TUNISNEWS
6 ème année, N° 2137 du 29.03.2006
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: أنقذوا حياة فتحي الورغي البديـل عاجل: إشاعات… تهديدات… البديـل عاجل: ثمانون امرأة وعشرة رجال ينامون على الأرض بقلب العاصمة التونسية القائمة المستقلة جامعة صفاقس: تصعيد خطير بجامعة صفاقس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان – القاهرة رسالة إلى رئيس تحرير جريدة العربي يو بي أي:: الأمن التونسي يحبط محاولتين للهجرة السرية نحو ايطاليا الجزيرة نت: جدل في تونس بشأن إلغاء مادة التفكير الإسلامي الشرق القطرية : إضراب المدرسين بسبب عدم تلبية مطالبهم الصباح: ببيع 35% من رأسمال «اتصالات تونـس» الشروق: كتاب قيم يرصد 50 سنة من الإنجازات في قطاع القضاء وحقوق الإنسان رويترز: الشغب الجماهيري ظاهرة تتزايد في ملاعب الكرة التونسية وات: الجامعة التونسية لكرة القدم تدين كل أشكال الشغب الشروق: عقوبات مالية على الترجي والنجم وحلق الوادي وقفصة ومدنين وباجة د.خالد الطراولي: رسالة مساندة إلى السيدة شرشور وإلى كل مظلوم د.أحمد القديدي: من معاني الاستقلال بعد نصف قـرن بشير عبد الحفيظ: نقاوة ام انتهازية..
سالم الحداد: الرسوم الكاريكاتورية بين السياسة والدين محمد عمار: هل سيحافظ قطاع النسيج التونسي على صموده؟
الأستاذ نور الدين السافي: دروس في «الديموقراطية»محمد محمود أبو المعالي: موريتانيا – « شهر العسل » بين العسكريين والسياسيين .. هل انتهى؟ محمد كريشان: حماس ومواجهة الحقائقخالد الحروب: فلسطين ومنظمة التحرير: بين غرور حماس وغرور فتح والفصائل!
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
أنقذوا حياة فتحي الورغي
إشاعات… تهديدات…
عاشت عائلة الرفيق حمه الهمامي، الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي وعضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات، مساء يوم الإثنين 27 مارس 2006 ساعات طويلة حالة من الفزع، إثر تلقي زوجته الأستاذة راضية النصراوي مكالمات هاتفية من طرف عدّة شخصيات ديمقراطية للتثبّت من أخبار مفادها أنّ زوجها قد قتل.
وقد راجت هذه الإشاعة في جهات مختلفة من البلاد في نفس الوقت عندما تغيّب حمه الهمامي عن منزله لقضاء بعض الشؤون الخاصة مما يؤكّد أن السلطة هي التي تقف وراءها خصوصا وأنّ البوليس السياسي يرابط ليلا نهارا قرب العمارة أين يقيم حمه الهمامي.
وللتذكير فهذه ليست المرة الأولى التي يعمد فيها النظام التونسي إلى ترويج مثل هذه الإشاعات قصد التشفي من الناطق الرسمي باسم حزب العمال وترويع أقاربه، فقد قام بترويج نفس الخبر في السابق لمّا كان حمه الهمامي بالسجن في 2002.
كما يتنزل ذلك في سياق أعمال الترهيب التي يمارسها نظام بن علي ضدّ هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات ورموزها، ففي نفس الوقت وجد الأستاذ رؤوف العيادي، نائب رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية وعضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات، ثقب مفتاح تشغيل محرك سيارته مسدودا باللصق (contact bouché avec de la colle forte) رغم أنّ السيارة كانت مغلقة بواسطة نظام مركزي (fermeture centralisée).
إنّ خير جواب على هاتين الحادثتين، اللتين يمكن اعتبارهما بمثابة الإنذار من قبل النظام كردّ على التحركات التي تخوضها هيئة 18 أكتوبر والأطراف المكونة لها، هو مواصلة النضال وتطويره ضدّ الدكتاتورية في بلادنا.
(المصدر: البديـل عاجل، عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 29 مارس 2006)
ثمانون امرأة وعشرة رجال ينامون على الأرض بقلب العاصمة التونسية
مقتطف من مقال « عاملات وعمال فنطازيا يستميتون دفاعا عن حقوقهم »
القائمة المستقلة جامعة صفاقس
تصعيد خطير بجامعة صفاقس
باريس في 29 مارس 2006
كما كان متوقعا وكما أشرنا إليه في بيان سابق بتاريخ 9 مارس 2006 تمت إحالة الطلبة :
كريم الحناشي: ممثل طلبة المرحلة الأولى عن التجمع الدستوري الديمقراطي
أسامة بن سالم: ممثل طلبة المرحلة الثانية عن قائمة المستقلة
علي عمر: طالب عن القائمة المستقلة
باسم النصري: طالب عن القائمة المستقلة
حسونة أولاد لطيف: طالب عن القائمة المستقلة
إلى مجلس التأديب وذلك بانتهاز فرصة العطلة الجامعية وغياب الطلبة عن الساحة.
وقد شهدت كلية العلوم بصفا قس احتجاجات طلابية عقب رفض عميد الكلية المدعو عبد الحميد بن صالح تمثيل الطالب أسامة بن سالم في المجلس العلمي.
وتمت دعوتهم للمثول أمام مجلس التأديب وذلك يوم الاثنين 28 مارس الجاري دون السماح لمحاميهم بالحضور. وإثر طلبه تأجيل المجلس كتابيا قرر العميد البت في العقاب بقرار انفرادي خلافا لكل الصيغ والإجراءات المعمول بها في هذا الصدد حيث علمنا من مصادر قريبة من العميد إصراره على رفت الطالب أسامة بن سالم نهائيا وإلحاق عقوبات قاسية ببقية « المتهمين ».
وكان العميد يستظهر بصور فوتوغرافية وتسجيلات صوتية، قام بها شخصيا أثناء الاجتماعات الطلابية الاحتجاجية، لإقناع الأساتذة بقراره التعسفي.
يبدو أن منصب العميد قد تحول إلى مخبر أمني خصوصا بعد فضيحة عميد كلية العلوم بالمنستير (راجع بيان الاتحاد العام لطلبة تونس 26 مارس) وليس الأمر مستغربا خصوصا وأن عبد الحميد بن صالح يشغل أيضا منصب رئيس شعبة التعليم العالي في لجان التنسيق للحزب الحاكم بصفا قس.
ندعو كافة الجمعيات الحقوقية و الأحزاب السياسية و الشخصيات أصحاب الضمائر الحية للتحرك العاجل لإيقاف جريمة قد ترتكب في حق طلاب علم لم يبقى لبعضهم سوى 3 أشهر للحصول على الأستاذية، بسبب إصرار العميد لتصفيتهم لاعتبارات خاصة و سياسية.
سيف بن سالم
القائمة المستقلة جامعة صفاقس
الأمن التونسي يحبط محاولتين للهجرة السرية نحو ايطاليا
تونس ـ يو بي أي: أعلنت سلطات خفر السواحل التونسية امس أنها أحبطت محاولتين للتسلل الي شواطئ جزيرة لامبيدوزا الايطالية عبر المياه الاٍقليمية التونسية شارك فيهما 18 شخصا.
وأوضحت أن احباط المحاولة الأولي تم في منطقة قريبة من سواحل مدينة صفاقس الواقعة علي بعد 270 كيلومترا جنوب تونس العاصمة، حيث تمكنت وحدة من خفر السواحل من اعتراض زورق صغير كان علي متنه 11 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 20 و35 عاما من الحالمين بالهجرة.
وقالت ان هؤلاء الحالمين بالهجرة اعترفوا أثناء التحقيق معهم بأنهم اشتروا زورقا صغيرا ومحركا، ثم توجهوا ليلا الي ساحل بلدة جبنيانة في محافظة صفاقس، حيث أبحروا باتجاه جزيرة لامبيدوزا الايطالية الي أن اعترضتهم دورية تابعة للحرس البحري.
وأشارت من جهة أخري الي أن وحدة أمنية تمكنت من احباط محاولة ثانية للهجرة السرية غير بعيد عن سواحل مدينة المنستير الواقعة علي بعد 150 كيلومترا شرقي تونس العاصمة تورط فيها ثمانية أشخاص.
وقالت ان المعتقلين سيحالون خلال الاسبوع الحالي علي النائب العام لمواصلة التحقيق معهم، استعدادا لمقاضاتهم.
يشار أن محاولات الهجرة السرية انطلاقا من السواحل التونسية التي يتجاوز طولها 1300 كيلومتر باتجاه الشواطئ الايطالية قد تراجعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، اثر احكام السلطات التونسية من إجراءاتها الأمنية، وصدور قانون صارم لردع من ينظم أو يشارك في محاولات الهجرة غير الشرعية.
وكانت وسائل الاعلام الايطالية قد أشارت في وقت سابق الي أن محاولات الهجرة السرية انطلاقا من تونس وليبيا ومالطا باتجاه جزيرة لامبيدوزا قد أسفرت عن فواجع عديدة خلال السنوات العشر الماضية، أدت الي وفاة 675 شخصا غرقا، بينما فقد أكثر من 331 شخصا.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 مارس 2006)
اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة
(التونسية البرتغالية، التحرير)
ترأس السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني ونظيره البرتغالي السيد « لويش أمادو » يوم الاثنين ببرشلونة الاجتماع الافتتاحي لاشغال اللجنة العسكرية المشتركة التونسية البرتغالية التي تنظر في برنامج التعاون الثنائي في المجال العسكرى بعنوان سنتي 2006 و.2007
وكان الوزيران استعرضا قبل ذلك مختلف أوجه التعاون بين البلدين وخاصة في المجالات العسكرية وثمنا المستوى المتميز الذى أدركته علاقات الصداقة التونسية البرتغالية مبرزين ضرورة مزيد تطويرها مستقبلا.
وأكد السيدان كمال مرجان ولويش أمادو بالمناسبة التزام البلدين بدعم الامن والاستقرار في العالم خاصة من خلال المشاركة في عمليات حفظ السلام تحت راية الامم المتحدة. كما كانت للسيد كمال مرجان يوم الاثنين محادثة مع السيد « جيم قاما » رئيس البرلمان البرتغالي تمحورت بالخصوص حول افاق التعاون بين البلدين على ضوء دخول معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون حيز التنفيذ في 22 فيفرى .2006
وقد نوه رئيس البرلمان البرتغالي بالدور البناء الذى تضطلع به تونس في دعم الحوار المتوسطي من أجل السلم والامن بالمنطقة.
(المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 28 مارس 2006)
جدل في تونس بشأن إلغاء مادة التفكير الإسلامي
إضراب المدرسين بسبب عدم تلبية مطالبهم
تونس – صالح عطية
قررت نقابة التعليم الثانوي شن إضراب في جميع المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية يوم التاسع عشر من أبريل المقبل.
ويأتي هذا الإضراب إثر مفاوضات مع وزارة التربية انتهت إلى طريق مسدود في أعقاب تمسك الحكومة بموقفها الرافض لمطالب أساتذة التعليم الاعدادي والثانوي.
وكانت نقابة التعليم الثانوي، كبرى النقابات التونسية، تقدمت بمطالب الترفيع في المنح ورواتب الأساتذة، إلى جانب مطلب الإحالة إلى المعاش في حدود 55 عاما، غير أن وزارة التربية رفضت هذه المطالب بذريعة أن التفاوض بشأنها ليس من مشمولاتها، الأمر الذي اعتبرته النقابة « نوعا من المماطلة غير المبررة »، على حد تعبير الكاتب العام للنقابة.
وقررت النقابة التي تضم آلاف المعلمين والأساتذة في الطورين الاعدادي والثانوي ضمن صفوفها، أن يكون إضراب يوم 19 أبريل المقبل مسبوقا بعمليات تعبئة كبيرة في المدارس والمعاهد الثانوية، وبسلسلة من الاعتصامات في المؤسسات الإدارية التابعة لوزارة التربية، من اجل الضغط على الحكومة وإجبارها على تلبية مطالب أساتذة التعليم الثانوي والإعدادي.
ودعا النقابيون الحكومة إلى ضرورة التخفيض في سن التقاعد إلى معدل 55 عاما، وتمكين المدرسين من منحتين خصوصيتين، إلى جانب تعليق العمل بالقرارات التي استهدفت إلغاء عدد من المواد التعليمية، بينها الفلسفة والتفكير الإسلامي.
وأعربت النقابة في بيان حصلت « الشرق » على نسخة منه، عن انشغالها من استفحال ظاهرة التسيب والتضييقات الإدارية والبيداغوجية التي ما انفك يتعرض لها المدرسون.
ودعا البيان اتحاد العمال ومنظمات المجتمع المدني، إلى خوض النضال ضد السياسة التربوية للبلاد التي تعتمدها الحكومة، واصفة إياها بالسياسة المسقطة والمرتجلة والمملاة على الأساتذة من دون تشريك فعلي لهم »، على حد تعبير النقابة.
ويرى مراقبون أن سياسة الحكومة في المجال التربوي، تستند إلى وصفة البنك الدولي وشروطه، وهو الأمر الذي جعل نقابات التعليم تنتقد ما تسميه « أجندة المؤسسات المالية » التي تعبث في نظرها بمستقبل الأجيال التونسية، حسبما تقوله النقابة.
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 27 مارس 2006)
ببيع 35% من رأســمــــــــال «اتصـــــــــــالات تونـــــــــــس»:
في ضربــــة واحـدة تونس تحقق مداخيل تضاهي عائدات الخوصصة بأكملها
اليـوم الحسم في صفقــة البيـع
تونس: الصباح : تحليل اخباري
قد يتم اليوم الحسم حول صفقة بيع 35% من رأسمال «اتصالات تونس» البالغ 1.7 مليار دينار بعد ان ضاقت دائرة المنافسة وانحصرت على الفرنسية «فيفاندي يونيفارسال» (Vivendi universel) والاماراتية «تيكوم ديج دبي» (Tecom) ليتم تسجيل وفي صورة ابرامها اكبر عملية تدفق سيولة اجنبية حققتها تونس تضاهي تقريبا قيمة المداخيل الجملية التي سجلتها عمليات الخوصصة وبمختلف اصنافها منذ 20 سنة تقريبا والى نحو 2.5 مليار دينار.
أهــم فرضيــات الاستغــلال الامثل لمداخيــــل البيع الجزئي لـ «اتصـــالات تونــس»:
1 ـ تسديد قسط من الديون الخارجية
2 ـ القيام باستثمارات إضافية
3 ـ تعبئة احتياطي النقد الاجنبي
وكانت وزارة تكنولوجيات الاتصال قد كشفت في بيان صحفي مؤخرا عن العروض المادية التي تقدمت بها الشركات الاجنبية المهيمنة باقتناء جزء من رأسمال «اتصالات تونس» والتي كانت افضلها تلك الواردة من الفرنسية «فيفندي يونيفارسال» بـ 2.44 مليار دينار والاماراتية «تي كوم» بـ 2.377 مليار دينار.
ذات البيان افاد ان العرض المشترك للسعودية «اوجر» والايطالية «تيليكوم» كان بنحو 2.123 مليار دينار كما قدمت الفرنسية «فرانس تيليكوم» عرضا بـ 2.107 مليار دينار والاماراتية «اتصالات» بـ 1.9 مليار دينار وجاءت الجنوب افريقية «موبيل تليفون ناتوركس» في ذيل القائمة بنحو 1.899 مليار دينار.
وينتظر ان يتم اليوم الكشف عن الفائز النهائي بعد ان ضاقت دائرة المنافس من 7 مترشحين الى عارضين اثنين قد يقدما عروضا افضل من التي قدماها في الاول.
وبقطع النظر عن الشركة الفائزة فان تونس ستحقق وبضربة واحدة عائدات تضاهي تلك المحققة منذ انطلاق برنامج الخوصصة عام 1987 والذي تقدر مداخيله الى نهاية 2005 بنحو 2.46 مليار دينار وهو تقريبا ذات قيمة العرض الافضل الذي والى حد غاية هذه الاسطر قدمته الفرنسية «فيفاندي».
ومما لاشك فيه فان اطراف عديدة «تفرك اياديها» في انتظار «اقتسام هذه الكعكة» التي لم تعلن الحكومة التونسية عن تفاصيل توزيعها وتوظيفها.
« اعتقد ان مثل هذه الصفقة ستمكن الحكومة التونسية من تخفيف عبء ديونها الخارجية.. وهي من انسب الفرص» حسب محلل مالي هام فضل عدم ذكر اسمه.
ويقدر اجمالي الديون الخارجية الى نهاية السنة الحالية بنحو 3.11 مليار دينار وهو ما يمثل 52% من الناتج المحلي الاجمالي المتوقع هذه السنة بـ 38.33 مليار دينار في حين تقدر قيمة تكلفة هذا الدين (من فوائد وتكاليف اخرى) بـ 3.11 مليار دينار.
وكان صندوق النقد الدولي (IMF) في احدث تقرير له عن تونس قد اوصى بحسن استغلال مداخيل «اتصالات تونس» كما اعتبرها فرصة لتخفيف ديون تونس الخارجية.
ويتوقع ذات المحلل الذي اتصلت به «الصباح» ان هناك على الاقل ثلاث فرضيات لاستغلال هذه المداخيل تتمثل الاولى ـ وكما ذكر ـ في توجيه جزء من المداخيل لتسديد الديون الخارجية والثانية في القيام باستثمارات جديدة أواتمام استثمارات قائمة مثل الاستثمارات المتعلقة بالبنية الاساسية وبمجال الصحة والتعليم والتكوين المهني.. في حين تتمثل الفرضية الثالثة في دعم احتياطي البنك المركزي من العملة الاجنبية الذي يفوق حاليا قيمة الـ 5 مليار دينار وهو عامل يساعد تونس في توجهها التدريجي نحو تحرير عملتها المحلية (الدينار التونسي) لتصبح خاضعة لعامل العرض والطلب في سوق الصرف العالمي وهو ما يتطلب مخزون ملائم من النقد الاجنبي ونمو اقتصادي متماسك حتى يمكن التأقلم مع تأرجح العملات وما لذلك من تداعيات على الاقتصاد المحلي.
في المقابل يرى نفس المحلل المالي ضرورة توخي الحذر من فرضية توجيه مثل هذه الاموال الضخمة الى الكتلة النقدية المحلية، حيث ان ضخ هذه الاموال ولو جزء منها بالسوق النقدية من شأنه ان يفرز تضخما بسبب توفر اموالا لا تعكس درجة الطلب والعرض بالسوق المحلية هذا العامل يؤدي الى توسع تداعياته الى السوق الاستهلاكية بارتفاع اسعار المنتوجات لعامل توفر الاموال اكثر منه نتيجة مستوى العرض وهو من الملامح الاخرى للتضخم الذي من شأنه ان يؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني.
هذه الفرضية استبعدها مصدرنا معتبرا ان سياسة تونس تتميز بالتصرف الحكيم في المجال المالي والنقدي وهو ما مكنها من التأقلم مع الازمات وتجاوزها في صورة حدوثها رغم محدودية مواردها الطبيعية واعتمادها الاكبر على «عقول» مواردها البشرية غير ان ذلك لا يمنع الحذر والانتباه في تسيير هذا «الفائض» او «الثمار» التي تجنيها تونس في «ضربة واحدة» وهو امر لم تتعود عليه الكفاءات المالية المسيرة لاموال الدولة.
وحسب الموقع الالكتروني الرسمي لادارة الخوصصة في تونس فان مداخيل الخوصصة منذ 1987 والى منتصف اكتوبر المنقضي تقدر بـ 2.402 مليار دينار شملت 194 مؤسسة تم بيعها او اصلاحها.
ويبدو ان المشرفين على هذا الموقع لم يأخذوا بعين الاعتبار مداخيل انهاء خوصصة «بنك الجنوب» (بيع نحو 33.5% من رأسماله) في السنة الماضية والتي تقدر بـ 61 م.د.
ويفيد ذات المصدر ان مداخيل السنة الماضية من الخوصصة تقدر بـ 17 م.د (هنا ولاهمية الامر نخرج قليلا عن الموضوع ونتساءل عن مدى وعي المسؤولين باهمية تحيين المعلومة خاصة اذا كانت عبر الانترنات وما تفترضه هذه الوسيلة من آنية وسرعة..)
محلل اقتصادي اخر اتصلت به «الصباح» وطلب ايضا عدم الافصاح عن هويته يرى ان مداخيل «اتصالات تونس» لفائدة الدولة بطريقة مباشرة وغير مباشرة تعد موردا اضافيا لتمويل عجز الميزانية الذي يقدر هذه السنة بـ 1.4 مليار دينار وهو ما يمثل 3% من الناتج المحلي الاجمالي (PIB).
كما يؤكد وفي ذات المنحى من التفكير ان تدفق السيولة التي ستحققها اتصالات تونس ستؤدي الى التقليص من احتياجات الدولة من الاموال..
هذا التحليل يمهد الى فرضية تقليص الدولة من التمويل الخارجي وايضا من التمويل الداخلي على مستوى سوق سندات الخزينة.
في المقابل يستدرك محدثنا قائلا ان «هذه المداخيل تبقى استثنائية وبالتالي فان توظيفاتها تبقى ايضا استثنائية ذات طابع احتياطي».
ويضيف مصدرنا ان الدولة تبقى معتمدة بالاساس على مواردها العادية او الجبائية وان هذا «الظرف» سوف لن يحدث تغييرات جذرية على توازناتها العامة..
يذكر ان «اتصالات تونس» تستأثر على 72% من سوق الهاتف الجوال في تونس كما يقدر عدد حرفائها بالهاتف القار والجوال بنحو 4.2 مليون مشترك وهو ما مكنها من تحقيق رقم معاملات يتجاوز 1 مليار دينار سنويا وأرباح بـ 250م.د تقريبا.
بختم ملف البحث عن شريك استراتيجي ل «اتصالات تونس» فان ملف اخر قد يفتح وهو طرح جزء من رأسمال الشركة (ربما 10%) ببورصة تونس حسب ما صرح به مسؤولون رسميون في مناسبات عديدة ومنذ بداية القرن الحالي، وهو حدث يتطلع اليه اصحاب الاسهم «بفارغ الصبر» علما انه وفي صورة تحقيق هذا المشروع فان رسملة بورصة تونس سترتفع و«بضربة واحدة» باكثر من النصف..
عائشة بن محمود
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 29 مارس 2006)
طالب تونسي يفوز بـ 300 ألف دينار في مسابقة تلفزيونية
تونس ـ خدمة قدس برس
تحقق حلم الطالب محمد مبروك، البالغ من العمر تسعة عشر عاما، عندما فاز بـ 300 ألف دينار تونسي، (أي ما يعادل 225 ألف دولار أمريكي)، في برنامج المسابقات « دليلك ملك »، الذي يقدمه التلفزيون التونسي.
ويعتبر هذا الفوز، الأكبر من نوعه في تاريخ المسابقات التلفزيونية في البلاد، والأول من نوعه الذي يتحصل عليه، شاب تونسي لم يكمل بعد (19) سنة من عمره.
وقال الطالب محمد اثر الإعلان عن فوزه، إنه يفكر في إنجاز مشروع يساعد به أسرته التي تسكن في مدينة قابس في الجنوب الشرقي للبلاد، وأضاف في تصريحات صحفية « سأكمل دراستي لمدة ثلاث سنوات أخرى، ثم أبدا حياتي الجديدة مع الثروة والمال والشهرة، لكنيّ لن أتأثر بهذا المبلغ، وسأبقى متواضعا كما عهدني الجميع ».
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 25 مارس 2006)
أصدرته وزارة العدل وحقوق الإنسان:
كتاب قيم يرصد 50 سنة من الإنجازات في قطاع القضاء وحقوق الإنسان
* تونس «الشروق»:
أصدرت وزارة العدل وحقوق الإنسان هذه الأيام كتابا قيّما ومتميزا في مضمونه وإخراجه جاء بعنوان «القضاء وحقوق الإنسان خمسون سنة من الإنجازات 1956 ـ2006».
وتزامن صدور الكتاب مع احتفال الشعب التونسي بذكرى مرور نصف قرن على استقلال البلاد وحاول مثلما أكده السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان في مقدمته أن يسهم «في تقديم صورة متكاملة عن حصيلة خمسين سنة من الإنجازات والمكاسب في مجال العدل وحقوق الإنسان وأن يكون مرجعا يدعم رصيد المكتبة القانونية التونسية ويوفر مادة ثرية للباحثين والدارسين».
وأضاف الوزير قائلا في مقدمة الكتاب أن خمسين سنة مرت على استقلال بلادنا وحري بنا أن نتوقف ونتدبر ونتأمل في ما أنجزناه وحققناه في مجال العدل وحقوق الإنسان عسى أن نستفيد من ماضينا وحاضرنا من أجل بناء مستقبلنا فمكاسبنا في الميدان القضائي التي انطلقت منذ الاستقلال وتعززت بصفة واضحة وجلية منذ التحول بفضل ما حبا به سيادة الرئيس زين العابدين بن علي القضاء من رعاية موصولة وما خصه به من دعم في كافة المجالات، أنتجت تحولات نوعية لم تعد معها المكاسب تحسب بالكم بل أصبحت تقيّم بالكيف».
وتضمّن الكتاب 255 صفحة من الحجم المتوسط جاءت على ورق صقيل وبإخراج وطباعة متميزتين وتم تبويبها في جزئين: الأول بعنوان القضاء وحقوق الإنسان بعد الاستقلال التأسيس لنظام جديد وتضمن سبعة فصول.
وجاء الجزء الثاني تحت عنوان القضاء وحقوق الإنسان في عهد التحول تعزيز للعدل وترسيخ لحقوق الإنسان وتضمن أيضا سبعة فصول ويمكن القول إن الكتاب يمثل وثيقة نادرة وشاملة رصدت الإنجازات والتحولات ا لتي عرفها قطاع القضاء وحقوق الإنسان على مدى نصف قرن ويشكل مرجعا مهمّا للطلبة والباحثين وعموم المواطنين.
(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 29 مارس 2006)
تونس توقع اتفاقيتين مع الكونغو والصين للتشجيع على الاستثمار
تونس- صالح عطية
وقعت الحكومة التونسية خلال الأيام القليلة الماضية، على اتفاقيتين مع كل من الكونغو الديمقراطية وجمهورية الصين الشعبية…
وتهدف الاتفاقية الأولى الموقعة بين تونس والكونغو إلى التشجيع وحماية الاستثمار بين البلدين عبر ضبط الإطار القانوني للاستثمار المشترك، وتوفير الظروف الملائمة لخلق فرص الاستثمار ودفع المبادرة الخاصة في كل من تونس والكونغو الديمقراطية التي تبقى الدولة الإفريقية الوحيدة تقريبا غير المرتبطة بمشروعات استثمارية مع تونس..
وينسحب الاتفاق على جميع أصناف الأصول المستثمرة، وذلك وفقا لتراتيب كل بلد مستقطب للاستثمار من أجل تجنب التداخل بين القوانين والأجهزة المنظمة لعملية الاستثمار هنا وهناك..
فيما يتمثل البروتوكول الذي وقعته الحكومة مع الصين، في التشجيع على الاستثمار وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين..
ويهدف البروتوكول بالأساس، إلى جلب الاستثمارات الصينية إلى تونس، وتعزيز المشروعات الاستثمارية الصينية في البلاد، إلى جانب توفير الظروف الملائمة لحفز المبادرة الخاصة في مستوى البلدين، وذلك من خلال توفير الضمانات اللازمة للمستثمرين في كل من تونس وبكين…
وتأتي هاتان الاتفاقيتان، في سياق بحث الحكومة التونسية عن استثمارات جديدة للبلاد، في ضوء تراجع الاستثمار الأجنبي في تونس خلال السنة المنقضية..
وتراهن الحكومة في هذا السياق، على تعزيز الاستثمار الأجنبي، بحثا عن فرص عمل جديدة للعاطلين عن العمل، الذين تتزايد أعدادهم في البلاد بشكل لافت للنظر، كل عام، إلى جانب توفير مجالات لخلق الثروة وتحريك الاقتصاد التونسي الذي يمر بنوع من الركود منذ بضعة أشهر…
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 25 مارس 2006)
الشغب الجماهيري ظاهرة تتزايد في ملاعب الكرة التونسية
تونس ـ رويترز: زاد الشغب الجماهيري في تونس مع اقتراب الدوري التونسي لكرة القدم من نهايته والذي اشتعلت فيه المنافسة علي صدارة الترتيب وفي ذيل القائمة بشكل كبير للموسم الثاني علي التوالي.
ويتصدر الترجي الدوري برصيد 50 نقطة متقدما بنقطة وحيدة علي غريمه النجم بينما تتنافس ستة فرق علي تفادي الهبوط للدرجة الثانية قبل ثلاثة اسابيع من انتهاء البطولة. واندلعت شرارة الشغب الجماهيري في العديد من الملاعب منذ بداية مرحلة الاياب بالدوري التونسي احتجاجا علي ما يصفونه بانحياز التحكيم لبعض الفرق.
لكن في الاسبوعين الاخيرين تصاعدت وتيرة اعمال الشغب الجماهيري لتنتشر في اغلب الملاعب التونسية وتنتقل الي الشارع التونسي بشكل غير مسبوق. وشهد استاد المرسي الذي استضاف مباراة النجم ضد حلق الواد والكرم الذي يصارع من اجل تفادي الهبوط لدوري الدرجة الثانية احداث عنف قبل واثناء وبعد المباراة بين لاعبي ومسؤولي الفريقين. وعرضت قناة حنبعل التلفزيونية التونسية الفضائية مساء الاثنين لقطات للعديد من قوات الامن التي تفصل بين لاعبي النجم وحلق الواد داخل حجرات الملابس واثناء الشوطين وبعد المباراة وهو مشهد لم يعتده المتفرج التونسي في الدوري المحلي.
وفي قفصة توقفت مباراة قفصة الذي يسعي لضمان البقاء في الدرجة الاولي أمام الصفاقسي بعد الغاء هدف لقفصة حيث أصيب الحكم في الوجه بعد أن القت الجماهير عليه حجارة وزجاجات. ولم يشهد الدوري التونسي منذ عشر سنوات تشويقا كالذي يشهده خلال العامين الاخيرين لتقارب مستوي جميع الفرق. واشتعل التنافس العام الحالي علي لقب الدوري بين النجم والترجي وعلي تفادي الهبوط بين قفصة وحلق الواد والبنزرتي والقيروان وجندوبة وجرجيس.
وفاز النادي الصفاقسي ببطولة العام الماضي في الاسبوع الاخير من الدوري الذي تصدره انذاك النجم طيلة الموسم قبل ان يفقد الصدارة في اخر مرحلة من السباق. لكن مظاهر الشغب الجماهيري في دوري تونس هذا الموسم لم تقف داخل استادات كرة القدم بل تجاوزتها لتشمل الشارع. ولعل الاشتباكات بين عدد من مشجعي الغريمين النجم والترجي كانت الابرز والاكثر خطورة عندما التقيا مساء يوم الاحد الماضي علي الطريق السريع بين تونس وسوسة ليسقط العديد من الجرحي من مشجعي الفريقين بينهم فتاة في حالة خطيرة. وتبادل مشجعو الفريقين ايضا الاهانات علي الطريق السريع بعد المباراة قبل ان يتحول ذلك الي عراك وتراشق بالحجارة مما ادي ايضا لتحطم العديد من السيارات وحافلة البث التابعة للتلفزيون الحكومي التونسي. لكن قوات مكافحة الشغب تدخلت لتنهي احداث العنف واعتقلت عشرات من مشجعي الفريقين الذين شاركوا في هذه الاحداث واخرين وجدت في سياراتهم عصيا وحجارة وزجاجات.
وادان فريقا النجم والترجي احداث العنف التي وقعت علي الطريق السريعة. وقال نادي الترجي في بيان وزع علي الصحافيين انه يدين هذه الافعال المشينة التي لا تمت بصلة لكرة القدم. من جهته ادان عثمان جنيح رئيس النجم الساحلي ما وصفه بتهور بعض الجماهير وتعصبها وطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية والتعقل في هذه المرحلة الحاسمة من الدوري التونسي. لكن المحلل الرياضي طارق شلاقو قال لرويترز ان هذه الاحداث المؤسفة تخفي وراءها ظاهرة صحية في الدوري التونسي من خلال عودة التنافس الجدي بين كل فرق البطولة. واضاف جميعها (الفرق) متلهفة للبروز والصمود في دوري قوي وهذا يحصل في بطولات اوروبية لكن هذا يجب الا يدفع احدا للخروج عن الميثاق الرياضي في كل الحالات .
ولم تشهد ملاعب الكرة في تونس اعمال عنف خطيرة منذ احداث باجة عام 1999 عندما وقعت اشتباكات بين مشجعي فريقي باجة والترجي مما اسفر عن سقوط أكثر من عشرة قتلي. ومن المتوقع أن يفرض اتحاد كرة القدم التونسي عقوبات صارمة علي اغلب فرق دوري الدرجة الاولي لثبوت تورط مسؤوليها او لاعبيها او جماهيرها في احداث عنف في الاسبوع الثالث والعشرين من البطولة. ولضمان أن يختتم الدوري بأفضل صورة ممكنة لجأ اتحاد الكرة في البلاد الي التزام السرية عند تعيين الحكام والاستعانة بحكام اجانب لادارة العديد من المباريات الحاسمة.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 29 مارس 2006)
الجامعة التونسية لكرة القدم تدين كل أشكال الشغب
تونس 28 مارس 2006 ( وات ) – على اثر احداث الشغب التي احدثتها بعض الجماهير الرياضية سواء في بعض الملاعب او على الطريق العام في اواخر الاسبوع اصدرت الجامعة التونسية لكرة القدم بلاغا عبرت فيه عن استنكارها لممارسات هذه الفئة من الجماهير// التي وصل بها تهورها الى الاستهانة بكرامة الناس وممتلكاتها مما يدل على سوء فهمها لدور المشجع الحق للفريق وعدم تقديرها لمبدا الروح الرياضية والسلوك الحضارى//.
وعبر المكتب الجامعي عن قلقه الشديد من كل اشكال العنف مؤكدا ادانته لكل انواع الشغب داخل الملاعب وخارجها داعيا جميع المسيرين الرياضيين واللاعبين والمدربين والحكام الى التصدى بكل حزم لهذه الظاهرة.
ودعت الجامعة كل الاطراف الى الحفاظ على الميثاق الرياضي في اطار تنافس نزيه بين شباب مختلف الفرق والسعي مع كل الجهات المسؤولة الى مقاومة مظاهر الفوضى في الملاعب وخارجها.
(المصدر: موقع « وات »، وكالة إفريقيا تونس للأنباء الرسمية بتاريخ 28 مارس 2006)
عقوبات مالية على الترجي والنجم وحلق الوادي وقفصة ومدنين وباجة
* تونس – «الشروق»
قرّر مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم عقب اجتماعه مساء أمس بتسليط عقوبات مالية على عدد من الأندية في بطولة الرابطة المحترفة1 والرابطة المحترفة2 وذلك على خلفية الأحداث التي جدت في نهاية الأسبوع وقد تمثلت هذه العقوبات في ما يلي:
ـ الترجي الرياضي: خطية بـ3 الاف دينار نظرا لتكرّر تجاوزات جماهيره
ـ قوافل قفصة: عقوبة بـ3 الاف دينار لنفس الأسباب
ـ النجم الساحلي: خطية بألف دينار
ـ حلق الوادي والكرم: خطية بألف دينار
ـ الأولمبي الباجي: خطية بألف دينار
ـ مدنين: خطية بألف دينار
* ياسين
(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 29 مارس 2006)
رسالة مساندة إلى السيدة شرشور وإلى كل مظلوم
د.خالد الطراولي
سيدتي الفاضلة تحية طيبة والسلام عليكم وبعد،
يمكن أن تختلف مرجعياتنا، يمكن أن تتباين رؤانا ومواقفنا، يمكن أن لا تلتقي منهجياتنا، يمكن أن تتعارض أهدافنا… لكن سيبقى الظلم ظلما ولو تقمص زيّ الصالحين، و يبقى المظلوم مظلوما ولو ألبسوه قميص الخيانة أو الكفر أو الفسوق والعصيان…
أقف اليوم وككل يوم ضد الجور، ضد الطغيان، أقف اليوم لأساندك في محنتك، لأشد من عضدك، لأعبر لك ولأسرتك عن شديد تأثري لما تتعرضون له من عدوان.
إن إيماني بأن المعارضة جسد واحد إذ تداعى طرف منه أو أوذي، تداعت له كل الأطراف بالسهر والمساندة…
إن إيماني بأنه ليس هناك معارض صغير ومعارض كبير، يجعلني أقدّر ما تتعرضين له أنت وزوجك وابنتك ويدفعني إلى رفع صوتي عاليا بين الأموات!
إن إيماني بأنه ليس هناك ظلم صغير وظلم كبير، وأن الظلم اعتداء وإذلال وعذاب، وأنه ظلمات في الدنيا قبل الآخرة، لا يسمح لي بالتردد لحظة في رفضه والتنديد به واستنكاره والعمل على نزعه…
إن إيماني بأن السياسة المكيافيلية والحسابات الضيقة ليسا لهما مكان فيما نحمله من تصورات ورؤى، ويدفعاني إلى رفض الإقصاء والكيل بمكيالين، ويلزماني على مناصرتك والوقوف إلى جانبك دون شطحات سياسية أو سياسوية مقيتة.
أعلم أنك لست الأولى فيما تتعرضين له ونتمنى أن لا يتواصل هذا المنهج العقيم والهابط وغير الأخلاقي، وتعلمين ولا شك أن الكثير ممن حولك يعيشون ظلمات أشد سوادا وأكبر معاناة ولا زال مسلسل الأغلال محيطا بهم..، ولقد سبقك كثيرون فصبروا وكان الفرج..، تذكرين ما تعرض له الشيخ الفاضل عبد الفتاح مورو والأخ الكريم علي العريض والأخت الفاضلة سهام بن سدرين في سنوات الجمر… وما تتعرض له هذه الأيام السيدة الكريمة أم زياد وزوجها الفاضل، لكن « ما يدوم حال ويا سعدك يا فاعل الخير »
أرجو أن تمر هذه المحنة بسلام، وأسأل الله أن يفرج عليك كربتك وعلى كل تونسي آمن بأن التونسي للتونسي رحمة، وأن تونس تسع كل التونسيين، مهما اختلفت رؤاهم وتعددت تصوراتهم، فالصبر الصبر وإن موعدنا الصبح، أليس الصبح بقريب!
دمت وأهلك في عون الله و حفظه والسلام عليكم
أخوكم خالد الطراولي.
المصدر
: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
من معاني الاستقلال بعد نصف قـرن
د.أحمد القديدي (*)
احتفل الشعب التونسي يوم 20 مارس بالذكرى الخمسين للاستقلال، وكانت مناسبة للتعبير عن التقدير لأولئك الذين ساهموا في تحقيقه عام 1956 بعد تضحيات جسام ومحن مريرة من جيل بورقيبة وجيل الشهداء التوانسة الأبرار أمثال فرحات حشاد والهادي شاكر والآلاف غيرهم من المواطنين الذين استشهدوا في معارك عديدة ضد الاستبداد الاستعماري منذ أن استولت الإمبراطورية الفرنسية على تونس عام 1881 إلى معارك مقبرة الجلاز عام 1911 إلى ثورة التاسع من أبريل 1938 إلى الانتفاضة المسلحة ليوم 18 يناير 1952 وصولا إلى معركة ميناء بنزرت البطولية في يوليو من عام 1961.
كل هذه الملاحم قدمت أرواح التوانسة سخية من أجل الاستقلال وتقدمت بقضية تونس نحو النصر الذي جاء محققا لبعض أحلام الشعب في استعادة الحرية واسترجاع الهوية والاعتراف بسيادته على أرضه ومصيره..
وكان الاحتفال كذلك مناسبة لتقييم المسيرة الوطنية على مدى نصف قرن والإعلان عن مواصلة الجهد لتجسيد معاني الاستقلال، إيمانا من النخبة التونسية بكل أطيافها بأن الاستقلال ليس محطة تاريخية بلغناها وطوينا صفحتها بل الاستقلال عمل دائب ومسار متواصل ورحلة لا تنقطع وغاية لا تدرك بمجرد الحصول على وثيقته القانونية التي وقعت يوم 20 مارس 1956.
فالاستقلال بالمعنى الحقيقي والتاريخي والسياسي هو حالة تعبئة مستمرة لا نهاية لها من أجل انجاز غاياته البعيدة وقطف ثماره المرجوة، من عزة وعنفوان وكرامة وحرية وحقوق، أي تلك المنظومة من القيم العليا والمثل السامية التي وهب لها الشهداء الأبرار الأرواح عطاءا سخيا وعمدوها بالدماء الزكية جزاء وفاقا وسقطوا من أجلها شهداء راضين مرضيين «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون». صدق الله العظيم).
وعندما نذكر لأطفالنا بعض ملاحم البطولة التي كتب لجيلي أن يعيشها فإنما للاعتبار بتلك القيم الخالدة والاستلهام منها ليشحنوا نفوسهم بأبعادها ويثقوا بأن وراءهم أمجادا يستندون إليها وفي ماضيهم ومكاسب حضارية تعزز مستقبلهم.
وطالما استحضر لأولادي بعض قصص البطولة التي كنت شاهدا على بعضها في مرحلة الطفولة الأولى أو التي يرويها لنا معلمونا الوطنيون الصامدون، مثل قصة الشهيد علي بن جاب الله الذي حوكم بالإعدام رميا بالرصاص، وفي لحظة تنفيذ الحكم وهو موثوق طلب أن يدخن سيجارة بحضور محاميه الأستاذ عمار الدخلاوي، وبعد ثوان قال للمحامي: أرجوك يا أستاذ خذ السيجارة من فمي لأني شعرت بعيني تدمعان من دخانها وأخشى أن يظن الجلادون بأنني أبكي خوفا من الموت، وما أنا خائف من الشهادة وهي شرف ووسام.
أما البعد الثاني لإحياء ذكرى الاستقلال فهو تقييم ما تم انجازه من المكاسب الوطنية وما تبقى للأجيال الصاعدة انجازه. وهنا لابد من الاعتبار بأن ما تحقق لتونس منذ 1956 إلى اليوم يستدعي التقدير والاحترام لكل من ساهم في بناء الدولة الحديثة بسن خيار التربية والتعليم خيارا استراتيجيا يحظى منذ الاستقلال إلى اليوم بالأولوية المطلقة حيث تخصص الدولة لهذا القطاع 33 بالمائة من الميزانية كل عام وبلا استثناء، من أجل تأسيس عقل الإنسان ليكون الإنسان هو صانع المستقبل وحامي حمى المجتمع. ثم إن الثورة التعليمية كانت وماتزال صمام أمان ضد الميز والظلم الاجتماعي وهي التي تكفلت بتوحيد فصائل المجتمع وغرس بذور المساواة في تكافؤ الفرص والترقي الاجتماعي بين كل أبناء الشعب. كما إن المرأة التونسية حصلت على حقوق متقدمة قياسا بشقيقاتها المسلمات نتمنى أن تحرص هي قبل غيرها على الحفاظ عليها باحترام أنوثتها وتكريم بعلها وأداء رسالتها كأم وكمربية أجيال وكعماد للأسرة الصالحة الأصيلة.
ومن المكاسب الغالية أيضا بلوغ تونس خط اللا رجعة في التنمية الاقتصادية والبنية التحتية والتجهيزات الصحية وتوافر الكوادر المقتدرة في الإدارة والصناعة والتجارة والزراعة والتكنولوجيا والمعرفة الاتصالية مما وفر أرضية نمو محترم أصبح يقارن بالبلدان المتقدمة التي سبقتنا في التنمية وأقلعت تونس بفضلها نحو سربها الطبيعي أي مجموعة البلدان المتطورة في جنوب أوروبا ونمور القارة الآسيوية وبلدان أمريكا الجنوبية الرائدة.
وهذه المكاسب الثمينة هي النتيجة الطبيعية للاستقلال، ومن واجب الجميع الحفاظ عليها وتعزيزها بالمزيد من التجاوب مع مستحقات العولمة واتساع فضاء الحريات واستعمال أدوات الدول المتقدمة وذات المؤسسات الراسخة لإقرار الحوار الوطني حول الخيارات والتوجهات بدون تشنج أو حقد أو فتح أبواب التخوين والتجريم لكل من أبدى رأيا أو وجه نصحا حتى لو أخطأ أو تجاوز، فالعصمة لله وحده، ثم إن المشاركة في الحياة السياسية للمواطن تبقى أمرا حميدا ومطلوبا وضروريا وهي أفضل ألف مرة من الاستقالة من العمل العام والركون إما إلى التهميش أو لا قدر الله إلى العمل السري وغير الشرعي إذا ما تم إقصاء كل صاحب رأي بالملاحقة وكيل التهم الهجينة لمجرد أنه عبر عن رأي مختلف أو دعا إلى تسريع إصلاح وإسداء حقوق.
هذا هو البعد الثالث للاستقلال: ضرورة تحصينه من التراجع بتمكين كل أبناء الشعب من التفكير والتعبير، والفيصل بين الناس يبقى هو القانون العادل الذي يثق فيه الجميع ويلجئون إليه لبيان الحق وحماية المجتمع. وتبقى الدولة التي جاء بها الاستقلال دولة كل المواطنين، ويبقى دستورها قلعة كل التونسيين، وتظل رايتها خفاقة خيمة لكل المستجيرين.
هذا هو اتجاه التاريخ حسب قراءتي المتواضعة وما عداه زبد يذهب جفاء!
(*) كاتب وسياسي تونسي
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 29 مارس 2006)
نقاوة ام انتهازية..
الرسوم الكاريكاتورية بين السياسة والدين
في الخطة الوطنية للنسيج والملابس
هل سيحافظ قطاع النسيج التونسي على صموده؟
محمد عمار
بكل جرأة تحدّث عفيف شلبي، الوزير التونسي المكلف بالصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة عن نقاط الضعف والتحديات المنتظرة في قطاع النسيج والملابس التي تحوم حول المؤسسة من حيث مناخها وهيكلتها خلال يوم إعلامي كان لتقييم الخطة الوطنية للنسيج والملابس »سنة من الانجاز» الذي انتظم مؤخرا بإحدى ضواحي العاصمة.
وبيّن أن النسيج المؤسساتي لهذا القطاع يتكوّن من جملة من المؤسسات الصغرى ذات موارد مالية وبشرية محدودة وأن أصحاب هذه المؤسسات يقومون بعدة مهام داخل الشركة دون دراية وهذا ما انجرّ عنه عدة إخلالات منها ارتفاع تكاليف المساهمات الاجتماعية وارتفاع تكلفة المنتوج وتقليص التنافسية في الاسواق الخارجية. كل هذه المعطيات يمكن ان نتبين من خلالها ان قطاع النسيج التونسي انقسم الى شقّين: مؤسسات مصدّرة كليا نجحت في الحفاظ على التوازنات العامة للقطاع واخرى تتكون من الاغلبية مازالت تعمل بالطرق الكلاسيكية التي تستهلك المواد المستوردة. لكن رغم هذه الظروف الصعبة التي تسود المحيط العالمي اجمع المشرفون على قطاع النسيج والملابس ان القطاع ما زال صامدا وقد حافظ على مكانته في السوق الاوروبية رغم مزاحمة الدول النامية الصاعدة وفي مقدمتها العملاق الصيني.
وفي هذا السياق، تعتبر تونس المزوّد السادس للسوق التقليدية (الاتحاد الاوروبي) بعد كل من الصين و الهند وبنغلاديش وتركيا ورومانيا وتأتي قبل المغرب ومصر والثانية في الفضاء الاورومتوسطي بعد تركيا. ومما تجدر الاشارة اليه ان الصادرات التونسية من النسيج والإكساء قد بقيت على حالها سنة 2005 مقارنة بسنة 2004 بنحو 4450 مليون دينار اي ما يمثل قرابة ثلث الجهاز التصديري رغم انه من ناحية الكم قد تراجعت المنتوجات التونسية في اتجاه الاسواق الحريفة إلا ان سعر الوحدة قد ارتفع بنحو 4.8% وهي نقطة تحسب للمنتوج التونسي الذي اصبح يعتمد الجودة.
وبالتوازي مع ذلك، ورغم ما توفره البلدان الآسيوية من حوافز متعددة لاستقطاب الاستثمار الاجنبي، الاوروبي اساسا، خاصة من حيث اليد العاملة التي تعتبر بخسة وزهيدة يواصل مجال النسيج والملابس في تونس استقطاب وشد انتباه المستثمر الاجنبي حيث سجلت سنة 2005 إحداث 95 مشروعا جديدا بجملة استثمارات ناهزت 62 مليون دينار موفرة حوالي 6000 فرصة عمل جديدة. وهذا ما يؤكد ثقة الصناعيين الاجانب في موقع تونس التنافسي حسب تعبير الوزير التونسي للصناعة. وللتذكير فإنه منذ انطلاق برنامج التأهيل الصناعي سنة 1996 فإن عدد شركات النسيج المنخرطة في هذا البرنامج قد تجاوز 1300 مؤسسة بجملة استثمارات ناهزت 650 مليون دينار منها 115 مليون دينار في شكل هبات من صندوق القدرة التنافسية.
إجراءات رائدة ونتائج محدودة
قام المشرفون على القطاع منذ 2 مارس 2005 بتطبيق الخطة الوطنية حول النسيج والملابس التي أذن بها رئيس الدولة والتي تهدف عموما الى محافظة هذا القطاع على مكانته في الفضاء الاورومتوسطي ليست فقط لأن هذا المجال له مكانة هامة في تركيبة الصادرات التونسية وانما ايضا لمساهمته الفعّالة في توفير فرص العمل) 220الف فرصة عمل). وتتمثل هذه الخطة في أربعة محاور رئيسية وهي كالتالي:
أولا: برنامج الاحاطة الفنية وذلك عن طريق مساعدة المؤسسات في الانتقال من المشاركة في الانتاج الى المنتوج الكامل بمواصفات عالمية ذات جودة عالية وقد انخرط في هذا البرنامج 101 مؤسسة الى حد الان حيث تساهم المؤسسة ب 30% من التكلفة الجملية للعملية وتتكفل الدولة وبرنامج تحديث الصناعة الممول من طرف الاتحاد الاوروبي بنسبة 70%.
ثانيا: برنامج الاحاطة المالية ويتمثل في مساعدة المؤسسات العاملة في قطاع النسيج والملابس قصد الانتقال من المناولة الى المشاركة في الانتاج وبهدف تشجيع المؤسسات في هذا المجال وقع إحداث قطب تكنولوجي يهم تنافسية القطاع بالمنستير.
ثالثا: برنامج الاحاطة التسويقية والتجارية بالاسواق الخارجية ويهدف الى ترويج المنتوجات التونسية داخل الاسواق المستهدفة عن طريق صندوق اقتحام الاسواق الخارجية »فاماكس2».
واخيرا، الاستثمارات التكنولوجية ذات الاولوية والذي يهدف الى تنمية القدرة التنافسية للمؤسسات الصغرى والمتوسطة الا ان هذا البرنامج مازال متباطئا لذلك لابد ان تكون المؤسسات التونسية اكثر شفافية ويكون تركيزها حول استنباط تصاميم جديدة ذات قيمة مضافة وجودة عالية لأنها اصبحت خيارا في الاسواق المستهدفة.
(المصدر: القسم العربي بمجلة « حقائق » التونسية، العدد 1056 بتاريخ 23 مارس 2006)
دروس في «الديموقراطية»
بقلم: الأستاذ نور الدين السافي
من السهل جدا ان يدعي الواحد منا أنه معلم وقادر على صناعة اجيال من المتعلمين ياخذون عن معلميهم عمق العلم وجدوى الممارسة. وكثيرا ما نرى المعلم يتولى بذكاء كبير جدا وبثقة كبيرة جدا يمارس التقويم ويخضع المتعلّمين الى الامتحانات العديدة والمتواصلة وهو في هذه المهمة يتولى مهمة القدر فيمنح لهذا شهادة النجاح ويحرم الاخر منها حسب ما توحي به ارادته ويحكم به ضميره وهو في ذلك لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
قد يظن بي القارئ الكريم أني بصدد الحديث عن الامتحانات التي تقيمها المؤسسات التربوية من التعليم الأساسي إلى الجامعي وأني سأفتح ملف الامتحانات ودورها في العملية التربوية، ان هذا الظن بعيد عن الصواب لأني في واقع الامر افتح الان ملف امتحانات اخرى، انها امتحانات من حجم اخر وضمن ابعاد كبرى. اردت ان اثير ملف المعلم الاخر الذي يسكن وراء البحار، ملف المعلم الغربي والتلميذ العربي. فماذا لو عاش المعلّم محنة الامتحان؟ ماذا يمكن أن نسجل؟ لابد اننا سنسجل نجاحات كبرى وابداعات لا مثيل لها لأننا تعودنا ان نرى هذا المعلم يصلح ويقوّم ويرشد ويوجه فلابد أنه عندما يمتحن سيكشف عن عبقرية فذة وسيرينا من العبقرية الوانا.
تعالوا معي وشاهدوا معي بعض مراحل هذا الامتحان وانظروا معي الى » هذا المعلّم ماذا سيصنع؟
تخبرنا وكالات الأنباء العالمية والوطنية هذه الأيام عن الأحداث التي تمر بها البلاد الفرنسية، البلد العريق، الذي دشن منذ قرون ميلاد الديموقراطية الغربية وارسى مفهوم المواطنة الحديثة وسيج بحذق كبير حقوق الانسان ووصف عباقرته وعهدهم بالأنوار وفلاسفة الأنوار. ماذا ترينا الانباء هذه الأيام وماذا نشاهد؟
سأرسم لكم هذه اللوحة ثم قولوا لي بصدق بماذا تذكركم؟
انظروا معي، الناس في الشارع يهرلون يحملون اشياء نقول عنها في بلداننا هراوات وعصي وحجارة، وجوه ملثمة وأخرى مكشوفة، كبارا وصغارا يضربون ويقذفون بالحجارة ويتصادمون مع قوات حفظ النظام فترى الرجال على الأرض جرحى والدماء الحمراء تتدفق من أجسادهم وترى رجال الزمن صرعى من هول ما يواجهون وترى آخرين واخرين في مظاهر لا أقوى على وصفها لأني لا أقوى على رؤيتها فضلا عن وصفها.
ماذا يحدث؟ سؤال ساذج وبسيط، هكذا قلت في قرارة نفسي. فقيل لي ان الشعب الفرنسي غاضب. انه يدافع عن حقوقه من السلطة الفرنسية، انه يعبّر عن رفضه التام لقانون جديد أصدرته الدولة ووافقت عليه المؤسسات المختصة بالتشريع، انه قانون ارادته الدولة بمؤسساتها الديمقراطية ورفضه الشعب بكل شرائحه.
عجيب ما أسمع. كيف تصدر مؤسسات الدولة قانونا ويرفضه الشعب ولكن اليست هذه المؤسسات تعبر عن روح الشعب تعبيرا ديمقراطيا كيف يمكن لنا ان نفهم هذا الخلاف الدموي بين المؤسسات الديمقراطية والشعب، الم يقولوا لنا ان هذه المؤسسات ديمقراطية وتعبر عن روح الشعب. ها هو الشعب اليوم يقول لا ليفجر موقفا لم يكن في الحسبان. يقول هذا الموقف ان الشعب بريئ من صنيع مؤسسات الدولة وان الديمقراطية المزعومة ليست الا بيروقراطية ادارة توظفها القوى المالكة لمصلحتها. فماذا ستفعل يا واضع الديقمراطية الحديثة عندما يقول لك الشعب لا. الجواب صريح جدا اعلنه رئيس الدولة الفرنسية حين استبعد اي تراجع، وكانه يقول لشعبه لا قيمة لغضبك عندي. ان هذا الامتحان كشف عن حقيقة الديمقراطية الغربية، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
* مؤسسات الدولة تشرع بدعوى انها تمثل الشعب نفسه ولذلك فهي تدعي انها ديمقراطية ولكن لما يصرح الشعب باعلى صوته عن رفضه لا يسمع صوته
* عندما يغضب الشعب الفرنسي يخرج الى الشارع فيضرب ويكسر ويحطم ويعتدي على الممتلكات العامة والخاصة وهو في هذه الصور المشينة لا يختلف عن اي شعب آخر من العالم الثالث الذي ينعت عادة من طرف هؤلاء الديمقراطيين بانه شعب متخلف لا يعرف كيف يتعامل مع الأحداث ولا يعرف كيف يدافع عن مصالحه فيظهر من اساليب التوحش الوانا واشكالا
* عندما يغضب الشارع الفرنسي فيحطم ويكسر تخرج قوى حفظ النظام ويحدث الاشتباك وتسيل الدماء وهي دماء واشتباكات كثيرا ما استعملها مروجو الديمقواطية الغربية لفضح ما يحدث في العالم الثالث الذي يتهم انظمة العالم الثالث بانها لا تعرف التعامل مع شعوبها.
* عندما يغضب الشعب الفرنسي ويخرج الى الشارع معلنا رفضه لقانون اعتبره قانونا جائرا، تتمسك السلطة بالقانون الجديد حتى ولو كان على جثث الشعب.
وهكذا تكتمل لوحة الديموقراطية التي رسمها اساتذة الديمقراطية في اكبر امتحان يمرون به لانهم تعودوا قبل هذا الحدث ان يكونوا اساتذة مقومين فينعتون شعوبنا بالتوحش والان وقد خضع المعلم حكومة وشعبا للاختبار نفسه تراه يصنع ابشع الصنائع، مؤسسات تفرض قانونا لا يرضاه الشعب وشعب يعبر عن رفضه فيحطم وياتي على الاخضر واليابس وامن يحفظ النظام فيسيل الدماء ويحطم الأجسام.
أمام هذا الدرس الغريب ارى نفسي متسائلا:
هل يعيش الغرب حقا حياة ديمقراطية كما يدعي ام هي ديمقراطية الكلمات وبيرقراطية الادارة وديكاتاتورية النظام.
هل الديمقراطية شعار يرفع في وجه الشعوب الضعيفة لجرها الى رعين الدول العظمى، ام هي حقيقة حية يمكن الاخذ عنها؟
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 29 مارس 2006)
« شهر العسل » بين العسكريين والسياسيين .. هل انتهى؟
حماس ومواجهة الحقائق
الشرعية الدولية بين صانع الأكذوبة والباحث عن الحقيقة
محمّد الصالح مجيّد
تبلبو ـ تونس
إن استماتة الإدارة الأمريكيّة في تدويل اغتيال الحريريّ صورة أخري مشوّهة للشّرعيّة الدوليّة التي أصبحت آلة الكبار لتدجين صغار الدّول والهمم في زمن كشّرت فيه القوّة عن أنيابها لتسحق ما سواها.
ولئن كان التّحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري مطلبا شعبيّا ودوليّا يتجاوز آل الحريري وأنصارهم وحلفاءهم القدامي والجدد فانّ سير الأبحاث بدأ يخرج عن مألوف التحرّيات والتحقيقات المماثلة التي أشرف عليها مجلس الأمن ليتحوّل إلي هرولة سيّئة الّنيّة لإثبات تهمة القتل والتخطيط والإشراف علي طرف بعينه حوصر في زاوية يستهدفه مسلسل هجوم هوليوديّ ، متعدّد الرؤوس تحرّكه الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة تذكّر العالم بأجواء ما قبل الحرب علي العراق، ثم تنسحب فاسحة المجال لبعض الأطراف اللّبنانيّة التي اكتوت بنار المخابرات السوريّة المهيمنة عقودا علي السّاحة اللّبنانيّة في تبادل للأدوار مستفزّ ومشبوه، إذ من غير المنطقيّ أن تكون هذه الأطراف جاهلة بمخطّطات القوّة العالميّة العظمي لإعادة توزيع الأوراق في المنطقة بما يقطع مع مخلّفات الحرب الباردة ويقضي نهائيّا علي كلّ ما يعوق الانصهار في النظام العالميّ الجديد. وهي تبحث عن عرّاب جديد أو تيّاس ينضاف إلي قائمة كرزاي لفرض حقائق جديدة علي الأرض تسوّق علي أنّها مطالب شعبيّة وطنيّة، وعلي هذا النّحو يتحقّق التناغم الهجين بين الاستعماري و الوطني وبين صانع الأكذوبة و الباحث عن الحقيقة . والضّحيّة دائما هي الشّرعيّة الدوليّة التي لم تعرف انتكاسة كالتي تشهدها هذه الأيام ومعها الدّول الضّعيفة التي انحصر دورها في أن تكون طريدة يتمطّط في اتّجاهها القوس بالقدر الذي يسمح به حرس الشّرعيّة الدوليّة.
ولا جدال في أنّ اغتيال شخصية سياسيّة بحجم رفيق الحريري لا يمكن أن يمرّ دون أن يحدّد الجاني ويكشف عن أسرار هذا اللغز المثير. ولكنّ المحيّر في المسألة أنّ الولايات المتحدة ـ مدعومة بحلفائها في مجلس الأمن ـ تريد أن تستبق التحقيق بتوجيهه نحو مسار واحد متعمّدة إلغاء فرضيات أخري قد تدعمها الوقائع.
والأغرب من كلّ هذه الهرولة، الحجج التي بها وجّهت الشكوك نحو سوريّة وحوّلتها إلي تهم ثابتة الطاعن فيها كالطّاعن في الشّرعية الدولية. ومن مدعّمات ملفّ عزل سوريّة إبرازها في صورة الدّولة الاستعماريّة التي خنقت لبنان. وأوّل ما ارتكزت عليه هو أن حدثا بهذا الحجم لا يمكن أن يتمّ دون علم المخابرات السورية.. نعم المخابرات السورية كانت مطّلعة إطّلاعا تاما علي ما يجري في لبنان وكذلك أجهزة المخابرات الأمريكيّة في كل دول العالم، فكيف عجزت هذه الأجهزة عن إحباط عملية اغتيال كيندي !!؟وكيف تجاوزتها الأحداث ذات يوم من سبتمبر؟ هل كانت علي علم بما حدث ولم تحرّك ساكنا فتكون بذلك متواطئة بصمتها؟وهل يمكن أن توجّه أصابع الاتّهام إلي الادارة الأمريكيّة بتهمة أنّ ما حدث علي أراضيها لا يمكن أن يقع دون علم أجهزتها؟
(المصدر: بريد القراء بصحيفة القدس العربي الصادرة يوم 27 مارس 2006)
فلسطين ومنظمة التحرير: بين غرور حماس وغرور فتح والفصائل!
خالد الحروب (*)
أخطأت حماس وأخطأت فتح وبقية الفصائل من جهة أخرى بحق فلسطين عندما فشلت جميعاً في الإتفاق على حكومة وحدة وطنية. الطرفان تعنتا والمسؤولية لا تعفي أياً منهما. حماس التي صاغت برنامج سياسي للحكومة غاية في الذكاء والحرفية السياسية كان بإمكانها أن تعدّل من موقفها إزاء منظمة التحرير بكونها الممثل الشرعي والوحيد بشكل لا يفرط بحقها في أن تتمثل في المنظمة بحجمها الطبيعي، ويحفظ في الآن نفسه رمزية وشرعية المنظمة التي هي أهم من السلطة الفلسطينية وتعتبر الخزين الإستراتيجي للشعب الفلسطيني برمته، في الداخل والخارج. كان بإمكان فتح، في المقابل، ان تلملم جراحات هزيمتها في الإنتخابات وإعتماد مبدأ المشاركة والتفاوض حوله بجدية، عوض التمسك بموقف مسبق موغل في الحسابات الحزبية وتمترس منذ اليوم الأول حول فكرة «ترك حماس لوحدها تواجه الفشل».
بقية الفصائل كان عليها تقدم مبدأ الوحدة الوطنية على المناكفة الحزبية وتوهان البوصلة بشكل عام، خاصة وأن حجمها الشعبي مخجل كما أظهرت الإنتخابات. فتح تحديداً كان ولا يزال مطلوباً منها إدراك حقيقة صلدة، ومريرة على الفتحاويين بكل تأكيد، وهي أن الشرعية الفلسطينية بعد الإنتخابات الأخيرة دخلت مرحلة مختلفة تماماً، وأن وقائع جديدة جداً قامت على أرض السياسة الفلسطينية، ولا يمكن أن تعود الأيام الخوالي التي كانت فيها فتح تستمتع بالإنفراد بالقرار الفلسطيني.
المشكلة الخطيرة جداً المترتبة على فشل حماس وفتح تشكيل حكومة وطنية تكمن في أن الجهد الفلسطيني في السنوات القليلة القادمة سيُستنزف في الصراع الداخلي على حساب الصراع مع إسرائيل. ستتسيد الساحة السياسية الحسابات الحزبية، والمناكفات، وتسجيل النقاط، وإلتقاط الأخطاء، وكل ما يحدث في الحياة الحزبية من منافسات تكون متوقعة في بلد مستقل لا تحتل أجندته الوطنية مسألة التحرر من الإحتلال العسكري والصراع مع عدو فائق القوة. الفضيلة الكبرى التي كانت مؤملة من حكومة وطنية هي توفير كل ذلك الجهد، أو على الأقل معظمه، لتوجيهه للصراعمع إسرائيل. الآن سيُستخدم الصراع مع إسرائيل، وهو القضية الوطنية المركزية، كأداة لتسجيل النقاط الحزبية بين فتح وحماس، لتعزيز إستراتيجية الإفشال المتبادل.
فلسطين ومنظمة التحرير أهم من أن يُتركا لصراعات فتح وحماس الحزبية، ومن المهم واقعياً ووطنياً معاودة إدراك الحقائق الآتية في ضوء المناكفات الأخيرة وفي ضوء برنامج حكومة حماس:
–أولاً: منظمة التحرير مكسب تاريخي ووطني ودولي للشعب الفلسطيني, والإعتراف بها كإطار موحد للشعب الفلسطيني يجب أن لا يخضع للمساومات الحزبية. يحق لحماس أن تعترض على بنية المنظمة الداخلية، وعلى هشاشتها الراهنة، وعلى سياستها، وعلى برنامجها، وعلى أي شيء له علاقةبها، لكن لا يحق لها المساس بشرعية المنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، قادته فتح في الماضي، ويمكن أن تقوده حماس في الحاضر، وأن يقوده أي تيار يفوز بثقة الشعب الفلسطيني في المستقبل.
–ثانياً: برنامج حكومة حماس، والذي اقترحته على بقية الفصائل، تم صوغه كما يبدو بحنكة فائقة، وفضلاً عن كونه يقدم تطوراً فكرياً لافتاً جداً في فكر الحركة ونظرتها للعديد من الأمور، بما في ذلك تقديم السياسي فيه على الديني، فإنه يمثل في الجوهر برنامج الحركة الوطنية الفلسطينية بعقلانيتها وأحلامها في آن معاً. ومن الغريب فعلاً أن لا يحظى هذا البرنامج بموافقة ودعم الأطراف الفلسطينية المختلفة. فلا هو ببرنامج راديكالي يدعو لتدمير إسرائيل كما هي التهمة العالمية للفلسطينين وحماس، ولا هو ببرنامج يُطالب الفصائل الفلسطينية الأخرى بتقديم تنازلات كبيرة أو تبني خط حماس أو سوى ذلك. نقطة ضعفه الأساسية التي فشلت حماس في صوغها بطريقة ناجحة هي مسألة الإعتراف بمنظمة التحرير، وهي نقطة كان بالإمكان صوغها جماعياً (حماسياً وفصائلياً) بطريقة تقبلها الأطراف كلها. ونقطة ضعفه الثانية، الأقل أهمية بسبب إنتمائها للرطانة الحزبية لا أكثر ولا أقل، هي الدعوة إلى «تحصين المواطنين من الغزو الفكري»، وهي لغة أبوية وستالينية لا تليق بحركة حماس.
–ثالثاً: الأسباب التي تسوقها حماس لتبرير موقفها من عدم الإعتراف بمنظمة التحرير كما هي الآن هي في الواقع الأسباب التي يجب أن تدفعها للإعتراف بها وإعادة تفعيلها. فالحديث عن ترهل المنظمة، وهامشيتها السياسية، وعدم إنطباق المحاصصة الفصائلية فيها على تمثيل ووجود تلك الفصائل في أوساط الشعب الفلسطيني، وغير ذلك من الإعتراضات، هي الأمور التي تستوجب من حماس الإندفاع نحو تعديل وتفعيل المنظمة، ولن يكون ذلك ممكناً من دون الإعتراف بها كإطار موحد للشعب الفلسطيني. لن تتفعل المنظمة من لدنها، ولن تعيد تشكيل نفسها بنفسها، بل تحتاج إلى آليات خارجية وفاعلين جدد. يمكن لحماس أن تتسمر عند نقد المنظمة ونقد فتح وبقية الفصائل لأنهم لم يقوموا بتفعيل المنظمة بحسب إتفاقات القاهرة وتظل تفعل ذلك لسنوات. من دون أن تبادر هي في المرحلة الحالية وتتبنى فكرة تفعيل المنظمة بشكل جدي، وليس كمساجلة سياسية وحزبية مع فتح وبقية الفصائل، فإن الأمور ستظل تراوح مكانها.
–رابعاً: على حماس أن تعي حدود دورها وحجمها والبيئة الإقليمية والدولية المحيطة بها أيضاً، وما تشترطه تلك على حماس من النظر بعقلانية لدور المنظمة ليس فقط بكونها الإطار الأوسع للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، بل أيضاً المظلة التي سيقبل العالم التعامل مع حماس تحتها, سواء لغايات توفير الدعم المالي للفلسطينين أو غير ذلك. هناك دول وأطراف وجهات متعددة تجد حرج في التعامل مع حماس كحركة سياسية وتنظيم لأسباب كثيرة, وتتمنى أن تجد حماس صيغة مخففة تخرج الآخرين من هذا الحرج. ومن المفهوم هنا أن تأخذ حماس العزة بالحزب وترفض إلا أن يتعامل معها الآخرون كما هي. بيد أن في ذلك تعنت يفوت مصالح فلسطينية عديدة، فحماس الآن في موقع القيادة ومراعاة مصالح الشعب والقضية الفلسطينية وليس تكريس نفسها كحزب. والتحرك ضمن إطار منظمة التحرير يوفر مساحة مريحة لعدد من الأطراف إقليميا ودولياً للتعامل مع حماس بشكل غير مباشر. على حماس تقديم المصالح الفلسطينية هنا على المصلحة الحزبية الفئوية.
–خامساً: كما على فتح أن تعي دخول الساحة الفلسطينية مرحلة جديدة بفوز حماس في الإنتخابات، وتعي ضرورة تخليها عن غرورها السياسي وتعيد ترتيب حساباتها على أسس الواقع الجديد، فعلى حماس أيضاً أن لا تقع في فخ الغرور بفوزها، خصوصاً وهي تعلم أن فشل فتح ساهم كثيراً في تحقيق ذلك الفوز. وهناك مؤشرات مقلقلة ويجب الإنتباه إليها قبل أن تتفاقم. فهناك أولاً تصريحات غير محسوبة يُفهم منها أن حماس دولة عظمى ولن يعترض طريقها أحد أو شيء. وهناك ثانياً، وهو الأهم، ما لم تتمكن حماس من فعله وتأكيده وهو أنها تريد إشراك الآخرين فعلياً,وليس تجميلياً وديكورياً، في حكومتها وحكمها. إذ عندما أعلنت أن رئيس الوزراء سيكون من حماس، وأن رئيس المجلس التشريعي سيكون هو ونائبه من حماس، ثم تلا ذلك حكومة وزير خارجيتها وداخليتها وماليتها وإقتصادها، ونائب رئيس وزرائها كلهم من حماس فإن ذلك معناه تشدد في الإمساك بمقاليد ومفاصل الحكم. وبرنامج حكومة حماس، على ما فيه من عمق وتطور سياسي, يشي بما يتجاوز الثقة العالية في النفس إلى القناعة بالقدرة على تحقيق المستحيل. فما ورد في البرنامج بدءا من النقاط الخاصة بالصراع مع إسرائيل، ودحر الإحتلال، وعودة اللاجئين، وتفكيك المستوطنات، ثم تحقيق الإصلاح، ومحاربة الفساد، وتطوير الإقتصاد، والإرتقاء بالتعليم والصحة والزراعة، وكل ما قد يخطر على بال أي حكومة مستقرة في أسكندنافيا، يحتاج إلى عشر حكومات نظيفة دفعة واحدة لتحقيقة في أربع سنوات، مع إشتراط صوم العدو الإسرائيلي عن القيام بأي خطوات عسكرية أو قمعية أو حصارية أو ديبلوماسية معيقة لبرنامج تلك الحكومة.
–سادساً: التحدي الأكبر أمام حماس, وفتح, والرئاسة الفلسطينية, ومنظمة التحرير الفلسطينية، هو كيف يمكن أن يتناغم، لا أن يتصادم، الجهد الفلسطيني في المرحلة المقبلة لمواجهة السياسة الإسرائيلية لحزب كاديما القائمة على فرض الأمر الواقع عن طريق أحادي، وترسيم حدودللدولة العبرية تقوم على حساب المصالح الفلسطينية، حيث تعتمد جدار الفصل العنصري كحدود سياسية، وتضم المستوطنات وغور الأردن والقدس، وتأكل نصف مساحة الضفة الغربية. وذلك كله بالتوازي مع فصم قطاع غزة وإعتماد حدوده مع مصر كحدود دولية من جهة لكن من دون السماح بالتنقل بينه وبين بقية الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بما يخلق ويكرس قطيعة جغرافية. كيف يمكن مواجهة هذا المخطط المخيف وحشد العالم ضده؟ على حماس أن تتأنى ألف مرة في إعتبار الإنسحابات الإسرائيلية أحادية الجانب «إنتصاراً لمنطق المقاومة»، لأنها تنطوي على مخططات كارثية. ويمكن القول وبكل أسف أن هذا التحدي هو الموضوع الأقل نقاشاً الآن في إطار المساجلات الحزبية الفلسطينية وتسجيل النقاط، وسوف يظل كذلك في المستقبل القصير المنظور بسبب غرق الفلسطينين في صراعاتهم الداخلية، في وقت ترسم فيه إسرائيل وتنفذ ما تريد وتنتزع عليه موافقة العالم الذي يراقب إصطراع الفلسطينين وعدم أهليتهم لتسوية أمورهم ومواجهة إشتراطات قضيتهم المصيرية. المهمة الكبرى التي تواجه حماس وفتح وبقية الفلسطينين الآن هي كيفية إعادة الأولوية للصراع مع إسرائيل، والخروج من الإنغماس الداخلي والفصائلي.
(*) كاتب فلسطيني – أردني، كامبردج (بريطانيا).
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 29 مارس 2006)