Home – Accueil
TUNISNEWS
10ème année, N°3655 du 26.05.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولضحايا قانون الإرهاب
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب «
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان: إعــــــــــــــــــــــــــــــــلام
محيط:انتقادات لاستمرار حصار الرابطة التونسية لحقوق الإنسان
محكمة الاستئناف تقر مشاركة المحامين في البرامج التلفزية
موقع الباييس ينتقد مشروع قانون حماية الاقتصاد التونسي الجديد
مراد رقية:17أفريل 2010 9 ماي 2010 17ماي 2010أيام سوداء في اغتيال الكرامة والمواطنة بقصرهلال
كلمة:تكثيف النشاط الاذاعي لمقربين من السلطة التونسية
الصباح:أمس في دار المحامي العميد يتهم خصومه بالتآمر على القطاع.. ويغازل المحامين الشبان
الشيخ راشد الغنوشي:في الذكرى الـ29 لحركة الإتجاه الإسلامي
الحبيب عويلي:حول الحالة التونسية مقاربة جديدة للفهم ولأجل حلول ممكنة
تسجيل فيديو لمحاضرة ألقاها الدكتور عبد المجيد النجار سنة 2009 حول
لسعد الغزواني: »الشيخ » عنتر الزوابري: إمتداد في الزمان والمكان
عماد الطرابلسي:جمال زعرورة: امتداد في المكان و الزمان
محسن الخضراوي:نحن والدكتور الصادق شورو
محمد بن نصر:السؤال ورحلة الخوف والقلق والإبداع
الحبيب الأسود:سقط القناع عن الوجوه الخائنة
الصباح:تلميذة تعتدي على قيم عام بمحفظتها
الصباح:خمسون ألف شيك دون رصيد سنويا:قضايا شائكة أمام المحاكم… والاستهلاك أبرز المتهمين
شينخوا:تونس تدعو إلى التأسيس لمرحلة جديدة للشراكة الأورو-متوسطية
جابر القفصي:قصر المؤتمرات ببنزرت فضاء رحب يجهله الجمهور
عبدالسلام المسدّي:أولويات الانتماء
كمال عمران :علماء الزيتونة ومواقف خير الدين الإصلاحية (1)
ضياء الموسوي: الديمقراطيات العربية الضعيفة خير ألف مرة من نموذج الدولة الدينية
واشنطن بوست:سيف القذافي لديه مقومات الرئيس
إندبندنت :أوباما على خطى بوش « إرهابيا »
(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
أفريل 2010
https://www.tunisnews.net/23Mai10a.htm
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس تونس في 26 ماي 2010
كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب «
مثل اليوم الأربعاء 26 ماي 2010 أمام الدائرة الجنائية 4 بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي في القضية عدد 20171 التي يحال فيها كل من : عامر بن محمد بن بوبكر السديري ( من مواليد 22/04/1982 ) – بحالة ايقاف – و بلال بن مصطفى بن عبد الرحمان البلدي ( من مواليد 24/06/1979 ) – بحالة فرار – و رضوان بن رقيق بن الجيلاني مشرقي ( من مواليد 01/11/1987 ) و رمزي بن عياشي بن عمر القاسمي ( من مواليد 27/06/1983 ) و شكيب بن حفناوي بن العيفة المحواشي ( من مواليد 07/05/1983 ) و قيس بن حسن بن الطيب عويسي ( من مواليد 12/02/1983 ) و محجوب بن ناجي بن محجوب الدوزاني ( من مواليد 06/10/1983 ) و محمد رياض بن صالح بن شريط القاسمي ( من مواليد 03/04/1981 ) و مروان بن أسامة بن ابراهيم بن راضية ( من مواليد 14/12/1982 ) و منير بن عمار بن عيسى الجامعي ( من مواليد 04/02/1984 ) و نعمان بن صالح بن شريط القاسمي ( من مواليد 05/11/1982 ) – بحالة سراح – و ذلك من أجل تهم الدعوة لارتكاب جرائم إرهابية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية للقيام بأعمال تحضيرية لارتكاب جرائم ارهابية و عقد اجتماعات غير مرخص فيها ، و بعد المناداة على القضية وقع استنطاق المتهمين الذين تمسكوا بانكار التهم الموجهة اليهم و ذكر بعضهم أن الاعترافات المسجلة عليهم من طرف الشرطة انتزعت منهم تحت التعذيب ، ثم ترافعت هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة أنور القوصري و محمود فرح و محسن السحباني و سعيدة سامر و رياض بن مسعود و فتحي المعلاوي ، اثر ذلك صرفت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة. عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية الكاتب العام الاستاذ سمير بن عمر
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 جمادى الثانية 1431 الموافق ل 25 ماي 2010
أخبار الحريات في تونس
1) اعتصام عدد من معلمي التربية البدنية أمام الوزارة للمطالبة بالترقية: اعتصم عدد من معلمي التربية البدنية يوم الاثنين 24 ماي 2010 أمام وزارة الإشراف للمطالبة بحقهم في الترقية التي يكفلها لهم القانون علما بأنه وقع انتدابهم منذ سنة 1991، وقد مرت الآن 20 سنة ولم تقع ترقيتهم. وفي 24 مارس 2005 تم الاتفاق بين وزارة الرياضة والنقابة العامة حول ضرورة ترقية هذا الصنف إلا أن الوزارة تراجعت بدعوى وجود مطب قانوني متعلق بازدواجية وضعية هذا الصنف من الموظفين حيث أن البعض منهم معلم بالمدارس الابتدائية والآخر بالمعاهد الإعدادية والثانوية. وتتمسك النقابة العامة كما يتمسك المعتصمون بضرورة العودة للاتفاقية التي أبرمت بتاريخ 24 مارس 2005 بين النقابة العامة ووزارة الاشراف. 2) استمرار حرمان السيد عادل الغنوشي من جواز السفر: لا يزال السيد عادل الغنوشي المقيم حاليا بفرنسا محروما من جواز السفر رغم تقديمه لعديد المطالب للحصول على هذا الحق الدستوري، وقد قامت محاميته الأستاذة نجاة العبيدي بتقديم مطلبين في حقه أحدهما باسم وزير العدل وحقوق الإنسان للمطالبة بحق موكلها في الحصول على جواز السفر والثاني لنفس الغرض باسم وزير الداخلية وقع تبليغه عن طريق عدل تنفيذ. ويسعى السيد عادل الغنوشي للحصول على جواز سفر لزيارة والدته المسنة والمريضة والتي تدهورت حالتها الصحية بعد أن كسرت ساقها والتي تفتقد الرعاية المطلوبة خاصة وأنها تعيش صحبة بقية أبنائها المعاقين. 3) إقرار الحكم الابتدائي في قضية »جمع الأموال بدون رخصة »: قضت الدائرة الاستئنافية الرابعة عشر بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم السبت 22 ماي 2010 بإقرار الحكم الابتدائي الصادر ضد لطفي الداسي ومحمد الخليفي ومن معهما من أجل تهمة »جمع أموال بدون رخصة في القضية عدد 711، مع إكمال نص الحكم في خصوص محمد الخليفي ولطفي الداسي فقط وذلك بإسعافهما بتأجيل تنفيذ العقاب البدني المحكوم به عليهما. 4) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 26 ماي 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــــــلام
تعرض السيد عاطف البقلوطي موظف بقسم التوزيع البريدي وعضو النقابة الأساسية للبريد للاعتداء بالعنف من قبل عوني مرور. وصورة الحادث ، كما رواها لنا السيد البقلوطي، انه كان بصدد توزيع الرسائل على دراجة نارية تابعة لمركز البريد ، حوالي الساعة العاشرة صباحا، حين اعترضه عونا مرور وأمراه بتسليمهما الدراجة لأنه لم يكن يرتدي الخوذة ، فطلب منهما أن يحررا محضرا في شأنه أو أن يسمحا له بجلبها من مركز عمله القريب لأنه في حاجة إلى إتمام عمله فلم يسمحا له بذلك وأمراه بالنزول من الدراجة واعتديا عليه بالعنف لما رفض ومزقا ثياب عمله وبعثرا رسائله أرضا . فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان يندد بهذا الاعتداء السافر ويطالب بمتابعة المعتدين واتخاذ الإجراءات العقابية الرادعة في شانهما، كما يعبر عن تضامنه مع السيد البقلوطي ومع كل البريديين بجهة القيروان الذين أعلنوا عن تنفيذهم إضرابا عن العمل غدا لمدة ساعتين احتجاجا على الاعتداء على زميلهم.
عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني
انتقادات لاستمرار حصار الرابطة التونسية لحقوق الإنسان
محيط ـ هبه عسكر تونس: أعرب البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان عن قلقه البالغ من أنباء قيام السلطات التونسية بمحاصرة المقر المركزي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يوم الجمعة الموافق 21/5/2010 ، وذلك للحيلولة دون الاحتفال بالذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس الرابطة والتي تعد من أقدم منظمات حقوق الإنسان في العالم العربي. وأشار البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان أن استمرار الحصار على منظمة حقوقية للعام العاشر على التوالي هو أمر لا تقره أياً من الدساتير والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية وفي هذا الإطار يجب أن ننوه إلى المادة (2) فقرة (1) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد باحترام الحقوق المعترف بها فيه وبكفالة هذة الحقوق لجميع الأفراد الموجودين في إقليمها والداخلين في ولايتها دون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أوالدين أو الرأي سياسياً أو غير سياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة أو النسب أو غير ذلك من الأسباب). وطالب البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان الرئيس التونسي بإصدار أوامره للسلطات بفك الحصار المفروض علي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، وتفعيل المادة سالفة الذكر.
(المصدر شبكة الإخبار العربية « محيط » ( الإمارات ) بتاريخ 26 ماي 2010)
محكمة الاستئناف تقر مشاركة المحامين في البرامج التلفزية
اتّخذ المجلس الجهوي للمحامين بتونس العاصمة منذ بضعة أشهر قرارا يقضي بتجميد ممارسة المهنة بالنسبة للمحامين الذين يشاركون في برامج تلفزية.. وكان المجلس الجهوي للمحامين بالعاصمة الذي يرأسه الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني قد اعتبر مشاركة المحامين في برامج تلفزية (عددهم 5) أمرا يتعارض مع أخلاقيات المهنة. ويذكر أنّه في مثل حالة هؤلاء المحامين الخمسة فإنّه يتعيّن عليهم الحصول على ترخيص مسبق من عميد المحامين. وكان هؤلاء المحامون الخمسة قد رفضوا قرار المجلس وتقدموا بطلب تعليق تنفيذ هذا القرار. وقد نظرت محكمة الاستئناف في تونس أمس في طلبهم هذا وأصدرت حكمها في أعقاب 3 جلسات. وقد تمثل الحكم في السماح للمحامين المعنيين بمواصلة ممارسة مهنة المحاماة مع الاستمرار في المشاركة في الحصص التلفزية حسب الضوابط المنظمة لذلك. وللتذكر فإنّ المحامين الخمسة المعنيين بقرار المجلس وحكم المحكمة هم: الأساتذة فتحي المولدي – كمال بن مسعود – آمال القروي – سنية الدهماني – وليد الزراع.
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 26 ماي 2010)
موقع الباييس ينتقد مشروع قانون حماية الاقتصاد التونسي الجديد
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 25. ماي 2010 نشر موقع الباييس الإسباني يوم الثلاثاء 25 ماي الجاري مقالا انتقد فيه مشروع القانون الجديد المتعلق بحماية « المصالح الحيوية » و »الأمن الاقتصادي » لتونس. واعتبر المقال أن القانون يهدف إلى تلجيم أفواه المعارضين التونسيين من أجل أن يحصل النظام على مرتبة الشريك المتقدّم مع الإتحاد الاوروبي، مقارنا مشروع القانون الجديد بواقع كوبا وما كان عليه الاتحاد السوفياتي سابقا. ونقل عن منظّمة هيومن رايتس ووتش أن السجون التونسية تضمّ ما يقارب 800 سجين رأي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 ماي 2010)
17أفريل2010 9ماي2010 17ماي2010 أيام سوداء في اغتيال الكرامة والمواطنة بقصرهلال
مراد رقية ان المتابع والملاحظ للمشهد السياسي المحلي منذ انطلاق الاعداد لتقديم القائمات الخاصة بالترشح لعضوية المجلس البلدي المغتصب من التجمع الشمولي الديمقراطي،مجلس الرأي الواحد واللون الواحد،المجلس المدعوم من مليشية »البرّاني على برّى »،و »المعارضة فلست » ليلاحظ حرص هذا التنظيم السياسي على احتكار كل مظاهر الحياة والنشاط ومدى حرصه على اغتيال الحقوق باعتماد الارهاب الاداري والاقناع الايجابي باستعمال العنف اللفظي والبدني،والمساومة على الكرامة ولقمة العيش واللجوء الى الضغوط المختلفة الأمنية والمهنية والعائلية وصولا الى تقديم الأدلة بأنه الوحيد القادر على رفع التحديات دون الالتزام بأن يجب أن يكون الوحيد أيضا المموّل لميزان الجباية المحلية؟؟؟ لقد قالها المرحوم المناضل الكبيرأحمد بن سالم عيّاد منذ سنة1949″البلدية مرفوضة لأنها مفروضة »،وقال كذلك »البلدية يجب أن مقبولة،ومطلوبة،ومرضية »فاذا طبقنا هذا المبدأ الأخير على الشعبة البلدية لقصرهلال المروّج لها ميليشيويا عبر مسرحية 9ماي2010 والمنصّبة يوم17ماي2010 ومن خلال قائمة الخصال التي أدرجها منتسبون للتجمع لم يرض عنهم مكّاسة السوق،وعبرتصفيات30مارس2010 باعتماد تزكيتهم لا ترشحهم برغم توفرهم على جملة من الخصال خاصة منها العلمية والأدبية لم تتوفرللشعبة البلدية المنصّبة تجمعيا للمدة2010-2015. *البلدية مقبولة/بالقطع لا وهي التي لم يرض عنها منتسبي ومناضلي التجمع الذين روّجوا احتفاء بها تلك الوثيقة العصماء التي أر اد البعض وخاصة السلطة الادارية نسبتها للقائمة المستقلة »قائمة تكريس المواطنة بقصرهلال » على أساس أنها المستفيدة من حالة التناحر والخصام،وحتى العداوة القائمة بين أجنحة الشعب التجمعية بقصرهلال.وكان من الممكن لو توفرت فيهم الشجاعة الكاملة أن يدعو الى تجمع احتجاجي أمام لجنة تنسيق التجمع بالمنستير لرفض هذه التعيينات تماما كما قام بذلك مناضلي التجمع بمدينة القيروان للضغط على الهياكل المركزية والجهوية لدعوتها الى اعادة النظر في هذه التعيينات »المخيفة »المحبطة،الباعثة على الحيرة والقلق حول مصير البلديات التونسية المغتصبة؟؟؟ *البلدية مطلوبة/الأكيد أن هذه الشعبة البلدية الجديدة المنصّبة يوم17 ماي2010 والتي وقع الانفاق بسخاء لوصولها خاصة من مكّاسة السوق الأسبوعية، وبرغم استعمالها لتقنيات الاتصال المباشر عبر المقاهي وخاصة من خلال مصاحبة الفرق الفلكلورية العابرة للأحياء،واستعمال اللوحات الضوئية واللافتات المدفوعة الثمن والأتعاب من أموال الجباية المحلية،البلدية لم تكن مطلوبة،ومن الأكيد بأنه لو جرى استفتاء شعبي حقيقي ومحايد لطالب أهالي المدينة من هذه الشعبة البلدية المغادرة الفورية،ومن الممكن حتى أن يدفعوا لها مصاريف للتعويض وجبر الضرر واقناعهم بأن مغامرتهم لم تكن كما يقال في المثل الشعبي سوى مجرد »منامة عتارس »؟؟؟ *البلدية مرضيّة/ كيف تكون مرضيّة وهي لم يستشر دافعو الضرائب في وصولها عبر قطار التزكيات والتصفيات والتعيينات من المستوى المركزي الى المستوى المحلي،ولا ننسى بأن العديد من أعضاء الشعبة البلدية الجديدة المشار اليها زوراب »المجلس البلدي »كانوا أعضاء في الشعبة السابقة وأولهم رئيس الشعبة الذي راكمت في عهده الشعبة البلدية من التجاوزات والخروقات مالا يدخل تحت حصر،هذه الشعبة التي انتظرنا حلّها ووقف نشاطها من قبل رئاسة الجمهورية،أو وزارة الداخلية والتنمية المحلية دون جدوى لأن هذه السلط ليس لها مصلحة في الانصات لمطالب وآهات دافعي الجباية المحلية،والعديد من قراء المدونة أي مدونة قصرهلال يعلمون بأنه لولا تبييض صفحة السوابق لبعض أعضاء الشعبة البلدية السابقة لما استطاعوا الرجوع في تحد سافر للمتساكنين،الفرنسيون يقولون في الاشارة الى طواقم الجمعيات »نحن لا نغيّر جمعية رابحة »،أما التجمع الشمولي فيرفع شعار آخر معاكس تماما »نحن لا نغيّر جمعية ،أو شعبة كانت عند حسن ظننا بها مراكمة للتجاوزات والمخالفات اغتالا للحقوق وللقانون »؟؟؟ ان الشعبة البلدية الجديدة المنصّبة اداريا وتجمعيا لا شعبيا يوم17ماي2010 هذه الشعبة التي أكدت عبر مسار وصولها الى مكانها وهو « قصر الشعبة البلدية » مقولتي المرحوم المناضل الكبير أحمد عيّاد ومنذ سنة1949 أي منذ61سنة تكريس اغتيال الديمقراطية المحلية،وتكريس القطيعة بين السلطة التجمعية ودافعي الضرائب،وأكدت بما لا يترك مجالا للشك بأن رفع التحديات في القاموس التجمعي،وبأن المدينة الأفضل للحياة الأرقى تمر لزاما باغتيال القانون،وبتغييب الحقوق الغاء للمواطنة ؟؟؟
أمس في دار المحامي العميد يتهم خصومه بالتآمر على القطاع.. ويغازل المحامين الشبان
اصدر العميد رئيس مجلس إدارة صندوق المحامين الأستاذ بشير الصيد أمس بيانا بعنوان»بيان الحقيقة إلى عموم المحامين» اتهم من خلاله عددا من أعضاء مجلسي الهيئة الوطنية للمحامين والصندوق بشن حملة انتخابية/ سياسوية ضده»قصد تشويه سمعته والطعن في ذمته المالية دون أي مبرر او دليل.» واعتبر العميد خلال اجتماع له امس بدار المحامي»أن مضامين الحملة المغرضة لا تتعلق باختلاف في وجهات النظر حول مناهج العمل وإنما تعتمد على خطة تهدف إلى إسقاط العميد في الانتخابات المقبلة للعمادة». واستعرض العميد أمام عدد من المحامين التحولات الأخيرة التي عاشها القطاع لا سيما أوضاع صندوق الحيطة والتقاعد وقال الصيد»أن السيد محمد اللومي لم يكلف بتحرير تقرير حول تصرف الصندوق وانما تم تكليفه من قبل مجلس ادارة الصندوق بمهمة اعداد القوائم المالية لسنة2009 الا انه امتنع عن القيام بواجبه وعمد إلى تحرير تقرير متحامل ومزيف للحقائق وذلك بتاثير مباشر من بعض اعضاء مجلس الإدارة.» نظرية المؤامرة اعتبر العميد أن ما يتعرض له الصندوق من قبل بعض اعضاء مجلس ادارته بمثابة المؤامرة على القطاع وقال في هذا السياق»أن مثل هذه التصرفات اللامسؤولة اضافة إلى كونها تندرج في اطار حملة ضد العميد فانها ايضا عبارة عن ملامح مؤامرة تهدف إلى افتكاك صندوق الحيطة والتقاعد من ايدي المحامين ووضعه تحت الائتمان والحاقه بصندوق»الكنام». المحامي المتمرن وبخصوص برنامجه الانتخابي ركز العميد على محوري المحامي الشاب والمحامي المتمرن اللذين يشكلان معا ثلثي القطاع واعتبر في هذا الصدد أن التفكير في الجانب الاصلاحي بات ضروريا جدا في ظل الارتفاع الحاصل لعدد المحامين الذين تجاوزا 8000 محام ودعا العميد المحامين للالتحاق بجلسة يوم 31ماي القادم لتدارس الوضعيات الخاصة بالمحامين المتمرنين والذين يشكلون وحدهم أكثرمن 3000محام. خليل الحناشي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 ماي 2010)
في الذكرى الـ29 لحركة الإتجاه الإسلامي
بقلم: الشيخ راشد الغنوشي تمر هذه الأيام الذكرى التاسعة والعشرون لتأسيس حركة الاتجاه الإسلامي (6-6-1981) سلف « حركة النهضة »، فيتساءل مراقب عن حالها ومستقبلها؟ وماذا قدمت لمجتمعها؟ 1- ولدت الحركة الإسلامية في تونس ممثلة في خطها العريض في السبعينيات بـ »الجماعة الإسلامية » وفي الثمانينيات بـ »حركة الاتجاه الإسلامي » ثم « حركة النهضة » منذ نهاية الثمانينيات، ولدت من رحم المجتمع التونسي لتلبيّ طلبا ملحا للهوية، تولّد لديه جراء تجربة تحديثية علمانية متطرفة بل مغشوشة قادتها دولة الاستقلال، بزعامة متولّهة بنموذج فرنسي يعقوبي علماني متطرف، استهدف بالتفكيك والتقويض المجتمع الإسلامي العربي الموروث، عقائد وشعائر وقيما ومؤسسات، بلا تمييز بين صالح وفاسد وبين إسلام وتقاليد بالية، مسخّرا من أجل فرض نموذجه أدوات الدولة الحديثة عبر التعليم والإعلام والقانون والثقافة والاقتصاد..، فكان من ذلك شطب المؤسسة الزيتونية العتيدة حارسة العروبة والإسلام في البلاد والمنطقة، والمنتجة لأجيال من العلماء والأدباء والقضاة.. ونسف القضاء الشرعي وتفكيك مؤسسة الوقف العتيدة التي كانت تستوعب حوالي ثلث الملكية في البلاد لخدمة المجتمع وسندا لمؤسساته ولقوته، مما جرده من كل نفوذ مقابل تغول الدولة متحكما وحيدا في مستقبله، وبلغ الهجوم حد الدعوة لانتهاك حرمة الصوم.. واستباحة الزنا والخمور والقمار، وتجريم زيّ الحشمة والتقوى، والتصدي بقوة الدولة والحزب الواحد المتماهييْن مع الزعيم المتأله، لكل صوت معارض. 3- تفاعل التيار الإسلامي الحديث -الذي ولد متتلمذا أساسا على تيارات الحركة الإسلامية المشرقية- مع رياح الأحداث العاصفة داخل البلاد وخارجها، مثل أحداث المواجهة العاصفة بين الدولة وبين الحركة النقابية، كما تفاعل مع بدايات ظهور الحركة الديمقراطية وحركة حقوق الإنسان، وتفاعل خارجيا مع بعض التجارب الإسلامية التجديدية مثل التجربة السودانية بصدد مشاركة المرأة ودورها الفاعل، والتجربة الإيرانية في أبعادها الثورية المنتصرة للمستضعفين.. ومع الفكر الاجتماعي لمالك بن نبي وعلي شريعتي.. أثمر كل ذلك مراجعة مهمة جدا لفكر النشأة الأولى المحافظ، في اتجاه استيعاب إسلامي لبعض منجزات الحداثة على صعيد حقوق المرأة والإنسان والمواطن وتأصيل الفكر الديمقراطي والانحياز إلى قضايا العمال والمستضعفين. 4- دفعت الظروف التي عصفت بالبلاد دولة الحزب الواحد -التي وهن عظمها بوهن زعيمها الذي فتّت في عضده أمراض الشيخوخة- إلى الإقدام على اتخاذ سياسات، بدت وكأنها تحولات ديمقراطية تعددية، إذ أعلن قبوله بأحزاب معارضة… فسارع التيار الإسلامي بتاريخ 6/6/1981 معلنا نفسه حزبا سياسيا، وتقدم بطلب في ذلك إلى مؤسسة الداخلية، متضمّن لمؤسسات الحزب ومسؤوليه وأهدافه ووسائله، وعقد ندوة صحفية للغرض، للتعريف ببرنامجه، مما اعتبره الدارسون سبقا مهما جدا في سياق الحركة الإسلامية العالمية، بما عبر عنه من تبنّ لا لبس فيه للخيار الديمقراطي ولحقوق الإنسان وللمرأة، وانحياز للعمال ولقضايا التحرر في العالم. 5- غير أنه سرعان ما تبين أن ما أقدم عليه النظام مجرد إجراءات شكلية لتلميع نفس البضاعة الفاسدة، بضاعة الحزب الواحد والزعيم المتأله، فلم يلاق إعلان التيار الإسلامي نفسه حزبا يعمل في إطار القانون بما كان يجب من ترحيب تقتضيه مصلحة البلاد، فلم تتأخر الدولة المتألّهة في التعبير عن الاسترابة والتوجس والنقمة من إسلام انبعث من القبور وقد ظن أنه هلك إلى الأبد، فأخذت -وقد كانت منشغلة بالصراع مع اليسار- تنتبه إلى خطورة الأمر وتعدّل من تصويب أسلحتها، مثيرة هواجس الخوف على « مكاسب الحداثة » في البلاد، لدى نخب الحداثة من أجل تعبئة خبراتهم وطاقاتهم وتوظيفها في حربها الصليبية الشاملة والممتدة التي شنتها على التيار الإسلامي فكرا وبشرا وقيما، ومنذ بداية الثمانينيات تم إطلاق آخر مجموعة يسارية ليحل محلهم الإسلاميون، وحتى يومنا لم تتوقف مسالخ الداخلية ومحاكمها ومعتقلاتها عن قمع التيار الإسلامي، إلا لاستراحة قصيرة، فبدت في انتخابات 1989 وكأنها تحاول استيعابه، إلا أنه ظهر في حجم أكبر من أن تتسع له الأوعية، متزعما المعارضة، فعادت إلى سياسة القمع بأشد مما سبق، حتى بلغ عدد المعتقلين في بداية التسعينيات حوالي ثلاثين ألفا، قضى منهم العشرات نحبهم، نحسبهم شهداء، ومن كتبت له الحياة وقضى محكوميته موتا بالتقسيط، غادر مسالخ الغولاغ يجر جسما منهكا، لكن تحلّق به روح شفافة زادتها المحنة يقينا في مشروعها الإسلامي منقذا للبلاد والعباد. 6- شهدت السنة المنصرمة خروج آخر دفعة من النهضويين عدا الرئيس السابق للحركة البروفيسور الشيخ الصادق شورو فرج الله كربه، إلا أن ذلك لم يندرج ضمن مسار انفراجي، وإنما مجرد تنفيسات للضغوط، وظلت مطالبات الحركة المتكررة للنظام بالانفتاح عليها وعلى التيارات الأخرى، والتعامل معها التعامل السياسي باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات الحياة السياسة، والكف كل عن نهج أمني أدمنته دولة الاستقلال وتفاقم وتضاعف مع الرئيس الحالي، بلا جواب، غير استمرار القمع وتنويعه، مما جعل خروج الآلاف من السجن على إيجابيته في حد ذاته لم يغير من حالهم شيئا إلا أنه نقلهم من سجن مضيق إلى سجن موسع، ولك أن تقول من سجن على حساب الدولة إلى سجن على حسابهم الخاص، محرومين من كل حقوقهم في الشغل والتنقل والتداوي المجاني، فضلا عن الحقوق السياسية. 7- المؤكد أن السجون لم تشك البطالة في دولة الاستقلال، فقد تداولت التيارات السياسية الجادة متعة الضيافة فيها. وحل السنوات الأخيرة محل النهضويين جيل جديد من شباب الصحوة الإسلامية يعدّون بالآلاف، شاهدين على فشل ذريع لخطة تجفيف منابع الإسلام التي سخرت لها الدولة -مستقوية بالخارج- كل إمكاناتها، مما له دلالة واضحة على عمق التدين وما زرعته الدعوة الإسلامية المعاصرة وباركه الله سبحانه « ألم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء » (إبراهيم/الآية 23). ولذلك نستطيع بكل اطمئنان التأكيد أن معركة الهوية -وهي المعركة الأولى التي استثمرت فيها الحركة أغلب جهدها وأرصدتها- قد حسمت لصالح عروبة تونس وإسلامها، بينما كان رهان دولة الاستقلال على تفكيك مقومات تلك الهوية وإلحاق البلاد بما وراء البحار. 9- غير أن الدولة مهما عتت لا تستطيع أن تجدّف إلى الأبد ضد التيار الشعبي، ولذلك بدأنا نرى قدرا ولو طفيفا محتشما من التراجع عن سياسة « تجفيف منابع الإسلام » التي ورطت فيها الدولة تيارات علمانية وماسونية متطرفة. أفرجت الدولة عن « إذاعة القرآن الكريم » فأخذ القرآن يذاع في الأسواق، وتلقى منه على الجمهور مواعظ، بعد أن كان شريط منه كفيلا بسحب ترخيص سائق سيارة أجرة، أو رميه بالتطرف واعتقاله، مع أن « الحجاب » المنصوص عليه في القرآن لا يزال محظورا، ويفتي وزير الشؤون الدينية بغربته عن الإسلام، فأيهما الغريب عن الإسلام؟ إنها فضيحة « الحداثة التونسية ». 10- ومع ما تعرض له دعاة الإسلام والحرية منذ زهاء ثلاثة عقود -وخاصة العقدين الأخيرين- من أهوال لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا، إذ لم يقتصر القمع على المنتمين بل تعدى إلى كل من له بهم صلة بما في ذلك أسرهم، إذ أخضعت لخطة تجويع وعزل وحملت العديد من الزوجات على تطليق أزواجهن، إلا أن الله ثبّت عباده المؤمنين، فما نجح القمع لا في استدراجهم إلى مستنقع العنف ردَّ فعل على عنف السلطة، فهذه حركة إسلامية إصلاحية ديمقراطية أصّلت لمناهج العمل المدني السلمي، ولا نجح في عزلها عن المنتظم السياسي التونسي فقد عادت جزءا منه. وبكل اطمئنان نقول: إن الحركة بفضل الله قد اجتازت بنجاح امتحان البقاء الذي أخضعت له، وهي اليوم بصدد التعافي وإعداد نفسها لاستثمار ما زرعته في مجتمعها من قيم ونماذج نضالية مشرّفة لا تكاد تخلو منها أسرة تونسية. الحركة واقعة ضمن تيار الصحوة الإسلامية الصاعد في البلاد حاملة مشروع الهوية والحرية والعدالة وتحرير فلسطين والوحدة المغاربية والعربية والإسلامية والتحرر من تيارات الهيمنة الدولية، جزء من التيار الإسلامي الصاعد في العالم المتحالف مع كل التيارات التحررية المناهضة للعولمة المهيمنة. 11- المؤكد أن الحركة في حالة صعود، وليس أمام السلطة أي سلطة تريد أن تحكم البلاد بقدر معقول من العدل والحرية إلا التعامل معها ضمانا للاستقرار الضروري لكل مشروع تنموي جاد. ففي تونس -وضمن عالم يتصاعد فعل الإسلام فيه حتى لتكاد ترتبط به أهم القضايا الدولية- لم يعد هناك متسع كبير لحكم معقول وتنمية مأمولة دون استيعاب للتيار الإسلامي ضمن المنتظم السياسي، دون غش ولا تحكم. وإذا كانت بلاد الغرب ذاتها قد أخذت تتهيأ لعملية إدماج التيار الإسلامي بعد جفوة وعداء طويلين، فهل سيبقى الإسلام غريبا في دياره الأصلية؟، الحقيقة أن فرص سياسات الإقصاء والقمع والخداع ودولة الحزب الواحد دولة البوليس في الاستمرار آخذة في النفاد وتجدف خارج المستقبل. الحركة الإسلامية قوة تغيير وإصلاح قد تكون الرياح مواتية لها حينا فتزدهر وقد تهب في الاتجاه الآخر فتمتحن، وعندما يكون الحق في واد والظروف القائمة في الاتجاه المضاد، فعلى أبناء حركة الإسلام ألا يستسلموا معترفين بمشروعية الغالب في تقرير مصائر الأمور، بل عليهم أن يصمدوا ويثبتوا قابضين على جمر الحق حتى يأخذ اتجاه الرياح في التبدل. إن الصمود والعض على جمر الحق بالنواجذ في ظل ميزان قوة مائل إلى جانب العدو هو بحد ذاته نصر، وهو ما تحقق للنهضة ولحلفائها خلال عشرية الجمر عشرية التسعينيات الرهيبة، وقد أخذت اتجاهات الريح تتبدل وموجة الهجوم تنكسر وشوكة الباطل تخضّد وأصوات الحق تعلو، بينما موجة الهيمنة الدولية التي انطلقت في أعقاب سقوط الاتحاد السوفياتي وفي سياقها حدثت حروب الخليج وصعد نجم التسويات والتبشير بجنة اقتصاد السوق والتطبيع.. في سياقات تلك الأمواج التي ركبتها حكوماتنا تحت شعار الحرب العالمية على الإرهاب.. طحنت حركات الإسلام في تونس والجزائر وفي أقطار كثيرة « وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق » (غافر/الآية 4). واضح اليوم أن تلك الموجة في حالة انكسار وتأزم: في المستوى الاقتصادي جنة السوق لم يعد يبشر بها أحد. التأميم على قدم وساق في قلب الرأسمالية.. والحرائق تتوسع، وبدأ العقلاء يتذكرون حكمة الإسلام في تجريم الربا والمرابين. لقد أخذ الخطب يتسع أمام توحّل الآلة العسكرية الغربية في أرض الإسلام الوعرة.. وإذا كان رأس القاطرة يحترق فلا تسل عن العربات الخلفية، لا تكاد تسمع هذه الأيام غير صراخها، معلنة بلوغ مضاعفات الزلزال الأميركي هذا البلد الرأسمالي التابع، أو ذاك، فما يكون حال أتباع الأتباع ؟ لم تعد إستراتيجية استبعاد الإسلام شريكا في السياسة الدولية أمامها وقت طويل للعمل رغم العناد الصهيوني، العقبة الأشد والعدو الألد. 12- « النهضة » في البلاد تنتعش بعد أن نجحت بفضل الله في استيعاب الضربة القاصمة التي وجهت إليها، في زمن مناسب جدا لعدوها، وكما يقال الضربة التي لا تكسر ظهرك تقويك، إنها تنتعش في سياق انتعاش صحوة الإسلام وصحوة الحراك السياسي والمجتمعي: بؤر الانتفاض تتنقل في أطراف البلاد (في الحوض المنجمي وفي فوسانة وجبنيانة وفريانة.. ولن تلبث أن تبلغ مستقرها في مراكز المدن.. يحملها الشباب الطلابي والتلميذي والنقابيون والنخب المثقفة.. في اتجاه فرض التغيير الديمقراطي المتعثر..). 13- أما « النهضة » المهاجرة فقد توفقت بفضل الله في الذب عن الكيان، عن هويتها، حركة إسلامية وسطية ديمقراطية، بما أفضى بخطة العدو في إلقائها تحت بلدوزر الإرهاب إلى الخيبة المريرة، ذبت عن فكرتها ووحدتها منتصرة لمظلومية شعبها ومساجينها وتجميع الضغوط لإطلاق سراحهم على دفعات، وبذل الرعاية الممكنة لعوائلهم التي أخضعت لخطة عزل وتجويع رهيبة، كما مدت خيوط التواصل مع المعارضة الديمقراطية الجادة. وكان لها إسهام معتبر على الصعيد الدولي في تطوير الفكر الإسلامي الوسطي الديمقراطي، وفي الدعوة للإسلام وتوطينه في الغرب، وفي اكتساب خبرات هائلة في مهاجر ممتدة على أزيد من خمسين دولة. 14- ولأن نظام القمع قد فشل في استئصالها أو تجريمها أو تركيعها -كما فعل مع الكثير- فهو اليوم يحاول عبر مراكزه الأمنية في السفارات استدراج عدد من أبنائها صوب الحلول الفردية، متخذا من جواز السفر سبيلا للابتزاز وانتزاع إدانات للقيادة، ولكنها محاولات يائسة بائسة، لم تنجح حتى زمن الصدمة الأولى، فكيف وأضواء الفجر تتلألأ في الآفاق. إن مخططيه الأمنيين يجهلون ما تتوفر عليه الشخصية الإسلامية من طاقات إيمان ومقاومة، تكسّر على صخرتها كل ما تفتقت عنه حيل وأسلحة شياطين الإنس والجان. قد ينفرد الذئب بشاة قاصية شاردة، هنا أو هناك، فيفترسها. أما الصف، فقد عركته المحن وشب عن الطوق وتجاوز بفضل الله مرحلة الخطر، إلا أن سنة الله في التمحيص ماضية. التحية موصولة إلى القابضين على جمر الإسلام والحرية وأنصارهم وأزواجهم وذرياتهم، في انتظار موعودات الله . »وبشّر المومنين » (التوبة/الآية 112). ** هدية إلى الجميع هذا المقطع من قصيدة أحد فتيان النهضة المهاجرة: يا ظالما قضبان سجنك لن تُزعزعنا وسكين حقدك لن تقطع أمانينا لن تكسر عصاك ظهر نهضتنا ولو ظلت عصاك طول الدهر تُؤذينا لا إمضاء لا تجويع لا تهجير يهزمنا شهادة من الله، أو نصر سوف يأتينا
(المصدر: « الجزيرة.نت » (الدوحة، قطر – محجوب في تونس) بتاريخ 24 ماي 2010)
حول الحالة التونسية مقاربة جديدة للفهم ولأجل حلول ممكنة
الحبيب عويلي / بيكين أحبك يا تونس…أحبك يا شعب – الشهيد فرحات حشاد الأبواب
1*مقدمة 2*مقاربة لتشخيص الحالة 3*إدارة الأزمات 4*الملفات العالقة والحلول الممكنة 5*خاتمة
الملفات العالقة والحلول الممكنة :
إنه قبل معاقرة الملفات والمواضيع المحرمة سياسيا وطرح رؤية ومقاربة للحل ضمن جهد وطني صادق واعي ومسؤول وحتى يكون التشخيص والتحليل سليما وأكثر دقة فانه لا بد من الاشارة إلى أن الكثيرمن الأحداث الغيرمتوقعة والتي تندرج ضمن مصطلح أزمة هي في الواقع صناعة ممنهجة ومخطط لها بدقة شديدة لتحقيق أكبر قدرمن المكاسب السريعة والبعيدة المدى وبحسابات قد لا ينتبه إليها الكثيرين من أطراف اللعبة فصناعة الأزمات الاقتصادية والسياسية وغيرها أصبحت من المناهج الرسمية لبعض الدول التي تقوم بوضع سيناريو للأزمة وخطط عمل ثم تتابع تسويقها وتنفيذها وكثيرا ما يزج بعديد الأطراف فيها وتوريطها ويصل بالمجتمع إلى حافة الخطر دون الانزلاق إلى الهاوية فأمام صناعة تنامي الإحساس بالخطر من عدو وهمي والاشتغال عليه بكافة الوسائل المتاحة ودعوة الجميع لمواجهة الخطر القادم يقع انتهاز الفرصة لتمرير خطط وقرارات جديدة ضمن مسار مختلف تحت عنوان الإنقاذ والتي سيدفع فاتورتها أطرافا أخرى فيقع إضعاف الجميع ليخرج صانعي الأزمات أكثر تمكينا وثراء فمختبرات صناعة الأزمات والتي تسمى ثينك تانكس Think Tanks ، أو مراكز التفكير لم تعد ترفا بل يعهد لها بمتابعة ما يحدث وفهم المتغيرات والقيام ببحوث ودراسات ووضع استراتيجيات مستقبلية والمساهمة في تقديم النصيحة لصناع القرار و إعادة صياغة الرأي العام الوطني والدولي وتوجيه المجتمع ضمن مناهج تربوية جديدة وبرامج ثقافية وسياسية وإعلامية وأمنية وغيرها وبخرائط تخدم مصالح فئة معينة وتضمن استمرارها ورفاهيتها على حساب خلق الله.فسياسيا تستخدم مثل تلك المناهج للتخلص من خصم سياسي وإضعاف المعارضة والمجتمع الأهلي وإحكام القبضة على قواعد و مساحة ومفاتيح اللعبة . هذا يعني أن هناك شخص أو مجموعة أشخاص يحركون الأزمات التي قد تعصف حتى بصانع القرار نفسه إذا ما غير المسار نحو العمل مع جميع الشركاء لأجل عالم أكثر توازن واستقرار وعدل. هنا تكون الخطوة الأولى لمواجهة الأزمات وإدارتها، وهي فهم أساليب عمل هؤلاء الأشخاص ومصالحهم ومواقعهم ودراسة قدراتهم ثم إحداث موازنة تسهل إمكانية تحييدهم وتعزيز العلاقات وقنوات الاتصال مع الخصوم ومع المساندين وتوسيع دائرة المساندة ووضع أكثر من مقترح بالتنسيق مع شركاء صادقين ومخلصين لتأمين اتخاذ قرارات مباشرة متقدمة وحكيمة . ولمزيد الوعي المشترك بطبيعة التحديات والمعوقات في الداخل والخارج ولتأمين أفضل النتائج فلابد أن تفتح قنوات للحوار بين جميع الأطراف ولو بتأمين قناة خلفية للحوار . Back channel فلا ينفع في لعبة السياسة الإقصاء والإلغاء ولا يمكن معالجة ملفات مصيرية مهمة ومشتركة بالإبقاء على حالة الخصام والشتيمة والسباب فبعد كل هاته السنوات وبعد حصول مراجعات ونقد كل طرف لذاته والإيمان بأن مشروع التغيير و التنمية والحرية والتقدم و الازدهار ليس بيد طرف دون غيره ولن يستطيع أي طرف مهما بلغت قوته أو إمكانياته أو حجمه و شعبيته أو أحقية مطالبه وحججه أن يحقق المطلوب بمفرده بل هي مهمة المجتمع بكامله بكافة مدارسه ومكوناته وهو ما يتطلب اعترافا مشتركا وجهدا وعملا مشتركا لأجل مخارج وتسوية وحلولا معقولة للملفات العالقة وتعديل الساعة بحيث يقع توجيه الطاقات والإمكانات نحو رؤى ومشاريع تخدم البلاد والعباد. وأحسب أن أهم الملفات التي تتطلب حلا وجوابا وضحا فلا ينفع أن تغطى ولا أن تؤجل بل تتطلب المصارحة والوضوح هي : 1- سؤال ماذا بعد الرئيس ؟ أي مسألة الانتقال السلمي للسلطة 2- ملف الإسلاميين 3- ملف الفساد ثم في مرحلة متقدمة 4-الملف التنموي الاقتصادي : أي الفضاء الاقتصادي التنموي والخيارات المطروحة ماذا بعد الرئيس ؟ إن الإجابة عن هذا السؤال يتطلب عملية مصارحة وشفافية ووضوح بين أطراف اللعبة وهو أكثر الملفات أهمية فيجد مشروعيته في الواقع والقانون ومرتبط بمصلحة البلاد العليا الحيوية المستقبلية ولا ينفع أن تغطى هاته النقطة أو يقع تأجيلها. إن كل حاكم أو ملك أو رئيس معرض أن يخلو مكانه للأي سبب من الأسباب لموت أو استقالة ..وحين يتقدم العمر بالرئيس أو يستوفي شروط تجديد ترشحه فان سؤال ماذا بعد و (الما) بعد سيصبح شبه فوبيا لدى عديد الأطراف السياسية أو النخبة أو المواطن فهل لأحد سيناريو عملي للأحداث في حالة غياب الرئيس ؟ هل من جواب لسؤال ماذا نفعل؟ ثم كيف يقع تأمين انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة بحضور الرئيس ما هو المخرج؟ لا ينفع إذا تغطية المسألة, وللمسؤولية الوطنية والتاريخية والأخلاقية ولمصلحة البلاد لا بد من المصارحة وفتح حوار وطني حول هاته المسألة وعدم ترك تونس لصناع الأزمات وللمجهول لا قدر الله . و لأن بلدنا ليس جزيرة مهجورة ومنفصلة عن العالم فانه من الضروري بسط قليلا من الضوء على انشغالات المجتمع الدولي واهتمامه بطبيعة الحكم وطرق إدارة السلطة وانتقالها في الوطن العربي وإفريقيا وغيرها. إن العالم بأسره اليوم مهتم بعدة هموم وتحديات وقضايا مشتركة لتوفير بيئة طبيعية وسياسية وصحية تضمن سلامة واستقرار وتقدم الشعوب والعالم لذلك « وبعيدا عن عديد الانتقادات والمؤاخذات « أصدرت الأمم المتحدة العديد من القوانين والاتفاقيات المتعلقة بالمناخ والبيئة وبمقاومة الإرهاب وغسيل الأموال واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وغيرها وانخرطت عديد الأنظمة والدول للعمل تحت هاته المضلة وبالشرعية الدولية لسن قوانين وطنية منسجمة مع الأجندة الجديدة ولتعمل بجد مستعملة كامل الوسائل والجهود لتأكيد حسن أدائها وتسويق صورتها كشريك حقيقي منخرط في البرامج الأممية و ساهرا على تطبيقها بلا تأخير وبكل قوة . وكثيرا ما تهتم وتستثمر وتوظف و تنتقي الأنظمة بعض البرامج وتبرز باسم دولة القانون جملة عناوين ترى فيها مصلحتها ويقع التغافل بقصد أو بغير قصد عن اتفاقيات ومعاهدات دولية أخرى هي في الواقع وبحكم الدستور أقوى من القانون المحلي ولا تنتبه الشعوب غالبا للاتفاقيات الأممية ولا تستعملها لصالحها كما لا يقع الاهتمام بها من طرف الأحزاب و الحقوقيين والمجتمع المدني والمهتمين بالشأن العام . والواقع حدثت تطورات نوعية لدى المجتمع الدولي في الوعي بأهمية توفرمناخ ديمقراطي لتحقيق التنمية وتعزيز الاستقرار والأمن والسلم في العالم فلا يمكن تحقق تنمية في ضل غياب الحكم الرشيد ووقع إقرار و وضع مفهوما وقواعد لإدارة الحكم الرشيد في الدول العربية ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يعرف الحكم الرشيد باعتباره يشير « إلى ممارسة السلطة السياسية والاقتصادية والإدارية لإدارة شؤون بلد ما على جميع المستويات. ويشمل الحكم الرشيد الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، كما يعنى بآثار التنمية طويلة ـ الأمد على أجيال متعددة. وتتمثل أبعاد الحكم الرشيد في سيادة القانون والشفافية والاستجابة والمشاركة والإنصاف والفعالية والكفاءة والمساءلة والرؤية الإستراتيجية »* وكما تعلمون أصبح للحكم الرشيد جائزة يشرف عليها الأمين العام لللأمم المتحدة تمنح لأحد الرؤساء الأفارقة الذين انتخبوا ديمقراطيا تبلغ قيمتها أكثر من ثلاثة أضعاف جائزة نوبل للسلام قد ذهبت في عامها الأول لرئيس موزنبيق الأسبق يواكيم البرتو شيسانو، ثم ذهبت لرئيس بوتسوانا السابق فيستوس غنتباني موغاي وهي أكبر جائزة دولية.. إذ تبلغ قيمتها خمسة ملايين دولار أمريكي عدا ونقدا (نتمنى أن تكون الجائزة يوما من نصيب رئيس تونسي حلالا طيبا) . إن كل الدراسات تنبه إلى خطورة إطالة مدة الحكم لشخص واحد وحزب واحد ونتائجه الكارثية على المجتمع والدولة وحتى على صحة الملك أو الرئيس لذلك كثيرا ما تبحث الأنظمة القديمة على وسائل لتجديد نفسها بإدخال وجوه جديدة وإعطاء جرعات والقيام بتحريك بعض أعضائها في محاولة لتحريك المياه الآسنة لكن حين تكون السلطة ولمدة طويلة متكونة من نفس الطبقة ونفس المدرسة ونفس الوجوه ونفس الخرائط فليس لهم شيء يختلفون عليه سوى من يحجز مكان بالدرجة الأولى ويتحول الخلاف إلى استهداف وينتقل من الموضوعي إلى الشخصي لذلك البقاء الكثير في السلطة يولد مشاكل متراكمة ليس فقط بين النظام والمجتمع والمعارضة بل كذلك بين أقطاب الحكم داخل النظام ذاته وتصبح حالة قريبة من الفوضى ومن موت السياسة وهو ما يوسع من حجم الخطأ أو الثغرة و قد يحدث أن يواجه النظام بما لم يكن يتوقعه والسؤال يأتي أكثر إلحاحا وبأكثر وضوحا : ما العمل؟ انتبه صناع الحضارة العربية و الإسلامية إلى أهمية أهل الحل والعقد وهم خيرة عقلاء وحكماء القوم من العلماء ومن أعيان السلطة ومن السياسيين والشخصيات الفذة الذين يأتمنهم الناس ويثق بهم وبحكمتهم والمراد التشاور في صنع القرار لبناء عقد اجتماعي جامع لإدارة شؤون الناس ورعايتها وما أحوجنا لحكماء يتفهمون طبيعة التعقيدات وقادرون على تحويل الاختلاف إلى اتفاق . فحين تتعامل مع ملف الرئاسة عليك أن تتفهم كبرى المشاكل وتفاصيلها والهموم التي يديرها ويواجهها يوميا فلا يعقل إنسانيا و مصلحيا أن تقذف الرئيس شتما و هو رئيسا وتطالبه بالحوار فكيف لو أراد التنحي أو الاستقالة ماذا سيكون مصيره وعائلته ؟ كيف تجيب؟ فالحوار قادم متى تبينت الحقائق أكثر ومتى تأكدت قدرتك على التأثير في الأحداث وقدرتك على صناعتها. بعد تشخيص المسألة وفق مقاربة جديدة لابد من إعطاء تصورات لحلول عملية فلو وقع لا قدر الله فراغا فجئيا في هرم السلطة دون خطط ودون برامج ودون استعداد من الأحزاب وبدون تأهيل المجتمع فالذي يسيطر على الأمور هو الأقوى في السلطة أو الأقوى في الشارع وليس الأصلح ولا المؤهل . ولتجنب وقوع إنزلاقات خطيرة لا قدر الله ولا تتحملها بلد صغير مثل وطننا الحبيب فلا بد أن ندفع وبكل السبل لأن تتم تهيئة البلاد والنظام والأحزاب وكل مكونات المجتمع للاتفاق والتعامل مع تجربة الانتقال السلمي الديمقراطي بوجود ومباركة الرئيس. فالرسالة يجب أن توجه ومن الآن إلى الرئاسة من الجميع وبشراكة وباتفاق وبوضوح أنه مطلوب ويؤمل في الرئيس التونسي ولمصلحة البلاد البدء عمليا لممارسة وضمن خطة عمل في إعداد المجتمع والدولة لأن يتهيأ الجميع لممارسة عملية الانتقال السلمي الديمقراطي للسلطة وأن يكون له شرف وضع البلاد على سكة الديمقراطية وتأمين عملية انتقال السلطة سلميا وديمقراطيا وهو مخرج مشرف له . وبالتوازي لا بد من مصارحة القوى الوطنية بضرورة أن تقيم نفسها وبصدق وواقعية وأن تنظر بعمق لاستحقاقات المرحلة وما تتطلبه من مراجعة لطرق العمل وبدون تأخير برفع سقف وأساليب الأداء بوضع رؤية إستراتيجية عمل موحدة تكون رافعة لاستنهاض الهمم وللإقناع بإمكانية التغيير فالمشهد السياسي بشكله الحالي لا يدفع أحدا من المواطن إلى الرئيس إلى المخاطرة بالاستماع والقبول بمقترحات حزب بعينه فلا بد وليس لها من حل عملي إلا تأسيس كتلة تاريخية كما يسميها المرحوم الد محمد عابد الجابري فتتوحد تحت قيادة مشتركة وخطة نضالية مدنية ميدانية موحدة للحصول على تنازلات في مرحلة أولى ثم الوصول لعقد صفقة مع النظام وتحقيق مكاسب متقدمة كما حصل في عديد البلدان ولو عجزت عن التكتل والنضال الموحد فستبقى جزءا من استمرار الأزمة و ستبقى الأمور مؤجلة ليجيب عنها جيلا جديدا آخر ويبتدع طرقا جديدة وبرامج جديدة قد تتخطى الجميع. (
http://www.pogar.org/arabic/governance/)*
(يتبع بإذن الله ) رابط المقال الاول للربط والاستفادة https://www.tunisnews.net/10Avril10a.htm
تسجيل فيديو لمحاضرة ألقاها الدكتور عبد المجيد النجار سنة 2009 حول
« الشيخ » عنتر الزوابري: إمتداد في الزمان والمكان
بقلم: لسعد الغزواني لا شك ان المتابع للشأن الجزائري في عشرية الجمر في بداية التسعينات يعرف هذا الاسم جيدا. شاب في العشرينات من عمره نصب نفسه أميرا للمؤمنين وجمع حوله رهطا من المراهقين الفاشلين الذين لم يكملوا حتى المرحلة الثانوية من تعليمهم , مجموعة من قوم تبع لم تتشكل عندهم معالم الشخصية المستقلة المتوازنة التى تستطيع ان تميز بين الحق والباطل. استغل الشيخ عنتر سطحية تكوين هؤلاء الاتباع وضعف تجربتهم , اذ ان اغلبهم ينحدرون من بيئة متخلفة فكان حضهم من الرشد والنضج النذر القليل , بل منهم من ينحدر من بيئة صحراوية فلم يعاشر الا الافاعي والعقارب. الشيخ عنتر كان رمزا من رموز ظاهرة التكفير التي ظهرت في الجزائر، فهو لا يعرف الا الايمان والكفر والولاء والبراء, مصطلحات طالما استعملها العلماء في مواضيع العقائد. لكن الشيخ الزوابري ليست له القدرة الكافية على ادراك هذا التمايز بين الاشياء فالعقيدة والسياسة والفكرعنده شيء واحد. هذا النمط المتخلف من الفكر الذي يتسم بالغلو والتطرف والانحراف لا بد له من لغة تعبرعنه, ذلك انه كما قال احد الفلاسفة اللغة هي فكر ناطق والفكرهو لغة خرساء. وهكذا ارتأى الشيخ عنتر ان تكون اللغة التي تعبر عن فكره هي لغة الدم والقتل ونهش لحوم البشر فانتصبت محاكم التفتيش في جبال الاخضرية واستل الشيخ سيفه لتصفية مخالفيه بتهمة الكفر حينا والردة احيانا فكان النصيب الاكبر من القتل من أهل ملته وعقيدته فذبح الشيخ محمد السعيد ومجموعة كبيرة من الكوادر ذبح النعاج بدم بارد. ان امثال هذه الشخصية لا بد ان تتناول بالدرس والتحليل من علماء مدرسة التحليل النفسي وعلم الاجتماع حتى نقف عند خفاياها ومعالمها. ان علماء المدرسة السلوكية انتهوا الى خلاصة مفادها انه هناك علاقة وثيقة بين الجانب النفسي والسلوكي لهذا الشخص اوذاك مما دفع بعض المحللين والنقاد في تشخيصهم للحالة النفسية للشيخ عنتر الزوابري انها كانت تعاني من اضطرابات نفسية خطيرة . وقد ساهم في تعميق هذه الاضطرابات سلسلة متالية من الفشل في العلاقات الاسرية مما دفع هذا الاخير الى محاولة التغطية على هذه المعوقات النفسية والاحساس بالفشل بتقمص ادوار بطولية وهمية ,فهو حامي حمى الدين والرمز الاوحد للصمود والتحدي. من المضحكات المبكيات ان شيخ عنتر كان يتهيأ لتفسير القران الكريم وترجمته الى جميع اللغات حتى يعم ظلام فكره المتخلف كل انحاء المعمورة. ان يقدم الشيخ عنتر على تفسير القران الكريم فهذه مصيبة كبرة وان يوكل مهمة الترجمة الى مترجمه المخلص فالمصيبة اشد وانكى. ما أشبه اليوم بالبارحة ولاحول ولا قوة الابالله . انه حقيقة من نكد الزمان ان يصبح لهذا الفكر المنغلق المقصي لكل مخالف امتداد في الزمان والمكان فهاهو الشيخ عنتر يظهر من جديد في ثوب المنتحل لصفات البطولة شاهرا سيفه على كل مخالفا له, هذه المرة في مسائل سياسية ظنية الخلاف فيها امر بديه لا ينتطح فيه عنزان. ذلك انه كيف يمكن لعاقل ان يسمح لنفسه بمصادرة حق الناس في ترجيح المصلحة التي يرتئونها لانفسهم وبالشكل الذي يناسبهم. لكن الشيخ عنتر يأبى الا الاصرار على الخلط بين ما هو قطعي وظني فتراه دون حياء يوزع ابشع الاوصاف على المخالفين من منالفق الى خائن … الى فاقد للرجولة والشهامة..!!! إنه حقا زمن الردائة الذي صار فيه امثال هؤلاء يتصدرون الكتابة على النت.. وقد صدق فيهم قول الله عزوجل »لايكادون يفقهون حديثا ». لقد أخذت عهدا على نفسي ان لا ارد على هؤلاء القوم انصاف المتعلمين ودعاة الفقه البدوي الذين ينظرون للامور من زاوية واحدة غاية في الضيق والانحسار. هؤلاء العناترة ديدنهم تقمص الادوار البطولية التى لا وجود لها الا في اذهانهم الشاردة بل ان البطولة الوحيدة التي يستحقون عليها الاوسمة والنياشين هي انهم ابطال في الشتم والتجريح والتخوين وهو نفس المنهج الذي يعتمده التكفيريون لقد صدق فيهم قول احد الفلاسفة: « لا تعاملوا الحمقى الا بالتجاهل » (il faut traiter les imbéciles par l’ignorance) أيعقل ان يصل الخلاف في موضوع العودة الى هذا الحد وكاننا امام موضوع عقائدي؟ أي حمق هذا الذي يلقي باصحابه في هذا المستنقع النتن؟ حتى وان ذهب اصحاب الراي المخالف في تقديم بعض التنازلات لحلحلة الوضع وتقديرا لمصلحة قد تكون غابت على هؤلاء فاين هو المشكل؟. فالناس احرار في اتخاذ الخيارات السياسية التي يرضونها لانفسهم ام ان هؤلاء الرهط قد نصبوا انفسهم اوصياء على الخلق فلم يسلم من سهامهم احد سواءا كانوا افرادا او هيئات: فالسلطة في نظرهم غاشمة وشر مطلق والعائدون منافقون ومتساقطون وخونة …. ايعقل ان يجرأ بعض هؤلاء على شخصية في الدكتور النجار فينعت بتلك الوصاف لا لشيء الا انه يحاول دفع الامور في الاتجاه الصحيح في ما يتعلق بموضوع العودة وطي صفحة الماضي . فهؤلاء أمرهم غاية في الغرابة ,مثلهم كمثل تلك المرأة التى نبأنا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم دخلت النار في هرة فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تاكل من خشاش الارض. فلا هم كلفوا أنفسهم عناء البحث عن حل لهذه الماساة التى شارفت العقدين من الزمن ولا هم تركوا غيرهم يبحثون عن حلول لأنفسهم ضمن الممكن. وأخيرا اقول للشيخ النجار سر فلا كبا بك الفرس وعرفت فالزم ولا تبال باحفاد عنتر الزوابري الجدد الذين ناموا دهرا ثم نطقوا جهلا وجهالة, حقا صدق من قال: « لا تعامل الحمقى الا بالتجاهل ».
ميونخ، 25 مــاي 2010
جمال زعرورة: امتداد في المكان و الزمان
بقلم: عماد الطرابلسي لم تولد جمال زعرورة ـ العميلة التونسية المعتقلة حاليا في لبنان بتهمة تكوين خلية تابعة للموساد الصهيوني ـ عميلة ولم تكن بالضرورة كارهة لوطنها قبل ان يتم اسقاطها جنسيا ثم تصويرها وتهديدها لاحقا بنشر الشريط الفضيحة ان لم تقبل بتقديم بعض الخدمات البسيطة لصالح الكيان الصهيوني. بل ان الوقائع تثبت عكس ذلك اذ هي فلسطينية الاصل واحدى ضحايا الاحتلال الاسرائيلي لكن الاساليب و الوسائل التي يستعملها رجال الامن و المخابرات و منها الاستدراج حولت ضحية قبلت ببيع احذية وعطورات واحزمة تسبب الشلل والعقم وامراض مختلفة اخرى لمدة سنتين في تونس ـ خاضعة للابتزاز و التخويف من ارسال شريط الفيديو الى زوجها ـ الى عميلة متقدمة تستدرج عملاء جددا لينتهي الامر بترشيحها للقيام باغتيال حسن نصر الله و تفجير اذاعتي البشائر والقرآن الكريم ومقرات لحزب الله. الملفت للانتباه في هذا الملف موقفها من هذا التكليف المفاجئ وردة فعل مشرفها المباشر. لقد ذكر تقرير الاتهام ان زعرورة قد اعترضت على من يسند لها مهام كتلك بحجة انحسار دورها في بيع البضائع الضارة (حسب بنود عقد الشغل) فقام احد الآمرين بصفعها على خدها طالبا منها التنفيذ وعدم الاكثار من الاسئلة. ليس هذا التطور السريع في نوعية المهام ولا ردة الفعل الموغلة في الثقة في النفس لولي نعمتها بدعا من الامر فهذه ظاهرة مألوفة جدا في عالم الصراع الامني والاستخباراتي بل بديهية واقعية تعبر عنها الفيزياء بتزايد سرعة الجسم مع الوقت اثناء سقوطه الحر ويعبر عنها القرآن باتباع خطوات الشيطان و يعبر عنها الشعر بــ » من يهن يسهل الهوان عليه ـ ما لجرح بميت ايلام ». و بما انه لكل قوم زعرورتهم و نظرا للمحاولات المتواصلة للنظام الامني الصرف في تونس للايقاع بمعارضيه في الداخل عبر جهاز الداخلية و في الخارج عبر القنصليات التي لا تخفي ابتزازها للمعارضين مقابل منحهم حقهم الدستوري في الحصول على جواز سفرهم فانه وجب على كل الشرفاء الحذر من اتباع خطوات الملحق الامني الذي لا يرعوي عن تصعيد مطالبه ـ بدءا باصدار بيان استقالة يدين العنف (المقصود هو عنف الضحية طبعا) الى الامضاء على بيانات الاخ العبعاب (الذي حوكم مؤخرا بتهمة تكوين عصابة مفسدين) الى المشاركة في حملة تشويه وتسفيه كل من لم ينظم من المعارضة الى سرب الحمائم ,انتهاءا بخدمة الوطن (مرادف ناعم للتخابر) ـ ولا يقتنع ابدا بما يقدم له من تنازلات مهينة. ولقد تابعنا بكل اسى عرض الملحق الامني في احد المدن الاوروبية وثيقة السفر والعودة دون متاعب للتمتع بنعم ـ امرنا الله ان نحدث بها ـ مقابل ابداء حسن النية وتباين ردود الاخوة المهجرين التي كان من اجدرها بالذكر إصدار بيان هزيل لاحد صقور الأمس ورغم ان البيان المذكور لم يحمل اي تنازلات ما عدا تغير نوع الخطاب تجاه « اعلى هرم السلطة » فانه قد احدث رجة داخل اوساط المهجرين لما عرف به الأخ من تشدد في المواقف تجاه النظام في تونس مما دفع البعض الى تحذيره من الانتهاء في أحضان الاخ العبعاب الذي لم ينقطع صقر الأمس قبل تقليم مخالبه عن وصفه بابشع اوصاف العملاء. لم يكن ذلك البيان سوى اول الغيث فكلما ابدى مزيدا من حسن النية الا وزاد الملحق الامني شرها وطمعا الى ان اعلن صقر الامس استقالته في بيان مقتضب وامضى على بيان كان يلعنه وجه النهار ليمدحه آخره . تنفس الطيبون الصعداء ممن لم يسمعوا بقصة جمال زعرورة ـ او ممن اعتبروا الفارق بين القصتين ـ ظنا منهم ان ذاك اقصى ما قد يقدمه صاحب الصولات و الجولات الخالدة الا ان الملحق الامني ابى الا ان يقرب الصورتين ليعلن للصقر الميمم يوميا شطر القنصلية ان تاريخه النضالي الزخم وطبيعة المهام الحساسة السابقة وقربه الشديد لمن يضطر ظهوره على على قناة الجزيرة النظام لقطع الكهرباء على الجمهورية التونسية يجعل ملفه مستعصيا على الحل قبل المشاركة في سب رفقاء الامس وتشبيههم بالخوارج ـ كما يفعل منذ سنوات من يريد اسقاط حكم الاعدام حتى وان اضطره الامر الى رفع شعارات اليسار الاستئصالي ـ . لم يشا صقرنا ان يحتج كما احتجت زعرورة حتى لا يلطم كما لطمت وقرر ان يخلف وعدا قطعه على نفسه بعدم الرد على انصاف المتعلمين والعناترة من دعاة الفقه البدوي ليستجيب بسرعة البرق لمطالب امنية قد تلحقه بمن بلغوا روضة فيها يحبرون. و رغم تعاطفي مع اخينا ومع مطالبه الانسانية و قد غلبه الشوق الى وطنه فاني اذكره بان التنازل لا يؤدي الا الى مزيد من التنازل وان الضعف و اللين امام الابتزاز الامني يوصل في اغلب الاحوال الى التورط في عمالة واستخبار يبدا بخدمات بسيطة لينتهي بصاحبه الى ما انتهى اليه بسيس وزعرورة ومصعب حسن يوسف وغيرهم في مكان سحيق يستحيل الخروج منه. رغم تململ زعرورة ربما خوفا من عظم المهمة الموكلة اليها او بسبب صحوة ضمير وخزه بلاء حسن نصر الله في حربه الاخيرة ضد عدو مشترك فان انكشاف امرها واعتقالها لم يمكننا من التاكد من مدى قدرة زعرورة على خرق قاعدة السقوط الحر لاصلاح تنازل تدحرج ككرة الثلج لتلقن بعضنا ـ ممن يبدا بمغازلة النظام المستبد بوصفه انه ليس شرا محضا (وذاك حق) لينتهي الى التنسيق معه اما بابتزاز الضعفاء او سب الشرفاء وتسفيه الرفقاء ـ درسا في العودة الى الحق واللسان يلهج بقول الله » ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر والله خير وابقى » أختم بقصة مشهورة عن حركي جزائري نصب كمينا لاخيه المجاهد بعد ان طلب مقابلته. ولما حل طوقه الجيش الفرنسي ليقول له الضابط الفرنسي: » لقد وقعت. هلا اتيت بمحمد لينقذك ». حينها سحب الحركي سلاحه ليطلق النار على الضابط قائلا له: « لقد سلمتك اخي و لكني لن اسمح لك باهانة نبيي ».
بقلم: محسن الخضراوي أجلس الان على على الحاسوب قرب نافذتي المشرفة على أزهى أنواع الطبيعة باعشابها وأشجارها المختلفة الالوان والبحيرات وأنظر الى السماء الزرقاء المزينة ببعض السحب البيضاء والتي تزيدها رونقا وجمالا…هذه جنة الدنيا..وأما بنعمة ربك فحدث..ولتسألن يومئذ عن النعيم…فيا ترى!!!!الى اين ينظر اخي الدكتور الصادق شورو الان؟ الى أي محيط , وأية طبيعة وأية سماء؟؟؟ أقولها والدمع يذرف.. في الصباح أقوم لصلاة الفجر بل أسهر وأنتظرها لكي لا تفوتني فأمشي على الزربية وأتلذذ بالوضوء بالماء الذي أقرر درجة حرارته…فكيف يفعل اخي الدكتور الذي يفوقني علما وثقافة؟؟ الدموع..! اخذ حماما ساخنا بأحلى انواع الصابون والشامبو وأتمتع بتغيير حرارة الماء من بارد الى ساخن والعكس … فكيف يكون حمام اخي الدكتور الصادق شورو؟ اختار احسن الاكل للافطار من زبدة وعسل وعصير وفواكه هذا مع محافظتي على الغذاء الصحي لمحاولة تخفيض الوزن من شدة التخمة…فماذا ياترى ياكل اخي الدكتور الصادق شورو؟ ارتدي ملابسي ويجب ان تكون الالوان متناسقة. فالمدرج مليء بالملابس والاختيار صعبا… ويسيل الدمع ليقول لي ماذا يلبس اخوك الدكتور الصادق شورو؟ أمتطي سيا رتي الى الشغل واستمع الى القران او الاناشيد واتصل بالهاتف للتحدث مع الاقارب والاصحاب وملاقاتهم…اضحك وامزح ومع ذلك يمر اليوم طويلا مقلقا ..فيا ترى ماذا يحدث مع اخي الدكتور الصادق شورو؟ أسافر , أقرا, أكتب أتمتع وأتمتع وأتمتع …ولكي تتم المتعة ويكتمل النصاب أتصل بالسفارة التونسية واطلب الحصول على جواز سفري لازور بلدي الحبيب الذي شردني ونفاني وسجن اخي الدكتور الصادق شورو الذي هو أحب وأقرب لي من كل أهلي… فواجبنا تجاه اخي الدكتور الصادق شورو ناقصا أو منعدما. وأتذكر بانه بالرغم من مكوث الدكتور الصادق وغيره في السجن زمنا طويلا لم نحرك ساكنا ما عدى بعض المقالات ولم نبدا بالتحرك المحتشم الا عندما تحدث الناس عن الصحفي بن بريك وبشدة واصرار.. عندها بدأنا بوضع لائحات تطالب الحكومة باطلاق سراحه (أطلقوا سراح الدكتور الصادق شورو!!) وكان هاته الجملة سترعب النظام ويطلق سراحه…هنا أضحك ضحكا مرا أمر من البكاء…فنحن نكذب على أنفسنا . والمفروض أن تكون الجملة: أطلقوا سراح الكتور الصادق شورو والا….مهما كانت والا..من كلام المعتصم الى مادون ذلك. والا فلنترك الدكتور شورو يتحمل مصيره لوحده ولا نتاجر بسجنه لنرفع عن انفسنا المسؤؤلية. والسلام
(المصدر: « الحوار.نت » (المانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 26 ماي 2010)
السؤال ورحلة الخوف والقلق والإبداع
محمد بن نصر (*) كنت مستغرقا في قراءة كتاب حول نظرية المعرفة في الإسلام عندما بادرني أحدهم قائلا بعد تحية خفيفة وبلهجة صارمة وتوتر باد على قسمات وجهه ومن دون مقدمات، كان كمن استأنف نقاشا حادا في قضية من قضايا الفكر الشائكة. سألني متحديا: هل يمكن أن يكون الإنسان مؤمنا ومبدعا في الوقت نفسه؟ أليس من شروط الإبداع الثورة على التقاليد والأعراف والقيم السائدة ومن شروط الإيمان التسليم والقبول، التسليم بوجود الله والتسليم بضرورة النبوة فالتسليم بأقوال ورثة الأنبياء، أئمة وعلماء بحسب الزاوية المذهبية التي ينطلق منها المؤمن. ومن دون أن يأخذ نفسا استمر في إطلاق سراح أسئلة ظلت على ما يبدو حبيسة النفس لفترة طويلة، من مثل: ألم تتسع دائرة التسليم عند المؤمنين حتى لا يبقى عندهم في النهاية إلا هذا العقل الإجرائي الذي يختزل المعرفة في البحث عن الحقائق ذات الفعالية المؤقتة والمتغيرة؟ لم يكن من السهل إيقافه عن إفراغ زاده من الأسئلة فتركته منطلقا، وبعد أن مسح تقريبا المجالات كلها مارا بقضايا المرأة والديمقراطية والعلمانية والحداثة حتى أنهى كلامه متعجبا «ومع ذلك ما زال بعض منتحلي العلم يتكلمون عن المعرفة في الإسلام». كان في نيته على ما يبدو العزم على إلقاء هذه الحزمة الكبيرة من الأسئلة والمضي في حال سبيله، ولكنني طلبت منه أن يتمهل قليلا لعل الحوار في بعض المسائل المنهجية يساعد على تعديل الوقفة وتسديد الرؤية. قبل بذلك تأدبا منه، وإن كان لسان حاله يقول لا فائدة علمية تُرتجى من الحوار في مثل هذه المسائل عندما تكون المنطلقات الفلسفية على طرفي نقيض. قلت له دعنا ننطلق من تثبيت مسألتين من الصعب أن نختلف فيهما؛ الأولى: الاعتراف بأن الله أو لنقل التكوين الطبيعي للإنسان – طالما أني لا أراك تحبذ المنطلقات الإيمانية – جعل منه كائنا يمتلك قدرة لا متناهية على السؤال، وقدرة – لا شك – متراكمة – على الأقل في بعض المجالات – ولكنها محدودة عن الإجابة. وفي ذلك تكمن عظمة الإنسان وتكمن مأساته في نفس الوقت. فهو مجبول على حب المعرفة ومدفوع بطموح يفوق طاقته للإحاطة بكل شيء علما. الثانية: ليس من الضروري أن يكون الإيمان الديني نقيضا لحب المعرفة والبحث عن اليقين المفضي للاطمئنان. ألم يقل إبراهيم عليه السلام وهو النبي باعتقاد المؤمنين «رَب أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِن قَلْبِي». ألا ترى أن النبي إبراهيم عليه السلام قد جعل من مضمون جوابه قاعدة تقول: إن المعرفة هي أساس الاطمئنان وليس الإيمان الذي يبنى على الجهل في بعض الأحيان؟ فالسؤال هو المنطلق لبلوغ قدر من الاطمئنان، وإن كان الإيمان إذا تأسس على الاقتناع يصبح ممتلكا لطاقة ذاتية تمكنه من النمو المستمر. وهذه قاعدة أعتقد أنها تصلح في كل الأحوال، بغض النظر عن طبيعة القضايا الإيمانية، غيبية كانت أو وجودية، حيث إن إعمال العقل أو إحالته على التقاعد مسألة مرتبطة بفهمنا للدين وبفهمنا للآيديولوجيا التي نؤمن بها. فكما يمكن أن نجد متدينا مستثمرا لكل قدراته العقلية يمكن أيضا أن نجد عقلانيا معطلا للعقل بتعصبه له. نأتي الآن لمسألة الإبداع وعلاقتها بالإيمان. فمتى يكون الإنسان مبدعا؟ وهنا نتوقف فقط عند الشروط الذاتية للباحث، لأن الإبداع في النهاية هو حالة من الانقداح الذهني تُسهم في إيجادها عدة عوامل منها ما يتعلق بالباحث وهمومه، ومنها ما يتعلق بالظروف الموضوعية المتشابكة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية. يبدع الباحث عندما يثير سؤالا جديدا أو عندما يقدم إجابة جديدة لمسألة قديمة. ولذلك فإن ما نسميه تجاوزا تجديدا في الفكر أو في الفقه لا يرقى إلى المفهوم الحقيقي للتجديد، لأنه لا يعدو أن يكون إلا إحدى حالتين؛ إما قولا في مسألة مستحدثة بفعل ما يحدث في الواقع من مستجدات، وإما ترجيحا لقول من الأقوال القديمة في مسألة من المسائل. وفي كلتا الحالتين لا وجود لصياغة جديدة لسؤال قديم ولا لإجابة جديدة لمسألة قديمة. قد يقول قائل كيف لا تعتبر الإجابة عن مسألة مستجدة تجديدا؟ أقول لأنها ببساطة إجابة جديدة بحكم تعلقها بمسألة مستجدة وليست تجديدا. وهذا لا يعني أن التجديد يجب أن يكون غاية في حد ذاته فنلغي كل قديم فقط لأنه قديم لا لأنه بالأصل كان خاطئا أو لأنه أصبح مشكلا بعد أن كان حلا. ولكن إذا كان السؤال من شروط الإبداع فليس حضوره بكثافة، كما هو الحال في ظاهرة الفتاوى العابرة للقنوات، يعكس بالضرورة وعيا ناميا بل قد يكون تعبيرا عن عطالة ذهنية مربكة، خاصة عندما يصبح المعلوم من الدين، أو على الأقل ما من المفروض أن يكون معلوما، مادة يتبارى فيها أنصاف المتعلمين. السؤال عن المعلوم هدر للطاقة وتخل عن المسؤولية الفردية وترسيخ لمنهج التفكير بالنيابة، لأن الدين في الأصل قول محكم وواضح وليس طلاسم لا يحل شفرتها إلا ذوو الاختصاصات الخاصة. نعم كان المسلمون يستفتون النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن كان ذلك قبل أن يكتمل الدين، وكان فيما استغلق عليهم من المسائل. ومن الأسباب المعيقة للإبداع، الخوف المزدوج، خوف من الموقعين عن رب العالمين، وخوف من الموقعين عن السلطان. بين سهمين مرسومين بخط أحمر وبالبنط العريض وفي اتجاهين متعاكسين؛ الأول يشير إلى خطر الإخراج من الدين، والثاني إلى خطر الإدخال إلى السجن. في مثل هذه الحالة لم يبق أمام المفكر الذي اختار الخلاص الفردي إلا القيام بحملة اعتقال واسعة لكل الأسئلة التي تخطر بباله ويضع بعضها في زنزانات انفرادية لا يجرؤ على البوح بها حتى لنفسه، وعندما يشتد ضغطها عليه يعمد إلى خنقها وكتم أنفاسها. في مثل هذه الحالات تظهر أهمية المفكر الحر والعالم الحر الذي يوطن نفسه على الأخذ بالعزيمة في زمن تفنن غيره في الأخذ بالرخص، همه أن يكون متوازنا مع نفسه. لقد كان الدين الإسلامي في صورته الناصعة وسيظل على الرغم من القوالب الجاهزة التي تريد أن تمتص منه جوهرة الحرية، المعين الذي لا ينضب للسؤال ونبذ التقليد وتلك هي روح الإبداع الذي يهدف للبناء والرقي بالذات الإنسانية وليس الإبداع الذي استهوته معادلة البناء والهدم المفضية إلى الثورة على كل القيم، فيتحول الإنسان إلى مجرد كائن استهلاكي، همه الأوحد إشباع غرائزه بطرق شتى والانسلاخ من كل الضوابط الأخلاقية. لم يمنعنا الله من السؤال عن الروح مثلا لأنه قال «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الروحِ» فتلك هي طبيعة الإنسان المتسائل دوما ولكنه نبهنا إلى أن الروح من أمره فلا جدوى من البحث فيها. وبالتالي، فلئن كانت الأسئلة كلها ممكنة، فإنه يتعين على الباحث أن يتخير منها ما يزداد به تكريما لنفسه وتسخير ما في الطبيعة من إمكانات لخدمة القيم النبيلة. (*) كاتب تونسي وأستاذ في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس
(المصدر: « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) بتاريخ 25 ماي 2010)
سقط القناع عن الوجوه الخائنة
الحبيب الأسود من حق التونسيين جميعا أن يفخروا بانتمائهم إلى تونس، وأن يفاخروا بما تحقق لبلدهم من مكاسب وإنجازات، أهمها على الإطلاق ترسيخ قيمة ومفهوم الدولة، وتحقيق الأمن والاستقرار، واستقلالية الموقف والقرار. ومن حق التونسيين أن يعتزوا بما تحظى به بلادهم من سمعة رائعة، ومن حضور متوهج وفاعل، سواء على الأصعدة القومية والقارية والإقليمية أو على الصعيد الدولي، فتونس اليوم ينبوع حكمة ومنهل عطاء حضاري غير محدود، ومركز إبداع وإشعاع، وتونس اليوم كبيرة بمكانتها وبصيتها وبإبائها وعزة نفسها وهدوئها، وبمصداقيتها في الداخل والخارج.. وهي مؤهلة لأن تعطي الدروس لمن يحتاجها، وليست في حاجة إلى أخذ الدروس من أحد. والتونسيون يؤمنون بأن الوفاء لتونس فوق كل وفاء، وبأن الولاء لها، هو ولاء للأرض وللإنسان، وولاء لدماء الشهداء ولفكر المصلحين ولعرق العمال ولأحلام وطموحات الأجيال، ولكل من يقدم صالحا للوطن، ولكل من يقول كلمة خير، ومن يزرع شجرة خضراء في حديقة الانتماء الأصيل لهذا البلد الجميل. ولكن، ولأن الله أنعم على تونس بوحدة العرق واللغة والدين والمذهب والثقافة، فإن هناك من يغيضهم غياب أي نقطة لاختراق حصنها الحصين، ويزعجهم أن تكون استثناء في محيطها القومي والإقليمي.. لذلك اتجهت بعض الجهات المشبوهة وذات الإرث الاستعماري البغيض إلى تجنيد زمرة مشبوهة من ضعاف النفوس، الذين اشتروا مصالحهم الخاصة على حساب مصلحة الوطن، واتخذوا من بعض العواصم الغربية أوكارا لنفث سمومهم، مستهدفين سمعة وصورة بلادهم، ومكاسب وإنجازات وطموحات الشعب الذي من المفترض أنهم ينتمون إليه. هؤلاء الخونة يكرهون لتونس أن تكون عربية، وهم العاجزون عن نطق جملة سليمة بلغة الضاد، ويكرهون لتونس أن تكون مسلمة وهم الذين خلعوا عن أجسادهم جبة الآباء والأجداد ليتمعشوا من الدعم المالي غير المحدود الذي توفره لهم بعض المنظمات والأحزاب الحاقدة على العروبة والإسلام. وهؤلاء يكرهون لتونس أن تكون مستقرة وآمنة لأنهم لا يرون لأنفسهم موقعا ولا حضورا إلا في ظل الفوضى والاضطراب، ويكرهون لتونس أن تحظى باحترام وتقدير العالم، لذلك يسعون إلى تشويه صورتها، قبل أن ينحدروا إلى الخلف مهزومين، منكسرين، خاسرين، فاشلين، إذ إن النهر أسس مجراه، والشعب عرف طريقه، والوطن رسّخ مساره، وسمعة تونس أكبر من أن تمسّ، وصورتها أنقى من أن تشوّه. وعندما يحاول الخونة الإضرار بمصالح تونس الاقتصادية من خلال تحالفهم مع بعض رموز المد العنصري المعادي للعروبة وللإسلام داخل البرلمان الأوروبي، وعندما يسعون إلى عرقلة مشروع الشراكة المتقدمة بين تونس والاتحاد الأوروبي، إنما هم يعلنون الحرب على الوطن والشعب، وعلى الأجيال القادمة، وعلى أمن البلاد الاقتصادي، ويثبتون بالحجة والدليل أن مشكلتهم الحقيقية مع الجماهير التونسية، قبل أن تكون مع نظام الحكم، رغم أن سنوات التغيير أكدت على الالتحام الكامل والواضح والأكيد بين القيادة والشعب. لقد بيّنت الأحداث في الوطن العربي أن أي خراب لا يأتي إلا على أيدي الخونة والمنافقين المستقوين بالأجنبي والفاقدين لشرعية الداخل، وقد أدرك التونسيون هذه الحقيقة، لذلك فهم اليوم كالجسد الواحد، يرفضون الاستماع إلى نعيق غربان الشؤم بعد أن تبيّن لهم، وفي وضح النهار، سقوط الأقنعة عن الوجوه الخائنة. وستظل قافلة الإعجاز التونسي سائرة في طريقها.. أما الكلاب النابحة فمآلها مزبلة التاريخ، ويا له من سوء مآل!. (المصدر:موقع تونس 24 بتاريخ 26 ماي 2010)
تلميذة تعتدي على قيم عام بمحفظتها
أحيل على محكمة تونس أب وابنته التلميذة بالسنة السادسة ثانوي علوم تجريبية لمحاكمتهما من أجل تهم هضم جانب موظف عمومي حال مباشرته لوظيفته والإضرار عمدا بملك الغير. حيثيات القضية انطلقت بشكوى تقدم بها قيم عام بأحد معاهد العاصمة مفادها أنه كان مباشرا لعمله لما فوجىء بتلميذة تقتحم المعهد ولما طلب منها الانصراف ضربته بمحفظتها على وجهه وكسرت نظارته وأضاف أن والدها التحق بها واعتدى عليه بالعنف كما عنفا مدير المعهد وطلب القيم العام تتبعهما عدليا. ولما انطلق البحث ألقت الشرطة القبض على الفتاة و والدها وباستنطاقها ذكرت التلميذة أنها كانت تسير بأحد الأنهج لما ضايقها شابان وخوفا من بطشهما دخلت معهدا ثانويا كائنا بالعمران الأعلى واستنجدت بالقيم العام ولكنه أطردها وطلب منها التوجه الى السلط المختصة فرمته بمحفظتها ، أما والدها فذكر أنه التحق بابنته الى المعهد لاستجلاء الأمر ونفى تعنيفه للقيم العام أو مدير المعهد . ولما أحيلا على محكمة تونس لمحاكمتهما من أجل التهمة المنسوبة اليهما تمسكا ببراءتهما. ورافعت عنهما محاميتهما ولاحظت أن التلميذة رمت القيم العام بمحفظتها عن غير قصد لأنه لم يصغ اليها عندما طلبت منه أن ينجدها من الشابين اللذين كانا يلاحقانها ،أما والدها فإنه ـ ودائما حسب المحامية ـ لم يقم بأي فعل مادي تجاه القيم العام أو مدير المعهد وطلبت في خاتمة مرافعتها مراعاة كون موكلتها تلميذة بالسنة السادسة ثانوي علوم تجريبية وأن عقوبة بالسجن من شأنها أن تقضى على مستقبلها و طلبت في حق الأب الحكم بعدم سماع الدعوى فقررت المحكمة تأخير التصريح بالحكم الى أواخر شهر ماي 2010. (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 25 ماي 2010)
خمسون ألف شيك دون رصيد سنويا قضايا شائكة أمام المحاكم… والاستهلاك أبرز المتهمين
اتخذ القانون عدد 73 لسنة 2007 المتعلق بقضايا الشيكات دون رصيد منحى هاما في تقييم هذه القضايا حيث يعتبر البعض أن هذا التعديل افرز تراجعا في هذه القضايا مما ساهم في التخفيف من وطأتها. وتبعا لذلك تبين الإحصائيات أن عدد قضايا الشيك دون رصيد بلغ 100 ألف قضية سنة 2008 لتسجل بذلك تراجعا طفيفا بعد أن كانت في حدود 118 ألف قضية سنة 2006 وفقا لما أكده مصدر من وزارة العدل وحقوق الإنسان. وذكر مصدرمن البنك المركزي التونسي أن البنك يسجل سنويا قرابة 50 ألف صك دون رصيد. وفي ظل غياب إحصائيات دقيقة من البنك المركزي التونسي عن عدد الشيكات دون رصيد منذ سن قانون 2007 فان مصدر من البنك المركزي بين أن عددها تراجع مقارنة بما كان يسجل قبل هذا التنقيح. مكن تعديل 2007 من تفعيل التدابير الوقائية مع التراجع على مستوى الإجراءات الزجرية من ذلك تمديد فترة تسوية الشيك أمام البنك وضبط آجال محددة للتسجيل وخفض في قيمة الخطايا ليعتبر بذلك كل من البنك المركزي ووزارة العدل أن هذا التنقيح قلص في عدد هذه القضايا غير أن المختصين في القانون يرون انه لم يسهم بشكل فاعل في القضاء عليها باعتبار أن المتهم يلتزم بتسديد الشيك في ظرف 4 أيام ولا يعاقب. و تبعا لذلك يشدد أهل الاختصاص على ضرورة إيجاد حلول جذرية لتجاوز هذه المعضلة باعتبار أن الإحصائيات الرسمية لا تعكس الواقع. فقضايا الشيكات دون رصيد لا تزال إلى اليوم من القضايا الشائكة ولا تزال العديد من المحاكم التونسية تفصل يوميا في المئات منها. تبين السيدة خديجة مدني (محامية لدى محكمة التعقيب) أن اصدار شيكات دون رصيد لا يزال إلى اليوم منتشرا بصفة واضحة لدى التونسيين معتبرة انه منذ سنوات هناك شبه عجز على القضاء على هذه المعضلة. وتضيف السيدة خديجة مدني أن تعديل 2007 ولئن ساهم في التقليص نوعا ما من هذه القضايا فان ذلك لا ينفي وجودها بكثرة رغم أن المشرع كان هدفه الأساسي من هذا التعديل هو تجاوزالردع والعقوبات الزجرية التي لم تأت بنتيجة. وتوضح الاستاذة أن مرتكبي هاته الجرائم إما يرتكبونها عن غير قصد لاعتقادهم في غالب الظن أنهم قادرون على توفير الرصيد أو هناك من يمتهن ذلك وهنا لا بد من وقفة حازمة للتصدي لهم. ولعل ما يثير الانتباه أن مرتكبي جرائم الشيك دون رصيد هم من جميع الشرائح الاجتماعية رجال أعمال وتجار وحتى من الطبقة الوسطى حسب ما يؤكده المحامي السيد مراد العبيدي مما يدفع إلى التساؤل لماذا يلجأ المواطن العادي اليوم إلى الشيكات دون رصيد؟ يبين السيد بلعيد أولاد عبد الله (باحث في علم الاجتماع) أن التحولات التي يشهدها المجتمع التونسي اليوم على جميع الأصعدة سيما الانفتاح على المجتمعات الأخرى وتطور أساليب الدعاية والإشهار بالنسبة للمؤسسات الاستهلاكية أفرزت رغبة لدى التونسي اليوم في مواكبة جميع المستجدات. ويوضح الباحث في علم الاجتماع أن الدراسات أثبتت أن مصاريف التونسي تفوق دخله. ورغم ذلك يعتبر نفسه ملزما بمواكبة نسق مجتمع الاستهلاك ناتجة عن قلة الوعي وغياب التاطير الاستهلاكي علاوة على غياب منظومة معلوماتية تحمي المؤسسات من التصرف في هذه الشيكات. منال حرزي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 ماي 2010)
تونس تدعو إلى التأسيس لمرحلة جديدة للشراكة الأورو-متوسطية
الشرق الأوسط
دعا رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي إلى ضرورة التأسيس لمرحلة جديدة للشراكة الأورو-متوسطية ، بإعتبار أن مسار برشلونة لم يف بوعوده في مجال تقليص الفجوة التنموية بين شمال وجنوب المتوسط. وشدد الغنوشي ، في كلمة إفتتح بها امس الثلاثاء/25 مايو الحالي/أعمال الدورة الثانية من « لقاءات المتوسط » ، على أهمية أن تقوم هذه الشراكة وفق رؤية ترتكز على إستراتيجيات متناسقة ومتكاملة تتيح تسريع نسق الإندماج الإقتصادي في المنطقة الأورو متوسطية بما يعود بالفائدة على الجميع شمال المتوسط وجنوبه. وينظم هذه الدورة التي ستتواصل على مدى يومين، المعهد الأوروبي للمتوسط ومعهد الإستشراف الإقتصادي بالتعاون مع المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية المتوسطية، إلى جانب خبراء وأصحاب مؤسسات من دول حوض المتوسط. وأضاف رئيس الوزراء التونسي أن الرؤية المطلوبة يتعين أن تأخذ في الإعتبار التطورات التي تشهدها معظم دول جنوب المتوسط وشرقه والتغيرات التي طرأت على هيكلة إقتصادياتها ومجتمعاتها على ضوء الإصلاحات الجوهرية التي إنتهجتها خلال العقدين المنقضيين. وإعتبر أن دعم أركان شراكة أورومتوسطية فاعلة ودائمة أصبحت اليوم « ضرورة قصوى »، في ظل تواصل تداعيات الأزمة المالية والإقتصادية العالمية ومضاعفتها الأخيرة على منطقة اليورو. ولفت إلى أن كل إرتفاع بنقطة واحدة في نسبة نمو الناتج المحلى الإجمالى لدول جنوب المتوسط وشرقه يؤدي إلى إرتفاع بمعدل بين 0.2 و 0. 3 نقطة في نسبة نمو ناتج دول الضفة الشمالية للمتوسط . وفي المقابل ، نبه الغنوشي الى أن كل إرتفاع بنقطة في نسبة نمو الناتج المحلى الإجمالى لدول الإتحاد الأوروبى يؤدي إلى زيادة بين 0. 4 و0.6 نقطة في نسبة نمو ناتج دول المتوسط. ودعا في هذا السياق إلى إيجاد حلول جذرية لمختلف القضايا والإشكاليات التي تواجهها ضفتا المتوسط في إطار عقد حضاري للتنمية المشتركة وفق ما تم تأكيده خلال قمة دول الإتحاد الأوروبى وجنوب المتوسط وشرقه التي عقدت في باريس خلال شهر يوليو 2008. واستضافت تونس الشهر الماضي أعمال المؤتمر الثامن لوزراء خارجية دول مسار التعاون بين دول غرب حوض البحر المتوسط المعروف بإسم حوار 5+ 5 ، ، والذي أكد أن هذا المسار يبقى بمثابة « النواة الصلبة » للتعاون الأورو- متوسطي. ووصف الوزراء المشاركون في الاجتماع مسار التعاون بين دول غرب حوض البحر المتوسط ، بأنه « نموذج للشراكة شمال – جنوب ، من شأنه تعزيز التكامل والتضامن بين دول ضفتي غرب المتوسط ». وناقش المؤتمر الذي ترأسه وزير الخارجية التونسي كمال مرجان ونظيره الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس جملة من المسائل المرتبطة بالإتحاد من أجل المتوسط ،والطاقة والهجرة والتحديات الأمنية .
(المصدر: وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) بتاريخ 26 ماي 2010)
قصر المؤتمرات ببنزرت فضاء رحب يجهله الجمهور
لقد فوجئت ودهشت لما زرت قاعة قصر المؤتمرات ببنزرت بمناسبة تدرب تلامذة المدرسة الخاصة للأخوات على إعداد حفل آخر السنة الدراسية. قاعة فسيحة وجميلة تتوفر لحوالي 600 مقعد أو يزيد ظلت مغلقة وغير مستغلة لعشرات السنين. وها هي اليوم تعود بعد ترميمها وإصلاح وتجديد ديكورها وكراسيها وركحها وتجهيزاتها. وهي على أتم الجهوزية لاستقبال العروض الثقافية والمسرحيات والحفلات ولما لا حفلات الزفاف والمناسبات العائلية حتى تستطيع أن تموّل نفسها بنفسها ويتعود عليها الجمهور ولا تذهب الأموال التي صرفت من أجلها مرتين عند البناء وعند الترميم سدى. إنها فرصة ووسيلة لبعث شيء من الحراك الثقافي وربما السياسي « لو كانت الدنيا دنيا »، في مدينة جامعية ومركز ولاية وذات تاريخ أضصيل وعريق. الاشكالية هي كيف يشع هذا الفضاء طيلة أشهر السنة ولاسيما خلال السنة الجامعية والدراسية حتى نخفف عن الشباب ضغط الدراسة ونحول وجهته ولو قليلا عن الملاعب والكرة والانحطاط الأخلاقي، من خلال ما يمكن أن تقدمه هذه القاعة ونظيراتها في دار الثقافة الشيخ إدريس ودار الشباب سيدي سالم من غذاء روحي وثقافي وفكري هم في أمس الحاجة إليه في دولة ترفع شعار « الشباب هو الحل » وتقترح على المجتمع الدولي تخصيص « سنة دولية (كاملة) للشباب ». ولكن هل لنا القدرة والاستراتيجية للازمة كي نفعل دور الشباب ونستنهض همته من اجل الإبداع والعمل التطوعي والإحساس بالانتماء والغيرة على المصلحة العليا لهذه البلاد ولهذه الأمة؟ كيف نستثمر هذه الطاقة الجبارة والمكبوتة الكامنة في اعماق الشباب ونوجهها نحو البناء لا الهدم أو الاستقالة؟ ذلك أن الشباب كما يقول الفيلسوف الألماني فشته » ليس وعاء يجب ملؤه، بل هو نار يجب إيقادها ». أقترح وربما أكون حالما ومغرقا في الطوباوية أن يدشن نشاط هذا الفضاء ببرمجة عرض أو أكثر لمسرحية الفاضل الجعايبي ورائعته « يحي يعيش »، ولمسرحية جعفر القاسمي » تونيزيان بوان كوم » ولطفي العبدلي وتوفيق الجبالي وعزالدين قنون ومنصف الصايم ومحمد المزي ومحمد ادريس ولمين النهدي ورؤوف بن يغلان وفرقة قفصة وفرقة الكاف…. وكل المسرحيات الموجودة على الساحة والمحتكرة في العاصمة. فإذا كنا نؤمن حقا أنّ المسرح مدرسة الشعب، وهو مؤثر ومهذب للذوق العام ومنمّ للخيال وللإحساس بالجمال، يتوجب علينا على الأقل نشر الثقافة المسرحية وملئ هذا الفراغ الفني اللامتناهي واستثمار الجهود والدعم المرصود للفرق المسرحية حتى نستفيد منها وتؤتي أكلها وتنمو وتزدهر. نحن في حاجة إلى لامركزية ثقافية حقيقية، تزحزح الحركية الثقافية من العاصمة إلى كل الجهات بداية بالولايات ووصولا إلى المعتمديات ولما لا القرى والأرياف ذات الكثافة السكانية المحترمة. إن المشكلة الحقيقية ليست في غياب الفضاءات والتجهيزات، وإنما قبل كل شيء في العقليات والأولويات ومدى توفر تصور دقيق وعميق واستراتيجية فاعلة وجدية وطموحة لجعل الثقافة عاملا فاعلا في حياتنا اليومية ومصدر رزق وتشغيل للعديد من الطاقات المتعطلة ووسيلة تربية وترويض للجماهير نحو السمو الفني والتعالي الوجداني والروحي. آه لو اشتغلت ماكنة الدعاية والاشهار والزمت التلفزات والراديوهات والصحف السيارة والمواقع الالكترونية على أن تنشر مجانا ربع ما تنشره من اشهار ل » الياغورت والبسكويت وحفّاظات النساء… » لأصبحت تونس أجمل واحلى وارقى، ولأنخفض منسوب العنف (في الملاعب والمدارس والمعاهد وضد المرأة) والكلام البذيء بصوت عال ومتهور ومتعجرف، وانعدام السلوك الحضاري ( في الشوارع والساحات العامة)،و و و… لماذا يغيب عن تخطيطنا وعقلنا السياسي هي من الأولويات الوطنية التي تصنع الفارق بين الشعوب ، وتساعد على التحمل والتعايش مع الحياة والوجود؟ لقد صدق نيتشه حين قال « لنا الفن حتى لا تقتلنا الحقيقة »، حقيقة أنفسنا وواقعنا وموقعنا.. نحن لا نملك الا ان نتساءل الى أي مدى هناك فعلا تصور وإستراتيجية طويلة الأمد وهمّة عالية وصدق نوايا، واستشارة ثقافية حقيقة، وبحث عن الأفكار الجديدة والحلول المبدعة؟ لو كان ذلك كذالك لأضحت تونس عاصمة مسرحية كما أمست مصر عاصمة سنمائية، وليس ذلك علينا بعزيز لأننا نتوفر على خطاب مسرحي رفيع ومرموق وهذا بشهادة أهل الذكر في المشرق والمغرب. ولكن ما العمل إذا كان الأفق السياسي فقير وضيق، والطموح قصير وملتصق باليومي والآني الأشد تفاهة وهبوطا، وإذا كانت الأولويات جميعا متجهة صوب الكرة والاستهلاك، حتى صار البطن والقدم أهم قيمة وأرفع درجة من الرأس والعينين وبقية الحواس الخمس؟ لقد صرنا –والحق يقال- في ولاية بنزرت، ولسنا أبدا استثناء أو بدعا من باقي الولايات، نعجز عن متابعة وهضم ونقد ما ينتج في الساحة الثقافية والمسرحية ويبقى سجين العاصمة، ونتمنى وما باليد حيلة أن نقدر على فك الارتباط ولو بصفة متقطعة ومناسبتية مع التلفزة والمقهى والملعب والسوق وهموم الحياة اليومية التي تبلد الذهن وتذهب العقل.. وأخيرا، رحم الله كوفيثيوس القائل: » من يفكر في أمد أيام يزرع العشب، ومن يفكر في أمد سنوات يغرس الشجر، ومن يفكر في أمد قرون يربّي أجيالا ». جابر القفصي
أولويات الانتماء
عبدالسلام المسدّي (*) لقد سبق للنورمانديين أن غزوا في عام 1066 للميلاد بلاد الإنجليز، وأحلّوا لغتهم محل لغة أهل البلاد، ودام الأمر زهاء القرنين، أصبحت اللغة الغازية خلالها لسان التداول في كل المؤسسات، وضاع من لغة أهل البلاد ثلثها لمجرد أنهم استبدلوا بألفاظهم الأنجلوسكسونية مصطلحات إفرنجية، وظلت البلاد تقاوم الحضور الاستعماري حتى تحررت، وكان إلقاء خطاب العرش عام 1362 باللغة الإنجليزية حدثا رمزيا بالغ الإفصاح. وصدر في العام نفسه قرار سياسي جعل اللغة الإنجليزية لغة المحاكم، ولم يأتِ عام 1385 حتى عمت اللغة الوطنية كافة مؤسسات التعليم، وبدأت تتقلص حالة الفوضى اللغوية، إذ أصبحت لغة الوسط الشرقي لإنجلترا والتي انبثقت عنها لغة العاصمة لندن هي اللغة الجامعة، ولم يكد يحل القرن الخامس عشر حتى سادت الإنجليزية وانحسرت تماما لغة الإفرنج. هو ذاك الذي نبغي، فنحن نبحث عن استزراع الوعي اللغوي من خلال الوعي السياسي، أن نؤصّل الوعي من خلال الوعي المضاد، نحن نطمح أن يتصالح العرب مع هويتهم بمجرد أن يتصالحوا مع لغتهم، وما من سبيل إلى ذلك إلا حين يدركون التماهيَ الأقصى بين السياسة واللغة والهوية. أفلا ينظرون إلى عدوهم كيف بعث الحياة في لغته بعد الممات، فلم تمضِ خمس سنوات على اغتصابهم حق الأرض بعد قرار التقسيم عام (1948) حتى بادروا إلى إنشاء مجمع اللغة العبرية (1953) ثمّ كونوا مجلسا أعلى يضم نحو أربعين لجنة متخصصة في كل الفروع العلمية والفكرية والأدبية والفنية، تهتم بمسايرة اللغة للتطور المستمر، واستحداث المصطلحات والمفردات العبرية التي تغطي الحاجة في كل المجالات، وما يتفق عليه منها ينشر في الجريدة الرسمية، ويصبح العمل به إجبارياً في الدوائر الحكومية والمؤسسات المدنية والجامعات ودور التعليم ووسائل الإعلام بأنواعها، ويعاقب القانون كل من يخالف ذلك ولا يلتزمه، وبذلك استطاعوا أن يبعثوا الحياة في اللغة العبرية بعد أن شبعت موتا، وخلقوا لها كيانا بعد أن كانت أثرا من آثار التاريخ وهم يقولون إن اللغة العبرية هي المعبرة عن شخصيتهم وثقافتهم وتاريخهم والجامعة لكيانهم المشتت، والصاهرة لكل اختلافاتهم الفكرية والرابطة لوحدتهم وتضامنهم. إن التشريع اللغوي مسألة في غاية الدقة، وهي قضية مبدئية كثيرا ما كانت مرآة تطفو على سطحها الهواجس المغمورة والإشكالات المزهود فيها، والعرب –من فرط ثقتهم بأن عوامل التهرئة لا يمكن أن تنال من لغتهم ولا أن تأتيَ على رسمها– زهدوا في أخذ أنفسهم بالحذر، وأغمضوا أعينهم عن الاستشراف المستقبلي الحصيف. إن فكرة التشريع اللغوي مقترنة جدا بحيثيات السهر على تطبيقه، فهو في حد ذاته رمز رفيع الدلالة على الإحساس بأشراط الهوية، ويظل الفارق متفاوتا من حيث القيمة الإجرائية للتشريع. ولقد عرف العرب نماذج من هذه الفوارق الفاصلة بين النص القانوني وطرائق الالتزام به، كما عرفوا انبتات التصور النظري المجرد عن الواقع التاريخي الجارف. وتظل فكرة التشريع اللغوي قائمة على مبدأ حماية اللغة القومية من هيمنة اللغة الأجنبية عليها، وذلك حين تحتكر القسط الأكبر في ساحة التداول، وينطبق هذا على كل النماذج بما فيها قانون حماية اللغة الفرنسية، ولكن بعض البلاد قد تعرف تعددا لغويا ينجم عن التعدد الإثني، فيكون التشريع اللغوي قادحا لاشتعال الفتنة بين الأجناس العرقية، وفي ذلك دليل آخر على الارتباط الوثيق بين الهوية والعامل اللغوي، ففي (12 يوليو 1963) سنت الحكومة البلجيكية تشريعات اصطلحوا عليها بالقوانين اللغوية، فانتفضت في العاصمة بروكسل الجماهير الشعبية ذات الانتماءات الإثنية المتنوعة، فتراجعت الحكومة، وأقرت بحقوقهم في الاحتماء باللغة حفاظا على هويتهم التاريخية، وما لبث الأمر أن تحول تدريجيا إلى صراع حادّ. وبصرف النظر عن تعدد الأمثلة وتنوع النماذج فإن الذي نريد الإلحاح عليه هو أن القائمين على مصائر شعوبنا العربية لم يخطر ببالهم بعدُ –ونخشى أنه لن يخطر– أن الضرورة اليوم تدعو إلى تصور قرارات تحمي اللغة القومية من اكتساح العاميات لمجالها الحيوي، وإلى رسم خطوط الفصل بين التمسك من جهة أولى باللغة الفصحى كجامع موحد، واحترام المنظومات الأدائية المعبرة عن فطرة الاكتساب الأمومي وعن خصيصة الانتماء البديهي ضمن دائرة الاحتضان الأولى، من جهة ثانية. إن موضوع الهوية أصبح يستلزم منا طرحا جديدا، وذلك في ضوء سببين اثنين، أولهما تغير المشهد الثقافي الإنساني بما أفضى إلى انقلاب مرجعياته وإلى اضطراب سلم أولوياته، وثانيهما تصدّر العامل اللغوي أمام سائر المقومات التي منها تتكون منظومة قيم الانتماء الحضاري. لقد كان بديهياً أن الهوية ترتكز على أركان تاريخية يتصدرها الانتماء إلى أصول سلالية واحدة، وهي تلك التي تمثل خريطة الأجناس والأعراق، ثم تأتي اللغة كعنصر معبر عن ذاك الانخراط السلالي، ثم تأتي بعد ذلك المعتقدات التي طالما كانت الجامع بالضرورة في مختلف الثقافات. وعرف العرب –خلال القرن العشرين– من المذاهب السياسية التحزبية ما أدخل تعديلا على سلم الرتب، فأقام الهوية على وحدة الانتماء السلالي، ووحدة اللغة، ووحدة التاريخ، مسقطا بذلك الركن الروحي وإن اعتبره مقوما مؤازرا لمنظومة القيم التي عليها يستوي معمار الهوية، وكان في ذلك تصور استراتيجي يهدف إلى توحيد صف العروبة بمختلف المعتقدات الروحية القائمة بين أبنائها. وعلى هذا الأساس يمكننا أن نتأول التحوير الذي أدخله العراق على علم البلاد الذي هو رمز السيادة إبان حرب الخليج الثانية (1990 – 1991) فعبارة (الله أكبر) التي أضيفت إلى العَلَم توحي بالتراجع في الفلسفة التي قامت عليها المذهبيّة البعثيّة، ولكننا عند التأمل نغادر الظاهر على السطح، فنتبين أن العبارة تُضمِر إيحاءين، فلك أن تتأولها على أنها شارة من شارات المسلم عند افتتاح الخطاب، ولك أن ترى فيها عبارة التوحيد التي تشترك فيها الديانات السماوية. والذي يدعمنا فيما نذهب إليه أنها خالفت في نصها وفي إضمارها العبارة التي يحملها العلم السعودي والتي لا تحتمل التأويلين، وهي (لا إله إلا الله، محمّد رسول الله). (*) كاتب ووزير سابق من تونس
(المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 26 ماي 2010)
علماء الزيتونة ومواقف خير الدين الإصلاحية (1)
كمال عمران (*) اخترنا أن ندرس علاقة خير الدين التونسي بعلماء الزيتونة ممن خالطهم وممن كانت لهم وظيفة في آراء خير الدين سواء منها ما حفظه كتابه « أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك « أو في ما ظهر من رسائل ومذكرات وما إليه من آثار تبرز من حين لآخر ومن وثائق دونت المواقف التحديثية لخير الدين وبطنت الرؤى الزيتونية ما خفي منها وما ظهر. وقد اخترنا مدونة تتمثل في عدد من التقريظ وقد حبرها شيوخ الزيتونة عقب ظهور كتاب « أقوم المسالك » سنة 1867 فضلا عن الرجوع إلى مدونات خاصة لعلماء الزيتونة في عصر خير الدين أو قبله بقليل. وقد أضفنا نتفا من آثار ومصنفات تتعلق بالفكر الزيتوني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على وجه الخصوص وأردنا أن نحلل تأثير مواقف الزيتونيين في فكر خير الدين على مستويات ثلاثة: 1 – ثقافة الزيتونيين وقد كانت جامعة لعدد غير قليل منهم للعلوم الشرعية ولمسالك الطرقية. 2 – موقف علماء الشرع من عهد الأمان ومن قضية العربان. 3 – أثر علماء الزيتونة في مواقف خير الدين في مسألة الأخذ عن التمدن الأوروباوي. ثقافة الزيتونيين الجامعة للعلوم الشرعية ولمسالك الطرقية: يمكن أن نبين عن الفكرة الأولى التي ملأت أقوم المسالك وجعلت منه بيانا في عمليات الإصلاح وخلاصتها:إن في كتاب «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك» انعتاقا من وضعية الوهن وفيه دعوة إلى رسم المثال عن أوروبا.وهي فكرة أساسية أولى تحتاج إلى معاضدة من المؤسسة الدينية فكيف كانت الثقافة في هذه المؤسسة للخوض في علاقات جديدة مع أوروبا؟ إذا رجعنا إلى كتاب نزهة الأنظار لمحمود مقديش في الجزء الثاني على وجه الخصوص فإننا سنقف عند فصل مهم تكلم فيه على فكرة الطرقية وأضاف إليها التبريرات لهذه الظاهرة وهي تحتاج منا إلى تحليل له صلة بعلاقة علماء الزيتونة بخير الدين سواء منها المباشرة أو غير المباشرة، لقد جاء الكلام على الطرقية والأولياء والزوايا والكرامات في نزهة الأنظار قائما على مرجعية جعلها المؤلف ثابتة فقد بوأ الأولياء منزلة في الثقافة الإسلامية رائدة وكأنه يلمع إلى كون الطرقية هي السبيل المثلى لحياة المسلمين في دينهم ودنياهم وضرب أمثلة من النقل كثيرة أراد بها أن يجوس خلال المنظومة الدينية الإسلامية من خلال الدور الذي اضطلع به الأولياء، ولم يقتصر مقديش على تونس فحسب بل كان نوع الرياضة الفكرية الذي جعله للأولياء وللزوايا عبر الجزأين من كتابه أفقا لتركيز فكرة الولاية ودور الزوايا في الثقافة الإسلامية أيضا. ولنا أن نطرح عددا من الأسئلة نظرا إلى ما كان عليه جل الزيتونيين من عمل بفكرة الأولياء والزوايا ناهيك أن الشيخ المالكي إبراهيم الرياحي وهو من هو في علوم الشرع كان جالبا للطريقة التيجانية من فاس وجعلها راية له ما زال الناس أو بعضهم يضطلع بها في زاويته قرب نهج الباشا بالعاصمة إلى يوم الناس هذا. السؤال الأول: إلى أي مدى كان يتاح للشيخ الزيتوني وقد جمع بين الفقه والطرقية أن يكون رائدا إزاء ما طرأ على الحياة الاجتماعية والفكرية من تغيرات بسبب العلاقة الجديدة بين أوروبا والإيالة التونسية وبعد أن استعمرت فرنسا أرض الجزائر سنة 1830 أليس هذه الإشكالية ذات أثر في تفكير شيوخ الزيتونة؟ ألم تكن مما يعطل لما يمكن أن يصدر عنهم من توازن في الحياة الثقافية بعد أن جد عليها طارئ التمدن القادم من أوروبا؟ أليست الثقافة الزيتونية جمعا بين الفقه والطرقية أداة إلى انحسار في دائرة التفكير يغلب عليها فكر مقيد بريادة الشيخ وبسلطان الزاوية على الحياة الثقافية وقد كان للزاوية شأو كبير لن نطيل فيه نظرا إلى ما في كتاب « نزهة الأنظار « من الأخبار الجامعة للغريب والعجيب إذا لم نقل الحاشدة للامعقول كما عشش في أذهان علماء الزيتونة وكذلك في تفكير رجال السلطة في الإيالة التونسية؟ أليست النتيجة الحتمية للجمع بين الفقه والزوايا تكليس لوظيفة الإنسان فوق الأرض كما جاء بها القرآن أي كما أنبأ بها المصدر الذي إليه يثوب علماء الزيتونة وقد دعا إلى أن يكون الإنسان خليفة لله في الأرض بما للخلافة من مسؤولية تقوم على البناء والفاعلية حتى تكون الخلافة بالفعل؟ (*) أستاذ جامعي تونسي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 26 ماي 2010)
أكد أن انتماءه الوحيد لحزب الإنسان ضياء الموسوي: الديمقراطيات العربية الضعيفة خير ألف مرة من نموذج الدولة الدينية
حاوره : رشيد يلوح اغتنمت «العرب» فرصة حضور الكاتب والمفكر البحريني المثير للجدل ضياء الموسوي في الدوحة، فأجرت معه هذا الحوار الذي عبر فيه عن مجموعة من آرائه ومواقفه، حيث تحدث عن مبادرته الجديدة «حزب الإنسان» شارحا رؤيته وأهدافه، واعتبره مجالا إنسانيا مفتوحا لكل الإبداعات والمشاركات الإنسانية بغض النظر عن عقائد الأعضاء والمشاركين. واعتبر الموسوي نفسه مزيجا من الثقافات ومركبا من التجارب المختلفة وشخصا منفتحا على كل الفضاءات، وانتقد الممارسة الدينية عند السنة والشيعة على السواء، وبخصوص الوضع المذهبي في البحرين شدد الموسوي على أن البحرين تعيش حالة من التعايش بين السنة والشيعة مع وجود بعض الاستثناءات الشاذة بحسب تعبيره، مسجلا حضور الديانات السماوية الثلاث جنبا إلى جنب في الحياة العامة البحرينية، ودعا إلى الحذر من المتاجرين بالمذاهب والساعين لتأزيم العقل المسلم، المنشغلين بالبحث التاريخي السلبي. ولم يتردد الموسوي في التعبير عن رأيه في تفضيل التجربة الديمقراطية الضعيفة في العالم العربي على نموذج الدولة الدينية المستبدة، معتبرا أن الإصلاح الديني هو بوابة التغيير في العالم العربي والإسلامي. وعبر المفكر البحريني عن تفاؤله وثقته في تجاوز أزمة عمل قناة الجزيرة في البحرين، وفي ما يتصل بمواقف الغرب الأخيرة بخصوص المآذن والنقاب أكد ضيفنا أن من حق الغرب أن يضع قوانينه ويحمي هويته . وحول علاقته بالكنيسة نفى الموسوي أن يكون «مسكونا بالكنيسة» مؤكدا في المقابل أنه «مسكون بالإنسانية». وصرح بأن أغلب الحركات الإسلامية تؤمن بالدولة الدينية، وأنها مرشحة بقوة لتبني نموذج الدولة الدينية المستبدة، وانتقد تورط العقل الإسلامي في المسكنات الفكرية والأوهام، وفي المقابل أشار الموساوي إلى أن الشعوب الأوربية تعاني بدورها من الأمراض، لكنها تحمي نفسها بالمؤسسات المدنية والممارسة العقلانية. وفيما يلي نص الحوار: تُشرف منذ سنوات في البحرين على مركز للحوار الثقافي.. فأين وصل هذا المشروع؟
– تم تأسيس «مركز الحوار الثقافي» قبل خمس سنوات تقريبا، وكان يطمح إلى خلق علاقات بنيوية ثقافيا وحضاريا مع المجتمعات العربية والغربية وهذا الكوكتيل من الثقافات، لكن الأفق الآن أصبح أكبر.
ما هذا الأفق إذن؟
– لقد أسست «حزب الإنسان» حاليا في البحرين، ومن خلاله نتواصل مع كل العالم، خصوصا في عالم عربي وعالم إسلامي مفخخ، خاصة في غياب الفهم بين الشعوب العربية الإسلامية والشعوب الغربية، وتجد في المقابل أن (البوت) العسكري هو دائما سيد الموقف، نحن نقول: لا.. هناك جوانب مضيئة عند كلا الطرفين، ويبقى السؤال المطروح هو: كيف نفتح العقول والقلوب على بعضها البعض بعيدا عن البراغماتية السياسية؟ من هذا المنطلق أسست حزب الإنسان، وهو ليس حزبا سياسيا، لكنه يدعو إلى فهم السياسة دون التورط في خدعها، أو أن نكون لعبة في يد السياسيين، والأعضاء الذين يتواصلون معنا هم من مختلف دول العالم، منهم من يريد أن يرسم لوحة أو يسجل موسيقى أو يقوم بترجمة أو تأليف كتاب، كل من يريد خدمة الإنسان كما هو الإنسان بعيدا عن العقيدة سيكون منتميا إلينا، وقريبا سندشن موقعنا الإلكتروني، ولدينا مقر، ورصدنا جائزة للإبداع الإنساني، والفائز في أي إبداع إنساني ستكون جائزته كما يلي: إذا كان مثلا في مجال الإخراج فسنوفر له رحلة إلى هوليوود ليطلع على تطور فن ومهارات الإخراج العالمي، وإذا كان على مستوى الفن فسنبعثه لكي يزور مواقع الإبداع في فرنسا أو إيطاليا وهكذا..
قد يحار البعض في فهم مشروعك.. فهل لك أن تحدثنا عن حدود الثقافة والسياسة والدين في خطابك؟
– (ضاحكا): كيف تستطيع أن تمسك الهواء؟ انظر أخي.. الحضارات لا يمكن أن تسمو وتنمو بدون أخلاق، لذلك فلسنا مع البراغماتية السياسية كما طرحها ميكيافيلي في «الأمير»، بل نحن نبحث عن إضاءات، وهي موجودة في السياسة وفي الفنون وفي الاقتصاد وغير ذلك، نحن كوكتيل «أوسباجيتي»، حتى ديكورات حزب الإنسان تعكس التنوع وتعدد الثقافات، والإمام علي (عليه السلام) يقول: «أعلم الناس مَنْ جمع كلَّ العلوم»، ونحن نؤمن طبعا بالتخصص، فعندما تأخذ باقة ورد بيضاء تكون جميلة، وعندما تأخذ باقة ورد حمراء تكون جميلة، ولكن الأجمل عندما تكون باقة الورد منوعة.
تبدو فكرتك متلبسة بالرؤية الصوفية.. فهل تتفق معي في هذا الأمر؟
– ما أجمل التصوف، ما أجمل قول رابعة العدوية عندما تنشد:
أنا من أهوى، ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا فإذا أبصرته أبصـرتني وإذا أبصرتني أبصرتنا
التصوف حالة من الانقطاع الجميل، ونحن كما قلت نبحث عن إضاءات، وأنا لا أؤمن بالرؤية التعتيمية، هذه نظرة قديمة، الآن النظرة العلمية هي أن تضع كل شيء في ميزان، لذلك فأنا خليط من ثقافات.. خليط من تكوينات.. مركب من أشكال متنوعة، بدأت بالشعر وعشت في إيران عشر سنوات، وقضيت ثلثي عمري في الأحزاب، ثم انفتحت على الحضارات الأخرى وقرأت الفلسفة الغربية وزرت أوروبا والدول الإسلامية، ومن كل هذا الخليط خرجت بهذا المشروع الذي أعتبره باقة العمر، وهو أن أكون إنسانا، وانتمائي الوحيد هو للإنسان، وأدعو إلى حزب الإنسان، وأنا لست رومانسيا ولا مراهقا فكريا..
في نقدك للممارسة الدينية تنطلق من النموذج التاريخي الشيعي الذي يختلف في كثير من الجوانب عن نظيره السني، فهل تستحضر هذه المفارقة عندما تخاطب العرب السنة؟
-إنني أدعو إلى التصالح مع الذات حتى تتصالح مع النصوص، بمعنى أنني أقوم بعمليات حفرية بحسب التعبير الفلسفي، فمهما كانت قيمة النص الموجود ومهما ضربت له الدفوف لا يهمني هذا، بقدر اهتمامي بأن ينسجم النص مع العقل والواقع وأن يكون ثابتا في انتمائه للرسول صلى الله عليه وآله، والخروج من السنية والشيعية مسألة مهمة أيضا، في الفلسفة يقولون: لكي تدخل إلى المشرحة الفكرية يجب أن تتجرد من كل ما علمته وما حفظته وما تحمله من الهواجس النفسية والفكرية، ثم تبدأ بتشريح النص.
وأنا أحمل رؤية نقدية للممارسات الدينية عند السنة والشيعة، وأعتقد أن كل مذهب فيه إيجابيات وسلبيات، وأحاول أن أبحث عن الإيجابيات وأبتعد عن السلبيات وأتجاوزها، يقول ديكارت «ينبغي لنا تدمير القناعات الخاطئة»، ونحن عندنا القرآن والسنة وأهل البيت والصحابة كأسس وثوابت موجودة، وما بعدهم يبقى أشياء بشرية قابلة للنقاش، وما وصلنا عن الرسول صلى الله عليه وآله أو عن أهل البيت ينبغي لنا التحقق منه أيضا، لأنه ربما يكون هناك أناس قد لعبوا فيه، إذن فنحن في حاجة إلى تفكيك النص وإعادة تركيبه مرة أخرى والنظر إلى سياقه التاريخي، ويجب أن نسحب البيت الإسلامي ونصالحه مع العصر، سواء كان سنيا أو شيعيا.
ألا تلاحظ أن العقل الشيعي قد دخل مرحلة جديدة من المراجعات؟
– إن مرحلة رومانسية الثورة تختلف عن مرحلة بناء الدولة، حتى المعارضات، حيث تجد المعارضة تنظر للحكم العادل والتغيير وغير ذلك، وعندما تصل إلى الحكم تتغير المعادلة لأنها تصطدم بالواقع، والكثير من الوزراء قبل أن يصل إلى الوزارة يقدم الكثير من الآراء والوعود، لكن عندما يصل إلى المنصب وموقع التسيير يكتشف أن هناك الكثير من التعقيدات والحساسيات، لذلك فما زال العقل العربي أو العقل الإسلامي -و حتى الإيراني- مخطوفا إلى الأوهام ومبتلى بالمسكنات، ومسكونا بنظرية المؤامرة، والحركات الإسلامية نفسها تعيش حالة من الأنيميا وفقر الدم في معرفة الواقع، فالحياة لا تقاد بالشعارات الرنانة والمظاهرات، بل تقاد الحياة بمشاريع عملية على الأرض.. وهناك مفكر يقول عليك أن لا تناقش مؤدلجا عن الحياة لأن الدنيا غير موجودة ضمن معطياته، وفي أيام المواجهة بين البروتستانت والكاثوليك كانوا يعيشون نوعا من التأدلج والرومانسية، لكنهم راجعوا أنفسهم وبدؤوا بالتصحيح، لذلك فإنني أعتقد أن بوابة التغيير في العالم العربي والإسلامي هي الإصلاح الديني. أنت تقول إن الغرب لا يعرفنا.. – (مقاطعا) أقول يجب أن نفرق بين غرب الحكومات وغرب الشعوب..
لكن هذه الشعوب هي التي تصوت على تلك الحكومات ولقوانين منع المآذن والنقاب..؟
– صحيح.. صحيح، ولكن هذه الشعوب هي التي خرجت في مظاهرات ضد الحرب على العراق، والمؤسسات المدنية هناك تقوم بما لا يستطيع العرب القيام به، فمثلا هي التي طالبت بتوقيف الوزيرة الإسرائيلية، أقول: لا تضعوا الغرب كله في خانة واحدة، وأدعو الغرب أيضا إلى عدم النظر إلى المسلمين بنظرة واحدة أو على أنهم إرهابيون، لماذا نختصر العالم كله في الجانب السياسي، هناك جوانب كثيرة. وبالنسبة للقوانين في الغرب، أنت كذلك عندك قوانين في بلدك قد لا تتناسب مع الغربيين، وهم أيضا من حقهم حماية هويتهم وأنت لست ملزما للذهاب إليهم، ثم إنك –كمهاجر- حين تذهب يوفر لك الجواز ويوفر لك الأمن الاجتماعي والمدارس، ثم كم من مسجد يوجد في أوروبا، هناك
حوالي 20 ألف مسجد، وأنت كم من كنيسة عندك في العالم الإسلامي؟
يجب أن نراهن على العقلاء من الغرب، واليمين المتطرف الغربي يسعى إلى الحصول على أصوات انتخابية باستغلال حالة الصدام بين الغرب والمسلمين، ونحن يجب أن نبحث عن القواسم المشتركة.
انتقد البعض علاقتك بالكنيسة التي أثبتت بوضوح انحيازها ضد المسلمين وغياب حسن النية في التعامل مع قضاياهم في أكثر من مناسبة.. فما رأيك في هذا؟
– أنا لست مسكونا بالكنيسة ولا غير الكنيسة، بل إنني شخص مسكون بالإنسانية وإنصاف الآخر بما فيه الإنسان المسلم، انظر إلى مواقف الكنيسة في فلسطين الداعمة لقضية المسلمين وفي لبنان أيضا، وحتى في الغرب الكنائس ليست كلها واحدة، وهناك حاخام في روسيا دعا إلى منح المسلمين المزيد من الحريات، وهناك أيضا جماعات يهودية ضد إسرائيل، في المقابل انظر إلى المسلمين، يوجد منا المتطرف إلى أبعد الحدود، فلا يجب أن تكون الظواهر الشاذة هنا وهناك هي الموجه لنظرتنا إلى الآخر.
استغرب الكثير من المتابعين لمحاضراتك ومقالاتك عندما فوجئوا بتغييرك للباس من عباءة الفقيه إلى بذلة الحداثة.. فما سر هذا التغيير؟
– ما رأيك أنني ألبس (الناكتاي) واللباس الإفرنجي منذ عشر سنوات، في المحاضرات والندوات والشارع والحياة العامة، فقط لم أكن أظهر به في الفضائيات.. والحقيقة نحن في العالم العربي مسكونون بنظرية المؤامرة.. لماذا في الغرب لا يتساءل الكاثوليكي عن لباس وسلوكات البروتستانتي، هذه أشياء تجاوزوها، بينما نحن بسبب الفراغ الذي نعيشه ما زلنا نتابع جزئيات بعضنا البعض على الفضائيات التي تنبش في الماضي وتتراشق بالاتهامات..
في العام الماضي احتلت الصين الرتبة الثانية في البحث العلمي بـ120 ألف مقالة علمية، وفي المرتبة الأولى هناك أميركا بـ350 ألف مقالة علمية، لأن التغيير والتنمية يتحققان بشيئين فقط، هما: التعليم والبحث العلمي، بينما نحن متورطون في البحث التاريخي السلبي، ولا أحد يتحدث عن الجانب الإيجابي، مَنْ يتكلم عن جمالية الإنسان عند الإمام علي في نهج البلاغة، أو عن العدالة الجميلة عند الإمام عمر بن عبدالعزيز، لا أحد يبحث عن القواسم المشتركة الكثيرة الموجودة.. فقد كتب جورج جرداق وهو مسيحي كتابه «الإمام علي.. صوت العدالة الإنسانية».
يتابع الكثيرون المشهد السني الشيعي في البحرين.. فما الأوضاع الراهنة بين الطرفين؟
– الشعب البحريني جد متسامح، عاش فيه السني إلى جانب الشيعي منذ زمن طويل، ولا تستغرب حين تجد هناك مسجدا إلى جانب كنيسة، تاريخ من التعايش، وقد قام جلالة الملك في البحرين بتعيين المسلم واليهودي والمسيحي في مجلس الشورى، وقد وجدت الكنيسة عندنا قبل حوالي مائة عامة وهي الكنيسة الإنجيلية..
المشكلة تكمن فيمن يسعى إلى تفجير التاريخ، البعض من رجال الدين يضحكون على عقول الجماهير عبر القنوات الفضائية، ويسعون إلى تأزيم وتوتير الجمهور العربي الإسلامي، والمتشددون يبحثون باستمرار عن أسباب الوقيعة والألغام التاريخية لتفجيرها، دكاكين مذهبية تعمل للحفاظ على وضع القطيعة والصراع بين المذهبين..
ونحن في البحرين رهاننا دائما على العقلاء، رغم وجود كلمة طائشة هنا أو خطبة هناك، لكنها تبقى شاذة، وتبقى الأمور ضمن إطار التسامح الذي يعتبر أفضل الموجود في المنطقة.
لكن نحن نقول إنه يجب تأسيس واقع أقوى، لذلك نسعى من خلال حزب الإنسان كي نضم السني والشيعي والمسيحي واليهودي ونشتغل على الإبداع الإنساني، وأهم بند بالنسبة إلينا أن لا يسأل أي عضو في حزبنا عن عقيدته.
أنت تدعو إلى نموذج الدولة المدنية مقابل الدولة الدينية.. ونحن في العالم العربي نعاني من أنظمة مستبدة ترفض مشاركة المجتمع المدني؟
– في اعتقادي أن الاستبداد العربي خير بكثير من الاستبداد الديني، أن تكون على ما أنت عليه في العالم العربي داخل ديمقراطيات مازالت تحبو وسلبيات كثيرة، خير ألف مرة من دولة دينية، لأن من يجرب الدولة الدينية ويعيشها سيقل دينه، الاستبداد الديني خطير لأنه يقتلك باسم الله ويذبحك باسم الله ويصادرك باسم الله ويبتر أصابع إبداعك باسم الله، على الأقل الديكتاتور في الدولة غير الدينية حين يفعل كل هذا يقول: باسم أمن الدولة أو غيره، لذلك فإنني أعتقد أن الكثير من الحركات الدينية في العالم الإسلامي، باستثناء التجربة في ماليزيا أو تركيا أو بعض النماذج العاقلة، أقول أغلب هذه الحركات لا تؤمن إلا بالدولة الدينية، إذا وصلت إلى الحكم تبدأ بالتطبيق الخطأ للشريعة، وبتعبير آخر فإن أغلب الحركات الإسلامية في تعاطيها مع مسألة الدولة والوصول إلى مسألة الحكم، هي جينات مختلفة لكن الحمض النووي واحد، والتاريخ شاهد ولا نحتاج للدخول في التفاصيل أو الأسماء..
هذا يقودنا إلى الحديث عن الحريات في العالم العربي.. وقبل أيام شهدنا أزمة تجميد نشاط قناة الجزيرة في البحرين، كيف تقيم هذا الحدث؟ – هذه مرحلة عابرة وسنتجاوزها، لأننا في العالم العربي مهما كان سوء التفاهم نبقى أمة واحدة، وينبغي دائما السعي إلى حلول ترضي الجميع، وتعزز علاقاتنا المتينة، وأعتقد أننا بحاجة إلى تعميق العلاقة الثقافية والفكرية، وهي كفيلة بحل الكثير من المشاكل.
الأزمة ليست أزمة شعوب، فالشعوب كما يقول غوستاف لوبون في كتابه «سيكولوجية الجماهير» «مثل الأكواب، تستطيع أن تملأها بالخل أو أن تملأها بالزيت»، وكما يقول نزار قباني: «الشعب مثل الطفل الصغير يرضى بقطعة حلوى»، الشعوب طيبة، لكن المشكلة في النخب، المشكلة في المثقف عندما يخرج ويحاول أن يخلق أزمة بين شعب وشعب ومذهب ومذهب، الشعوب الأوروبية نفسها تعاني من أمراض، لكنها تحمي نفسها بالمؤسسات المدنية والنقاش العقلاني الذي يقيها من منزلقات العاطفة.
(المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 26 ماي 2010)
سيف القذافي لديه مقومات الرئيس
ألقت صحيفة واشنطن بوست بعض الضوء على ملامح شخصية سيف الإسلام القذافي، ابن الرئيس الليبي معمر القذافي، الذي وصفته بأنه نصير التغيير وقالت إنه قد يكون يوما ما رئيسا للجماهيرية الليبية. وقالت الصحيفة إن سيف الإسلام -البالغ 37 عاما- ليس له منصب رسمي في الحكومة وإن سلطته تنبع من مصدر واحد، ألا وهو والده. وتساءلت إلى أي مدى سيتحمل والده وبطانته المتنفذه مثل هذه المبادرات الداعية للتغيير، في إشارة إلى تحدي سيف الإسلام للمتشددين الليبيين وإعلانه إطلاق سراح 214 إسلاميا في جهد وصف بأنه مصالحة وطنية، خاصة وأن الذين أطلق سراحهم كان من بينهم قادة جماعة حاولت في ثلاث مناسبات قتل الزعيم الليبي. وأشارت الصحيفة إلى أن سيف القذافي -ثاني أكبر أبناء الرئيس- يعتبر على نطاق واسع خليفة والده البالغ 68 عاما الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعين عاما. فهو يتنافس مع أخوين على القيادة، لكن كثيرا من الليبيين يقولون إنه هو المفضل، وخاصة بسبب التزامه بالحريات السياسية وإصلاحات السوق الحرة. لكن سيف القذافي يواجه مقاومة شرسة من جيل المحافظين القديم بما في ذلك عدد من أفراد أسرته وعشيرته المتنفذة. وكثير من أفكاره، كتشكيل دستور وتقبل الغرب، تنافي رؤية والده. حتى مؤيدوه يقولون إنه يواجه تحديا دقيقا في تحديث ليبيا وفي نفس الوقت حفظ تراث والده. ويصفه كثيرون بأنه جريء وذو شخصية جذابة وفصيح اللسان بينما يقول عنه آخرون إنه خيالي وساذج، ويتساءل نقاده ما إن كان لديه السلطة والإرادة لمواجهة والده؟ ويقول سيف القذافي عن نفسه إنه مجرد رسول يحمل آمال المواطن الليبي العادي. ويضيف أن هذا ليس مشروعه وليست هذه أفكاره وأنها لا تتمحور حوله، بل هي رغبة وأمنية كل الليبيين أن يروا ليبيا تتقدم للأمام. ويقول محللون ومقربون إليه إن آراءه تشكلت من الصعوبات التي عاناها الليبيون تحت نير العقوبات التي تولت كبراها الولايات المتحدة وفرضت على البلد في الثمانينيات والتسعينيات بسبب ما يسمى الإرهاب، وإنه تأثر أيضا بوضع ليبيا كدولة منبوذة بعد تورطها في تفجير طائرة بان أميركان فوق لوكربي بإسكتلندا عام 1988. ويضيف المحللون أن سيف القذافي نال درجة الماجستير في أوروبا وأن تأييده للمبادئ الديمقراطية نما هناك. كما أنه كان مهتما كثيرا بمشاكل ليبيا المجتمعية، مثل إدمان المخدرات والفقر المدقع الذي تكابده الدولة رغم الثروة النفطية الهائلة. ويشار إلى أنه لعب دورا هاما في إقناع والده بالتخلي عن برنامج ليبيا للأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية عام 2003، وبذلك أنهى عزلة ليبيا الدبلوماسية. ولم تعد الولايات المتحدة تصم ليبيا بأنها راعية للإرهاب، وفي نهاية عام 2008 عينت أول سفير لها في طرابلس منذ 37 عاما. وتوافدت بعد ذلك شركات النفط الأميركية على البلاد. ويرى سيف القذافي أن إقامة علاقة جيدة مع أميركا والغرب من مصلحة ليبيا. ويذكر أنه رفض عرض والده له بثاني أقوى منصب في الحكومة وقال حينها إنه يريد أن يري دستورا لتشكيل لعبة سياسية أكثر ديمقراطية وشفافية في ليبيا، وحتى هذا الحين فإنه غير مهتم بأن يكون جزءا من الحكومة. ونوهت الصحيفة إلى أن أكبر منافسين لسيف القذافي هما أخواه، معتصم -مستشار الأمن القومي- وخميس، قائد عسكري. وهما على عكس سيف لديهما قواعد سلطة قوية في الجيش الذي يعتبر دعمه أساسيا للبقاء في السلطة. كما أن معتصم يبدو مقربا من المتشددين المعارضين لإصلاحات سيف. وأضافت أن هناك سلاحا محتملا ما زال يمسك به سيف القذافي ألا وهو شباب ليبيا. فهو يرى نفسه نصيرا لجيل من الشباب دون سن الثلاثين تبلغ نسبته 70% من السكان يتوق للتغيير وأنه يجسد حلم هذا الشباب. كما أن شعبيته ملاحظة في شوارع طرابلس. فترى الشباب في المقاهي يعلنون صراحة أنهم يؤيدونه ويثقون فيه لكسب مزيد من الحرية للتحدث علنا. لكن هناك أيضا إحباطا بأنهم لم يستفيدوا من ثروة ليبيا النفطية. واشنطن بوست (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 ماي 2010)
أوباما على خطى بوش « إرهابيا »
خلص مراسل صحيفة ذي إندبندنت في واشنطن روبرت كورنويل إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يختلف عن سلفه جورج بوش عندما يتعلق الأمر بما يسمى الإرهاب. وقال كورنويل إن توسيع الجيش الأميركي لنطاق عملياته السرية بالشرق الأوسط والقرن الأفريقي قد أفضى إلى الكثير من التذمر الذي قد يعقد العلاقات مع الحلفاء التقليديين في الشرق الأوسط، وربما يحرم الجنود الأميركيين المعتقلين من الحماية بموجب مواثيق جنيف. كما أن هذا التوجه (توسيع المشاركة الأميركية) يؤكد أن أوباما يسير على خطى سلفه بوش عندما يتعلق الأمر بالإرهاب. ويسرد الكاتب بعض الأدلة منها أن بوش أقدم على « زيادة » القوات بالعراق عام 2007، وهو ما كرره أوباما بعد عامين في أفغانستان. ثم إن أوباما أتى إلى الرئاسة وهو يتعهد بالحوار مع إيران، ولكنه الآن يخطو خطوات بوش في تبني خلطة العقوبات والمواعيد الزمنية والتهديد بالعمل العسكري ضد طهران إذا ما نفدت كل الوسائل. وفي باكستان وأفغانستان واليمن، أمر أوباما بتوسيع نطاق استخدام هجمات الطائرات بدون طيار المثيرة للجدل ضد أهداف « إرهابية »، وقد خول وكالة المخابرات المركزية أخيرا بقتل رجل الدين الأميركي المولد أنور العولقي. وحتى أن لغة الرئيسين –والكلام للكاتب- متشابهة، فبينما وصف بوش بعض الدول بـ »محور الشر »، تحدث أوباما أثناء تسلمه جائزة نوبل للسلام عن « الشر في العالم ». ويختم بأن التصديق على الموافقة على توسيع نشاطات القوات الخاصة يأتي من قبل وزارة الدفاع (بنتاغون)، وهذا ما لم يكن يؤيده سوى وزير الدفاع السابق دونالد رمسفيلد الذي كان يعد « بعبع الديمقراطيين المفضل ». إندبندنت (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 ماي 2010)