الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

10ème année, N°3738 du 17. 08 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


المرصد التونسي:بن قردان :اعتصام امام المعتمدية والمدينة في شبه اضراب عام

حــرية و إنـصاف:اعتقال العشرات من بينهم الناشط الحقوقي النفطي المحظي بعد تفريق اعتصام امام معتمدية بنقردان بالقوة

السبيل أولاين:البوليس يفرّق بالقوّة اعتصاما لأهالي معتقلي بنقردان ويعتقل العشرات منهم

العرب:تونس: احتجاج في منطقة «بن قردان» على إغلاق بوابة «رأس الجدير»

الصباح::بطلب من تونس:طرابلس تدرس الحلول الملائمة لتوريد تونسيين بضائع غير مدعمة من ليبيا

الأستاذ محمد النوري:مأساة المهجرين  التونسيين:أما آن الأوان لتمكين جميع المهجرين من العودة إلى بلادهم في جو من الكرامة والطمأنينة؟

كلمة:خطأ تقني يتسبب في رفع الحجب مؤقتا على الانترنت

الجزيرة.نت:بعد فتح استغرق 24 ساعة:تونس تعيد حجب عشرات المواقع

محمد العيادي: »زردة  » انترنت في تونس هل هي علامة من علامات الساعة؟

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

عريضة وطنية لمساندة القاضية كلثوم كنو(تحيين)

كلمة:تصريحات السيد علي رمضان حول الفصل العاشر تثير ردود فعل لدى النقابيين

نقابي ناجح جدا  شهر عبدالسلام الككلي: مناشـــــدة

  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان :إعـــــلام :معتمدية القيروان الجنوبية الدعم المفقود

كلمة:المنستير: من جديد، شاب معطّل يحرق نفسه

خميس بن بريك:زيادة كبيرة للأسعار في تونس

الحوار الصريح في قناة المستقلة يفضي الى تقارب غير مسبوق بين علماء السنة والشيعة

عماد الدين الحمروني:رمضان شهر تجديد العهد والميثاق

عبدالحميد العدّاسي:من حصاد الحياة

الصباح:رصدتها تفقديات الشغلـ 6 آلاف مخالفة لمؤسسات بسبب التلاعب بالأجور والتغطية الاجتماعية ـ

الصباح:من الذاكرة الوطنية راضية الحداد: عندما اتهموني بالشيوعية

أبوجعفرالعويني:لا للرئاسة مدى الحياة الحديث لفتحي العابد والرسالة للجميع.

أبوجعفرالعويني:كفى ويكفي كفاية﴿ شعر﴾

د.رفيق عبد السلام:بين الفقيه والمثقف

مركز الدراسات للجزيرة:صعود المال: التاريخ المالي للعالم

الخليج:كاسترو يستغرب تعيين متهم بجرائم حرب محققاً في « الأسطول »

العرب:تأييد أزهري لحملة مسلمي بريطانيا لمقاطعة التمور الإسرائيلية

فهمي هويدي :حين نسي العرب ولم يتعلموا

الجزيرة.نت:اتهم مصر بانحيازها لعباس ضد حماس القدومي: السلطة ذاهبة للمفاوضات

خالد شمت:استطلاع لرأي الأوروبيين بالإسلام

القدس العربي:اوباما هدد اردوغان بمنع صفقات اسلحة ما لم تغير تركيا لهجتها تجاه اسرائيل وايران

القدس العربي:سلاح الجو الإسرائيلي يضع توجيهات جديدة في أي نزاع مقبل مع حزب الله وحماس


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جوان 2010

https://www.tunisnews.net/18juillet10a.htm                        


بن قردان :اعتصام امام المعتمدية والمدينة في شبه اضراب عام


قام اليوم 17 /08 // 2010 مئات   اهالي بن قردان    بتنفيذ اعتصام  امام  المعتمدية  للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين  كما بدت المدينة في شبه اضراب عام حيث  اغلقت المحلات والمتاجر  وقد قامت  قوات الامن بالاعتداء على المعتصمين  واستعملت القوة الفرطة في تفريقهم  كما قامت  باعتقال  ومطاردة البعض الاخر  علما ان من بين المعتدى عليهم نقابيون . ويرابط الان اي في حدود الواحدة ظهرا  عديد النقابيين  في مقر الاتحاد المحلي  للشغل  للبحث في ردود على هذا العنف الذي طال بعضهم  وعددا كبيرا من الاهالي  وكذلك تمسكا بمطلب اطلاق سراح كل المعتقلين ويخيم على الوضع توتر شديد وهو ينبئ  بمزيد من  التدهور . نقابي  – بنقردانالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisiendes droits et des libertés syndicaux


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 0 رمضان 1431 الموافق ل 17 أوت 2010 اعتقال العشرات من بينهم الناشط الحقوقي النفطي المحظي بعد تفريق اعتصام امام معتمدية بنقردان بالقوة


فرقت قوات الشرطة المدعومة بقوات مكافحة الشغب وعناصر البوليس السياسي منتصف نهار اليوم الثلاثاء 17 أوت 2010 ببنقردان جموع الأهالي الذين اعتصموا أمام وفي ساحة مقر المعتمدية للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم الذين اعتقلوا مؤخرا على خلفية الأحداث التي تفجرت في المدينة وما جاورها والتي خلفت جرحى وخسائر مادية كبيرة ومعتقلين بالعشرات.

وقد استعملت قوات الشرطة القوة لتفريق المعتصمين كما قامت اليوم باعتقال أكثر من 60 فردا من المعتصمين نذكر من بينهم الناشط الحقوقي السيد النفطي المحظي(*) عضو منظمة حرية وإنصاف.

ومما لا شك فيه أن هذه الأحداث وطريقة معالجتها سوف تنتهك فيها عديد الحقوق الأساسية للمواطن، وأن توخي السلطة للنهج الأمني قد بيّن قصوره، وبالرجوع لأصل الحدث نعتبر أن ما وقع هو مظهر بارز من مظاهر عدم توازن التنمية الجهوية، وكذلك هو مظهر آخر من مظاهر عدم احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي كثيرا ما تغنى بها البعض وقدمها على الحقوق السياسية والمدنية، رغم أن حقوق الإنسان كل لا يتجزأ.

ومن ناحية أخرى فإن هذه الاعتقالات تعمق الأزمة ولا تساهم في حلها، خاصة وأن المعتقلين هم من الذين شاركوا في هذا الاحتجاج بأشكال سلمية. (*)تخرج النفطي المحظي من كلية العلوم سنة 2005 ، وحصل على الأستاذية في علوم الحياة والأرض وبقي عاطلا عن العمل لمدة سنة ثم واصل الدراسة بكلية العلوم ببنزرت لمدّة سنتين ليتحصل على ماجستير في جيولوجيا الأرض سنة 2008 ومنذ ذلك التاريخ وهوعاطل عن العمل، هو ناشط حقوقي و نقابي من أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل.

وحرية وإنصاف:

1)    تدين نهج العنف في حل المشاكل الاجتماعية وتدعو السلطة إلى اعتماد نهج الحوار لتفادي الأسوأ ولنزع فتيل الأزمة وفتح تحقيق جدي ونزيه في الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الأحداث.

2)    تطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وفي مقدمتهم الناشط الحقوقي النفطي المحظي وتعويض المتضررين والتحقيق في حالات التعذيب والاعتداء بالعنف.

3)    تدعو إلى عودة الحياة إلى شريان  »رأس جدير » الذي يربط بين تونس وليبيا والذي يمثل مصدر عيش لمئات الآلاف من التونسيين والليبيين.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


البوليس يفرّق بالقوّة اعتصاما لأهالي معتقلي بنقردان ويعتقل العشرات منهم


السبيل أونلاين – تونس – عاجل

هاجمت قوات البوليس بهمجية اليوم الثلاثاء 17 أوت 2010 حوالي الساعة منتصف النهار والنصف أهالي معتقلي أحداث بنقردان المعتصمين في المعتمدية وعنّفتهم وفرقت اعتصامهم بالقوة ، واعتقلت نحو ستين شخصا منهم ، يتقدمهم الناشط الحقوقي النفطي المحظي.

واعتصم أهالي المعتقلين اليوم للمطالبة بمعرفة مصير أبنائهم المخطوفين ، مع العلم أنهم اتصلوا بمركز بنقردان للاستفسار عن مصيرهم فقيل لهم انه لا توجد لديهم اي معلومات عنهم ووجهوهم للاتصال بإدارة سجن مدنين ، وعند اتصالهم بإدارة السجن أخبرتهم انه ليس لديها أي معلومات عن ابنائهم ولم يودعوا السجن حتى الآن وأنكروا وجودهم .

وشارك المحظي في الاعتصام الذي حضره داخل مبنى معتمدية بنقردان نحو 250 شخصا ، بينما اعتصم نحو 300 شخصا خارج مبنى المعتمدية .

ويذكر أن النفطي المحظي تخرج من كلية العلوم سنة 2005 ، وحصل على الأستاذية في علوم الحياة والأرض و بقي مدّة سنة عاطلا عن العمل ثم واصل الدراسة بكلية العلوم ببنزرت لمدّة سنتين ليتحصل على ماجيستير في جيولوجيا الأرض وذلك سنة 2008 وهو منذ تاريخه عاطل عن العمل ، وهو ناشط حقوقي ومن أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل وكان ناشطا نقابيا اسلاميا بكلية صفاقس وهو عضو في منظمة « حرية وانصاف ».

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 17 أوت 2010)


تونس: احتجاج في منطقة «بن قردان» على إغلاق بوابة «رأس الجدير»


2010-08-17 تونس – DPA  تواصلت مساء أمس الأول (ولليوم الثاني على التوالي) أعمال شغب في منطقة «بن قردان» الحدودية مع ليبيا، حيث احتج شبان على إغلاق الجمارك الليبية بوابة «رأس الجدير» التجارية الرئيسة الرابطة بين البلدين. وقال شهود عيان في «بن قردان» (500 كم جنوب العاصمة تونس) إن المحتجين حاولوا قطع طريق «رأس الجدير» الرئيسي بالإطارات المطاطية المشتعلة والحجارة، ورشقوا قوات الأمن التي تدخلت لتفريقهم بالحجارة. وذكرت المصادر أن محتجين أصيبوا بجروح خلال مواجهات مع الشرطة التي اعتقلت بعض المشاغبين، وباشرت عمليات مطاردة استمرت حتى الساعات الأولى من يوم أمس لاعتقال الأعداد المتبقية منهم. وأضافت المصادر أن الشرطة اضطرت إلى وقف حركة سير السيارات في المدينة لعدة ساعات بعد أن هشَّم محتجون واجهة شاحنة، وألحقوا أضرارا بسيارة. وانطلقت أعمال الشغب في بن قردان في أغسطس الجاري احتجاجا على غلق الجمارك الليبية بوابة «رأس الجدير» التجارية الحدودية المشتركة مع تونس، واحتجازها سيارات تجار تونسيين محملة بالسلع. ويعيش أغلب سكان بن قردان البالغ عددهم نحو 60 ألف نسمة على التجارة مع ليبيا. وفرضت الجمارك الليبية منذ نحو عام تعريفة بقيمة 150 دينارا (أكثر من 100 دولار أميركي) على أية سيارة تونسية تدخل الأراضي الليبية. وقالت تقارير صحافية تونسية: إن هذا الإجراء أضرّ كثيراً بتجار منطقة بن قردان الذين يدخل بعضهم الأراضي الليبية بشكل شبه يومي للتبضع وتعتبر التجارة مع ليبيا مورد رزقهم الوحيد. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 17 أوت 2010)


بطلب من تونس طرابلس تدرس الحلول الملائمة لتوريد تونسيين بضائع غير مدعمة من ليبيا


 

علمنا من مصدر موثوق أنه على إثر الاجراءات التي اتخذتها السلطات الليبية بخصوص منع بعض المسافرين التونسيين من جلب بضائع غير مدعمة من ليبيا الشقيقة، بما انعكس على حركة التنقل بين البلدين وأثار استياء متساكني المنطقة الحدودية، قامت السلطات التونسية فور علمها بتنفيذ هذه الاجراءات بالاتصالات اللازمة في أعلى المستويات الحكومية مثلما كان الشأن دائما باعتبار العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين.

ويبدو أن السلطات الليبية بصدد النظر في الحلول الملائمة لفض هذا الاشكال بما يتماشى مع طبيعة العلاقة بين البلدين الشقيقين.

 

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 أوت 2010)


مأساة المهجرين  التونسيين: أما آن الأوان لتمكين جميع المهجرين من العودة إلى بلادهم في جو من الكرامة والطمأنينة؟


*الأستاذ محمد النوري

تونس تتسع لجميع أبنائها، فلماذا يقع حرمان شريحة هامة من الشعب التونسي؟ تم تهجير المنتمين إليها وأرغموهم على الخروج من بلادهم وتركوها كرها تحت وطأة الخوف من الملاحقة أو تفاديا للتعذيب الذي قد يقع تسليطه عليهم في إطار محاكمات غير عادلة تمت في ظروف غير عادية .

فقد وقع حرمان المهجرين التونسيين من ابسط الحقوق التي يخولها لهم حق المواطنة  ومن بينها حق العودة إلى وطنهم معززين مكرمين مرفوعي الرأس .

إن الذريعة التي يقع اللجوء إليها عادة لتبرير هذا الحرمان تتمثل في وجوب تسوية الوضعية القانونية للمهجرين فرادى في حين أن التهجير بالنسبة لمجموعات منهم تم في ظروف سياسية خانقة ليس هنا المجال للحديث عنها وتبعا لذلك فان التسوية ينبغي أن تكون سياسية في إطار قرار جريء لا يترك مكانا للضغينة أو اللجوء إلى الانتقام .

فقد طالب المجتمع المدني وما فتئ يطالب منذ فترة طويلة وفي كل مناسبة  بسن عفو تشريعي عام يرجع للمهجرين والمحاكمين منهم حقوقهم كاملة، وفي انتظار ذلك ينبغي فتح الباب واسعا لتسهيل رجوع المهجرين إلى بلادهم ومن بينهم من وقعت محاكمتهم غيابيا  منذ أمد بعيد وصدرت ضدهم أحكام غيابية وذلك بتمكينهم من استرداد حقوقهم كاملة طبقا لمقتضيات القانون التونسي الذي ينص في الفصل الخامس من مجلة الإجراءات الجزائية  على أن الدعوى العمومية تسقط بمرور عشرة أعوام كاملة إذا كانت ناتجة عن جناية  وبمرور ثلاثة أعوام كاملة إذا كانت ناتجة عن جنحة ومدة السقوط يعلقها كل مانع قانوني واعتبرت محكمة التعقيب بتاريخ 16 مارس 1977 في قرارها عدد 960 أن الحكم الغيابي لا يقطع اجل السقوط بالنسبة للدعوى العمومية بمعنى أن الحكم الغيابي يعتبر كأن لم يصدر في حق من لم يبلغه الاستدعاء، إذ ورد بالقرار المذكور »إن الحكم الغيابي الذي لم يقع الإعلام به لشخص المحكوم ضده لا يعتبر من الأحكام الباتة وتبعا لذلك لا يجري أجل سقوطه وإنما يجري بشأنه أجل سقوط الدعوى العمومية »، ونص الفصل 349 من مجلة الإجراءات الجنائية على أن العقوبات المحكوم بها تسقط في الجنايات بمضي عشرين سنة وتسقط في الجنح بمرور خمسة أعوام كاملة، ونحن نلاحظ هنا بأن الأغلبية الساحقة من المهجرين تنطبق بشأنهم مقتضيات الفصل الخامس أو مقتضيات الفصل 349 ويتمتعون تبعا لذلك إمّا بسقوط حق التتبع الجاري ضدهم أو بسقوط الأحكام بالسجن الصادرة ضدهم.

ونحن نطالب بتطبيق القانون بشأنهم تطبيقا سليما تراعى فيه مصلحة المحاكمين وعدم التذرع بتأويل خاطئ يعطل تطبيقه بالنسبة للمستفيدين منه، فقد كان القانون الجزائي يطبق في الماضي القريب بصورة آلية، حيث كان المهجرون يتمتعون بدون مواربة وبدون تلكِؤ بفسخ الأحكام الغيابية التي مضى على صدورها أكثر من عشر سنوات وعدم التذكير بصدورها في أجهزة الإعلامية واعتبار كأنها لم تكن آنذاك يمكن لمجموعات هامة من المهجرين الرجوع إلى بلادهم آمنين من أي تتبع كما ينبغي التمديد في صلاحيات جوازات السفر بالنسبة للمغتربين بدون استثناء وتمكين جميع المواطنين من جوازات سفر تمكنهم من السفر بكل حرية ذهابا وإيابا حيث شاؤوا، وكان رجال القانون يطمئنون المهاجرين ممن وقعت محاكمتهم وصدرت بشأنهم أحكام وينصحونهم بالعودة إلى بلادهم بصدق وعن رويّة ويعدونهم بعدم التعرض لهم من طرف أعوان الأمن وعدم القبض عليهم أو ملاحقتهم بمجرد أن تطأ أقدامهم أرض الوطن وكان المحامون يتحققون قبل ذلك من فسخ السوابق العدلية بمضي أجل السقوط على أنه في صورة وقوع سهو أدى للإبقاء على السوابق العدلية لحرفائهم فإن طلبا بسيطا يقع تقديمه من طرف المحامي للسيد الوكيل العام للجمهورية في حق حريفه المتمتع بسقوط التتبع أو سقوط العقاب يؤدي للتشطيب على السوابق التي بقيت مرسمة ضده، أما الآن فإن دعوة اللاجئ السياسي إلى وطنه تستوجب إجراء مباحثات في القنصليات التونسية بالبلاد التي يقطنونها.

إذا ما ابتعدنا عن السياسة واعتبرنا الموضوع يتعلق بأمور قانونية فقط فإنه يمكن الجزم بأن الحل لمعضلة المهجرين التونسيين بسيط إذ يكفي تفعيل المبادئ القانونية بخصوص التتبعات الجزائية وآجال سقوطها وتطبيقها في حقهم تطبيقا سليما، وينتج عن ذلك وبكل بساطة تمكينهم من العودة الهادئة إلى بلادهم معززين مكرمين. أما إذا اعتبرنا أن الموضوع سياسي وقد أريد له أن يكون كذلك فإنه ينبغي التفكير في اتخاذ قرار سياسي جريء يقضي بتمكين المهجرين من عودة كريمة لبلدهم تونس الذي يتسع لكل أبنائه وأنه لا أحد يستفيد من تعطيل فض هذه المعضلة بل بالعكس فإن فضها بسرعة يبعث الأمل في انفراج الوضع السياسي.   *محام وناشط حقوقي


خطأ تقني يتسبب في رفع الحجب مؤقتا على الانترنت


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 16. أوت 2010 فوجئ مستعملو الانترنت في تونس برفع السلطات التونسية يوم الإثنين 16 أوت الجاري الحجب عن عدد من المواقع الالكترونية التي لا يمكن زيارتها انطلاقا من تونس إلا عبر تقنية « البروكسي ». وتمكّن المبحرون من زيارة مواقع « تونس نيوز » و » كلمة  » الذي وقع حجبه من قبل السلطات التونسية منذ إطلاقه سنة 2000 و »تونيزيا واتش » وموقع « الحوار.نت » و »السبيل أونلاين » و »الجزيرة.نت » و »تكريز » و »ذي بيرات باي » و »فليكر » و »وات تيفي » ومدوّنات مثل » ديبا تونيزي » إلى جانب مواقع حقوقية دولية مثل « غلوبال فويس » و »هيومن رايت ووتش » وموقع « منظمة العفو الدولية » و »مراسلون بلا حدود » وذلك دون اللجوء إلى تقنيات كسر الحجب.  كما رفع الحجب أيضا على عدد من صفحات النشطاء على الموقع الاجتماعي « فايسبوك ».   وراج في أوساط مستعملي الانترنت التونسيين أن الحجب رفع على خلفية زيارة لوفد حقوقي دولي أتى ليتحرّى في حقيقة ممارسات الحجب التي تقوم بها السلطة.   إلاّ أنّ فرحة مستعملي الانترنت لم تدم طويلا، فقد اتّضح أن خللا تقنيا أصاب أجهزة الحجب ممّا سمح برفعه مؤقّتا وسرعان ما استعادت السلطة السيطرة من جديد على الشبكة العنكبوتية، وعادت المواقع محجوبة من جديد. جدير بالذّكر أن السلطة أنشأت جهازا للحجب وشرطة الانترنت منذ سنة 1998، وأن الكثير من المواقع وقع حجبها منذ ذاك التاريخ. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 أوت 2010)


بعد فتح استغرق 24 ساعة تونس تعيد حجب عشرات المواقع


أعادت السلطات التونسية اليوم الثلاثاء حجب عدد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعدما تمكن مستخدمو الشبكة أمس من النفاذ إلى عدد من المواقع التي لا يمكن عادة تصفحها من داخل تونس. وتمكن المبحرون على الشبكة خلال نحو 24 ساعة من النفاذ إلى مواقع إعلامية وحقوقية ومدونات كانت تحجبها السلطات منذ سنوات، من بينها مواقع الجزيرة نت ومراسلون بلا حدود والشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير والمنظمة الدولية لمناهضة التعذيب والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان. غير أن السلطات أعادت حجب هذه المواقع، ولم تُعرف أسباب هذا الإجراء، لكن مستخدمي الإنترنت بتونس يذكرون أنه خلال انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات بتونس عام 2005 تم رفع الحجب قبل أن تتم إعادته فور مغادرة الوفود الأجنبية للبلاد. يذكر أن السلطات التونسية التي تقول إنها لا تحجب إلا المواقع التي تروّج للعنف والشذوذ الجنسي, تحجب منذ سنوات عددا من المواقع الإعلامية والحقوقية والسياسية التي تنتقد النظام التونسي, كما تحجب موقعي يوتيوب وديلي موشن الشهيرين. المصدر:قدس برس (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 أوت  2010)

 


« زردة  » انترنت في تونس هل هي علامة من علامات الساعة؟


لم يكن يوم 16 اوت 2010 يوما عاديا لمتصفحي شبكة الانترنت في تونس خاصة زوار المواقع السياسية والحقوقية والإعلامية المستقلة والمحجوبة في اغلبها , حيث تمكن هؤلاء الزوار من الولوج إلى هذه المواقع بكل حرية ودون حاجة إلى استعمال تقنية البروكسي .

ولأنني احد هؤلاء الزوار فقد تملكني شعور غامر بالسعادة كدت معه أن انتفض رقصا كما راودني إحساس غريب أنني أمام وليمة انترنت أو « زردة  » حسب لهجتنا العامية التونسية لهذا أقبلت بنهم بالغ على زيارة كل المواقع المحجوبة وقررت أن استفيد من هذه الفرصة النادرة إلى الحدود القصوى حتى أنني فكرت في الإضراب عن النوم لأشبع نهمي وجوعي لمواقع كثيرة مثل موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وموقع الحوار المتمدن وموقع راديو ومجلة كلمة وصفحات العشرات من الأصدقاء على الشبكة الاجتماعية الفايس بوك والمواقع الاعلامية التونسية المهاجرة مثل تونس نيوز والفجر نيوز والحوارنت والسبيل اون لاين .

كنت أمام تحدي حقيقي أي أن أتصفح كل المواقع المحجوبة دون اللجوء إلى تقنية البروكسي لان هذه التقنية رغم أهميتها في تجاوز الحجب إلا أن مساوئها ومعاناتها كثيرة إذ إنها لا تفتح كل شيء وتثقل سرعة الحاسوب وأحيانا تفسده وتثقل الموقع وتجعل الانتقال من صفحة إلى أخرى أمرا شديد التعقيد ولهذا فان مستعملي هذه التقنية ليس لهم في أحيان كثيرة غير الصبر أو تلف الأعصاب .

احد الأصدقاء هاتفني مهنئا بعد رفع الحجب عن صفحتي الشخصية على الفايس بوك وعلى عشرات المدونات التابعة للمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية وعلق مازحا أن ما وقع قد يكون علامة من علامات الساعة . المهم أن فرحتي لم تدم طويلا حيث أن الوليمة الافتراضية انتهت في حدود الواحدة بعد منتصف الليل وعادت الأمور إلى نصابها الطبيعي أي إلى حجبها المعهود .

تفسيرات كثيرة لهذه الوليمة الافتراضية منها أن ما وقع كان مكرمة من الوكالة التونسية للانترنت لكل متصفحي الشبكة أي منحتهم يوما من الانترنت الحر كهدية في هذا الشهر الفضيل, فيما ذهب آخرون إلى تفسير ساخر وهو أن الرقيب المشهور في تونس باسم عمار 404 أعياه الصوم وانخفض عنده معدل السكر فأصابته غيبوبة مفاجئة لساعات , وتحدث البعض الأخر عن عطل تقني أصاب أجهزة الحجب جراء هذا الجو القائظ …على كل حال لقد مثلت هذه الوليمة دليلا عمليا على أن رفع الحجب ممكن وسهل ولا يحتاج إلى كثير من الجهد وأيضا لا يهدد امن احد .

محمد العيادي / تونس

 

(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 17 أوت 2010)


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 رمضان 1431 الموافق ل 17 أوت 2010 أخبار الحريات في تونس


1) رفع المراقبة اللصيقة عن الأستاذ محمد النوري وتخفيف الحصار عن مكتبه:

تم في الآونة الأخيرة رفع المراقبة اللصيقة عن الأستاذ محمد النوري حيث غاب الأعوان الذين يمتطون دراجات نارية كبيرة والذين كانوا يلاحقونه في كل تنقلاته، في حين بقي عدد من الأعوان بالقرب من مكتب الأستاذ محمد النوري الكائن بنهج المختار عطية بتونس العاصمة والذي يؤوي مقر منظمة حرية وإنصاف. 2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 


عريضة وطنية لمساندة القاضية كلثوم كنو


على إثر نقلة الكاتبة العامة لجمعية القضاة الشرعية القاضية كلثوم كنو تعسفيا من المحكمة الابتدائية بالقيروان إلى المحكمة الابتدائية بتوزر، وذلك ضد رغبتها المتمثلة في العودة إلى تونس العاصمة مقر إقامتها بعد أن أبعدت عنه تعسفيا إثر الانقلاب الذي قادته السلطة ضد المكتب الشرعي لجمعية القضاة عام 2005 ، مع إبقائها على نفس الخطة ( قاضية تحقيق ) الأمر الذي يجعلها في عمل دائم ومسترسل بلا انقطاع حتى في العطل والأعياد الوطنية، وأمام وضوح الطابع الكيدي لهذه الحلقة من مسلسل التنكيل بأعضاء المكتب الشرعي لجمعية القضاة، نحن الممضون أسفله: 1)    نعلن تضامننا المطلق مع القاضية كلثوم كنو ووقوفنا إلى جانبها في هذه المظلمة التي تفند شعارات الخطاب الرسمي المتشدق باستقلال القضاء في تونس. 2)    نعتبر أن سياسة التنكيل التي طالت كل أعضاء المكتب الشرعي لجمعية القضاة لا تجدي نفعا وقد تنجر عنها عواقب وخيمة يستحيل تفاديها. 3)    نطالب وزارة العدل وحقوق الإنسان بالعدل بين القضاة والعدول عن قرارها الأخير وعودة القاضية كلثوم كنو إلى سالف مركز عملها. للإمضاء على هذه العريضة يرجى إرسال الاسم واللقب والصفة إلى العنوان التالي:    centre.tunisie@gmail.com               1)    المختار الطريفي – رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 2)    علي بن سالم – رئيس ودادية قدماء المقاومين 3)    لطفي حجي – صحفي/ الرئيس السابق لنقابة الصحفيين التونسيين 4)    محمد عبو – محام – تونس 5)    العياشي الهمامي – محام 6)    رشيد خشانة – رئيس تحرير صحيفة « الموقف » 7)    المنجي اللوز – مدير تحرير صحيفة « الموقف » 8)    خميس الشماري – حقوقي 9)    محي الدين شربيب – رئيس فدرالية التونسيين موطني الضفتين – باريس 10)    سامي الطاهري – كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي 11)    عبد الوهاب معطر – محامي – أستاذ قانون 12)     ناجي البغوري – رئيس النقابة الوطنية للصحفيين 13)    أنور القوصري – نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 14)    مسعود الرمضاني – ناشط حقوقي 15)    محمد العيادي – المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية 16)    عبد السلام الككلي – نقابي جامعي 17)    منصف الوهايبي – جامعي وشاعر 18)    جمال مسلم – مناضل في حقوق الانسان 19)    نور الدين ختروشي – باريس 20)    الطاهر العبيدي – صحفي – باريس 21)    زياد الهاني – صحفي – تونس 22)    عبد العزيز السبري – كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالقيروان 23)    بلال الهاني – أستاذ مبرز 24)    ظاهر المسعدي – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي 25)    عبد السلام الدريدي – الحزب الديمقراطي التقدمي 26)    الناصر الرديسي – ناشط يساري وحقوقي 27)    رابح الخرايفي – محام وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي 28)    محمد معالي – صحافي وكاتب 29)    حسين يحياوي – مدرس – غمراسن 30)    أحمد بوجرة 31)    عمار عزوزي – جامعي 32)    معز الجماعي – عضو الأمانة الوطنية للشباب الديمقراطي التقدمي 33)    رشاد رضوان – أمين مال مساعد لجمعية النهوض بالطالب الشابي – الشابة 34)    عبد الرزاق الشامخي – أستاذ نقابي – القيروان 35)    سامي قربع 36)    أيمن الرزقي – صحافي 37)    غسان الرقيقي –  الحزب الديمقراطي التقدمي 38)    لينا بن مهني – جامعية 39)    ظافر الصغير – نقابي – بنعروس 40)    رضا كارم – الحزب الديمقراطي التقدمي 41)    سليم الدريدي – أستاذ تعليم ثانوي 42)    خالد بوجمعة – الحزب الديمقراطي التقدمي 43)    طارق السويسي 44)    حسين الحجلاوي 45)    عزة زراد 46)    منية عبيد 47)    نجاة العبيدي 48)    رشيد الزريبي 49)    هيكل بن مصطفى 50)    منير حسني 51)    حافظ الزريبي 52)    فتحي السليتي 53)    شريف القسطلي 54)    سلوى كنو 55)    فرج السيفي الشرايطي – أستاذ – الرديف 56)    علي رابح 57)    محمد بركالله 58)    عبير فرح 59)    الحبيب الباهي – نقابي وعضو جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي 60)    زهير بوعبد الله – الحزب الديمقراطي التقدمي 61)    جمال العزابي – الحزب الديمقراطي التقدمي 62)    مصطفى يحي – شاعر 63)    أنور عمري – عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بقابس 64)    زهير بالحاج عمر 65)    رمزي السويح 66)    أحمد مبروك – كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي – قابس 67)    عبد الجبار الرقيقي – عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي 68)    عمران حاضري – ناشط حقوقي 69)    ماهر حاضري – تقدمي 70)    عمران القابسي 71)    عادل الزيتوني – حركة الأحرار الديمقراطيين 72)    مراد النوري 73)    زعيم بوزيد 74)    أحمد العامري – أستاذ تعليم ثانوي 75)    عبد الرزاق مكشر – أستاذ تعليم ثانوي 76)    طيب الشيخاوي – موظف ببنك 77)    منجي عيساوي 78)    طارق بن صالح – جبنيانة 79)    زهير مخلوف – ناشط حقوقي وإعلامي 80)    فتحي الرحماني – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي 81)    لطفي الحيدوري – صحفي – بنعروس 82)    محمد رضا المحسوس – أستاذ تعليم ثانوي 83)    محمد الحبيب بوثلجة – أستاذ متقاعد 84)    محمد القسيس – كاتب عام الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد التربوي بصفاقس 85)    عماد الدايمي – المؤتمر من أجل الجمهورية – باريس 86)    خليفة مبارك – الكنفدرالية الديمقراطية للشغل – تونس 87)    رضا الحجلاوي – فرنسا 88)    الحبيب عمار – نقابي التعليم الساسي – قفصة 89)    كمال العبيدي – صحفي – واشنطن 90)    فدوى معطر – محامية – صفاقس 91)    محمود البارودي – كاتب عام جامعة تونس للحزب الديمقراطي التقدمي 92)    الشاذلي فارح – كاتب عام النقابة الأساسية للإتحاد الدولي للبنوك بتونس 93)    منجي الخضراوي – صحفي 94)    حسين بالطيب – نقابي وسياسي 95)    لسعد الزيتوني – لاجئ سياسي – باريس  96)    معز الباي – صحفي براديو كلمة 97)    إسماعيل دبارة – صحفي بجريدة الموقف 98)    فضل رواشد – متقاعد 99)    محمد صابر حجري – مدرس 100)                        سليمان الرويسي – أستاذ تعليم ثانوي – سيدي بوزيد 101)                        شريف الكستلي – مهندس فلاحة – باجة 102)                        بشرى بالحاج حميدة 103)                        إيمان نورة عزوزي – متفقد بيداغوجي 104)                        محمد اللاهي – النقابة الأساسية للتعليم الأساسي ببنزرت الشمالية 105)                        طه البعزاوي – صحفي براديو كلمة 106)                        نور الشابي – طبيب أطفال 107)                        العربي الدربالي 108)                        سنية الدربالي 109)                        شلبي بركاتي 110)                        رؤوف عشي – النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ببوسالم – جندوبة 111)                        مهدي بن جمعة – أستاذ جامعي بكلية العلوم القانونية – جندوبة 112)                        توفيق العياشي – صحافي بجريدة « الطريق الجديد »  – تونس 113)                        زين العابدين ناجح – نقابي 114)                        إبتسام العريبي – المطوية 115)                        مصطفى علي – أستاذ أول 116)                        ياسين البجاوي 117)                        خالد بن مبارك – لاجئ سياسي – فرنسا 118)                        رياض الحوار – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي – سوسة 119)                        طارق السوسي – ناشط حقوقي 120)                        طارق بن هيبة – Président de la Fédérationdes Tunisiens pour une Citoyenneté des deux Rives 121)                        رضا سماوي – فرنسا 122)                        زهير شمس الدين 123)                        رضا قسيلة 124)                        بلقاسم السايحي 125)                        أحلام بن جفال 126)                        عمر بوقرة 127)                        ملاك بوقطفة 128)                        الصادق شرف 129)                        سلوى الشرفي – أستاذة جامعية 130)                        السيد المبروك – ناشط حقوقي 131)                        عبد الوهاب عمري – أستاذ – قابس 132)                        محمد أمين عيروجي 133)                        عبد الله بن يونس – أستاذ تعليم ثانوي وكاتب عام نقابة أساسية – تونس 134)                        بشرى تنيش – فرنسا 135)                        زهراء نصر – فرنسا 136)                        منية عبيد – نقابية 137)                        رفيقة بحوري – جامعية – كلية الآداب سوسة 138)                        بدرالسلام الطرابلسي – صحافي – الدوحة 139)                        خليل مصمودي – مدرس اللغة العربية والثقافة – جامعة ديلاوير 140)                        فيصل الماجري – أستاذ 141)                        أمال قرامي – أستاذة جامعية 142)                        علي حبيب – أستاذ تعليم ثانوي – نقابي 143)                        رشيد سويح – التعليم الأساسي 144)                        جيلاني العبدلي – ناشط حقوقي – فرنسا 145)                         نايت ليمان عبد الناصر – جمعية ضحايا التعذيب في تونس – سويسرا 146)                        راضي بن حسين – نقابي 147)                        علي نصر الله 148)                        بسام بونني – صحفي – الدوحة 149)                        أنور بن نوة – أستاذ جامعي 150)                        عدنان حسناوي 151)                        غسان الطريفي – طالب 152)                        المنصف الطريفي – نقابي – القيروان 153)                        نزيه الحشايشي – مهندس معماري 154)                        عادل الفالح – نقابي من التعليم الأساسي – بنزرت 155)                        أحمد الورغمي – لاجئ سياسي – باريس 156)                        شكري لطيف – كاتب 157)                        عبد الباقي خليفة – كاتب وصحافي 158)                        سالم خليفة – الحزب الديمقراطي التقدمي – سوسة 159)                        هادي يحمد – صحفي – باريس 160)                        محمد النوري – رئيس جمعية حرية وإنصاف 161)                        حمزة حمزة – عضو المكتب التنفيذي لجمعية حرية وإنصاف 162)                        عبد اللطيف بن سالم – فرنسا 163)                        توفيق دبية – نقابي وسياسي – قابس 164)                       ابراهيم نوار – سويسرا 165)                       عبد المنعم السويعي – نقابي مطرود من قطاع البنوك 166)عبد القادر الزيتوني – المنسق الوطني لحزب تونس الخضراء وعضو في حزب الخضر الأوروبي وعضو في إتحاد الخضراء الإفريقية وعضو في حزب الخضر العالمية 167)                       ندير بن يدر – محام 168)                       محسن الذيبي – مهندس معلوماتية – باريس 169)                       بشير واردة – صحفي 170)                       عز الدين بوغانمي – معارض يساري – فرنسا


تصريحات السيد علي رمضان حول الفصل العاشر تثير ردود فعل لدى النقابيين


حرر من قبل المولدي الزوابي في الأثنين, 16. أوت 2010 أثارت تصريحات السيد علي رمضان الأمين العام المساعد المكلف بالنظام الداخلي باتحاد الشغل – والتي أدلى بها لجريدة الصباح بتاريخ 13 اوت 2010 – ردة فعل شديدة لدى عدد من النقابيين. حيث أمضى 7 نقابيين من جندوبة كانوا قد شاركوا في مؤتمر المنستير (ديسمبر 2006) شهادة تنفي التصريحات المذكورة.  وكان السيد علي رمضان قد صرّح للصباح:  » ان مؤتمر المنستير أوكل للمجلس الوطني النظر في إعادة الهيكلة بما يجعلها تتماشى والتطورات الإجتماعية والإقتصادية سواء في الداخل أو الخارج « ، الأمر الذي رأى فيه العديد من النقابيين تمهيدا للتخلّي عن الفصل العاشر الذي يضبط عدد الدورات القصوى للقيادة النقابية.  وقال الممضون على الشهادة أن المؤتمر ناقش مقترحا بإيكال النظر في إعادة الهيكلة إلى هيئة ادارية أو مجلس وطني أو مؤتمر استثنائي، وأن المقترح المقدم تم رفضه من قبل أغلب نواب مؤتمر المنستير، وأن النواب تمسكوا حينها بالإبقاء على الفصل العاشر من النظام الداخلي الذي لايخول الترشح لعضوية المكتب التنفيدي الوطني لاكثر من دورتين.  تأتي هذا الخطوة وسط جدل قائم بين المركزية النقابية وعدد من النقابيين والمعترضين على المساس بالفصل العاشر من النظام الداخلي للاتحاد خاصة في الوقت الذي يروج له بعض أعضاء المركزية النقابية بإمكانية تحوير الفصل العاشر بما يسمح لأكثر من ثلثي أعضاء المكتب النفيذي بمن فيهم الأمين العام السيد عبد السلام جراد الترشح لدورة اخرى.

 

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 أوت 2010)

 


مناشدة


نظرا لحساسية الظرف الذي يمر به الاتحاد  ولطبيعة القضايا و الملفات التي سيكون مطالبا بمعالجتها فإننا نناشدكم أيها الأخ العزيز على رمضان الأمين العام المساعد المكلف بالنظام الداخلي وبقية أعضاء المكتب التنفيذي الحالي أن تواصلوا المسيرة المظفرة وذلك بالترشح إلى عضوية المكتب التنفيذي الوطني في المؤتمر القادم الذي سيلتئم سنة2011… انتم  الذين  عرفتم بحنكتكم و بحسكم النقابي المرهف  ونكرانكم للذات وبعدكم عن التلهف على المناصب   ونعدكم أيها الأخ العزيز  أننا سنمهد الطريق أمام ترشحكم وذلك بدعوة كل النقابيين غير الفاشلين إلى المطالبة بتحوير الفصل العاشر من القانون الأساسي  والنظام الداخلي للاتحاد الذي اختزل البعض فيه المنظمة لتبرير فشلهم. سيدي الأمين العام المساعد. إن القوانين صنعت للبشر ولم يصنع البشر للقوانين .  دمتم ذخرا للاتحاد وعضوا في مكتبه التنفيذي مدى الحياة   

                                                                                                         . الإمضاء  نقابي ناجح جدا  شهر عبدالسلام الككلي                                                                                    


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 17 أوت 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــلام معتمدية القيروان الجنوبية: الدعم المفقود


اشتكى عديد المزارعين التابعين لمختلف  عمادات القيروان الجنوبية ،الذين يعانون أصلا من موسم فلاحي  سيئ   كبّدهم خسائر فادحة ،  من التأخير في إسنادهم منحة دعم المحروقات  الذين تعودوا تسلمها كل موسم.

وقد انتظر هؤلاء أشهر قبل أن تعلق على  جدران المعتمدية روزنامة التسليم   لمختلف العمادات . كان ذلك في الأسبوع الثالث من جويلية. وفي التاريخ المحدد ، حضر المزارعون وبدأ الموظف تسليم المبالغ  لبعضهم. لكنهم تفاجئوا بإعلامهم من قبل المسؤولين هناك أن « الأموال انتهت ذلك اليوم »  وانه عليهم الرجوع في اليوم الموالي ومنذ أكثر من أسبوعين وأفواج منهم تتردد على المعتمدية بشكل شبه يومي ، طالبين  تمكينهم من الدعم أو تفسيرا لما يحدث دون جدوى.

ومما زاد من استيائهم انه طلب منهم دفع مبلغ مالي يتراوح بين عشرة وخمسة عشر دينارا لكل منهم  بعنوان مساهمة في صندوق التضامن كشرط لتسليمهم الدعم   وحتى  دون إعطائهم وصلا في ذلك ، وهو ما جعلهم يتساءلون عن سبب رفض تسليمهم الوصل وعن مصير الأموال التي يدفعونها.

إننا ندعو السلط الجهوية للإسراع بإعطاء الدعم  المقرر لهؤلاء المزارعين الذين يواجهون وضعا فلاحيا حرجا بسبب الجفاف وغلاء العلف  . كما نطالب  باحترام حرية إرادتهم ، كمواطنين ، وذلك بعدم إجبار هم على المساهمة المالية   تحت أي عنوان. وان حدث وتبرع احدهم فيجب أن تحترم في ذلك  الشفافية و يطبق فيه القانون  وان يعرف كل متبرع مصير المبلغ الذي تبرع به  والمستفيد منه. منطقة أولاد محمّد ، مسيوته، العلا:غياب الماء الصالح للشراب

تعيش منطقة أولاد محمّد ، عمادة مسيوته، معتمدية العلا، وضعا صعبا بسبب الانقطاع الدوري للمياه ، إذ  تمتلك هذه القرية جمعية مائية محلية  ويدفع المواطنون مساهمتهم في الاستهلاك بانتظام ،حسب ما أعلمنا به .

 لكن منذ أكثر من أسبوعين يعاني هؤلاء الأهالي  من انقطاع شبه دائم للماء حيث لا يتمتعون به  إلا لمدة نصف ساعة تقريبا في اليوم.

إننا نعتبر – مثل كل المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم – أن الماء الصالح للشراب حق لكل المواطنين أينما يكون موقعهم ، لذا ندعو من يهمه الأمر من السلط المحلية والجهوية للاستماع لشكاوي المواطنين  المتكررة والأمر بإصلاح الخلل في أسرع وقت.    عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني


المنستير: من جديد، شاب معطّل يحرق نفسه


حرر من قبل المستير في الأثنين, 16. أوت 2010 علمت كلمة أن شابا أضرم في نفسه النار يوم الأحد بعد أن سكب على نفسه كمية من البنزين، وذلك في وسط مدينة المنستير أمام السوق المركزية التي كانت تعجّ بالمرتادين. وقد حاول المواطنون إطفاء النيران المشتعلة في جسده ونقلوه إلى المستشفى الجهوي بالمنستير في حالة خطيرة.  وقد أفادت مصادر طبية بأن الشاب المصاب قد نقل إلى مستشفى الحروق ببن عروس.  وحسب مصادر مطلعة، فقد كان الشاب محسن التليلي يعاني من بطالة ووضع اجتماعي صعب خاصة كونه العائل الوحيد لأسرته.   جدير بالتذكير، أن مدينة المنستير شهدت حادثة مماثلة في 19 مارس الماضي، حيث أشعل الشاب عبد السلام طريمش النار في جسده بسبب تأزم وضعيته الاجتماعية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 أوت 2010)


زيادة كبيرة للأسعار في تونس


خميس بن بريك-تونس واصلت أسعار السلع الاستهلاكية في تونس ارتفاعها مع دخول شهر رمضان، مما أثار سخطا شديدا لدى التونسيين، في وقت يقول فيه المسؤولون إن السلع متوافرة بأسعار « معقولة ». وارتفع سعر لحم البقر قبل فترة من 10 إلى 12 دينارا (من 6.7 إلى 8.1 دولارات)، ولحم الضأن من 12 إلى 14 دينارا، أما سعر لحم الدجاج فارتفع من 3 إلى 4 دنانير. كما ارتفعت أسعار السمك إلى مستويات قياسية تتجاوز 15 دينارا (10 دولارات) في بعض الأنواع، لا سيما في هذه الفترة التي يحظر فيها الصيد البحري (من يوليو/تموز الماضي إلى سبتمبر/أيلول المقبل) بمحافظتي صفاقس وقابس الجنوبيتين حفاظا على الثروة السمكية. وشهدت أسعار الخضراوات والغلال بدورها ارتفاعا كبيرا، مع أن وزير التجارة صرح قبل شهر رمضان بأن كل المنتجات الفلاحية متوافرة بأسعار « مناسبة »، وأن مراقبة الأسعار ستكون مشددة لوقف التلاعب بها. حقيقة الوضع وترى منجية العياري (ربة بيت) أن هناك « فرقا شاسعا » بين ما يصرح به المسؤولون بشأن الأسعار وحقيقة السوق التي « اشتعلت فيها الأسعار غير مبالية بالقدرة الشرائية للمواطن وتعمّد بعض التجار التلاعب بالأسعار ». وأضافت للجزيرة نت أن « أسعار الأسماك وصلت إلى مبالغ لا تحتمل »، مشيرة إلى أن إمكانياتها المالية لا تسمح لها إلا باقتناء أنواع بخسة من السمك. من جهته، يقول حسن الدهماني (موظف) إن موجة الغلاء التي تشهدها الأسواق حاليا هي « الأسوأ » بالنظر إلى الزيادات الأخيرة التي أقرتها الحكومة في عدد من السلع والخدمات. وقررت الحكومة مؤخرا الزيادة في أسعار مشتقات الحبوب (الخبز والدقيق)، ورفعت أسعار النقل العام والخاص والرسوم المستوجبة على المياه الصالحة للشراب والتطهير. وبررت الحكومة الزيادات بكونها تسعى للحفاظ على توازناتها المالية، وقالت إنها أخذت بعين الاعتبار القدرة الشرائية للمواطن بإبقاء « دعم هام » لبعض المواد الأساسية (محروقات، مشتقات الحبوب، زيت نباتي، الورق المدرسي). قلق نقابي لكن الاتحاد العام التونسي للشغل (منظمة نقابية) خرج عن صمته مؤخرا وعبر عن قلقه إزاء تدهور القدرة الشرائية للعمال والفئات ذات الدخل المحدود نتيجة الزيادات في الأسعار. وكان الفقر وتدهور المقدرة الشرائية من بين أهم الدوافع التي أدت إلى انفجار مظاهرات بمحافظة قفصة (جنوب) صيف العام 2008, وقد أثارت جدلا كبيرا قياسا بالاحتجاجات التي عرفتها تونس عام 1984 في عهد الرئيس الراحل لحبيب بورقيبة ردا على الزيادة في سعر الخبز. ورغم أن بعض المراقبين يرون أن الزيادة الأخيرة في أسعار مشتقات الحبوب « مبررة » بسبب تراجع إنتاج القمح هذا العام إلى 1.6 مليون طن (مقابل 2.5 مليون طن عام 2009)، فإنهم قالوا إن الزيادة في أسعار النقل « غير مبررة » لأنها « لم تكن مرتبطة بأي ظرف اقتصادي معيّن ». ويتوقع المراقبون أن تشهد الفترة المقبلة زيادات أخرى تشمل عددا من المنتجات مع احتمال الزيادة في سعر المحروقات وبعض السلع الاستهلاكية مثل السكر والقهوة لارتباطها بحركة الأسعار العالمية. لهفة واستدانة في سياق مواز، يقول الصحفي محرز الماجري إن « المستهلك التونسي يساهم بنسبة كبيرة في التهاب الأسعار من خلال إقباله بلهفة على اقتناء مختلف المنتجات مهما كانت أسعارها ». وأصبح ذوو الدخل المحدود يلجؤون إلى الاستدانة من البنوك للمحافظة على مستوى العيش، وهو ما يضعف فرصهم في الادخار، حسب رأي بعض الخبراء الاقتصاديين. وكشفت دراسة حديثة أعدها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة أن 85% من التونسيين مدينون للبنوك و32% للأقارب والأصدقاء. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 أوت  2010)


الحوار الصريح في قناة المستقلة يفضي الى تقارب غير مسبوق بين علماء السنة والشيعة


                                                                                         هذه بعض الأخبار الموجزة عن مجريات النقاش في برنامج « الحوار الصريح بعد التراويح » لرمضان هذا العام  1431 هجرية، الموافق لـ 2010 ميلادية.   الخبر الأهم في رمضان هذا العام هو التقارب غير المسبوق بين علماء السنة والشيعة في مناقشات برنامج « الحوار الصريح بعد التراويح ».

البرنامج تبثه قناة المستقلة يوميا على الهواء مباشرة في الثامنة مساء بتوقيت غرينتش بمشاركة العلامة السيد علي الأمين من لبنان، والسيد حسن الحسيني من البحرين.

أنضم الى المشاركين ـ بداية من يوم الأحد 5 رمضان ـ الدكتور سعد الرفيعي الباحث العراقي المتخصص في التراث الشيعي. يحتضن البرنامج مناقشات يومية نادرة ومسبوقة في تاريخ الفكر الإسلامي والفرق الإسلامية. 

شارك في حلقة السبت المرجع الشيعي الشيخ الإمام حسين المؤيد. اتفق العلامة السيد علي الأمين والشيخ حسين المؤيد على أن « الإمامة » ليست أصلا من أصول الدين وأن صفة « المؤمن » ليست خاصة بمن يؤمن بالإمامة.

هذا الموقف من الإمامة معارض تماما للآراء الواردة في مركز الأبحاث العقائدية، وهو مركز من مراكز آية الله العظمي السيد علي السيستاني.   جاء في موقع مركز الأبحاث العقائدية في الانترنت، أن الأئمة من ولد علي عليه السلام « أحد عشر إماما كلهم معصومون وأن الذي لا يعتقد بإمامة أحدهم على حد الشرك بالله، وأن من يموت ولا يعرف إمام زمانه يموت ميتة جاهلية ويكون من الهالكين الخالدين في جهنم« . وجاء في الموقع أيضا:  » من لم يؤمن بالإمامة هو شخص جاهلي، أي على الحالة التي كانت قبل الإسلام »، وإذا مات « يكون ميتا على جاهلية كأن لم يؤمن بالله ورسوله« . وجاء في الموقع أيضا: « الإمامة ترتقي أكثر لأن تكون من أساسيات الدين كالتوحيد والنبوة، فكما أن من لم يؤمن بالله وأو النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يكون مؤمنا كذلك من لا يؤمن بالإمامة ». وقد أعلن الدكتور سعد الرفيعي مساء الأحد أنه لا يوافق على هذه الآراء المنشورة في مركز الأبحاث العقائدية. كما سبق للعلامة علي الأمين أنرفض هذه الآراء ودعا مقلدي سماحة آية الله السيستاني لرفضها وعدم تقليده فيها، مشددا على أنه لا تقليد في مسائل العقيدة. تطرق النقاش في حلقة يوم الأحد الى آية  » يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك ». والى آية « اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ». وتطرق الضيوف الى قول مركز الأبحاث العقائدية: « إن روايات السنة والشيعة كلها متفقة على نزولهما في تبليغ ولاية علي عليه السلام« . واتضح من النقاش أن الروايات الموجودة عند مفسري أهل السنة، الطبري وابن كثير والقرطبي، لا تقول بنزول آية التبليغ في شأن سيدنا علي بن أبي طالب.   كذلك تبين أن أقوال أشهر مفسري أهل السنة تذكر أن آية « اليوم أكملت لكم دينكم.. » نزلت يوم عرفة تؤكد اكتمال شريعة الإسلام، وقد رد ابن كثير على من قال أنها نزلت في علي رضي الله عنه. واعتبر الضيوف أن قول مركز الأبحاث العقائدية: « إن روايات السنة والشيعة كلها متفقة على نزولهما في تبليغ ولاية علي عليه السلام »، قول مخالف للواقع وغيره صحيح من الناحية العلمية. ـ من أخبار البرنامج أيضا: صرح العلامة السيد علي الأمين « بأن الحالة المذهبية طارئة على الوضع الإسلامي« . العلامة الأمين قال أيضا: الإمام علي لم يكن جعفريا والخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه لم يكن مالكيا.

تصريح الأمين متاح في المكتبة المرئية في موقع قناة المستقلةwww.almustakillah.com ـ وفي حلقة يوم الإثنين 6 رمضان دار الحوار حول معنى الإمامة وعرض السيد علي الأمين أراء عدد من العلماء السابقين واستدل بها للقول بأنها ليست من ضروريات الدين الواضحة ولا يمكن أن تكون أساسا لسحب صفة الإيمان من غير القائلين بالإمامة. ونقل العلامة السيد علي الأمين عن السيد محمد باقر الصدر قوله: « أن إمامة أهل البيت لم تبلغ في وضوحها درجة الضرورة« . جاء ذلك في سياق رده على القائلين بكفر منكر الإمامة. ـ الحوار يستمر يوميا طيلة شهر رمضان المبارك إن شاء الله.

 

(المصدر:إدارة قناة المستقلة بتاريخ 17 أوت 2010)

 


رمضان شهر تجديد العهد والميثاق


رمضان شهر الصيام والقيام ، شهرالغفران والرحمة ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر

منذ أن كتبه الله ، حافظ المسلمون على آدائه مثل الصلاة والحج والزكاة و مثّل موعدا للتوبة والأوبة والرّجوع إلى الله والفرار إليه، تشهد بلادنا كسائر بلاد المسلمين في هذا الشهر الكريم حركة روحانية هائلة تظهر حقيقة هويتنا الدينية وإرتباط شعبنا بحقيقته الإسلامية وإلتزامه بالأمر الإلهي وإتّباع سنة الرّسول صلوات الله عليه وآله وسلم و مهما حاول أعداء الدّاخل والخارج تعطيل الوعي الديني وإرهاب المتدينين والتضييق على الحضور الإسلامي داخل الساحة الثقافية والإجتماعية ، ستبقى تونس منارة الإسلام .

تعرّضت بلادنا كسائر منطقة الشمال الإفريقي إلى حملة ضروس عسكرية و الإقتصادية وثقافية لفرض الهيمنة المطلقة على عقولنا قبل ثرواتنا ولإستئصال قرآننا وجعلنا أمة بلا عقيدة ، لتسهيل عملية مسخنا وفسخنا و تمكين العقل الغربي من صناعة جماعات و شخصيات من أبناء جلدتنا مهمتهم القضاء على أصول الدين الإسلامي و إحلال المشروع العلماني ، الذي يعني تجميد فاعلية الأحكام الشرعية من جهة وتغيير المنظومة الفكرية والسيكولوجية للأجيال الجديدة وتفكيك البنية الإجتماعية من جهة أخرى ، المبدأ العلماني هو مبدأ كولونيالي ، جاءت به البورجوازية الغربية لتفكيك المجتمعات و إعادة صياغتها لإخضاعها إلى إرادة القوى الإقتصادية والمالية .

تمكّنت قوى الردّة من إخضاع عموم المسلمين لإرادتها و جعلت العقل المسلم الذي قاد العالم على إمتداد أكثر من ألف عام و أسس مبادئ العدل و الحرية و حرّر البشر من وهم الخرافات والسّخافات و من سلطة الرهبان والأحبار، هو المسؤول عن تخلفنا وإنهزامنا، و نادت بإعدامه و وأده !!!

ظن المنهزمون والمخادعون أنهم نجحوا في مشروعهم « التّحرّري » و لكن يمكرون ويمكر الله والله خيرالماكرين ، في كل رمضان يتجدّد العهد و يهرع المسلمون إلى قرآنهم و يقتفون أثر نبيهم ، وترى الناس تغمرهم أنوار شهر الصيام ، بين قائم ومرتل لكتاب الله و المؤمنات من أمهات وأخوات وزوجات بلباسهم الشرعي والوطني لا كما يطلق عليه أهل الردة « اللباس الطائفي » يتسابقنا في طاعة الله و هنّ اليوم مثل الأمس عنوان شرفنا و كرامتنا.

رمضان في بلادنا عرس يقيمه أهلنا لدينهم وقرآنهم ونبيهم ، يشعرفيه المترفون  أنهم غرباء ، فيحاولون تعطيل مفاعيل الصيام وجعله من مصاديق العادات والتقاليد ويخرج علينا مهرّجيهم عبر وسائل إعلامهم لمسخ الدين تحت عنوان الإجتهاد والتجديد و آخر ما صدر حديثهم عن « الإسلام التونسي » و كأن لكل دولة إسلامها !

الإسلام واحد لا يتجزّأ مهما حاول المغرضون فإن حلال محمد صلوات الله عليه وآله حلال إلى يوم القيامة و حرام محمد صلوات الله عليه وآله  حرام إلى يوم القيامة و شعبنا حافظ لقرآنه و لن تنطلي عليه حيل المستهزئين و لا الذين يبيعون آيات الله بثمن قليلا ، فشعبنا قابض على دينه كالقابض على الجمر، و في كل رمضان يجدد عهده مع القرآن و يقيم لليلة القدرأعظم الإحتفالات لجلال شأنها و عظمة قدرها عند الله عز وجل.

يحق لشعبنا أن يفخربتمسكه بشعائره الدينية رغم كل الضغوط والتزييف و غياب العلماء والفقهاء القادرين على الوقوف في وجه وكلاء الإستكبار وسماسرة التحريف والتزييف ، يبقى رمضان شهريظهرشخصيتنا وهويتنا الإسلامية في أبهى صورها و فيه يجدد كل تونسي مسلم ميثاقه مع ربه وتنزل بركات السّماء على أرض قلوبنا لتزيدنا صبرا و مصابرة و مرابطة حتى يأذن الله بأمره و يومئذ يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

عماد الدين الحمروني ٦رمضان١٤٣١باريس


من حصاد الحياة


قد تأخذك الحياة فلا تمكّنك من النظر وراءك ولا تنتبه بالتالي إلى المسافة الشاشعة التي باتت تفصلك عن علامات وعوالم كثيرة كنت ذات يوم تتردّد عليها وتتعهّد ما بداخلها وتتفقّه في مدلولاتها!… وقد تستوقفك كلمة صادقة في لحظة صفاء اصطادتها خلوة مع النّفس، فتوقفك على واقع اللحظة وتحوّل عينيك بلطف إلى ما فات، فترى آثاره دون أن تراه، وقد خالط طيّبه أو طغا عليه ما هو دون ذلك حتّى ليكاد اليأس يتسرّب إلى النّفوس لولا أنّ المسلم لا يُسكِن نفسَه اليأسَ!… كنت أقرأ مقال الأخ الدكتور خالد الطراولي « إلى اللقاء… في تونس!!! »، عندما دمعت العين دون استئذان مستجيبة لارتعاشة قلبٍ وقع بصرُه على قوله: « الحمد لله أن عوضني عن الوطن زوجة صالحة وذرية طيبة وراحة ضمير! »… ولا أدري بالتحديد لمَ دمعت العين أو لمَ ارتعش القلب!… فلعلّها دمعت شكرا لله على النّعم التي أحصاها خالد!… أو لعلّها دمعت لحقيقة أنّ أمر المسلم كلّه له خير وليس ذلك إلاّ للمؤمن!… أو لعلّها دمعت اشتياقا للنّعم التي عدّدها خالد أو لبعضها المتغيّب!… فإنّ كلّنا لم يفلح فيما أفلح فيه جلّنا!… فكان منّا الذي لم ينجح في تربيّة أبنائه تهاونا أو عدم إصابة للطريقة القويمة!… وكان منّا الذي خسر نفسه فألحق بها أبناءه يتبارون جميعا في الخسران عياذا بالله تعالى!… وكان منّا من غنم الزوج دون الولد أو غنم الولد دون الزوج!… وكان منّا مَن حُرم راحة الضمير بسببٍ مِنَ الأسبابِ وجيهٍ!…   أو لعلّها دمعت وهي ترى ما عليه أهلنا في البلاد ممّن لم يغادروا البلاد، وكيف أنّهم لم ينجحوا هم أيضا في التصدّي لما واجه، الذين خرجوا، من عنت في تربيّة أبنائهم أو في محافظة على سمت زوجاتهم أو في إبقاء على قيمهم ورفعة مستوياتهم… ففي تونس « المستقرّة الآمنة » رجال فرّوا من زوجاتهم إلى مراكز تؤويهم وتحميهم من عنف زوجاتهم، وشابات فررن من العنوسة التي فرضتها أخلاق التغيير وتعاليمه وتوجّهاته فكنّ أمّهات عازبات وكان أولادهنّ أبناء فراش لا آباء لهم ولا هويّة لولا كرم نظام حاكم مكّنهم بقوانينه من هويّة حارب بها ومثقّفوه الهوية، وشباب اختاروا التي هي أسلم فركبوا الجريمة وأركبوها كواهلهم تطوف بهم في عالم الرّذيلة وقد رأوا من استقام على الخلق الحسن فناصر الفضيلة كيف ساقه خُلُقُه إلى دهاليز الحياة الميّتة يعاشر شذوذ قوم مردوا على محاربة المروءة ومحاربة دين قومهم، و »مثقّفون » تثاقفوا مع كلّ ما ينخر الثقافة العربيّة والإسلاميّة فأظهرونا (البلاد التونسية) للعالم باعة لحم نجس رخيص عرضوه على شاشاتهم وعلى خشبات مسارحهم وفي منافساتهم المحلّية والعالميّة وقالوا (أحنا هكّا)، و »سياسيون » برعوا في اختيار التمركز مع الظالم دون اكتراث بمسؤولية، وتونسيون عمّهم الخوف وكبّلهم الوهن فباتوا أقلّ شأن من أنعام أتعبوا الرّعاة لحمايتها من الذّئاب…   لا أدري أبكت العين لهذا السبب أو ذاك أم بكت لجزء من تلكم الأسباب أم بكت لها كلّها مجتمعة… كلّ الذي أدريه أنّ العين إذا بكت فإنّها تبكي لأمر جلل؟!.. فلينظر الأحبة – إن كانوا ممّن يحسن الاقتفاء – في عين حبيبهم!… فلعلّهم لحظوا أو لاحظوا آثار ما أحدث الدموع فيها!…                                                                                                           عبدالحميد العدّاسي الدّنمارك في تاريخ من هذه الحياة    


رصدتها تفقديات الشغل ـ 6 آلاف مخالفة لمؤسسات بسبب التلاعب بالأجور والتغطية الاجتماعية ـ


تتعلق أهم المخالفات التي رفعها متفقدو الشغل خلال زياراتهم للمؤسسات الاقتصادية بالتلاعب بالأجور والتأخير في صرفها والتصريح بها للضمان الاجتماعي إلى جانب الامتناع عن خلاص الساعات الإضافية و إسناد راحة سنوية خالصة الأجر ومنح ملابس الشغل والإخلال بشروط الصحة والسلامة المهنية وعدم مسك سجلات الدفع وغيرها.. وبلغ عدد هذه المخالفات خلال سنة 2009 نحو 5777 مخالفة. ويقول السيد محمد الحمروني مدير مراقبة تشريع الشغل بالتفقدية العامة للشغل والمصالحة إن عدد زيارات التفقد خلال نفس السنة بلغ نحو 29 ألف و700 زيارة أداها المتفقدون للمؤسسات المنضوية تحت مجلة الشغل أي المؤسسات الصناعية والفلاحية والتجارية والخدماتية وغيرها وهي مؤسسات خاصة ومؤسسات عمومية لا يكتسي نشاطها صبغة إدارية.  ويضيف: « كان عدد زيارات التفقد مرشحا ليكون أكبر من ذلك لولا الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت على المؤسسات الأجنبية المصدرة كليا والمنتصبة بتونس.. أي أن المجهود الذي كان مبرمجا للمراقبة تم توجيهه لمساعدة هذه المؤسسات على تجاوز الصعوبات تفاديا للغلق والبطالة الفنية وتسريح العمال ».. وتساعد زيارات التفقد على حد قوله على الرفع من نسبة التغطية الاجتماعية للعمال وحماية حقوقهم وتأمين ظروف عمل مناسبة تستجيب لشروط الصحة والسلامة المهنية.  مرونة لاحظ محمد الحمروني أن متفقد الشغل « لم يعد ذلك الرجل الذي يعكس صورة شرطي القانون بل أصبح يتعامل بمرونة كبيرة مع أصحاب المؤسسات لترغيب المخالفين منهم في تسوية وضعياتها.. ولكن في صورة عدم الاستجابة يسند لهم تنابيه وإنذارات ثم يضبط لهم آجالا لتسوية وضعياتهم، وإذا لم تمتثل يقدم محاضر مخالفات إلى القضاء لتتبعها عدليا ». ذكر أن عدد الإنذارات المسندة  للمؤسسات المخالفة خلال سنة 2009 بلغ أكثر من 3700.. وللمحافظة على مواطن الشغل يعمل جهاز تفقد الشغل على مراقبة إجراءات تسريح العمال لأسباب اقتصادية. وتشير معطيات وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج الخاصة بالأشهر الأولى من السنة الجارية إلى تسريح 3 آلاف و99 عمالا ينتمون إلى 186 مؤسسة من بينهم 573 عمالا يشتغلون بست مؤسسات تابعة للقطاع العمومي. وأحيل 1935 منهم على التقاعد المبكر. ويتسم نظام التسريح الجماعي للعمال على حد تعبيره بالمرونة على مستوى الاجراءات وتعمل تفقدية الشغل على تحقيق معادلة بين الإحاطة بالمؤسسات التي تشكو من صعوبات وبين ضمان حقوق العمال وتسعى للتوصل إلى الحلول الصلحية لتجنب الطرد ومن بين هذه الحلول التخفيض في عدد ساعات العمل والعمل بالتناوب ومنح عطلة بصفة مسبقة وايقاف مؤقت لنشاط المؤسسة جزئيا أو كليا والانهاء الإتفاقي لبعض عقود الشغل. ولكن في صورة فشل المساعي الصلحية يتم عرض ملف الإيقاف عن العمل أو التسريح الجماعي على أنظار لجنة مراقبة الطرد الذي يتولى متفقد الشغل رئاستها وفيها ممثل عن النقابة العمالية وآخرعن منظمة الأعراف وثالث عن وزارة التشغيل بهدف إيجاد حلول بديلة للطرد عند الاقتضاء والمساعدة على إدماج المسرحين. ويتم تحديد منح المغادرة للعمال وتصفية مستحقاتهم القانونية وإبداء الرأي حول إحالة من تتوفر فيهم الشروط القانونية على التقاعد المبكر. كما تدخل تفقد الشغل في متابعة تداعيات الأزمة المالية العالمية على المؤسسات المصدرة كليا قصد تفادي تسريح العمال.. ويبلغ عدد العمال الذين يشتغلون بالمؤسسات الأجنبية 250 ألف وعدد العمال بالمؤسسات التي تضررت من الأزمة 42 ألف و550 تم التخلي عن 5500 منهم أي بنسبة 2 فاصل 5 بالمائة أغلبهم من العمال الذين انتهت عقودهم. وفي نفس الصدد أشارت دراسة جديدة أجراها الاتحاد العام التونسي للشغل حول « تداعيات الأزمة المالية الاقتصادية على تونس بالأرقام » إلى تضرر أكثر من 76 ألف عامل من هذه الأزمة وإلى أن 4213 أجيرا فقدوا عملهم بسببها و10927 أحيلوا على البطالة الفنية لمدة تتراوح بين عشرة أيام وشهرين. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 أوت 2010)


من الذاكرة الوطنية راضية الحداد: عندما اتهموني بالشيوعية


في هذا الجزء الثاني من مذكرات راضية الحداد، نتعرف على ظروف نشأة الاتحاد القومي النسائي التونسي والمكائد التي كانت تحاك في الخفاء بين الأجنحة النسائية المتنافسة على المواقع الأمامية. في شتاء 1956 تساقطت الثلوج واجتاحت البلاد موجة من البرد الشديد وساءت أحوال ضغاف الحال، فبادرت راضية الحداد بمعية ليليا درغوث وخديجة الطبال ببعث ملجأ للبنات أطلقن عليه اسم «بنات بورقيبة» باقتراح من نائلة بن عمار. وثقلت المسؤولية بعدما أصبح هناك ملجأ آخر، الأول في جهة لاكانيا والثاني في حمام الأنف. وتضيف راضية الحداد «طلبت الاعانة من الاتحاد ومن وزارة الشباب والرياضة إذ لم يكن في وسعي تحمل مسؤولية ملجأين بمفردي، إلى جانب مسؤولياتي العائلية وصلب الاتحاد، إلا أني لم أتلق جوابا عن طلبي، فأخذت مسؤولية تكوين هيئة ضمت زوجات ثلة من الوطنيين كبنات الجعايبي والمالقي وزوجة الأصرم، وكانت مهمتهن إعانة فتيات الملجأ والاشراف عليهن فلم يعجب ذلك سعيدة ساسي التي كانت تتدخل في شؤون الملجأ وتسعى إلى عرقلة كل ما أبادر به وكانت تريد التحكم في كل شيء. في الأثناء كانت تجري التحضيرات لانتخابات 1957 البلدية فانفردت سعيدة ساسي ونائلة بن عمار وأسماء الرباعي بعقد ندوة صحفية دون تشريك بقية عضوات هيئة الاتحاد وعندما سألتني سميرة بن غازي ان كنت أنوي الترشح وكان بامكاني الترشح عن طريق الحزب أجبتها بأني لا أنوي الترشح أصلا واني لا أريد المزايا. القائمة الصفراء إثر ذلك الحديث أبلغني رئيس شعبة مقرين حيث كنت أقطن آنذاك أنه تم اقتراحي في قائمة الحزب بمقرين، لكن لما نشرت القائمات في الصحف، غاب اسمي فحزّ ذلك في نفسي، وبادرت بتكوين قائمة مستقلة مع أستاذين وعاملين وتاجر من الحي  ترأستها واخترت لها اللون الأصفر، وبدأنا الدعاية لقائمتنا فكانت ناجحة جدا ولقيت صدى كبيرا حتى أن ذلك تسبب في بعض الاحتجاجات والتهديدات من أصحاب القائمات الأخرى. استنطاق إثر ذلك اتصلت سعيدة ساسي بالرئيس بورقيبة الذي كان آنذاك في روما، للقدح في ولائي للحزب  واتهامي بالشيوعية لأني كنت متعلقة بالعدالة الاجتماعية كما اتهمت بشتم الرئيس، وتواصلت الضغوطات إلى أن فوجئت يوما وأنا راجعة إلى بيتي، بسيارة الشرطة في انتظاري، وطلب مني رئيس المركز أن أرافقه ولم يخطر ببالي أنه كان ينوي إيقافي، وكانت الشرطة دخلت، قبل مجيئي، البيت وأزعجت أطفالي وحماتي. استنطقني العياري ممثل ادارة الأمن بالداخلية، مدعيا أني شتمت بورقيبة، وقضيت ليلتي في مركز البوليس على طاولة من اللوح ألقيت عليها برأسي. أثار ايقافي ضجة وتمت عديد التدخلات من أجل اطلاق سراحي والتقى المكي من المنستير شخصيا بالرئيس وكذلك مصطفى الفيلالي من أجل الافراج عني. غادرت المركز في الثانية والنصف ظهرا، وسمعت في الاذاعة أن الاتحاد النسائي رفت راضية الحداد، فلم أبال بذلك. ونشر الحزب الدستوري بلاغا مفاده أن كل دستوري يكون قائمة ضد قائمة الحزب ترفع عنه صفته الحزبية، عندئذ قررت سحب القائمة بعد أن حققت مرادي، أي برهنت على قدراتي دون إعانة أي كان وبعثت ببرقية الى الرئيس، وكان في جربة، لإعلامه بسحبي القائمة، إلا أن البرقية لم تصله، وعلمت بذلك فيما بعد، ثم لازمت البيت ولكن خاطري لم يهدأ وخطر لي أن أقدم شكوى احتجاجا على ايقافي، قال لي زوجي: أترفعين شكوى ضد بورقيبة؟ ولم أكن أعرف آنذاك أن بورقيبة هو الذي فعل كل ذلك بعد أن ألبوه عليّ. وبمناسبة عيد الجمهورية اتصلت بي وسيلة بن عمار هاتفيا مستغربة تغيبي عن موكب تهنئة الرئيس، فقلت لها: أخشى أن يغلق الباب في وجهي، فطمأنتني، ولما ذهبت استقبلني بورقيبة منوها بي قائلا: إن الشيء من مأتاه لا يستغرب، اذ كان جدودك من المعارضين للبايات، ثم طلب مني الرجوع الى الاتحاد قائلا: إن مثلك لا يبقى خارجه، ورغم أني لم أكن أرغب في ذلك، رجعت رغم عدم تحمس البعض لذلك. الصراع على الرئاسة اقترب موعد المؤتمر الأول فسألت سعيدة ساسي وأسماء الرباعي اذا ما كانتا تنويان التعاون، فأنا مستعدة للترشح وإلا فلا داعي لذلك فلم تبديا أي اعتراض. ترأست المؤتمر حليمة عطية، كان ذلك ببورصة الشغل وكان التنظيم محكما، وحضر المؤتمر 24 فرعا، وجرت الانتخابات بصورة ديمقراطية وقررت رئيس المؤتمر عرض نتائجه أمام الرئيس قبل أن نتعرف عليها، ذهبنا الى الرئيس بعد دعوته إيانا، وجدناه منشغلا اذ تأخرنا في المؤتمر وهو يحترم الوقت، قرأت حليمة نتائج الانتخابات حيث تحصلت فتحية مزالي على أغلبية الأصوات، وكنت في المرتبة الثانية بفارق صوت وأتت في المرتبة الثالثة سعيدة ساسي ومعها أسماء الرباعي ونائلة بن عمار، أما بقية الهيئة فقد تكونت من شريفة الفياشي وبختة الدهان وعائشة بلاغة ومنجية بن عز الدين ودرة بن عبد القادر وآمنة مملوك وجليلة بن مصطفى وصفية فرحات ونعيمة بلخوجة بن حمودة، عندئد تغير الرئيس وازداد انشغالا، ربما كان يظن أن سعيدة ستتحصل على أغلبية الأصوات. دخلنا بعد ذلك القاعة المجاورة وكانت وسيلة بن عمار معنا لنوزع المسؤوليات، اقترحت حليمة عطية أن تكون فتحية مزالي الرئيسة وأن أتولى أنا الكتابة العامة، وأن تتولى أمانة المال واحدة من اللاتي في المرتبة الثالثة حسب أولوية الأصوات، فاعترضت عائشة بلاغة وسعيدة ساسي بشدة لأنهما لن تتمكنا من التعامل مع فتحية مزالي ولا هي تنسجم معهما، فاستاءت فتحية وغادرت القاعة ولمتها بعد ذلك على تسرعها لأننا كنا صديقتين، وبقينا أسبوعين دون تحديد المسؤوليات داخل الهيئة. محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 أوت 2010)


لا للرئاسة مدى الحياة الحديث لفتحي العابد والرسالة للجميع.


اضحك الله سنك أخي فتحي, ﴿ رمضان كريم ﴾  لكل المسلمين,اذكر أنّي قرأت قصّة الجزار,منذ زمان ولا ادري أين صادفتني وقد ذكرتني بها فألهمتني لاكتب ,لكن ما شدّني للقصة تصرف القاضي وصبره على الذباب, ضحكت ولم اكن ارغب في ذلك, ومن أمثال السابقين عندنا قول(الهمّ إذا اكثر يضحّك ) ».

حيث لا يوجد لمثل هذا التصرّف الغريب ,المشفوع بالصبر مكان على ظهر البسيطة,ولا لأمثاله اليوم شبيه أي (القاضي) في عالم العولمة وازماتها واشكالياتها , إلاّ أن يكون قاض,أو قاضي إفتراضي يبرمج, او رئيس (كالذي على بالي) متمرّس في هذا المجال ,منذ كان مديرا للأمن,أو معاون لدواليب العمّ سام ببولندا, وقد قيل أنّه يسمع صوت الذبابة, ودبيب النملة, ثمّ يتجاهل نداء ات غالبية الشعب بالوفاء بالقسم الذي قطعه على نفسه قال فيه ,لا ظلم بعد اليوم, ولا رئاسة مدى الحياة , ولكنّ سحر الكرسي  له جاذبية مغناطيسية,فلا يسمع إلاّ أصوات المسبّحين بحمده, واللاّهجين بذكره,وأظنّ أنّ الشّقّ الأوّل ممّا قيل تهويل في تهويل,وإلاّ لسمع المناشدات بعدم التجديد للولاية الحالية,أو توفير المال الذي صُرف على الدعاية للأحزاب بالكريدي (القروض)على حساب الأجيال القادمة, وأمّا الشّقّ الآخر فليس ببعيد, وكنت قبل قراءة مقالك القصصي يا أخي,رأيت بأمّ عيني الخطيب المتحمس والمحمّس,وسمعت بأذني ذلك المهوس الوصولي  في شريط  على موقع كلمة, « الممنوع بالضفّة الجنوبية » وهو منشور الآن لمن يرغب اكتشافه, إذ يلقى خطبة حماسية بين مريديه أو كما يظنّ, وكأنّ الإنتخابات الرئاسية ستجرى غدا , ويشيد بالعهد السعيد الذي أنساهم صلاة الإستسقاء, وقد طالب بها « جسكار ديستان « المسيحي ,رئيس فرنسا سنة 1977  ولم يتكبّر على الله ,طلبا الإستسقاء ولطف الله لبلده, وأمطرت السماء وكنت إذّاك بمدينة ليون الفرنسية .

 وقد أصيبت الصّابة في تونس بالقحط, واجدبت مساحات شاسعة زرعت قمحا وشعيرا , ولم نسمع من يطالب بالإستسقاء في أشهر الرّجاء لدى الفلاحين شهري ( مارس – أفريل), لأنّ ذلك يُعدّ جريمة في بلادنا لدى البعض, واستكبارا لدى البعض الآخر, وتُعدّ جهلا وتخلّفا لدى العالمانيين الذين فتنوا شعبنا عن دينه , ولولا عُصبة من ابنائها نبذهم النظام,لأمست تونس الزيتونة أمس آبد  .

– قال الله عزّ وجلّ فى أواسط العهد المدنى فى سورة الصف /عن المنافقين والدهرية ,واليهود الحاقدين,ويومها لم يكن المسلمون قوة مرهوبة الجانب,يتهدّدها الخطر من كلّ جانب. { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون(9) } – وقال الله عزّ وجلّ فى أواخر العهد المدنى فى سورة التوبة,وذلك بعد الفتح وقد قويت شوكة الدّين .

{ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (33) } تحكم العلمانية أو العالمانية الماسونية تونس منذ 1956,ويفتخر أتباعها دون حياء من شعب مسلم, قام ابناؤه للجهاد باسم الدين,وأُفتيَ له بعدم التجنيس والخدمة العسكرية, ولكنّ التجنيس صارمسموح به منذ ما يسمّى بالإستقلال واللحاق بالمستعمرالقديم, وأمّا الڤومية فقد صاروا هم المجاهدون اليوم وكانوا بالأمس يخدمون المستعمر إلاّ من استيقض من غفوته قبل التفاوض,وتصرف لهم الجرايات المالية,والترخيص لسيارات الأجرة  » لوّاج « وغير ذلك من الامتيازات, وقد استحييت لمقال تهريج قاله أحد قادة أحزاب الموالاة , يطالب فيه فرنسا بالإعتذار والتعويض, ولكنّ ذلك كان فقط للتّعمية على اصدار » كتاب حاكمة قرطاج  » وقد تقدّمت المعنية بالأمر بشكوى أمام المحكمة بباريس »فرنسا »,و قُضي فيها بعدم سماع الدعوى, وعندها سكت ذلك السيد الذي قام بالتهريج تقربا للسلطان, رغم مساندة بعض الأحزاب العروبية,ولكن لا أرى الوقت مناسبا البتّة  في الخوض في هذا الموضوع ,والاّ فستخرج فضائح الذين عملوا مع المستعمر, كالحركة بالجزائر والصّحوة بالعراق , وغيرهم في كلّ مكان وزمان ,والإدارة الفرنسية  أكثر ما يعجبني فيها الدّقة والتثبيت على الورق,والمعرف أنّ المستعمر لايقدر على دخول الحمى إن لم يجد تواطؤا من افراد الشعب ,ولدينا العديد من الأمثال ,منذ طسم وجديس وغزو اليمامة من طرف أقيال اليمن وكذلك أبو رغال لما دلّ أبرهة على البيت الحرام ,وليس غزو العراق منّا ببعيد, فأوّل الأمر طغيان و تاليه خذلان وخاتمته طوفان,نسأل الله أن يكفنا شرّهم,,فخاتمة القول يكفي إهانه للشعب التونسي ,واتقوا غضب الحليم.

كتبه /أبوجعفرالعويني ,يوم الثلاثاء17/08/2010

 


كفى ويكفي كفاية


﴿ شعر ﴾ أبوجعفرالعويني17/08/2010 كفى ويكفي كفاية *** كيف تكون النهاية أنت ياليلََ تونس*** أتدري ما قال يونس ببطن الحوت وهو مليم*** و يلقِه بعناية بشاطئ وهو سقيم***والنون بالبحريسبح إذ بعد خوفَ عذاب*** للفلك يآبق غاية من يذكرالله يربح***ببطن حوت يسبّح منذ التقامه تاب***عن شكّه في الهداية سبّح النّاس عامه***وانكروا الأمر اقبح فذاك حوت مسيّر*** لقوم  يونس آيـة لكنّ شعبا بأسره ***غدى سجينا بقُطره ويُسلخ  من كيانَه *** لعمري تلك نكاية فتنت تونس جهلا***بأخدود ماسون مهلا حكمتها ربع  قرن *** و سقتها للغوايـة أردت تجفيف ديني*** لتمحوه ذاك يقيني قد أعي ابليس فعلك*مُنذ عصى في البداية فيحلف ذرنيَ ساعة ***لأغوينّ الجماعة بعزّة الله اجلب *بخيلي* و لي بذاك دراية بخيلي ورَجِلي عليهم ,اُشركهُمُ في الغواية في مالهم و بنيهم *** والكفرُ بئس نهاية بعت كلّ أثاث ***وديننا والتراث وذاك دون اكتراث بما تكون النهاية ألا كفاية كفاية  كفاية ؟


بين الفقيه والمثقف


رفيق عبد السلام كان الشيخ محمد عبده الضائق ذرعا بالأزهر وأهله، والساخط على أجوائه العلمية قد ذكر في فورة غضب جامح قبل ما يزيد عن قرن مضى، ردا على زميله الشيخ البحيري عضو مجلس إدارة الأزهر في ذلك الوقت، والذي نافح عن سلامة مناهج الأزهر وعدم الحاجة إلى التغيير، بدليل أنه خرج عالما بارعا في العلم مثله (يقصد عبده)، قائلا: «إذا كان لي حظ من العلم الصحيح الذي تذكر، فإني لم أحصله إلا بعد أن مكثت عشر سنين أكنس من دماغي ما علق فيه من وساخة الأزهر، وهو إلى الآن لم يبلغ ما أريد له من نظافة» (الأعمال الكاملة ج 3 ص 194).

ربما يبدو هذا الحكم الذي أصدره عبده بحق الأزهر وزملائه الأزهريين شديد القسوة، إلا أنه مع ذلك كان يعكس على نحو أو آخر تبرم نخبة من علماء هذه المؤسسة العريقة، مما اعتبروه جمود المؤسسات الدينية والهيئات العامة وعدم قدرتها على مجاراة وتيرة الحياة ومتطلبات العصر.

كان هم هذه النخبة العلمائية التي صدمها هول التحولات من حولها، ووعت شدة وطأتها على بنى الاجتماع والفكر، منصبا على إنجاز مشروع إصلاحي واسع النطاق في إطار الحفاظ على الهوية العامة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ميراث الإسلام المديد، وهذا ما يفسر كيف حمل بعض هؤلاء العلماء النابهين أنفسهم حملا على اكتساب اللغات الأجنبية وفتح دروب الاكتشاف عبر الرحلة، والانخراط في عملية الترجمة سواء بأنفسهم أو بتوسط تلاميذهم ومريديهم الذين استحثوهم على أداء هذه المهمة. ولا شك أن هذا الجيل كان متميزا بسعة اطلاعه ومتانة لغته، وقد اتسم فكره بمنحى توليفي بين التقاليد العلمائية العريقة التي تشبعوا بها وبين الثقافة الحديثة والوافدة. وفعلا لا يمكن فهم شخصيات طريفة وعملاقة مثل رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده ورشيد رضا وعبد الرحمن الكواكبي وشكيب أرسلان ومحب الدين الخطيب وعلال الفاسي والطاهر بن عاشور وغيرهم من أبناء الجيل الأول والثاني من الإصلاحيين الإسلاميين من دون فهم هذا المزيج المركب الذي طبع خطابهم.

مع امتداد موجة التحديث واختناق المؤسسات التعليمية التقليدية، تراجع إلى حد كبير دور العالم أو الفقيه لصالح المثقف أو ما يمكن تسميته بالإنتلجنسيا الإسلامية، بيد أننا نشهد اليوم وفي أجواء صعود الإحيائية الإسلامية، عودة الفقيه أو العالم مجددا إلى الساحة الثقافية العامة، واستعادة بعض مجالات الحضور والشرعية التي افتقدها، وهي عودة تنبعث في الغالب الأعم من طرف القوى التحتية والعميقة للمجتمع، بعيدا عن الدولة وفئة علمائها وبيروقراطييها الخاصين.

يبدو اليوم وكأن الصورة قد انقلبت رأسا على عقب، فبينما كان الفقيه الواقع تحت ضغط الحداثة يجهد نفسه على تحسس روح العصر وفهم لغة العالم الحديث، تبدو الأجيال الجديدة من علماء الدين شديدة الامتلاء بنفسها، وأكثر انجذابا إلى الماضي منها إلى الحاضر أو المستقبل.

ولكن هل يعني هذا أننا هنا إزاء عودة العالم أو الفقيه فعلا إلى تصدر الحلبة الثقافية العربية الإسلامية، واختفاء ما يمكن تسميته بالمثقف أو الإنتلجنسيا الإسلامية؟ وهل هذه العودة تعبر عن اتجاه مستقبلي أم أنها مجرد حنين إلى وضع مدبر وغابر وليس أكثر؟

الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن مسار التحديث بخيره وشره قد فرض واقعا جديدا في الجغرافيا الثقافية الإسلامية، ومن ذلك تفكك التعليم الديني وما يرتبط به من نسيج مجتمعي واقتصادي، لصالح نظام التعليم الحديث الذي تشرف على حظوظه النواة المركزية للدولة، وفي هذا السياق تراجع دور العالم إلى حد كبير لصالح المثقف أو الإنتلجنسيا، خريج المدارس والهيئات التعليمية الحديثة التي أضحت المنتج الأكبر لنظام الرموز والمعاني الإسلامية. صحيح أن الفقيه لم يختف تماما من المشهد الثقافي والإعلامي في العالم العربي والإسلامي، خاصة مع تزايد الطلب على نظام الرموز والقيم الإسلامية، ولكنه بكل تأكي لم يعد «صوت الإسلام» أو على الأقل الصوت الوحيد للإسلام.

الحقيقة أن عالم الدين أو الفقيه ومهما كان حجم الطلب على خطابه لم يعد في الوضع الذي يسمح له بتسيد المشهد الثقافي العام، أو احتكار القول حول الإسلام، فمع تغير نظام المعرفة الحديث باتجاه مبدأي المردودية والنجاعة، أضحت العلوم التجريبية من هندسة وكيمياء وفيزياء وطب وهندسة، ثم بدرجة أقل ما يعرف بالعلوم الإنسانية من علوم اجتماع ونفس واقتصاد وغيرها من علوم «النجاعة» هي التي تحظى بمطلق الأولوية في مجالي التعليم ومشاغل الدول. ولا غرو هنا أن تضطر مؤسسة تعليمية عريقة مثل الأزهر إلى مجاراة الموجة وركوب المركبة، عبر بعث جامعات متخصصة في العلوم الحديثة داخل المجال التعليمي الأزهري.قلة قليلة هم الذين يتجهون اليوم إلى تحصيل التعليم الديني الذي تحول في الكثير من الحالات إلى مجرد أقسام تخصصية في كليات العلوم الإنسانية (يسميها الأتراك بالإلهيات)، كما أن عالم الدين قد فقد النسيج الاجتماعي والاقتصادي الحاضن له من مؤسسات وقفية وأهلية عامة التي باتت تسيطر عليها الدولة بصورة شبه كاملة.

الثابت هنا أن عالم الدين لم يعد بمقدوره تصدر الحقل الثقافي بله احتكاره والنطق باسمه، هذا إذا استثنينا الفضاء الشيعي الذي ما زال يحتفظ بقدر من الحضور نتيجة الموقع الخاص الذي تشغله المراجع الدينية في الاعتقاد الشيعي، كما أنه إذا استثنينا بعض الحالات الخاصة من النبوغ والتميز، فإن السمة الغالبة على طلاب ودارسي العلوم الدينية هو ضعف التكوين ووهن المنهج. فالذين يتجهون لدراسة العلوم الشرعية هم في الغالب الأعم ممن لم يكن لهم حظ وفير في مدارج الجامعات الحديثة. وبحكم حالة التهميش التي تعرضت لها المؤسسات التعليمية التقليدية فقد انقطعت صلة خريجيها بالعالم من حولهم وقلت خبرتهم بالحياة وتقلباتها، وهكذا تراوح وضعهم بين الاندراج ضمن وضع قائم والتحول إلى ما يشبه ترس صغير في آلة ضخمة لا سلطان لهم عليها، وبين الاكتفاء بالتفرج على المحيط والتسخط عليه.ومع كل ما ذكرناه سابقا فإن المشهد الثقافي في الرقعة العربية الإسلامية يبدو أقرب إلى الوصف بالفوضى المعرفية والمؤسسية منها إلى أي شيء آخر، فلا المثقف الحديث أو الإنتلجنسيا امتلكت السلطة والشرعية الكافية التي تؤهلها لتوجيه المشهد الثقافي العام، ولا عالم الدين أو الفقيه استعاد السلطة السابقة التي كان يتمتع بها دون منازع، في مثل هذه الأجواء الفوضوية تمكنت قوى كثيرة من دخول الحلبة. المجموعات العنيفة حاولت تنصيب نفسها ناطقا رسميا باسم الإسلام والمسلمين، في موجة الاجتياحات العسكرية الغربية وصعود لغة المواجهة وصراع الحضارات. ما يسمى بالدعاة الجدد حاولوا الاستجابة للطلب الديني على طريقتهم الخاصة، عبر الاعتماد على ما يمكن تسميته بالصناعة الدينية التي تقوم على المشهد الاستعراضي الشخصي وحسن استخدام الصورة في قالب ديني جذاب، بحيث لم يعد مطلوبا هنا التمرس بمختلف فنون المعرفة الإسلامية والاعتكاف لسنوات طوال في تقليب المدونات والمتون الفقهية والتبحر في علوم اللغة لبلوغ صفة العالم، بل يكفي التزود بشيء من المعرفة الدينية العامة وامتلاك المظهر الجاذب ثم حسن استخدام الصورة حتى يتم بلوغ مرحلة الداعية النجومي.ومع ما ذكرناه آنفا عن تراجع دور العالم أو الفقيه فإن وضع المثقف ليس بأحسن حالا منه، وذلك في ظل غياب النسيج المؤسسي والاجتماعي الذي يحميه ويضمن الحد الأدنى من استقلاليته، ولذلك كثيرا ما يجد هذا المثقف نفسه عاريا أمام مغريات الدولة فتتحرك فيه دوافع المصلحة الخاصة والانتهاز على أي اعتبار آخر.

لكن ما هو مؤكد هنا هو أن الفقيه لم يعد بمقدوره – استنادا إلى الآلة الفقهية الموروثة القائمة على نظام الأقيسة والبحث عن الأشباه والنظائر – أن يقدم الإجابات الكافية والشافية على كل ما يحدث في عصرنا. فالمعرفة عند الفقيه لا تزيد عن كونها مجرد «أحكام وأقضية» واستعادة ما قاله الأقدمون والنبش في مدوناتهم. فقه الأقليات لا يزيد عن البحث في أقوال ابن القيم الجوزية أو ابن رشد الحفيد أو الشيخ الونشريسي وغيرهم، وفقه السياسة والدولة لا يزيد عن النبش في نصوص الماوردي وابن تيمية وما يعرف بفقهاء السياسة الشرعية، بينما نحن نشهد انقلابا في أحوال العصر وبنية الاجتماع السياسي ما عادت تسعف فيه نصوص القدامى وحلولهم.

المعرفة ليست فتوى ولا هي مجرد أحكام شرعية في التحليل والتحريم والندب أو الكراهة على أهمية ذلك في مجال الاعتقاد الإسلامي، بل هي بحث دؤوب وقدح لزناد الفكر مصحوبين بحيرة وقلق، وهي معرفة تبتغي الأسئلة أكثر مما تطمئن إلى الأجوبة الجاهزة. كما أن المعرفة باتت اليوم بالغة التركيب والتفرع وما عاد بمقدور أي شخص مهما أوتي من اتساع الدراية الجمع بين أطرافها المتناثرة، فقد انتفت صورة العالم الموسوعي الذي يمتلك القول الفصل في كل شيء، لتحل محلها المعرفة التخصصية في حقول متشعبة بالغة التبعثر، ولعل أكثر المعضلات التي تطبع عصرنا الراهن غلبة التخصص الفرعي وغياب الرؤية الجامعة نتيجة ما يسميه علماء الاجتماع بتشظي الحقول الاجتماعية والقيمية. وعلى هذا الأساس فإن امتلاك ناصية البلاغة اللغوية وحفظ النوادر الشعرية والطرائف المستطرفة على أهميتها أو قدرتها على شد مسامع الجمهور واستحسان العامة، إلا أنها لا تقوى على سد الفراغ الفكري في الساحة الإسلامية ضحالة التعليم الديني ووهن التعليم الحديث.

نعم للفقيه وظيفته التي لا يمكن التقليل من شأنها، بيد أن المثقف الحديث هو الآخر حالة راسخة لا يمكن تجاوزها أو التهوين من قدرها، هذه حقيقة في حاجة إلى أن يستوعبها الفقيه والمثقف على السواء، ولعلها الخطوة الأولى واللازمة باتجاه استعادة قدر من التوازن المفقود في الساحة الفكرية الإسلامية.

* باحث في الفكر السياسي والعلاقات الدولية (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 أوت 2010) http://www.aawsat.com//leader.asp?section=3&article=582825&issueno=11585


صعود المال: التاريخ المالي للعالم  


مناقشة: الدكتور مازن النجار

ولد نيال فِرغسون، مؤلف الكتاب، عام 1964 في غلاسكو باسكتلندا، وهو مؤرخ بريطاني متخصص في التاريخ المالي والاقتصادي، وتاريخ الإمبريالية. يعمل فِرغسون حاليا أستاذا للتاريخ في جامعة هارفرد، وأستاذا لإدارة الأعمال في كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفرد أيضا. وهو كذلك زميل أبحاث أول في جامعة أكسفورد البريطانية، وزميل أول في معهد هوفر – مركز دراسات لليمين المحافظ تابع لجامعة ستانفورد بكاليفورنيا- وهو مؤلف لعدد كبير من الدراسات. إلا أن عملين من أعماله البحثية على وجه الخصوص أتاحا للمؤلف فِرغسُن حضورا جماهيريا عريضا. أحدهما: « الإمبراطورية: صعود وأفول الامبراطورية البريطانية، والدروس المستفادة من أجل النظام العالمي »(1). والكتاب الآخر: « الصنم: قيام وأفول الإمبراطورية الأميركية »(2).

هذان الكتابان على نحو خاص جعلا فِرغسُن مقربا لدى مفكري وجمهور المحافظين الجدد؛ لأنه يبرهن فيهما على أن الامبريالية الأميركية هي الوارث الحتمي والطبيعي للامبريالية البريطانية.

أمريكا بين إمبراطوريتين

تطور دارويني

تأريخ فكري

الرأسمالية والظاهرة الامبريالية

ابتكارات الرأسمالية

أساس النظام البنكي

الشركة الأولى

التأمين وإدارة المخاطر

جذور الفقاعة العقارية

عصمة الرأسمالية

الاقتصاد السلوكي

أمريكا والإمبراطوريتان البريطانية والعثمانية  » يقارن فِرغسُن الولايات المتحدة بالإمبراطورية العثمانية المتأخرة، التي كانت قوة عظمى، وتهاوتْ -برأيه- تحت وطأة سوء الإدارة الاقتصادية، وقد عبر عن هذا الموقف في مقال نشره في صحيفة فايننشيال تايمز، بعنوان: « إنذار عثماني لأميركا المدينة ».  » بيد أن أكثر الانتقادات التي وجهت إلى فِرغسون كانت تدور حول كونه مدافعا عن الاستعمار والامبريالية في كتاباته، كما أنه يدافع عن الإمبراطورية الأميركية مقللا أو متجاهلا تلك الجرائم الواسعة النطاق التي ترتكبها الإمبراطوريات. كما وجهت له انتقادات قوية لإغفاله دور أيرلندا في أطروحته عن الإمبراطورية على الرغم من التأثير الهائل للمقاومة الأيرلندية على حظوظ الإمبراطورية البريطانية. كما وُجهت له اتهامات بإظهار مشاعر معادية للأيرلنديين، حيث إن فِرغسون نشأ في وسط بروتستانتي مؤيد للإمبراطورية البريطانية في غلاسكو.

كان فرغسون ينطلق من رؤية جوهرها أن الولايات المتحدة هي الوارث التاريخي لنموذج بريطاني محدد، ومن موقف متميز من التمويل الرأسمالي، القائم على أسواق حرة، والمستند إلى حكومة تمثيلية، وتوجهات أيديولوجية علمانية. لكن موقفه من الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة شهد تحولا، منطلقا من رؤية « متبصرة » حول عدم قدرة أميركا ماليا على استدامة وتمويل أجندة إمبريالية واسعة أو جدول أعمال إمبريالي. بل أصبح فِرغسُن مؤخراً يقارن الولايات المتحدة بالإمبراطورية العثمانية المتأخرة، التي كانت قوة عظمى، وتهاوتْ -برأيه- تحت وطأة سوء الإدارة الاقتصادية، وقد عبر عن هذا الموقف في مقال نشره في صحيفة فايننشيال تايمز، بعنوان: « إنذار عثماني لأميركا المدينة » (1 يناير/كانون الثاني 2008).

يمكن اعتبار كتاب « صعود المال » جهدا من المؤلف باتجاه إعادة الثقة لدى جمهوره بإمكانات الرأسمالية وتوكيد قدراتها كمنظومة قادرة على التجدد والاستمرار، بيد أنه في نفس الوقت يعيد إلى الاعتبار أن الرأسمالية من حيث كونها مجموعة من النُّظُم والأفكار، لا تقتصر على دولة واحدة، أو مجموعة من الدول، بل إنها منذ أمد بعيد قد تجاوزت سيطرة الحكومات القومية ورقابتها. بالتالي، برغم أن أميركا هي الاقتصاد الأكبر في العالم، إلا أن حكومتها لا تستطيع إلا فعل القليل من أجل الحد من انتقال الثروات من حوض شمال المحيط الأطلنطي بضفتيه إلى حوض غرب المحيط الهادي وشرق آسيا.(3)

رغم جودة كتابة هذا العمل، وقدرته على اجتذاب اهتمام القارئ وإمتاعه ذهنيا، إلا أنه يفترض لدى القارئ وجود أساس كاف أو حد أدنى من المعرفة بالمفاهيم الاقتصادية والنظم المالية، مما يجعله صعب المتابعة والهضم لدى القارئ غير المتخصص. من هنا يبدو هذا العمل موجها إلى نخبة من القراء، بما فيهم سياسيون وأكاديميون وناشطون وإعلاميون وغيرهم من قادة الرأي، من الذين يود فرغسن توجيههم والتأثير في قناعاتهم وتوجهاتهم أو وجهات نظرهم. لذلك يلاحظ أن هناك حذف أو تجاهل متعمد للعديد من المسائل أو القضايا التي تعتبر بحسب هذا المعيار، غير ذات أهمية له ولجمهوره أو نخبته المرجعية.

تطور دارويني  » يبين كتاب فرغسون كيف تكونت ثروة الغرب الحديث من خلال النظام المالي الحديث وبسببه أيضا، وقوة الرأسمالية الرئيسة، وفقا للمؤلف، إنما هي في قدرتها على خلق الثروة، وذلك يرتقي بمستوى المعيشة ويدعم التقدم  » يؤرخ الكتاب لأصل المال وتطوره، والبنوك، وأسواق الأوراق المالية، والنمو الهائل في الأدوات والمؤسسات المالية التي غالبا ما تربك حتى أولئك الذين يعيشون في عالمها. يغطي الكتاب قصة المال على مدار أربعة آلاف سنة. المال هو التعبير الملموس عن العلاقة بين المقرضين والمقترضين – بل هو تجسيد للديون القابلة للتداول- وهو ما أدى إلى إنشاء البنوك والمؤسسات المصرفية، وهذه بدورها أعطت دفعة كبيرة لتطوير نظام الائتمان.

من العصور الوسطى وحتى الوقت الحالي، تسير نظرية التطور الداروينية في المال والأسواق، كما يصفها فِرغسون عن اقتناع، بخطى سريعة. فابتداء من القرن الثالث عشر، ظهرت السندات أولا، حيث تم توريق العائد على فوائد الديون. وفي القرن السابع عشر، ابتكر الهولنديون أسهم الشركات ذات المسؤولية المحدودة.

وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، أدى فهم الاحتمالات الرياضية إلى توفير الحماية ضد المخاطر عن طريق صناديق التأمين والمعاشات. بينما شهد القرن التاسع عشر ظهور المشتقات المالية الأولى في صورة الخيارات والعقود الآجلة. وفي القرن العشرين، كان الأفراد يوجهون استثماراتهم إلى العقارات.

يشير فِرغسون إلى أن النظم الاقتصادية التي تحدث فيها هذه الأشياء، أي النظم الديمقراطية المؤمنة بالملكية الخاصة مع وجود البنوك والسندات وأسواق الأسهم، والتغطية التأمينية، كانت عادة ما تقدم أداء أفضل مقارنة بغيرها من النظم الاقتصادية. وحرّي بنا هنا أن نضيف عبارة: « على الأقل حتى عهد قريب ».

لكن في العقدين الماضيين، ظهرت أنواع جديدة وهائلة من الخدمات المالية والأصول وشهية لا حدود لها -فيما يبدو- للأوراق المالية المدعومة بالأصول، وليس أقلها الرهون العقارية. ولعل جذور هذا ترجع إلى عقد السبعينات من القرن العشرين حيث شهدت هذه الفترة انهيار اتفاقية « بريتون وودز » التي وقعتها 44 دولة في 1944 بمدينة بريتون وودز بولاية نيوهَمبشاير الأميركية لتأسيس نظام مالي عالمي ونظام مدفوعات لما بعد الحرب العالمية الثانية. تلا ذلك مرحلة تكاثرت فيها المعاملات المالية العالمية، والتي ساعد عليها رفع القيود عن حركة رأس المال في التسعينات وما بعدها. فكانت النتيجة فقاعة مالية كبيرة شهدنا انفجارها مؤخرا.

يبين كتاب فرغسون كيف تكونت ثروة الغرب الحديث من خلال النظام المالي الحديث وبسببه أيضا، وذلك عن طريق اقتفاء ستة مكونات جوهرية للنظام المالي الحديث عبر التاريخ. وبتقديم كيفية ظهور هذه المكونات، وماهية المميزات التي أضفتها على الاقتصادات التي اعتمدتها، يظهر فِرغسُون « فوائد » الرأسمالية في وقت يحاج فيه ضدها كثيرون. إن قوة الرأسمالية الرئيسة، وفقا للمؤلف، في قدرتها على خلق الثروة، وذلك يرتقي بمستوى المعيشة ويدعم التقدم.

تأريخ فكري

من ناحية أخرى، يتيح هذا العرض للكتاب، باعتباره سردا تاريخيا فكريا للنظام المالي الحديث، فرصة لمناقشة المناخ الفكري والقيم والمبادئ التي يستند إليها المؤلف والنخبة التي ينتمي إليها من علماء الاجتماع والاقتصاد الغربيين الذين ينطلقون في قناعاتهم ورؤيتهم الكونية من الرأسمالية والليبرالية الأنكلوسكسونية، باعتبارهما نهاية المطاف إن لم يكونا نهاية تاريخ البشرية وغاية سعيها نحو التنمية الاقتصادية والرخاء والارتقاء الاجتماعي.

هذه النزوع نحو « تحتيم » النهايات متأصل في السلالة الفكرية الأنكلوسكسونية، وربما تجد أصولها في بعض روافد النبوءات البروتستانتية التي تتحدث عن لحظة « قطيعة » أو « فتق » نبوءاتي Rupture في مسار التاريخ كمقدمة لتحقق نبوءات العهد القديم أو سفر الرؤيا Apocalypse، القائلة بحلول نهاية العالم ذات المقدمات الكارثية والمعارك الفاصلة (هَرْمَجِدّون)Armageddon. بل إن هذا النزوع قائم في قلب التجربة الأميركية التي تحدثت مبكرا عن فرادتها التاريخية وكونها إرهاصا أو إيذانا، بل وتجسيدا لقيام « النظام العالمي الجديد »، بل ونقشته باللاتينية “Novus Ordo Seclorum” على الدولار أسفل الهرم.

بيد أن منهج هذا الكتاب في التأريخ الفكري يكتسب أهمية بالغة بالنسبة للمفكرين والمثقفين العرب في سياق رؤيتهم لفضاء التداول الفكري والفلسفي العالمي، أو مشاركتهم وانخراطهم فيه، إذا ما أريد أن يكون للفكر العربي دور في السجال الدائر حول مصير الإنسانية وحظوظها في ظل السيطرة الراهنة للعالمية الأوروبية الحداثية أو نموذجها العولمي أو تجسداتها الأخرى عبر مساحات ذلك الفضاء، وما يترتب على ذلك من معايير وقيم وحراك وتوجهات ومآلات. وربما يصبح هذا النمط من التأليف حافزا للنهوض بمشروعات مكافئة في فضاء التداول الفكري العربي.

يقدم كتاب فِرغسون تاريخاً لستة مكونات رئيسة للرأسمالية الحديثة، والمصالح التي تدرها ونتائج تحقُّقها. يلخص المؤلف فهمه لنظام التمويل الرأسمالي، ويجلّي من خلال ذلك تطور الرأسمالية وعناصر قوتها وإمكاناتها، كما أنه يحذر من خطورة إغفال مبادئ الاقتصاد الأساسية. وفيما يخص العلماء والباحثين، من الأهمية بمكان أن يستوعبوا ليس فقط النظام المالي الغربي، بل كذلك الإطار الفكري الذي يقدم مبررات هذا النظام القيـمي، ويدافع عن منافع الرأسمالية؛ في حين يهمش المذاهب والمبادئ الاقتصادية الأخرى. وبرغم أن الأفكار والسياسات التي يناقشها أو يبررها فرغسون لها انعكاساتها وعواقبها على المجتمعات الأخرى غير الرأسمالية. لكن من الواضح أنه ليس لها اعتبار لديه؛ بل إنه لا يعير اهتماما للنظريات الاقتصادية الغربية الأخرى، سواء تلك الواقعة ضمن الرأسمالية كالنظرية الاقتصادية الكينزية (للورد جون ماينرد كينز)، التي رُذِّلت وهُجِرت – منذ صعود الليبرالية الراديكالية الجديدة مع ريغان وتاتشر في ثمانينات القرن الماضي- لصالح اقتصاديات جانب العرض Supply Side Economics (اقتصاد السوق الحر)، أو تلك النظريات الاقتصادية الغربية الأخرى من ماركسية واشتراكية أو فوضوية.

الرأسمالية والظاهرة الامبريالية  » الرأسمالية ممثلة بمؤسساتها ومموليها ومواردها لها منطق مهيمن على الموارد الطبيعية والبشرية والأسواق والدول الحديثة وآلياتها الديمقراطية والتشريعية  » يقدم التاريخ الاقتصادي الألماني خبرة أخرى في النهوض الاقتصادي والثورة الصناعية تغاير تماما الخبرة الأنكلوسكسونية؛ حيث لعب فيها البنك الألماني ومدخرات الشعب الألماني دورا رئيسا في التصنيع والتطور، إضافة إلى مفاهيم الاجتماع الألماني « التراحمي » Gemeinschaft كنقيض لمفاهيم الاجتماع « التعاقدي »Gesellschaft . ولم يكن حتما أو قدرا مقدورا على الاقتصاد الألماني وغيره من الاقتصادات أن يمر بمرحلة النهب الاستعماري أو ما يسمى بالمرحلة المركنتيلية (التجارية)، بحسبانها في الخبرة الأنكلوسكسونية شرطا تاريخيا محتما لمراكمة الثروة ورأس المال الضروري لقيام الثورة الصناعية. وهذا بدوره يدحض حتمية المسار الرأسمالي الأنكلوسكسوني في تنظيم المجتمعات وتنمية الثروات وتوسيع الاقتصادات. بل إن النظام الرأسمالي ومنظومته القيمية والعملية المسيطرة حاليا على الغرب وأنحاء أخرى من العالم، لم يكونا ربما منذ قرنين موجودين في أي مكان من العالم، وكانا أبعد ما يكونا عن القارة الأوروبية.

كذلك، غالبا ما يتجاهل فرغسون العلاقة الوثيقة والجدلية بين الظاهرة الرأسمالية والامبريالية؛ فالرأسمالية بطبيعتها الأصيلة منظومة استغلالية بل متغولة، ولا تخضع لأي ضوابط أو توازنات، كتلك التي تخضع لها مثلا الدولة القومية الحديثة من خلال الدساتير ومبادئ فصل السلطات وتحديد الصلاحيات ومنع الجمع بين المصالح المتعارضة. بل إن الرأسمالية ممثلة بمؤسساتها ومموليها ومواردها لها منطق مهيمن على الموارد الطبيعية والبشرية والأسواق والدول الحديثة وآلياتها الديمقراطية والتشريعية.

ولئن كانت مقولة لينين: « الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية » تستبطن فرضية أن للرأسمالية عالمها الخاص المركب وآليات حراكها وتفاعلاتها أو جدلياتها التاريخية وأنماط تطورها وصيرورتها وربما لاهوتها الخاص؛ إلا أن الخبرة التاريخية السابقة واللاحقة على قيام ظاهرة الرأسمالية، والأنكلوسكسونية منها بشكل خاص، لا تبرر توصيف هذه الظاهرة بذلك التعقيد البنيوي شبه اللاهوتي. فالحقيقة أنه لولا ما يسمى بحركة الكشوف الجغرافية والاستيطان الأوروبي الإحلالي الذي رافقها، واستغلال عشرات الملايين من العبيد الذين تم استرقاقهم وجلبهم من الساحل الأفريقي الغربي، وملايين أخرى من الآسيويين الذين شحنوا من شبه القارة الهندية وجزر الهند الشرقية وبلاد الهند الصينية، وساقتهم حظوظهم العاثرة إلى المستعمرات الأوروبية في أفريقيا والكاريبي والأميركتين لزراعة القطن وقصب السكر واستخراج الذهب والمعادن والفحم وخدمة حروب الإبادة التوسعية في المستعمرات، لما أمكن للأنكلوسكسون وأضرابهم أن يراكموا الثروات التي أتاحت تطوير وقيام الثورة الصناعية كقاعدة أساسية للرأسمالية.

فالرأسمالية هي إذن محصلة لمختلف مراحل وأنماط نهب الثروة من الأطراف بالمستعمرات الأوروبية في آسية وأفريقية ومشروعات الاستيطان في الأميركتين إلى مراكز الإمبراطوريات الأوروبية.

بل إن شركة الهند الشرقية الانكليزية، النجم الأكثر سطوعا بين نظيراتها الأوروبيات (الأسبانية والبرتغالية والهولندية والفرنسية) في المرحلة المركنتيلية، قد امتلكت جيوشا من المرتزقة وخاضت حروبا لا هوادة فيها ضد الهنود بشبه القارة الهندية في القرن الثامن عشر، وسيطرت على مستعمرات خدمة لأهدافها الاقتصادية الاستعمارية (النهب). بل إن بنية أو تشكيل أو تنظيم هذه الشركة أصبح مثلا يحتذى أو نموذجا لتشكيل المنظمات والهياكل الأوروبية في مختلف المجالات من بيروقراطية الدولة إلى الأحزاب السياسية والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية. فتعبيرات مثل « الجمعية العامة »General Assembly و »اللجنة المركزية » CentralCommittee و »المكتب السياسي » Politburo و »السكرتير العام أو الأمين العام » Secretary-General، تجد جذورها في تنظيمات وتكوينات شركة الهند الشرقية الانكليزية.

أما « فائض القيمة » الوارد في ثنايا وتضمينات التحليل الماركسي الكلاسيكي، ورددت مقولته الأحزاب الشيوعية الموسكوفية في البلاد العربية منذ عشرينات القرن الماضي، ويفترض أنه قد وقع تاريخيا على الأرض الأوروبية، أي في الحقول أو المناجم أو المصانع الأوروبية (بانكلترة أو اسكنلندة أو ويلز مثلا)، وتراكم ذلك الفائض ثروة ورساميلا ضخمة لصالح الإقطاعي أو المستثمر أو الرأسمالي الأوروبي، فقد سبقه وتجاوزه فائض قيمة آخر أو بالأحرى فائض الدم والعرق والمصير الإنساني المنهوب من مئات الملايين من عبيد وأقنان وعمال السخرة والكادحين في مزارع قصب السكر بمستعمرات جزر البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وحقول القطن بولايات الجنوب الأميركي ومناجم الذهب والفحم الحجري بأنحاء الأميركتين، ومشروعات مد خطوط السكك الحديدية من شرق القارة الأميركية إلى غربها، ومشروعات متروبوليتان الأنفاق في لندن ونيويورك.(4)

لذلك، ربما كان من الأحصف أو الأولى أن تُعكَس مقولة زعيم الثورة البلشفية ومؤسس الاتحاد السوفيتي السابق، فلاديمير أيليتش لينين، حول علاقة الظاهرة الرأسمالية بالمشروع الاستعماري الامبريالي من « الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية » إلى « الرأسمالية أعلى مراحل أو نتائج الامبريالية ».

ابتكارات الرأسمالية

ينقسم كتاب « صعود المال » إلى ستة فصول:

1) المال والنظام المصرفي؛

2) سوق السندات والديون الوطنية؛

3) الشركات الأولى وسوق الأسهم؛

4) التأمين وإدارة المخاطر؛

5) الإسكان والممتلكات؛

6) الانتقال العظيم للثروات من الغرب إلى الشرق.

تتناول فصول الكتاب تاريخ المال والائتمان والخدمات المصرفية. ويعرض بالتفصيل الابتكارات المالية الكبرى مثل: مؤسسات الإقراض والتمويل (البنوك)، والسندات، والشركات المساهمة، والتأمين، وحقوق ملكية الممتلكات، فضلا عن شراك التضخم، والركود الاقتصادي، وفقاعات الأصول. ويختتم نيال فِرغسون كتابه بمناقشة التكرارات المختلفة للعولمة على مدى المائة عام الماضية بالإضافة إلى واحدة من أحدث التطورات المالية التي ساءت سمعتها في الوقت الحاضر، ألا وهي: صناديق التحوط (hedge funds). وقد تم تحويل الكتاب أيضا إلى مسلسل وثائقي عرض على القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني، بعد صدور طبعته الأولى.

استشرف الكتاب الأخطار الكبيرة لديون الرهون العقارية الأميركية الباهظة، لكنه قلل من تأثيرها، شأنه في ذلك شأن العديد من الخبراء الاقتصاديين فيما يسمى بالتيار العام لعلماء الاقتصاد (mainstreameconomists). بيد أن مقابلات وأحاديث نيال فرغسون اللاحقة قد أظهرت أن رؤيته أصبحت أكثر تشاؤماً من ذي قبل بالنسبة لمآلات ومستقبل الولايات المتحدة. توقع فِرغسون حدوث أزمة مالية نتيجة للاعتماد المتزايد على الائتمان في الاقتصاد العالمي والاقتصاد الأميركي بوجه خاص. ويذكر الكتاب على سبيل التحديد « تخمة الادخار » الآسيوية التي أتاحت السيولة والإيداعات والاعتمادات، وساعدت على نشوء أزمة الرهن العقاري الأميركية.

أساس النظام البنكي

تتبّع المؤلف كيف أصبحت التصورات والمفاهيم الجديدة حول المال هي أساس النظام البنكي الحديث. وينفق فِرغسُن معظم الفصل الأول في توضيح التغيير الجذري أو الدور الحاسم الذي اضطلعت به النظم البنكية الأفضل أو الأكفأ في التنافس بين مختلف الدول الأوربية. فحوالي منتصف القرن الخامس عشر، أنشأت أسبانيا والبرتغال إمبراطوريات عبر البحار مترامية الأطراف.

فسيطرت البرتغال على تجارة المحيط الهندي، بينما استولت أسبانيا على معظم الأميركتين الغنيتين بالذهب والفضة. وتصورت المَلكية الأسبانية أن الاحتياطي الهائل من ذهب (وفضة) الأميركتين الذي سيطرت عليه هو إضافة هامة لثرواتها. دفعت أسبانيا ثمن هذا التصور الخاطئ غالياً؛ فالزيادة العشوائية أو غير المنضبطة في عرض الأموال بالأسواق لم تكوّن ثروات حقيقية؛ بل سببت غلاء وتضخما للأسعار وارتفاع التكاليف، مما أدَّى لانكماش قيمة المال، ووضع المملكة الأسبانية تحت وطأة تضخم اقتصادي ونقدي حاد وإفلاس متكرر. وبالمحصلة، تمكن الانكليز والهولنديون من طرد أسبانيا والبرتغال من العديد من الأراضي خلال القرنين التاليين.

يجادل المؤلف بأن الممارسات البنكية السليمة، علاوة على تأسيس البنوك (المركزية) القومية، هي الأساس العقلاني وراء ذلك التغير الجذري. فكل من المصرف الوطني في هولندا ونظيره أيضا في انكلترا سمح للحكومة بجمع الأموال لإنجاز مشروعاتها وأهدافها. كما أن البنوك المركزية القومية مارست رقابة وانضباطا أفضل للاقتصادات القومية بشكل عام، مما سبب ازدهارا لتلك الاقتصادات.

بنهاية المطاف، تم تمكين البنك الوطني المركزي من وضع معدلات الفائدة، والتي تستطيع البنوك وفقا لها الاقتراض من احتياطاتها، كما أنه مسؤول عن مراقبة الأسعار لدرء التضخم والانكماش الاقتصادي معا. وهكذا يتاح لدوائر القرار والسياسة الاستمرار في تقديم الائتمان من قروض وضمانات، لدى ندرة المعروض منه؛ وتقليل الائتمان المعروض عندما يهدد ذلك بتجاوز القدرات المتوفرة. يعتقد فرغسون أن هذا النموذج المعتدل المتوازن شجع الاستثمار وبالتالي حفز الابتكار، فلم يعد رجال الأعمال يخشون خسارة أموالهم، بسبب التأميم أو إفلاس البنوك أو انهيار العملة.

يعالج كتاب فرغسون تاريخ اقتراض المال من خلال الإجابة عن أسئلة مثل: متى بدأ الناس في إقراض المال للآخرين؟ ولماذا فعلوا هذا؟ وما هي مناقب ومثالب هذا النشاط؟ بدأ المالية الحديثة بإيطاليا، نظرا لأنها كانت في القرن الخامس عشر تعج بالأنشطة التجارية، وبدأ البحارة الساعين للإبحار باتجاه الجانب الآخر من العالم يحتاجون لمن يمولهم. في البداية، لم يكن بمقدور المسيحيين المشاركة في نشاط إقراض الأموال بالفائدة، حيث يمنعه الكتاب المقدس ويطلق عليه مصطلح « الربا » المرذول والمدموغ بالدنس، أما اليهود فقد فسروا هذا التحريم تفسيرا مختلفا بأنه يقتصر على تقاضي الفائدة من أحد أفراد العائلة.

كذلك ناقش فِرغسُن في الفصل التالي تطور سوق السندات كساحة أو فضاء لبيع وتداول الديون الوطنية. فقد أدى توافر السندات الحكومية جزئيا إلى فتح الباب للتقدم الاقتصادي والعسكري الأوربي المضطرد، بحيث أتاح تمويل مشروعات كبيرة وطويلة المدى عجزت عن محاكاتها الأمم الأخرى غير الأوربية. يتتبع المؤلف مسار تاريخ سوق السندات وصولاً إلى عصر النهضة الإيطالية، وهو الزمن الذي أرغمت فيه الحكومة مواطنيها من أصحاب الرساميل على تمويل حربها ضد الإمبراطورية العثمانية. بيد أنها من ناحية أخرى، عوّضت الحكومة مواطنيها بفوائد على أموالهم المقترضة.(5)

الشركة الأولى

ثم يؤرخ فرغسون لشركة الهند الشرقية الهولندية المتحدة، باعتبارها أول شركة مساهمة في تاريخ العالم. تأسست الشركة في مطلع القرن السابع عشر (1602)، وحققت ازدهارا ونفوذا واسعا لهولندا. فأقامت شبكة من القلاع والمرافئ والأساطيل العاملة من نيويورك إلى إندونيسيا، وراكمت أرباحا كبيرة.

بل يعتبرها فرغسون أول شركة حديثة بالعالم وجسدت بنظره اختراعا قانونيا عبقريا، فقد أصبح لعلاقة الشراكة بين المستثمرين شخصية قانونية اعتبارية، أي أصبحت بالمعنى القانوني كيانا اعتباريا قانونيا مستقلا عن شخصيات مؤسسيها والمساهمين بها.

واستطاع الهولنديون بهذا الابتكار تطوير وتشجيع أفكار وأدوات الاستثمار طويل الأمد، وتحويله إلى مؤسسة عابرة للقارات والمحيطات، ومحدودة المسؤولية بحيث لا تتعدى مسؤولية المستثمر قيمة أسهمه.

اللافت أن هذه الشركة، التي أصبحت نواة وأداة مشروع امبريالي ضخم ممتد عبر المحيطات الأطلسي والهادي والهندي، حجبت أرباحها عن حملة أسهمها سنينا عديدة. وخلال هذه المرحلة، موّلت الرساميل المستثمرة بناء الأساطيل البحرية التجارية، وأقامت المصانع اللازمة لإنتاج البضائع، التي كانت بدورها تقايض مقابل بهارات وتوابل وأنسجة آسيوية، ثم تُروّج هذه البضائع الآسيوية غالية الثمن بأنحاء أوروبة محققة الأرباح الطائلة.

البارز في الخبرة التاريخية لتلك الشركة الهولندية أن قيمة أسهمها لم تكن قابلة للاسترداد نقدا من لدن الشركة، بل كانت الأسهم قابلة للبيع أو التداول بين الناس، وهذا قاد إلى نشوء أول أسواق (بورصات) تداول الأسهم في العالم بحسب فرغسون.(6)

وبينما كان متاحا للمتداولين تحريك استثماراتهم بين الشركات، سبقت الشركات حسنة التنظيم والأعلى إنتاجا الأخرى الأدنى إنتاجا والأسوأ تنظيما، مما يعتبره المؤلف بحد ذاته عملية تجديد استتبعت نموا اقتصاديا واسعا.

التأمين وإدارة المخاطر  » أصبح تحليل المخاطر والمعادلات الناجمة عنها هي أسس التأمين نظرية وممارسة، وأتاح ذلك الأساس الرياضي العقلاني الضروري تصميم وقيام شبكات الأمان الاجتماعي للتخفيف من مخاطر النظام الرأسمالي وعواقبه على الفرد والمجتمع  » كذلك يؤرخ فرغسون لنشأة التأمين في اسكتلندا باعتباره إستراتيجية لإدارة أو تقليل أو توزيع المخاطر، تحولت لاحقا لأحد قواعد الاقتصاد الغربي، كما تتضح في تصميم منظومة الرفاه الاجتماعي.

ففي منتصف القرن الثامن عشر، استخدم رجال الكنيسة الاسكتلندية مبادئ الاحتمالات الرياضية في حساب المخاطر لأجل خفض التكاليف المالية، في سياق تحديد الخصومات الشهرية لصالح صندوق معاشات أسر المتوفين من القسس والعاملين بالكنيسة، وهي حِسبَة مركبة تتطلب الوقوف على متوسط الأعمار المتوقع وأسباب الوفيات.

وهكذا أصبح تحليل المخاطر والمعادلات الناجمة عنها هي أسس التأمين نظرية وممارسة. وأتاح ذلك الأساس الرياضي العقلاني الضروري تصميم وقيام شبكات الأمان الاجتماعي للتخفيف من مخاطر النظام الرأسمالي وعواقبه على الفرد والمجتمع.

ثم يركز المؤلف أكثر على جانب التنظير في سياق تفسيره لتطورات الأزمة المالية الأخيرة ودورها في تقويض عملية تكوين الثروة في الاقتصادات الغربية.

جذور الفقاعة العقارية  » إنفاق الأميركيين يتجاوز ناتجهم القومي، وبذلك يرسلون مئات المليارات سنويا للمنتجين الأجانب الذين يقومون بتدوير دولاراتهم فيشترون سندات الحكومة الأميركية. وأتاح ذلك نمطا معينا من الحكومة ومستوى المعيشة لا يتحققان على نحو آخر  » يدق فِرغسون أجراس الخطر منبها إلى احتمالات الكوارث الكامنة في فوضى الائتمان وإصدار سندات بالديون المعدومة، وهو الأمر الذي حقق أرباحا قبيل وقوع الكارثة. يقتفي المؤلف أثر فقاعات الأسواق المالية وعلاقتها بما يوليه الأميركيون والبريطانيون والكنديون وغيرهم من الشعوب الناطقة بالانكليزية من أهمية لتملك المنازل، وما يترتب على ذلك من اتساع أسواق ومؤسسات الإقراض العقاري، ودور ذلك في فقاعات الأسواق. فتضاعف إجمالي قروض الرهونات العقارية واجبة السداد بالولايات المتحدة منذ 1959 حتى الحاضر نحو 75 مرة. وبسبب هشاشة شبكات الأمان ومحدودية نظام الضمان الاجتماعي الأميركي، تجاوزت مسألة ملكية المنزل كونها حلما أميركيا سائدا، لتصبح قرارا ماليا عقلانيا. إذ يستطيع مالك المنزل بيعه أو رهنه في أوقات الأزمات للحصول على رأس المال، مع صعوبة البيع أثناء الانكماش الاقتصادي.

وكثيرا ما يتورط الأفراد في شراء رهونات عقارية بأسعار فائدة متغيرة بدون استيعاب عواقبها جيدا. ذلك ربما لا يسبب بمفرده تشكيل فقاعة قائمة على ازدهار سوق العقارات والرهونات، بل هي عمليات إعادة تمويل تلك الرهونات العقارية بسهولة خادعة، وأصبحت سنة متبعة لاستمرار مستويات استهلاكية مرتفعة.

لا ينكر أحد بأن الأزمة المالية العالمية الأخيرة هي محصلة إقراض تريليونات الدولارات للمستهلكين الأميركيين بضمان عقاراتهم التي تضخمت فقاعة أسعارها قبل أن تنفجر أزمة طاحنة عندما عجز المقترضون عن السداد بسبب محدودية النمو والرواج الاقتصادي في مقابل اتساع الاقتراض بغرض الاستهلاك. هذه القروض العقارية تم تجميعها وصياغتها في سندات تباع للمستثمرين من خلال ما بات يعرف بعملية « التوريق » التأميني للسندات، وثبت مؤخرا أنها لا تؤمن شيئا.(7) وعندما عجز ملايين المستهلكين الأميركيين عن سداد القروض العقارية بعد ارتفاع أسعار فوائدها وتضخم فقاعة قطاع الإسكان، أدى عدم السداد لاستنزاف عالمي للمحافط الاستثمارية. وحينها بدأ مستثمرون كثيرون يتداولون تعبيرا جديدا هو « سمية » السندات التي أودعوها أموالهم وأصبحت بلا قيمة(8).

لا يفوت فِرغسُن هنا أن ينحي باللائمة على الاقتصاديين الأميركيين، ويرى أنه كان عليهم التحسّب للأزمة المالية العالمية. ويعلل تراجع الولايات المتحدة ماليا واقتصاديا باعتماد الاقتصاد الأميركي بشكل مضطرد على زيادة الاستهلاك وتحميل المستهلك أعباء مفرطة. فإنفاق الأميركيين يتجاوز ناتجهم القومي، وبذلك يرسلون مئات المليارات سنويا للمنتجين الأجانب الذين يقومون بتدوير دولاراتهم فيشترون سندات الحكومة الأميركية. وأتاح ذلك نمطا معينا من الحكومة ومستوى المعيشة لا يتحققان على نحو آخر.

أظهرت الأزمة المالية العالمية عورات النظام المالي العالمي، وردت الاعتبار لمبادئ اقتصادية لا يمكن لقوة عظمى الاستمرار بإهمالها. فقد ضاق المقرضون الأجانب ذرعا بالسندات الحكومية الأميركية، ويسعون نحو الاستحواذ على أصول اقتصادية لها قيمة حقيقية، فأصبحوا يتملكون أصولا أكثر في الولايات المتحدة، ويزداد ما في حوزتهم منها بشكل مضطرد.

عصمة الرأسمالية

لا يعتبر فرغسون هذه الأزمة الأخيرة فشلاً للرأسمالية، بل يراها فشل دولة رأسمالية بعينها هي الولايات المتحدة، ويتوقع لها مستقبلا أكثر قتامة وأن تخلُفها قوة رأسمالية أخرى، كالصين مثلا. وهذا أمر بالغ الأهمية لفهم الكاتب؛ فليس هناك فشل للرأسمالية، بل إن عدم استيعاب الدروس المستفادة من الرأسمالية الحديثة هو عين الفشل. فولاء فِرغسُن للنظام الاقتصادي الرأسمالية، في مقابل الدولة القومية، يكشف عن لامبالاة مفكري الرأسمالية بدور العوامل التاريخية والمحلية وغيرها.

يستدعي هذا التفكير تلك القراءة الحتمية أو الغائية للتاريخ، التي طرأت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وقدمت توكيداتها وجدالاتها حول « نهاية التاريخ »، والانتصار النهائية للديمقراطية الليبرالية الغربية واقتصاد السوق الحر.(9) لكن الأزمة المالية العالمية الطاحنة التي اندلعت أواخر 2008 أحاطت هذه القراءة بالشكوك وزعزعت يقين أصحابها بها. غير أن السردية الغربية الأوروبية التمركز ما زالت ماثلة في خطاب العلوم الاجتماعية الغربية، وإن لم يكن بنفس الحدة والغطرسة والعنصرية السابقة. فليس هناك بدائل اقتصادية أخلاقية منافسة أو محتملة لاقتصاد السوق الحر، بل إن البديل الصيني ليس سوى نمط جديد من الرأسمالية، أي رأسمالية الدولة.(10)

الاقتصاد السلوكي

ورغم أن نيال فِرغسون انتهي من تأليف هذا الكتاب في أواخر ربيع عام 2008، في الوقت الذي كانت فيه الأزمة المالية الدولية لا تزال تتكون تحت السطح، إلا أن الكتاب وثيق الصلة بهذه الأزمة.

في الواقع، كانت هناك عشرات من الأزمات المالية الدورية في التاريخ الحديث، مما يدل على الطبيعة المتـقلبة المتأصلة في الأسواق المالية، حيث الطمع والخوف هي المشاعر الرئيسة. في هذا السياق، يؤكد كتاب فرغسون بشكل قاطع أن المفهوم الجديد لما يسمى « الاقتصاد السلوكي » يقدم وصفا أفضل بكثير لما يحدث في الأسواق من كل النظريات الاقتصادية السابقة، بما في ذلك النماذج الرياضية المتوهمة التي يفترض بها أن تجعل الاستثمار مضمونا. حيث كانت هذه النماذج الرياضية تعتمد على أن الأسواق تسير بشكل منطقي ويمكن التنبؤ بها؛ بينما يكشف التاريخ عن أن الأمور لا تجرى دائما أو بالضرورة على هذا النحو.

يتضمن الكتاب قدرا كبيرا من المعلومات الهامة حول تصاعد الأزمة الراهنة، من مناقشات حول فضيحة شركة الطاقة « إنرون »، إلى الطريقة التي جمع بها المضاربون في البورصة – مثل الملياردير جورج سوروس- أموالهم، والزيادة التي لم يسبق لها مثيل في توريق التزامات الديون والتي – نظرا لأن الكثير منها ديون رديئة- قد هزت دعائم البنوك والمؤسسات التي كانت آمنة من قبل في جميع أنحاء العالم.

يصف فِرغسون الأخطاء الفادحة التي حدثت في مؤسسة « لونغ تيرم كابيتال مانجمنت » لإدارة الأصول المالية، والتي كانت ذات يوم شركة استثمارية ناجحة، غير أنها فشلت على الرغم من نموذجها المعقد وانتشار أصولها. يرى فِرغسون أن السبب في انهيارها هو أن مديريها كانوا يعرفون القليل عن التاريخ، لذلك فقد استحقوا أن يتعلموا بالطريقة الصعبة ما لخصه أحد خبراء الاقتصاد البريطانيين في مقولته عما يحدث في أوقات الأزمات: « تظل الأسواق غير منطقية لفترة أطول من أن تستطيع فيها الاستمرار في الوفاء بالتزاماتك المالية ». معلومات عن الكتاب: المؤلف: نيال فِرغسون العنوان: صعود المال: التاريخ المالي للعالم، دا ر النشر: دار بنغوين، لندن سنة النشر 2009، عدد الصفحات: 448 صفحة. Author: Niall Ferguson Title: The Ascent of Money: A FinancialHistory of the World Publisher: Penguin, London Publication year: 2009 Number of pages: 448 _______________ باحث وأكاديمي فلسطيني الإحالات:

1 – Niall Ferguson, Empire: The Rise and Demiseof the British Empire and the Lessons for World Order (2003)

2 – Niall Ferguson, Colossus: The Rise and Fallof the American Empire (2004)

3 – كان المفكر الراحل الدكتور جمال حمدان من أوائل الذين تنبؤوا بانتقال مركز ثقل القوة العالمية من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي، بعد انتقاله سابقا من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلسي. انظر: جمال حمدان، إستراتيجية الاستعمار والتحرير، القاهرة: عالم الكتب، 1971.

4 – هذه الرؤية التاريخية لجذور الرأسمالية الأنكلوسكسونية ليست إنكارا لما تعرضت له الطبقة العاملة الأوروبية من مآس واستغلال وعسف على يد الصناعيين الأوروبيين، خاصة في القرن الأول من الثورة الصناعية. وقد سجل بعض جوانبها بامتياز الروائي الانكليزي الكبير تشارلز جون ديكنز في عدد من روائعه الروائية، مثل رواية « أوليفر تويست ». بل تذكر مصادر أن بعض العمال الأوروبيين قد نظموا آنذاك حركات مقاومة تهاجم المصانع وتقوم بتخريبها وتدمير أدواتها وآلاتها وأفرانها التي كان العمال يعانون من تشغيلها الأمرين، ويموتون تسمما من استنشاق غازاتها السامة المتراكمة بمداخن المصانع عند تنظيفها.

5 – كانت الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الحين تعتبر الفائدة شكلاً من أشكال الربا ومن ثَمّ فهو خطيئة، لكن هذه القروض قد أُعفيت من التأثيم والإدانة الأخلاقية لأنها لم تكن اختيارية.

6 – المؤكد أن بورصات تداول المنتجات الزراعية والحيوانية والمواد الأولية أقدم كثيرا، وتعود إلى عصور التاريخ القديم للشرق العربي.

7 – التوريق أو securitization هو تحويل الديون أو عقود التمويل أو حصص الشركاء إلى أوراق مالية أو سندات يتم تداولها في أسواق المال العامة كقيمة قائمة بذاتها أو أوعية استثمارية. 8 – حثت مؤسسات مالية أميركية مستثمرين كثر أن يبقوا على عدم التخلص من أوراق السندات بالبيع، بدعوى أنها آمنة، وأن سوق العقار في الولايات المتحدة آمن من الانهيار.

9 – انظر كتاب: فرانسيس فوكوياما، نهاية التاريخ والإنسان الأخير، بيروت: منشورات مركز الإنماء القومي، 1993. بنى فوكوياما نظريته على فرضية مستعارة من الدياليكتيك (الجدل) الهيغلي تقول بأن غياب المتحدي يصل بالجدل (التفاعل الكلي أو الصراع) لنهايته وتنتهي الصيرورة إلى سيادة الأمر الواقع. وهكذا رأى فوكوياما أنه بسقوط الشيوعية، وغياب المنافس أو المتحدي، أصبحت الديمقراطية الليبرالية الخيار الأيدولوجي الوحيد المتبقي، وسينتهي العالم أجمع إلى انتهاج فرضياتها ونتائجها.

10 – لا يخفى على المتابع مدى الاهتمام العالمي والغربي خصوصا مؤخرا بنظام التمويل الإسلامي، خاصة في بريطانية وفرنسة، واللتان استحدثتا مؤخرا التشريعات اللازمة لتقنين ممارسة المعاملات المالية القائمة على الشريعة الإسلامية في المؤسسات المصرفية للدولتين. ويبدو أن الأزمة المالية العالمية قد حفزت التحرك نحو هذه الخطوات نظرا للركود والانكماش الاقتصادي الذي أصاب الاقتصادات الغربية، وحتمت البحث عن موارد واستثمارات جديدة.

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 أوت  2010)

 


التاريخ : الثلاثاء ,17/08/2010 كاسترو يستغرب تعيين متهم بجرائم حرب محققاً في « الأسطول »


وصف الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، أمس، ب”الحماقة” تعيين الرئيس الكولومبي السابق الفارو اوريبي نائباً لرئيس لجنة خبراء الأمم المتحدة المكلفة التحقيق في العدوان “الإسرائيلي” على أسطول الحرية . وكتب الرئيس الكوبي السابق البالغ 84 عاماً في مذكرة نشرت في الصحف الكوبية “لا أعلم إن كنتم أدركتم أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وتلبية لأوامر أسياده ارتكب حماقة بتعيين الفارو اوريبي نائباً لرئيس اللجنة المكلفة التحقيق في الهجوم “الإسرائيلي”” . وأضاف “أن هذا القرار يعطي لاوريبي، المتهم بجرائم حرب، حصانة تامة وكأن بلداً يعج بالمقابر الجماعية لأشخاص اغتيلوا . . ولديه سبع قواعد عسكرية “يانكي” (أمريكية) ليس له أي علاقة بالإرهاب والإبادة” . (المصدر: صحيفة « الخليج »(يومية -الإمارات) الصادرة يوم 17 أوت  2010)

 


عضو بـ «البحوث الإسلامية»: موقف صحيح شرعاً.. ولا يجوز أكل طعام «الصهاينة» تأييد أزهري لحملة مسلمي بريطانيا لمقاطعة التمور الإسرائيلية


2010-08-17 القاهرة – فاطمة حسن  لاقى موقف الجالية الإسلامية في بريطانيا بمقاطعة التمور الإسرائيلية في شهر رمضان تأييدا أزهريا. وأعلن الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية تأييده الشديد لهذا الموقف، وقال لـ «العرب»: «هذا الموقف صحيح شرعا مائة بالمائة؛ لأنه لا يجوز شرعا الأكل من طعام الصهاينة الذين يحتلون أرضنا ومقدساتنا».

أضاف: «واجب كل مسلم أن يقاطع المنتجات الإسرائيلية في الوقت الراهن؛ لأن إسرائيل تحتل المقدسات الإسلامية وتقتل الأطفال والشيوخ والنساء ولا تعطي لإخواننا الفلسطينيين حقوقهم». وحول إباحة الشريعة الإسلامية لأكل طعام أهل الكتاب ومنهم اليهود قال بيومي: «هذا يتعلق باليهود وليس بالصهاينة الإسرائيليين الذين يحتلون مقدساتنا، فلا يجوز شرعا أكل طعامهم». وبدأت منظمة أصدقاء الأقصى البريطانية حملة بعنوان «تحقق من العلامة» لتنبيه المسلمين وحثهم على مقاطعة التمور الإسرائيلية في شهر رمضان، معلنة على موقعها الإلكتروني أنه بينما كان يستعد المسلمون في أوروبا لشهر رمضان، كانت إسرائيل تستعد لإغراق الأسواق الأوروبية بالتمور التي تثري اقتصادها بالملايين سنويا، مضيفة أن كثير من المسلمين لا يدركون ذلك، حيث يقوموا بشراء هذه التمور دون قصد، ما يدعم الاقتصاد الإسرائيلي واحتلالها للشعب الفلسطيني. وأكدت المنظمة في بيانها أن هناك عدة أسباب لمقاطعة التمور الإسرائيلية، فمن الناحية المالية فدعم إسرائيل هو بمثابة دعم لقمع واحتلال الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الفلسطينيين يتعرضون للعنف والإهانة في كل يوم، وأن حياتهم أصبحت لا تطاق، مضيفة أنه في حين يدعي الإسرائيليون أنهم يوفرون فرص عمل للفلسطينيين من خلال عملهم في الحقول، وأن المقاطعة ستضر بهم، فإن هؤلاء الفلسطينيين يعملون مقابل أجور زهيدة، كما يعمل الأطفال الفلسطينيين من قبل هؤلاء المستوطنين، ويرغمون على العمل لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة. من جانبها علقت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في تقرير لها أمس بأن المسلمين يستخدمون شهر رمضان للترويج لحملاتهم ضد المنتجات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن التمر عنصر هام في الإفطار اليومي، ويرتفع معدل استهلاكه بشكل كبير في العالم العربي والإسلامي في هذا الشهر. ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن رون بروسور السفير الإسرائيلي في بريطانيا قوله: «إن إسرائيل ستواصل تصدير التمور بنجاح، في حين يعمد آخرون تصدير الكراهية» مضيفا: «نحن نشجع المسلمين على تجاهل هذا الهراء، ومضاعفة الكمية التي يشترونها عادة». وتضيف الصحيفة أن الحملة يدعمها عددا من المجموعات من الناشطين المؤيدون للفلسطينيين، ويقول هؤلاء النشطاء إن هذه التمور تمثل حوالي %15 من صادرات إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي ويبلغ دخلها منها كل عام ما يقرب من 80 مليون يورو، مضيفة أن منظمي المقاطعة يمثلون نسبة كبيرة من الدخل الذي يأتي من المسلمين لشراء التمور خلال شهر رمضان المبارك، وهم أكثر من مليوني مسلم في بريطانيا، ويقولون إن لديهم النفوذ الاقتصادي للضرر بصناعة مربحة لإسرائيل. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 17 أوت 2010)


حين نسي العرب ولم يتعلموا


فهمي هويدي السياسيون أيضا لهم إسهامهم في مسلسلات اللهو والعبث التي يحفل بها شهر رمضان. الدليل على ذلك أننا مقبلون على جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 1 مسلسل المفاوضات أسوأ، إذ إنه عابر للأشهر ومفتوح بغير نهاية، والأحداث فيه مكررة ومملة. ناهيك عن أن الفكرة الأساسية فيها معروفة سلفا وشاهدناها عدة مرات. محورها هو التفنن في تخدير الفلسطينيين لمواصلة سرقة فلسطين، بحيث يأكل الفلسطينيون الهواء ويأكل الإسرائيليون الأرض. منذ عام 1978، الذي طرح فيه الرئيس السادات فكرة الحكم الذاتي للفلسطينيين في اتفاقية كامب ديفيد الأولى « وجزرة » التسوية النهائية تلوح في الأفق، دون أن تطولها يد الفلسطينيين إذ بمقتضى تلك الاتفاقية كان يفترض أن تتم التسوية بعد خمس سنوات، أي في عام 1983. وهو ما تكرر في اتفاقية أوسلو عام 1993 التي علقت بمقتضاها جزرة التسوية على جدران عام 1999. لكن الأعوام الستة مرت دون أن يحصل الفلسطينيون على الجزرة الموعودة. ولم يتوقف « الحاوي » عن ألاعيبه، فاستخرج من كيسه خارطة الطريق في عام 2003 التي لوحت بفكرة إقامة الدولة الفلسطينية في عام 2005. وحين لم يتحقق الوعد، وجد العرب أنفسهم مدعوين إلى مائدة « أنابوليس » في خريف عام 2007، وقيل لهم إن موعدهم المرتقب مع « الجزرة » سيكون في آخر عام 2008، مع نهاية ولاية الرئيس بوش. وانتهت الولاية وتبدد الوعد، إلى أن جاء الرئيس أوباما حاملا معه الجزرة، ومبشرا العرب بكلام دغدغ مشاعرهم عن وقف الاستيطان وحل الدولتين. لكنه لم يلبث أن نكث بعهده، وغطى موقفه بلعبة المفاوضات، التي أرادها غير مباشرة لأربعة أشهر، ثم قرر أن يقطعها ويحولها إلى مباشرة قبل الموعد الذي حدد لها، وفى هذه المرة الأخيرة فإنه أظهر العصا ولم يلوح بالجزرة، حيث وجه 12 تهديدا إلى الرئيس الفلسطيني في رسالته الشهيرة التي بعث بها في 17 يوليو/ تموز الماضي، وتسرب مضمونها مؤخرا. وقد أنذره فيها بالعزلة وقطع الموارد المالية إذا لم يذهب صاغرا إلى المفاوضات المباشرة. صحيح أن الجزرة لم تظهر في هذه الدعوة الأخيرة، لكنه طمأن الفلسطينيين والعرب إلى أنها موجودة، وأن الجلوس حول مائدة المفاوضات هو خطوة على طريق الفوز بها يوما ما. لم يكف الفلسطينيون والعرب معهم عن الركض وراء جزرة الدولة الموعودة طيلة الثلاثين عاما الماضية. لم يملوا خلالها من الدخول إلى قاعات المؤتمرات والجلوس حول موائد المفاوضات ثم الخروج بوعود إسرائيلية لا تنفذ، ولم يترددوا في تكرار التجربة ذاتها عدة مرات بعد عدة سنوات، والخلوص إلى النتيجة ذاتها. لم يقنعوا طوال تلك المدة بأن الطريق الذي يسلكونه لا يوصلهم إلى مرادهم. ولم ينتبهوا إلى أنهم رغم الركض الذي لم يتوقفوا عنه طيلة تلك السنوات، لم يتقدموا خطوة واحدة إلى الأمام. من ثم لم يكتشفوا أنهم في حقيقة الأمر لم يكونوا يدعون إلى مفاوضات أو مباحثات، ولكنهم كانوا يستدرجون إلى جلسات للثرثرة لابتزازهم وإلهائهم عما يجري على الأرض، ولإيهام العالم بأنهم يسعون إلى الحل. 2 طوال الثلاثين عاما التي مضت ظلت الدول العربية والقيادات الفلسطينية قابعة في مستنقع الانتظار، حتى حينما صدرت مبادرة القمة العربية في عام 2002، فإنها أطلقت في الفضاء. وبقيت الحكومات العربية مستسلمة لحالة الانتظار، رغم أن إسرائيل تجاهلتها وتعاملت معها بازدراء حتى هذه اللحظة. المدهش في الأمر أن الدنيا تغيرت خلال تلك العقود الثلاثة. وجاءت بعض المتغيرات لصالح الطرف العربي والقضية الفلسطينية، ولكن الانتظار تحوّل فيما بعد إلى قعود وعجز عن الحركة. فرغم انهيار الاتحاد السوفياتي وتفرد الولايات المتحدة بصدارة النظام الدولي الجديد، فإن الولايات المتحدة لم تعد كما كانت. إذ أصبحت أسيرة مشكلاتها سواء تمثلت أزمتها الاقتصادية في الداخل أو ورطتها العسكرية في الخارج (في أفغانستان والعراق). أما إسرائيل فقد فقدت هيبتها بعد هزيمتها أمام حزب الله في عام 2006، وبعد فشلها في العدوان على غزة عام 2008، واهتزت صورتها أمام العالم الخارجي بسبب جرائمها في غزة التي فضحها تقرير القاضي الدولي غولدستون. وهى تواجه الآن عزلة دولية بسبب استمرار حصارها للقطاع وجريمتها التي ارتكبتها في المياه الدولية بحق أسطول الحرية. ومن ثم أصبحت في موقف الدفاع وليس الهجوم. وفي حين ازدادت الثقة في قدرة وثبات المقاومة العربية والإسلامية، واتسع نطاق التضامن الشعبي العالمي مع الشعب الفلسطيني بفضل ثورة الاتصال التي فتحت أعين الجميع على الوجه الحقيقي لإسرائيل، فإن ضعف الأنظمة العربية فوّت فرصة استثمار تلك الأجواء للوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. وفي ظل ذلك الضعف فإن مسار القضية ومصيرها أصبحت تتحكم فيه السياسة الأميركية التي يديرها « كونغرس » شديد الانحياز والتطرف لصالح إسرائيل، وقد أثار ذلك الانصياع دهشة أحد الكتاب الإسرائيليين (تسفى برئيل) فكتب ذات مرة قائلا إنه لشدة حرص الدول العربية على استرضاء الولايات المتحدة، فإن كثرة استخدامها لكلمة نعم أسقطت من قاموس العرب كلمة « لا » (هآرتس 30/7/2010). 3 سواء نسينا تجارب المفاوضات السابقة ونتائجها المحبطة أو تناسيناها، فالثابت أننا لم نتعلم منها شيئا، أو تعلمنا ولكننا لم نملك شجاعة الإعلان والجهر بالدرس الذي تعلمناه. الدليل على ذلك أننا بصدد الدخول في حلقة جديدة من المسلسل العبثي. ذلك أنه منذ قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما بالاتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة قد وجب، وكتب الرئيس الأميركي بذلك إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فإن عجلة التحضير للمفاوضات دارت بسرعة، وتولت مصر بالاتفاق مع السعودية والأردن ترتيب أمر الغطاء العربي للجولة الجديدة. وبدأ بعض الكتاب يتحدثون عن المستقبل، وكأنه ليس هناك ماض، وكأننا نبدأ من نقطة الصفر. في هذه الأجواء تحدثت الأنباء عن معالم الفخ الجديد الذي أعده نتنياهو للمفاوض الفلسطيني، وهو يتمثل في عرض يستهدف التوصل إلى إعلان مبادئ وليس اتفاق سلام نهائي شبيه باتفاق أوسلو عام 1993، بمقتضاه تنسحب إسرائيل من مساحة 90٪ من الضفة لا تدخل فيها القدس الشرقية، كما يتم إخلاء 50 ألف مستوطن من قلب الضفة إلى الكتل الاستيطانية، ونقلت الصحف عن مصادر نتنياهو قوله إن العرض « واسع ومغر » للفلسطينيين، لأنه يمنحهم مساحة واسعة من الضفة مع إخلاء عدد كبير من المستوطنات، دون أن يلزمهم بالتوقيع على إنهاء الصراع، أو بوقف مطالبتهم بالجزء المتبقي من الضفة الغربية والقدس. وفي حالة القبول بذلك العرض فإن إسرائيل سوف تقدم بعض التسهيلات المتعلقة بالإعمار والنهوض الاقتصادي للسلطة الفلسطينية في الضفة. الفكرة الأساسية لمشروع نتنياهو تنطلق من ارتهان الضفة والمساومة عليها، بعد اقتطاع أجزاء منها بحجة الحفاظ على أمن إسرائيل. وفي وقت سابق فعلها نتنياهو حين عرض إقامة دولة فلسطينية مؤقتة على مساحة 60٪ من الضفة. وكان أرييل شارون قد عرض على الفلسطينيين إقامة دولتهم على 42٪ من الضفة، وفعلها إيهود باراك حين كان رئيسا للوزراء ومن بعده إيهود أولمرت. لا يشك أحد في أن عرض نتنياهو خال من البراءة، وأنه لجأ إلى الخداع والاحتيال في المشروع الذي قدمه. ذلك أنه يتلاعب فيه بالأرقام بحيث يضلل قارئها دون أن يكون محيطا بدلالاتها. فهو حين يتحدث عن 90٪ من الضفة فإنه يحذف منها القدس الكبرى ومنطقة اللطرون الواقعة بين خطي الهدنة والبحر الميت وغور الأردن. وهذه المساحات المحذوفة تشكل 40٪ من مساحة الضفة التي تبلغ 5800 كيلومتر مربع. وحين يتحدث عن إخلاء 50 ألف مستوطن، فإنه يتحدث عن 13٪ فقط من المستوطنين، بما يعني أن 87٪ من أولئك المستوطنين سيبقون في أماكنهم، 40٪ منهم في القدس و47٪ في قلب الضفة. وحين رجعت إلى الدكتور سلمان أبو ستة رئيس هيئة أرض فلسطين والدكتور خليل تفكجى مسؤول الإحصاء في الأرض المحتلة، فإنهما قالا لي إن المساحة الحقيقية التي يعرضها نتنياهو على الفلسطينيين لإقامة دولتهم الممزقة والمجردة من السلاح لا تتجاوز في حقيقة الأمر 12٪ من مساحة الضفة الغربية. أخطر ما في هذا العرض أنه يعرض حلا للاتفاق على مبادئ جديدة في علاقة الطرفين، في حين يرحل إلى المستقبل ملف القدس وبقية القضايا المختلف عليها، وهذا الحل يخفى في طياته سعيا لجعل الحل الانتقالي المقترح بمثابة حل طويل الأجل ونهائي يقام بقوة الأمر الواقع في نهاية المطاف. وثمة تقارير صحفية تعتبر أن سعي نتنياهو إلى فكرة الحل الانتقالي يخفى شعورا بالقلق في أوساط اليمين الإسرائيلي من عودة فكرة الدولة الواحدة على جدول الأعمال، بعد فشل الجهود الرامية للتوصل إلى حل الدولتين. 4 ثمة ثلاث مشكلات أساسية تواجه المفاوض الفلسطيني والأطراف العربية التي تسانده في تكرار تجربة المفاوضات المباشرة، هى: – أن الطرف الفلسطيني وقع في فخ تفكيك القضية، وتحويلها إلى مجموعة ملفات تتعلق بالحدود والمياه والمستوطنات وغير ذلك. وهى ورطة تتعامل مع الضفة الغربية باعتبارها أرضا متنازعا عليها فيما وصف بأنه صراع بين حقين، أحدهما للفلسطينيين والآخر للإسرائيليين. وذلك وضع مخالف تماما للحقيقة ولقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن. ذلك أن القضية في جوهرها لها ملف واحد وتختزلها كلمة واحدة هي « الاحتلال »، أما الدخول في متاهة التفاصيل والاستدراج إلى مناقشتها، فإنه يعد استسلاما للفخ ووقوعا في براثنه. – المشكلة الثانية أن الطرف الفلسطيني يخوض المفاوضات دون أن تكون لديه خيارات أخرى. بمعنى أنه مضطر للاستمرار في المفاوضات حتى وإن لاحقها الفشل في كل مرة. ذلك أن من أهم مصادر قوة أي طرف مفاوض أن تتوافر له خيارات أخرى غير التفاوض مثل حل السلطة أو إعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد. أو قطع المفاوضات والانضمام إلى معسكر المقاومة، وأن يعي الطرف المقابل ذلك. لأن معادلة ميزان القوى بين الأطراف المتقابلة في عملية التفاوض تتأثر إيجابا وسلبا بمدى توافر هذه الخيارات من عدمها.. وإذا انحصرت الخيارات بمسار التفاوض فقط، وأصبح ذلك هو المسار الوحيد المتاح، فإن الطرف المفاوض يخسر جل وضعيته التفاوضية أمام الطرف المقابل، الذي سيوظف انعدام الخيارات هذا كأداة ضغط فعالة للحصول على تنازلات قيمة. وهذا الكلام ليس من عندي، لكنني اقتبسته من ورقة حول المأزق الفلسطيني العربي في المفاوضات، قدمها قبل ثلاث سنوات إلى ندوة مركز الخليج للدراسات بالشارقة الدكتور علي الجرباوي، حين كان أستاذا للعلوم السياسية بجامعة بير زيت، وقبل أن يصبح وزيرا في حكومة رام الله. – المشكلة الثالثة أن الطرف الفلسطيني يخوض المفاوضات بلا ظهير عربي يؤمنه ويشد من أزره. أعنى بذلك حالة الوهن المخيمة على الأنظمة العربية التي أفقدتها القدرة على تبني موقف مستقل يرعى المصالح العليا للأمة. وهى التي حولت العواصم العربية الكبرى (نسبيا) إلى وسيط يضع استرضاء الولايات المتحدة ضمن أولوياته. ومن ثم فإنها تحولت إلى عبء على القضية بدلا من أن تكون داعمة ورافعة لها، وبالتالي أصبحت الحالة العربية الرسمية نقطة الضعف الأساسية التي تحسب على القضية وليس لصالحها. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 أوت  2010)


اتهم مصر بانحيازها لعباس ضد حماس القدومي: السلطة ذاهبة للمفاوضات


قال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي إن السلطة الفلسطينية ستذهب إلى المفاوضات المباشرة, واتهم مصر بعدم الحياد في وساطتها لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وقال القدومي في تصريح لصحيفة الغد الأردنية إن السلطة الوطنية ستذهب إلى المفاوضات المباشرة « لأنها لا تملك خياراً آخر »، متوقعاً فشل هذه المفاوضات بسبب « غياب المرجعية السياسية ». وأضاف أن المفاوضات المباشرة تلقى معارضة من داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح), إضافة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبقية الفصائل الفلسطينية والمستقلين, مشيرا إلى أن « الاحتقان في الساحة الفلسطينية قد يتطور إلى انتفاضة جديدة ». وأشار القدومي إلى أنه « لم تعلن أي دولة عربية حتى الآن -باستثناء سوريا- معارضتها للانتقال إلى المفاوضات المباشرة ». حياد مصر من جهة أخرى اتهم رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير مصر بعدم الحياد في توسطها بموضوع المصالحة الفلسطينية الداخلية لإنهاء الانقسام. وقال إن مصر تقف إلى جانب السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، خاصة فيما يتعلق بالحوار بين حركتي فتح وحماس. وأضاف القدومي أن عدة عوامل قد تمنع المصالحة لأعوام قادمة، أبرزها « الاختلاف بين من يمسك السلاح ومن لا يريد استخدامه »، والتنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي، والحصار على قطاع غزة. المصدر:قدس برس (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 أوت  2010)


استطلاع لرأي الأوروبيين بالإسلام


خالد شمت–برلين أطلقت جامعة مونستر الألمانية استطلاعا ميدانيا موسعا للرأي يهدف للتعرف على مواقف آلاف المواطنين الأوروبيين من الدين الإسلامي والمنتمين إليه. ويشمل هذا الاستطلاع -الذي يعد الأكبر من نوعه بأوروبا- المواطنين من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية والوظيفية والاجتماعية، في الدانمارك وهولندا وفرنسا وهولندا والبرتغال وألمانيا. وكلفت الجامعة الواقعة غربي ألمانيا معهد « تي أن أس إيمنيد » المتخصص في قياس اتجاهات الرأي العام بإجراء الاستطلاع، الذي سيناقش المستطلعين في آرائهم وتصوراتهم الشخصية حول قضايا متعلقة بالإسلام توصف بأنها مثيرة للجدل ومهيجة للرأي العام الأوروبي. ويسعي الاستطلاع للتعرف على آراء المشاركين فيه حول « كيفية التعامل مع التنامي الكبير لأتباع الدين الغريب داخل محيطهم الأوروبي » وتصورات المستطلعين للأطر القانونية أو القواعد الرسمية المطلوبة للتعاطي مع ما طرأ على مجتمعاتهم من تنوع ثقافي يمثل الإسلام أبرز معالمه. قضايا خلافية وتتطرق الأسئلة إلي الآراء المستطلعين بشأن قضايا تعتبر خلافية في مجتمعاتهم، مثل ملاءمة الإسلام للواقع الأوروبي والمدى المطلوب من مسلمي أوروبا للتأقلم مع محيطهم، وأيهما -الإسلام أو المسيحية- الأكثر ارتباطا بمصطلحات متداولة أوروبيا على نطاق واسع مثل التعصب والاستعداد للسلام والتمييز ضد المرأة واحترام حقوق الإنسان والحريات الدينية. وقال المشرف على الاستطلاع والأستاذ بقسم الدين والسياسة بجامعة مونستر ديتليف بولك « إن الاستطلاع سيركز بشكل خاص علي مخاوف الأوروبيين من المظاهر الغريبة كبناء المساجد والمآذن، ويقارن مواقف المستطلعين من الإسلام بتصوراتهم تجاه أديان ومعتقدات أخرى هي اليهودية والمسيحية والبوذية والهندوسية والإلحاد ». كما تتعرض أسئلة الاستطلاع لتصورات الأوروبيين حول الاختلافات الثقافية والدينية الموجودة في دولهم وآرائهم في الممارسات العملية للشعائر الدينية ودرجة التسامح المطلوب تجاه الآخر المخالف دينيا. ويطرح الاستطلاع -الذي ستعلن نتيجته نهاية العام الجاري- على المشاركين فيه سؤالا حول مستوى علاقاتهم بأتباع الديانات المخالفة لمعتقداتهم، ودور هذه العلاقات في إزالة الصور النمطية السلبية والأحكام الجزافية المسبقة عن الآخر لاسيما المسلمين. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 أوت  2010)


نتنياهو يتطلع لعلاقات افضل مع اليونان.. وحملة صربية ضد ‘التدخل التركي’ في البوسنة اوباما هدد اردوغان بمنع صفقات اسلحة ما لم تغير تركيا لهجتها تجاه اسرائيل وايران


8/17/2010 لندن ـ ‘القدس العربي’: هدد الرئيس الامريكي باراك اوباما شخصيا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، بأنه ما لم تظهر تركيا اي تغيير في موقفها تجاه إسرائيل وإيران فلن تحصل على الاسلحة التي ترغب بشرائها من الولايات المتحدة مثل المقاتلات المجهزة بالصواريخ ‘ريبير’ المهمة في مواجهات الجيش التركي مع حزب العمال الكردستاني. وتحاول تركيا الحصول على الاسلحة هذه تحسبا لمواجهات مع المتمردين الاكراد وحماية لحدودها الشمالية مع العراق في ضوء الخطط الامريكية لانهاء وجودها العسكري المعلن في العراق بنهاية عام 2011. ونقلت صحيفة ‘فايننشال تايمز’ البريطانية عن مسؤول اميركي كبير قوله ان الرئيس اوباما ابلغ اردوغان ان بعض المواقف التي اتخذتها تركيا اثارت اسئلة ستتم مناقشتها في الكونغرس. واضاف المسؤول طالبا من الصحيفة عدم ذكر اسمه ان هذه الاسئلة تتعلق بـ’ما اذا كان بامكاننا ان نثق بتركيا كحليف’، مما يعني انه سيكون من الصعب ‘علينا التحرك داخل الكونغرس لتلبية بعض الطلبات التي تقدمت بها تركيا إلينا مثل تزويدها ببعض الأسلحة التي تريدها في قتال حزب العمال الكردستاني’. وجاء التحذير الامريكي نتاجا لما تسميه الصحيفة احباطا في الادارة الامريكية من قيام تركيا بالتصويت ضد قرار العقوبات الذي فرضه مجلس الامن على ايران، حيث عبرت تركيا عن غضبها من رفض امريكا التي وقفت بشدة وراء عقوبات حزيران (يونيو) المبادرة التي قام بها شخصيا اردوغان والرئيس البرازيلي سيلفا دي لولا. وكشفت الصحيفة ان التحذير الامريكي جاء على هامش لقاء تم بين اوباما واردوغان اثناء اجتماعات قمة مجموعة العشرين في الشهر نفسه بمدينة تورونتو الكندية واخبر اوباما اردوغان ان تركيا لم تتصرف كحليف عندما صوتت ضد القرار في الامم المتحدة وطالب اوباما رئيس الوزراء التركي بتخفيف لهجة تركيا حول الغارة الإسرائيلية التي قتلت تسعة أتراك على متن سفن الحرية التي كانت تحمل معونات إلى قطاع غزة. ومع ان الدولتين فيما بعد تعاونتا في الجهود من اجل حل الجمود السياسي في العراق والمساعدة في تشكيل الحكومة العراقية الا ان المسؤول قال ان الاتراك كان يجب ان توجه لهم رسالة التحذير من اجل التعامل مع قضايا الامن القومي بجدية. مشيرا الى ان واشنطن تراقب في الوقت الحالي تصرفات تركيا وستقوم فيما بعد بتقييم الامر وان كانت هناك مواقف كافية من اجل الدفع للامام بالمطلب التركي وتقديمه للكونغرس. وتشيرالصحيفة الى ان القانون الأمريكي يقضي باخبار الإدارة للكونغرس قبل 15 يوما من عقد صفقات كبيرة لبيع أسلحة إلى حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وعلى الرغم من انه لا يوجد ما يمنع من الناحية التقنية والقانونية عقد صفقة الأسلحة مع تركيا، إلا أن وجود مقاومة لها في الكونغرس قد يدفع الإدارة للتخلي عن الصفقات غير المرغوب فيها سياسيا. وتحاول تركيا الحصول على طائرات بدون طيار منذ عدة اعوام الا ان الامر بات ملحا في ضوء الخروج الامريكي من العراق والتوتر مع اسرائيل. ويقول مسؤولون اتراك ان التعاون العسكري مع الولايات المتحدة لم يتأثر حتى الان ولكنهم رفضوا تقديم معلومات عن اية صفقات وختمت الصحيفة قائلة ان الإدارة الأمريكية لم تخطر الكونغرس هذا العام حتى اليوم بأي مبيعات كبرى من الأسلحة لتركيا. ومع تفاقم الخلافات بين اسرائيل وتركيا، قام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس بزيارة لليونان، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي إلى اليونان. وتأتي زيارة نتنياهو لاثينا التي تستمر يومين بعد زيارة قام بها لاسرائيل رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو بعد هجوم شنته اسرائيل على اسطول مساعدات بحري كان في طريقه الى غزة وادى الى قتل تسعة اتراك وتسبب في توتر علاقات اسرائيل مع انقرة. ومن المقرر ان يكون نتنياهو وباباندريو بحثا عملية السلام في الشرق الاوسط وتحسين العلاقات التجارية والدفاعية وسط اجراءات أمنية مشددة. وتم نشر مئات من قوات الشرطة الاضافية على امتداد طريق المطار السريع ووسط العاصمة أثينا الذي أغلق. وقال مسؤول اسرائيلي كبير مسافر مع نتنياهو ‘هناك دفء جديد في العلاقات الاسرائيلية اليونانية’. واليونان حليف تقليدي للدول العربية منذ فترة طويلة ولم تقم علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل الا في عام 1990 فقط بعد الدول الاوروبية الاخرى واشارت في الاونة الاخيرة الى رغبة في توثيق العلاقات وزيادة دورها في دبلوماسية الشرق الاوسط. وقال مسؤول يوناني ‘اليونان مستعدة لمساعدة الجانبين (الاسرائيلي والفلسطيني) في ان يتقاربا ويحلا مشاكلهما’ وقال مكتب باباندريو انه تحدث هاتفيا مع الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري حسني مبارك قبل زيارة نتنياهو. والعلاقات بين اليونان وتركيا متوترة بشكل تقليدي ووصلت الدولتان الى شفا الحرب عدة مرات اواخر القرن العشرين. وتحسنت العلاقات بشكل كبير في السنوات الاخيرة ولكن التناحرات القديمة مازالت موجودة. وربط مراقبون زيارة نتنياهو بحملة ضد تركيا، تضمنت استنكار مسؤول صربي بوسني ما وصفه بـ’التدخل التركي في البوسنة’. وندد زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديتش اثناء زيارة رسمية الى اسرائيل، بالتدخل التركي في الشؤون السياسية البوسنية متهما انقرة بالتدخل لصالح المسلمين، كما ذكرت الاذاعة الوطنية البوسنية امس. وقال للاذاعة غداة لقائه وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ‘نحن نرى ان تركيا تريد بوسنة موحدة ومركزية ولكن على قياس شعب واحد’. واضاف رئيس وزراء الجمهورية الصربية (صرب البوسنة) دوديتش انه قال لليبرمان ان شعبه يشعر ‘بوجود تركي قوي في البوسنة والهرسك سببه الوحيد دعم المسلمين البوسنيين من دون رغبة في فهم الظروف التي توجد فيها البوسنة’. وتابع ‘قلت للوزير (الاسرائيلي) انه لا يمكننا ان نقبل بلعب تركيا دور الوسيط’ من دون ان يقدم مزيدا من التفاصيل. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 أوت  2010)


سلاح الجو الإسرائيلي يضع توجيهات جديدة في أي نزاع مقبل مع حزب الله وحماس


8/17/2010 تل أبيب- وضع سلاح الجو الإسرائيلي توجيهات جديدة للطيران في الأجواء الإسرائيلية أثناء أية حرب مقبلة مع حزب الله وحماس ،ستشهد إطلاق ملايين إن لم يكن آلاف الصواريخ والصواريخ الاعتراضية. وذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية الثلاثاء أن سلاح الجو أجرى بالاشتراك مع قسم الدفاع الجوي المسؤول عن تشغيل أنظمة الدفاع الصاروخي مثل حيتس وباتريوت وقريباً القبة الحديدية، دراسة لوضع توجيهات جديدة للطيران في حال نشوب حرب مقبلة مع حزب الله وحماس. وبعد إتمام الدراسة، وضع سلاح الجو الإسرائيلي توجيهات جديدة من ضمنها الارتفاع المحدد للطيران. وسيتم نشر صواريخ اعتراضية في المناطق التي لا تشكل خطراً على الطائرات الإسرائيلية. وأدخل سلاح الجو أنظمة اتصالات خاصة جديدة لزيادة قدرة مشغّلي أنظمة الدفاع الصاروخي على تحديد الأجسام الأخرى الموجودة في الأجواء. وقال مسؤول رفيع المستوى في سلاح الجو الإسرائيلي إن السماء ستكون مكتظة في النزاع المقبل ونحتاج إلى تعلّم كيفية تشغيل كل شيء في الوقت نفسه. وفي غضون ذلك، يجري جيش الاحتلال الإسرائيلي محادثات مع وزارة الدفاع في ما يتعلق بموعد نشر منظومة القبة الحديد في الأشهر المقبلة، ومواقع نشرها. وأشارت الصحيفة إلى ان أحد الاحتمالات التي يدعمها الجيش هي نشر البطاريات فوراً على الحدود مع قطاع غزة حيث تنطلق معظم الصواريخ على إسرائيل هذه الأيام. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 أوت  2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.