السبت، 7 أكتوبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2329 du 07.10.2006

 archives : www.tunisnews.net


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت:بيـــــــــان1 الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت:بيـــــــــان2 الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت:بيـــــــــان3 المسقطون عمدا في شفاهي كاباس: بــــــلاغ المسقطون عمدا في شفاهي كاباس:بــــلاغ عاجل د.خالد الطراولي: دفــاع عن الصحوة ومناشدة لأصحاب العقول عبدالحميد العدّاسي :رؤوس أقلام أبو القعقاع القلعي السناني:الحجاب آية من آيات القرآن:فمن أنكره فقد أنكر القرآن أبو اليسر التونسي:ماذا يجري في اتحاد الشغل؟ وهل يستعيد البريكي عذريته؟
محمد العروسي الهاني: التبذير له عدّة أنواع و ألوان و سوء التصرف له عدّة جوانب و الإصلاح ضروري لتعبئة الموارد الموقف:سيدي بوزيد: الاكتظاظ في المؤسسات التعليمية يثير الاحتجاجات وحيدة بن صالح: وراء القضبان – صرخة أمّ مهدي مبروك: خرائط اللباس والحق في الاختلاف أ.د. أحمد بوعزّي:من أجل شفافية أكثر في مناظرة الكاباس د خالد شوكات: بورقيبة مجدد الإسلام موقع منظمة « الكرامة لحقوق الإنسان »:اختفاء عبدالقهار علي بن حاج في الجزائر إسلام أون لاين: البابا يعد « نصا نهائيا » لمحاضرته المسيئة صبحي حديدي: بين الرقابة الذاتية وحرية التعبير: هل أخرس الإسلام الغرب؟ السيد ولد اباه: المؤسسة الإسلامية التقليدية في الرهان السياسي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 

 


انسحاب

نحن الموقعون، من مؤسسي موقع الوسط التونسية وأعضاء هيئة تحريرها. نعلن انسحابنا من هذا المنبر، بعدما تبين لنا في الأيام الأخيرة أنه مال عن الخطوط المرسومة المتفق عليها من طرف المؤسسين، من بينها الاستقلالية والشورى  والشفافية والعمل الجماعي.

ودون الدخول في التفاصيل المعلومة بالضرورة لدى المتابعين والمهتمين والمراقبين للشأن التونسي، لجملة التغييرات في التوجهات العامة والمنهج الإعلامي لمنبر الوسط التونسية، الذي حاد عن القناعات المؤسسة لهذا المشروع، والذي من أجله ساهمنا في تأسيسه، وانخرطنا في المشاركة الفاعلة، قصد تركيم التنوير الإعلامي وتفعيل الوعي السياسي وتقديم إضافة وطنية، بعيدا عن ملك الحقيقة واليقين والتجريم والتوضيع..

فإننا من باب المسؤولية الوطنية والتاريخية، نعلن انسحابنا من موقع مجلة الوسط التونسية، مع الإشارة إلى أن الافتتاحيات الأخيرة وجملة المقالات لا تلزمنا ولا تعبر عن طروحاتنا و قناعاتنا. الإمضاءات الطاهر العبيدي taharlabidi@free.fr فتحي النصري maitre_nasri@yahoo.fr نورالدين الخميري jendouba92@yahoo.fr بد الباقي خليفة  abdulbakihalifa@hotmail.com  


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت 75  شارع فرحات حشاد 7001 بنزرت ـ الهاتف  72435440  ٭ بنزرت في 6 أكتوبر 2006 بيـــــــــان1
 

تعلم هيئة فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن قوات  الأمن منعت يوم الخميس 5 أكتوبر 2006 اجتماعا للهيئة بمقر الفرع مع ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين تتقدمهم مستشارة الشؤون السياسية بالسفارة الأمريكية بتونس.الذين طلبوا لقاء الهيئة في إطار زيارة قاموا بها إلى بنزرت. و قد حضر أعوان الأمن باللباس المدني بأعداد كثيفة بمجرد وصول السيارة الدبلوماسية و منعوا أعضاء هيئة الفرع و الدبلوماسيين من الدخول إلى المقر.

إن هيئة الفرع إذ تعلم الرأي العام بذلك فإنها تود التأكيد على ما يلي:

– رفضها لهذه الأساليب القمعية في منع اجتماعات هيئة الفرع و جميع نشاطاته و كذلك نشاطات جميع فروع الرابطة. – غياب أي مبرر قانوني للقيام بمثل تلك الإجراءات التعسفية  و هو ما يؤكد النهج القمعي الذي اختارته السلطة في مواجهة الرابطة في خرق واضح للقانون و الدستور خاصة و أن المنع يتم في كل مرة بصفة شفهية و لا تقدم قوات الأمن وثيقة تبرر المنع من الناحية القانونية. – تمسكها بشرعية الهيئة المديرة الحالية و بحقنا كرابطيين في عقد المؤتمر السادس للرابطة دون تدجين أو احتواء من السلطة . – إصرارها على مواصلة النشاط  حسب ما يفرضه القانون الداخلي للرابطة و المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، و بالمضي قدما في الدفاع عن حقوق الإنسان و في فضح الانتهاكات المستمرة للسلطات التونسية في هذا المجال و التي تريد التستر عنها بقمع الرابطة و جميع المنظمات المستقلة المدافعة عن حقوق الإنسان في تونس. عن هيئة الفرع الرئيس علي بن سالم


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت 75  شارع فرحات حشاد 7001 بنزرت ـ الهاتف  72435440  ٭ في 7 أكتوبر 2006     بيـــــــــان2
 

  علمت هيئة فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن عناصر أمنية باللباس المدني تعترض سبيل المتحجبات في الطريق العام و تحثهن على خلع الحجاب و تهددهن  بعدم ارتدائه مستقبلا. و في نفس السياق تشن المؤسسات التربوية في الجهة حملة على  التلميذات و الطالبات المتحجبات و تفرض عليهن خلع الحجاب قبل الدخول إلى الأقسام. كما علمت الهيئة إن عوني امن باللباس المدني اعترضا سبيل الشاب بلال الملياني في* قوس الملياني* بالمدينة العتيقة بينما كانا عائدا إلى منزله و هدداه بأخذه بالقوة إلى منطقة الشرطة و عمد احد الأعوان إلى خنقه و لم يتراجع عن ذلك إلا بقدوم والد بلال الذي كان عائدا بالصدفة إلى منزله. إن هيئة فرع بنزرت للرابطة تدين هذه الإجراءات التعسفية و التي تتكرر مع مطلع كل سنة دراسية جديدة . و تدعو السلطات إلى الكف عنها ضمانا   لحرية اللباس التي يضمنها الدستور التونسي و المواثيق الدولية.

عن الهيئة الرئيس علي بن سالم


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت 75  شارع فرحات حشاد 7001 بنزرت ـ الهاتف  72435440  ٭ بنزرت في 7 أكتوبر 2006    بيــــــان3
 

علمت هيئة فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن عناصر أمنية باللباس المدني تعترض سبيل المتحجبات في الطريق العام و تحثهن على خلع الحجاب و تهددهن  بعدم ارتدائه مستقبلا.  و في نفس السياق تشن المؤسسات التربوية في الجهة حملة على  التلميذات و الطالبات المتحجبات و تفرض عليهن خلع الحجاب قبل الدخول إلى الأقسام. كما علمت الهيئة إن عوني امن باللباس المدني اعترضا سبيل الشاب بلال الملياني في* قوس الملياني* بالمدينة العتيقة بينما كانا عائدا إلى منزله و هدداه بأخذه بالقوة إلى منطقة الشرطة و عمد احد الأعوان إلى خنقه و لم يتراجع عن ذلك إلا بقدوم والد بلال الذي كان عائدا بالصدفة إلى منزله.   إن هيئة فرع بنزرت للرابطة تدين هذه الإجراءات التعسفية و التي تتكرر مع مطلع كل سنة دراسية جديدة . و تدعو السلطات إلى الكف عنها ضمانا   لحرية اللباس التي يضمنها الدستور التونسي و المواثيق الدولية. عن الهيئة الرئيس علي بن سالم

 

تونس في 6 أكتوبر 2006 بــــــلاغ

 

 نحن المسقطين عمدا في شفاهي كاباس 2005/2006  وفي إطار متابعتنا لملفنا و تمسكنا بحقنا في النجاح وانتدابنا وفقا لهذه الصيغة، كنا توجهنا يوم الأربعاء 04 أكتوبر 2006 إلي وزارة التربية والتكوين غير أننا فوجئنا باعتراضنا من قبل قوات الأمن بالزي المدني حالت بينا وبين الصعود إلى البهو الخارجي للوزارة وتم إخراج الزميل محمد الناصر الختالي بالقوة.

وأمام إصرارنا على المطالبة بحقّنا في متابعة ملفنا، واستعدادنا لكل الأشكال النضاليّة المباشرة، تمكّنا من مقابلة مسؤول بالوزارة قدّم نفسه على أنّه مفوّض من طرف مدير الديوان السيد نجيب السخيري، ووعد هذا الأخير بطيّ ملفّنا في بحر هذا الأسبوع. وإنّنا إذ ننتظر تعاملا جدّيا مع مطالبا المشروعة بعيدا عن أسلوب المماطلة والتسويف، وتمكيننا من حقّنا في النجاح والشغل، فإنّنا:

– نستنكر المضايقات الأمنيّة المتكرّرة وندعو سلطة الإشراف إلى تحمّل مسؤوليتها فيما ينجرّ عن هذه الممارسات اللاقانونيّة. – نؤكّد تمسّكنا اللامحدود بحقنا في النجاح والشغل حتى تحلّ قضيتنا العادلة. – ونهيب بكل المربّين والمتفقّدين والأساتذة الجامعيين وكافة النقابيين بمواصلة مؤازرتنا.   الإمضاءات – البشير المسعودي ( 37 سنة) أستاذية فلسفه 1999 – محمد المومني ( 33 سنة ) أستاذية فلسفة   وباحث في ماجستير الفلسفة. – جيلاني الوسيعي ( 36 سنة) استاذية عربية 1999 – الحسين بن عمر (30سنه )الأستاذية في الإعلامية 2001  وشهادة الدراسات العليا المتخصصة في نظام الإتصالات والشبكات 2003 – علي الجلولي ( 33سنة ) أستاذية فلسفة 2001 – لطفي فريد (32 سنة ) أستاذية فلسفة 2002 – محمد الناصر الختالي (26 سنة ) أستاذية فلسفة 2005 – حفناوي بن عثمان ( 33 سنة ) أستاذية عربية 2005


تونس في 6 أكتوبر 2006 بــــلاغ عاجل

 

نحن المسقطين عمدا في شفاهي كاباس 2005/2006  وفي إطار مشاركة زملائنا المربين في ذكرى احتفالهم باليوم العالمي للمربي، توجهنا صبيحة اليوم على الساعة الواحدة قصد الى مكان التجمع النقابي الذي دعت مجمل نقابات التربية المقام ببطحاء محمد علي، فوجئنا بعدد كبير من البوليس يمنعنا من الوصول إلى مقر الإتحاد العام التونسي للشغل دون سوانا. لذلك يهمنا توضيح الآتي:

·نؤكد إدانتنا الشديدة للمضايقات  الأمنية المتكررة ·تمسكنا الشديد بمطلبي النجاح و العمل رغم تواصل الحصار الأمني ·نهيب مجددا بكل القوى  الحية لمساندتنا و التعريف بقضيتنا العادلة.   الإمضاءات – البشير المسعودي ( 37 سنة) أستاذية فلسفه 1999 – محمد المومني ( 33 سنة ) أستاذية فلسفة   وباحث في ماجستير الفلسفة. – جيلاني الوسيعي ( 36 سنة) استاذية عربية 1999 – الحسين بن عمر (30سنه )الأستاذية في الإعلامية 2001  وشهادة الدراسات العليا المتخصصة في نظام الإتصالات والشبكات 2003 – علي الجلولي ( 33سنة ) أستاذية فلسفة 2001 – لطفي فريد (32 سنة ) أستاذية فلسفة 2002 – محمد الناصر الختالي (26 سنة ) أستاذية فلسفة 2005 – حفناوي بن عثمان ( 33 سنة ) أستاذية عربية 2005


تونس في 7 أكتوبر 2006

 

بيـــــــان

 

  في إطار التعريف بالمظلمة القاسية التي تعرض لها « المسقطون عمدا في شفاهي كاباس 2006  » وسعيا منا لإطلاع فعاليات المجتمع المدني على آخر تطورات ملفنا العادل، تستعد مجموعتنا لعقد ندوة صحفية مشفوعة بتظاهرة حائطية تجسد جميع تحركاتنا و نضالاتنا المباشرة منذ شهر جوان الفارط. هذا وقد لاقت الفكرة إستحسان و تشجيع الجميع.

  كما أن موافقة كل من الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي و المجلس الوطني للحريات و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و المحامين على حضور و تأثيث ندوتنا المأمولة جعل الجميع ينصحنا بتحويلها إلى ندوة وطنية علها تسلط الضوء على معضلة حقيقية تمس مصداقية مناظراتنا الوطنية.

   وحتى تحقق الندوة أهدافها، من المنتظر أن نوجه الدعوة كذلك إلى منظمة التربية والأسرة و  نقابتي الأساسي و الثانوي وإلى مصلحة الإمتحانات بوزارة التربية التكوين. وسوف نقوم في بحر هذا الأسبوع بتوزيع كراس يشمل توثيقا كاملا لكل بياناتنا السابقة فضلا عن المساندات والمقالات الصحفية الوطنية و العربية والعالمية التي تناولت قضيتنا.

 و تأتي هذه الخطوة النضالية الجديدة بعدما لاحظناه من تسويف و مماطلة من قبل سلطة الإشراف وهي التي ما فتأت تعد كل مرة بحل الملف لكن دون فعل.

   هذا ونذكر كل المتابعين لملفنا بكوننا سوف نجدد النضالات المباشرة بداية من الأسبوع القادم حتى تحقيق مطالبنا العادلة والمتمثلة في الإقرار بنجاحنا في الدورة المذكورة و آنتدابنا وفقا لتلك الصيغة.

  لذا نهيب بكل القوى الحية من أجل نصرتنا و مزيد التعريف بقضيتنا.

الإمضاءات

– البشير المسعودي ( 37 سنة) أستاذية فلسفه 1999

– محمد المومني ( 33 سنة ) أستاذية فلسفة   وباحث في ماجستير الفلسفة.

– جيلاني الوسيعي ( 36 سنة) استاذية عربية 1999

– الحسين بن عمر (30سنه )الأستاذية في الإعلامية 2001  وشهادة الدراسات العليا المتخصصة في نظام الإتصالات والشبكات 2003

– علي الجلولي ( 33سنة ) أستاذية فلسفة 2001

– لطفي فريد (32 سنة ) أستاذية فلسفة 2002

– محمد الناصر الختالي (26 سنة ) أستاذية فلسفة 2005

– حفناوي بن عثمان ( 33 سنة ) أستاذية عربية 2005

 

 


انهيار جسر الكبارية: من المسؤول؟

 

الموقف   انهار جسر حديث البناء فجر الإربعاء 4 أكتوبر بالقرب من منطقة الكبارية على الطريق الحزامية الرابطة بين الطريقة السريعة مجاز الباب وضاحيتي رادس وحلق الوادي. وتسبب الحادث في اضرام النار في كوابل المترو لان الجسر يقع فوق السكة. ومن ألطاف الله ان الانهيار لم يحصل في النهار وإلا لكان عدد الضحايا مرتفعا. ولم تعط السلطات معلومات عن عدد الضحايا خصوصا من العمال الذين كانوا يشتغلون ساعة الحادث. إلا ان بعض المصادر أكد أن هناك قتيلا وستة جرحى فيما تحدثت مصادر اخرى عن قتيلين من العمال.   ويطرح هذا الحادث أسئلة كبيرة عن مدى وجود رقابة من وزارة الاشراف على إنجاز الجسور ومدى تطابق هذه الأخيرة مع المواصفات المطلوبة. كما يطرح أسئلة عن معالجة الوضع الناجم عن الحادث إذ تعطلت حركة المترو في المحطات الموالية للجسر مما استوجب اللجوء إلى حافلات الشركة الوطنية للنقل ولوحظ تجمع كبير للمواطنين ورجال الامن في مكان الحادث كامل يوم الاربعاء بسبب طول عملية رفع الأنقاض.    (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)


شوفولنا حلّ
 

بقدرة قادر يتواصل مسلسل  » شوفلي حلّ » للمرة الألف ؟ تتناسل الأحداث من بعضها البعض في عشوائية مريعة. علينا أن نكون أغبياء وسذّج حتى نضحك من  » ضمار » السبوعي وهلوسات مرضى…الحلقات الأخيرة أعدت خصيصا لشهر رمضان ولكن الجماعة لم تكترث لقدسية هذا الشهر ولا لطقوس الفرجة العائلية فيه: في كل حلقة يصرّ السبوعي على أن  » يأخذ بوسة » من خطيبته ويعلنها صراحة…هي الوقاحة عينها. رجاؤنا  » تشوفولنا حلّ ».   (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)


برنامج
 

برنامج  » في الفكر الإسلامي » الذي قدمت التلفزة الوطنية حلقة أولى منه خلال الأسبوع الفارط كان ضحلا رغم أن المشاركين كلهم من « الجامعيين » كما أصرت التلفزة على تقديمهم ولكن ما خفي من هوية هؤلاء الأربعة كان ما يلي: المنشط رئيس ديوان وزارة، الضيف الأول عضو بمجلس النواب لأكثر من دورة، الضيف الثاني مدير مؤسسة جامعية والضيفة الرابعة نزعت جلبابها مقابل امتيازات سخيفة…خطابهم كان سطحيا لا يُرضي انتظارات تلاميذ الباكالوريا في مادة التفكير الإسلامي…غاب الفكر وحضر الدفاع عن مشروع النظام في الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف الخ…أكليشيات لم تعد قادرة على جلب الانتباه فما بالكم بالإقناع.   (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)


تكاثر سرقات المواشي في بومرداس

 

 تكررت في الآونة الخيرة ظاهرة سرقة مواشي الفلاحين بمعتمدية بومرداس من ولاية المهدية . و قد لا يحمل الأمر أي غرابة أمام تكاثر ظاهرة السرقة سواء في الريف أو في المدينة. و لكن الظاهرة المحيرة تتمثل في أن أغلب السرقات نسبت إلى مجهولين و لم يتمكن أعوان الأمن من القبض على هؤلاء اللصوص مما ألهب خيال الفلاحين حول طبيعة هؤلاء و من يقف وراءهم و يحميهم. و مؤخرا و في الليلة الفاصلة بين 22 و 23 سبتمبر و في منطقة كركر وقعت سرقة مواشي الأرملة و جارها الشيخ في نفس الليلة و يبدو أنه و كالعادة ستسجل السرقة ضد مجهول. فمتى سيتم حماية هؤلاء الفلاحين الفقراء من لصوص المواشي؟   (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)


نفق خطير يهدد طلبة سوسة

 

النفق الرابط بين حي الرياض وكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بسوسة والذي يقع أسفل الطريق الحزامية كان ممرا آمنا للطلبة لكنه تحول في الآونة الأخيرة إلى مكان مهشم الأبواب و البلور تتجمع فيه الأوساخ و الفضلات ويتجمع داخله أصحاب السوء مما جعله ممرا محفوفا بالمخاطر خاصة للطالبات و اضطرهن إلى قطع الطريق السريعة للمرور من الكلية إلى مقر سكناهن مع ما يحيط بذلك من مخاطر حوادث الطرقات.   في ذات الحين تشدد إدارة كلية الحقوق التي لا تعبأ بسلامة الطلبة من رقابتها عليهم فتنزع حجاب الطالبات المتحجبات وتراقب بطاقات جميع الطلبة عند دخول الكلية بل أكثر من ذلك سمحت لنفسها بالتدخل في الحرية الشخصية للطلبة الذين لا يصومون شهر رمضان إذ قام أعوان الأمن بالكلية بتجميع الطلبة المفطرين و قيادتهم إلى مركز الأمن في محاولة لإجبارهم على إمضاء التزام بعدم المجاهرة بالإفطار.   (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)


و من الكذب….ما دمر

 

في المجر ما أن علمت الجموع بفحوى اعتراف الوزير الاول بأنه تعمد الكذب علي الشعب حتي اكتسحت الشوارع مطالبة باستقالتة.وفي الامر أكثر من سبب للاعجاب لدينا نحن العرب الذين لم نتعود من حكامنا سوئ مجانبة الحقيقة و تعمد اخفائها و تلوين مكوناتها و تزيين حروفها و تحريف أجزاء هامة منها بغاية عدم اثارة الشارع حتى يدوم لهم كرسي الحكم الذي بة يتشبثون حتى …العجز وحتى …الممات. و الذي به يطوعون من أجل البقاء فية الدستور و يحنطون الاخلاق و يعتدون علئ حرمات صناديق الاقتراع….وعديدة و متكررة هي الوعود التي أغدقت علينا بالحرية الاتية و بالحياة الكريمة المقبلة و باحترام ارادة الناخبين و بتحديد المدد الرئاسية و باعمال القانون علىالجميع وبتركيز دولة المؤسسات و بالالتزام بقطع دابر الظلم و بتجاوز أضحوكة الرئاسة مدى الحياة…..ثم تنبئنا الممارسة اليومية أن الوعود لم تكن سوى نوعا من المسكنات التي يروم حكامنا من خلالها تخديرنا تحسبا للاجهاز علينا خطبا ووعودا و قمعا حارقا . فكل الجنات المغرية التي وعدنا بها ينبغي أن..نموت صبرا في انتظار بلوغها. و قد يشيخون قبل بلوغ قتلنا صبرا..ثم يموتون ترنحا على كراسي حكمهم….رحمهم الله.   محمد الصالح فليس   (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)

 

دفــاع عن الصحوة ومناشدة لأصحاب العقول.

 

د.خالد الطراولي*   ktraouli@yahoo.fr   كلمات قصيرة ولكنها ثقيلة، أسطر قليلة ولكنها مبطنة بكثير من التساؤلات والوجوم! لقد حمل إلينا الخطاب الأخير للسلطة فوهة لم يكن المواطن التونسي ينتظرها، ولا يتمنى فتحها أو الحديث عنها. إنها قضية الصحوة في مجموعها والحجاب كأحد تعبيراتها، التي تعود من جديد عبر رفض مبدئي لحمله، وربطه مجددا باللباس الطائفي، وكأن عقدا كاملا من الزمن لم يمر، وكأن التاريخ لم يرسم على صفحاته تجربة مثقلة بالمآسي والهموم، وكأن العودة ليست تأكيدا على فشل المعالجة السابقة.   ليس دفاعي عن الصحوة من منطلق سياسي، وكم كتبت في هذا الباب ودعوت إلى الفصل التام بين الصحوة والحركة، فلكل رجاله ونخبه وإطاره وأهدافه ومنهجيته…وإن كانت السياسة دفاعا عن الحرية في أول سلم أخلاقياتها، ولكن خيرت أن لا يقال توظيف لهمّ إنساني واستغلال للصحوة ولعب بالنار!   ليس دفاعي من منطلق ديني، وإن كان يجوز، فهؤلاء إخوتي وأخواتي، جمعتني بهم المقادير في عقيدة واحدة وإيمان واحد وفهم وتأويل واحد…   ليس دفاعي عن الصحوة من منطلق أخلاقي، وإن كان هذا مندوبا، فكيف لي أن لا أكون في صف الحشمة والحياء؟والرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) جعل الحياء شعبة من شعب الإيمان؟…   ليس دفاعي عن الصحوة من منطلق دعوي، فللدعوة رجالها وإطارها وأهدافها، ورحم الله امرئا عرف قدر نفسه وفقه مرحلته ومحيطه…   ليس دفاعي عن الصحوة من منطلق وطني، وإن كان هذا ممدوحا ومشروعا. فكيف لي أن لا أكون إلى جانب المواطن وحقه في المواطنة الكاملة وغير المنقوصة؟   ليس دفاعي عن الصحوة من منطلق إنساني، وإن كان هذا واجبا، فكيف لي إن لا أكون إلى جانب كرامة الإنسان وتكريمه، والشرائع السماوية واللوائح الوضعية تقف إلى جانبه؟   إن منطلقي الوحيد الذي يدفعني إلى رفع يافطة الانتباه دفاعا عن هذه الصحوة وعن إحدى تعبيراتها الساطعة وهو الحجاب… هو الحرية ولا غير الحرية، إنها حرية الاختيار ولا سواها!   إن حرية الملبس وحرية العقيدة وحرية الشعيرة وحرية ارتياد أماكن العبادة كفلتهم المواثيق والقوانين الصائبة والدساتير المصيبة في بلدان الحق والعدل، ولا بد من رفع الصوت بهدوء وقول كلمة حق للتعبير عن انشغالنا من جديد بهذه الحرية المكبوتة، وهذه الحرية المعتقلة…   إن الدفاع عن الصحوة من هذا الباب، باب الحرية والاختيار ليس حكرا على طائفة أو فرد بل هي أخلاق عامة ومواثيق وقيم تتجاوز الانتماء والجنس والرؤى والاختلاف…الصحوة ملك للوطن ولا لغيره… ولقد بحثت عن رجال ديمقراطيين ونساء ديمقراطيات، فلم أجد الكثير، إلا من رحم ربك… لقد فهمنا الديمقراطية والحرية على أنها الشمول وعدم الإقصاء… وفهمها بعض الناس في صفوف المعارضة الحزبية أو خارجها على أنها التجزئة والاحتكار..، فهموها على أنها انتماء، وفهمناها على أنها مواطنة..، فهموها على أنها اضطرار وفهمناها على أنها اختيار..، فهموها على أنها قوم وطائفة وحزب، وفهمناها على أنها وطن وكفى..، فهموها على أنها حقوق المرأة وفهمناها على أنها حقوق الإنسان وكرامته.   دعونا نهمس إلى الصحوة من بعيد، وإلى أخواتنا هناك، إلى هؤلاء المواطنات العاديات، إلى هاته الحرائر، إن خطاب السلطة قد سمح لكن بالسفساري (1) فعليكنّ أن تلبسنه إن كان في ذلك تجنبا في الإضرار بكنّ، ونحن نعلم تناسبه المحدود مع مشاغلكنّ ودراساتكنّ وقلة أريحته مع واقع جديد ومعاصر، ولكن للضرورات أحكامها ولعله مع الزمن يكسب السفساري تناسبا أكثر، وتدخله الموضة ومقص الجمال والحشمة من أطرافه، ورب ضارة نافعة، فهو تمسك بالهوية التونسية التي غالبا ما دخلت مناطق الفلكلور وتقاليد السياحة والفرجة، فادخلن به الجامعات، وتسوّقن به في المغازات والمحلات، وتفسّحن به في الشارع والأماكن العامة، فالسفساري قد صاحب هويتنا وصاحب ماضينا وكان رمز الوقوف والتشبث بمعالمنا وبوطنيتنا، فاجعلنه يصحب حاضركن ومستقبلكن حتى يكون شعارا للحرية وللمواطنة الكريمة ومنهجية السلم والسلام والسلامة.   همسة ثانية ونصيحة من وراء الحدود إلى أصحاب القرار في تونس، لقد كانت هذه الصحوة ومظاهرها وليدة نزعة روحية عبادية خالصة، ولم يشبها أي باعث سياسي أو هدف حزبي، فالحركة الإسلامية السياسية قد غُيبت عن الساحة منذ بداية التسعينات والكل يعلم السبب والكيفية والجور الذي طالها، وما أراد هؤلاء المواطنون إلا التعبير عما يختلج في صدورهم وتدفعه إليه ضمائرهم من امتثال إلى أمر سماوي لا غير، يريدون أن يعيشوا حريتهم ومواطنتهم كاملة دون نقصان ودون توظيف أو استغلال.   إن الملاحقة والتعسير والاستفزاز والإكراه لا يولد سلوكا سليما ولا فكرا صحيحا، ولكن امتعاضا وغصة وغبنا يمكن أن يولد انفجارا وانحرافا، فلا تدفعوا هؤلاء إلى التطرف في أفكارهم والمغالاة في سلوكهم والانحراف في حياتهم نحو مواطن العنف وردات الفعل غير السليمة. فإذا كان الاستئصال والمتابعة والجور قد ولّدوا في الصحوة الأولى منافذ وتنفس، مثلته المنافي والتشريد في بلدان العالم، وساهم في تهدئته بروح حضارية عالية مشروع إسلامي واع، فإن اليوم ليس كالبارحة فالصحوة الثانية ليس لها عقال، لا تحمل لا مرشدا ولا قائدا وهي سهلة الانقياد نحو مواطن الاستغفال وردات الأفعال، فحذاري من السقوط. في أرض كلها أشواك!   خوفي أن يكون وراء هذا النمط من التفكير وهذه المنهجية الخطيرة في مواجهة الصحوة ومظاهرها أيديولوجيات مخفية وأفكار مشبوهة وأفراد ومجموعات وراء الستار، يواصلون حربا لم تضع أوزارها في أعماقهم، وينشدون تحريك الخيوط من بعيد حتى يشفوا غليلا لم ينته…خوفي أن يُشبع بعض المرضى تلهفهم في محاربة الدين والشعائر عبر تقمص كاذب للتقدم والتمدن والتحضر… خوفي أن يكون البعض يريد عودة إلى سنوات الجمر حيث رأى مكانته ودوره يزداد وموقفه يتدعم في الظلام وعلى الصياح والآلام… خوفي أن هناك من يرى مكاسبه وتجارته تعلو مكاسب البلاد واستقرارها وأمن مواطنيها وسلامتهم!!!   هذه كلمات مقتضبة أرمي بها في ساحة أهل الشأن في تونس، وأدفع بها إلى هذه الصحوة حماية لحريتها وتحريرا لمواطنتها، وهي كذلك كلمات بيني وبين ربي في كلمة حق ومساندة لمظلومين ومظلومات، ودفاعا عن الحرية والكرامة، فذلك حديثي وذلك ندائي، فاللهم قد بلغت اللهم فاشهد.      (1) السفساري لباس تقليدي تونسي محتشم لا يظهر غير الوجه والكفين، لبسته جداتنا ولا يزال، وقد تركته بنات الصحوة وفضّلن عليه الحجاب الشرعي العادي لما في هذا الأخير من تيسير في التحرك والتعامل.

المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

رؤوس أقلام
 
كتبها عبدالحميد العدّاسي   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكلّ عام وأنتم بخير، وتقبّل الله صيام الصائمين وقيام القائمين، ورحم المسترحمين، وغفر للمستغفرين، وجعلنا وإيّاكم من عتقاء هذا الشهر الكريم من النّار.   المواضيع والأحداث المحرّضة على الكتابة كثيرة هذه الأيّام، غير أنّ الجوّ الرمضاني الاستثنائي ووظائفه الموسميّة الحبلى بالخير الداعية إلى جنيه، قد تقلّل من الجلوس أمام طبلة أزرار الحاسوب، فتحتجب بذلك بعض الرّدود أو التعليقات على ما يحدث وما يكتب هنا أوهناك في عالمنا المتحرّك وخاصّة على رقعة أرضنا تونس الحبيبة، وقد رأيت في هذه السانحة الاكتفاء بذكر رؤوس أقلام دون التوسّع في البيان أو الشرح آملا أن يكون ذلك كافيا منّي للوقوف عند بعض الهموم المؤرّقة:   1 – لا أحد ينكر ضمور التديّن في بلادنا التونسية خاصّة في فترة ما قبل أواسط السبعينات، إلى درجة جعلت مجرّد محاولة الرّجوع إلى الدّين أو التمسّك بالأصول ( أنّنا بلد عربيّ مسلم ) خروجا عن التقليد التونسي وضرب من الإرهاب الهادف إلى محاربة الحداثة وعزل الحداثيين.   2 – اعتمد الحداثيون الخارجون عن السمت التونسي المسلم طريقة الهجوم للدّفاع عن حقيقة ابتعادهم عن التديّن ( كي لا أقول عن الدّين )، فهم لا يتردّدون في مسك المصحف الشريف ( على ما هم عليه من جنابة أو نجاسة أو غياب عقل ) لينتقوا منه ما يرونه كافيا للدّفاع عن ذواتهم أو لإظهارك – أنت المقصّر في طاعة ربّك، المحاول القيام بما استطعت من صلاة وصيام وغيره من الفرائض المعروفة من الدّين بالضرورة – بمظهر المغالي في الدّين، المتزمّت، المتنطّع ( وقد لا يتردّدون في ذكر الحديث المرفوع: هلك المتنطّعون )،  » السلفي  » التكفيري، الإرهابي، هادفين بذلك إلى إخراسك و » إحراجك  » وجعلك في موطن المتّهم الذي لا يُؤخذ منه والذي يُؤخذ على لسانه وعلى حرفه وعلى أفكاره وعلى يده وعلى أملاكه دون حرج، وقد علموا أنّ أكثر الأغنياء في هذا العالم اللاّمُتوازن الفاقد للوسطيّة يؤيّدون توجّههم السمج هذا. ( الحملات الصهيونية الصليبية على المسلمين، مواقف البابا، أصحاب الرّسومات المستهزئة بالمسلمين كما حدث ويحدث اليوم في بلاد الإقامة الدّانمارك، إلى غير ذلك ممّا يقترفه التافهون من الأغنياء ).   3 – لا يمكن لمسلم أنّ يتّهم مسلما آخر بالكفر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال:  » إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما « ، وهو ما يفنّد الاتّهام الرّخيص من قبل البعض لنا بـ » التكفيريين « ، غير أنّ الرّجل قد يقترف عمل كفر كهذا الذي يفعله زبانية النّظام التونسي في شهر رمضان المبارك حيث الكثير منهم قد شمّر لنزع الحجاب عن رؤوس التونسيات المسلمات المتعلّمات العاملات المتقدّمات التقدّميات،  » كفرا  » منهم بآيات القرآن الكريم وبقول وفعل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وبما عليه عامّة المسلمين في المشرق والمغرب. بل قد يكفر إذا هو أنكر شيئا من كتاب الله، والحديث عن حجاب المرأة ثابت في كتاب الله ثبوت كتاب الله نفسه. وعليه، فعوض أن يبادر هؤلاء إلى رمي الآخر بصفة التكفيري لثنيه – زعموا – عن الدّفاع عن حرمات الله وعن التونسيين، بشطر كلمة يكتبها في موقع إلكتروني – جنّدوا كلّ إمكانيات البلاد لمنع التونسيين من دخوله والاطّلاع على ما فيه – عليهم أن يعودوا إلى أنفسهم فيلزموها باتّباع الدّين الذي قبل به التونسيون ( الإسلام )، ليروا أنّ الجميع يحبّهم ويحبّ رؤيتهم مكثّرين لسواد المسلمين ولا يحبّ أن يراهم عاملين على كسر شوكتهم ( المسلمين ) وإذهاب وسطيتهم (عدلهم ).   4 – طريقة أخرى اتُّبِعت هذه الأيّام للحدّ من تدخّل الآخر في مناقشة بعض القضايا، تمثّلت في إخضاع كلّ المناشط إلى المقياس السياسي: فأنا أصلّي لأنّي أنتمي سياسيا إلى حركة النهضة مثلا، وبنتي تحمل الحجاب وتلبس اللباس الشرعي لأنّها ابنتي أوّلا ثمّ لأنّها خاضعة إلى سلطتي الأبويّة المقتنعة بالمجتمع الأبوي الذكوري  » المتخلّف  » حسب أدبيات الجزب  » الرجعي  » الذي أنتمي إليه، وعندما يكتب أحدنا للدّفاع عن الحجاب فلأنّ أمّه أو ابنته أو أخته أو إحدى قريباته من ذات الحزب السياسي… طريقة متخلّفة جدّا في مناقشة القضايا ( لماذا يُسمّى ما يُكتب عن المظالم أو الردّ على مدلّس من أهل صناعة  » التغيير  » كتابة في السياسة أو عنها. هذا تقزيم لما يُكتب أو هو تمجيد لمن يُردّ عليه. ولماذا لا يُعترف بالنهضة كحزب سياسي وتتّهم كلّ مسلمة التزمت بلباسها الشرعي بأنّها على خطى حزب سياسي، وتستر جسدها لأغراض سياسية؟ وسبحان الله إذا كان الستر لأغراض سياسية فهل يكون العري لأغراض دينية شرعية؟!! )، وأكثر منها تخلّفا وربّما إحراجا تلك التي تدعو إلى الإقلاع عن الكتابة في مواضيع لاكتها الألسن كثيرا ( كقضية الحجاب مثلا )، ويتّهم أصحاب الكتابات فيها بالعمل على جلب الأنظار إليهم للحيازة على ألقاب الوطنيّة والبطولة وغيرها، وكأنّ الوطنيّة لا تكون إلاّ بالسكوت عن المظالم أو بمآنسة المنافقين أو بالتخلّي عن ثوابت الدين والهويّة…    5 – تقول السيرة أنّه ممّن أُوذي في الله: أبو بكر الصدّيق – خير النّاس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم – رضي الله عنه، فلمّا اشتدّ به الأذى أجمع على الهجرة إلى الحبشة، فلقيه ابن الدغنّة، فابتدره بكلمته الدالّة على معدنه، حيث قال: مثلك يا أبا بكر لا يُخرج؛ أنّك تُكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحقّ، فأنا جار فارجع واعبد ربّك ببلدك ( سبحان الله لو أخذ النظام السياسي في تونس المسلمة من أخلاق هذا الكافر!!). غير أنّ قريشا لمّا قبلت بهذا الجوار، اشترطت على ابن الدغنّة أن يأمر أبا بكر بعبادة ربّه في داره دون أن يستعلن، فيؤذي قريشا التي تخشى أن يفتن أبو بكر ( الفذّ ) نساءها وأبناءها… فلمّا أبلغ ابن الدغنّة أبا بكر الخبر واشترط عليه إمّا القبول وإمّا إرجاع الذمّة، قال أبو بكر المؤمن: فإنّي أردّ عليك جوارك وأرضى بجوار الله، فناله بعد ذلك من الأذى ما ناله، وأبو بكر هو من هو…   قلت: لو أجرينا – مع كثرة الفوارق – مقارنة بين ابن الدغنّة والساعين بالصلح ( من النّظام )، ومقارنة أخرى بين النّظام التونسي الحاكم الآن وقريش الكافرة مع الاعتذار طبعا لقريش ( قيمهم يومها ومنها احترامهم للمرأة – رغم بخسهم قبل الإسلام للمرأة – أرفع من قيم  » المتنوّرين  » في تونس اليوم )! أيُمكننا نحن المسلمون المؤمنون، أتباع محمّد صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وغيرهم من الصالحين، الاستفادة من موقف أبي بكر ( طبعا مع النظرة الموضوعية للأمور والأخذ بالموازنات  » السياسية  » وغيرها )، لاستنباط الطريقة المثلى في الحديث عن الصلح ؟!..فإنّا والله ما طلبنا أكثر ممّا طلبه أبو بكر رضي الله عنه: أن نعبد الله في حريّة وأن نقول ونفعل في إطار مصلحة البلاد والعباد، دون أن نشترط شيئا على مَن لا يفعل ذلك ومَن لا يرغب فيه…   …..تقبّل الله صيامكم وبارك إفطاركم وأذهب ظمأكم وبلّل عروقكم وثبّت أجوركم.
 

 

الحجاب آية من آيات القرآن فمن أنكره فقد أنكر القرآن

 

قل للذين ينكرون الحجاب أو الجلباب أو الخمار أن هذا المسمى آية من آيات الله فهل تنكرون آية من آيات الله ؟فإن قالوا نعم فقد كفروا و باؤوا  بها و إن اعترفوا بفرضية الحجاب فقد آمنوا بما نزل على محمد صلى الله عليه و آله وسلم . إن الذين يحاربون الحجاب إنما يحاربون الله و رسوله  » إن الذين يحادون الله و رسوله أولئك في الأذلين كتب الله لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوي عزيز » . ولو سألناهم عن غايتهم من إنكار الحجاب لاعتبروه زيا طائفيا مستوردا دخيلا على عاداتنا و تقاليدنا و شعارا سياسيا يخدم أغراض فئة من المناوئين المتسترين بالدين و تأويلا خاطئا للنص المقدس لم يعد يتماشى مع روح العصر و لكن الحقيقة غير ذلك فهم بيادق تحركهم الصهيونية العالمية أتت بهم إلى سدة الحكم لتمرر مناهجها و مخططاتها من خلالهم . و من بين هذه المخططات نشر الرذيلة بين فئات الشباب المسلم و تمييعه و تخديره حتى يسهل انقياده و التحكم فيه و مفتاح هذا التحكم هو المرأة , هذا السلاح الجبار : نعم المرأة سلاح ردع كبير أقوى من كل القنابل النووية التي تم اختراعها إلى اليوم فلو كانت المرأة العربية و الإسلامية ذات عقيدة خالصة و إيمان عميق و سلوك قويم و مظهر يوحي بالعفة و الطهارة  و حسن الأخلاق لربت جيل الثأر و المقاومة و استعادة الحقوق المسلوبة و لكنهم عملوا على تفسقها عقديا و تفسخها سلوكيا لتنجب جيلا مشوها مخنثا ممسوخا و من أراد أن يتأكد من صحة كلامي فليزر تونس حاضرة جامع الزيتونة في هذا الشهر الكريم حيث المقاهي ملآى بالمفطرين من الجنسين بل و يطغى عدد الفتيات في بعض المقاهي على عدد الفتيان, انظر إلى نسبة الفتيات المدخنات بل و إلى نسبة الأمهات العازبات و دور الخناء المرخص لها من السلطة و الخمارات فاق فيها عدد الفتيات الفتيان كل هذا ببركات الجهل و العمالة لليهود لذلك هم يمنعون الخمار أو الحجاب أو الجلباب لأنه رمز المقاومة و رمز التدين و العفة و الطهارة.   »  يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى   و دين الحق ليظهره على الدين كله  لو كره المشركون ». قولوا للبيادق ضاعفوا جهودكم « إنما توعدون لصادق * و إن الدين لواقع » . جعل الله جمعكم بددا و أيامكم عددا أبو القعقاع القلعي السناني 


ماذا يجري في اتحاد الشغل؟

 

وهل يستعيد البريكي عذريته؟  

انسحب الرفيق عبيد البريكي فجر يوم 13 سبتمبر من الهيئة الإدارية للتعليم الثانوي رافضا التوقيع على لائحة الإضراب المقرر ليوم 19 أكتوبر والحائز على موافقة كل الجهات بالإجماع. لقد رفض الرفيق عبيد الإمضاء على لائحة الإضراب وعلل موقفه ذلك « بأنه ملزم بالموقف المركزي للمنظمة وانه قد اضطر للاختيار بين إرضاء زملائه وأصدقائه من جهة وبين الانضباط للقرار المركزي والمحافظة على الاتحاد » فاختار الاتحاد.

كما انعقدت في ذات اليوم الهيئة الإدارية للتعليم الأساسي وتعمد رئيسها السيد سليمان الماجدي بالتعاون مع كاتبها العام، حاولا مغالطة ممثلي المعلمين وذلك من خلال إيهامهم بأن الأمين العام للاتحاد العام قد اتصل برئيس الدولة وحصل منه على وعد بالنظر في ملفات التعليم خلال شهر أكتوبر. وأضافا بأن اتفاقا أوليا قد حصل مع المستشار الأول للرئيس وتعهد هو الآخر بالاستجابة لمطلب المعلمين بخصوص منحة العودة المدرسية نقدا و بالترفيع في عدد القروض المخصصة لأبناء رجال التعليم بخمسة مائة قرض وبالإذن لمصالح الوزارة وإداراتها الجهوية بتمكين ممثلي المعلمين من المشاركة في توزيع ما تبقى من المراكز الشاغرة. وقد تمكنا تبعا لذلك من « اقناع » المعلمين من العدول على اتخاذ قرار الإضراب.

ثم انعقدت بعد ذلك الهيئة الإدارية لأعوان الإرشاد و التأطير حيث حاولت الوزارة أن تناور عليها بأسلوب جديدا فدعت في نفس اليوم مكتب النقابة العامة لتعليق الهيئة الإدارية والالتحاق بالوزارة للشروع في التفاوض. وتوقفت الهيئة الإدارية فعلا وحصل لقاء بين النقابة والوزارة ولم يؤدي إلى أي تفاهم أو اتفاق، فعادت الهيئة الإداري لتنعقد من جديد يوم 20/09 / 2006 برآسة الأمين العام المساعد الأخ محمد السحيمي واقر أعضاؤها الإضراب شكلا نضاليا للرد على صلف الوزارة وتعنتها وعنادها وتفاعل الأخ السحيمي ايجابيا وديمقراطيا مع إرادة القواعد فلم « ينسحب »وأمضى على لائحة الإضراب المقرر كذلك ليوم 19/10/2006. وقد يكون تصرف الأخ السحيمي هو الذي دفع الرفيق عبيد ليتدارك أمره بعد خمسة أيام ويوقع على لائحة التعليم الثانوي. والأساتذة إذ يستبشرون بهذا التوقيع الذي سينعكس ايجابيا على نجاح إضرابهم فهم يتساءلون عن خلفية هذا التحول في موقف الرفيق عبيد.فهل تغير الواقع وزال الخطر الذي كان يحاصر الاتحاد؟ أم حصل تفاوض واتصالات وتفطن أخيرا الرفيق عبيد إلى أن ممثلي قصر قرطاج كانوا يوزعون الأوهام وأن وعودهم لم تكن أكثر من تسويفات تهدف لربح الوقت لا أكثر ولا أقل. أم هل أن الرفيق قد أعاد حساباته فأدرك بأن مصلحته تبقى أولا وآخرا مع زملائه الذين يعود لهم الفضل في تمكينه من تحمل أول مسؤولية نقابية ثم في مساعدته على تسلق سلم المسئوليات والظفر بخطة أمين عام مساعد « قد الدنيا. أم هل يكون السبب في تغيير موقف الرفيق عبيد ما يروج له بعض رفاقه المخلصين بخصوص » أنه كان محل مؤامرة من قبل الأمين العام ( الذي ما انفك يهاتفه طيلة الهيئة الإدارية و »يضغط » عليه ليمتنع عن التوقيع ثم لينسحب) الذي كان يهدف لتعميق عزلته وضرب ما قد يكون تبقى لديه من مصداقية داخل قطاعه وتجاه زملائه.

كذلك يحق لنا أن نتساءل عن سبب إقدام الأخ السحيمي على توقيع قرار الإضراب الخاص بأعوان التأطير والإرشاد فل هو أقل حرصا على مصلحة الاتحاد من الرفيق عبيد؟ أم هو أقل تشبثا بموقعه في المكتب التنفيذي للاتحاد وأكثر تمسكا بمبادئه وأقل حرصا على التمتع بالامتيازات والحوافز التي تخولها المسئولية النقابية لأمثال البريكي

ختاما نعتذر للرفيق عبيد عن التساؤلات التي قدمناها والتي نرجو أن لا يأخذها بمعنى الإساءة كما نتمنى أن يسفه الواقع كلما من شأنه أن يطعن في نزاهته ومصداقيته وفي نبل نواياه. حقيقة واحدة نود أن نقدمها للرفيق الوطني الديمقراطي – الذي يهمنا أمره كثيرا – وهي أن فقدان البكارة كارثة لا يمكن معالجتها وحتى عمليات الترقيع والتلفيق التي تتوخاها بعض الجهات حلا لهذه المصيبة ليست أكثر من عملية تمويهية قد توحي للسذج بأنهم استعدوا وضعهم الطبيعي لكنها لا تغير من أمرهم شيئا من وجهة نظر الآخرين.  

أبو اليسر التونسي

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

 تونس في 07 أكتوبر 2006

 

الحلقة الثالثة  الرسالة 139 على موقع الحرية

التبذير له عدّة أنواع و ألوان و سوء التصرف له عدّة جوانب و الإصلاح ضروري لتعبئة الموارد

 

أواصل الحديث حول الموضوع الهام الذي إخترته هذه الأيام حول التبذير و سوء التصرف و الإفراط في إستعمال أموال المجموعة الوطنية و هو منافي لبيان 7 نوفمبر 1987. لا تسامح في أموال المجموعة و لا لإستغلال النفوذ وقد اشرت لذلك في المقال الصادر يوم 3 أكتوبر الحلقة الأولى حول التبذير في مادة البنزين المجاني … و الرسالة الثانية الصادرة بموقع الانترنات تونس نيوز الرحمة المهدات للشعوب و الحلقة الثانية حول التهرب من الجبائية و الإفراط في بناء المساكن الفخمة و القصور الشاهقة..و اليوم أواصل الكتابة حول موضوع آخر هام

 

حول إستغلال الأراضي الفلاحية و الضيعات التابعة لأملاك الدولة وقد علمنا انّ بعض الضيعات الفلاحية الهامة في ولايات صفاقس و نابل و باجة بالخصوص وقع إسنادهم لمجموعة من المهندسين و الفنيين و أعوان وزارة الفلاحة و كذلك بعض الاشخاص و خاصة من الإتحادات الجهوية للفلاحة.

 

و المثل يقول صدرني وفخذ نفسك قصة  » المؤدب » حيث أنّ أعزّ الأراضي الفلاحية أسندت لهذه الأصناف و هو بقدر ما هو معقول لإحياء الأراضي الفلاحية و تمكين أهل الإختصاص و الخبرة و أهل المهنة بقدر ما يجب التحري و إعادة النظر في التوزيع لأنّ  خبزة القطو يجب أن تشمل كل العائلات التونسية و ليس من المعقول أن نسند حيازة زيتون بولاية صفاقس إنتاجها يفوق 130 ألف دينار سنويا لشخص واحد أي معدل مدخوله الشهري من الزيتون فقط حوالي عشرة آلاف دينار شهريا بينما كان في مهنته بوزارة الفلاحة يتقاضى حوالي ألف دينار فقط و الفارق تضاعف عشرة مرات أو أكثر للفرد الواحد بالإضافة إلى إستغلال الأرض في مجالات أخرى كتربية الماشية و الأغنام و الدواجن و غير ذلك… و نجد في المقابل آلاف الشبان في حالة بطالة بالجهات الفلاحية المشار إليها و لا يعقل أن يأكل خبزة القطو صاحب الإمتياز و كأنه هو الذي بعث الدولة و حقق النصر و السيادة ..و كذلك في الوطن القبلي هناك أشخاص تحصلوا على مساحات كبيرة مغروسة أعناب و برتقال و عود رقيق و إنجاص و تفاح و زيتون باثمان رمزية و أسعار رمزية حتى أنّ غلة العنب في عامها خلصت كراء 15 عام فهذا ليس فيه عدل وأعتقد أنّ إعادة التوزيع ضروري لدعم العدالة الإجتماعية بين الناس و لا فرق بين من عمل في منظمة فلاحية و غيره و قد أخذ حقه و نال الامتيازات المتعددة طيلة أعوام و بعضهم لهم نشاطات أخرى و مداخيل هامة … و من باب العدالة الاجتماعية إعادة توزيع الضيعات الفلاحية الهامة 

 

و المهندس الذي تحصل على حيازة زيتون دخلها 120 ألف دينار سنويا ينبغي عليه القناعة بنصف المدخول 60 ألف دينار أي معدل خمسة ألاف دينار شهريا و تمكين النصف الثاني من الدخول لعدد خمسة شبان عاطلين عن العمل في الجهة الريفية التي بها الضيعة الفلاحية يدخلون كشكراء في الضيعة و بهذه العملية يمكن تشغيل 2000 شاب إذا إعتبرنا أنّ 400 شخص استفادوا من أراضي الدولة و هذا نوع آخر من الإستغلال الغير معقول و من الواجب الوطني توزيع الثروة بأكثر عدل بين المواطنين و الغريب أنّ بعض الأعوان الفنيين و المهندسين الذين تحصلوا على الضيعات إختارهم كاتب عام سابق للتنسيق الحزبي للعمل معه طبعا بمنح و إمتيازات و بعضهم له موارد أخرى. و هناك من له ربما من إطارات إتحاد الفلاحين من له نشاط في إستغلال البحر و لا يعقل أن يكون الاستغلال في البحر و الأرض و ربما بعضهم يفكر في الجو لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم نعم هناك من له طائرات

قال الله تعالى : فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض صدق الله العظيم.

 

فلاحون كبار و بحارة و موظفون و في المجالس النيابية

نجد البعض من إتحاد الفلاحين و غيرهم لهم مزارع كبرى وضيعات فلاحية و مراكب صيد عصري يغوص في أعماق البحر لصيد السمك و لهم موارد من الوظيفة و بعضهم إنتخب مرارا لمجلس النواب … و موادهم هامة ربي يعطي غيرهم من رزق الحلال الطيب. و إهتمامهم بضيعاتهم الفلاحية قبل الدفاع على مشاغل الفلاحين و اصبحت المسؤولية و أحيانا في المنظمات الوطنية و الاحزاب لحماية المكاسب و دعمها و مضاعفتها … و بعضهم في الجهات مستواه العلمي متواضع و تحمل المسؤولية و حدث و لا حرج…و اصبح فلاح كبير و له مدخول هام لأنه مسؤول في الإتحاد

أحدهم تدخل في مناسبة لفائدة حجز مركب صيد إصطادني في الأعماق و في إمكان ممنوعة

و سعىى صاحب المسؤولية لدى من يهم الأمر لرفع الحجز على المركب على ملكه صديقه… و إستجاب المسؤول لطلبه و تحققت رغبته … و في مرة ثانية أعيدة الكرة و تدخل فقال له المسؤول الوطني هذه المرة سيقع تطبيق القانون بحزم فالح صاحبنا و قال له المركب الكبير باللغة التونسية ( بلانسي) هو على ملكي الخاص فسامحه من جديد ذكرت هذه الواقعة للتأكيد على أنّ نوع الأنشطة لشخص واحد مسموح ومعمول بها و لكن هل هناك نية صادقة للمصالحة مع الجبائية هذا مع العلم أنّ عديد الموارد و الأجهزة الفلاحية و آلات معفات من الآداء عن تزويدها أعتقد أنّ هذا كافي لإنطلاق المشروع و فسح المجال للمواطن الضعيف لتشغيله عندما تتوفر الموارد الجبائية من طرف الكبار إذا كانوا وطنيين أحرار نوع آخر من المدخول لا يخضع إلى رقابة المداخيل

هناك اشخاص يتعاطون مهنة الإشهار للصحف و المجالات و يربحون أموالا هامة و كبيرة وقد أثرت هذا الموضوع بصراحة المناضل الدستوري يوم الخميس الخامس من شهر أوت 1996 بدار التجمع أمام السيد محمد جغام عضو الديوان السياسي للتجمع ووزير الداخلية آنذاك… و شرحت بعض العينات و قلت هناك على سبيل المثال أحدهم يصل نصيبه من الإشهار حوالي 80 ألف دينار في العام أو أكثر لفائدة صحف حزبية و ذكرت هل هذه المبلغ تخضع إلى الخصم للضريبة الشخصية أم لا و هناك موظفون يتقاضون مرتبات هامة و بالإضافة إلى ذلك يمتازون على غيرهم بمبالغ مالية هامة من جراء قيامهم بعمليات الإشهار للصحيفة وقد حديثي أحدهم من اهل الثقة و هو رجل إعلام نزيه و صادق ووطني متألم من هذا النزيف أكدّ لي بأنّ أحدهم تصل مداخيله إلى 7 آلاف دينار شهريا دون المرتب فهل هذا الصنف يدفع الضريبة كامله أم لا و لماذا هؤلاء الاشخاص هم وحدهم يقومون بالإشهار  يا ترى و هل في الأمر سرا أم ماذا …؟ و لماذا لم ننتدب أصحاب الشهائد العاليا العاطلين عن العمل للقيام بهذه المهنة الشريفة و نساهم في الحدّ من البطالة ولو بنسبة متواضعة هذه بعض العينات ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر و للحديث أطوار و قصص أخرى إ، شاء الله و إذا كان في العمر غشية المنعقد يوم 5/10/2006.

قال الله تعالى: ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر . صدق الله العظيم  

ملاحظة : إنّ ما ورد على لسان سيادة الرئيس في المجلس الوزاري المخصص لميزانية عام 2007 يندرج ضمن تصور شامل للعمل بمبادئ الإنصاف و الشفافية في توظيف الأداء الجبائي موضوع مقالي الصادر يوم 5 أكتوبر 2006 بموقع الأنترنات تونس نيوز قال الله تعالى : و لو إنفقت مافي الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم و لكنّ الله ألفّ بينهم صدق الله العظيم.

  

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

 

وراء القضبان صرخة أمّ
 
أنا أم والأم حنان ورأفة ورحمة، وهي قلب يقطر دما عندما ترى ولدها وفلذة كبدها سهل البلدي يقبع وراء القضبان منذ سنة ونصف بتهمة عارية من الصحة. صبرت واحتسبت أمري إلى الله ولكن الأمل يتضاءل يوما بعد يوم لان من أوقفوه وأودعوه السجن من غير حجة لا يهمهم الوقت ولا يكترثون بمعاناته أو معاناة أمه وإخوانه وعشرات الأمهات.   أنا أم عيل صبرها ونفد أملها فأرادت أن تخاطب الرأي العام لمعرفة قضية ابنها الشاب ومن ورائه عشرات الشبان. كان طالبا في السنة الرابعة من التعليم العالي مقبل على الدراسة محب للحياة يدرس بجدية وهو من المتفوقين طوال سنوات دراسته متميز في البيت وخارجه محبوب من أهله وأصدقائه. رجت عقله ووجدانه ككل عربي غيور الأحداث التي مرت بالعراق فبدا يتابع الأحداث بحرقة وحسرة ولم يجد من يرشده او يهديه. وفي لحظة تأثر وانفعال قرر الرحيل إلى العراق عبر الجزائر. بعد وصوله بليلة واحدة أوقف بعد أن أصيب برصاصة في فخذه. عولج في الجزائر وسلم للسلطات التونسية التي أحالته للقضاء بتهمة الإرهاب.   بدأ بعد ذلك مسلسل من العذاب له ولكل أفراد العائلة. حشر في زنزانة تضم المئات وهي لا تتسع إلا للعشرات. إهانات وتعنيف ومرض وحرمان من الدواء. فقد قيل أن المتهم بالإرهاب ليس له حق في العلاج. أخيرا نقل إلى قابس وبذلك ثقلت علينا زيارته أو انعدمت لكثرة الإرهاق ومصاريف التنقل.   وفي سجن قابس تم عزله ليكون وحيدا مع سجناء الحق العام فبدأوا يتحرشون به تنكيلا وتشفيا وتدميرا نفسيا. بدا عليه الشحوب وهزال الجسم وشرود الذهن. نظرته أصبحت حزينة منكسرة تدمي القلب.   كنت انتظر أن أرى فلذة كبدي يخدم وطنه ويسعد عائلته فإذا به نزيل سجن تنعدم فيه كل شرط الحياة من غير محاكمة ولمدة طويلة لا ندري متى تنتهي ؟   الأم وحيدة بن صالح    (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)


خرائط اللباس والحق في الاختلاف

 
مهدي مبروك   منذ أن ظهر الإنسان بادر بلفّ، قدر استطاعته، شيء من جسده. ظلّ أحيانا عاريا تمام العراء ولكن ظهر  » القماش » ليواري ويحجب أعضاء وأجزاء اختلفت الجماعات والشعوب في تحريرها وهو اختلاف ما حددته جغرافية المناخ فحسب بل رموز الثقافة وعقائدها. ويعتقد العراتيون ( nudistes les ) أن الانقلاب الأول الذي حدث على طبيعة البشر فمسخها كان لحظة اكتشاف النسيج أو القماش لذلك يسمون من خالفهم (ونحن منهم) بالقماشين (tissuistes les) .   يظل اللباس البشري متحفا دالا على المنعطفات الكبرى لتاريخ الانسانية خيالا وموارد وقدرات. القماطة والكفن لا يدلان على عقائد الناس فحسب بل يدلان أيضا على مراتب الناس وكفاءاتهم. تنبئنا لفائف المومياء مثلا عن عقائد المصريين القدماء ومعاشسهم. كان العرب من بين  » القماشيين »، غطوا البعض من أجسادهم واختلفوا في ذلك، فيما بينهم، اختلافا دالا على تعدد العقائد وتنوع الممكن والقدرة ولا يستطيع عاقل أن يعتقد أن العرب حتى في عهد النبوة أو الاسلام المبكر قد اجمعوا على شكل موحد من اللباس وإلا لكان لهم زيا موحدا يضاهي أزياء بعض المهن والأسلاك.   كان للذوق الفردي والمزاج والهوى والقدرة مفعولا سحريا في تنويع اللباس ومن يقرأ كتب التراث ( الاغاني، العقد الفريد…) يجد من وصف اللباس والحلي والجواهر مالا يحصى. كانت الاذواق الثيابية واللباسية تنتظم وفق منطق مالا يحدده الدين فحسب فادى كل ذلك إلى ظهور خرائط لباسية ترسمها حدود الثياب وهي حدود لا تقل دلالة عن حدود اللغة والمُلك. كانت تلك الخرائط لوحة فسيفسائية تدل على تنوّع الأمصار والملل والنحل والمهن والطوائف. لوحات تشهد على الخيال والابتكار.   الخيال اللباسي التونسي من أفقر الخيالات وهو ناجم عن تدخل الدولة الوطنية السافر في فرض  » رؤية لباسية ». والكل مازال يتذكر  » حملات نزع السفساري » وغيره….هذا الخيال الذي  » دولنته » الدولة الوطنية الناشئة ضاق في العقدين الأخيرين مستندا لا إلى ايديولوجيا حداثية غاصبة بل إلى تشريعات وقوانين. وهل يعقل أن يحتاج مواطن في القرن الواحد والعشرين أن يقرأ  » خارطة الطريق » التي عليه أن يسلكها قبل أن يهمّ بارتداء « قماشه »؟ هل عليه أن يدقق النظر في قائمة الأعضاء و » مساحات الجلد » التي عليه أن يكشفها أو يحجبها؟   خصلة شعر إذن زند،رقبة،صرّة…هي  » مساحات » يفترض أن تكون حدائق حميميتنا الخالصة نفعل بها ما نشاء ولا نستند في ذلك إلا إلى بوصلة الخرائط الرمزية التي نحملها ونهتدي بها لتبين القبيح من الحسن. ضميرها المستقلّ هو الذي « يفصّل القماش » على مقاسنا. جسدنا هو بيتنا الذي نقطن وهو ورشة لتنميق الظاهر من هويتنا. لكن و على خلاف ذلك تماما، تعمد الدولة الامنية في بلدي إلى الاستيلاء على أجساد مواطنيها لتلحقها بدائرة ممتلكاتها العمومية وتبتكر أساليب تصرف قاهرة تحدد بموجبها كيفية حمل الناس أجسامهم.   قد نختلف مع غلاة القماشيين الذين وسعوا من دوائر الحجب في أجسادهم، وقد نختلف مع أشباه العُراتيين الذين وسعوا من دوائر الكشف في أجسادهم، ولكن يظل الخلاف في جوهره ثقافيا بالأساس لا يحسم في مقرات البوليس والمحاكم. ولكن أعتقد جازم الاعتقاد أن من يؤازر عصا البوليس ومقص  » سروال عبد الرحمان » وأظافر حرس المؤسسات وتشريعات القهر في حل هذا الخلاف وغصب الناس خصوصا على التخلي عمّا يعتقدون أنه خياراتهم الشخصية المحضة من الألبسة، لن يتوانى قادما في مساندة السلطة في غصب الناس عن نزع أشياء أخرى… لا إكراه في اللباس قد تبين الرشد من الغي فمتى تعي سلطة بلادي أن المقاربة الامنية لن تؤدي في النهاية إلا إلى آثار عكسية؟    (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)


سيدي بوزيد : الاكتظاظ في المؤسسات التعليمية يثير الاحتجاجات

 
عطية العثموني    يعيش قطاع التعليم والتربية والتعليم في سيدي بوزيد أزمة حادة نتيجة تآكل المؤسسات وتقادمها والاكتظاظ داخل الفصل وعجز المؤسسات على استيعاب التلاميذ وفي هذا الإطار عرفت إعدادية أولاد سليمان يوم 18 سبتمبر حدثا غير عادي فقد قام الأهالي بالاندفاع نحو المعهد المذكور محتجين وتجمعوا أمامه ثم دخلوا إلى المؤسسة واخرجوا التلاميذ من الأقسام التي يدرسون بها منتقدين بشدة تصرفات الإدارة التي أقدمت على تخفيض عدد الأقسام بضم بعضها لبعض لتصبح بذلك قاعات الدرس مكتظة بالتلاميذ يعجز فيها المربي عن متابعة عمله. ورغم تعهد السلطات الجهوية بتسوية وضعية الاكتظاظ إلا أن الأهالي لم يثقوا بما سمعوه واستمروا في منع أبنائهم من دخول المؤسسة التربوية حيث حضرت السلط الأمنية بكثافة لمراقبة الوضعية ولما تجمع الأهالي أمام المؤسسة كعادتهم حاولت السلط إقناعهم بتجاوز هذه المرحلة من خلال فتح قسمين جديدين.   من ناحية أخرى دعت النقابة الجهوية للتعليم الثانوي يوم 19 سبتمبر الماضي إلى اعتصام ثالث بمقر المندوبية الجهوية للتعليم بعد تلكؤ الإدارة ورفضها تشريك النقابة في انجاز النقل طبقا للقوانين الجاري بها العمل. وإزاء هذا التعنت أنجزت النقابة اعتصاما دام ثلاث ساعات تم بموجبه غلق المؤسسة واستدعاء الأمن الذي منع كل من له شأن من الاقتراب من المؤسسة أو الدخول إليها. وبعد مفاوضات جرت بين النقابة والمكتب التنفيذي الجهوي والامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل تمكن الطرف النقابي من الاتفاق مع الوزارة على حل مسألة النقل حلاّ جذريا باعتماد التناظر التفاضلي بين الزملاء فأنسحب النقابيون من المندوبية وتم فك الاعتصام.   من جهة أخرى بلغنا ان جمعية مائية في عمادة العامرة تبيع الماء بدون وصولات رغم ما للماء من أهمية في منطقة عرفت بجفافها وعطشها إلا أن حفر آبار ارتوازية بمنطقة قطرانة الشمالية لم يمنع من تواصل المهازل التي لها علاقة بالماء فبعدما أوهمنا التجمعيون أن منطقة قطرانة منطقة قاحلة ويمارسون ممارسات لا قانونية ذلك أنهم يتعمدون بيع الماء للمواطنين بدون فواتير وقد دأبت هذه الجمعيات على هذا التصرف منذ أن بدأ استغلال الآبار الارتوازيةة بمنطقة قطرانة. فهل يجب أن تتواصل هذه المهازل؟ إن الاهالي يطالبون بفتح تحقيق للكشف عن التلاعبات المالية وتحميل المسؤولية لكل من له صلة بهذا الموضوع.   (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)


من أجل شفافية أكثر في مناظرة الكاباس

 
أ.د. أحمد بوعزّي    دخلت مناظرة الكاباس في الثقافة التونسية في أواخر القرن الماضي وكان الهدف منها إيجاد طريقة موضوعية لانتداب أساتذة التعليم الثانوي. ومناظرة الكاباس اخترعت في فرنسا في أواسط القرن الماضي استجابة لحاجة التعليم الثانوي الفرنسي بعدما اتضح أن مناظرة التبريز لا تستجيب لزيادة عدد التلاميذ. وبينما كانت مناظرة التبريز مفتوحة لحاملي الاستاذية (الميتريز، 4 سنوات دراسة بعد الباكالوريا) فإن الكاباس سمح للحاصلين على الإجازة (الليسانس، 3سنوات) الدخول ضمن إطار التدريس.   وإن كان الكاباس في تونس له إيجابياته فإن هناك نقائص لا بد من تفاديها حتى ندفع إلى مزيد من الفائدة وإلى مزيد من العدالة. النقيصة الأولى تخص عدم اتخاذ موقف علني فيما يخص السماح لحاملي الإجازة بالتقدم لاختبارات الكاباس اقتداء بفرنسا خاصة وأن الحكومة التونسية تحاول تسويق منظومة (إمد)، النقيصة الثانية هي غياب الشفافية في المناظرة، الشيء الذي دفع بالذين لم يقع التصريح بقبولهم إلى التشكيك في نزاهة النتائج، ولم تستطع الوزارة الدفاع عن نزاهة نتائج المناظرة بصورة مقنعة. ويكفي أن نقارن بين الشفافية في الكاباس الفرنسي وبينها في تونس حتى يصعب الاقتناع بموقف الوزارة، في فرنسا تنشر قائمة الناجحين في الاختبارات الكتابية مرتبة حسب المعدلات ويتسلم كل مشارك الأعداد التي حصل عليها في كل مادة سواء نجح أم لم ينجح حتى يعرف نقاط ضعفه لتحسين مستواه في المناظرة القادمة ، ثم يمر المتبارون إلى الشفاهي ويحصل كل مشارك على أعداده في كل مادة مع رتبته. أما في تونس فتنشر الوزارة قائمة الناجحين « شيلة بيلة » دون تسليم الأعداد إلى أصحابها وهو ما يجعل المشاركين يشككون في مطابقة القائمة المنشورة مع القائمة التي وافقت عليها لجنة الامتحان. ثم تنشر نتائج الشفاهي جزافا بنفس الطريقة. ويوجّه الطلبة المعترضون تهمة تدخـّل البطاقة عدد 2 (بي دو) في ترتيب الناجحين، ونحن نعتقد أن إدخال الشفافية كما هو الحال في المناظرة الفرنسية سوف يحفظ حقوق المشاركين ويرفع من مصداقية الوزارة ولجنة الامتحان، خاصة وأن ذلك لا يكلف مصاريف إضافية، كما نرى أنه آن الأوان أن يتوقف استعمال البطاقة عدد 2 في ميدان الانتداب لأن المواقف السياسية الفردية ليست أبدية ولأن استعمالها لحرمان الناس من العمل في الوظيفة العمومية هو اعتداء صارخ على حقوق الانسان.   (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)

 

بورقيبة مجدد الإسلام

 
 السبت 7 أكتوبر
د خالد شوكات في مثل هذا الشهر، أي شهر رمضان، من سنة 1960، أحدث الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة – رحمه الله- صدمة غير مسبوقة لدى الرأي العام، التونسي والعربي والإسلامي، عندما أقدم على شرب كأس عصير أمام جمهور قاعة « البلمريوم » في تونس العاصمة، مبيحا الإفطار لشعب يخوض الجهاد الأكبر ضد التخلف، تماما كما أباح الرسول محمد (ص) الإفطار للمؤمنين في مكة لكونهم يجاهدون كفارا، فقد كان التخلف صنوا للكفر عند القائد التونسي العظيم. لاحقا، وبعد أن اشتدت الهجمة عليه داخليا وخارجيا، اضطر الرئيس بورقيبة إلى توضيح وجهة نظره أكثر، حيال القضية المثارة، فقد أكد على أن الصوم فريضة وركن من أركان الإسلام، وكذلك سيبقى إلى يوم الدين، غير أنه أراد أن يلفت انتباه شعبه، وعموم المسلمين، إلى مقاصد الصوم الحقيقية، وإلى ترتيب أولويات المجتمع وفقا لحالته المعيشية والتحديات المطروحة عليه وما تقتضيه مصالحه من يقظة ووعي بالحقائق العميقة للدين، فالصراع ضد الفقر والجهل والمرض هو جهاد عظيم يجب أن تسري عليه رخص الجهاد المعروفة، وإذا ما كان الصوم سيقود إلى الكسل والتقاعس عن أداء الواجب الوطني والانحدار بالناتج الوطني، فإنه سيكون بمثابة استهتار بمقاصد الشرع وتضييع للدين والإيمان الحقيقي.

لقد كان الرئيس بورقيبة، مفكرا إسلاميا استثنائيا، إلى كونه زعيما سياسيا فريدا، فقد كانت نظرته للدين الإسلامي نظرة مقاصدية متجذرة، لا نظرة نصية سطحية وشكلية، ولهذا فقد كان يرى من واجبه كمجدد ديني إحداث الصدمات العامة التي تقود إلى توعية شعبه بحقائق الإسلام العميقة، لا الإبقاء عليه حبيس طقوس مجردة من كل روح ومكررة بلا وعي من ممارسيها، ولهذا فقد كان جريئا في القيام بواجبه التجديدي ما وسعه ذلك، العقل السائد وطبيعة المرحلة التاريخية التي يعيش فيها، وبكلمات أخرى، فقد كان الرئيس بورقيبة سياسيا في نزعته التجديدية، قدر جرعات التجديد بما يمكن أن يطيق المريض، ولم يكن التقدير بالضرورة صائبا مائة بالمائة على الدوام.

يؤاخذ الرئيس بورقيبة إلى اليوم على سنه قانونا تقدميا رائدا للأحوال الشخصية، منع من خلاله تعدد الزوجات، واقترب فيه بمكانة المرأة ما استطاع من المساواة. وقد كانت منطلقات « المجاهد الأكبر » في هذا التشريع، اجتهادية تأويلية تجديدية، استندت أولا إلى قراءة معينة للآيات القرءانية، وثانيا إلى الإيمان بأن مقصد الشريعة النبوية كان قبل أربع عشرة قرنا تحرير المرأة وتحقيق مساواتها ومنحها حقوقها، بعد أن كانت في الجاهلية متاعا، وكان الواجب على المسلمين من بعد الرسول (ص)، مواصلة النهج التحريري إلى حد إدراكه غاياته النهائية، غير أن الانغلاق والجمود الذي أصاب العقل الإسلامي، دفعهم بدل مراكمة الانجازات الحقوقية في ذات الاتجاه، إلى النكوص والثبات على ظاهر النص والتمسك بسلفية الشكل، في خلاف واضح لحركة التاريخ البشري، وبما يخالف مقاصد الشريعة الكلية.

الرئيس بورقيبة، كان من الزعماء والقادة السياسيين العرب القلائل خلال القرن العشرين، الذي امتلك رؤية تحديثية وتقدمية للدين الإسلامي، وقد كان ابنا مخلصا لحركة الإصلاح الديني والفكري التي نهضت منذ أواخر القرن التاسع عشرة لتحرير العالم العربي والإسلامي من حالة التخلف الحضاري والجمود العقلي والسياسي، ومن رموز هذه الحركة عبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده وخير الدين باشا التونسي والطاهر الحداد وغيرهم، ولقد كانت معاناته حيا وميتا على أيدي المنغلقين والمتعصبين وأعداء التجديد، مثل معاناة جميع المجددين على مر ألف وأربعمائة عام ونيف من التاريخ الإسلامي. لقد وجه خصوم التجديد سهامهم إلى الرئيس بورقيبة، واتهموه في دينه وعقيدته، بل لقد بلغ الحقد عليه ببعض هؤلاء درجة رفض الترحم عليه ساعة جاءته المنية، ومن الافتراءات الشهيرة غير المحققة، أنه أقدم على إلغاء التعليم الزيتوني، غير أن البين أن « المجاهد الأكبر »، قد أقدم على هذا القرار من منطلق إصلاحي ديني صرف، واستجابة لمطلب تاريخي للحركة الوطنية التونسية، فلقد كانت مناهج التدريس المتبعة في المدارس الزيتونية بالية ومتخلفة، بل لقد كانت أحد أسباب التراجع الحضاري ووقوع البلاد تحت نير المستعمر وفقا لعدد من المصلحين، الذين حاول بعضهم إقامة بدائل لهذه المدارس، كما هو شأن الوزير خير الدين الذي أنشأ المدرسة الصادقية، غير أن محاولاتهم باءت في نهاية الأمر بالفشل، جراء هجمة المحافظين من ساسة وعلماء دين، رأوا في الإصلاح ضربا لمصالحهم النافذة.

إن إقدام الرئيس بورقيبة على إلغاء التعليم الزيتوني، كان مبررا من داخل الفكر الإسلامي، فلقد كان الواجب على أولي الأمر تدبير التعليم وحث المسلمين على التعلم، ولهذا فإن إلغاء المدارس الزيتونية ما كان ليحدث لو أن البلاد المستقلة حديثا عن المستعمر، لم تهب الجزء الأكبر من ميزانية دولتها طيلة ثلاثة عقود من حكم « المجاهد الأكبر »، لوزارة التربية والتعليم، في حالة نادرة من نوعها على صعيد العالم العربي والإسلامي. لقد آمن الرئيس بورقيبة بأن الإسلام لا يمكن أن يختصر في أحكام الحلال والحرام بطريقة شكلية سطحية، وأن الدين باعتباره حاجة بشرية، بمقدوره أن يلعب دورا طلائعيا لصالح الشعب، من خلال مساهمته في معارك التنمية ضد الأمية والتخلف، ومعارك السعي إلى تحصيل المعارف والعلوم والتكنولوجيا، إذ ليس مكتوبا على الشعوب المسلمة أن تظل متخلفة عن الركب الحضاري، لا لشيء إلا لأنها مسلمة، وأن الجهاد في سبيل النهضة الحضارية هو ما يجب أن يكون مدارا وموجها رئيسيا لأحكام الشريعة.

إن طموح الرئيس بورقيبة، كانت منصبا على توجيه موارد الدولة من أجل خلق شعب تونسي، مفتخر من جهة بعناصر هويته الوطنية، من عروبة وإسلام وثقافة محلية، لكنه من جهة ثانية شعب متحرر من الخرافات والأساطير التي ميزت جزءا غالبا من الممارسة الدينية، قادر على النظرة إلى التاريخ الإسلامي نظرة إنسانية، وتتعامل مع أركان الدين تعاملا مقاصديا يفهم أعماق النصوص والمراد منها، ولا يتوقف عند عباراتها اللغوية المجردة. لقد حاول الكثير الطعن في النزعة التجديدية للرئيس بورقيبة، مثلما طعنوا في سائر المجددين الذين ظهورا على مر التاريخ الإسلامي، وذلك من خلال استحضار قصص وروايات تتعلق بالسيرة الذاتية ل »المجاهد الأكبر »، غير أن هذه السيرة لمن درسها بنزاهة، ستبدو مكذبة لجل الافتراءات والحملات، فمثلما قيل أنه رجل لا يقيم الصلاة و يشك في وجود الله، بالاعتماد على قصص رددها أشخاص من المقربين، فإن الوقائع العلنية الثابتة تؤكد أن الرئيس بورقيبة هو من تصدى للمؤتمر الأفخرستي الذي انعقد بداية الثلاثينيات في تونس للعمل من أجل تحويلها دولة مسيحية، وهو الذي قاوم حركة التجنيس التي شجعتها السلطات الاستعمارية، حفاظا على الهوية التونسية العربية والإسلامية، وهو أكثر من ذلك من قاد حركة التحرر الوطني التونسية، التي أعادت تونس إلى عالمها العربي والإسلامي.

وختاما، لا مناص من الإشارة إلى أن قراءة كتاب مثل الذي ألفه الكاتب والصحفي التونسي المحترم لطفي حجي، بعنوان « بورقيبة والإسلام: الزعامة والإمامة »، الصادر عن دار الجنوب للنشر بتونس، من شأنها أن تزود المهتم بتجربة « المجاهد الأكبر » في التجديد الديني والتحرر الفكري و السياسي و التخطيط الاستراتيجي، بمعلومات موثقة غير مسبوقة في موضوع المقالة، كما من شأنها أن تضعه في خضم نقاشات حادة ومصيرية ما يزال الزعيم والرئيس التونسي يثيرها حيا وميتا، وما تزال تونس ومن وراءها سائر البلدان العربية والإسلامية محتاجة لخوضها وحسمها على نحو يخدم مستقبلها، ويحول بينها وبين الوقوع في براثن دعاة التطرف والجمود والكراهية لا قدر الله…سلام على المجاهد الأكبر يوم مات ويوم يبعث حيا، وتحية تقدير للطفي حجي الذي قدم خدمة لحركة تحرير الإسلام وتنوير عقول المسلمين.

 
(المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 6 أكتوبر 2006)

اختفاء عبدالقهار علي بن حاج في الجزائر

 

 

                 وصلت إلى منظمة الكرامة رسالة من المعارض الجزائري علي بن حاج يعلن فيها عن إختفاء ولده عبد القهار المولود بتاريخ 17 سبتمبر 1988 و حمل السلطات الجزائرية مسؤولية هذا الإختفاء، بإعتبار أنها تمارس مثل هذه الأساليب في اختطاف و اخفاء و تغييب عشرات الآلاف من المواطنين والشباب منذ انقلاب جانفي 1992.   ويذكر أن عبد القهار كان قد تعرض للإعتقال يوم الجمعة 22 سبتمبر 2006 عندما اعتصم للاحتجاج أمام سفارة الفاتيكان . وإعتبر أن هذا العمل هو محاولة جديدة للضغط عليه من بعد ما تعرض للإعتقال والتعذيب أكثر من 18سنة وذلك لإسكات صوت المعارضة الجادة التي من ضمنها الجبهة الإسلامية للإنقاذ المطالبة بالحل السياسي العادل والشامل والذي يعطي لجميع المواطنين على اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية حقوقهم وحرياتهم العامة دون إقصاء أو تهميش .   وإذ تنقل منظمة الكرامة هذه الرسالة ، تبدي بالغ قلقها على مصير عبد القهار علي بن حاج و تتضامن مع والده وأهله و مع أهالي جميع المختفين قصراً . وتحث السلطات الجزائرية لتبيان مصير الشاب عبد القهار وتدعوا المنظمات الدولية و المنظمات غير الحكومية المهتمة بحقوق الإنسان للتحرك العاجل للضغط لإعادة الشاب عبدالقهار إلى أهله .   منظمة الكرامة لحقوق الإنسان جنيف 6/10/2006   (المصدر: موقع منظمة « الكرامة لحقوق الإنسان » بتاريخ 7 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.alkarama.org/ws/index.php?option=com_content&task=view&id=112&Itemid=51


كتاب جديد

العدالة أو البربرية

هيثم مناع
 
العدالة في هذه المقاربة ليست فقط الرد الوحيد والأقوى على البربرية، بل هي الأساس لإعادة الاعتبار للمواطنة والحريات الأساسية كهمّ مركزي للشعوب المقهورة، القدرة على تأصيل علاقات مدنية جامعة قادرة على جعل مقاومة العدوان عنصر مقاومة للمذهبية والطائفية والشوفينية. عدالة تجمع بين السياسي والاجتماعي ولا تفرق بين العلماني والإسلامي، بين الأمريكي اللاتيني والإفريقي. عدالة الجبهة الأوسع من أجل مناهضة عنجهية القوة.
 
العدالة هي القاسم المشترك الأعلى لمكونات النهضة الجديدة المنعتقة من جدران المذاهب واستئصالية الحداثة وروح التعصب. هي القدرة على مواجهة « مشروع الخير » الذي جعل الموت خبزا يوميا للناس وأعاد مفهوم الحقوق إلى ما قبل حلف الفضول. هي البناء الذاتي لمقومات النهوض القادر على أن يكون قوة جذب وقوة إبداع معا أصالة وتجديد، نظرة للعالم تتجاوز الحي والعشيرة إلى المدنية وتجعل من العربي والإسلامي جسرا لاكتشاف الأمريكي اللاتيني والإفريقي وجبهة المدافعين عن الكرامة الإنسانية حيثما كانت. عدالة الجبهة الأوسع من أجل مناهضة عنجهية القوة.
 
إن شراسة العدوان الأمريكي الإسرائيلي تتطلب مواجهة حضارية طموحة لبناء شبكة إنسانية واسعة تستلهم قوتها من أفضل ما أنجبت البشرية على صعيدي الدولة والمجتمع. وباعتبار العدالة محور الثقافة العربية الإسلامية المركزي والعدالة الدولية الجسم الأكثر سلامة فيما حملته الحداثة، باعتبارنا دخلنا في التصنيف الأمريكي كمحور للشر بالرغم عنه، لا يمكن لنا كأمة تعرف معنى الحضارة وتمتلك أسلحة الثقافة وإمكانيات النهوض إلا أن نتصدر هذه المقاومة التي ترفض انتصار البربرية على قيم الحضارات البشرية مجتمعة.
 
الطبعة الأولى ‏2006 ‏‏176 صفحة من الحجم الكبير المؤسسة العربية الأوربية للنشر  (باريس) اللجنة العربية لحقوق الإنسان الأهالي للنشر والتوزيع سورية- دمشق ص.ب 9503    هاتف 00963113320299    فاكس 00963113335427 odat-h@scs-net.org E. mail: achr@noos.fr
 
الترقيم الدولي ISBN : 2-914595-46-6              EAN : 9782914595476 Haytham Manna Justice or Barbary

البابا يعد « نصا نهائيا » لمحاضرته المسيئة

القاهرة- عادل عبد الحليم- إسلام أون لاين.نت
 
قال مايكل لويس فيتز جيران سفير الفاتيكان بالقاهرة إن البابا بنديكت السادس عشر بصدد إعداد « نص نهائي » لمحاضرته المثيرة للجدل التي ألقاها بألمانيا الشهر الماضي، واعتبر فيها أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاء بالشر وأن الإسلام انتشر بحد السيف.
 
وخلال لقائه مع الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بمقر مشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة، أوضح جيران أن البابا بنديكت السادس عشر « سيعد نصا نهائيا لمحاضرته على أن تتضمنها حواشي للتعليق على قصة الإمبراطور البيزنطي التي أساءت للإسلام »، حسبما ذكر مصدر مقرب من المشيخة لـ »إسلام أون لاين.نت » الخميس.
 
وذكَّر جيران خلال اللقاء مساء الأربعاء بأن بابا الفاتيكان قال: بعد ردة الفعل الغاضبة من المسلمين، إن ما قرأه خلال محاضرته لم يكن يعبر عن رأيه.
 
وكان بابا الفاتيكان أشار في محاضرة عن الخلاف التاريخي والفلسفي بين الإسلام والمسيحية، إلى حوار دار في القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطي ومثقف « فارسي » حول دور نبي الإسلام.
 
وأورد البابا مقطعا يقول فيه الإمبراطور للمثقف: « أرني ما الجديد الذي جاء به محمد؟ لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف ». كما طالب البابا في محاضرته المسلمين بوقف الجهاد.
 
من ناحية أخرى أشار سفير الفاتيكان إلى أن المسئول عن العلاقات الخارجية بالفاتيكان سيزور القاهرة قريبا ليلتقي بقيادات الأزهر للوقوف على الإجراءات التي من شأنها إنهاء الأزمة الحالية.
 
كما شدد على أهمية نشر الأزهر ردًّا على قصة الإمبراطور البيزنطي، مقترحا أن يلقي الدكتور طنطاوي محاضرة في إحدى الجامعات الكاثوليكية ليوضح هذا الكلام ويظهر حقيقة الإسلام.
 
الاعتذار أولا
 
من جهته أكد شيخ الأزهر ضرورة وجود احترام وحوار متبادل مع الفاتيكان، لكنه رفض الدعوة لإلقاء محاضرة في إحدى الجامعات الكاثوليكية للرد على قصة الإمبراطور البيزنطي حتى يتم حل الأزمة أولا بتراجع البابا عن تعليقاته المسيئة.
 
وقال طنطاوي: « لا مانع من أن نتحاور ويقول بابا الفاتيكان ما عنده ونقول ما عندنا، ولكن بأسلوب حكيم بعيد عن أي إساءة؛ لأن هذا هو الطريق الذي نسير عليه ».
 
وتوجه شيخ الأزهر لبابا الفاتيكان قائلا: « إذا كنت لا تقصد الإساءة للإسلام فكان عليك أن تحترس من الوقوع في هذه الإساءة. فما قلته في المحاضرة من كلام عن المسيحية وتاريخها وموقفها هو أمر لا نتدخل فيه، ولكن ما نرفضه هو ما جاء على لسانك من قصة تسيء للإسلام ».
 
واستطرد: « كان من الواجب على البابا أن يتحدث في محاضرته عن المسيحية، ولا يأتي بأي جملة عن الإسلام. وحتى بعد ذكره قصة الإمبراطور البيزنطي كان عليه أن يعلق بعدم موافقته على ما جاء فيها، وكان الأمر قد انتهى، ولكن كونه روى القصة دون التعليق عليها فذلك يعني أنه راض عن محتواها ».
 
وأشار إلى أن « بابا الفاتيكان ربما يرى أن ما ذكره من قصة البيزنطي أمر طبيعي إلا أنه أثار مشاعر كل المسلمين؛ لكونه رواها دون التعليق عليها ».
 
وأكد شيخ الأزهر أن « على بابا الفاتيكان أن يصدر تصريحات تغير ما قاله، وهذا ما نصمم عليه. ولأن طبيعتنا المصارحة، فسنظل معترضين على ذكر قصة الإمبراطور البيزنطي المسيئة للإسلام في محاضرة البابا ».
 
« البابا أخطأ »
 
وعقب اللقاء صرح شيخ الأزهر بأن « سفير الفاتيكان أعرب عن اقتناعه بأن بابا الفاتيكان أخطأ بذكره القصة المسيئة للإسلام، وأنه لو علَّق عليها بالنفي لكفانا شر هذه المقالات التي قيلت في هذه المسألة ».
 
وتعد تلك هي المرة الثانية التي يجتمع فيها شيخ الأزهر مع مسئولين من الفاتيكان حول الأزمة، حيث كان اجتمع الشهر الماضي مع وفد ضم ممثلاً عن سفارة الفاتيكان وبطريرك الكاثوليك بمصر.
 
وكان الدكتور طنطاوي رفض خلال تلك المقابلة اقتراحا للوفد بأن تزور مجموعة من علماء المسلمين على رأسهم شيخ الأزهر الفاتيكان لمحاورة البابا حول تعليقاته المسيئة، مشددا على أن اعتذار البابا هو المخرج الوحيد أمام الفاتيكان؛ لإيجاد علاقات طبيعية مع العالم الإسلامي.
 
ويؤيد الأزهر في موقفه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يعد بمثابة مرجعية شعبية للمسلمين، والذي طالب باعتذار واضح وصريح للبابا عن تعليقاته المسيئة.
 
لكن البابا لم يعتذر حتى الآن عن تصريحاته واكتفى بالإعراب عن أسفه عدة مرات؛ بسبب الردود الغاضبة التي أثارتها ولكونها أسيء فهمها، على حد قوله.
 
(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 5 أكتوبر 2006)

بين الرقابة الذاتية وحرية التعبير: هل أخرس الإسلام الغرب؟

صبحي حديدي (*)
 
هل تمكن الاسلام، في السنوات والعقود الأخيرة، من إخراس الغرب؟
 
سؤال ثقيل الوطأة، استفزازي، باعث علي القلق ربما، ومثير للسخط غالباً (في الغرب، موضوع الإخراس، علي الأقل)، ومفاجئ علي نحو خاص إذ يأتي من بول فالليلي: رئيس التحرير المشارك في صحيفة الـ إندبندنت البريطانية، والكاتب التقدمي إجمالاً، وصديق الثقافات غير الغربية والمجتمعات النامية، والكاتب صاحب سلسلة من الأعمال المتميزة الجسورة في شؤون الدنيا والدين، بينها السامريون الفاسدون: أخلاق العالم الأول ودَيْن العالم الثالث ، أرض الميعاد: أقاصيص السلطة والفقر في العالم الثالث ، السياسة الجديدة: التعاليم الاجتماعية الكاثوليكية للقرن الواحد والعشرين ، و الحملة الصليبية الخامسة: جورج بوش ومَسْيَحة الحرب في العراق ؟
 
الإنصاف يقتضي التشديد علي أن فالليلي لا يجيب بالإيجاب علي السؤال أعلاه، الذي سار عنواناً لمقالته في الـ إندبندنت قبل يومين، بل الأحري القول إنه يميل إلي وضع حيثيات السؤال (ولكن ليس وقائع السؤال ذاتها) في خلفيات عريضة عامة تُبعد المعني عن روحية الجزم حول ما إذا كان الاسلام قد أفلح فعلاً في إخراس الغرب، بصدد حرية التعبير بوصفها واحدة من القِيَم الكبري في الغرب. لكنه، من جانب آخر، أو في نهاية المطاف، يطرح السؤال علي هذا النحو الصاعق المجرد، ويخلص إلي النتيجة التالية: بصرف النظر عن وقائع الخصومة الراهنة (بين العقائد الروحية جميعها، ولكن بين المسيحية والاسلام خصوصاً)، فإن أوروبا راكمت اليوم ميراثاً يمكن للجميع اعتناقه.
 
ومن الخير للمرء، وهذا سبيل لمزيد من إنصاف نزاهة فالليلي، أن يتوقف عند الوقائع التي يسردها الرجل في سياق تساؤله عما إذا كان الاسلام يخرس الغرب حقاً: في الفاتيكان لا يفلح البابا، وللمرة الرابعة علي التوالي، في إقناع المسلمين بأنه اعتذر بما يكفي عن اقتباسه (سيئ التقدير، في نظر فالليلي) عبارة الإمبراطور البيزنطي الذي اعتبر الاسلام شريراً وغير إنساني ؛ وفي إسبانيا أقلع القرويون عن عادة قديمة توارثوها عن أسلافهم، هي حرق دمية تمثل النبي محمد، احتفالاً بانتصار المسيحيين علي المسلمين في الأندلس؛ وفي فرنسا يتلقي أستاذ للفلسفة تهديدات بالموت، ويحيا بالتالي تحت حراسة أمنية مشددة، لانه كتب مقالاً ينتقد الاسلام (وهنا لا يري فالليلي أن النقد ذاك كان مفرطاً أو مغالياً أو سيئ التقدير)؛ وأخيراً، في برلين يلغي المسؤولون عن دار الأوبرا عرض إيدومينو ، عمل موتزارت الشهير، مخافة إثارة غضب المسلمين، حيث أن أحدث إنتاج لهذه الأوبرا يتضمن مشهداً لم يكن موجوداً في الأصل، يجري فيه قطع رؤوس إله البحر بوسيدون، ويسوع، وبوذا، ومحمد (ونعرف، طبعاً، لماذا لم يتجاسر المخرج هانز نيونفيلس،الذي اقترح المشهد سنة 2003، علي إضافة شخصية يهودية مقدسة إلي المجموعة).
 
ولا ريب في أن الواقعة الأخيرة تمثل حالة صريحة في الرقابة، ويستوي بالنتيجة أن تكون ذاتية مباشرة أم خارجية ناجمة عن ضغوط غير مباشرة، ومثلها موقف القرويين الإسبان من احتفالات الانتصار. ولا ريب، كذلك، في أن تهديد الفرنسي روبير ريديكر بالقتل جراء مقالته الناقدة للاسلام يشكل مصادرة عنيفة وغير متمدنة، بل لعلها غير اسلامية كذلك، لحقه في التعبير عن رأيه (حتي إذا كانت أحكامه سطحية علي نحو مذهل، ركيكة، تعسفية، استفزازية استعراضية، وانتهازية بصفة خاصة في اتهامه النبي بأنه قاتل اليهود…). وغني عن القول إن سلسلة تصريحات الأسف التي صدرت عن البابا، ورغم أن أياً منها لم يرقَ بالفعل إلي مستوي الاعتذار الصريح الواضح البسيط، تدخل بدورها في نسق الرقابة الذاتية اللاحقة إذا جاز التعبير، خصوصاً وأن أقوال الحبر الأعظم لا يمكن أن تندرج في سياق حرية الرأي والتعبير.
 
جوهر ما يغيب عن مقالة فالليلي، وعن قسط كبير مما يدور السجال حوله هذه الأيام في ملف العلاقة بين الاسلام والعنف، لكي لا نتحدث عن العلاقة بين الاسلام والإرهاب، هو الأبعاد السياسية والثقافية والتاريخية والاجتماعية لظواهر (لأن من السخف اعتبارها محض ظاهرة واحدة متماثلة متطابقة) معقدة شائكة متباينة ليس من الحكمة أبداً ردها إلي باعث عقائدي أو عقيدي واحد، أو حتي سلسلة اسباب ذات صلة بما يُسمي صراع الحضارات وحروب الثقافات. في عبارة أخري أشد اختزالاً للمشهد: ثمة السياسة أولاً، وقبل العقائد؛ وثمة ميزان القوة الكوني الراهن، في تجلياته العقائدية والدينية والثقافية، ثانياً؛ وثمة، ثالثاً، ذلك التاريخ الطويل من حروب الإخضاع والهيمنة والغزو، علي الجانبين.
 
وهكذا، وحين يجرد الغرب الإرهاب من مضامينه السياسية والاجتماعية والثقافية، فإن ما يتبقي منطقياً هو تلك المقاربة الوحيدة في السوق، والتي يحدث ايضاً انها جذابة تماماً ورائجة: صمويل هنتنغتون! وإذا كان المسلمون لا يعرفون سبيلاً إلي رد التهمة القائلة إن الاسلام (بوصفه ديناً وعلاقة بين العابد والمعبود، وليس فلسفة سياسية) هو بالضرورة المطلقة حاضنة خصبة لتوليد صنوف وأفانين الإرهاب، فكيف إذا جاءهم مَنْ يقول: ليت البلية تنتهي هنا… المشكلة ليست في الحاضنة كدين يشجع علي الأصولية والعنف، بل في الاسلام نفسه، في حد ذاته، وبوصفه ثقافة للدنيا قبل أن يكون ديناً للآخرة؟ ولقد رأينا كيف صارت الحال حين جاءت هذه الأطروحة في مقالة واحدة نشرها هنتنغتون سنة 1993، حول صدام الحضارات، فأقامت الدنيا ولم تقعدها، قبل أن تحمل المقالة جنينها ثلاث سنين، فتلده أخيراً في شكل كتاب ضخم؟
 
ويكفي المرء أن يتذكر أن روسيا بوريس يلتسين، المدججة بالفودكا والسلاح النووي والمافيات الوحشية والفقر الرهيب، بدت في نظر هنتنغتون أقل خطورة بكثير من وضعية الاسلام المعاصر، لا كدين وديانة مرة ثانية، بل كثقافة مرشحة أكثر من سواها لتدشين صراع الحضارات، الصيغة القادمة لاندلاع الأزمات والحروب والتحالفات في العلاقات الدولية للقرن القادم. لماذا انفرد الاسلام، وما الذي ميزه عن سواه من الحضارات الست الأخري (الصينية، اليابانية، الهندية، الغربية، الأمريكية اللاتينية، والأفريقية) التي ستتصادم وستتصارع في القرن القادم؟ باختصار، أجاب هنتنغتون، لأن الاسلام حضارة مختلفة عن سواها، وأهلها علي قناعة تامة بتفوق ثقافتهم علي سواها، ولأنهم مهووسون بفكرة تدني قوة أبناء هذه الحضارة عن سواهم . سواها… سواهم… وسوانا، نحن (أبناء الغرب) بطبيعة الحال.
 
ليس مدهشاً، إذاً، أن يعود التفكير الغربي إلي أطروحات هنتنغتون كلما ثارت خصومة بين الاسلام والغرب، أو بالأصح بين المؤسسات التي تحسن إدارة هذه المعارك وتتقن فنون تأجيجها، في الغرب كما في الشرق، وفي المسجد كما في الكنيسة، وفي الشارع كما علي الفضائيات. وكما هو معروف الآن، نهضت أطروحة هنتنغتون علي القول بأن الثقافة والهويات الثقافية (وهي، في مستويات مضامينها الأعرض، ليست سوي هويات حضارية) هي التي تصنع اليوم أنساق التجانس والتنافر، والتصالح والتنازع، والسلام والحرب، في عالم ما بعد الحرب الباردة هذا. وثمة هنا خمسة تشخيصات للأنماط القادمة من حروب البشر:
 
ـ السياسة الدولية، وللمرة الأولي في التاريخ، باتت متعددة الأقطاب ومتعددة الحضارات في آن معاً. فالحداثة لم تعد سمة مقتصرة علي الغرب، والتحديث لم يعد قرين التغريب وبالتالي توقف عن إنتاج حضارة كونية ذات معني.
 
ـ هنالك انتقال لتوازنات القوة بين الحضارات: الغرب يضمحل تأثيره، والحضارات الآسيوية تتوسع في جانب اقتصادياتها بصفة خاصة ولكن في جبروتها العسكري والسياسي أيضاً، والاسلام ينفجر ديموغرافياً ويترك عواقب تهدد استقرار البلدان المسلمة وجيرانها أيضاً. باختصار، الحضارات غير الغربية تعيد التشديد علي قيم ثقافاتها.
 
ـ ولا مناص من أن يفضي التشخيص إلي النبوءة، واحتمالات انبثاق نظام عالمي جديد (نعم: نظام عالمي جديد، غير ذاك الذي انتظرناه بعد حرب الخليج الثانية!) قائم علي أسس حضارية. وأما معادلته المركزية فهي التالية: المجتمعات التي تشترك في الخصائص الثقافية تتعاون مع بعضها البعض، والبلدان هذه تتمحور وتتمركز من حول البلد أو المركز الذي يمثل قلب الحضارة ورمزها، وفي غمرة ذلك كله سوف تبوء بالفشل جميع الجهود لرأب الصدع بين الحضارات وتقريب الخصائص الثقافية المبعثرة.
 
ـ لا مناص، أيضاً وبالتوازي، من تكاثر الديناميات التي تحتم اصطدام الكونية الثقافية الغربية (بوصفها المركز الأفضل لرأب الصدع بين الحضارات) مع الكونيات الثقافية لحضارات أخري… في طليعتها الاسلام بطبيعة الحال. أكثر من هذا، سوف ينفرد الاسلام بتلك الصراعات الداخلية الدامية، أي تلك التي لن تدور بين ثقافة اسلامية وثقافة غربية أو صينية أو أمريكية لاتينية مثلاً، بل بين الاسلام وحده من جهة، والثقافات اللا ـ اسلامية أياً كانت، من جهة ثانية.
 
ـ التشخيص الخامس هو بيت القصيد، لأنه في الواقع لائحة نصائح يسردها هنتنغتون ليس فقط من أجل أن لا ينهزم الغرب في معركة الحضارات الطاحنة (وهذه يفهمها المرء، فالرجل أمريكي، غربي، ابن التراث اليهودي ـ المسيحي كما يتقابل مع تراثات أخري اسلامية أو صينية أو هندية)، ولكن أيضاً من أجل أن… يهزم سواه (وهذه يصعب فهمها في ظل دعوة هنتنغتون إلي مركز ثقافي كوني يتسع لجميع الحضارات وجميع أبناء البشر). والمثير هنا أن نجاة الغرب بأسره تعتمد علي مدي نجاح الولايات المتحدة في تأكيد هويتها الغربية من جانب أول، ونجاحها في جعل الغربيين يقتنعون بأن هويتهم الحضارية فريدة Unique وليست كونية Universal من جانب ثان، قبل الانتقال إلي الخطوة اللاحقة الطبيعية: التحالف الأمريكي ـ الغربي لمواجهة الحضارات الأخري.
 
ومن نافل القول إن أطروحات هنتنغتون محقت عشرات النظريات التي تنهض، بهذه الصيغة أو تلك، علي فكرة العوالم المتقابلة: الغرب أمام الشرق، الشمال أمام الجنوب، الأغنياء أمام الفقراء، العالم المصنع أمام العالم ما قبل الصناعي، الدول المتقدمة أمام الدول النامية، المركز أمام الأطراف، وأخيراً دار الحرب أمام دار السلام . أيضاً، هي أطروحة تنسف نظرية انقسام العالم إلي مناطق سلام و مناطق اضطرام ، ونظرية انفلات القوة من عقالها (زبغنيو بريجنسكي)، ونظرية الجحيم في قلب الفردوس المفقود (دانييل باتريك موينيهان)، ونظرية سيناريو الكابوس الروسي ـ الأوكرايني (جون ميرشايمر)… وكانت أصلاً قد نسفت نظرية انتهاء التاريخ (فرنسيس فوكوياما).
 
هل يحتمل العالم المعاصر كل هذا الشد والجذب، الإيديولوجي والعقائدي، حول ديانة باتت ملجأ المؤمن المعذب ودريئة الإرهابي في آن، خصوصاً بعد افتضاح برامج العقائد الأخري اليمينية واليسارية والقوموية أياًَ كانت درجة الصدق في علمانية فلسفاتها؟ وهل تمر احتقانات كهذه دون عواقب وخيمة، حين يعلن الغرب دفاعه عن قِيَم الحق والحرية والاختلاف، ثم تنتهك مؤسساته أبسط تطبيقات هذه المباديء، تحت راية الأمن ومحاربة الإرهاب؟ وكيف يمكن لأي أنوار أوروبية حول التفكير والتعبير والرأي، أن تتعايش مع مثال معتقل غوانتانامو… الذي يكفي وحده لنقض الصورة؟ محاذير كهذه هي التي جعلت كاتب افتتاحية الـ إندبندنت ، في العدد ذاته وتعقيباً علي مقالة فالليلي علي الأرجح، يحذر من من الخفة في البحث عن صراع الحضارات خلف كل خصومة بين عقيدة روحية وأخري.
 
أو بين غرب وشرق، ونور وظلام، وخير وشر، وحق وباطل، وحضارة وبربرية… كما قد يقول أحد كبار قادة التمدن في أيامنا هذه: جورج بوش!
 
(*) كاتب سوري مقيم في باريس
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 6 أكتوبر 2006)

 

المؤسسة الإسلامية التقليدية في الرهان السياسي

السيد ولد اباه (*)
 
للصديق رضوان السيد نظرية طريقة في مسألة العلاقة بين الدولة والمؤسسة الدينية في البلدان العربية، ملخصها أن هذه العلاقة تتأرجح بين استتباع وتوظيف هذه المؤسسة وإقصائها وتهميشها. وفي الحالتين، ينتج عن هذه العلاقة انهيار المؤسسة الدينية التقليدية (التدريس والإفتاء والوقوف)، وانفجار الاتجاهات الأصولية أو «الإحيائية»، بلغة رضوان السيد. ولا شك أن التجربة العربية على اختلاف السياقات والساحات، قامت في تصورها وإدارتها للمسألة الدينية السياسية على منطلقين محوريين هما من جهة النأي عن النموذج العلماني الأوروبي في فك الارتباط بين حقل المعتقد الديني الخصوصي والمجال العام، ومن جهة أخرى الحيلولة دون أن يكون السقف الديني قيدا على استنبات النظم الدستورية و التشريعية الحديثة التي هي في منطقها الأعمق حصيلة مسار العلمنة الأوروبية.
 
ولعل هذه العقدة الإشكالية هي التي أطرت أنماط تعامل الدول العربية مع المؤسسة الدينية، التي احتضنتها في الغالب مع تقليم أظافرها وتقييد قبضتها على المجتمع.
 
فالبلدان العربية بكاملها (باستثناء لبنان ذي الوضع الخاص المعروف) نصت في دساتيرها على ديانة للدولة (هي الإسلام)، وتبنت رعاية المؤسسة الدينية التقليدية التي نجحت في الغالب في استتباعها وإن أضعفتها اما بالخطوات التحديثية الإصلاحية التي غيرت أو قوضت بنيتها المؤسسية (كتجربة تطوير التعليم الأزهري في مصر والزيتوني في تونس) أو بتحويلها إلى بنية طقوسية رمزية مفرغة من محتواها.
 
وقد أدى هذا الوضع الملتبس إلى فتح النار على الدولة العربية من التيارين الإسلامي والعلماني معا، فالاتجاه الأول يتهمها بالعلمانية والخروج على الشرعية الدينية لاعتمادها الأطر التدبيرية والتنظيمية الحديثة للحكم والاتجاه الثاني يتهمها بالماضوية والظلامية لتبنيها مرجعية دينية للدولة، مما يراه متناقضا مع قيم ومعايير الحداثة السياسية.
 
وكثيرا ما ننسى التنبيه إلى الخصوصية العربية في المجال الإسلامي العام، الذي عرف تجارب مغايرة.. فما بين التجربة التركية التي اعتمدت مسلكا علمانيا تصادميا مع المؤسسة الدينية، والتجربة الباكستانية التي قامت إيديولوجيا على شرعية الهوية الدينية، ثمة نماذج متعددة متمايزة، اختلفت من حيث المقاربات والتوجهات العملية.
 
وقد حدثني مرة أحد الوجوه الفلسفية المرموقة في غرب أفريقيا المسلمة بأنه يستغرب دوما من حيث هو مفكر مسلم ملتزم بهاجس الصدام العلماني الإسلامي المهيمن على العقل العربي الذي لا يستشعره المسلم الافريقي الذي يواجه تحديات مشابهة، في حين يمارس دينه ويعيش عصره دون إحساس بالتناقض والتعارض.
 
فما نلمسه في العديد من البلدان الإسلامية غير العربية، هو بروز حالة قريبة من التجربة الأمريكية، قوامها تحول المؤسسة الدينية إلى ركيزة من ركائز المجتمع المدني، تتميز بنشاطها الحيوي في الحقل العام دون التحكم في أطر إدارته وتدبيره.
 
ومن المعروف أن المؤسسة الشيعية استطاعت في البلدان التي توجد بها أداء دور محوري في المجتمع الأهلي دون ان تدخل في رهانات السلطة لأسباب عقدية وسياسية معقدة، قبل التجربة الإيرانية الأخيرة، (نظام ولاية الفقيه)، في الوقت الذي كرست تجربة الإمامة الزيدية في اليمن نموذجا قريبا من الإمامات السنية والأباضية. وتشكل حاليا الزوايا والطرق الصوفية مكونا أساسيا من مكونات المجتمع الأهلي في البلدان الأفريقية المسلمة، دون الطموح لأداء دور سياسي مباشر.
 
فهل يمكن اعتبار هذا النموذج (المؤسسة الدينية كمكون رئيسي من المجتمع المدني) بديلا عن الثنائية الملتبسة القائمة بين المؤسستين الدينية والسياسية في البلاد العربية، بما تطرحه هذه الثنائية من إشكالات ايديولوجية ألمحنا إليها (الصدام الإسلامي العلماني)؟
 
لنبادر هنا بالتذكير في الإجابة على هذا السؤال بواقع المؤسسة الدينية التقليدية في الفضاء الإسلامي السني الذي وصفناه بالهشاشة والضعف، في مقابل صعود التيارات الإسلامية السياسية التي لا يمكن النظر إليها بصفتها امتدادا لهذه المؤسسة أو دعامة لها، بل هي أحد مكونات الحقل السياسي المعاصر، وغالبا ما تنازع الحكومات والمؤسسة الدينية الأهلية حق الاستفراد بإدارة الشأن الديني.
 
فهي من جهة حركية احتجاجية على ما تعتبره مسار علمنة شاملا للحياة السياسية والمجتمعية، ولكنها تساهم من جهة أخرى في تجذير هذه العلمنة الفعلية، بتحويل الالتزام الديني إلى أداة تعبئة سياسية، وعنصر من عناصر الرهان السياسي.
 
كما أن أنظمة الحكم تميل أحيانا إلى الاحتماء بالمؤسسة الأهلية في مواجهتها مع حركات الاحتجاج الإسلامي الدينية إلا أنها تزيد في إنهاكها وإضعافها بأثر هذا التوظيف ذاته الذي يحولها من مرجعية اجماعية إلى طرف في صراع على الشرعية الدينية والسياسية.
 
فهل يكون الحل هو الاستغناء عن هذه المؤسسة الضعيفة، بما يؤول إليه هذا المسلك من تأجيج لحدة الصدام القائم بين أنظمة الحكم والاتجاهات الأصولية، أم يكون بتفعيلها الذي يتطلب إصلاح وتجديد مناهجها ووسائل عملها وضمان استقلاليتها أساسا؟ ان الرد على هذا الإشكال هو بدون شك فرع من مقاربة شاملة للإصلاح الديني لا تزال في طور التشكل ولم تأخذ بعد مداها في الساحة الإسلامية حتى ولو كانت ضرورة عاجلة.
 
(*) كاتب من موريتانيا
 
(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 6 أكتوبر 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.