TUNISNEWS
8 ème année, N° 3106 du 23 .11.2008
تونس نيوز: رفع إلتباس وتوضيح لقرائنا الاعزاء
النفطي حولة :أطفال غزة يستغيثون ياعرب
حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: من يريد .. موت عبد اللطيف بوحجيلة .. !
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:بعد احتجازه 9 ساعات في محلات البوليس السياسي : تهديد الصادق شورو بإعادته للسجن ..!
حــرية و إنـصاف: جواز السفر حق دستوري غير قابل للمساومة
حــرية و إنـصاف: ورد علينا البيان التالي من الآنسة غزالة المحمدي ننشره كاملا: بيان إلى الرأي العام
كلمة:منظّمة « ريبريف » تبحث عن ملجأ للتونسيين
المعطلون عن العمل والمتضررون بسبب الاستخدام الفاسدللسلطة
عريضة مفتوحة الى حين مصادرة املاك الصادق القربي و محاكمته: تحيين عريضة
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:بيــــــــــــــــــــــــــــــــان
لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس :الحرب على المحجبات تستعر في الأسواق والطرقات التونسية
معز الجماعي: سيدي بوزيد:إعتقال عدد من أعضاء الديمقراطي التقدمي
غزالة محمدي: بيان إلى الرأي العام
السبيل أونلاين : السلطة التونسية تتدخل بشكل سافر في شؤون »حركة الديمقراطيين الإشتراكيين »
كمال القابسي: تحية و تصحيح إلى الأستاذ نور الدين ختروشي
رياض حجلاوي: سيادة الوزير أين واقع حقوق الانسان في تونس من محاضرتك؟
د.خــالد الطـراولي: كلمة حـق نصدع بهــا…في انتظار الجواب !!!
الصباح: الاتحاد العام لطلبة تونس في السبعينات… السلطة.. الحزب… ومؤتمر قربة
الشرق الأوسط:قيادي في «النهضة» التونسية لـ «الشرق الأوسط»: استوعبنا الدرس ومستعدون للحوار
الشرق الأوسط:والد محكوم بالإعدام في قضية إرهاب: طردته من البيت لكنني الآن مشتاق لرؤيته
خميس بن بريّك : المشاهدون يقاطعون فيلما يهوديا بافتتاح مهرجان بتونس
رويترز: تونس تستضيف مؤتمرا لمناقشة قضايا الشباب في العالم الاسلامي
الصّباح: في يوم دراسي بالمعهد الأعلى للقضاء: مزيد تدعيم الضمانات للمتّهم وتطوير وضعية الموقوفين وتيسير شروط الإدماج
الأستاذ محمّد العيد الأدب:الحرمة الجسدية وكرامة الإنسان في النظام القضائي التونسي (1 و 2)
ا ف ب: فرنسا تعيد لتونس قطعة مصوغ نادرة
نزار شقرون:سهام بلخوجة ترقص على صراط الإسلام المتشدّد في تونس
الأستاذ الدكتور محمود الذوادي : في غياب طريق تطبيع العلاقة مع اللغة العربية بالمجتمع التونسي (1 من 3)
الصباح: »تسونامي » المسلسلات التركية يجتاح فضائياتنا… فهل نستفيد؟
محمد العروسي الهاني: حترام الموطن و الاصغاء اليه و العناية بمشاغله مؤشر تقدم الشعوب في العالم
طارق الكحلاوي: »فريق المتنافسين ».. الأسطورة والتاريخ والواقع
د. أحمد القديدي : مادلين أولبرايت تحاكم عهد بوش
فالح عبد الجبار: سحــــــر القادم
د. محمد نور الدين : مهزلة الحجاب المستمرة في تركيا
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
manfiyoun@gmail.com
تونس نيوز: رفع إلتباس وتوضيح لقرائنا الاعزاء
وصلتنا عديد الرسائل الإلكترونية من قرائنا الاعزاء تنبهنا إلى وصول رسائل إلكترونية فاضحة ومخلة بالحياء إلى عناوينهم وتحمل هذه الرسائل توقيع موقعنا الإلكتروني ( تونس نيوز ) ونحن إذ نعتذر لقرائنا الكرام على هذا الإزعاج الحاصل فإننا نذركهم بأن الأمر الحاصل كان خارج نطاقنا وما أن علمنا بذلك تدخل الفريق التقني لإيقاف المهزلة وسد الباب امام العابثين والمتربصين بموقعنا راجين من قرائنا المخلصين تفهم الأمر واليقضة حتي يساعدوننا على إفشال محاولات أعداء الكلمة الذي كرسوا جهدهم لمحاربة المواقع الجادة التي تقض مضاجعهم وتفضح تجاوزاتهم وأملنا في غيرة قرائنا وإلتفافهم لحماية جهدنا حتي تستمر المسيرة بثبات.
مع تحيات أسرة تونس نيوز
النفطي حولة :أطفال غزة يستغيثون ياعرب
بقلم : النفطي حولة : بتاريخ: 24 نوفمبر 2008 ما يزال الكيان الصهيوني الغاصب مستمرا في عدوانه البربري على شعبنا العربي الفلسطيني وما زال الحصار يفتك بأهلنا في غزة لم ينقطع بل وزادت حدته وبشاعته وفضاعته أمام مرأى ومسمع من العالم كله .فها هم أطفال غزة يبكون ويستغيثون ياعرب . إنهم لم يطالبوا بالسلاح لرد كيد المعتدين وجرائمهم لان ذلك من شانه أن يعرضهم إلى وصفة أصبحت جاهزة ضد العرب وهي تهمة الإرهاب فيوضعون تحت رحمة البند السابع من السيئ الصيت الذي لم يكن غير نذير شؤم عليهم وعلى الأمة العربية في عصر العربدة الصهيوامريكية . إنهم لم يطالبوا بانعقاد ما يسمى بمجلس الأمن لعلمهم بأنه أداة طيعة بيد القوى العظمى وعلى رأسها أمريكا عدوة الشعب والوطن والأمة . إنهم لم يطالبوا بمحاسبة العدو على جرائمه الوحشية لأنهم يعلمون علم اليقين أن الأعداء حلفاء العدو الصهيوني هم من يخططون ويساعدون العدو الصهيوني ويساندونه في السر والجهر ليبقى أطفال غزة يبكون ويقتلون ويشردون . إنهم لم يطالبوا من الحكام العرب بانعقاد القمة العربية لأنهم حسبوها ماتت مع الأموات واعتبروها صفحة قد طواها التاريخ . فهي التي عودتنا على أن برقيتها لا تصل حتى إلى أهل البيت في ظل هذا الزمن الرديء حيث أصبحت تستعمل مطية لتشريع وتبرير العدوان والاستسلام بعد أن كانت في ظل الثورة الناصرية ترفض الصلح والتفاوض والاعتراف بالعدو . هذا زمن التواطىء العربي الرسمي الذي ما بعده تواطئا . فهذا زمن العجز التام للأجهزة والمؤسسات العربية الرسمية . انه العجز التام الذي أصاب الجسم العربي في نسيجه الاجتماعي فانحل وأصبح لا يبالي بأواصر الأخوة والتضامن فساد الجسم الشلل التام وكأن الدم الذي يجري في عروقه أصبح ماء.فعم العجز كل المنظمات والأحزاب والجمعيات . فهؤلاء الأطفال لم يطالبوا إلا بقليل من الدواء وما قل من الغذاء . فهل مات فينا الضمير حيا أيها العرب ؟ أم هو ميت من قبل وهو في غرفة الأموات ينتظر الجنازة كي تمر أيها العرب ؟ هل ماتت في الأمة الصحوة فلم تعد تستجيب لنداء الصبية وهم يبكون ويصرخون مستنجدين بأبناء عمومتهم؟فهل ماتت فينا روح الشهامة والمروءة والرجولة لنصرة أهلنا الغزويين وهم يعيشون في الظلام الدامس بدون ماء ولا كهرباء ولا طحين ؟فهل يعاقب الأطفال والشيوخ والنساء لأنهم غزويون ؟ فهل يعاقب الأطفال لان آباءهم لربما أدلوا بأصواتهم لفائدة حركة حماس كتصويت عقابي لحركة فتح بعد ما استشرى فيها الفساد المالي واستغلال السلطة والنفوذ ؟ ما ذنب الغزويين حتى يحرموا من الغذاء والماء والدواء والكهرباء وتغلق في وجوههم كل سبل النجاة والحياة ؟ فما بال هذا العالم الذي يزعم انه حر ويريد أن يعلمنا الديمقراطية كأسلوب في الحكم وحقوق الإنسان كشريعة لا يقبل بنتائج انتخابات ديمقراطية فازت فيها حركة حماس باعتراف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر الذي اشرف بنفسه على الانتخابات الأخيرة للمجلس التشريعي الفلسطيني حيث ترأس لجنة تحقيق دولية محايدة ومستقلة ؟ فهل يعاقب الشعب على انه اختار بصفة ديمقراطية وبالأغلبية حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي الأخيرة ؟ فلماذا تتشدق أمريكا بالديمقراطية وحقوق الإنسان ولا تقبل الاختيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني ؟ فلماذا تتشدق أمريكا بالديمقراطية وحقوق الإنسان وهي التي تقتل أهلنا بالعراق وتمد الكيان الصهيوني في العلن قبل السر بأحدث أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ؟ ولماذا أوروبا التي لازالت تتغنى بالديمقراطية لا ترى إلا من زاوية واحدة ولا تكيل إلا بمكيال واحد؟ ببساطة كلنا يعلم ويعرف الجواب فنقول إن ذلك كله من اجل مصلحتهم فأمريكا وأوروبا لا يبحثون إلا على مصالحهم فيحافظون على اختلال التوازن في العالم ليتمكنوا من السيطرة والنفوذ فزرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي لفصل مغربه عن مشرقه هو من صنع الاستعمار قديما وحديثا أوروبيا وأمريكيا . ويزداد الطين بلة انسجام الطبقة الحاكمة العربية مع الاستعمار والامبريالية للحفاظ على السلطة فيأتمرون بأوامره ولا يعصون له أمرا . فهذه الأنظمة قد دخلت في حالة موت سريري وبقيت محافظة فقط على سنتها الحميدة في الاستبداد بالحكم والإنفراد بالسلطة . فحصار غزة هوعربي بامتياز قبل أن يكون صهيونيا وأمريكيا . فها هو نظام مبارك ينصاع لأوامر أسياده الأمريكان ولا يرتضي فتح معبر رفح إلا بعد استشارة الكيان الصهيوني وبعد إن يبلغ الحصار ذروته في التنكيل بأهلنا . فلو كان شعبنا العربي في مصر يمارس سيادته على أرضه على الوجه الأكمل ولم يقيده نظام -كامب دافيد- بالحديد والنار دفاعا عن اتفاقية الاستسلام التي وقعها مع العدو لكان الحل طبيعيا وهو تحطيم الحدود الوهمية وتكسير البوابات بين مصر وفلسطين كخطوة طبيعية تتماهى مع الوجود القومي للشعبين . ولو كان شعبنا في مصر حرا وغير مكبل باتفاقية الخزي والعار التي أمضاها المقبور السادات ودعمها نظام مبارك العميل لانقض على الأسلاك الشائكة بنواجذه يقطعها إربا إربا وخرج لنجدة إخوانه بكل ما يملك كما رأيناه في أحلك أيام الحصار لما هجم الشعب الفلسطيني من غزة في خطوة غير مسبوقة يحطم الحدود. ولو كان شعبنا في الأردن غير مقيد باتفاقية وادي عربة لهب تلقائيا دون أن تطارده عساكر النظام . ولو كان شعبنا العربي في كل قطر لا يرزح تحت سطوة الاستبداد والدكتاتورية وغير مكبل بقيود العساكر والبوليس والأجهزة القمعية ولا يعيش الخصاصة والحرمان لهب لإخوانه يناشدونهم ويشدون آزرهم فيفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم . ولو كان شعبنا العربي غير محكوم بالقبضة الأمنية من طرف سجانيه على امتداد الوطن العربي سجانا يمسك سجانا لالتحم الشعب العربي من المحيط إلى الخليج كالموج الهادر يمسح الدموع عن أطفال غزة وهم يستغيثون .فهل من صرخة غضب واحدة أيها العرب لكي نرجع البسمة لأطفال غزة ؟ فهل من وقفة عزة ياعرب لأطفال غزة وهم يستنجدون و يناشدون ؟ فهل من مجيب ؟ فهل من ملب ؟ فهل من حبيب ؟
أنقذوا حياة عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 ذو القعدة 1429 الموافق ل 23 نوفمبر 2008
أخبار الحريات في تونس
1) اعتقال سبعة من مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي بولاية سيدي بوزيد: قام مناضلو الحزب الديمقراطي التقدمي بولاية سيدي بوزيد حوالي منتصف نهار اليوم الأحد 23/11/2008 بوقفة احتجاجية أمام مقر الولاية للمطالبة بإطلاق سراح سجين الرأي وحيد ابراهمي عضو الشباب الديمقراطي للحزب المذكور المعتقل حاليا بسجن المرناقية بمقتضى قانون الإرهاب اللادستوري و قد تدخل أعوان البوليس السياسي لتفريق المحتجين و اعتقل سبعة منهم هم السادةمحمود غزلاني عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي و الهادي خليفي كاتب عام فرع الرقاب و الأعضاء علي البوعزيزي و لسعد بوعزيزي وعبدالقادر النصيري و العياشي عبدالرزاق و الشاب سفيان و اقتيادهم إلى منطقة الشرطة و لم يقع إطلاق سراحهم إلى ساعة متأخرة من الليل. و حرية و إنصاف تدين بشدة اعتقال المحتجين و تساندهم في مطلبهم إطلاق سراح سجين الرأي وحيد ابراهمي و تطالب بإطلاق سراحهم فورا. 2) طالبان يشنان إضرابا عن الطعام بسجن المرناقية: يواصل الطالبان أنيس بن فرج و زهير الزويدي المعتقلان حاليا بسجن المرناقية إضرابهما المفتوح عن الطعام لليوم السادس على التوالي للمطالبة بإطلاق سراحهما. و حرية و إنصاف تطالب بإطلاق سراح الطالبين أنيس بن فرج و زهير الزويدي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
“الحرية لجميع المساجين السياسيين “
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 23 نوفمبر 2008
من يريد .. موت عبد اللطيف بوحجيلة .. !
بلغ الإضراب عن الطعام الذي يشنه السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة ، منذ حوالي 7 أسابيع ، مرحلة حرجة أصبحت تهدد حياته .. و رغم حملة التعاطف الوطنية و الدولية الواسعة التي حظي بها و المساندة الكبيرة لمطالبه المشروعة في التمتع بحقوقه الدستورية في السفر و العلاج ، لا تزال الجهات المعنية تصم آذانها عن النداءات المطالبة بإنقاذ حياته و تمكينه من أبسط حقوقه الشرعية و هي مداواته من آثار سنوات التنكيل التي عاشها في سجون الظلم و ما عاشه فيها من عشرات الإضرابات عن الطعام لتحقيق ذات المطالب التي يعرض اليوم حياته للخطر من أجلها . والجمعية إذ توجه نداء عاجلا لإنقاذ حياة عبد اللطيف بوحجيلة الذي لم تنته معاناته بمغادرة السجن ، حيث كان السجين السياسي الذي خاض أكثر إضرابات الجوع طولا ، فإنها تحمل الجهات التي تصر على تجاهل مطالبه المشروعة المسؤولية كاملة عن أي ضرر يهدد حياته و تطالب السلطات المعنية برفع المظالم المسلطة عليه و المسارعة بمعالجته ، على نفقة الدولة ، ..قبل فوات الأوان .. ! عن لجنة متابعة أوضاع المسرحين نائب رئيس الجمعية الأستاذ عبد الوهاب معطر
تسربت أخطاء عديدة للبيان المنشور يوم 21 نوفمبر 2008 بخصوص احتجاز السيد الصادق شورو لذلك نعيد نشره ، مع الإعتذار .
« الحرية لجميع المساجين السياسيين » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين نهج الجزيرة تونس 43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 21 نوفمبر 2008 بعد احتجازه 9 ساعات في محلات البوليس السياسي : تهديد الصادق شورو بإعادته للسجن ..!
لم يكد يمر أسبوعان على الإفراج عن السيد الصادق شورو ( الرئيس الأسبق لحركة النهضة ) حتى بدأ مسلسل المضايقات
مؤكدا ما كان يخشاه كل الملاحظين من تواصل سياسة القتل البطيء التي سلطت على مساجين العشريتين عبر الحرمان من العمل و العلاج و استئناف الحياة الطبيعية .. فقد عمد أشخاص بالزي المدني ، يعتقد أنهم من البوليس السياسي إلى احتجاز السجين السياسي السابق الصادق شورو بمنطقة الشرطة ببنعروس حيث قام مسؤول تم استقدامه من إدارة أمن الدولة بمساءلته حول التصريحات التي أدلى بها للصحف و المواقع الإلكترونية بعد الإفراج عنه ، و التنبيه عليه بعدم ممارسة أي نشاط سياسي و بعدم استقبال أعضاء هيئة 18 أكتوبر ، كما تم إعلامه بأن تنظيمه لأي احتفال بالإفراج عن آخر دفعة من المساجين الإسلاميين سيعد عقدا لاجتماع غير مرخص فيه و مخالفة لموجبات السراح الشرطي تستوجب إعادته للسجن .. و قد عمد المسؤول الأمني إلى تهديد الصادق شورو بالإعتداء عليه بالعنف بعد رفضه الإمضاء على محضر تنبيه ، و قد امتنع الصادق شورو عن مواصلة الحديث مع مخاطبه بعد أن تعمد الإعتداء عليه لفظيا ، مكتفيا باتأكيد على أنه يرحب بالسجن إن كان ذلك ضريبة تمسكه بحقوقه ، و قد تم الإفراج عن السيد الصادق شورو على الساعة السادسة من مساء اليوم بعد 9 ساعات من الإحتجاز التعسفي .. ! و إذ تطالب الجمعية بوقف اضطهاد السجين السياسي السابق و الرئيس الأسبق لحركة النهضة السيد الصادق شورو و تعتبر ذلك إمعانا في انتهاك حقوق السجناء السياسيين المسرحين المكفولة بالدستور و المواثيق الدولية و قوانين البلاد فإنها تجدد الدعوة للتخلي عن سياسة إطلاق أيدي البوليس السياسي للإعتداء دون رقيب و لا حسيب على أمن المواطنين و حرياتهم .. !
عن لجنة السجناء المسرحين رئيس الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي
أنقذوا حياة عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 ذو القعدة 1429 الموافق ل 23 نوفمبر 2008
جواز السفر حق دستوري غير قابل للمساومة
تم يوم السبت 22 نوفمبر 2008 تمكين السيدة منجية بن عرفة زوجة المهندس حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف و ابنته الآنسة تسنيم حمزة من حقهما الدستوري في جواز السفر بعد مرور خمسة أشهر من تقديمهما لمطلب في الغرض الأمر الذي يفتح الطريق أمام السيدة منجية لزيارة أقاربها في الخارج و الآنسة تسنيم لمواصلة دراستها في المدارس العليا بفرنسا. و تجدر الإشارة إلى أن منظمة حرية و إنصاف تلقت عديد الشكاوى من مناضلين سياسيين و نقابيين و ناشطين حقوقيين و مساجين سياسيين سابقين و أفراد من عائلاتهم ( أشقاء و أبناء و أمهات و زوجات و أصهارا ) الذين تقدموا بمطالب للحصول على جواز سفر و حرموا من هذا الحق الدستوري بدون مبرر قانوني ، و قد رفع بعضهم قضايا في المحكمة الإدارية و رغم صدور أحكام تقر بحقهم في الحصول على جواز سفر إلا أنهم لم يتحصلوا إلى حد الآن على حقهم المكفول دستوريا و قضائيا مما حرم العديد منهم من السفر للعلاج أو الدراسة أو الشغل أو أداء مناسك الحج العمرة أو لزيارة الأقارب و السياحة. و حرية و إنصاف : 1) تسجل بارتياح تمكين زوجة السيد حمزة حمزة و ابنته من حقهما الدستوري في جواز السفر و هو حق غير قابل للمساومة أو التأجيل أو الاستثناء مثل بقية الوثائق الشخصية الأخرى للمواطن في دولة تلتزم بعلوية القانون و المساواة بين المواطنين. 2) تعتبر وثيقة جواز السفر كبقية الوثائق الشخصية الأخرى مثل بطاقة التعريف الوطنية و البطاقة عدد 3 و بطاقة العلاج حق للمواطن لا يجوز حرمانه منها لأسباب سياسية. 3) تدعو السلطة إلى فتح الباب أمام كل المواطنين المطالبين بحقهم في جواز السفر بما في ذلك المسرحين من المساجين السياسيين و أفراد عائلاتهم بدون استثناء ووضع حد لسياسة التمييز و العقاب الجماعي التي حرمت العديد من السفر للحج و العمرة و العلاج و الدراسة و الشغل و السياحة. 4) تطالب بتمكين جميع المهجرين لأسباب سياسية أو غيرها من حقهم الدستوري في جواز السفر بما يضمن حقهم في العودة الكريمة الآمنة و الاندماج في الحياة العامة بوطنهم على أساس المساواة في حقوق المواطنة حتى تصبح تونس بحق لكل التونسيين مهما اختلفت آراؤهم و مواقفهم و لا يبقى تونسي أو تونسية مغترب داخل وطنه أو خارجه. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 ذو القعدة 1429 الموافق ل 23 نوفمبر 2008
ورد علينا البيان التالي من الآنسة غزالة المحمدي ننشره كاملا: بيان إلى الرأي العام
قفصة في 22/10/2008
بعد سنوات عديدة من البطالة وجدت نفسي مجبرة على الانخراط في النضال دفاعا على حقي الطبيعي و القانوني في الشغل وبعد تحركات مكثفة مع رفيقاتي و رفاقي في لجان المعطلين على العمل بقفصه تم إدماجي كإطار في جمعية التنمية بالقصر-قفصه و بالرغم من أن ذاك الانتداب كان بعقد سنوي و بشروط شغل و جراية اقل بكثير من مؤهلاتي العلمية فقد قبلت التعايش مع هذا الجور وواصلت عملي طيلة سنوات من 2006 إلى حدود 2008 و بالرغم من انتفاء أي مشكلة و لو بسيطة مع الجهة المسؤولة عن شغلي و في ظل انعدام أي مبرر معقول و منطقي تم فصلي عن العمل يوم 30 أكتوبر 2008 بدعوى الظروف المادية الصعبة التي تمر بها الجمعية !!! هذا التعليل اعتبره محاولة بائسة للتغطية و التمويه على الحقيقة الواقعية لفصلي عن العمل! الذي اندرج ضمن هجوم كاسح على الحقوق و الحريات للبلاد و جهة قفصه خصوصا كيف لا و هذا الفصل تم في هذه الأيام العصيبة بجهتي ضمن مناخ مفعم بالتوتر و تهديد البوليس لشخصي و لغيري من الناشطات والنشطاء ؟ في الجمعية التي يزعمون مرورها بظروف مالية عسيرة تواصل نشاطها بصفة عادية و أكاد اجزم بان موازناتها المالية على أحسن وجه حتى أنها حافظت على كل عملياتها في منح القروض للمواطنين و استخلاص ديونها و المحافظة على كل الإطار.. و ما أعلمه بصفة جلية ولا يخفى على غيري أن قرار الطرد هذا ليس إلا عملية انتقامية متخلفة يتحكم فيها منطق قطع الأرزاق و يقف و راءها إخطبوط البوليس السياسي الذي يغول على البلاد و العباد. و بصفة ملموسة فقد سبق إيقافي عن العمل في السنوات الماضية أكثر من مرة على اثر تحركات نضالية أسهمت فيها مثل غيري وأكثر من ذلك فقد أعلموني مرارا بضرورة الاختيار بين الشغل و قنعاني السياسية ( الشغل أو الانخراط في الحزب الديمقراطي التقدمي ) والأنكى من ذلك أن السيد معتمد القصر- قفصة برر بصفة صريحة إيقافي عن العمل بدعوى التهجم على مسؤول امني!!! في حين إن الوقائع تؤكد بان ذلك المسؤول المقصود هو من أساء لي في مكان عمومي و أمام الحضور وهو موضوع سيعرف تطورات في الأيام القليلة القادمة. . الإخوة… الأخوات… إن ما يطالني ليس إلا عقابا على وقوفي الصريح مع الحق و كل القضايا العادلة ولعلى توقيت قرارهم الظالم كل مزاعمهم و الأجدر بمن يعمدون على قطع رزقي و تسميم حياتي أن يعلنوا صراحة و بصفة رسمية بان حق الشغل و ما يتبعه من كرامة إنسانية لم يعد في عرفهم سوى منة يتمتع بها من يقبل المساومة على شعبه و مجتمعه و ضميره.. ولان الحق معي منظور إليه سواء من زاوية دستور البلاد و قوانينها و الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الدولة أو من جهة ظروفي الاجتماعية العسيرة فانا العائلة الوحيدة لأسرتي و خصوصا لوالدي الطاعنان في السن ( أبي 71سنة و أمي 68 سنة)و هما يعانيان أمراض مزمنة (مرض الدم- الروماتيزم – الأمراض الصدرية..). ولان الظالمين جاوزوا المدى ولم يعد بإمكاني الصمت و الانتظار فإنني أجد نفسي مرة أخرى مجبرة على الدخول في سلسلة من التحركات بهدف رفع هذه المظلمة التي تجاوز ضررها ذاتي و يصل إلى والدي ورغم أني اعرف بصعوبة الظرفية فإنني لن اقبل استمرار هذه المهزلة حتى و إن كلفني ذلك الحياة‚فهل لهذه الحياة قيمة و معنى دون شغل و كرامة؟ إن جورهم يدفعني للنضال بخطى محسوبة و تصاعدية وكل أملي في وقوف أحرار هذه البلاد كل من موقعه وبما يقدر حتى استرجع حقي في العمل و الحياة الكريمة. التشغيل لابن العامل و الفقير حقنا في العمل حقنا في الحياة غزالة محمدي
و حرية و إنصاف
تعبر عن مساندتها للآنسة غزالة المحمدي في مطالبتها بحقها في الشغل و تستنكر إقصاءها بسبب نشاطها السياسي و تطالب بعودتها إلى سالف عملها. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
منظّمة « ريبريف » تبحث عن ملجأ للتونسيين
أعربت منظّمة « ريبريف » التي تعنى بقضايا حقوق المساجين والمعتقلين المهاجرين على مستوى دولي والتي تهتمّ بملفّ معتقلي غوانتانامو أنّها لا تزال تلاقي مصاعبا في إيجاد البلد الذي يمكن أن يسمح لعشرة تونسيين كانوا معتقلين في غوانتاناموا باللجوء إليه. وترفض السلطات الأمنية في تونس رفضا قاطعا السماح لأي من المعتقلين التونسيين في الخارج سواء ثبتت تهمته أو براءته بالدخول إليها إلاّ بالمرور عبر محاكمات قاسية. وأبدت عديد المنظّمات الدولية في أكثر من مرّة تخوّفها من العقاب الجسدي وعمليات التعذيب التي تطال المعتقلين والعائدين إلى تونس سواء أدينوا أو لم تتمّ إدانتهم. ويقيم داخل معتقل غوانتانامو بشبه الجزيرة الكوبية ومنذ أكثر من 6 سنوات عشرة معتقلين تونسيين لم يتمّ إدانتهم بأيّة تهمة من قبل السلطات الأمريكية التي تحتلّ شبه الجزيرة الكوبية وتقيم فيها معتقلا للأجانب على هامش أحداث 11 سبتمبر 2001 . هذا وقد أعيد إلى تونس معتقلان من أصل 12 تونسيا في غوانتانامو وهما عبد الله الحاجّي ولطفي لاغة حيث تلقّيا أحكاما قاسية وهو ما جعل عناصر ريبريف يبذلون مجهودهم لإيجاد حلّ لبقية المعتقلين حتّى ينقذوهم من عقوبات حكومة بلدهم تونس إذا أعيدوا إليها. العفو الدولية تتظاهر ضدّ التمييز تنظّم لجنة المرأة التابعة للفرع التونسي لمنظّمة العفو الدولية تظاهرة بمناسبة 16 يوما من النشاط ضدّ العنف القائم على الجنس. وقد تمّ اختيار الفترة ما بين 25 نوفمبر و10 ديسمبر 2008 فترة لممارسة الأنشطة في مختلف فروع منظمة العفو الدولية للتعبير عن رفض العنف المسلّط على أساس الفروق بين الجنسين. ويشارك فرع تونس للمنظّمة في هذه التظاهرة الدولية بتنظيم تظاهرتين، الأولى اليوم السبت 22 نوفمبر وتتضمّن مداخلات فكرية حول مواضيع « المرأة والمشاركة السياسية » و » التمييز ضد المرأة في الشغل » و »النقاط الستة لحملة مدارس آمنة حق لكل الفتيات والبحث في مدى ضمان المواثيق الدولية لهذه النقاط » و عرضا لشريط وثائقي حول العنف ضد المرأة. أما التظاهرة الثانية فتتمثّل في تنظيم أمسية موسيقية يوم الثلاثاء 25 نوفمبر الجاري. (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 23 نوفمبر 2008)
عريضة عريضة مفتوحة الى حين مصادرة املاك الصادق القربي و محاكمته
نحن الممضون أسفله المعطلين عن العمل و المتضررين بسبب الاستخدام الفاسد للسلطة من قبل الوزير السابق للتربية و التكوين المدعو الصادق القربي.و المتابعين للوضع العام في تونس و خاصة ما يتعلق بالشفافية. – نطالب الجهات المختصة بالتحقيق في التجاوزات المرتكبة في حق أبناء الشعب منذ اعتلاء القربي وزارة التربية. – ندعو كل من تعرض لمظلمة جراء الفساد و استغلال النفوذ أن ينشر ما لديه لمساعدة العدالة. – نطالب بتعويضنا عن الضرر المادي و النفسي بسبب اقصائنا من النجاح في مناظرة الكاباس لدورات متعددة بالإضافة إلى اعتماد طرق ملتوية في الانتداب اذ عمد إلى الانتدابات العشوائية و التي لا تراعي مقياس الجدارة بل الانتماء الجهوي هو الفيصل عنده. ترسل الامضاءات الى البريد الالكتروني
contrecorruption3@gmail.com العريضة ليست حكرا على المعطلين عن العمل بل موجهة لكل الضمائر الحية و في كل مكان الاسم و اللقب الصفة البلد
جورج اسحاق حركة كفاية مصر ابراهيم عبيد صحيفة المحرر الدكتور عبدالإله الراوي أستاذ جامعي صحافي وكاتب عراقي سمير الشفي نقابي تونس صالح الفرجاوي / مدرس تونس نور الدين ورتتاني جامعي نقابي تونس منجي بن صالح استاذ تربية تقنية نقابي و مناضل حقوقي/ تونس رجاء شامخ مناضلة يسارية باريس النفطي حولة مناضل نقابي تونس الاسم و اللقب :السيد المبروك عضو حرية و انصاف وجامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي ايمن الجمني مهندس اسبانيا بوراوي زغيدي اطار ببنك عبد الفتاح صبرى كاتب من مصر نجلاء عثمان استاذة معطلة عن العمل تونس معز الجماعي ناشط حقوقي تونس الهاشمي عبد القادر موظف تونس عبد السلام طرابلسي صحفي معطل عن العمل محمد البالي صحفي المغرب زهيري ربيعة رئيسة جمعية أفريكا للتنمية وحقوق ألإنسان(فرع مكناس المغرب محمد محجوبي المنظمة الديمقراطية للسكك الحديدية القنيطرة المغرب محمد رحو/شاعر/المغرب أستاذ دكتورفايز صالح أستاذ جامعي لبنان ابراهيم عبيد نائب رئيس تحريرجريدة المحرر الالكترونية خالد العزاوي كاتب وصحفي من العراق ـ بغداد رضا لحوار الحزب الديمقراطي التقدمي سوسة/ تونس خالد عواينية محام تونس ابراهيم الخصخوصي معلم تونس سيف عبدالله حمدى محاسب مصر العربية الحسينى ابوضيف صحفى مصر العربية نزهة بن محمد صحفية تونس الشريف الخرايفي أستاذ تاريخ معطّل عن العمل فرج الحوار جامعي وكاتب/ تونس الحبيب لعماري الفجرنيوز الناصر بن رمضان ناشط وحقوقي بسوسة تونس عدنان بوزية تاجر تونس أحمد عبد الرزاق الخفاجي/العراق/رئيس اللجنة الساندة للنزاهة وليد خليفة ، كاتب سوري مقيم في فرنسا عماد الدائمي ـ مهندس ـ فرنسا النفطي المحضي ناشط نقابي وحقوقي إسلامي بنقردان- تونس محمد مومني استاذ مطرود من العمل بتهمة العمل النقابي معز الزغلامي استاذ مطرود من العمل لأسباب نقابية على الجلولي استاذ مطرود من العمل لأسباب نقابية أنور الحاج عمر عضو مؤسس في منظمة حرية وإنصاف بدر السلام الطرابلسي صحفي تونس رابح الخرايفي محام رعد المشهداني بغداد زهير شمس الدين مهندس/المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا سوريا راسم سيد الاتاسي مهندس/ رئبس المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا سوريا محمود مرعي محامي / المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا سوريا علي فقير – النهج الديمقراطي – المغرب جمال الدين أحمد الفرحاوي شاعر تونسي لوتن /لندن مركز الميماس للثقافه والاعلام سوريا محمد براهمي ناشط نقابي وسياسي /تونس نايت ليمام عبد الناصر رئيس جمعية ضحايا التعذيب بتونس و مقرّها جنيف KHEMAIS SAIDANI SECRETAIRE G. DU ScDEN-CGT A MAYOTTE PROFESSION ENSEIGNANT (MEN FRANCE). احمد الدسوقي صحفي رئيس تحرير جريدة الوحدة الوطنية مصر أحمد الورغـمي لاجي بفرنسا محروم من العمل وكل الحقوق من 22 سنة عادل الجوجري رئيس تحرير مجلة الغد العربي -مصر شيماء موسى سكرتير تحرير الغد العربي محسن حسين احمد رئيس قسم الشؤون العربية-الغد العربي عادل السويدي ـ قومي عربي ومدير موقع عربستان ـ مقيم في هولندا طالب المذخور ـ كاتب وسياسي أحوازي مقيم في سويسرا ناصر الكنعاني ـ شاعر وسياسي أحوازي مقيم في السويد حميد عاشور ـ كاتب وسياسي أحوازي مقيم في الماني محمد عبد المجيد منجونه ـ محام ـ الأمين العام المساعد لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي /سوريا ضرار منجونه ـ محام ـ مهتم بالشأن العام ـ حلب عبد اللطيف منجونه ـ محام ـ ناشط حقوقي ـ حلب د عاطف صابوني كاتب وباحث سوريا – حلب فائزة عبدالله بلحاج الصفة : مناضلة قومية ناصرية – عاملة بقطاع النسيج –البلد : تونس عمر احمد ابو زايدة مستشار قانوني فلسطين محمد الزواري أستاذ تعليم ثانوي تونس ذياب زغدود تقني مخابر تونس حسين موسى معلم تونس عبدالكريم هاني صحفي العراق جمال بقجة جي سوريا أرجو اضافة أسمي بالقائمة ليس للفساد فحسب بل للخيانة شريف هلالي محامي وباحث حقوقي مصري حسين راشد نائب رئيس حزب مصر الفتاه وأمين لجنة الاعلام عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب رئيس الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني علي نافذ المرعبي – كاتب و ناشر – باريس فتحي بالحاج الملتقى الثقافي العربي الأوروبي فرنسا فؤاد زيدان – صحافي من دمشق إدريس الفضي طالب حقوق – تونس محمد الفاهم نصر. النقابة العامة للتعليم الأساسي / تونس عزيز العرباوي كاتب وشاعر مغربي جهاد علي محمود علوان الأردن فصل من جامعة اليرموك الأردن عام 1997م عقيل الازرق الصفة :مهندس واعلامي :البلد: العراق عزالدّين بن عثمان الغويليّ الصّفة: مدرّس سابق بتونس مطرود من العمل ومقيم بالمهجر حيث يتابع دراسته نضال نعيسة- كاتب وإعلامي سوري الشاعر والأديب السوري المقيم في ألمانيا اسحق قومي نتضامن معكم سليم بن حميدان – لاجئ سياسي – فرنسا غفران بن سالم – مدرسة ولاجئة سياسية – فرتسا محمد بن سالم – رجل أعمال ولاجئ سياسي – فرنسا منجية بن عمر – لاجئة سياسية – فرنسا جاسم الرصيف . روائي عراقي Alicherif djalila étudiante en théologie musulmane et enseignante en droit(IESH) -france- طارق السوسيالصفة: أستاذ معطل عن العمل منذ سنة 1991 و ناشط حقوقي تونس محود جديد سياسي سوري محمد عمامي ناشط حقوقي باريس عزيز الخيكاني الصفة : كاتب واعلامي البلد: العراق /بغداد المهندس أسامه طلفاح – كاتب ومحرر مجلة مسارات الثقافية – الأردن يونس عشي الحزب الديمقراطي التقدمي باريس عبدالحميد العدّاسي الدّانمارك الاسم و اللقب: حركة القوميين العرب الصفة:تنظيم سياسي قومي عربي البلد:الوطن العربي الاخضر الوسلاتي استاذ عربية وشاعر تونس رضا حجلاوي دكتور في الفيزياء و مهندس اعلامية فرنسا عادل الزواوي,أستاذ نقابي.عضو جمعية النهوض بالطالب الشابي Larbi Guesmi Président Association Ez-Zeitouna / La Suisse غريب العربي رئيس المؤسسة الثقافية الاجتماعية بسويسرا/ سويسرا نزار ين حسن *** عضو الحزب الدّيمقراطي التقدّمي *** طالب الشيخ سمير الجدى رئيس مجلس ادارة جمعية فلسطين الخيرية – غزة لسعد اليعقوبي عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي الشاذلي قاري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي. حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية لطفي دربالي متحصل على الكاباس في دورة 2003 ومقصى من النجاح/ تونس الحسين بن عمر : حقوقي –تونس كمال العيفي أستاذ الفقه و العلوم الشرعية حقوقي و لاجئ سياسي بباريس البشير بوشيبة لاجيء سياسي سويسرا سامي الطاهري عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي محمد نجيب السلامي عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي
حسان بن مهدي /ناشط حقوقي -تونس- Anouar Gharbi – Genève – Suisse ابراهيم نوار من ضحايا نكبة 1990 بتونس الناصر ظاهري ناشط نقابي _سياسي عبد الباسط . ع . موظف .. تونس زهير مغزاوي عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي تونس لطفى لحول عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي تونس زهير خويلدي كاتب فلسفي تونس د. محمد بشير بوعلي أستاذ جامعي تونسي منفي مطرود من العمل بسبب مواقفه السياسية منذ 1991م. عاصم جميل ناشط سياسي سوري حسن أحراث، ناشط حقوقي من المغرب رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان فلورنس غزلان كاتبة سورية تعيش في فرنسا محمد خضر قرش باحث اقتصادي جون دانييل ممثل حركة الوفاق الوطني السوري في النمسا أسرة تحرير مجلة الخطوة رابطة كاوا الثقافية الكرديو – النمساوية المهندس فواز تللو ناشط سياسي سوريا عبدالعزيز محمد طارقجي المدير التنفيذي للجمعية الفلسطينية لحقوق الانسان (راصد) في لبنان علاء عاشور صبيح المدير الاقليمي للجمعية الفلسطينية لحقوق الانسان (راصد) في فلسطينين عفاف علي الدجاني المدير التنفيذي للجمعية الفلسطينية لحقوق الانسان(راصد) في القدس احمد عيسى دياب المدير التنفيذي للجمعية الفلسطينية لحقوق الانسان (راصد) في جمهورية مصر العربية بشير الصيد عميد المحامين تونس مروان حمود النمسا التغيير و الوفاق الوطني في سوريا عضو مجلس التنسيق الاعلى في الجبهة عبد الله اسبري ناشط حقوقي المغرب مصطفى شاكرـ مهندس محمود الأحوازي ناشط سياسي الاحواز بشير الأحوازي ناشط حقوقي الاحواز كفاح الأحوازي كاتب سياسي الاحواز
نرجو إضافة أسمائكم الكريمة
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 23 نوفمبر 2008 بيــــــــــــــــــــــــــــــــان
نظم الاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية- مشكورا- يوما تضامنيا مع أهالي الحوض ألمنجمي دعيت إليه أطياف عديدة من مكونات المجتمع ، منها اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان …..وذلك لتدارس الوضع الخطير الذي تمر به المنطقة حيث يقبع العديد من النقابيين والشبان العاطلين عن العمل في السجون مع ما يرافق ذلك من معاناة للمساجين والموقوفين وعائلتهم التي تفتقد أحيانا العائل الوحيد لها. اجتماع كهذا في احد مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل ، المنظمة ذات التاريخ النقابي والوطني العريق ، لا يمكن أن يشكل بأي حال من الأحوال خطرا على امن البلاد ولا يمكن أن تخرج عنه قرارات تهدد الوضع العام ، هو فقط اجتماع تضامني وتحسيسي للتنبيه لخطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه المنطقة منذ بداية التحركات السلمية مرورا بالردود الأمنية العنيفة و المتشنجة ووصولا إلى سلسلة الإيقافات والمحاكمات التي زجت بمئات الشبان والنشطاء في السجون. إلا انه ومنذ الصباح الباكر منعت قوات الأمن التي تعودت على محاصرة منازل النشطاء ، خاصة حين يكون هناك نشاط خاص بمنطقة الحوض ألمنجمي ، كل من السادة مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعبد الستار بن موسى ورشيد الشملي وعبد الرحمان الهذيلي ومسعود الرمضاني ، أعضاء اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي و السيد سالم الحداد والمنجي بن صالح من فرع المنستير للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ،لا فقط من الوصول إلى المهدية مكان الاجتماع ، بل كذلك من الخروج من مدن إقامتهم. اللجنة الوطنية التي تدين بشدة مثل هذا التصرف الأمني الخطير تنبه السلطة لنتائجه الوخيمة. كما تجدد دعوتها الملحة من اجل التخلي نهائيا عن المعالجة الأمنية والقضائية و إطلاق سراح كل معتقلي الحوض ألمنجمي وفتح تحقيق جدي في كل ملابسات التحركات وتوخي سياسة اقتصادية واجتماعية وبيئية متوازنة بالمنطقة. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني وعبد الرحمان الهذيلي
بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في23.11.2008
الحرب على المحجبات تستعر في الأسواق والطرقات التونسية
علمت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ، اليوم الأحد 23 نوفمبر 2008 ، أن حملة محمومة واسعة النطاق ضد المحجبات تدور رحاها في السوق الأسبوعية لمنطقة بئر بورقبة (شمال تونس) وذلك للأسبوع الثاني على التوالي ، حيث يعترض البوليس طريق المحجبات ويجبرهن على التوقيع على إلتزام خطي يقتضى منهن التخلي عن إرتداء الحجاب ، وتتواصل الحملة إلى ساعة كتابة البيان بعد ظهر يوم الأحد 23 نوفمبر . ويقود الحملة عوني بوليس تابعين لمركز شرطة المدينة ، وقد شملت الحملة ايضا المتلحين من الرجال والشباب ، الذين وقع إعتراض سبيلهم وإجبارهم على توقيع إلتزم بحلق اللحية . كما قام البوليس بعد عصر الجمعة 21 نوفمبر 2008 ، بحملة أمام جامع الزيتونة إستهدفت المحجبات ، وقد اقتاد العشرات منهن الى المركز الموجود داخل أسواق المدينة لاجبارهن على توقيع التزامات بالتخلي عن الحجاب . ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ، تعرب مجددا عن عميق إنشغالها ، لإشتداد الحملات على المحجبات في تونس ، وتحمّل السلطات التونسية إلى أعلى هرم قيادتها مسؤولية هذه الحرب المحمومة التى تستعر على الحجاب والمحجبات ، كما تحمّلها مسؤولية هذه السياسات الطائشة التى تنتهك حرمات الناس وأعراضهم وكل ما ينجر عن ذلك من تداعيات خطيرة . تدعو الداخلية التونسية مجددا إلى لجم أعوانها وضبط سلوكهم المتهور ، وتحمّلها خلق أجواء من التوتر والغضب تجاه صلف البوليس الذى لم يراعي أعراض المواطنين وحرمة العائلات التونسية ، وتماديه في هضم جانب المرأة المحجبة دون رادع من ضمير ولاقانون ولا دين ولا أعراف البلاد ، وتحمّّلها كل النتائج المترتبة عن إنتهاك حقوق المحجبات التى يكفلها دستور البلاد . تطالب الهيئات والشخصيات الحقوقية داخل تونس وخارجها ، بمكاتبة السلطات التونسية بشأن خروقاتها السافرة بحق المرأة التونسية المحجبة ، وتطالب العلماء والدعاة والإعلاميين في العالم الإسلامي بالتصدي للحرب المفتوحة التى تشنها السلطات على الحجاب والمحجبات وتدعوهم إلى إتخاذ خطوات عملية لنصرتهن والعمل لصالح قضيتهن ، وتؤكد مجددا أنها لن تعفي أحدا من هذه المسؤولية . عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr
سيدي بوزيد:إعتقال عدد من أعضاء الديمقراطي التقدمي
تجمع عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي التقدمي بجهة سيدي بوزيد صباح اليوم أمام مقر الولاية . و جاء هذا التحرك النضالي لمطالبة السلطة بإطلاق سراح الشاب « وحيد البراهمي » الموجود رهن الإعتقال في السجن المدني بالمرناقية . و كعادتها سارعت السلطة إلى إستعمال الأساليب القمعية الإنتقامية لكن بأكثر حدة هذه المرة حيث تعمد أعوان الأمن إلى تعنيف المحتجين و إقتيادهم إلى منطقة الأمن . و في إتصال هاتفي مع السيد « محمود الغزلاني » كاتب عام جامعة سيدي بوزيد للديمقراطي التقدمي ذكر أنه موجود مع عدد آخر من مناضلي الحزب في حالة إيقاف و أكد أنهم يخضعون إلى تحقيق أمني من طرف أعوان فرقة الإرشاد. و غير بعيدا عن ولاية سيدي بوزيد منع أعوان الأمن بجهة قفصة كل من لا ينتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي من دخول مقر جامعة الحزب لحضور ندوة سياسية تحت عنوان « دور الإعلام في قضية الحوض المنجمي ». معز الجماعي
قفصة في 22/10/2008 بيان إلى الرأي العام
بعد سنوات عديدة من البطالة وجدت نفسي مجبرة على الانخراط في النضال دفاعا على حقي الطبيعي و القانوني في الشغل. وبعد تحركات مكثفة مع رفيقاتي و رفاقي في لجان المعطلين على العمل بقفصه تم إدماجي كإطار في جمعية التنمية بالقصر-قفصه و بالرغم من أن ذاك الانتداب كان بعقد سنوي و بشروط شغل و جراية اقل بكثير من مؤهلاتي العلمية فقد قبلت التعايش مع هذا الجور وواصلت عملي طيلة سنوات من 2006 إلى حدود 2008 و بالرغم من انتفاء أي مشكلة و لو بسيطة مع الجهة المسؤولة عن شغلي و في ظل انعدام أي مبرر معقول و منطقي تم فصلي عن العمل يوم 30 أكتوبر 2008 بدعوى الظروف المادية الصعبة التي تمر بها الجمعية !!! هذا التعليل اعتبره محاولة بائسة للتغطية و التمويه على الحقيقة الواقعية لفصلي عن العمل! الذي اندرج ضمن هجوم كاسح على الحقوق و الحريات للبلاد و جهة قفصه خصوصا كيف لا و هذا الفصل تم في هذه الأيام العصيبة بجهتي ضمن مناخ مفعم بالتوتر و تهديد البوليس لشخصي و لغيري من النشطات والنشطاء ؟ في الجمعية التي يزعمون مرورها بظروف مالية عسيرة تواصل نشاطها بصفة عادية و أكاد اجزم بان موازناتها المالية على أحسن وجه حتى أنها حافظت على كل عملياتها في منح القروض للمواطنين و استخلاص ديونها و المحافظة على كل الإطار. و ما أعلمه بصفة جلية ولا يخفى على غيري أن قرار الطرد هذا ليس إلا عملية انتقامية متخلفة يتحكم فيها منطق قطع الأرزاق و يقف و راءها إخطبوط البوليس السياسي الذي يغول على البلاد و العباد. و بصفة ملموسة فقد سبق إيقافي عن العمل في السنوات الماضية أكثر من مرة على اثر تحركات نضالية أسهمت فيها مثل غيري وأكثر من ذلك فقد أعلموني مرارا بضرورة الاختيار بين الشغل و قنعاني السياسية ( الشغل أو الانخراط في الحزب الديمقراطي التقدمي ) ولا نكى من ذلك أن السيد معتمد القصر- قفصة برر بصفة صريحة إيقافي عن العمل بدعوى التهجم على مسؤول امني!!! في حين إن الوقائع تؤكد بان ذلك المسؤول المقصود هو من أساء لي في مكان عمومي و أمام الحضور وهو موضوع سيعرف تطورات في الأيام القليلة القادمة . الإخوة… الأخوات… إن ما يطالني ليس إلا عقابا على وقوفي الصريح مع الحق و كل القضايا العادلة ولعلى توقيت قرارهم الظالم كل مزاعمهم و الأجدر بمن يعمدون على قطع رزقي و تسميم حياتي أن يعلنوا صراحة و بصفة رسمية بان حق الشغل و ما يتبعه من كرامة إنسانية لم يعد في عرفهم سوى منة يتمتع بها من يقبل المساومة على شعبه و مجتمعه و ضميره. ولان الحق معي منظور إليه سواء من زاوية دستور البلاد و قوانينها و الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الدولة أو من جهة ظروفي الاجتماعية العسيرة فانا العائلة الوحيدة لأسرتي و خصوصا لوالدي الطاعنان في السن ( أبي 71سنة و أمي 68 سنة)و هما يعانيان أمراض مزمنة (مرض الدم- الروماتيزم – الأمراض الصدرية…). ولان الظالمين جاوزوا المدى ولم يعد بإمكاني الصمت و الانتظار فإنني أجد نفسي مرة أخرى مجبرة على الدخول في سلسلة من التحركات بهدف رفع هذه المظلمة التي تجاوز ضررها ذاتي و يصل إلى والدي ورغم أني اعرف بصعوبة الظرفية فإنني لن اقبل استمرار هذه المهزلة حتى و إن كلفني ذلك الحياة‚فهل لهذه الحياة قيمة و معنى دون شغل و كرامة؟ إن جورهم يدفعني للنضال بخطى محسوبة و تصاعدية وكل أملي في وقوف أحرار هذه البلاد كل من موقعه وبما يقدر حتى استرجع حقي في العمل و الحياة الكريمة. التشغيل لابن العامل و الفقير حقنا في العمل حقنا في الحياة غزالة محمدي
السلطة التونسية تتدخل بشكل سافر في شؤون »حركة الديمقراطيين الإشتراكيين »
السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس تعرض ليلة الأحد 23 – 11 – 2008 ، على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، عضو المكتب السياسي « لحركة الديمقراطيين الإشتراكيين » عبد اللطيف البعيلي ، إلى إعتداء سافر من قبل المدعو « نبيل » شهر »رمبو » التابع لفرقة العدلية بمدينة نابل ، وقد وقع تكسير بلوري سيارته ، سبب له جروح حُمل على إثرها إلى الإستعجالي ، وقد حاصر منزله الكائن بمدينة نابل منذ منتصف نهار يوم أمس السبت ، عدد كبير من قوات البوليس بفرقها الثلاث ، « المختصة » ، و « العدلية » و « الإرشاد » ، بست سيارات ، حيث إنتصبوا بأحواز منزله وقاموا بـ »هرسلة » عائلته وأبناءه ، وإستفزاز جيرانه ، وإستمرت محاصرته إلى غاية الساعة الثانية بعد زوال اليوم الأحد ، وذلك من أجل منع البعيلي المنسق العام المكلف بإتمام أشغال مؤتمر « حركة الديمقراطيين الإشتراكيين » ، الذى بقي مفتوحا ولم يقع تجديد هياكلها وأمانتها العامة كما جاء على لسان عبد اللطيف البعيلي ، ومنعه من حضور الإجتماع العام المقرر عقده بمدينة صفاقس بإشراف الأمين العام المتخلي إسماعيل بولحية ، كما وقعت مضايقة أعضاء آخرين للحركة بمديني بنزرت وحمام الأنف ومنعوهم من الخروج للإلتحاق بالإجتماع . وقد عبر البعيلي عن إستنكاره الشديد لتدخل السلطة التونسية المباشر في شؤون حزبه . عبد اللطيف البعيلي : مناضل سياسي وحقوقي اصيل مدينة نابل ، انتمى إلى « حركة الديمقراطيين الإشتراكيين » منذ 28 سنة ، وهو الآن عضو بمكتبها السياسي ، كما انتمى « للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان » منذ 30 سنة ، وهو الآن عضو هيئتها المديرة ، كما يحمل صفة العضوية في فرع تونس لـ »منظمة العفو الدولية « ، ويشغل استاذ جامعي بنابل . (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 23 نوفمبر 2008 )
تحية و تصحيح إلى الأستاذ نور الدين ختروشي
باريس في 23.11.2008 في إجابة الأستاذ نور الدين ختروشي عن السؤال رقم 2 في الحوار المباشر على صفحات إسلام اون لاين (السبت 22.11.2008) يقول » إن لدينا آلاف المهاجرين الموزعين على القارات الخمس.. » ثم يؤكد ذلك قائلا » حيث لدينا مئات العائلات نساءً وأطفالاً ورجالاً المحرومين من العودة إلى وطنهم » من ناحية أخرى يذكر السيد مختار اليحياوي في مقال له في الصفحة الفرنسية لتونس نيوز (21.11.2008) أن عدد اللاجئين التوانسة حسب إحصائيات UNHCR هو 113 لاجئ، مع العلم أن حصول بعض اللاجئين على جنسية بلد الإقامة يسحب أسماءهم من قائمة اللجوء .. من الآلاف الموزعين على القارات الخمس الذين ذكرهم منسق المبادرة، الأستاذ نور الدين، أمضى على العريضة إلى حد اليوم و على طول قرابة أربعة أشهر، حوالى 180 رغم الإمضاءات العائلية التي جمعت الأزواج حينا و الأزواج و الأولاد أحيانا و هذا من حقهم طبعا.. 180 نسبة ضئيلة من آلاف أو مئات العائلات! « تونس الغد » ليس من مؤلفات الأستاذ نور الدين ختروشي و لكنه كتاب من إصـدار اللجنة العربية لحقوق الإنسان ودار نشر أوراب الباريسية، و تقديم هيثم مناع الناشط الحقوقي الغني عن التعريف. الكتاب من تحرير مجموعة من الأقلام التونسية أحدهم الأستاذ نور الدين ختروشي. و في الختام، يجوز للسيد نور الدين ختروشي الحديث في الفلسفة كما يجوز له الحديث في السياسة و لكنه ليس مجاز في الفلسفة و لا في السياسية من الجامعات الفرنسية و لا غيرها. كمال القابسي
سيادة الوزير أين واقع حقوق الانسان في تونس من محاضرتك؟
رياض حجلاوي هذا المقال الملون بالازرق صدر في تونس نيوز يوم 21/11/08 شنّ وزير العدل التونسي البشير التكاري في محاضرة ألقاها يوم أمس تحت عنوان « حقوق الإنسان ومخاطر التوظيف » حملة على النشطاء الحقوقيين والمنظمات والجمعيات المستقلّة في تونس معتبرا إياها خاضعة للتوظيف ومتطرّفة وفي تبعية لحكومات ودوائر أجنبية. وانتقد التكاري نشطاء حقوق الإنسان معتبرا أنّهم يوظّفون حقوق الإنسان في أغراض شخصية وانتهازية ومؤكّدا على أنّ تونس التزمت منذ 1987 باحترام حقوق الإنسان وأنّ منجزات تونس في هذا المجال كانت محلّ تنويه من اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في المنتظم الأممي. وأشار التكّاري إلى أنّ بعض المتطرّفين والمتأذلجين من أقصى اليسار والإسلاميين يستعملون غطاء حقوق الإنسان لتحقيق أغراضهم السياسية. هذه المحاظرة اشتملت على العديد من المغالطات فالمتتبع للوضع التونسي يرى الخروقات اليومية والمنهجية التي يستعملها النظام التونسي في تعامله مع شتّى القضايا سواء في مجال الحقوق العامة أو الحقوق السياسية أو الحقوق الشخصية ولم يذكر أيّا من الانتهاكات التي تضاعفت نسبتها وحدّتها في السنوات الأخيرة عقب قانون 10 ديسمبر 2003 لمكافحة الإرهاب كما لم يتطرّق إلى عمليات التعذيب في السجون التي أصبحت أحد خصائص النظام التونسي ولم يطرح قضيّة انتهاك حرية المراسلة والمسكن والتنقّل التي تمارس بشكل يومي على نشطاء حقوق الإنسان وعلى أغلب المواطنين. وساذكره ببعضها. التعذيب الممنهج الذي مارسته السلطة عبر جهاز الداخلية والسجون ضد معارضيها وذهب ضحيته العشرات وهذه القائمة أعرضها لكل القراء وأسأل الوزيروهويتولى وزارة العدل هل هؤلاء الضحايا الذين سقطوا جراء التعذيب والاهمال هل يقدر وهو يتحمل هذه المسؤولية ان يفتح ملفاتهم وينصفهم قبل أن يلاقوه يوم القيامة ولا يجد الاجابة. – إسماعيل خميرة- عز الدين بن عايشة- شاذلي بن حريز- رضا البجاوي- سحنون الجوهري – جميل وردة- مبروك الزرن- عبد القادر صويعي- علي المزوغي- رضا الخميري- عبد الوهاب بوصاع- عبد المجيد بن طاهر- كمال العزيزي- رامي بن عزيزة – لزهر نعمان- علي الدريدي – مبروك الرياحي- شرحبيل العش- علي نوير- نجاة الماجري- جلال الجبالي- عبد الجواد عبود- لطفي الكثيري- لطفي العيدودي- محمد ناصر الشارني- حسن القنوني- عبد الكريم الزرقي- يونس النعيمي- مبروك الزمزمي- التيجاني الدريدي- العروسي فطوش- صالح السياري- زكرياء بوعلاق- الحبيب الرزقي- لخضر السديري- الحبيب الردادي- الهاشمي المكي- أحمد البوعزيزي- المنجي العياري- الطاهر الشاذلي- عبد الكريم المطوي- مبروك بن عبد الله – فيصل قربع وهذه بعض اسماء المساجين السياسيين المسرّحين الذين يعالجون من إصابتهم بمرض السرطان في السجن : – زهير الكلاعي- محمد الورتاني- محمد الشاوش- عبد الحميد الجلاصي – رشاد جعيدان- زياد الدولاتي اقول لسيادة الوزير ان حقوق الانسان ليست خطبا رنانة او محاضرات تلقى في الجامعات او المنتديات دون ان يكون لها أثر في واقع الناس المعاش. ان حقوق الانسان هي الاعتراف بالكرامة المتأصلة لجميع الناس وبحقوقهم المتساوية الثابتة امام القانون. وأن جميع الناس يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق. فأين واقع تونس من هذا؟ ان التقارير التي تصدرهاالمنظمات الانسانيةالتي يتهمها الوزير بالمتاجرة بقضية حقوق الانسان هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة حقوق الانسان في تونس التي تحاول السلطة ان تخفيها. المتتبع لهذه التقارير يلاحظ ان الانتهاكات التي يقترفها البوليس ضد المواطنين لا تراعي أي حرمة لا انسانية الانسان ولا قدسية المكان ولا دستور البلاد. فاذا رجعنا الى السنوات العجاف التي قضاها المساجين الاسلاميون في السجون التونسية نجدها قد اتسمت بالاضطهاد الممنهج ضد هؤلاء المساجين والذي تواصل معهم طيلة الفترةالتي قضوها في السجن وقد دامت لبعضهم ثمانية عشر سنة. فكان فيها التعذيب بكل الاشكال وصل لبعضهم حد استخدام الحفر ضد جسم الإنسان وأقول لسيادة الوزير يكفيك ان تزور الدكتور الصادق شورو أو الا خ الشاذلي النفاتي واستمع اليهما فسيحكيان لك ما تعرضا له من تعذيب عساك تراجع محاضرتك لانها لا تنطبق على واقع تونس. ألاضطهاد وصل حد الاعتداء على المواطنين امام القضاة من طرف البوليس فقد ذكرت العديد من التقارير ان الاعتداء يقع داخل قاعة المحكة امام اعين القضاة والمحامين دون ان يحرك القضاة ساكنا فهل سنترقب منهم العدالة. ان العدل أساس العمران . يقول الله سبحانه وتعالى لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط. سيادة الوزير ان المظالم قد تعددت ولا يمكن ان يحكم الشعب بالممنوعات والاملاءات. انه اصبج اليوم الحق الاساسي لكل مواطن غير مرغوب فيه من طرف السلطة في العيش الكريم والدراسة والتنقل ممنوعا . ان هذه الجمعيات الحقوقية هي مكسب وطني لانها تدافع عن حقوق الناس الاساسية أن تحفظ وتصان . وهي الان ممنوعة قانونيا ومحاصرة ميدانيا فالاولى ان تدعم من طرف الدولة حتى تقوم بواجبها على احسن وجه. ان الحركات السياسية المعارضة لا يمكن ان يتعامل معهم بالاسلوب الامني. فحرية التعبير والتنظم هي حق اساسي مضمونة بالدستور. امام التطور الاعلامي العالمي لا بد للاعلام المحلي ان يواكبه ويشرك كل فئات المجتمع في حوار وطني يأسس لعلاقات جديدة تنتفي فيها المظاهر الامنية المحاصرة للبيوت ويحل محلها الحرية لكل المواطنين حتى يسهموا في بناء تونس ومواجهة التحديات.
كلمة حـق نصدع بهــا…في انتظار الجواب !!!
د.خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr في الحقيقة مقالي هذا يطرح أسئلة واستفهامات ومحاولة قراءة حدث، أكثر من أنه يلامس المقال العادي بمنهجيته ودوافعه…أريد أن أفهم ماذا يقع للمحجبات في تونس…؟ سلسلة من الروايات والأحداث والقصص التي تقارب الأساطير تصلنا منذ مدة ولا يكاد يخلو منها موقع حقوقي أو سياسي تونسي معارض…أحداث تتوالى تباعا حتى أصبحت ظاهرة عجيبة غريبة، وانتفت عنها صورة الحادثة المعزولة والمرتبطة بمزاج شخص وقرار فرد… كل يوم وليلة تطرق مسامعنا وتنبه أبصارنا وترج قناعات البعض وتحرج البعض، أن هناك مشكلة في تونس اسمها الحجاب! فإذا كان الأمر غير ذلك فالرجاء من أصحاب القرار في تونس أن يكذبوا هذه « المزاعم » جملة وتفصيلا مع توضيح عيني للمتحدَّث عنهن، وإذا كانت هناك مواقف معزولة، خاصة وأن الأنباء تورد أسماء الفاعلين والأزمنة والأمكنة، من مدارس ومدن وقرى وأسواق ومخافر شرطة، فليس على سلطة الإشراف إلا معاينة الحادثة عن قرب وإعلان معالجتها، وتوضيح أن تونس ليس لها مشكلة مع الحجاب وأن ما حدث يبقى محصورا في بعض الموظفين الشاذين، من المغالين أو من مرضى النفوس، وأن الأمر قد وقع معالجته! إلى هنا تبقى الصورة شبه جميلة والأمل يبقى قائما، غير أن الصمت المتواصل من قبل السلطات، وتراكم الأحداث وتكررها من بقعة إلى أخرى، يجعلنا نكاد نميل إلى طرح هذه الدفعة الثانية من الاستفهامات الأكثر إزعاجا لنا ولغيرنا : 1 / هل هناك خطة مضبوطة ومنهجية معينة يسهر عليها فريق داخل السلطة بعلم الجميع أو دون علمهم، تسعى إلى إزعاج المحجبات وإيجاد حالة من الفزع والخوف لديهن حتى لا يشعرن بالأمان؟ هل هي محاولة لتطويق الظاهرة دون كثير من الجلبة الإعلامية حتى تعلم من تريد التحجب أن بابا من جهنم قد فتحته على نفسها وعلى أسرتها؟ هل هو رجوع إلى الوراء وعودة إلى صورة مقيتة شهدتها سنوات التسعينات مع خططها وتجاوزاتها، ولا نريد إيقاظ شيطانها؟ 2 / لماذا هذا التعنت في ترك المنشور 108 قائما رغم لا دستوريته واعتبار أحد المحاكم بعدم قانونيته؟ فقد بقي هذا المنشور طيلة ثلاثة عقود كشبه عصا « قانونية » مرفوعة في وجه الأخوات المتحجبات، حتى إذا تهور أحدهم وسلك مسلكا غير مسئول في تعامله السيئ مع المحجبات، رفع يافطة القانون عاليا، فعمله مدعوم بمنشور وهو « لا يلعب » في التسلل خارج القانون! 3 / إن الصمت المطبق الذي تقابله هذه السلسلة من الأحداث لم يبق إعلاميا مقتصرا على الفضاء الرمزي التونسي، فلا تكاد تطرق المواقع الأجنبية والمنتديات العامة إلا ويجابهك هذا الكم الهائل المتعاطف مع ما تتعرض له المحجبات في تونس، بل أصبح الإطار التونسي جملة وتفصيلا عند البعض معاديا للحجاب وللإسلام! فهل كانت غاية هذه الأحداث ضد الحجاب والعاملين على إذكائها تشويه سمعة البلاد تجاه الإسلام عموما، إني أتسائل مع تواصل هذا الصمت المريب؟؟ 4 / لقد كتبت منذ شهور مقالا حول « تونس والإسلام، الحقيقة المرة » ويبدو أنه لم يعجب أطرافا في السلطة، وكم تمنيت أن أكون مخطأ! فلا يُظَن أن دفاعانا، الأمس واليوم وغدا، عن الإسلام في تونس، أو عن المحجبات، هو من قبيل السياسة الضيقة، ولا حتى التدافع السياسي السليم، رغم الإقصاء والتهميش من السلطة ومن غيرها، فالشعيرة الإسلامية ملك أصحابها دون تحزب أو تسيس. وسنكون سعداء حين يكون للإسلام شعيرة وسلوكا، عبادة ومعاملة، كل الاحترام والتقدير في بلد كان من الأوائل في رفع هذه الراية منذ أكثر من 13 عشر قرنا مضت، فعقبة حي لم يمت والزيتونة لم تخر. فمتى يفهم ذلك ويستبين الطريق؟ لست أدري إن كان كلامي سيصل إلى أصحاب القرار في تونس في مستويات عليا، لأنه يتجاوز الإطارات الصغرى أو الوسطى لأهميته الكبيرة، ولكني أنتظر من داخل هذه الضفة نفسها تجاوبا مع حديثي من بعض أطرافها، لأني لازلت أؤمن أنها لا تحمل كل السواد، وأن هناك ولاشك أطرافا طيبة يزعجها ما يزعجنا، وترفض ما نرفض، وتريد ما نريد من احترام وتقدير للحجاب و من مكانة ورفعة للإسلام وأهله… حديثنا هذا ليس افتراء على أحد أو تصعيدا في مواقف وممارسات، ليس فيه أدنى ذرة من سياسوية أو بحثا عن مقام، ولكنه نداء واستيضاح وتوضيح يندمج في منهجيتنا الثابتة في البحث عن الإصلاح القويم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا في ظل مصالحة بين الضفاف على أساس احترام كرامة المواطن أولا. هي كلمات لعلها غير مرتبة، ولكنه حديث نابع من الأعماق يرجه هاجس يؤرق ولا يرحم.. حديث يريح ضميري ويخفف عني كمواطن عادي حر بعض وطأة المسؤولية تجاه الوطن وأهله وتجاه التاريخ، وهي كلمة حق لا بد منها تجاه أخوات طيبات طاهرات، مواطنات عاديات، لا يحملن أي عداوة تجاه الوطن، ولا حسابات سياسية في لعبة تتجاوزهن، وليس لهن إلا قطعة قماش طيبة ملقاة على أجسادهن الطاهرة، يرونها تلبية منهن لدعوة ربهن، وتأكيدا لحريتهن.
15 نوفمبر 2008 المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
الاتحاد العام لطلبة تونس في السبعينات… السلطة.. الحزب… ومؤتمر قربة
نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات أمس منتدى الذاكرة الوطنية حول « الحقيقة المغيبة من مسيرة الإتحاد العام لطلبة تونس خلال السبعينات حضره عدد من المثقفين والجامعيين والمناضلين والمؤرخين.. واستضاف المنتدى في هذه الحلقة السيدين الحبيب الشغال الذي كان يشغل خطة كاتب عام الإتحاد العام لطلبة تونس إبان مؤتمر قربة (من 1971 إلى 1975) وفاضل الحميدي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد من سنة 1975 إلى سنة 1977 وكان كاتب العام الاتحاد وقتها المكي الفيتوري.. ويأتي هذا الملتقى محاولة للإجابة عن جملة من التساؤلات لعل أبرزها: « من يتحمل المسؤولية في القضاء على الإتحاد العام لطلبة تونس كمنظمة طلابية مستقلة؟ وما هي الحجج التي وظفت من قبل السلطة السياسية والحزب يومئذ لتجميد الاتحاد خلال تلك الفترة الزمنية؟ وما هي مواقف الرموز المؤسسة للاتحاد من حالة الجمود التي ضربت هذه المنظمة العتيدة حيث كان العديد منهم في أعلى هرم السلطة السياسية؟ ». وخلال الافتتاح قال الدكتور عبد الجليل التميمي مدير المنتدى إنه تم في السابق تنظيم أربعة منتديات حول الاتحاد العام لطلبة تونس واستضافة عدد من المناضلين.. وتقرر خلال هذا المنتدى التطرق لمسيرة الاتحاد خلال وبعد مؤتمر قربة وأسباب عدم منحه الثقة الكاملة ليعود إلى سالف نشاطه. وذكر السيد الحبيب الشغال في شهادته التاريخية أنه يوجد خلط في أذهان الطلبة آنذاك بين نوعية الأدوار المنوطة بعهدة الاتحاد العام لطلبة تونس فهناك من يرى أن الاتحاد منظمة نقابية بحتة ويجب أن ينحصر دوره في الدفاع عن الطلبة وهناك من يرى أنه يجب أن يكون له دور سياسي.. وقال: « غالبا ما كان يوجد في نطاق المنظمة الطلابية نضال نقابي بالأساس لكن حينما كانت القرارات تصل لمستوى الهيئة الإدارية والمكتب التنفيذي يطغى على تلك القرارات الجانب السياسي ». وأضاف « أذكر أن ما برز في مؤتمر قربة هو أن هناك من الاخوان من قام بتسييس المؤتمر بكيفية لا يمكن لمنظمة نقابية أن تتحملها ». وبين الشغّال أنه حينما كان يدرس في كلية الحقوق وتحديدا سنة 1965 فوجئ من خلال احتكاكه بطلبة سبقوه في الجامعة بوجود نزعة الجهويات وخلال النقاشات التي دارت بينه وبين عدد من الطلبة تعرض إلى هذه المسالة لأنه يرى أنه لا يعقل أن تبنى منظمة طلابية على أساس الانتماءات الجهوية والشخصية.. وقرر السعي إلى النضال من أجل خدمة المنظمة ومن أجل مصالح الطلبة وواصل نضاله في المنظمة على هذا الأساس. وقال « يجب أن يعلم الجميع أن مؤتمر قربة لم يكن أقل شرعية من بقية المؤتمرات بل كان أفضل من مؤتمر المهدية لأنني أذكر أنه خلال مؤتمر المهدية غادر قرابة الأربعين بالمائة من المؤتمرين المؤتمر ولم يشاركوا في الانتخابات ». وبين أن الانتخابات في مؤتمر قربة جرت على نحو جيد خلافا لما يقوله البعض وذكر أنه بالإمكان التحقق من صدق قوله لمن رغب في ذلك من المؤرخين بالعودة إلى الوثائق الموجودة في وزارة الداخلية أو للتسجيلات الإذاعية فقد كان المؤتمر شرعيا وانتخب هيئة إدارية. وبعد أسبوع من المؤتمر اتخذت السلطة قرارا بتقليص قيمة منحة الطلبة بخمسة وعشرين بالمائة وهو ما يعني أنها لم تكن مرتاحة لنتائج المؤتمر. وبين الحبيب الشغال أن عيسى البكوش وغيره من الاخوان كانوا يلتقون بصفة منتظمة مع أحمد المستيري في إطار تبادل الآراء وقد حضر هو أحد الاجتماعات وعند دخوله وجد أن أحمد المستيري يسأل الطلبة عن رأيهم في السياسة التربوية التي يمكن أن تنتهجها تونس وعندما فهم مغزى اللقاء خرج رفقة أحد زملائه من الاجتماع وقال له « اعتبرني أنني لم أحضر هذا الاجتماع لأنني اشتممت أن الهدف منه هو تكوين مجموعة ضغط على السلطة وعلى الرئيس بورقيبة لتغيير بعض التوجهات وهو أمر لا يجب أن ينخرط فيه الاتحاد ». وتواصل الخلاف بين الطلبة فهناك من يريد التدخل في غمرة الخلاف السياسي الموجود أو الذي سيوجد في الحزب وهناك من يرفض هذا الأمر. وأضاف « بعد مؤتمر قربة بشهرين انتظم مؤتمر الحزب الدستوري سنة 1971 وكان للطلبة دور بارز فيه ». وقال « لم نوافق وقتها على طريقة تقديم التقرير المالي للمؤتمر للحزب وكان موجزا وعبرنا عن رغبتنا في تقديم تقرير مالي مفصل للمؤتمرين وهو ما حصل.. وعند انتهاء مؤتمر الحزب عبّرت منظمات وطنية ومنها المنظمة النسائية عن عدم مساندتها لنتائج المؤتمر.. وعربت بدوري عن رفضي لمساندة السلطة التي قلصت من مقدار المنحة بنسبة خمسة وعشرين بالمائة فطمأنوني بأن الهادي نويرة سيراجع ذلك القرار.. وفي نفس الفترة طلب من الاتحاد إرسال برقية للرئيس بورقيبة والتنديد فيها بأقوال أحمد المستيري في الصحافة الأجنبية وقد رفضت ذلك ولكن بعد التحاور مع الطلبة اتفقنا على إرسال برقية لبورقيبة وتهنئته بنجاح مؤتمر الحزب ودعوته لأن يكون رئيس الحزب ». ورغم رفض البعض محتوى هذه البرقية فقد أرسلها الشغال لوكالة الأنباء لتبثها. منح جامعية ومساعدات قال الحبيب الشغال: « من دخل الجامعة التونسية عام 1971 و1972 يدرك أن نسبة الطلبة الممنوحين والطلبة الذين يتمتعون بسكن جامعي كانت كبيرة جدا وتفوق 80 بالمائة فقد كان الإتحاد يدرس ملفات الطلبة ملفا ملفا لتمكين أكبر عدد ممكن منهم من منح جامعية وسكن. كما أذكر أنه بعد فتح كلية الصيدلة في المنستير تم تمتيع نحو 15 طالبا بمنح لمواصلة دراسة الصيدلة في فرنسا.. فالاتحاد كان قريبا من الطلبة وملما بمشاكلهم ويدافع على مصالحهم ». وأضاف « قد يجهل البعض مأتى فكرة تنظيم القوافل الصحية.. وفي هذا الصدد أقول لكم إن الإتحاد العام لطلبة تونس هو أول من بادر بتنظيم مثل هذه القوافل وكان بعد تنظيم القافلة يحرر تقريرا وكانت تلك التقارير تنشر في صحيفة الصباح » وأكد على أن أنشطة الاتحاد كانت متواصلة وبين أنه على الرغم من وجود مشاكل كبيرة في الجامعة وهي مشاكل سياسية بالأساس على غرار ما كان يحدث مع طلبة مجموعة آفاق اليسارية (برسبكتيف) فقد كان الاتحاد العام لطلبة تونس يقوم بنشاطات عديدة وهو لم يسمح بأن يقوم طلبة ثائرون بنسف الاتحاد. وأكد على أنه لم يحدث أي احتجاج على انتخابات مؤتمر قربة وبين أنه تمت دراسة النتائج جيدا والتمعن فيها. وذكر أن عديد المنظمات الأجنبية حضرت المؤتمر كما واكبت ندوة انتظمت في تونس سنة 1972 واعتبرت أن مؤتمر قربة كان ناجحا ومر دون مشاكل. وتحدث الشغّال في شهادته التاريخية عن عديد التفاصيل المتعلقة بانجازات اتحاد الطلبة وبين أن جميع أعماله كانت في حدود ما تسمح به المهمة النقابية والمهمة الجامعية.. وقال « لم تكن لنا مصالح شخصية في اتحاد الطلبة بل الهاجس الوحيد الذي كان يشغلنا هو مشاكل الطلبة..و لكنني أعتقد أنه لا توجد منظمة في بلد مثل تونس وتريد أن تخدم مصالح الطلبة والبلاد يمكنها أن تكون في منأى عن السلطة ». وفي ما يتعلق بمؤتمر 1975 قال إنه يريد رواية حادثة لا يعرفها غيره وهي أن المرحوم الهادي نويرة قال له مرة إن « الرئيس بورقيبة وافق على أن يكون مصطفى منيف الكاتب العام المقبل للاتحاد ونريد منك أنت (الحبيب الشغال) أن تساعدنا على وصول منيف لهذه المهمة ». ولكن الشغال لم يول المسألة أهمية ولم يصل منيف للكتابة العامة للمنظمة الطلابية. استقلالية قال السيد فاضل الحميدي في شهادته التاريخية بمنتدى الذاكرة الوطنية متحدثا عن مؤتمر قربة: « كأن السلطة وقتها بدأت تضع أقدامها في المنظمة الطلابية ». وبين أنه لم يكن في المكتب التنفيذي بل كان كاتبا عاما في المكتب الفيدرالي سنة 1972 وأكد ما قاله الحبيب الشغال وهو الإشكال القائم بين المجموعتين وقال إنه لم ينتم أبدا إلى أي شخص بل كان يريد دائما أن يكون نقابيا وهو ما تسبب له في عديد المشاكل.. ونظر إلى محمد الصياح الذي كان حاضرا في منتدى الذاكرة الوطنية وقال « منها مشاكل مع محمد الصياح ». وتحدث الحميدي عن مؤتمر اتحاد طلبة تونس خلال سنة 1975 وقال إن المعارضة وحينما لم تنجح في مؤتمر قربة كانت تتعلل بأشياء مؤسفة.. واتهم بعض عناصرها بعلاقاتهم المشبوهة مع جهات أجنبية.. وخلافا لما يقولونه فإن النظام لم يتدخل في اتحاد الطلبة.. ولم يحدث في مؤتمر بنزرت أي تدخل من السلطة ولا أي تزوير بل كانت الانتخابات تتم بطريقة مباشرة وشفافة ». واستدرك الحميدي » لكن الحزب هو الذي كان يتدخل في اتحاد الطلبة ». وبين عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة إبان مؤتمر 1975 أنه بعد هذا المؤتمر دعاهم بورقيبة إلى القصر وقدّموا له أنفسهم فردا فردا وعندما تكلم قال الحميدي إنه أمين مال ولكن بلا مال.. فقال بورقيبة « أعطوا 100 مليون لأولادي » فقال له الحميدي إن هذا المبلغ لا يكفي لتغطية الديون فأمر الزعيم باستخلاص ديون الاتحاد. وقال الحميدي: « كيف يمكن بعد هذا الموقف وبعد المال الذي منحه لنا بورقيبة أن نكون ضد النظام ». وبين أن النظام كان يغازل الاتحاد العام لطلبة تونس وأن المعارضة الطلابية كانت تريد تسريب فكرة أن النظام قبر الاتحاد.. وهذا خطأ كبير. وذكر أن هدف الاتحاد في هذه المرحلة كان مرتكزا على ثلاثة عناصر وهي النشاط الثقافي والنشاط الاجتماعي وخاصة منح الطلبة المبيت وتذاكر الأكلات الجامعية وهي أنشطة مهدت لإنشاء تعاونية الطلبة.. كما ارتكز النشاط الثالث على تنمية العلاقات الدولية إذ ساهم الاتحاد في تأسيس اتحاد طلبة عدم الانحياز واتحاد طلبة المتوسط واتحاد الطلاب العرب واتحاد الطلبة الأفارقة. وقال « كان هدفنا خدمة المنظمة ولم تكن لنا غايات سياسية »..
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008)
قيادي في «النهضة» التونسية لـ «الشرق الأوسط»: استوعبنا الدرس ومستعدون للحوار
تونس – المنجي السعيداني عبر قيادي بارز في حركة النهضة المحظورة في تونس عن استعداد الحركة للحوار مع السلطات، مؤكداً أن الحركة «تغيرت بصفة جذرية خلال العقدين الماضيين واستوعبت درسها جيدا وفهمت مزاج العصر». وجاءت تعليقات علي العريض تعليقاً على إطلاق السلطات في الآونة الأخيرة لآخر دفعة من سجناء الحركة. وقال العريض، القيادي في النهضة والناطق السابق باسمها، إن استبعاد الحركة من الساحة السياسية لا يساعد البلاد على الحياة السياسية المتوازنة ولا يزيد سوى تأخير إشراك كل الأطراف في الانتقال الديمقراطي المنشود. وأضاف لـ «الشرق الأوسط» أن النهضة تسعى إلى الاندماج في النسيج السياسي وإنهاء حالة التشنج، لتستطيع التفرغ هي والسلطة إلى ما هو أهم. وحول إمكانية السماح للحركة بالعودة للنشاط السياسي، قال إنه لا توجد مؤشرات حقيقية على ذلك وإن السلطة لا تنوي إدماج الحركة في الحياة السياسية على الأقل في الوقت الحاضر. وحول التخوفات التي تبديها مكونات المجتمع المدني التونسي من عودة الحركة، قال العريض إنه يعلم بوجود مجموعات استئصالية فاقت السلطة من حيث الغلو، لكنه استدرك أن هؤلاء قلة وربما يتجهون «نحو الانحسار أو الزوال بمرور الوقت ». وقال العريض إن النهضة ليست مثلما يصورها بعض المغالين، بل إنها تنظر للفعل السياسي الإسلامي. واضاف ان الحركة تغيرت بصفة جذرية خلال العقدين الماضيين واستوعبت درسها جيدا وفهمت مزاج العصر حتى أن بعض كتابات قادة النهضة اليوم أصبحت مراجع في تركيا ولبنان والمغرب. وأكد أن النهضة لا تطلب المستحيل وهي مستعدة على الدوام للتحاور وتوضيح مواقفها من كل القضايا برؤية معاصرة وتبديد المخاوف. وانتقد العريض تغليب السلطة للأساليب الأمنية عن المعالجة السياسية.
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008)
والد محكوم بالإعدام في قضية إرهاب: طردته من البيت لكنني الآن مشتاق لرؤيته
وحول شأن تونسي آخر، قال لمين الراقوبي والد صابر، المحكوم عليه في قضية مجموعة سليمان (مجموعة نفذت عملية ارهابية في منطقة سليمان بتونس) لـ«الشرق الأوسط» انه يود رؤية ابنه الذي حكم عليه بالإعدام منذ يوم 20 فبراير (شباط) 2007 بعد أن نفد صبره وهو يراسل المسؤولين بمن فيهم الرئيس زين العابدين بن علي، لكن بدون تلقي رد. وقال الراقوبي انه راسل كلا من وزير العدل وحقوق الإنسان والهيئة العليا لحقوق الإنسان ولم يتلق رداً. وأوضح الراقوبي أنه طرد ابنه من البيت في رمضان 2007 بعد أن لاحظ انه انقطع عن العمل وصار يقف كثيرا أمام المسجد بعد الصلاة، إلا انه الآن متشوق لرؤيته. ودعا السلطات لتلبية رغبته بزيارة ابنه أو تنفيذ حكم الإعدام ضده حتى يتم دفنه ويتمكن من زيارته. وحول التهم التي وجهت لابنه من قبل القضاء مما استدعى الحكم عليه بالإعدام كحالة فريدة ضمن المجموعة، قال الراقوبي انه لا توجد تهمة ثابتة ضد ابنه وقد اعترف برميه قنبلة لم تنفجر فوجهت له تهمة محاولة القتل العمد وعقوبتها قد لا تتجاوز في بعض الحالات السبع سنوات سجنا، معتبرا أن المحاكمة كانت سياسية بالأساس بتأثير من السفراء الغربيين الذين طالبوا سرا بتسليط أقسى درجات العقوبة على المتهمين. وطالب الراقوبي بضرورة سؤال ابنه عن سبب التحاقه بالمسلحين وهو الذي كان يعمل في نزل وله دبلوم في الحلاقة وحاصل على درجات في رياضة الكاراتيه، ولا يزيد عمره على 21 سنة ومستواه الثقافي لا يتجاوز حدود السنة الثامنة من التعليم الأساسي. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008)
المشاهدون يقاطعون فيلما يهوديا بافتتاح مهرجان بتونس
خميس بن بريّك – تونس أثارت أيام السينما الأوروبية في نسختها الـ15 بتونس حالة من الاستياء لدى قطاعات من المشاهدين قاطعوا فيلم الافتتاح الفرنسي, الذي اعتبروه « تعاطفا زائدا على الحدّ مع اليهود ». وفيما بدا إفسادا لحفل الافتتاح, وبعد مرور نحو نصف ساعة على عرض الفيلم الذي تصل مدته مائة دقيقة, قاطع المشاهدون الفيلم. وعبر عدد منهم للجزيرة نت عن شعور بالصدمة لاختيار فيلم يروي معاناة اليهود بحقبة الحرب العالمية الثانية يوم افتتاح ما وصفوها بأعرق تظاهرة سينمائية أوروبية بتونس. وفيلم (سرّ) للمخرج الفرنسي يهودي الأصل كلود ميلار المولود عام 1942، والذي يقوم بدور البطولة فيه المغني الفرنسي يهودي الأصل باتريك برويال، يتحدث عن حياة عائلة يهودية من خلال تخيّلات طفلها. ويعرض بعض مشاهد بالأبيض والأسود تدور حول دمار لحق بالجالية اليهودية في ألمانيا النازية، والتي يرويها المخرج كلود ميلار على لسان الطفل فرانسوا الذي يحاول البحث عن هويته في الفيلم. معزّ المولهي أحد المولعين بالسينما أعرب عن خيبة أمله من اختيار ما وصفه بأنه « شريط يهودي مقنّع » تمّ تصويره بفرنسا، البلد الذي يقود الاتحاد الأوروبي ويرأسه نيكولا ساركوزي المتعاطف مع اليهود ». وقال المولهي للجزيرة نت « أنا مندهش تماما لاختيار هذا الفيلم الذي يروي اضطهاد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية يوم افتتاح المهرجان » متسائلا عن سبب هذا التعاطف الأوروبي مع اليهود. سيطرة يهودية من جهته، اعتبر الشاب فراس حمدي أنّ إقحام مواضيع سياسية من حقبة زمنية بعيدة تحيل على اضطهاد اليهود « قد يشعر الناس بأنّ المفوضية الأوروبية التي تشرف على هذا المهرجان تحت سيطرة يهودية ». ويصف للجزيرة نت بعض مشاهد الفيلم بأنها تحيل على أدقّ خصوصيات اليهود كتقاليد الزفاف والأكل واللباس، مشيرا إلى أنّ الحوار نفسه بين الشخصيات تراوح بين الفرنسية والعبرية. أما المخرج إبراهيم اللّطيف المسؤول التونسي الأوّل عن تنظيم هذا المهرجان إلى جانب بعثة المفوضية الأوروبية فعبر للجزيرة نت عن شعوره باستياء كبير لرؤية الناس يغادرون قاعة السينما لما وصفه برداءة الفيلم. وشدّد إبراهيم اللطيف على أنّ جمعية الفيلم القصير والوثائقي التي يرأسها وأشرف من خلالها على تنظيم المهرجان، ليست مسؤولة عن برمجة الأفلام الأوروبية. وقال « نحن لم نقم ببرمجة فيلم (سرّ) في سهرة الافتتاح, مشيرا إلى أن فريقه مسؤول فقط عن برمجة الأفلام التونسية. وألقى باللّوم على المفوضية الأوروبية لاختيار هذا الفيلم. وقد اعتبر بعض المخرجين التونسيين أنّ السيناريو الذي اقتبس من قصة الكاتب الفرنسي اليهودي فيليب جريمبار ضعيف، وأنّ المستوى الفني » رديء جدا ». ويشارك حاليا بالمهرجان الذي يتواصل إلى 3 ديسمبر/كانون الأول المقبل، أربعون فيلما من 15 دولة أوروبية إضافة لتونس. وتعرض الأفلام في ست محافظات هي تونس وسوسة وجندوبة والقيروان وصفاقس وقابس. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 نوفمبر 2008)
تونس تستضيف مؤتمرا لمناقشة قضايا الشباب في العالم الاسلامي
تونس (رويترز) – قال مسؤولون يوم الاحد ان تونس تستضيف يوم الاثنين مؤتمرا دوليا لمناقشة قضايا الشباب في العالم الاسلامي بمشاركة ثلاثين بلد اسلاميا و25 منظمة دولية. ويأتي عقد مؤتمر دولي حول قضايا الشباب بالعالم الاسلامي في وقت يتزايد فيه استقطاب جماعات اسلامية متطرفة لفئات واسعة من شبان يعانون من مشاكل لتجنيدهم لمهاجمة أهداف امريكية واسرائيلية واخرى عربية. وقال سمير العبيدي وزير الرياضة والشباب التونسي ان المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام سيركز على مناقشة القضايا الرئيسية التي تهم الشبان في العالم العربي. ودعا العبيدي الشبان في العالم العربي الى ان »يكونوا قوة خير ودفع في العالم من خلال التمسك والدفاع عن قيم الحوار والتسامح ». وأوضح عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية والتربية والعلوم والثقافة/ايسيسكو/ انه من المنتظر ان يشهد هذا المؤتمر مشاركة مسؤولين وشبان من 25 بلد اسلامي اضافة الى 25 منظمة دولية معنية بقطاع الشباب. واضاف أن »المؤتمر يهدف الى رصد التحديات التي تواجهه من منطلق الوعي بأهمية الشباب باعتباره عماد الحاضر والمستقبل ». ومن المنتظر ان يلقي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي خطابا في افتتاح المؤتمر. وقال التويجري ان المؤتمر سيكون فرصة حقيقية لتعزيز توجهات الدول الاسلامية لترسيخ مبادئ الاعتدال والتسامح واحترام الاخر ونبذ مظاهر التطرف والعنف. ويناقش الخبراء خلال جلسات المؤتمر عدة قضايا ابرزها « الشباب والتربية على قيم التسامح والحوار بين الحضارات والاديان » وأسباب الارهاب والتطرف والعنف والغلو الديني في صفوف الشبان في العالم الاسلامي » و »كيفية مشاركة هادفة للشباب في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية ». وكان الرئيس التونسي قد دعا الى مزيد الاهتمام بمشاغل الشباب وفتح الآفاق امامهم تجنبا درءا للتطرف. ويمثل تشغيل الشبان وخصوصا الحاصلين منهم على شهادات اهم التحديات امام الحكومات الاسلامية والعربية. ويشكل الخريجون في بلد مثل تونس شريحة كبيرة من 70 الف شاب يدخلون سوق العمل كل عام. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 نوفمبر 2008)
في يوم دراسي بالمعهد الأعلى للقضاء: مزيد تدعيم الضمانات للمتّهم وتطوير وضعية الموقوفين وتيسير شروط الإدماج
تونس – الصّباح: مثل موضوع «ضمانات المتهم في مرحلة ما قبل المحاكمة» محور يوم دراسي انتظم أمس بمقر المعهد الأعلى للقضاء وأشرف عليه السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان، كما حضره عدد من القضاة وأعضاء النيابة العمومية وقضاة تنفيذ العقوبات من مختلف المحاكم. أكد الوزير في كلمته التي ألقاها بالمناسبة أن منظومة العدالة الجزائية التونسية عرفت منذ التحول تطورا متواصلا في اتجاه ضمان احترام حقوق الإنسان وحمايتها وذلك بمزيد تدعيم الضمانات التي يوفرها القانون للمظنون فيه قبل المحاكمة وللمتهم أثناء المحاكمة وللمحكوم عليه إثر المحاكمة. ضمانات المتهم وفي سياق حديثه عن تدعيم الضمانات الممنوحة للمتهم تعرض الوزير إلى مشروع القانون المعروض حاليا على أنظار السلطة التشريعية والمتعلق بتطوير وضعية الموقوفين وتيسير شروط الإدماج وذلك بتنقيح مجلة الإجراءات الجزائية لتوسيع إمكانيات الإفراج وتأكيد الصبغة الإستثنائية للإيقاف التحفظي. كما أشار الوزير إلى أهمية الضمانات الممنوحة قبل المحاكمة مذكرا في هذا السياق بجملة من المبادئ يتمثل أولها في أن الأصل هو البراءة وفقا لما أكده الدستور في فصله 12 «كل متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى أن تثبت إدانته في محاكمة تكفل له فيها الضمانات الضرورية للدفاع عن نفسه» ووفقا لما دعمه القانون الدستوري خلال سنة 2002 بالإرتقاء بالضمانات الممنوحة للمتهم في الفصل 12 من الدستور إلى مرتبة الحماية الدستورية في ضوء اخضاع الاحتفاظ إلى الرقابة القضائية وعدم تحويل الإيقاف التحفظي إلا بإذن قضائي.. ويتمثل المبدأ الثاني في أن الإيقاف التحفظي هو وسيلة استثنائية يمكن اتخاذها حسب ما نص عليه الفصل 85 من مجلة الاجراءات الجزائية في حالات معينة.. أما المبدأ الثالث فيتعلق بقيام قاضي التحقيق بمباشرة صلاحياته كاملة وعدم اللجوء إلى الإنابات القضائية إلا إذا تعذر عليه إجراء بعض الأبحاث بنفسه مع الحرص على متابعة ومراقبة طريقة ومراحل تنفيذ هذه الإنابات. ومن خلال تذكيره بالمبدأ الرابع المتعلق بعلاقة التحقيق بدائرة الإتهام، دعا الوزير قضاة التحقيق إلى ضرورة أن لا يكون التركيز على أعمال التحقيق على الكم فقط بل يجب مراعاة نوعية الأعمال اعتبارا إلى أن قرارات ختم البحث التي يحررها قضاة التحقيق هي عمل تأليفي نوعي بالأساس. تفعيل الآليات الجديدة من جهة أخرى دعا السيد بشير التكاري إلى مزيد تفعيل بعض الآليات الجديدة على غرار تفعيل الآليات المتعلقة بالإفراج عن المتهم بضمان أو بدون ضمان كلما أمكن ذلك وكلما كان ذلك مبررا والإستعداد للعمل بآلية تفكيك القضية في بعض الجرائم بهدف تعجيل النظر بشأن الموقوفين مع الأخذ بعين الإعتبار وجود مشاركين بحالة فرار أو تورطهم في قضية أخطر بما يساعد قاضي التحقيق على انجاز أعماله في أحسن الظروف مع مراعاة الضمانات التي وفرها القانون في ظل احترام حقوق المظنون فيه والمتهم واعطاء الأهمية اللازمة لحريتهما. وأكد الوزير على ضرورة توخي التوازن دائما بحيث يتم الإيقاف التحفظي إذا توفرت المبررات لذلك ويتم الإفراج كلما توفرت الشروط القانونية لذلك للحفاظ على سلامة الأفراد وضمان حسن سير البحث القضائي. منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 نوفمبر 2008)
الحرمة الجسدية وكرامة الإنسان في النظام القضائي التونسي (1 من 2)
بقلم: الأستاذ محمّد العيد الأدب (*) مقدمة: نعتبر تونس العهد الجديد من الدول القلائل في العالم العربي التي استطاعت أن تربط طرح مسألة الحقوق حقوق الانسان والحريات بالمسألة الام وهي التنمية الشاملة كأداة لتحرير الانسان من براثين التخلف والفقر والحاجة وذلك بتمكينه من تعليم نير متفتح على مقتضيات القرن الواحد والعشرين بعيدا كل البعد عن التعصب والمغالاة ينبع من أرقى ما عرفت الحضارة العربية الاسلامية من سمو وتفان في طلب العلم والمعرفة وبخلق فرص تشغيل لكافة حاملي الشهائد وغيرهم إذ أن بالعمل وحده يستطيع المرء أن ينصهر مع إنسانيته ويتحمل مسؤولياته الاجتماعية في ظروف طيبة بعيدة كل البعد عن التشنج والغضب والاحباط وأخيرا بتمكين الانسان من ممارسة حقوقه الفكرية والسياسية في أطر قانونية قاعدتها حرية التحزب، حرية التعبير وحرية المعتقد. و بناء على أن العدل أساس العمران كما أكده ذلك المفكر التونسي عبد الرحمان ابن خلدون، فإن حركة السابع من نوفمبر قد منحت للعدل ولحقوق الانسان بصفة عامة مكانة متميزة فألغت المحاكم الاستثنائية (I) ، وسنت عفوا تشريعيا عاما (II) ثم قامت ببناء تنظيم قضائي هدفه حفظ كرامة الانسان وحرمة جسده من كل تعد مهما كان نوعه (III) و وضعت عديد الضمانات للمظنون فيهم والمساجين حفاظا على حقوقهم ورفعا في شأن إنسانيتهم (IV) . I ـ إلغاء القضاء الاستثنائي: بمقتضى قانونين مؤرخين في 29 ديسمبر 1987 الاول يحمل عدد 79 يتعلق بحذف محكمة أمن الدولة والثاني عدد 80 يتعلق بإلغاء خطة وكيل عام للجمهورية تم حذف كل مظاهر الظلم والاستبداد الذي ركن إليه العهد القديم في آخر أيامه وأرجع للقضاء سيادته وللقانون والعدل مكانتهما. ولا يستطيع المرء أن يفقه مدى أهمية القانونين المذكورين إلا عندما يطلع عن ما كانت تمثله محكمة أمن الدولة من خطورة على حقوق الانسان ومن هضم لحقوق الدفاع ولاستقلال القضاء وما كانت تمثله الوكالة العامة للجمهورية من تسلط وتجبر سواء على المواطن أو على سير القضاء. 1/ محكمة أمن الدولة كانت نفيا لحقوق الانسان: بالرغم من لا دستوريتها أحدثت محكمة أمن الدولة بالقانون المؤرخ في 02/07/1968 لمحاكمة وضرب كل من تحدثه نفسه بمعارضة الرئيس السابق في أفكاره وتمشياته وقد وقع إحالة الكثير من أبناء تونس البررة الذين كانت لهم الشجاعة في المعارضة أو الخروج عن صف النظام السابق والملفت للنظر في تركيبة هذه المحكمة الاستثنائية بما في هذه الكلمة من معان هو إدخال عناصر بعيدين كل البعد عن القضاء يقع اختيارهم من نواب في مجلس الامة سابقا ليس لهم دراية بالقانون وليست لهم أي حرية رأي إلا فيما يسطر لهم مسبقا والجدير بالذكر أيضا أن الفصل 14 من هذا القانون جاء رافضا لكل طعن لقرارات حاكم التحقيق التابع للمحكمة وهذا ما يبين عدم وجود أي ضمانات أمام هذه المحكمة. كما ذكر الفصل 10 من هذا القانون أن لحاكم التحقيق كافة الصلاحيات لاجراء كل عمليات التحقيق في كل مكان من تراب الجمهورية ولو كان ذلك ليلا، ذلك ما يؤكد أن بوجود هذه الاجراءات لا وجود لاي ضمان يذكر بالنسبة للمظنون فيهم، زيادة على السرعة التي تنتاب أعمال هذه المحكمة وما يمثله ذلك من هضم لحقوق الدفاع ولحقوق المظنون فيهم أنفسهم. أما فيما يخص لسان الدفاع وما عاناه العديد من المحامين بالوقوف أمام هذه المحكمة فإن الفصل 17 من هذا القانون كان سيفا مسلطا على المحامين إذ خول هذا الفصل للمحكمة أن تحيل فورا وتسلط على المحامين عقوبات إن ارتأت المحكمة أن المحامي قد « أخل » بواجبه الدفاعي وما أكثرهم المحامون الذين تألموا وأهينوا لا لشيء إلا لانهم آمنوا برسالتهم المقدسة، كل هذه الاجراءات التعسفية و »الاستثنائية » تبين مدى خطورة محكمة أمن الدولة على حقوق الانسان، وقد عرفت الانظمة الفاشية مثل هذه المحاكم ولا تزال بعض البلدان الاخرى في وقتنا الحاضر تعير لمثل هذه المحاكم أهمية بالغة ذلك ما يبين أن تونس العهد الجديد قد انطلقت بدون رجعة في ميدان احترام حقوق الانسان وتعميق المسار الديمقراطي الذي نادى به بيان السابع من نوفمبر. 2/ محكمة أمن والوكالة العامة للجمهورية حد لاستقلال القضاء: قد لاحظنا في دراسة تركيبة محكمة أمن الدولة وجود أعضاء من غير القضاة يقع تسميتهم لغاية « المحاكمة » لا غير وذلك ما يبن « استثنائية » هذه المحكمة ومدى خطورتها على استقلال القضاء وحرمته. أما فيما يخص الوكالة العامة للجمهورية فإنها كانت تمثل سيفا مسلطا على القضاء وعلى الشعب التونسي بأكمله. ذلك أن الوكالة العامة للجمهورية التي أحدثت بالقانون 98 لسنة 1986 المؤرخ في 09 ديسمبر 1986 والمتعلق بالمصادقة على المرسوم عد 1 لسنة 1986 المؤرخ في 18/08/1986 كانت تمثل » المحرك » الوحيد للقضاء بعد الوزير وترجع إليها بالنظر نقل وترقيات القضاة وعقوباتهم وإلى غير ذلك من الامور التي من شأنها أن تقيد « حرية » القضاء وأن « تطمس » كلمة الحق والعدل. وما فرحة الشعب التونسي حين إلغاء هذه المؤسسة والتي كانت فرحة عارمة الا تعبير صادق عن ما كان يعانيه كافة أفراد الشعب من تواجد هذه الخطة وما التصق بها في الواعي واللاواعي الشعبيين من أنها كمثيلتها محكمة أمن الدولة كانت تمثل حقا طمسا خطيرا لحوق الانسان وتعديا على استقلالية القضاء. II ـ العفو التشريعي العام: وفي نفس هذا الاتجاه الاصلاحي التاريخي لحركة السابع من نوفمبر التي أصبحت منذ إعلانها حركة شعبية بالاساس إذ دعمتها القوى الشعبية في كامل تراب الجمهورية والتصقت بها وتبنت شعاراتها فكان لزاما عليها أن تستجيب لاوكد الطموحات الشعبية حينذاك والتي تتلخص في سن عفو تشريعي عام فكان القانون عدد 63 المؤرخ في 03/07/1989 الخاص بالعفو عن مساجين الرأي والفكر وقد شمل هذا القانون 5534 شخصا على أن الارادة السياسية التحريرية لرجل التغيير لم تتوقف عند هذا الحد فما فتئ سيادته يشمل بعفوه كل شخص أعرب عن استعداده بالعودة إلى الجادة وإلى الطريق السوي فبلغ عدد المنتفعين بالعفو منذ السابع من نوفمبر إلى غرة سبتمبر 1992 – 17368 شخصا والملفت للنظر بحق هو أن حركة السابع من نوفمبر قد ارتبطت بصفة نهائية ولا مجال للرجعة فيها بدفاعها عن حقوق الانسان فأصبح خطابها السياسي وعملها الدؤوب في سبيل الرفع من كرامة الانسان مرجعا فكريا وسياسيا لكثير من الشعوب، « إن اهتمامنا بحقوق الانسان في تونس وبضرورة صيانة كرامة المواطن وضمان كافة حقوقه قانونا وممارسة لا يرمي أبدا إلى مجرد الاستجابة العارضة لمطلب ظرفي، بقدر ما ينبع من إيماننا العميق بهذه المبادئ مكسبا من مكاسب العهد الجديد ». إن حقوق الانسان وسيادته مربوطة ربطا جذريا بالحفاظ على كرامته ولا كرامة للانسان إلا بمناخ تعلوه الحرية والامن والطمأنينة وليس أبلغ من هذه الفقرة التي جاءت على لسان الرئيس بن علي يوم الاحتفال بعيد الجمهورية 1989 « وجعلنا حقوق الانسان والحريات العامة في طليعة مشاغلنا لايماننا بأن الانسان لا يعتز بمواطنته و ينخرط في العمل الجماعي و يتعلق بالمثل إلا متى كان موفور الكرامة ». III ـ حماية حرمة الانسان وحفظ كرامته على الصعيد القضائي: بالرجوع إلى إعلان السابع من نوفمبر نلاحظ أن الرئيس بن علي قد ركز على ان لا سيادة إلا للشعب ولا تحكيم إلا للقانون والنتيجة الحتمية لذلك مبادرته بحذف ما من شأنه أن يعرقل هذه السيادة ويلجم مطامحها وقد ظهرت ثمار هذا التوجه المبارك على الصعيد القضائي منذ الايام الاولى للتغيير فصادقت تونس بموجب قانون 79 لسنة 1988 المؤرخ في 11/07/1988 على الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة والعقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لسنة 1984، ومما يؤكد عزيمة رجل التغيير وصدقه فإن تونس قد صادقت على هذه الاتفاقية بدون أي تحفظ مهما نوعه وبالاخص عدم تحفظها على الفصلين 20 و21 من الاتفاقية واللذين يخولان القيام بتحقيق ولو سري من طرف لجنة أو لجان محايدة فوق تراب الدولة المشاركة في الاتفاقية والجدير بالذكر أيضا أنه وقبل التوقيع على الاتفاقية المذكورة وقع سن مبدإ الفحص الطبي للمحتفظ به، فقد جاءت الفقرة الثالثة من الفصل 13 مكرر من مجلة المرافعات الجزائية والمنقح بالقانون عدد 70 لسنة 1987 المؤرخ في 26/11/1987 أنه يمكن للمحتفظ به أو أحد أصوله أو فروعه أو إخوته أو زوجته أن يطلب خلال مدة الاحتفاظ أو عند انقضائها إجراء فحص طبي كما يقع التنصيص عل ذلك بالمحضر الذي يجب أن يتضمن دوما تاريخ بداية الاحتفاظ ونهايته يوما وساعة وأن يكون المحضر ممضى من المحتفظ به وفي حالة الامتناع ينص على ذلك وعلى السبب.
الحرمة الجسدية وكرامة الإنسان في النّظام القضائي التونسي ( 2 من 2)
تنشر «الصباح» اليوم الجزء الثاني والأخير من مقال الأستاذ محمد العيد الأدب حول «الحرمة الجسدية وكرامة الانسان في النظام القضائي التونسي». في نفس هذا السياق حدد أجل الاحتفاظ ولاول مرة في تاريخ القضاء التونسي بموجب القانون عدد 70 لسنة 1987 بما لا يتجاوز الاربعة أيام قابلة للتمديد لفترة مماثلة بشرط أخذ إذن كتابي من لدن وكيل الجمهورية، وعند الضرورة القصوى يمدد في أجل الاحتفاظ المضمون بيومين اثنين لا غير (فصل 13 مكرر من مجلة الاجراءات الجزائية). كما حدد الفصل 85 (جديد) من نفس المجلة مدة الايقاف التحفظي بستة أشهر وتخويل القاضي تجديدها مرة واحدة بالنسبة للجنح ومرتين بالنسبة للجنايات شريطة أن لا يتجاوز كل تمديد الستة أشهر مع أخذ رأي وكيل الجمهورية في كل مناسبة وتحرير قرار معلل في ذلك وقد جاء قانون 2 أوت 1999 ليعمق هذه الضمانات. IV ـ كرامة الانسان في قانون 02 أوت 1999: ودعما لهذا المسار الانساني الذي اختارته تونس السابع من نوفمبر جاء القانون عدد 89-1999 بتاريخ 02أوت 1999 محملا بعديد الانجازات الرائدة التي من شأنها تدعيم احترام حرمة الانسان وكرامته: 1/ الايقاف التحفظي: وقع تخفيف وتقليص مدة الايقاف التحفظي ليصبح أجله في الجناية 6 أشهر مع إمكانية تجديده مرتين بحساب 4 أشهر لكل مرة وبذلك لا تتعدى مدة الايقاف التحفظي في الجناية أكثر من 14 شهرا عوضا عن 18 شهرا كما حددت مدة الاحتفاظ في حدود 6 أيام على أقصى تقدير. كما أوجب القانون على السيد باحث البداية اعلام أهل المظنون فيهم بصفة قانونية حين إيقافهم يوما وساعة. 2/ خطة قاضي العقوبات وربط إدارات الاصلاح بوزارة العدل: بعث خطة قاض مكلف بتنفيذ العقوبات في مستوى كل محكمة ابتدائية عمل إيجابي جدا لان هذا القاضي – المؤسسة مطالب بالسهر على تنفيذ العقوبات المسلطة على المساجين، وقد منح هذا القانون لقاضي تنفيذ العقوبات كافة الصلوحيات لمراقبة حالة المساجين وسماع طلباتهم سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الاداري وله الحق في تمكينهم من زيارة أقاربهم في حالة المرض الشديد أو الحضور في مواكب جنازاتهم أو الحضور في امتحانات علمية كما له الصلوحيات القانونية لتقديم الاقتراحات التي يراها صالحة لغاية تحسين ظروفهم المعاشية في إدارات الاصلاح، كما وقع أخيرا ربط إدارات السجون والاصلاح بوزارة العدل بعدما كانت راجعة بالاشراف إلى وزارة الداخلية. 3/ العمل لغاية المصلحة العامة: كما أرسى هذا القانون العمل لغاية المصلحة العامة باعتبار أن هناك بعض » الجرائم » التي يكون جل المواطنين عرضة للقيام بها مثل القتل على وجه الخطأ أو الجرح على وجه الخطأ أو في بعض الاحيان إصدار شيك بدون رصيد فقد منح هذا القانون للقضاء السلطة المطلقة لغاية إبدال العقاب البدني بالخدمة للمصلحة العامة باعتبار مستوى مقترفي هذه الجرائم وباعتبار ظروف وقوعها ونقاوة سوابقهم. 4/ استئناف الاحكام الجنائية: كما أسس هذا القانون ولاول مرة بتونس مبدأ استئناف الاحكام الجنائية وذلك لغاية إعطاء المظنون أكثر ما يمكن من ضمانات قضائية. إذا كان الحكم قبل هذا القانون لا يقبل الطعن إلا بالتعقيب وقد تطول الاجراءات في هذا المجال فجاء قانون 02 أوت 1999 ليعطي للمظنون فيهم حق استئناف هذا الاحكام وبذلك أصبحت لهم درجتان للتقاضي لا درجة واحدة ما يكفل لهم أكبر عدد ممكن من الضمانات القانونية. 5/ إلغاء الاشغال الاجبارية بالسجون: كما ألغى هذا القانون مبدأ الاشغال الاجبارية بالسجون وقد وقع حذف الفقرة الاخيرة من الفصل 13 من مجلة الاجراءات الجزائية التي كانت توجب ذلك. 6/ تحديد معنى التعذيب ومطابقته والقانون الدولي: كما قام هذا القانون بتحديد معنى التعذيب وتحوير الفصل 101 مكرر من مجلة الاجراءات الجزائية ليجعله مطابقا لما جاء في المعاهدة الدولية لمناهضة التعذيب لسنة 1984 باعتبار أن تونس ترنو إلى اعتماد مبادئ حقوق الانسان العالمية ومبادئ العدل مبادئ لمؤسستها. 7/ تحديد الجرائم وعقابها في الاقتصاد اللامادي: وباعتبار أن على المشرع مواكبة الاحداث والمخترعات والحركة التنموية بصفة عامة ونظرا للموجة العارمة التي عمت كل أنحاء المعمورة من اتصالات لا سلكية متنوعة ومن خدمات معلوماتية مثل الانترنات وغير ذلك من وسائل الاتصال المعلوماتي ولما لهذه الوسائل من تأثير مباشر على الاقتصاد والمؤسسات البنكية وغيرها ونظرا لقيام بعضهم بعديد المخالفات فإن المشرع التونسي كان سباقا في هذا الميدان إذ حدد معنى الجرائم المعلوماتية من تحيل وزور وغير ذلك وقنن نوع عقوباتها مسايرة للنمو الاقتصادي اللامادي الذي غزا أرجاء العالم وفي هذا السياق يعد قانون 02 أوت 1999 مرجعا يحتذى. الخلاصة ان الشعب التونسي الذي ضاق ذرعا من الشخصنة المفرطة في الحكم في العهد القديم وما تولد عنها من حيف ومن تعد أصبح يؤمن ويتشبث في العهد الجديد بأن لا تنمية حقيقية ومستديمة بدون احترام حقيقي لحقوق الانسان وكرامته وبدون ممارسة فعلية لكافة الحريات في جو ملؤه الشعور بالتضامن وبالتسامح وباحترام القانون لذلك لا أخال الاستاذ عبد العظيم المغربي (مصر) رئيس لجنة الحريات وحقوق الانسان بالوطن العربي أثناء مؤتمر المحامين العرب المنعقد بسوسة لا مجاريا ولا محابيا عندما صرح لاحدى اليوميات التونسية بأن تونس » ستظل منارة متقدمة في العالم العربي لحريات المواطن وحقوقه الاساسية » (جريدة الصباح 03/06/1997). إن النضال في سبيل دعم المسار الديمقراطي وتعميقه والرفع من شأن المواطن التونسي هو عمل يومي في نظر الرئيس زين العابدين بن علي وينبع من قناعة قادة تونس العهد الجديد بأن لا تنمية حقيقية في غياب إنسان لا يشعر بكرامته ولا يذود عنها. (*) المحامي لدى التعقيب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008)
فرنسا تعيد لتونس قطعة مصوغ نادرة
– تونس (ا ف ب) – اعادت فرنسا قطعة من الحلي نادرة تعود الى القرن الثامن عشر الى متحف الفنون والتقاليد الشعبية « دار بن عبد الله » الواقع في قلب المدينة العتيقة في تونس العاصمة. واسترجع المتحف القطعة المسماة « فكرونة » اي سلحفاة في اطار اتفاقية تعاون ثقافي موقعة بين الوكالة الفرنسية التونسية للتنمية والمعهد الوطني للتراث. وقطعة الزينة مصنوعة من الذهب والفضة والالماس يرجح انها من صنع صائغين من تونس او من مدينة المهدية الواقعة على الساحل التونسي التي شهدت في القرن الثامن عشر ازدهار صناعة المجوهرات في وسط الجالية اليهودية. وكانت العائلات البرجوازية تستعمل مثل هذه الاكسسوارت الثمينة المستوحاة من التقنيات التركية والاوروبية لتزيين ملابس السهرات والحفلات الكبرى. واوضح المدير العام للوكالة الفرنسي جان بيار ماجيابان خلال حفل الجمعة انه « تم اقتناء التحفة الفنية من بائعة تحف قديمة في بلجيكا بمبلغ قدر بمئة الف يورو لاعادتها لمتحف دار بن عبدالله وفق ما تنص عليه الاتفاقية ». من جهتها عبرت حياة بن قيطاط احدى المسؤولات عن المتحف للمناسبة عن « سعادتها بعودة هذه القطعة النفيسة الى بلدها الاصلي ». وقالت انها » ستوضع في مكان مميز في المتحف لتكمل مجموعة المجوهرات الثمينة التي يحتويها المتحف » الذي يشهد حاليا عمليات ترميم معتبرة انها « شاهد على التقنيات المتطورة في صناعة المصوغ في تلك الحقبة الزمنية ». وقد رحب فتحي بيجاوي مدير « متحف بن عبد الله » بهذه « الخطوة النادرة » مؤكدا انها « عربون صداقة عميقة بين تونس وفرنسا ». وتنص الاتفاقية ايضا على « تحفيز المهنيين التونسيين في قطاعات الخزف والخشب والمواد الثمينة على اعتماد تقنيات الاجداد ». وفي هذا الاطار باشر فريق اول من المختصين الفرنسيين في تشرين الاول/اكتوبر الماضي عملهم في تونس. وستليهم فرق اخرى من اجل تطوير هذه الاساليب الغابرة وخلق فرص عمل في المدينة العتيقة. واوضح ماجيابان ان « الهدف هو رد الاعتبار للتراث الثري الذي تزخر به منطقة البحر الابيض المتوسط وللابداعات الاستثنائية التي عرفتها تونس بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر ». وتابع ان « الجمعية التونسية الفرنسية باشرت عملها بموازنة ضعيفة لكن مواردها ستتضاعف بفضل دعم من الوزارة الفرنسية للهجرة ». واعلن عن « انشاء جمعية دار بن عبد الله » للوقوف على « طرق العيش القديمة للعائلات الثرية انذاك في علاقتها بالحياة العامة داخل الجوامع والمقاهي والاسواق ». وكشفت قيطاط انه سيتم اضافة جناح خاص بحياة الخدم عند هذه الفئة الاجتماعية الراقية في اطار عملية ترميم المتحف الذي انشىء في 1978. ويقع متحف « دار بن عبد الله » وسط قصر كان يملكه احد اعيان مدينة تونس الطاهر بن صالح بن عبدالله في القرن الثامن عشر. وفي فترة الاحتلال الفرنسي لتونس بيع القصر الى الرسام الفرنسي البير اوبليه العام 1905 بعد افلاس مالكه قبل ان تسترجعه تونس بعد استقال البلاد العام 1956. ويعنى هذا المعلم التاريخي بالتراث التقليدي التونسي و يهتم بفئة البرجوازية التونسية بالاساس او ما يسمى باللهجة المحلية « البلدية ساكنوا الحاضرة ». ويضم المتحف لوحات تعرض مراحل حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية والثقافية والدينية. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أف ب بتاريخ 23 نوفمبر 2008)
سهام بلخوجة ترقص على صراط الإسلام المتشدّد في تونس
بقلم: د. نزار شقرون (*) فعلا هناك سقف للحرّيّات في أيّ بلد من البلدان، حتّى وإن كانت البلدان الاكثر ليبراليّة في العالم، وحين يتحدّث الرّأي العام العربي عن الممكن والمحظور في البلد العربي، فإنّ الجبهة الثقافيّة وهي أوّل جبهة من جبهات هذا الرّأي العامّ الذي ما يزال في طوره البدائي، لا تكلّ عن وصف النّظام العربي بأنّه نظام مقصّر تجاه الحرّيّات، ولاشكّ فإنّ هذا الملفّ يحتاج إلى تدقيق ورصانة، لا تهدف إلى التّجريم المباشر للنّظام العربي بمثل ما لا تقلّل من قيمة تشخيص المثقّف العربي لهذه المعطيات. ولكن ألم يتورّط المثقّف العربي في تكبيل هذه الحرّيات وجعلها أضيق أحيانا ممّا سعى إليها النّظام العربي، أليست الرّقابة الذّاتيّة المغالية، والاستقالة الواسعة، والصّمت الرّهيب، هي أسباب مباشرة في ضيق رئة حرّيّات التّعبير في المنطقة العربيّة؟ من يرسم الخطوط الحمراء: النّظام العربي بمفرده أم بمؤازرة واعية وغير واعية من لدن المثقّف العربي؟ استمعت قبل أيّام لحوار مطوّل أجرته إذاعة تونس الدّوليّة مع المبدعة سهام بلخوجة التّونسيّة إلى أخمص قدميها وهي راقصة الباليه ومديرة مدرسة الفنون والسينما بتونس ومديرة مهرجان الفيلم الوثائقي. كنت أنصت إلى ردهات الحوار بين مصدّق ومكذّب، فقد تمكّنت سهام بلخوجة من طرح مسائل ثقافيّة شائكة حيث الثقافة الوجه الاخر من عملة السّياسة. كان الحوار يدور حول تجربتها الفنّيّة، عن الرقص، والسينما وعلاقة المواطن التّونسي والعربي بالرّقص كفنّ نبيل، كان يمكن للحديث أن يأخذ مجراه العادي لولا أنّه كان مع مبدعة ناريّة الطّبع، جريئة في جرأة « الكاميكاز »، وغيورة على تونس غيرتها على قلبها النّابض بالصّدق. جعلت سهام من الحوار رقصا على ما يسمّى بالخطّ الاحمر في المنطقة العربيّة. قالت بشجاعة إنّها متألّمة في السّنوات الاخيرة لانّها لم تعد تواجه الجمهور الذي واجهته قبل أكثر من خمس عشرة سنة، لقد لفتت تجربتها في السّابق أنظار عموم النّاس، فجلبت استحسان النسّاء والرّجال من الشّمال إلى الجنوب لكنّها في جولاتها الاخيرة بفرقتها الرّاقصة بدأت تتيقّن من أنّ شيئا ما يحدث في تونس، خاصّة في المناطق الدّاخليّة والجنوبيّة، هناك متغيّرات تحدث ولا أحد يتحرّك، قالت سهام بجرأتها أنّ موجة غريبة من التّديّن المتشدّد تعلو في هذه المناطق، وأنّها لم تعد تُستقبل كالأمس البعيد، أصبح عدد النّساء اللّواتي يواكبن عروضها أقلّ من العادة، والرّجال ينظرون إليها بازدراء مثل من يرميها بالمحرّمات، لقد لمست سهام تحوّلا غريبا في المجتمع التّونسي ردّته مباشرة إلى التّأثير البالغ لنوع من التّفكير الذي يفد من الخليج العربي عبر الفضائيّات ليتغلغل في التّربة الثقافيّة التّونسيّة التي عرفت بتسامحها ولينها ووسطيّتها، ولم تقف سهام عن الملاحظة والتحسّر قالت بأنّ مكسبا بورقيبيّا قد تلاشى وقصدت بذلك أنّ الرّهان الذي رفعته تونس منذ الاستقلال إلى اليوم على المرأة كعنصر فاعل في المجتمع هو بصدد التّزلزل. قالت أيضا أنّها لم تصمت، فحدّثت بعض الوزراء الذين تعرفهم، حادثت المسؤولين في السّلطة الثقافيّة والسياسيّة، أي رفعت سهام أفق الحرّيّة الممكنة وطرحت في إذاعة وطنيّة ما يجب أن يطرح بلا قفازات، كلّ من كان يستمع إلى سهام ظنّ أنّه ينصت إلى إذاعة خارجيّة ولكن بالفعل سهام تتحدّث في إذاعة تونسيّة عن وضع « إسلاموي » مخيف، عن شبح يتهدّدنا جميعا. ولم تتوقّف سهام عن الحديث بطلاقة، قالت بأنّها سليلة أسرة بلخوجة، وهي عائلة متديّنة في تونس، وهي حين ترقص وتنشط في مجال فنّ الرّقص وتدير فرقتها وتشجّع الفتيان والفتيات على الرّقص فهي تُعطي نموذجا للقيم المعتدلة التي رفعتها أسرة بلخوجة، فهي تواصُلٍ لهذه الاسرة في معناه العميق، وما الرّقص غير تحرير لعقل الانسان وفاعل فنّي من جملة فواعل بناء الذّائقة لدى المواطن العربي. حين تتحدّث مثقّفة عن الاسلام المتشدّد وتدينه بشكل مباشر، بل وتشير إليه انطلاقا من تجربتها الخاصّة، وتقدّم إشارتها في شكل صيحة فزع فإنّ ذلك يحتاج إلى مساندة. في كلّ لحظة من الحوار يتوقّع المرء أنّ مقصّ الرّقيب سيتدخّل وأنّ محاورها سيقطع الحوار ولكنّ الحوار تواصل دون أن تشعر سهام بمضايقات فهل لانّها تتحدّث في منبر إعلامي يتوجّه أساسا إلى حاملي اللّغة الفرنسيّة؟ هل بهذا المعنى تكون الحريّة متاحة في لغة الاخر وغير متاحة في اللّغة العربيّة؟ هل لانّ المواطن التّونسي تقهقرت لغته الفرنسيّة ولا مانع في أن نباشر الملفّات السّاخنة بلغة غير لغة الفهم القومي؟ أسئلة تدعو المثقّف التّونسي إلى أن يباشر مثل هذه القضايا في المنابر الاعلاميّة النّاطقة بالعربيّة خارج الرّقابة الذّاتيّة المشطّة لم تتوقّف سهام في حديثها عن الرّقص، كلماتها كوريغرافيا الحرّيّة الممكنة. قالت بأنّها تسعى إلى تحرير الرّجل في مجتمع ينظر إلى رقص الرّجال كعيب دائم! وبالطّبع فإنّ جزء من موانع تحرير المجتمع هو السّكوت عن الخطر القادم. لقد أدركت سهام ضيق رقعة الرّقص في التّقبّل والممارسة في تونس اليوم، ولكنّها رفضت أن تسكت، رفضت أن تكون بوقا دعائيّا لمن يتقوَّلُ بأنّ الحرّية مغتالة، وتكلّمت، ترفع بيديها وصوتها موسيقى الحرّيّة. ـــــــــ (*) تونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008)
في غياب طريق تطبيع العلاقة مع اللغة العربية بالمجتمع التونسي (1 من 3)
الأستاذ الدكتور محمود الذوادي (*) هذا هو الجزء الاول من مقالة تتكون من ثلاثة أجزاء نطرح ونحدد فيها بعض أهم الاسباب التي أدت إلى عجز المجتمع التونسي عن تطبيع علاقته الكاملة مع اللغة العربية/ لغته الوطنية في عهد الاستقلال الذي تجاوز اليوم أكثر من نصف قرن بسبب غياب فعلي ومستمر لتخطيط ورسم خريطة طريق جدية وذات كفاءة عالية من طرف قيادات هذا المجتمع للوصول الحقيقي إلى تطبيع سليم وشامل في كل القطاعات للعلاقة مع اللغة الوطنية لهذا المجتمع ألا وهي اللغة العربية. فقدان تطبيع العلاقة مع اللغة العربية بالمجتمع التونسي يجوز تشبيه وضع اللغة العربية اليوم بالمجتمع التونسي بوضع قضية فلسطين. يتمثل وجه الشبه هذا في عدم وجود خريطة طريق حقيقية وفعلية لهذا المجتمع بعد الاستقلال للوصول إلى حالة سليمة تسترجع من خلالها اللغة العربية ـ اللغة الوطنية ـ حقوقها المسلوبة منذ أكثرمن خمسة عقود من الاستقلال ونعني باسترجاع اللغة العربية لحقوقها المفقودة بالمجتمع التونسي هو أن تصبح للغة العربية المكانة الطبيعية الاولى في قلوب وعقول واستعمالات التونسيات والتونسيين في حياتهم اليومية وفي مؤسسات مجتمعهم. ولو يحصل ذلك يكسب المجتمع التونسي ويفوز حتما برهان تطبيع علاقته مع لغته الوطنية ـ اللغة العربية. لكن، يجد الباحث اليوم أن أغلبية أفراد وقطاعات المجتمع التونسي لم تطبع بعد علاقاتها مع اللغة العربية بالمعنى المذكور. ومن ثم، هناك مشروعية كبيرة للحديث عن حالة اغتراب بين الشعب التونسي ولغته. تعبر هذه الحالة عن فقدان هذا المجتمع لاستقلاله على المستوى اللغوي. أي أن حضور الاستعمار اللغوي الفرنسي الواسع لايزال قويا. ويتمثل هذا في أن علاقة التونسيات والتونسيين كأفراد وتنظيمات اجتماعية باللغة العربية لم تكسب حتى رهان التطبيع الكافي ناهيك عن التطبيع الكامل. فاللغة العربية لاتحتل اليوم قطعا بكل عفوية وحماس وحدها المكانة الطبيعية الاولى في قلوب وعقول واستعمالات معظم المواطنات والمواطنين بالمجتمع التونسي. وهذا عكس ما نجده في نمط العلاقة الطبيعية بين اللغة والمجتمع في الظروف العادية والسليمة بين المجتمعات البشرية ولغاتها كما هوالحال، مثلا، في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ومقاطعة كيباك بكندا. وحتى نسمي الاشياء بأسمائها، فالمجتمع التونسي لايزال في قبضة شديدة للاستعمار اللغوي الفرنسي. هناك عوامل متعددة وراء هذا الوضع الذي يسلب المجتمع التونسي التمتع الحقيقي بمواصفات الاستقلال الكامل الحق. يأتي في طليعة تلك العوامل الصمت شبه المطلق الذي تبنته حركة التحرير التونسية بعد نيل الاستقلال ضد الاستعمار اللغوي الفرنسي.. ونتيجة لذلك ولعوامل أخرى، فإنه ليس من المبالغة في شيء القول بأن اللغة العربية كلغة وطنية لا تتمتع بعلاقة طبيعية بين أهلها بالمجتمع التونسي بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال. وكأمثلة قليلة محدودة من عدد هائل من الامثلة ـ التي لاتكاد تحصى ـ حول غياب التطبيع مع اللغة العربية لدى التونسيات والتونسيين، نكتفي بذكر الامثلة التالية: يكتب اليوم ويمضي معظم أفراد الشعب التونسي شيكاتهم باللغة الفرنسية ولا يكادون ينطقون عشر كلمات في حديثهم مع بعضهم البعض دون استعمال على الاقل كلمة فرنسية. أما المؤسسات التونسية فحدث ولاحرج عن غياب استعمال اللغة العربية في الكثير منها. ولا يقتصر الامر هنا على أغلبية البنوك التونسية، بل يشمل الامر مؤسسات وطنية تونسية أخرى مثل اتصالات تونس. فهذه الاخيرة أصبحت توزع دليل الهاتف وترسل فواتير الهواتف باللغة الفرنسية بعد أن كانت تقوم بذلك باللغة العربية منذ أشهر أو سنوات قليلة.. ويتم اليوم أيضا إقصاء اللغة العربية بالكامل من تدريس الرياضيات والعلوم في المدارس الثانوية والمعاهد العليا والجامعات الوطنية التونسية.. الأمية بالاستعمار اللغوي الفرنسي وبسبب حا لة الاغتراب/ عدم تطبيع العلاقة بين المجتمع التونسي واللغة العربية جاءت ظاهرة انتشار أمية واسعة لدى التونسيات والتونسيين إزاء استمرار الاستعمار اللغوي الفرنسي في هذا المجتمع.. نستعمل هنا مفردة الامية لنسلط الضوء على نوع آخر من الامية في المجتمع التونسي الذي لايكاد يعي بها ويعترف باقتناع بوجودها. إنها صنف من الامية الثقافية التي تعني هنا فقدان الناس لثقافة الوعي والادراك والمعرفة بالاشياء وطبيعتها رغم حضورها القوي في سلوكهم وفي محيطهم الاجتماعي ومعايشتهم الكاملة لها. إنها بتعبيرعلم الاجتماع، نوع من العماء الجماعي الذي قد يسود عند سواد الشعب في المجتمعات البشرية لاسباب مختلفة. نجد ظاهرة الامية الثقافية منتشرة ومتجذرة عند التونسيات والتونسيين بالنسبة لمخلفات الاستعمار اللغوي الفرنسي بعد أكثر من اثنتين وخمسين سنة من استقلال المجتمع التونسي في 1956. تندرج دراسة هذه الظاهرة في ما يسمى بدراسات أوضاع المجتمعات بعد نهاية الفترة الاستعمارية. فهي دراسات تركز، من جهة، على التغيرات التي شهدتها وتشهدها تلك المجتمعات. ومن جهة ثانية، فهي ترصد مخلفات المعالم الاستعمارية التي لا تزال موجودة بدرجات مختلفة في المجتمعات المستقلة. فتفشي أمية التونسيات والتونسيين باستمرار الاستعمار اللغوي الفرنسي يفسر الغياب شبه الكامل لمناداة ومطالبة المجتمع التونسي المستقل بالتحرر/ الاستقلال من الاستعمار اللغوي الفرنسي.. إذ أن الوعي والادراك للاشياء وطبيعتها هما عاملان حاسمان للدفع بالافراد والمجتمعات إلى تجاوز حالة العجز على التغيير والتحول. يعود ضعف الحس/ العماء الجماعي بالاستعمار اللغوي الغرنسي اليوم عند معظم التونسيات والتونسيين إلى أسباب مختلفة أصلا يأتي في مقدمتها التصور الخاطئ للامور عند هؤلاء. يتمثل ذلك التصور في أن أغلبية التونسيات والتونسيين لا يعتبرون الاستعمار اللغوي استعمارا حقيقيا كالاستعمار العسكري والفلاحي والسياسي. يشير هذا الوضع وكأن التونسيات والتونسيين لايستطيعون إدراك إلا الاصناف المادية للاستعمار. وهو ماجعلهم/ يجعلهم عاجزين على التفطن والاقرار باستمرار الاستعمار اللغوي الفرنسي. ومن ثم، يأتي ترحيبهم العام به لانه في تصورهم واعتقادهم شعار للحداثة والتقدم. وهو تصور باطل لمعنى الحداثة ومسيرة التقدم الحقيقين. فالحداثة هي منظومة سلوكات مثل الالتزام بحب العمل والعلم والانتاج واحترام استعمال الوقت بالكامل في خدمة الفرد والمجتمع. بتلك السلوكات وغيرها في المجتمعات المتقدمة المعاصرة ـ وليس بمعرفة اللغات الاجنبية وترك/ تهميش لغاتها الوطنية ـ فازت تلك المجتمعات فعلا بتاج الحداثة وثورة الاتصلات الصاعدة في عصرنا هذا. بذلك التصور الخاطئ اللصيق بالتونسيات والتونسيين لعملية الحداثة الحقيقية في المجتمعات البشرية المعاصرة، تجد الامية الثقافية/ العماء الجماعي بالاستعمار اللغوي الفرنسي مشروعية قوية بينهم. ونتيجة لهذه الرؤية المشوهة للواقع نستطيع فهم وتفسير سبب خلو خطاب التونسيات والتونسيين بطريقة شبه كاملة من المناداة والمطالبة بعد الاستقلال بالتحرر/ الاستقلال اللغوي الثقافي من فرنسا. أي كأن ذلك النوع الخفي والخطير من الاستعمار غير موجود اليوم بالمجتمع التونسي «إنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» (صدق الله العظيم) وبكل المقاييس لا يزيد هذا القصور في البصيرة/ العماء الجماعي الناتج عن ضعف/ غياب الوعي بمعالم الاستعمار اللغوي الفرنسي بالمجتمع التونسي اليوم إلا استمرارا قويا وطويلا لفقدان التونسيات والتونسيين لاستقلالهم اللغوي. وباستمرار هذا الوضع الاستعماري اللغوي ترى مفاهيم ونظريات وتحاليل العلوم الاجتماعية المعاصرة أنه من الصعب أن يستقيم لدى التونسيات والتونسيين بناء أركان شخصيتهم القاعدية وهويتهم الثقافية والحضارية الامر الذي يقود بقوة ـ حسب بحوث علمي النفس والاجتماع ـ إلى تعرضهما إلى الارتباك والتصدع الشديدين. وهل يستقيم الظل والعود أعوج؟ صمت المسلسلات التونسية على الاستعمار اللغوي الثقافي استمعنا وقرأنا أخيرا الكثير في وسائل الاعلام عن المسلسلات التونسية التي شاهدها الجمهورأثناء شهر رمضان 1429. وعبرت أغلبية الناس عن إعجابها حول إثارة العديد من القضايا والمشاكل الاجتماعية المسكوت عنها. وفي المقابل فقد أقصى كاتبو مشاهد تلك المسلسلات ابراز استمرار معالم الاستعمار اللغوي الثقافي بالمجتمع التونسي كما وصفنا البعض منها في هذا الجزء الاول من المقالة وكما سوف نضيف طرح بعض التفاصيل الاخرى في الجزئين الباقيين. ليس هناك مثلا في سلوكات الابطال والشخصيات الثانوية في المسلسلات ما يشير إلى الاحتجاج على استعمال اللغة الفرنسية في الحديث وفي الكتابة على حساب اللغة العربية/ اللغة الوطنية. أما صراع القيم العربية الاسلامية مع القيم الغربية في شخصية التونسي والتونسية فتعطى في الغالب اليد الطولى في تلك المسلسلات للقيم الغربية باعتبارها قيم الحداثة والتقدم. فهل يتجاسر مؤلفو المسلسلات التونسية في السنوات القادمة على ابراز مخلفات الاستعمار اللغوي الثقافي الفرنسي في المجتمع التونسي؟ إذا فعلوا ذلك يكونون قد ساهموا في نشر عملية الوعي بين التونسيات والتونسيين في أخطر أنواع الاستعمار ألا وهو الاستعمار اللغوي الثقافي الذي يدوم حضوره في الخفاء والعلن أكثر من بقية أصناف الاستعمار الاخرى. ــــــــــ (*) عالم الاجتماع العنوان والموقع الالكتروني: m.thawad@yahoo.ca www.romuz.com (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 نوفمبر 2008)
« تسونامي » المسلسلات التركية يجتاح فضائياتنا… فهل نستفيد؟
بعد هجمة شرسة للمسلسلات المكسيكية انطلقت بحكاية «راكيل وانطونيو» وتبعتها قصص مماثلة لـ«آنا كريستينا» و«آليخاندرو» و«كاساندرا» و«ماريامرسيدس» و«ماريانا» انطفأ بريق تلك الاعمال مقابل بزوغ شمس المسلسلات التركية وبدرجة اقل الأعمال الكورية. وقد يعود سبب فتور الحماسة للدراما المكسيكية الى اقتناع المشاهد العربي ـ اخيرا ـ بالتباين الثقافي و«العاداتي» بين المجتمعين العربي والمكسيكي والى دوران تلك الاعمال مجتمعة في فلك قصة واحدة عادة ما تكون بطلتها اما خادمة او فتاة جميلة جدا لكن معدمة يقع في غرامها بطل غالبا ما يكون من وسط اجتماعي مرموق وتوشح تلك القصة الطويلة والمملة بسلسلة انتقامات وعلاقات مغرضة وثأر ودموع اي انها لا يمكن ان تفيد المشاهد في شيء فقط لانها تغوص في مشاكل مجتمع غريب عنه ثقافيا وحضاريا وعقائديا واجتماعيا.. وهذه الفكرة تكرّسها مقولة بليغة لأحد الحكماء هي «أن طعام الغريب لا يشبع وأن الاثواب المستعارة تظل تفتقر الى الدفء». «تسونامي» تركي يمكن القول أن نكوص المتلقي العربي عن متابعة الاعمال المكسيكية جعل المسؤولين عن البرامج في القنوات العربية يبحثون عن آفاق جديدة لاستقطاب المشاهد فاختاروا ان يسقطوا من اجندتهم ثقافة امريكا الجنوبية وان يولوا وجهتهم قبلة مجتمع ظاهره اوروبي وجوهره شرقي اي المجتمع التركي الذي اصبح المتفرج العربي ـ وفي زمن قصير ـ يعرف انه كل شيء تقريبا بفضل سيل الاعمال التي عرضت وتعرض في العديد من الفضائيات العربية لا سيما منها فضائياتنا («نور» على تونس 21 و«اكليل الورد» على تونس 7) والتي استطاع ابطالها على غرار «نور ومهند» (نور) و«يحيى ولميس» (سنوات الضياع) و«رجاء وليلى» (لحظة وداع) و«فرح وأمجد» (اكليل الورد» ان يمحو من ذاكرة ووجدان المشاهد ما علق بهما من اسماء الابطال المكسيكيين. ويكمن سر الوصفة التركية التي اضحت تلقى رواجا منقطع النظير في اوساط المشاهدين في عاملين اساسيين: ـ العامل الاول يعود للدور الذي تلعبه «ماكينة» التقليد وركوب الموجة السائدة في تعميم هذه الاعمال على الفضائيات… بعض القنوات ادركت ان السابقة التي اقدمت عليها قناة الـ«آم-بي-سي» بعرض المسلسلات التركية ونجاحها في استقطاب شق كبير من المتابعين فسح المجال امام قنوات اخرى للسير على خطاها وهكذا انتقل «فيروس» الدراما التركية من محطة الى اخرى وباتت هذه الاعمال تحاصر المشاهد العربي كلما ضغط على زر آلة التحكم وفرضت عليه واقعا لم يعد قادرا على الفكاك منه. ـ العامل الثاني هو ان الاعمال التركية تغوص في عمق مجتمع غربي لم يستطع رغم تطوره وحداثته التملص من ثوابته الشرقية فيما يتعلق بالعادات فرأى المشاهد العربي فيها مجتمعه وعكس من خلالها ذاته فالتقاليد هي نفسها والمحظورات تكاد تكون متشابهة ولعل ما زاد في تقريب هذه الاعمال المختلفة المضامين الى وجدان المتفرج هو دبلجتها الى اللهجة السورية بما قد يوحي للمتابع ان احداث هذا المسلسل او ذاك تدور ضمن مجتمع عربي صميم. هل نستفيد؟ قنواتنا اذن سارت في ركاب موضة الاعمال التركية بان منحتها فرصة البث على جدول برامجها ولكن هل فعلت ذلك فقط لمجرد التقليد؟ ما نتمناه هو ان يكون الجواب بالنفي لان وراء قصص الحب والهيام والعذابات رسالات لا بد ان ننتبه اليها.. فلدى الأتراك ما نتعلمه وما قد يفيدنا مستقبلا في التعاطي مع الاعمال الدرامية كبوابة للتنمية والاستثمار والانتفاع.. ما يمكن أن يفيدنا يتجاوز نطاق الحكايا المثارة في تلك الاعمال ويمكن الاستدلال على ذلك بنموذج مسلسل «نور» الذي نجح ـ رغم بداية عالجت مشاكل قد تصادف الواحد منا في مشوار حياته ونهاية غلب عليها التهميش والتمطيط الممل ـ في تدعيم المنظومة السياحية التركية فمنذ ان عُرض المسلسل والسيّاح العرب يتدفقون على تركيا بشكل مثير للانتباه حتى ان القصر الذي احتضن احداث العمل بات مرارا يفتح في وجه الوافدين عليه بمقابل.. بالاضافة الى ان الصور التي ركزت عليها الكاميرا ـ طوال المسلسل ـ للمناظر الطبيعية في انحاء متفرقة من المدن التركية عززت من رغبة المشاهد في معاينة تلك البقاع عن قرب واججت الرغبة في نفوس الكثيرين لزيارة تركيا.. وهذا ما جعل الدوائر المسؤولة عن الثقافة في الحكومة التركية تطلق خطة لدعم ثقاقة الدراما بعد ان ادركت اهميتها في مساندة اقتصاد البلاد. جانب آخر تفيد في المشروع التركي يعلمنا كيف يبني الاتراك ديكورات اماكن التصوير بما تحمله من اكسسوارات وخصائص الزخرفة المزركشة والبراقة اللافتة للنظر بما يضفي على العمل برمته جرعة اضافية من الجمالية والسحر يسرقان الألباب. يمكن ان نستفيد من اشياء كثيرة بل من كل شيء حتى ندعم الدراما الوطنية التي عرفت هذا الموسم انتعاشة ملفتة على مستوى المضامين والطروحات. ليليا التميمي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008)
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين الرسالة رقم 505 على موقع تونس نيوزتونس في : 23/نوفمبر/2008 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل – كاتب في الشأن الوطني و العربي و الاسلامي
احترام الموطن و الاصغاء اليه و العناية بمشاغله مؤشر تقدم الشعوب في العالم
منذ سنة 2005 عبر هذا الموقع الديمقراطي الهام كتبت حوالي 505 مقال بكل شجاعة و جراة و تناولت في مقالاتي عدة مواضيع هامة و هادفة و حساسة و مفيدة و رائعة و جلها تتعلق بحقوق المواطن و مشاغله و ظروف عيشه و حرية التعبير و تحرير الاعلام ليواكب مسيرة النهضة في العالم الذي من اهمها و انبلها و اعمقها حرية الانسان و الاصغاء اليه و العناية بمشاغله و الرد عن رسائله و اتاحة الفرصة له في منابر الحوار ليعبر بحرية و مصداقية بعيدا عن المجاملات و النفاق و الرياء و التهليل و بفضل الاصغاء الى المواطن و العناية بمشاغله و الرد عن رسائله و الاستجابة الى مقترحاته و الاستماع اليه بوقار و احترام و تقدير بوصفه مواطنا له صوته في صندوق الانتخاب و له دوره كما نص عليه الدستور و هو صاحب السيادة و صاحب القول الفصل و له حقوق كما عليه واجبات … بهذا المفهوم تقدمت الشعوب و الامم المتحضرة حاليا و سر تقدمها لا الثروة النفطية و لا القمح و المعادن و الصناعة و المناجم و الذهب بل سر النجاح و التقدم مشاركة المواطن و مساهمة الفعالة و حرية التعبير و الاعلام و دعم مكانة المواطن و احترام افكاره و الاخذ بها و العمل بالراي الآخر عندما يكون مفيدا للمجتمع صالحا للامة جمعاء بعيدا عن التشخيص و التنويه صباحا مساءا ليلا و نهارا. بهذا الاسلوب تقدمت الامم و بهذه الحرية تألقت اوروبا و الغرب. و بهذا الاحترام للمواطن نجحت و تقدمت و انجزت ما عجز عنه العرب الآن رغم تاريخنا و حضارتنا و تقدمنا في العصور السالفة بفضل الروح الاسلامية و العقيدة و الايمان و العزيمة الصادقة و طهارة النفوس و سموا الاخلاق و نظافة القلوب و الزهد في الدنيا الفانية التي لا قيمة لها عند الله . هذه المؤشرات الايجابية مع الاسف فقدناها و تلاشت و اصبح الزاهد في الدنيا عندبعضهم متخلف و النظيف في شتى مفهوم النظافة رجعي. و صاحب الضمير و حرية الرأي مشاكسا و الكاتب النزيه معارضا. و المخالف في الراي موش متاعنا. و الذي يقول الحق غير مرغوب في حضوره. و صاحب الوفاء يغني على الاطلال . و صاحب المبادئ و القيم منعوت بالبنان. و و صاحب القلم الحر مقلق و مضجع. و الذي يتكلم بحرية مسكين و متخلف. و صاحب الجدية و الواقعية و الاحساس فهو عندهم غير مواكب للعصر. هذه نعوتهم و هذه اشاراتهم في هذا العصر الذي بلغ فيه الانسان الى سطح القمر درجات عليا من العلم و التقدم و الاكتشاف بفضل سلطان العلم الذي ذكره الله في سورة الرحمان. » لا تنفذون الا بسلطان » صدق الله العظيم. لكن نحن مازلنا نسير و القافلة تقدمت اشواطا الى الامام و نحن مازلنا نقول هذا متاعنا و هذا موش متاعنا. و مازلنا مصرين على غلق الابواب و النوافذ ؟؟؟ و لدينا عديد الامثلة و العينات الحية التي اشرنا اليها مرارا و تكرارا من خلال هذا المنبر الاعلامي الهام الذي يحترم حرية الانسان و رايه و كتابته و افكاره فقد اشرنا في هذا المنبر منذ عام 2005 الى اليوم بان غلق الابواب و النوافذ في بلادنا و عدم الانصات الى المواطن و عدم العناية بمشاغله لا يزيد الامور الى تعقيدا و بعدا عن الواقع المعاش. و يزيد في مسافة البعد عن مشاغل الناس. و بذلك يصبح المواطن في واد و المسؤول في برجه العاجي ؟؟؟ و الا كيف تفسرون ايها السادة الكرام و المسؤولين الكبار و اصحاب القرار الذين اقسمتم على القرآن الكريم عندما باشرتم المسؤولية و تعهدتم امام رئيس الجمهورية بانكم في خدمة المواطن و هو راس المال و الغاية و الوسيلة و له منزلة و مكانة في الدستور. و هو صاحب الصوت المسموع و صاحب القول الفصل في الصندوق يوم الاقتراع المشهود و اليوم الموعود و هو صاحب السيادة في كل الامور وهذا ما يعرفه القاصي و الداني و لكن اوروبا في التطبيق اشمل. و في الاحترام اكرم. و في الصدق اسلم. و في المصداقية احرص. و في الشفافية اعمق. و في الحرص على الانصات الى المواطن اعدل. و في الرد عن رسائله و مشاغله اسرع و اكثر ايجابية و واقعية. هذه اوروبا ايها السادة الكرام. بهذا امتازت علينا و بهذا تقدمت أوروبا و نهضت و المسافة اصبحت كبيرة و البون شاسعا بيننا و لا يمكن القرب من المسافة الا بتحقيق الاشياء الضرورية المشار اليها و الرجوع الى المواطن واحترام ارادته و افكاره و الاصغاء اليه و فتح المجال لقبوله و الحوار معه و الرد على مشاغله حتى لا يتكرر ما حصل مؤخرا هناك مسؤول كبير وجهت له اربعة رسائل و الرسالة الاخيرة يوم 22/11/2008 الجاري لامر هام يهم مصير كتابي و لم يعير اي اهتمام لمقالاتي و رسائلي المفتوحة وهذا المسؤول الجديد كنت اعلق عليه آمالا كبيرة و هو قد مارس الاعلام و المسرح و يعرف ما قيمة حرية الرأي ؟؟؟. و هناك مسؤول وجهت له خمسة رسائل قصد العناية بشبان مجازين من منطقة الظل الحجارة و هم من اصحاب الشهائد العليا يعيشون في الريف دون موارد رزق و هم عاطلون عن العمل و الانتدابات تتم هنا و هناك يمينا و شمالا اما رسائلي فلا حياة لمن تنادي و المثل يقول ناديته حيا و لكن لا حياة لمن تنادي ؟؟؟. و هناك مسؤول في حجم رئيس مدير عام كتبت له ثلاثة رسائل حول وضعية قريب لي وقع عزله عن عمله في مقتبل العمر لم يعير اي اهتمام لهذه الرسائل و قرر الاصرار على عزل المعني بالأمر دون رحمة و لا شفقة و لا احترام للأعياد الدينية و الوطنية وقد مرت اربع مناسبات متوالية شهر رمضان و عيد الفطر و العودة المدرسية و الذكرى 21 للتحول المبارك. و هناك مسؤول ذهب اليه مناضل عمل طيلة 32 سنة في صحيفة حزبية ملتزمة و لكن هذا الاعلامي لم يظفر بمقابلة المسؤول وهو دوما يقال له رئيس الديوان في جلسة ؟؟؟ و هناك مصاعد كهربائية لا يستعملها المواطن وهي مخصصة للسيد المسؤول فقط و هناك طابق علوي رفيع شاهق عدد 7 مضاعف لا يدخله الا بعض الانفار ؟؟؟ بينما مهمة هذا المسؤول مهمة كبيرة لها علاقة مع الجماهير الشعبية ومن المفروض ان يكون مكتبه مفتوحا للجميع و يقبل الجميع و يصغى الى الجميع و مكتبه بدون حاجب او وساطة او رئيس ديوان هذا هو المنطق في هذا الموقع الهام و لا ادري لعل المسؤول الجديد الذي وقع تعينه مؤخرا من لدن رئيس التجمع و الدولة ربما نأمل منه كل الخير ان شاء الله و يفعل عكس ما فعله اسلافه و ان يبادر بتغيير الامور و يجعل الدار كما نتمناها مفتوحة للجميع و خاصة الطابق 7 مضاعف مفتوحا للجميع دون ديوان و رئيس الديوان و السكريتيرة بالديوان ؟؟؟ و قد تذكرت قولة الاخ المناضل عبد المجيد شاكر مدير الحزب عام 1963 قال له المرحوم حميدة نعمان يا سي عبد المجيد طلبتك السكريتيرة من دار الحزب فابتسم الاخ عبد المجيد شاكر و قال يا سي نعمان هذه الدار ليس بها سكريتيرة و لا نحتاج اليها بقدر ما نحتاج الى مناضلين اوفياء للوطن ما احوجنا اليوم الى هذا الكلام المنقوش في القلوب و الراسخ في العقول و كان في ذلك الوقت مدير الحزب يدير الاعمال و النشاط بدون رئيس ديوان ؟؟؟ و هناك مسؤول وجهت اليه رسالة قصد الاطلاع عليها و شرحت له عبر الرسالة وضعية العون بلقاسم الناصري الذي وقع عزله عن العمل بشركة الكهرباء و الغاز منذ يوم 10/04/2008 و رغم المحطات الدينية و السياسية التي مضت لم يبادر المسؤول على الشركة بالعفو عن العون المذكور و طلبت من المسؤول الاكبر المساعدة و العفو عن الشاب المعزول بمناسبة الذكرى 21 للتحول و لكن دون جدوى او رد او عناية او احترام حتى للذكرى التي من المفروض ان نصفح فيها عن بعض المطرودين مثل الاخ الذي ذكرته في هذه الرسالة. و هناك مسؤول آخر وجهت له 5 رسائل مفتوحة عبر الانترنات الخاصة بموقع الوزارة طرحت فيها الوضع الاجتماعي و خاصة وضع العائلات المعوزة الذين يتقاضون منحة بسيطة كل 3 اشهر و كذلك موضوع الترفيع في المنحة العائلية للابناء المجمدة منذ 15 سنة و موضوع المساكن البدائية و تدخل صندوق 2626 و كل الرسائل تبخرت و لم اظفر برد او اشارة و لم المس محاولة لتحسين الوضعيات او كلمة واحدة سلبا او ايجابا ؟؟؟ و مسؤول جهوي بعثت له بخمسة رسائل للعناية بمنطقة الظل الحجارة التي راهن عليها سيادة رئيس الدولة عام 1992 لكن الصمت هو سيد الموقف عند كل المسؤولين و كأنهم رجل واحد لا يعيرون اي اهتمام لرسائل المواطنين ؟؟؟ هذه بعض العينات على سبيل الذكر لا الحصر و مع الاسف هناك مسؤول محلي سابق كنت اعتبره مهتما بمتابعة اوضاع الجهة فارسلت اليه بعض المقالات التي تهم المنطقة قصد مزيد المتابعة و الدعم لكن هذا المسؤول سامحه الله، و التاريخ لا يرحم ، هذا المسؤول كان يتندر بالمقالات و كثرة الارقام باستهزاء و لا يحرك ساكنا لأي قضية من القضايا المطروحة ، و اني اعذره لأنه قال ذات يوم انه جاء الى هذا المركز لاستكمال مدة التقاعد دون اي مجهود أو تعب ، بدون تعليق ؟؟؟ و هناك مسؤول مازال يحن لصديقه القديم الذي وقع تغييره في نطاق سنة التداول على الكرسي و المسؤولية. و هذا المسؤول المباشر مانفك يطلع على رسائل الناس بحكم مسؤوليته لعل يعثر على جملة واحدة تذكر صاحبه السابق بحقائق مرة ؟؟؟ هذا النوع من المسؤولين لا بد ان نحطات منهم ربما بممارستهم هذه يتسببون في تعطيل بعض الرسائل او تجميد بعض الملفات و يعمدون على اخفائها على المسؤول الاول النزيه و الذي لمسنا منه الجدية و المثابرة ؟؟؟ و اعتقد ان بعض المسؤولين في الدواوين الوزارية حان وقت التفكير في تغييرهم حتى نطمئن اكثر. هذه بعض الخواطر اردت طرحها بكل جرأة و شجاعة و صدق و بوضوح تام عسى ان تجد طريقها الى قصر الجمهورية و يطلع عليها سيادة الرئيس مباشرة بكل امانة و تلقائية و شفافية و اعتقد ان شاء الله تعالى و عونه سيأخذ في شأنها ما يراه صالحا و مفيدا للبلاد و العباد و يدعم بها راي المواطن و حرية الراي و التعبير في بلادنا و يكسب بها جولة اخرى من التفاؤل و الاشعاع و المصداقية و الثقة المتجددة و تبرز اللحمة اكثر فاكثر بين القائد و الشعب و ان خطاب الرئيس في الجلسة الممتازة يوم 3/ماي/2000 في عيد الصحافة العالمي مازال راسخا في أذهاننا خاصة الإشارة المتعلقة بدور المسؤول و الوزير و المبادرة التي يقوم بها الوزير بكامل المسؤولية و الثقة في النفس و ان لا يجعل كل ما هو صعب أو فيه اشكالية غير مسؤول عليه و يتبرأ منه و يرمي الكرة في ملعب الغير ؟؟؟. و بعضهم يقول الرئيس قال هذا ممنوع أو مستحيل أو خطوط حمراء ؟؟؟ بينما الرئيس أكد في الخطاب المشار اليه على تحمل الوزير المسؤولية كاملة و أن تكون له الجرأة و الشجاعة و الوضوح التام خاصة إذا تعلق الأمر بموضوع يهم الترخيص للمواطن في بعث إذاعة أو تلفزة أو صحيفة أو غير ذلك من الأمور التي تهم المواطن. و قد وضّح الرئيس هذه الأمور بكل صراحة و شفافية و قد أشرت في مقالي قبل الأخير عدد 503 إلى موضوع يهم كتابي الذي مازال محبوسا بوزارة الثقافة و لم تتحرك الوزارة أو تقول كلمتها بوضوح و دون التواء خاصة بعد قرار الرئيس التاريخي بالغاء الايداع القانوني للكتب فهل بعد هذا القرار الواضح توضيح آخر يا ترى؟؟؟ ملاحظة هامة : هذا المقال في الدول المتقدمة صاحبه ينال الاعجاب و التقدير و الصراحة و الوضوح و الجرأة لصالح البلاد و العباد و يكرم على حسن القول و الشجاعة و بهما تتدعم المصداقية للنظام و قوة الحجة و البرهان للصادقين و لكل من يفعل خيرا لهذا الوطن الذي يعز علينا جميعا و هو أمانة في اعناقنا. قال الله تعالى : فستذكرون ما أقول لكم و أفوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد. صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني (مناضل) 22022354
« فريق المتنافسين ».. الأسطورة والتاريخ والواقع
طارق الكحلاوي (*) خطاب الرئيس المنتخب باراك أوباما تميز بشكل مستمر بالتأكيد على شعارات «الوحدة» و «الثنائية الحزبية» وتفادي التقوقع ضمن أي تعريفات يمكن أن تعطل رصيده الانتخابي بما في ذلك تعريف «الإفريقي الأميركي» و «الليبرالي» أو حتى «الديمقراطي». نجح هذا الخطاب الانتخابي في اختراق بعض الولايات «الجمهورية» أو «المتأرجحة». لكن، الآن وبعد نهاية الدواعي الانتخابية، بدا لبعض المساندين لأوباما (خاصة من اليسار) أن هذا الخطاب غير مبرر خاصة بعد الفوز الكبير كمياً في الأصوات الانتخابية. تفاجأ الكثيرون من جدية الخطاب الانتخابي أو بأنه أصبح خطابا ما بعد انتخابي. الرئيس المنتخب بصدد الترجمة السياسية لخطاب «الوحدة». تتأكد مع نهاية هذا الأسبوع الأنباء عن تعيين وشيك لهيلاري كلينتون منافسته الشرسة في الانتخابات التمهيدية ومع كل الدراما التي رافقتها بما في ذلك تحقيق فريق أوباما القانوني في مدى تضارب المصالح بين علاقات الرئيس كلينتون مترامية الأطراف مع الدور الخارجي الجديد لزوجته. الأنباء عن توجه متزايد للحفاظ على بوب غيتس وزير دفاع الرئيس بوش والمشرف المدني الرئيسي على الحرب في العراق و «الجمهوري» المقرب من الرئيس بوش الأب. طبعا هذا يأتي بعد اختيار أوباما للمنافس السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي جو بايدن لمنصب نائب الرئيس. العنوان الرمزي للخطاب والذي أصبح كلمة السر الجديدة في خطاب أوباما «فريق المتنافسين» (team of rivals). القصة التي يتم تداولها بشكل آلي إعلاميا أن يد الرئيس المنتخب وقعت عام 2005 (أي عندما بدأ يفكر بشكل جدي في الترشح) على كتاب جذاب بعنوان «فريق المتنافسين: العبقرية السياسية لإبراهام لينكولن». الكاتبة دوريس كيرنس غودوين، الحاصلة على جائزة بوليتزر، قدمت صورة مثيرة للجدل عن الرئيس لينكولن الذي حقق واحدة من أهم اللحظات التاريخية الأميركية، أي الاتحاد الفيدرالي بعد حرب أهلية طاحنة ومركزة الدولة بشكل غير مسبوق. صورة غودوين التي التقطتها عن لينكولن تركز الضوء على أن نجاحه كان مرتبطا بشكل وثيق بثقته البالغة في ذاته وقراره ملء إدارته بمجموعة من أكثر المتنافسين معه داخل الحزب الديمقراطي وحتى من بين أعضاء الحزب الجمهوري. غودوين أشارت في حوارات متعددة هذا الأسبوع إلى أن الرئيس المنتخب اتصل بها منذ عام 2005 بشكل متواصل وبدا منبهرا بصورة «القائد الموحد» و «الواثق». من المتوقع أن يكون لينكولن شخصية جذابة لشخص مثل أوباما. العلاقة الرمزية بارزة للعيان بأتم ما في الكلمة من معنى بين رئيس «حرر» السود وأول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة. الأبعاد الرمزية الأخرى تتضمن خوض الحرب وغلق قوسها وحكم البلاد في سياق أزمة اقتصادية. لكن المسألة الحقيقية هي إلى أي حد يتمثل أوباما التاريخ كصورة وإلى أي حد يتمثله كماض يمكن استنساخه في الحاضر؟ بداية لا يمكن الارتياح للتصوير الشعبوي لتاريخ لينكولن بالطريقة التي قدمتها غودوين. الأخيرة أكاديمية متخصصة في «الحكم» غير أن بحوثها لا تستأنس بالشكل الكافي بمناهج علم التأريخ. يجب أن نرجع للمؤرخين المتخصصين في عهد لينكولن حتى يمكن لنا أن نتمثل مدى واقعية الربط بين «عبقرية» لينكولن واختياره لمنافسين في إدارته. جيمس أووكس أستاذ التاريخ في جامعة مدينة نيويورك الذي كتب عددا من أهم الدراسات عن لينكولن والذي لا يحتمل التمثلات الشعبوية والمبسطة كتب مقالا في نيويورك تايمز (20 نوفمبر) يسائل فيه بشكل منهجي أهمية «فريق المتنافسين» في عهد لينكولن. أولا كان إقحام «المنافسين» في إدارات الرؤساء الأميركيين تقليدا في القرن التاسع عشر بدأ منذ عام 1824 ولم يرتبط بظروف خاصة تمر بها البلاد بقدر ما كان مرتبطا بحسابات داخلية في الحزب الفائز. كما أن أقل الرؤساء شعبية وفاعلية في تاريخ الولايات المتحدة بالإجماع (فرانكلين بيرس وجيمس بوكانان) كانا من بين الذين رسخوا هذا التقليد في خمسينيات نفس القرن. وهكذا لينكولن كان تقليديا ولم يستحدث جديدا عند اختياره أسلوب «فريق المتنافسين». الأهم من ذلك أن نقطة الضعف الأساسية في إدارة لينكولن كانت الفوضى التي تخلقها الصراعات بين «المتنافسين» وبينه في إدارته. بمعنى آخر كان هذا الأسلوب ما حدّ من فاعلية وتمظهر «عبقرية» لينكولن أكثر مما كان انعكاسا لها. من دون شك أن تعيين هيلاري كلينتون واحتمال الإبقاء على غيتس هي حركات لا ترغب فقط في إشاعة صورة «فريق المتنافسين» بل أيضا تفرض عليه تقاسم مسار صناعة السياسة مع شخوص تتميز إما بكاريزمية أو ارتباطات منافسة بالأساس لموقع الرئيس. الواقع أن معظم الإشارات التي يبعث بها الرئيس المنتخب تحيل على ميل عام نحو رؤى وشعارات «النخبة التقليدية» التي بنى عليها جزءا كبيرا من رأس ماله الانتخابي. بالإضافة إلى هيلاري كلينتون وغيتس يجب النظر بنفس الطريقة إلى ملء الإدارة الانتقالية بعناصر كلينتونية من وسط الحزب. كما أن حضور خبراء من مراكز بحث غير تقليدية في الإدارة الانتقالية مثل «المجلس من أجل عالم يمكن العيش فيه» (Council for a Livable World) و «المركز من أجل التقدم الأميركي» (The Center for American Progress) يبقى أقل تأثيرا من الخبراء القادمين من مركز البحث الجديد الذي يبدو أنه تأسس (عام 2007) بشكل خاص لدعم حملة أوباما أي «مركز الأمن الأميركي الجديد» (The Center for New American Century) والذي يعبر عن آراء استراتيجية تعكس بشكل خاص المدرسة «الواقعية التقليدية» التي ميزت عهد الرئيس كلينتون. أحد المقالات الصادرة عن المركز الأخير منذ أيام تشير إلى إمكانية استعمال الجدول الزمني الوارد في «الاتفاقية الأمنية» والذي يتحدث عن إمكانية انسحاب أميركي بعد ثلاث سنوات، وهو ما يتعارض مع الجدول الزمني الذي طرحه أوباما خلال حملته الانتخابية (أي بعد 16 أو 18 شهرا). ما يحدث أن شعار «فريق المتنافسين» هو التبرير التاريخي والصورة التي يحاول أوباما عبرها إخراج صورته الجديدة، أي صورته ما بعد الانتخابية. مع استشعاره للصراع القادم مع «المؤسسة» (establishment) القائمة يحاول أوباما خلق عوازل تخفف هذا الصدام. الجدال بدأ مع القيادات العسكرية مع بداية هذا الأسبوع عندما صرح الأدميرال مايكل مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية بأن الانسحاب من العراق «مرتبط بالظروف الميدانية». بدا أن هذا الكلام لم يكن موجها فقط للتأويلات المتفائلة للحكومة العراقية لمحتوى «الاتفاقية الأمنية» بل أيضا للرئيس المنتخب الذي صرح يوم الأحد في برنامج «60 دقيقة» بأنه سيقود «انسحابا من العراق» وأشار إلى اجتماعه المقبل مع القيادات العسكرية لمناقشة هذا الأمر. الاختيار المتوقع للجنرال جيمس جونس (حسب أنباء آخر هذا الأسبوع) في موقع مستشار الأمن القومي تزيد من الإشارات التي تعكس شعور أوباما بضرورة المرور إلى الوسط وإحاطة سلطته بالعوازل في سياق تصوره لكيفية ضمان فاعلية سلطته وهي تنتقل من الأجواء المفتوحة في شيكاغو إلى الأجواء الخانقة لواشنطن. تبقى نقطة أساسية هنا تتعلق بالدور الذي من المتوقع أن تقوم به هيلاري كلينتون. أشار عدد من التعليقات هذا الأسبوع إلى أن وزير الخارجية الناجح هو الذي يكون صورة لدى الأوساط الدولية بأنه يمتلك دعما مطلقا للرئيس الأميركي وبأنه ممثله المقرب. من المستبعد، وفقا لهذه المعايير، أن تكون هيلاري كلينتون وزيرة خارجية ناجحة. فرغم أن تعيينات أوباما تتجه نحو تغيير مواقفه إلى الوسط فإنه من الصعب أن تصبح علاقته بكلينتون قوية مثلما كانت العلاقة بين جيمس بيكر والرئيس بوش الأب مثلا. وبما أنه لا توجد أية حالة في تاريخ الولايات المتحدة حيث لا يكون الرئيس هو صاحب اليد العليا في تقرير القرارات النهائية للسياسة الخارجية فإنه يمكن الاستنتاج بأن أوباما يفعل سياساته من خلال البيت الأبيض وبالأساس مكتب الأمن القومي. (*) كاتب تونسي وأستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» في جامعة روتغرز (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008)
مادلين أولبرايت تحاكم عهد بوش
د. أحمد القديدي (*) تفصلنا أيام قليلة عن مغادرة الرئيس دبليو بوش للبيت الأبيض وتسليمه مفاتيح المكتب البيضاوي لهذا الرجل الأسمر القادم من رحم أمريكا الجديدة الراغبة في التغيير. وفي هذه الأيام التاريخية بكل المقاييس تتكلم وزيرة الخارجية السابقة للولايات المتحدة في عهد الرئيس كلينتون السيدة مادلين أولبرايت في كتاب لها صدر أخيرا بعدة لغات بعنوان « الرب وأمريكا والعالم » ضمنته في الحقيقة محاكمة سياسية أشبه بلائحة اتهام قاسية ضد الرئيس المغادر بوش الابن وضد نتائج وتداعيات الولايتين اللتين حكم فيهما هذا الرئيس أمريكا من 2000 إلى 2008. ولا مناص لنا نحن العرب وخاصة منا من يحتل مواقع سياسية أو فكرية متقدمة من أن نقرأ هذا الكتاب القيم والخطير بعيون مفتوحة وعقول حية حتى نستخلص العبر الضرورية والدروس المرة من حصيلة ثمانية أعوام قضيناها في حضرة الرئيس بوش كأننا في قفص اتهام لجرائم لم نرتكبها وكأننا مشار الينا بأصابع الإدانة لأحداث كنا ضحاياها ولم نكن فاعليها ! فنحن العرب أينما كنا خلال الأعوام الثمانية الماضية تحملنا وزرا ثقيلا في خضم العلاقات الدولية وخسرنا أكثر من أمم سوانا العديد من مصالحنا ومن قضايانا ومن مواقعنا في أزمات اقليمية وعالمية كانت الادارة الأمريكية هي المبادرة بها أو المدبرة لها في زمن صعب ومتشعب وعسير. المرأة التي تتكلم اليوم ليست مفكرة نظرية أو صحفية باحثة عن الأضواء أو شاهدة زور عادية بل هي مهندسة السياسة الخارجية الأمريكية على مدى ولاية بيل كلينتون الثانية وفي ظروف مر بها العالم العربي بأسوأ محنة من محن التاريخ الحديث بعد فشل لقاء كامب ديفيد الثاني بين كلينتون وياسر عرفات وايهود باراك، وما تبع ذلك من مأساة الاجتياحات الاسرائيلية لمدن فلسطين واغتيال الصهاينة لأبرز قادة المقاومة ودخول العراق منطقة العقوبات الدولية وحصول انشقاقات خطيرة بين الزعماء العرب ومن ثم جمود القضية الأم ودورانها في الفراغ لولا عزم واصرار الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه. والأخطر هو انزلاق قلة من اليائسين العرب إلى مستنقع الإرهاب والعمل المسلح تحت شعارات الجهاد ومعاناة الكثير من الشعوب العربية جراء هذا التخبط الذي انعكس بالوبال على العلاقات بين الاسلام والغرب. السيدة أولبرايت تتهم الرئيس بوش صراحة بأنه مهووس ومسكون بوهم الرسالة اللاهوتية التي قال أنه تلقاها أو أوحي له بها من قبل الرب في عدة مناسبات وخاصة عند فوزه بالرئاسة وعند أخذ قرار غزو العراق. تنقل الوزيرة السابقة عن الرئيس بوش بالوثائق إعلانه بأنه يحمل رسالة دينية يسوعية انجيلية لانقاذ العالم، بل وحتى الدخول بالناس جميعا أفواجا في دين الانجيل ! حتى إنها تعيد الى ذاكرتنا في صفحة 203 اجماع القساوسة الانجيليين الذين يؤثرون على بوش وقولهم حرفيا بأن العراق سوف يصبح مركز الإشعاع الإنجيلي الجديد في كل الشرق الأوسط ! وتضيف الوزيرة صراحة في صفحة 195 أن احتلال العراق يعتبر بكل المقاييس أسوأ كارثة في السياسة الخارجية الأمريكية في كل تاريخ الولايات المتحدة على الاطلاق. وأن هذا الاحتلال أصبح يدرس في الكليات العسكرية في العالم على أنه الأنموذج الحي للإخفاق والارتجال في المجال الحربي. وتقول الوزيرة في صفحة 206 إن بوش فشل في إقناع الشعب الأمريكي والحلفاء والمجتمع الدولي بأن حربه على العراق حرب عادلة وكان ما كان من إغراق العراق في لجج الطائفية والانتقام وتأجيج لهيب العنف في الإقليم كله. وخلصت الكاتبة إلى أن نتيجة سوء خيارات بوش وفساد قراراته هي اليوم في نظرة المسلمين لأمريكا على أنها قلعة للعنصرية والصليبية والإجرام والمخدرات كما أنها في عيونهم رأس الأمبريالية الاستعمارية والعدوان على الشعوب المستضعفة. وأكدت الوزيرة أن بوش في الواقع لا يختلف عن أسامة بن لادن في تقسيم البشرية الى فسطاطين : الخير والشر! ولم تتردد السيدة أولبرايت بشجاعة نادرة في فضح اللوبيات اليهودية التي أثارت الحرب في صلب المحافظين الجدد وقالت بصراحة في صفحة 190 إن خطة رامسفيلد لغزو العراق عززتها جمعيات يهودية في المؤتمر اليهودي الأمريكي! هذا الكتاب وثيقة إجلاء حقائق لا بد للعرب أن يعرفوها على لسان مسؤولين سامين، على الأقل حتى يخططوا لمصائرهم برؤية صحيحة في هذا العهد الأمريكي الجديد الذي يعتبر بالنسبة لنا أخف الضررين. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 19 نوفمبر 2008)
سحــــــر القادم
فالح عبد الجبار الحياة
ثمة هوس بالرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما يمسك بخيال القارات كلها امساكاً يضفي على الرجل سحراً خاصاً هو اقرب الى الكاريزما. والكاريزما مفهوم خاص نحته السوسيولوجي الالماني ماكس فيبر، ينسب فيه الى الزعامة قدرات خارقة، خاصة، هي تخيلات المجتمع نفسه عن زعيمه، تخيلات تمزج خوارق الاولياء بمعجزات القديسين، ببطولات القدماء. ولا يعود الشخص هو ما هوعليه، بل ما ترسمه المخيلة الجامحة. والمولعون بهذا الهوس، شأن صانعيه، ينتظرون معجزة ما تنجيهم من شروط المحنة التي فيها يتمرغون، سيان ان كانت ازمة سياسية، او اختناقاً اقتصادياً او مواجهة عسكرية، او حتى ان كانت مأساة شخصية من فقدان بيت لبنوك الرهن، او فقدان عمل في الشركات المفلسة، او حتى سكنة مدن صفيح في العالم الثالث. نقل لي زميل كاتب ان بعض العراقيين مثلاً يرددون»يا بوش اسمع زين… كلنا نحب أوباما حسين». هذه النكاية بالرئيس الحالي هي واحد من اسرار الكاريزما الاوبامية، الكثيرة. لعل المنبع الأرأس للكاريزما هو الاعجاز الذي اوصل اميركيا- افريقيا (زنجيا) الى سدة الرئاسة، وهو اعجاز قال عنه مراقب انه يحطم القيود اللااخلاقية العرقية والدينية والاثنية التي تسد دروب الحرية والمساواة. فالعصر الرأسمالي الصناعي انطلق من الفكرة الليبرالية القائلة بمساواة البشر باطلاق، وحقهم المتماثل في الحياة والتملك وحرية الضمير. وارست الليبرالية السياسية هذا الحق على قاعدة ان كل فرد في المجتمع هو مواطن لا رعية، وان الديموقراطية تعني ان كل مواطن هو حاكم ومحكوم. هذا المبدأ المثالي للديموقراطية الليبرالية الذي قال به المفكرون المؤسسون، لم يكن سوى مبدأ مجرد، يخرقه التحيز الديني (الكاثوليك ضد البروتستانت)، ويخرقه التعصب العرقي (الابيض ضد الاسود والاصفر)، وتعترض عليه الارومة القومية (الاميركي ضد اللااميركي). اعجاز أوباما هو سير النظام الديموقراطي الاميركي الى الاقتراب من المفهوم المجرد للديموقراطية، الى مفهوم المصغى. وقد كان دون هذه الرحلة مشاق واهوال، من الحرب الاهلية الاميركية بين الشمال الصناعي والجنوب الزراعي، اي بين المجتمع المنفتح بايديولوجية الليبرالية، والمجتمع المنغلق بايديولوجية صيادي العبيد. وكان دون هذه المرحلة اهوال حركة الحقوق المدنية التي انطلقت في ستينات القرن العشرين بزعامة مارتن لوثركينغ. كاريزما صعود أوباما للرئاسة هي اذن انتصار ديموقراطية العصر الصناعي على تحيزات محتمعها هي، وانتصار المفهوم الخالص للديموقراطية على تعيناته ومحدوديته المحلية، المسربلة بالاقصاء والكراهية للون والمعتقد. وهذا، بمعنى من المعاني، هزيمة لنا نحن الغارقين في كراهية كل ما هو ليس عربي (ان كنا عرباً اقحاح)، وبغض كل ما هو ليس بمسلم (ان كنا مسلمين احنافاً) والنفور من المخالف لنا في المذهب (ان كنا متمذهبين بلا حدود). لعل المنبع الاخر لكاريزما أوباما هو الاعتقاد العام بان السياسات الاميركية ستنقلب رأساً على عقب 180 درجة بمجرد دخول باراك أوباما المكتب البيضاوي في القصر الابيض. والذين يتخيلون انقلاباً كهذا انما يستخلصون احتمال (او حقيقة) التغير من لون بشرة الرئيس الجديد، ومن دين ابيه، ومن اصله القومي الكيني، ناسين ان الاقتصاد الاميركي تحكمه شركات عملاقة عابرة للقارات، وغدت عابرة للفضاء الكوني، وان السياسة الاميركية (الخارجية) تحكمها مؤسسات، وتوازن قوى، ومصالح دول متنوعة تغطي المعمورة كلها. معروف ان الانتخابات، اية انتخابات، في العالم الصناعي الرأسمالي (اوروبا الغربية، اليابان، اميركا ولواحقها) لا تغير من الطاقم القيادي سوى 2 في المئة في اوروبا، واقل من 4 في المئة في الولايات المتحدة. وان منبع الاستمرارية او الانقطاع في سياسة اميركا يحتاج الى تغير من منبعين، من اميركا نفسها ومن العالم ايضا، اي من المؤسسات التي تحكم اقتصاد وعسكرة وسياسة العالم، حكومية كانت ام اهلية. لقد تخطت اميركا حاجز التعصب العرقي والديني في ايديولوجية وممارسة الديموقراطية، لكنها لم تتخط بعد حواجز اللامساواة في بنية العلائق مع العالم التي تسمى: علاقات دولية. فهذه البنية ما تزال بنية غير ديموقراطية بالمرة، بنية يسود فيها الاقوى، ويملي فيها ارادته من يتوفر على الموارد الاكبر. ولعل القيود الوحيدة المفروضة على الكبار هو تعنت الصغار، وقيامهم في احسن حال، بشيء من الشغب لاثبات وجودهم، وحمل الاخرين على النظر اليهم. وما تزال كل مؤسسات ما بعد الحرب العالمية الثانية معنا، من الامم المتحدة ومجلس الامن الحامل لقوة النقض، الى البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، بينما المطلوب مؤسسات عالمية جديدة تلجم النوازع اللاديموقراطية في علائق العالم. اخيرا لا اجد ما يحث احداً في العالم، داخل اميركا او خارجها على تغيير نظرته الينا. نحن نبدو عالماً بائساً يرفل في نعيم النفط، ويتمرغ في بؤس الدكتاتوريات، فاشلون في بسط حكم القانون، فشلنا في توفير حد ادنى من الحريات، بجمهوريات وراثية، ولا جمهوريات سيئة، متعصبون بلا وازع، كارهون لدولة المؤسسات، وعشاق لفوضى الميليشيات، حكومات نهابة، وشعوب مستكينة، ارض تفرخ العنف واللاقانون بلا حدود. هكذا نبدو للعالم. ولن تبدد كاريزما أوباما هذه الصورة. لعل اميركا تنسحب من العراق لكنها لن تتركه، ولعلها ستفتح باب الحوار الديبلوماسي مع ايران، لكنها لن تغلق الملف النووي، ولعلها تواصل حلّ الدولتين في فلسطين، لكنهالن تتخلى عن تفوق اسرائيل، ولعلها، ولعلها. لكن ذلك كله ينتمي الى تعديل الاسلوب لا الاهداف. ولعل سحر أوباما سيرتد عليه لشدة ما يحمّله الآخرون من احلام ثقيلة.
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008)
مهزلة الحجاب المستمرة في تركيا
د. محمد نور الدين (*) لا يزال موضوع الحجاب مثار هزل وسخرية في تركيا. وها هو العدو الأول للحركة النسائية في تركيا ولحرية المرأة الشخصية، زعيم حزب الشعب الجمهوري دينيز بايكال يعلن انه ليس المهم ماذا ترتدي المرأة بل المهم بماذا تفكر. المدافع المستجد عن حقوق المرأة في تركيا هو نفسه الذي قدم طعنا الى المحكمة الدستورية لتبطل تعديلا دستوريا يسمح للمرأة بارتداء الحجاب في الجامعات وبالتالي يحرم الطالبة المحجبة من مواصلة دراستها إلا اذا نزعته عن رأسها. المدافع المستجد عن حقوق المرأة هو نفسه الذي اعتبر ان الحجاب ليس من الإسلام بل مجرد بضاعة مستوردة بل انه حتى ليس من تقاليد تركيا. المدافع المستجد عن حقوق المرأة هو نفسه الذي قال إن السماح للحجاب في الجامعات يهدد النظام في تركيا. في نهاية أسبوعين متتاليين قام دينيز بايكال زعيم حزب الشعب الجمهوري، الحزب العلماني الأكثر تشددا وتطرفا، بحركات استعراضية تهدف الى استرضاء واستجداء اصوات الناخب الاسلامي عشية الانتخابات البلدية المقررة مارس المقبل. إذ قام بايكال بتقليد محجبات يرتدين التشادور الاسود زرّ عضوية الحزب امام عدسات المصورين. قدرت وسائل الإعلام عدد المنتسبات الجدد من المحجبات الى حزب « المدافع المستجد عن المرأة » حوالي الست نساء. لا احد يعرف من اين اتى بايكال بهؤلاء النسوة ولنفترض انهن ينتسبن بملء قناعتهن فهذا لن يغير في واقع ان الحزب الذي ينتمين اليه هو الحزب الذي حرم المرأة المسلمة من ابسط حقوقها وهو ان ترتدي الثياب التي تريدها. هل يتدخل احد في ثياب زوجة بايكال؟ هل لأحد ان يقول لها ان تنّورتك قصيرة او طويلة او انها ضيقة او واسعة او يجب ان ترتدي فستانا لا بنطلونا؟. نعم لقد وصل الامر في تركيا الى ان تمنع ترقية الضابط في الجيش بل الى طرده اذا كانت زوجته محجبة او ان يقوم بزيارة الى عائلة احد افرادها من المحجبات. لقد وصل الأمر في محاولة احتقار المحجبات في تركيا الى درجة منع المحجبات من دخول اي مركز عسكري ولو كان مستشفى. تستطيع المحجبة كما قلنا وكررنا مرارا ان تكون زوجة شهيد في الجيش او أختا له أو أمّا ولكنها تبقى « كائنا » من الدرجة الثانية. ووصل الامر في الاستعلاء والغطرسة الى درجة ان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لا يستطيعان اصطحاب زوجتيهما المحجبتين الى اي مركز عسكري. مشكلة تركيا انها تقتبس المفاهيم من الخارج وتفسّرها وفقا لمزاجات نخبة ادّعت الحداثة وما هي منه بشيء. ان لم تكن العلمانية،مثلا تعني احترام حقوق العلويين في ان تكون لهم مراكز عبادة خاصة بهم وان يتعلموا عقيدتهم الخاصة بهم وان يكون لهم مجلس يمثلهم فماذا تعني اذا؟ ان لم تكن العلمانية تعني حماية حقوق المسيحيين في انشاء مدرسة خاصة بهم لتخريج رجال الدين خاصتهم فماذا تعني اذا؟ ان لم تكن العلمانية تعني حماية الحريات الدينية والمذهبية والبقاء على مسافة واحدة منها فماذا تعني إذا؟ ان لم تكن العلمانية تعني حماية الحريات الشخصية للفرد ومنها حرية المرأة في ارتداء او نزع الحجاب فماذا تعني إذا؟ وإذا افترضنا ان العلمانية تعني منع الحجاب في الجامعات فلماذا الحجاب ليس ممنوعا في فرنسا مهد العلمانية وفي أمريكا وألمانيا والغرب عموما؟ بل لماذا يمنع الحجاب فقط في تركيا وباسم العلمانية في حين ان العلمانية نفسها ظهرت كرد فعل على الكنيسة وتصرفات رجال الدين المسيحيين وليس كرد فعل على الدين بالمطلق؟ وفي حين ان تركيا بلد مسلم وليس مسيحيا؟. لقد تحول الحجاب في تركيا إلى موضوع تندر وسخرية وتهكم ونكات في كل العالم، المسيحي قبل الإسلامي. لقد حان الأوان لكي تنهي تركيا هذه المهزلة. واعتقد ان الكرة في مرمى حزب العدالة والتنمية الذي لم يستفد من الدعم الشعبي له ولم يذهب في ذروة السخط الشعبي على تدخل الجيش في السياسة في صيف 2007 الى استفتاء شعبي على موضوع الحجاب بدل الذهاب إلى تعديل دستوري تتدخل فيه المحكمة الدستورية منصّبة نفسها مشرّعا بدل البرلمان. الإصلاح المتوقف منذ سنتين في تركيا تدفع ثمنه المحجبات وكل تركيا. وإذا لم يستعد حزب العدالة والتنمية حسّ الإصلاح من جديد فسيدفع هو ايضا الثمن. اما دينيز بايكال، جنرال العلمانية المدني، فلن تفيده حركة تقليد محجبات زرّ العلمانية سوى في المزيد من تعرية استهزائه بالمحجبات والحجاب والحساب سيأتي في مارس المقبل مزيدا من تراجع التأييد لحزبه المتآكل في الأساس. (*) خبير لبناني في الشؤون التركية (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008)