الثلاثاء، 17 مايو 2011

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNWS 11ème année, N°4011 du 17 . 05 . 2011  

archives : www.tunisnews.net


كلمة:ندوة حقوقية للبحث في طرق إصلاح جهاز الأمن التونسي

يو بي اي:مصدر أمني تونسي يؤكد وجود شكري غانم على الأراضي التونسية

كلمة:الحكومة الانتقالية تؤكد إجراء انتخابات المجلس التأسيسي في موعدها

كلمة:القضاة يترشحون بصفة مستقلة لعضوية الهيئة العليا للإنتخابات

كلمة:هيئة تحقيق أهداف الثورة تكوّن لجنة تحقق في الاعتداء على المتظاهرين

كلمة:قذائف ليبية تسقط في التراب التونسي

الصباح:وفد من رجال الأعمال الايطاليين يزور تونس

الحوارنت:محكمة ميلانو تنصف الشيخ راشد الغنوشي

عامر بن احمد:الجانب المظلم في قضية الوردانين

الصباح:تأجيل النظر في رفع الحصانة عن الرّاجحي ماذا يعني التأجيل.. وهل يكون الاعتذار تمهيدا لحلّ وسط؟

كلمة:انخفاض حركة السياح والبضائع في المواني التونسية

وات:تقلص نشاط ورقم معاملات ناقلات جوية تونسية وأجنبية

أبناء المنظمة الشغيلة:بيان للرّأي العام النقابي

الصباح:تحديات كبرى أمام المجلس التأسيسي 5

خميس بن بريّـك:ما هي العراقيل أمام انتخابات 24 جويلية؟ وماهي مخاطر تنظيمها في موعدها؟

الصباح:من يحدّد مصير 24 جويلية.. ومتى؟

الصباح:في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة اليوم استكمال تركيبة الهيئة المستقلة للانتخابات بعد ترشح 7 قضاة

هند الهاروني:الغاية لا تبرر الوسيلة يا سي أحمد نجيب الشابي والظلم ما هوش باهي

الحوارنت:تـونـس تـسـتـعـد لـبـنـاء دولـة الـشـّعـب…

يسري الســاحلي:حرائق في « مبنى الثورة »

د.حمادي العبيدي:ثعـابيـن أولاد أحمــد

أسرار وكنوز في تونس استغلالها يوفر مئات آلاف مواطن الشغل ويحول بلادنا إلى جنة على وجه الأرض

غسان بن خليفة:أبعد من الراجحي… انّها الثورة المضادّة

د. محمد بن نصر:يسألونك عن الضمانات…

الجزيرة نت:الثوار يعززون تقدمهم نحو طرابلس غارات للناتو وانشقاق مسؤول ليبي

سويس انفو:الجزائر تنفي اتهامات الثوار الليبيين وتتوجس من مستقبل العلاقات مع طرابلس

القدس العربي:بريطانيا تلوح بمذكرة اعتقال تصدر عن الجنائية الدولية بحق الرئيس السوري

القدس العربي:الافراج عن سوزان مبارك بكفالة


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

تابعوا جديدأخبار تونس نيوز على الفايس بوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141


ندوة حقوقية للبحث في طرق إصلاح جهاز الأمن التونسي


بالاشتراك مع مؤسسات المجتمع المدني والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان نظم أمس الاثنين ندوة بعنوان من أجل أمن ديمقراطي للبحث في السبل الكفيلة لإصلاح الأمن في تونس .
وتهدف الندوة حسب الناطقة الرسمية للمجلس الوطني للحريات إلى البحث في السبل الكفيلة لإعادة هيكلة جهاز الأمن ومساعدته على التخلص من السلوكيات التي تعود على ممارستها وضرورة تناسب الجهاز الأمني مع المعايير الدولية .
وقد أعرب وزير الداخلية الحبيب الصيد الذي حضر الندوة استعداد السلطة لتطوير المنظومة الأمنية التي يجب أن تقوم على احترام الإنسان وحرية التظاهر و التعبير.
و تم فسح المجال لتقديم عدد من المداخلات التي أمنها بالخصوص أستاذ القانون الدولي هيكل بن محفوظ الذي تناول في مداخلته رؤيته لإصلاح جهاز الأمن الذي يجب أن تنبني عقيدته الجديدة على الولاء للدولة عوض الولاء للنظام القائم و أن يتشبع بمبادئ حقوق الإنسان. كما تناول السيد جمال الصياح بعض الاقتراحات لإصلاح جهاز الأمن بتونس.  
فيما عرض رئيس البرلمان البولوني تجربة بلاده في مجال إصلاح القطاع الأمني التي وصفت بالمفيدة للتجربة التونسية. يذكر أن هذه الندوة هي الأولى من نوعها التي تبحث في تطوير المنظومة الأمنية وإصلاحها بعد الثورة و بمشاركة أطراف من المجتمع المدني و يعتبر عدد من المراقبين ان انعقادها يعتبر بداية جيدة لإصلاح المنظومة الأمنية خصوصا أمام التفهم الذي أبداه المسؤولون الأمنيون الذين أكدوا على استعدادهم للتواصل مع مكونات المجتمع المدني معتبرين أن الثورة حررت الجهاز الأمني الذي كان ممنوعا من التواصل مع المجتمع  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 17 ماي 2010)

<



2011-05-17  
تونس- (يو بي اي): أكد مصدر أمني تونسي الثلاثاء وجود رئيس مجلس إدارة المؤسسة الليبية للنفط شكري غانم على الأراضي التونسية، بعدما ترددت أنباء عن انشقاقه عن نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال المصدر ليونايتد برس إنترناشونال إن غانم، رئيس الحكومة الليبية السابق، دخل التراب التونسي مساء الأحد الماضي عبر معبر رأس جدير في اقصى الجنوب التونسي، وانه يقيم حاليا في فندق « رويال غولدن » في جزيرة جربة، الواقعة على بعد 550 كيلومتراً عن تونس العاصمة. ويمثل غانم البالغ من العمر 68 عاما ليبيا في اجتماعات منظمة اوبك. وكان المسؤول الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط منذ عام 2006. ومن ناحية أخرى، أكد المصدر نفسه إن السلطات العسكرية التونسية قامت بإغلاق الجانب التونسي من معبر الذهيبة/ وازن على الحدود مع ليبيا نظرا لاحتدام المعارك بين القوات الموالية للعقيد القذافي والمعارضة المسلحة التي تسيطر على هذا المعبر منذ نحو أسبوعين. وقال شاهد عيان ليونايتد برس إن طائرات حربية من نوع (أف5) ومروحيات، لم يوضح هويتها، تحلق بكثافة فوق هذه المنطقة، فيما عزز الجيش التونسي صفوفه بمدرعات ومدافع ميدان بمحاذاتها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 ماي 2010)

<



عقد مجلس الوزراء للحكومة الانتقالية، صباح يوم أمس الاثنين بقصر الحكومة بالقصبة، اجتماعه الدوري برئاسة السيد فؤاد المبزع رئيس الجمهورية المؤقت وأفاد الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء، أن المجلس الوزاري قد نظر في عديد المسائل وصادق على بعض مشاريع لمراسيم، تقدم بها كل من وزير الداخلية والدفاع والثقافة و الصناعة والتكنولوجيا. كما وقعت المصادقة على مقترحات تقدم بها وزير الدفاع الوطني لتعديل منظومة الخدمة الوطنية.
وأضاف الناطق الرسمي أن المجلس قد استمع إلى بيان تقدم يه وزيرا الدفاع والداخلية حول الوضع الأمني في البلاد خاصة على الحدود التونسية الليبية.
كما استمع المجلس الوزاري إلى بيان وزير الشؤون الاجتماعية حول استمرار الاضرابات والاعتصامات وإلى بيان وزير التربية حول الاستعدادا لإجراء الامتحانات الوطنية وتوفير المناخ الأمني الملائم بالتعاون مع الوزارات المختصة.
وأكد مجلس الوزراء حرص الحكومة الانتقالية على إجراء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في موعدها المحدد ليوم 24 جويلية 2011 كما أبدت الحكومة استعدادها للتعاون مع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 17 ماي 2010)

<



تقدم يوم الإثنين سبعة قضاة بترشحاتهم للانضمام إلى تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ينتظر أن تنتخب الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ثلاثة منهم لتكتمل بذلك تركيبة العليا المستقلة للانتخابات. وقد تقدم القضاة بترشحاتهم بصفة مستقلة بعد مقاطعة جمعية القضاة وامتناعها عن تقديم مرشحين باسمها.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 17 ماي 2010)

<



خلال اجتماعها المنعقد يوم أمس قررت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي تشكيل لجنة مستقلة للتقصي في الاعتداءات بالعنف من قبل عناصر الأمن على المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة يوم السبت 14 ماي 2011، وتتكون اللجنة من ستة أعضاء يمثلون القضاة والمحامين والمستقلين وأطباء. وكانت وزارة الداخلية قد اعتذرت عما اركبه أعوانها في شارع الحبيب بورقيبة يوم الخميس 5 ماي من اعتداء بالعنف الشديد على المتظاهرين والصحفيين (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 17 ماي 2010)

<



سقط أمس الاثنين عدد من القذائف الليبية داخل الأراضي التونسية، وأوضح أحد شهود العيان أن خمس قذائف ليبية سقطت في ساعة متأخرة في منطقة الذهيبة الواقعة على الحدود التونسية الليبية. وقال المصدر لراديو كلمة إن القذائف سقطت في جبل طويل الذهيبة شرق المعبر الحدودي بين البلدين الذي تسيطر على جانبه الليبي المعارضة الليبية. من جهة أخرى أعلنت وكالة تونس إفريقيا للأنباء أمس الإثنين أن معبر راس جدير الحدودي شهد مرور عدد من الشخصيات الرسمية الليبية إلى تونس في طريقها إلى جزيرة جربة ومن بين هذه الشخصيات حسب مصادر خاصة أمين شؤون التعاون للاتصال الخارجي ومدير الجمارك الليبية وممثل ليبيا لدى الجامعة العربية وأمين تعاونية المهن الالكترونية إلى جانب منسق العلاقات الخارجية للشؤون الإفريقية و العربية. وكانت تقارير صحفية غير مؤكدة أشارت في وقت سابق إلى أن محمد معمر القذافي النجل الأكبر للعقيد القذافي، يوجد حاليا في جزيرة جربة التونسية للعلاج، حيث يرافقه عدد من مسؤولي المخابرات الليبية  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 17 ماي 2010)

<



قدم أمس الى تونس وفد من رجال الأعمال الايطاليين بدعوة من الحزب الديمقراطي التقدمي. وفي هذا الشأن أشارت ميّة الجريبي أمينة عام الحزب في تصريح لـ »الصباح » أن هذه الزيارة قد مهد لها سابقا وهي تندرج في إطار رسالة ثقة الى تونس على المستوى الاقتصادي. وأضافت أن الوفد ستكون له لقاءات مع وزيري الصناعة والتنمية الجهوية للتفاوض حول إرساء شراكة بين الجانبين التونسي والايطالي. جهـاد  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 ماي 2010)

<



الحوار نت / رضا المشرقي / ايطاليا / قضت محكمة ميلانو بادانة عضو البرلمان الأوروبي المصري الأصل مجدي كريستيانو علام ببث معلومات خاطئة في كتابه « تحيا اسرائيل » و الذي طبعته دار مندادوري أشهر دار الطباعة الايطالية عندما اتهم فية الشيخ راشد الغنوشي بالتشدد و بث الكره العنصري و الدعوة الى تحطيم اسرائيل. و حسب قرار المحكمة فان مجدي علام نشر اتهامات للشيخ راشد الغنوشي دون أن يتمكن من اثبات صحتها في حين اعتبر المحامي لوكا باووتشي (محامي الشيخ راشد الغنوشي) أن الحكم جاء لينصف الغنوشي الذي اتهم مجانا و دون وجه حق. و قد أثبت المحاكمة أن راشد الغنوشي الذي عان من التهجير القسري ببريطانيا في عهد بن علي كان يدعو الى التسامح و اعادة قراءة الاسلام و هو ما يدفعنا الى الابتعاد عن استعمال الاسلام كخطر حسب باوتشو مضيفا أنه من الصعب دحر تهم تمحورت حول معلومات خاطئة اذا جاء بها اعلامي كمجدي علام مثل هاته الحالة. وقد أدين مجدي علام بغرامة مالية بلغت 38 ألف يورو (أكثر من 75 ألف دينارا تونسي) في حين طولب من دار مندادوريMondadori للنشر بسحب الفقرات التي تتهم الشيخ راشد الغنوشي. (المصدر: شبكة « الحوار.نت » بتاريخ 17 ماي 2011) نص الخبر كما نُشر يوم 15 ماي 2011 في موقع إعلامي إيطالي:  
Magdi Cristiano Allam condannato dal tribunale di Milano per diffamazione
 
MILANO / Magdi Cristiano Allam, scrittore ed editorialista impegnato politicamente, è stato condannato dal tribunale di Milano per diffamazione ai danni dell’intellettuale e leader democratico islamista, Rachid Gannouchi di origini tunisine. Nel suo libro edito da Mondadori, “Viva Israele”, Allam ha accusato Gannouchi di essere un fondamentalista, fautore di odio e di istagazione all’aggressione nei confronti di Israele. Il tribunale di Milano ha stabilito che le accuse sono del tutto infondate, basate su fonti di cui Allam non ha saputo dare conto. “Una condanna che rende giustizia alle accuse infondate e gratuite che Allam nel suo libro, ha rivolto al mio cliente”, ha detto Luca Bauccio, legale di Gannouchi. Il processo ha dimostrato come l’intellettuale e democratico Gannouchi fosse un perseguitato del regime tunisino di Ben Ali, caduto nel frattempo e come per molti anni da esiliato in Gran Bretagna abbia fatto appello alla tolleranza e al riformismo dell’Islam. “Sarebbe il caso di evitare di strumentalizzare il pericolo islamista”, ha ribadito Bauccio, “perché quando si lanciano accuse infondate, specie da parte di chi ha accesso ai media come Allam, è difficile dimostrare che sono false, quando lo sono come in questo caso”. Allam è stato condannato ad un risarcimento di 38 mila euro e la casa editrice Mondadori, a rimuovere dal testo le frasi diffamatorie nei confronti di
Gannouchi. (Source: le site “Cronaca Live”, le 15 mai 2011) Lien :http://www.cronacalive.it/magdi-cristiano-allam-condannato-dal-tribunale-di-milano-per-diffamazione.html



بقلم : عامر بن احمد *
لن يستطيع الحكماء أثناء هدير الثورات أن ينطقوا بالحقيقة لان موجة الظلم هائلة لا تقاوم..هذا ما قاله احد فلاسفة الثورة الفرنسية بعد ا ن برزت بعد الثورة حقائق مدوية كان يعتقد أنها من المسلمات. و في تونس أيضا برزت حقيقة براءة فادية حمدي المتهمة بصفع محمد البوعزيزي الذي لم يكن أبدا من أصحاب الشهائد العليا ، وكادت الثورة أن تذهب بالمتهمة أمام موجة التقديس التي أحيط بها البوعزيزي مفجر الثورة في تونس حسب بعض وسائل الإعلام. ولقي البشير الجلاصي حتفه في السجن المدني بالكاف و هو المتهم بتأجير بعض المرتزقة لحرق مركز الأمن بالمدينة وإثارة الفوضى و لكن لم يثبت التحقيق ضده أي من النهم مما جعله يموت كمدا .
و الآن بعد مرور أكثر من أربعة اشهر على حادثة ما يعرف بقضية الوردانين وبعد أن هدأت النفوس يحق لنا أن نفتح ملف القضية من جديد و ننظر إليها من زاوية الإنصاف و العدل و أن نسمع المتهمين وروايتهم للأحداث بعد أن أسمعتنا الثورة على طريقتها رواية الضحايا وأطنبت في تعليلها.
حادثة الوردانين حادثة مؤلمة لا شك، سقط فيها ستة من خيرة شبابها الذين تمردوا على حالة الطورائ وخرجوا مسلحين بالعصي و الهروات و بنادق الصيد لحماية مدينتهم من المخربين والقناصة الذين نفي الوزير الأول وجودهم.
بعد الإطلاع على قرار ختم البحث الذي أحاله حاكم التحقيق الثالث بالمحكمة الابتدائية بسوسة على دائرة الاتهام يتفق كل الشهود أن الشخصية المحورية في القضية و التي دارت المعركة حولها لم يقع التأكد من وجودها..قيس بن علي هذا الذي تحركت القافلة الأمنية لتهريبه عبر طريق الوردانين مساكن لم يقع التعرف إليه من طرف أي من الشهود أو المتضررين وهو ما أكده تقرير الجيش الوطني الذي نفى وجوده ضمن القافلة التي وقع اعتراضها على مستوى مدينة الوردانين وهذا ما يجعل الرواية الأولى المقدمة عقب الثورة مشكوك في صحتها خصوصا أمام سقوط أهم ركن قامت عليه وهو وجود قيس بن على وهو الهدف من تحرك القافلة.
ويقول المتهمون إن تحرك القافلة الأمنية جاءت بعد ورود معلومة أمنية مفادها أن المدعو يوسف بن سالم بصدد القيام بتخريب مركز الأمن بالوردانين و نهبه عندئذ تحرك عدد من أعوان الأمن بأسلحتهم الفردية و الجماعية بأمر من رئيس منطقة الشرطة بالمنستير واجتازوا الحواجز الأمنية التي اعترضتهم إلا أنهم واجهوا الصد في احد الحواجز على مستوى مدينة الوردانين حيث صرح الشاهد أنيس بن سالم انه قام بفلق عجلات السيارات الأمنية مستعملا خنجرا و ذلك قصد تعطيل سير القافلة ليتسنى لقوات الجيش القدوم.
 
 
و في الأثناء قامت مشادات كلامية حسب نفس الشهود بين عدد من أبناء الوردانين الذين كان البعض يحمل في يده قوارير الجعة حسب احد الشهود الذين تم سماعهم وبقيت القافلة أكثر من خمسة وأربعين دقيقة تنتظر قدوم الجيش وسط هستيريا من الفوضى و تبادل الاتهامات وما يصاحب مثل هذه الحوادث خصوصا لما يكون الطرف المقابل عدد من عناصر الأمن التي تعمل في نفيس المدينة وفي المقابل بعضا من الفارين من سجن المنستير و سجن المسعدين يوم 14 جانفي. استعمل أعوان الأمن أسلحتهم لإطلاق النار في الهواء لتفريق الحاضرين الذين فاق عددهم حسب الشهود أكثر من ثلاثمائة شخص واستعمل بعض المنحرفين المسلحين ببنادق الصيد أعوان الأمن مباشرة مما أحدث أصابت في صفوفهم أثبتتها التقارير الطبية و خبراء الأسلحة.كما اثبت الطبيب الشرعي أن القتلى الذين سقطوا في الواقعة أصيبوا بالرصاص من مسافات بعيدة فيما أصيب حسب التقرير نفسه البعض بشظايا الرصاص.
 

هذا هو الجانب المظلم الذي لم يقع تسليط الضوء عليه من طرف الإعلام . و في المقابل وأثار التحقيق الذي اشرف عليه قلم التحقيق الثالث بالمحكمة الابتدائية بسوسة غضب محامي المتهمين الذين رأوا فيه عددا من الاخلالات القانونية إضافة إلى عدم اتخاذ موقف محايد من القضية خصوصا أمام إصراره على عدم إجراء مكافحة بين الشهود والمتهمين الموقوفين وكذلك عدم قبوله لبعض الشهادات التي تعطي أبعادا أخرى للقضية و هو ما اثأر لدى بعض المحامين تخوفا من الاتجاهات التي قد تأخذها القضية خصوصا بعد إقحام الرئيس المخلوع وزوجته في القضية مما يعطي أبعادا سياسية للقضية تجعل القاضي مكبلا باتجاهات الري العام لا بنصوصه القانونية.
لا شك أن من سقط شهيدا من أبنائنا في الوردانين هم من شهداء تونس الذين نفتخر بهم وننادي بالقصاص العادل من قاتليهم و لكن من حق أعوان الأمن الذين قالوا أنهم لبوا نداء الواجب حبا في الوطن و انسجاما مع الثورة في وقت اختفت فه ضمائر غيرهم ممن خيروا الهروب و الاختفاء و ترك البلاد تسبح في بحر من القتل و الفوضى والنهب.
 
جدير إن نسمعهم وان ننصت إليهم كما يجدر بنا ان نسمع المتضررين وأهات عائلاتهم المكلومين دون تأثر بواقع الرأي العام المشحون ضد رجل الأمن الذي اثبت أن غيابه يهدد المسار الديمقراطي برمته. *محامي

<


تأجيل النظر في رفع الحصانة عن الرّاجحي ماذا يعني التأجيل.. وهل يكون الاعتذار تمهيدا لحلّ وسط؟

اجتمع المجلس الأعلى للقضاء مساء أمس وقرر تأجيل النظر في مطلب رفع الحصانة المتعلق بالقاضي فرحات الراجحي إلى يوم السبت صباحا 21 ماي الجاري. وأكد مصدر قضائي سام لـ»الصباح» أن ملف فرحات الراجحي ورفع الحصانة القضائية عنه من عدمه قد تشهد تسوية ومصالحة بينه وبين الحكومة المؤقتة، إذ ترجّح مصادرنا أن هذا الملف الذي شد انتباه أغلبية الرأي العام والسلك القضائي بالخصوص قد يقع طيّه. ومن جهته فقد أكد أحمد الرحموني رئيس جمعية القضاة التونسية لـ»الصباح» أن تأجيل النظر في مطلب رفع الحصانة عن القاضي فرحات الراجحي جاء لإعادة النظر في عناصر الملف.. ويبدو، حسب رأي الرحموني، أن هناك مساع للمصالحة، كما أن هناك دلائل عن انفراج «الأزمة». ويجدر التذكير أن فرحات الراجحي وجّه في نهاية الأسبوع المنقضي رسالة إلى الرأي العام ضمّنها اعتذاره للجيش الوطني وقياداته عما طالهم من ضيم نتيجة لتأويلات تصريحاته الأخيرة، مؤكدا أنه لم يفكـّر يوما في الإساءة لأحد، فما بالك الإساءة لسلك وطني ماهر في حماية شعبنا وبلدنا… وكانت «الصباح» نشرت هذه الرسالة كاملة في عدد يوم الأحد الفارط…  
عمار النميري (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 ماي 2010)

<



أظهرت إحصائيات حديثة صادرة عن وزارة النقل أن توقف الرحلات السياحية البحرية نحو تونس أدى إلى تقهقر بنسبة 81 في المائة في عدد السياح الوافدين عبر الموانئ حيث انخفض عددهم منذ بداية سنة 2011 إلى 6393 سائحا مقابل 32792 سائحا خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
كما انخفض عدد المسافرين عبر الموانئ التونسية بنسبة 12 في المائة فيما سجلت الحركة الإجمالية لنقل البضائع في الموانئ البحرية التجارية التونسية انخفاضا بنسبة 21 في المائة حتى أفريل من العام الجاري، كما انخفض عدد الحاويات التي تم نقلها عبر الموانئ التونسية بنسبة 20 في المائة ليصل إلى 85 ألف حاوية مقابل 106 آلاف حاوية خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2010  
 
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 17 ماي 2010)

<



تونس (وات) اظهرت احصائيات حديثة أصدرتها وزارة النقل والتجهيز أن رقم معاملات شركة الخطوط الجوية التونسية انخفض بنسبة 26 بالمائة خلال الاشهر الاربعة الاولى من سنة 2011 بعد أن تراجع بقيمة 53 مليون دينار مقارنة بنفس الفترة من 2010. وخلال الاشهر الاربعة الاولى من 2011 تراجعت حركة نقل المسافرين على متن الناقلات التابعة لهذه الشركة بنسبة 22 بالمائة اذ تم تسجيل نقص بحوالي 197 الف مسافر مقارنة بنفس الفترة من 2010. وتكبدت الشركة خسائر مالية بقيمة 550 الف دينار جراء أضرار على مستوى البنية التحتية والتجهيزات. وتدنى رقم معاملات الخطوط التونسية للخدمات الارضية خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام الجاري بقيمة 6ر3 ملايين دينار أي بنسبة 23 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من 2010. من ناحية أخرى تراجع رقم معاملات شركة الطيران الجديد بقيمة 753ر42 مليون دينار أي بنسبة 55 بالمائة كما تراجع حجم نشاط الشركة بنحو 6688 ساعة طيران أي بنسبة 67 بالمائة. وانخفض رقم معاملات شركة الخطوط التونسية السريعة بقيمة 5ر1 مليون دينار أي بنسبة 15 بالمائة وتقلص عدد المسافرين على متن ناقلات الشركة ب 8366 مسافرا أي بنسبة 9 بالمائة. وتقلص رقم معاملات شركة صابينا تكنيكس (المتخصصة في صيانة الطائرات) بقيمة 950 الف دينار. وشهد رقم معاملات مركز تدريب الطيارين بتونس بدورة تراجعا بقيمة 3ر1 مليون دينار وسجل رقم معاملات شركة دوفري (السوق الحرة) انخفاضا بقيمة 440ر5 مليون أورو اي بنسبة 28ر31 بالمائة ورقم معاملات شركة تاف (التركية) بقيمة 16ر1 مليون يورو أي بنسبة 40ر18 بالمائة. كما تقلص رقم معاملات ديوان الطيران المدني والمطارات خلال الاشهر الثلاثة الاولى من سنة 2011 بقيمة 103 الاف دينار اي بنسبة 22ر0 بالمائة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 ماي 2010)

<



مثّلت خمسة تحديات كبرى أهم الإشكاليات التي قد تعترض العملية الانتخابية و »الموعد المشهود » ليوم 24 جويلية القادم لانتخاب المجلس الوطني التّأسيسي، استعرضها الأستاذ صلاح الدين الجورشي خلال مداخلته « الإشكاليات المطروحة أثناء العملية الإنتخابية » ضمن « اجتماع تمهيديّ عربيّ حول الإصلاح الإنتخابي ومراقبة الإنتخابات في تونس »
نظّمه أمس كلّ من « المعهد العربي لحقوق الإنسان » و »الرّابطة التّونسية للدّفاع عن حقوق الإنسان » بالتّعاون مع « الجمعية اللبنانية من أجل الدّيمقراطية » وتتواصل فعالياته اليوم.
ويهدف هذا الاجتماع وفق ما أشار إليه رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان عبد الباسط بن حسن « إلى اقتراح حلول لتطويرالتشريعات والسياسات والإسهام في بناء مؤسسات ديمقراطية قوية ودائمة الرّقابة على أداء السلطات وتطوير ثقافة الدّيمقراطية والمواطنة فضلا عن بحث طرق بناء مسار انتخابي فعّال »
وقد تمحورت جلسات الإجتماع التّمهيدي العربي في يومه الأوّل حول ستّة مسائل، الأولى خصّصت »للسّياق السّياسي في علاقته بانتخابات المجلس التأسيسي » والثانية اهتمت بمهام « الهيئة المستقلّة للإنتخابات وآليات عملها » أما المداخلة الثالثة فكانت الإشكاليات المطروحة أثناء العملية الإنتخابية، والمداخلة الرابعة اهتمّت « بتقديم بعض التجارب العربية المقارنة حول مسارات الإصلاح الإنتخابي في الدول العربية » فيما قدمت المداخلة الأخيرة « بعض التجارب العربية المقارنة من قبل الفاعلين في عملية مراقبة الإنتخابات ».  
 
خمسة تحديات في الأفق
وقد أكّد صلاح الدّين الجورشي في مداخلته أنّ  » تونس مقبلة على انتخابات مختلفة تماما من حيث التركيبة والإعداد والإشراف بعيد كل البعد عن إشراف وزارة الداخلية بإقرار قانون يوفّر العديد من الضمانات » وأضاف أنّ « تاريخ 24 جويلية المقبل في حدّ ذاته يعدّ من أولى التّحديات التي قد تعترض العملية الإنتخابية وقد يجد التونسيون أنفسهم أمام خطرين، أولهما خطر الإقبال على انتخابات متسرّعة لا تتوفّر فيها شروط النّجاح وبالتالي إمكانية السقوط في إشكالية الطعن في النتائج، و الخطر الثاني يكمن في اشكالية تأجيل الانتخابات وبالتالي تواصل حالة لاشرعية الأوضاع والمؤسّسات والهيئات لتزيد من توسيع أرضية المناورات السّياسية باعتبار أنّنا اليوم نعيش حالة هشاشة على جميع الأصعدة ».
أما التحدي الثاني فيتعلق بمسألة تكوين مراقبين يتّمتعون بالمصداقية والشفافية والإستقلالية قد يصعب تكوينهم خلال هذه الفترة الوجيزة خاصّة وأنّ عددهم قد يفوق الـ5 آلاف مراقب. فيما طُرحت مسألة هوية الأحزاب كتحدّ ثالث باعتبار الشكوك الكبيرة والواسعة التي تدور حولها فيما يخصّ برامجها وتمويلاتها وغيرها من الإشكاليات.
وقد طرح الجورشي أهمّية تبسيط القانون الإنتخابي للعموم في هذه الفترة الحسّاسة ذلك أن الكثيرين يجهلون « ما معنى هذا القانون » مما قد يتطلب من الجهات الإعلامية جهدا كبيرا لتفسيره وبسطه لتسهيل مجريات العملية الإنتخابية.
أما التحدي الخامس فبلوره الجورشي حول « ضرورة التمييز بين المجلس القومي الـتأسيسي والإنتخابات البرلمانية، فالمطلوب انتخاب مجلس تأسيسي جامع، فالتفكير في انتخابات بالنمط البرلماني قد يقدم مشروعا غير ناجع وناجح »
ولتخطي هذه التحديات وضمان نجاح انتخابات المجلس التأسيسي على جميع الأطراف تضمن سير العملية الإنتخابية ضمن ظروف أمنية ملائمة باعتبار أن خطر العنف احتمال قائم الذات بالإضافة إلى خطر الإنفاق المالي الذي يستوجب بالضرورة وضع سقف للتمويلات، إلى جانب ضمان حياد الإدارة والمساجد والفضاءات الدينية.  
 
« 24 جويلية » نقطة بداية العمل الديمقراطي
رأى الأستاذ عمار عبود أمين عام الجمعية اللبنانية لديمقراطية الإنتخابات « أن العملية الانتخابية تمثل العماد الأساسي لاستقامة أي نظام سياسي، فموعد 24 جويلية يعد نقطة بداية العمل الديمقراطي وهو لا يقل أهمية عن إنشاء دستور جديد للبلاد » وأضاف  » أن العملية الديمقراطية لا تستقيم في غياب بيئة صحيحة أولها قانون انتخابي يستند إلى المعايير الدولية وحدّ أدنى للثقافة الإنتخابية لدى المواطن ولدى الناخب » .
ومن جهته أكد الأستاذ علي الزيني عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن « كل التونسيين يرغبون في انتخابات مستقلة وحرة وشفافة والتي لا يمكن أن تكون إلا بعملية مراقبة فعلية تتطلب من المجتمع المدني التونسي أن يدلو بدلوه في هذه العملية بكل امكانياته » وأضاف أن « الرابطة منكبة مع جميع الأطراف والجمعيات والمنظمات في الإعداد لإحداث مرصد وطني لمراقبة الإنتخابات يُغطي فعليا العملية الإنتخابية برمتها من ذلك تكوين ما يتراوح ما بين 5 و 6 آلاف مراقب » وأضاف أن  » المراقبة الوطنية للإنتخابات والتي قد تضفي مصداقية كبيرة من عدمها حتى وان وجدت مراقبة دولية »
 
طرق الإقتراع
وبين الأستاذ شفيق صرصار عضو الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة وفيما يخص قانون الإنتخابات للمجلس التأسيسي أنه « لا توجد طريقة اقتراع مثالية وإلا لاختارتها جميع الدول » كما أكد أنه « لم تتعصب لجنة الخبراء عند إعدادها لمشروع المرسوم لطريقة اقتراع معينة بل اختارت من بين أكثر من 80 طريقة طريقتين هما الإقتراع بالأغلبية على الأفراد في دورتين والإقتراع حسب التمثيل النسبي مع الأخذ بأكبر المتوسطات » معرفة هذه الطرق بأنها « جملة القواعد التي تضبط كيفية تقديم الترشحات والتصويت واحتساب نتائج الإنتخابات ».
ولدى تطرقها الى مرسوم انتخابات المجلس التاسيسي استعرضت عضو الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة حفيظة شقير اهم فصول هذا المرسوم مركزة على المكسب الذى يحقق فائدة المرأة التونسية من خلال اقرار مبدا التناصف الذى اعتبرته « رافدا لتحقيق العدالة الاجتماعية ». إيمان عبد اللطيف  

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 ماي 2010)

<



خميس بن بريّـك
لم يعد يفصل التونسيين عن موعد الانتخابات سوى أكثر من شهرين بقليل. ومع اقتراب العدّ التنازلي لهذا الاستحقاق التاريخي تلوح في الأفق شكوك حول القدرة على الوفاء بهذا الموعد. ويرى مراقبون أن الكلّ أصبح يلقي بالكرة في ملعب الآخر بشأن الإعلان عن تأجيل الانتخابات، مع بروز عوائق فنية وإدارية تحول دون إجراء انتخابات نزيهة وغير قابلة للطعن في نتائجها. وسبق أن ألمحت الحكومة الانتقالية على لسان وزيرها الأول إمكانية تأجيل الانتخابات، في حال أعلنت الهيئة العليا للإصلاح السياسي عن عوائق فنية تحول دون إجرائها يوم 24 جويلية المقبل. لكن الهيئة العليا للإصلاح السياسي ترفض تحمل مسؤولية تأجيل الانتخابات، معللة بأنها صاغت القانون الانتخابي في ظرف قياسي ولم تتأخر في انتخاب أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الجهة المسؤولة على مراقبة العملية الانتخابية برمتها. عوائق فنية لقد أنهت الهيئة العليا للإصلاح السياسي مداولاتها حول صياغة القانون الانتخابي منذ يوم 11 أفريل الماضي، كما انتخبت أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يوم 7 ماي الحالي. لكن المشكل القائم الآن هو الشغور الحاصل في عضوية الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، التي ستشرف على مراقبة الانتخابات بدءا من التثبت في الترشحات وحتى الإعلان عن النتائج الأولية والنهائية. وإلى حدّ الساعة لم يقع ترشيح ثلاثة قضاة لعضويتها بعد انسحاب جمعية القضاة التونسيين من الهيئة العليا للإصلاح السياسي احتجاجا على ما وصفته بتحريف الفصل الثامن من القانون المحدث للهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وينص الفصل الثامن على اختيار ثلاثة قضاة من قبل الهيئة العليا للإصلاح السياسي من بين ستة مرشحين يتم اقتراحهم بالتناصف من قبل كل من جمعية القضاة التونسيين ونقابة القضاة بالتساوي من بين مستشاري المحكمة الإدارية ومستشاري دائرة المحاسبات وقضاة الرتبة الثالثة من القضاء العدلي. لكن جمعية القضاة التونسيين تطعن في نزاهة نقابة القضاة، حديثة الولادة. وسيتسبب هذا الجدل القائم حول تعيين ثلاثة قضاة لعضوية الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، التي تضمّ إدارتها المركزية 16 عضوا، في خلق إضطراب في عملها وهو ما سيصعب عليها مهمة ضبط رزنامتها كاقتراح تقسيم الدوائر، وتحديد تاريخ قبول الترشحات، وتحديد تاريخ الطعن في رفض بعض الترشحات، وتنظيم قائمة الناخبين… ومن بين العراقيل الفنية، التي ستواجهها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، مسألة ضيق الوقت وهو عامل آخر يلعب ضدها باعتبار أنها مسؤولة على تكوين ما بين 6 آلاف و 7 آلاف مراقب للانتخابات في كامل الولايات، وهي مسؤولة على أن يتمتعوا بالاستقلالية والنزاهة والكفاءة، وإلا فيا خيبة المسعى. أمّا التحدي الأكبر بالنسبة إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فيكمن في كونها ستشرف لأول مرّة على مراقبة الانتخابات في كامل مراحلها، لاسيما خلال انطلاق الحملة الانتخابية وضمان تساوي في الإعلام الانتخابي ومراقبة مصادر تمويل الأحزاب. وفي انتظار أن يلتحق الممثلين الثلاثة عن القضاة في عوضيتها تجد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نفسها في فوهة بركان مع ثقل حجم المسؤولية الملقاة على كاهلها، لاسيما وأنّ أي خطأ في ضبط زنامة عملها يهدد إجراء الانتخابات في موعدها. ويشار إلى أن الانتخابات السابقة كانت تنظم في عهد الرئيس المخلوع تحت إشراف وزارة الداخلية، وقد شهدت طعونات كثيرة في نتائجها. كما كان المرصد الوطني للانتخابات شاهد زور على نتائجها. مخاطر مطروحة ويرى بعض المراقبين أنّ إجراء الانتخابات المقبلة في موعدها تشوبه مخاوف من الإقدام على انتخابات لا تتوفر فيها كل شروط ومقومات النجاح، وهو ما قد يفجر عاصفة من الطعون والتشكيك في نتائجها، وبالتالي قد تفشل هذه التجربة الأولى في تاريخ البلاد.
كما ينتقد البعض عدم إلمام الإعلاميين بالقانون الانتخابي والخلفيات السياسية بسبب غياب التكوين السياسي، وهو سبب آخر قد يفسد مصداقية الانتخابات باعتبار أنّ الإعلام يلعب دورا كبيرا في تثقيف الناخبين، الذين سيذهب الكثير منهم للتصويت دون دراية كافية بالمرشحين، وهو ما يؤثر على نتائج الانتخابات وبالتالي على تشكيلة المجلس التأسيسي. أمّا المخاطر المترتبة عن تأجيل الانتخابات فهي تتمثل في تواصل صبغة اللاشرعية التي تمرّ بها البلاد، وهو ما قد يضع البلاد على طريق تلفه مخاطر التوتر الأمني بسبب هشاشة كل الأطراف. ومع ذلك تستغرب أحزاب سياسية من تمسك السلطة بموعد الانتخابات وتقول إنّ تاريخ 24 جويلية غير مقدس، وإنه يمكن تأجيلها إلى أكتوبر أو نوفمبر من أجل الإعداد الجيّد لإنجاحها. (المصدر: موقع « المصدر » بتاريخ 17 ماي 2011) الرابط: www.almasdar.tn

<



تناقلت بعض الأوساط السياسية في الأيام القليلة الماضية، حديثا حول إمكانية تأجيل موعد انتخابات المجلس التأسيسي المقررة لـ24 جويلية المقبل رغم أنه لم يرد أي موقف رسمي ولا أي مؤشر واضح يؤكد ذلك. غير أن الغموض والارتباك يكاد يصبح وضعا عاديا يشمل مختلف المواضيع والوقائع والتواريخ دون استثناء مع تواصل الوضع الانتقالي…فهل حقا سيؤجل موعد انتخاب المجلس التأسيسي؟ استحوذت نقطة الموعد الانتخابي على حيز هام في محادثات الوزير الأول مع ممثلين عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومنها (الاتحاد العام التونسي للشغل والحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد والتكتل من أجل العمل والحريات وحركة النهضة…). وتواصلت اللقاءات على امتداد كامل الأسبوع المنقضي ومازالت مستمرة، وذلك لمزيد الاستماع إلى تلك المكونات حول آرائها وحججها التي تنطلق منها في بناء مواقفها من توقيت الانتخابات.  
إجماع ووجهت أصابع لـ »أطراف » لم يعلن عنها إلى الآن بالتسبب في الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد في الأسبوع المنقضي، وبادر عدد من الأحزاب بالإعلان عن موقفها حتى أن حزب العمال الشيوعي التونسي عبر عن استعداده لـ »خوض الانتخابات غدا » في ندوة صحفية أجراها. ومن ناحيته أكد هنا عبد الرزاق الهمامي رئيس الهيئة الـتأسيسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي أن حزبه « موافق على إجراء الانتخابات في موعدها ». ويعتبر الحبيب بوعجيلة القيادي بحزب الإصلاح والتنمية أنه من الضروري « الإسراع في بناء الشرعية »، فالمرحلة انتقالية حسب رأيه لا يمكن أن تحتمل البلاد تواصلها حسب رأيه، فهي « محفوفة بالمخاطر والارتباك والغموض وغياب الشرعية ». ويؤكد البشير العبيدي عن الحزب الاشتراكي اليساري في نفس السياق أن حزبه متمسك منذ البداية بالموعد المقرر، ويعتبر هذه المحطة الانتخابية « ستكون ملأ للفراغ الدستوري »، و »مؤسسة للشرعية ». ومن ناحيته يذهب إبراهيم بالربيحة القيادي بحزب التكتل من أجل العمل والحريات إلى أن تحسن الوضعية الأمنية التي تعيشه البلاد في الأيام القليلة الماضية سيكون « حافزا من أجل الذهاب إلى هذا الموعد ».  
الظروف تعيش البلاد وضعا انتقاليا صعبا على مختلف المستويات، ومنها تذبذبا في الحالة الأمنية، ويجمع أغلب الملاحظين على أن توفر الاستقرار الأمني ضمانة رئيسية لإنجاح الاستحقاق الانتخابي، ويعتبر إبراهيم بالربيحة أن الذهاب في اتجاه تحسين الأوضاع الأمنية سيكون له وقع جيد حتى يتم التحضير للاستحقاق الانتخابي. ومن ناحية أخرى قد تكون لتوفر الإرادة السياسية من مختلف القوى وقع ايجابي لإنجاح هذا الاستحقاق في الموعد المقرر له ويذهب هنا الحبيب بوعجيلة إلى أن الوفاق السياسي والإرادة الحقيقية هي ضمانة أخرى للذهاب إلى هذا الموعد الحاسم، فيما يؤكد البشير العبيدي أن استمرار « حالة الفراغ قد تزيد من إضعاف « الحكومة الانتقالية والأطراف السياسية ». من ناحية أخرى يعتبر عدد من الملاحظين أن التحضير اللوجستي لهذا الموعد « بطيء نوعا ما  » خاصة أن هذا الموعد تنتظره مراحل عديدة ومنها تحيين القائمات الانتخابية، وتحديد مكاتب الانتخاب وتقسيم الدوائر الانتخابية أيضا..ويدور حديث في الساحة السياسية حول احتمال أن تعترض التحضير « سيناريوهات » مؤثرة ومعثرة مع تواصل الوضعية الانتقالية والغموض الذي يرافقها والأخبار التي تثير بلبلة بين الفينة والأخرى كتلك الأخبار التي تروج الآن والمشكوك في مصداقيتها، خاصة في بعض المواقع الاجتماعية في الانترنت حول « دخول تنظيم القاعدة على الخط ».. ورغم توفر مختلف المؤشرات من إجماع أغلب الأطراف على استعدادها خوض الاستحقاق الانتخابي وتحسن الاوضاع الأمنية وتواصل عجلة التحضير اللوجستي (من حث للمواطنين على استبدال بطاقات التعريف الوطنية، وإعداد القوانين الانتخابية والتجهيزات والأموال..الخ) لهذا الموعد »رغم بطئه »، فان السؤال الذي يطرح نفسه هنا، من يحدد مصير 24 جويلية؟ ومتى؟  
أيمن الزمالي  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 ماي 2010)

<


في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة اليوم استكمال تركيبة الهيئة المستقلة للانتخابات بعد ترشح 7 قضاة


أعلن عياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة أن سبعة قضاة قدموا ترشحاتهم للانضمام إلى الهيئة المستقلة للانتخابات على أن يتم اليوم الثلاثاء انتخاب ثلاثة منهم وتكتمل بذلك قائمة أعضاء الهيئة المستقلة التي ستشرف على انتخابات المجلس التأسيسي والمكونة من 16 عضوا. ويتوزع القضاة المترشحون حسب ما أفاد به بن عاشور في افتتاح جلسة للهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة التي انعقدت أمس بمجلس المستشارين بباردو كما يلي: قاضيان عن دائرة المحاسبات: عمر التونكتي، حاتم شاكر قاضيان عن المحكمة الإدارية: مراد بن مولهي، سهام بوعجيلة ثلاث قضاة عن المحاكم العدلية: محمود الجريبي، نبيهة الكافي، محمد بن سالم علما أن عملية انتخاب القضاة المترشحين للهيئة المستقلة للانتخابات تأتي بعد امتناع جمعية القضاة التونسيين عن تقديم مرشحيها من القضاة احتجاجا على تعديل الفصل 8 من المرسوم المنظم للهيئة المستقلة للانتخابات. واقترح بن عاشور مواصلة النقاش حول مسودة « العقد الجمهوري » التي تتضمن مجموعة من المبادئ الأساسية والقيم الديمقراطية سيتم طرحها للأحزاب والقائمات المترشحة للانتخابات للتوقيع عليها، كما اقترح على اعضاء الهيئة النظر في مشروع قانون للأحزاب السياسية وللجمعيات يتم تطبيقه خلال المرحلة الانتقالية، فضلا عن مشروع مرسوم حول الإعلام..  
لجنة للتحقيق في اعتداءات على متظاهرين… وقبل فسح مناقشة مسودة العقد الجمهوري اقترحت الأستاذة نجاة اليعقوبي مناقشة ما قالت انها اعتداءات حصلت في حق متظاهرين شاركوا مؤخرا في مسيرات سلمية، كان آخرها يوم 14 ماي الجاري، أمام المسرح البلدي وقالت إنه تم تسجيل « اعتداءات خطيرة » على الحرمة الجسدية للمتظاهرين وصلت حد الاعتداء بالفاحشة على متظاهر وتعذيبه بعد أن رفض الاعتراف بأنه تلقى اموالا من حزب العمال الشيوعي للقيام بأعمال تخريب.. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة للتقصي في التجاوزات التي تدخل في خانة الاعتداء على حقوق الإنسان تتكون من ستة أعضاء من محامين وحقوقيين وأطباء، وهم: انور القوصري، مختار يحياوي، سمير بن عمر، ابراهيم بودربالة، نجوى مخلوفي، وسامي بن ساسي. وستعمل هذه اللجنة بالتنسيق والتعاون مع مصالح وزارة الداخلية لتحديد ملابسات ما جرى ومسؤولية كل طرف تجاوز السلطات الموكولة له.  
تنديد ومطالبة بالتحقيق وقد سبق الاتفاق على تشكيل لجنة تحقيق في التجاوزات: تنديد اعضاء من الهيئة، تعدي افراد من الأمن على متظاهرين، وتواصل التعذيب، لكن بعض اعضاء الهيئة اقترحوا التثبت في التجاوزات المزعومة وطلب تفسيرات من وزير الداخلية، على غرار المنصف اليعقوبي (اتحاد الشغل) الذي ندد بما اسماه « الممارسات القمعية » ضد المتظاهرين، ودعا إلى استدعاء وزير الداخلية لمناقشة مسألة التجاوزات والانفلات الأمني.. بدوره لاحظ عصام الشابي (الديمقراطي التقدمي) أنه من غير المعقول أن تتحول الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة إلى شحن للراي العام كلما تتحسن الأوضاع الأمنية، داعيا إلى تكوين لجنة للتحقيق في الاعتداءات والتدقيق فيها والتثبت في الوثائق والمؤيدات حتى يكون موقف الهيئة مسؤولا. نفس الموقف تقريبا صدر عن الصحبي معتوق (حركة النهضة)، الذي قال « لا نختلف في ادانة الاعتداءات الجسدية، بل يجب التحري في الموضوع قبل كل شيء. » واعتبر أن خوض الهيئة في مشاريع قوانين تهم الأحزاب والإعلام، مسائل ستهمش موعد جويلية الانتخابي وسيحيد عن دور الهيئة الرئيسي، على اعتبار أن عدة مسائل تهم الانتخابات لم تنظر فيها الهيئة بعد. وقالت خديجة الشريف أن المنظمات الحقوقية قامت بمجهود للعمل مع وزارة الداخلية ومناقشة المسائل المطروحة بما فيها رسكلة رجال الأمن، وآخرها كان لقاءا تم يوم أمس حول اصلاح جهاز الشرطة حضره وزير الداخلية وتم خلاله طرح مسألة الاعتداءات على المتظاهرين التي بدا أن بعضها صحيح والبعض الآخر فيها نوع من الغموض.. وطالب سمير بن عمر (المؤتمر من أجل الجمهورية) بمناقشة تحديد قائمة الممنوعين من الترشح للتأسيسي، فيما دعا محمد القوماني (حزب الإصلاح والتنمية) إلى وجوب التمسك بالموعد الانتخابي المحدد، ملاحظا وجود تراجع على الالتزام بهذا الموعد، وهو ما سيكون سببا في ادخال البلاد في حالة من عدم الاستقرار السياسي. وتساءل « ما الجدوى من قانون احزاب جديد والانتخابات على الأبواب؟ » وطالب عبد العزيز العايب (ممثل مدنين) بضرورة بعث لجنة تفكير حول صلاحيات الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة كما يضبطها المرسوم المنظم لها. وينتظر اليوم ان يتم مواصلة النقاش بشأن مسودة العقد الجمهوري، بعد انتخاب ثلاثة قضاة للهيئة المستقلة للانتخابات، فضلا عن تشكيل لجنة ستكلف بالاتصال والتنسيق مع الحكومة الانتقالية. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 ماي 2010)

<



هند الهاروني في 16 ماي 2011
 
العنوان : في نابل :الشابي يهاجم النهضة على الرابط :http://www.facebook.com/video/video.php?v=1980991654574&comments  
وماذا بينا وقتلي ترى الي سياستك ما تمشيش ماعاش تقولنا : « و إلا » و « ماكانش » رانا ما نخافوش لا من حزب النهضة و لا مالجيش و لا مالفوضى و لا من أي شئ.
سي أحمد نجيب الشابي إذا حزبك عندو برنامج و إنت متفق فيه معاه مش كيما عندما دخلت في الحكومة المؤقتة ما شاورتهمش، برنامج يفيد و يقنع الشعب و أحرار الثورة بالخصوص و النخبة و الأحزاب و منهم حركة النهضة، قدمو.
علاش تستعمل في المنابر للتهجم على حزب حركة النهضة نفس الأسلوب خدم بيه بن علي المخلوع و شوفو و ينو تو … و أحنا ماعادش قابلين إلي همو الوحيد بش يولي « رئيس » يحط ضحايا على الطريق …. و حزب النهضة ماهوش حاشى من يسمع « البهيم القصير بش إلي يجي يركب عليه ».
الأستاذ أحمد نجيب الشابي يتهجم على حركة النهضة بخطابات جوفاء و من الأسباب الرئيسية هو أنها لم تقبل تواجده في حكومة هي امتداد لبن علي زمن اعتصامات القصبة كما هو شأن كثير ممن يساندون الثورة التونسية أما أن يجعل شغله الشاغل التهجم على حركة النهضة و اقحام آيات معدودات من آيات القرآن الكريم في سياق يريده هو و يجعل منها تحديدا لماهية برنامج حركة النهضة بعد أن يخرجها من سياقها الذي تعتمده النهضة عندما استشهدت بالآيات التي يذكرها عنها و يكررها على لسانه و لا يذكر أية نقاط إيجابية لبرنامج حركة النهضة بل و يعطي صورة مغلوطة مفادها أن حزب حركة النهضة ضد الحداثة ثماش ما يخوف الشعب كما كان يعمل »الرئيس » المخلوع و اتباعو من حزب التجمع المنحل و غيرهم.
شبيك قبل الثورة ما كنتش تتهجم على حزب النهضة و بها العلنية، كنت « تخزن » لانتخابات مقبلة للحصول على أصوات النهضويين ؟… إذا كان عاجبك حزب التجمع المنحل آش مدخل حزب النهضة بش تحب تكره المجتمع فيه؟ في ميزان.
الديمقراطية كل واحد يدلو بدلوه … و الحكم النهائي للشعب هذا هو التحرر من الدكتاتورية بجميع أشكالها./. انتهى

<



بصدور المرسوم الرئاسي المتعلق بضبط اللوائح القانونية المنظمة لإنتخاب المجلس الوطني التأسيسي المحدد ليوم 24 جويلية ( تموز) من هذا العام 2011 ( مرسوم عدد 35 لعام 2011 مؤرخ في 10 مايو آيار 2011)… تكون تونس قد خطت خطوة أخرى جديدة على طريق تحقيق أهداف ثورة 14 يناير 2011 طاوية صفحة طويلة قاسية مؤلمة من صفحات العبودية والإستبداد والجور والقهر سوى أن شعبها لم يستسلم بل ظل يراكم الغضب حتى فاض كأسه وإنفجر مزمجرا في وجه الذنب المقطوع بن علي وعصابات السلب والنهب والفساد والتصهين. المرسوم صفعة أخرى في وجه أعداء الثورة. من حيث المبنى لا يليق بنا أن نطلق على أعداء الثورة أصحاب ثورة مضادة لأن الفعل الثوري لا يكون إلا تقدميا على درب النهضة والتقدم والحرية والكرامة والعدالة وكل فعل يغتصب الثورة فلا يسمى ثورة ولا ثورة مضادة ولكن يسمى خيانة. فإذا تجاوزنا المبنى فإن المرسوم الرئاسي يعد تقدما على درب الوفاء لدماء الشهداء وتحقيقا لأهداف الثورة وصفعة أخرى جديدة في وجه أعداء الثورة وما هم بكثر ولكنهم يحدثون من الضجيج والطنين ما يحدثه الذباب عندما ينغص على أحدنا قيلولة هادئة دافئة. ذلك هو ديدن الشراذم الحقيرة الصغيرة دوما عندما تقدم أولوياتها الحزبية الشخصية الضيقة على أولويات الجماعة الوطنية. ذلك هو صنيعهم حتى لو كان بعضهم قد قضى سنوات جدباء في المعارضة وربما لقي الذي لقي من عصابات الذنب المقطوع بن علي. الوطنية ليست حقبة تاريخية ثم تمضي. ليست الوطنية أن تعارض الدكتاتورية فإذا تفككت حلقاتها ـ ولو بفرار ذيلها القذرـ عدت مرتكسا ناكصا تخاصم المجموعة الوطنية المتكافلة على إختلاف مشاربها بمثل ما يعود الكلب في قيئه. أبرز علامة على كونك مفارقا للوطنية من كل الجهات وبكل المقاييس هو موقفك الخصيم من ثورة 14 يناير أي تحالفك مع بقايا شراذم الحزب الحاكم المنحل والبوليس السياسي إثارة للإضطرابات الأمنية في محاولة يائسة لإكراه الحكومة المؤقتة ومن قبلها وبعدها اللجنة الوطنية لتحقيق أهداف الثورة والإنتقال الديمقراطي والإصلاح السياسي على تأجيل أول موعد شعبي لإنتخاب تونس الجديدة في 24 جويلية تموز 2011 تحت أعذار واهية ومقصدك الأصلي هو تأجيل تحقيق أهداف الثورة وإغتصاب دماء الشهداء بسبب حماقتك السياسية التي جعلتك ( شهبور بختيار ) تونس. الوطنية أن تعارض الدكتاتورية ثم تنحاز إلى الشعب وتضع نفسك في خدمة ثورته. أما معارضة الدكتاتورية ثم معارضة الشعب فهي الخيانة ذاتها. لا تغرنك البداية إذا كنت معتنقا للخيانة في النهاية التونسيون مجمعون على جمهورية دستورية جديدة. بعضنا يقلب الأولويات عن قصد وريبة وبعضنا ينساق وراء ذلك المنقلب غفلة. عادت فزاعة النهضة من جديد وما بالعهد من قدم. عادت فزاعة النهضة بأتعس وأشقى ما يكون العود. كانت فزاعة النهضة من قبل تحوم حول الطبيعة السياسية للحركة هي هل فعلا حركة ديمقراطية أم حركة تستغل الديمقراطية للإنقلاب على إرادة الشعب بإسم تطبيق الشريعة وهل هي فعلا حركة وطنية أم ذات ( أجندات ) خارجية ـ حتى بعدما أخفقت عصابات بن علي في رميها بالإرتباط الإيراني ومن قبله السعودي والإخواني بدرجة أقل ـ وغير ذلك من الشقاوات التي تبددت واحدة في إثر الأخرى. عادت تلك الشقاوات في حلل جديدة قديمة تستهدف الإسلام ذاته هذه المرة بعدما فشلت شقاوات سالفة في إختراق لحمة النهضة ذاتها. عادت شقاوات وتعاسات من مثل إرث المرأة وخمارها ومنزلتها في البيت والمجتمع والتعامل مع الخمارات والسياحة واليهود.. إلى آخر ما تنبجس عنه نهى الذين لم يعد لهم في سوق السياسة التونسية سوى موضوع واحد هو : حركة النهضة الإسلامية. الوعي التونسي في واد ونخبته المتغربة في واد آخر. التونسيون مجمعون على أن أول حلقات التخلص من منطومات الإستبداد التي خلفها الذنب المقطوع بعد فراره مخزيا ملعونا هي حلقة 24 جويلية / تموز 2011 لبناء شرعية دستورية تونسية وطنية تلون البلاد بلونها العربي الإسلامي الديمقراطي بما يفتح أبواب العدالة الإجتماعية والرخاء الإقتصادي على مصاريعه الكبرى إستثمارا وطنيا وأجنبيا لوأد معدلات البطالة والمديونية والتفاوت الجهوي والفئوي وتوازنا بين القطاعات الأولية والثانوية والهشة وغير ذلك من التوجهات الإقتصادية الرئيسة الكفيلة بتشييد بنية مالية ثابتة قوامها الإقتصاد التكافلي الوفي لتراب البلاد وهويتها ومناخها المتوسطي وتخومها الأروبية وعمقها الإفريقي والعربي والإسلامي ومن ذلك : تصنيع السياحة لخدمة مقاصد التعارف والتآخي بين الشعوب والأمم ودعم قيم الحوار من بعد بناء أولويات فلاحية صناعية عتيدة. إذا أفلح ـ لا قدر الله ـ أعداء الثورة في تأجيل أول موعد إنتخابي شعبي تونسي بعد أزيد من نصف قرن كامل من وأد إرادة التونسي فإن ثورة 14 يناير ستتلقى أول ضربة من الضربات القاضية الموجهة إليها. وإذا كانت حركة النهضة مستعدة لذلك الإستحقاق الثوري فما الذي يحجز الآخرين وهم أدنى منها عددا بما لا يكاد يحصى؟ ليس كل من يدعو إلى تأجيل الإنتخابات هو معاد للثورة ولكن أكثرهم إنما يدعون إلى ذلك حقدا على ثورة قلبت الموازين بما لا يشتهون وربما أهلت ـ كما يظنون ـ النهضة إلى موقع قيادي. الشعب أصل وكل ما عداه هو فرع. ذلك هو المعيار الأبقى. تلك هي كلمة الثورة. وتلك هي الوطنية الحقة. نحن في فترة إنتقالية يغلب فيها الحذر والتوجس والخوف. البلاد سفينة مازالت لم تظفر بشاطئ الأمان ولا ببوصلة هادية صحيحة. هي سفينة قد تتعرض لأمواج عاتية وأعاصير هوجاء أدناها تحالف من لدن البوليس السياسي مع بقايا شراذم الحزب الحاكم المنحل و خفافيش أخرى من هنا وهناك عملا على إشاعة الفوضى والتسيب وإمطار البلاد بالإعتصامات العمالية ذات التوجهات المطلبية التي يراد منها تعريض البلاد إلى إحتلال إقتصادي ومديونية قاسية في سوق دولية معولمة لا ترحم الضعيف. معيار الوطنية هو : تثبيت موعد 24 ( جويلية) تموز. ذلك هو معيار الوطنية لأجل تجنيب البلاد أي فرصة من فرص الفوضى والفقر والإستجداء الدولي. أما التخوف من النهضة فهي الشماعة التي يعلق عليها الخائنون خسارتهم وتربصهم بتونس حتى لو كانوا تونسيين. ألم يكن بن علي تونسيا ولكنه كان تونسيا خائنا؟ الوطنية ليست جنسية تكتسب فوق ورق. الوطنية هي وفاء لثورة الشعب. بل الوطنية هي رضوخ وإعتراف بأولوية الشعب وإختياره وإرادته كائنا ما كانت النتائج. ليست الديمقراطية شعارا يلاك أيام المعارضة. الديمقراطية إمتحان فوق صفيح ساخن في مثل أيامنا هذه في تونس. ومعارضة بن علي ليست شرطا كافيا ولا وحيدا لتقمص ثوب الديمقراطية أو الوطنية. أي خوف من حركة تبحث عن التحالف الوطني؟
الخيارات ليست كثيرة. إما أن تشمر على ساعدك لتحصد أكثر أصوات التونسيين وإما أن تساهم في الإنتخابات وحملاتها كائنا ما كان نصيبك منها وحظك منها هو أن تعتصم البلاد من عواصف الفوضى بوحدة دستورية شرعية مسارها بناء دولة للشعب تخدمه وتحفظ هويته وتصرف أمره السياسي والمالي والإداري والخارجي وإما أن تتحالف مع أمثالك وقرنائك ثقافيا لتشكل قطبا ( ديمقراطيا تقدميا ) ضد ( النهضة السلفية الرجعية ) وإما أن تتحالف مع النهضة تحالفا سياسيا أو تحالفا ثقافيا أو كليهما. تلك هي خياراتك. إلا خيارا واحدا لا مكان له وهو خيار التحالف مع البوليس السياسي ( المنحل ) والحزب الحاكم ( المنحل ) لوأد الثورة وإغتصاب دماء زهاء ثلاثمائة شهيد. إذا إخترت ذلك فالشعب لك بالمرصاد وهو طريق مسدود حتى لو أدى إلى مزيد من الشهداء ولا بد مما ليس منه بد كما قيل. وخيار آخر هو أيضا متاح وهو أن تلزم بيتك فلا تحرض المهمشين على العبث بمؤسسات البلاد مقابل الرشاوى قبل موعد الإنتخابات ولا تشارك فيها لا ناخبا ولا مترشحا. هو أيضا خيار متاح وهو ( أضعف الإيمان) وبئس إيمان يقعدك عن خدمة بلدك ويلزمك بيتك. هي تحديات لا بد من التكافل عليها.
1 ـ التحدي الأمني الذي قد يعوق أول موعد إنتخابي. هو تحد يبدو أنه في طريق الزوال حتى لو نعق الناعقون من خلف ستائر وحجب لا تصل إلى آذان الناس بله قلوبهم. هو تحد ليس من المرقوب أن ننجح فيه بنسبة مائة بالمائة ولكن النجاح فيه بنسبة كبيرة كاف ولنتحمل الأذى في سبيل ذلك. الأذى محتمل أما تأجيل الإنتخابات لتقويض الثورة فغير محتمل. 2 ـ التحدي الإقتصادي الذي لن يعتدل ميزان التعاطي معه سوى بعد تجاوز التحدي الأمني وإستحقاقه الأكبر أي إنتخابات جويلية / 24 تموز. هو تحد ولكنه مقدور عليه بشرطين : شرط الحرية السياسية والإعلامية والنقابية من جهة وشرط التعبئ الشعبي بقيمة العمل والإنتاج وما يقتضيه ذلك من تعاونات مالية وإقتصادية مع الجيران والعرب والمسلمين والأفارقة والأسيويين والأروبيين والأمريكان وغيرهم على قاعدة الندية الإقتصادية والشراكة الحضارية.
3 ـ التحدي السياسي وهو تحد متأخر نسبيا في الزمن ومعناه تحديدا : سن دستور يوزع السلطات من جهة ويكفل قيادة واحدة للبلاد تعتصم بها من جهة أخرى ويمكن للقضاء والديمقراطية والعدالة من جهة ثالثة و يكون الشعب فيه هو السيد المطاع وتكون الدولة بكل مؤسساتها هي الخادم المطيع من جهة رابعة فضلا عن أجهزة رقابة ومحاسبة دستوريا وماليا وإداريا ولو كانت البلاد تحتمل نظاما فدراليا لكان النظام الفدرالي أنسب بما يتيحه من حماية للخصوصيات المحلية ويعفيها من النوء بالهموم الدولية الكبرى مباشرة يومية ولكن حجم البلاد وتجانسها في كل شيء تقريبا يجعل من النظام الفدرالي ـ على مناعته في القضاء على المركزية الإدارية والسياسية والمالية القاتلة والمعوقة ـ وضعا في غير موضوع.
أيدينا على قلوبنا حتى يوم 24 تموز ولكن الأمل غالب علينا.
ذلك هو الشعور يوما من بعد يوم وبمناسبة صدور المرسوم الرئاسي المتعلق بسن اللوائح والقوانين الضابطة والمنظمة لإنتخاب أول مجلس وطني تأسيسي تونسي نابع من الشعب ولا وصاية فيه من أحد على أحد. نرجو لسفينة تونس التي تقلنا الأمن والسلامة والطمأنينة. من يخاف عليها فهو التونسي الوطني القح أما من يخاف منها أو من فصيل من فصائلها أو تيار من تياراتها مهما كان لونه السياسي أو مشريه الفكري أو مذهبه أو دينه أو معتقده أو لونه .. فذلك هو الجاهل الذي يجب أن يتعلم أو الأحمق الذي يجب أن يتأدب أو الخائن الذي يجب أن يتوارى.
الـــحـــوارنـــت www.alhiwar.net (المصدر: شبكة « الحوار.نت » بتاريخ 17 ماي 2011)

<



حادثة مؤسفة و محزنة تلك التي جدت بتونس في الفترة الأخيرة حيث إشتعلت النيران في « مبنى الثورة  » رغم حداثة تشييده إذ وقع تدشينه في 14 جانفي 2011.
« مبنى الثورة » يمتاز بعديد الخصائص فهو لا يرتكز على الطين و الحجارة و لكن أساسا على نضال أبناء تونس و عرقهم و دماءهم وهو يلخّص في ذاته مسيرة الإنسان نحو الإنعتاق و الحريّة. هذا المبنى جميل الشكل و المضمون يسرّ الناظرين و لا عجب أن نرى دولا أخرى تسارع على النسج على منواله و قد رأينا إخواننا في مصر يسارعون إلى تشييد مبنى مشابه له إنتصب شامخا في قاهرة المعزّ يوم 11 فيفري 2011و نحن بإنتظار إستكمال تشييد بقية « المباني الثورية » الرائعة بكل من ليبيا و اليمن و سوريا.
سعيا منا لمعرفة أسباب هذا الحريق و الوقوف على أبعاده و نتائجه فقد تحوّلنا على عين المكان فوجدنا أناسا أمام « مبنى الثورة » و بإستفسارنا عن الأمر أخبرنا أحدهم أنهم يقومون ب »إعتصام » حتى تقوم الحماية المدنية بالكشف عن مصادر المياه المستعملة في إطفاء الحرائق و إضفاء مزيد من الشفافية على هذه العملية حماية للبيئة و محافظة على المخزون الوطني للمياه.
وقفنا أمام « مبنى الثورة » الذي إنتصب شامخا كأني به يفخر بأن جعل أحد أقزام الحكام العرب يفرّ هاربا ذائقا من نفس كأس الرعب التي أذاقها لشعبه. كانت النيران بصدد إلتهام جزءا كبيرا من المبنى في مشهد حزين و لا أحد يحرّك ساكنا. سئلنا أحد الشباب الذين كانوا متواجدين هناك عن الحادثة فأجاب : « إن حكومة السيد باجي قايد سبسي هي من أتلفت المبنى و لم يعد هناك من مجال لإصلاحه, ليس هناك الآن إلا التنادي لإعتصام « القصبة « 4 حتى يسقط النظام كما سقط المبنى ». بدا كلامه متحمّسا جدا و هو يتحدث بصوت عال و فجأة دخل على الخط شاب آخر قائلا: » إن إنهيار مبنى واحد حتى ولو كان « مبنى الثورة » أفضل من إنهيار كل المباني ويجب المحافظة على البلد من هذا الخراب و لا يكون ذلك إلا « بإعتصام القبة 3 » لتمكين الحكومة من الوقت الكافي للإصلاح « .
تركت هذين الشابين في « حرب الإعتصامات » هذه و رحت أسأل شيخا كان موجودا على عين المكان فأجاب : » بعد تدشين « مبنى الثورة » يوم 14 جانفي 2011 ليكون منارة للمضطهدين و المقهورين في كل أرجاء الدنيا يهتدون بها نحو الحريّة استبشر كل التونسيين بهذا الإنجاز التاريخي الهام الذي إنتظروه منذ سنوات..كان حلما جميلا تحقق على أرض الواقع..إلا أن أعداء الحرية سارعوا إلى معاول الهدم ليدمروا هذا البناء الذي ارتكز على ثلاث أسس العدل و الحرية و الكرامة..لقد رأيت بأم عيني أشخاصا من ذوي « البشرة البنفسجية » يقومون بإشعال النار في الدور الأرضي عن طريق زجاجات « الفتنة الجهوية  » و قنابل « الإنهيار الإقتصادي » و كوكتال « فزاعة التطرف الديني » ثم بدئوا برمي كرات النار التي إنطلقت من « ألسنتهم » نحو الطوابق العليا لتشوّه كل ما هو جميل في مبنى الثورة ( من الشباب و سلمية التظاهرات إلى المحامين و القضاة ووو)..كان منظرا محزنا… » لم يكمل الشيخ كلامه فقد انهمرت الدموع من عينيه لأنه كما قال لما هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية فيبدو أننا أيضا حرمنا من هذه اللحظة التاريخية بأعمال طائشة و مؤامرات و دسائس لم تنفك تنسج في الظلام منذ 14 جانفي.
أحد الشباب الغاضب إندفع صائحا أنه لا مناص الآن من تشييد « مبنى الثورة 2 » و إتهم البوليس السياسي و « التجمعيين » بالوقوف وراء الحريق.
لمحت في الأثناء أحد الوجوه « التجمعية » التي عرفتها رغم أنها حاولت التنكر بلباس الثورة فأسرعت إلى سؤاله عن الواقعة حتى لا أتهم بالإنحياز أو عدم الموضوعية فأجاب أن الأمر وقع تهويله و تحميله ما لا يحتمل و أن هذه النيران ليست سوى « نيران صديقة » حيث أن بعض « النفوس البنفسجية » إشتعلت قلوبها بحب الثورة و فاضت مشاعرها فراحت تحتضن المبنى و تعانقه فأنتقلت « نيران الحب و الشوق » من الصدور إلى الطوابق. لم أقتنع بهذا التفسير « الرومانسي » الذي يظهر شيئا و يغيّب عنا أشياء.
سألت شخصين آخرين كان يبدو أنهما يتشاجران أما الأول فعرّف نفسه بأنه علماني و ديمقراطي وأنه حارس لمبنى الثورة ممن وصفهم بالرجعيين الذين يريدون أن يعيدوا هندسة هذه البناية العصرية على الطراز المعماري « القروسطي » و لم ينس أن يتهم حركة النهضة بالوقوف وراء إشعال الحريق ..أما الثاني فعرّف نفسه بأنه من « حزب التحرير » و أجاب أن هذه الحرائق سخط وعقاب من الله لأن مبنى الثورة لم يشتمل على « طابق الخلافة ». عاد الرجلان للتقاتل على مفهوم اللائكية و الإسلام فتركتهما و ذهبت أسأل أحد المسؤولين الذي استقبلني ببرود شديد و قال :  » إن إنهيار مبنى الثورة سيكلف الخزينة العامة للدولة أمولا طائلة و ربما لن تجد الدولة ما تدفعه لموظفيها هذا الشهر »..شكرت له هذه التوضيحات و أخبرته أن سؤالي كان عن حيثيات الحادث و ليس البيان الإقتصادي للحكومة و لكني لم أجد أثرا للمسؤول الذي تبخّر تماما كالقناصة.
اتصلت بوزارة الداخلية للإستفسار عن الحادث فلم يجب أحد على الهاتف فكل موظفي الوزارة نزلوا لشارع الحبيب بورقيبة للتصدي لمظاهرة تضم 50 شخصا ضد الحكومة الإنتقالية (عجّل الله لها ذلك).
في الأخير وجدت أحد الضباط فتهلّلت أسارير وجهي و أسرعت الخطى نحوه لكنه أحاط بي مع مجموعة ترتدي « النقاب الشرعي » و قبض علي ووجدت نفسي في سيارة الشرطة متـّهما بالتكسير و التخريب كما صوّرتني « القناة الوطنية » و بثّت صوري في نشرة أخبار الثامنة وجعلتني في خانة المخرّبين.
أخلي سبيلي بعد سويعات و ذهبت مباشرة إلى المستشفى لأستجلي عدد المصابين جراء هذا الحادث فأخبرني المدير أن المستشفى استقبل صباح اليوم ثلاثة مبادئ في حالة خطيرة جدا بسبب حروق من الدرجة الثالثة و هم مبدأ « الوحدة الوطنية  » و مبدأ « الطمأنينة و الأمان » و مبدأ « التسامح » و أنهم نقلوا لغرفة العناية المركّزة.
في الليلة ذاتها بثت القناة الوطنية في نشرة الأخبار نبأ الحريق و أشارت أنه من أعمال مجموعة تخريبية قامت بالسلب و النهب و أشعلت الحريق بالمبنى كما لم تغفل الإشارة إلى ثلاثة حوادث « براكاج » حصلت بنفس المنطقة مع خبر سار وهو القبض على عصابة ترويج مخدرات بنفس المكان.
في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة و الإصلاح السياسي و الإنتقال الديمقراطي فقد صدر بيان طويل طول إسم هذه الهيئة يعتبر أن حرق المبنى لن يعيق تحقيق أهداف الثورة و الإصلاح السياسي و الإنتقال الديمقراطي و أن النار ستكون بردا و سلاما على المبنى و أنه لا داعي للخوف.
الصحف التونسية كما عوّدتنا دائما إهتمّت بالحدث و لكن بطريقة تثير السخرية كالعادة فهناك من أشار إلى أن ليلى الطرابلسي لها يد في الحكاية و هناك من إعتبر الحادث مدبّرا لإغتيال « الموسم الرياضي » و هناك من أجرى حوارا مطولا مع أحد العرّافين لأنه تنبأ بهذا الحادث قبل وقوعه.
تواصل الآن ألسنة اللهب الإمتداد في كل الإتجاهات في « مبنى الثورة »..الجميع يتكلم و قليل من يفعل.. و يبقى السؤال الأبرز عن موقف مالك « مبنى الثورة » الحقيقي « الشعب ».
يسري الســاحلي laurentb201@yahoo.fr

<



بقلم: الدكتور حمادي العبيدي (*) نشرت جريدة الصّباح في عددها الصّادر يوم الأربعاء 27 أفريل 2011 كتابة بعنوان « ثعابين الرّدة الثلاثة » للمسمّى « أولاد أحمد » وأنا سأُضيف ثعابين أخرى إلى ثعابينه حتى تكون جميعُ الثعابين أمام القارئ يختار منها أيَّ ثُعبانِ يشاء. الثّعبان الأوّل ما شاع في مقاله من أخطاء في استعمال اللّغة، من ذلك قوله «الثّورة التّونسيّة الأنيقة» فالأناقةُ وصفٌ للزّينة في اللّباس والهيئة/ ولا يصحّ أن تكون وصفًا للمعقول والذّهني حتّى على سبيل المجاز. ومن ذلك قوله «أنصع كَذِبًا» فالكذب يوصف بالسّوادِ والظلمة ولا يصحّ أن يوصف بالنّصاعة وهي شدّةُ البياض، كما أنّه يستخدم تعابير تجري على ألسنة العوام مثل قوله «عرب المحيط والخليج» فالنّاس يسكنون الأرض ولا يسكنون الماء» ومثل قوله «نسمع في كلامهم» وهكذا ……. والثعبان الثّاني ما حفل به مقاله من تهجّم وبثّ للفرقة وإثارة للفتنة، وحقد مكين على من يعبد الله في هذه الأمّة، فيقول :» ومع ذلك لا يزال سلفيو تونس بصدد فرْك العيون، والتكسّل، والتمطّي في انتظار النّهوض، ولباس النّعال، وغسل الوجوه، والتوجّه إلى الجوامع لأداء صلاة الفجر». وكأنّه يعجبه ما يفعله المخمورون الذين يعودون عند صلاة الفجر من الحانات وعلب الليل، ملوّثين بما ألقوه على أنفسهم من قذارة القيء ، والتبوّل، ومؤذين أسماع النّاس بما يخرج من أفواههم من بذاءة في القول، ويسخطون حين يسمعون آذان الفجر لأنّه يحرمهم من النّوم كما سخط الصهاينة الذين اغتصبوا القدس، ويسعوْن الآن لإسكات الآذان قائلين: إنّهم ليسوا مسلمين. الثعبان الثالث تهجّمُه على الإسلام عقيدةً وعبادةً، فهو متخوّف من النّهضة التي يزعم أنّها تهدّد المجتمع بمشروع إسلامي يتصوّره على هذا النّحو فيقول: «وهو يتهدّدها علانية بمشروع مجتمعي فلسفته الوحيدة التحكم في طرائق الأكل والشّرب واللّباس، والنّكاح، والوضوء بما يتماشى مع تقاليد الأجداد في القرن العاشر للهجرة حيث كانت الطاعة والرّكوع شغلهما اليومي الوحيد، وكانت الآخرة بديلا على هذه الحياة». إنّه يُحَقِّرُ الصّلاة فيجعلها من صنيع الخانعين الأذلاّء، و يُحَقِّرُ من ركن من أركان الإيمان وهو الإيمان بالآخرة، ويجعل من الطّهارة والزّواج وغيرهما من أحكام الشّرع في حياة المسلمين طرائق قديمة في الممارسة. وهكذا يتطاول هذا السّليط المغمور، الجاهل بالإسلام جهلا مخزيا على دين هذه الأمّة فيثير الفتنة في وقت نحن فيه أحوج إلى الإخاء والتّكاتف، ومجابهة ما يترصّدنا من أخطار. الثّعبان الرابع: لقد كشف بكلّ وضوح، أنّه كان من المحرّضين على النّهضة، متبجّحا بذلك في غير خجل ولا حياء فيقول:» في أواسط الثمانينات من القرن الماضي كان لي كتابات عاصفة، وردود لا هوادة فيها، وتعاليق تنبّه إلى الأخطار المحدقة بحرية الشّعب التّونسي ومصيره …وكان محور تلك الكتابات والرّدود والتّعاليق متعلّقا بجماعة النّهضة». فقد اعترف إذن أنّه كان من أذناب نظام القهر والتّسلّط يسانده فيما يصنع بالإسلاميين من قتل وتعذيب وتشريد. وما يزال يجترّ حِقده عليهم وتحرّشَهُ بهم إلى اليوم. فينال قادتهم بسيل من التّحقير، والافتراءات الباطلة مما يمكن أن يكون موضوعا للدّعوى أمام القضاء، إذ أنّ النّيل من دين الأمّة، والنّيل من المسلمين سواء كانوا سياسيين أو غير سياسيين ليس من الحرية في شيء، فالحرّية مسؤوليّة، ومحدودة بالأخلاق، وباحترام الغير، وعدم التطاول على أحد بدون موجب. ولقد كوفئ على تحريضه على الإسلاميين بأن أُسْندَت إليه إدارة مؤسسة ثقافية صغيرة تُدعى «بيت الشّعر» في رُكن من أركان الأحياء القديمة بالعاصمة، فكان نشاطه بين هذا البيت، وبين المقهى يدخّن ويقول كلاما لا يفيد أحدا يسمّيه «شِعرا» مع أنّه لا يحسن أن يكتب نثرا سليما من الأخطاء، ومع ذلك فهو يضخّم ذاته ويزعم أنّه من الذين صنعوا الثّورة. وهكذا كانت الثّعابين كلّها تنْفُثُ سموم الدَّسِّ والكراهية، والفتنة بلسان هذا الدّعِيّ المُتعَاظِم وما هو إلاّ صغير كاسمه، والواقع أنّي أنخدعتُ بتقديم جريدة الصّباح لمقاله على صفحتها الأولى، بعنوان لافت كما يلي :»أولاد أحمد يكتب لـ»الصباح» فكأنّه بكتابته إليها يرفع مقامها في أعين قرّائها، فكان هذا العنوان دافعا لي إلى المبادرة بقراءة ما كتب، ولشدّ ما كانت خيبتي عظيمة حين لم أجد إلاّ ما عرضته في هذا المقال من تَبَذلٍ، وقلت في نفسي: واأسفا على تونس أن تكون فيها هذه الأفاعي ذات الأنياب المخيفة، والسّموم المهلكة، يتطاولون وينالون بألسنة حِدَادٍ من معتقدات النّاس، وحُرْمتهم، في جُرْأة مشؤومة من التفلُّتِ، وخراب الذمّةِ والضمير.
(*) أستاذ جامعـي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 17 ماي 2011)

<



** السر الأول: اكتشاف بحيرة مائية عذبة في أعماق الصحراء التونسية:الاستغلال يوفر أكثر من 250 ألف موطن شغل ** السر الثاني: بالدليل تونس دولة بترولية وإمكانيات لإنتاج الطاقة البديلة: الاستغلال يوفر 50 الف موطن شغل ** السر الثالث: بالدليل ثروات طبيعية سطحية وباطنية بمختلف جهات الجمهورية: الاستغلال يوفر 50الف موطن شغل. برنامج من إعداد الأستاذ محمد جدلاوي (*) برنامج منظمة « حلول للبطالة بالتنمية » على المدى المتوسط لتوفير أكثر من 350 إلف موطن شغل وتحويل تونس إلى جنة على وجه الأرض : البرنامج/الحل الأول: بحيرة مائية عذبة في أعماق الصحراء الجنوبية التونسية(250 ألف موطن شغل) ثراء وتطور الشعوب في القريب العاجل سيكون أولا بقدر بما تمتلكه من:
– أولا: ثروة مائية.
– ثانيا :صحاري مشمسة .
فالماء يعني الغذاء خاصة بعد الكوارث الطبيعية والبيئية من تسونامي وتلوث وتراجع مساحة الأراضي الزراعية في اورويا وأمريكيا واسيا أما الصحراء التونسية فيبدو أنها كنز تضعه عديد الدول في أولى اهتماماتها…لكن ما أهمية هذه المعلومات في القضاء النهائي على البطالة في تونس إلى حد الاستعانة باليد العاملة الأجنبية مع ضمان التنمية المستديمة والرفاهة للمواطن التونسي؟ – في تونس كنز ازرق يرقد منذ قرون في أعماق الصحراء التونسية انه كنز الشريط الحدودي التونسي الجزائري الليبي، والولايات المتحدة الأمريكية على دراية بأهميته منذ الستينات ثم كان أخر اهتمام بالكنز الأزرق وحسب مصادر موثقة خلال سنة 2004 حيث تلقى الرئيس الأمريكي بوش خلال شهر افريل 2004 تقرير من مستشاري البتاغون يحذرون فيه من الآثار الكاريثية للاحتباس الحراري على المدى القصير مما سيؤدي إلى أزمة في المياه ويوصي التقرير  » باليقظة التامة لاتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة للسيطرة على مصادر المياه العذبة أينما كانت واعتبار مصادر المياه قضية إستراتيجية وأولوية وطنية أمريكية « ، وما يهمنا أن هذا التقرير كان مرفق بخرائط مسح بأجهزة متطورة للمياه الجوفية في العالم منها بحيرة مياه جوفية في عمق الصحراء التونسية في أعماق الصحراء التونسية بحر من المياه العذبة
– دعم هذا الاكتشاف خبراء من اليونسكو الذين أكدوا علميا وجيولوجيا وميدانيا وجود خزاناً باطنياً عميق أو بحيرة من المياه الجيدة في جنوبي البلاد يقدر احتياطية بنحو 60 مليار م3 أي ما يعادل حجم مياه السد العالي في مصر، ويتوزع بحر المياه الجوفية عبر الشريط الحدودي لتونس والجزائر وليبيا مع تأكيدات من المختصين على أنّ هذه الموارد المائية الباطنية في المنطقة قد تكفي لقرون قادمة. – يذهب الخبراء إلى أنّ استغلال هذا الرصيد المائي الهائل سيقلب ليس فقط وجه الزراعة رأسا على عقب في تونس بل يضمن تنمية حقيقية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وخاصة القضاء النهائي على البطالة ،بل أن بعض الخبراء يذهبون إلى حد أن تونس قد تصبح في حاجة إلى يد عاملة أجنبية ، إضافة إلى أهمية هذا المشروع في تحسين ظروف حياة المواطن وصحته ،من ذلك أن المواطنين في الجنوب وخاصة في قبلي و دوز و سوق الأحد يستهلكون إلى حد الآن مياها غير مرتبطة بشبكة شركة الصوناد تصل ملوحتها إلى درجة غير قابلة للاستهلاك الآدمي مع دراسات تتوقع بداية نضوب كبير لمنسوب الطبقة السطحية من المياه في المنطقة بحلول سنة حول 2030.
– في عام 1998، أطلقت تونس والجزائر وليبيا مشروعاً مشترَكاً يهدف إلى إنشاء آليّة للتنسيق في الغرض ومنذ سنة 2007 شرعت الجزائر في حفر 24 بئرا عميق بالصحراء لاستخراج جزء من حصتها من هذه المياه من باطن الأرض و تحويلها للمناطق الداخلية عبر أنبوبين على مسافة 750 كيلومترا تدعمها 6 محطات من الحجم الكبير وبغرض الإسراع بتنفيذ المشروع الذي يعتبر من مشاريع القرن التي تعول عليها الجزائر فقد تم تقسيمه على عدة شركات في حين تعهدت ثلاثة شركات أخرى بالقسط المتعلق بوضع الأنابيب بحيث أن هذا المشروع الضخم سيضمن لسنوات عديدة ألاف الوظائف لسكان المناطق التي يمر عبرها المشروع إضافة إلى إنعاش عديد الشركات ذات العلاقة بمستلزمات المشروع ، – قبل ذلك كانت ليبيا من أكثر المستفيدين من بحر المياه الجوفية لكن ليس على مستوى نفس الخزان المائي الجوفي وذلك عبر مشروع النهر الصناعي العظيم علما وان ليبيا لا تمتلك أي مورد مائي سطحي عذب حيث تعتمد الموارد المائية بنسبة 95% منها على المياه الباطنية . أهمية هذه الثروة المائية في توفير 250 ألف موطن شغل مع ضمان تنمية حقيقية : – في البلاد التونسية تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة حوالي 10 ملايين هك القسم الأكبر منها يستخدم الأساليب الزراعية القديمة، ويخصص إنتاجه للاستهلاك المحلي المباشر،ويؤمن قطاع الفلاحة 12 % من الناتج الداخلي الخام ويشغل نسبة 16 % من اليد العاملة النشيطة الجملية وهي نسبة ضئيلة مقارنة مع نسبة البطالة المرتفعة في البلاد -كان النظام المخلوع يتعلل بان سبب تخلف الفلاحة نقص في مياه الري في حين أن الواقع هو وصفة للتخلي عن إنتاج معظم المواد الفلاحية بدعوة غلاء تكلفتها وضعف مردودها، مما يبرر استيرادها من الخارج بأقلّ تكلفة مع عمولات في الغرض باستثناء بعض المواد مثل القوارص وزيت الزيتون، وبالتالي الدعوة إلى رفع الدعم نهائيا عن المواد الغذائية الضرورية ،وفي تناقض صارخ بين التعلل بانخفاض المنتجات الزراعية ونقص مياه الري، نطالع خبر لوكالة رويترز خلال شهر جويلية 2010 يؤكد أن وزارة الفلاحة التونسية تعتزم تأجير 9640 هكتار من الأراضي الزراعية عالية الخصوبة لمستثمرين أجا نب والأراضي المخصصة للتأجير الدولي موزعة على 16 منطقة بثمان ولايات بين شمال و شرق البلاد وذلك في شبه تعتيم إعلامي .
– تعللت السلط التونسية بان عملية تأجير الأراضي الزراعية الوطنية هو وصفة للإصلاح الفلاحي من اجل تعزيز الصادرات الزراعية والأمن الغذائي للبلاد في حين أن خلفية هذه الوصفة ما هي إلا خيارات تسعى لرهننا بالخارج و بقائنا تابعين له حتى في المواد الأساسية و المنتوجات الفلاحية. حتى ان المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة اعتبر تأجير الأراضي الزراعية نوعا من « الاستعمار الجديد ».لفائدة صناديق استثمار أجنبية أو كبريات الشركات لإنتاج منتجات زراعية وغذائية يُعاد تصديرها لتحقيق أرباح هامة على حساب أبناء البلد مع التفقير السريع لخصوبة الأراضي ومواردها المائية .
– هنا يكون في حسن استغلال هذه الثروة المائية الضخمة ضمان فعلي للتشغيل في مختلف التخصصات وتنمية حقيقية لمختلف جهات البلاد بحيث نرجع إلى الأصل أي إلى الفلاحة كخيار استراتيجي للتشغيل بالتنمية. تفعيل هذا التوجه كخيار استراتيجي للتشغيل بالتنمية عبر بوابة الفلاحة مع وجود الثروة المائية لابد من إستراتيجية واقعية على المدى القصير والمتوسط وهو ما ستسعى منظمتنا إلى الدفاع عنه ذلك ان المطلوب:
– توفير الموارد البشرية الكفاءة في التخصصات الفلاحية عن طريق برامج تحفيزية لإعادة رسكلة وتدريب وتكوين عشرات ألاف العاطلين عن العمل من مختلف المهن والتخصصات التي يعاني أصحابها من صعوبة الإدماج في الحياة المهنية . – خطة وطنية لاستقصاء وتسوية واستصلاح الأراضي القابلة للزراعة والفتح الجدي لملف كراء الأراضي والضيعات الفلاحية وتوفير الأرض ومياه الري والظروف المناسبة للتمويل والاستثمار لكل شاب يرغب في خدمة الأرض ولكل مستثمر عموما ووفق ضوابط وإستراتيجية وطنية محددة. – رفع إنتاجية القطاع الزراعي وتحسين أدائه عن طريق الاستغلال الأمثل لمدخلات الإنتاج من ارض وماء وغيرها ، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية ، والاستخدام الأفضل للتكنولوجيا والأبحاث الزراعية، وتحسين البنى التحتية والخدمات المقدمة في المناطق الريفية بحيث تصبح مناطق جاذبة للعيش والإقامة، ودفع عجلة التنمية الزراعية المستدامة في كل جهات الوطن بدون استثناء أو إقصاء. -وضع خطة تسويق خارجية مدروسة لتسهيل تصدير المنتجات الزراعية والغذائية الوطنية وعلى سبيل المثال تلاقي مختلف منتجات الزراعة البيولوجية في تونس طلب كبير في الأسواق الخارجية وخاصة الأوروبية مع ارتفاع عوائدها فعلى سبيل المثال يبلغ سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون المنتج عن طريق الزراعة البيولوجية أكثر من عشرة دنانير  » 51ر7 دولار » ويرى بعض الخبراء أن زيادة الأراضي المخصصة للفلاحة البيولوجية يمكن آن تصل عائدات منتجاتها البيولوجية من العملة الصعبة معدل العائدات المتأتية من تصدير الفسفاط التونسي وبالتالي يتجه التركيز على هذا القطاع من الفلاحة من حيث العمل على استجابته للمقاييس والضوابط العالمية في الإنتاج والترويج . تمويل هذا المشروع من الأموال المنهوبة -كلفة استغلال مياه المشروع بلغت قرابة مليار دولار أمريكي بالنسبة للجزائر فان تكاليف الجزء الأول من المشروع بالنسبة لتونس يمكن أن تكون اقل من هذا المبلغ والطريف انه حسب مؤسسة السلامة المالية العالمية فان الفساد المالي يفقد تونس قرابة مليار دولار سنويا أي ما من شانه تمويل القسط الأول من هذا المشروع وعليه فإننا سنعمل على مستوى منظمتنا إلى المطالبة بتوجيه جزء من الأموال المنهوبة والمهربة من الرئيس المخلوع وعائلته ومقربيه ورموزه إلى تمويل هذا المشروع العملاق . البرنامج/الحل الثاني : تونس دولة بترولية وإمكانيات لإنتاج الطاقة البديلة:الاستغلال يوفر 50الف موطن شغل. الحل الثاني كمورد مساعد للقضاء على البطالة وإنجاح المسيرة التنموية والرفاهة الاجتماعية ينقسم إلى جزئين أولهما البترول وثانيهما شمس الصحراء: – بالنسبة للبترول فكما نعرف تونس هي امتداد جيولوجي وحدودي مع الأراضي الجزائرية والليبية وهما دولتان غنيتان بالنفط عكس تونس وهو ما جعل العديد من الخبراء والشركات الأجنبية لا يستسيغون فكرة عدم وجود النفط بتونس بكميات هامة وهنا اصل الموضوع حيث تعددت عمليات المسح والاستكشاف لقناعة علمية بوجود مخزون هام من النفط في تونس ودليل ذلك أن عدد الرخص المسندة للتنقيب لشركات أجنبية تجاوزت خمسين رخصة
 
– غير أن هنالك استنتاجات منطقية تشير إلى تعتيم حول حقيقة النتائج الايجابية لعمليات الاستكشاف ربما لعدة اعتبارات أهمها خشية شركات حقوق رخص التنقيب من ضخامة العمولات والرشاوي المطالبين بدفعها لبعض العناصر المتنفذة التي قد تصل إلى حد الاستحواذ على حقوق الإنتاج كاملة من ذلك أن شركة النفط والغاز الكندية التي تنشط في تونس ابتدأت عملية التنقيب عن النفط منذ سنة 2009 ولم تعلن على أهم نتيجة ايجابية إلا في أواخر شهر مارس 2011 أي بعد الثورة حيث أعلن غاري هيدس المدير التنفيذي للشركة لوكالة رويترز أن التقييم الأولي اظهر وجود مخزون هام من النفط في معتمديه بوحجلة الشمالية يفوق مليار برميل من النفط المحزون .
– كما أن الجزائر جد مهتمة بالتنقيب وإنتاج النفط في المياه الإقليمية التونسية لقناعتها بوجود محزون هام من البترول الممتاز في مناطق محددة ولامتلاكها لخرائط مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد وهو مسح مغناطيسي يمكن من معرفة إذا كان باطن الأرض يحتوي على نفط وبين هذا المسح انه يوجد في تونس احتياطي نفطي هام جدا لذلك فهي تتفاوض مع تونس حول مشروع شراكة بين شركة « سونتراك » الجزائرية والمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية للاستغلال المشترك للإنتاج كما صرح بذلك وزير الطاقة الجزائري.
-هذه المؤشرات الايجابية حول الثروة النفطية في تونس جذبت أيضا دولة خليجية كانت ترغب في إحداث مشروع كبير يتمثل في مصفاة للنفط بالصخيرة غير أن فساد بعض المسؤولين حرم تونس من توفير حاجياتها من المحروقات مع فائض والاهم من ذلك توفير ألاف مواطن الشغل. مع الإشارة إلى انه إضافة إلى البترول تؤكد تقارير جيولوجية وخرائط أقمار اصطناعية وجود كميات هائلة من الغاز الطبيعي على مستوى حدودنا الجنوبية البحرية مع ايطاليا وهو ما يبرر اهتمام ايطاليا بهذه المنطقة .
– كل هذه المعطيات تبشر بكل خير وهو ما يجعل منظمتنا تستنتج آن قطاع البترول في تونس واعد بل وربما يكون المفاجأة السعيدة الكبرى لثورتنا المجيدة وبالتالي يمكن أن يكون القطاع على المدى القريب مستوعب لليد العاملة الوطنية بإعداد كبيرة في صورة توفر شروط أهمها الشفافية مع إستراتيجية موضوعية في الغرض وإعادة هيكلة وتطهير القطاع خاصة إذا علمنا أن ابرز شركة وطنية تنشط في القطاع تعاني من غموض في عدد من الملفات التي تشتغل عليها مثل ملف « بريتش غاز » وملف « بيتروفاك » ورغبة بعض الإطراف في تهميش دور هذه المؤسسة الوطنية العريقة على مستوى الاستكشاف مثل عرقلة عمل بعض مخابرها ،واعتباطية عمليات التنقيب حيث يتحدث البعض على سبيل المثال على حفر بئر نفطية بمنطقة داخلية بتونس بكلفة ناهزت تسع مليارات رغم أن خبراء المؤسسة أكدوا عدم وجود مخزون نفطي في الموقع. -وبالتالي هدف منظمتنا الكشف عن أسرار قطاع البترول في تونس بكل شفافية من اجل آن يلعب دورا استراتيجيا في التشغيل والتنمية .
البرنامج/الحل الثاني/الجزء الثاني: شمس الصحراء التونسية ودورها في التشغيل
– الصحراء التونسية القاحلة والملتهبة والمتروكة في الجنوب التونسي هي بقية الكنز الثاني حيث تشير تقارير علمية وجغرافية أوروبية أن الصحراء التونسية تعتبر من أفضل المواقع في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية إضافة إلى موقع البلاد الاستراتيجي وقربها من أوروبا مما يجعل بلادنا قطب عالمي بيئي في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة أي الشمسية خاصة إلى أوروبا .  
-هذا الملف يلاقي اهتمام كبير من الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك بعض الدول الأوربية للاستفادة من الصحراء التونسية في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية خاصة بعد الوعي بخطورة الكوارث البئية التي يمكن آن تسببها المحطات النووية لإنتاج الكهرباء ،وهو ما صرحت به علنا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها الأخيرة في شهر مارس 2011 لتونس والتي أكدت على أهمية الصحراء التونسية في إنتاج الطاقات النظيفة إضافة إلى زيارة العديد من المسؤولين الأمريكيين لتونس بعد الثورة على غرار السيد سيراش كيمار مساعد وزير التجارة الأمريكية والذي أعلن أن مشروعا أمريكيا في مجال الطاقة النظيفة سيتم انجازه في تونس بمنطقة البرمة بالجنوب التونسي كما آن ايطاليا وفرنسا لهما نفس التوجه .
– في صورة تحقق المأمول فان ذلك يعني حتما ألاف مواطن الشغل لإطارات وعمال إضافة إلى اعمار الصحراء، وسبحان الله نلاحظ آن مشروع استغلال خزان المياه الباطنية في الصحراء يكمل مشروع إنتاج الطاقة البديلة وفي الصحراء أيضا. -وفي هذا الإطار فان هدف منظمتنا تثمين شمس الصحراء لخلق مواطن شغل إضافية بالآلاف مع ديمومة تنموية . البرنامج/الحل الثالث: استكشاف وتثمين الثروات الطبيعية بمختلف جهات الجمهورية لتوفير 50الف موطن شغل. – رغم مساحة تونس الصغيرة فان لكل ولاية نوعية مختلفة من الثروات المعروفة والمجهولة والمسكوت عنها وعلى سبيل المثال جهة مثل تطاوين غنية بثروات طبيعية سطحية وباطنية تعتبر إستراتيجية حيث اكتشفت :
– طبقة هائلة من الجبس الأبيض الممتاز بسمك يصل إلى 600متر وهو اكبر ثاني مخزون عالمي… – كميات هائلة من أندر أنواع الرخام التي تصنف في الرتبة 24 عالميا – مخزون ضخم من أفضل أنواع الطين المطلوب خارجيا في صناعة مواد التجميل والعلاج الطبيعي -مساحات شاسعة لنوعية من الرمال الغنية بمادة السيليس بنسبة تصل إلى 97 بالمائة وتستعمل هذه النوعية من الرمال في صناعات هامة منها صناعة البلور وبعض أجزاء الحواسيب والتعريف … ودور منظمتنا هو استكشاف ووضع خريطة وطنية لمختلف الثروات الطبيعية السطحية والباطنية في كل مناطق البلاد التونسية من اجل التعريف و تثمين هذه الثروات وحسن استغلالها في مشاريع تنموية مدروسة للقضاء على البطالة ودعم مجهودات التنمية الجهوية الفعلية . ============================
***أهداف وبرنامج منظمة « حلول للبطالة بالتنمية » على المدى القريب للنهوض بسوق الشغل:
– ضمان العدالة والمساواة والقضاء على الجهويات والانتماءات الحزبية في التشغيل ومراجعة برامج المناظرات التي يطغى علي اختباراتها طابع التسييس.ولتحقيق هذا الهدف تسعى منظمتنا إلى أن تشرف وزارة التشغيل والتكوين على كل مناظرات الانتداب في الوظيفة العمومية بحيث تعبر كل الوزارات والمؤسسات العمومية سنويا عن حاجياتها من الأعوان والإطارات مع تحديد التخصصات والشروط المطلوبة وتوجه في بداية كل سنة مالية هذه الحاجيات إلى وزارة التشغيل والتكوين لتتولى إدارة متخصصة على مستوى هذه الوزارة تتكون من خبراء ومستشارين في التشغيل مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والاستقلالية تنظيم مناظرات وانتدابات كل الوزارات والمؤسسات والإعلان عن قائمة الناجحين بكل استقلالية والتقليل من مدة الإعلان عن نتائجها. -تدعيم التوظيف في سلك أساتذة التعليم الثانوي واعتماد مبدأ الأقدمية في التخرج والحالة الاجتماعية للالتحاق بالتدريس ،حيث انه لا يعقل تكوين أستاذ تعليم ثانوي لمدة أربع سنوات في الجامعة التونسية ثم يحدد حقه المشروع في الشغل بمناظرة من 50 سؤال حول السياسة والاقتصاد ومواضيع أخرى لا تهمه في الاضطلاع بهمته.
– العمل على زيادة طاقة استيعاب انتداب طالبي الشغل من أساتذة التعليم الثانوي في تخصصات محددة للعمل ليس فقط في المعاهد الثانوية وإنما في مؤسسات وطنية مختلفة وخاصة بالنسبة لأساتذة اللغات وعلم الاجتماع والنفس والموسيقى والتخصصات المشابهة… – هيكلة مختلف المصالح العمومية التي تعنى بالتشغيل وضمان استقلاليتها بعيدا عن الولاءات والبرامج السياسية لمختلف الأحزاب السياسية .
– مراجعة كل آليات التشغيل الحالية وخاصة عقود الإعداد للحياة المهنية في اتجاه إلزامية الانتداب بعد انتهاء فترة التربص إلا في صورة عدم الكفاءة الفعلية للمتربص. – فصل مهمة التشغيل على مهمة العمل المستقل بحيث تكون هنالك وكالتان وكالة وطنية تنشط فقط في التشغيل في تونس وفي الخارج وبالتالي وتدمج في هذه الوكالة الجديدة وكالة التعاون الفني التي تنشط حاليا في مجال التشغيل بالخارج.
– بعث وكالة وطنية جديدة للعمل المستقل من مشمولاتها التشجيع والمرافقة في بعث مشاريع الشباب ويكون في صلب هذه الوكالة بنك لأفكار المشاريع مع تجميع مراكز الإعمال ومحاضن المؤسسات والبنك التونسي للتضامن وبنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة داخل هذه الوكالة الوطنية الجديدة. – السعي إلى ببعث إذاعة وطنية متخصصة في التشغيل والتنمية الجهوية تهدف إلى النشاط الإعلامي في كل ما يتعلق بسوق الشغل من عروض واليات واستشارات وبرامج حوارية في الغرض… وأيضا كل ما يتعلق ببعث المشاريع خاصة للشباب ومن برامج تنموية واستكشاف وتثمين للثروات الطبيعية . من اجل تونس فقط والله الموفق
(*) خبير دولي في التشغيل والموارد البشرية مستشار في الشؤون الإدارية والمالية مدرس متعاون بالجامعة التونسية، خريج الجامعة التونسية والمدرسة الوطنية للإدارة. (المصدر: شبكة « الحوار.نت » بتاريخ 17 ماي 2011 نقلا عن « فايسبوك »)

<



غسان بن خليفة لكلّ ثورة ثورتها المضادّة. هذه من “قوانين التاريخ” التي لا يختلف عليها اثنان وان اختلفا ايديولوجيًا. وثورتنا في تونس لا تحيد عن هذه القاعدة. اذ تثبت التطوّرات الأخيرة أنّ قوى الثورة المضادة استعادت عافيتها وسطوتها. فبعد أن تمّت الإطاحة بحكومة الغنّوشي وما مثّلته من محاولة للحفاظ على مصالح فئات وأطراف داخليّة وخارجيّة، تمّ الاستنجاد بالباجي قائد السبسي. فالسيطرة على الوضع كانت تتطلّب سياسيًا محنّكًا يمتلك ما افتقر اليه الغنّوشي من بلاغة وحضور اعلامي و… خبرة أمنيّة. لم تكن صدفة اذًا أن يكون الهجوم على الراجحي بهذه الشراسة والاتّساع. فالهجمة لم تكتف بتكذيب الرجل ومحاولة الحطّ من قدره، بل وصلت إلى حدّ التشكيك في نزاهته ونواياه؛ بل وفي وطنيّته أيضا! وبغض النظر عن مدى صحّتها، ظهرت “فجأة” مواقف مؤيّدة لبن علي نُسبَت الى الراجحي، كما ظهرت وثائق لملكيّته عقارات وأراض، وتمّت استباحة حرمة حياته الخاصّة وتشريح عاداته. ومن المفارقة أنّه في نفس الوقت الذي يُسعَى فيه إلى تحطيم معنويات الرجل وتشويه سمعته، يبادر أصحاب القرار إلى تتبّعه قضائيًا بتهم تتعلّق بـ”المسّ من معنويات الجيش” وتشويه سمعة قيادته. هذا مع التغاضي غير البريء عن أنّ الرجل لم يتقصّد نشر جلّ ما قاله إعلاميا، بل كان ضحيّة لصحفيين لم يحترموا أخلاقيات المهنة (وان كان ما قاموا به يحتاج نقاشًا أكثر عمقًا نظرا لارتباطه بمفهوم “الصالح العام” الذي قد يبيح للصحفيين أحيانًا بعض “المحظورات”).. لماذا الإصرار على استهداف الراجحي؟ كان من الطبيعي ألّآ يتعامل النّاس مع تصريحات الراجحي، كما تعاملوا مع تصريحات مشابهة صدرت عن سياسيين قبله. إذ أنّ الرجل يبدو في عيون الكثيرين – خاصّة الشباب المتحمّس والخائف على ثورته – أكثر المغرّدين خارج سرب السلطة صدقيّة وجدارة بالثقة. فهم يعرفون أنّه شغَلَ منصبًا حسّاسًا قد يكون سمح له بمعرفة الكثير من الأسرار؛ فضلاً عن أنّه من اتّخذ قرار حلّ التجمّع قضائيًا وإقالة بعض المسؤولين في وزارة الداخلية. اذًا كان طبيعيًا ان ينظر الكثيرون اليه كـ “بطل” و”حامٍ للثورة”. وبالتالي كان من الضروري، بالنسبة للسلطة، التصدّي السريع لاحتمال بروز قيادة سياسيّة مستقلّة عن كلّ الأحزاب قد يرفعها الشباب الثائر على أعناقهم. لكن ما قد يفسّر أكثر الاستهداف العنيف للرجل هو أنّه يمثّل في ذات الوقت الحلقة الأضعف والأخطر في معسكر “المناوئين”. فمن جهة، الراجحي بموقع ضُعف لأنّه تورّط لقلّة خبرته السياسيّة في تصريحات حسّاسة كانت تعبّر أغلبها عن تحليل وتخمين لا عن معطيات مؤكّدة. وهو من جهة ثانية في موقع قوّة ايضا – وان بدرجة أقلّ الآن بعد أن تراجع بشكل مرتبك عن تصريحاته التي أكّدها في البداية. وذلك لكونه تحديدا من خارج النخبة السياسيّة. فثقة الكثير من التونسيين ضعيفة حيال قيادات الأحزاب (لا سيما تلك التي أخذت مواقف أثارت جدلا بعد 14 جانفي) ومسؤولي الدولة. والرجل يمثّل نمطًا مغايرًا لم يعهدوه من قبل، خاصّة على رأس وزارة ارتبطت في أذهانهم بصورة السطوة والقمع. اذ فاجئ الجميع منذ قدومه بعفويّته اللافتة وبحرصه على الشفافيّة في تواصله مع الجمهور ومع وسائل الإعلام. وهو ما جعله يحوز ثقة الكثير من التونسيين الذين شعروا بأنّه صادق وقريب منهم. ويضاف إلى ذلك طبعا السمعة الطيّبة التي رافقت ظهوره وكان مصدرها أوساط المحامين والقضاة. أبعد من الراجحي… في نهاية المطاف، قد يُحاكم الراجحي وقد لا يُحاكم. المهمّ عند أصحاب القرار هو جعله “عبرة لمن يعتبر” دون ان يجعلوا منه “بطلاً” في عيون الفئات المصرّة على حماية الثورة ومواصلة مسارها . لكن المهمّ هو محاولة فهم هذا الحنق الكبير من قبل أقطاب السلطة الحاكمة على الرجل. سبب ذلك هو أنّه كاد يُسقِط، من دون قصد على الأرجح، حساباتهم في الماء. إذ أعادت تصريحاته الموضوع السياسي من زاويته الأخطر الى رأس قائمة اهتمامات الجمهور ( وبالتالي الى قائمة اهتمامات الأحزاب أيضا، رغمًا عن البعض منها ربّما). وذلك بعد أن حاولت بعض الأحزاب، بمعيّة السلطة، جعل مواضيع أقلّ استعجالا– كمسألة “العلمانيّة”- تطغى على النقاش العامّ. وعلى وجه التحديد، أعادت تصريحات الراجحي طرح السؤال السياسي الأهمّ: من يحكم تونس منذ 14 جانفي؟ (ومن وراءه سؤال: ما ذا جرى بالضبط يوم 14 جانفي وفي الأيّام التي سبقته؟) إذ لا نعرف حتّى اليوم خلفيّات استقدام قائد السبسي وفرضه وزيرا أوّل دون أن تكون للرجل أيّ ميزات استثنائيّة تؤهلّه لقيادة بلد قامت به ثورة إلى برّ الأمان الديمقراطي. بل على العكس، فهو لم يتميّز بأيّ مواقف معارضة لديكتاتورية بن علي، ولا يمثّل شيئًا بالنسبة للشباب وللجهات التي تحمّلت العبء الأكبر من الثورة (على عكس رئيس الوزراء المصري الموّقت مثلا، الذي شارك في اعتصام ميدان التحرير). وأكثر من ذلك: كانت له تجربة وزارية مديدة مع النظام البورقيبي الديكتاتوري، قضّى جلّها في وزارة الداخليّة سيّئة الذكر. تبيّن، قبل وبعد تصريحات الراجحي، انّ الأمر لا يتعلّق بشخصه. بل هو يتعلّق على مايبدو بكلّ الشخصيات والقوى الرافضة لسياسة الأمر الواقع التي ينتهجها الفريق الحاكم منذ الإطاحة بحكومة الغنّوشي. سياسة يُحاوَل تمريرها تحت عنوان شعبوي مخادع هو “فرض هيبة الدولة.” إذ تمّ اتّهام حركة “الوطنيون الديمقراطيون” بالتسبّب في أحداث التخريب التي شهدتها مدينة سليانة. فيما قالت الحركة أنّ البوليس السياسي حاول إجبار أحد الموقوفين على الاعتراف بتلقّيه أموالاً من أحد مسؤوليها. وتبيّن ذلك أيضا في الردّ القمعي الوحشي على المظاهرات التي تلَت تصريحات الراجحي مطالبة بكشف الحقائق. وتبيّن الأمر أكثر في اتّهامات الوزير الأوّل في لقائه التلفزي الأخير (الذي اختير له كالعادة وسائل إعلام “صديقة” وصحفيين لم يشتهروا بأسئلتهم المحرجة لضيوفهم) لبعض الأحزاب، التي لم يسمّها بالوقوف وراء التخريب و”انفلات الأمن.” كما اتّضح أيضا في استقبال قائد السبسي للأحزاب “المسؤولة” التي استنكرت بشدّة ما قاله الراجحي ولم تر فيه ولو نقطة واحدة تستحقّ مساءلة الحكومة حولها؛ بل ولم تتوان بعض قياداتها عن اتّهامه ظلما بـ”الجهويّة”. هذا فيما تمّ استثناء الأحزاب التي تعبّر عن مواقف نقديّة للحكومة (وان بشكل هادئ مثلما يفعل حزب المؤتمر من أجل الجمهويّة). كما بدا ذلك أيضا في ما عُقد من لقاءات بين قيادة الجيش وقيادة حركة النهضة، وبين الأخيرة والوزير الأوّل المؤقت (رغم أنّ الأخير كان مشاركًا في حملة التخويف من “النهضة”). لقاءات يبدو أنّها هدفت الى طمأنة الحركة الى أنّها غير مُستَهدَفة – على عكس ما اشار اليه الراجحي. وذلك تمهيدا، على الأرجح، لـ”تحييدها” عن معركة تحطيم صورة الراجحي وكلّ من يقف في صفّ “المشوشّين” على السلطة، بشقيّها الظاهر والخفّي. وكان آخر مؤشّر على ذلك ما صرّح به الشابّ أنيس العاشوري، أحد الذين برزوا في اعتصامات القصبة، حول إجباره على الإعتراف بتلقّيه تمويلا من “حزب حمّة الهمّامي وجمعية سهام بن سدرين”. إذ يبدو أكثر وضوحًا أنّ السلطة مصمّمة على استعمال كافّة الأساليب لتشويه وتحجيم من يصرّون على مساءلتها ويشكّكون في شفافيتها. وطبعًا ليس هناك ما هو أفضل من فزّاعات “الإنفلات الأمني” و”الإنهيار الإقتصادي” و”الخطر النهضوي” لإقناع النّاس بالتخلّي عن جموحهم الثوري والاكتفاء بما تحقّق لهم من حرّية تعبير نسبيّة. المطلوب سياسيًا أمام هذا المشهد، من الضروري برأيي أن تفيق بعض القوى السياسيّة من أوهامها – حتّى لا أقول أطماعها- الانتخابية. فلا معنى للإصرار على تنظيم انتخابات في موعد محدّد ما لم يتمّ توفير الشروط الفعليّة لنزاهتها. وهي لا تقتصر على مراقبة سير عمليّة التصويت وما يتبعها من فرز. بل تبدأ قبل ذلك بفترة طويلة، وتشمل مراقبة تمويل الأحزاب المتنافسة وضمان الظهور المتكافئ لمختلف القوى السياسيّة في وسائل الإعلام، وضمان استقلاليّة القضاء الذي سينظر في الطعون المحتملة في النتائج والخ. وهذه شروط مفقودة الى اليوم. خاصّة وانّ الحملة الانتخابية بدأت عند بعض الأحزاب منذ هروب بن علي وانّه لا رقابة بعد على تمويل عشرات الأحزاب والجمعيّات التي ظهرت مؤخّرًا. وهذا أمر في غاية الخطورة بالنسبة لبلد يعيش مرحلة انتقاليّة تسهّل اختراق ساحته من بعض القوى الدولية التي تسعى لتثبيت وتوسيع مصالحها ونفوذها فيه. أمّا عن وسائل الإعلام فحدّث ولاحرَج. فالقنوات التلفزيّة، أهمّها وأكثرها تأثيرا على الرأي العام، ما زالت هي نفسها كما كانت قبل 14 جانفي، بنفس مالكيها الإنتهازيين وصحفييها – دون تشميل – الطيّعين. وهانحن نرى اليوم كيف بدأت تتخلّى هذه الفضائيات عن ثورجيّتها المستجدّة بُعيْد 14 جانفي لتعود كما كانت قبله خير معين للسلطة في التلاعب بالرأي العامّ وتوجيهه. وعليه، فإنّه واهم من يعتقد أنّ الثورة تقترب من تحقيق أهدافها في الحرّية والكرامة والعدالة الاجتماعية. فذلك لن يحصل طالما لم تتوحدّ القوى السياسيّة والاجتماعية المقتنعة فعلا بضرورة تحقيق هذه الأهداف. وعلى المستوى السياسي لا أرى سبيلاً غير أن تتجمّع مختلف القوى “الجذريّة” في تحالف واسع. وأقصد بذلك القوى ذات المصلحة الفعليّة في القضاء التامّ على الديكتاتورية وعلى علاقات التبعيّة الاقتصادية والسياسيّة والثقافية التي تحكم تونس في علاقاتها ببعض الدول (تحديدا فرنسا والولايات المتّحدة الأمريكيّة). ومن أبرز هذه القوى يمكن ذكر حركة النهضة، حزب العمّال الشيوعي، حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة وحركة الشعب الوحدوية التقدّمية. هذه القوى باستطاعتها – كما فعلت من قبل في إطار هيئة 18 أكتوبر – ان تتوافق على صيغة “ميثاق للحرّيات” لحلّ ما تثيره حركة النهضة من تخوّفات (بعضها مشروع بلا شكّ) على المكتسبات الاجتماعية لمجتمعنا. وهنا تعود المسؤوليّة الأكبر إلى حركة النهضة، التي عليها أن تطمئن أكثر التونسيين “الحداثيين” وان تتوقّف عن استغلال المساجد في الجدال السياسي. فمن شأن هكذا تحالف، يمتدّ مجاله من “الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة” إلى تأطير التحرّكات في الشارع، أن ينزع ورقة التهويل بالنهضة من يد السلطة وحلفائها؛ وبالتالي يعيد التركيز على القضايا الأساسيّة التي يحاول الآخرين طمرها. كما من شأنه أن يخلق التفافا واسعا يضمّ أحزابا وشخصيّات وحركات شبابيّة، فضلا عن شرائح واسعة من النقابيين. تحالف ستكون قاعدته الاجتماعية الأساسيّة بين الشباب وفي الجهات الداخليّة والأحياء الشعبيّة حيث الصنّاع الحقيقيّون للثورة. هذا عن المدى القصير، أمّا عن المدى المتوسّط والبعيد فلا أرى لاستكمال تحقيق أهداف الثورة وتحصينها غير بناء قطب يساري قويّ، يكون في القلب منه تيّار قادر على إبداع خطاب وفكر جديدين. (المصدر: « المشهد التونسي » بتاريخ 17 ماي 2011) الرابط: http://www.machhad.com/?p=2511

<



د. محمد بن نصر، المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، باريس من المفارقات العجيبة أن يتم التركيز في وسائل الإعلام على الأخطار المحتملة نظريا على الثورة و السكوت المتعمد عن الأخطار الحقيقية التي تتعرض لها. لم يعد الأمر مجرد خشية من عودة النظام البائد متوشحا لبوس الثورة بل هناك سياسة معتمدة ومفضوحة لكي يستمر الوضع على حاله من حيث الجوهر وتغيير لا ينطلي على أحد في مستوى الشكل، ليس بالأمر المستغرب أن يعمل الذين يخشون من المتابعة القضائية السعي إلى تعطيل كل الإصلاحات المأمولة حتى يؤمنوا لأنفسهم وجودا نافذا في مؤسسات ما بعد الثورة أو على الأقل انسحابا مريحا وبدون خسائر ولكن الغريب أن ينصب جهد معظم مدّعي الحداثة على التحذير والتخويف من الإسلاميين وفي كل مرة يتم استدعاء أحد رموز النهضة يُحاط بمجموعة نصبّت نفسها مدافعة عن المجتمع المدني وعن الدولة الديمقراطية وتتابع الأسئلة المبرمجة على نغمة واحدة متسائلة عن الضمانات؟ من حق المتابع أن يتساءل من أنتم حتى تسمحون لأنفسكم بالسؤال عن الضمانات؟ متى كنتم ديمقراطيين حتى تخشون من الانتكاسة؟ وعن أية حداثة تتحدثون؟ كنّا نتمنى أن تصمتوا حياء ولو بعض الوقت بعد أن كنتم الدرع الواقي لحكم الاستبداد. ما أجرأكم على الظهور والحديث وكأنكم لا كنتم ولا صرتم. عندما أعود إلى تاريخنا العربي الإسلامي أجد فيه ومضات من العدل والإنصاف وأجد فيه أيضا ظلما واستبدادا ولكن عندما أعود إلى تاريخ « الحداثة » المستنسخة في بلادي لا أجد فيها شيئا من مكاسب الديمقراطية التي تخشون كسادها بعد أن جعلتكم الثورة تعترفون بآدمية الإسلاميين. وحتى لا يلزم كلامي أحدا ممن استهوتهم أحاديث السياسة وشعاراتها دعوني أسرد عليكم هذه الواقعة لأقول لكم أن الواقع أبلغ بيانا من الخطب التي أثقلتم بها أسماعنا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. سألني أستاذ الأنتربولوجيا الثقافية في جامعة باريس5 وكنت آنذاك لازلت طالبا في مقاعد الدراسة الجامعية عن معنى الحداثة فقلت له ساخرا: الحداثة: سيارة « أمن » فتعجب من الإجابة فقلت عفوا أستاذي ليس هناك ما يستدعي العجب فأول شئ وقع عليه نظري من هذا العالم الذي تسمونه حديثا، وكان عمري آنذاك لا يتجاوز خمس سنوات، كتلة من الحديد جاءت مزمجرة، أفزعت شويهاتنا وفرقت ذعرا دواجننا ثم وقفت أمام بيتنا وكان بيتا من الشعر ونزل منها رجال يلبسون زيا غريبا، وجهوهم كالحة وبغلظة شديدة أخذوا والدي رحمة الله عليه موثوق اليدين ورموا به داخل سيارتهم. لم أفهم شيئا حينئذ وكغيري من الأطفال ركضت وراء سيارة « الحداثة » غير عابئ بالغبار الذي أطلقته وراءها – كم أصبحت هذه اللقطة معبّرة – فهمت بعد ذلك أنهم أخذوا الوالد إلى السجن لأنه كان من الحركة اليوسفية المعارضة للبورقيبية رمز الحداثة عند بعضهم. بالرغم من قراءاتي الكثيرة لما كُتب حول الحداثة و ما بعد الحداثة بحكم اختصاصي العلمي لم يُمح من ذاكرتي ذلك الانطباع الأول عن الحداثة والتحديث ولا جدال في الفروقات بينهما و تمر الأيام والسنوات وأعود إلى بلدي المحرر بعد ثلاثين سنة من المنفى القصري، تابعت فيها ما جرى من انتهاكات لحرمة الإنسان و أدعياء الحداثة -إلا قلة سيكتب التاريخ أسماءهم بماء من ذهب-، لم تصل إلى أسماعهم صيحات وآهات الذين طحنتهم آلة التعذيب في السجون ولم تشتم أنوفهم المزكومة بالحداثة رائحة الشواء الآدمي لأولئك الذين دهستهم عجلة الفساد والظلم الاجتماعي فلم يجدوا غير إحراق أنفسهم وسيلة للتعبير عن سخطهم ورفضهم للهوان. وبعد الثورة قفز أدعياء الحرية إلى الواجهة يتباكون على حداثة اختزلوها في ما خصّ من الحرية ، ولو قرؤوا تاريخنا جيدا لوجدوا أنهم ليسوا بالمرة مبدعين في هذا المجال فبقدر ما تشتد قبضة السلطان على العقل والكلمة الحرة بقدر يفتح المجال للوجه الآخر من الحرية على شاكلة « ألف ليلة وليلة ». تنادوا محذرين من القوى المتربصة بها موكلين أنفسهم للدفاع عنها يحررون الوثيقة تلو الوثيقة و وكأنّ « طالبان » على الأبواب وكما يقول المثل الشعبي « عزوزة هازها الواد وتقول العام صابة »، الثورة مهددة في كينونتها وهم يصرخون حذار من المساس بالفن، حذار من المساس بحرية التعبير، حذار من المساس بالجمهورية… و يتصيدون بعض الأحداث، أحيانا مُختلقة وأحيانا أخرى مبالغ فيها ثم ينفخوا فيها فتصير فزاعات خوف تغطي الخطر الحقيقي، خطر الانقضاض على الثورة. الأصل أنّنا نحمي حرية التعبير حين نحمي الثورة ونحمي الحداثة الحقيقية حين نحمي الثورة ونحمي الجمهورية حين نحمي الثورة وأحرص الناس على الديمقراطية هم الذين اكتووا بنار الاستبداد المرة تلو المرة. وفي كل الأحوال من سيفكر منهم في الانقلاب على الديمقراطية سينقلب عليه الشعب فهو الضامن الحقيقي لكل المكاسب وعلى النخبة أن تخرج من الجدل العقيم حول قضايا الإيديولوجيا و تتحاور في القضايا الحقيقية التي قامت الثورة من أجل القضاء عليها، الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي. لماذا كل من يقول أن مرجعيته إسلامية يصير متهما قبل أن ينطق وعليه أن يبرر خياره الفكري؟ أمن حق الآخرين أن يقولوا أن مرجعيتهم ماركسية أو ليبرالية أو أيا كانت وليس من حق الإسلامي أن ينطلق من قراءة معينة للدين؟ من حق كل مواطن أن يؤمن بالفكر الذي يراه مناسبا لتحقيق خياراته، شرط واحد مقدس لا إكراه في الفكر كما لا إكراه في الدين وكل ما عدا ذلك أقوال واجتهادات تخضع لقاعدة الصواب والخطإ فلماذا يريدون أن يجعلوا للحداثة طقوسا مقدسة ونحن لا نكاد ننتهي مع منطق أصحاب القراءات الدينية التي تتدعي العصمة. يقولون أن الإسلام ملك لجميع التونسيين وجميعهم حريصون على صيانته، وليس من حق النهضة أن تكون ناطقا رسميا باسمه وهو قول حق ولم تدّع النهضة ذلك بل في أكثر من مرة أكدت أنّها حركة سياسية مدنية، فلماذا حينما تُتاح لرموزها فرصة الحديث في المنابر الإعلامية يُسأل عن كل القضايا المتعلقة بالدين، فقه وعقيدة وأحكام واجتهادات وتاريخ وحضارة و كل ما جادت به قرائح أصحاب العلم المغشوش في الدين والحداثة؟ لماذا لا يتوجه من له إشكال مع أحكام الدين إلى المفتي فيستفتيه وإن شاء أخذ بقوله وإن شاء ترك فكل نفس بما كسبت رهينة ؟ كل بوصلة مهما كان لونها لا تشير إلى كيفية تحقيق أهداف الثورة بوصلة مشبوهة وكل المعارك الجانبية جيوب مثبطة ولا خوف على الثورة إلا من التحالفات المصلحية بين الأمن السياسي وأصحاب الأنساق الفكرية المنغلقة. (المصدر: (« الحوار.نت » بتاريخ 17 ماي 2011)

<


الثوار يعززون تقدمهم نحو طرابلس غارات للناتو وانشقاق مسؤول ليبي


قال التلفزيون الرسمي الليبي إن قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) قصفت الليلة الماضية أهدافا مدنية وعسكرية في العاصمة طرابلس, في حين أكدت مصادر للجزيرة أن رئيس مؤسسة النفط الليبية أعلن انشقاقه عن نظام العقيد معمر القذافي وغادر ليبيا. وأوضح التلفزيون أن الغارات قصفت منطقة باب العزيزية حيث مقر القذافي وقرب قصر « بن غشير » مشيرا إلى أنها تسببت في خسائر بشرية ومادية دون تحديد هذه الخسائر. وذكر الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أن من بين الأهداف مقري قيادة الشرطة ووزارة التفتيش الشعبي والإشراف. وقال مسؤولون ليبيون لصحفيين استدعوا لموقع الغارات إن أحد المبنيين كان يحتوي على ملفات تتضمن تفاصيل عن قضايا فساد ضد مسؤولين انشقوا عن نظام القذافي وانضموا للمعارضة. من جهة أخرى قالت مصادر للجزيرة إن رئيس مؤسسة النفط الليبية شكري غانم انشق عن نظام العقيد القذافي، وأضافت المصادر أن غانم غادر الأراضي الليبية. تقدم غربا من جهة أخرى قالت مصادر ليبية إن الثوار الليبيين يعززون تقدمهم غربا تجاه مدينة سرت والعاصمة طرابلس. وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن الثوار يستعدون لدخول مدينة زليتن (150 كلم شرق طرابلس)، ونقلت عن المتحدث العسكري باسمهم أحمد باني تأكيده أن « تحرير » مدينة سرت غربي البلاد يشكل أولوية لديهم. وأشار إلى أن مدينة مصراتة غربي البلاد باتت « محررة بالكامل » وتخضع لسيطرة الثوار. وكان الثوار قد قالوا في وقت سابق إنهم وصلوا إلى مدينة تاورغاء شرق مصراتة دون مقاومة من كتائب القذافي، وأكدوا أنهم يعززون مواقعهم عند مشارف مدينة زليتن بعد إحكامهم السيطرة بالكامل على بلدة الدافنية. وفي موضوع ذي صلة، قالت وكالة رويترز إن قوات حلف الناتو اخترقت ترددات الاتصال اللاسلكي الخاصة بالكتائب التابعة للقذافي، وبثت عليها نداء لمقاتلي هذه الكتائب كي يكفوا عن القتال.  
توسيع الأهداف في الأثناء قال وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس إن الناتو وحلفاءه مستعدون لحملة عسكرية جوية قد تستمر شهورا في ليبيا، مضيفا -في حديث أمام نواب بريطانيين- أن هناك خططا لعدة احتمالات للوضع العسكري هناك. لكن فوكس تمنى أن يستجيب القذافي للضغوط الدولية ويتخلى عن السلطة وأن يعترف بأن « اللعبة انتهت »، وأشار إلى أن الناتو يدرس مزيدا من الأهداف المحتملة للقصف الجوي في ليبيا. وفي وقت سابق أشار رئيس أركان الجيش البريطاني ديفد ريتشاردز إلى تغيير قواعد الاشتباك مع كتائب القذافي، بحيث يمكن شن هجمات مباشرة ضد البنية التحتية التي تدعم نظام القذافي. وأضاف -في مقابلة مع صحيفة صنداي تلغراف- أنه إذا صادف وجود القذافي في مركز قيادة وتحكم ضربة للحلف وقتل فيها فسيكون ذلك ضمن إطار قواعد الاشتباك. وطالب الجنرال ريتشاردز حكومات دول الناتو بالضغط لتوسيع نطاق الأهداف التي يسمح حاليا لطائرات الحلف باستهدافها والقاصرة على الأهداف التي تشكل تهديدا مباشرا للمدنيين مثل الدبابات والمدفعية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 ماي 2010)

<



بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الثورة في ليبيا، لا زالت النخبة السياسية في الجزائر ترفض التعليق على الإتهامات التي وجهها المجلس الوطني الإنتقالي للحكومة بـ « دعم معمر القذافي بالعدد والعتاد »، ويبدو أن مجرد الرد عليها من « الطابوهات التي لا يجب المساس بها ». ورغم المحاولات المتكررة، لم تحصل swissinfo.ch من منظمات حقوق الإنسان الجزائرية سواء منها المستقلة أو الحكومية على أي تصريح يؤكد أو ينفي ما ورد في الإتهامات الصادرة عن المعارضين لحكم القذافي، وغاية ما يقال هو أنه « يجب التحقيق في هذه الإتهامات لأنها خطيرة وعلى الحكومة الجزائرية أن تتخذ كل الإجراءات اللازمة لإجراء تحقيق شفاف »، حسب تأكيد الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بجميع مكوناتها واختلافاتها الأيديولوجية. مصدر من حزب الثقافة والديموقراطية، رفض الكشف عن هويته، أضاف في تصريحات لـ swissinfo.chأن « الأمر أشبه بقضية الصحراء الغربية، فسواء أيدتها أو خالفت الحكومة في توجهها ووقفت مع المغرب، فمن الأفضل لك أن تسكت لأن هذا من شأن (أصحاب القرار) في البلاد وهم قلة لا تتعدى أصابع اليد، بل وحتى الرئيس نفسه لا يمكنه مخالفتهم ». الملفت أيضا في هذه القضية أن أبرز الصحافيين المعارضين في الجزائر، مثل فيصل مطاوي، لم يتمكن من تعدي « الخط الأحمر » الذي يدوّخ هذه الأيام رجال السياسة والإعلاميين الذين يريدون الخوض في هذا الموضوع واكتفى بالقول: « علينا التأكد من هذه الإتهامات وكشف الحقائق صعب في الظروف الحالية، إذ لابد من توفر أدلة مادية من قبل المجلس الإنتقالي الليبي تؤسس لرفع قضية ضد الدولة الجزائرية ». شهود عيان محاولة البحث عن الحقيقة دون المرور على الجهات التقليدية سواء كانت في المعارضة أو قريبة من الحكومة، يُـوصل إلى معلومات أخرى تتعلق بموضوع « المساعدات » الجزائرية للقذافي، من بينها ما صرح به لـ swissinfo.ch مواطنون من قرية الدبداب الواقعة بولاية إليزي (تبعد حوالي 1800 كلم جنوب شرق العاصمة)، من أنهم « شاهدوا خمس طائرات نقل تحط وتقلع من مطار إليزيا »، وأضافوا أن « الطائرات الخمس تابعة للجيش الجزائري ». وأفاد المواطنون أيضا أنهم شاهدوا « عددا لا يُحصى من المواطنين الأفارقة ذوي البشرة السوداء، يتحلقون حول رجال بيض من الشمال قبل أن يتفرق الجميع ضاحكين وفي جميع الاتجاهات »، إلا أن محدثينا أخبروا swissinfo.ch أن بعض الأفارقة وقبل اختفاءهم أنفقوا مبالغ مالية معتبرة في مدينة إليزي قبل المغادرة إلى ليبيا. في الأثناء، تبقى أسئلة محيرة من قبيل « هل سلحت الجزائر مرتزقة وأرسلتهم إلى ليبيا؟ وهل دربتهم؟ ومن أي جنسيات هم؟ » من دون جواب مقنع أو محدد. المثير للحيرة فعلا هو الصمت المطبق للطبقة السياسية الجزائرية، واكتفاء الحكومة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية بالنفي والتنديد. وفي هذا الصدد، علمت swissinfo.ch أن نشاطا كبيرا وحركة غير عادية تعرفها مكاتب مخابرات الجيش والشرطة والدرك، لتتبع أي تغير سياسي أو فكري لدى الجزائريين، خوفا من احتمال انتقال عدوى الثورة للبلد، كما لوحظ أن العديد من المنتسبين إلى هذه الهيئات أبدى « مرونة كبيرة في التعامل مع المواطنين في الفترة الأخيرة » بسبب التخوف الهائل لدى الحكومة من انتقال عدوى الثورة. أما موضوع الإتهامات التي أطلقتها أوساط المعارضة الليبية، فقد تبين – حسب مصادر إعلامية جزائرية – أن القيادة العليا لمصالح الأمن، أعطت تعليمات لبعض الصحف « لتشويه سمعة الثوار الليبيين » وجعل المسألة تبدو وكأنها « تدخل غربي أطلسي » في ليبيا، وقد نشرت هذه التعليقات فعلا في غالبية الصحف الناطقة باللغة العربية، وفي ثلاث يوميات ناطقة باللغة الفرنسية. في الوقت نفسه، اتسمت اللهجة الحكومية الجزائرية، بالعدائية تجاه الثوار الليبيين على اعتبار أن الجزائر – وحسب مصادر غربية مقيمة في الجزائر العاصمة – كانت قد أعلنت في آخر لقاء عسكري مع حلف شمال الأطلسي، أنها « لا توافق على مساعدة الثوار الليبيين » وبأنها « لن تتعامل بإيجابية » مع مجلسهم (الوطني الإنتقالي) في بنغازي. وتستند الدولة الجزائرية في موقفها هذا، إلى اطمئنان داخلي يتعلق بهدوء غريب يعرفه الشارع الجزائري، ما أدى إلى اتخاذ مواقف حكومية على المستوى الدولي والدبلوماسي لا تعتبر أن ما يجري في بعض الدول العربية قد ينتقل إلى الجزائر، وهي مواقف تتناقض مع الظاهر من تحركات مصالح الأمن التي تنظر إلى كل صيحة أو تحرك احتجاجي بسيط على أنه « تهديد للنظام الجمهوري ».  
عـلامة شـؤم؟ على صعيد آخر، تذهب بعض تحليلات الصالونات السياسية المقربة من مولود حمروش رئيس الحكومة الأسبق إلى التأكيد على أن انهيار النظام الليبي يمثل علامة شؤم للدولة الجزائرية « التي أسسها الرئيس الإنقلابي الراحل هواري بومدين »، على اعتبار أن خصرها الشرقي قد أصبح عاريا فيما انتهت كل النظم الشمولية التي تشبهها في كل من تونس وليبيا ومصر. في الوقت نفسه، سيؤدي انضمام المغرب إلى مجلس التعاون الخليجي (إن حصل يوما ما) إلى تحويل الجزائر إلى دولة تغرد خارج السرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأن الأمل في حدوث تغيير جزائري داخلي سريع صعب المنال، بسبب أن التحركات الأمنية الحالية تجاه مسببات الثورة، تقوم بها الأجيال القديمة والمتوسطة داخل مصالح الأمن، وهي في مجملها لا تُحسن التعامل مع المواطنين ضمن إطار حر. لذلك ففي حال ازدياد الضغط الديمقراطي من جهة الشرق، وانضمام المغرب إلى مجلس التعاون، فإن احتمال حدوث « انفجار داخلي » لنظام الدولة، يصبح أمرا وارد الحدوث. وبالرغم من كل هذه التطورات، يمكن القول أن رفض رجال السياسة وهيئات حقوق الإنسان التحدث بحرية بخصوص الإتهامات الصادرة عن المجلس الوطني الإنتقالي في ليبيا، يمثل قمة الرعب من النظام الأمني الجزائري الذي يمسك بخاصرة الدولة ويحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، بل إن مقتل ناشطيْن من المنتمين إلى « تنسيقية التغيير » المطالبين بتغيير النظام والقضاء على المخابرات العسكرية، قد زاد من هذا الرعب. فقد قتل الناشطان (وهما رجل وامرأة) في ظروف مريبة بولايتي وهران والعاصمة جعلت من الصعب التكهن بما ستأتي به الأيام القادمة، لدرجة أن بعض المتشائمين من رجال الإعلام الجزائر، استذكر الأيام العصيبة لمذابح أحياء الرايس وبن طلحة عام 1997 عندما ذبح ثمانمائة (800) شخص في ظروف مريبة وقاسية، واتهمت حينها « الجماعة الإسلامية المسلحة » بأنها المخطط والمنفذ في آن واحد لما حدث. ضغوط مرتقبة.. وحسم في الأفق في الأثناء، تذهب بعض التحليلات السياسية إلى أن النظام الجزائري، سيزداد توترا في الأيام القادمة وخاصة إذا ما اختفى نظام العقيد معمر القذافي نهائيا، بل وسيزداد الضغط على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو الرجل المنهك بسبب المرض، وقد غادر الساحة جميع القادة الذي يعرفهم ويتفاهم معهم سياسيا، وهم بن علي ومبارك والقذافي. في سياق متصل، تبقى التساؤلات قائمة حول « دور القيادات الأمنية الشابة أو الواعية التي تدعمها الطبقة السياسية ذات الوزن الشعبي مثل جبهة التحرير الوطني والإسلاميين وجبهة القوى الإشتراكية في إخراج الجزائر من الشرك الإقليمي والجيواستراتيجي الذي وقعت فيه » برأي البعض. ومن جهة أخرى، هل ستتمكن هذه القيادات في قادم الأيام من إقناع رؤسائها بضرورة الإنسحاب بهدوء دون الإضطرار إلى استعمال العنف (الذي يترجم حسب التقاليد الجزائرية بمواجهات في الشوارع وضحايا من المدنيين، كشكل من أشكال صراع الأجنحة في البلاد وذلك منذ تشكيل أول خلية لجهاز الإستخبارات على يد عبد الحفيظ بوصوف عام 1958 في عز ثورة التحرير التي قادت إلى استقلال البلاد عن فرنسا)؟ أسئلة عديدة.. قد يُـسـرّع حسم الموقف الميداني والسياسي في ليبيا واتضاح الصورة فيها بتقديم إجابات واضحة عنها، ينتظرها الجميع في داخل الجزائر وجوارها الإقليمي المباشر على أحـرّ من الجمر  
(المصدر: موقع « سويس انفو » (سويسرا) بتاريخ 17 ماي 2010)

<



2011-05-17 لندن- (يو بي اي): رجّح وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة نك هاري احتمال قيام المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوري بشار الأسد، على ما اعتبره دوره في حملة القمع العنيف ضد المتظاهرين. وقالت صحيفة (فايننشال تايمز) الصادرة الثلاثاء إن تصريح الوزير هارفي جاء بعد إعلان المحكمة أنها ستسعى لتوقيف العقيد الليبي معمر القذافي وابنه سيف الاسلام ووزير الاستخبارات العسكرية في نظامه عبد الله السنوسي بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية، مع أن بريطانيا لم تدعو حتى الآن الرئيس الأسد للتنحي عن السلطة لكنها طالبت نظامه بوقف العنف. واضافت إن تصريح هارفي جاء أيضاً بعد اعلان ناشطين سوريين اكتشاف مقبرة جماعية خارج محافظة درعا، والتي كانت محور حملة عسكرية مكثفة في الأسابيع الماضية. ونسبت الصحيفة إلى رضوان زيادة داعية حقوق الإنسان السوري والباحث في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة قوله « إن الكثير من الجثث دُفنت في موقع المقبرة الجماعية، بما في ذلك جثث خمسة أعضاء من عائلة واحدة ». واشارت إلى أن الجيش السوري ارسل دباباته إلى درعا في الخامس والعشرين من نيسان/ ابريل الماضي، وتم قطع الاتصالات عن المدنية معظم الوقت منذ ذلك الحين. وقالت فايننشال تايمز إن الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة ضد الفساد وأجهزة الأمن والنظام نفسه بشكل متزايد دخلت شهرها الثاني في سوريا، وعرضت الحكومة في البداية تنازلات لكنها رُفضت من قبل المحتجين، ثم استخدمت استراتيجية القوة الساحقة والتي اودت بحياة أكثر من 700 شخص واعتقال الآلاف. واضافت الصحيفة إن النظام السوري دعا إلى حوار وطني، بعد فشل حملة القمع في وقف الاحتجاجات. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 ماي 2010)

<



2011-05-17 القاهرة- (يو بي اي): قررت السلطات المصرية اليوم الثلاثاء الإفراج عن سوزان ثابت حرم الرئيس المخلوع حسني مبارك بكفالة مالية، وذلك بعد يوم واحد من تعهدها بإعادة أموال يعتقد انها استولت عليها بطريقة غير مشروعة للدولة المصرية. وقالت وسائل إعلام مصرية إن مساعد وزير العدل المصري لشؤون الكسب غير المشروع عاصم الجوهري قرر إخلاء سبيل سوزان مبارك بكفالة. وقال الجوهري إن قرار إخلاء سبيلها اتخذ « بعد انتفاء مبررات حبسها ». ونقلت مواقع إعلامية مصرية عن الجوهري قوله في مؤتمر صحافي أن سوزان مبارك تنازلت عن ثروتها مقابل الإفراج عنها. وكان جهاز الكسب غير المشروع، التابع لوزارة العدل، أمر الجمعة الماضي بحبس سوزان، على ذمة التحقيق لمدة 15 يوما في اتهامات باستغلال النفوذ وتضخم الثروة بطرق غير مشروعة. ونقلت سوزان ثابت إلى العناية المركزة بمستشفى شرم الشيخ الدولي بجنوب سيناء يوم الجمعة الماضي بعد الاشتباه في إصابتها بذبحة صدرية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، الاثنين، عن الموثق بمركز التوثيق النموذجي بمدينة الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء محمد حامد قوله « توجهت إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي وحررت توكيلا موقعا من سوزان صالح ثابت إلى جهاز الكسب غير المشروع بالتصرف في ممتلكاتها لصالح الدولة ». وأضاف الموثق إن « سوزان وقعت على الإقرار، وكانت متعبة ومجهدة، واستغرقت مهمتي حوالي 10 دقائق ». وتعهدت سوزان بتسليم ثروتها إلى الدولة المصرية، إذ قامت بتحرير 3 توكيلات للمستشار عاصم الجوهري، تتيح للجهاز سحب أموالها الموجودة في مصرفين، وبيع فيلا تمتلكها في منطقة مصر الجديدة في القاهرة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 ماي 2010)

<

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.