطلقت – كما هو معلوم – بإقدام الشاب محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسمه احتجاجا على حرمانه من مورد رزقه وسوء معاملة الإدارة له. كانت الصرخة التي أطلقها البوعزيزي تعبيرا عما يختلج في صدور شباب الجهة الذين يعانون الفاقة والبطالة والتهميش، فخرج المئات منهم للشوارع في مسيرات وتجمعات عفوية لم تتوقف إلى اليوم. بل إنها امتدت إلى القرى المجاورة : المكناسي، جلمة، الرقاب، سيدي علي بن عون، منزل بوزيان، المزونة … أسبوع من الاحتجاجات المتواصلة، ما كاد ينقضي حتى صدم الرأي العام بخبر انتحار ثان لشاب آخر(حسين الفالح) وبالأمس فقط، والمجلس الجهوي الذي أشرف عليه وزير التنمية والتعاون الدولي منفض لتوه، كدنا نعيش حالة انتحار ثالثة لشاب آخر، انتهج نفس الأسلوب فتسلق عمودا كهربائيا، ولولا التدخل السريع للسلطات بقطع التيار الكهربائي لحصل المكروه. أحداث اهتزت لها تونس وواكبتموها كوسائل إعلام في جو من الحصار الإعلامي، وتابعتها صحف وفضائيات عديدة وأولها الجزيرة وفرنسا 24 وبي بي سي وغيرها من المحطات الفضائية كل هذا وإعلامنا نائم، منصرف إلى تغطية النشاطات الروتينية، معلقا على برقيات الولاء والتأييد ، وذاك بعض من الداء الذي يجعل التونسيين يهجرون وسائل إعلامهم العمومية والخاصة التي خبروا في كل المناسبات إخلالها بواجبها في إنارتهم على أوضاع بلادهم، أما الحكومة، فلم تخرج عن صمتها إلا في اليوم الرابع، وعن طريق ما أسمته وسائل الإعلام الرسمية « بالمصدر المسؤول » الذي أعلم التونسيين بأن المسألة لا تعدو أن تكون حادثة معزولة وأن بعض الأطراف « تستغلها لأغراض سياسية غير شريفة »،. وكان على التونسيين أن ينتظروا خامس أيام الأحداث ليعلموا أن وزير الداخلية تعرض للأمر في مجلس النواب ووصف محاولة انتحار محمد البوعزيزي بالحادثة العادية والمعزولة، ولم ير السيد الوزير وهو المسؤول عن الأمن، ضرورة للتوقف عند مسيرات واحتجاجات تصل الليل بالنهار، وانتشرت من قرية إلى أخرى، ولا عند المداهمات والاعتقالات وانتهاكات حقوق الإنسان التي صاحبتها وطبعتها. يذكر السيد الوزير جيدا حالات الانتحار المماثلة التي نفذها شبان عاطلون عن العمل في قرطاج وفريانة وبوسالم والمنستير، فكم علينا أن ننتظر من حالات انتحار قادمة، حتى نقتنع بأنها ظاهرة تنادينا من الأعماق وهي صرخة يطلقها شباب استوى لديه الموت والحياة إن من وظيفة الحزب السياسي تحمل مسؤوليته الوطنية أمام مثل هذه الأحداث بالمتابعة والتدخل الإعلامي والسياسي أما التخفي وراء خشية نعوت الصيد في الماء العكر أو ركوب الأحداث فإنه تخل عن المسؤولية وابتعاد عن هموم الناس. وإن وصف ما وقع بالحالة « العادية » و »المعزولة » والتعاطي مع مطالب الشباب المشروعة في الشغل وفي الكرامة، بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع واصطناع شماعات تعلق عليها إخفاقات الحكومة في توفير التنمية العادلة وإشاعة الأمان، لهو احتقار لمشاعر الأهالي وتفص من المسؤولية وهروب إلى الأمام، أثبتت كل التجارب السابقة خطورته على أمن واستقرار البلاد . إن انتفاضة الحوض المنجمي وتواتر أحداث الصخيرة وبن قردان وجبنيانة وقصر قفصة بنفس الكيفية وتحت نفس الشعارات تؤكد أن اضطرابات سيدي بوزيد وحالات الانتحار ليست حالات معزولة بل إن كل ذلك هو عنوان على انسداد الأفق والشعور بالغبن تجاه التفاوت المتفاقم بين الجهات، وإزاء تكدس الثروات لدى فئات محدودة وضد استشراء الفساد في كل مجالات الحياة وهو دليل على فشل الخيارات المتبعة في تحقيق ما يصبو إليه التونسيون من كرامة العيش والحرية فنسب النمو المعلنة غير قادرة على امتصاص البطالة ومنوال التنمية المتبع عاجز على توفير الشغل ، وانفراد الشريط الساحلي بثمار التنمية يقسم البلاد إلى شطرين كان نصيب ولايات الداخل منها أعلى نسب النزوح والبطالة والأمية والانقطاع المدرسي، وأضعف نسب النمو والتطور الصحي والرخاء الاجتماعي لذا يؤكد الحزب الديمقراطي التقدمي أن الخروج بالبلاد من المأزق الاجتماعي الذي آلت إليه يتطلب التحلي بشجاعة الإقرار بإخفاق هذه الخيارات والمبادرة إلى مراجعتها في اتجاه التوزيع العادل للثروات ودفع التنمية في الجهات المحرومة، كما يؤكد أن الأسباب التي أدت إلى هذه الأحداث تعبر عن احتقان سياسي عميق وعن اتساع الهوة بين المواطن ومنظومة الحكم، لذلك فإن كل سعي لتطويق الاحتجاج الاجتماعي المتصاعد يتطلب: 1. تحرير الحياة السياسية وفسح المجال أمام المشاركة الشعبية الواسعة ورفع القيود المضروبة على نشاط الأحزاب والجمعيات المدنية (وخاصة في وسائل الإعلام والاتصال والفضاءات العامة) 2. الدعوة إلى ندوة وطنية حول الإصلاح السياسي والاجتماعي تشارك فيها مختلف التنظيمات الحزبية وهيئات المجتمع المدني لتأمين طريق للانتقال إلى الديمقراطية في أفق سنة 2014. ويعتبر الحزب الديمقراطي التقدمي أن الإجراءات التي أعلنها وزير التنمية والتعاون الدولي تبقى غير ذات معنى، مثلها مثل القرارات التي أعلنت في شأن الحوض المنجمي، ما لم تصاحبها إرادة فعلية لمقاومة الفساد والمحسوبية، وما لم يستشر المعنيون الأول في شانها، وهم أبناء الجهة وممثلوهم السياسيون والاجتماعيون لذا يطالب الحزب الديمقراطي التقدمي بـــ: حل المجالس الجهوية التي أثبتت التجارب إخفاقها في النهوض بأعباء التنمية الجهوية و تعويضها بمجالس منتخبة انتخابا مباشرا من المواطنين تحظى بميزانية خاصة وتخضع في تطبيق برامج التنمية إلى الرقابة المواطنية وهو مطلب تميز برفعه مرشح الحزب للرئاسية الأستاذ أحمد نجيب الشابي في إطار الحملة التي قادها بمناسبة الانتخابات الأخيرة وعلى المدى المباشر والعاجل بادر الحزب ببعث خلية متابعة للأزمة مهمتها تأطير التضامن مع أهالي الجهة واتخاذ كل المبادرات الضرورية، وقد قررت تنظيم اجتماعات عامة تضامنية في مختلف الجهات بإشراف أعضاء المكتب السياسي وإذ يحيي الحزب مناضليه في الجهة وكل النقابيين والمحامين والحقوقيين الذين هبوا لمؤازرة الأهالي وعملوا على تجنب مزيد تدهور الأوضاع ، فإنه يطالب الحكومة بأن تبادر فورا بــ: 1. رفع الطوق الأمني عن جهة سيدي بوزيد معتمدياتها 2. وضع حد لحملة المداهمات وإطلاق سبيل من لا يزال رهن الاعتقال 3. فتح حوار مع الشباب العاطل ومع الهيئات المدنية التي تشكلت على خلفية هذه الأحداث لتدارس السبل الكفيلة فوريا بتخفيف الضغط على الجهة وتوفير الشغل، أشكركم على متابعتكم ويسعدني أن أتولى الإجابة على أسئلتكم واستيضاحاتكم. تونس في 24 ديسمبر 2010
أنشطة تضامنية بالخارج احتجاجات تونس تدخل يومها السابع
دخلت الاحتجاجات في منطقة سيدي بوزيد بوسط البلاد يومها السابع على التوالي تنديدا بما يسمّيه المتظاهرون الأوضاع المعيشية المتردّية وتفشي البطالة والتهميش، وسط وعود حكومية بإنشاء مشاريع تنموية فورية في المنطقة لتهدئة الأوضاع، في حين كثفت منظمات وأحزاب معارضة تونسية ونشطاء في الخارج أنشطتهم التضامنية. وامتدت الاحتجاجات إلى مناطق محاذية لمدينة سيدي بوزيد (265 كلم جنوب العاصمة تونس) مثل المكناسي ومعتمدية المزونة، وجابت مسيرات مدينتي الرقاب ومنزل بوزيان، في حين شهد محيط مقر ولاية سيدي بوزيد حضورا لافتا لقوات الأمن التي قال شهود عيان إنها أغلقت الشوارع المؤدية إلى الولاية. واندلعت شرارة الأحداث عندما حاول شاب من خريجي التعليم العالي عاطل عن العمل يدعى محمد بوعزيزي الانتحار حرقا قبل أسبوع احتجاجا على حرمانه من بيع الخضراوات والفواكه. وقالت مصادر نقابية إن شابا آخر انتحر الأربعاء بصعقة كهربائية. وقال المسؤول النقابي في الاتحاد العام التونسي للشغل علي زارعي إن حسين ناجي (24 عاما) تسلق عمود كهرباء وهو يصرخ « لا للبؤس، لا للبطالة »، قبل أن يصاب بصدمة كهربائية فاقت 30 ألف فولت عندما لمس الأسلاك، وسقط جثة هامدة أمام المارة الذين فشلت توسلاتهم في إقناعه بالتراجع. وعود حكومية وتشير نقابات وأحزاب معارضة إلى أن معدل البطالة مرتفع في ولاية سيدي بوزيد -التي يعيش أغلب سكانها على الزراعة- وخاصة في صفوف خريجي الجامعات، موضحة أنه يتجاوز المعدل العام للبطالة في البلاد. وفي إطار المساعي الحكومية لتهدئة التوتر، قام وزير التنمية والتعاون الدولي نوري الجويني بزيارة لولاية سيدي بوزيد حضر خلالها جلسة للمجلس المحلي، وأعلن عن خطة يستفيد منها سكان الولاية تتضمن إقامة مشاريع صناعية وزراعية وتحسين شبكة الطرق وظروف الاستثمار وتدريب أصحاب الشهادات الجامعية. وقالت الوكالة الرسمية للأنباء إن الجويني أعلن قرار الرئيس زين العابدين بن علي إطلاق دفعة أولى من المشاريع بقيمة 15 مليون دولار لخلق مزيد من الوظائف في الولاية، إضافة إلى التوقيع على توزيع 306 إشعارات موافقة على تمويل حكومي لعدد من الشبان خاصة من خريجي التعليم العالي لإنجاز مشاريع خاصة.
لجنة تضامن في هذه الأثناء شكلت منظمات وأحزاب معارضة تونسية ونشطاء في الخارج لجنة للتضامن مع أهالي سيدي بوزيد. وبدعوة من هذه اللجنة التي أطلق عليها اسم « لجنة التضامن مع نضالات أهالي سيدي بوزيد » تجمَع عدد من التونسيين مساء أمس في باريس للتعبير عن مساندتهم لمواطني المنطقة في مطالبهم الاجتماعية. من جهة ثانية قال مراسل الجزيرة نت في لندن مدين ديرية إن عددا من أبناء الجالية التونسية اعتصموا أمام السفارة التونسية في لندن احتجاجا على ما سموه فشل خطة التنمية الاقتصادية في تونس وما وصفوه بسياسة تجويع أبناء سيدي بوزيد ومناطق محرومة أخرى من تونس. ورفع المتظاهرون لافتات تندد باستشراء الفساد والظلم والبطالة التي انتشرت بين حاملي الشهادات الجامعية في تونس ومن نتائجها انتشار اليأس ولجوء بعض الشباب التونسي المحرومين إلى حرق أجسادهم. وقالت الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس إنه « لا مفر من الخروج من هذه الأزمة التي تشهدها تونس إلا من خلال حوار وطني جامع لمراجعة كل السياسات التي أثبت الواقع فشلها بدلا من الإصرار على المضي بالبلاد إلى هاوية الانتفاضات الشعبية التي لن تفيد كثيرا في مواجهتها القوة الأمنية مهما عظمت وتغطرست ». ليست نشازا ونقل المراسل عن منسق الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس علي بن عرفة قوله إن هذه الأحداث ليست نشازا في المشهد العام وإنما سبقتها تحركات احتجاجية في مناطق متعددة مثل قفصة والرديف وبنقردان. وأكد علي بن عرفة أن هذه الأحداث تضيف المزيد من الفشل الذي منيت به الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة في تجاهلها للمناطق المحرومة وغياب التوزيع العادل للثروة، مشيرا إلى فشل السلطة في استيعاب الدرس من التحركات السابقة وتكرار اعتمادها على الحل الأمني والإعراض عن نداءات المعارضة وقوى المجتمع المدني. واعتبر أن الحكومة ماضية في سياساتها المجحفة في حق المناطق المهمشة بما ينذر بعواقب وخيمة تهدد مستقبل البلاد، إذ لا شيء يمنع امتداد هذه التحركات إلى مناطق أخرى ليست أوفر حظا في التنمية من منطقة سيدي بوزيد. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 24 ديسمبر 2010)
مشاريع تنموية لتهدئة سيدي بوزيد
أصدر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تعليمات إلى الحكومة لإنشاء مشاريع تنموية في ولاية سيدي بوزيد وسط تونس والتي شهدت لليوم السابع على التوالي احتجاجات واعتصامات شعبية احتجاجا على ما يصفه المتظاهرون بالأوضاع المعيشية المتردية وتفشي البطالة. وأوردت وكالة تونس أفريقيا للأنباء أن وزير التنمية والتعاون الدولي نوري الجويني قام بزيارة إلى ولاية سيدي بوزيد حضر خلالها جلسة للمجلس المحلي، وأعلن عن خطة يستفيد منها سكان الولاية تتضمن إقامة مشاريع صناعية وزراعية وتحسين شبكة الطرق وظروف الاستثمار وتدريب أصحاب الشهادات الجامعية. وأضافت الوكالة الرسمية أن الجويني أعلن قرار بن علي إطلاق دفعة أولى من المشاريع بقيمة 15 مليون دولار لخلق مزيد من الوظائف في الولاية، إضافة إلى التوقيع على توزيع 306 إشعارات موافقة على تمويل حكومي لعدد من الشبان خاصة من خريجي التعليم العالي لإنجاز مشاريع خاصة. وقالت الوكالة إن المجتمعين عبروا عن رفضهم لما وُصف بمحاولات أطراف توظيفَ حادثة فردية من أجل التضليل وإثارة الشغب، في إشارة إلى حادثة إقدام أحد الشبان من حاملي الشهادات العليا على حرق نفسه الجمعة الماضية احتجاجا على حرمانه من بيع الخضراوات والفواكه. انتحار واحتجاجات وكانت مصادر نقابية في سيدي بوزيد قد أعلنت أمس أن شابا ثانيا أقدم على الانتحار مساء الأربعاء أمام مقر معتمدية سيدي بوزيد الغربية احتجاجا على وضعية البطالة التي يعيشها، وأوضحت الوكالة الرسمية أن الشاب لقي حتفه « بعد سقوطه من أعلى عمود كهربائي » نتيجة صعقة كهربائية بعد ملامسته أسلاك الكهرباء عند بلوغه أعلى العمود. وتشير نقابات وأحزاب معارضة إلى أن معدل البطالة مرتفع في ولاية سيدي بوزيد -التي يعيش أغلب سكانها على الزراعة- وخاصة في صفوف خريجي الجامعات، موضحة أنه يتجاوز المعدل العام للبطالة في البلاد. وكانت الاحتجاجات قد امتدت أمس الخميس إلى مناطق محاذية لمدينة سيدي بوزيد مثل المكناسي والمزونة، كما جابت مسيرات مدينتي الرقاب ومنزل بوزيان، في حين شهد محيط مقر ولاية سيدي بوزيد حضورا لافتا لقوات الأمن التي قال شهود عيان إنها أغلقت الشوارع المؤدية إلى الولاية. وقال الناطق باسم اللجنة الجهوية التي تم تشكيلها لمتابعة الأحداث بسيدي بوزيد عطية العثموني في تصريح للجزيرة، إن المشاركين في المسيرات طالبوا بإطلاق سراح كافة معتقلي الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت الجمعة الماضية.
اعتصامات على صعيد آخر شكلت منظمات وأحزاب معارضة تونسية ونشطاء تونسيون في الخارج لجنة للتضامن مع أهالي سيدي بوزيد. وبدعوة من هذه اللجنة التي أطلق عليها اسم « لجنة التضامن مع نضالات أهالي سيدي بوزيد »، تجمع عدد من التونسيين مساء الخميس في العاصمة الفرنسية باريس للتعبير عن مساندتهم لمواطني المنطقة في مطالبهم الاجتماعية. وطالب المشاركون بإطلاق سراح المعتقلين فورا ورفع ما سموه الحصار الأمني المضروب على الولاية. كما نظم عدد من أبناء الجالية التونسية اعتصاما أمام السفارة التونسية في العاصمة البريطانية لندن احتجاجا على ما سموه فشل خطة التنمية الاقتصادية في تونس وسياسة التجويع ضد أبناء تونس في سيدي بوزيد ومناطق محرومة أخرى. ورفع المتظاهرون لافتات تندد باستشراء الفساد والظلم والبطالة التي انتشرت بين حاملي الشهادات الجامعية في تونس –على حد وصفهم- ومن نتائجها انتشار اليأس ولجوء بعض الشباب التونسي المحرومين الى حرق أجسادهم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 24 ديسمبر 2010)
الجويني في دورة استثنائية للمجلس الجهوي بولاية سيدى بوزيد دفعة أولى من المشاريع والبرامج الصناعية والمالية والاستثمارية والفلاحية
تنظيم يوم شراكة للنهوض بالاستثمار الخاص يوم 5 مارس القادم ـ سيدي بوزيد ـ
وات ـ مثلت سلسلة الاجراءات الرئاسية الجديدة لدعم التنمية والتشغيل بالجهات الداخلية ولاسيما ولاية سيدي بوزيد موضوع دورة استثنائية للمجلس الجهوي للولاية اشرف عليها السيد محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي أمس الخميس بقاعة المجلس الجهوي بالولاية وحضرها والي الجهة وأعضاء مجلسي النواب والمستشارين والاطارات الجهوية والمحلية للولاية.
وبين السيد مراد بن جلول والي الجهة في افتتاحه للدورة ان ولاية سيدي بوزيد تشهد العديد من الانجازات التي شملت مختلف القطاعات حيث وصلت قيمة الاستثمارات الى 2350 مليون دينار منذ التحول وهو ما يعكس الرعاية الموصولة لرئيس الدولة بالتنمية الجهوية خاصة في الولايات الداخلية وحرصه على تامين ظروف العيش الكريم لكل المواطنين. أما السيد محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي فقد أكد أن هذه الدورة تنعقد في نطاق متابعة تجسيم الخطط والاهداف الطموحة المدرجة ضمن البرنامج الانتخابي لرئيس الدولة (معا لرفع التحديات) وبالتحديد الخطة الاستثنائية لدعم التنمية بكل الجهات وخاصة تلك التي تحتاج مزيدا من الدعم على غرار ولاية سيدي بوزيد
وأشار الى أن الدولة قد انطلقت في وضع تصور للنهوض بعدد من مناطق البلاد الداخلية وخاصة الولايات الداخلية والحدودية وذلك حرصا من الرئيس بن علي على تأمين مقومات تنمية جهوية متضامنة وتوفير أسباب العيش الكريم لكل المواطنين في مختلف الجهات.
وأكد الوزير انه رغم تقلبات الظرف العالمي وصعوبة التشغيل فان تونس قد نجحت بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي في تجنب اثار هاته الازمة بأن وفرت امكانيات كبيرة لتطوير البنية الاساسية وانجاز المشاريع الكبرى وفتح افاق في مجالات التعليم والتكوين والقطاعات الحيوية بكل الجهات.
كما أبرز الانجازات التي تحققت منذ التحول في ولاية سيدي بوزيد مما مكن من تطوير مختلف مؤشرات التنمية في هذه الجهة مشيرا الى التحديات التي تواجه مختلف جهات البلاد وفي مقدمتها تحدي التشغيل.
واستعرض الوزير مختلف عناصر الخطة التي أذن بها رئيس الدولة يوم 15 ديسمبر والمتعلقة بالتنمية الجهوية للولايات الداخلية والمقدرة ب6500 مليون دينار موزعة بين مشاريع مبرمجة ومشاريع اضافية والتي تهدف بالخصوص الى بعث حركية اقتصادية ودعم التشغيل وتحسين نوعية الحياة وتوفير مصادر الدخل وتنمية التجمعات الريفية المحيطة بالمدن.
وبين السيد محمد النوري الجويني ان الخطة تتضمن أساسا دعم التكوين والتعليم في اللغات والعلوم والتقنيات من خلال تكوين خصوصي مدعم في متناول كل العائلات مما يتيح فرصا اكبر لاقحامهم في مسيرة التنمية التكنولوجية والعلمية بالجهات.
وتشمل الخطة أيضا استكمال شبكة المركبات الصناعية والتكنولوجية متعددة المواقع واحداث صناديق رأس مال لمساندة الجهود المبذولة من قبل شركات التنمية الجهوية للاستثمار في مجال دفع الاستثمار بالولايات المعنية وتنظيم أيام شراكة اضافة الى وضع برنامج اضافي لتدخلات البنك التونسي للتضامن ووضع خطة ترويجية تعتمد وسائل الاتصال العصرية.
وأعلن الوزير عن دفعة أولى من المشاريع التي تندرج في نطاق الخطة الرئاسية لفائدة ولاية سيدي بوزيد والتي تندرج في اطار الخطة المعتمدة لفائدة الولايات الداخلية.
وتتمثل هذه المشاريع والبرامج في ما يلي ـ انجاز مركب صناعي وتكنولوجي متعدد المواقع يتكون من مناطق صناعية ومحلات صناعية وفضاءات تكنولوجية وعمل عن بعد ومنطقة حرفية / دعم ربط الولاية بشبكة الطرقات وشبكة الاتصالات وتعزيز المسالك الفلاحية. ـ احداث صندوق مشترك برأس مال تنمية بخمسة ملايين دينار خاص بولاية سيدى بوزيد بغرض المساهمة في تمويل المشاريع التي سيتم تشخيصها في الولاية. ـ وضع خطة ترويجية لجلب الاستثمار الى الولاية لتنويع النسيج الاقتصادي بها ـ دعم هياكل الاحاطة بالجهة واحداث فضاء المبادرة بولاية سيدي بوزيد ـ وضع برنامج اضافي للتكوين الاشهادي في اللغات وتكنولوجيات الاتصال والمعلومات لفائدة حاملي الشهادات العليا بما يساعد على توفير الكفاءات التي سيتم استيعابها في الفضاءات التكنولوجية وفضاءات العمل عن بعد ـ العمل على احداث شركة تعاونية للخدمات الفلاحية بسيدي بوزيد لتنمية قطاع اللحوم الحمراء والالبان ـ تنظيم يوم شراكة واستثمار بمشاركة البنوك وشركات الاستثمار وهياكل الاحاطة يوم 5 مارس 2011 للنهوض بالاستثمار الخاص كما تشمل الخطة دعم البنية الاساسية والتجهيزات الجماعية وتحسين مستوى وظروف العيش في اطار نظرة متكاملة بالاعتماد على مقاربة تشاركية بمساهمة مختلف الاطراف المعنية على الصعيدين الجهوي والوطني.
ومثلت الجلسة فرصة للوقوف على اقتراحات وتصورات اطارات الجهة حول سبل النهوض بالتنمية في مختلف جهات الولاية. وعبر كل الحاضرين في مطلع الجلسة عن رفضهم المطلق لمحاولات بعض الاطراف توظيف حادثة فردية اليمة من أجل التضليل واثارة الشغب مؤكدين ان مزايدات هذه الاطراف لا يمكن ان تحجب الانجازات الكبيرة التي تحققت في الجهة.
ودعا بعض المتدخلين الى اعادة تصنيف امتيازات بعض الجهات في التنمية وتوفير نسيج متكامل لتحويل المنتوجات الغذائية التي تختص بها الجهة واستغلال الموارد الطبيعية المتوفرة قصد استقطاب الاستثمار الخارجي اضافة الى انشاء أقطاب صناعية ومشاريع كبرى لتحد من مشاكل البطالة. كما دعا متدخلون الى بعث قطب جامعي بالجهة وبعث مركزية للحليب واللحوم وتطوير شبكة الطرقات لتسهيل عمليات الربط بالولايات المجاورة. وأكد الحاضرون في ختام الجلسة تثمينهم للرعاية السامية التي تحظى بها الجهة معبرين عن مساندتهم الكاملة لسياسة الرئيس زين العابدين بن علي ومقارباته التنموية واقتناعهم بصواب خياراته وتمسكهم بسيادته قائدا لمسيرة الوطن.
وتم بالمناسبة التوقيع على 3 مشاريع للتنمية المندمجة بكلفة 15 مليون دينار في انتظار قسط ثان يضم أيضا 3 مشاريع لفائدة 3 معتمديات من الولاية. كما وقع بنفس المناسبة توزيع 306 اشعار موافقة على التمويل من البنك التونسي للتضامن على عدد من الشبان خاصة من خريجي التعليم العالي كدفعة أولى. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 ديسمبر 2010)
إلى الذين أمروا بإطلاق النار على مظاهرات سيدي بو زيد وغيرها
الجمعة 24 كانون الأول (ديسمبر) 2010
شعار كاتب هذه السطور كان وسيبقى : عندما تكون موازين القوى ضدّي لا استسلم وعندما تكون لصالحي لا أنتقم ومن ثم الفكرة التي دافعت عنها في أكثر من مقالة و حاولت أن اقنع به طيف المعارضات العربية والتونسية أي التعهّد بعدم المتابعة إذا لم تلجأ السلطات الآيلة للزوال لحمام الدم هلعا وخوفا ومواصلة للحسابات الخاطئة التي أوصلتها وأوصلتنا جميعا لعنق الزجاجة لأن الهام طبعا المرور من الاستبداد إلى الديمقراطية بالمقاومة المدنية والأهم الانتقال إليها بأقل تكلفة من الدم والدموع .
أما في الحالة المعاكسة فإننا سنعتبر كل إنسان يسقط برصاص البوليس أو الجيش ضحية جريمة قتل مع سابق الإضمار ويجب على العدالة أن تفتح في كل حالة تحقيقا مستقلا ومتابعة من أمر بإطلاق النار ومن سهّل عملية القتل ومن نفّذها.
إنه بالطبع أمر لا يتصوّره أناس يعتقدون أن للدولة الاستبدادية التي يقودونها حق القتل وحق الكذب وحق الفساد بما أنها الدولة. المشكلة أن العالم تطوّر والذين يحكموننا لا زالوا على فهمهم البدائي للسلطة وكأنّ الإشارات الحمراء التي تتدافع من كل حدب وصوب لا تعنيهم: شراسة الإعلام في تتبع الجرائم …سقوط مبدأ عدم المحاسبة…تصاعد قوة المجتمعات المدنية …نشوء المحكمة الجنائية الدولية.
للذين قتلوا الشاب محمد عماري في مظاهرات سيدي بوزيد بتونس يوم 24 ديسمبر 2010 أي كل الذين أمروا بإطلاق النار ونفذوه أقول أننا نحن التونسيون سنبدأ في جمع وثائق القضية وسنبدأ برفع القضية أمام القضاء » المستغل » لنسجّل عليه رفضه وليصبح هو الأخر منخرطا في الجريمة ثم بعدها سنلتجئ إلى أي محكمة دولية تنصفنا بانتظار أن يكون لنا قضاء مستقل يفصل في الجريمة ولو بعد سنوات.
متى سيفهم حاكم قرطاج وبقية الحكام العرب أن عهد إطلاق الرصاص على البشر كما لو كانوا كلابا ضالة قد انتهى وإن هذا لن يبعد النهاية وإنما يقربها وأنه لا خيار لهم غير إعادة بناء الجسور التي نسفوها مع ممثلي الشعب الحقيقيين للمقايضة الناجحة الوحيدة رحيلهم بسلام وترك الناس تعيش بسلام لتعيد بناء كل ما خربوه. .
(المصدر: موقع الدكتور منصف المرزوقي بتاريخ 24 ديسمبر2010)
المولدي الجندوبي للوحدة: أسلوب التواصل هو الحل الأمثل لتخفيف الاحتقان في سيدي بوزيد
على إثر الحادثة المأساوية التي وقعت مؤخرا بمدينة سيدي بوزيد والتي قام خلالها الشاب محمد بوعزيزي بمحاولة الانتحار حرقا أمام مقر الولاية يوم الجمعة 17 ديسمبر والتحركات الاحتجاجية التي أعقبت ذلك، كان لنا هذا الحوار مع السيد المولدي الجندوبي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل الذي قام برفقة زميله في المركزية النقابية السيد محمد سعد بزيارة إلى الجهة في بداية هذا الأسبوع للاطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع والمساهمة مع الإطارات النقابية في التخفيف من حدة الاحتقان الذي تسببت فيه تلك الحادثة وملابساتها. الوحدة : ما هي أبعاد الزيارة التي قمتم بها يومي 20 و 21 ديسمبر الجاري إلى سيدي بوزيد وكيف تقيمون نتائجها ؟ ـ لقد كانت لنا في هذه الزيارة أولويات أهمها إطلاق سراح الموقوفين مع التأكيد على اختيار أسلوب التواصل والحوار مع المحتجين وقد تم فعلا إلى حد الآن إطلاق سراح 34 موقوفا وبقاء ثلاثة قيل لنا لمزيد التحريات، وكان لنا لقاء إيجابي مع السيد والي سيدي بوزيد حيث أوضحنا موقفنا على أساس معالجة مشاكل البطالة والوضع التنموي وتنويع القاعدة الاقتصادية بالجهة مع اعتبار مشاكل المائدة المائية ودعم الصناعات التحويلية… وأكد لنا السيد الوالي اطلاعه على التقرير الذي أعده في الغرض قسم الدراسات للاتحاد العام التونسي للشغل منذ شهر أوت 2010 وأن السلطات على استعداد لمزيد التعمق في دراسته والاستئناس بالمقترحات والملاحظات الواردة فيه. وأعتقد بكل تواضع أن زيارتنا قد أسهمت ولو بطريقة غير مباشرة في التقليص من التوتر الذي كان سائدا والتخفيف من حدة التشنجات في الشارع. الوحدة : ما هي في رأيكم الحلول العاجلة الأنسب للظروف الحالية؟ ـ لقد حرصنا في اللقاء الذي أشرت إليه مع السلطات الجهوية على لفت الانتباه إلى أن المعالجة الأمنية لا تولّد إلا مزيد العنف وليست هي الحل المناسب للتحركات الاحتجاجية وذلك نظرا إلى ما قد تستثيره من استفزاز وانتشار ردود أفعال غير متوقعة، وفي اعتقادنا الوسيلة المثلى هي الاتصال المباشر بالمواطنين والحديث معهم والإصغاء إليهم وهذا ما ثبت لدينا في أثناء الجولات واللقاءات التي قمنا بها أثناء الزيارة سواء مع النقابيين أو مع عموم المواطنين الذين أبدوا تفهما واستيعابا لما تتطلبه حقيقة الوضع. الوحدة : والآن هل تواكبون المستجدات المتعلقة بالأوضاع في سيدي بوزيد؟ ـ نعم بكل تأكيد، ساعة بساعة. الوحدة : هل لديكم فكرة عن الوضعية الصحية للشاب محمد البوعزيزي؟ ـ قبل زيارتنا إلى سيدي بوزيد، قمنا بزيارة إلى مركز الحروق و الإصابات البليغة ببن عروس قصد الاطمئنان على الحالة الصحية للشاب محمد البوعزيزي المتواجد بقسم العناية المركزة وقد عاينا عن كثب الإحاطة الطبية الكبيرة التي يحظى بها المصاب و تبدو حالته إلى تاريخ زيارتنا له مستقرة، كما قابلنا أفراد عائلته المرابطين هناك وعبرنا لهم عن مساندتنا وتضامننا واستعدادنا كاتحاد لتقديم العون والمساعدة. أجرى الحوار : عادل القادري
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان( في السنة ال33 من وجودها القانوني= 10سنوات قبل مجئ نوفمبر 87 فرع قليبية قربة( في السنة ال5 من الحصار البوليسي الظالم وغير القانوني المضروب عليه=18 سنة بعد نوفمبر 87، بعد شهر ونصف من الخطاب الرئاسي 07 نوفمبر2010
من معاني الحرقة والحرق والإحتراق…
» إذا لم أحترق أنا … ولم تحترق أنت… ولم نحترق نحن.. فمن أين للظلمات أن تصير ضياء؟ » – ناظم حكمت – (1) يا سيدي ويا أخي ويا رفيقي …. هل تسمعني وأنا أخاطب فيك الإنسان ، بروحه، بمشاعره ، بعقله، بحبه للحياة، الحرة الكريمة، برفضه للذل، للموت؟ أخاطبك بكلمات صادرة من قلب يتوق الإلتحام بلهيب مشاعرك ، علّـنا نستولد، من ظلمة ما كان ، أنوار ما سيكون . ونحن لا نحدثك ، الآن، عن ذلك الشاب الذي أحرق نفسه، في مدينة المنستير،احتجاجا على سوء حالته وعجزه عن إيجاد شغل يعيش منه ولكن سنحدثك عن حالة أخرى، جديدة، مازالت رائحة احتراقها تملأ الأجواء والنفوس ، هي حالة سيدي بوزيد، فعليك أن تجمع قواك الذهنية والشعورية لتستحضر الأحداث بكل أبعادها، ولا تستهن بها مثلما يفعل إعلامنا التعتيمي المغرور بأضحوكة » الأمن المستتب » والإستقرار » الرقيق جدا،والحساس، جدا،جدا، جدا، الذي تخدشه نسمة هواء عابرة لحادث من الأحداث، قد يقع في تونس كما يقع في غيرها، إلاّ أننا، خلافَ غيرنا، نُحكم عليه غلق كل نوافذنا وأبوابنا، فيكون حالنا كحال تلك النعامة التي تخفي رأسها في الرمال ، تصورا منها أن الصياد لا يراها، عندما، ولأنها، لا تراه. أليس من الأجدى لنا ولبلادنا، إن كنا عقلاء، مستنيرين، أن نتعامل مع كل الأحداث، التي تحدث لنا، ولغيرنا، تعاملا حضاريا، واقعيا، دون تهويل ولا تقزيم ولا تعمية؟ ألا نتربى من دروس التاريخ(26 جانفي وانتفاضة الخبز، في القرن الماضي) حيث كان الشهداء يتساقطون وإذاعتنا الوطنية تغني، كالبلهاء، » قالوا زينك عامل حالة » و » خَِلي يقولوا آشْ يْهِمْ،مِ اللي يشكر والاّ يْذِمْ »، وكانت عيون التاريخ وآذانه ترى وتسمع عنا كل شيء، رغم التعمية الإعلامية، وتغطية » عين الشمس » بغربال الأكاذيب ومِزَق الأوهام؟ (2) ثم..ماذا خسر علينا حكامُنا وقتها؟ إنهم رقدوا هانئين ،ثم قاموا هادئين وفبركوا لنا مسرحية، حبكوها على قدر عقولنا قدموا فيها: 1- » كبش فداء »(والأصح نعجة، أو قِرْد فداء) من بين مَن إنكشف سترهم عند الجماهير، وتهرّأت صورتهم، ولم تعد صالحة للإستهلاك السياسي والشعبي، فصدقناهم، ونـفّسنا غضبنا في ذلك الكبش/النعجة/ القرد.2- أو يخرج رئيس الدولة، في التلفاز، وهو يُرعش شفتيه وأصابع يديه، ويزوّي ما بين حاجبيه، ويصب شيئا من « دموع التماسيح » في عينيه، ويقول للشعب الكريم: » آنا ما نعْرفْ شيْ. غَلْطوني » ثم ينهي كلمته » لشعبه الوفي » بقوله المؤثر : » نرجعوا وِينْ كُـنّا » ورجعنا أين كنا، وكأن شيئا لم يكن، وتُقام المسيرات الشعبية، العفوية والتلقائية، وتُرسل برقيات الولاء والتأييد، لحامي حمى الوطن والدين، في غمرة الطبول والبنادير: » يا سيد الأسياد.. »؟ أما معالجة أصل الداء، فلم تقم به السلطة ولا إعلامها ولا حزبها. فلماذا الإعلام التونسي يقع اليوم في نفس الأخطاء، والشعبُ التونسي كما قيل عنه » قد بلغ من النضج…. »؟ ألم يتطور شعبنا منذ أواخر سبعينات وثمانينات القرن الماضي؟ ألم يعرف شيئا من مشاكله الحقيقية؟ (3) إن التحسّر ، على ما فات ، لا ينفعنا في شيء، ولا يحل قضايانا. لكن المنطق يقول إن من فشل في إيجاد الحلول لعشرات الآلاف من أصحاب الشهادات العليا، الذين يعانون من البطالة القسرية (مما دفع بالبعض منهم إلى إحراق نفسه أمام الجميع، وحبْس مَن غطى الأحداث، وهو لم يصنعها وليس مسؤولا عنها باي وجه من الوجوه)- أقول: من فشل فعليه، على الأقل، أن يعترف بفشله ويتحمل مسؤوليته، كاملة،فيه، إن لم نقل شيئا آخر، عادي الحدوث، في الأنظمة الديموقراطية/ الديمقراطية( دون أن نضيف إليها وصْف » الحقيقية » لأنها زائدة إذ الديمقراطية لا تحتاج إلى زوائد، لأن معناها في ذاتها، فإما أن تكون ديمقراطية، أو لا ديمقراطية . وما دام ذلك لم يحصل والبلادُ تتحكّم فيها أحادية دستورية بيد رئيس واحد أحد ، فإن المسؤولية لم تتحدد رغم أن الجماهير الشعبية هي التي تتجرع مرارة سلبياتها من بطالة وانخرام التوازن بين الجهات .وكأنني بكم تتساءلون في صمت: » ورغم كل ذلك نعيد ونكرر:مَن المسؤول؟ » نعم.. من المسؤول عن كل مآسينا ومصائبنا السياسية والتربوية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية؟ هل هوالفاهم بوكدوس؟ حسن بن عبد الله؟ عبد الرزاق المشرقي؟عمار بو الزّوُرْ؟ إدريس قيقة؟ منصور معلى؟ أحمد بن صالح؟ محمد بن جنات؟كمال الجندوبي؟حمة الهمامي ؟ خميس قسيلة؟ الستاذ شورو؟ سهام بن سدرين؟احمد نجيب الشابي؟ » التعددية السياسية » الوهمية؟ » التمشي الديمقراطي » المغلوط؟ » الحرية المفرطة » التي تتمتع بها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان »؟ أم المواطن، الذي كانت جريمته أنه أراد أن يكون مواطنا، حرا كريما، مصان الحقوق؟ أم.. ليس هناك مسؤول، بالمرة؟ أف.. ف.. ف… (4) أرحْ رأسك، يا أخي، وانس همومك، وإن تمردت، عليك، دموعك، فامسحها وابتسمْ إنها… وأعدْ قراءة كلمات الشاعر التركي ناظم حكمت، بترَوٍّ : » إذا لم أحترق أنا، ولم تحترق أنت، ولم نحترق نحن، فمن أين للظلمات أن تصير ضياء؟ »، علما وأن، هناك، غيرك، قد تمردت عليه روحه، وخرج للناس ملتهبا، والنارُ، فيه، تصرخ على الظلم، الصارخ، والتمييز، الحاقد، والحرمان المجنون. هل اكتملت عندك الصورة؟ إذن تخيّلْ كل الخطوط، ثم تأمّل المشهد.. تأمله بإحساسك الإنساني الخالص، وبمعزل عن كل انتماء فكري أو سياسي أو ديني. تأمل، جيدا: الزمان هو يوم 17 ديسمبر2010 والمكان هو مدينة سيدي بوزيد والبطل هو شاب، من ذلك الشباب الذين تثاءَبَتْهم البطالة، مَللا وحرمانا وغربة، فحاول هذا الشاب محاربتها بعزيمته الإنسانية، وأراد أن يتحدّاها ويسخر منها فجعل لنفسه عربة تقليدية، عتيقة وعبّأها بالخضر والغلال يبيعها ويسترزق بها رافضا أن يكون عالة على غيره، لكن القوى المتنفـّذة تعرقله وتمنعه من عمله، فماذا يفعل وهو لايملك إلاّ نفسه، ورغبة عارمة في القضاء على كل الأسباب التي رمت به في هذا الوضع المأساوي؟ إنه، وبكامل مداركه العقلية وشجاعته النفسية، يسكب البنزين على نفسه ويشعل النار، مختزلا في ذاته جميع المغترَبين، المستلبين، المعطّلين عن العمل، وكأنه يقول للجميع : » أنا أحرق نفسي ، لأني أرغب في إحراق من رمانا في جحيم البطالة، لكننا عندما نعي مأساتنا، هذا الوعي الجماعي سيكون أمرُنا، عندئذ، مختلفا، ولـــــن نرضى بـ »لبرويطة » تجرنا، ولن نرضى بـأن » نبيع الريح للمراكب » بل سنحرق كل الأوهام التي كانت تكبلنا، ونزيح من يقف حجر عثرة في طريق أحلامنا المشروعة وطموحنا الإنساني ، ونعَلِّم الناس أنهم نزلوا، جميعا من بطون أمهاتهم ولم تنزل معهم سندات مالية ولا شهادات ملكية. وأن العمل حق، ومن يمنعك عنه، ويمنعه عنك إنما هو يمنع عنك الحياة، ويمنع عنك الكرامة ويمنع عنك الحرية، وعلى الجميع أن يدافعوا عن حياتهم وكرامتهم وحرياتهم، وعلى الجميع أن يتعلم الفرق الشاسع بين حرية الحياة وحرية الموت، وبين حرية الشبع وحرية الجوع، فهل من المعقول أن نُضرَب ونُمنع من البكاء؟ أو نُرمَى في الماء ونعاقَب لأننا ابلتللنا؟ لا، وألف لا. نقولها بالنار الملتهبة فينا، بحرقة آلامنا وآمالنا. ألا تسمعونها ؟ ألا ترونها؟ سترون وتسمعون و.. » (5) ….. وتتوسع الإحتجاجات الشعبية وتمتد إلى مكناس والرقاب، وما حولها، دون أن ننسى ما قبل هذا من تحركات أخرى ولنفس الأسباب سواء في جلمة أو جبنيانة، أو جندوبة( وسجن بسبب الحديث عنها الصحفي أيمن الزوابي،رغم أنه لم يصنع أسبابها ولم يكن مسؤولا عنها) فهل وجد هذا الشباب المعطل عن العمل ما كان يطالب به عندما تعاملت الحكومة معها تعاملا أمنيا قمعيا وفرضت عليها تعتيما إعلاميا جعل التونسي يبحث عن أخبار بلاده في وسائل الإعلام الأجنبية؟ فلماذا تسَطّح السلطة قضايا الناس ولا تنظر إليهم على أساس أنها مجعولة، حضاريا، لتنظيم حرياتهم النا وخدمتهم والمحافظة عليهم، لتنخفف من نزعتها القمعية وتبني لنفسها شرعية شعبية؟ إننا لو عدنا إلى انتفاضة الحوض المنجمي( منذ 2008) وغيرها من الإنتفاضات لوجدنا أن أسبابها ما زالت قائمة، وأن نتائجها القمعية موجودة آثارها الصارخة في حسن بن عبد الله، والفاهم بوكدوس، وعدنان الحاجي وبشير العبيدي وكلهم ، مع غيرهم، يحترقون، وبطرق مختلفة ومتنوعة، سواء بالمرض المفروض عليهم، أو بالسجن، المحكوم به عليهم أو بالبطالة القسرية، المستمرة، سواء في الصخيرة وما يتجرعه شبابها المعطّل عن العمل أو في بن قردان التي عانت من غلق الحدود التونسية الليبية، لأسباب تتعلق بالتناحر بين قوى احتكارية قريبة كبيرة وفاعلة كانت ضحيتها الجماهير الشعبية، التي لم تبق مكتوفة الأيدي بل هبّت للدفاع عن قوتها وحياتها ، وتعلمت أن النضال هو طريق النجاح فكان لها ما أرادت( رغم أن العديد من المثقفين(؟) لم يتعلموا شيئا مما تعلمته الجماهير المناضلة، لأنهم ظلوا محبوسين داخل أبراجهم البورجوازية، البائسة). هذا وأن حكومة السيد الغنوشي( وهي في البداية والنهاية حكومة الرئيس بن علي، باعتبار أن نظامنا السياسي هو نظام رئاسي وليس برلمانيا)- هذه الحكومة، تتحمل مسؤولية سياساتها الإقتصادية والإجتماعية، وكان عليها( وهي التي ترفع بمناسبة وغير مناسبة شعارات حقوق الإنسان والتنمية المستديمة والتوازن بين الجهات…) كان عليها أن تُشرك كل التونسيين في البحث الجدي عن حلول لقضايا الشعب ،لكنها، مع الأسف الشديد ترد على الإحتجاجات الشعبية السلمية بحلول أمنية قمعية، فتعقد المشاكل ولا تحلها، رغم ما ترفعه من شعارات تنموية وتضامنية تنفيها أعمال بوليسها، التي نرفضها ونحتج عليها، باعتبار أن العنف لا يولد إلا العنف. (6) ولكل هذا على الحكومة، إن كانت واثقة من نفسها ، أن تسمح بالإحتجاجات السلمية وبحرية التعبير، خاصة وأن تجريم الإحتجاج السلمي وحرية التعبير، سيؤدي حتما إلى الإحتجاج العنفي، ودائما العنف يولد العنف، ولنا في انتفاضة الخبز و26 جانفي (في القرن الماضي) أصدق مثال على ما نقول. ولنعتبر أن من أحرق نفسه إنما،هو، فعل ذلك ليعبرعن إرادته في أن يحرق الأسباب التي خلقت وضعه البائس، وهو في حالة أخرى، وإذا لم يجد من يتحدث معه عن حاله ويستمع إلى مشاغله فيومها لن يحرق نفسه بل سيحرق أشياء أخرى فافسحوا للشباب في سنة الشباب الطريق أمامه ليعبر بصدق عن مشاغله. فأيهما أفضل له وللبلاد أن نساعده على إحراق أسباب الحرمان والإغتراب أم نتركه غارقا في بحر الأوهام واليأس؟ وأنت أيتها الحكومة لا تغتري بأهازيج الإذاعة والتلفزة لأنها وهمية ولا قيمة لها ، وعليك أن تتوجهي بعزيمة صادقة إلى حل مشاكل الناس وإيجاد التوازن بين الجهات ، وفتح ملف البطالة بعيدا عن البهرجة الدعائية والحملات الإنتخابية الزائفة، فهل لك برنامج حقيقي صادق لجعل تونس لكل التونسيين؟ هذا ما نتمناه، أم تراكُم، أيضا، تحددون لنا ما نتمنى، ولا تتركوا لنا، في ديمقراطيتكم أن نحدد لكم ماتفعلون؟
قليبية في 24/12/2010 رئيس الفرع عبد القادر الدردوري
بسم الله ناصر المستضعفين بسم الله ناصر الفقراء و المحرومين بسم الله المنتقم من آل سبعة نوفمبر الظلمة
إنتفاضة شعبنا البطل في سيدي بوزيد خارطة طريق للخلاص الوطني
تحليل سياسي و ملف من إعداد رافع القارصي:
1/تونس : سنن الله في التدافع تطرق أبواب الوطن و شعبنا يستجمع الأسباب و يلبي النداء في الوقت الذي مازال فيه إعلام النظام البوليسى في تونس يتحدث عن المعجزة الإقتصادية وعن التنمية الشاملة التى تشهدها البلاد في مختلف المناطق و الجهات و في الوقت الذي مازال فيه الجنرال المنتهية ولايته يتقبل شهادات الزور من أكثر من جهة دولية على النجاحات التنموية المزعومة و عن الشفافية و عن التوزيع العادل لعائدات النمو الإقتصادي و في الوقت الذي تحتفل فيه دولة تعذيب الشباب في تونس بالسنة الدولية للشباب و في الوقت الذي بدأ فيه تلفزيون البوليس في بث برنامج جديد يحمل إسم منارات يعنى بإبراز مكاسب و إنجازات النظام الوهمية في كل المجالات و خاصة في العناية بالجهات المحرومة و بالعائلات ذات الدخل المحدود في محاولة للإلتفاف على تسريبات موقع ويكيليكس الذي أفرد صفحات مطولة للحديث عن فساد العائلة المالكة و عن الثراء الفاحش للعائلات المتنفذة ذات العلاقة برأسى النظام بن علي و ليلى . و في الوقت الذي تركز فيه الآلة الإعلامية النوفمبرية على محاور جانبية ثانوية لا تهم جماهير شعبنا لا من قريب و لا من بعيد من مثل ملف خلافة برتان مرشان ممرن على الحفصي و الفريق الوطني لكرة القدم حتى يقع التغطية على الصراع الذي أصبح على أشده لخلافة الدكتاتور بن على و الذي يدور بين أكثر من جهة و بين أكثر من جهاز و من لوبي محلى و دولى حتى أصبحت نشرة أخبار الثامنة مخصصة بالكامل لرصد تحركات و نشاطات ليلى بن على في مساحة زمانية تتجاوز في أحيان كثيرة تلك التى كان يتمتع بها الجنرال بن على بمايوحي بأن النظام أصبح برأسين ظاهرين و بعدة رؤوس أجنبية الصنع و محلية الملامح تنشط في السرية و تنتظر الفرصة لتلاوة بيان سابع جديد وفي الوقت الذي تفرد فيه صحافة الأجهزة الخاصة صفحات و مساحات هامة للقيام بعمليات إشهار لحفلات آخر السنة قصد العبث بأموال شعبنا و النيل منقيمه و هويته الحضارية وفي الوقت الذي ظنت فيه القيادات الأمنية للنظام بأن الوضع مستقر لصالح السلطة و بأن لهيب إنتفاضتي الرديف و بن قردان قد خمد و إلى الأبد و أن الشعب قد إستكان و إستسلم لعصابات النهب النوفمبري و إن إمكانية إنتاج جانفي جديد مستحيلة بل منعدمة و بالتالى يحق لرأس السلطة و زبانيته الخلود للراحة و التفرغ لبرمجة إحتفالات أعياد الميلاد كما جرت العادة مع رفع توصية هامة هذه المرة فقط للحيطة و الحذر من جماعة و كيليكس حتى لا تتسرب صور أو تصريحات من هذا أو ذاك خاصة وأن العقول في تلك الليلة ستسبح في الوسكي ويكس . كانت هذه توقعاتهم الإستخبارية و كانت هذه قراءتهم لخط سير الحركة الشعبية و كانت هذه إستشرافاتهم لمستقبل النظام و لكن سفهت سنن الله سبحانه و تعالى في التدافع إستخباراتهم ووأسقطت تحليلاتهم في الماء وذلك بعد أن حط قطار الغضب الشعبى على حين غرة هذه المرة في ولاية سيدي بوزيد بعد أن مر من جنوب العزة و الإباء من الحوض المنجمي و جبال الرديف البطلة و تضاريس بن قردان الشامخة حط ركبه المبارك في ولاية لم تعبر فيها الدولة عن وجودها ولطيلة عقود إلا عبر وسائل البطش و القمع و سيارات البوب و البيق و حملات الرافل الأمر الذى جعل سكان هذه الولاية المنكوبة يحتلون نسبة عالية من بين أعداد أبناء شعبنا الذين يتواجدون خارج حدود البلاد بحثا عن الكرامة و الخبز . لقد حط قطار الغضب الشعبى في هذه الربوع المحرومة التى لم تعرف أجزاء كبيرة من أحيائها الشعبية خدمات الكهرباء إلا في شكل صعقات تحرق أجساد شباب المساجد و المقاهي و الملاعب على حد السواء خلال جلسات التحقيق في مراكز البوليس و الإعتقال بما يؤشر على أن شعبنا بقيادة قواه الشبابية المناضلة قد دخل في دورة إحتجاجية جديدة سيكون لها ما بعدها بحول الله خاصة و أن إنتفاضته المباركة هذه المرة قد تزامنت مع نهاية شهر ديسمبر و بداية شهر جانفي المجيد هذين الشهرين الذين يتمتعان برمزية نضالية إستثنائية في المخيال الشعبي العام لطالما تمنى النظام شطبهما من التقويم السنوى فيقع الإنتقال من نوفمبر إلى فيفري مباشرة حتى لا تتوقف الأجيال الجديدة عند ذكرايات إنتصارات الشعب في جانفي 78 و جانفي 81 و جانفي 84 و كذلك جانفي 2010 بإذنه تعالى . إن تواتر الإنتفاضات الشعبية و تزايد حركة تمرد الشارع في السنوات الأخيرة ليست حدثا عابرا أو معزولا كما تتدعى السلطة الفاسدة عبر أبواق سحرتها وذلك في محاولة يائسة لخداع الرأى العام الخارجي و النيل من معنويات شعبنا و الحط من إيمانه على قدرته على التغير. إننا نعتبر هذه الهزات الإجتماعية المتحركة من ولاية إلى أخرى ليست إلا إرهاصات لهبة شعبية عارمة بدأت شروطها الموضوعية في التواجد داخل الساحة الشعبية و لا تنتظر إلا شرارة حتى تحرق الإستبداد و رموز الجريمة النوفمبرية و تطهر المجتمع من آل السابع الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها النهب و الإستبداد و الفساد . و لتثبيت هذه الأطروحة نتجه إلى الوقوف عند دلالات إنتفاضة شعبنا في سيدي بوزيد محاولين إستشراف آفاق هذا الغليان الشعبي و متسائلين متى تنخرط العاصمة و المدن الكبرى و الحركة الطلابية في معركة الخبز و الكرامة المشتعلة في الجنوب و سيدي بوزيد ؟ 2 / كيف نقرأ إنتفاضات الجماهير المتكررة في عهد الجنرال بن على ؟ : إن المقاربة السوسيولوجية و السياسية لحركة الإحتجاجات الشعبية التى شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة خاصة منذ إنتفاضة الحوض المنجمي في 2008 تقودنا إلى تأطير هذا الفعل الإحتجاجي الشعبي و المتدحرج من منطقة إلى أخرى بشكل دوري و سريع ضمن خانة الإنتفاضات التى تعكس حجم الإحتقان و الغليان و عمق التذمر و » الحقرة » التى تعاني منها جماهير الشعب المستضعف من جراء سياسات الحيف و البغي الإجتماعي و الخيارات المعادية لمصالح أوسع أبناء الشعب و التى أدمن النظام على سلوكها حفاظا على مصالح عصابات النهب المسلح و المنظم للمال العام و التي تحولت منذ تربع الجنرال بن على على عرش مملكة التعذيب و الفساد في تونس إلى خلايا إجرامية منظمة تنظيما شبيها بهرم التنظيمات المافيوزية حيث تتداخل لوبيات المال الحرام مع لوبيات الأجهزة الأمنية السرية و بالتنسيق مع الأطراف الدولية في المحيط الإقليمي الداعمة للسلطة فتكتمل بذلك أضلع مثلث الشر النوفمبري على نحوهذا الشكل الهرمي .(على ازاوية الفوقية للمثلث يتربع البوليس الساسي وعلى الزاويتين التحتيتين للمثلث يتربع كل من المال الحرام والدعم الخارجي) البوليس السياسي المال الحرام الدعم الخارجي إن هذه الهرمية الإجرامية التى أصبحت عليها الدولة في نسختها النوفمبرية المافيوزية لم تعد تخفى على أحد و لم ينتظر شعبنا تسريبات موقع ويكيليكس الأخيرة حتى يتوصل إلى هذه الحقائق بل إن فساد العائلة المالكة أصبح حديث الخاص و العام و محل تندر من عديد الفكاهيين التونسيين » و لد باب الله نموذجا » منذ سنوات الأمر الذي جعل الغضب الشعبي في سيدي بوزيد يرفع شعار » التشغيل إستحقاق يا عصابة السراق » و هو شعار ستعود إليه هذه الورقة بالتحليل في مبحث مستقل لما له من دلالة سياسية و فطنة و حسن تشخيص لطبيعة السلطة الحاكمة في تونس من قبل أبناء الشعب الذين طالما زايدت على وعيهم السياسي العديد من النخب السياسية متهمة الوعي الجمعي لشعبنا بالتخلف و الجبن و » البقرية » و هو ما يفسر إلى حد بعيد غربة هذه النخب عن شعبها الذي يثبت مرة أخرى أنه يملك أدوات تحليل قادرة على التشخيص الدقيق و الصحيح للحظة السياسية التى يمر بها الوطن و ليس ذلك فحسب و إنما تجاوزت الجماهير بوعيها النقي الخالي من الإيدولوجيا مرحلة التشخيص الذي مازالت العديد من النخب و الحركات السياسة التونسية بما في ذلك تلك التى تؤطر نشاطها ضمن الحركات الجذرية الجادة فاشلة في الوصول إليه لأنها غير قادرة على تحمل تبعاته و إستحقاقاته الوطنية و السياسية إذأ تجاوزت الجماهير مرحلة التشخيص إلى مرحلة البحث عن الحلول و البدائل وذلك للقطع مع منطق تسول عصابة السراق في إصلاحات هنا و هناك و للقطع مع النضال الإفتراضي و كذا للقطع مع الجلوس وراء الحواسيب أو أمام عدسات كاميرات الفضائيات على أهمية ذلك بأن إختارت الوسيلة الصحيحة في التوقيت الصحيح و رافعة الشعارات و المطالب الصحيحة عبر الإلتحام بالشوارع و الصدام مع قوات عصابة السراق على مدار الساعة و هو المنهج المدنى المقاوم الذي إختارته للخلاص الوطني و الإنعتاق و الذي مازالت العديد من المعارضات لم تستوعبه بعد و لم يدخل في أجندتها للتغير (بإستثناء المؤتمر من أجل الجمهورية الذي حسم خياره منهجا و خطابا )لآنها لا ترى في الجماهير إلا أصوات و نسب في مهازل إنتخابية تتحكم فيها عصابات السراق. 3/ عندما تعرف الجماهير طريقها يتحرر الفضاء العام و يجبر النظام على إرتكاب الأخطاء : لقد نجحت إنتفاضة شعبنا في جنوب الكرامة و في سيدي بوزيد الشجاعة و الشهامة في تحرير السياسة من المكاتب المغلقة و في تحرير الشعار السياسي من أسر الفأرة و الحاسوب حيث خرجت المطالب من جدران إستوديوهات « الجزيرة مباشر » لتباشر فعلها النضالي الحقيقي على أرضية الواقع متصادمة مع أعداء الحرية و الخبز و الكرامة و الهوية كاشفة للرأي العام الدولى و لصناع الهزيمة و تجار الوهم من مناضلى الأمس عن الوجه البشع للدكتاتورية النوفمبرية حيث القنابل المسيلة للدموع و العصى و الرصاص و التعذيب و الإعتقال بقيت الأدوات الوحيدة التى تملكها عصابة السراق في « التواصل و الحوار » مع أبناء الشعب المسحوق . لقد إنتصرت الجماهير المعطلة و الجائعة على جلاديها منذ الساعات الأولى للمواجهات فحشرت الجنرال في الزاوية و أربكت أجهزته الخاصة و دوائر صنع القرار و هاهي تطيح بمدير تلفزة البوليس في حركة تعيد إلى أذهان شعبنا ما كان يجري في تونس 87 حيث أقال بورقيبة مدير الإذاعة و التلفزة مرتين في أقل من 24 ساعة. إن فريق الجنرال بن على لا يقدر على مجاراة أسلوب « Pressing » الذي يتوخاه بإقتدار فريق المحرومين من أبناء شعبنا حيث أجبرت الجماهير عصابة السراق على إرتكاب الأخطاء الفاضحة و القاتلة و ما البيان الفضيحة الذي أصدره » المصدر الرسمي المأذون » بعد أربعة أيام من عمر الإنتفاضة إلا دليلا على أن النظام في حفرة و يريد الخروج منها ولكن بمزيد الحفر فيها فلا هو خرج منها و لا الحفرة إنسدت و إستوت بالأرض فيظل يتخبط فيها حتى ينقطع أمله في الخروج و النجاة يومها سيفرح شعبنا بنصر الله و العاقبة للأحرار و الشرفاء .
4 / الإنتفاضة في إعلام النظام و عودة إلى التاءات الثلاث / تعتيتم/تضليل/تشويه : إن حجم التخبط و الإرباك الذي أصبح عليه النظام و الذي تعكسه تصريحات محامي الشيطان اليساري المتقاعد برهان بسيس و الذي لم يجد بدا هذه المرة من الإعتراف بأن البلاد تعيش مشاكل تنموية و صعوبات إقتصادية كبيرة في تصريحاته للجزيرة بالرغم من أنه أرجعها إلى الظرف الدولى و العوامل الخارجية إلا أن هذا الإقرار من أحد أهم مرتزقة البوليس التونسي الذى لطالما نفى حتى الحقائق التى نقلتها عدسات المصورين عبر المحطات الفضائية العالمية أيام إنعقاد قمة المعلومات في تونس حيث أنكر وقتها وبكل وقاحة و » رقعة بلاطة » حادثة تدنيس العلم الوطني المفدى الذي رفعته أيادي مجرمي الحرب الصهيانة إلى جانب علم الكيان الغاصب فوق أرض تونس العربية المسلمة »
نحيل السادة القراء على هذه الحادثة للتدليل على أن مرتزقة عصابة السراق من أمثال بسيس كانوا لا يتورعون عن لي عنق الحقيقة و تزييف الوقائع و الأحداث » عيني عينك » لحماية أسيادهم و أولياء نعمتهم ولكن هذه المرة أجبرتهم غضبة الجائعين على التراجع عن تغطية عين الشمس بالغربال لآن غربال العائلة الحاكمة تقطعت ستائره ولم تعد قادرة على ستر عورات النظام المتهالك وهذا بداية للتراجع و التدحرج و السقوط بإذنه تعالى . إن إنخراط صحافة البوليس الصفراء » جريدة الصريح نموذجا » في تزييف الحقائق و حجبها عن أبناء شعبنا في سلوك غريب عن ثقافة العصر الإعلامية يحيلنا إلى حقبة ماضية من تاريخ تونس المعاصر قامت فيه » العمل » لسان حال حزب البوليس الإشتراكي الدستوري أيام حكم بورقيبة عندما كانت تحت إشراف سفير عصابة السراق في قطر أحمد القديدي بنفس الدور التضليلي القذر الذى تقوم به هذه الأيام صحافة الأجهزة السرية في تشويه نضالات الفقراء و المحرومين ضحايا دولة المافيا النوفمبرية حيث كانت قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل إبان إنتفاضة 26 جانفي المجيدة 1978 شرذمة ضالة وجماعة مفسدين.
ونفس قاموس البذاءة أستعمل لوصف جماهير شعبنا خلال إنتفاضة الكرامة و الخبز في 3 جانفي 1984 ونفس الشئ إنسحب على قيادة حركة الإتجاه الإسلامي المجاهدة في 87 التى نالها من نال شركائها في المحنة و الوطن من تشويه و ثلب و قذف و مس من الأعراض و الكرامة و الشرف فما أشبه اليوم بالبارحة . إن تعاطي إعلام عصابة السراق مع إنتفاضة سيدي بوزيد المباركة و الذي قام كعادته على التاءات الثلاث التعتيم و التضليل و التشويه يعطي الدليل الذي لا يرتقي إليه شك على أن هذا النظام المتخلف و البدوي خارج عن الزمان و المكان إذ كيف يعقل أن يمارس إعلام الجنرال التعتيم في زمن تكنولوجيا المعلومات والإتصال التى حولت كل أبناء سيدي بوزيد إلى مراسلين صحافيين لأشهر وكالات الأنباء العالمية و خاصة للصحافة الإفتراضية و على رأسها الأخوين فيس بوك و اليوتوب اللذين كادا يغرقان من حجم الصور و الأخبارالعاجلة و أشرطة الفيديو التى نقلت و مازالت تنقل المواجهات اليومية لحظة بلحظة حتى تلك المصادمات التى جرت ليلا أبعد هذه الحماقة حماقة ؟ أبعد هذا الغباء غباء ؟ أبعد هذا العمى عمى ؟ » عفاكم الله » .
لقد كشفت إنتفاضة شعبنا في الجنوب و سيدي بوزيد عن أن الجنرال لا يعيش أزمة تواصل مع شعبه و نخبه فحسب فذلك أصبح من اليقينيات ولكن يعاني إضافة إلى ذلك من أزمة تواصل مع ثقافة العصر وثورة الإتصال و الإعلام حيث ما زال إعلامه يعيش على وقع » قافلة تسير » و البلاغات المحلية للراحل بوديدح مع « إضافة نوعية » لأنكر الأصوات فاطمة بوساحة التى وقع برمجتها يوميا طيلة أيام الإنتفاضة إذاعة وتلفزة على أمل أن يغطى التلوث السمعي المنبعث من حنجرتها على أصوات الجماهير الهادرة بصوت واحد » التشغيل إستحقاق يا عصابة السراق » ولكن خاب مسعاهم حيث كشفت تكنولوجيا الإتصال و المعلومات الحقائق من قلب معارك الشوارع و نقلت الفضائيات الصدامات كما لو كانت على عين المكان و هذا فتح رباني عظيم و طوفان إعلامي هادر لا يقدر على الوقوف أمامه لا بسيس و لا فاطمة بوساحة و لا غيرهما .
5 / الجنرال بن على يتحمل المسؤولية السياسية والقانونية عن ظاهرة الإنتحار السياسي والإحتجاجي للشباب التونسي من المؤكد أن الجنرال بن على سيبقى أبغض حاكم لقلب شعبنا في تونس لا لأنه دكتاتور و زعيم عصابة السراق فحسب بل لآن فترة حكمه البوليسى تميزت بإنتشار ظاهرة غريبة عن شعبنا و غريبة عن شبابه و بخاصة حملة الشهادات العليا منهم ألا وهي ظاهرة الإنتحار السياسى و الإحتجاجي في الساحات العامة وأمام الناس أجمعين و هي ظاهرة أحسب أن شعبنا لم يعرفها طيلة تاريخه و أقصد ممارسة الإنتحار كتعبيرة إحتجاج سياسى تنديدا بخيارات السلطة السياسية و التنموية و الإجتماعية و الإقتصاديةو لا أقصد الإنتحار المتعارف عليه في كل المجتمعات البشرية قديما و حديثا .
إن الدكتاتور المنتهية ولايته له الحق في المطالبة ببراءة الإختراع على هذه الصناعة الثقيلة صناعة اليأس و الإحباط و القنوط التى أدخلها لتونس بعد أن جلب لشعبنا و لشبابه هذا النوع البشع من الموت إما حرقا أمام مقرات الدولة أوغرقا في مياه البحر الأبيض المتوسط .
و حتى نساعد السادة القراء على البحث في هذه الظاهرة النوفمبرية المأساوية و التى إقترنت بوجود بن على في السلطة و التى تستحق من السادة الباحثين و الإخصائيين الإجتماعيين و النفسيين و رجال القانون و السياسة و الفكر بل كل من ينتمي إلى فئة البشر و عالم الإنسان الإنكباب على دراسة العلاقة التلازمية بين الإستبداد السياسي و الفساد المالى للسلطة من جهة و بين الإحباط لدى الناشئة و الشعور » بالحقرة « لدي الشعب والشباب من جهة أخرى خاصة إذا كان النظام السياسي مافيوزي على الطريقة النوفمبرية و يجمع بين كل أنواع تلك المفاسد كما في الحالة التونسية و الحال أن محاولات الإنتحار قد تكررت وآنتشرت مآسيها في العديد من الولايات كما يظهر من خلال هذا الجدول المرافق لهذه الورقة البحثية والذي يستعرض بعض العينات من جرائم نظام بن على في حق شباب تونس الضحية :
إسم الضحية
|
العمر
|
كيفية الإنتحار/ أو المحاولة
|
تاريخ الوفاة و مكانها
|
ملاحظات
|
الشهيد هشام بن جدو لعلايمي « حالة خاصة جدا »
|
23 سنة
|
أعدم من طرف معتمد الرديف خارج إطار القانون
|
6 ماي 2008 الرديف
|
( 1 ) حالة خاصة أنظر الملحق الخاص به
|
محمد البوعزيزي
|
26 سنة
|
الحرق
|
17 ديسمبر 2010 سيدي بوزيد أمام الولاية
|
مازال يصارع الموت( 2 )
|
|
|
|
سيدي بوزيد
|
|
الهوية غير معروفة ( شاب من مدينة صفاقس )
|
35 سنة
|
التهديد بالسقوط من صومعة المسجد
|
21 أكتوبر 2010
ولاية صفاقس كلم2
|
وقع إنقاضه من قبل رجال الحماية المدنية ( 3 )
|
شاب تونسى في سجن فرنسي( غير معروف الهوية )
|
غير معروف
|
شامبوان + رغوة الحلاقة+ قطع نقدية
|
25 جوان 2009 داخل السجن الفرنسي
|
(4)
|
حسين الفالحي
|
ـــــــــــــــــــ
|
السقوط من أعلى عمود كهربائي
|
22/12/2010أمام معتمدية سيدي بوزيد
|
آخر ضحية لبن علي
مازال يصارع الموت (5)
|
|
|
|
|
|
|
|
|
ملاحظات عامة و ملاحق في علاقة بالجدول أعلاه : 1 / الشهيد هشام بن جدو علايمي » نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله » جريمة قتله تجسد قمة التوحش و الحقد و السادية الذى و صلته زبانية الجنرال بن على في التصدي للتطلعات شعبنا في الكرامة و الحرية و العدالة الإجتماعية وصلنا إلى هذا الإستنتاج من خلال تصفحنا لملف القضية حيث تفيد وقائعها أنه في يوم 6 ماى 2008 قرر عمال شركة الفسفاط في الرديف الإضراب و التوقف عن العمل للمطالبة بتحسين ظروفهم الإجتماعية و المادية وسط موجة عارمة من الإحتقان و المصادمات و الإضرابات شبه اليومية إجتاحت مدينة الرديف منذ جانفي 2008 و بينما كان العمال في حالة إعتصام هادئ داخل المعمل و يترقبون وصول أحد المسؤولين للتفاوض حول مطالبهم إذ قدمت إلى مكان الإعتصام قوات كبيرة من ممثلى عصابة السراق في الرديف بجناحيها الأمني و السياسي لتفاوضهم و لكن على طريقة الجنرال بن علي أما الجناح الأمني فتقدمه مدير إقليم الحرس بالمتلوي وكان يتكون من الأجهزة التالية : أعوان قمع من مختلف الوحدات الأمنية / شرطة / حرس / وحدات تدخل / فرق الوحدات المختصة / فرق الأنياب / جحافل تشبه قوات المستعربين في الأراضي المحتلة من البوليس المدني.
فحين تشكل الجناح السياسي من القيادات التالية: الكاتب العام للجنة تنسيق حزب البوليس الدستوري الديمقراطي معتمد الرديف و بعض « الصبابة » من لجان اليقظة و لجان الأحياء
و بدون مقدمات شرع الجناح العسكري لحزب بن علي في تطويق العمال المضربين ثم شرع في رشقهم بوابل من القنابل المسيلة للدموع مما إضطر بعض العمال إلى الإحتماء بغرفة الكهرباء التى كانت مقطوعة في ذلك الوقت بحكم أن المعمل متوقف عن الإنتاج بفعل إضراب العملة و كان من بينهم الشاب هشام بن جدو علايمي الذى أمسك بأحد الأسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي في محاولة للحيلولة دون إعادة تشغيل المولدات و تكسير الحركة الإضرابية بقوة البوليس و أمام إصرار العمال على حماية إضرابهم أمر المجرم معتمد الرديف أحد الأشخاص بإعادة تشغيل التيار الكهربائي وذلك رغم تحذيره من قبل هذا الأخير بأن الإقدام على فتح التيار يعني موت و إحتراق جميع من كان يمسك بالأسلاك الكهربائية و لكن هذه التوسلات و التحذيرات لم تحرك في هذا القاتل أي وازع من ضمير أو شعور أو إحساس أو تقديس للروح البشرية حيث أجبره على تنفيذ التعليمات أمام مرأى و مسمع القيادات الأمنية و جموع العمال صارخا بأعلى صوته و بلغة مبتذلة » خدم الضؤ و آقتل لكلاب » و هو ما إنجر عنه إستشهاد العامل هشام بن جدو علايمي على عين المكان محترقا بالصعق الكهربائي كما جرح زميله العامل رفيق بن صالح الفجراوي ( 21 سنة ) بجروح و حروق بليغة.
حركت هذه الجريمة النوفمبرية النكراء جموع العمال بعد أن تجاوزوا مرحلة الذهول و الصدمه فدخلوا في مواجهات عنيفة مع مليشيا ت الجنرال بن على إنتقاما لدماء زميلهم الذى قتل بدم بارد تحت أنظارهم و بين أحضانهم مما إضطر قوات القمع إلى التراجع ثم الإنسحاب من مسرح الجريمة تاركين جثة الشهيد هشام على الأرض في يوم شديد الحرارة و لم يكلفوا أنفسهم حتى إرسال سيارة إسعاف لنقله إلى ثلاجات حفظ الموتى أو إسعاف بقية الجرحى .
لقد بقي جسد الشهيد تحت أشعة الشمس الحارقة إلى حدود الساعة السادسة والنصف مساءا الأمر الذى بدأت معه الجثة في التعفن نظرا لحالة التفحم التى كانت عليها من جهة و لدرجة حرارة الطقس المرتفعة من جهة أخرى و هو ما جعل أهل الشهيد بالتعاون مع أبناء الجهة يسارعون بإكرامه و دفنه ليلا في جنازة ليلية إلى مقبرة المكان وسط عويل والدته التى لم تتوقف عن ترديد » العمدة إقتلى و لدي … العمدة إقتلى ولدي …. » ( لمراجعة وقائع هذه الجريمة النوفمبرية في حق الإنسان التونسي يرجى مراجعة اليوتوب ) ( تعليق على صورة)
صورة الشهيد و هو ملقى على قارعة الطريق و سط إخوانه و أهله بعد أن أجهز عليه زبانية الجنرال بن على و تركوه تحت لهيب الشمس الحارقة لأكثر من 10 ساعات في العراء . ( تعليق على صورة)
صورة الشهيد هشام بن جدو لعلايمي و هو ملقى على التراب و آثار الحرق بداية على جسده من جراء الصعق الكهربائي الذي أمر به القاتل معتمد الرديف و الذي مازال إلى يومنا طليقا ينعم بحماية الجناح العسكري لحزب الجنرال بن على و لم تتطله يد العدالة إلى الآن . ( تعليق على صورة)
في هذا المكان قتل الشهيد الثائر هشام بدم بارد ومع سابق الإصرار والترصد من قبل معتمد الرديف و الذي مازال ينعم بالحرية كغيره من زبانية »المقيم العام » بن علي. ( تعليق على صورة) جحافل الجناح العسكري لحزب الجنرال بن على تحاصر العمال أثناء الإعتصام و تستعد « لمفاوضتهم » بالحديد والنار طبقا لمنهج بن على في الحكم . ( تعليق على صورة)
عائلة الشهيد البطل هشام » والدته المسكينة و أخواته البنات بعد أن وصلهم خبر إستشهاده فهرعوا إلى مكان الجريمة ليجدوا إبنهم متفحما يفترش الأرض فينطلقوا في موجة من الصياح و البكاء و العويل تقطع الأكباد و لسان حالهم يقول يا رب إنتقم لعبيدك المستضعفين من الظلمة و أعوان الظلمة و أرنا في المقيم العام بن على و المعتمد و بقية الجلادة عظيم آياتك ولو بعد حين . ( تعليق على صورة) جواز سفر الشهيد البطل الثائر على » الإقامة العامة « النوفمبرية
حيازته لهذه الوثيقة الهامة و التى تثبت إنتمائه لتونس لم تشفع له أمام أذناب الإستعمار الجديد فقتلوه بدم بارد فما الفرق إذا بين الموت على يد عصابات اليد الحمراء الإستعمارية و بين الموت على يد عصابات الورقة الحمراء النوفمبرية ؟؟؟ سؤال نطرحه على تجار الوهم و الهزيمة الذين مازالوا يلهثون وراء الجواز بكل ثمن و بأي وسيلة متناسين أن الجواز بدون كرامة وطنية يصبح كنش أوراق ذات مواصفات فنية وأمنية دقيقة ليس إلا مثله مثل » تسكرة الضؤ » يستظهر بها للدفع من الجيوب وأحيانا من الكرامة . 2 / محمد البوعزيزي الشاب الذى فجر ثورة الفقراء في سيدي بوزيد و المناطق المجاورة : لن أفصل كثيرا في هذه القضية نظرا لأنها أصبحت معلومة عند الرأي العام المحلي و الدولي و ليس غريبا أن تجد طريقها قريبا إلى موقع ويكيليكس بحثا عن ما خفي منها من حيثيات و لكن يبقى أملنا في الله كبير أن يتماثل إبن الشعب للشفاء العاجل حتى يتحول إلى شهيد حي شاهدا على بشاعة هذا النظام السادي الذى وضع الشباب التونسي أمام خيارين لا ثالث لهما إما الموت حرقا أوالموت غرقا و لكن تأبى إرادة الله سبحانه إلا أن تنتصر للمستضعفين من أبناء شعبنا الذي عرفوا طريقهم و لن يتقفوا بإذنه تعالى إلا بطرد الجوع و الفقر و الحزن أحد أهم إفرازات مثلث الشر النوفمبري الذى وقع الإشارة إليه في مستهل هذه الورقة البحثية . 3 / السقوط المتكرر في شهادة الكاباس يدفع شاب يائس إلى محاولة الإنتحار : ليس جحا هذه المرة و لكن شاب من شباب ولاية صفاقس و التى تعتبر عاصمة للجنوب وقطبا صناعيا و فلاحيا هاما لا يمكن مقارنتها بغيرها من ولايات الشمال الغربي و الجنوب و رغم ذلك تعجز السلطة عن تأمين شغل قار لهذا الشاب من حاملى الشهادات العليا و الذي « عجز » عن النجاح في مناظرة الكاباس لأكثر من مرة بعدما أصبحت هذه الشهادة تخضع في الكثير من الأحيان لكل الإعتبارات ماعدى الإعتبارات الأكاديمية للمترشحين و هو ما يغلق تقريبا بشكل مطلق سوق الشغل أمام حاملى شهادات الأستاذية و الراغبين في الإلتحاق بقطاع التعليم على إعتبار أن الحصول على الأستاذية و منذ زمن طويل لايفتح الباب أمام الإشتغال في قطاع التعليم وإنما لابد لذلك من نيل شهادة الكاباس التى لم تسلم هي الأخرى من تدخل الأجهزة الأمنية في تحديد قوائم الناجحين الذين لابد و أن يكونوا غير حاملين » لفيروس » المقاومة . إستبد بهذا الشاب اليأس بعد أن تقدم به السن » منتصف العقد الرابع من عمره » و هو بدون زواج وبدون شغل و بدون آفاق و بدون …. و بدون ….. و بدون ….. إلخ …….. فقرر وضع حد لحياته بأن صعد إلى مأذنة مسجد المدينة التى يبلغ طولها حوالي 34 مترا لا ليؤذن ولكن ليعلن عزمه على إلقاء نفسه من فوق المأذنة حتى يلقى حتفه لعل ذلك يجعل سلطات الإشراف تراجع مقاييس الحصول على شهادة الكاباس فيستفيد زملائه بإنتحاره من مأذنة المدينة و لكن بعد تدخل أعوان الحماية المدنية الذين فاوضوه و عرضوا عليه مصاحبتهم إلى ملعب الطيب المهيري بصفاقس لمتابعة مقابلة الموسم التى ستجمع بين CSS , EST مجانا و في المنصة الشرفية ( لاحظوا قيمة العرض المقدم لهذا الشاب و الذي يعكس قيمة الإنسان وموقعه في مشروع الجنرال بن على و زبانيته ). و في غفلة منه تمكنت بعض الوحدات التابعة للحماية المدنية من السيطرة عليه و إنزاله إلى الأرض و بذلك فشل في الكاباس و فشل في الإنتحار وبقي فريسة لليأس و الحيرة و الضياع مصدر الصورة و الخبر : موقع صحافيي صفاقس / تقرير دنياز المصودي ( تعليق على صورة)
صورة المسجد الذي يقع في طريق سكرة بالكم2 في ولاية صفاقس و تظهر السلالم المستعملة في عملية السيطرة على الشاب الذى كان ينوي الإنتحار.
تحولت المساجد في عهد الجنرال بن على » حامي الحمى و الدين » بعد أن تعطلت وظائفها إلى أماكن مفضلة للممارسة الإنتحار الذى تحول إلى رياضة شعبية قد تزاحم لوبقى بن على في السلطة لا سمح الله رياضة كرة القدم من حيث عدد المنخرطين في نشاطها و من غير المستبعد أن يستثمر فيها صخر الماطري البعض من أموال الصناديق فيبعث شركة على غرار شركة البرومسبور تعنى بتنظيم هذا القطاع بحيث يكون المتراهنين أمام فرصة الظفر بالملايين إذا نجحوا في تعمير العمود الفائز بعد التكهن بمصير المنتحر على هذا النحو: ضع علامة 1 إذا نجح الشاب في الإنتحار و علامة 2 إذا نجحت الحماية المدنية في إنقاضه و علامةْX إذا عدل المنتحر عن الإنتحار بإرادته الحرة قبل وصول الحماية المدنية إليه. 4 / محاولة إنتحار خارج حدود الوطن لإيقاف إجراءات الترحيل و التسفير إليه : قامت الأجهزة الأمنية الفرنسية بإيقاف أحد الشباب التوانسة في مدينة » ران » الفرنسية على خلفية مخالفته لقوانين الهجرة والإقامة حيث يبدو أنه كان يقيم بصفة غير قانونية على التراب الفرنسي وبعد عرضه على الجهات المختصة قررت الإدارة ترحيله إلى التراب التونسي مسقط رأسه بعد أن تأكدت السلطات الفرنسية بأنه حامل للجنسية التونسية . وبعد إتمام كل الإجراءات القنصلية و قع الإحتفاظ به في سجن مدينة » ران » الفرنسية في إنتظار تحديد موعد التسفير إلى تونس . و في الأثناء و بعد أن تأكد صاحبنا أنه عائد لامحالة إلى » جنة الجنرال بن على » المزعومة أين ينتظره الهم و الغم و الرافل و البطالة و الفقر و الحاجة و…و….. و ….. إلخ من مفردات البؤس و مشتقاته قرر هذا الشاب المسكين أن يحاول الإنتحار داخل الزنزانة ولكن إصطدم بعوائق موضوعية تتمثل في غياب الأدوات التى ستساعده على تنفيذ ما عقد العزم عليه ولكنه رغم قلة » إمكانيات الإنتحار في الزنزانة » فإن مجرد التفكير بأنه سيرجع للعيش تحت حذاء الجنرال بدون كرامة وبدون خبز و بدون حرية جعله يرى كل محتويات الزنزانة أسلحة دمار شامل قد تساعده على البقاء بعيدا عن جحيم نظام بن علي و فعلا إهتدى إلى « صناعة » خليط يمكن أن نطلق عليه » خلطة 7 نوفمبر » تتمثل في كوكتال و هو عبارة عن مزيج بين هذا المكونات : رغوة صابون الحلاقة +شامبوان + قطع نقدية . طريقة إعداد خلطة 7 نوفمبر : يسكب قليل من الماء في إناء ثم تسكب فيه كميات الشامبوان إلى جانب كميات صابون الحلاقة ثم يقع تحريك هذا المزيج حتى تختلط كل المكونات ببعضها يضاف إلى ذلك كميات من الماء لتسهيل عمليات إبتلاع القطع النقدية ثم تشرب هذه الخلطة على نخب الوطن الجريح . وهو ما أقدم عليه بالفعل و إنتهى به الأمر إلى غرفة العمليات ثم غرفة العناية المركزة في إحدى مستشفيات مدينة » ران » الفرنسية و بذلك نجح في إيقاف إجراءات الترحيل إلى جنة المعجزة الإقتصادية المزعومة التى تأكل فيها نمور صخر الماطري كميات من أشهى أنواع اللحوم بما يغطى حاجيات فقراء سيدي بوزيد أو يزيد . إنتهت الوصفة وأترك التعليق للقراء . المصدر : جريدة صخر الماطري » الصباح » بتاريخ 25 جوان 2009. 5 / الشاب حسين الفالحي :
مأساة جديدة تنضاف إلى مأسي سيدي بوزيد حيث أفادة جريدة الشعب لسان حال الإتحاد العام التونسي للشغل نقلا عن مصادر موثوقة و عن شهود عيان بأن هذا الشاب الذى حاصرته البطالة لسنوات و لم يسمع من ممثلى عصابة السراق في سيدي بوزيد إلى التسويف و الكذب حتى قرر وضع حد لحياته محاكاة لما أقدم عليه زميله في الشقاء محمد البوعزيزي و ذلك بأن ألقى بنفسه من أعلى عمود كهربائي من أمام مقر المعتمدية و في رواية أخرى من أمام مقر الإتحاد الجهوى للشغل بسيدي بوزيد . و ما تزال هذه الحادثة الأليمة تلقى بضلالها على مجمل الأوضاع المتفجرة بطبيعتها في الولاية و في المنطقة عموما الأمر الذي زاد من حدة الإحتقان و ألهب من جديد المواجهات بين شعبنا في سيدي بوزيد وبين مليشيات عصابات السراق المسلحة بما يؤشر على ميلاد جانفي جديد بدأت ملامحه تلوح في الأفق إذا ما توفرت عوامل الإسناد لحركة الشارع في سيدي بوزيد من كامل ولايات الوطن الجريح و هذا ما ستعالجه هذه الورقة في الفصول القادمة بإذنه تعالى . في المباحث القادمة سنتناول بإذنه تعالى الموضوعات التالية : 1 / الإنتفاضة و المعارضة التونسية وفرصة الأمل الأخير في حيازة ثقة الجماهير . 2 / الإنتفاضة أكدت مسلمة مفادها أن إتحاد الشغل يبقى الرقم الصعب في المعادلة السياسية. 3 / الإنتفاضة و الحركة الإسلامية بين ثوابت البيان التأسيسي و إكراهات الواقع الموضوعي . 4 / الإنتفاضة و الحركة الطلابية متى تجسم الحركة مقولاتها و تلتحم بالجماهير. 5 / الإنتفاضة و تحريك العاصمة الممكن و المتاح ونحن على مشارف جانفى جديد . 6 / الإنتفاضة دروس وعبر . إلى اللقاء في الفصول القادمه بإذنه تعالى .
قضايا اجتماعية حارقة تفاعلا مع ما يحصل بسيدي بوزيد
فتحي التوزري أسئلة حارقة تطرح نفسها بإلحاح على التونسيين حول ما حصل ويحصل بسيدي بوزيد. لماذا يقدم شاب في مقتبل العمر، في غمرة الاحتفال بالسنة الدولية للشباب، على إحراق نفسه؟ من المسؤول عما حصل؟ هل كان بالإمكان تفادي ما حصل وكيف يمكن فعلا تفادي هذه الأحداث؟ تعيش مدينة سيدي بوزيد هذه الأيام على وقع حادث مروع ومؤلم ، حيث أقدم أحد شباب الجهة يعمل بائعا متجولا على إضرام النار في نفسه أما مقر مركز الولاية. ونحن نكتب هذه الكلمات مازال الشاب محمد بوعزيزي، في العشرينات من عمره يقبع بالمستشفى بين الحياة والموت ويصارع أثار حروق بليغة من الدرجة الثالثة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخفف من آلامه ويفرج كربه ويوفر له أسباب الشفاء. كما نسأله أن يرزق أهله الصبر على تحمل هذا المصاب الجلل. وحسب الروايات المتداولة فإن عون تراتيب أراد حجز البضاعة التي كانت لدى الشاب محمد بوعزيزي و لما مانع اعتدى عليه العون بالعنف فتحول محمد إلى الولاية للشكوى و الاحتجاج لكن تم صدّه، وفي لحظة تأثر قصوى أضرم النار في جسده. وهو ما دفع مواطني الجهة للتظاهر أمام مركز الولاية للاحتجاج تضامنا مع هذا الشاب، الأمر الذي جابهته السلطة بإجراءات أمنية مشددة أدت إلى اعتقال العديد، وهذا ما أدى بدوره إلى تصاعد حالة التوتر والاحتقان، التي تحولت فيما بعد إلى احتجاجات عفوية تطالب بالتنمية وتشغيل العاطلين عن العمل خاصة من خريجي الجامعات. تعامل الإعلام الرسمي وللأسف بلا مسؤولية وفضل التعتيم على ما جرى ليزيد من الطين بلة وليؤكد كل ما قيل ويقال عن الإعلام المنغلق في بلادنا وعن اللغة الخشبية المستعملة التي تغذي العنف والتوتر الاجتماعي وتزيد في قهر من يعتبر نفسه مقصيا ومحروما وعدم تمكينه حتى من إسماع صوته. أسئلة عديدة تتبادر إلى الذهن تفاعلا مع حصل بسيدي بوزيد، لماذا هذا العنف المسلط على الذات ولماذا هذه الحركة المدمرة؟ لماذا هذا اليأس؟ هل ما قام به محمد بوعزيزي مجرد « حادث »؟ أم هو مشكل يهمنا بالدرجة الأولى ويهم كل مواطن وكل شاب وكل مسؤول؟ هل ردة الفعل الشعبية مجرد انفعال أم أنها تحتوي رسائل ومضامين على غاية من الأهمية؟ هل أقدم محمد على حرق نفسه احتجاجا على القرار البلدي وموقعه في السوق أم احتجاجا على دوس كرامته وإهانته والشعور بالعجز والقهر والظلم؟ علينا جميعا كل من موقعه أن نسأل ونجيب عن هذه الأسئلة . ما أصاب محمد بوعزيزي، أثار غضب عائلته وعشيرته وقريته ومدينته التي ارتجت للخبر. تحرك الرأي العام تضامنا مع أهله ومستنكرا ما حصل ولم يكن من الممكن عدم ربط ما وقع لمحمد بوعزيزي وما تلاه من تحركات شعبية عفوية مع أحداث أخرى وقعت في الفترة الأخيرة كحادثة المنستير و أحداث الحوض المنجمي وأحداث بن قردان. ما قام به الشاب محمد بوعزيزي يحيل بالضرورة وبدون أي تحامل على قضايا اجتماعية حارقة تواجهها تونس : البطالة المتنامية في صفوف الشباب وخاصة ذوي المستوى الجامعي، الفقر، الإختلالات الجهوية وقضايا التنمية والمساءلة. إن المشاكل التنموية لسيدي بوزيد قديمة ومعقدة و ليست من صنع « عهد التغيير ». إن الدارس المتطلع والموضوعي يرى أن جهة سيدي بوزيد كغيرها من الجهات الضعيفة في الشمال والوسط والجنوب تقدمت وكسبت من الاستثمار العمومي وتقلص فيها الفقر وتحسنت فيها مؤشرات التنمية. المشكل ليس أن الدولة لم تفعل ولم تستثمر، فهذا غير صحيح. المشكل هو أن عملية التنمية ليست قائمة على التمكين والحقوق وعلى تعبئة الطاقات بل قائمة على نموذج زبوني تسلطي لا يحاسب ولا يساءل، فيه إهدار وفساد وإقصاء، أبرز محدوديته من خلال الأزمات المتعاقبة خلال السنتين الأخيرتين. هذا النموذج قائم على المركزية المفرطة وعلى أداء متواضع للمستوى المحلي والجهوي وعلى مؤسسات عمومية ثقيلة، مكلفة، غير متعاونة، تقليدية ضعيفة الحراك ورقابتها بسيطة. هذا النموذج الذي لا يعطي قيمة للحرية ولتمكين الأفراد والمجموعات ولرفع القدرة على المطالبة والمحاسبة والمساءلة، فشل في تحقيق تنمية متوازنة وفي تقليص الفجوة. المشكل إذا هو بقاء الاختلال رغم الاستثمارات الكبيرة والحوافز. ليس المشكل في أن الدولة لم تستثمر في التعليم والتكوين والتشغيل، المشكل هو في بقاء البطالة عالية رغم كل هذه الموارد. ليس المشكل تقاعس الدولة، بل في نتائج البرامج ونتائج السياسات. وإذا كانت العبرة بالنتائج فالنتيجة التي يحيلنا إليها محمد بوعزيزي ومن خلاله ردة الفعل الشعبية هي الإدراك القوي لدى الناس أن البطالة عالية والإختلالات الجهوية كبيرة وفرص العمل محدودة والمحاسبة ضعيفة. المشكل هو أن الدولة لم تستثمر في مؤسسات جيدة تعمل بالمشاركة والمساءلة والحقوق. المشكل هو أنه ليس هناك بديل سياسي لبرامج الحكومة التي تقدم كخيارات وطنية في حين أنها مجرد سياسيات. ليس هناك بديل لأن السياسة كمنافسة بين فرقاء لم تقم لا في الواقع ولا في المؤسسات. ليس هناك فريق يجب أن يحاسب ويخرج ويحل مكانه فريق أفضل لأن شروط التداول لم تكتمل. المشكل ليس هناك وسائط بين الدولة والمجتمع تتعهد بالعمل على رفع المطالب الاجتماعية لأن المجتمع مقيد ويبقى التجمع وحده مهيمن على الحياة السياسية. ما تعرض له الشاب محمد بوعزيزي يثير فينا الألم والقلق و يطرح أيضا أسئلة لابد من الإجابة عنها. إلى متى ستبقى مرجعيتنا للتنمية قائمة على حاجات تسعى الحكومة لتلبيتها دون النظر في نوعية مسار التنمية وجودته، وخاصة دون النظر إلى حقوق الأفراد كحقوق قائمة وكمسؤولية تتطلب محاسبة كبيرة ومقدرة على المطالبة والاحتجاج. تنمية بلا تجزئة للحقوق أو تقديم حقوق وتأخير أخرى. إن تنمية قائمة على الحقوق تكون قادرة على تطبيع القوانين باحترام الحقوق وقادرة على ضمان التظلم والاحتجاج وقادرة على إسماع صوت الفقراء والمحرومين والضعفاء وقادرة على تحقيق مزيد من التنمية وتجنب العنف في أي شكل من أشكاله.
بداية النهاية
حمادى الغربي
ان المتتبع للاحداث الاتية للذكر يتأكد بدون أدنى شك أن الحكومة التونسية تسير نحو الزوال و أنها استوفت شروط السقوط و الانحلال و المسألة أصبحت مسألة وقت لا غير و الوقت الذي نقصده هنا هو الزمن بالمقياس البشري بالمقارنة لعمر الرئيس الشخصي لأن الدولة التونسية مقترنة بشخصه و ليس بالمؤسسة القانونية و هذه طبيعة الحكومات المستبدة التي تتوقف على حياة الزعيم و رغباته الذاتية و ليس على برامج و خطط مسطرة من قبل خبراء وطنيين و أن هذه البرامج يجب أن تكون قابلة للانجاز بحق و حقيقة و ليس ضربا من ضروب الوهم و الخيال و يلتمس ثمراتها المواطن البسيط و ليس الطبقة الباغية التي تشيع سياسة الرعب بين أبناء الوطن و تعتمد منطق القمع و القطع و النهب بدل منطق الحجة و الفكر و الرأي و السياسة الحكيمة ،… وأنى لحكومتنا الرشيدة من رجاحة عقل و قد اتخذت من العصا الغليظة و القارورة المكسرة و الاسلاك الكهربائية كوسيلة اقناع و حوار، تخاطب بها النخبة المثقفة و الجماعة المتدينة و أبناء الحركة الاسلامية و المعارضة قاطبة دون تمييز .
فاحترت كما احتار الناس من حولي باحثين عن أرضية مشتركة نقف عليها جميعا لنجد أنجع السبل و أسهل الطرق للتواصل مع الحكومة الحالية والبحث عن منفذ للخروج من النفق المظلم فسألنا عن دليل يدلنا عن المرجعية الفكرية التي تعتمدها سياسة الحكومة حتى نجعلها قاعدة ننطلق منها، و للأسف الشديد فلم نجد لها كتاب تقدسه، و لا دستور تعتمده، و لا شيخ تتبعه، ولا مفكر تستنير بفكره،و لا دين تدين به، و لا صديق حميم تحترمه، و لا جار عزيز توقره ،و لا معاهدات دولية تلتزم بها و لا قوانين داخلية تعمل بها …انما هومنطق قانون الغاب و قانون المافيا الذي يعتمد القاعدة الاساسية المعمول بها في شبكة عصابات النهب : كم تدفع ؟ و عمولتي كم ؟ أومنطق التحدي: أنت معي أو ضدي ..؟
و حتى نوثق ادعائنا هذا و نقيم الحجة على شريكنا المستبد و حتى لا يتهمنا بالمزايدة و تضخيم الامور و أننا لا نرى الاشياء الا بعين واحدة و لا نرى الا نصف الكوب الفارغ وعميت أبصارنا عن النصف الاخر الملان، لذلك نورد الادلة الاتية و بالله التوفيق : انتحارات و قتلى بالجملة : و كالعادة ، و بما أنه نظام الفرد الواحد الاوحد و نظام معزول ليس له انتماء و لا جذور يموت أبناء الوطن و خيرة شباب الامة و كوادرها بالجملة و فرادى و العائلة الحاكمة و كأن الامر لايهمها و لا يدخل في حساباتها رغم أن حالات الموت متشابهة و ذات مدلول اجتماعي وتوجه ثقافي و حصيلة خيار سياسي مدروس، فالموت : اما غرقا…أو حرقا…أو شنقا…أو تسمما…أو نكدا…أو …حسرة…أوغبنا…أو قهرا…أو ظلما…أو بسكتة قلبية …أو بجلطة دماغية…أو ارتفاعا في ضغط الدم … أو ضيقا في التنفس …أو بصعق كهربائي… أو بنزيف داخلي…أوارتجاجا دماغي… و الكشف الطبي موجود بسجل الوفيات بالمستشفيات لمن يريد المزيد و التحقيق و للاطمئنان أكثر فتونس تتصدر المرتبة الاولى في سباق الانتحار ضمن المجموعة العربية و ليست بعيدة جدا للالتحاق بالمجموعة الاروبية. النظام التونسي و كعادته يجيد فن التعتيم الاعلامي و طمس الحقائق الساطعة كشمس الظهيرة بادعائه أن هذه الوفيات بعضها طبيعي و البعض الاخر نتيجة سلوك فردي غير مدروس.. .ورب عذر أقبح من ذنب .
نعم …هو موت طبيعي لما يتجاوز معدل البطالة في تونس الخضراء و مطمور روما %14 فيختار الشباب التونسي طواعية ركوب الامواج على ظهر قوارب الموت هربا من شبح الجوع، وهو موت طبيعي لما يضرم شباب خريجي الجامعات و حاملي الشهادات العليا النار في أنفسهم أمام مقر الولاية كتعبير سياسي حاد و مؤلم على انسداد الافق و فقدان الامل على أرض الوطن و بين الاهل و الاحبة و في ظل نظام لا ظلم بعد اليوم .
ظاهرة الاضراب عن الطعام في أوساط الساسة و العامة وحتى العجائز ذوي 80 عاما أصبحت سلوكا شائعا و أسلوبا متبعا لدى التونسيين و كمتنفس وحيد للتعبير عن الغم و الهم والظلم المسلط عليهم .
ظاهرة الانتحار و الجريمة المنظمة و الاغتصاب و رواج المخدرات و الامهات العازبات و الطلاق و شرب الخمر و اختطاف الاطفال و الايدز و الامراض النفسية في أوساط الشباب …فهل كل هذه الحالات طبيعية أو نتيجة سياسة ممنهجة و مخطط لها من قبل الدولة لتحييد الشباب و قتله بنار باردة و على مراحل متتالية حتى لا ينهض بمهمة تعمير البلاد و بناء الوطن و تنفرد العائلة الحاكمة بخيرات البلاد بدون رقيب و لا عتيد . شهادة وثائق ويكيليكس : وثيقة تاريخية هامة لا يستهان بها و شهادة رسمية ذات صفة دبلوماسية عالية جاءت من أقرب حليف للنظام التونسي و شريكه الاستراتيجي في مجال مكافحة الارهاب المنتشر بكثرة في ملفات و تقارير الداخلية الملفقة و الغير موجود أصلا على الارض التونسية و لكنها كانت ورقة مربحة و لو الى حين في اطالة عمر النظام و الضرب بيد من حديد على كل معاكس أو مشاكس و لكن يمكرون ويمكر الله فالحليف نفسه يكشف هشاشة النظام و يتبنى التسمية الرسمية التي أطلقتها المعارضة على النظام بنعته بالمافيا ويكشف أكذوبة الارهاب بتونس و يندد بقمع الحريات و هضم حقوق الانسان و لكن المفاجأة الكبرى حينما تشهد الوثيقة على فساد العائلة الحاكمة والطريقة التي تنهب بها خيرا ت البلاد و الاستيلاء على أراضي الدولة ثم تبيعها لحسابها الخاص و استعمال أموال الشعب المودوعة في البنوك كقروض بدون رجعة وقلع محلات و مواقع استراتيجية لصغار التجار بدون موجب حق ثم البذخ و الثراء الفاحش الذي ظهرت عليه العائلة بعد وصولها للحكم …ولمن يريد معرفة المزيد من التفصيل و الاسماء و الارقام عليه الاطلاع على الوثيقة المترجمة بالصحف الاكترونية التونسية بالخارج .
ان ما يلفت الانتباه في الوثيقة هو كيف تسنى للسفارة الامريكية في الحصول على أدق تفاصيل العائلة الحاكمة الى درجة معرفة العمولة التي تتقاضاها والدة زوجة الرئيس اثر وساطتها لتعيين موظف أو تسجيل طالب مستجد بالجامعة … أو الكشف عن أخطبوط العلاقات الحميمية بين رجال الاعمال وأنساب الرئيس و ما يشوبها من تجاوزات و صفقات مشبوهة يعني ذلك أن هنالك اختراق أمني للعائلة الحاكمة و هنالك جواسيس قريبين جدا من القصر و لربما كبار موظفي الدولة أنفسهم، ثم كيف علمت السفارة بتحويل تقارير مراكز الشرطة بالاحياء الشعبية للعائلة الحاكمة للاطلاع عليها و النظر فيها.
و بين هذا وذاك أصبحت الارض التونسية مرتعا و محل نزاع بين آل الطرابلسي و آل بن علي من جهة و بين السفارات الاجنبية من جهة أخرى و ذلك كمؤشر لانعدام الأمن حتى في أوساط المقربين و عدم توفر الثقة فيما بينهم و فالكل مستهدف و لا وجود حصانة لأحد…… ( و ذراعك يا علاف )….. و لكن و بالرغم أن الوثيقة مهمة و حيوية الا أننا لن نرضى مطلقا أن تكون بلدنا مستباحة للاجانب و لن نرضى أبدا أن تكون…مسرحا لعمليات النهب …أوأرضا لتصفية الحسابات… أو بلدا لضرب مواعيد مع الموت المحقق للفقراء المساكين و خريجي الجامعات دون غيرهم من المستكرشين و آل العائلتين . بالامس الحج و اليوم الاذان و غدا الصلاة …؟ أني لأتعجب من هذا الوزير أجاء لحماية الدين أم لهدمه ؟ بالامس خرج علينا بفتوى عجيبة لم يسبقه بها أحد من العالمين حيث منع الحجاج التونسيين من أداء فريضة الحج و عطل فريضة من فرائض الاسلام بعلة وهمية كذبه فيها كل علماء الشريعة بدون استثناء و اليوم يدعي أن الأذان يسبب تلوثا بيئيا و يحرض التونسيين بعدم السكوت و الحذو على منواله في مخاصمة الله و أحكامه، الا أن الرد الفطري للشعب التونسي المؤمن و المتمسك بدينه و المعتز باسلامه جاء قويا واضحا لا لبس فيه مطالبا بسحب الجنسية عن الوزير الذي لا يشبه التونسيين في أخلاقهم و دينهم و التأكد من حقيقة اسلامه و تاريخ نسبه، شاكين في ارتباط نسله باليهود خاصة وأن هذه الحالة صدرت من قبل الاسرائيليين في الضفة الغربية للقضاء على الاسلام و أهله الفلسطنيين المرابطين . و لا عجب أن يخرج علينا غدا الوزير العجيب المكلف بتصفية الاسلام و التشكيك في شرائعه بنداء تقليص عدد الصلوات أو جمعها في وقت واحد لأنها تسبب في تعطيل الانتاج أو منع الصلاة بالمساجد لظروف أمنية كمحاربة الارهاب او كجعل المساجد مكان اجتماعات و تخطيط للانقلاب على السلطة و أحسب أنه لا يخجل من أن يسلك هذا الدرب و سيادته معتاد على مثل هذه الفتاوى والشطحات الفقهية الشاذة كشذوذ الدولة التي يمثلها . أيها السادة ان الحكومة التونسية قد استوفت كل الشروط التي من صنع أيديها لانهيار الدولة و أصبحت المسألة مسألة وقت لا أكثر و لا أقل و أعتقد أن بداية السنة الجديدة ستشهد تحركات من شأنها ترسم معالم المشهد السياسي الجديد و الذي بالتأكيد سيكون الى جانب الفقراء و العاطلين و الخير في الشعب التونسي الى يوم الدين.
قتل وأوامر إدارية
قرأت خبرا طريفا نشرته جريدة « الصباح » التونسية في عددها الصادر يوم 18 ديسمبر 2010، يتحدّث عن شروط وضوابط وإجراءات ممارسة نشاط تجارة التفصيل والتجوال… فقد تعيّن على ممارس هذا النّشاط الحصولُ على بطاقة « تاجر متجوّل » بشرط أن يكون هذا الممارس تونسيَّ الجنسية قد بلغ من العمر سنّ التكليف الإداري أي ثمانيَ عشرة سنة كاملة… ومن يخالف تعليمات القرار أو توصياته سوف يعاقب بخطيّة مالية تتراوح بين 500 و3000 دينارا (350 دولارا – 2100 دولارا تقريبا)… الملفت أنّ هذا الأمر جاء بعد كثرة الاعتداءات المقترفة من طرف أعوان التراتيب البلديّة ومراقبي الأسواق وحرّاس النّظام النوفمبري على التونسيين أمثال القاضي البائع المتجوّل صالح بن عبدالله حفظه الله والجامعي البائع المتجوّل محمّد البوعزيزي عافاه الله ورحمه والكثير ممّن لم تمكّنهم هاماتهم من إبلاغ أصواتهم وقد ديسوا بالأقدام في « تونس فرحة الحياة »… ممّا يدلّ أنّ ملّة النّظام منتبهة وآخذة بالأسباب التي بها تُحكِمُ الخناق على النّاس!… فهذا الأمر يَدخل حيّز التنفيذ يوم 14 يونيو / جوان 2011، وصياغته قد لبست كساء واقيا: فقد استثنى الأمرُ – كي لا يبدو مضيِّقا على الباعة – الحرفيَّ والمنتجَ الفلاحيَّ اللذين يرغبان في بيع منتوجهما مباشرة إلى المستهلك، دون وقوف عند ما قد يعترض هذا الحرفي أو هذ المنتج من معوّقات ميدانية لا يعلمها إلاّ الله سبحانه وتعالى ثمّ الحرفي والمنتج نفسه!… فلعلّ كلّ حرفيّ وجد – في إطار البقاء للأصلح والعمل التنافسي – حرفيّا يصدّه ويمنعه، فلا يعرض أو يبيع إلاّ حرفيٌّ أو منتجٌ قد أُختير مسبّقا… ويبدو أنّ الأقاربَ والأصهارَ والملأَ المقرّبين قد تدرّبوا كلّهم على حذق الحرفة والبيع والشراء والفلاحة!… وهذا الأمر وإن بدا موجزا غير عابئ بغير جنسية التاجر وسنّه؛ قد أشار إلى أنّه يتعيّن على مقدّم الطلب للحصول على بطاقة « تاجر متجوّل » تقديم الوثائق المطلوبة إلى الإدارة الجهويّة للتّجارة المختصّة ترابيا!… وهنا تخنس الكارثة: فلعلّ من ضمن الوثائق المطلوبة شهادة خلوّ مقدّم الطلب من التتبّعات العدلية فأنّى لأمثال صالح بن عبدالله إثبات ذلك، أو شهادة خلوّه من العاهات المستديمة كالانتماء إلى « مجموعات المفسدين المتعدّة » فأنّى للصالحين من التونسيين إثبات ذلك، أو بيّنة إثبات بعده وابتعاده عن الغلوّ والتطرّف فأنّى لشباب تونس ورجالها من أبناء الصحوة تأكيد ذلك، أو ضرورة حيازته بطاقة انتماء إلى جمعيات وأحزاب بعينها أو إمضائه على قوائم بعينها كتلك التي تنادي بالتأبيد أو التوريث وغيرها فأنّى للأحرار والرّجال بيان ذلك!… والأمر قد ضبط لكلّ حامل بطاقة مكان الممارسة؛ فلا حرّية في التنقّل ولا محاولة للإقلاع والترقّي والتحسّن ولا مجال لربط الصِّلاتِ والتجوال في الرّبوع والبلدات… والأمر قد حدّد للبطاقة مدّة صلاحيّة قد تتجدّد بعد نفادها إن استقام حاملُها وتابَ، وقد تخصم من حاملها إن ظنّ أنّ الرزق من السماء بغير حساب!… ملّة نظام تتحوّط لنفسها… تغلّق على كرسيّها الأبواب متمسّكة به صارخة هيت لك! دون خشية من قدوم عزيز أو شاهد من أهلها يقيم عليها الحجّة!… فماذا نحن فاعلون!؟… تساؤل يقلقني كثيرا: إذا كانت هذه الملّة تكره سواد التونسيين وتبغض الخير لهم وتمنعهم ما يخدم مصالحهم، فلماذا لا يبادلهم التونسيون نفس الشعور فيبغضونهم ويعملون على الحدّ من شرورهم، أو يجتهدون بالمرّة في تقويض عروشهم وتحطيم تحصيناتهم وإزالتهم من مواقعهم!… لماذا دأب التونسي على الدفع من ذاته دون تفكير في إلزام الآخر بالدّفع؟! لماذا ينتحر هذا التونسي أو ذاك ولا يفكّر في فداء نفسه والتضحية بها إيجابيّا كذاك الفتى المؤمن: يناضل حتّى يموت بدل أن يموت ميتة تُنزله منزلة قاتل نفس بغير حقّ؟!… قد فهمنا رسالته: فقد ضاقت به نفسه حتّى ما عاد يرى نفسه فعاجل بنفسه! ولكنّ الملّة الحاكمة لم تفهم الرّسالة أو أنّها فهمتها وتجاهلتها فلم تستجب إلّا بزيادة التضييق كما في الأمر المتحدّث عنه في هذه السانحة!… ثمّ ما بال التونسيين لا يتحرّكون ولا يحتجّون – كما نراهم هذه الأيام في سيدي بوزيد وفي غيرها من البلدات المجاورة – إلّا إذا بلغ أحدهم أو بعضهم مرحلة اليأس فبادر الله بنفسه؟!… ألا يخشون عليه النّار، فقد جاء في الحديث الصحيح: « … قال الله عزّ وجلّ بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة »!!.. ما بال الكثير من التونسيين تأسرهم الأنانية وتقيّدهم الأفكار القاتلة الخادمة للظلم والظالم، فلا يتحرّكون إلّا إذا كانت المصيبة في حيّهم أو في دارهم!!.. أين التناصر والغيرة والرّجولة والشهامة التي حرّضت ذات يوم رواد مقهى لا علاقة لهم بالمساجد إلى فكّ الحصار عن الشيخ المرحوم الزرن وتأمينه والخروج به عنوة أمام جحافل البوليس المستهتر بالقيم!!.. ملّة النّظام أجّلت التنفيذ – تنفيذ الأمر – إلى شهر يونيو… لتجعل إمكانيّة التراجع واردة إذا ما قوبل هذا الأمر بالرّفض والمطالبة بالحلول الجذريّة الخادمة للفرد وللوطن… فهل أنتم أيّها التونسيون فاعلون شيئا ذا قيمة خلال هذه الفترة ترشّد النّظام وتجبره على مراجعة حساباته… أم أنّكم ستجعلون هذه الفترة فيصلا بين الظلم والعدالة بالقضاء النّهائي على مصادر الظلم… أمّ أنّكم ستنمّون – بالسلبية المعتادة – لدى النّظام وملإه شرهه ورغبته في الارتواء من دمائكم الزكيّة!… المقاومة تستدعي عموما التضحية، والتضحية قد تبلغ حدّ إزهاق النّفوس…، والسؤال الهام: أتموتون شرفاء أعزّاء أم تموتون منتحرين يعلّق عليكم في أعقابكم وعند تشييع جنائزكم بسيس وأضرابُه عبر الفضائيات: أنّكم أناس فوضاويون لا تحبّون الحياة الكريمة التي وفّرها في تونس صاحب التغيير!… عبدالحميد العدّاسي الدّنمارك في 24 ديسمبر 2010
جلمة … عبد القادر الزياني يدخل في اضراب جوع من اجل جواز السفر
دخل اليوم الجمعة 24 / 12 /2010 مع الثامنة صباحا عبد القادر الزياني في اضراب جوع مفتوح بدار الاتحاد المحلي للشغل بجلمة للمطالبة بحصوله على جواز السفر علما ان عبد القادر الزياني معطل عن العمل درس في الجزائر حاصل على الاستاذية في الانقليزية وقد تعرض للمحاكمة عند عودته الى تونس سنة 1997 وحكم عليه بسنة ونصف سجنا وهو محروم من جواز سفره منذ قرابة 10 سنوات . هذا وتكونت في الاتحاد المحلي للشغل بجلمة لجنة لمساندة عبد القادر الزياني في مطلبه العادل منسقها النقابي رضا عبد الاوي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
احتجاجا على حكم يقضي بخروجه من محل سكناه كهل يحاول الانتحار
حرر من قبل المولدي الزوابي في الخميس, 23. ديسمبر 2010 ذكر شهود عيان أن كهلا في العقد الخامس من عمره حاول مساء الأربعاء 22 ديسمبر الجاري الانتحار بمكتب المدير الجهوي للتجهيز والإسكان بجندوبـــة. وحسب مصادر مطلعة فإن الكهل الذي يعمل حاجبا في الإدارة الجهوية للتجهيز حاول الإنتحار بعد أن أحضر كمية من البنزين وشرع في سكبها على جسده وعلى مكتب المدير احتجاجا على حكم صادر ضده بالخروج من محل سكناه. إلا أن محاولة الانتحار باءت بالفشل بعد أن تدخل بعض الحضور وحضرت الشرطة التي انهالت عليه ضربا بمجرد وصولها واقتادته لأحد مراكزها. وحسب مصادر عليمة فإن الكهل يعاني من ظروف اجتماعية قاسية. وفي سياق متصل علمت كلمة أن طفلا في الثالثة عشر من عمره انتحر يوم الجمعة 17 ديسمبر الجاري بحي الحوايلية مدينة جندوبة وأن حالة وفاته يشوبها غموض حيث لم تعرف دوافعه وأسبابه. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 ديسمبر 2010)
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 محرم 1432 الموافق ل 24 ديسمبر 2010
أخبار الحريات في تونس
1) استجابة فورية لمطلب أحد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل: ما أن أعلن السيد عبد القادر الزياني (37 سنة) اليوم الجمعة 24 ديسمبر 2010 عن الدخول في إضراب عن الطعام للمطالبة بحقه في جواز السفر بمقر الاتحاد المحلي للشغل بمعتمدية جلمة ولاية سيدي بوزيد، وبمجرد تشكل لجنة من النقابيين والناشطين الحقوقيين بالجهة لمساندته والتضامن معه، حتى جاءت الاستجابة فورية من قبل السلطات المعنية وتم تسليمه جواز سفره الذي انتظره طويلا حتى بلغ منه اليأس درجة قرر على إثرها الدخول في إضراب عن الطعام. 2) محمد عمار يواصل إضرابه عن الطعام للمطالبة بحق الشغل: يواصل السجين السياسي السابق السيد محمد عمار إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الثامن عشر على التوالي للمطالبة بحقه في الشغل بعد أن أوصدت كل الأبواب في وجهه وبعد أن بلغ الوضع الاجتماعي حدا من التدهور يهدد أفراد عائلته بالجوع والتشرد نتيجة عجزه عن الحصول على شغل يحفظ كرامته رغم عديد المحاولات خاصة وأنه اضطر منذ حوالي السنتين ونصف إلى الدخول في إضراب عن الطعام لمدة 45 يوما للمطالبة بحقه في الشغل اثر حصوله على رخصة سياقة سيارة الأجرة و لكن دون استجابة الجهات المعنية لمطلبه المشروع.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
في قفصة ،حلقة أخرى من حلقات محاكمة الحركة الطلابية
نظرت اليوم الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بقفصة (360 كلم جنوب غرب العاصمة تونس) في القضية عدد 3276.التي يحال فيها بحالة سراح الطلبة :فارس عليبي و محمد سليماني وفاروق عمروسية وحسام عمروسية لمقاضاتهم جميعا من أجل الإضرار بملك الغير والاعتداء بالعنف الشديد والقذف العلني طبق الفصول 304 (3سنوات سجن و1000 دينار خطية ) و 218 (عام سجن و1000 دينار خطية) و245 و247 ( 6 آشهر سجن و240 دينار خطية) من المجلة الجنائية وذلك على خلفية تحركات احتجاجية ونقابية نظمها الإتحاد العام لطلبة تونس بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بقفصة في 13 أفريل 2010.
وبجلسة اليوم تم تأخيرها لجلسة 24 مارس2011 لإعادة إستدعاء بقية المتهمين وبطلب من لسان الدفاع المتكون من الأساتذة المحامين: رضا الرداوي ، خالد الكريشي ،شكري بلعيد ،خالد عواينية ،راضية النصراوي ،عفاف زروق، مراد الفرجاني ، محمد الجدلاوي وفيصل التليجاني . إن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وإذ تعبر عن تضامنها مع الطلبة المحالين فإنها:
1/ تستنكر إمعان السلطة التونسية في اضطهاد خصومها السياسين والنقابيين و إقحام القضاء في معركة تصفية حسابها معهم . 2/ تعتبرهذه القضية قضية سياسية كيدية ملفقة بهدف إسكات كل صوت مستقل وضربا للحركة الطلابية المستقلة ولحرية الكلمة والرأي وتدعو السلط التونسية إلى إيقاف جميع التتبعات القضائية بحق جميع الطلبة المحالين والإفراج عن الموقوفين منهم والمطرودين لأسباب نقابية وسياسية وإرجاعهم لمقاعد الدراسة مكانهم الطبيعي. 3/ تدعو جميع المنظمات الحقوقية داخل البلاد و خارجها لتكثيف الجهود وتنسيقها لمساندة كل ضحايا الحملة المتجددة لتكميم الأفواه و ترهيب مناضلي الحركة الطلابية. عن لجنة القضايا العادلة خالد الكريشي
حملة اعتقالات للشباب المتدين بولاية المنستير
حرر من قبل التحرير في الخميس, 23. ديسمبر 2010 داهمت قوات من الأمن السياسي عددا من المنازل بمدينة بنبلة من ولاية المنستير يوم الثلاثاء 21 ديسمبر الجاري و اعتقلت رمزي تومية وفيصل بن عائشة وحمزة قزميل وسفيان تومية وزوجته دون أن يعرف مكان إعتقالهم .وذكر عدد من المحامين لراديو كلمة أن الاعتقال جاء في إطار الاشتباه بانتمائهم لإحدى المجموعات السلفية.
وفي نفس السياق تم اعتقال الشاب أشرف بوغمورة وسهيل بن عافية من مدينة خنيس على خلفية ارتباطهم مع مجموعة بنبلة كما تمت اعتقالات مشابهة في مدينة قصيبة المديوني.
يذكر أن المساجد في مدينة بنبلة تشهد منذ بدء حملة الاعتقالات حصارا أمنيا مشددا حيث يطالب بعض المرتادين للمساجد خصوصا أثناء صلوات الصبح والعشاء الاستظهار ببطاقة التعريف الوطنية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 ديسمبر 2010)
مؤتمر جمعية القضاة: أعضاء الهيئة الشرعية يخضعون إلى محاصرة كبيرة
تونس الموقف علمت الموقف من أعضاء الهيئة الشرعية أن مجموعة من رجال الأمن بالزى المدني، في سيارات وعلى دراجات نارية قد عمدت يومي السبت والأحد 18 و 19 ديسمبر2010 إلى محاصرة منازل السادة والسيدات قضاة الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين قصد إخضاعهم إلى إقامة جبرية بها ، تحسبا لالتحاقهم بمؤتمر الجمعية الذي انعقد يوم الأحد 19 من الشهر الجاري بأحد فنادق الضاحية الشمالية .. كما علمنا أن الشرطة منعت عند حاجز امني وضع لمراقبة المنطقة القريبة من النزل القاضي حمادي الرحماني عضو الهيئة الإدارية للهيئة الشرعية الذي تمكن من الوصول الى قمرت من الدخول إلى النزل .وقد افهمه الأعوان بشكل صريح أن تعليمات قد صدرت من جهات العليا بمنعه من الالتحاق بزملائه المؤتمرين. هذا وقد تكرر هذا المنع عبر كل المنافذ المؤدية إلى مكان الاجتماع. وقد تعرضت القاضية ليلى بحرية عضو الهيئة الإدارية هي الأخرى إلى عملية ملاحقة في شوارع العاصمة ليقع التثبت من وجهتها . وقد أعلمنا احد أعضاء الهيئة أيضا أن فرقا من أمن الدولة أخضعت جل الأعضاء الى مراقبة بوليسية منذ حوالي أسبوع قريبا من المحاكم التي يباشرون فيها وفي محطات النقل . ويرى أن هذه الإجراءات غير المسبوقة على صلة بالضيوف الذين يحضرون المؤتمر من السينغال والجزائر والمغرب والذين كان يخشى أن يتصل بهم االقضاة الشرعيون مثلما حدث ذلك عشية المؤتمر السابق حيث نجحوا في الالتحاق بالاجتماع الرسمي الذي دعوا إليه من قبل وفد رفيع المستوى من الاتحاد العالمي للقضاة حضر الى تونس والذي تضمن رئيس الاتحاد وكاتبه العام وممثلة المجموعة الإفريقية. وكرد فعل على هذه الأحداث أصدرت فروع الرابطة بيانا اعتبرت فيه محاصرة أعضاء الهيئة الشرعية » انتهاكا صارخا لحق التنقل ولحرمة القضاء و تناقضا مع ادعاءات الحكومة التونسية بالحياد إزاء الأزمة وباحترام السلطة القضائية. » وطالبت السلطات التونسية « برفع هذه التضييقات عن الهيئة الشرعية واحترام المبدأ العام في استقلال القضاء وهو عدم نقلة القاضي بدون رضاه « . كما أكدت على تضامنها مع أعضاء جمعية القضاة الشرعية ووقوفها الدائم إلى جانبها إلى حين الكف عن التضييق عليها و احترام إرادة القضاة المستقلة في مؤتمر تصحيحي دون وصاية أو تجاوزات.كما أصدر المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بيانا تناقلته وسائل الإعلام الأجنبية استنكر فيه ما اعتبره « ممارسات ماسة بهيبة السلطة القضائية وبما تستحقه من اعتبار وتقدير » كما أكد » أن منع القضاة الشرعيين من المشاركة في مؤتمر جمعية مستقلة يناقض تماما ما تدعيه السلطة من أن مشكل الجمعية مشكل داخلي ويقوم شاهدا على تورطها في الانقلاب على الهياكل الشرعية » كما جدد دعوته إلى ضرورة « إيجاد مخرج لازمة الجمعية بعيدا عن الحلول الأمنية « معبرا في الأخير « عن دعمه للقضاة المستقلين الذين ضحوا ويضحون من اجل قضاء مستقل في دولة يحكمها القانون . » هذا وقد أصدرت الهيئة بيانا بتاريخ 20 ديسمبر2010 أمضاه أعضاء الهيئة وتنشره جريدة الموقف كاملا. ومن جهة أخرى انعقد بأحد نزل الضاحية الشمالية مؤتمر القضاة تحت حراسة أمنية لافتة إذ أخضعت كل الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى قمرت إلى نقاط تفتيش وتثبت من الهويات. وفي نهاية المؤتمر انتخب مكتب جديد كانت الصحافة القريبة من السلطة قد تنبأت بصعوده قبل أسبوع من انعقاد المؤتمر ثم اثنت بعد ذلك على قدرتها على التوقع( هكذا) ( انظر الصباح 21 ديسمبر 2010 .) ويتكون من أربعة أعضاء من المكتب المتخلي وثلاثة أعضاء جدد . ويميل كثير من الملاحظين إلى اعتبار المكتب توليفة متفق حولها مسبقا بين مجموعتين داخل الوزارة تقدمت بقائمة واحدة دعي القضاة إلى التصويت عليها. وعادت الرئاسة إلى نفس الرئيس القديم حتى يعطى الانطباع على رضى القضاة على اداء المكتب القديم ممثلا في شخص رئيسه في الوقت الذي امتنع فيه اكثر من ستين بالمائة من القضاة عن حضور المؤتمر . وقد أفادت مصادر من داخل الاجتماع أن الحضور بالقاعة لم يتجاوز 700 قاض (من 1800) على أقصى تقدير. وقد كانت الصحافة الرسمية قد نشرت أخبارا متضاربة بل متناقضة أحيانا حول عدد الحاضرين ففي حين ذكرت » الأسبوعي » أن عدد الحضور كان 1500 قاض عادت شقيقتها الصباح لتصحح الرقم فاعتبرت أن الحضور لم يتجاوز 1200 قاض. ومن شبه المؤكد انه وقع تضخيم الرقم لأسباب دعائية . ولم يصدر عن المؤتمر أي رقم رسمي لعدد المؤتمرين. و تركز النقاش القليل للتقرير الأدبي والمالي على نفس تلك المسائل التي تعالج عادة في المؤتمر والمتعلقة بالأجور ووضعية المحاكم . و صدرت بعض المطالب ذات الصبغة المهنية البحتة في لائحة لم تعرض على النقاش العام . ولقد بدا المؤتمر مناسبة احتفالية يلتقي فيها القضاة بعضهم ببعض أكثر منه شيئا أخر . فبعد الكلمات الرسمية اتجه القضاة مباشرة إلى التصويت. وغادر الكثير منهم القاعة حتى قبل الغداء الذي يعتبر مناسبة للتلاقي بينهم . وعلمت الموقف من مصادرها أيضا أن نائب الرئيس في الدورة السابقة وقبلها رئيس الجمعية قد أعفي من كل مسؤولية داخل المكتب الجديد إذ ترشح إبان عملية توزيع المسؤوليات إلى المناصب الأربعة التي يقع عليها التصويت عادة وهي الرئاسة وونيابة الرئيس والكتابة العامة وأمانة المال فلم يحرز إلا على صوته وهو ما يعني على الأرجح أن دوره سيكون هامشيا في المكتب الجديد بعد أن شارك مشاركة معروفة في الانقلاب على الشرعية . وقد يكون ذلك مقدمة لخروجه من المكتب تماما في دورة قادمة. إذن هو مؤتمر آخر بمكتب جديد قديم ستتواصل معه يلاشك أزمة جمعية يتنازعها رأسان أحدهما يحتج بحضور القضاة بكثافة في المؤتمرات ليؤكد شرعيتة والثاني يتشبث بالمؤتمر العاشر للجمعية سنة 2004 وبما ينص عليه قانونها الداخلي ويطالب لأول مرة منذ بداية الأزمة بإجراءات تصحيحية لم يوضح صيغتها تعيد الجمعية إلى القضاة مثلما جاء ذلك في تصريح الكاتبة العامة للهيئة الشرعية في الحوار الذي أدلت به إلى جريدة الموقف في عددها الأخير
الموقف العدد بتاريخ 24 ديسمبر 2010
ايقيكس تدين محاصرة اعضاء الهيئة الشرعية للقضاة
حرر من قبل التحرير في الخميس, 23. ديسمبر 2010 أعربت مجموعة مراقبة التعبير في تونس في بيان نشرته يوم 22 ديسمبر الجاري عن قلقها إزاء الانتهاكات المتصاعدة لحقوق الإنسان في تونس و الاعتداء الذي وصفته بالصارخ الذي يستهدف حرية التعبير و الحركة . وذكّرت ايفيكس بالمراقبة التي يتعرض لها أعضاء الجمعية التونسية للقضاة الشرعيين لمنعهم من حضور مؤتمر الجمعية التي وقع الانقلاب عليها من عناصر موالية للسلطة سنة 2005 بعد أن تميز مكتبها التنفيذي حسب بيان المجموعة بالاستقلالية وفقا للمعايير الدولية. واعتبرت المجموعة أن الحصار المضروب على القضاة الشرعيين تجاوزت فيه السلطة كل الحدود القانونية و الأخلاقية في التعامل مع حقهم الشرعي في التنقل و الحركة. وحثت مجموعة مراقبة التعبير في تونس الإتحاد الأوروبي من أجل تحمل مسؤولياته في دفع النظام التونسي لاحترام حرية التعبير ووضع حد للانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين و القضاة المستقلين مذكرة بما يتعرض له الفاهم بوكدوس وزهير مخلوف والمولدي الزوابي و الصحفيين المستقلين الذين يحاولون تغطية أحداث سيدي بوزيد. من جهة أخرى طالب جايا جيسكارا رئيس المؤشر على الرقابة الدولية الاتحاد الأوروبي بإتخاذ موقفا أكثر صرامة تجاه ما يتعرض له القضاة كما طالب الجمعية الدولية للقضاة بإرسال بعثة إلى تونس للتحقيق في وضع القضاء والمضايقات التي يتعرض لها القضاة المستقلون. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 ديسمبر 2010)
حول المؤتمر القادم لنقابة الصحفيين: إصرار على الإقصاء…إصرار على الشدّ إلى الوراء
بعد مخاض عسير، وطول أخذ وردّ، ومشاورات ومفاوضات واتفاقات – طبعا لم يقع احترامها – خرج علينا المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، المنتخب في مؤتمر 15 أوت، ببلاغ أول أكد فيه تاريخ 16 جانفي 2011 موعدا للمؤتمر، وبعدها بأيام، أصدر بلاغا ثانيا حول شروط وآجال الترشّح للمكتب التنفيذي الذي سينبثق عن هذا المؤتمر.
ما يهمّنا في هذه المسألة هو الشرط الرئيسي للترشّح، وهو أن يكون المترشّح حاملا لخمس بطاقات بصفة عضو عامل، وهو شرط لا يعلم الا الله والضالعون في العلم، مصدره ولا أي قانون أعتمد في تثبيته.
فهو شرط، لاقانوني ولا نقابي ولا وفاقي، ولا ينمّ الا على عقلية تآمرية، تفتّق ذكاؤها الانقلابي مرة أخرى، على هذه البدعة، كي تعزل أكبر نسبة من الصحفيين عن المسؤولية النقابية، وكي تعود، الى دائرة الجمعية، أي الى منطق « المكتب المهني » الذي يدجّن جميع الجمعيات والمنظمات والنقابات، ويلحقها بالحزب الحاكم.
فالذي يجري الان هو انقلاب بأتمّ معنى الكلمة، وهو لا يعني شيئا سوى أنه تعدّ لا أخلاقي ولا قانوني على حقوق شريحة واسعة من الصحفيين، من أبناء النقابة، الذين ساهموا في تأسيسها، وفي مؤتمرها الاول، ومؤتمر 15 أوت أيضا، والذين أملوا منها الكثير، واعتقدوا أنها يمكن أن تكون المعبّر عن طموحاتهم، والحاضن لاختلافاتهم، والمدافع الوحيد عن مطالبهم.
والغريب أن العقلية الانقلابية نفسها، تفسّر التزامها بهذا الشرط، رغم أنه وقع تنقيحه، من قبل المكتب الشرعي، بأن التنقيح لم يقع إيداعه من قبل المكتب السابق عند الجهات المسؤولة، مما يعني بطلانه. طيّب لنأخذ بهذا التفسير، ولنسأل السادة أعضاء المكتب التنفيذي: ألم تقيموا مؤتمر 15 أوت على أساس هذه التنقيحات؟ ألم تنشئوا لجانا متعددة ومتنوعة وتنشط الان، على أساس هذه التنقيحات؟ ألم تبرموا اتفاقات للسكن والمنح والرواتب على أساس هذه التنقيحات؟ ألم تتفقوا مع شركات الكمبيوتر والتيليكوم على أساس هذه التنقيحات التي لم يقع إيداعها لدى الجهات المسؤولة؟ ألا يسمّى هذا إقصاء مقننا وممنهجا ومقصودا للصحفيين؟ أليس في ذلك ضحك على الذقون، وحجب للحقائق؟
لقد حصل ما حصل يوم 15 أوت، واعتقدنا أن الصفحة قد طُويت، وجرت عدة اتصالات، وعبّر البعض من أعضاء المكتب التنفيذي الحالي عن حسن نوايا، واتفق الجميع على عقد مؤتمر وفاقي يكون حاضنا لجميع الصحفيين بمختلف توجهاتهم ومشاربهم، وتكون فيه الكلمة الفصل، لصندوق الاقتراع، وحضرت عديد الأطراف العربية والدولية هذه الاتفاقية في كاديس وباركتها وشهدت عليها، وبعد ذلك سمعنا بتراجعات متواصلة عن فحواها ومحتوياتها، حتى اقترب موعد المؤتمر، وبات ظاهرا للعيان أنه لن يقع الالتزام بها وأن المكتب الحالي لا تعنيه في شيء، وكأنه لم يبرمها أصلا.
لكن أن تصل المؤامرة الى حد إقصاء ثلاثة أرباع الصحفيين من المشاركة في الترشح وتحمل المسؤوليات في النقابة، فهذا ما لا يمكن السكوت عليه، وذلك لما فيه من خطورة على القطاع وعلى سمعة المهنة ومصلحة الوطن، ذلك أنه بهذا القرار المجحف فانه:
-وقع إقصاء ثلاثة أرباع الصحفيين تقريبا من حق الترشح للمكتب التنفيذي، وهو تحيّل قانوني يحاسب عليه من قام به.
-وقع الالتفاف على النقابة وإلغائها بشكل شبه تام، والعودة إلى المربّع الأول أي الى الجمعية الوطنية للصحفيين، وبالتالي إلغاء ثلاث سنوات من الجهد الصحفي، وإلغاء مؤتمرين للنقابة، وإلغاء كل نضالات الصحفيين، والعودة مباشرة الى اللمّة العائلية المصغّرة والمضيّقة جدا وذات اللون الواحد، التي كانت تشكّل الجمعية الوطنية للصحفيين التونسيين.
-الطعن في شرعية المئات من الصحفيين والصحفيات، من الذين ساهموا في تأسيس النقابة، رغم أنهم لم يكونوا منخرطين في الجمعية، أو انخرطوا فيها في سنوات 2007 و2008، وهو ما يُعتبر تعديا لا أخلاقيا ولا مشروعا، اذ بأي حقّ يُحرم المؤسّسون للنقابة من حقّهم في الترشّح، لمجرد أنهم لم يكونوا في الجمعية؟
-هذا الشرط يسيء الى القطاع الاعلامي، باعتباره شرطا تصفويا منذ البداية، يحصر المنافسة على المسؤولية، داخل تيار سياسي واحد، وبالتالي، يكرّر نفس ما وقع في مؤتمر 15 أوت لكن بأكثر حدة، باعتباره سيقصي أيضا شريحة واسعة من المؤتمرين الذين ناصروا المكتب الحالي وصعّدوه وعملوا معه، وسينقلب عليهم، لمجرّد أنهم ليسوا من قدماء الجمعية أو شيوخها. وبالتالي ستعود الساحة الإعلامية برمتها إلى مربّع الخلاف والقطيعة، وسيفرز المؤتمر القادم قيادة معزولة داخل القطاع، وغير فاعلة داخل الساحة.
-هذا الشرط، الذي يصحّ عليه وصف الشرط الجنائي، يعمل ضدّ مصلحة البلاد، وذلك من خلال شرذمة الصحفيين وإقصائهم والتفرّد بتسيير نقابتهم، وهو ما يجعلهم يلجؤون الى مختلف الأساليب لإسقاطه، بما يساهم في تعطيل تقدّم القطاع الإعلامي، الذي هو –حسب التعبير الرسمي: القاطرة التي تقود التقدم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والديمقراطية السياسية – أي أنه سيزيد من حالة الإرباك داخل المشهد السياسي والإعلامي والثقافي، ولن يكون مساعدا أبدا على إسناد خيارات الدولة والمجتمع.
-هذا الشرط يتعارض تعارضا صارخا مع توجهات السلط الرسمية، بايلاء الشباب المكانة التي يستحقها، والعناية به، وتمكينه من تحمل المسؤولية والمساهمة في الشأن العام، وبالتالي يعرقل مسيرة التنمية الإعلامية والسياسية، ويؤدّي حتما إلى مزيد الانغلاق والتكلّس والعودة بقطاعنا إلى الوراء. ان الذي يحصل اليوم، بهذه الطرق الالتفافية، وهذه المسرحيات المكشوفة، ليس الا جزءا من العملية الانقلابية التي تمّ بمقتضاها الاستيلاء على النقابة، ويتم اليوم الاستيلاء على إرادة الصحفيين باسم القانون، ومصادرة حقّهم زورا وبهتانا، ولا نعلم على ماذا سيقع الاستيلاء غدا؟
محمد بوعود – صحفي – عضو عامل بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
تونس توقع على اتفاقيات أمنية جديدة للتعاون الأمني العربي
حرر من قبل التحرير في الخميس, 23. ديسمبر 2010 وقع وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي الأزهر بوعوني يوم الخميس 22 ديسمبر الجاري خمس اتفاقات أمنية عربية تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني العربي في مجالات غسل الأموال و تمويل ما أسمته بالإرهاب ومكافحة الفساد والجريمة المنظمة عبر الحدود ومكافحة جرائم تقنية المعلومات وتبادل السجناء. وقد تم التوقيع أثناء مشاركة الوزير في الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء العدل والداخلية العرب المنعقد بالقاهرة من 20 إلى 22 ديسمبر الجاري. و حسب مسؤولين في جامعة الدول العربية فإن الاتفاقيتين المتعلقتين بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب تهدفان إلى اعتماد تدابير موحدة تلزم الدول الموقعة بوضع نظام شامل للرقابة على البنوك والمؤسسات المالية و الإبلاغ عن المعاملات المشبوهة. كما تلزم الاتفاقيتان الدول الموقعة على تبادل المعلومات المتعلقة بغسل الأموال و تمويل الإرهاب وفرض مراقبة دقيقة على تحويل الأموال التي لا تحتوي على معلومات كاملة عن مصادرها. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 ديسمبر 2010)
تونس : مناشير وزارية للتخصوت فيض من الآذان وعدم بث القران
حرر من قبل التحرير في الخميس, 23. ديسمبر 2010 وجه عدد من رؤساء الإدارات المحلية والجهويــــة (المعتمدين والولاة) مراسلات إدارية إلى أئمة المساجد والجوامع تضمنت طلب التخفيض في صوت الأذان وعدم بث القرآن. وجاء في المراسلات التي حصلت كلمة على نسخ منها أن المسؤولين الإداريين إستندوا في مراسلاتهم على منشور وزير الشؤون الدينية عدد 26 المؤرخ في سبتمبر 2010 والهادف إلى نفس الطلب. وطالب المنشور بالحرص على عدم الرفع في صوت الآذان و عدم بث القرآن الكريم في المآذن. كما طالب بعدم استعمال أشرطة مسجلة للآذان إلا في الحالات الاستثنائية، واشترط ان يكون المؤذن تونسيا. وحدد قوة الصوت الصادر عن المآذن ب70 ديسبال كحد أقصى. وكان وزير الشؤون الدينية اعتبر في معرض رده على النائبة بمجلس المستشارين رياض الزغل، أن الأذان يسبب تلوثا صوتيا و أن ارتفاعه يحدث توترا نفسيا. وقد أثار تصريح الوزير و تدخل النائبة المذكورة استياءا واسعا بين نشطاء الشبكات الاجتماعية . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 ديسمبر 2010)
« بسيكو ام »، أغنية الراب والكشف عن المستور
عارف المعالج – جامعي كان أول إبداع فني ذو محتوى ملتزم قدمه مغني الراب التونسي المعروف باسم « بسيكو ام » كاف لإسقاط ورقة التوت عن عورة دعاة التحرر والدفاع عن حرية الابداع الثقافي والفني وللكشف عن ضيق صدرهم لقبول أو حتى سماع محتوى فنيا لا يتناغم مع توجهاتهم الفكرية والعقدية ولم يكتف هؤلاء بحملات التشهير بل تجمعوا مذعورين لمواجهة شاب أعزل إلا من كلمات وأنغام أراد أن يعبر بها عن وجهة نظره من حالة السقوط التي وصلت اليها الأمة وتوصيف أسبابها وأبعادها ولقد تجمعوا بعد أن شعروا أن هذه الكلمات فضحت في العمق مسارات تغريبيه بغطاء حداثي تحرري أدت الى انهيار أخلاقي وسياسي واجتماعي شبه شامل وها هي تفضح وتنسف في الوقت نفسه – عبر طبيعة رد فعلهم- شعارات قبول الرأي الآخر وعدم مصادرة الفكر التي يرفعها بعض الحداثيون عبر ردة الفعل الصادمة هذه على طريقة كل من يحسبون كل صيحة عليهم …فهم الذين دافعوا عن الحائرة التي أشبعت آيات القرآن تحريفا وتأويلا، ودافعوا عن الفنانين المبدعين !! الذين تحدو بشجاعة الجذور الأخلاقية التي تعارف عليها المجتمع وأزالوا الحواجز النفسية لتقبل الفن الساقط المتاجر بالجنس والمرأة والانحراف وأنتجوا لنا ابداعات عصفور سطح وصفائح ذهب… وانتظروا قدوم شهر رمضان المعظم لاستفزاز المؤمنين في مشاعرهم بإتحاف الشعب التونسي في قناة تونس 7 الرسمية لمسلسل متميز !!! يبث في كل البيوت على الأرضية والفضائية يحمل علامة لا ينصح به لما دون 18 سنة لاحتوائه على مشاهد فاضحة ولمواقف يختلط فيها الجنس والمخدرات… وهو رغم ذلك – بالنسبة لهؤلاء- إبداع يستحق التنويه والدفاع عنه والإحاطة حتى لا يمسها حتى نقد المتطرفين، أما أن تتحرك شفاه شاب وأن يهمس بما يخالف ذلك فهذا يتطلب الوقوف صفا واحدا والمطالبة بالعرائض والهرولة إلى القضاء لمصادرة الرأي الآخر بعد أن أصموا آذاننا بشعارات حرية التعبير والاختلاف وعدم الإقصاء ولتصفية كل صوت مخالف ولما لا التصفية الجسدية بحبس هذا الرأي حتى لا تصل كلماته المستفزة مرة أخرى إلى عموم الناس وهكذا فان أغنية راب يتيمة استطاعت أن تسقط ورقة التوت عن فئة من المتشدقين بشعارات التحرر والحداثة بدعوى الدفاع عن الحرية والحداثة وكأن لسان حالهم يقول الحرية لنا فقط والحداثة هي ما نراه نحن فقط وكل من يخالف ذلك مهدد بالمصادرة الفكرية والتصفية الإستئصالية
حسب نقابتهم الأطباء الجامعيون يهجرون العمومي.. والمصحات الخاصة أكبر المستفيدين
قال الكاتب العام للنقابة العامة للاطباء والصيادلة واطباء الاسنان الجامعيين خليل الزاوية امس خلال ندوة صحفية عقدها بالعاصمة « أن قطاع الصحة العمومية يمر بازمة رغم الاجراءات الحكومية في هذا المجال.» داعيا في هذا الاطار « لى ضرورة التأهيل». مؤكدا على أنّ القطاع الخاص «قطع أشواطا كبيرة على مستوى التجهيزات والبنية التحتية واستقطاب الكفاءات». ودعا الكاتب العام الى « ضرورة إيجاد حلول ملائمة لتمويل علاج أصحاب البطاقات العلاجية المجانية». ومن النقاط التي ركز عليها الزاوية خلال ندوته الصحفية أكد على «تباين الفرق بين القطاع العمومي والقطاع الخاص مما أدّى الى هجرة الكفاءات سواء الى الخارج أو الى القطاع الخاص» مبرزا في هذا السياق « أن عددا كبيرا من اطباء الاختصاص قد هجروا مقرات عملهم بالقطاع العمومي». وبخصوص النشاط التكميلي قال الزاوية « ان النشاط لا يهم سوى عدد قليل من الاطباء الجامعيين ولا يمثل الحل بإعتبار ان الاطار الجامعي الشاب هو الذي بصدد المغادرة نحو القطاع الخاص « هذا بالاضافة إلى « عدد الاستقالات التي يسجلها القطاع والتي تجاوزت الثلاثين استقالة خلال هذه السنة». وفي تقييمه لتحركات الاطباء الجامعيين خلال اضرابهم لليومين الماضيين وصف الزاوية « التحركات بالناجحة رغم الارقام التي اوردتها وزارة الصحة العمومية والبالغة نحو 10,3 بالمائة.» واكد الزاوية أن الاطباء الجامعيين سيتوقفون عن التدريس في جميع كليات الطب وطب الاسنان والصيدلة إلى أن تلبى مطالبهم. وفي رده على النقطة المتعلقة بوزارة التعليم العالي اعتبر الزاوية أن الوزارة لا تهتم للمسألة رغم الطابع الاكاديمي والخدمات التكوينية التي يقدمها الاطباء الجامعيين موضحا أن 40 بالمائة من انتاج البحوث والمنشورات الصحية تابعة للاطباء. ومن جهتها قالت مصادر بوزارة الصحة العمومية أن عدد الاستقالات المسجلة في صفوف الاطباء الجامعيين لسنة 2010 بلغت 47 استقالة بزيادة 5 استقالات عن السنة الماضية. كما جددت وزارة الصحة العمومية التاكيد على أن الاضراب في صفوف الاطباء الجامعيين بلغ 10,3 بالمائة وقد توزع المضربون على النحو التالي 74 مضربا بتونس العاصمة و63 منهم بصفاقس و7 مضربين بسوسة و3 بالمنستير و19 باريانة وصفر بكل من منوبة بن عروس نابل المهدية ومضرب واحد ببنزرت. خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 ديسمبر 2010)
الفيلم التونسي « النخيل الجريح » يحصد ذهبية مهرجان وهران السينمائي
الجزائر – أمال الهلالي الجزائر – أمال الهلالي حاز الفيلم التونسي « النخيل الجريح » لعبد اللطيف بن عمار على جائزة « الهقر الذهبي » لمهرجان وهران السينمائي، الذي اختتم فعاليات دورته الرابعة مساء الخميس 23-12-2010، فيما آلت جائزة أفضل سيناريو للفيلم المغربي « المنسيون »، وحصد البلد المنظم جائزتي أفضل دور رجالي وأفضل دور نسائي بشكل جماعي لأبطال الفيلم الجزائري « الساحة » للمخرج دحمان أوزيد، وحصل الفيلم اللبناني »شتي ياديني » لبهيج حجيج على جائزة أفضل إخراج، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها للفيلم العراقي »كارنتينا » لعدي رشيد. مباركة جزائرية المخرج عبد اللطيف بن عمار ويعد « النخيل الجريح » المتوج بالجائزة الذهبية للمهرجان إنتاجاً تونسياً جزائرياً مشتركاً، وتدور أحداثه حول « معركة بنزرت » سنة 1961، ويستعرض خلاله المخرج حقبة زمنية من النضال التونسي وتاريخ عدد من البلدان المغاربية، ومنها الجزائر بالخصوص، والتي يعتبرها المخرج ذات تاريخ مشترك مع تونس. ويشارك في بطولته ليلى واز وناجح ناجي من تونس، وحسان كشاش وريم تاعكشوت من الجزائر، وسبق لهذا العمل أن توج في الدورة السابقة لأيام قرطاج السينمائية بجائزة « لجنة تحكيم الأطفال ». وباركت وزيرة الثقافة في الجزائر خليدة تومي خلال تصريح لـ »العربية.نت » تتويج الفيلم التونسي « النخيل الجريح »، مثنية على هذه الخطوة الإنتاجية التونسية الجزائرية المشتركة. وأضافت: « الجزائر تفتح ذراعيها لكل السينمائيين والمنتجين التونسيين والعرب من أصحاب المشاريع الرائدة في سبيل النهوض بالثقافة والإبداع العربي ». وتابعت: « ليس لنا أي خيار كعرب أمام الغزو الثقافي الأجنبي الذي اكتسح ثقافتنا ومجتمعاتنا إلا التكتل والاتحاد للبحث عن حلول لمشاكلنا وخلق سبل وآفاق ممكنة لتمويل المشاريع الثقافية العربية المشتركة ». استياء مصري الناقدة صفاء الليثي وشهد حفل توزيع الجوائز استياء بعض النقاد المصريين، خاصة وأن الفيلم المصري الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية « ميكروفون » خرج خالي الوفاض بعد توقعات له بنيل جائزة ولو من باب »المجاملة » للحضور المصري وعودة العلاقات المصرية الجزائرية إلى سابق عهدها. واتهمت الناقدة المصرية صفاء الليثي لجنة التحكيم بـ »التسييس » والانحياز للفيلم التونسي، مؤكدة أنه لا يستحق نيل الجائزة الأولى للمهرجان. وأضافت: « الفيلم ينتمي للسينما القديمة وأفلام الستينات، وأعتقد أن توزيع الجوائز كان مسيساً، وهناك انحياز واضح للإنتاج المشترك التونسي الجزائري ». كما استغربت الليثي إحراز الفيلم المغربي « المنسيون »، والذي أثار قضية الدعارة في المغرب العربي، جائزة أفضل سيناريو. ووصفته بـ »القديم ». وقالت « إن أفلاماً عربية كثيرة تناولت هذه القضية بشكل أكثر حرفية » على حد تعبيرها. وأعادت الناقدة المصرية عدم نجاح لجنة التحكيم في قراراتها المتعلقة بأحقية هذا الفيلم أو ذاك في نيل الجائزة إلى وجود روائي على رأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة. وتابعت: « أعتقد أن هذه مشكلة عويصة تواجهها أغلب المهرجانات السينمائية. حين تجلب روائي في لجنة تحكيم مهرجان سينمائي فإن رأيه يكون خارج عن الموضوع ». وكان الروائي الجزائري رشيد بوجدرة ترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة في المهرجان رفقة كل من الناقد المغربي أحمد بوغابة، واللبنانية كوليت نوفل، والمنتج الإماراتي عبدالله حسن أحمد، والموسيقي التونسي ربيع الزموري، والفنانة التشكيلية هيلدا حياري، فيما قررت الممثلة السورية سوزان نجم الدين مغادرة المهرجان لظروف صحية ومنحت صوتها للجزائري بوجدرة. هذا وحاز الفيلم التونسي القصير « صابون نظيف » لمليك عمارة، و »الفيلم السعودي « قراقوز » للمخرجة عهد كامل مناصفة على الجائزة الأولى لمسابقة الأفلام القصيرة. (المصدر: العربية. نت بتاريخ 24 ديسمبر 2010 )
بين ظاهر الإنسان وباطنه!
بقلم: رجائى عطية ما من آدمي إلا وله ظاهر وباطن, الفارق بينهما أن الظاهر هو الجانب المعلن الذي لا يخفيه أو لا يسعي لإخفائه, وقد يميل إن لم يحرص علي كشفه وإبرازه, لأنه ـ إن شئت ـ الجانب الطيب الخصب الطاهر النظيف المستقيم الخير المشرق المعطاء الصادق السليم الوضاء, وليس هذا هو علي الدوام حال الباطن, أو حال المخبوء المستور الذي يحرص الآدمي علي حجبه وستره وإخفائه عن عيون النفس, وقد يتجاهله ليستره حتي عن عيون نفسه حتي لا يزعجها بما يكدر صفو الجانب الطيب الذي يريحه أن يطمئن إليه وأن يجعله ظاهرا للناس إن لم يحرص علي إبرازه وربما المباهاة به! وكلما اقترب الباطن من الظاهر, دل ذلك علي السواء وعلي تصالح الإنسان مع نفسه, وثقته في نظافة وطهارة وصدق ما يضمره مثل ما يظهره.. فهو قد يخفي الخير أو الصدقة أو المعروف سترا لأمرها أن يكون مباهاة أو استعراضا أو كشفا لما ينبغي ستره من احتياج الآخرين الي ما يقدمه لهم.. وقد يواريه إمعانا في التواضع والزهد والإخبات, بيد أن الباطن المخبوء أو المحروص علي إخفائه, ليس لدي كل الآدميين أو في كل الأحوال ـ كشأن الظاهر في السواء والنظافة والاستقامة, فقد يحتوي الباطن علي نقائص ونقائض مشوبة بالشر والخبث والضعة والخيانة والأنانية والأثرة وسوء الطبع والالتواء والحقارة وشهوة الإيذاء وحب الشماتة والرغبة وربما الفرح لما يصيب الآخرين أو يضنيهم أو يعريهم أو يكدرهم.. وقد يصيب الباطن كثيرا أو قليلا من هذه الاسقام, وهي أسقام لا يقبل العاقل علي إظهارها إلا ان يفلت منه ظهور أو انكشاف بعضها للحمق أو قلة الحرص أو لضغط الظروف التي تجبر أحيانا علي كشف المستور.. وهذا المستور له في الغالب رصيد من الهفوات أو الزلات أو الآثام والخطايا التي يحرص المقارف لها علي الاستتار بها وتجنب افتضاحها!! من الأدعية المأثورة, طلب الستر في الدنيا والآخرة, الستر في الآخرة امر غايته معروفة, هي طلب الرحمة والمغفرة وتجنب أو تخفيف العذاب, أما الستر في الدنيا فهو بطلب حجب واحتجاب مالا يحب الإنسان ان يظهر من أمر ما فرط منه وزل فيه ومن أمر ما طوي عليه باطنه من نقائص ونقائض ومخبوءات كريهة بذل جهده وحرص الحرص كله علي إخفائها ويخيفه أن ينكشف سترها ويفتضح أمرها فينال من نظرة الناس إليه ورأيهم فيه ما يصغر من شأنه ويجرح صفحته وصورته وكبرياءه ومكانته! لقد أخبرنا القرآن الحكيم أن الإنسان مفطور علي الخير وعلي الشر, فقيل في الذكر الحكيم: ونفس وما سواها. فألهمها فجورها وتقواها( الشمس7.8), وقال عز من قائل: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم. ثم رددناه أسفل سافلين( التين4.5),.. وهو غير ذلك علي أحوال, قد يغلب فيها الجحود والجزع والنكران, علي العرفان والتطامن والشكر والحمد علي ما شمله من نعم, أو علي الصبر علي ما أصابه من ضر! عن هذه الأحوال التي تعتري الانسان, وتراوده بين العرفان والجحود, أو بين الشكر والإنكار, أو بين الصدق والانتهازية, تحدث القرآن الحكيم.. فالله جل شأنه يعلم من أمر كل إنسان ما يظهره ويبديه, وما يسره ويبطنه ويخفيه.. ويخبر القرآن الحكيم عما يتداول عليه من أحوال حتي مع خالقه عز وجل.. فمن الناس من ينكر حتي نعمة الله عليه, وفيهم تقول الآية38 من سورة النحل: يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون.. وهم في ذلك علي أحوال وصفها القرآن المجيد فقال: وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون. ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون( النحل45,35).. وفي سورة يونس: وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلي ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون( يونس21).. وفي التأرجح في استقبال ما يلاقيه الإنسان من خير أو شر, جاء بسورة المعارج: إن الإنسان خلق هلوعا. إذا مسه الشر جزوعا. وإذا مسه الخير منوعا. إلا المصلين. الذين هم علي صلاتهم دائمون. والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين( المعارج91 ـ62).. وجاء بالآيتين94.05 من سورة فصلت.. لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤوس قنوط. ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة.. ثم تقول الآية التالية: وإذا أنعمنا علي الإنسان أعرض ونأي بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض( فصلت15).. وجاء بسورة الإسراء: وإذا أنعمنا علي الإنسان أعرض ونأي بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا( الإسراء38).. وجاء بسورة الروم: وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون( الآية33).. وتصور سورة يونس هذا الجحود والعناد والنكران, فتقول: وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا…( يونس12).. هذا المكر والجحود والعناد ليس حال الظاهر والباطن حين تلم النوازل أو البلايا.. فجاء في سورة الزمر: وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل…( الزمر8).. وتعاود الآية94 من نفس سورة الزمر ـ تعاود التذكير بهذا التأرجح بين العرفان والجحود فتقول: فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته علي علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون( الزمر94). هذه الآفات التي تتراوح بين الهلع والجزع والجحود والنكران, موجودة ايضا في صلات وتعاملات الناس بعضهم ببعض, وهي في الغالب الأعم مستورة مخفاة في دهاليز الباطن, وقد تظهر عفوا أو حمقا أو اغترارا! واتساع الفارق بين الظاهر والباطن, آية خلل, ولكنه يقبل الرتق بل الإصلاح, وقد رأينا القرآن المجيد ـ في سورة المعارج. يستثني المصلين المداومين علي الصلوات الذين يجعلون في أموالهم حقوقا للسائلين والمحرومين ويصدقون بيوم الدين. ونري في القرآن أنه قد وصف بالبر والتقوي, الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس, الذين ينفقون في المعروف في البأساء والضراء, فجاء بالآية771 من سورة البقرة في وصف البر والأبرار: والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون, وجاء بالآية431 من سورة آل عمران في وصف المتقين الموعودين أنهم الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. والسوي هو الذي يثري ما فيه من الخير وحبه, ويقاوم ويجأ مايلم به من الشر وإيثاره.. والصراع بين الخير والشر كما هو دائر في الدنيا, فإنه ناشب في نفس الإنسان, يتأسي السوي بما عليه الملائكة من خير محض, وبما فطر عليه الرسل والأنبياء والصديقون, وبما ترتاح وتطمئن إليه النفس.. ففي الحديث أن الخير ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب, وأن الإثم هو ما حاك في الصدر وكره الانسان أن يطلع عليه الناس, وإن أفتاه الناس وأفتوه! وطلب الستر في الدنيا علامة صحة, لأن الموغل في الشر المطبوع عليه المحب له الراغب فيه, لايعنيه ستره, وهو إن أخفاه فلتجنب العقوبة أو الجزاء!.. والصحيح السوي هو الذي يأمل الستر لا طلبا للاستمرار فيما طوي عليه باطنه من نقائص, وإنما أملا في إصلاح الفاسد المعطوب فيه, وتهذيب ما انفلت منه أو ساء من طباعه, والتصالح مع السواء ومع نفسه ليكون علي ما ترضاه النفس السوية ويقره الدين والقيم والأخلاق! علي أن الأكثرية الغالبة لا تفطن إلي هذه المفارقات بين الظاهر والباطن, ولا يعني غير الأقلية وربما النادرة ـ بإصلاح ما يكدر الباطن ويشوبه أو يعيبه, والاقتراب به من الظاهر المعلن المكشوف في السلوك وفي التعامل.. وقد يجد البعض أن إخفاء الباطن والتمويه علي المضمر ـ يدخل في باب الحذق والشطارة والمهارة, ويحسب لصاحبه كضرب من ضروب المخاتلة التي تليق بالنبهاء وأصحاب الحيلة الذين تقاس قدراتهم بمقدار هذه المكنة علي التجمل والمخاتلة لحجب المعيب المخبوء في باطنهم عن عيون الناس!!
(المصدر: صحيفة « المصريون » (يومية – مصر) الصادرة يوم 23 ديسمبر 2010)
شارل ايوب: عرضوا علي اغراءات مادية كبيرة لكنني رفضت مصر: قضية الجاسوس تكشف عن شبكتين للموساد في دمشق وبيروت وتؤدي لاعتقال مسؤول أمني سوري
2010-12-23
القاهرة – ‘القدس العربي’- من حسام أبوطالب: كشفت مصادر قضائية لـ’القدس العربي’ ان تنسيقا جرى بين القاهرة ودمشق في قضية الجاسوس الهندي، وفجرت المصادر مفاجأة، حيث أكدت القبض على مسؤول امني سوري من قبل السلطات السورية، بعد تقديم الجانب المصري معلومات غاية في الأهمية تفيد بضلوعه في تقديم معلومات خطيرة تهم الأمن القومي السوري للجاسوس المصري، مقابل مبالغ مالية كبيرة، وأن الجاسوس قام بتسليم تلك المعلومات لعضو في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد). وتوالت المفاجآت حيث كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 650 لسنة 2010 أمن دولة عليا، المتهم فيها الشاب المصري طارق عبد الرازق بالتخابر لدى الموساد الإسرائيلي، أن القضية التي كشفها جهاز الأمن القومي كانت أول خيط في الكشف عن 3 شبكات تجسس بدولتي سورية ولبنان على مدار الشهور الماضية. ووفقاً للتحقيقات مع الجاسوس طارق عبد الرازق، الذي كان يعمل مدرباً للكونغ فو فقد اعترف بأنه سافر إلى سورية، وحصل على ملف كامل عن الأمن الداخلي السوري من أحد كبار المسؤولين بالأمن هناك مقابل مبلغ ضخم من المال. وكان الصحافي اللبناني شارل أيوب رئيس تحرير صحيفة ‘الديار’ اللبنانية، قد كشف أن طارق حاول تجنيده للعمل لحساب الاستخبارات الإسرائيلية قبل 9 أشهر، وقال أيوب ‘طارق اتصل بي من خارج لبنان ولم يعرض علي 200 ألف دولار، كما ذكر أمام جهات التحقيق إنما عرض إغراءات أخرى’، حسب وصفه بالهاتف من بيروت لإحدى الفضائيات، واعترف شارل ايوب بأن قصة محاولة تجنيده بدأت قبل 9 أشهر عندما حاول الموساد تجنيده كجاسوس لإسرائيل عبر إغرائه عن طريق طرف ثالث، وسرعان ما اتضح أن هذا الطرف الثالث لم يكن سوى مصري أعلنت القاهرة في 20 كانون الاول (ديسمبر) عن اعتقاله ضمن شبكة تجسس لصالح الموساد. وأضاف ايوب ‘دعاني لإلقاء محاضرات في مقاطعة مكاو الصينية وفي تايلند وفي جنوب افريقيا عن شؤون شرق أوسطية، وأخبرني أنه اختارني الشخصية العربية الأولى للتحدث في الخارج، كما أبلغني أن سفري سيكون في الدرجة الأولى على متن أفضل الطائرات، وسأنزل في أفضل الفنادق ومصاريفي كلها سيتم دفعها ببطاقة ائتمانية يزودونني بها حال وصولي إلى الخارج، لذلك ساورني الشك ورفضت’. وأعرب أيوب عن استعداده للإدلاء بشهادته عن طارق عبد الرازق، قائلا ‘تمنيت لو عرفت أنه من جهاز الموساد حتى استدرجه إلى بيروت وأبلغ عنه فرع مكافحة التجسس في لبنان ولكانوا اعتقلوه طبعاً بعد التحقيق معه’. وقال ‘الشكوك ساورتني ودفعتني لعدم السفر لكثرة ما بالغوا بإغرائي، ولكثرة ما كان يتصل بي طارق ويلح على دعوتي للسفر، كل ذلك جعلني أقلق وأشعر بعدم الراحة من تلك العروض’. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 ديسمبر 2010)