TUNISNEWS
6 ème année, N° 2039 du 21.12.2005
يو بي أي: صندوق النقد يدعو تونس لمواصلة الإصلاحات الاقتصادية بشفافية الحياة: تونس مستاءة من التدخل الأوروبي في شؤونها
سويس إنفو: تونس ترشح بن يحيى للأمانة العامة للإتحاد المغاربي الصباح: في تقريـر حديث لـ«البنـك العالمي» حـول تونس: مساهمــة الاستثمار الخاص لاتزال ضعيفــة رويترز: فلكي تونسي: العالم سيكون على كف عفريت! البديـل عاجل: بعد انتهاء إضراب 18 أكتوبر:كيف نحافظ على وحدة العمل من أجل الحريات ونطوّرها
مرسل الكسيبي: ما المطلوب من النهضة؟ (جزء ثاني): مزيد من الديمقراطية داخل الحزب الشـاذلي ّ العيـّادي: شــكر واعتراف بالجميل طارق الشامخي: مقالة حول دمعي الذي لا ينضب..محمد عبد الرحمن: العبث بدين الله …أو الحج على الطريقة التونسية م. البكوش: الحماريات : « في ذكرى التحيـل وفجر التغور »د. احمد القديدي: رحلة منظمة التجارة العالمية من الاقتصاد الى إلسياسة محمد كريشان: عودة بيبيمحمد الرميحي: إخوان مصر … سودانيون، جزائريون أم أتـراك د. برهان غليون: موارد التسلطية العربية
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows). |
صندوق النقد يدعو تونس لمواصلة الإصلاحات الاقتصادية بشفافية
تونس ـ يو بي أي: دعا رئيس وفد صندوق النقد الدولي الي تونس دومينيكو فانيزا السلطات التونسية الي ضرورة مواصلة الاصلاحات الاقتصادية والضرائبية، والي اقرار قواعد عمل شفافة وغير معقدة.
وقال فانيزا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ البنك المركزي التونسي توفيق بكار عقد مساء امس الاول عقب انتهاء زيارة استغرقت ثلاثة ايام ان السلطات التونسية مدعوة ايضا الي العمل من اجل خفض نسبة البطالة.
وبحسب فانيزا فان مناخ الاعمال في تونس يتطلب قواعد عمل شفافة وغير معقدة لاستقطاب المزيد من المستثمرين. وطالب السلطات التونسية باضفاء مرونة اكبر في الحوار مع الشركاء الاجتماعيين، والاهتمام بتطوير القطاعين البنكي والمالي، ولا سيما معالجة مسألة الديون السيئة للبنوك.
ولكنه استدرك قائلا ان السياسات الاقتصادية التي انتهجتها تونس مكنتها من الحفاظ علي توازنات اقتصادها الكلي وتحقيق معدل نمو يقدر بـ5.5 بالمئة، بالاضافة الي مواصلة تحكمها في التضخم .
وقال انه علي الرغم من ارتفاع اسعار النفط وتراجع الطلب الاوروبي فان النمو الاقتصادي لتونس تواصل خلال العام الجاري بصفة ايجابية، مما ادي الي تراجع نسبة البطالة التي واصلت نسقها المنخفض .
من جهته اوضح محافظ البنك المركزي التونسي توفيق بكار ان الاصلاحات التي اقرتها بلاده علي جميع المستويات تهدف اساسا الي تحسين الدخل الفردي حيث تسعي تونس الي بلوغ معدل نمو جيد وقادر علي استيعاب اكبر عدد من الكفاءات وبالتالي امتصاص حالات البطالة من بين اصحاب الشهادات العليا .
وكان وفد صندوق النقد الدولي قد اجري خلال زيارته لتونس سلسلة محادثات ومشاورات مع مختلف الاطراف الاقتصادية، وذلك لاعداد دراسة حول الاقتصاد التونسي لعرضها علي مجلس ادارة الصندوق خلال شهر اذار (مارس) من العام المقبل.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 21 ديسمبر 2005)
تونس مستاءة من التدخل الأوروبي في شؤونها
تونس – رشيد خشانة
أفاد مصدر مطلع أن تونس مستاءة من تركيز الاتحاد الأوروبي على أوضاعها الداخلية، وأن الغضب زاد مع إصدار البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ في جلسة عقدها الخميس الماضي (15 ديسمبر، التحرير) لائحة تعرضت بالنقد لأوضاع الحريات وحقوق الإنسان.
وكان جرى احتكاك بين الجانبين بعدما اتهمت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد، النمساوية بنيتا فريرو فالدنر «عناصر من الأمن التونسي يرتدون الزي المدني» بالاعتداء على الصحافي الفرنسي كريستوف بولتنسكي قبيل قمة المعلومات التي استضافتها تونس الشهر الماضي. وكانت فالدنر تتحدث في ندوة للإعلاميين أقيمت عشية القمة الأورومتوسطية أواخر الشهر الماضي في برشلونة.
لكن ما زاد العلاقات توتراً، وفق معلومات المصدر، إقدام رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان النائبة الأوروبية هيلين فلوتر (فرنسية عن حزب الخضر) على تقديم تقرير سلبي عن الأوضاع في تونس إلى البرلمان أخيراً.
وأيدت وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة كاترين تروتمان (اشتراكية) موقف زميلتها عندما اشتكت في تقرير قدمته لرئيس البرلمان الأوروبي من مضايقات زعمت أنها تعرضت لها «من صحافيين قريبين من الحكم» أثناء مشاركتها في قمة المعلومات. غير أن الخارجية التونسية نفت تلك المعلومات في اتصال مع الاتحاد وعابت عليه الاعتماد على مصادر متأثرة بـ «المتطرفين والمناوئين».
وكان الرئيس بن علي انتقد في خطاب ألقاه في وقت سابق من الشهر الجاري ما اعتبره محاولات خارجية للتدخل في الشأن التونسي من دون تسمية جهة محددة.
وأشارت اللائحة إلى أن تونس حققت نجاحات في المجالات الاجتماعية والاقتصادية لكنها حضت على أن «تترافق (تلك الخطوات) مع تعزيز الديموقراطية وحرية التعبير ودولة القانون واستقلال القضاء وحقوق الإنسان». وطلبت من الحكومة السماح للرابطة التونسية لحقوق الإنسان ونقابة الصحافيين بعقد مؤتمريهما اللذين منعا من عقدهما في أيلول (سبتمبر) الماضي.
وكان لافتاً أن اللائحة طلبت من المجلس الأوروبي والمفوضية «تذكير تونس بوجود لجنة فرعية لحقوق الإنسان في إطار اتفاق الشراكة» الذي يعود التوقيع عليه إلى السنة 1995. وكانت تونس أول بلد متوسطي توصل إلى اتفاق شراكة مع الاتحاد.
ولم يصدر حتى أمس (20 ديسمبر، التحرير) رد رسمي من تونس على اللائحة، لكن أوساطاً قريبة من مركز القرار أكدت أن التونسيين يعكفون على إعداد رد كتابي على موقف البرلمان.
وجديد اللائحة الأخيرة أن أصوات البلدان المؤيدة لتونس تقليدياً، خصوصاً فرنسا وايطاليا، وهما الشريكان الاقتصاديان الرئيسيان للتونسيين، لم تكن مسموعة بعدما كانت تلك البلدان تدافع عن توخي الحوار مع تونس بدل إصدار لوائح تؤدي إلى توتير العلاقات. ولوحظ أن النائبة تروتمان علقت على اللائحة مبدية ارتياحها «لكون النواب تكلموا بصوت واحد هذه المرة»، في إشارة إلى الخلافات السابقة بين الاشتراكيين والشيوعيين والخضر المنتقدين لتونس والأحزاب اليمينية المدافعة عنها.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 21 ديسمبر 2005)
تونس ترشح بن يحيى للأمانة العامة للإتحاد المغاربي
مساهمــة الاستثمار الخاص لاتزال ضعيفــة
الرئيس زين العابدين بن علي يجتمع بوزير الدفاع الوطني
متابعة برامج التعاون المشترك على صعيد بلدان مجموعة 5 زائد5
اجتمع الرئيس زين العابدين بن علي صباح اليوم بالسيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني.
واهتم رئيس الدولة في هذا اللقاء الذي يتزامن مع ذكرى إحداث أول مؤسسة عسكرية تونسية للتعليم العالي (الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد) بسير التعليم العسكري وما شهده من تجديد و تعصير على مستوى البرامج مواكبة للتطور العلمي والتكنولوجي في مختلف الاختصاصات
.كما كانت مناسبة اطلع خلالها رئيس الدولة على سير مشاريع الجيش الوطني في مجالات التدريب والتكوين والمساهمة في المجهود التنموي للبلاد .
وكانت مشاركة تونس في اجتماع وزراء الدفاع لبلدان مجموعة 5 زائد5 الذي انعقد مؤخرا بالجزائر محل اهتمام رئيس الجمهورية الذي أوصى بمتابعة برامج التعاون المشترك على صعيد هذا الفضاء المتوسطي .
(المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 21 ديسمبر 2005)
الكاتب عز الدين المدني يحصل على جائزة سلطان العويس
علمنا ان جائزة سلطان العويس للابداع الادبي في المسرح في دورتها التاسعة قد اسندت للكاتب التونسي الكبير عز الدين المدني عن مجمل اعماله المسرحية وهي اول مرة تسند فيها الجائزة لكاتب تونسي. وافادنا الاستاذ عز الدين المدني ان هيئة الجائزة قد اتصلت به مساء امس الاول لتعلمه بفوزه بالجائزة التي قال عنها «انها شرف يتجاوز شخصي لتشمل الثقافة التونسية بأسرها وانا سعيد بهذا التقرير الذي هو تقدير للفكر التونسي وللكتاب المسرحيين المبدعين في تونس ». ومن جهة اخرى سيتحول الكاتب عز الدين المدني الى الامارات العربية المتحدة ليتسلم الجائزة في حفل كبير يقام بالمناسبة. علما بان هذه الجائزة سبق ان فاز بها كبار الشعراء والكتاب في المشرق العربي مثل حنامينا وعبد الوهاب البياتي وادونيس. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 21 ديسمبر 2005)
فلكي تونسي: العالم سيكون على كف عفريت!
تونس ـ رويترز
: توقع فلكي تونسي شهير ان يكون عام 2006 عاما مليئا بالهزات علي الساحة الدولية وبأحداث جسام منها اغتيال الرئيس الامريكي جورج بوش وانسحاب القوات الامريكية من العراق ووفاة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وقال الفلكي التونسي حسن الشارني ان عام 2006 قد ينتهي ايضا باغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي.
وأضاف في مقابلة مع رويترز العالم سيكون خلال السنة الجديدة علي كف عفريت .
وتنبأ الشارني وهو نائب رئيس الاتحاد العالمي للفلكيين بحدوث عملية ضخمة للمقاومة العراقية ستحصد ارواح عشرات او ربما مئات من الجنود الامريكيين وستعجل برحيل القوات الامريكية من العراق خلال العام المقبل .
واضاف الفلكي التونسي (الذي تنبأ العام الماضي بوفاة العاهل السعودي الملك فهد والبابا يوحنا بولس الثاني مثلما توقع سابقا وفاة الاميرة ديانا في حادث مرور) ان حدثا اخر يراه قريبا هو رحيل بوتفليقة في اوائل العام المقبل بسبب اصابته بالسرطان علي حد تعبيره.
ومضي يقول تشير الدلائل الفلكية لبوتفليقة وجود قران وتقارب بين زحل والشمس في مكان يدل علي الخطورة القصوي واقترابه من الموت بعد صراع مرير مع المرض . وكان بوتفليقة غادر يوم السبت الماضي مستشفي فرنسيا اجري فيه عملية جراحية لعلاج قرح في المعدة.
وقال الشارني الذي اكتسب شهرة عالمية بعد تنبؤه خصوصا بوفاة ديانا في حادث مروع ان العام المقبل سيشهد خمسة عوامل فلكية ستؤثر علي مجري الاحداث يتمثل اولها في تواجد كوكب المشتري ببرج العقرب وهو ما قد يمثل طالع خير في بداية العام. لكنه اعتبر علامات الشؤم والاضطرابات ستطغي علي الساحة الدولية مع بروز العامل الفلكي الثاني المتمثل في تواجد زحل ببرج الاسد.
وذكر الشارني الحاصل علي دكتوراة في الفلك الفيزيائي ان ابرز الاضطرابات في العالم قد يتجلي في محاولات للانقلاب العسكري في سورية ونهاية مسيرة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون السياسية وسقوط حكومة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير .
وقال ان تنبؤاته تكون انطلاقا من الوضع العالمي السائد ومن التحركات الفلكية التي تحدث لأبرز الشخصيات العالمية، لذلك يبدو ان السنة القادمة ستكون مليئة بالاحداث الساخنة والمتقلبة عبر العالم.
وعلي المستوي الامني في العالم توقع الشارني ان تتواصل سلسلة التفجيرات في اوروبا والولايات المتحدة.
وقال امور اري وقوعها قريبة الحدوث.. هي عمل ارهابي ضخم بباريس يودي بأرواح العديد من الابرياء وحريق هائل في احدي المدن الفرنسية وتفجيرات ارهابية جديدة في احدي المدن الساحلية بأمريكا .
وكان الشارني قد توقع في مقابلة مع رويترز العام الماضي بحدوث تفجيرات ضخمة بلندن. وقتل واصيب العشرات في تفجيرات في لندن هذا العام في اعنف هجمات تشهدها بريطانيا في وقت السلم.
وللشارني كتب ومقالات عديدة في المجال الفلكي وهو ايضا مستشار لدي عدد من الشخصيات العالمية. ويري هذا الفلكي ان الولايات المتحدة ستضطر خلال العام المقبل الي اعلان مرض الرئيس العراقي السابق صدام حسين ثم اعلان وفاته في مرحلة ثانية وقطع محاكمته التي وصفها بالمهزلة .
كما توقع ان تشهد مصر اشتعالا طائفيا العام المقبل في ظل فوز نواب من حركة الاخوان الاسلامية المحظورة بعدد من المقاعد في البرلمان وتصاعد تصريحاتهم النارية التي ستلقي تأييدا من ايران .
وعن تنبؤاته في المجال الفني رأي الفلكي التونسي ان العام المقبل سيسجل رحيل مغني الروك الفرنسي الشهير جون هالييدي.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 21 ديسمبر 2005)
تعليق « تونس نيوز »:
أولا كذب المنجمون ولو صدقوا. أما ثانيا فالعجيب الغريب أن قدرات حسن الشارني، «
نائب رئيس الاتحاد العالمي للفلكيين » (!) و » الحاصل علي دكتوراه في الفلك الفيزيائي » (!)، الذي أرسل إلى القبر في عام 2006 كلا من عبد العزيز بوتفليقة وأياد علاوي ومحمود عباس وجورج بوش وصدام حسين وجوني هاليداي، قد توقفت تماما عن الشؤون التونسية حيث لم يتمكن المسكين من التكهن بأي شيء يتعلق بالأوضاع في بلاده من قبيل الوضع الصحي لرئيسه والأوضاع السياسية والكوارث الطبيعية وما إلى ذلك من مسائل تثير النكد وتؤدي إلى المهالك…
حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين وشعوبنا العربية والإسلامية والناس أجمعين من كل مكروه وسوء .. ومرة أخرى، كذب المنجمون ولو صدقوا.
مبادرة مثيرة للإهتمام من سجين فلسطيني
التقرير الإحصائي حول الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي
عبد الناصــر عوني فروانــة
الموقع الشخصي – فلسطين خلف القضبان
يختص بشؤون الحركة الوطنية الأسيرة
في السجون والمعتقلات الإسرائيلية
تليفاكس: 2847468 جوال 0599361110
غـــزة – فلســطين
الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى
كيف نحافظ على وحدة العمل من أجل الحريات ونطوّرها
ما المطلوب من النهضة؟ (جزء ثاني)
مزيد من الديمقراطية داخل الحزب
كتبه مرسل الكسيبي
ابتداء أدعو قبل التوغل أشواطا أخرى في طرح ما هو مطلوب من التيار الإسلامي الوسطي في المقبل من المراحل إلى شيء من الإنصاف عند تناول الأفكار وذلك بنسبة الآراء إلى أصحابها وعدم التحرج في ذكر أسماء أصحاب الرأي المخالف.
أما بعد،
فكما هو معلوم أن النهضة التونسية توصلت الى خلاصات كثيرة والى قناعات راسخة الى أهمية الحوار الداخلي والتقويم ,بل انني أعتقد أن مسألة المراجعة واعادة النظر فيما ثبت عجزه من السياسات أصبحت تقليدا راسخا لدى هذا الحزب منذ أمد طويل.
لكن المشكلة تكمن في أن ما يتوصل اليه من خلاصات وقناعات داخل المؤسسات,يتحول مع الوقت الى واحة جميلة من التنظير الذي يعجز التيار عن تنزيله عمليا في أرض الواقع.
وخذ على ذلك مثالا مااتفق عليه من محدودية المشاركة السياسية في انتخابات 89 ,لينقلب الأمر بعد ذلك الى مشاركة واسعة أدخلت حالة من الهلع على السلطة وبقية اطياف المعارضة.
والمثال الثاني يتعلق بالتوافق منذ أواسط التسعينات على صحية التعدد الحزبي في الحقل الاسلامي ,لينقلب الأمر بعد ذلك الى خوف وتوجس من كل خلاف في الرأي قد ينشأ عنه التأسيس لمبادرة سياسية جديدة.
وقس على ذلك مسائل تتعلق بالتدرج في التغيير وعدم التعجل في طلب المشاركة السياسية,ولكن ما كانت تؤول اليه الأمور غالبا هو النزول الى الميدان بكل الثقل السياسي.
الإشكال في نظري المتواضع يطرح سؤال عمق الالتزام بالمقررات واللوائح التي تنبثق عن المؤتمرات أوما يتوصل اليه داخل المؤسسات الأخرى كالتنفيذي والشورى من مقررات.
وفي تقديري البسيط فان الأمر يعكس خللا فادحا في الديمقراطية الداخلية,حيث أن صوت الجسم الواسع لأبناء الحركة يبقى في كثير من الأحيان قابلا للتصرف من قبل هيئات مثل المكتب السياسي أو هياكل أخرى كمؤسسة رئاسة الحركة أو غيرها من المؤسسات.
وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان الى غياب معاني الديمقراطية الداخلية بما يعنيه ذلك من تنفيذ أمين لما يطلبه الجمهور العريض لهذا التيار وهو ما لا يحصل في الممارسة.
يمكن القول حينئذ أن من جملة ما هو مطلوب من الحركة الاسلامية في تونس هو التقيد بصوت الجماهير في الحزب وفي أوساط المحبين وعدم التعالي عليها في التنفيذ وذلكم على خلفية الزامية الشورى وعدم اخباريتها في فقه النهضة على ما أنا متأكد منه من خلال أدبيات هذا الحزب.
النهضة اليوم مطالبة بمراجعة سلوكها بشكل عام تجاه أبنائها الذين دفعوا الضريبة الغالية سجنا وتشردا في المنافي وحرمانا من أبسط الحقوق البشرية, واظن أنه لاعاصم لها مما هي فيه سوى رب العالمين والأخذ باسباب الاصلاح الداخلي وعلى رأسها تجسيد الديمقراطية الداخلية والتي أقصد بها عدم التحرج من الراي المخالف وعدم المجاملة مع القيادة والالتزام الأمين برأي الجمهور.
الديمقراطية التي عنيتها أيضا تقتضي أيضا تصحيح العلاقة مع مسألة الولاء
فليس من ينقد رئيس الحركة او رئيس المكتب السياسي على سبيل المثال ,يصبح التعامل معه شيئا فشيئا مبنيا على قاعدة التشكيك في ولائه للجسم.
ان قواعد التربية الديمقراطية تقتضي محاسبة المسؤولين ,وبناء عليه من حق المنخرطين في الحزب أن يحاسبوا مسؤوليهم عن الاخفاق والفشل وهو ما لا يحصل عمليا عبر التجريد من التجديد للمسؤولية,بل انه تاريخيا يقع التجديد وبشكل مستمر للصف المؤسس بمجرد استعادة مساحة من مساحات حرية العمل.
ان الأحزاب الديمقراطية تحاسب على السياسات الفاشلة ,كما أنها تحاسب المسؤولين عن هذه السياسات الفاشلة ,فهل يحصل الجزء الثاني من عملية المحاسبة داخل الحركة الاسلامية عموما؟
الاخوة الكرام ,ثمة نهج تربوي خاطئ يسود عموم التيار الاسلامي المعتدل,وهو أن القادة ينظر اليهم في كثير من الأحيان على أنهم مشائخ ومربون ودعاة وربما علماء يستحقون الاتباع في السراء والضراء وكأنهم كيانات مقدسة ينبغي الانقياد وراءهم دون بصيرة أو عمق نظر,فان فازوا ونجوا فزنا من ورائهم ونجونا جميعا وان وقعوا في مهلكة هلكنا من ورائهم جميعا.
لقد بات على النهضة كتيار وقع في كثير من الاخفاقات أن يراجع مسألة الديمقراطية الداخلية من خلال اعادة الاعتبار للفرد المناضل وعدم اتخاذه مجرد اداة اعتصام أو تجمهر أو تظاهر أو توزيع مناشير وانما كيان محترم له رأيه وتصوره وكل الحظوظ في أن يراجع من يقوده ويضع حدا لكل التجاوزات التي من شأنها الضرر بالفضاء العام والوطن وليس مجرد الجسم الحزبي الذي ينتمي اليه.
وختاما أقول مستعينا في ذلك بالله :
لقد اخترت في هذا المقال أو الحوار أسلوبا صريحا لا يعرف المجاملة وذلك حرصا مني على أمانة الكلمة وصدقها ووفاء مني لمن سقط في ساحات الشهداء أو دفع ضريبة الحرية سجنا أو منفى أو حرمانا من أبسط حقوق الإنسان كالشغل والعمل والعلاج والتنقل الحر.
فالى كل أولئك أهدي هذه الكلمات وأرجو بعدها وقبلها من الله سبحانه أن يصلح أحوال البلاد والعباد وعلى رأس كل هؤلاء دعاة الاصلاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم مرسل الكسيبي في 20-12-2005
بســــم الله الرحمن الرحيم
شــكر واعتراف بالجميل
20/12/2005 06:52:49 م
أشكر في الأصل ومن صميم النفس والوجدان المؤرخ الدكتور منذر صفر، أعزّ وأنبل أصدقائي على دوره الرئيسي و طول نفسه في تحقيق حصول شخصي الفقير لله ولخدمة للوطن على القرار النهائي لحمايتي من طرف المفوضيّة الساميّة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
كما أشكر بطالع ما في شرائع الأنبياء و نفسياتهم الأشراف و الأحبّة الآتي أسمائهم بفائض معاني الإنسانيّة وأروع ما في الاعتراف بالجميل من محبّة وإكبار وصفاء ومراحة نفس لا يندثروا ولا ينقطعوا حتَّى َيلجَ الجَمَلُ في سَِمّ الِخيَاطِ والى يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا :
أخي الأكبر الدكتور أحمد منّاعي ـ المعهد التونسي للعلاقات الدوليّة ـ.
المحامي والحقوقي السيّد مختار الطريفي ـ الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان ـ .
الكاتب والحقوقي السيّد صلاح الدين الجورشي ـ الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان ـ .
المحامي و الحقوقي السيّد عبد الرؤوف العيّادي ـ حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة ـ .
المحامي و الحقوقي السيّد سمير بن عمرـ حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة ـ .
الحقوقي السيّد
عبد العزيز اليعقوبي ـ رابطة حقوق الإنسان بمدينة ليون الفرنسيّة ـ .الناشطة الحقوقية السيّدة المحترمة Ginette Hess Skandrani . S.O.S. TUNISIE –
كما لا يفوتني أن اشكر كل من ساهم من أنقياء المجتمع الأمني التونسي في تسهيل خروجي من ارض الوطن في نهاية اليوم السادس من الشهر الثاني للسنة الجارية رغم إلغاء تاشيرة الخروج بشطبها من على جواز سفري و إعتقالي بمقر أمن مطار تونس قرطاج دولي لمدة سويعات .
كما أعاتب بكل محبّة و إنسانيّة الصحفيّة السيدة سهام بن سدرين والدكتور السيّد منصف المرزوقي من بني وطني على عدم تواضعهما و تنكرهما لي للمرّة الثانيّة وعدم إستجابتهما لمساندتي معنويا. سامحهما الله مالك العزّ و الذلّة و رزقهما بكليل الإنسانيّة و بفضيله التواضع و العرفان بالجميل.
كما أذكرهما و سواهم بأنّ طالع الوجاهة في المجتمع في الخاصة و الزعامة ضمن المجتمع المدني في العامة لا يأتيان إلا بصفاء النفس تجاه الآخر و محبة الأشرار و الصالحين و الأبرار و الضالين.
كما أذكرهما و غيرهم من الضالين عن المسار الصحيح لمبادئ الإنسانيّة أن محبة الغير واحترام آدميّة الآخر ركن أساسي من أركان الزعامة. وفي التواضع أصل المسؤوليّة، و في الإحساس بالغير صدر الإنسانية، و في الإنسانيّة وقاية فعالة لجهاز مناعة المجتمع المدني من جهة ورئة تنفس لدوام المحبة في السواد الأعظم من أي شعب او كائن حيّ على وجه البسيطة من جهة رئيسيّة أخرى (ما بالطبع لا يتغيّر و طبيعة الفرد تغلب تطبعه في الحضارة و طرق محاكاته الحياة).
الشـــاذلـي ّ العيـــّادي
مقالة حول دمعي الذي لا ينضب..
وعزم أخي الماجري الذي لا يُكسر..
وشعب « الأبورجينز » الذي لا ينقرض!
طارق الشامخي
لطالما تغمر عيني الدموع في هذه الأيام لمناسبات قد تكون ساذجة لا تتحمل عبء انهمار الدمع لرجل يشارف سن الكهولة بعدما ترك وطنه في مستهل شبابة ولم يعد إلى وكره.. حتى الساعة.
تعاتب نفسي نفسي وتحاججُ نفسي نفسَها مراراً.. حول الدمع والدموع وأسرارها المكنونة ونيرانها المدفونة.. الرجال لا تعرف الدموع يا طارق.. أين الصبر والثبات؟؟ أين رباطة الجأش وعزم الرجال؟؟ ثم أين انت ممّا قاسى أسود السجون وحتى ممّا قاساه غيرك في مجاهل الغربة وموائد اللئام في هذي الحياة؟؟… لا!! بل البكاء سرُ العزم والحزم والثبات على الدرب.. إنه تنفيس النفوس المشحونة والقلوب المكلومة والمشاعر الغاصّة بالشوق والحنين حتى النخاع.. لقد بكى حبيبك المصطفى –عليه السلام- مراراً من خشية الله ومن شفقته على المسلمين ومن ظلم كفّار مكّة له، وبكى صحابته وترجّى صاحبه المبجّل: « دع القلوبَ تقرُّ يا بلال! » لما جاشت بسيدنا الحبشي لجج الشوق والحنين الى أم القرى.. وكان إبراهيم عليه السلام أوّاها حليما.. ثم أليس البكاء خوفاً على المسلمين وشفقة على المستضعفين وعجزاً عن نصرة المظلومين هو فرع من خشية الله والتقرب إليه زلفى ؟؟ أظن أن بلى!.
القرار: سمحت نفسي لنفسي بالبكاءِ ما دام فيه تنفيس للكربِ وتخفيف من الهمِّ وجلاء للحزن، ولو للحظات خاطفات آناءَ ليلٍ أو أطرافَ نهارٍ.. ولا التفات الى لوم اللائمين وتنغيص المنغّصين .. وما دمنا ثابتين –باذنه تعالى- على القول الحق ونصرة الدين. وإليكم سادتني بعض مما يحضرني من مواقف مبكية وأحداث مبتسرة عساكم صادفتم بعضها أو اشباهها ونظائرها، فتضرب الاشباهُ بالنظائرِ وعليها تقاس..فشاركتموني بذلك حزني وأذهبتم بعضاً من غمي..و :
أقول وقد لاحت بقربي حمامة ** ايا جارتا هل تشعرين بحالي
ايا جارتا لقد فرّق الدهر بيننا ** تعالي اقاسمك الهموم تعالي
الموقف الاول:
وصول أهلي في مطار تونس سالمين من استخبار المخبرين وازعاج المزعجين.. وقد ذرفت دموعي حالما وطئوا أرض الخضراء لأول مرة في حياهم سائحين مستكشفين.. بعدما اعتلج صدري ساعات طوال كانت كالدهر قلقا عليهم وخوفاً من ليل الظلم وسواد الاستضعاف وقهر الرجال وما هم برجال.. فللّه الحمد والمنّة.. ولقد كان بكاء الفرح لا محالة والتحسر اني لم اكن معهم وان عيالي ينوبوني بشكل او بآخر في معانقة تربة بلدي الذي لا ينسى!
الموقف الثاني:
وكما كنت قد أرسلت زوجتي وأولادي لوكر عائلهم وحشاشة قلبه وإلى حضن أمه ومسقط رأسه ومرتع شبابه المبكّر – وقد ولدوا في مساقط رأس غير مسقط راسي وبلاد غير بلادي.. عسى ان يخفف ذلك من لوعة امي و يضمد بعض جراح فؤادها الذي امسى خاويا من سنين خلت.. ولكن -ويا للاسف- ان ذلك لم يزد الام الرؤوم غير مزيد من توقد جذوة الشوق وتحرك مواجع القلب الدفينة..
وكنت قد ارسلت بالبريد الالكتروني اخبر صديقا قديما لي في غربة عاصمة من عواصم الغربة والضياع، واعلل الخطوة التي اقدمت عليها بالتخفيف على أمي، مغامراً بما قد للعيال من بطشة العسكر والمخفر- فجاء رده مقتضباً بعد ايام كالتالي:
« باسم الله قاهر الجبارين والصلاة والسلام على خير خلقه والسلام عليكم أخي طارق نحن في غاية الشوق إليكم ولقد سررت كثيراً عندما أخبرتني بنبإ زوجتك وذهابها إلى تونس وهي أمنية ..لكنك أيقظتَ في دمعة حرّةً تدفقت دون شعور عندما ذكرت ذلك الكائن الملائكي المدعو أم.. إنها الملاذ الذي أسرّ إليه ألم السنين وياله من ألم .. لماذا توقظني من سباتي ياصديقي؟ لماذا تنتشلني من غفلتي؟؟ لقد أغرقت نفسي في التأليف والمقالات والأبحاث.. ربّما هذا هروب حقيقي (من الواقع) كما هرب الكثيرون لكني استيقظت منذ اللحظة الأولى وإن شئت الكلمة الأولى من رسالتك..
أيها الرجل لم أعد أقدر.. سلم على من تراه قادراً على حمل أمّه في سجلّ الذكريات المُرّة والسلام .. سامحني.. ».
وما أظنه الا استرسل في بكاء طفوليّ مرير.. وفعلت ذلك عينه لما قرأت ما كتبه أعلاه، بكاءًا على حاله وحالي وحال أمه وأمي وكل الامهات المكلومات فرج الله عليهن عاجلا غير آجل.
وكاتبته بالتالي:
(بعد السلام) « ما كتبته مقتضباً اصاب مني الصميم لا محالة..
لا تثريب علينا أخي فنحن نكون ابطال التغيير وضحايا المحرقة وأمل جياع المستقبل لا محالة .. ولكل فجر لا بد من دم.. ولكل غد مشرق لا بد من عزم وحزم..
والساعة..لندعِ الدموع جانبا ولنكن واقعيين وانصحك بارسال اولادك وزوجك لتونس حالما تتمكنوا ماديا من ذلك فالوضع نسبيا تحسن في هذا المضمار ..لن يصابهم مكروه باذن الله .
وعسى ذلك ان يخفف من شوق امك كما املت ان يخفف من شوق امي. كن حازما اخي الفاضل. والسلام ».
ولم امتلك الجراة لان اخبره بان ذلك فعل عكس المطلوب وأوقد نيران الشوق -بعد رؤية اولاد الابن الغائب من عقد ونصف- تقديراً مني ان ارسالهم يبقى احسن واقرب للرجاء وحل عقدة المنفى وكسر حصار النسيان بين الأطراف الممزقة للعائلة الواحدة.
الموقف الثالث:
الهجوم المنظم الذي تعرض له اخينا الفاضل خميس الماجري على اثر نشره لرأي فقهي حول اضرابات الجوع، وقد قرأته من يوم نشره وما وجدت فيه شذوذاً يذكر بقدر ما فيه من حماسة للراي وذوداً عن الشريعة وغيرة على الحقيقة من مخالب التسيس والتشوه والضياع؛ وذلك بحسب ما يذهب اليه ظانٌ في الفقه- هو الماجري- وقد تُعبدنا بغلبة الظن.
ولهذا فوجئت بالأخ الفاضل – الهادي بريك- الذي نُجلُ ونُعزُ لغيرته هو الآخر على دينه وإسهامه المتواصل في العلم والحجاج والصدع بالحق، وأحسبه احسن من العبد الضعيف في هذا المضمار- مضمار المشاركة بالقلم- ولا نزكّي على الله احداً.. وما أظن الموضوع إلا كبوة جواد وتسييس مقيت يكتسح الإخوة هذه الايام ذوداً عن الحركة الإسلامية في زمن تكالب فيه عليها أعداؤها وعزّ نصيرها.. واتفهم كل هذا، والله المستعان اولا واخيراً.
بيد ان رد الاخ الماجري، بعدما كنت هممت لأيام بالرد مناصرة لمظلوميته ولكني لم افعل..، اثار دمعي من جديد وتمنيت له ان لا يحزن وتمنيت لو كنت مكانه ذلك أن ظلم الاخوة قد اصابني في الصميم مراراً وتكراراً فأصبت من جرائه بشبه مناعة ولم يعد يبكيني على الاقل..ثمة تذكرت قول الشاعر الجاهلي:
وظلم ذوي القرابة اشد مضاضةً ** على المرء من وقع الحسام المهنّدِ
وتذكرت رسالة قد كتبها الأخ الماجري المغترب في سبيل الله المحارَب بسبب كلمة قالها من مغتربين في سبيل الله.. كتبها من محبس غربته لابنته هدية زفافها وتذكرت ولا بد انه سيتذكر معي:
رباب ربة البيت ** تصبُ الخل في الزيت..
وتذكرتُ.. في تونس الاعتدال والتسامح والزيتونة والأرض المبسوطة كانبساط وجوه أهلها.. (ربما كان ذلك ابّان البايات والحفصيين والحسينيين وليس في عهدنا..) كم من رباب شبّت بعيداً عن أبيها -المنفي أو المسجون- وتدرّجت في مدارج الحياة واستقبلت مؤسّسة الزواج ولم يحنوا عليها والد رحيم قط او يدغدغ آمالها تحفيز قويم وتوجيه سليم.. كم وكم؟؟ بكيت لذلك، واختلط كل ذلك.. ومنه:
موقف فقهي:
تسييس الفقه عند شبابنا من أثر المحنة.. واذا سُيس الفقه فعلى الحكمة السلام. ومن باب تمرسي باصول الفقه ومقاصد الشريعة يرجَحُ لدي كراهة اضرابات الجوع لمخالفتها لمقاصد الشرع في الحفاظ على النفس والعقل ولغلاء ذينك عند المساجين او المضربين وعند المتدينين منهم خاصة، ولكن عند الضرورة القصوى التي تقدر بقدرها –كما اسلف وشدّد بعض العلماء الثقات، والكل ثقات عندي!- لاباس بذلك بشرط ان يوقف المضرب الاضراب فوراً عند الاعتلال المفضي الى الهلاك او بوادر الهلاك ولا التفات الى قول من يقول باندراج ذلك في العمل الجهادي او الاستشهادي فهو من باب اختلاف المناط واختلاف العلل والمشارب بين من يقتلع من بيته او ينتهك حقه سلما دون حرب..، ومن يذهب لساحة الوغى عازماً على العودة الى بيته بأجر ونصر.. او في جنازة تليق بمقامه الى أعلى عليين. شتان بين المناطين اخوتي ولا داعي لتسييس الفقه والمواقف الفقهية بسبب نصرة الحركة الاسلامية أو غيرها، والله اعلم. ولكم في دعاء القنوت اثر كل صلاة مندوحة عن هذا وهو من فعل حبيبكم المصطفى حتى يجيء النصر أو يذهب الكرب وتنجلي الغمة.
وهذا رايي ولست في حاجة، كما الاخ الماجري بيّن في مسالته، الى ان أبين لكم الراي المخالف -الذي تعلمون بعضه-؛ وهذا مذهب من مذاهب أهل العلم في تبيان القول الفقهي ولا مشاحة في ذلك. ومن اراد الاختلاف في الفروع فليذهب الى مظانّه فان لكل مقام مقال، ومن اراد ان يتعلم اكثر من واحد في وقت واحد فلا يمكنه ان يتعلم ولا واحد منهما كما قال ابن رشيد الحفيد، رحمه الله.
واعتذاري لكل من يتفهم ادب الحوار ويقدّر كم هو مؤلم جرح نفس مسلمة طيبة تجاهد في غربتها من اجل ربها..ومؤلم اتهام النوايا بتعلّة نصرة الحزب او الفِرقة او المذهب.. وان كان صاحبه لا يعلم انه يفعل ذلك.
الموقف الرابع:
حدثتني اخت استرالية اسلمت قبل شهور قليلة اساعدها في سبر أغوار دينها وتجاوز عقبة اللغة العربية وفهم القرآن.. حدثتني عن بعض مما تصادفه في عملها كطبيبة تتجوّل على تجمّعات « الأبورجينز »: السكان الاصليين الملوّنين في استراليا (الذين قدموا اليها على الارجح منذ ما يناهز الاربعين الف سنة عبر قوارب من اندونيسيا، والذين اكتسحهم الانجليزي الابيض الذي قدم للبلاد قبل حوال المائتي سنة ونيف.. مبيداً جماعات منهم كثيرة ومصادراً لأراضيهم ومقدّساتهم وسارقاً لابنائهم وزانياً بنسائهم؛ بدعوي خلط انسابهم بالنسب الابيض لتحسين نسلهم ..او لتربية ابنائهم على الثقافة الغربية الاسترالية للمستوطنين البيض .. ) ولطالما تعاطفت معهم في سري وبعض جهري وشعرت مراراً بالذنب وتأنيب الضمير اذ أني فعلياً مستوطن جديد أبيض او شبه ابيض أو تابع للبيض ومستقدم بإذنهم يسكن ارضهم ربما غصباً من دون رضاهم، وتاليا قد تنجر مشاكل فقهية مثل مدىقبول صلاتي في ارض مغصوبة.. وفي العموم انا ناكر بجميع جوارحي للاحتلال اينما كان ومعتبر انه لا يتقادم بتقادم الزمن ولا تسقط الحقوق لدى اصحاب الارض في الارض، سواء اكان الامر في فلسطين او امريكا بشطريها الجنوبي والشمالي او استراليا.
حدثتني كيف يقطعوا في بعض الاحيان مسافة خمسمائة كيلومتر بسيارات الدفع الرباعي (4WD)بين الأدغال الكثيفة والمسالك الوعرة للوصول الى معاقلهم الحصينة.. وحدثتني عن عيشهم في الغابات والادغال يتقوّتون –نعم الآن!، انتبهوا وفي بلد متقدم مثل استراليا- من حشاش الأرض الرطبة الرؤوم ومن بعض حيونات الغابة التي يتصيدون؛ وهم لا يعرفون اساليب الزراعة الحديثة بعد ولا الخبز ولا القمح ولا الشعير.. وكيف انهم يدركونهم عن طريق الوفد الطبي الذي فيه الأخت التي ولدت من جديد بعد اسلامها وتنور قلبها اكثر بالايمان، وقد شارفوا على الموت لمن يشارف منهم الموت، ولا يسألون البيض الحافا ولا كفافاً حتى الطبابة في لحظات الموت، وان كانت السلطات الفدرالية الآن لا تدّخر جهداً في الاعتناء بهم من ناحية الاسعاف الطبي..كما حدثتني عن بيوتهم المبنية من اغصان واوراق شجر الادغال ونومهم على الارض الدافئة الرؤوم.. وكيف انهم في العموم اصحاء بسطاء جدُ سعداء.. من دون اوحال مدنية الغرب وآثامها. وكانت الاخت تعبر لي بين الفينة والاخرى عن عشقها لعملها وعشقها لهؤلاء الناس الطيبين الذين مازالوا يخافون من الانسان الابيض، ولربما اعتبروه في ادغالهم لمّا يزورهم –وإن كان طبيبا وملاكا للرحمة- شيطاناً وشراً عميماً يهدد وجودهم وينغّص أمنهم ويدنّس عذرة غابتهم..
وبكيت لكل ذلك بكاءاً شديداً.. ولا زال قلبي يبكيهم وسأناصرهم وامثال قضاياهم ما حييت؛ وما دام فيّ عزم.
عذرا اخواني إن اشركتكم في احزاني وبدّدت بعضاً من سعادتكم بأرض غربتكم رفقة ذراريكم؛ جعلكم الله سعداء في الدارين.. آمين. ولحديث الغربة والدموع والحنين بقية لامحالة. واعذروني مجدّدا ان ام استطع ان اكتم في نفسي لنفسي دمعي، ذلك ان الحنين استبد بي الى تونسكم: المسمّاة خضراء. والسلام على كل الكرام.
العبث بدين الله …أو الحج على الطريقة التونسية
بقلم: محمد عبد الرحمن
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإسلام أصبح غريبا بل أصبح مطاردا في بلاده . و أوضح مثال على ذلك ما يقع في تونس و حتى يستبين الأمر أنقل لكم مثالا على ما يحدث في بلاد الزيتونة : موطن سحنون وابن أبي زيد وابن خلدون و ابن عاشور و ابن الفرات … ففي هذه الأيام التي يتم فيها الاستعداد لأداء مناسك الحج تم توزيع كتيب من إصدار وزارة الشؤون الدينية التونسية على قاصدي بيت الله الحرام . و منذ الصفحة الأولى يبرز لك الاستهزاء بالدين و ذلك بالحديث عن التيسير و التسامح في دين الإسلام الحنيف و يذكرون بالقاعدة ( المشقة تجلب التيسير) و بالحديث (لا ضرر و لا ضرار ) و بأن النبي نهى عن التزمت و التشدد . فخرجوا بطبخة تونسية لما يسمى (دليل الحاج ). إذ هم يقفزون من مذهب إلى آخر و مبدأهم في كل ذلك الـُرخص و الأقوال الشاذة حتى يبدو للناظر أن الحج رحلة سياحية ليس إلا . و اسمحوا لي أن أنقل لكم فقرات مما كتب في هذا الدليل و أرجو أن تكملوا قراءتها كلها . و قد أرفقت أسفله بالدليل كاملا لمن أراد المزيد من المضحكات المبكيات و لا حول و لا قوة إلا بالله . ص 3 إنّ هذا الدليل الذي تضعه وزارة الشؤون الدينية بين أيدي الحجيج الميامين هو خلاصة عمل ثُلّة من العلماء المتخصّصين والفقهاء المحقّقين، في تقصّي العلل وتمحيص الأدلّة وتخيّر الآراء والأقوال بناء على القاعدة الشرعية : المشقّة تجلب التيسير، كي يكون رفيقًا لضيوف الرحمان، قاصدي بيت الله الحرام في رحلتهم المقدّسة لأداء فريضتهم الخامسة تلبية لنداء سيدنا ابراهيم عليه السلام الذي حكاه القرآن الكريم في الآية 25 من سورة الحجّ بقوله : « وأذّنْ في النّاسِ بالحجِّ، يأتُوكَ رِجالاً وعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فجٍّ عَمِيق ». فالدّين الإسلاميّ الحنيف مبنيّ على التيسير ورفع الحرج وليس فيه تشديد أو تكليف بما فوق طاقة المخَاطَبين : »يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ ». لذلك نهى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم عن المغالاة في العبادة أو التعسير على المكلّفين في أمور الدّنيا والدّين حيث قال : « هلك المتنطّعون » أي المتشدّدون والمتزمتون. …………………. ص 7
الإفْرَادُ
: أن ينوي الحاجّ الحجّ وحده فإذا أتمّ أعمال الحجّ ينوي العمرة. وهو الأفضل عند المالكيّة إذ به حجّ النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم وهو الأيسر لأنّه لا هَدْيَ فيه... هكذا ؟ …… ص 9
ب* واجبات الإحرام : 1* التجرّد : وهو أن يتجرّد الحاجّ من كلّ محيط ومخيط وأن لا يلبس إلا إزارًا ورداءًا ونعليْن وهذا بالنسبة للرجل فقط، أمّا بالنسبة للمرأة فتلبس لباسًا عاديًّا ساترًا لبدنها دون وجهها وكفّيها. حتى لا يقولوا الحجاب أو الخمار ……… ص 10 :
ج
* ميقات الإحرام : للإحرام ميقات زماني وميقات مكاني : 1* الميقـــات الزمانــي : وهو في ثلاثة أشهر معينّة : هي شوّال وذو القعدة وذو الحجّة، قال الله تعالى : » الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ » البقرة 196. ويمتد إلى قبيل فجر اليوم العاشر من ذي الحجّة. 2* الميقات المكاني : وهو بالنسبة للحجيج المسافرين من البلاد التونسيّة قسمان : أ– قسم يخصّ الحجيج الذين يقصدون المدينة المنوّرة أولاًّ وهؤلاء يكون إحرامهم من آبار علي في طريقهم من المدينة المنوّرة إلى مكّة المكرّمة. ب– قسم يخصّ الحجيج الذين يقصدون مكّة المكرمة مباشرة إثر وصولهم من تونس إلى مطار جدّة، فهؤلاء يكون إحرامهم من مطار الحجيج بجدّة دون أن يكون عليهم هدي ولا فدية حيث يقومون هناك بكلّ متعلّقات الإحرام. وتكون النيّة عند ركوبهم الحافلة في اتجاه مكّة المكرّمة عملا بما قاله الإمام ابن عرفة فيمن كانوا يسافرون بحرًا فإنهم يحرمون من أوّل مكان بالبرّ ولا يترّتب عليهم شيء وعملا أيضا بما قاله الإمام سند من المالكية وبما أفتى به سماحة الشيخ الإمام محمّد الطاهر ابن عاشور رحمهم الله جميعًا ………………… ص17 شروط الطواف : 1- أن يكون الطائف على طهارةٍ من الحَدَثيْن (الأصغر والأكبر)، وذلك شرط في بدايته وفي استمراره فمن حصل له ناقض أثناء طوافه وجب عليه التطهّر. ومن تيسيرات الحجّ العمل بما قاله الشافعيّة من أنّه يجوز البناء في الطّواف على ما تمّ القيام به من أشواط دون إعادته من البداية. …………………… ص 22: وبمجرّد الوصول تُنْجَزُ إجراءات السّكن مع التحلّي بالهدوء والصّبر وسعة الصّدر والالتزام بالنظام وحسن الفعل والقول متذكّرًا قول الله تعالى : « الحجّ أشهر معلوماتٌ فمن فرض فيهنّ الحجّ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحجّ » (البقرة 197). وبعد أخذ نصيب من الرّاحة يتطهّر الحاجّ كما يتطهّر للصّلاة استعدادًا للطواف الذي تشترط فيه الطّهارة، …… ص 24: فيستقبل هذا الرّكن ويكبّر ويرفع يديْه كما يرفعهما للصّلاة وعليه أنْ يتجنّب هنا محاولة تقبيل الحجر إذا رأى أن ذلك قد يعرّضه لخطر التدافع والزّحام فيضرّ بنفسه أو بغيره.مع الدّعاء في كلّ شوطٍ (يمكن اعتماد الأدعية المأثورة وهي التي جمعناها في قسم الأدعية من هذا الكتاب، كما يمكن للحاج الدّعاء بما يشاء مع حضور القلب والأمل في الإجابة من الله عزّ وجلّ). ………………. ص 27 : وله أن يرتاح قليلا (خمس أو عشر دقائق)، ثم يتوجّه إلى المسعى ليقوم بالركن الثاني من أركان الحجّ وهو السّعي بيْن الصفا والمروة فيبدأ بالصّفا ويستقبل القبلة ويدعو الله بما يشاء متّجهًا إلى المروة ……… ص 28 : وفي اليوم الثامن من ذي الحجّة يستعدّ الحاجّ ليوم عرفة، يوم الحجّ الأكبر، أي أنهم سيرغمون الناس على ترك المبيت بمنى في ذلك اليوم . ترى لماذا سن الرسول سننه ؟ هل لتترك ؟ ألم يقل » خذوا عني مناسككم « ؟ …………………. ص 29 : ويقضي الحاجّ يومه في الدّعاء والذّكر وتلاوة القرآن، والمشاركة في الأختام القرآنيّة التي تنظّمها وزارة الشّؤون الدّينيّة في الخيام، والأدعية التي تؤدّى جماعة قبل الغروب ومغادرة عرفة. وهنا يجدر التنبيه إلى تجنّب الخروج من المخيّم خشية الضياع أو التعرّض لضربة الشمس. ……… ص 34: فإذا أتمّ الحاجّ رمي جمرة العقبة يحلق أو يقصر شعره ويكون بذلك قد تحلّل التحلل الأصغر، والحاجّ هنا مخيّر بين أمرين : فإمّا أن يواصل طريقه إلى مكّة ويكون هنا التنقل على حسابه الخاصّ ليقوم بطواف الإفاضة ثم يعود إلى منى وإما أن يبقى في المخيم التونسي في منى ويمضي فيها الأيام الثلاثة. ………………. ص 37–39 : ثمّ يعود إلى منى فيقيم بها لأجل الرمي ليلتيْن والمستحسن أن يتمّ الرمي في الوقت الذي يقلّ فيه الزحام والتدافع عملا بالقاعدة « لا ضرر ولا ضرار » ويكون الرمي بالترتيب بين الجمرات : – سبع حصيات للجمرة الصغرى – سبع حصيات للجمرة الوسطى – سبع حصيات للجمرة الكبرى (جمرة العقبة) وينبغي عند الرمي تجنب إيذاء الناس فقد روى سليمان بن الأحوص الأزدي عن أمّه قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بطن الوادي يقول : »يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضًا إذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف » رواه أبو داود. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هات ألْقِطْ لي فلقطت له حصيات هي حصى الخذف فلما وضعتهن في يده قال : بأمثال هؤلاء وإياكم والغلوّ في الدّين فإنّما أهلك الذين من قبلكم الغلوُّ في الدّين » رواه أحمد والنسائي. و لأجل ذلك ينبغي على الحاجّ الإنصات إلى المرشدين والمرشدات الموفدين من قبل وزارة الشؤون الدينيّة واتّباع نصائحهم عند اختيار وقت رمي الجمرات أيام التشريق الذي يجوز في كلّ الأوقات بالليل والنّهار دون التقيّد بوقت معين ، وهو ما أفتى به مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرّمة بحيث يتجنّب الحاج الزحام الشديد حول الجمرات ويتخيّر الوقت المناسب للرمي عملا بقوله تعالى: »لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَ وُسْعَهَا« . ……………………………. ص 45 : وللمــــرأة الحائـــــض والنّافـــــس الإنابة عنها في طواف الإفاضة إذا تعذّر عليها تأخيره حتّى تطهّر لارتباطها بموعد سفر محدّد، وهنا يجب على من ينوبها نيّة ذلك وأن يطوف عنها بعد طوافه عن نفسه مؤدّيًا لهذا الطواف كلّ شروطه. ………………………. ص49: ولا يترتّب على ترك المبيت بمنى هدي (لأنه سنّة عند أبي حنيفة). …… ص 52: إنّ زيارة المدينة المنورة والصلاة في المسجد النبويّ وزيارة قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم، سُنّة وقربى. ورد في الحديث الشّريف: « من زارني بعد مماتي، فكأنّما زارني في حياتي » …….. ص 66: 10- هل يجوز الإحرام بالنية في الطائرة ؟ بالنسبة إلى الحجيج التونسيين يكون الإحرام من أرض جدة و بعد إتمام إجراءات الدخول إلى الأراضي السعودية طبقا لفتوى الإمام العلامة المبرور محمد الطاهر بن عاشور و غيره من العلماء , لذلك فالإحرام من الطائرة و لو بالنية مكروه لأنه إحرام قبل الميقات . وهو غير ممكن عمليا لأن مرور الطائرة بالميقات يكون سريعا و لا يسمح يذلك . ………………
ص
68 : 14- هل على المحرم من مطار جدة هدي ؟ الميقات المكاني للقادمين جوا من أي مكان في الدنيا و القاصدين مكة المكرمة أولا إنما هي جدة حسب ما أفتى به العلامة المبرور محمد الطاهر بن عاشور و غيره من المفتين و العلماء المحققين و بالتالي فإنه لا هدي عليه . ……………… ص 70 : 1- من انتقض عنه الوضوء أثناء الطواف ماذا يجب عليه أن يفعل؟ من انتقض عنه الوضوء أثناء الطواف يقطع طوافه و يتوضأ ثم يتم طوافه و يبني على ما فعل أي يواصل طوافه كأنه لم يقطعه . و عند الحنفية لا تشترط الطهارة في الطواف . لذلك جوزوا مواصلة الطواف عند انتقاض الوضوء مثله مثل السعي ( انظر فتح الباري لابن حجر عند شرحه الحديث رقم 1652 ) . الرجاء النظر في هذا المرجع إذ ليس فيه أي حديث عن الطواف بدون وضوء ……
ص
79 :
4-
من دخل بالتمتع و قام بعمرة لغيره هل عليه هدي ؟ حسب فتوى الإمام ابن الحاجب و التي نقلها الصاوي في حاشيته على الشرح الصغير للدردير لا هدي عليه .…….. ص 80 ما حكم الشرع في الأربعين صلاة بالمدينة المنورة ؟ هناك بعض الأحاديث الضعيفة التي تدعو إلى أداء أربعين صلاة بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة وبالتالي فهذه الصلوات على أقصى تقدير هي مستحبة . و من لم يتيسر له ذلك فلا شيء عليه و لا يقال في حقه أنه قصر . و لم تنص هذه الأحاديث الضعيفة على ضرورة أن تكون هذه الصلوات مفروضة بل يمكن احتساب صلوات النوافل ضمن الأربعين . ………….. ص 133:
من
دعاء عرفة : ونسألك اللّهم بأسمائك الحسنى أن تزيد سيـادة الرّئيـس زيـن العابديـن بـن علـي تسديدا وتوفيقا لما فيه خير الوطن والدّين. اللهم حقق لنا على يديه المزيد من الخيرات واكلأه ربنا بحق هذا اليوم المبارك بعين حفظك و رعايتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين . الكتيب على نسق ب د ف :
|
دليل الحاج – تونس.zip (55.7 كيلو بايت, |
(المصدر: المنتدى الشرعي العام في « ملتقى أهل الحديث » بتاريخ 1 ديسمبر 2005)
وصلة الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41919&highlight=%C7%E1%DA%C8%CB
الحماريات : « في ذكرى التحيـل وفجر التغور«
م. البكوش
عندما يولد احدهم اضحوكة فانه يبقى كذلك و » يمشي هكاكه » و » يتبيلك هكاكه » الى النهاية. ولن ينفعه شيء في الخروج من ورطته…
منذ ايام تذكرت جدتي. فجأة تذكرتها، رأيتها اخر مرة طبعا في تونس، في بيتها ممددة على » بنكها » متغطية بـ » بطانيتها » تحدق في تلفزتها. في تلك الايام كانت تلفزة جدتي تعرض ما تعرض من برامج موغـلة في القبح و البلادة. لا اذكر اما ان تكون ذكرى « التحيل » قريبة او ان تكون قد مرت منذ فترة وجيزة (شهر او شهران). احد المتمعشين وجد في « الخلاء الخالي » ما سماه بـ »برامج تنمية ». تنمية « متاع فرد المرة »! تنمية » للصباح »! بدأت افكر في مغادرة بيت جدتي و في مغادرة البلاد مرة اخرى… قد تكون اخيرة… برنامج تنمية » يـبـصص »! كل ما في الامر بعض أحواض المعدنوس. المتمعش و فريق التصوير (في مجتمع محترم المفروض ان يكونوا كلهم » بطالة ») تحملوا مشقة التنقل و اهدروا اموالا طائلة (اموال التونسي و التونسية) حتى يصوروا احواض معدنوس! عصارة الذكاء والابداع! تصرفات « جرابع » قضت حياتها تحت تجارب مخبرية مريبة.
ما حرك الروح النقدية في جدتي هي التعليقات التي صاحبت « المادة الاعلامية » التي كانت كلها من نوع و « بحرص من سيادته و بفضل سيادته ورؤية مستقبلية من سيادته و بـ » صباط » سيادته و بـ »قصرية » سيادته و بخزعبلات سيادته » و « هات ما كاللاوي »! استقامت جدتي نسبيا في جلستها وامعنت النظر في الشاشة. صدرت منها محاولة تهميش الكاراكوز بان سألتني عن أحوالي و عن زوجتي الغائبة. طمأنتها كالعادة كما اطمئن الجميع، يعني كذبتها… الكذب على من تحب جائز اذا كان الهدف ان لا تزعجه او تسبب ارقه… فشلت محاولة جدتي في تهميش المهزلة. صبرت دقائق ثم نطقت. اليوم وانا اذكرها افهم انه آخر ما قالت لي، اذ لم اسمع منها مقالا آخر بعد ذلك.
» ياخي قلي، المعدنوس ما كانش قبل ينبت، لازم باذن سيادتو؟ » –
» كان ينبت ديما، اما هذا معدنوس اخر… متاع تنمية، معدنوس هـبال! »
« يراهم خُسرة، قعدوا كاراكوز بين الدول، هذه ما عادش تلفزة، هذه وَلات قزدرية زبلة. »
» ما تتفرجشي فيهم. عندهم عيد التحول. »
» تحول؟ يحول عينيهم! قعدوا عارة!/
سكتت جدتي قليلا تكون قد استغفرت في سرها و هي دائما تستغفر كلما شتمت بعضهم، ثم بررت تفرجها على » قزدرية الزبلة »ö
/ يا ولد الدنيا، نستنى فالنشرة الجوية، غدوة فم شتا و الا لا. »
« حتى النشرة الجوية يكذبوا عليك فيها، الخمسة و اربعين سخانة يعملوها اقل والشتاء التي تهز الدنيا وما فيها يسكتوا عليها. »
سكتت جدتي بعد ذلك وهي تتحاشى معي مثل هذه الاحاديث اذ انها تعرف عن مشاكلي منذ سنين طويلة وهي الشخص الوحيد الذي كان يحرضني دائما على الرحيل.
بعد اشهر من هذا الحادث سالت عني جدتي فقالوا لها انني سافرت. مرت سنوات / » مشات ناس وجات ناس و كالتلفزة شادة الصحيح… »/ سالت عنها فقالوا لي انها ماتت. اقصد جدتي. كدت القي سؤالا غبيا على شقيقتي التي اخبرتني: بماذا ماتت؟ سؤال غبي لان جدتي تجاوزت التسعـيـن. ثم كدت القي عليها سؤالا غبيا ثانيا: هل تالمت؟ بعد التسعين لا يتالم المحتضر. كان لا بد ان اسأل شيئا، قلت هل كانت وحدها ساعة القضاء؟ ردت شقيقتي بالنفي، و طمأنتني بأنهم كانوا حولها في ساعتها الاخيرة.
تعقيب: لو كنت مكان « سيادته » لـ » فـشخت » من قال ان المعدنوس ينبت بحرص مني و بفضلي، تصور لو قالوا انه « بحرص من سيادته تم اليوم في حدود العاشرة صباحا القضاء على ثلاثة » ذبانات » كانت تحوم حول » الكستيليات في حانوت عم فرج الززار » ! ثم ان هذا الامر يفضح الافلاس السياسي و الاديولوجي و الاداري لعدد كبير من رؤساء العالم الذين / رغم جهودهم الجبارة/ عجزوا عن إنبات المعدنوس في بلدانهم. يا لخيبتهم! فيما اعتدادهم بانفسهم و فيما ابهتهم الفارغة و العنجهية الاستعمارية التي تبقى في نهاية الامر فترينة تحجب اخفاقاتهم المريعة.
اليوم تذكرت جدتي. كم سمعت المسكينة من سيول النفاق و التلحيس وهي ممددة فوق » بنكها « . اعرف انه اول ما ساقوم به يوم ارجع الى البلد / ان كان لا يزال في العمر بقية /هو ان ارفض في المستقبل دفع معلوم الإذاعة و التلفزة! لن امول بعد الان حملة دعائية لاحدهم! من يريد ان يتلذذ بصورته ليلا نهارا فليدفع من جيبه او يختلس من الخزينة. فليدفع من يريد ذلك. فليدفع المتطوعون. اما انا، فلا! ليقصد صندوق النقد الدولي، لن يرده خائبا. و التونسيون في حل من كل الديون/ و هذا ملف اخر على حدة/ التي يثقل بها « صانع التغور » كاهل الاجيال القادمة. لا يمكن تسديد ديون تراكمت في غياب الحد الادنى (0،2 في المائة) من الشفافية. ثم ان « صانع التحـيـل » يملك عدة صناديق « للتضامن » فليدخل يده « حتى الظبوط » الى احداها و يغرف كما يغرف للامور الاخرى و « للمصاريف الاستثنائية » و يمول الكاراكوز المتواصل منذ جيلين. سارفض ان ادفع! و ان قطعوا عني الكهرباء ساقدم قضية بالشركة اذ انني ساواصل تسديد مصاريف الكهرباء، الكهرباء فقط! قد يكون لذاك وقع واثر خصوصا اذا ما تجاوز عدد هذه القضايا الالف او الالفين و من التونسيين « المطروشين » والتونسيات » المطروشات » سيوجد اكثر من هذا العدد.
هذا طبعا في مرحلة اولى ثم ستجيء المرحلة الثانية حيث ساطالبهم بتعويض عشرات السنين التي دفع خلالها التونسيون و التونسيات بحارا و جبالا من اموال لتمويل « مركاتينغ » متخلف لاشخاص مشبوهين. اشخاص مشبوهون حقا: اذا ما وقعت يوما و صافحت احدهم فلا باس في ان تعد اصابع يدك بعد ذلك، لن يكون عدد اصابعك بالضرورة خمسة بعد المصافحة، لذلك عدها، احتياط! و اذا ما طالب الف او الفان من التوانسة » المقربعين و المقربعات » مثلي فان المسالة يمكن ان تاتي بنتيجة ايجابية. اما عن التعويض المعنوي/ والمسالة تستحق التعويض المعنوي/ فانني سافكر في ذلك فيما بعد. مع انه يكفي ان اتذكر جدتي المسكينة مرة اخرى حتى اقرر المطالبة بكل التعويضات.
عن التعويض المعنوي: اعرف مواطنا من اترابي، او هو يصغرني بسنة او بعضها، يدخن علبة سجائر في الاسبوع و انا ادخن علبة كل يوم و هو لا يسكر اكثر من مرة في الشهر و انا لا اسكر عادة اكثر من مرة في اليوم و مع ذلك يبدو المواطن المسكين و كانه يكبرني بعشرين سنة. السبب الوحيد هو ادمانه/بسبب شغله/ على التلفزة التونسية. المفروض ان يدفعوا له منحة الخطر مع » باكو » حليب يوميا. و لا يقوم كاراكوز الا حيث يقوم جيش « اللحاسين » العرمرم من الخدم الذين « بـيـل على قدرهم » الف مرة، فلذلك الجمهور حديث اخر. ملفهم اقبح من اعمالهم، وجودهم في ذاته عار بالمفهوم الاخلاقي الشامل، و لهم في « التحيل و التغور » مصيدة سـ » تتطرشق » ان عاجلا ام آجلا على احدهم او على بعضهم.
كل المسالة كما قالت جدتي : » غدوة فما شتا و الا لا! » فالقحط لا يدوم في النصوص القديمة أكثر من السبع العجاف تمطر بعدها السماء في السنة الثامنة.
(المصدر: موقع تونيزين بتاريخ 21 ديسمبر 2005)
رحلة منظمة التجارة العالمية من الاقتصاد الى إلسياسة
د. احمد القديدي (*)
بسكال لامي مدير عام المنظمة العالمية للتجارة في كلمته لرؤساء وفود 148 دولة اجتمعوا في مؤتمر هنغ كنغ كان واضحا حين قال اننا منذ لقائنا بالدوحة 2001 الى لقائنا بهنغ كونغ 2005 قطعنا الطريق الفاصلة ما بين الاقتصاد والسياسة بل اصبحنا مطالبين من شعوبنا بتقديم حلول سياسية لمعضلاتنا الاقتصادية. وهذا الخطاب من قبل مدير المنظمة يوحي بأن الارادة السياسية هي الاصل لتغيير نوع العلاقات الراهنة بين مجموعات من الدول تتناقض مصالحها وتتضارب خططها وتتناحر شركاتها وتتعادى شعوبها بما لا يخدم السلام العالمي. فهو لاول مرة منذ توليه مسؤولية ادارة المنظمة يستعمل عبارة الشجاعة السياسية ويدعو اليها لانه واع بالخلافات الجوهرية بين مجموعات الدول المتقابلة في شبه مواجهة وهذه المجموعات هي كالتالي:
1- الولايات المتحدة تتزعم فريقا من الدول مثل كندا واستراليا وعدة دول اوروبية اهمها بريطانيا تنادي برفع كل القيود المفروضة على المبادلات التجارية وتحرير الاقتصاد لتعزيز الليبرالية، وهذا الطريق حسب عقيدة هذه الدول هو الكفيل بزيادة النمو ومضاعفة الانتاج وخلق ديناميكية التنمية وتوزيع خيرات وثمار التنمية على كل شعوب العالم.
وبالطبع فان هذه المنهجية ليست مبتكرة لانها وليدة المفكرين الاقتصاديين الاوائل امثال آدم سميث (1723 – 1790) وجون ماينار كاينز (1883 – 1946)، لكن المحافظين الجدد في الادارة الامريكية يوظفون هذه النظريات لخدمة مشروع سيادة اقتصاد السوق واعطاء الاولوية لإنتاج تلك البلدان المشاركة في هذه العقيدة الليبرالية المتشددة تحت غطاء شرعية المنظمة العالمية للتجارة.
2- فرنسا تتزعم فريقا من الدول الاوروبية مثل المانيا وبلجيكا واللكسمبورج والنمسا تطالب بتفكيك العولمة الاقتصادية الى حلقات تراعي خصوصيات البلدان وعدم تدويل الملفات الاقتصادية وتدافع مثلا عن مبدأ مساعدة القطاع الزراعي في بلدانها، بينما ترى المجموعة الاولى بأن مساعدة الدول للمزارعين تعيق عملية التنافس الحر وتناهض مبدأ التجارة الحرة.
3- القوى الكبرى الجديدة كما اصبحت تسمى وهي الصين والهند والبرازيل تشكل فرادى او مجتمعة قوة ضغط وتأثير تقرأ لها المنظمة ألف حساب، وهي دول كانت تعد بالأمس القريب من بين الدول النامية وضمن نادي العالم الثالث وقفزت الى الطليعة بفضل انتاجها الصناعي الذي استقل عن الارتباط بالخارج، وبفضل انخراطها السريع في الثورة الرقمية ومجتمع المعلومات بل تحولت الى مصدرة لجميع اصناف المنتجات النسيجية والتكنولوجية والغذائية والالكترونية لكل انحاء الدنيا، مما طرح قضايا جديدة وطارئة لم يكن يعرفها الاقتصاد العالمي من قبل مثل قضية غزو النسيج الصيني او غزو الحواسيب الهندية او السيارات البرازيلية لاسواق امريكا واوروبا في ظرف زمني غير مسبوق.
وهذه القوى القادمة لها شروط تحاول فرضها على منظمة التجارة في هنغ كنغ واهمها شرط الشراكة الكاملة مع المجموعات المهيمنة وتحديدا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لا مجرد التنسيق والتعاون بعقلية السيد والعبد كما قال وزير التجارة الدولية البرازيلي. فالصين مثلا وقعت عقدا لشراء 100 طائرة ايرباص من اوروبا ولكن بشرط انجاز عمليات نقل التكنولوجيا الاوروبية لتصنيع الطائرات، حتى تقف الصناعة الصينية في مجال الطيران المدني على ساقيها وتبز المنافسين، كما ان الهند لا توقع العقود مع الاطراف الامريكية والاوروبية واليابانية الا مرفقة بشرط تدريب الكوادر الهندية على احدث وادق التقنيات الغربية (والله لو اقتدينا نحن العرب بهذه الامثلة لكنا اليوم على الطريق السليم اقتصاديا ولبدأنا نهج التقدم الحقيقي اي نهج المناعة والاستقلال!) واخيرا رأينا كيف كسبت البرازيل قضية دولية ضد الولايات المتحدة واجبرتها على قطع المساعدات المقدمة في امريكا لمزارعي القطن حتى لا يتضرر المزارعون لنفس القطن لا في البرازيل فقط بل في عديد البلدان الآسيوية والافريقية مثل البينين ومالي وكولمبيا!
4- مجموعة البلدان الهزيلة والمتقبلة للمساعدات الدولية (واحرى بنا ان نقول الصدقات) وهي البلدان التي كانت مستعمرات اوروبية ثم عندما استقلت ظلت مراتع للاستعمار ومختبرات للتجارب من جميع الاصناف، بما فيها التجارب النووية الى عهد قريب (مثل التجارب النووية الفرنسية في مورو روا في بلاد ما وراء البحار التابعة لفرنسا، وما يثار احيانا من عمليات دفن النفايات النووية الامريكية والاوروبية في بعض البلاد المتخلفة) وهذه البلدان التي اصبحت تصدر المهاجرين لدول الشمال المرفهة بل وتصدر الاوبئة، اصبحت محل اهتمام من الغرب لهذه الاسباب اي الخوف من تحولها الى بؤر التهجير ونقل الايدز وقض مضاجع السادة النائمين المطمئنين الى منظومة برايتون وودس النقدية العالمية الجائرة، والى نواميس صندوق النقد الدولي التي خربت بيوت شعوب مستضعفة وزادت من حفر خنادق الظلم بين البلدان ووسعت من دائرة الحرمان وبررت الحروب الاهلية والمجازر في عدة اقاليم من العالم. وقبل انعقاد مؤتمر هنغ كنغ بأيام عرض الرئيس شيراك على المنظمة العالمية للتجارة اقرار مبدأ توظيف ضريبة دولية عن تذاكر الطائرات توهب لهذه الشعوب كاعانة، اتقاء لما عساه يصدر عنها من مصائب للغرب.
وهكذا تدريجيا وكما توقعنا منذ مؤتمر سياتل، تنزلق المنظمة من التجارة الى الاقتصاد ومن الاقتصاد الى السياسة وتعوض شيئاً فشيئاً منظمة الامم المتحدة لتصبح هي في الواقع منظمة الامم المتناحرة !
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 21 ديسمبر 2005)
عودة بيبي
محمد كريشان (*)
للمرة الثالثة يعود بنيامين نتنياهو إلي رئاسة حزب الليكود لكنه هذه المرة يعتقد جازما أنه محمل برسالة مزدوجة تتمثل في حماية كل من الحزب من الاضمحلال والبلاد من التفريط إذا ما استقرت الأمور في يد حزب كاديما لأرييل في انتخابات آذار/مارس المقبل، فحتي قبل فوزه بزعامة الحزب الذي فقد الكثير من وزنه، قال نتنياهو محذرا من احتمال فوز منافسه سيلفان شالوم الذي أيد الانسحاب من غزة في سبتمبر/أيلول الماضي إنه سيقود إلي حزب ليكود كبير مقابل حزب ليكود صغير يشكل فرعا لحزب كاديما ولا يستطيع مقاومة تقسيم القدس أو إعادة الحدود الي مشارف كفار سابا والخضيرة متجاهلا بذلك ما تظهره استطلاعات الرأي من أن الليكود لن يحصل في الانتخابات التشريعية إلا علي 12 مقعدا في مقابل 38 في انتخابات عام 2003 بزعامة شارون مقابل حصول حزب كاديما علي ما بين 30 و40 مقعدا وحزب العمل علي زهاء العشرين مقعدا.
لم يبق أمام نتنياهو الذي استند في فوزه بزعامة الليكود علي دعم ما يسمي مجموعات عقائدية ومجلس المستوطنات في الضفة الغربية سوي الجنوح الدائم والمتصاعد نحو اليمين المتطرف العنصري مما يخالف حتي سياساته التي انتهجها هو شخصيا عندما كان رئيسا للوزراء ووقع مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في تشرين الأول/اكتوبر 1998 مذكرة واي ريفر التي تحدد توزيع المناطق والصلاحيات الإدارية والأمنية الانتقالية بين الفلسطينيين والإسرائيليين مما كلفه وقتها اتهامات بالخيانة للجمهور الذي انتخبه متوهما أنه لن يصافح عرفات أو يعقد معه أي اتفاقات. ومع ذلك فنتنياهو حتي وإن فاز برئاسة الوزراء مرة أخري، وهو احتمال مستبعد تماما حسب التقديرات الحالية، لن يكون قادرا علي التمرد علي التصور الذي يعمل علي إحلاله، أو فرضه، الرئيس الأمريكي جورج بوش في المنطقة والذي يحظي بدعم أو عدم ممانعة دوليين لا سيما من خلال اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الأوسط والمتكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة.
فوز نتنياهو بزعامة الليكود تظهر اليوم بوضوح أكثر أنه لم يعد في إسرائيل من تيار غالب سوي تلوينات متعددة من اليمين تبدأ اليوم، من مفارقات السياسة، من شارون وصولا إلي غلاة المستوطنين ودعاة الترحيل الجماعي القسري للعرب مقابل يسار يحاول شمعون بيريس جاهدا جمع ما تبقي منه من أشلاء في حزب العمل الذي شهد بدوره في السنوات الماضية ضياعا تدريجيا لهويته بانحداره المتواصل نحو اليمين. وإذا ما عرفنا أن المعطيات الحالية تستبعد كثيرا وصول زعامة العمل إلي دفة رئاسة الوزراء فإن شارون سيكون الكاسب الرئيسي من وراء فوز نتنياهو لأنه سيثبت من خلاله أنه لم ينشأ حزبا جديدا إلا مكرها لأن الليكود لم يعد ذلك الليكود القادر علي التعاطي بواقعية مع مشاريع التسوية المعروضة وأنه بات رهينة تصور متطرف وغير عملي لم يستوعب التطورات الدولية الأخيرة .
الشيء الوحيد الذي قد يعيد نتنياهو إلي الواجهة هو القدر فإذا ما تطورت الحالة الصحية لشارون بشكل يبعده عن التنافس الانتخابي فقد لا يجد جمهور الناخبين، وهو يري حزب كاديما يتهاوي مع صاحبه، اللهم إذا أنقذه شخص آخر بمعجزة، من بدائل مأمونة سوي نتنياهو بكل عيوبه لأنه يجسد الخوف الإسرائيلي التقليدي من مواجهة استحقاقات أية تسوية عادلة فيما البديل الذي يطرحه بيريس قد يتراءي لهم مجازفا وخطيرا، وهم علي كل ليسوا مهيئين له بعد أو ناضجين.
(*) كاتب وصحافي تونسي
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 21 ديسمبر 2005)
إخوان مصر … سودانيون، جزائريون أم أتـراك
محمد الرميحي (*)
حتى لو كنت تعرف مصر معرفة معقولة عليك أن تعود إليها لترى وتسمع وتتحدث مع أصدقاء قدامى وجدد، موالين ومعارضين، أكاديميين وممارسين، في الموضوع المطروح بشدة وعنوانه: انعكاس نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة على الوضع السياسي المصري، كمنطلق لتلمس تأثيرات هذا الحدث المهم في الحركة السياسية العربية. فالحدث هو وصول عصبة قوية من جماعة «الإخوان المسلمين» إلى منطقة التشريع وبعدد يقارب ثلث المجلس التشريعي المصري المنتخب.
وجدت أن أهل مصر ومثقفيها قد دخلوا في مناقشة واسعة، فالصحف تعج بالتحليلات، والأصدقاء كلما اتصلت بأحدهم لتحديد موعد، كان في ندوة!
لعل بعض الحقائق يظهر على السطح جلياً ويساعد في تحديد توجهات التحليل.
الإخوان المسلمون في مصر هم من الجماعات السياسية الإسلامية العربية القليلة التي لم توضع على لائحة الإرهاب العالمي، كما أن الذين فازوا منهم في الانتخابات الضروس، اذا اصح التعبير، هم «أفراد» بصفتهم و»مستقلون» حسب تصنيفهم السياسي. اذ أن المعضلة التي تواجه المشرع المصري والحركة السياسية، هي ثنائية السؤال كيف يمكن أن تكون جماعة محظورة ومنفية من العمل السياسي، ويسمح بترشح أعضاء منتمين اليها للانتخابات العامة؟ كما أن الناجحين من «الإخوان» معظمهم تقريبا ليسوا من القيادات صاحبة الرؤية السياسية في الحركة، فالاخيرون لم يصلوا إلى مقاعد البرلمان لأنهم ووجهوا بمعركة انتخابية شرسة، وفاز من «الجماعة» مقدمو الخدمات.
إذا أخذنا بكل الحقائق السابقة يريد المراقب أن يفهم أسباب وصول كل هذا العدد من الإخوان إلى البرلمان المصري، وهم في العدد الشعبي، كما يدعي منافسوهم (قلة ناشطة). وما هي برامجهم السياسية المستقبلية. أخذت ابحث خلال أسبوع في القاهرة عن بعض تلك الإجابات.
والإجابات كثيرة. تأتيك الإجابة قاطعة من البعض ونصف قاطعة من بعض آخر. يقول لك البعض أن قطاعات من الشعب المصري صوتت «ضد» ولم تصوت «مع»، أي أن كثيرا من الأصوات غير راضية على مسيرة الحزب الحاكم وممارساته، ولم تجد أمامها قوة سياسية شبه منظمة وتثق بها غير الإخوان! هذا تحليل، لكن عندما تسأل محدثك لماذا فقط ربع من يحق لهم التصويت في الانتخابات ذهبوا إلى صناديق الاقتراع بالفعل، ومنهم هؤلاء، يجيبك أن معظم من صوتوت هم «الهامشيون» الفقراء في المدن، وأبناء الريف المعدمون، ولم تصوت الطبقة الوسطى بسبب فقدان العملية الديموقراطية لصدقيتها، ثم يضيف ان الأقباط صوتوا لمرشحي الحزب الحاكم خوفاً من «الإخوان»! لكن السؤال أليس «الإخوان» شريحة من الطبقة الوسطى المصرية؟!
كما أن هذا التحليل (تصويت المهمشين والفقراء) لا يستقيم مع التحليل الآخر، وهو أن الناس صوتت «ضد»، فهؤلاء كما تصفهم التحليلات المتسرعة، لا يستطيعون أن يتبينوا الفكرة العميقة من هدف التصويت «ضد» للثأر من جهة أخرى! إذا اضفنا إلى ذلك أن نسبة التغيير في البرلمان المصري الجديد وصلت إلى الثلثين، وهو أمر نوعي لا شكلي، فذلك يعني ذلك ضمن ما يعنيه، أن من صوت كان واعياً وراغباً في التغيير، وذلك لا يأتي من المهمشين والجهلاء.
ثم يأتيك التحليل المتناقض الآخر، وهو أن الكثيرين يتمظهرون بمظهر الدين لأن الشارع يثق بهؤلاء الملتحين، ويعتقد أنهم مثال للطهارة، في الوقت الذي يستخدم كثير منهم المظهر لأغراض سياسية أو تجارية، يعني أن «الطهارة» و»الثقة» لن تدوما كثيراً، اذ انهما ستفقدان الدافع الرئيسي لدوامهما وهو تحقيق أهداف يطمح إليها المواطن، فإن لم يتحقق سيفقد هؤلاء زخم الشارع. ثم يردف محدثك قائلاً عليك أن تعلم أن الشارع المصري متدين! هنا أيضا يسقط التحليل في تناقض.
تحليل آخر يقدمه لك البعض، أن «الإخوان» يقفون على مال وفير وكثير، استخدم في الانتخابات بكثافة، كما استخدمت التقنية الحديثة في الاتصال، مما اكسبهم قناعات الكثير من المواطنين فصوتوا لهم.
كل هذا الطرح وغيره وجد في الشارع المصري الثقافي و الإعلامي من يتحدث عنه، بل يزيد البعض في توجه لا يخلو من نظرية المؤامرة التي اعتدنا عليها، أن الحكومة المصرية تعمدت إنجاح هذا العدد الكبير نسبياً من الإخوان حتى «تخيف» جهات خارجية تدعو إلى الديمقراطية، وتخيف الأقباط المصريين أيضاً في الداخل والفئات الليبرالية، فيعضدوا مشروعات الحكومة ويساعدوها حتى على سوءاتها.
تلك مجموعة من التبريرات الكثيرة المطروحة في الساحة المصرية، تفسيراً وتحليلاً لما حدث في الانتخابات الأخيرة التي أدت إلى وصول عدد من الإخوان إلى البرلمان.
إلا أن الأسئلة لا تزال معلقة من دون جواب شاف.
فمصر المركز العربي الكبير يمكن أن يؤثر في الجوار، يكفي أن نعرف أن فكرة الانقلابات انطلقت من مصر لتعمّ عالمها العربي إلا من رحم ربي، وان فكرة «الإخوان» انطلقت من مصر لتتلون كثيراً وطويلاً في بعض البلاد العربية بألوان مختلفة لكنها بقيت الأم الحاضنة لكل الدعوات التي ترى أن مرجعيتها هي «الإسلام)». يكفي أن نعرف أن ثورة السيد الخميني في سبعينات القرن الماضي استمدت أفكارها النظرية الأولى من أفكار «الإخوان المسلمين» في مصر.
«الإخوان» في مصر ليسوا جدداً على الساحة السياسية، وليسوا بعيدين عن اكبر التضحيات التي قدمت من تنظيم سياسي، فقد دخلوا السجون ونكل بهم، وعلقوا على المشانق، وعرفوا المنافي والشتات، كما أنهم دخلوا في تسويات سياسية في أكثر من بلد عربي، فهم مثل غيرهم بينهم فروع واختلاف اجتهادات.
لذا فان «الإخوان»، ولا سيما المصريين لهم تجربة طويلة مرة في الغالب، مع السياسة. غيّروا من بعض أفكارهم وتبنوا أفكاراً جديدة، لكنهم لا يزالون سائرين في صلب قضية «الإسلام هو الحل».
أجابوا عن بعض المسائل الشائكة، ولم يجيبوا على بعض الآخر بعد، قالوا بالتبادل السلمي للسلطة، لكنهم لم يقرروا ما إذا كانوا حزباً سياسياً، أم أنهم مجرد تيار ديني، وما إذا كانوا تيارا وطنيا أم جماعة أممية (التنظيم الدولي للإخوان). قالوا بقبول المواطن مختلف العقيدة والدين، لكنهم لم يقرروا بعد ما إذا كانت المساواة بين الرجل والمرأة مساواة تامة وقاطعة، في الوقت الذي اعتمدوا بكثافة على صوت المرأة في الانتخابات الماضية. تحدثوا عن التشريع بصفته نابعاً من الشعب، لكنهم حيارى في موضوع «العقوبات البدنية». وهناك كثير من القضايا التي لا تزال موضع تساؤل أن لم تكن موضع جدال في النقاشات الأكثر جدية التي تدور متخطية السياسي إلى الموضوعي، والعاطفي إلى العقلي.
حقيقة الأمر أن تجربة «الإخوان» المقبلة في البرلمان المصري على وجه التحديد ستضعها قوى كثيرة داخلية وخارجية تحت المجهر المكبر، وستحدد إلى حد بعيد ما إذا كانوا «سودانيين، أم جزائريين طالبانيين أم اترك» بالمعنى الرمزي للتعبير،. وهي ستحدد أيضاً ما إذا كان إخوان مصر تعلموا الدرس القاسي في الفشل الذي حاق بطيف «الإسلام السياسي» من السودان حتى أفغانستان ومن الجزائر حتى إيران، ولو أنهم في بعض مفاصل تلك التجارب كانوا من المؤيدين والداعمين.
تجربة طالبان والسودان مبسوطة أمامنا، وكذلك تجربة الجزائر، وتركيا هي الاستثناء حتى الساعة. كل هذه التجارب تضع أو وضعت شعار «الإسلام هو الحل»، لكن فشل كثير منها في تقديم حلول عصرية لمشكلات المجتمع في الدولة الحديثة. ثم ان رفع شعار «الإسلام هو الحل» قليلاً ما صاحبه طرح سؤال أهم وهو: ولكن ما هي المشكلة؟ أي هو حل لأية مشاكل؟
هل المشاكل الكبرى مما يعانيها الشعب المصري ومن ثم العربي، هي الفقر وندرة الفرص الجديدة للعمل، وتضييق الحريات، وتهميش المعرفة، وتسطيح التعليم، وتجاهل البحث العلمي، وتقييد المشاركة السياسية، وانتشار الفساد والمفسدين، ووأد القوانين، وانتشار تعسف السلطة؟ أي باختصار غياب العدل وغياب الحرية في الفضاء العربي، مما أروث كل الأمراض التي نعاني منها؟
أو أن المشاكل الكبرى التي تواجه مجتمعاتنا هي وجه المرأة وشكل وملابسها والمناظر الفاضحة في الأشرطة السينمائية والكتب الروائية، التفرغ لإحلال الفتيا بدلا من القوانين. وذلك شيء وتلك أشياء آخر.
ثم إذا كان هناك تحديداً للمشاكل فالسؤال المنطقي الأخر هو كيف يمكن حلها، هل يعتمد ذلك الحل على النيات والدعوات وتوسل الأضرحة وحلقات الذكر والنظر في كتب الأقدمين للبحث عن حلول لمشكلات المعاصرين؟ أم لهم رؤية ومنهج وأولويات لم يفصحوا عنها بعد؟
الحمل كبير، ومن يسارع باتهام الإخوان بناء على ماضيهم هو على الأقل متسرع، فقد ارتضوا الديموقراطية ويريدون أن يتعايشوا معها، فإن أحسنوا عادوا بشكل أوسع واكبر، وان قرروا أن يطعموا الجماهير شعارات فمصيرهم في أحسن الأحوال دكتاتورية ثيوقراطية لم تعد مناسبة للعصر بل متصادمة معه.، تحمل الكثير من الوعود خارج الحياة الدنيا والقليل من الوفاء في الدنيا.
المشهد المصري يستحق التأمل كما يستحق بعضاً من الانتظار، إنما نجاح التجربة قد يفاجئ القارئ هي بمدى إخلاص تطبيق الإصلاحات الموعودة من الحزب الحاكم، الذي ينشطر حزماً كما اثبت نتائج الانتخابات. فالمجتمع المصري شعب متدين بما يمكن أن يسمى التدين الشعبي، قد يتحول إلى تدين سياسي، أن استمرت الحال الصعب كما هي عليه. وتبقى تجربة مصر قابلة للمناقشة الأوسع والأعمق.
(*) كاتب كويتي.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 21 ديسمبر 2005)
موارد التسلطية العربية