الاثنين، 21 سبتمبر 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس 

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3408 du 21.09 .2009

 archives : www.tunisnews.net


 

لطفي الهمامي :الائتلاف من اجل المقاطعة يتحرك بقوة وسط الجالية التونسية بباريس

قائمات الحزب الديمقراطي التقدمي للانتخابات التشريعية لسنة 2009

السياسية:الاشتراكي اليساري يُعلن انسحابه …يتّهم التجديد بـ »الابتزاز السياسي »ويشرع في تقديم قائمات مستقلة

لطفي الهمامي:وقوف المَنازل

صلاح الجورشي :نقابة الصحافيين التونسيين.. كانت حلاً فأصبحت معضلة

إذاعة هولندا العالميّة:قناة « علّيسة » تفتح جدل إسناد التراخيص في تونس

الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس :الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس

محمد العمــاري:إلى الشيخ عبد الحميد حمدي: كلمـــــة لابد منــــها  

قدس برس:مفتي تونس يتحدث عن توحيد التقويم الهجري بدل اعتماد لجان رصد الهلال

شوقي بوعزّة:النصّ الأصليّ لخطاب الحبيب بورقيبة عن رمضان (وبذيله فتوى الشيخ جعيط في ذلك)

الشيخ راشد الغنوشي: – ما الجديد في « جهاد » القرضاوي؟

توفيق المديني :عودة الاختراق الإسرائيلي  الكبير لإفريقيا

مطيع الله تائب :قائد القوات الأمريكية في أفغانستان يطلب قوات إضافية ويحذر من الفشل خطاب « مختلف » من زعيم طالبان في عيد الفطر

القدس العربي:براون يلتقي بالقذافي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة

الحياة:مصالحة جزائرية – فرنسية متوقعة في لقاء كوشنير – مدلسي في نيويورك

القدس العربي: وصورت اهدافها بالفيديو.. وطرد الفلسطينيين نتيجة لها واشنطن تؤكد: الامارات فككت شبكة لـ’القاعدة’ ارادت تفجير ‘برج دبي’

العرب:احتجاجاً على أحوال القضاء استقالة نائب رئيس محكمة النقض المصرية

أحمد القاعود:مرشد الإخوان: عيدنا الحقيقي عندما يتحرر المعتقلون وفلسطين ونتخلص من الاستبداد

برلماني أمريكي  يُحذر من هيمنة اللوبي المؤيد لإسرائيل على مفاصل القرار الداخلي والخارجي في الولايات المتحدة


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009

      جويلية 2009                                         

 


الائتلاف من اجل المقاطعة يتحرك بقوة وسط الجالية التونسية بباري


   تجمع العشرات من التونسيين حول مجموعة من عناصر « الائتلاف من اجل مقاطعة انتخابات أكتوبر 2009 في تونس » وذلك ب »كورون » الباريسية يوم السبت 19 سبتمبر 2009 .وأحدثت عملية توزيعهم « بيانا » ضجة كبيرة بين المارة ،من الجاليات العربية خاصة ,وقد تدخل عناصر الائتلاف وسط هذا الجمع لشرح موقفهم من الانتخابات التي سوف تجري في الشهر القادم في تونس. وكاد أن يتحول توزيعهم هذا إلى حركة احتجاجية في الشارع خاصة وانه احدث عدة مداخلات وتوسع النقاش والتدخل من قبل شباب تونسي مهاجر حول عدة مشاكل تؤرقهم. فمن بين المواطنين المتدخلين من صبّ نقمته على النظام واصفا إياه « بالمجرم في حق الشباب « وآخر قال « اشكون ينجم يقف قدام الطرابلسية »في إشارة إلى نفوذ أصهار الرئيس وعبر آخر عن آلام آلاف من الشباب الذين يشقون البحر بحثا عن لقمة العيش وفيهم من قضى نحبه بسبب ذلك . هناك شبان آخرين سألوا عن المعارضة أين هي؟وآخر اعتبرها مثل النظام غايتها النهب والسرقة والمقاعد وتعددت المواضيع حتى أن البعض منهم كان يصيح يريد أن يبلغ فكرته من وراء الزحام . في حين كان عناصر » الائتلاف » يحاولون الرد عن التساؤلات والانتخابات في تونس كان نفر آخر  يحاول  المشاكسة مما جعل الشباب المتواجدين يردون عليه بحدة . خلال هذا التجمع تناثرت الأوراق ولم يبقى للموزعين ما يوزعونه تحت أسئلة العديد » فينوا بيانكم »   وبعد حوالي الساعة شوهد عناصر من القنصلية التونسية مسرعين لكنهم لم يتمكنوا من الاقتراب ورغم محاولة احدهم التقاط صور للحضور إلا أن بعض من الشباب المتجمهرين انقضوا عليه وطردوه بعيدا وهم يرددون « يا قواد يا … الشعبة ».   علما وان  » ائتلاف المقاطعة » قد ظهر خلال الآونة الأخيرة عبر بيان تأسيسي أمضى عليه عدد من اليساريين والديمقراطيين بباريس خاصة. ولقد ورد في البيان الذي وزعوه على التونسيين المهاجرين أن « تونس محكومة منذ  1956من قبل الحزب الواحد » وأنها منذ 22 سنة محكومة حكما فرديا من قبل الجنرال زين العابدين بن علي « وذكر بيانهم بان الانتخابات الفارطة لم تكن سوى مسرحية وان انتخابات أكتوبر 2009 تجري في ظروف أسوا من سابقاتها.كما ندد الائتلاف بالرئاسة مدى الحياة والتلاعب بالدستور.وذكر البيان بمساجين الحركة الاجتماعية بالحوض ألمنجمي.كما دعا بيانهم الشعب التونسي إلى افتكاك حقوقه وحرياته السياسية والاجتماعية. لطفي الهمامي باريس:21 سبتمبر2009

 


قائمات الحزب الديمقراطي التقدمي للانتخابات التشريعية لسنة 2009


قائمات الأمل (1/2)     * قائمة جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي :   – رئيس قائمة : سعاد حجي ولدت القوسامي (أستاذة)  

– أعضاء :

  1- فوزي صدقاوي (مدير تجاري) 2- محمد الحبيب حمدي (حلاق) 3- خالد بوجمعة (تاجر). 4- خالد بوحاجب (أستاذ تعليم ثانوي) 5- عادل الفلاح (معلم) 6- ياسين البجاوي (قصاب/جزار). 7- فتحي بن بشير (مقاول بناء) .     * قائمة جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي :   – رئيس قائمة : حليم شعبان (رئيس مصلحة بديوان الطيران).  

– أعضاء :

  1- محمود البارودي (خبير مالي). 2- نبيل قشقاش (أستاذ تعليم ثانوي). 3- منيرة الهمامي (ربة بيت). 4- زهير مخلوف (تاجر) . 5- محرز بن همام (مهندس). 6- الحبيب ستهم (محاسب) . 7- سامي نصر (صحفي) . 8- راضية التلمودي (موظفة). 9- محمد بن رمضان (وكيل بشركة). 11- جمال بركات (مدير تجاري).   * قائمة جامعة تونس للحزب الديمقراطي التقدمي (تونس2:   – رئيس قائمة : منجي اللوز .  

– أعضاء :

  1- وسام الصغير (طالب). 2- ليلى الجنيدي (أستاذة تعليم ثانوي ) . 3- فائزة راهم (ربة بيت). 4- صفية مستيري (صحفية). 5- نورالدين هملية (رجل أعمال). 6- عبد الرزاق العياشي (عون مختص) .     * قائمة جامعة بن عروس للحزب الديمقراطي التقدمي :   – رئيس قائمة : المولدي الفاهم (مهندس)  

– أعضاء :

  1- رياض البرهومي (صيدلي). 2- خالد الخواص (موظف ببنك) . 3- رضا صولي (صحفي). 4- منذر بالرحومة (موظف) . 5- بشير المروشي (معلم تطبيق). 6- سفيان سعيدي (عامل يومي). 7- عبد القادر نصيري (مقاول). 8- فرحات بوصالحي (عامل يومي).   * قائمة جامعة جندوبة للحزب الحزب الديمقراطي التقدمي :   – رئيس قائمة : رابح الخرايفي (محام)  

– أعضاء :

  1- محمد نعمان العش (مهندس). 2- نورالدين القادري (اقتصادي). 3- ميلاد الشوالي (معلم) 4- فيصل صكوح (فني). 5- ونيس العاريفي (عامل). 6-نورالدين الرزقي (فلاح) .     * قائمة جامعة سيدي بوزيد للحزب الديمقراطي التقدمي :   – رئيس قائمة : عطية العثموني (أستاذ تعليم ثانوي).  

– أعضاء :

  1- محمود الغزلاني (أستاذ تعليم ثانوي) . 2-على بوعزيزي (أعمال حرة). 3-محمد قادري (أستاذ تعليم ثانوي). 4- فوزي حجلاوي (موظف). 5- نوالدين بالخير (مقاول) .   * قائمة جامعة المهدية للحزب الديمقراطي التقدمي :   – رئيس قائمة : خليفة الجربوعي (معلم تطبيق).  

– أعضاء :

  1- مازري باقون (مقاول). 2- محسن محمد ( موظف). 3- محمد الدرواد (فلاح). 4- فاحي المنوبي (عامل مختص). 5- عبد اللطيف عمارة (أعمال حرة) .   * قائمة جامعة توزر للحزب الديمقراطي التقدمي :   – رئيس قائمة : محمد هشام بوعتور (صيدلي)  

– أعضاء :

  1- عبد الرحمان بلعوجة (معلم) .   * قائمة باجة للحزب الديمقراطي التقدمي : – رئيس قائمة : سهام بلحاج قاسم (موظفة).    

– أعضاء :

  1- عبد الحق العبيدي (موظف). 2-فرج الجندوبي (سائق). 3- محرز المغزاوي (تاجر). 4- نظيم بن عزيز (فلاح) .   * قائمة جامعة تطاوين للحزب الديمقراطي التقدمي :   – رئيس قائمة : مصباح شنيب .  

– أعضاء :

  1- الحبيب الخرشاني : أستاذ مبرز   *  قائمة جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي :   – رئيس قائمة : محمد الهادي حمدة (معلم).  

– أعضاء :

  1- رؤوف مزيود (متقاعد). 2- غزالة محمدي (محاسبة). 3-رشاد محمدي (طالب). 4- سالم الزغلامي (موظف) .  

 قائمة قبلي  للحزب الديمقراطي التقدمي   – رئيس قائمة : معزّ الجماعي (عون إداري بوزارة التربية و التكوين) .    

– أعضاء :

  + ظافر حمودي (أستاذ تعليم ثانوي )     معزّ الجماعيJEMAI MOUEZ Parti Démocrate Progressiste Tel:+21620013975 Site Web:www.pdpinfo.org


الاشتراكي اليساري يُعلن انسحابه …يتّهم التجديد بـ »الابتزاز السياسي »ويشرع في تقديم قائمات مستقلة


  تأكيدا لما نشرته « السياسية » حول التطورات داخل المبادرة الديمقراطية للتقدّم وعدم الانسجام بين مختلف مكوّناتها بخصوص مسألة رئاسة القائمات للتشريعيّة المقبلة ، أعلن الحزب الاشتراكي اليساري اليوم الاثنين 21 سبتمبر في بلاغ له عن انسحابه من المبادرة والدخول إلى السباق التشريعي في قائمات مستقلة ، وبادر مناصرون لهذا الحزب غير القانوني بتقديم قائمة أولى خلال اليوم الأوّل لفتح باب الترشحات (الأحد 20 سبتمبر) في دائرة سليانة تحت مسمّى »القائمة المستقلة للديمقراطية والعدالة الاجتماعية » ترأسها السيّد عادل العلوي. واتّهم الحزب الاشتراكي اليساري قيادة حركة التجديد بالنكوص عن اتفاقات سابقة وبالابتزاز السياسي وهو ما أوقعهم في حالة ضغط الوقت ، وأشار قيادي في الاشتراكي اليساري أنّ قيادة التجديد سعت إلى الاستحواذ على الدوائر الانتخابية المخصّصة للشركاء من مثل رفض رئاسة قائمة في إقليم تونس الكبرى من قبل الوجه النقابي والسياسي المعروف نوفل الزيادي اتهاما له بقربه من السلطة السياسية في البلاد وعدم انسجام العديد من مواقفه الوطنية من مواقف حركة التجديد خاصة في ما يتعلّق بملفي رابطة حقوق الإنسان والنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ، ويردّ المنتقدون لآخر الإجراءات المعلنة في نطاق المبادرة قيادة التجديد بتغاضيها عن تعيين المكي الجزيري وهو من المنتسبين للحركة برغم أنّه ممضي هو الآخر على نفس الوثيقة الّتي أمضاها سابقا الزيادي حول أزمة رابطة حقوق الإنسان إلى جانب ربح الوقت والابتزاز السياسي للشركاء الّذين وقع بهم تأثيث المشهد الحزبي والسياسي للحركة إلى حدود الذهاب إلى المجلس الدستوري وتقديم ترشّح الأمين الأوّل للحركة أحمد إبراهيم لرئاسة الجمهوريّة حيث تمّ إرجاء الإعلان عن القرارات الجديدة المتعلّقة بحصص رئاسة القائمات ورفض بعض الأسماء لرئاستها إلى يوم 18 سبتمبر الجاري أي يوما وحيدا بعد ذهاب إبراهيم للمجلس الدستوري.  وقالت مصادر مقرّبة من حركة التجديد أنّه لا يُمكن للحركة بأيّ حال من الأحوال قبول أشخاص بمثل مواقف نوفل الزيادي لتمثيل الحركة في مجلس النواب وأنّ الحركة مستعدّة لقبول كلّ التبعات الممكنة لذلك الموقف.  وبالتوازي مع ذلك ، ذكرت مصادر عليمة لـ »السياسيّة » أنّ الوضع داخل حركة التجديد نفسها، وإلى جانب ما يعرفُهُ إطار المبادرة من أجواء خانقة،  ليس على ما يُرام وأنّ عدّة مسائل ما تزال تجري في الخفاء على خلفية تداعيات آخر مؤتمرات الحركة حيث يسعى شق في القيادة الجديدة إلى « تصفية » بقايا المنتسبين للحركة والمحسوبين على القيادة السابقة للحركة وتلقّت « السياسيّة » امتعاض أحد الوجوه البارزة في الحركة بسبب ما أعتبر حالة ضعف ووهن وعدم جدية في إقرار التمشي الديمقراطي والحداثي والعقلاني داخل الحركة للملمة الصفوف وتحقيق أهم أهداف آخر مؤتمر توحيدي كان يؤمّل أن ينتهي إلى تجميع صفوف الحركة الديمقراطية التقدميّة ذات المرجعيّة الاشتراكية والشيوعيّة، وفي هذا الصدد لا تستبعد مصادر مطّلعة وقوع تطورات جديدة في علاقة لا فقط بالانتخابات بل بالوضع العام داخل مكونات التيار الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد نفسها.
(المصدر: موقع السياسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 21 سبتمبر  2009)


وقوف المَنازل  

الصّــــــامــــــــــــــداتٌ الـــــعامـــــــــــــــــلاتٌ النـــــــّاعمــــــــــــــاتٌ تَحْصــــــدْنَ القــــــمحَ تزْرَعْـــــــنَ الفِجـــــــلَ تلِــــــدْنَ العصافــــــيرْ تَشْدٌدنَ الخيمةَ للتّرابْ هُــــــــــنَّ لا تٌــناشِـــــــــــــــــدْنَ القلم المأجٌــــــــــــــورَ ولا أحزاب الــذّبـــــابْ ………………………   القائمــــــــــــــــــاتُ الواقفـــــــــــــــــاتٌ الشّامخـــــــــــــــاتٌ شيّـــــــــدن وطـــنا زيـــــــــــنّــــــــهٌ بالشّـهــــــــــــــــابْ بالسّــــــــــــــــــحٌبْ هٌـــــــــنَّ لا تٌناشِــــــــــــــدْنَ  ليلَى ولا بعلها المٌنتصــبْ …………………..   الماجــــــــــــــداتٌ الصّاعــــــــــــداتٌ الوالـــــــــــــــداتٌ الــــــــــــــوارداتٌ صاحباتٌ الأهـدابْ سيّداتٌ الشّمــــس في بلـــــد تحْمِلْنَ القٌفّةَ من سجن إلى سجنِ تٌرهبنَ السّجان تٌمزّقنَ ورقَ « ألقصبه » وتٌـــــــــــــــــــدْبِرْنَ عن قرطاج المٌكتئبْ  فيا سائلا عن مرقد العابد ينَ تٌجبنَكَ أنّهٌ هناكَ استتبْ فلا تقتربْ فلا تقتربْ ………………………   القائـــــــــــــــــــــلاتٌ القارئــــــــــــــــــــاتٌ الكاتبــــــــــــــــــــاتٌ الباحثـــــــــــــــــــاتٌ السّاقيـــــــــــــــــــاتٌ المٌرضعـــــــــــــــاتٌ المٌربّيــــــــــــــــــاتٌ تَقطعنَ الصّخرَ تَعجنَّ الخٌبزَ  بأياديهــــــنَّ هٌـــــــــــــــنَّ تٌناشدنَ شجر الزّيتــــــــــون لا العهد الجديد ،لا القديم لا الوالي،لا المٌعتمدْ لا نسب يعودٌ إليه « صخرا » أو رئيسا منقلبْ فيا سائلا عن التّصويت لمنْ ؟ تٌـجِـبْنــــَكَ لا تنتخِـبْ   فالصّوتٌ صوتكَ مٌدوّيــــًـا شَارعًا مٌشَرَّعًا على الغضبْ وطنا تَحملهٌ ويَحملكَ فلا تنتخِبْ. فلا تنتخب.     لطفي الهمامي :5 سبتمبر 2009 Lotfi hammami-tunisie
هوامش: – ليلى:اسم يطلق على الإناث و يتغنى به العرب. – القفة:ما تعده أم السجين أو السجينة لابنها أو لبنتها من أطعمة فتضعه في قفة وتحملها معها أثناء الزيارة.   – القصبة:تقع بالعاصمة التونسية وهي جزء من المدينة القديمة تقع بها ساحة الحكومة التونسية ومقر الوزارة الأولى وبلدية تونس ومرقد الزعيم النقابي فرحات حشاد. – العهد الجديد:اسم يطلق على الحكم في تونس منذ 1987 – الوالي:منصب إداري وسياسي وهو ينوب رئيس الدولة في الولاية ويتم تعيينه. – المعتمد:منصب إداري تابع للوزارة الأولى ويقع تنصيبه. – صخر:اسم يطلق على حجارة كبيرة الحجم وكذلك على الذكور.  


نقابة الصحافيين التونسيين.. كانت حلاً فأصبحت معضلة


صلاح الجورشي 2009-09-21 كنت في مقال سابق، توجهت بنصيحة إلى الممسكين بملف نقابة الصحافيين التونسيين، دعوتهم فيها إلى اعتماد أسلوب الحوار لمعالجة الإشكالات التي حصلت خلال الأشهر الأخيرة، خاصة أن البلاد قادمة على انتخابات رئاسية وتشريعية ستنظم يوم 25 أكتوبر القادم. لكن فيما يبدو، كانت هذه الأطراف قد حسمت أمرها، وقررت التعجيل بالإطاحة بقيادة النقابة عن طريق مؤتمر استثنائي تم عقده يوم 15 أغسطس الماضي، في حين أن التوقعات كانت تشير إلى احتمال حصول أنصار الحزب الحاكم على الأغلبية لو قبلوا بحل وسط وصبروا قليلاً. ويقول محامو ما أصبح يسمى بـ �القيادة الشرعية� إن هذا المؤتمر الذي عقد وقاطعته هذه القيادة، شهد عدداً من الخروقات القانونية التي ترقى إلى درجة الطعن في شرعيته. ومما زاد الطين بلة الطريقة الأمنية الخشنة التي تم بها تسليم مقر النقابة إلى الهيئة الجديدة على إثر صدور حكم قضائي عاجل ولافت للنظر. هكذا عاد الانقسام من جديد داخل أوساط الأسرة الإعلامية التونسية، حيث يدور التجاذب حالياً بين مجموعة من الصحافيين متهمين بالولاء للحزب الحاكم، وأخرى يصفها خصومها بأنها واقعة تحت تأثير راديكاليين معارضين للنظام �يريدون تسييس النقابة�. وكما كان متوقعاً، فقد عبرت منظمات المجتمع المدني المستقلة عن تضامنها مع �القيادة الشرعية� وأدانت ما وصفته بـ �الانقلاب� على النقابة. تم ذلك من خلال مؤتمر صحافي عقدته الهيئة التنسيقية لهذه الجمعيات بمقر جمعية النساء الديمقراطيات، حضره عدد من الدبلوماسيين لسفارات دول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية. كما عبرت أغلب أحزاب المعارضة عن شجبها لمؤتمر 15 أغسطس، واستحضرت ما حصل قبل حوالي أربعين عاما عندما انقلب طلبة الحزب الحاكم على اتحاد الطلبة، وهي التهمة التي لاحقت الحزب الدستوري أكثر من عشرين عاماً إلى أن جاء الرئيس بن علي وأعاد الأمور إلى نصابها. بل حتى الأحزاب التي تربطها علاقات إيجابية مع السلطة، وإن لم تشترك في حملة الدعم السياسي للقيادة الشرعية لنقابة الصحافيين، فإن معظمها لم يتحمس لما جرى ولم ترَ فيه عملا حكيما، وكانت تفضل أن تعالج المسألة بأسلوب مختلف, وهو ما يعني أن المؤتمر الذي أنجز لم يحظ بتأييد واسع من المجتمع المدني والقوى السياسية المحلية. أما على الصعيد الدولي، فقد جاءت ردود المنظمات المختصة في الدفاع عن الصحافيين وحرية التعبير مجمِعة على رفض ما تم، باستثناء اتحاد الصحافيين العرب الذي حضر ممثله أشغال المؤتمر وقام بتزكية نتائجه. أما الاتحاد الدولي للصحافيين فقد رفض حتى الآن الإقرار بما حدث. ولم يعتبر حضور نائب رئيس الاتحاد يونس مجاهد في أعمال المؤتمر مشاركة باسم الاتحاد، مؤجلاً البت النهائي في هذا الملف إلى اجتماع المكتب التنفيذي الذي سيعقد خلال شهر نوفمبر القادم، والذي سيعتمد على تقرير سينجزه مبعوث الاتحاد الذي زار مؤخراً تونس للاتصال بمختلف الفرقاء. ويمكن بدون أي تحامل القول إن الهيئة التي انبثقت عن المؤتمر الأخير ستواجه صعوبات شديدة لإقناع المنظمات الدولية بشرعيتها، وبسلامة الإجراءات التي لجأت إليها، وستجد صعوبة أشد لإثبات استقلاليتها السياسية. وهو ما من شأنه أن يتسبب في خلق فراغ دولي قد يفضي إلى عزل النقابة وإضعاف دورها الخارجي, إذ يستبعد أن يؤيد الاتحاد الدولي للصحافيين ما جرى، لأن ذلك من شأنه أن يفجر داخله أزمة حادة، ويفتح المجال للتشكيك في مصداقيته حسب ما يعتقده بعض مسؤوليه. وسيكون أمامه أحد الخيارات الثلاثة التالية: القيام بمساعٍ صلحية للتوفيق بين الفريقين، وهو ما يسعى إليه حالياً، ومهما كانت النتيجة التي ستفضي إليه هذه المساعي، فإن أية صيغة سيقع التوصل إليها، فإنها ستتضمن إلغاءً كلياً أو جزئياً لما تم. أما الخيار الثاني، فهو الوقوف إلى جانب القيادة الشرعية، وهو ما سيؤدي إلى مقاطعة الهيئة الجديدة. أو أنه سيبقى يتعامل مع القيادتين، وهو ما سيضفي نوعا من الغرابة على سياسة الاتحاد، لكن حتى في هذه الحالة فإن هذا السيناريو لن يكون في صالح المتهمين بافتكاك النقابة، لأنهم بذلك يكونون قد فشلوا في إزالة القيادة الشرعية من الصورة بشكل نهائي كما خططوا لذلك. في السياسة الوصول إلى الهدف ليس كافياً وحده للحكم على جدواه وإنما تعتبر الوسائل التي اعتمدت والتداعيات التي ترتبت عنه عنصراً مهماً في إضفاء الشرعية وتقييم الجدوى. والمؤكد أن النقابة التي اعتبر تأسيسها إنجازاً حقيقياً حُسب لصالح النظام الذي سمح بها، وهو ما جعلها تشكل حلا لأزمة التمثيل النقابي للصحافيين، تحولت بسبب هذا المؤتمر المتعجل إلى معضلة تكاد تنسخ ما تحقق.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2009)  


قناة « علّيسة » تفتح جدل إسناد التراخيص في تونس


إسماعيل دبارة – إذاعة هولندا العالميّة احتدم الجدل في الأيام الأخيرة في تونس حول « الشفافية » في إسناد التراخيص لوسائل الإعلام وسط اتهامات للحكومة بتمكين « الموالين » و »المقرّبين » فقط من الرخص القانونية لإطلاق وسائل إعلام. وعاد الجدل بعد أن ذكرت تقارير صحافية أنّ قناة « عليسة تي في » الفضائية التي تتضارب الأخبار منذ مدة حول حصولها على ترخيص قانونيّ وقرب إطلاقها رسميّا « ستبدأ بثّها التجريبي في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل ». وذكر موقع « كلمة » الالكترونيّ أنّ سامي الفهري المشرف على شركة « كاكتوس برود » التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال المعروف، صهر الرئيس التونسي بلحسن الطرابلسي، أعلن أن « الشركة ستُطلق في 7 نوفمبر – تشرين الثاني 2009 قناة تلفزية اسمها « عليسة ». وستكون فضائية « عليسة » الجديدة ثالث قناة تونسية تُحسب على القطاع الخاص بعد إطلاق باقة قنوات « حنّبعل » و قناة « نسمة »، وتقول الأوساط الإعلامية إن مالكي تلك القنوات « من المقربين للحكومة التونسية ». « كاكتوس » و »عليسة » الأنباء عن قرب إطلاق قناة « عليسة » الفضائية تتواتر منذ أشهر من دون أيّ تأكيد رسميّ ، خصوصا لما تداولت عدّة صحف ومواقع الكترونيّة خبر زيارة صهر الرئيس بن علي، رجل الأعمال المعروف بلحسن الطرابلسي إلى سويسرا، لإقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم بتمكينه من رخصة بث مقابلات كأس العالم لكرة القدم التي تدور العام المقبل في جنوب إفريقيا. ويملك رجل الأعمال الطرابلسي شركتي « كاكتوس » ومجموعة « كارتاغو » الاقتصادية الضخمة بالإضافة إلى إطلاقه لإذاعة « موزاييك أف أم » الترفيهية ذات الشعبية الكبيرة خصوصا لدى الأوساط الشبابية في تونس. أما تسمية « عليسة » فيراها البعض ردّا على التسمية التي أطلقت على القناة الخاصة الأولى المُسمّاة « حنّبعل » وهو شخصية تاريخية حارب الرومان وهزمهم في أكثر من مناسبة. أما « عليسة » الشخصية التاريخية، فهي مشهورة جدّا في تونس إذ أنها مؤسسة قرطاج الأولى والملكة القويّة ذات الذكاء الحاد الذي مكّنها من إنشاء وحكم دولة فينيقية في شمال أفريقيا عرفت بتجارتها الواسعة وسيطرتها على بحار المتوسط. رياضة و دراما بوليسيّة حسب تسريبات من عاملين في شركة « كاكتوس برود » للإنتاج الإعلامي فإنّ العمل جار على قدم وساق منذ مدّة لكي تتمكّن القناة الجديدة من شراء حقوق ملكية عدد من البرامج العالمية. وتقول ذات المصادر أنّ « كاكتوس » تراهن على حصرية البرامج الترفيهيّة حيث تمكنت إلى حدّ الآن من شراء حقوق برنامج اكتشاف النجوم Amercian idol الذي يحظى بشعبية كبيرة في العالم، كما تسعى للحصول على حقوق ملكية برنامج منوعاتي محلّي شهير، بالإضافة إلى تصوير سلسلة بوليسية يشارك فيها ممثلون تونسيون. معايير غير واضحة يفرض القانون التونسيّ (مجلّة الاتصالات) على الراغبين في إطلاق قنوات أو إذاعات التوجه بمطالب إلى « الوكالة التونسية للذبذبات » وفق صيغة مُحددة، لكنّ الإعلامي رشيد خشانة الذي تقدّم منذ عام 2004 بمطالب لإطلاق إذاعة وقناة باسم « شراع » ولم يتلقّ ردا بخصوصهما إلى حدّ الساعة يرى أنّ « القانون المنظم لهذا القطاع لا يُطبّق ، إذ أن أكثر من ستة مواطنين مستقلّين تقدموا بطلبات منذ العام 1987 للحصول على تراخيص لإطلاق قنوات وإذاعات لكنها ظلت في أدراج الإدارة بدون جواب. » واستنادا إلى خشانة الذي تحدّث للقسم العربي لإذاعة هولندا العالميّة فإنّ  » أشخاصا آخرين من خارج هذه المجموعة التي تقدمت بطلبات ورُفضت أو لم يتم الردّ عليها ، منحوا تراخيص لمحطات إذاعية وتلفزية بشكل لا يخضع لأية معايير سياسية أو مهنية واضحة على اعتبار أن غايات الشركات التي تقف خلفهم ربحيّة وليست إعلامية. » ويعاقب القانون كل من يستخدم الترددات الراديوية من دون الحصول على مصادقة من الوكالة أو وزارة الإشراف بسجنه لمدة تتراوح بين ستة أشهر وخمس سنوات وبغرامة تتراوح من ألف إلى عشرين ألف دينار. الترخيص.. للمقرّبين فقط مشكلة التراخيص لوسائل الإعلام تثار بين الفينة والأخرى ، خصوصا مع تقدّم شخصية سياسية أو إعلامية بطلب إطلاق جريدة أو إذاعة أو قناة، وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ العشرات من مطالب الرخص تنام في أروقة وزارة الداخلية التونسية منذ سنوات. ولعلّ أبرزها مطلب الترخيص لمجلة وراديو « كلمة » اللتين تديرهما الصحفية والناشطة الحقوقية سهام بن سدرين والتي وُجهت لها تهم « البث بدون ترخيص  » بسببهما. بالإضافة إلى مطالب إذاعة وقناة « شراع » للإعلامي المعارض رشيد خشانة وإذاعة « قرطاج » للصحفي زياد الهاني و »راديو6″ وغيرها. يقول رشيد خشانة للقسم العربيّ في إذاعة هولندا العالمية: القنوات التي يُرخّص لها في تونس ليست قنوات خاصة، فالترخيص لا يُعطى عادة إلا لجهات لها علاقة بالحكومة بشكل أو بآخر، ونحن نعلم أنّ الحكومة قدمت 8 ملايين دولار لقناة « حنبعل » عندما بدأت البثّ في شكل إعفاءات وتخفيضات ومساعدات، وهذا يدلّ على موقف سياسيّ من الحكومة تجاه أطراف تبدو خاصة، لكنها في الحقيقة موالية من حيث التمويل ولأنها تردد الموقف الرّسمي على صعيد الأخبار والتغطيات السياسية، ليس هنالك استقلالية مالية أو سياسية تجاه الحكومة ». مطالب بتعدّدية حقيقيّة الحكومة من جهتها تقول إنها اتخذت قراراً سياسيا يقضي بفتح الحقل السمعي البصري أمام القطاع الخاص وأنها ترنو إلى رفع يد الدولة عن هذا الفضاء نحو تحرير قطاع الإعلام بشكل نهائيّ. لكنّ المعارضة في تونس والإعلاميين المستقلين يرون في خطاب الحكومة تناقضا ويطالبون بـ »التصدّي لسيطرة الدولة على المشهد الإعلامي السمعي البصري لأنّ الإذاعات والقنوات التلفزية الخاصة مُنحت للمقربين من الحكم بحسب درجة الموالاة وتم إعطاء التراخيص خارج الإطار التنظيمي القانوني بهدف تشكيل ديكور إعلامي تعددي ». ويرى الإعلاميّ رشيد خشانة أنّ تناقض خطاب الحكومة بين تحرير القطاع نظريا والسيطرة عليه عمليا « يدل على أنها غير جادة في السير نحو التعددية السياسية والإعلامية و أنها تتشبّث بمركزية اتخاذ القرار الإعلامي، فالإعلام التونسي يدور في فلك الحكومة باستثناء صحيفتين أو ثلاث تابعة للمعارضة والبقية يتم التحكم فيه وفق نظام ذكي »، على حدّ تعبيره. ويختم قائلا: » نحن نطالب الحكومة بتطبيق القانون الذي سنته بنفسها والالتزام بالشفافية في إسناد التراخيص ». (المصدر: موقع إذاعة هولندا العالمية بتاريخ 15 سبتمبر 2009) الرابط: http://www.rnw.nl/ar


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمدالنبي الصادق الأمين

تهنئة عامة لجميع المسلمين بعيد الفطر المبارك


بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك لعام 1430 هج / 2009 م ، تتقدّم الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس بالتهاني الحارة لجميع المسلمين في العالم عامة ولأهالي تونس خاصة. سائلين المولى – جل وعلا – أن يعيده على الجميع باليُمن والإيمان والسّلامة والإسلام والنّصر والتمكين.إنه سبحانه على ذلك قدير وبالإجابة جدير. وكلّ عام والإسلام والمسلمون بخير. والسلام عليكم ورحمة الله
 
الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس


إلى الشيخ عبد الحميد حمدي: كلمـــــة لابد منــــها

  


  بقلم: محمد العمــاري ـ باريــس.   أخي عبد الحميد في  البداية حمدا لله على سلامتك ذهابا و عودة، و بعد، فإني أشكر الله أن يسر لك أسباب العودة إلى أرض الوطن العزيز و رؤية الأهل و الأحباب و إدخال الفرحة على قلب والدك الكريم. أمدّه الله بالعافية الشاملة  و طول العمر والبركة في الرزق.   أخي  الكريم: لقد قرأت لك باهتمام بالغ ما تفضلت به من حديث على صفحات السياسية في تونس والإضافات النوعية التي أكدتها بعد رجوعك إلى الدنمارك على موقع الحوار نت. بعد حملة التشكيك  في مصداقية السياسية و محاولة تشويه القائمين عليها لمجرد تغطية حدث رجوعك الذي كان مفاجئا و مزعجا لبعض الأطراف.  فكنت  كعادتك صادقا، صريحا، متفائلا غير متشائم،  متناسقا مع نفسك و قناعاتك وخُلقك الرفيع. لقد  فصلت في الحوارين فأحسنت التفصيل، و نقلت واقعا معاشا فأكدت بكل صدق و أمانة ما نقله من تيسرت له من قبلك رؤية و ملامسة هذا الواقع. فأقمت بذلك الحجة على أصحاب النظارات السوداء والمربعات القاتمة الذين أعمتهم الحزبيّة الضيّقة و المصالح الذاتيّة حتى انقلبت لديهم حقائق الأمور. فأصبح عندهم الرجوع إلى الوطن تهمة تستوجب البحث والمساءلة، والحديث عن التغيرات الايجابية الحاصلة في البلاد، الواضحة للعيان، هي في نظرهم  شهادة زور و بهتان، و شكر رئيس الدولة صنيع  يُخل بالإيمان ( راجع كتابات بعضهم الطويلة على النات الذين أوغلوا في رسم الصورة القاتمة عن بلادنا ، الشيء الذي ربما فتح شهية بعض التكفيريين إلى تلقف أو اصطناع فتوى تهدف إلى إحداث الفتنة في تونس)..   أخي الفاضل:  إن ما جاء أخيرا على موقع الحوار من توضيحات شافية لتصريحاتك الأولى من داخل  تونس، دعمت القناعات التي توصلت إليها منذ سنوات بعد مراجعة ذاتيّة  والخاصة بقضايا الغربة والعلاقة بين الدين و الدولة و دور النخبة في المجتمع  وأثار ظاهرة العولمة على الكيانات الوطنيّة. وأوجز لك ذلك في النقاط التالية   ــــ  إن الغربة مهما كان فيها و لها من فوائد مادية آنية للفرد،  فإنها تبقى مصيبة على مستقبلنا و مستقبل أبناءنا من بعدنا، هذا فضلا عن كونها قطع للأرحام و بعدا عن واقع المجتمع التونسي الذي يتطوّر بسرعة كبيرة  في كل الاتجاهات والمجالات، وهي حقيقة لا ينكرها إلا جاحد أو مكابر أو ملتمس لنفسه و لأهله عذرا لديمومة العيش في الغرب.   ــــ  أن العولمة ليست الظاهرة الوحيدة المهددة لكيان الدولة المركزية والسالبة لمقومات السيادة الوطنيّة، بل هناك أيضا ظاهرة أخرى لا تقل خطورة، متمثلة في النخب العدميّة التي ابتليت بها بعض بلداننا ، و التي لا تجيد إلا أسلوب وخطاب المواجهة مع أنظمتها والتفنّن في رسم « المربعات السوداء » و كأنها لم تخلق إلا لهذه المهمة،..فتراها تعمل بكل الوسائل، بما فيها الاستقواء بالأجنبي، على تهميش دور الدولة و محاولة تجريدها من مهامها الأصلية***. هذا،  لشدة جهل هذه النخب وخلطها بين حق المعارضة لنظام حاكم، وواجب الحفاظ على كيان الدولة و مؤسساتها..   ــــ  إن طبيعة انتشار التديّن و تعلق الناس بالمظهر والسلوك الإسلامي في البلد المسلم، يُمكن أن يحصل دون حاجة لوجود حركة حزبية إسلامية. ولعل أفضل دليل على ذلك ما نشاهده من صحوة دينيّة في تونس أو في سوريا على الرغم من غياب كل كيان سياسي إسلامي منظم منذ عقدين في الأولى وثلاثة عقود  في الثانية.   ــــ  إن سرعة وسائل الاتصال و تعددها في زمن العولمة، بل و تطورها في معظم الحالات بعيدا عن إرادة الدولة المركزية، يفرض على هذه الأخيرة تفعيل المؤسسة الدينيّة الرسميّة و تطويرها في اتجاه الإعداد الأمثل و التكوين الأرقى لأطر التعليم الإسلامي في كل المستويات بدءا من الكتاتيب وتحفيظ القرآن الكريم للناشئة ، إلى التكوين و البحوث الجامعيّة لتخريج المشايخ والمجتهدين و تأهيل الكفاءات لتحمّل مسؤوليات الدعوة و الإرشاد.  و حريّ بنا أن نتأمل و نتعض  بتجربتنا التاريخية التونسية في هذا الميدان وكذلك تجارب شعوب أخرى في بلدان مسلمة مثل تركيا  حيث كان لمعاهد  » إمام خطيب »  الرسمية  الدور الأكبر في الحفاظ على هوية البلد وحفظ الإسلام من غلو الغلاة. وهكذا يتضح لنا أن الإسلام الذي ترعاه الدولة، وتشرف على مؤسساته التعليمية، وتنظم شعائره هو الأكثر تسامحاً وقبولا من طرف الخاصة و العامة ، والأقدر على حماية المجتمع من الفتن الدينيّة، والأقرب لمقاصد الشريعة، والأمثل في صياغة الانسجام الضروري مع متطلبات العصر.  وفي هذا الصدد، أعتبر أن قانون المساجد في تونس المنظم لشؤونها تدريسا وإمامة ونفقة على القائمين عليها، مكسبـــــا وطنيـــــّا وجب دعمه و المحافظة عليه، وذلك لاعتقادي أن هذا القانون قد رفع بيوت الله فوق الصراعات المذهبيّة والطائفيّة والحزبية وأفكار الغلو والتطرّف التي تعصف اليوم بأكثر من بلد إسلامي. و في النهاية، لا يفوتني التذكير بأن هذا القانون الذي تضمنه الميثاق الوطني الصادر في 7 نوفمبر1988 قد أجمعت عليه و وقعته كل المنظمات الشعبية و الحركات السياسية بما فيها حركة الاتجاه الإسلامي (النهضة حاليا) و يبقى ملزما لكل طرف ما لم يعلن رسميّا نقضه.   ***: إبان حرب الكيان الصهيوني على لبنان في تموز سنة 2006 تعالت بعض الأصوات التي تطالب بحل الجيوش النظامية واستبدالها بميلشيات على غرار حزب الله…. كما بدأنا نسمع و نقرأ لمفكرينا يُنظرون لتطبيق « اللائكية الجزئية  » وفصل شؤون الدين عن الدولة لصالح المجتمع المدني، بل وصل الحد يبعضهم إلى المطالبة لهذا الأخير (المجتمع المدني )  بحق التمثيل الدبلوماسي مع بقية المجتمعات المدنية في العالم… هذا دون أن ننسى تنظير آخرين « لانتخاب الولاة و المعتمدين » في تونس وهو ما يسلب السلطة التنفيذية الكثير من صلاحياتها و يعطل السير السليم لمؤسسات الدولة …الخ


مفتي تونس يتحدث عن توحيد التقويم الهجري بدل اعتماد لجان رصد الهلال


تونس – خدمة قدس برس أعلن مفتي تونس، الشيخ عثمان بطيخ، في بلاغ تلاه مساء السبت على التلفزيون الرسمي التونسي، أنّ عيد الفطر يوافق يوم الأحد 20 سبتمبر (أيلول). وعلى خلاف بلاغات المفتي عقب رصد الهلال في المناسبات السابقة لم يتطرّق هذه المرة إلى عمل لجان رصد الهلال في محافظات البلاد، ولم يشر إلى تمكّنها من رؤية هلال شهر شوّال. وقال الشيخ عثمان بطيخ « إنّ رؤية الهلال من الفروض الكفائية التي يكفي فيها مشاهدة الهلال من اثنين عدلين لثبوت دخول الشهر وليس من الفروض العينية التي تلزم جميع المكلفين ». وفي إشارة إلى توحيد الرؤية الشرعية لدخول الشهر تابع الشيخ بطيخ بقوله « إذا تحقق ذلك وجب على الجميع الصوم أو الإفطار ولو تباعدت الديار ما دام الناس يشتركون في جزء من الليل، لذلك قال جمهور فقهاء المذاهب: لا عبرة باختلاف المطالع لعموم قوله تعالى « (من شهد منكم الشهر)، فمن حضر وعلم بثبوت الشهر وجب عليه الصوم أو الفطر »، حسب ما ورد في كلمته. وكانت وزارة الشؤون الدينية قد نظّمت بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي الدولي ندوة بتونس في يونيو (حزيران) الماضي حول موضوع « توحيد التقويم الهجري ». وقد انتهت الندوة إلى توصيات من بينها « الأخذ في الاعتبار الدعوات الملحة إلى ضمان أسباب وحدة الأمة الإسلامية، في سبيل تجاوز مظاهر الفرقة والنزاع التي تمس من هيبة المسلمين ». كما أوصى المجتمعون بضرورة إعداد تقويم هجري موحد تلتزم به الأمة الإسلامية وذلك باعتبار ولادة الهلال قبل غروب الشمس، وبشرط مغيبه بعد غروبها حسب توقيت مكة المكرمة أو أي بلد إسلامي يشترك معها في جزء من الليل بزمن يمكن أن تتحقق معه الرؤية الشرعية بدخول الشهر. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 21 سبتمبر 2009)  


النصّ الأصليّ لخطاب الحبيب بورقيبة عن رمضان (وبذيله فتوى الشيخ جعيط في ذلك)


إعداد وتقديم: شوقي بوعزّة نقدّم لقرّاء  » الأوان » وثيقة مهمّة في معالجة المسألة الدينيّة في الإسلام تتضمّن أوّل تأويل من زعيم دولة « دينها الإسلام » لركن الصيام تأويلا يخالف صريح النصّ القرآني ويستند إلى مقاصده وبعض ما ورد في السنّة النبويّة بقدر ما يستند إلى إعمال العقل والنظر في المصلحة الفرديّة والعامّة. وقصدنا من هذا أن نوثّق التوثيق العلميّ للمسألة أوّلا، وأن نطلع القرّاء في تونس وفي العالم الإسلاميّ ثانيا على أسلوب الحبيب بورقيبة في معالجة ما اعتبره من أمور الدين عائقا يحول دون التحديث وبناء مجتمع متطوّر، وأن نوضّح ثالثا حقيقة موقفه من ترك صيام رمضان من خلال استدلاله وحجاجه الذي نترك للقرّاء الحكم عليه دون أن يحتاجوا إلى ما تحفل به الكتابات الإخوانيّة والأصوليّة الرجعيّة، هنا وهناك، من ضروب المغالطة والتزييف التي تختم بالمسارعة إلى الاتهام بالردّة والمروق عن الدين . وإننا نقدّر حجم الصدمة النفسيّة التي يصاب بها المسلم العاديّ إذ يسمع مجرّد سماع بأنّ بورقيبة دعا إلى ترك الصيام فما بالك بمن له حظّ ولو محدود من المعرفة الدينيّة، دون أن نتحدّث عن الفقهاء التقليديين المتمسّكين بالتأويل المستقرّ تاريخيّا للدين والعقائد. ولكننا نعتقد أنّ قراءة نصّ خطاب بورقيبة يضعف من غلواء هذه المواقف المتسرّعة التي لم تتبّع التحليل في تدرّجه ولم تنظر في الحجج المقدّمة. فما انفكّ بورقيبة يقدّم تصوّراته للمسائل (التي تقرّرت عبر التاريخ الديني والاجتماعي على صورة تخالف ما يدعو إليه) على أنّها اجتهادات من داخل المنظومة الإسلاميّة تعبّر عن جوهر الإسلام كما ينبغي فهمه في عصرنا الحالي، بما أنّ الدين الإسلاميّ عنده صالح لكلّ زمان ومكان، ولكنّ الكسل الفكريّ والتقليد الأعمى وإيمان العجائز وعدم إعمال العقل هي ما يقعد بالمسلمين عن فهم دينهم الفهم الموافق لمقتضيات العصر ومتطلّبات التطوّر. وإذ نترك للقرّاء متابعة تحليل بورقيبة لواجب الصيام في علاقته بواجب العمل، والحاجة إلى التفرّغ لبناء الأمّة ونهضتها قبل أداء الفريضة الدينيّة، وإذ نترك لهم اكتشاف الأساليب الخطابيّة المعتمدة في الإقناع والحجاج، فإنّنا نشير إلى أنّ الخطاب الذي ألقاه الزعيم بورقيبة لم يكن مخصّصا لرمضان، ولم يلقه أصلا في شهر رمضان، بل ألقاه يوم 5 فيفري من سنة 1960 أمام ثلّة من إطارات الدولة ليقدّم لهم مشروعا أعدّته الحكومة لتشغيل حوالي مائة وخمسين ألف عاطل عن العمل كانت الدولة تحتاج إلى تشغيلهم، حتى لا يبقوا عالة عليها، وليجدوا مورد رزق ولو كان محدودا ودون الضمانات الاجتماعيّة المطلوبة والحقوق النقابيّة التي يكفلها القانون. وفي هذا السياق عدّد الرئيس بورقيبة محاسن هذا المشروع،على نقائصه، ودعا إلى تغيير عقليّة التواكل والرضا بالقسمة والنصيب وبما كتب الله، معتبرا أنّ المعركة هي معركة من أجل محاربة التخلّف والبؤس والخصاصة. وفي هذا السياق العامّ عرّج بورقيبة على مسألة صيام رمضان بحضور مفتي الديار التونسيّة فضيلة الشيخ محمد العزيز جعيط (ت 1970، ولم يتورّع بورقيبة عن نسبة الفتوى إليه كما هو بيّن في إحدى فقرات النصّ الذي نورده أسفله. لذلك ذيّلنا المقتطف الخاص برمضان من خطاب بورقيبة بنصّ الفتوى عدد 20 المتعلّقة بـ »الأعذار المبيحة للفطر في رمضان » وقد صنعها شيخ الإسلام بعد سبعة أيّام من الخطاب المذكور (أي يوم 13 فيفري 1960)، وقبل دخول شهر رمضان من سنة1379 هـ يردّ بها، ولا شكّ، على الزعيم بورقيبة بلغة تقليديّة لا ننتظر غيرها من رجل زيتونيّ أملى عليه ضميره وموقعه الدينيّان أن يقول ما قال، محدثا المفارقة الجلّيّة بين تصوّراته وتصوّرات بورقيبة وبين أسلوبين في مقاربة شؤون الدين والدنيا. لذلك نعتبر فتوى الشيخ جعيط مكمّلة لخطاب بورقيبة على ما بينهما من تناقض؛ فهما يجسّدان تاريخيّا الصراع الذي كان يخوضه بورقيبة ضدّ رجال الدين، وسعيه في آن واحد للاعتماد عليهم بصفتهم سلطة رمزيّة، بقدر ما يجسّدان الصراع الذي كان يعيشه الفقهاء بين تصوّراتهم التقليديّة وأفكار الرجل القويّ الخارج لتوّه من محاربة الاستعمار الفرنسيّ، وهي أفكار بدت لهم مجنونة: لا هم قادرون على مواجهتها وردّها ولا هم قادرون على قبولها وتبريرها. 1.مقتطف من خطاب بورقيبة « هناك عراقيل كثيرا ما يعتبر التونسيون أنّ مرجعها إلى الدين والدين براء منها، فالدين خلو من الأوهام القديمة التي يعبر عنها بسطاء الناس: « بالمكتوب » فيقولون: « كل حدْ وقسمُهْ » و »ربّي ما يخلق نفس كان ما يخلق قسمها ». ونحن اليوم على أبواب رمضان لا يفصلنا عنه إلاّ ثلاثة أسابيع. ومسألة صوم رمضان درستها طويلا ومن واجبي أن أبسطها هنا بكلّ صراحة بحضور مفتي الديار التونسية الذي اجتمعت به قبل اليوم وتحادثت معه مرّات متكرّرة بشأن هذا الموضوع. إنّ التعبئة التي ندعو إليها والعمل المتواصل المتحتّم والضروريّ تعترضه عقبات يعتبرها الشعب ذات مصدر ديني، فيقول الناس: « أقبل رمضان ولا عمل فيه والأمر لا ينازع فيه منازع »، هذا هو الحدّ الذي وصل إليه الأمر … ويقولون: هل أسمى لدى المرء من دينه؟ ويرون أنّ صيام رمضان قد يؤدّي بالمرء إلى الإمساك عن كلّ عمل ولا جناح عليه. وعندما تريد أن تحاسبه عن تكاسله يتذرّع بالصوم ويتمسك برمضان. إنّ أمّة بأكملها تسعى ما وسعها لتنمية الإنتاج القومي، وتبذل جهد طاقتها في ذلك السبيل، وبين عشية وضحاها ينهار إنتاجها ويكاد يضمحلّ تماما وتسأل عن السبب فيجيبك بأنّه رمضان. وتلتفت حولك فلا ترى إلا متثائبا أو مستسلما للنوم. وهذا أمر لا يمكن أن يستمرّ لأنّه ليس من الدين في شيء. وهذا أقوله هنا بحضور مفتي الديار التونسية الذي سيخاطبكم مباشرة في الموضوع بعد يوم أو يومين، وأكرّر القول بأنّه ليس من الدين، وإنّه إسراف في فهم الدين. إنّ من يكون صائما وقائما بواجبه الديني حسبما يفرضه عليه الإسلام ثمّ يدرك أنّ ضعف بدنه لا يسمح له بالعمل فيستمرّ في الصوم تاركا العمل .. إنّ من يكون هذا شأنه لا يقرّه الدين عليه حسبما يراه مفتي الديار التونسية. وسيشرح لكم ذلك بنفسه. إنّ الله جعل الدين يسرا لا عسرا، وقد خفّف على عباده جميع الفروض التي تشقّ عليهم وينالهم التعب في أدائها، والصيام أشقّ هذه الفروض على النفس لم يفرضه الإسلام باعتباره ضربا من ضروب تعذيب النفس البشرية. والتعذيب الذي تقرّه بعض الأديان لا يقرّه الإسلام ولا يعتبره موجبا للجزاء بالجنّة أو أداة للتكفير عن الذنوب. هناك أناس يفرضون الحرمان على أنفسهم وينزعون عنهم أثوابهم ويلوذون بالفقر ويلبسون بعض أكسية صوفية ويقنعون بكسرة من خبز تسدّ رمقهم. والذين يبلغون تلك الدرجة من التصوف ويتعبدون على تلك الصورة لا يقرّهم الإسلام في ذلك. التخلّص من الانحطاط كفرض الجهاد إنّ ديننا دينٌ جميع فروضه قائمة على العقل والمنطق وغاياتها معروفة يتناولها التدريس.. وهي تمرين وتجربة وتطهير. ولكن ما يتعارض منها مع ضرورة الحياة وما تقتضيه الحياة والكفاح من أجل الحياة فإنّها تسقط بطبيعتها ويصبح المسلم في حلّ منها. فالله سبحانه وتعالى أعفى المسافر من الصوم نظرا لما كان يلاقيه من بعض الأتعاب، فكيف لا يعفيه عندما يتعلّق الأمر بشغله الذي لا عيش له بدونه. ولا يملك أن يقتات ويكسب تلك الكمية الضئيلة من الدقيق التي تكفل له قوت أطفاله إلاّ عن طريق الشغل، زد إلى ذلك أن الشغل ضرورة يفرضها السعي لخروج الأمة الإسلامية عن طور الانحطاط والتخلف، فتونس البلاد الإسلامية تعاني درجة من الانحطاط تجلب لها العار في نظر العالم، ولا سبيل لأن ترفع هذه المعرّة عن جبينها إلا بالعمل الدائب المتواصل والشغل المثمر المجدي، والتخلص من هذا الانحطاط فرض وجهاد حكمه كحكم جهاد السيف. ولذلك فإنه لا يمكن أن يعرقل جهادها أو يعطله أو يوقف انطلاقه أو يقعدها عنه فرض الصوم، فالصوم يحطّ من إمكانيات الفرد ويجعله لا يقوى على واجب هو ليس واجبا شخصيا بل واجب نحو أمّته ونحو دينه. هذا ما يتعيّن عليكم إدراكه حقّ الإدراك دون أيّ التباس قد يركبه خصومنا الكثيرون مطيّة للتهجّم علينا وحملنا محمل الكفر والعياذ بالله. إني لا أدعو الأمّة إلى ترك الصيام بل إنّي أقول أنّ تعبا يقعدهم عن شغل حيويّ يكسبكم قوتكم وقوت ذويكم ويوفر لكم سببا من أسباب رفع هذا الدين إلى المستوى اللائق به .. إذا خفتم أن يحول بينكم وبين هذا العمل المطلوب منكم لبلوغ هذه الأهداف السامية، فإن فضيلة الشيخ محمد العزيز جعيط يقول لكم إنّ الدين يجعلكم في حلّ من الصيام على أن تؤدوا صيام الأيام التي فطرتم فيها عندما يتيسر لكم ذلك، يوم تحالون على التقاعد مثلا أو عندما تكون الظروف مواتية، ليس هناك مانع ديني يمنع من ذلك. ولكم في رسول الله أسوة حسنة أما اليوم فإننا نواجه تعبئة عامّة يتعيّن فيها أن يكون العمل متواصلا لا يعرقله معرقل ولا يوقف اندفاعه شيء. والخطر كل الخطر أن يتكسّر الاندفاع وأن يتعطل شهرا أو شهرين بدعوى أن صوم رمضان هو السبب. إننا في غمرة مشاكلنا ومعاركنا السياسيّة لم نجد وقتا كافيا لدرس السيرة النبويّة بإمعان. ولقد اطلعنا عليها وعلمنا منها الكثير ولكن جوانب منها لم نهتد إليها. وقد أرشدني فضيلة الشيخ محمد العزيز جعيط في مجلس جمعنا مع فضيلة الشيخ الطاهر بن عاشور إلى حادثة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلّم دلتنا على رأيه واتجاهه وعلى تصرّفه لو بقي صلى الله عليه وسلّم حتّى اليوم. يقول فضيلة مفتي الديار التونسيّة إن رمضان أدرك المهاجرين والأنصار وهم يسلكون طريقهم بقيادة النّبي الكريم إلى فتح مكّة فصام بعضهم وأفطر آخرون، فأراد صلى الله عليه وسلّم أن يشجعهم فأفطر ومع ذلك تمسك البعض منهم بالصوم فأمرهم بالإفطار وقال لهم : »أفطروا لتقووا على ملاقاة عدوّكم »، حديث شريف وسنّة نبويّة كريمة كانت مجهولة منا والحال أنها جديرة بأن تلقى كل يوم جمعة في الجوامع والمساجد، وأن تظفر بما هي حرية به من درس وتحليل لقد كان صلى الله عليه وسلم في حاجة إلى جنود الإسلام ليقهر بهم أعداء الدين، وماذا يفيد الدين يا ترى إذا تمسكوا بالصوم ثم اندحروا أمام قريش. إنّ جميع رجال الدين الحاضرين في هذه القاعة يعلمون أن الإسلام يحضّ على الإفطار في رمضان ليقوي المسلمون على أعدائهم وأعداء المسلمين اليوم: الانحطاط والخصاصة والذل والمهانة. إن الدين يأمركم أن تقووا على أعدائكم كي لا تبقوا في مؤخرة الأمم، وإذا اردتم أن يكتب الله لكم ثوابا في الدار الآخرة فما عليكم إلاّ أن تعملوا بضع ساعات إضافية خير لكم من صوم لا عمل فيه يدفعكم إلى زيادة التقهقر. وهذه السنة النبوية كشفت القناع عن حقائق دينية كانت مجهولة لا يتعرض لها الفقهاء خشية من بساطة الناس. وهناك واقعة أخرى في السيرة النبوية حدثنا عنها أساتذتنا عندما كنا تلاميذ بالمدرسة الصادقية، وهي أن النبيّ صلي الله عليه وسلم التقى في طريقه برجل يتعبّد في صومعة يقضي ليله ونهاره مصليا، وقيل له أنه زاهد في الدنيا، فسال عمن يطعمه فقيل له إنه أخوه، وكان حاضرا، فالتفت إليه رسول الله وقال له: إنك أفضل منه لأنك تعمل من أجل إطعامك وإطعامه أو كما قال. الدين لا يبيح القعود عن العمل: هذا هو ديننا الحنيف الصالح لكل زمان ومكان والمساير لجميع الظروف، والبلاد التي تدعو فيها الحاجة إلى الشغل والعمل والجهاد في منطقة معينة لا يمكن أن يقعدها الدين عن ذلك، لاسيما وهو دين يدعو إلى الجهاد، وإذا ما قال قائل إن الدين يقعد بالمسلمين عن التطور والتقدم فإنّي أردّ عليه بأنه يستحيل أن يكون الدين سببا في تأخّرنا وفي ضعفنا. والأمر لا يدعو إلى اجتهاد كبير، بل يكفي أن نراجع كتب السيرة التي لا تترك مجالا للتردد في الإمساك عن الصوم حالما يشعر المرء بخطر يهدد بدنه أو شغله أو إنتاجه، أو ينال منه في القيام بواجبه في هذه الدنيا وفي سعيه ليحظى بعيش الكرامة وفي مساهمته لتخليص بلاده من التخلف والانحطاط. إن الدين والحالة تلك لا يطالب بالاستمرار في الصوم ويراه غلوا ولا غلوّ في الدين. ولكنه الجهل جعل الناس يعتقدون أمورا ما أنزل الله بها من سلطان عن حسن نية. وقد تكونت عادات وتقاليد ارتبطت برمضان، لعلها السبب الرئيسي فيما أصابنا من انحلال عزائمنا في ذلك الشهر، فقد ألف الناس أسماره الطويلة ومآكله الدسمة وخلاعة ملاهيه وغير ذلك مما يأباه الدين ويجرّ إلى النكبات وفقد الثروات، وكثرة المأكل تؤدّي إلى تأزم الأمراض بل هي التي تثيرها. كل هذا يجب أن يوضع له حدّ وأن يتوقّف السهر عند حدّ معقول، لأنه هو الذي يحول بين الرجل وبين القيام بواجبه في الغد، فتتكون عادات جديدة وتتبدل المواعيد وينحزم كل نظام وتشحب سحنات وتصفرّ وجوه، ولا يعود أيّ كان يستطيع أن يقوم بعمل منتظم مثمر، وكلٌّ يشكو رمضان وتعب الصيام. ولعل أكثر الناس شكوى من رمضان اولئك الذين يفطرون ولكنهم يتأخرون عن مواعيد العمل أكثر من سواهم. وعليه، فابتداء من هذا العام تقرّر منع جميع هذه التصرّفات المخلّة بالكرامة والمفسدة للأخلاق، فلا تتغير أوقات العمل في المصالح الإدارية، ولا يتجاوز السهر منتصف الليل، ولا تقام الحفلات الراقصة في المقاهي وغير ذلك من الأمور المزرية، ولنا الكفاية في أعيادنا الدينية والوطنية لنتّعظ ونعتبر، ولا داعي لتواصل عيدنا شهرا كاملا وأن يمتدّ إلى شهر قبله وشهر آخر بعده، فكفانا استهتارا بالقيم والأخلاق والدين في آن واحد. إنّنا في حاجة إلى القوّة وهذه الدولة بما عرف عنها من حزم ونكران ذات واخلاص وحبّ للخير جديرة بأن تلقى من الشعب الامتثال والطاعة والعمل المثمر رغم العادات الماضية. ولقد اندحرنا وتقهقرنا ودعانا داعي الجهاد المتواصل فما ضرّنا لو تخلّصنا من جميع العادات الوبيلة وانكببنا على العمل واتخذنا لنا أفراحا معقولة واضحة المعالم مثل الأفراح الوطنية والدينية، بدون أن نتذرّع بها للاستهتار والتفسّخ أو لإثارة الخصومات والخلافات والانزلاق إلى التصارع وتبادل اللكم في سوق العصر والباب الجديد متذرّعين بأنّ ذلك هو تأثير رمضان. يجب أن نتمسك بجادّة العقل وأن نتبيّن الهدف الذي نسعى لإدراكه، وعندها تهون علينا التضحية بالعادات والسهرات مما يعود علينا بالضرر من جميع الوجوه. وما كل هذا إلاّ توفير لأسباب النجاح في معركة البناء والتشييد وفي التشغيل المستمر، والأمر يعود إلى التفكير وإعمال الرأي. والعاطلون الذين نشغّلهم يجب أن يقتنعوا بأننا لا نبغي تمكينهم من الأجور فقط، بل نروم توفير ثروة البلاد والخروج من طور الانحطاط الذي يصمنا بوصمة عار باعتبارنا تونسيين وعربا ومسلمين. وإذا ما تحقق هذا الهدف ولقينا من الشعب الحماس والامتثال والعمل والعزوف عن العادات البالية والمعتقدات الدينية الخاطئة، وإذا ما واصلنا السير جنبا إلى جنب يدا واحدة، فإننا منتصرون في معركتنا الكبرى؛ معركة بناء دولة حرّة وأمّة مسايرة لمقتضيات العصر في مقدّمة الشعوب الحيّة. والسلام عليكم ورحمة الله  » المصدر:الحبيب بورقيبة :خطب، الوزارة الأولى، نشريات كتابة الدولة للإعلام، تونس 1960-1961 ( العناوين الفرعيّة موضوعة في المصدر نفسه) 2.فتوي الشيخ جعيط  » بسم الله الرّحمان الرّحيم و الصّلاة و السّلام على أشرف المرسلين الفتوى رقم 20 :الأعذار المبيحة للفطر في رمضان السؤال :ما هي الأعذار المبيحة للفطر في رمضان؟ الجواب: أوّل ما يلزم معرفته أنّ الله تعالى أمر المسلمين كافّة أن يقوموا بصوم أيّام هذا الشهر، أي يمسكوا عن شهوتي البطن والفرج من الفجر إلى غروب الشمس، واهتم بأمر الصوم فجعله من دعائم الإسلام ونصّ على فرضه القرآن والسنّة وانعقد الإجماع على وجوبه واشتهر ذلك فصار من المعلوم من الدين بالضرورة يخرج منكر وجوبه من حظيرة الإسلام ويستحقّ المعتقد وجوبه المتخلّف عن أدائه لغير عذر شرعيّ عقاب الله في الدار الآخرة ذلك هو الخسران المبين. و الأعذار الشرعية المبيحة للفطر في رمضان هي المرض والسفر بنص القرآن المبين قوله تعالى:  » و من كان مريضا أو على سفر فعدّة من أيّام أخر « البقرة 185 . وأمّا المرض المبيح للفطر في رمضان فهو المرض الذي يتسبّب الصوم في زيادة آلامه وتأخّر البرء منه، أمّا إذا بلغ المرض حدّا يكون الصوم معه وسيلة لهلاك النفس فإنّه يجب الفطر منه ويحرّم الصوم. ويجب الصوم على الأصحّاء أصحاب الأشغال اليدوية الشّاقة المضطرين للشغل للقيام بشؤون حياتهم وحياة أهليهم، وإذا عرض لهم أثناء الشغل في نهار رمضان عطش شديد أو دوار أو إغماء أو غير ذلك من الأمور المبيحة للفطر، يباح لهم الفطر في ذلك اليوم ويقضونه في بقية الأشهر ولا يلزم الشغّالين ترك العمل خيفة عروض ما يفضي إلى الفطر. وهنا أنبّه الصّائمين إلى أن ما يشعرون به من الفتور أثناء الصوم متولّد في غالب الأحوال من مواصلة لسهر الليل كلّه أو جلّه فيصبح الصائم لقلّة النوم فاترا عاجزا عن القيام بعمله على الوجه الأكمل، وليس ناشئا عن الإمساك عن الطّعام والشراب بضع ساعات إذا لم يكن الإنسان معتلا. وهذا ما يدعوني إلى التنويه بما أعلنه الرئيس الحبيب بورقيبة على تحجير فتح دور اللّهو في ليالي رمضان هذا الشهر المبارك وعلى وجوب إغلاق الدولة المقاهي في الأوقات المعتادة في أشهر الفطر، الأمر الذي يعين على القضاء على السهر بالقضاء على أسبابه وبذلك نحفظ للجسم صحّته وتوفّر نشاطه وتصان الأخلاق من التدهور. » المفتي شيخ الإسلام في تونس محمد العزيز جعيط المصدر: جريدة الصباح 14 فيفري 1960(وقد ألقيت في الإذاعة التونسيّة قبل يوم من نشرها) (المصدر: موقع الأوان بتاريخ 16 سبتمبر 2009) الرابط: http://www.alawan.org  


– ما الجديد في « جهاد » القرضاوي؟


الشيخ راشد الغنوشي بسم الله الرحمن الرحيم    مقدمة:
 
تأتي أهمية  هذه الندوة من انصبابها على أخطر مسألة في الفكر الإسلامي الحديث مسألة « الجهاد » لما تحتله من مكانة  في بنية الإسلام باعتباره « ذروة الإسلام وسنامه » كما ورد في الحديث، ولما تصطرع فيها داخل الإسلام وخارجه من رؤى ومواقف شديدة التباين وذات الأثر الأعظم  على جملة العلاقات الدولية بسبب الدور المتنامي للإسلام في العلاقات الدولية  فضلا عن أثر هذه الرؤى على اتجاهات المسلمين في مستوى علاقاتهم فيما بينهم وفيما بينهم وبين حكوماتهم وفي علائقهم مع غير المسلمين وذلك  بالنظر لما يشهده الإسلام من صحوة على امتداد الوجود الإسلامي سواء في المستوى العقدي أم في مستوى القيام بالشعائرفي اتجاه الإرتباط المتزايد بين الإسلام كدين (عقائد وشعائر وأخلاقيات) وبين  كونه ايدولوجيا ذات التأثير الكبير على جملة أفكار ومسالك المسلم الإجتماعية والسياسية مما يسمى الإسلام السياسي حيث يحتل الجهاد القلب من هذا المفهوم على نحو أو آخر كما سنرى. كما تأتي أهمية هذه الورقة في هذه الندوة من مكانة الشخصية التي تتولى عرض مواقفها من هذه المسألة المحورية أعني شخصية الشيخ يوسف القرضاوي بما يحتله من مكانة محورية في الإسلام المعاصر تشهد عليها  المواقع القيادية التي تبوأها على أكثر من مستوى: ففي المستوى العلمي تجاوزت مؤلفاته المائة وخمسين غطت كل جوانب الفكر الإسلامي ، ولم يقف عند عضوية أهم مجامع الفقه والفكر الإسلاميين حتى تم اختياره دون منازع رئيسا لاتحاد علماء المسلمين كما هو رئيس للمركز الأروبي للبحوث والإفتاء ولعدة تجمعات خيرية  وعضو في أكثر من هيأة أكاديمية للدراسات الاسلامية منها مركز اكسفورد للدراسات الإسلامية. ومن جهة « الإسلام السياسي » قد نشأ في أكبر هياة من هيآته »جماعة الإخوان المسلمين »وشغل مواقع قيادية أولى فيها، ويعتبر نجما ساطعا في عالم الإعلام المعاصر سواء من خلال تأسيسه لأهم موقع اسلامي على شبكة الانترنات » اسلام أون لاين » أو من خلال برنامجه الأسبوعي الشهير في قناةالجزيرة « الشريعة والحياة » الذي يتابعه اسبوعيا ما لايقل عن ستين مليونا. ولقد طور القرضاوي في الإسلام المعاصر نظرية محورية يصدر عنها في كل رؤاه ومواقفه وجدّ في الدعوة اليها والشهادة لها وتوسيع مجراها وتهميش ما يخالفها قد دعاها الوسطية الاسلامية ، قد استلهمها من الآية ( 143 ) من سورة البقرة « وكذلك جعلناكم أمة وسطا « فهو يعرض الاسلام باعتباره موقفا وسطا بين أطراف متصالبة متناقضة فهو الوسط الجامع والمجرى الكبير: وسط بين المادية والروحية وسط بين الفردية والجماعية وسط بين المثالية والواقعية. ومن هذا المنظور الوسطي يعرض جملة اجتهاداته في كل جوانب الفكر الإسلامي ومنها جملة اجتهاداته في موضوع الجهاد كما كشف عنها في آخر مؤلفاته « فقه الجهاد » دراسة مقارنة لأحكامه وفلسفته في ضوء القرآن والسنة » . دراسة وصفها صاحبها  » بأنه تعب فيها مباشرة لعدة سنوات وشغلته لعقود « صاغ ثمارها في سفر ضخم في مجلدين عرض فيهما من منظور الوسطية لجملة مواقفه من هذه القضية المحورية ، شاقا وسط الأشواك والصخور لنظريته في الجهاد مجرى واسعا يأمل أن يسهم به في تشكيل الإجماع حول هذه المسألة الخطرة ، ف »من الخطر والخطل أيضا أن يفهم الجهاد على غير وجهه وتستباح باسمه دماء معصومة وتستحل به حرمات وأموال بغير حق ويتهم بسبب ذلك المسلمون والإسلام بالعنف والإرهاب والإسلام بريئ كل البراءة من هذا الإتهام. ولكن مشكلتنا في مثل هذه القضية الكبرى أن الحقيقة تضيع فيها بين طرفي الإفراط والتفريط ».   سيتجه عرضنا لهذا العمل الضخم الى إبراز الصورة العامة للجهاد في الإسلام كما تجلت للشيخ القرضاوي من خلال  نصوص الكتاب والسنة متفاعلة مع المنظومة التفسيرية والفقهية كما تجلت في سياقاتها التاريخية التي برزت فيها ، ومن خلال أحوال الأمة الإسلامية الراهنة  وهي تخوض صراعات كبرى داخلها مع قوى الإستبداد ومع القوى الخارجية، يستدعى الجهاد،  تخوضها في ظل موازين للقوة قائمة وفي ظل ثقافة معاصرة تمجد قيم الحرية وفي ظل قانون دولي يعترف بحدود للدول ويقصر مشروعية الحرب على ممارسة حق الدفاع. في هذه السياقات كلها تشكلت صورة الجهاد لدى القرضاوي. وما يهمنا ليس تفاصيلها وإنما المشهد العام وما هو جديد في هذه الصورة وخصوصا ما له علاقة بالقضايا الكبرى مثل علاقة الجهاد بقضايا الحرية، وبعلاقات المسلمين مع غيرهم داخل المجتمع الإسلامي وخارجه. فما هي أسس هذا المنهج ؟ ما الجهاد؟ أنواعه؟ وما أهدافه؟ الجهاد بين الدفع والطلب؟ دار الإسلام ودار الكفر؟ حكم الأسير في الإسلام؟ الجهاد داخل الأمة؟ الجهاد وقضايا الأمة المعاصرة؟  
أولا :مسائل تتعلق بالمنهج:  
حدد المؤلف في المقدمة الأسس التي اعتمد عليها في دراسته فهي أ-:الإعتماد أساسا على القرآن الكريم باعتباره النص القطعي في ثبوته بالتواتر اليقيني فهو الحجة على كل المصادر الأخرى بما فيها السنة النبوية ويفهم بحسب منطق لغته الأصلية العربية دون تعسف وعلى اعتبار أن كل نصوصه نزلت ليهتدى ويعمل بها ففي كل ما في المصحف معمول به غير منسوخ. ولهذا توقفنا طويلا عند قول من قال إن هناك آية في القرآن سموها آية السيف نسخت مائة واربعين آية أو أكثر. اختلفوا في تعيينها  » ويكاد المؤلف يبطل مسألة النسخ في القرآن، بما يسحب من أيدي المتشددين سلاحا بتارا قطعوا به رؤوس مئات الآيات الداعية للرفق  والعفو واعتماد الحكمة والموعظة الحسنة في التعامل مع غير المسلم تمييزا  في صفوف غير المسلمين بين قلة معتدية ظالمة حقها الدفع بالجهاد وبين كثرة مسالمة حقها البر والقسط. ب- اعتماد السنة الصحيحة التي لا تعارض ما هو أقوى منها كالقرآن. فقد ضعّف مثلا حديث »بعثت بالسيف »وأحاديث أخرى معتمدا على منهج المحدثين في الجرح والتعديل، وأول حديثا صحيحا يأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله بحمله على أنه لفظ عام أريد به خصوص مشركي العرب المعتدين . ج- الإغتراف من بحر الفقه كله دون تحيز لفقه مذهب دون مذهب، ودون اقتصار على المذاهب المشهورة، معتمدا منهج المقارنة والتحليل والنقد والترجيح، مميزا بين الفقه والشريعة. الشريعة وضع الهي والفقه عمل العقل في استنباط أحكام الشريعة. والفقه الحق ليس  النقل من الكتب بل اجتهاد الفقيه لزمانه ومكانه فليس ما صلح لعصر يصلح لغيره لا سيما وان التغيير في زماننا صار كبيرا د- اعتماد منهج المقارنة  بين الإسلام وغيره من الديانات والقوانين. ه-الربط بالواقع المعاصر:فعلى الفقيه المسلم إذا تحدث عن الجهاد أن يدرك الثوابت في هذه القضية من مثل سنة التدافع وفرضية إعداد القوة المستطاعة لإرهاب أعداء الله ووجوب قتال من يقاتل المسلمين وتحريم الإعتداء . ولكن هناك متغيرات مثل استنكار الحروب والرغبة في السلام وظهور قوانين دولية ومواثيق حقوقية انسانية ونظام الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول. وفي هذا الصدد نؤكد أننا « نستطيع ان نعيش في ظل اسلامنا في عالم ينادي بالسلام لا الحرب وبالأمان لا الخوف وبالتسامح لا التعصب وبالحب لا بالكراهية ..نستطيع ان نعيش مع الأمم المتحدة والقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان وجماعات حماية البيئة. والحق ان مشكلتنا الكبرى مع اخواننا المتشددين الذين اغلقوا على انفسهم النوافذ وأصروا على وجهة نظر واحدة . آفتهم أنهم يحيون في الماضي لا في الحاضر في الكتب لا في الواقع. و- تبني منهج الوسطية وهو منهاجنا في الدعوة والتعليم والإفتاء والبحث والإصلاح والتجديد. ومن معالم هذا المنهج  في الفقه تجديد الدين من داخله فنجتهد لعصرنا كما اجتهد علماؤنا السابقون لعصرهم وأن نفهم النصوص الجزئية في إطار المقاصد الكلية وأن نشدد في الأصول ونيسر في الفروع وأن نتلمس الحكمة من أي وعاء خرجت ونلائم بين متغيرات العصر وثوابت الشرع. ي:ويمكن من خلال دراسة « فقه الجهاد » الإستنتاج بيسر حرص صاحبه على ألا يبرز في الساحة لوحده، منفردا بموقف دون بقية الفقهاء بل هو شديد الحرص أن يوقف الى جانبه باستمرار آخرين قدامى ومعاصرين، حتى وإن كانت آراؤهم متروكة أو مجهولة، فينفض عنها الغبار ويلقي عليها الضوء ويعيد عرضها في ثوب قشيب، باعثا فيها حياة جديدة. كما هو حريص على تعزيز مواقفه بما يتساوق معها من قيم وخبرات الثقافة المعاصرة، مستفيدا من تبحره  وغوصه في أعماق وأرجاء مصادر الثقافة الإسلامية واطلاعه على الثقافة المعاصرة، صانعا من كل ذلك صورة جديدة متماسكة، أصيلة ومعاصرة للجهاد الإسلامي تتمتع بمساحة اشتراك واسعة مع السائد من ثقافة معاصرة حول الحرب والسلم. الجديد فيها ليس الأجزاء فمعظمها موجود إلا أنه متناثر في بطون الكتب، وإنما الصورة بحد ذاتها، وهو ما يجعل هذا العمل ساحة لقاء ووفاق، تجد فيه كل الأطراف أو قل معظمها بعض ما هو مألوف لديها بما يسهّل عليها قبول ما هو غير مألوف، وتلك تقاليد عريقة لدى فطاحل علماء السنة أنهم صناع الإجماع في الأمة. ولذلك لم يكن المؤلف مبالغا في تقدير كتابه هذا أنه يمثل حاجة شديدة لفئات واسعة :الشرعيين والحقوقيين والإسلاميين والمؤرخين والمستشرقين والحواريين والسياسيين والعسكريين وجمهور المثقفين.           ثانيا :حقيقة الجهاد وأنواعه: لم يتعرض مفهوم من مفاهيم الإسلام لسيل عارم متتابع من الإساءات اليه والى الإسلام والمسلمين من خلاله  كما تعرض له مفهوم الجهاد، وقوعا بين  » طرفي الإفراط والتفريط ». فهناك فئة تريد أن تلغي الجهاد من حياة الأمة وأن تشيع فيها روح الإستكانة والإستسلام بدعاوى مختلفة كالدعوة الى التسامح والسلام « يصفهم المؤلف بأنهم عملاء للإستعمارالذي بلغت عداوته للجهاد الى حد اصطناع فرق اختلقت لها إسلاما بلا جهاد وجعلت همها الدعوة اليه مثل البهائيين والقاديانيين . وفي مقابل هؤلاء فئة تجعل من فكرة الجهاد حربا ضروسا تشنها على العالم كله، فالأصل عندها في علاقة المسلمين بغيرهم الحرب والأصل في الناس جميعا انهم أعداء للمسلمين. ما داموا غير مسلمين(129). وقد يلتقي هؤلاء الاخيرون مع بعض المستشرقين المتحاملين الذين عرفوا الجهاد كما هو في دائرة المعارف بأنه « نشر الاسلام بالسيف، فرض كفاية على المسلمين كافة وكاد الجهاد أن يكون ركنا سادسا »(ماكدولاند .دائرة المعارف الاسلامية.الترجمة العربية (ص2778) (الجهاد222)  ويتصدى المؤلف لهذا الغلو بطرفيه من خلال التحليل اللغوي لمادة الجهاد وتدور حول بذل الوسع، ومن خلال تتبع ورودها في القرآن والسنة ولدى فقهاء الإسلام لينتهي الى تفريق واضح بين الجهاد والقتال، فلقد ورد الأمر بالجهاد في القرآن المكي حيث لم يكن قتال بل مجرد جهاد دعوي بالقرآن « وجاهدهم به جهادا كبيرا »/50-52/ كما ورد في القرآن والسنة وفقههما بمعاني عدة تدور حول بذل الوسع في مجاهدة العدو ومجاهدة الشيطان ومجاهدة النفس، وهو ما يجعل الجهاد اوسع من القتال، فالجهاد كما نقل المؤلف عن ابن تيمية يكون بالقلب والدعوة الى الإسلام وإقامة الحجة على المبطل، والرأي والتدبير فيما فيه نفع للمسلمين، والجهاد بالبدن وهو القتال ». ويستعين المؤلف بأحد علماء القرن الرابع عشر العلامة ابن القيم تلميذ ابن تيمية في تجلية مجالات الجهاد الواسعة التي تجعل من كل مسلم بالضرورة مجاهدا وليس مقاتلا ولا بد. ولقد توصل ابن القيم من خلال متابعته لمسار الدعوة الإسلامية الى ضبط ثلاثة عشر مرتبة من مراتب الجهاد: 1- جهاد النفس وفيه اربع مراتب : جهادها على تعلم الهدى، وجهادها على العمل به ، وجهادها على الدعوة اليه ، وجهادها على الصبر على ذلك. 2- جهاد الشيطان ، وهو مرتبتان: جهاد ما يلقيه من شبهات قادحة في الإيمان، وجهاد ما يدفع اليه من شهوات ومفاسد. 3- جهاد الكفار والمنافقين وهو اربع مراتب:  بالقلب وباللسان والمال والنفس . 4- جهاد الظلمة والفساق  وهو ثلاث مراتب:  باليد إذا قدر فإذا عجز فباللسان فإذا عجز فبالقلب. ويعتبر المؤلف أن الجهاد ضد الظلم والفساد في الداخل مقدّم على جهاد الكفر والعدوان الخارجي، إلا أنه يؤكد أن المواجهة السلمية هي الأصل في الوقوف في وجه الظالمين  » مستفيدين مما طور الآخرون من صيغ معقولة في مواجهة سلاطين الجورمثل البرلمانات المنتخبة والأحزاب والفصل بين السلطات .(198) كما يؤكد أهمية الجهاد الفكري والثقافي بإنشاء مراكز علمية اسلامية متخصصة  تضم نوابغ الشباب المتفوقين في عقولهم وإيمانهم وإعدادهم فكريا وعلميا إعدادا يجمع بين تراثنا وبين ثقافة العصر.لا ندعو الى عزلة عن العالم بل الى تفاعل ثقافي وحضاري، نأخذ منهم وندع وفق فلسفتنا ومعاييرنا كما أخذوا هم عنا قديما واقتبسوا  وطوروا وبنوا عليها حضارتهم، ولكن ما نأخذ نضفي عليه من روحنا ومن شخصيتنا ومواريثنا الأخلاقية ما يجعله جزء من منظومتنا الفكرية والقيمية الحضارية وتفقده جنسيته الأولى (192)(190)  وبالعموم: يتوصل المؤلف من خلال استقرائه لفقه الجهاد في الإسلام الى أن  الجهاد نوعان :جهاد مدني وجهاد عسكري بمعنى قتال الأعداء إذا اعتدوا على المسلمين بالقوة، ما يقتضي الإستعداد لذلك عندما تتوفر دواعيه  وهو نوع تعنى به الدول. وهناك الجهاد الروحي  المدني   ويشمل المجال العلمي او الثقافي والإجتماعي والإقتصادي والتعليمي التربوي والمجال الصحي والطبي والمجال البيئي والمجال الحضاري. هدف هذا الجهاد المدني بذل الجهد في سبيل الله من أجل تعليم الجاهل وتشغيل العاطل وتدريب العامل وإشباع الجائع وإكساء العاري وإيواء المشرد ومداواة المريض وتوفير الكفاية لكل محتاج وبناء المدرسة التي تسع كل تلميذ والجامعة التي تسع كل طالب والمسجد لكل متعبد والنادي الذي يمارس فيه هوايته  كل محب للرياضة (215)    ثالثا : أهداف الجهاد : الإسلام دعوة الى السلم ويكره الحرب ولكنه لا يستطيع منعها ولهذا يستعد لها ولا يخوضها الا اذا فرضت عليه، وذلك من واقعيته وإقراره بسنة التدافع لكنه عمل على الحد من كوارثها وإحاطتها بأسوار من شرائع وأخلاقيات. ولم يكن الإسلام استثناء في إقراره بحرب الضرورة، من الديانات الأخرى ومنها الديانة المسيحية التي كان أتباعها أكثر أصحاب الديانات صراعا وحروبا فيما بينهم وبين غيرهم.ورد في انجيل لوقا « جئت لألقي على الأرض نارا. أيظنون أني جئت لألقي السلام على الأرض ؟ » وفي أسفار العهد القديم دعوات متكررة للإبادة ، ابادة لسبعة شعوب كانت تسكن فلسطين مطلوب تطهير الأرض منها تطهيرا كاملا ويعد « الترنسفار » والمذابح التي اقترفتها العصابات اليهودية  الحديثة صورا مخففة منها. للجهاد في الإسلام أهداف محددة لخصها القرضاي في رد العدوان ومنع الفتنة أي تأمين حرية الدعوة وحرية التدين للمسلمين ولغيرهم وإنقاذ المستضعفين في الأرض وتأديب الناكثين للعهود وفرض السلام الداخلي في الأمة، وإذن فليس التوسع والإستيلاء من هدف الجهاد ولا محو الكفر من العالم فذلك مناف لسنة الله في التدافع والإختلاف، وليس من هدف الجهاد فرض الإسلام على من لا يؤمن به فذلك مناف أيضا لسنة الله في الإختلاف والتعدد.(ص 423 وما بعدها) رابعا:الجهاد بين الدفع والطلب: على غرار الفقهاء القدامى والمحدثين يعيد القرضاوي امتحان طبيعة الجهاد في عمقها  ومكانتها في بنية الإسلام هل هي طبيعة دينية، أي أنه فرض على المسلمين أن يقاتلوا الكافرين حتى يدخلوا الإسلام أو يخضعوا لسلطانه صاغرين، وذلك ما يعنونه بجهاد الطلب؟ أم هو من طبيعة سياسية تقتضيها ضرورات الدفاع عن دار الإسلام بصد المعتدين عليها والدفاع عن المسلمين أن يفتنوا عن دينهم وعن المستضعفين عامة، وهو ما يسمونه بجهاد الدفع؟ ومطلوب من المسلمين إذا اضطروا إليه أن يفعلوه بنيات خالصة لوجه الله، ملتزمين بأخلاقيات ثابتة لا يحيدون عنها. قديما وحديثا انقسم الفقهاء الى فريق  الهجوميين كما سماهم القرضاوي والى فريق الدفاعيين، أعلن القرضاوي اعتزازه بانتمائه اليهم :هجوميون يرون فرضا على جماعة المسلمين أن تغزو ولو مرة  واحدة في السنة ديار الكافرين للدعوة للإسلام وتوسيع دياره، ويرون في الكفر بحد ذاته سببا كافيا لإعلان الحرب وشرعية القتل، حتى وإن لم يجترح أهله عدوانا على المسلمين. وأن جماعة المسلمين تكون آثمة إذا لم تفعل ذلك.  ويسند أهل هذا الرأي وهم جمهور من الفقهاء  أبرزهم  من القدامى الإمام الشافعي ومن المحدثين سيد قطب والمودودي، يسندون موقفهم بأدلة من الكتاب والسنة ومن وقائع التاريخ. تتلخص في الآيات الداعية الى مقاتلة المشركين كافة « وقاتلوا المشركين كافة كما يقالونكم كافة » /التوبة36/ و »قاتلوا الذين لا يومنون بالله واليوم الآخرحتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون »/التوبة29/ و »اقتلوا المشركين  حيث وجدتموهم » /التوبة5  واختلفوا في أي منها الآية التي دعوها بآية السيف التي نسخت في رأيهم كل ما يخالفها من آيات ناهزت المائتين  تدعو الى الرحمة والعفو وحرية المعتقد والنهي عن الإكراه والقسوة، وتكل المحاسبة على العقائد الى الله سبحانه.كما يستندون الى نصوص حديثية مثل حديث « أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله »/رواه البخاري. ويجدون في غزوات النبي عليه السلام وفي الفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام ما يعززون به تصورا ينطلق من أن الحرب وليس السلم الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم. ولا يمنع القرضاوي مخالفته لهم أن يلتمس العذر لهم  وبالخصوص القدامى منهم بسبب ما كان سائدا من علاقات بين الأمم والدول تقوم على أساس القوة والحرب، والتهديد الوجودي الذي ظل الإسلام معرضا له منذ لحظة ظهوره داخل البيئة العربية أو من محيطها. ورغم تأكيد القرضاوي مع آخرين قدامى ومحدثين مما هو إجماع بين المسلمين أن الجهاد يكون واجبا على كل مسلم إذا تعرضت دارالإسلام للعدوان أو تعرض المسلمون للفتنة في دينهم، وأن لكل مسلم حظه من الجهاد مجاهدة لنفسه وللشيطان وللمنكرات وبسطا للمعروف ونصرة للدين بحسب وسعه فإن القرضاوي قد افضت دراساته وتمحيصاته لمختلف النصوص المتعلقة بالجهاد ومقاربات العلماء والقدامى والمحدثين لها الى النتائج التالية: 1-أن ما ورد من في القرآن الكريم وبخاصة في سورة التوبة من نصوص تأمر بقتال المشركين كافة، كانت من قبيل المعاملة بالمثل »كما يقاتلونكم كافة » ولم تكن توجيها عاما وقاعدة للتعامل مع غير المسلمين كافة بل كانت حديثا عن فئة مخصوصة من مشركي العرب بدأت بحرب الإسلام منذ ظهوره وطاردته حتى في مهجره ونكثت العهود وألبت عليه الجميع لاستئصال شأفته  » ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة »(9/12)، وفي السورة نفسها وفي غيرها ما يخصصها من مثل »وإن جنحوا للسلم فاجنح لها »(8/60) ولا مجال لضرب القرآن بعضه ببعض  بل الأصل إعمال كل الآيات والأحاديث وهي تجتمع على إقرار قاعدة: الإسلام يسالم من يسالمه ويحارب من يحاربه. 2- إن الجهاد القتالي ليس فريضة على كل مسلم في كل حال مثل فريضة الشهادتين والصلاة والصيام والزكاة والحج لأنه على أهميته في بنية الإسلام لم يرد في الأوصاف الثابتة للمتقين التي وردت في سورة البقرة وفي أوصاف المومنين كما وردت في سورة الأنفال وسورة المومنون، وصفات أولي الألباب في الرعد وصفات عباد الرحمن في الفرقان وصفات المحسنين في الذاريات وصفات الأبرار في سورة الإنسان، بما يجعل ممارسة  الجهاد القتالي فريضة تجب على المسلمين فقط عندما تتوفر موجباتها من مثل العدوان على  المسلمين وعلى بلادهم وعلى دينهم . أما الإعداد له فواجب عليهم في كل حال بحسب الوسع سبيلا للردع وتحقيقا للسلم. 3- ليس على المسلمين غزو ديار الكافرين إذا كانوا آمنين على أنفسهم منهم . وحسبهم أن يكون لهم جيش مرهوب الجانب مسلحا بأحدث الأسلحة وعلى أعلى مستوى من التدريب ينشر قواته في كل الثغور حتى يرتدع الأعداء ولا يفكروا في الهجوم على المسلمين فيكون فرض الكفاية قد أدي، (ص91).مع ملاحظة أن القرضاوي يؤثر استخدام مصطلح غير المسلمين بديلا عن مصطلح الكافرين فذلك عرف القرآن في الإستعمال « يأهل الكتاب » « ياأيها الناس » « ياأيها الإنسان » « يابني اسرائيل » « ياقومي » « يابني آدم ». ولم يخاطب غير المسلمين بالكافرين إلا في حالات خاصة كانت فيها مساومات على العقيدة. 4- لقد اعترف الإسلام بحرية المعتقد ومسؤولية الإنسان على معتقده أمام الله، وعلى أساس ذلك لم تعرف مجتمعاته الحروب الدينية، فقد تعايشت في ظله ولا تزال كل الديانات السماوية والوضعية، وفق نظام الذمة الذي خوّل المواطنة حتى لغير المسلمين مهما اختلفت دياناتهم، حسبهم ليتمتعوا بحقوق حماية الدولة المسلمة على غرار المسلمين أن يؤدي القادرون منهم ضريبة « الجزية »، وهي تقابل في العصر ضريبة الخدمة العسكرية. وحسب القرضاوي يمكن على أساس توحيد الوعاء الضريبي وتعميم الخدمة العسكرية الإستغناء عن مثل هذه الأنظمة التي تعرضت للتشويه. 5- إن الظروف التاريخية وليست نصوص الإسلام هي ما دعا كثيرا من الفقهاء الى القول بفرضية جهاد الطلب لغزو ديار الكافرين، إذ كانت الأمة مهددة باستمرار من جيرانها الأقوياء دولة الفرس ودولة الروم (ص82)، حيث لم تكن قوانين دولية تقوم على تبادل الإعتراف بين الدول ومنع العدوان كما هو اليوم رغم تجاوز الأقوياء لها. 6- الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم هو السلم والتعاون على الخير. فالاسلام يبغض الحرب ولا يقدم عليها إلا وهو كاره مضطر »كتب عليكم القتال وهو كره لكم »/2/215.والسلم هو عنوان الإسلام وهو تحية المسلمين وتحية أهل الجنة وهو اسم من أسماء الله. وأبغض الأسماء عند الله « حرب ». وكانت العرب محاربة وتتسمى بهذا الإسم ، لكن النبي عليه السلام عندما أخبره زوج ابنته بأن فاطمة رزقت ولدا وأنه سماه حرب أمره ان يسميه « حسن » 7- الإسلام يرحب بالمواثيق الدولية التي تحظر العدوان وتنادي الى السلم في علاقات الدول كما يرحب بالهيآت الدولية التي تقوم على رعايتها مثل الأمم المتحدة واليونيسكو. إلا الغرب لا يزال يؤمن بمبدإ القوة في علاقاته بالدول والأمم الاخرى . ومن ذلك احتكار دوله الكبرى لحق الإعتراض في تحد صارخ لمبدإ المساواة وضمانا لحماية مصالحها وضروب عدوانها من كل إدانة كما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا في غزوهما للعراق دون تفويض آمنتين من كل إدانة وكما تفعلان في حمايتهما لكل ما يقوم به الصهاينة من ضروب عدوان على فلسطين وأهلها 8- في ظل الإعتراف الدولي بحقوق الإنسان ومنها حقه في حرية الإعتقاد والدعوة اليه وإقامة مؤسساته وحماية الأقليات ينتفي مسوغ أساسي من مسوغات جهاد الطلب أي الغزو من أجل الدعوة الى الإسلام وما يقتضيه ذلك من إزاحة عقبة الأنظمة الطاغوتية التي كانت تمنع الشعوب من أن تفكر أو تؤمن بخلاف الفرعون الذي لم يتردد في الإستنكار على بني اسرائيل أن يومنوا به قبل أن يأذن لهم »ءامنتم به قبل أن آذن لكم »(70-20) بينما اليوم قد انداحت في الأرض كما لم يحصل في أي فترة ماضية من تاريخ الإسلام مساجده وأقلياته، بما يجعل حاجتنا أكثرالى « جيوش جرارة من الدعاة والمعلمين والإعلاميين المدربين المقتدرين على مخاطبة العالم بلغاته المختلفة وبأساليب عصرهوللاسف الشديد لا نملك  ولو واحد من الألف من المطلوب »(16) ويتحسر القرضاوي على أنك قد تجد الكثير ممن هو مستعد لأن يموت في سبيل الله ولكن القليل القليل من يملك الإستعداد ليعيش في سبيل الله. 9- تكشف مصادر الإسلام أن العالم ينقسم من وجهة نظر الإسلام الى عوالم ثلاثة: دار اسلام حيث تسود شريعته وفي الأقل تظهر شعائره ويأمن القائمون بها والداعون لها، ودار عهد أي دول بينها وبين دولة المسلمين أو دولتهم تبادل اعتراف ومنع اعتداء، ودار حرب. ويعتبر القرضاوي أن المسلمين بمقتضى كونهم جزء من  نظام الأمم المتحدة هم في حالة تعاهد مع كل دول العالم باستثناء دولة الكيان الصهيوني، بسبب اغتصاب الصهاينة لأرض فلسطين وتشريدهم لشعبها، والمؤسف أن ذلك قد تم بمساعدة الدول الكبرى ولذلك يعتبر القرضاوي أن المشكلة الأكبر في علاقتنا بالغرب هذه المشكلة دعمه الثابت غير المحدود لإسرائيل وعدوانها المستمر على فلسطين وأهلها. 10- يميز القرضاوي بين الجهاد والإرهاب أو قل بين الإرهاب المشروع أي ارهاب العدو لمنعه من العدوان، وبين الارهاب غير المشروع، وهو ترويع الآمنين بمثل ما تفعل بعض الجماعات المنتسبة للإسلام من إعلانها الحرب على العالم في استخدام غير مشروع للجهاد في غير موضعه، إذ تروع الآمنين مسلمين وغير مسلمين من أجل تحقيق أهداف سياسية تزعمها سواء داخل دار الإسلام أو خارجها، في مخالفات صريحة لمبادئ وأخلاقيات الجهاد في الإسلام. ولذلك استنكر القرضاوي أحداث العنف المعروفة التي اقترفتها هذه الجماعات المتشددة  في بلاد اسلامية وغير اسلامية في حق نفوس آمنة سواء أكانوا سواحا مستأمنين أو غيرهم. وفند مشروعية ما تقترفه هذه الجماعات من قتل عشوائي واستباحة لأرواح ودماء معصومة. 11- القرضاوي حريص أيما حرص على التمييز بين جماعات التشدد  المعلنة حربها على العالم في قتل عشوائي أساء للإسلام ايما اساءة ومكن لأعدائه أسلحة ماضية في حربه، وبين جماعات المقاومة للإحتلال، فبقدر ما شجب الأولى وفند أسانيدها بقدر دفاعه عن الثانية وتحريضه الأمة للوقوف معها وبخاصة في فلسطين، على أن  تستهدف أعمالها العسكريين. ولم يتردد في تسويغ العمليات الإستشهادية معتبرا إياها سلاح المضطر الذي حرم من سلاح مكافئ لما في يد عدوه لدفعه عن داره وارضه إلا أن عدالة الله سبحانه تأبى أن يحرم الضعيف من أي سلاح، فكان استخدامه لجسمه ذاته سلاحا رادعا. وفي كل الأحوال يجب الإلتزام بأخلاقيات الجهاد في الإسلام فلا يستهدف إلا مقاتلا   12- ولا يفوت القرضاوي وهو يؤكد ان أول انواع الجهاد الواجب على الأمة في العصر تحريرها من بقايا الإستعمار وخصوصا في فلسطين، أن ينبه ويؤكد خطأ البعض ممن يتوهم ان الحرب القائمة بيننا وبين اليهود حرب من اجل أنهم ساميون مع أننا ساميون مثلهم ننحدر جميعا من سلالة ابراهيم ، أو أنها حرب من أجل العقيدة، كلا فاليهود يعتبرهم الإسلام اهل كتاب يبيح مؤاكلتهم ومصاهرتهم وعاشوا بين ظهراني المسلمين آمنين وآويناهم لما نبذتهم اروبا من اسبانيا وغيرها ولم يجدوا صدرا حنونا الا في دار الإسلام. الواقع ان المعركة بيننا وبين اليهود بدأت بسبب واحدلا شريك له انهم اغتصبوا أرض فلسطين وشردوا اهلنا وفرضوا وجودهم الدخيل بالحديد والناروستظل المعركة قائمة ما دامت الأسباب قائمة. لايملك أحد أن يتنازل عن أرض اسلامية، إنما يمكن إقامة هدنة بيننا وبين اسرائيل لفترة من الزمن. أما مبدأ الأرض مقابل السلام فهو مبدأ غريب حقا فرضه منطق القوة الغاشمة للعدولا غير، لأن الأرض ارضنا لا أرضه حتى يتفضل بتنازله عنها مقابل سلامه. هو(ص1090)  13- وكما كان له ولشيخه محمد الغزالي دور ريادي في التصدي لتلك الجماعات ومنعها من اختطاف الإسلام ودفعها عن المجرى الرئيس للإسلام نحو الهامش بتعرية أعمالها عن كل مشروعية جهادية اسلامية داخل دار الإسلام وخارجها فقد نوه بالمراجعات المهمة التي قامت بها أهم تلك الجماعات واجدة في أعماله بعد أن كانت تطعن فيها سندا قويا للإقدام على تلك المراجعات التي  وصفها بالشجاعة والمستنيرة(ص1168)  خامسا : أخلاقيات الجهاد : الحرب في الإسلام أخلاقية مثل السياسة والإقتصاد والعلم والعمل فكلها لا تنفصل عن الإخلاق خلافا للحرب في حضارة الغرب ليس من اللازم ان تنضبط بالأخلاق . يحكم الحرب عند المسلمين دستور أخلاقي، لأن الأخلاق هنا ليست نافلة بل جزء من الدين. ومن ذلك: أ- تحريم الإسلام استخدام الأساليب غير الأخلاقية لإختراق الأعداء والإطلاع على اسرارهم عبر المحرمات كالجنس والخمرلاستدراج القائمين على تلك الأسرار. ب- منع العدوان (,قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)/2.190/وفسر الإعتداء بقتل غير المقاتل أو قتل النساء والأطفال والشيوخ وأمثالهم ممن لا يباشر القتال كالفلاحين .(ص728). ومن أخلاقيات الجهاد تحريم المثلة بالعدو . ج- الوفاء بالعهود وتحريم الغدر والخيانة . د تحريم قطع الشجر وهدم الأبنية. ه-لا  مشروعية اسلامية لإستخدام ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل كالأسلحة الكيمياوية والجرثومية والنووية التي تقتل الألوف والملايين دفعة واحدة وتأخذ المسيء بالبريئ وتدمر الحياة والأحياء هذه الأسلحة يحرم الإسلام استخدامها لأن الأصل في القانون الإسلامي لا يجوز قتل من لا يقاتل / وقد أنكر النبي عليه السلام قتل امراة في احدى المعارك. لكن ذلك لا يمنع الأمة بل يوجب عليها السعي لامتلاك هذه الأسلحة الرادعة ما دام غيرها يمتلكها ويمكن أن يهددها بها ولا سيما أن العدو الصهيوني الذي اغتصب ارضها أمسى يمتلكها لا سيما وأنه يجد في سفر التثنية ما يجيز لهم في البلاد القريبة أن لا يبقوا فيها نسمة. وأعجب ما في الأمر أن تمتلك امريكا والدول الكبرى هذه الأسلحة ثم تحظر عن الآخرين امتلاكها. تمنعها عن البلاد العربية والإسلامية بينما اسرائيل تمتك أكثر من مائتي قنبلة نووية. ولقد أسهم الردع المتبادل بين المعسكرين الغربي والشرقي في تحقيق السلام العالمي وكذا حصل بين الهند وباكستان. لا يجوز استخدام هذه الأسلحة إلا في حالة الضرورة القصوى، حيث تتعرض الأمة لخطر وجودي. (ص592):  ي- ومن أخلاقية الإسلام دعوته المجاهدين الى إحسان معاملة الأسرى. وبعد مناقشة مستفيضة للنصوص الواردة ولمختلف الإجتهادات حول الحكم في الأسير وخصوصا هل يحل قتله؟ انتهى الى اعتبار أن الحكم النهائي هو الذي ورد في سورة القتال »فإما منّا بعد وإما فداء »، وقد يستثنى من ذلك مجرموا الحرب. وعموما يقر القرضاوي ما ورد في مواثيق جنيف في شأن التعامل مع الأسرى. لقد أكد القرضاوي أن للحرب في الإسلام دستورا تنضبط له، استخلص من نصوص الكتاب والسنة وديوان تجربة الجهاد مواده فكانت كالتالي: المادة الأولى:لا يجوز قتل النساء والأطفال والشيوخ   المادة الثانية: لا يقتل العميان ولا الرهبان ولا الفلاحون ولا الصناع ولا التجار المادة الثالثة: يحرم قتل المدنيين الذين ليسوا من أهل المقاتلة والممانعة المادة الرابعة: لا يجوز التمثيل بجثث القتلى من الأعداء   المادة الخامسة:  لا تهدم منازل المحاربين ولا تحرق محاصيلهم وزروعهم ولا تقتل دوابهم لغير مصلحة المادة السادسة: الرحمة بالأطفال والصبيان فلا يجندون للحرب إلا بعد بلوغهم وقدرتهم على القتال.(ص1167) وكل ذلك يشهد على أن الجهاد هو من طبيعة سياسية اقتضتها ضرورات الدفاع عن دار الإسلام ، بصدّ المعتدين عليها والدفاع عن المسلمين أن يفتنوا عن دينهم وعن المستضعفين عامة، إلا أن هذه الأداة السياسية يوجب الإسلام التزامها بدستوره الأخلاقي العقدي. وفي الخلاصة: : إنه مهما بلغ هذا العمل في هذه القضية الكبرى من العمق والإحاطة  تبقى جوانب منها تحتاج للمزيد من التعمق والبيان من مثل وضعية العلاقة بين الدولة/الدول الإسلامية، وبين دول تضطهد أقليات اسلامية اضطهادا قد يبلغ حد فتنتها عن دينها واستهدافها بالإستئصال،كما حصل للأقليات الاسلامية في ظل الإتحاد السوفياتي سابقا وفي الصين حاليا وبورما والفلبين ..الخ.كانت قبل ضم أراضيها أغلبية وسيدة في أرضها.هل يسري عليها اعتبار المؤلف أن العالم كله دار عهد وسلم  حسب قانون الأمم المتحدة وانحصرت علاقات الحرب في اسرائيل، بينما آيتا الممتحنة « لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم.. »اللذان اعتبرهما المؤلف تمثلان الدستور الذي يحكم علاقة الدولة الاسلامية بغيرها يستثني مثل تلك الدول التي تفتن مسلميها، من علاقات السلم معها. أما إذا أردنا أن يشملها السلم على أساس أنها مستثناة بآية الانفال « إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق « ، فهل يجوز عقد ذلك الميثاق أصلا مع دولة تضطهد المسلمين وتغتصب أرضهم؟، والشبه كبير بين ما تعرضت وتتعرض له أقليات اسلامية من تقتيل وترحيل وتطهير وبين ما حصل ويحصل في اسرائيل بل أشد منه؟ وبالنسبة للكيان الصهيوني الذي حرّم الشيخ مع جمهور الفقهاء إقامة علاقة سلم معه، ما أثر مواثيق السلم التي عقدتها « دول اسلامية »معه، على واجب المسلمين في دعم حركات المقاومة؟:هل يجب أن ينضبط بمواثيق تلك الدول؟. وعلى ذلك تأسس التزام النظام المصري بالحصار المفروض على غزة و إدانته لخلية حزب الله في مصر وحوكم أسلاميون مثل د.عبد الفتوح؟أم يجب اعتبار تلك المواثيق باطلة أصلا وما بني عليها مثلها؟ وفي هذه الحالة كيف تكون العلاقة مع مثل تلك الدول التي تعقد متحدية إرادة شعوبها ،علاقات سلم مع أعداء الأمة؟ هل يجوز الخروج عليها بنوع من أنواع الخروج إذا توفرت أسبابه باعتبارها متحدية لمصالح الأمة العليا وما هو معلوم من الدين من واجب موالاة المسلمين، على غرار الدول العلمانية المتطرفة التي تجاهر بمحاربة التدين وتتبنى خطط تجفيف منابع  التدين حتى جرّمت المسلمة التي تأتمر بأوامر ربها وحرمتها من التعلم والتوظف والعلاج ولم يعد مرجعية تلك الدول الإسلام بقيمه وموازينه ومفاهيمه وشرائعه، تلك الدول  التي تحدث عنها المؤلف وأجاز الخروج عنها إذا توفرت أسبابه، لولا أن  المؤلف يعتبر أن الجماهير لم تعد تملك من القوة لمواجهة مثل تلك الحكومات، فالواجب اتخاذ الوسائل السلمية في التغييرالتي تطورت في عصرنا وغدت ميسورة وأطاحت بدول عديدة عبر الحملات الإعلامية والإضرابات والمسيرات بقيادة جبهات شعبية منظمة ؟ (ص1187وما بعدها) غير أنه ليس من المبالغة في شيء  اعتبار عمل القرضاوي في فقه الجهاد اجتهادا اسلاميا أصيلا ينتصر لمبدإ الجهاد باعتباره آلية اسلامية دائمة للدفاع  بمعناه الشامل، تعرضت من داخل الإسلام وخارجه لضروب شتى من التشويه والإساءة للإسلام من خلاله .القرضاوي يستعيد لهذه الآلية فعاليتها ووسطيتها واعتدالها ساحبا لها من أيدي المتطرفين. ولم تكن جرأته في التصدي لحملات أعداء الإسلام على الجهاد  أقل من جرأته على دحض حجج جماعات التشدد وإعلان الحرب الشاملة على العالم، ولم يتردد في التصدي لجمهور الفقهاء المنادين بالحرب الهجومية (جهاد الطلب)، ولا استخذى من اعتزازه بالإنتماء للدفاعيين . ولا يزال يوالي سيل حججه المتدفق على أسانيد الطالبين وتأويلاتهم للنصوص غير هياب ولا وجل ولا مفتات ولا محقر لعالم مخالف بل هو يلتمس العذر لمخالفيه، لا يزال يفعل ذلك حتى أسقط أو كاد وقوض ما عرف بجهاد الطلب، وكان المرجو وقد أتى على أساسياته الشرعية والتاريخية أن يخرجه جملة من الإستعمال الفقهي ليرتبط بمحض ظروف تارخية، إلا أنه لم يفعل وظل على استعماله، بينما هو قد أسس لجهاد دفاعي بمعناه الشامل، جهاد بريئ من  شبهة الإرهاب راسما حدا فاصلا بينه وبين المقاومة المشروعة للإحتلال، جهاد تلتقي أخلاقياته مع ما استقر في المواثيق الدولية من مبادئ وقيم وقوانين تحظر العدوان والإحتلال واستخدام اسلحة الدمار الشامل وتعذيب الأسرى لدرجة القتل والإسترقاق. جهاد يرحب بعالم مفتوح تجول فيه  بحرية الأفكار والأشخاص وتتدافع بسلاح الحجة والبرهان بدل التعانف والسنان ، فما يظهر إلا أصلحها . لقد أفسح  القرضاوي من خلال طرحه هذا للجهاد  ارضا  رحبة  للحوار والسماحة والتلاقي والتعايش بين الإسلام وسائر الديانات الأخرى والقيم الإنسانية والمواثيق الدولية بما يفسح مجالا للإستجابة لنداء القرآن الخالد: »يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله اتقاكم » 49/12
ورقة مقدمة في ندوة الجهاد في جامعة ادنبره بتاريخ 9 سبتمبر 2009
 
(المصدر: موقع الشيخ راشد الغنوشي بتاريخ 21 سبتمبر 2009)


عودة الاختراق الإسرائيلي  الكبير لإفريقيا


توفيق المديني    في الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان  لنيجيريا ، وقعت إسرائيل  في العاصمة النيجيرية أبوجا ، اتفاق تعاون مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «اكواس»، التي تضم دول  غرب إفريقيا : (ساحل العاج ،و بنين ، و مالي، وبوركينا فاسو، والسنغال، وتوغو، وغينيا بيساو، وغينيا، والنيجر، ونيجيريا، وليبيريا، وسيراليون، وغامبيا، وغانا، وجزر الرأس الأخضر)، يركز على الامن الغذائي والموارد المائية، ويهدف الى عقد شراكات مع دول المجموعة الـ15. وقال ليبرمان إن الاتفاق سيعالج مشاكل انعدام الامن الغذائي والتصحر والفقر والجوع وقلة الموارد المائية. وفي إشارة الى انقطاع العلاقات الدبلوماسية في الماضي بين الدول الإفريقية واسرائيل بسبب انفجار حرب أكتوبر عام 1973 ، وتداعياتها الإقليمية و الدولية ، قال ليبرمان إن «التغيرات في السياسة الدولية» أدت إلى تلك الخطوة. وقد أعادت نيجيريا واسرائيل علاقاتهما الدبلوماسية في مايو العام 1992 بعد تسع عشرة سنة من قرار منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حالياً( يطلب من أعضائها قطع العلاقات مع اسرائيل. وقد ذكرت صحيفة «هارتس»، ان هدف جولة ليبرمان الإفريقية غير المعلن، يتمثل في العمل على تطوير علاقات استخباراتية واقامة تعاون ضد العناصر الجهادية العالمية ومواجهة النشاط الإيراني في هذه الدول، مشيرة الى ان الإسرائيليين يأملون بان تفتح الزيارة الباب أمام المزيد من صفقات الأسلحة. وتؤكد التقارير الصادرة عن وزارة الخارجية  الصهيونية أن الكيان الصهيوني أصبح له  علاقات دبلوماسية مع 42 دولة إفريقية, تشمل  تعاونا في المجالات الاقتصادية و السياسية  والعسكرية,فضلا عن تزايد حجم التبادل التجاري بين الجانبين.وقدأصبحت الظروف الآن  ملائمة في أفريقيا أكثر من أي وقت سبق ، لعودة الكيان الصهيوني بقوة إلى توثيق عرى العلاقات مع العديد من البلدان الإفريقية ، بعد القطيعة الدبلوماسية مع إفريقيا عام 1972 – 1973 . و كانت الدبلوماسية  الصهيونية سعت قبل حرب 1967 , إلى الحصول على اعترافات إفريقية بالدولة الصهيونية من أجل تعزيز شرعية وجود الكيان الصهيوني السياسية و القانونية. غير أن الدول الإفريقية تنبهت إلى السياسة الصهيونية المعادية لتحرر الشعوب , وإلى اضطلاعها بدور الأداة في تنفيذ مخططات الإمبريالية  الأمريكية , منها موقف الكيان الصهيوني الداعم لنظام التمييز العنصري  في جنوب إفريقيا, و سياسته العدوانية و التوسعية في احتلال أراضي عربية جديدة عقب حربي 1967 و 1973 . لماذا حصل هذا الانقلاب في جنوح الدول الأفريقية نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني ؟ من الناحية التاريخية كان مؤتمر باندونغ 1955 الذي حضرته ست دول إفريقية : ساحل الذهب « غانا حاليا » مصر ، إثيوبيا ، ليبريا ، ليبيا و السودان أدان بشدة سياسة الاستيطان الصهيونية في فلسطين .غير أن العدوان الثلاثي الفرنسي البريطاني الصهيوني على مصر عام 1956 ، أزاح الستار عن تلك العلاقات المتبادلة الوثيقة بين دولة الكيان الصهيوني و الاستعمار القديم و الأنظمة الرجعية و العميلة مثل كينيا باعتبارها سياسة عنف تعكس من ناحية طموح الاستعمار بين الإمبرياليين الذين خسروا مستعمراتهم من أجل ضرب الحركة القومية العربية وجر البلدان التي استقلت حديثا إلى دائرة التحالف مع الغرب الإمبريالي بزعامة الولايات المتحدة. و كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أبدى اهتماما ملحوظا بإفريقيا  في محاولة عزل الكيان الصهيوني من القارة حيث أقامت الدول العربية مجتمعة  علاقات دبلوماسية مع 22 دولة إفريقية من ال35, كما قامت جامعة الدول العربية بافتتاح عدة مكاتب في شرق و جنوب إفريقيا. لكن مع حصول العديد من البلدان الأفريقية على استقلالها السياسي ، و انتهاج قسم كبير منها خيار « التنمية الاقتصادية » في إطار علاقات التبعية مع الاستعمار الجديد ، و طور العدو الصهيوني علاقات التعاون الاقتصادي و العسكري و السياسي مع ست و عشرين دولة إفريقية ، و أقام معها علاقات دبلوماسية رسمية حتى صدور قرارات منظمة الوحدة الأفريقية في 21 نوفمبر 1973 ,القاضية بتطبيق المقاطعة الكاملة مع دولة الكيان الصهيوني, وإقامة جميع الدول الإفريقية علاقات وثيقة  للتعاون بين أعضاء منظمة الوحدة الإفريقية والجامعة العربية. وقد أدى هذا القرار إلى شل علاقات الكيان الصهيوني  بإفريقيا , و أعاد الكيان الصهيوني إلى نقطة البداية. في نهاية 1973 . لا بد من التأكيد على أن حرب أكتوبر في عام 1973 ، كان لها وقع عالمي كبير في ضوء تحطيم جبروت آلة الحرب العسكرية الصهيونية الأميركية خصوصا لما اجتازت القوات المسلحة المصرية قناة السويس بعد تحطيمها خط بارليف و الانتصارات العسكرية الأولى على الجبهة الشرقية . و بغض النظر عن الطابع الذي كان يراد في حينه لتلك الحرب ، و عن النتائج التي أسفرت عنها إلا أنه يجب رؤية ما نجم عنها من تغيرات هامة أحدثتها على مجرى الأحداث في العالم . و كان لقرار حظر البترول العربي في 20 أكتوبر 1973 الذي اتخذته منظمة الأوبك على الولايات المتحدة و بعض البلدان الأوروبية أثر عميق في تثوير أسعار النفط بالنسبة للبلدان المنتجة ، و في إحتدام الصراع بين بلدان العالم الثالث و الدول الإمبريالية و الاحتكارات الرأسمالية على الزيادة في أسعار المواد الخام عامة ، حيث تتمتع أفريقيا باحتياطي كبير جدا بالنسبة للمواد الاستراتيجية . في نفس الوقت ترسخت علاقات التضامن العربية الأفريقية ، باتخاذ منظمة الوحدة الأفريقية قرار المقاطعة لدولة الكيان الصهيوني عشية حرب 1973 باعتبار ذلك مطلبا عربيا ، و فعلا قطعت ست و عشرون دولة أفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني و كانت ساحل العاج ، هي الدولة الأخيرة التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية في 8 نوفمبر 1973 ، على الرغم من عدم حماستها لذلك .و لكن استجابة إفريقيا لقرار المقاطعة ، كان مشروطا بتقديم الدول العربية الفنية مساعدات مالية على البلدان الأفريقية من أجل تسديد فاتورة البترول ، و قد لعبت الجزائر دورا فعالا مؤثرا ، في تحقيق التضامن مع الأنظمة الأفريقية التقدمية و في لجم مواقف الأنظمة التابعة ، و تطوير علاقات التعاون العربية الأفريقية عامة ،بحكم مركز ثقلها في حركة دول عدم الانحياز التي ترأستها من 1973 إلى 1976 ، و مواقفها الراديكالية ، المطالبة بسيطرة بلدان العالم الثالث على مواردها الطبيعية و نضالها من أجل نظام اقتصادي عالمي جديد ، و دعمها لنضال حركات التحرر الوطنية الثورية في كل من أنغولا ، و الموزامبيق ، و جزر الراين الأخضر « ساوتومي و برنسيبي حاليا »التي خاضت كفاحا مسلحا ضد الاستعمار البرتغالي من أجل نيل استقلالها . إن السبب الرئيسي في خسارة الموقف الدولي لإفريقيا ، يعود بشكل خاص إلى تراجع المواجهة العربية مع العدو الصهيوني على جبهات القتال المختلفة .  فزيارة الرئيس  السادات التاريخية للقدس في نوفمبر1977, و توقيع اتفاقية السلام المصرية- الإسرائيلية في عام 1979, مهدتا  طريق الانفتاح مرة أخرى لتقارب الجانبين الإفريقي و الصهيوني, و تحسين إلى حد كبير العلاقات الإفريقية – الصهيونية .   وهكذا ، أزالت المعاهدة المصرية- الصهيونية الحرج عن  إفريقيا من تقاربها مع الكيان الصهيوني , و اعتبرت الدول الإفريقية انسحاب الكيان الصهيوني من سيناء مفتاح التطبيع. فاتجهت بعض الدول الأفريقية لاعادة العلاقات الدبلوماسية رسميا مع الكيان الصهيوني ، كما حصل ذلك مع زائير في 14 مايو 1982 ، عقب الانسحاب الصهيوني من سيناء ، و مع ليبريا في 13 أغسطس 1983 ، و وعملت دول إفريقية أخرى في الاتجاه نفسه , إذ حذيت ساحل العاج حذو زائير و ليبريا ، بعد القرار الذي اتخذه  الرئيس هوافيت بوانيه بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع العدو الصهيوني ، في لقائه بجنيف مع شمعون بيريز يوم 18 ديسمبر 1985. هناك مصالح إستراتيجية خاصة بالكيان الصهيوني  يعمل على تحقيقها , ومنها: المصالح الأمنية : إذ يشكل تهديد الأمن القومي العربي عامة و الأمن المصري خاصة ,  محورا إستراتيجيا في السياسة الخارجية الصهيونية, لذا دأب الكيان الصهيوني على تعزيز علاقاته الثنائية و الأمنية مع دول شرق إفريقيا, لاسيما أثيوبيا , و كينيا, و أوغندا, و إيريتريا , و جيبوتي, من أجل تحقيق هذا الهدف. و كان الكيان الصهيوني يستهدف من خلال هذا التحرك و لا يزال تحقيق السيطرة الإستراتيجية على مضيق باب المندب الذي يعتبره  منفذا حيويا لتحركاته الملاحية من و إلى آسيا و إفريقيا حتى يضمن مصالحه الإقتصادية و التجارية. إضافة إلى ذالك , تستهدف الإستراتيجية الأمنية الصهيونية تهديد أمن الدول العربية  المعتمدة على مياه نهر النيل و هما مصر و السودان بالدرجة الأولى , و الحال هذه تمثل دول حوض النيل إحدى المصالح الأمنية الكبرى للكيان الصهيوني. فإستراتيجية الكيان الصهيوني تتمحور حول الإلتفاف حول هذه الدول (إثيوبيا, و أوغندا, و كينيا, و رواندا, و الكونغو , و إريتريا).   المصالح الإقتصادية: يتزايد دور التغلغل الاقتصادي الصهيوني في ظل الأوضاع الاقتصادية المتأزمة لأفريقيا في مجال التغذية حيث تبدو فيها البلدان الأفريقية بحاجة إلى التكنولوجيا و الخبرات الصهيونية ، من أجل تطوير الزراعة و استغلال ثروتها الخشبية و استصلاح الري . و من الطبيعي أن ينجم عن هذا الوضع تطوير في التبادل التجاري بين إفريقيا و الكيان الصهيوني .. (المصدر:صحيفة الشرق (يومية-قطرية) بتاريخ 21 سبتمبر 2009 )  


:قائد القوات الأمريكية في أفغانستان يطلب قوات إضافية ويحذر من الفشل خطاب « مختلف » من زعيم طالبان في عيد الفطر


مطيع الله تائب الدوحة- في رسالة وجهها بمناسبة عيد الفطر المبارك، تحدث زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا محمد عمر عن قرب هزيمة « المحتلين » عبر ما سماه « الانتفاضة الإسلامية الشعبية »، وأكد أن حل القضية الأفغانية يكمن في رحيل القوات الأجنبية وظهور أفغانستان كدولة حرة ومستقلة. نص الرسالة نشر بخمس لغات (البشتو والفارسية والعربية والإنجليزية والأردية) أول أمس السبت 19-9-2009 على موقع shahamat.org الناطق باسم إمارة أفغانستان الإسلامية بجانب نص صوتي للرسالة الأصلية بلغة البشتو بصوت مذيع. وبرغم احتواء الرسالة لروح الرسائل السابقة من التمسك بالجهاد ضد المحتل، ودعوة الشعب لمزيد من المقاومة والصبر، فإن رسالة العيد حملت العديد من الإشارات والمؤشرات التي تعد « جديدة » في خطابات ورسائل الملا محمد عمر، ويمكن اعتبارها تطورًا في خطاب طالبان على أكثر من صعيد، كما يجمع خبراء في الشأن الأفغاني. فالخطاب حمل رسائل جانبية إلى أفراد الحركة ومسلحيها وإلى الشعب الأفغاني وإلى الحكومة الأفغانية وإلى « المجاهدين السابقين » وإلى أهل التخصص، وعلى الصعيد الخارجي حمل رسائل واضحة لقيادة حلف شمال الأطلنطي (الناتو) والولايات المتحدة والدول الغربية عامة والرأي العام الغربي بشكل عام، ورسائل تطمينية للجيران، كما طالب فيها الملا عمر العالم الإسلامي خصوصا الدول القوية المجاورة وحركة عدم الانحياز للعب دور إيجابي، وطالب الحركات الجهادية في العالم بنبذ خلافاتها، بحسب المصادر نفسها. وركز خطاب زعيم طالبان على كون « الاحتلال » أساس الأزمة الأفغانية، وأنه من الصعب تصور أي حل للمشكلة في وجوده، وأصر على إنهاء الاحتلال كشرط أساسي لأي حل لهذه الأزمة، وطالب بتضافر كل الجهود لتحقيق هذا الأمر، ولو تطلب الأمر سنوات طويلة. وقال الملا عمر: « ولذلك يجب أن تحل مشكلة تواجد القوات المحتلة علی أرض أفغانستان أولاً وأن تظهر أفغانستان كدولة حرة مستقلة علی خريطة العالم، ومن ثم يمكن التفكير في حل المشكلات الداخلية بين الأفغان أنفسهم، أما أن يبقى هنالك احتلال قائم في البلد فإن مصالحنا الدينية والوطنية سوف تقع تحت ظل المصالح الأجنبية، وتصبح ضحية للمخططات الاستعمارية ». ولم يفته أن يذكر الإنجليز بتاريخهم القريب في أفغانستان قائلا: « ولنتذكر أن آباءنا جاهدوا ضد الإنجليز لثمانين سنة ماضية بدءاً من 1839 إلی 1919 إلی أن هزموهم بإذن الله تعالی، وحصلوا علی استقلاهم، إن عزمنا اليوم أقوی من الأمس، وإعدادنا العسكری اليوم أحكم من الأمس، والأسلحة التي بأيدينا اليوم لهي أحدث مما كنا نملكه بالأمس، إن ظروف المنطقة بفضل الله تعالی في صالحنا أكثر مما هي في صالح العدو؛ ولذلك سنستمر بإذن الله تعالی في جهادنا إلی أن نطرد العدو ونحصل علی الحرية الكاملة ». أدبيات جديدة المراقبون لخطابات طالبان رصدوا مصطلحات في رسالة هذا العيد تعتبر جديدة في أدبيات الحركة منذ تأسيسها حتى اليوم، مثل « انتفاضة إسلامية شعبية » أو « الثورة الإسلامية الشعبية » كمؤشر على بوادر تحول الحركة الجهادية إلى مقاومة شعبية عامة. كما أن مصطلح « إقامة حكم إسلامي عادل برضا الشعب المسلم » حل محل الإمارة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية، وظهر مصطلح « الإصلاح الاجتماعي » و »مصالح الشعب والوطن » في خطوة تسعى إلى كسب التأييد الجماهيري وإزالة المخاوف الداخلية والخارجية من الصورة الذهنية التي تركتها طالبان عن نفسها بمبادئها ومواقفها أثناء فترة حكمها للبلاد حتى أكتوبر 2000. وحددت الرسالة هدف كفاح الحركة في » تحرير البلد من السيطرة الأجنبية، وإقامة حكم إسلامي عادل فيه، يرضاه شعبنا المسلم، وكل الطرق التي تؤدي بنا إلی هذا الهدف مفتوحة…. ». وهذه إشارة واضحة إلى أن الحل العسكري ليس هو الطريق الوحيد الذي تسلكه الحركة لتحقيق أهدافها. ولم تكتف الرسالة بهذه التغيرات حينما توجهت للشعب الأفغاني، بل قفزت إلى ما هو أكثر حين أكدت أهمية مشاركة المتخصصين في بناء النظام وإدارته وقدمت تصور طالبان لمرحلة ما بعد خروج المحتل: « إن إمارة أفغانستان الإسلامية تريد من جميع الأبناء الأوفياء للبلد – بعد خروج القوات المحتلة – أن تكون لهم المشاركة في الحكومة وإقامة النظام؛ لأن التنمية العمرانية، والاقتصادية، والسياسية، والتعليمية، والثقافية، للبلد لا يمكنها أن تتجه نحو الرقي إلا بمشاركة المخلصين وأصحاب الخبرة من العلماء والمتخصصين من أبناء هذا البلد ». وأضاف الملا عمر أن « إمارة أفغانستان الإسلامية تخطط لما بعد الاحتلال في ظل نظام العدل الاجتماعی للإسلام.. برامج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمستقبل هذا البلد، فهي تسعی لتقوية البنية التحتية للاجتماع، والاقتصاد، وتطوير التعليم، والصناعة والتنمية الزراعية في البلد ». المجاهدون القدامى والجوار وفي ثنايا رسابته، وبعد أن أكد فتح باب العودة لكل من يترك الخدمة في صفوف « الاحتلال »، خص الملا عمر « المجاهدين القدامى » بالذكر، وطالبهم بالعودة إلى صفوف الجهاد، وذلك بعد أن كان يسميهم « قوى الشر والفساد » سابقا، وهو ما يعتبر خطوة تصالحية في الخطاب السياسي لطالبان. وتكمن أهمية هذا التغيير في التعامل مع الأحزاب الجهادية السابقة في عدم قدرة الحركة حتى اليوم على اختراق القواعد الشعبية لهذه الأحزاب، خصوصا تلك التي تتعلق بعرقيات غير بشتونية، فهي بحاجة لتطبيع علاقاتها المتوترة مع هذه الأحزاب والقادة الجهاديين في الوقت الحالي، بحسب الخبراء. وحظيت الدول المجاورة لأفغانستان باهتمام كبير في خطاب زعيم طالبان الذي أكد على علاقات حسن الجوار والتعاون الشامل في مجالات الاقتصاد، والتنمية، وقال: « إننا نعتبر المنطقة كلها بمثابة بيت واحد في مقاومتها للاستعمار، ونريد أن نقوم بدورنا الإيجابي في استقرار الأوضاع في المنطقة، ونطمئن جميع الدول بأن الإمارة الإسلامية -بصفتها قوة تدرك مسئولياتها وصلاحياتها- كما أنها لا تسمح لأحد أن يتدخل في شئونها، فهي أيضا لا تتدخل في شؤون الآخرين ». وسعى الملا عمر بشكل مباشر لطمأنة كل دولة تعتبر طالبان خطرًا عليها قائلا: « وليكن واضحًا أننا ضحية الإشاعات السيئة لوسائل إعلام العدو الذی أوجد شكوكًا وتوترًا بيننا وبين عدد من الدول، إنه يتهمنا كذبًا بمخالفة التعليم وعدم رعاية واحترام حقوق المرأة ». ووعد بإتاحة الفرصة المناسبة للرد الإيجابي على هذه الشكوك والتساؤلات. ولم يفته أن يطالب شعوب الغرب بعدم الانجرار وراء دعاة الحرب من أمثال (الرئيس الأمريكي) باراك أوباما و(الأمين العام للناتو أندرس فوج) راسموسن و(رئيس الوزراء البريطاني جوردن) براون، وشدد على أن طالبان لا تشكل خطرا على أحد، ومضى قائلا: إن « الغرب ليس مضطراً لخوض هذه الحرب، إنها حرب ورائها أغراض مشبوهة، أعلنت بناءً علی أدلة كاذبة إنها تضر بالبشرية جمعاء وتتسبب في بروز أزمة اقتصادية عالمية وتوتر الأوضاع العالمية ». إتطو فهم طالبان ويعتقد العديد من المراقبين الأفغان، ومن بينهم وحيد مزده الذي خدم في وزارة الخارجية أثناء حكم طالبان، أن هناك لهجة جديدة في خطاب الحركة في الفترة الأخيرة ظهرت كذلك من قبل في تصريحات المسئول السياسي لطالبان معتصم بالله. ونُشرت هذه التصريحات في موقع طالبان في فبراير الماضي، وحملت إشارات جديدة في تعامل الحركة مع المعطيات الواقع السياسي للمنطقة والعالم، مثل الترحيب بدور الأمم المتحدة ودور العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في حل الأزمة الأفغانية. واعتبر مزده في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية أن عدم ذكر أسامة بن لادن والقاعدة في رسالة الملا عمر أحد أهم التغييرات التي طرأت على المواقف السياسية لطالبان مؤخرا، ويمثل مؤشرا على تطور فهم الحركة للعبة السياسية، والاستعداد لاستحقاقات الفترة القادمة. تحذير من الفشل وفي تقرير سري تم تسريبه إلى صحيفة « واشنطن بوست » الأمريكية، ونشرت مقتطفات منه اليوم الإثنين 21-9-2009، حذر الجنرال ستانلي ماك كريستال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، من أن الولايات المتحدة « ستواجه الفشل على الأرجح » ما لم تتم زيادة كبيرة في عديد القوات في أفغانستان خلال عام. وكان الجنرال كريستال قد دعا إلى إجراء تعديلات على الإستراتيجية العسكرية في أفغانستان، بما يوحي أن الإستراتيجية المعمول بها حاليا قد فشلت، وفقا لمراقبين. ومنذ مايو الماضي أرسلت الولايات المتحدة 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان مضاعفة تقريبا عديد القوات الأمريكية العاملة في البلد المحتل منذ عام 2000، ومن المقرر زيادة هذه القوات لتصل إلى 68 ألفا بنهاية العام. كاتب ومحلل سياسي أفغاني. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 21 سبتمبر 2009)  


براون يلتقي بالقذافي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة

 


لندن- كشفت صحيفة تليغراف البريطانية الاثنين أنه من المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بالزعيم الليبي معمر القذافي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس المقبل. وتوقعت الصحيفة أن يستغل براون فرصة اللقاء للإشادة بقرار القذافي التخلي عن أسلحة الدمار الشامل. وذكرت الصحيفة أن هذا اللقاء ربما يؤدي إلى إثارة المزيد من الغضب بسبب تاريخ ليبيا في دعم الإرهاب بما في ذلك تفجير لوكربي وتزويد الجيش الجمهوري الأيرلندي بالسلاح. وكان القضاء في اسكتلندا قد أمر بالإفراج عن عبد الباسط المقرحي منفذ عملية لوكربي لأسباب إنسانية، وقد تم استقباله لدى عودته إلى ليبيا استقبال الأبطال. وكان الإفراج عن المقرحي قد أثار موجة من الاتهامات لبراون ووزرائه باستغلال الإفراج عنه لدعم المصالح التجارية البريطانية في ليبيا وهي اتهامات تنفيها الحكومة بقوة. كما تتهم أسر ضحايا الهجمات التي نفذها جيش التحرير الأيرلندي براون بعدم بذل الجهد الكافي لمساعدتهم في الحصول على تعويضات من ليبيا. ويتوقع المسئولون البريطانيون حدوث جدل حول لقاء براون بالقذافي لكنهم أكدوا أن الدخول في حوار مع القذافي أمر جيد. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  21 سبتمبر 2009)


مصالحة جزائرية – فرنسية متوقعة في لقاء كوشنير – مدلسي في نيويورك

الجزائر -الحياة – كلف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وزير الخارجية مراد مدلسي بـ �الإستماع� إلى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، استجابة إلى طلب فرنسي بإحياء المشاورات السياسية بين البلدين. وأفادت مصادر جزائرية أن باريس أبلغت الجزائر برغبتها في عقد لقاء على مستوى وزيري الخارجية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وردت الجزائر بالموافقة مع �تحديد مسبق لملفات النقاش� ثم جرى تكليف وزير الخارجية مراد مدلسي بـ الاستماع الى نظيره الفرنسي، بحسب المصادر. وقالت مصادر موثوق بها إن باريس ترغب أولاً في منقاشة مسائل إقتصادية أولاً بناء على �شكاوى شركات فرنسية في الجزائر. ولم تعلن الخارجية الجزائرية اللقاء، لكن السفير الفرنسي في الجزائر كشف ذلك، وأكد أنه سيبحث في العلاقات الثنائية والإعداد لزيارة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى باريس. واعتبر أن الضجة المثارة حول قضية اغتيال سبعة رهبان فرنسيين عام 1996 في الجزائر كانت �مضخمة�، ولم تؤثر في العلاقات المستمرة نحو الأمام بدليل توقيع عشرات من اتفاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وشدد على أن العلاقات بين البلدين محكومة بالنجاح، لافتاً إلى أن هناك أربعة ملايين مواطن فرنسي من أصول جزائرية. وقد تعمّد السفير الفرنسي الخوض في قضية رهبان دير تيبحيرين لإنجاح اللقاء على خلفية الحدة التي تعاطت بها الجزائر مع إعادة فتح القضية بعد 13 عاماً. وكانت الجزائر أبلغت الفرنسيين منتصف تموز (يوليو) الماضي بـإلغاء زيارة مرتقبة للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، وذلك في تأجيل هو الثالث خلال العام الجاري بسبب بروز خلافات من حين إلى آخر قبيل كل استعداد لزيارة قصر الإليزيه. ويعني القرار إخراج الزيارة من برنامج عام 2009 لا سيما أن الفرنسيين أعطوا تاريخاً أخيراً للرئيس الجزائري خلال العام الجاري وفقاً لأجندة نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، هو كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وسيسعى كوشنير الى إقناع الجزائريين بهذا التاريخ. ويعزو مراقبون الخلاف الحاد في وجهات النظر بين الجزائر وباريس، إلى تذمر جزائري من تعاطي الأخيرة مع المغرب في قضية الصحراء الغربية وصفقات التسليح، وخصوصاً أن هذا العامل أدى إلى إلغاء صفقة فرقاطات فرنسية كانت ستشتريها الجزائر بعدما قررت باريس بيع البوارج العسكرية ذاتها للرباط. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية � لندن) الصادرة يوم 21  سبتمبر  2009)  

 

انطلقت من رأس الخيمة.. وصورت اهدافها بالفيديو.. وطرد الفلسطينيين نتيجة لها واشنطن تؤكد: الامارات فككت شبكة لـ’القاعدة’ ارادت تفجير ‘برج دبي’


لندن ـ ‘القدس العربي’: بدأت تتكشف خطوط المؤامرة التي كانت تستهدف تدمير ‘برج دبي’، اطول عمارة في دولة الامارات العربية المتحدة، وبلغت تكاليفها حوالى مليار دولار ومن المقرر افتتاحها في شهر كانون الاول (ديسمبر) المقبل. فقد اكدت صحيفة ‘الواشنطن تايمز’ الامريكية ان تنظيم ‘القاعدة’ وضع خطة تستهدف قيادات عليا في الاسرتين الحاكمتين في إمارتي ابو ظبي ودبي علاوة على محاولة تفجير بعض الاهداف الاقتصادية البارزة، مما يؤدي الى الحاق خسائر كبيرة في سمعة البلاد كمركز مالي عالمي. الصحيفة المذكورة المعروفة بصلاتها الوثيقة داخل المؤسسة الامريكية الحاكمة، والجناح اليميني على وجه الخصوص، قالت ان اجهزة الامن الاماراتية فككت بهدوء خلية ارهابية كبيرة على علاقة مع تنظيم ‘القاعدة’ تتخذ من امارة رأس الخيمة مقرا لها. وجاءت عملية التفكيك هذه التي لم يكشف النقاب عنها من قبل في شهر ايار (مايو) الماضي، وفي وقت حساس بالنسبة الى دولة الامارات التي ابرمت اتفاقا قبل ذلك بأشهر يتيح لها صفقة شراء مفاعل ووقود نووي، من المتوقع ان يبت فيها الكونغرس الامريكي، سلبا او ايجابا، في شهر تشرين الاول (اكتوبر) المقبل. وتعتبر امارة رأس الخيمة الأفقر بين الامارات السبع في الدولة، بسبب قلة مواردها الطبيعية، وعدم وجود اي نفقط فيها، بالتوازن مع عدد سكان كبير نسبيا. وذكرت مصادر اماراتية لـ’القدس العربي’ ان امارة رأس الخيمة تختلف عن الامارات الست الاخرى من حيث وجود نفوذ اسلامي قوي فيها، حيث ترتفع نسبة التدين المتشدد في اوساط شبابها الذين يشكلون اكثر من خمسين في المئة من عدد سكان الامارة. وكشفت المصادر نفسها ان محاولة جرت في مطار الامارة قبل سبع سنوات لاختطاف طائرة واستخدامها في الهجوم على ‘برج العرب’ وهو اضخم فنادق دبي واكثرها فخامة، وبات يشكل احد ابرز معالم الامارة، ولكن المحاولة فشلت وجرى اعتقال جميع المتورطين فيها. واكد ثلاثة من مسؤولي الاستخبارات الامريكية لصحيفة ‘الواشنطن تايمز’ ان السلطات في الامارات عثرت على ادلة دامغة تؤكد ان ‘الارهابيين قاموا برصد اهدافهم في دبي عبر ‘الفيديو’، ومن بينها ‘برج دبي’ الذي يعتبر اطول بناية في العالم بعد اكتمال تشييده في كانون الاول (ديسمبر) المقبل. كما جرى اختيار الانتحاريين الذين سينفذون عمليات الهجوم، لكنهم لم يكونوا قد سجلوا أشرطة الفيديو التي تتضمن توصياتهم على غرار ما فعل اقرانهم الذين تورطوا في تفجير مترو انفاق لندن في صيف عام 2005. ونقلت الصحيفة عن خوان زاراتي وهو نائب مستشار امن قومي سابق في ادارة الرئيس جورج دبليو بوش ان الاعتقالات التي شملت اعضاء الخلية تعكس اختراقا مهما، وتبرهن على وجود تنظيم القاعدة ومخططاته لزعزعة استقرار دولة الامارات. وقد ابدى الكثير من الخبراء الامنيين الغربيين استغرابهم من عدم استهداف تنظيم ‘القاعدة’ امارتي دبي وابوظبي طوال السنوات الماضية رغم الانفتاح الاجتماعي فيهما والذي يتناقض كليا مع مواقف الاصولية الاسلامية وتنظيم ‘القاعدة’ احد ابرز عناوينها. وذهب البعض الى القول بأن هذا يعود الى غض السلطات الاماراتية النظر عن بعض أنشطة التنظيم المالية في دولة الامارات، ودبي على وجه التحديد، بما في ذلك الاستفادة من النظام المصرفي الليبرالي في الدولة، وقيام بعض الأثرياء بالتبرع بأموال للتنظيم بطريقة سرية. وكانت صحيفة ‘معاريف’ الاسرائيلية أول من كشف نبأ هذا المخططـ، وقالت ان السيد محمد علي منصوري وزير الاراضي العامة السابق في رأس الخيمة والمتزوج من احدى سيدات الاسرة الحاكمة فيها، كان من بين المعتقلين، وجرى الافراج عنه بكفالة، ولكن ترددت أنباء انه جرى إعادة اعتقاله مرة أخرى، وهو معروف بتدينه ومساندته للحريات الصحافية والدفاع عن المعتقلين السياسيين. وذكرت الصحيفة نفسها ان ايران و’القاعدة’ تقفان خلف مخططات التفجير في دبي، وقالت ان من بين المعتقلين ايضا مواطنين فلسطينيين وسوريين ولبنانيين. وربطت مصادر فلسطينية لـ’القدس العربي’ بين مخطط التفجير المذكور، واقدام سلطات دولة الامارات على إلغاء عقود حوالى اربعمائة مدرس فلسطيني والطلب منهم مغادرة دولة الإمارات فورا، مبررة ذلك بأسباب أمنية. ولاحظت هذه المصادر ان معظم من الغيت عقودهم هم من مواطني قطاع غزة، ومعروفون بتأييدهم لحركة ‘حماس’. وقد يكون هذا الاجراء هو محاولة ‘استباقية’ أو ‘وقائية’ الهدف منها تحذير الفلسطينيين والجاليات العربية الاخرى من الاقدام على أي أنشطة متطرفة، يمكن أن تؤثر سلبا على أمن البلاد. وكانت صحيفة ‘الاخبار’ اللبنانية قد ذكرت ان السلطات في الامارات أبعدت حوالى عشرة رجال أعمال لبنانيين من الطائفة الشيعية كانوا يقيمون في امارة دبي منذ سنوات، معزية ذلك الى أسباب أمنية. وكشفت صحيفة ‘الواشنطن تايمز’ أيضا ان تنظيم ‘القاعدة’ هدد الأسرتين الحاكمتين في أبو ظبي (آل نهيّان) ودبي (آل مكتوم) بسبب تعاونهما مع الولايات المتحدة، وقالت انه بحسب رسالة مؤرخة في ايار (مايو) 2002 ومرسلة من قادة القاعدة رفع مكتب مكافحة الارهاب في ‘ويست بوينت’ الحظر المفروض على نشرها في عام 2006، فإن الاسرتين ستواجهان أعمالا انتقامية اذا استمر تعاونهما مع الولايات المتحدة ضد ‘القاعدة’. يذكر ان دولة الامارات سلمت الى الولايات المتحدة اليمني عبد الرحمن النشيري الذي يعتبر العقل المخطط للهجوم على المدمرة الامريكية اس. اس كول في خليج عدن. كما ان اثنين من المشاركين في تنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 كانا من دولة الامارات العربية المتحدة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية � لندن) الصادرة يوم  21 سبتمبر 2009)  


احتجاجاً على أحوال القضاء استقالة نائب رئيس محكمة النقض المصرية


القاهرة –  ذكر تقرير إخباري أمس الأحد أن رجل قضاء مصري بارزاً قدم استقالته إلى وزير العدل المصري احتجاجا على الأحوال السائدة في سلك القضاء. وقالت صحيفة المصري اليوم المستقلة في عددها الصادر أمس بالقاهرة، وحصلت على نسخة من الاستقالة، إن المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض تقدم باستقالته من القضاء بعد 46 سنة من العمل، منها 20 سنة في محكمة النقض. ونشرت الصحيفة نص الاستقالة المقتضب وجاء فيه: السيد وزير العدل.. تحية طيبة وبعد.. أتقدم لكم باستقالتي من عملي من محكمة النقض اعتباراً من 1/10/2009.. مع الشكر. وقال الخضيري (69 سنة)، في أول تعليق له عقب الاستقالة لصحيفة المصري اليوم: إنني أعتبر أن استقالتي صرخة احتجاج في وجه الأوضاع الحالية بالقضاء وأتمنى أن تُحدِث نوعاً من الجدية لإصلاحه. وأكد أنه لم يستطع الاستمرار في عمله القضائي في ظل الظروف الراهنة المتمثلة في تغول النظام الحاكم وسلطته التنفيذية على السلطة القضائية، حسب قوله. وأضاف قائلا أُصبت بالإحباط واليأس من إصلاح أحوال القضاء وتحقيق استقلال كامل وحقيقي للسلطة القضائية، مشيراً إلى أن ما يحدث مؤخرا من محاولات السلطة التنفيذية للهيمنة على القضاء يؤيد ذلك وكان آخرها -على حد قوله- مشروع قانون وزير العدل لتوسيع عضوية مجلس القضاء الأعلى. وقال السلطة تريد اختراق مجلس القضاء الأعلى وإخضاعه ليبقى دوره بلا فاعلية رغم أنه الأداة الوحيدة للرقابة على تصرفات الوزارة مع القضاة. وأضاف كما أن الحكومة تسعى للسيطرة على نادي قضاة مصر وجعل اختيار مجلس إدارته بالتعيين وليس بالانتخابات، مؤكداً أنه محبط ولا يتوقع أي انفراجة في الحياة العامة أو إصلاح حقيقي للأوضاع القائمة. وإحباط الخضيري من أوضاع القضاء ليس السبب الوحيد على حد قوله. وأضاف هناك أسباب إضافية وراء تقديم الاستقالة�، موضحاً أن منها عدم قدرته نفسيا وجسديا على الاستمرار في عمله المجهد خصوصاً أنه يقترب من سن تقاعد القضاة وهو 70 سنة حسب تعديل القانون في العام قبل الماضي. وحول خططه في الفترة المقبلة قال: �أدرس جديا افتتاح مكتب للمحاماة في بلدي الإسكندرية والانخراط في الأنشطة المطالبة باستقلال القضاء والدفاع عن الحريات والإصلاح السياسي.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 سبتمبر 2009)  


مرشد الإخوان: عيدنا الحقيقي عندما يتحرر المعتقلون وفلسطين ونتخلص من الاستبداد


أحمد القاعود: القاهرة ـ ‘القدس العربي’ هاجم محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين من سماهم ‘من لم يراعوا حرمة الشهر الكريم’، في إشارة إلى النظام الحاكم، وذلك لاعتقالهم أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين حيث اعتقلوا ‘البراء بغير ذنب واغتالوا فرحة أطفالهم وذويهم بالعيد بغير رحمة، وصادروا أموالهم بالباطل، واعتدوا على أحكام القضاء الواجبة النفاذ ببراءتهم، في الوقت الذي سمحوا فيه للمفسدين- حتى في الشهر الكريم- أن يعبثوا بأخلاق الأمة، ويستهزئوا بثوابتها، ويحاولوا تدمير قيمها وميراثها الحضاري’. وقال المرشد ان ‘عيدنا’ الحقيقي هو يوم تنتصر دعوتنا، وتنهض دولتنا، وتعلو بنا كلمة الله في أرضه، وتزول هذه الغشاوة، وتنقشع هذه الغمة التي تحياها هذه الأمة، وأشار في رسالته الأسبوعية والتي احتوت على التهنئة بعيد الفطر المبارك أن العيد الحقيقي سيكون حينما تنهض أمتنا من كبوتها، ويضع الله عنها إصرها والأغلال التي كبلتها، ويزيح عنها الاستبداد الذي أثقل كاهلها، وأخرها، وقعد بها عن مسابقة الأمم في ميدان الحضارة الفسيح، مضيفا انه سيكون أيضا عندما يفرح المظلومون القابعون خلف أسوار الاستبداد ظلمًا وعدوانًا بغير محاكمةٍ عادلةٍ، ومن غير جرم اقترفوه، سوى أنهم قالوا ربنا الله، وأرادوا العز لأمتهم، والتمكين لدينهم، والخدمة لأوطانهم وذويهم، كما سيتحقق أيضا ‘حين تتحرر فلسطين المباركة أرض الرباط، ويتحرر المسجد الأقصى الأسير، ويعود ألوف الأسرى الأبطال إلى بيوتهم وإلى أحضان أسرهم، وتقوم دولة فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحين تتحرر أوطاننا تحررًا حقيقيا من كل سلطانٍ أجنبي ظاهرٍ أو خفيٍ، تحت أي مسمى وأي عنوان وأي لافتة، وحين تكون كلمة الأمة بيدها، وقراراتها نابعةً من إرادتها، ومحققةً لمصالحها، وحين تتخلص من معاهدات الذل والعار التي قيدتها ومزقتها، وحين يتوقف سيل الدماء النازف من جسد الأمة، وحين يتحول بأس الأمة من الحروب بين الإخوة إلى الحرب ضد أعداء الأمة وخصومها، وحين تقوم الأمة بتحقيق الوحدة الشاملة. ودعا المرشد كل النخب السياسية والثقافية والدينية في الأمة الإسلامية إلى التكاتف لإقرار الحريات والحقوق الشرعية والإنسانية والوطنية، ومحاربة الاستبداد المدمر لقوى الأمة الحية، والتعاون للتخلص من سيطرة الأجنبي والخضوع لإملاءاته. وهنأ عاكف من قال انهم يتعرضون للظلم في سجون المستبدين بعد محاكمات مسرحية هزلية أعيد اعتقالهم بغير حق بعد أن برأتهم المحاكم الطبيعية، وأكدت خلو ساحتهم من أي فعل يمكن اعتباره جريمة والأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 سبتمبر  2009)  


بعد 7 أعوام قضاها في السجن، برلماني أمريكي  يُحذر في تصريحات بثتها قناة فوكس نيوز من هيمنة اللوبي
المؤيد لإسرائيل على مفاصل القرار الداخلي والخارجي في الولايات


بعد 7 أعوام قضاها في السجن، برلماني أمريكي سابق (Jim Traficant) يُحذر في تصريحات بثتها قناة فوكس نيوز من هيمنة اللوبي المؤيد لإسرائيل على مفاصل القرار الداخلي والخارجي في الولايات المتحدة ويصرح علنا بما يعرفه الجميع جيدا ولا يقدرون على مجرد النطق به في واشنطن! لمشاهدة الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=J0Y05q_Csf0&NR=1

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.