TUNISNEWS
8 ème année, N° 3149 du 05 .01.2009
حــرية و إنـصاف: يوميات المقاومة (10)غزة رمز العزة
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:البوليس السياسي يفرض حظرا على تظاهرات التضامن و إدارة سجن المرناقية تنكل بالمساجين ..!
تونسية في غزة لكلمة: نريد حلا لإخراجنا مثلما تم مع أفراد الجاليات الأخرى…
الـفرع التونسـي لمنـظـمة العـفو الـدولية :دعــــــــــــــــــــــوة
منظمات المجتمع المدني بتونس :دعـــــــــــــــــــــــــــــــوة
ايلاف: بعد منع المسيرات المساندة لغزة – الشباب التونسي يستنبط طرق جديدة للتضامن مع أهل القطاع
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات : بيــــــــــــــــــــان
جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي: بيـــــــــــــــــان
السبيل أونلاين: رغم القمع معهد »حي الحديقة » يتضامن مع غزة وايقاف ايناس الغنجاتي
السبيل أونلاين : مسيرة تلمذية بنابل للتضامن مع غزة تتعرض للقمع
السبيل أونلاين: مسيرة تلمذية بطبربة تضامنا مع غزة تتعرض لإعتقالات وإعتداءات
السبيل أونلاين: مشاهد من فعاليات التبرع بالدم بعد نداء »الديمقراطي التقدمي »انقرهنا – الرابط على اليوتوب :
حبيب مباركي: مسيرة احتجاجية بمدينة برن السويسرية
مائة وعشرون من العلماء والمفكرين والباحثين والمختصين : رسالة إلى أهل غزة المنصورة
حركة النهضة :أيام فرقان أيام غزة
منصف المرزوقي : وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
د.خــالد الطراولي:مشـاهد من وراء خطوط النـار: الجزء السادس*
د.منصف المرزوقي لكلمة: كنت اضن إننا سنحرر فلسطين و إذ بها هي تحررنا
النفطي حولة :مجزرة اطفال غزة
هند الهاروني: إلى أبطالنا المجاهدين في غزة العزة
عبد الحليم قنديل : عدو مزدوج وحرب مزدوجة
سليم البلغوثي : توضيــــــــــــــح( حول مسيرة بنزرت )
طلبة قوميون :بـيـــان توضيحي
نزار قباني: يا تلاميذ غـزة
رضا الماجري :تقدمــــــــــــــــــوا
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
السبيل أونلاين: النقابي السجين عدنان الحاجي يدخل في إضراب عن الطعام
النقابة الأساسية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس:إلى الإخوة أعضاء الهيئة الإدارية الجهوية بقفصة
الأخبار: أحداث قفصة: اليد الحمراء لـنظام تونس الخضراء
د ب أ : بدء محاكمة 3 أشخاص في باريس بتهمة تفجير معبد يهودي في تونس
رويترز :محاكمة في فرنسا للمشتبه بهم في تفجير معبد بتونس
الرابطــة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان : بيـــــــــان : الحالة الصحية لعي بن سالم تستدعي التدخل العاجل
غازي القصيبي :حذاء خاص بوجوه العظماء
النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف
الصباح: في منتدى الذاكرة الوطنية (1 من 2): المناضل التيجاني الكتاري يتحدّث عن مسيرته الكشفية والعسكرية خلال الفترة الاستعمارية
رويترز :نمو الاقتصاد التونسي 2ر4 في المئة في الربع الثالث
رويترز : صادرات تونس تنمو 22 بالمئة خلال 2008
يو بي أي :البنك المركزي التونسي يعترف بتأثر بعض القطاعات المحلية بالأزمة العالمية
يو بي أي :المؤتمر الإقليمي العربي بشأن الاستثمار في تعليم الكبار وبناء مجتمعات المعرفة
أحمد غلاب : 400 سنة على قدوم الأندلسيين إلى تونس وإطلاق اسم « سليمان » على مدينتهم
د.محمود الذوادي: هل لغة المستعمر غنيمة أم صنارة للاستلاب ولاستمرار الهيمنة؟
عطية فياض: عاشوراء: يوم التفاؤل بسقوط الطغاة
محمد العروسي الهاني :عدم شربة الماء عند الافطار بقصر هلال كان ثمنها الحرية و الاستقلال و السيادة و بناء الدولة العصرية
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 محرم 1430 الموافق ل 05 جانفي 2009
يوميات المقاومة (10) غزة رمز العزة
1)اختطاف التلميذة إيناس الغمزاني بتهمة الدعوة للاضراب: تم حوالي منتصف نهار اليوم الاثنين 05/01/2009 اختطاف التلميذة إيناس الغنجاتي ( ثالثة آداب ) من أمام معهد علي باش حامبه بمدينة بنزرت بتهمة كتابة بيان تدعو فيه التلامذة إلى الخروج في مسيرة احتجاجية تنديدا بالعدوان الصهيوني الهمجي على غزة، و تم إطلاق سراحها على الساعة الرابعة مساء بعد إجبارها على الإمضاء على التزام يقضي بعدم تكرار ما اتهمت به مستقبلا.
2) ولاية نابل: * خرج تلامذة المعهدين الثانويين محمود المسعدي وعلي البلهوان اليوم الاثنين 05/01/2009 في مسيرة ابتداء من الساعة الحادية عشر صباحا وذلك بعد ما اعتصموا منذ الساعة العاشرة داخل ساحة المعهد رافعين شعارات مؤيدة للمقاومة، وقد تدخلت قوات الشرطة بالقوة لتفريق المشاركين في المسيرة مما تسبب في إصابة عدد من التلاميذ من بينهم التلميذ أمان الله. * خرج تلامذة المعهدين الثانويين عبد العزيز بلخوجة والبستان بقليبية اليوم الاثنين 05/01/2009 في مسيرة جماهيرية جابت أنحاء المدينة ثم تفرقت تلقائيا بعد ان رفعت شعارات مساندة للمقاومة و منددة بجرائم العدو الصهيوني.
3) فرع تونس للمحامين يدعو إلى تجمع عام : دعا فرع تونس للمحامين جميع المنتسبين إلى القطاع إلى تنظيم تجمع خطابي عام يوم الثلاثاء 06/01/2009 أمام قصر العدالة تضامنا مع الفلسطينيين في غزة و يتوقع أن تشارك في التجمع العام جميع الحساسيات السياسية داخل القطاع.
4) دعوة إلى حضور اليوم التضامني المفتوح: تدعو منظمات المجتمع المدني بتونس و الممضية أسفل هذا إلى حضور اليوم التضامني المفتوح الذي تنظمه تفعيلا للدعم المادي و المعنوي تجسيدا للتضامن مع أهلنا في غزة و ذلك يوم الأربعاء 07/01/2009 بدار المحامي شارع باب بنات تونس بداية من الساعة التاسعة صباحا. الموقعون: – الهيئة الوطنية للمحامين بتونس – ممثل عن المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب – الجمعية التونسية للمحامين الشبان – نقابة أطباء الأسنان الممارسين بصفة حرة – عمادة الأطباء البيطريين – عمادة أطباء الأسنان – الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية في العراق و فلسطين – اتحاد المهن الطبية الحرة – العمادة الوطنية للصيادلة – النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين – النقابة الوطنية لأطباء الممارسة الحرة
5) ولاية قابس: – حاولت معاهد قابس المدينة اليوم الاثنين 05/01/2009 تنظيم مسيرات منددة بالعدوان على غزة إلا أن أعوان البوليسي السياسي و الشرطة الذين حاصروا هذه المعاهد و منعوا التلامذة من الخروج إلى الشارع. – أما في قابس الغربية فقد تمكن التلامذة من الخروج في مسيرة حاشدة لم تتردد الشرطة في قمعها بالقوة. – كما دعا الأساتذة و المعلمون إلى القيام بوقفة احتجاجية تدوم نصف ساعة على الساعة العاشرة صباحا من يومي الثلاثاء و الأربعاء 06 و 07/01/2009.
6) فريانة ولاية القصرين: نظم التلاميذ اليوم الاثنين 05/01/2009 مسيرة حاشدة شارك فيها عديد المواطنين بمدينة فريانة من ولاية القصرين للتنديد بالمجزرة الرهيبة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة على يد الصهاينة المجرمين، و كالعادة تدخلت الشرطة بالقوة لتفريق المسيرة.
7)جرجيس : انطلقت مسيرة اليوم الاثنين 05/01/2009 من معهد طريق جربة إلى معهد طريق مدنين و سارت مسافة 2 كم نظمها تلامذة المعهدين و توقفت عند منطقة الشرطة أين استهدفت بقنابل مسيلة للدموع و شهدت المؤسسات التعليمية في كل من بنقردان و مدنين و جرجيس.
8) الحامة : حاول الاتحاد المحلي للشغل يوم السبت 3/1/2009 الخروج في مسيرة احتجاجية تم قمعها من قبل البوليس كما حاول التلامذة اليوم الاثنين 05/01/2009 الخروج في مسيرة لكنهم قمعوا من طرف البوليس.
9تطاوين : انطلقت يوم السبت 03/01/2009 مسيرة مرخص لها من وسط المدينة حاول منتسبي الحزب الحاكم »التجمع » أن يهيمنوا عليها و ذلك بإرسال غوغائيين لمضايقة المناضلين النقابيين و السياسيين و أجبروا المسيرة على التراجع كما اعتدوا على بعض المشاركين و في المساء طلب الاتحاد الجهوي للشغل الترخيص له بمسيرة خرج فيها العديد من المناضلين النقابيين و السياسيين جابت شوارع المدينة و رفعت خلالها عديد الشعارات نذكر من بينها : غزة غزة رمز العزة / يا غزة الأبية لا حلول استسلامية / أوفياء أوفياء لفلسطين و الشهداء/ الحذاء الحذاء للمحتل و العملاء
و حرية و انصاف :
1/ تدعو الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد و المجاهد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة. 2/ تدعو السلطة للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
» الحرية للدكتور الصادق شورو » » الحرية لجميع المساجين السياسيين »
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 05 جانفي 2009 بالتزامن مع العدوان على غزة :
البوليس السياسي يفرض حظرا على تظاهرات التضامن .. و إدارة سجن المرناقية تنكل بالمساجين ..!
لا تزال السلطة تفرض حالة من التأهب المستمر منعا لكل أشكال التضامن التلقائي مع ضحايا حملة الإبادة التي تشهدها
غزة ، فبعد الإعتداءات التي تعرض لها المواطنون في عدة مدن شهدت تظاهرات مساندة للمقاومة شهدت العودة المدرسية بعد العطلة حصارا للمعاهد و الكليات و المدارس و قد تعرض التلاميذ بمعهد باش حامبة بمدينة بنزرت صباح اليوم الاثنين 5 جانفي 2009 إلى المنع من التظاهر و تم اعتقال التلميذة إيناس غنجاتي المرسمة بالسنة الثالثة آداب على الساعة الحادية عشر والنصف صباحا و تم التحقيق معها بخصوص من » يحرضون » على التظاهر بالطريق العام .. و تم إطلاق سراحها على الساعة الرابعة مساءا من نفس اليوم بعد أن أمضت على إلتزام بعدم .. تكرار ذلك مستقبلا ..! و بالتوازي مع حالة الطوارئ غير المعلنة لاحتواء موجة السخط على الصمت الرسمي و لمنع كل أشكال التعبير السلمي عن التضامن مع المقاومة و المقاومين استغلت إدارة سجن المرناقية انصراف الأضواء إلى ما يجري في الأراضي المحتلة للتنكيل بمساجين ما يعرف بـ » مكافحة الإرهاب » ، مما دفع السجين جمال الدين الملاخ إلى الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة و للمطالبة بالحقوق التي يكفلها له قانون السجون و التي تؤكد على احترامها السلطات الرسمية بمناسبة النظر في سجل تونس في مجال الحريات و احترام حقوق الإنسان . و إذ تقدر الجمعية حساسية الظرف الذي تتضاءل فيه كل القضايا أمام المذبحة التي يتعرض لها سكان غزة الصامدون فإنها تهيب بكل الأحرار في العالم أن يفوتوا الفرصة على كل من يريد استغلال انشغال العالم بما يجري في غزة لتصفية الحساب مع المعارضين و النشطاء ..و السجناء ..
عن فرع بنزرت رئيس الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي
تونسية في غزة لكلمة: نريد حلا لإخراجنا مثلما تم مع أفراد الجاليات الأخرى…
نشرة حاتم بن محمد في الحدث السياسي, جانفي 05, 2009 غزة-كلمة-خاص كلمة تواصل الاتصال مع التونسيات المقيمات بغزة وفي هذه المرة كانت معنا السيدة « هاجر غرس الله » المقيمة بمنطقة الرمال، شارع الوحدة في وسط غزة التي تعيش: – القصف و تدميربيتها. – انقطاع الكهرباء منذ 9 أيام. – صعوبة التحصل على الماء الصالح للشراب. – نقص الحاجيات الغذائية الأساسية و صعوبة توفيرها نظرا لعدم وجود أي محلات تزويد مفتوحة. – عدم وجود أي محاولات عملية من طرف السلطات التونسية في غزة كما لم تمنح السفارة التونسية طفلها الصغير وثائق الهوية لإخراجها مع عائلتها رغم أن العديد من أفراد الجاليات الأخرى تم اجلائهم. حول كل هذه الظروف اتصلت كلمة بالسيدة هاجر فكان الحوار التالي… :
للاستماع يرجى الضغط على الرابط التالي:
(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (محجوبة في تونس) بتاريخ 05 جانفي 2009)
دعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
يتشـرف الـفرع التونسـي لمنـظـمة العـفو الـدولية بـدعوتكم لحـضور التـظـاهرة التي ينـظـمـها حـول » الـوضـع الإنـسـانـي فـي غــزة »وذلك يوم السـبت 10 جانفي 2009 بداية من الساعة 15 بـمقر الفرع الكائـن ب67 شارع أم كلـثوم ، المدرج ب الطابق الثالث ، تونس 100 — LOTFI AZZOUZ Directeur Executif AMNESTY INTERNATIONAL TUNISIE 67, rue Oum Khalthoum, Escalier B ,3 �me �tage Tunis 1000 TEL: (+216) 71 353 417 FAX: (+216) 71 352 671 MOBILE: (+216) 98 911 226 blog:aitunisia.wordpress.com SKYPE: lotfi.azzouz
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في : 03/01/2009 دعـــــــــــــــــــــــــــــــوة
تدعو منظمات المجتمع المدني بتونس والممضية أسفل هذا إلى حضور اليوم التضامني المفتوح الذّي تنظمه تفعيلا للدعم المادي والمعنوي وتجسيدا للتضامن مع أهلنا في غزّة وذلك يوم الأربعاء 07 جانفي 2009 بدار المحامي ،شارع باب بنات تونس بداية من الساعة التاسعة صباحا. الموقعون: * الهيئة الوطنية للمحامين بتونس. * ممثل المكتب الدائم لإتحاد المحامين العرب *الجمعية التونسية للمحامين الشبان. * نقابة أطباء الأسنان الممارسين بصفة حرة * عمادة الأطباء البيطريين * عمادة أطباء الأسنان * الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية في العراق وفلسطين * إتحاد المهن الطبية الحرة. *العمادة الوطنية للصيادلة. * النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين * النقابة الوطنية لأطباء الممارسة الحرة.
بعد منع المسيرات المساندة لغزة الشباب التونسي يستنبط طرق جديدة للتضامن مع أهل القطاع
إسماعيل دبارة من تونس:
يبدو أنّ المنع الذي تعرضت له عدد من المسيرات التي تقررت في تونس للتعبير عن تضامن المواطنين مع أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لاستهداف الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من أسبوع ، قد حرّك قريحة الشباب نحو استنباط طرق جديدة ومبتكرة للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين دون الاضطرار للنزول إلى الشارع حيث أعوان الأمن لهم بالمرصاد. الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة تزامن في تونس مع عطلة السداسي الأول التي تمتدّ على أسبوعين و تنتهي يوم 5 يناير الجاري، و يعني هذا التزامن بالنسبة للطلبة و النشطاء النقابيين صلب الجامعة فقدانهم لفضاء رحب للتحرك و إبداء دعهم لأهل قطاع غزة المحاصر. ويقول مالك الصغيري وهو قيادي في الاتحاد العام لطلبة تونس( منظمة نقابية طلابية) لإيلاف : »من الضروري أن يولد المنع الأمني لدى الشباب التونسي وخصوصا الطلابي منه أشكالا جديدة للنضال في سبيل دعم الفلسطينيين في غزة ، أرى أن الأنظمة العربية و من بينها تونس لم تتعامل مع احتقان شعوبها بشكل سليم ، فعلى سبيل المثال حاصر الأمن التونسي الطلبة يوم 30 ديسمبر يوما كاملا لأنهم أرادوا الاجتماع في مقرّ اتحاد الطلبة وهي منظمة قانونية ومعترف بها ، مُنع اغلب الطلبة من الالتحاق بنا و اعتدوا علينا بالعنف الشديد مما أدى إلى إصابة بعضنا ، كل ذلك لا يؤثر في عزيمتنا لنصرة غزة وهو ما يدفع الشباب برأيي إلى التفكير في طرق بديلة لتحاشي الالتحام مع عناصر الأمن الذين يحملون تعليمات صارمة بمنع كلّ تجمع مساند بتعلّة أنه غير مرخّص ». « إيميل » و « أس أم أس » زهرة بالرجب طالبة سنة ثالثة فرنسية 24 سنة ، قالت إن المنع القاسي الذي تعرّض له الشباب التونسي الذي أراد التظاهر للتعبير عن تنديده بالعدوان الإسرائيلي جعلهم يلجئون إلى وسائل الاتصال الحديثة للتذكير بمحورية القضية الفلسطينية و مخاطر تخليّ العرب عن أخوتهم الفلسطينيين في هذا الظرف الصعب. وتتابع: »استغللت بقاء عدد من الزميلات في مبيتاتهم الجامعية للاتصال بهم عبر الجوال و الإرساليات القصيرة و حثثتهم على تحويل كلّ ما أرسلته لهم إلى عناوينهم و بالتالي تعمّم رسائلي الشخصية التي أسهر ليلا على تحريرها باللغتين الفرنسية و العربية و الدارجة التونسية ليفهمها أكبر عدد من الناس ». أما نضال الغديري 20 سنة فأراد إبلاغ صوت التونسيين إلى القطاع مباشرة عبر تعميم إرساليات الهاتف الجوال الموجهة مباشرة إلى الغزاويين بوضع الكود المخصص للقطاع وقد تلى لإيلاف إحدى رسائله القصيرة قائلا : »قد تسمع أنّاتهم فتشاركهم إياها..أو ترفع يدك للتأمين على دعائهم… ما عليك سوى أن تخسر القليل من ديناراتك لتصرفها على اتصال عشوائي اضرب الرقم.. 0097282 ثم أتبعها بستة أرقام عشوائيةوستسمع صوتهم.. انشرها ولك أجر النصرة إن شاء الله ». بشرى العجيمي 26 سنة ، استغلت عملها في محلّ انترنت عمومي لتقوم بإرسال المئات من الرسائل الالكترونيّة التي تحوي دعوات إلى المشاركة في فعاليات تتضامن مع غزّة و تندّد بالهجمة الإسرائيلية، وتقول لإيلاف: »أستغلّ بقائي لثماني ساعات يوميا أمام النت لأتابع بيانات الأحزاب و المنظمات التي ترغب في التظاهر أو التبرع بالدم أو إرسال المساعدات ، وعلى الرغم من أنني شبه متأكدة من أن الأمن سيمنع كل تجمع مُساند ، إلا أنني أحرص على تمرير ما أجده عبر الايميل ليصل إلى اكبر قدر ممكن من المواطنين ومستعملي الشبكة ». البعض الآخر من الشباب ارتأى المساندة عبر كتابة نصوص قصيرة سهلة الطباعة، تحث على ضرورة الدعاء للفلسطينيين ومساعدتهم ماليا ومعنويا قبل أن يتمّ توزيعها على المواطنين و المارة بشكل حذر. الهادي حجلاوي 25 سنة، تاجر، يقول: « هذه الطريقة ليست جديدة، لكن ما يحدث في غزة اليوم جعلنا نلتجئ إليها، فالمصاب لا يقتضي الانتظار للبحث في الأساليب، الكل يساهم من موقعه ووفق اقتداراته المادية و النفسية ، قمت بتوزيع البيانات على كل من يدخل متجري، وتجدون في نهاية النصّ عبارة بالبنط العريض « انسخ منها خمس نسخ ووزعها على من يعترضك ولك أجر إن شاء الله ». مجموعات ونقاشات على الفايس بووك الشبكة الاجتماعية الشهير فايس بوك شهدت نقاشات و سجالات ساخنة حول ما آلت إليه الأوضاع في غزة ، و تشكلت في هذا الصدد عدة مجموعات ، و اختلفت النقاشات فيها بين مؤيد لحماس و داع لصمودها و بين محمّل للمسؤولية الكاملة لها و معتبرا إياها « الخطر الحقيقي الذي وجب التصدي له » على حدّ تعبير دليلة راجحي وهي من مستعملي الفايس بووك. و لم يُستثن الحكام العرب من النقاشات الدائرة عبر الفايس بووك ، فهم تارة مُتهمون بالتواطؤ وطورا مشكورون على عدم دعمهم لحماس « كونها حركة أصولية موالية لإيران و لقوى إقليمية لا تريد مصلحة الشعب الفلسطيني ». وكتب منير التونسي قائلا: »حماس لا تريد سلاما ، و لا تريد أمنا لأهل غزة ، تتلقى أوامرها من ملالي إيران و أتباع الرئيس السوري بشار الأسد المغلوب على أمره، على الرغم من أنني لا أرحب بطريقة الحكام العرب في التعاطي مع القضية الفلسطينية إلا أنّ عدم التصريح بدعمهم المباشر للحركة الأصولية في قتالها ضدّ إسرائيل يعتبر امرا ايجابيا ». حلقات نقاش حيّة شباب آخر في تونس فضّل فتح حلقات نقاش حيّة و مباشرة وموسعة في الأحياء وفي المقاهي الشعبية وفي المنازل أيضا، وضّمت الحلقات الشباب والكهول والشيوخ والنساء، لإبداء الرأي والبحث عن الصيغة الأنسب التي يمكن من خلالها إنهاء المظلمة المسلطة على شعب غزة. وغالبا ما يأخذ النقاش مجرى آخر ساخرا من الحكومة العربية التي تخشى اليوم التظاهر لنصرة غزة لأنها » تعلم أن التظاهر اليوم يعني التظاهر في الغد للمطالبة بالحريات و الديمقراطية وهو ما يعملون على إجهاضه » على حدّ تعبير صالح فوراتي 25 سنة .و يختلف معه فراس نعمان 29 سنة بالقول إنّ شماعة الاستبداد أضحت ترّهة فارغة ، فلو كان الشعب التونسي مقتنعا بخطوات حماس العبثية عبر إطلاق الصواريخ قصيرة المدى و تحمّل الغزاويين لتبعات تلك الصواريخ ، لخرج لوحده و بقوة للتعبير عن تضامنه ولو كره النظام ذلك.
( المصدر: موقع « ايلاف » (بريطانيا) بتاريخ 4 جانفي 2009)
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بيــــــــــــــــــــان
يشن الكيان الصهيوني منذ 10 أيام حربا وحشية على الفلسطينيين في غزة تحولت إلى حرب إبادة شاملة بالقصف البحري والبري والجوي للمدنيين العزل وسط صمت عربي رسمي وتواطؤ دولي مفزع . إن « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » التي تتابع هذه الأحداث المأسوية بمرارة شأنها شأن كافة القوى الوطنية المخلصة للقضايا العادلة: 1 – تدين الحرب الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة والتي خلفت إلى حد الآن 550 شهيدا و2700 جريحا بالإضافة إلى الدّمار الذي لحق المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة والمنازل والطرقات إلخ… 2 – تستنكر الصمت العربي والدولي حيال هذه الحرب وهي تستنكر بشكل خاص مواقف معظم الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تتورع عن إيجاد ذرائع للمجازر المرتكبة على حساب الأبرياء. 3 – تشيد بالموقف الشعبي التونسي المتضامن مع أشقائنا في غزة والذي عبرت عنه القوى المدنية والنقابية والسياسية وكذلك مواقف المواطنين العفوية 4 – تندد بالقمع الذي تمارسه السلطات التونسية على مناضلي ومناضلات الأحزاب والجمعيات والهيئات المهنية والنقابية المستقلة وعلى عموم المواطنات والمواطنين لمنعهم من التعبير عن تضامنهم مع غزة ومع الشعب الفلسطيني. وهي تعتبر هذا القمع انتهاكا لحرية التعبير والاجتماع والتظاهر السلمي. 5 – تهيب بالشعب التونسي وبكافـّة القوى الوطنية والديمقراطية بأن يستمرّا في الاحتجاج على العدوان الغاشم وفي تنظيم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني ولغزة بالخصوص. هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريا
جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي نابل في 03-01-2009 بيـــــــــــــــــان
بعد أن دخل العدوان الهمجي الآثم الذي يقوم به العدو الغاصب الكيان الصهيوني على إخواننا وأشقائنا الفلسطينيين في غزة أسبوعه الثاني، وأمام عمليات القتل الجماعي لكافة شرائح المواطنين من أطفال وشيوخ و نساء عن طريق القصف الجوي والبحري الجبان الذي استهدف المدارس والمساجد والمستشفيات وسيارات الاسعاف وخلف إلى حد كتابة هذه السطور أكثر من 440 شهيدا وأكثر من 2200 جريح جزء كبير منهم في حالة خطرة جدا فإن جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بنابل: – تقف وقفة إكبار وإجلال لشهداء غزة والمصابين وكل الأهالي الصامدين – تترحم في خشوع على أرواح شهداء غزة والضفة وتحتسبهم عند الله من الفائزين – تعتبر ما تقوم به اسرائيل في غزة جريمة بشعة ضد الانسانية وتطالب بمحاكمتها دوليا – تطالب الحكومات العربية بقطع كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني – تهيب بالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي الضغط على الحكومة المصرية لفتح معبر رفح كليا – تدعو الشعوب العربية والاسلامية إلى مزيد الضغط على حكوماتها بالطرق السلمية والمشروعة من أجل زحزحة موقفها نحو وقف العدوان وفك الحصار وفتح المعابر. قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. سورة آل عمران آية 200 حامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي عن الكاتب العام وبتفويض منه المسؤول عن الاعلام الحبيب ستهم
رغم القمع معهد »حي الحديقة » يتضامن مع غزة وايقاف ايناس الغنجاتي
السبيل أونلاين – خاص – تونس إنطلقت اليوم الإثنين 05 جانفي 2009 مسيرة تلمذية من معهد « حي الحديقة » بجهة حي التحرير ، الواقع بأحواز العاصمة التونسية (الضاحية الغربية ) تضامنا مع قطاغ عزة الصامد ، وقد تدخلت قوات البوليس بالزي الرسمي وفرقة الخيالة وفرقتها بالقوة . من جهة أخرى وقع إيقاف التلميذة بالسنة السادسة شعبة آداب بمعهد « باش حانبة » ببنزرت إيناس الغنجاتي بسبب تعليقها « منشور » يدعو إلى مناصرة غزّة ، ووقع إطلاق سراحها على الساعة الرابعة والنصف مساء بعد أن امضت على إلتزام بعدم تكرار ذلك . من زهير مخلوف – تونس (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 05 جانفي 2009 )
مسيرة تلمذية بنابل للتضامن مع غزة تتعرض للقمع
السبيل أونلاين – خاص – تونس إنطلقت اليوم 05 جانفي 2009 ، على الساعة الحادية عشر صباحا ، من معهد محمود المسعدي بنابل مسيرة تضامن مع أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون إلى مجازر بشعة ، وإتجهت إلى معهد الفتيات بنابل ، وقد حاول مدير المعهد منع إنطلاق المسيرة غير أنه لم يفلح في ذلك . وقد تدخلت قوات البوليس السياسي وقوات التدخل بسياراتهم المدنية وشقوا جموع المتظاهرين ، وإعتدو بالضرب على التلاميذ كانت من بينهم التلميذ أمان الله . من زهير مخلوف – تونس (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 05 جانفي 2009 )
مسيرة تلمذية بطبربة تضامنا مع غزة تتعرض لإعتقالات وإعتداءات
أونلاين – تونس – خاص في إطار الفعاليات الشعبية للتضامن مع قطاع غزة الذى يتعرض الى هجمة صهيونية مسعورة ، إنطلقت اليوم 05 جانفي 2009 ، على الساعة الحادية عشر صباحا ، من معهد حنبعل بطبربة مسيرة تضمان مع سكان القطاع ، وتجوهت المسيرة الحاشدة إلى غاية معهد الشويبي بالمدينة ، وبلغ عدد السبيل المشاركين فيها حوالي 700 تلميذ وهم عدد تلاميذ المعهد . وقد تعرض التلاميذ المشاركين في المسيرة إلى الإعتداء بالضرب من طرف قوات البوليس ، وتمّ إعتقال عدد منهم ، مما دفعهم إلى الإعتصام أمام مركز شرطة المدينة مطالبين بإطلاق سراح زملائهم ، وإلى حدّود الساعة ما يزالون يرابطون أمام المركز في إنتظار تحقيق مطلبهم . من زهير مخلوف – تونس (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 05 جانفي 2009)
(المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 04 جانفي )
مسيرة احتجاجية بمدينة برن السويسرية
Stoppt den Holocaust in Gaza
Manifestation nationale Samedi 10 Janvier 2009, Berne, Helvetiaplatz, 14h مسيرة احتجاجية، على المجزرة المرتكبة في غزة، وذلك
يوم السبت 10 جانفي 2009
بساحة Helvetiaplatzبمدينة برن السويسرية على الساعة 14h00 دعاء اللَّهُمَّ إِنَّ بِإِخْوانِنا الْمَنْكُوبِينَ فِي غَزَّةَ مِنَ البَلاَءِ مَا لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ أَنْتَ، وَإِنَّ بِنا مِنَ الوَهَنِ وَالتَّقْصِيرِ مَا لاَ يَخْفَى عَلَيْكَ، إِلَهَنا إِلَى مَنْ نَشْتَكِي وَأَنْتَ الكَرِيمُ القَادِر، أَمْ بِمَنْ نَسْتَنْصِرُ وَأَنْتَ المَوْلَى النَّاصِر، أَمْ بِمَنْ نَسْتَغِيثُ وَأَنْتَ المَوْلَى القَاهِر، اللَّهُمَّ يا مَنْ بِيَدِهِ مَفاتِيحُ الفَرَجِ فَرِّجْ عَنْ إِخْوانِنا وَاكْشِفْ ما بِهِمْ مِنْ غٌمَّةٍ. اللَّهُمَّ يا عَزِيزُ يا جَبَّارُ يا قَاهِرُ يا قَادِرُ يا مُهَيْمِنُ يا مَنْ لاَ يُعْجِزُه شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّماءِ، أَنْزِلْ رِجْزَكَ وَعَذَابَك عَلَى اليَهُودِ الصَّهَايِنَةِ وَمَنْ يُعِينُهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ يا مَنْ بِيَدِهِ مَقَالِيدُ الأُمُورِ، يا مَنْ يُغَيِّرُ وَلاَ يَتَغَيَّرُ قَدْ اشْتاقَتْ أُنْفُسُنا إِلَى عِزَّةِ الإِسْلاَمِ، فَنَسْأَلُكَ نَصْراً تُعِزُّ بِهِ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ وَتٌذِلُّ بِهِ البَاطِلَ وَأَهْلَهُ. كلنا لغزة اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا سريع الحساب ويا هازم الأحزاب أهزم النصارى و اليهود المحاربين للإسلام والمسلمين اللهم أهزمهم وزلزلهم اللهم أقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم اللهم شتت شملهم اللهم خالف بين ارائهم اللهم اجعل بأسهم بينهم اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك يا قوي يا قادر اللهم أذل الدول الكافرة المحاربه للإسلام والمسلمين اللهم أرسل عليهم الرياح العاتيه والأعاصير الفتاكه والقوارع المدمره والأمراض المتنوعه اللهم اشغلهم بأنفسهم عن المؤمنين اللهم لا تجعل لهم على مؤمن يدا وعلى المؤمنين سبيلا اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل اللهم أرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل اللهم خذهم بالصيحة وأرسل عليهم حاصبا اللهم صب عليهم العذاب صبا اللهم أخسف بهم الأرض وأنزل عليهم كسفًا من السماء اللهم أقلب البحر عليهم نارا والجو شهبا وإعصار اللهم أسقط طائراتهم اللهم دمر مدمراتهم وأجعل قوتهم عليهم دمارا يا ذا الجلال والاكرم يا حي يا قيوم اللهم أن بالمسلمين من الجهد والضنك والضيق والظلم ما لا نشكوه إلا إليك لاإله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض العظيم امــــيــــن
حبيب مباركي
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى أهل غزة المنصورة
مائة وعشرون من العلماء والمفكرين والباحثين والمختصين وغيرهم في عدة دول يصدرون رسالة يوجهونها إلى أهل غزة صبرا أهل غزة، فإن النصر مع الصبر، وإن الله يدافع عن عباده المؤمنين، وإنما يُبتلى المرء على قدْر دينه، ليرفع الله عز وجل درجته ويطهره ويرفع قدره في الدنيا والآخرة، وما ضركم لو لقيتم الله عز وجل فصرتم إلى الفردوس الأعلى وصار عدوكم إلى الجحيم؟ فصبرا صبرا فإنكم على الحق، وأنتم اليوم عنوان العزة والمجد والكرامة في الأمة … —————————————- 8 محرم 1430هـ – 5/1/2009 الحمد لله ناصر كل صابر، ومذل الكافرين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين محمد، صلى الله عليه وسلم. أما بعد: فلا يخفى على أحد ما نزل بأهلنا في غزة على يد آلة البطش الصهيونية، بعد حصار دام عدة شهور، قاسى فيها أهل غزة ألوانا من الآلام، فنقول وبالله التوفيق: صبرا أهل غزة، فإن النصر مع الصبر، وإن الله يدافع عن عباده المؤمنين، وإنما يُبتلى المرء على قدْر دينه، ليرفع الله عز وجل درجته ويطهره ويرفع قدره في الدنيا والآخرة، وما ضركم لو لقيتم الله عز وجل فصرتم إلى الفردوس الأعلى وصار عدوكم إلى الجحيم؟ فصبرا صبرا فإنكم على الحق، وأنتم اليوم عنوان العزة والمجد والكرامة في الأمة، وإن تنازلتم فسيتنازل بتنازلكم خلق كثير، فالصبر الصبر، والثبات الثبات، ثبتكم الله ونصركم وأعز بكم دينه وأعلى قدركم في الدنيا والآخرة. واعلموا أنكم لستم وحدكم، وأن عدوكم يقاسي مما تقاسون منه، ويشرب من الكأس نفسها، وأنهم يأْلمون كما تأْلمون، غير أنكم ترجون من الله ما لا يرجون، والله مولاكم ولا مولى لهم، وقتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار، فالثبات الثبات. وتذكروا كيف قاسى أنبياء الله عز وجل من أفعال يهود، وكيف قتلت يهود الأنبياء، وحاربوهم، وهذا لا يخفى على أمثالكم من المجاهدين. وتذكروا كيف قاسى النبي صلّى الله عليه وسلم وصحابته من الحصار الظالم في مكة، في صدر الإسلام، ثم نصره الله وفرج عن عباده المؤمنين، وعلى دربه سار أصحابه وأتباعهم في الصبر والثبات، فكتب الله لهم العز والنصر، فانصروا الله واثبتوا، فإنه ناصركم لا محالة، وهو معزكم لا محالة. ولا تلتفتوا إلى المخذلين والمنافقين والمتآمرين، فإنما النصر صبر ساعة، وعند الله تجتمع الخصوم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فالصبر الصبر، والثبات الثبات. وإننا ندين الله تعالى بأن حقكم علينا كبير، ومناصرة المسلمين لكم بالدعاء والقوة والمال واجبة، وإذا كانت الحكومات والدول تتوانى عن مناصرتكم، ويضعف المسلمون عن إعانتكم، فـ: (اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف:128.( فإن قلتم : متى نصر الله؟ فسنقول ما قاله الله بصدق ويقين: (إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214)، وقد جعل الله هذا حقًّا عليه فقال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ) (الرُّوم:47) فارتقبوا النصر من الله. وعليكم بأربع خصال أرشد الله عباده إليها، لتنالوا النصر والفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200.( فذكر أربعة أشياء: أولها: الصبر، وثانيها: المصابرة، وثالثها: المرابطة، ورابعها: التقوى. فاصبروا، وصابروا، وأمروا أهلكم بالصبر، ورابطوا فأنتم على ثغرٍ عظيم من ثغور الإسلام، فلا يُؤتينّ الإسلام من جهتكم، فالله الله في إسلامكم. وعليكم بتقوى الله، وصية الله للأولين والآخرين، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ) (النساء:131)، فتمسكوا بدين الله تعالى، واقتفوا سنة النبي صلّى الله عليه وسلم، ولا تتركوا من دين الله تعالى شيئاً ما استطعتم، وعلى رأس ذلك كله تجريد القصد لله تعالى، وإعلاء دين الله، وإقامة الصلاة، وأداء الفرائض واجتناب المحرمات، فإن النصر هبة من الله تعالى لا ينال إلا بطاعته، ويأبى الله تعالى أن ينصر من لم يستقم على أمره، ويقتفي شرعه، فالله الله في التمسك بدين الله تعالى والثبات على ذلك، فإنّ من ينصر الله ينصره الله ويثبت أقدامه، ومن حفظ الحدود حفظه الله تعالى. ولا ترهبنكم أراجيف المرجفين، ولا أقاويل المخذولين حول قوة عدوكم، فإن الله أقوى وأجل، ومنه النصر لا من غيره، فـ(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) (لتوبة:14.( وإذا جمعوا لكم العُدّة والعتاد، فانتصروا عليهم بـ: حسبنا الله ونعم الوكيل، كما قال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ.فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (آل عمران:173- 174.( واعلموا أن الله هو الذي يقتل ويرمي عن المؤمنين، فأدُّوا ما عليكم، ودعوا ما لله لله، فسيتكفَّل بأعدائكم، كما قال سبحانه: )فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ المُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأنفال:17.( واعلموا أن النصر من عند الله كما قال سبحانه: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ) (آل عمران:126)، فانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. واحذروا الذنوب والمعاصي، فإنها نذير شؤم، تباعد بينكم وبين خالقكم وناصركم ومعزكم، وتغضبه عليكم، وعليكم بالطاعة فإنها بريد رحمة وخير، تحببكم إلى خالقكم، وتستجلب لكم نصره، وترضيه عنكم في الدنيا والآخرة. وختامًا نتوجه إلى سائر المسلمين نناشدهم أن ينصروا أهلهم في غزة، فإن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، ومثَل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثَل الجسد الواحد إذا اشتكى له عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فنناشد كل قادر على مساعدة أهلنا في غزة أن يتقدم ويساعد بما يقدر عليه ويستطيعه، وأن لا يبخل على نفسه وأهله، فإنه لا يجوز التولي يوم الزحف، ولا النكوص عن نصرة المسلمين، فالله الله في أهل غزة، انصروهم وآزروهم وساعدوهم ومدوا لهم يد العون والمساعدة، بكل ما تقدرون عليه، وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. وحسبنا الله ونعم الوكيل. الموقعون على الرسالة حسب ورود التوقيع: 1- الشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي، الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية بالسعودية وعضو الجمعية العلمية السعودية لخدمة السنة وعلومها 2- ممدوح إسماعيل، محامي وكاتب إسلامي، محامي الجماعات الإسلامية بمصر، وكيل مؤسسي حزب الشريعة تحت التأسيس 3- محمود المراكبي، عميد مهندس قوات مسلحة، متقاعد، والمدير العام لشركة أفق للبرمجيات، مصر 4- صلاح جنيدي، عميد قوات مسلحة، متقاعد، مصر 5- الشيخ محمد بن شاكر الشريف، باحث في السياسة الشرعية، مكة المكرمة 6- أ.د. عبد الفتاح بن محمد خضر، أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم بجامعتي الأزهر والملك خالد، عضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه، محكم للمجلات العلمية وللترقية 7- أ.د.مروان العطية الجاسميّ الظفيريّ الكاتب والمؤلف والعضو في كثير من الجمعيات، والأستاذ بجامعة جامعة ظفار سلطنة عمان 8- أ.د.عبدالله بن محمد الجيوسي، أستاذ بكلية الشريعة، جامعة اليرموك، الأردن 9- د.محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني أستاذ مساعد، جامعة الملك خالد، أبها، السعودية 10- د.طه حامد الدليمي، المشرف العام على موقع القادسية، العراق 11- د.جمال محمود أحمد أبو حسان، أستاذ مشارك في التفسير وعلوم القرآن، جامعة العلوم الإسلامية العالمية، الأردن 12- خباب بن مروان الحمد كاتب وداعية فلسطيني 13- د.أحمد إدريس الطعان، مدرس في كلية الشريعة، جامعة دمشق، سوريا 14- د.أبو بكر خليل، صيدلي، وعضو لجنة الإعلام بنقابة صيادلة مصر سابقا ، و خريج معهد الدعاة 15- د.محمد يسري إبراهيم، نائب رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة 16- أ.د.إبراهيم عوض، الأستاذ بجامعة عين شمس وجامعة قطر 17- محمد إبراهيم عبد العزيز العبادي، باحث ماجستير في الدراسات الإسلامية، جامعة الإسكندرية، مصر 18- شريف أبوالعلا العدوي، ماجستير شريعة إسلامية، مصر 19- الشيخ طارق بن مصطفى باحث علمي من المغرب 20- صلاح بن فتحي هلل، باحث إسلامي 21- الشيخ إحسان العتيبي أبو طارق، باحث وداعية إسلامي، الأردن 22- أيمن بن صالح بن شعبان المصري مدير مركز تحقيق النصوص لكتابة المصحف الشريف مصر 23- محمد الأمين بن محمد المختار ، متخصص في علوم القراءات ، موريتانيا 24- محمد المصري رئيس تحرير مجلة أنا المسلم الإليكترونية. 25- د.محمد محمد بدري، طبيب بشري 26- أحمد عبد العظيم، لواء أركان حرب، متقاعد، مصر 27- أيمن رشد الشاطي، عميد شرطة، متقاعد، مصر 28- د.هشام عزمي، طبيب بشري، مصر 29- محمد مسعد رئيس قسم الشريعة بشركة أفق للبرمجيات، مصر 30- أحمد السيد سلامة، كاتب وباحث إسلامي، الإجازة العالية من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 31- طالب شافع الحسيني المحامي والكاتب الرياض 32- هندي صابر باحث بالدكتوراه في الحديث النبوي مصر 33- محمد عثمان، رئيس قسم المخطوطات بشركة أفق للبرمجيات مصر 34- معتز رضا محمد زاهر، باحث شرعي، كلية دار العلوم للشريعة الإسلامية واللغة العربية 35- أحمد إبراهيم، المدير التنفيذي بشركة أفق للبرمجيات مصر 36- طارق منينة، الكاتب، ومؤلف كتاب (أقطاب العلمانية)، مصر 37- محمد زمان أحمد، طالب بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 38- د.محمد سلامة، طبيب بشري، مصر 39- ماجد بريهم العزيزي، المهندس بقسم الطيران والفضاء 40- محمد نجيب المصري محاسب، جامعة المنصورة، مصر 41- سامي عبد العزيز مهندس إلكترونيات مصر 42- د.خالد سعيد، طبيب بشري 43- عبد الرحمن محمد إمام مسجد بدولة الإمارات 44- د.محمد السيد، طبيب بشري، مصر 45- د.محمد عطوة، طبيب بشري، مصر 46- م.مي خالد، مهندسة، ماجستير علوم كمبيوتر 47- د.مؤمن إبراهيم، طبيب بشري، مصر 48- عيد عباس، ناشر، مصر 49- ناصر الدين التميمي، كلية العلوم الإسلامية، بغداد، العراق 50- د.محمد العيسوي، طبيب بشري، مصر 51- مهاجي جمال، طالب جامعي في الإعلام الآلي، الجزائر 52- محمود سليمان، مهندس بترول، مصر 53- صحراوي عيسى، جيولوجي، الجزائر 54- ماجد محروس محمد، باحث، مصر 55- وليد جميل الباز، كاتب، مصر 56- أحمد محمد سليمان، باحث بالماجستير في الأدب العربي، مصر 57- محمد جمال وجيه، باحث بالماجستير، ومدرس لغة عربية، مصر 58- أنس صبحي رشاد عبد الكريم، باحث بالماجستير، مصر 59- عيد عبد السميع الجندي، باحث بالماجستير، ومدرس لغة عربية، مصر 60- خالد محمد سليمان، مهندس بترول، مصر 61- أحمد العزب، عامل، مصر 62- أحمد محمود إبراهيم، مهندس، مصر 63- أحمد إسماعيل، مهندس مصري 64- عبد العظيم البهي عبد العظيم، عامل، مصر 65- على عبد المولى الطريجي، مدرس لغة عربية، مصر 66- إيهاب شبل البحيري، مدرس لغة انجليزية، مصر 67- محمد الشامي، مدرس، السعودية 68- ياسر أبو بكر، مدرس، مصر 69- صفوت الهلبي، مدرس جغرافيا، مصر 70- محمود مصطفى، مدرس، مصر 71- السيد إبراهيم العليمي، مهندس كهرباء، مصر 72- إبراهيم جابر فوده، مهندس زراعي، مصر 73- عصام طه، محاسب مصري مقيم بإيطاليا 74- السيد علي عبد الخالق، باحث بالماجستير في أصول التربية، مصر 75- حلوز زهير، طالب في كلية اللغات، جامعة تيارت، الجزائر 76- كربوب أنس، طالب في كلية الحقوق، جامعة تيارت، الجزائر 77- حسن المغربي، طالب بجامعة الملك عياض، المغرب 78- علي الفضلي، داعية إسلامي، الأردن 79- خالد حربي باحث وكاتب إسلامي 80- عبد الناصر عنتر موافي، مدرس، مصر 81- مصطفى كمال عفيفي، رجل أعمال، مصر 82- عادل عبد الرحيم، موظف بوزارة العدل 83- عصام هلال درويش، محامي، مصر 84- محمد كامل شرف، رجل أعمال، مصر 85- محمد ياقوت جعوان، كاتب، مصر 86- وليد محمد شوقي، طبيب، مصر 87- السيد عبد الغني الغبور، مدرس، مصر 88- إيهاب مقاطف، محامي، مصر 89- سامح محمد الجمال، طبيب، مصر 90- طه حسين خليفة، محامي، مصر 91- عوض عبد العليم نميس، مدرس، مصر 92- محمد درويش عامر، مهندس، مصر 93- عبد الله أحمد حجازي، مدرس، مصر 94- سامي السيد شرف، مهندس زراعي 95- علي الريس، كاتب وباحث إسلامي 96- وفا حجازي، رجل أعمال، مصر 97- محمد أبو الفتوح رجب – مهندس زراعي، مصر 98- منير بن عبد الرحمن الجزائري، الجزائر 99- عمرو الشاعر، إمام وخطيب 100- عبد الحميد زارع، السعودية 101- محمود علي البطراوي، المدينة 102- باسم أحمد محمد، تاجر 103- محمود راغب حسين، مدير إدارة 104- خالد الأمين أحمد محمد، مهندس 105- عمرو مجدي، مهندس 106- محمد محمد وفيق، محاسب 107- محمود طه صلاح الدين، مهندس مصري 108- د.درية محمد أحمد، طبيبة بشرية 109- وليد حمدي، مهندس بالكويت 110- محمد الأمين أحمد محمد مقدم مهندس 111- لؤي محمد خيري مهندس بالكويت 112- محمد مؤنس، مهندس، مصر 113- أحمد رجب، مهندس، مصر 114- أحمد مسعد، مهندس، مصر 115- أنور سليم، مهندس، مصر 116- أحمد البرعي، مهندس، مصر 117- هشام عبد الرحمن، مهندس، مصر 118- جيهان فهيم برعي، محاسبة، مصر 119- د.وائل رضا، طبيب بشري، مصر 120- مصطفى فرحات، كاتب صحفي وباحث، الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم أيام فرقان أيام غزة
قال تعالى: »وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا » وأخرج أحمد والطبراني عن أبي أمامة الباهلي أنه عليه الصلاة والسلام قال : » لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من جابههم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك « . قالوا : أين هم؟ قال عليه الصلاة والسلام : » ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس « . بعد أسبوع كامل من القصف الصهيوني الهمجي المنصب ليل نهار على غزة مدمرا كل شيء بشرا وحجرا دون تمييز بين كبير وصغير وطفل ولا بين مدني وعسكري ، دخل العدوان طورا جديدا من التصعيد والتدمير واقتراف أوسع المجازر ، وكأن مقصدا من مقاصد هذه الهجمة الشاملة هو تدمير كل مقومات الحياة في غزة و خفض عدد سكانها بالقتل والترويع عل ذلك يدفعهم إلى الهجرة، مضافا إلى الهدف الأصلي المعلن ألا وهو تصفية حماس وتسليم غزة إلى محمود عباس، بما يعنيه ذلك من تصفية المقاومة أشخاصا و بنية تحتية وثقافة وحاضنة اجتماعية وسياسية، ومحصلته الحيلولة دون وصول المقاومة في جنوب الكيان الصهيوني والوصول إلى حالة توازن قوة مع الكيان الصهيوني يعزز حالة التوازن التي حققها حزب الله على الحدود الشاملة وهو ما تزال العسكرية الصهيونية تخطط للانقضاض عليه مرة أخرى لأن صموده وتطوره يمثل خطرا وجوديا على الكيان الصهيوني الذي يستمد معنى وجوده من قدراته على ردع كل قوة في المنطقة والتصميم على منع كل قوة صاعدة من الوصول إلى حالة توازن قوة مع الكيان الصهيوني وهي الحالة التي بدت ملامحها تتشكل بعد هزيمة الكيان الصهيوني في حربه مع حزبالله فيتموز 2006، ويخشى الكيان بعد الحسم الذي أنجزته حماس وطهرت القطاع من سلطة أوسلو وأجهزتها الأمنية الموكولة بحراسة الكيان وتصفية المقاومة ، يخشى من تحول غزة قلعة أخرى للمقاومة. وهو نموذج له امتداد وعمق على امتداد عالم الإسلام ولا يراد له لا إقليميا ولا دوليا أي نجاح واستمرار ، بما أوجد أرضية مشتركة بين الكيان الصهيوني وما يسمى بدول الاعتدال التي قدمت غطاء عربيا ودوليا للهجمة الجارية على غزة ، ظهر سافرا في الزيارات واللقاءات الحميمة بين مسؤولين عرب وأسرائليين ، كما تجلى في رد الفعل العربي الرسمي تجاه العدوان المدمر إذ كان بطيئا متثاقلا لم يخرج بغير إحالة الملف إلى مجلس الأمن الذي لا يشك أحد في أنه من نوع المستجير من الرمضاء بالنار، وكان مفهوما مقابل ذلك ما قابلت به الأنظمة غضب شعوبها من توتر وعنف وعسكرة للبلاد والإصرار على منع التظاهر قي شوارع دول الاحتلال. ولقد تعرضت القوى الشعبية في دول الاعتدال العربي ومنها تونس لضروب التصدي الصارم لها من قوات الأمن بلغ حد التعنيف والاعتقال وقطع الشوارع بما صعد التوتر العام والغضب ضد السلطة والحال أن شاشات التلفاز تنقل مشاهد مسيرات مليونية تجتاح الشارع في العالم من واستراليا إلى موريطانيا، لم تستثن حتى الكيان الصهيوني. ورغم امتداد الغضب الشعبي الى كل أنحاء البلاد حتى لم تخل قرية أو مدينة من محاولات للتظاهر، جوبهت عموما بالحصار والقمع، وهو ما يفسر ظهور مسيرات بمئات الآلاف والملايين كما حصل في دول أخرى. وإزاء كل ذلك فإن حركة النهضة: 1- نعبر عن تضامننا الكامل مع شعب فلسطين المظلوم حيثما كان وقواه المقاومة وبالخصوص في غزة ارض العزة والبطولة والشرف ونعتبر دعمهم بكل ما هو متاح فريضة دينية وواجبا قوميا وإنسانيا وهو ميزان لتعيير معادن الأشخاص والأحزاب والدول.فلا يخذلهم إلا كافر أو منافق. 2- نعتبر ما اقترفه ومستمر في اقترافه الكيان الصهيوني العنصري ليل نهار من مجازر ودمار جرائم حرب يجب أن يحاكم بها القائمون عليها باعتبارهم مجرمي حرب ومرتكبي جرائم إبادة ضد الإنسانية 3- تحمّل الولايات المتحدة مسؤولية فيما يرتكبه ربيبها الصهيوني، فلولا السلاح الأمريكي والمال الأمريكي والفيتو الأمريكي بل لولا الضوء الأخضر الأمريكي المعطى لهذه الهجمة الوحشية ما كانت لتنطلق. 4-نحمل النظام العربي مسؤولية كبيرة على شلال الدم والدمار الجاريين في غزة بسبب الغطاء الذي أعطي للمعتدي ورفض استعماله ما بيده من وسائل ضغط سواء منها المباشر لكف العدوان من مثل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية كتصدير الغاز ، أوغير المباشر كالضغط على الولايات المتحدة والدول الغربية مصدر قوة الصهاينة. لم يفعل النظام العربي شيئا من ذلك .بل تعدى ذلك إلى التواطئ ، فكانوا طرفا في الحصار وتباطئوا في اجتماع وزراء خارجيتهم الذي تمخض عن لا شيء مكتفين باللجوء الى مجلس الامن الجهة التي أقطعت الصهاينة فلسطين. 5- ندد أشد التنديد بما تعرضت له الجماهير العربية الغاضبة من قمع في محاولة التعبير عن غضبها في الشارع وبالخصوص في تونس ومصر والجزائر. 6- وإذ تحمد للقوى الشعبية على اختلاف اتجاهاتها على امتداد العالم تحركاتها العارمة الاحتجاجية ضد العدوان الصهيوني الغاشم ونخص جماهير البلاد ذات الانظمة البوليسية مثل تونس، فقد كانت جهودهم جبارة لممارسة حقهم بل واجبهم في التعبير عن تضامنهم مع اخوانهم الفلسطينيين، فإننا نحث الجميع على تصعيد التحرك وتحويله الى أشكال من الاضرابات عن العمل والاعتصام المتواصل في الساحات العامة الى أن يتوقف العدوان ويرفع الحصار ويتحقق وعد الله بالنصر لعباده المومنون وهو متحقق حتى الآن ما دامت المقاومة صامدة والصواريخ تنطلق، فكيف لو كان معبر رفح والدعم الواجب موصول وهو واجب القوى الشعبية وبالخصوص في مصر. قال تعالى »وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم » لندن 2009 جانفي 5 رئيس الحركة حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
منصف المرزوقي كم هي صعبة على التحمل المناظر التي تمطرنا بها » الجزيرة » هذه الأيام…منظر الأم التي تروي مقتل أبنائها الستة…منظر الجدّ الباكي فوق جسد حفيده المثخن بالجراح…منظر الطفل الذي توقف قلبه فهرع له الطبيب بتمسيد يبدو بلا جدوى…منظر الدماء المتدفقة من جنب طفل آخر يضمّ بإصرار شفتيه حتى لا يبكي لأنه طفل من غزة…منظر الخرائب ولهب النيران تتصاعد لعنان السماء…منظر المساجد المسواة بالأرض……منظر جنود مدججين بأحدث العتاد يهاجمون محتشدا للجياع…منظر باب رفح محكم الإغلاق ووراءه نظام يتوعد المحاصرين بقطع رجل كل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء التطاول على الحدود المقدسة لما يعتقدها مزرعة حسني وجمال. نعم كم هي صعبة التحمّل هذه المناظر ونحن نشاهدها من بيوتنا التي لا تطير فوقها قاذفات القنابل، فكيف هي على الأرض…كيف هي من المستشفيات…من البيوت الفارغة من كل طعام…من المساجد التي أصبحت ركاما…من خنادق المواجهة مع الغزاة ؟ ومع ذلك…ومع ذلك ! كم من آمال تختزنها هذه الآلام! كم من عظيم الأمور بدأت تتبلور من كل هذه الفظاعات ! ثمة أولا استفاقة الأمة. كم قيل أنها ماتت واندثرت، أنها انقلبت طوائف وقبائل وأن حسها بالانتماء لمجموعة واحدة أصبح من مخلفات الماضي وأوهامه. ها قد استفاق النائمون بعين واحدة وخرجت المظاهرات الصاخبة من المحيط إلى الخليج لتؤكد أن العروبة خير وأبقى من أنظمة المخابرات التي تاجرت بها كما تاجر الآخرون بشعارات الوطنية والإشتراكية وحماية الحرمين. حتى في تونس المحاصرة بأخبث نظام بوليسي في كامل أرجاء الوطن الكبير، خرجت وستخرج الناس للتأكيد على أن شعب فلسطين في القلب، أن الوفاء لقضيته علامة من علامات هويتنا في كل الأرض التي يرتّل فيها القرآن بلغة محمد ويقرأ فيها الشعر بلغة المتنبي. نعم كم يثلج الصدر أن تمشي في مظاهرات الغربة لتكتشف أن الجيل الثاني وحتى الثالث من أبناء المهاجرين-ومنهم من لا يتجاوز عمرهم عمر الطفل الذي رفض أن يبكي والدم يتفجّر من صدره- باق على العهد، أن الشعلة لم ولن تنطفئ يوما وهي تنتقل فقط من جيل لآخر بل وتزداد في كل قفزة التهابا. ثمة ثانيا تسارع انهيار أنظمة الاحتلال الداخلي والعمالة الخارجية. « إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها »، فهلمّوا للقطف. ثمة ثالثا وقفة العالم جماهير اسطمبول التي تؤكد قوة حس الانتماء الإسلامي… جماهير باريس ولندن ومدريد وبرلين التي تؤكد انهيار صورة إسرائيل… حتى داخلها جماهير ملت الحرب الأزلية التي حكم بها عليها غلاة الصهيوينة من مستوطنين مهووسين وعسكر مغامرين وسياسيين فاسدين. كلهم بشر عاديون لا يطمحون إلا لأن يعيش كل إنسان بسلام، قالوا رأيهم بوضوح في مجلس أمن يفترض منه أنه حامي هذا السلام وهو فقط حامي لمصالح أصحاب الفيتو وأولهم الفيتو الأمريكي. قد يكون الأهم من هذا كله بالنسبة لنا كعرب الرسالة الكبرى التي تبعث بها غزّة. أكبر جريمة ارتكبتها أنظمة الاحتلال الداخلي والعمالة الخارجية أنها أشاعت للتأبيد في الحكم كل الممكن من المواقف والتصرفات المدمرة للمجتمعات: الخنوع…الانتهازية…الكذب…النفاق…التزييف…الجبن..القسوة…المكيافيلية…الفساد…الكسل…الاحتقار… التواكل… المحسوبية…البذاءة…الجهل… الرداءة…النرجسية… الأنانية…بغض كل ما هو خيّر جميل ونقيّ… أخيرا لا آخرا الخيانة الموصوفة. و »لأن الناس على دين ملوكها » فقد اسشرت هذه » اللاقيم » من القمة إلى القاعدة كالنار في الهشيم. كم ترنمنا بمقولة « إنما الأمم بالأخلاق »، وواقعنا زاخر، فائض، بعفن الأرواح، نجهل أو نتاجهل أنه السبب الأكبر في تخلفنا في كل الميادين. وها هي غزة كالوردة العطرة تفوح بما يغطي على روائح مجتمعات خضعت أكثر من المعقول لاستبداد فاسد مفسد بطبيعته. غزة،اليوم تضيء ظلام أرواحنا كالبدر عند اكتماله. كم من أنوار تأتينا من حرائقها وكم من نسمات نستنشقها من خلف الغبار والدخان. الشجاعة…الصبر…العزيمة….الإيمان…الثقة في النفس وفي الله…التحدي…الشموخ….الإباء….وكل المطلوب من التضحيات. مرحى يا عرب لقد عاد عهد القيم. تنسموا كل هذا العطر…اختزنوه وتمثلوا به، فغزة مجرد منارة والطريق ما زال طويلا. وأيا كانت نتيجة المعركة غير المتكافئة على الأرض فإن النصر حصل شكرا لكم يا أبطالنا على كل هذا العطاء ورحم الله شهداء أعطوا أرواحهم لتعود لأمتهم الروح.. ****
مشـاهد من وراء خطوط النـار الجزء السادس*
د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr المشهد الأول: أمّ تفارق الحياة…تمسح على وجه صبيها القابع إلى جنبها…الابن يمسك بيد أمه… أيدي الجميع ملطخة بالدماء، كذالك وجهاهما، بعد أن قصفت الصواريخ الكبيرة بيتهم الصغير ومرت عقبان جهنم من هنا…لحظة يجثوا فيها التاريخ على ركبتيه، يبحث عن حرف، عن جملة تعبر عن الصورة…عجزت الحروف، تمايلت وانسحبت، والعقل توقف عن التفكير، ولم يبق غير الوجدان ينبض، ودمعات حارة تواكب الحدث…عن بعد! أردت أن أعيش إحساس هذه الأم، في هذه اللحظة وهي عاجزة، تفارق طفلها…فعجزت وارتعش القلم! أردت أن أعيش إحساس هذا الصبي الصغير وهو يرى يد أمه تتنصل من قبضته وتسقط على صدرها جثة هامدة، بينما تبقى عيناها تحدقان في ابنها والروح تغادرها، وكأنها لا تريد رؤية غيره وتستجدي القدر وهي تفارق هذه الدنيا الفانية… حظر الإنسان وغابت الإنسانية ودخل البعض من البشر الأدغال والغابات، وكشّر عن أنيابه يغالب الحيوان وحشيته، وهو يدّعي حمله لكتاب مقدس ومواثيق حقوق الإنسان، ويزعم العيش في واحة من الديمقراطية والإنسانية في وسط محيط من الظلام!
المشهد الثاني: قالوا له لا تبقى في بيتك وبين أسرتك، فالعدو لك بالمرصاد، لكنه رفض وعاد إلى منزله تحديا.. وسقط البيت عليه وعلى أهله…كل أهله، النساء والأطفال، أكثر من 11 شهيدا ولم يبق أحد! صعد الجميع إلى السماء…سألت نفسي عجبا لهذه الأسرة الطيبة، لم يرد الله فصلها عن بعضها، أراد لهم الاجتماع عنده، كلهم الصغير والكبير، الشيخ والرضيع، لا يجب أن يتخلف أحد فالكل مدعو إلى مائدة الرحمان والدعوة عامة لهذه الأسرة! تخيلت الجميع وهم يفتحون عيونهم حيث اللا زمان واللامكان واللاكيف… ولكن هناك…حيث رضاء الله وغفرانه ورحمته ومحبته…لحظة فارقة سبقت وصول الصاروخ على المنزل، كان البيت وكانت الأسرة وكانت طائرات في السماء وكان ظلم العباد…ثم لحظة بعدها، ومضة في حياة الكون أو لا شيء…نفس الأسرة نفس الوجوه ولكن تغير البيت وتغيرت الوجوه وتغير المحيط..، عرش الرحمان، ورضاء الرحمان وفردوس الرحمان! عجبا لهذه الدنيا كم هي تصغر عند الكبار وتكبر عند الصغار، لحظات تحدد مصير فرد وأسرة وجماعة وحضارات، تبني هنا وتبني هناك!
المشهد الثالث: الثلاجات الموجودة داخل المستشفيات أصبحت لا تكفي هذا السيل الجارف من الشهداء…ذهبت توا إلى ثلاجتي، فتحتها ونظرت وجدتها ملئ أكلا وشربا ونعيما! حتى ثلاجتهم تقاوم وثلاجتنا تكاد تنفجر تخمة وإسرافا…بين الثلاجتين خندق وفي الثلاجتين تعبير عن حالة أمة ومآسيها! ليست دعوة إلى إغلاق الثلاجات أو إفراغها ولكن ملئها وملئ كل فراغ في حياتنا غضبا وهما ورفضا ووقوفا دائمين ولا تخافوا فلن تتعفن الحاجات. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم « لا يؤمن أحدكم وجاره جائع.. » وغزة ليست جارنا ولكن من أهلنا، غزة ملأت ثلاجاتها شهداء وتعيش الجوع والعزلة والوحدة والعراء… وبقيت السماء! السماء الأولى اغتصبتها أيد جائرة ورتعت فيها كما تريد ولكن رب السماء الأولى والثانية حتى السابعة لم يغب « وما كان ربك نسيا » بقية من إيمان نحملها على أكتافنا في هذا العدل الإلهي القادم لا محالة وإن تعجلته فطرتنا، والذي يؤمن به أهلنا في غزة أكثر من إيمانا القاصر في مثل هذه الأحوال، والملامس عند البعض للتواكل واليأس، ولولا هذا الإيمان في عدالة السماء، لحملوا الرايات البيض وزحفوا صغارا وكبارا نحو منازل الذل والهوان!
المشهد الرابع : الإدارة الأمريكية ترفض وقف إطلاق النار…ليست مفاجئة، ولكنها وصمة عار! الإدارة الأمريكية تطلب من الضحية رفع الراية البيضاء والكف عن العدوان…ليست مفاجئة، ولكنها قلة حياء! الإدارة الأمريكية تطالب المجني عليه بطلب المغفرة من الجاني والاستغفار عن ذنبه والتوبة النصوح…ليست مفاجئة ولكننا شعب كثير النسيان! المفاجأة، أننا لا نزال نؤمن أن الذئاب أصبحت خرفانا، لا زلنا نتعلق بتلابيب وعود كاذبة، لا زلنا نراهن على الغش والاحتيال وعلى الكيل بميزانين، لازلنا نجمع زادنا وجعابنا ونستقبل قبلة غير قبلتنا، ونتوجه غاضبين مستسلمين حائرين نحو بيوت لا زلنا تعتبرها بيضاء والبياض منها براء…هنا المفاجئة! عجز ويأس وإحباط وتذلل، كأننا لقطاء، كأننا أمة استجداء بلا تاريخ ولا حضارة، أمة بلا حاضر وبلا ثروات، أمة بدون مستقبل سوى مستقبل الهوان والعدم! والحل هاهنا الحل ها هنا صبر وثبات ووحدة حاضر ووحدة مصير!
5 جانفي 2009 (المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطيwww.liqaa.net )
د.منصف المرزوقي لكلمة: كنت اضن إننا سنحرر فلسطين و إذ بها هي تحررنا
أكد الدكتور المنصف المرزوقي في حوار خاص مع كلمة على مساندته هو وحزبه المؤتمر من اجل الجمهورية للفلسطينيين المحاصرين في غزة محملا « الأنظمة العربية الفاسدة » مسؤولية ما وصلت إليه الأمة العربية من حالة وهن وتشرذم مما جعل « العدو الاسرائلي يقدم على مثل هذه المجازر »، كما أدان الموقف الدولي المتواطئ معتبرا أن أمريكا والاتحاد الأوربي صار « رهينة لدى الاسرئليين »، أما عن الموقف التونسي فقد حيَا الدكتور المرزوقي الشعب التونسي، داعيا اياه الى الوقوف صفا واحدا في مواجهة ما اسماه « بجيش الاحتلال الداخلي وعصابات القمع الحاكمة في تونس »، معتبرا ان ما قام به النظام التونسي من قمع لتظاهرات المتضامنة مع غزة يندرج ضمن التنسيق الأمني المتبادل بين تونس واسرائيل وختم الدكتور المرزوقي بتحية المقاومة الباسلة في فلسطين داعيا كل الأحرار في العالم الى الوقوف بجانبها وان النصر في الأخير لن يكون إلا للحق. البقيةى
للاستماع يرجى الضغط على الرابط التالي: http://www.kalimatunisie.com/attachment/000000045.MP3
(المصدر: موقع مجلة « كلمة » (محجوبة في تونس) بتاريخ 05 جانفي 2009
بقلم :النفطي حولة – بتاريخ : 05-01-2009 – ناشط نقابي و حقوقي
منذ ان بدات نار حرب النازية الصهيونية الجديدة على اهلنا في غزة الصمود والعزة واهلنا عرضة للابادة الجماعية والتنكيل وخاصة الاطفال منهم والتي بلغت نسبة الذين استشهدوا منهم حوالي الثلاثين بالمائة الى جانب الجرحى منهم والمرضى.فهل الأطفال الذين أصبحوا مرمى رئيسيا للعمليات العسكرية للعصابات الارهابية الصهيونية يمثل هدفا عسكريا ؟ هل الأطفال الأبرياء يحملون صواريخ أو قنابل أو عبوات ناسفة حتى تطالهم صواريخ العدو من طائراته وزوارقه ودباتباته ؟ فكم من طفل شاهده العالم أجمع على شاشات التلفزيون وهو ينزف دما مستشهدا أو جريحا أو صريعا يبكي ويصرخ قائلا : بابا ,بابا, ماما, ماما ؟ أين اتفاقية جنيف الرابعة التي يجب أن تحمي المدنيين أثناء الحرب ؟ أين القانون الدولي الذي يجب عليه أخلاقيا أن يحمي حقوق المدنيين العزل ؟ أين منظمة الطفولة العالمية اليونيسيف مما يجري على أرض غزة من تقتيل واجرام وحشي للأطفال بدم بارد وحقد عنصري بغيض ؟ ألا يهتز ضمير العالم لتلك المشاهد المؤلمة التي يواجهها شعبنا وخاصة اطفاله الملائكة الصغار ؟ أين فلاسفة و مثقفو العالم الذي يزعم أنه متقدم ومتحضر حتى يوقفوا هذه الحرب البربرية المجنونة الغير متكافئة لاعدة ولا عتادا التي بدأتها العصابات الارهابية الصهيونية في حق شعب أعزل ؟ فما هو ذنب الأطفال الذين هم صفحة بيضاء حتى يكونون هدفا عسكريا للعدو الصهيوني ؟ فهل نصدق الصور التي ترد علينا تباعا من شاشات التلفيزيون ومن جميع المحطات والتي تظهر لنا الصور البشعة للمدنيين وهم يذبحون ويقتلون وخاصة الأطفال منهم أم نصدق ادعاآت العدو الصهيوني الذي يبرر قصفه لتلك المواقع بأنها مخازن للأسلحة؟ فهل نصدق الصور الحية للقنوات التليفيزيونية التي تبث مباشرة انفاجارات صواريخ الطائرات أو الزوارق أو الدبابات على المنازل فتتركها أثرا بعد عين وتنتشل من بين ركامها الضحايا والشهداء وخاصة الأطفال منهم ؟ ان ادعاآت العدو الكاذبة تخفي حقدا عنصريا كبيرا تجاه شعبنا بأطفاله ونسائه وشيوخه .ان العدو الصهيوني ينظر للطفل وهو لا يزال في المهد على أنه مشروع مقاوم والا كيف يواصل في كل مرة قتل الأطفال بطريقة تدل على الانتقام والنقمة ؟ نحن لانفهم تلك الجرائم المرتكبة الا على أنها مشاهد من الارهاب المروع لدولة العصابات الصهيونية فوق أرضنا العربية الفلسطينية المغتصبة لاثارة الرعب والهلع والفزع في أهلنا والخوف والدمار من أجل الضغط على المقاومة الصامدة .من أجل ذلك يكرر العدو الصهيوني مجازره العنصرية للمدنيين وخاصة للأطفال منهم . فاذا كان العدو الصهيوني يريد من خلال تقتيل الأطفال وتشريد الأهالي تهديد المقاومة فهو واهم كما جاء على لسان المدنيين أنفسهم الذين ردوا على ذلك بتمسكهم بالأرض وبالبقاء في منازلهم مهما كان حجم النار والدمار . هذا من جهة ومن جهة أخرى فالمقاومة البطلة لا تزال تطلق صواريخها من داخل الركام والمباني المهدمة بالرغم من مواصلة القصف البري والجوي والبحري على الأهداف المدنية وخاصة منهم الأطفال .فاذا كان الهدف المعلن من طرف العدو الصهيوني في حربه الاجرامية على غزة هوضرب المقاومة وبناها التحتية كمواقع منصات انطلاق صواريخ القسام وقراد وغيرها فلماذا يضع الأطفال عرضة لأهدافه تلك ؟ واذا كان الهدف المعلن من عدوانه على غزة هو عنوان المقاومة فهو لم ينجح الى حد الآن في تحقيق أهدافه . وبالتالي لماذا يواصل تقتيل الأطفال الرضع والمدنيين العزل ؟ ان السبب الوحيد الذي يلجأ اليه العدو حسب جرائمه العنصرية المتعددة في تاريخه من دير ياسين الى كافر قاسم الى قانا الى جنين الى غزة اليوم هو المزيد من الدم والمجازر لارهاب الشعب وقوى المقاومة على الاستسلام . و نقول للعدو في هذا الاطار ان الصراع في هذه الحرب النازية التي يقوم بها هو صراع ارادات وارادة المقاومة في شعبنا قوية مهما كانت التضحيات . فلن ترهبنا القوة ولن يرهبنا تقتيل الأطفال فالقوة تصنعها سواعد أشبال المقاومة الصامدة والعنيدة . فسيلد هذا الشعب وهذه الأمة آلاف الأطفال الذين هم سيكونون مشاريع مقاومة وتحرير للارض والعرض باذن الله تعالى
هند الهاروني من تونس بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على نبينا محمد الصادق الأمين و على آله و صحبه و من اتبعه إلى يوم الدين التاريخ : 5 جانفي 2008-08 محرم 1430
إلى أبطالنا المجاهدين في غزة العزة
أقدم لكم تحية احترام و فخر و اعتزاز وأقول إن الخلاص فقط في المقاومة و الانتفاضة و الله معكم ينصركم على عدوكم و يثبتكم على الصمود و إنها إن شاء الله لمقاومة حتى النصر أو الشهادة و إلى كل الأحرار في العالم أقول أهديكم هذه الأغنية « وين الملايين الشعب العربي وين » … و أقول 6 عقود من الزمن ضاعت في المفاوضات حول ما يسمى السلام … و هذه هي النتيجة الآن : جريمة الحرب على غزة.
عبد الحليم قنديل الذي أذل الأمة هو نظم الحكم فيها قبل ومع عدوها الأمريكي الإسرائيلي . فقد انتهت نظم الحكم إلى موقع العدو بالضبط، ولم يعد من معنى لتكرار كلمات باهتة خادعة من نوع صمت الأنظمة أو تخاذلها، فهي ليست كذلك بأي حال، بالعكس هي نشيطة جدا على جبهة الحرب، وداعمة بالسياسة للمجهود الحربي الإسرائيلي على نحو ما اتضح سافرا في حرب غزة . نعم، هذه الأنظمه تلبس جلودنا، وتتسمى بأسمائنا، لكنها تخوننا، والسبب مفهوم، فليس لأي من هذه الأنظمة شرعية حكم، وهي إما أنها انظمة غير منتخبة من الأصل، أو منتخبة بطريق التزوير، فهي لا تنتسب لشعوبها، ولا تربطها بها رابطة نسب سياسي، وتعتمد في وجودها وبقاءها على رعاية الراعي الأمريكي الإسرائيلي، والمجمع الانتخابي الحقيقي لها في واشنطن أو في تل أبيب . تأمل ـ مثلا ـ حال النظام المصري، وهو النظام الحاكم في أكبر دولة عربية، وأهم قطر عربي على الإطلاق، فليس لدى نظام مبارك أدنى قدر من الشرعية، وهو الذي يحكم بتزوير قبيح يندر مثيله في دنيا البؤس كلها، هو الذي يحكم مصر بقوة الأمر الواقع، يحكم مصر كقوة احتلال، فقبل ثلاثة عقود ونصف كانت مصر تحشد مليون جندي على جبهة القتال مع إسرائيل، والآن يحشد النظام الحاكم ما يقرب من مليوني عسكري على جبهة القتال مع الشعب المصري، والشوارع كلها معسكرة، والميادين تحولت إلى ساحات حرب، والعسكر السود هم قلب المشهد المصري، والدولة كلها مجندة ـ بالمقابل ـ لخدمة إسرائيل، فقادة إسرائيل هم أقرب أصدقاء الحاكم، والفوز برضاهم هو عين المطلوب، ولم تكن مصادفة أن مبارك التقى ‘ليفني’ عشية الحرب الإسرائيلية الوحشية ضد أهل غزة، وجرى اللقاء بناء على طلب الرئيس المصري، نفس الرئيس الذي تضرر من قسوة ألفاظ ليفني تجاهه قبل شهور، حين خاطبته بشدة، وسخرت من رداءة عمله في جلسة للكنيست الإسرائيلي، ووجهت له اللوم والتأنيب لأنه لا يقوم بواجبه في غلق ‘ أنفاق الحياة’ الواصلة بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، وبدا أن لهجة ليفني جارحة لمبارك الذي هو في ضعف عمرها، ومع ذلك وجد مبارك نفسه يطيع ليفني، وخرجت مجرمة الحرب الإسرائيلية من خلوتها مع مبارك مزهوة ومبتسمة، بينما وزير خارجية مبارك يسندها خشية التعثر على بلاط القصر، ثم لم تكن مفاجأة أن أعلنت مبعوثة العناية الإسرائيلية ـ من القاهرة ـ عن انطلاق الحرب ضد حماس . لم يفعل مبارك ذلك لأنه وقع في غرام السيدة ليفني، بل لأنه أصبح في حكم الأسير لدى إسرائيل، وهذه ثمرة اختياره الأسود، فقد وقع الطلاق البائن بين نظامه وبين الشعب المصري، وصار المصريون عدوا له، وهو الذي يترأس نظاما أذل المصريين وسرقهم وعذبهم وقتلهم وأكرههم على ما يكرهون، وحول شعبا بكامله إلى سكان لحديقة حيوانات، ونهب ثروة البلاد وخلع ركائزها الإنتاجية، وحول مصر إلى عزبة وحكر مخصوص لعائلته، وداس بنعال العسكر السود على أحكام القضاء، ولم تعد لديه من فرصة للتصالح مع شعبه، فالثمن أكبر مما يحتمل هو ونظامه، الثمن أن يخرج الرئيس من القصر إلى قفص الاتهام، ومن يخاصم شعبه يعانق عدوه، وقد طلق مبارك الشعب المصري، وهاجر إلى أحضان إسرائيل، ولم يعد يهمه سوى إرضاءها بأي ثمن، فهو يعرف أن الطريق لكسب رضا واشنطن هو كسب محبة إسرائيل، ويعرف أن المساس بإسرائيلي سوف يطيح برأسه عند أمريكا، ولذلك تتوالى الحوادث المفزعة، ولا تلقى من مبارك غير سكون الموات، فقد سقط عشرات المصريين ـ مدنيين وعسكر ـ برصاص الإسرائيليين عند الحدود، ولم يحرك مبارك ساكنا ولا رفع إصبعا، بينما يقيم نظام الرئيس الدنيا ولا يقعدها لأن ضابطا مصريا قتل برصاص فلسطيني غاضب مأزوم، ويتباكى على السيادة المصرية، بينما وجود النظام في ذاته أعظم إهانة لسيادة المصريين، فسيناء في غالبها ـ إلى عمق 150 كيلو مترا ـ منزوعة السلاح بالكامل تقريبا، وقرار القاهرة أسير لرغبات الأمريكيين والإسرائيليين، فهو دائما مع إحناء الرأس لعواصف إسرائيل، وهو دائما مع اتفاق الكويز، ودائما مع التطبيع وكرم استضافة الإسرائيليين، ودائما مع دخول الإسرائيليين لشرق مصر بدون تأشيرة، ودائما يطلب الإذن بهبوط طائرة مبارك إلى قصره في شرم الشيخ، ودائما مع تصدير الغاز والبترول لإسرائيل، وهو دائما مع غلق معبر رفح لأنها رغبة الإسرائيليين، وهو يعرف ما نعرف، وهو أنه ينسق خطواته وخططه دائما مع إسرائيل، ويتحرك دائما ـ بالأمر الإسرائيلي ـ على جبهة الفلسطينيين، وفي الأوقات التي تطلبها إسرائيل بالضبط، وبأولويات الصداقة والعداوة التي تحددها إسرائيل، وبالانحياز لعباس الذي تفضله إسرائيل، ومخاصمة حماس التي تكرهها إسرائيل، وبالدعم المباشر لآلة الحرب الإسرائيلية، وتزويدها بطاقة النار اللازمة لقتل الفلسطينيين، وإهانة شرف مصر ودماء مئات الألوف من شهدائها الذين سقطوا في معارك الوجود مع كيان الاغتصاب الإسرائيلي . ونعرف أن النظام المصري ليس وحده في الجريمة، ليس وحده الشريك المتواطئ مع إسرائيل، فكل الأنظمة العربية كذلك، ومع اختلاف درجات التورط والخيانة، لا نستثني أحدا، ولا نفلت رقبة حاكم، فلا قيمة لتفرقهم ولا لاجتماعهم، ولا قيمة لاجتماع وزراء خارجيتهم ولا لقممهم عقدت أم لم تعقد، فهؤلاء الحكام هم عار الأمة، ولا يستحقون سوى الضرب بالأحذية، وكل رجاء معلق عليهم هو محض ضلال، وكل دمعة يذرفونها على عذاب الفلسطينيين ليست سوى دموع التماسيح، وكل كلمة يقولونها هي خدعة للتمويه والكذب المفضوح، فقد انتهت علاقتهم بقضية فلسطين إلى العدم الذي تريده إسرائيل بالضبط، صارت فلسطين عندهم موضوعا للمقايضة، أي أن يتركوا للإسرائيليين حرية التصرف بالموضوع الفلسطيني، ومقابل ألا تهدم أنظمتهم، وأن يظلوا فوق الرقاب وفي كراسي الحكم والتحكم، وهذه المقايضة المزرية هي ما انتهت إليه سيرة ما يسمى بمبادرة السلام العربية، فهم لا يطلبون السلام مقابل الأرض، بل يطلبون السلام مقابل سلامة الحكام، يطلبون رضا إسرائيل مقابل تحرك الحكام ضد المقاومة الفلسطينية، والمشاركة في حصارها، وتجفيف منابع الدعم العربي الشعبي، ووصف كل مقاومة لإسرائيل بأنها حماقة ومغامرة، بينما الحكمة ـ كل الحكمة ـ في تقبيل يد إسرائيل وأقدامها خمس مرات في اليوم، وفي مواعيد الصلاة المقررة . وبالجملة، فنحن بصدد عدو ذي وجهين، الوجه الأول لأمريكا وإسرائيل، والوجه الثاني لحكام الغصب، والمطلوب ـ بالمقابل ـ حربا مزدوجة، حرب بالسلاح ضد العدو الأمريكي الإسرائيلي، وحرب بالسياسة ضد حكام العار، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، فقد أضاءت نار الحرب ظلام القلوب، ومسحت بركة الدم الفلسطيني غشاوات الدمع، فإذا ببصرنا اليوم حديد. كاتب من مصر حكايات عجوز فلسطيني (المصدر: موقع التجديد العربي بتاريخ 5 جانفي 2009)
توضيـــــــــــح ( حول مسيرة بنزرت )
الرّجاء من الإخوة القائمين على تونس نيوز نشر هذا التوضيح خاصة وأنّي أرسلت لكم نصّا حول مسيرة بنزرت وقع تجاهله ولا أدري مالسبب في ذالك. في البداية أودّ أن أوضّح بعض الجوانب التي وقع ذكرها في كل من تونس نيوز والسبيل أون لاين حول المسيرة ومن شارك فيها – لقد تقدّم الإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت بطلب للترخيص القانوني في مسيرة شعبية ليوم السبت 3 جانفي 2009 فقام والي بنزرت بإستدعاء كلّ الأطراف ( الحزب الحاكم وبقية الأحزاب الأخرى الموجودة في الجهة, والمنضمات التابعة مثل إتحاد المرأة……… ) ووقع إستثناء الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حيث تمّ إعلام الإتحاد بأنّ الوالي قرّر منح الترخيص لكلّ فعاليات المجتمع المدني للقيام بمسيرة مشتركة الشيء الذي وقع رفضه من طرف الإتحاد وجلّ النقابيين في الجهة وقد تقرّر تنظيم المسيرة النقابية بإستقلال عن كلّ الأطياف الأخرى من حيث مكان الإنطلاق والشعارات مع التأكيد على عدم الإلتحام بالحزب الحاكم وأذنابه . وهذا ما تمّ فعلا حيث إنطلقت مسيرة الإتحاد من أمام مقرّ الشغالين ببنزرت بعيدا عن̋ المسرحية ˝ سيئة الإخراج التي حاول تقديمها الحزب الحاكم والتي لم يتجاوب معها المواطنون أمّا عناصر الحزب التقدّمي الديمقراطي فلقد إلتحقوا بمسيرة الإتحاد وواكبوها إلى نهايتها. – لم يشارك فرع بنزرت للرّابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في المسيرة باعتباره يرفض المشاركة مع الحزب الحاكم من ناحية وبإعتبار عدم توجيه الدعوة له من ناحية أخرى . – حول طبيعة الشعارات : لقد كانت الشعارات المرفوعة خلال المسيرة تعبّر وبصدق عن مدى التنوّع الموجود على مستوى جهة بنزرت فرفعت شعارات مثل̋ أرض حرّية كرامة وطنيّة ˝, ˝ شعب غزّة لا تهتم الحرّية تفدى بالدم ̋ وشعارات مثل ̋ شعب عربي واحد وطن عربي واحد ˝ وهي شعارات تختزل مضمونا سياسيّا نراه بعيد البعد عن المضمون الإسلاموي . وهنا لا بدّ من الإستطراد بأن ما يحاول البعض الإيهام به يدخل حسب رأينا في إطار التوظيف الرّخيص لقضيّة من أهمّ قضايا الأمّة خاصة وأنّ الجرح ينزف فالرّجاء كلّ الرّجاء الإبتعاد عن مثل هذه المحاولات التي تهدّم أكثر ما تمدّ من جسور التواصل . في الختام أهمس للجميع بأن ̋ الخبر مقدّس والتعليق حرّا ˝ سليم البلغوثي حقوقي ونقابي من بنزرت
بسم الله الرحمن الرحيم تونس في 05/01/2009 بـيـــان توضيحي
فوجئ « الطلبة القوميون » بقيام جريدة « الوطن » لسان حال جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي الصادرة بالقطر في 02 جانفي 2009 العدد 66 بنشر بيانهم الصادر بتاريخ 28 ديسمبر 2008 إحتجاجا على العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا العربي في غزة ولذلك يهمنا نحن الطلبة القوميون أن نوضح للرأي العام الداخلي والخارجي ما يلي: 1/ نؤكد أن أي من الطلبة القوميين لم ولن يتصل بجهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي المعادي في جوهره للعمل القومي المستقل المناضل كخيار الطلبة القوميين . 2/ نرفض رفضا قاطعا جميع أشكال التعامل مع هذا الجهاز المخابراتي وإن التعتيم الإعلامي المفروض على نشاطنا داخل القطر أهون وأحسن من نشر بياننا بجريدة الوطن المشبوهة. 3/ إن إقدام الجريدة على نشر بيان « طلبة قوميون » جاء بعد فشل كل محاولات جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي في إختراق وتدجين صفوف الطلبة القوميون والتي سعى إليها تنفيذا لتعليمات النظام الإقليمي التونسي. 4/ إن صور الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر وكلماته الخالدة وأفكار فارس العروبة الدكتور عصمت سيف الدولة التي توشح صفحات جريدة الوطن لا يمكن أن تحجب حقيقة هذه الجريدة والأجهزة التي تقف وراءها ولن تنسي عموم القوميين بالقطر أن هذا الجهاز المشبوه تم تأسيسه لضرب وإحتواء المشروع القومي عامة والناصري خاصة . 5/ إن من يصمت عن قول كلمة حق في وجه سلطان جائر ويخير السير في ركاب النظام مدافعا عن ديمقراطيته الزائفة لا يمكن أن يكون مدافعا في ذات الوقت عن المبادئ القومية من حرية وإشتراكية ووحدة ولا يمكن أن تكون جريدته منبرا للطلبة القوميين. 6/ نطالب القائمين على جريدة الوطن ومن وراءهم من أجهزة النظام الكف عن إستعمال مثل هكذا أساليب مبتذلة ومخلة بميثاق الشرف الصحفي وبأخلاقيات العمل السياسي . وأخيرا نذكر أن خيارنا هو خيار المقاومة ،مقاومة الإستبداد الإقليمي ومقاومة الأنظمة الرجعية صنيعة جريمة سايكس –بيكو ومقاومة الصهيونية والإمبريالية وهو ما يتناقض مع خيار هذا الجهاز خيار المساومة على مقعد في برلمان مفلس أو إحدى المناصب الديبلوماسية والمساومة على قضايا حقوق الإنسان في تونس العربية والمساومة على قضية شعبنا العربي في فلسطين وكلنا نذكر صفقات الزيت المشبوه للأمين العام السابق للجهاز مع العدو الصهيوني وموقف أمينه العام الحالي المدافع عن إستقبال النظام التونسي لمجرم الحرب شارون أثناء إنعقاد قمة المعلومات نوفمبر 2005. فليستحو وليصمتوا. المجد للمقاومة العربية في فلسطين والعراق ولبنان والصومال الخزي والعار للأنظمة الإقليمية الرجعية العميلة وأجهزتها الحزبية. الحرية والعزة لغزة الحرية لسجناء الحوض المنجمي.
طلبة قوميون/تونس المصدر جريدة ناصريون اون لاين http://nassirioun.blogspot.com/
يا تلاميذ غـزة نزار قباني
يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا علمونا بأن نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا كيف تغدو دراجة الطفل لغما وشريط الحرير يغدو كمينا كيف مصاصة الحليب إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا يا تلاميذ غزة لا تبالوا بإذاعاتنا ولا تسمعونا اضربوا اضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا نحن أهل الحساب والجمع والطرح فخوضوا حروبكم واتركونا إننا الهاربون من خدمة الجيش فهاتوا حبالكم واشنقونا نحن موتى لا يملكون ضريحا ويتامى لا يملكون عيونا قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا قد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهر قرونا يا تلاميذ غزة لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرؤونا نحن آباؤكم فلا تشبهونا نحن أصنامكم فلا تعبدونا نتعاطى القات السياسي والقمع ونبني مقابرا وسجونا حررونا من عقدة الخوف فينا واطردوا من رؤوسنا الافيونا علمونا فن التشبث بالأرض ولا تتركوا المسيح حزينا يا أحباءنا الصغار سلاما جعل الله يومكم ياسمينا من شقوق الأرض الخراب طلعتم وزرعتم جراحنا نسرينا هذه ثورة الدفاتر والحبر فكونوا على الشفاه لحونا أمطرونا بطولة وشموخا واغسلونا من قبحنا اغسلونا لا تخافوا فرعون ولا سحرة موسى واستعدوا لتقطفوا الزيتونا إن هذا العصر اليهودي وهم سوف ينهار لو ملكنا اليقينا يا مجانين غزة ألف أهلا بالمجانين إن هم حررونا إن عصر العقل السياسي ولى من زمان فعلمونا الجنونا
تقدموا شعر : رضا الماجري تقدموا تقدموا إلى العلا تقدموا الموت فيه عيشنا حياتنا جهنم يا أهالي غزة ربكم يسلم يقبل جباهكم و يهمس تقدموا يلملم أشلاءكم و يقسم أنه مسلم حي على الفلاح حي على السلاح صلي إلى الذين خلفوا أطرافهم لكنهم تقدموا القدس مثل مكة لوجهكم تؤمم لا قبلة بعد غزة و لا عهد قبل محرم تقدموا تقدموا إمامكم محمد و لا رئيس أكرم مآلكم جواره و مصيرهم جهنم تقدموا تقدموا يا شهيد غزة إنني أسلم أن حماسكم أعزم و إن النصر نصرك و إن فتحك أعظم
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 محرم 1430 الموافق ل 05 جانفي 2009
أخبار الحريات في تونس
1) معاناة التلميذات المحجبات تتواصل بنابل: تتواصل معاناة تلميذات المدرستين الاعداديتين الرميلة وبطحاء الشهداء بنابل فقد عمد مدير المدرسة الأولى البشير العبيدي ومديرة المدرسة الثانية المدعوة قمر بوسن الخضار الى منع المحجبات من الدخول إلى المدرسة بالفولارة. 2) اقتحام منزل السيد اسماعيل الجباري و الاعتداء عليه بالعنف الشديد: قام قرابة 10 من أعوان البوليس السياسي بمنزل بورقيبة قدموا على متن سيارتين على الساعة الثامنة و النصف من مساء يوم الأحد 04/01/2009 باقتحام منزل السيد اسماعيل بن محمد الجباري بعد قطع الكهرباء عنه من أجل اعتقال ولديه أيمن الجباري و بشير الجباري، و عند احتجاج العائلة على هذا التصرف الهمجي تم الاعتداء على صاحب المنزل السيد اسماعيل الجباري بالعنف الشديد بواسطة هراوة و ذلك بضربه على رأسه و ظهره و يديه مما أدى إلى إصابة زوجته بالإغماء. علما بأن أعوان البوليس السياسي لم يستظهروا باستدعاء رسمي أو بإذن قضائي يقضي بدخول المنزل و لم ينسحبوا إلا عند تجمع الجيران ، كما أنهم ما زالوا متواجدين حول المنزل من أجل اعتقال الشقيقين مما تسبب في حالة رعب لدى أفراد هذه العائلة. 3) منع التلامذة من الصلاة في المعهد: عمد مدير معهد 7 نوفمبر بكسرى بولاية نابل المدعو عزالدين صحبة القيم العام المدعو عمار بن سعيد إلى منع التلامذة المقيمين من الصلاة فرادى وجماعات صارخا ( أي المدير ) في وجه أحد التلامذة بأن هذا معهدا وليس مسجدا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
النقابي السجين عدنان الحاجي يدخل في إضراب عن الطعام
السبيل أونلاين – خاص – تونس دخل السجين النقابي وأبرز قيادات التحركات الإجتماعية بالحوض المنجمي عدنان الحاجي ، في إضراب عن الطعام منذ الإربعاء الماضي 31 – 12 -2008 إحتجاجا على الإحكام الصادرة ضده (10 سنوات سجن نافذة) وضد زملائه ، وأيضا إحتجاجا على سوء ظروف الإقامة بسجن القصرين ، مع العلم أن الحاجي يخضع لعقوبة بالسجن الإنفرادي منذ فترة ، وقد مُنعت زوجته يوم الجمعة 02 جانفي 2009 من زيارته بسبب تلك العقوبة . من زهير مخلوف – تونس (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 05 جانفي 2009)
الاتحاد العام التونسي للشغل الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي النقابة الأساسية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس تونس في 5 جانفي 2009
إلى الإخوة أعضاء الهيئة الإدارية الجهوية بقفصة
تحية وبعد، إن النقابة الأساسية للمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس تعبر لكم عن مساندتها المطلقة لإضرابكم الجهوي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وللدفاع عن الحق النقابي ولحماية إستقلالية وحرمة الإتحاد العام التونسي للشغل بإعتبار ذلك من الثوابت الأساسية التي يلتقي حولها كل النقابيين. كما تستنكر النقابة الأساسية إعتداءات قوات الأمن على النقابيين وعلى المتظاهرين وعلى حرمة مقرات الإتحادات المحلية والجهوية. وتتمسك النقابة بالحريات العامة والأساسية وبحق المواطنين في التظاهر وفي التنديد بالعدوان على شعبنا في فلسطين، وتدعو إلى تمكين النقابيين والمجتمع المدني من التعبير عن رفضهم للإعتداءات على الشعوب ومحاصرتهم، وعلى مساندتهم للمقاومة الفلسطينية وحق الشعوب في تقرير مصيرهم. عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا مستقلا ديمقراطيا مناضلا
عن النقابة الأساسية أنور بن قدور
أحداث قفصة: اليد الحمراء لـنظام تونس الخضراء
ياسين تملالي* في الحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) 2008، حكمت محكمة قفصة (350 كم جنوبي غربي تونس) على 33 مواطناً، منهم العديد من المناضلين النقابيين، بالسجن لمدد تتراوح بين سنتين وعشر سنوات. وقد وجه إليهم المدعي العام تهمتي «التمرد المسلح» و«التواطؤ الإجرامي بهدف المساس بالأشخاص والممتلكات»، في إشارة إلى مشاركتهم في الاحتجاجات الاجتماعية التي شهدها «حوض قفصة المنجمي» طوال السنة الجارية، والتي اتخذت في بعض الأحيان شكل مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة والجيش. وحكمت المحكمة ذاتها غيابياً بالسجن 12 سنة نافذة على الصحافي فاهم بوكدوس، مراسل قناة الحوار (مقره في إيطاليا)، عقاباً له على تغطيته هذه الاحتجاجات، متهمة إياه بـ«الانخراط في عصابة» و«توزيع نشرات وبيعها وعرضها، من شأنها تعكير صفو النظام العام». ويذكر أن شرارة «أحداث حوض قفصة» اندلعت في ربيع 2008 في بلدة الرديف الصغيرة، عقب الإعلان عن نتائج مسابقة توظيف في شركة الفوسفات التونسية التي تستغل مناجم المنطقة. واحتجاجاً على هذه النتائج، تجمع الشبان الغاضبون وعائلاتهم في المقر الإقليمي لاتحاد الشغل ونددوا بما اعتبروه محسوبية وتلاعباً بحقهم في العمل. وسرعان ما تحوّلت تحركاتهم إلى تحرك شامل شاركت فيه كل شرائح سكان قفصة، واتسعت مطالبه لتشمل القضاء على الفساد وتحكم الدولة في الأسعار. وتعد مناجم الفوسفات، منذ أن بدأ استغلالها في مطلع القرن الماضي، أهم محرّك للنشاط الاقتصادي في قفصة. وهي إن جعلت من تونس أحد أهم منتجي هذا المعدن في العالم، فإنها لم تفد كثيراً سكان هذه المحافظة، إذ إن نسبة البطالة في أوساطهم أعلى من نسبتها الوطنية، علاوة على أنهم يفتقرون إلى الكثير من البنى التحتية الأساسية، كما أوضح ذلك قادة حركتهم الاحتجاجية. وقد زاد ظروف معيشتهم صعوبةً تطبيق الحكومة في السنوات الأخيرة خطة «إصلاحية» لشركة الفوسفات، ما أدى إلى خفض عدد عمالها بأكثر من النصف وقلل من إمكان توسع نشاطها. وبصورة عامة يمكن اعتبار إقليم الشمال الغربي الذي يقع فيه حوض قفصة المنجمي أحد أفقر الأقاليم التونسية، لبعده عن العاصمة، وعدم إدراجه ضمن قائمة المناطق السياحية التي توليها الحكومة أولوية مخططاتها التنموية، بذريعة أن السياحة هي عصب الاقتصاد التونسي. وحاولت السلطات التونسية تفادي توسع الاحتجاجات حال وقوعها، فأقال الرئيس زين العابدين بن علي، في آذار (مارس) 2008، محافظ ولاية قفصة، ما كان اعترافاً ضمنياً بشرعية مطالب المتظاهرين. ولم تنجح محاولات التهدئة هذه إلا مؤقتاً في ثني الشبان عن مواصلة المطالبة بحقوقهم في الشغل، ففي 7 أيار (مايو)، احتلوا منشأة تزود شركة الفوسفات بالكهرباء، فتدخلت الشرطة بصورة همجية لفك الاعتصام، مما نجم عنه إصابة بعض المعتصمين بصدمات كهربائية خطيرة، أودت بحياة أحدهم (هشام بن جدو العلايمي، 26 سنة). وبعد هذه المأساة بيومين، أصيب مواطن آخر هو الطاهر السعيدي، 44 سنة، إصابة خطرة جراء تدخل آخر للشرطة في أم العرايس، إحدى معتمديات قفصة الخمس، وتوفي بعدها بأيام. وبالرغم من سعي السلطة إلى عزل قفصة عن باقي البلاد، وعن العالم، لمنع تأثير الاضطرابات على مداخيل تونس السياحية، فقد فشلت في ذلك فشلاً ذريعاً، إذ استطاعت العديد من المنظمات المدنية الأجنبية حضور محاكمات 11 كانون الأول (ديسمبر)، ومنها الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، والشبكة الأورو ــــ متوسطية لحقوق الإنسان، والفدرالية النقابية الموحّدة (أكبر نقابات التوظيف العمومي الفرنسية)، وقد أدانت كل هذه المنظمات المحاكمات وملابساتها غير القانونية. وزاد من حرج السلطات تزامن المحاكمات مع التحقيق القضائي في إعطاء نائب قنصل تونس في ستراسبورغ (فرنسا)، خالد بن سعيد، أوامر بتعذيب سيدة تونسية عندما كان يعمل مفتش شرطة في محافظة جندوبة (الجنوب الغربي). وقد انتهت التحقيقات بجلسة قضت بالسجن غيابياً مدة 8 سنوات على هذا المتهم. وفي الوقت الذي ما زالت تقدم فيه تونس على أنها مثال يحتذى به في العالم العربي والأفريقي، جاءت أحداث قفصة لتكشف عورة أخرى من عورات نظامها، ألا وهي انقسام البلاد إلى قسمين: تونس البهرج السياحي المخصصة لـ7 ملايين زائر يسافرون إليها سنوياً، وتونس الداخل المنسية التي لا يطرق بابها الأجانب فتعرض عنها السلطات. وقد أعطت هذه الأحداث نفساً جديداً للغضب الشعبي على سياسات الحكومة، بعدما وصلت المعارضة التقليدية التي تقودها الأحزاب الديموقراطية ومنظمات المجتمع المدني إلى شبه طريق مسدود بسبب نجاح السلطات في الانفراد بها وتطويقها. * صحافي جزائري
( المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – لبنان) بتاريخ 4 جانفي 2009)
بدء محاكمة 3 أشخاص في باريس بتهمة تفجير معبد يهودي في تونس
باريس 5 كانون ثان / يناير ( د ب أ) – بدأت اليوم الاثنين في باريس محاكمة الرجل الذي ساعد في التخطيط لهجمات 11 أيلول / سبتمبر واثنين آخرين بدعوى تورطهم في حادث تفجير معبد يهودي في تونس والذي أودى بحياة 21 شخصا. ويواجه خالد شيخ محمد الذي اعترف بأنه المخطط الاول لهجمات 11 أيلول /سبتمبر والمواطن الالماني كريستيان جانسرسكي والتونسي وليد نوار شقيق المفجر الانتحاري الاتهام بالتحريض على القتل وعقوبتها السجن المؤبد في حالة الادانة. ويحاكم خالد شيخ محمد المحتجز حاليا في معتقل جوانتانامو غيابيا. وثمة شبهات بان الثلاثة قد لعبوا دورا في تخطيط وتنفيذ عملية تفجير انتحاري لمعبد يهودي قديم في جزيرة جربا التونسية والتي أودت بحياة 14 سائحا المانيا و5 تونسيين وفرنسيين اثنين في 11 نيسان / ابريل عام 2002 . وقام المفجر الانتحاري نزار نوار وهو تونسي بقيادة سيارة صهريج حتى المعبد ثم قام بتفجيرها هناك. وترددت مزاعم بان خالد شيخ محمد هو المرشد الروحي لنوار . أما جانسرسكي – وشهرته إبراهيم أبو محمد – فقد تردد انه ساعد في التخطيط للتفجير وانه تحدث مع نزار نوار عبر الهاتف المحمول قبل ساعات من تنفيذ العملية. ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة شهرا. ( المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بتاريخ 05 جانفي 2009 )
محاكمة في فرنسا للمشتبه بهم في تفجير معبد بتونس
باريس 4 يناير كانون الثاني /رويترز/ تبدأ محاكمة فرنسية محاكمة من يشتبه بأنهما قائدان عسكريان تابعان لاسامة بن لادن ورجلا ثالثا غدا الاثنين لدورهم في تفجير في عام 2002 في تونس قتل فيه 21 شخصا بينهم فرنسيين ويشتبه في ان خالد شيخ محمد وهو باكستاني يعتقد انه احد مدبري هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن متهم بتدبير الهجوم بشاحنة ملغومة على معبد يهودي في جربة بتونس في 11 ابريل نيسان 2002 وهو معتقل في السجن الامريكي بخليج جوانتانامو وسيحاكم غيابيا وسيواجه كريستيان جانزارسكي وهو الماني اعتنق الاسلام وقضى وقتا في افغانستان ويعتقد انه كان مستشارا لاسامة بن لادن قبل اعتقاله في فرنسا في عام 2003 ايضا اتهامات بالمساعدة في الاعداد للهجوم. وسيحاكم ايضا وليد نوار شقيق المفجر الانتحاري في جربة لضلوعه في الاعداد للهجوم. ومن المتوقع ان تستمر المحاكمة خمسة اسابيع. ويواجه الافراد الثلاثة اقصى عقوبة بالسجن مدى الحياة اذا ما ادينوا وينفي جانزارسكي ونوار ضلوعهما في الهجوم. وقتل سياح جربة عندما قاد مفجر شاحنة صهريج مليئة بغاز الطهي الى المعبد وفجرها اثناء دخولهم المبنى الذي دمر بالفعل والمعبد متواجد في المكان منذ 1900 عام. وكان من بين قتلى الهجوم ايضا 14 المانيا وخمسة تونسيين كما اصيب 30 بجروح. ( المصدر: رويترزللأنباء بتاريخ 05 جانفي 2009 )
الرابطــة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان La Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 06 جانفي 2009
بيـــــــــان الحالة الصحية لعلي بن سالم تستدعي التدخل العاجل
تستدعي الحالة الصحية للسيد علي بن سالم رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان التدخل العاجل لعلاج عدة امراض زادها تقدمه في السن (77 عاما) وتعرضه للمعاملات المسيئة سواء قبل الاستقلال او بعده تعقيدا وقساوة. ومن بين هذه المعاملات تلك التي ادانتها لجنة الامم المتحدة لمناهضة التعذيب في قرار مؤرخ في نوفمبر2007 والتي تعرض لها في مخافر الشرطة بالمنار في افريل 2000 قبل ان يقع التخلص منه فاقدا للوعي بمكان معزول ب »كرش الغابة ». علما وان السيد بن سالم تعرض لاحقا الى عملية على القلب فاقمت في هشاشة وضعه الصحي. واليوم يجد السيد بن سالم نفسه عاجزا عن متابعة حالته الصحية المتردية وعن شراء االحد الادنى من الادوية الضرورية لبقائه. فرغم تمتعه قانونا بجراية السقوط المخولة للمقاومين بموجب شهادة سلمتها له وزارة الدفاع في اوت1960 وبمجانية العلاج بالمستشفيات العسكرية والمدنية وبكل المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة فان السلطات تمعن في حرمانه من هذا الحق الاساسي وترفض تعويض دفتر العلاج الضائع متجاهلة الحكم الذي أصدرته المحكمة الادارية بتاريخ 23 أفريل 1999 والقاضي « بالغاء قرار رفض الادارة تسليم دفتر العلاج » وإمعانا في التنكيل بالاخ بن سالم بصفته مناضلا حقوقيا ورئيسا لاحد فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان لا تزال السلطات تمتنع حتى من تسليمه شهادة ضياع وثائق شخصية وتفوت عليه بالتالي امكانية اثبات حقه في التداوي المجاني. و لا يكفي السلطات حرمان الاخ بن سالم من التداوي في المؤسسات الصحية العمومية التونسية فانها تسعى منذ سنوات الى تشديد عزلته وصد اصدقائه واحيانا افراد عائلته عن معايدته بسبب الحصار الذي تضربه على محل سكناه الذي هو ايضا مقر فرع الرابطة كما تمنعه السلطات من السفر والالتجاء للمؤسسات الصحية الاجنبية للتداوي بها على نفقة ابنائه المقيمين بالخارج وذلك بموجب قرار تعسفي صدر اثر إيقافه في جوان 2006 و مثوله امام قاضي التحقيق على خلفية اصدار فرع بنزرت للرابطة لبيان احتجاجا على المعاملات المهينة التي تعرض لها السجين ايمن الدريدي. وقد أبقي على هذا القرار منذ ذلك الحين دون أن يدعى الأخ علي بن سالم للمثول مجددا أمام قاضي التحقيق أو أمام أي دائرة قضائية أخرى. إن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان • تعبر عن مساندتها المطلقة لرئيس فرعها ببنزرت •تدين المضايقات المتكررة التي يتعرض لها معتبرة اياها من قبيل التشفي من النشطاء الحقوقيين ومناضلي الرابطة. •تطالب السلطات بالحاح باحترام وتنفيذ قرار المحكمة الإدارية عدد 15652 المؤرخ في 23 افريل 1999 وذلك بتسليم السيد بن سالم فورا دفتر العلاج المجاني المخول له قانونا •تطالب بالرفع الفوري لإجراء تحجير السفر التعسفي وتمكينه من جواز سفرلتمكينه من التنقل للخارج للتداوي. •تذكر السلطات بالتزاماتها تجاه الاعلان العالمي لحماية النشطاء وتطالبها باحترام مقتضياته عن الهيئــة المديــرة الرئيـــس المختـار الطريفـي
غازي القصيبي صَوّبْ مسدسـك الحذائـيّ الـذي لك في الفـداء قصيـدة أبياتـهـــا لما وقفـت كـأن بحـراً هــــادرا لما نطقـت كـأن رعــــدا هائـلا لما رميت كأن مـــن قـد عُذبـوا عاهد حذاءك لن يخونـك عهـده واصنع حذاء النصر وارم به الذي قف أنت في وجه الظلـوم بفِـرْدَةً وارشق بها وبخيطها الوجه الذي أفديك مـن رجــل تقــــزم عنـــده ما كنت قبــل اليـوم أعلـم موقــنـا وبأن في جوف الحـذاء مسدســـا ما كنت أعـرف للــحـذاء فوائــدا جعل القـرار يصوغـه الشرفـــاءُ موزونـة مـا قالهـا الشعــــــراءُ! في ساعديك وفي جبينـك مـــاءُ! فوق الحروف وتحتهـن ســمـاءُ! أحـياهـم الله القــديـر، فـجـــاءوا! واتركــهم ليعاهــدوا مـن شـاءوا! تلهــــو بـه وبقـــلـبـه الأهـــواءُ بنــــيـة، فالقــــاذفــات هُــــرَاءُ! غلبـت عــليـه ملامـــح بلـهـاءُ! الرؤسـاء والكبـراء والأمـراءُ! أن الحـــذاء لمـــن أســاء دواءُ! وبأن كـل رصاصنـا ضوضاءُ! حتـى تصـــدّى للذيـن أســاءوا! قصيدة « أسطورة الحذاء »، 15 دسمبر 2008
النشرة الدورية للقائمة البريدية لموقع الشيخ عبد الرحمن خليف العدد 8 – حصاد شهر ذي الحجة 1429
في منتدى الذاكرة الوطنية (1 من 2): المناضل التيجاني الكتاري يتحدّث عن مسيرته الكشفية والعسكرية خلال الفترة الاستعمارية
تونس الصباح: نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات صباح أمس منتدى الذاكرة الوطنية وتحدث خلاله السيد التيجاني الكتاري عن مسيرته في الحركة الكشفية وعن حياته العسكرية في المشرق العربي خلال الفترة الاستعمارية.. وقال إنه سيتحدث في لقاء آخر عن فترة ما بعد الاستقلال وعن نشأة الحرس الوطني.. وعن هذا المناضل يقول المؤرخ عبد الجليل التميمي إن مسيرة السيد التيجاني الكتاري كانت حافلة بالعطاء منذ انخراطه في الحركة الكشفية في الأربعينات ثم اتجاهه سنة 1946 إلى المشرق العربي والتحاقه بالمدارس العسكرية السورية وتخرجه منها وقد مكنه هذا التكوين الكشفي والعسكري من القيام بالعديد من الأعمال الهامة قبل الاستقلال وبعده ومن أبرزها بعث وتنظيم الحرس الوطني كما شارك في المفاوضات مع الطرف الفرنسي لتسلم مراكز الجندرمة في أواخر سنة 1956 كما شارك في بعثة مشتركة من الحرس والوطني والجيش والشرطة والديوانة لمعاينة الحدود الجنوبية التونسية مع ليبيا ثم مع الجزائر. ويضيف التميمي « لقد مكنه موقعه هذا من المشاركة في معركة رمادة بأقصى الجنوب التونسي وفي تنظيم عبور الأسلحة الموجهة إلى الثورة الجزائرية من بن قردان إلى الحدود الجزائرية ولكن انتهى مساره بعد أن وجهت إليه تهما باطلة أحيل بموجبها على المحاكمة وتم سجنه وهو بعد صمت دام نصف قرن قرر أن التحدث بما تختزنه ذاكرته من معلومات أساسية ». ونظرا لأهمية الشهادة التي أدلى بها السيد التيجاني الكتاري والتي واكبها عدد هام من المناضلين والكشفيين والمؤرخين تتولى الصباح موافاتكم بملخص لها تطالعون الجزء الأول منه في هذه الحلقة ونوافيكم بالحلقة الثانية والأخيرة في عدد يوم الثلاثاء القادم. قال السيد التيجاني الكتاري في شهادته: « لست مؤرخا ولا باحثا وإنما شاهدا على فترة تاريخية معينة.. وأرى أن الحديث عن الحرس الوطني ونشأته يجب أن يسبقه الحديث عن أحداث جدت منذ الأربعينات. وكانت الفترة الفاصلة بين 1941 و1944 فترة فاصلة بين عصرين.. فمنذ الحرب العالمية الثانية تغيرت العقليات في تونس وتبدلت سلوكات الشباب التونسي ويعود ذلك إلى مشاهدتهم لعبور آلاف الجنود من مختلف الجنسيات وكان كلهم يلهث وراء الحرية ولكن أين هي الحرية في تونس في ذلك العصر؟ فعندما طرحوا على أنفسهم هذا السؤال تألموا كثيرا. فقد تألم الشباب التونسي من الاستعمار ومن ظلمه واستبداده ورأى أن الخلاص لا يكون إلا من خلال الحد من الحصار الذي ضربه المستعمر على تونس.. ولعل هذا الحصار قد تجلى في جواز السفر التونسي المعمول به في ذلك الوقت فقد كان يحتوي على عبارة « هذا الجواز صالح للسفر إلى فرنسا فقط ». وذكر أنه خلال شهر أكتوبر 1945 وتحديدا بمناسبة انعقاد المؤتمر العالمي للشباب بلندن ألقى القائد العام السابق للكشاف المسلم التونسي وهو عز الدين عزوز خطابا ندد فيه بسياسة المستعمر الفرنسي وبالحصار المضروب على التونسيين وطالب بمنح تونس استقلالها.. وكان خطابه إشارة إلى جميع الكشافين للسير في الاتجاه النضالي.. وكانت القرارات التي تم التوصل إليها في الكشافة في اتجاهات ثلاثة.. ففي ما يتعلق بالاتجاه الأول فيذكر أنه بالإضافة إلى الأقسام المعمول بها في الكشافة وقتها تم إحداث قسم للتجوال الأعلى وهو يضم قادة وجوالة من الجمعية يتكونون ويتدربون ويقومون بأعمال نضالية سرية وفي مقدمتها إصدار وتوزيع مجلة سرية تطبع في ألف نسخة وتوزع في يوم واحد في كامل أرجاء البلاد وهي « جريدة الكفاح » وقد أصدرت 11 عددا وكانت في البداية تطبع في صفاقس في محل رجل يدعى توفيق السلامي وكان يسهر على طباعتها أعضاء في الحركة الكشفية بصفاقس مثل عبد المجيد شاكر ومحمد الزغل والحبيب الجديدي وقد توفي هذا الأخير وهو في عنفوان الشباب ولم يتجاوز سنه 18 عاما وكان قائدا ملما بالحركة الكشفية ونشاطاتها وأعمالها. أما الاتجاه الثاني فيتمثل في إرسال شباب كشفي إلى الشرق لتلقي تكوين عسكري عال.. وبالنسبة إلى الاتجاه الثالث فهو يتمثل في توسيع رقعة نشاط الكشاف المسلم التونسي ليشمل كافة أرجاء البلاد وسمي هذا العمل بقسم الانتشار وكانت الكشافة في بداية الأمر مقتصرة على شبان المدن لكن تم التفكير في توسيع النشاط الكشفي وتعميمه وكان المسؤول على هذا القسم توفيق السلامي وقد كان هذا الأخير يجوب المدن والقرى من شمال البلاد إلى جنوبها لتركيز وحدات كشفية جديدة. وكان يشرف على تنفيذ هذه الأفكار الجديدة التي سرت في الكشافة المنجي بالي الذي توفي عام 1948 ولم يبلغ الثلاثين بعد من عمره.. ويذكر أنه بعد خروج عز الدين عزوز أصبح بالي القائد العام للكشاف المسلم وكان يلازمه على الدوام توفيق السلامي وكانا صديقين حميمين. البعثات العسكرية عن البعثات الكشفية التي سافرت إلى الشرق قال انه كان من بين عناصر البعثة الأولى وقد سافر معه أحمد الفوراتي وعبد الحفيظ عياد وبين أنهم غادروا صفاقس في جوان 1946 على متن الحافلة العادية الرابطة بين صفاقس وبن قردان.. ومن الأشياء التي رتبها عبد الحفيظ عياد لهذه السفرة هو النزول قبل بلوغ محطة سوق بن قردان وذلك لأن المراقبة كانت على أشدها هناك.. وبعد النزول من الحافلة توجهوا إلى أحد الأصدقاء وقضوا معه بعض الوقت ثم تمكنوا بعد ذلك من عبور الحدود التونسية الليبية وقد مروا من المراقبة التونسية بسلام ولكن المراقبة الليبية تفطنت إلى أمرهم فتمت محاكمتهم وكان في حوزتهم مبلغا ماليا قدره 14 ألف فرنك ونظرا لأن التيجاني الكتاري كان هو المسؤول على البعثة فقد كان المال مسجلا باسمه وتمت محاكمة أحمد الفوراتي وعبد الحفيظ عياد بتهمة تجاوز الحدود خلسة وتمت محاكمته هو بتهمة تجاوز الحدود خلسة مع حمل العملة.. وقال الكتاري « عندما سئلت عن سبب دخولي ليبيا قلت إننا في تونس نعاني من الحصار ولا نستطيع أن ندرس وقد أتينا إلى ليبيا لنتعلم العربية وبعد الاستماع إلينا تم تمكيننا من شهادة إقامة في ليبيا لكنهم حجزوا المال وتمت دعوتنا إلى الذهاب إلى زليطن وتحديدا إلى زاوية سيدي عبد السلام فاتصلنا بشيخ الزاوية الذي أكرم ضيافتنا ومكننا من إلقاء دروس على رواد الزاوية ولكن لم يكن مقامنا هناك طويلا فبعد مدة وجيزة قررنا السفر إلى بنغازي وفي الطريق تفطن أحد المسافرين إلى أننا لسنا ليبيين فتجاذب معنا أطراف الحديث وفهمنا من كلامه أنه هو الذي سهل عبور بورقيبة إلى القاهرة ويدعى هذا الرجل الهادي المغيربي ومن محاسن الصدف أنه ساعدنا نحن أيضا على عبور الحدود الليبية المصرية ودخلنا الاسكندرية في شهر أوت 1946 وهناك كان لنا أقارب من عائلتي كمون والطرابلسي فاتصلنا بهم ثم سافرنا بعدها إلى القاهرة. سعيدة بوهلال (يتبع) (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 جانفي 2009)
نمو الاقتصاد التونسي 2ر4 في المئة في الربع الثالث
تونس 5 يناير كانون الثاني /رويترز/ أظهرت بيانات رسمية اليوم الاثنين أن الاقتصاد التونسي نما بمعدل سنوي بلغ 2ر4 في المئة في الربع الثالث من العام الجاري بفعل قوة أداء قطاعي النقل والاتصالات وأوضحت أرقام نشرها جهاز الاحصاء التونسي أن الناتج المحلي الاجمالي بلغ 306ر6 مليار دينار تونسي /791ر4 مليار دولار/ ارتفاعا من 052ر6 مليار دينار في العام السابق. ونما كل من قطاعي النقل والاتصالات بنسبة 2ر13 في المئة والصناعات الميكانيكية 5ر2 في المئة. وسجلت أنشطة المنسوجات والملبوسات والجلود نموا بنسبة 8ر3 في المئة وهبط قطاع الزراعة والمصايد بنسبة واحد في المئة. وتتوقع تونس أن ينمو الناتج المحلي الاجمالي بنسبة خمسة في المئة هذا العام بالمقارنة مع نمو تقديري يبلغ 1ر5 في المئة في 2008 بسبب الركود الاقتصاد في أوروبا أهم شريك تجاري لتونس. /الدولار يساوي 316ر1 دينار تونسي/. ( المصدر: رويترزللأنباء بتاريخ 05 جانفي 2009 )
صادرات تونس تنمو 22 بالمئة خلال 2008
تونس 5 يناير كانون الثاني /رويترز/ أظهرت أرقام رسمية اليوم الاثنين أن صادرات تونس وهي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في البلاد نمت خلال كامل عام 2008 بنسبة 22 بالمئة الى 6ر23 مليار دينار /9ر17 مليار دولار/. وأشارت الارقام التي نشرتها وكالة الانباء الحكومية أن الصادرات قفزت بنسبة 22 بالمئة خلال 2008 بعد أن كانت في حدود 4ر19 مليار دينار في العام الذي سبقه. ويزيد عدد المؤسسات المصدرة في تونس على 6500 مؤسسة وتوجه الصادرات الى نحو 700 مليون مستهلك عبر عدة بلدان في العالم. /الدولار يساوي 314ر1 دينار تونسي/ ( المصدر: رويترزللأنباء بتاريخ 05 جانفي 2009 )
البنك المركزي التونسي يعترف بتأثر بعض القطاعات المحلية بالأزمة العالمية
تونس, تونس, 05 كانون الثاني-يناير (يو بي أي) — إعترف البنك المركزي التونسي بأن بعض القطاعات الإقتصادية التونسية تأثرت بالأزمة العالمية التي جعلت غالبية الاقتصاديات الكبرى في العالم تدخل في حالة من الركود والإنكماش. وذكر البنك المركزي التونسي في تقريره الشهري أن النتائج الإقتصادية لشهر نوفمبر/تشرين ثاني الماضي عكست بداية تأثر بعض القطاعات المصدرة بسبب إنخفاض الطلب العالمي، وتراجع آفاق النمو في دول الإتحاد الأوروبي. وأكد البنك المركزي التونسي أن تراجع النمو العالمي من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد التونسي، وبخاصة على مستوى الصادرات ومؤشرات النمو. وتتوقع الحكومة التونسية أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5% خلال العام الجاري بالمقارنة مع نمو تقديري في حدود 5.1 % في عام 2008 بسبب الركود الاقتصاد في أوروبا التي تعتبر أهم شريك تجاري ومالي لتونس. (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 5 جانفي 2009 )
المؤتمر الإقليمي العربي بشأن الاستثمار في تعليم الكبار وبناء مجتمعات المعرفة
تونس, تونس, 05 كانون الثاني-يناير (يو بي أي) — بدأت في تونس اليوم الإثنين أعمال المؤتمر الإقليمي العربي بشأن الاستثمار في تعليم الكبار وبناء مجتمعات المعرفة والتعلم في المنطقة العربية، الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو.( ويندرج هذه المؤتمر الذي تتواصل أعماله على مدى ثلاثة أيام، في سياق الإستعدادات للمؤتمر الدولي السادس حول تعليم الكبار، الذي سيعقد في البرازيل في 19 من شهر مايو/أيار المقبل. وذكرت منظمة الإيسسكو، أن المؤتمر يهدف لإيجاد رؤية عربية بشأن تجديد خطط العمل في مجال محو الأمية، ولتبادل التجارب الناجحة في حقل تعليم الشباب والكبار. ويعتبر هذا المؤتمر الإقليمي العربي واحداً من خمسة مؤتمرات إقليمية تعقدها اليونسكو خلال عام 2009 الجاري، استعداداً لمؤتمر البرازيل الذي يهدف إلى تأكيد الإعتراف بأهمية تعليم الكبار ودوره في دعم أسس التنمية الإقتصادية والاجتماعية والبشرية. وسيبحث المشاركون في المؤتمر تحديات تعليم الكبار وتشجيع الاستثمار فيه وتعبئة شركاء قادرين على مساندة جهود الحكومات في هذا المجال. وتشير معلومات إلى أن 40% من الذين تبلغ أعمارهم فوق الـ15 سنة في المنطقة العربية يعانون من الأمية. وكانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو دعت في وقت سابق الحكومات العربية والهيئات المعنية بمحو الأمية في الوطن العربي، إلى إعادة النظر في التشريعات التي تحدّد الفئات المستهدفة ببرامج محو الأمية. وأعربت الألسكو في بيان عن خشيتها من أن تواصل الأمر على ما هو عليه الآن من شأنه تعاظم أعداد الأميين، ويصبح من المتعذر حينئذ الوصول إلى إستيعاب من هم في سنّ الذهاب الى المدرسة، وتحقيق أهداف جهود التنمية. وأشارت الألكسو إلى أن نسبة الأمية في الوطن العربي تكاد تعادل ضعف المتوسط العالمي للأمية، حيث بلغ عدد الأميين في الوطن العربي 70 مليون شخص خلال العام 2005، مقابل 50 مليون شخص في العام 1970. (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 5 جانفي 2009 )
400 سنة على قدوم الأندلسيين إلى تونس وإطلاق اسم « سليمان » على مدينتهم
بقلم: أحمد غلاب (*) بعد أيام قليلة ودّعنا سنة واستقبلنا أخرى جديدة هي سنة 2009 نرجو أن تكون مباركة على جميع الشعوب العربية والإسلامية، وبحلول هذه السنة تكون قد مرت 400 سنة على طرد المسلمين من الأندلس. بعد سقوط غرناطة سنة 1492م، أظهر الأسبان بعض التسامح مع المسلمين، ولم يكن هذا التسامح في الحقيقة سواء خدعة منهم للاستفادة من علوم وتجارب المسلمين في شتى الميادين والقطاعات… فما إن اشتد عودهم ونهلوا ما شاء لهم من الثقافة العربية وعلومها، شنوا حربا ضروسا على المسلمين، فنكلوا بهم تنكيلا وأذاقوهم شتى أنواع الإهانة والعذاب، منعوهم من القيام بواجباتهم الدينية والدنيوية، منعوهم بكل ما يربطهم بتاريخهم وحضراتهم… منعوهم حتى من التخاطب باللغة العربية في ما بينهم… نصبوا لهم محاكم التفتيش فحكموا بالإعدام على المئات من المسلمين (كان الإعدام يقع في ساحات المدن الكبرى وفي احتفال رسمي يشهده الاحبار بأثوابهم الرسمية وقد يحضره الملك).. وأخيرا رحّلوهم وشرّدوهم في شتى أنحاء العالم (مصر ـ المغرب ـ الجزائر ـ تونس ـ فرنسا ـ وحتى الى أمريكا…) كل المصادر والمراجع التي أرخت لتلك الفترة وتعرضت الى الهجرة الأخيرة لمسلمي الأندلس تحدثت عما لقيه الأندلسيون من عذاب وإهانة وسلب ونهب وقتل .. وربما هي أوّل حرب تطهير عرقية عرفها تاريخ البشرية (1). توجه قسم من هؤلاء المطرودين من اسبانيا في ما توجهوا الى تونس (وقد يكون القسم الأكبرمنهم) كان ذلك سنة 1609 أيام حكم عثمان داي الذي أوسع لهم في البلاد وفرّق ضعفائهم على الناس وأذن لهم أن يعمروا حيث شاؤوا، فعمرت البلاد بهم واستوطنوا في عدّة أماكن وأنشأوا أكثر من عشرين بلدا، أشهرها تستور وسليمان وبلي وتركي والعاليا… و لقد أضافوا الى سكان البلاد التونسية عنصرا بشريا جديدا أثر تأثيرا بليغا مازال بارزا الي يومنا هذا في المجتمع التونسي عامة وفي القرى التي تجمّعوا بها خاصة، فطوروا الاقتصاد (صناعة الشاشية والأسلحة، مهدوا الطرقات بالكراريط ج. كريطة…) ونهضوا بالفلاحة (مغروسات وزراعات جديدة) وقاموا بأشغال جليلة (حفر القنوات، الطرق، بناء الجسور، طواحن الريح ..) وفي فن العمارة (بناء المساجد والمنازل بطريقة لم تكن مالوفة لدى التونسيين من قبل، القرميد والماجل داخل المنزل)… وكذلك في بعض العادات والتقاليد (الزواج والمآكل والحلويات…). ولنا بسليمان الكثير من هذه المزايا تدل على عظمة الأندلسيين وعبقريتهم كالجامع الكبير وصومعته الجميلة العجيبة وطاحونة الريح البديعة وصباطات ومنازل في غاية الروعة والجمال، وأطعمة مازالت تطبخ وتعد في المناسبات كالبناضج والقرص والكوايارس وحلوة شبابك… أقر بلذتها وطيبها كل من اكلها وتذوّقها، ومازالت كذلك بعض المصطلحات والكلمات الاسبانية متداولة الى الآن بين السكان في الميدان الفلاحي خاصة (كشنطي ـ لاسطة ـ غانجو…الخ) وسؤالنا لماذا أطلق هؤلاء الوافدون على مدينتنا اسم سليمان ؟ سؤال يردده الي الآن كل سكان البلدة إنّ الوافدين الجدد على هذه المنطقة وعند حلولهم بهذه الربوع اتخذوا برج أبي سليمان (برج البليدة حاليا)، مسجدا لهم وحوله بنوا منازلهم وأسواقهم , ذكر البكري بر أبي سليمان في مسالكه وقال أنه كان موجودا في القرن الخامس هجري، وهو برج أغلبي بناه الأغالبة من جملة ما بنوه من أبراج ورباطات لحماية سواحل الدولة الأغلبية ومن الموجودة منها بجزيرة شريك (الوطن القبلي حاليا) نذكر قصر جهم (على شاطئ سليمان)، قصر سعد، قصر الزيت، قصر النخلة، قصر النوبة، رأس أدار، برج أبي سليمان (ويوجد في وسط سوق بلدة سليمان)…. وغيرها (2). ومازال برج أبي سليمان شامخا ومازال » داموسه » الذي تحدث عنه ابن دينار في مؤنسه قائما، ومازال هذا البرج كذلك والى اليوم يؤمه المصلّون لأداء صلواتهم . برج أبي سليمان (أو برج البليدة) من المصادر التي أشارت الى هذا البرج نذكر على سبيل الذكر لا الحصر: 1- جاء في المؤنس لابن أبي دينار: « … وهي اليوم ملاّحة عليها قصر ورباط يعرف ببرج أبي سليمان. قلت الملاحة التي ذكرها وبرج أبي سليمان، هي الآن البلد التي عمّرها الأندلس، وبرج أبي سليمان بها معروف وهو بازاء سليمان المسمّاة به في زماننا هذا. وفي سليمان المذكورة قصر أبي سليمان السابق ذكره، وبه داموس لم يعلم أحد منتهى طرفه… » (3). 2- أما في الحلل السندسية للوزير السرّاج فقد ورد ما يلي »…. وبقرطاجنّة ملاحة عليها قصور ورباط يعرف ببرج أبي سليمان ـ قال جامعه عفا الله عنه ـ وهي اليوم بلدة عظيمة تعرف بسليمان اسماها الأندلس في نزولهم افريقية… (4). 3- ونقرأ في تكميل الصلحاء والأعيان للكناني »…. وكان يوجد قبل ذلك (أي قبل مجي الأندلسيين الى هذه المنطقة) برج خرب يعرف ببرج أبي سليمان كرباط من الرباطات الممتدّة على السواحل التونسيّة. فبنيت الجالية الأندلسية مساكنها هناك وسموها فيما يظهر بلدة سليمان وحذفت الكنية (أبي) خفّة للاستعمال، ولعلّ الشخص المنسوب اليه البرج كان أحد المرابطين فيه أو المؤدبين به. ويذكر البكري أن البرج كان موجودا في القرن الخامس هجري… » (5). 4- وفي معالم التوحيد يضيف محمد الحبيب بن الخوجة » لقد كان الفضل لهؤلاء الموريسك في تعمير وإحياء المدن والقرى العتيقة الخربة وفي توظيف آثارها الرومانية في مبانيهم الجديدة , وواصل كل صنف نشاطاته المعهودة (6). 5- أما ابن سليمان البار شيخنا الجليل محمد ماضور( ت 1980) وعندما كتب » سليمان عبر التاريخ » في مجلّة صوت الشباب الاشتراكي الدستوري لشعبة سليمان العدد الخامس شهر مارس 1965، لم يذكر لماذا سميت سليمان بهذا الاسم بل اكتفى بالقول بأن الأندلسيين لمّا نزلوا حول البرج في قدمتهم الأولى اتّخذوه مسجدا، فذكر البرج (هكذا) ولم يقل برج أبي سليمان، ونحن نعلم أنّه لا يوجد برج بهذه الجهة الاّ برج أبي سليمان الموجود وسط السوق وبرج الجهمي الموجود على شاطئ البحر. من هو أبي سليمان هذا؟ تشير كتب الطبقات إلي كثرة عبّاد وصلحاء جزيرة أبي شريك وتذكر العديد من مناقبهم يقول البكري (المسالك) في شأنهم » هم قوم متعبّدون تخلّوا عن الدنيا وسكنوا الجبال مع الوحوش، لباسهم البردي وعيشهم من نبات الأرض ومن صيد البحر، والدعوة من أكثرهم مستجابة. وعن كثرتهم يقول أبو القاسم الرقيق في كتابه » لم تخل هذه الجزيرة من عابد مذكور » وعن أماكن عبّاد الجزيرة يقول ناجي جلول » أمّا مركز المرابطة فقد كانت توجد بسليمان، سيدي داود (النوبي)، اللوزة (منزل تميم…) ونلاحظ أنه قد أضيفت الى جل أسمائهم » الجزيري » وهي نسبة الى جزيرة أبي شريك . وهذه الرباطات والبروج والصلحاء والعباد ليست زوايا المعاوين وعبّادها كما يتبادر إلى الذهن لأنّ هؤلاء المعاوين من الأعراب الزاحفة مع بني هلال، ولم تكن لهم زوايا ولا مشيخة بالوطن القبلي قبل الاحتلال التركي، فالمؤسس لزواياهم هو جدّهم معاوية الشارف (7). عدنا إلى قائمة الزهاد والعبّاد وصلحاء جزيرة شريك في الفترة الأغلبية وما بعدها فلم نعثر الاّ على اسم واحد يحمل اسم (أبي سليمان) يدعى « أبو سليمان ربيعة الجزري » وهو من أشهر عبّاد الجزيرة ومعاصرا لأبرزهم وأشهرهم إسماعيل بن رباح الجزري (ت 212هـ) المعاصر بدوره للإمام سحنون (ت 240هـ/854م) وكانت بينهما لقاءات وقصص ذكرتها كتب المناقب والتراجم، ولقد سمي برج » أبي سليمان » نسبة الى أبي سليمان ربيعة الجزري، على غرار قصر اللوزة (منزل تميم) نسبة الى نصرون اللوزي وإني أذهب كثيرا إلى هذا الاحتمال دون سائر الاحتمالات الأخرى . يذكره ناجي جلول في كتابه « الرباطات البحريّة » أسم أبي سليمان ربيعة الجزري » في المرتبة الثانيّة مباشرة بعد اسماعيل بن رباح، كما يذكر الأستاذ جلول سليمان في المركز الأول عند حديثه عن أهم مراكز المرابطة بالجزيرة. (8) لا ندري بالتحديد تاريخ ومكان ميلاد ووفاة هذا الولي الصالح (ونرجح أن تكون وفاته في النصف الأول من القرن الثالث هجري) غير أنّنا نعرف أنّه من أشهر مرابطي جزيرة شريك وصلحائها. وخلاصة القول ان الأندلسيين أطلقوا اسم سليمان على مدينتهم الجديدة نسبة الى ابي سليمان ربيعة الجزري وقد حذفوا النسبة « أبي » خفة للاستعمال، وبعد استقرارهم شمروا على سواعد الجد والعمل فبنو الجامع وشيّدوا المنازل ومدوا الطرقات للكراريط وزرعوا الأراضي وغرسوا الأشجار وغيرها من الأعمال الجليلة.. وما هي الاّ بضع سنوات حتى أصبحت سليمان قبلة للنازحين من داخل الإيالة ومن خارجها (من طرابلس خاصة) للعمل والسكنى وتبقى كلمة الوزير السراج في حلله السندسية خير شاهد على ما وصلت اليه البلدة من رقي وازدهار قال: « .. وهي اليوم بلدة عظيمة تعرف بسليمان أسماها الأندلس في نزولهم افريقية وتجد بها: » حبّا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبّا (من سورة عبس الآية 31) بها جامع معتبر في مرتبة جوامع المدن ولو اقتصرت تونس على ثمار بلد سليمان لكفتها كثرة وطيبا… »(9) ولنا عود إن شاء الله للحديث عن العائلات الأندلسية التى مازالت موجودة الى الآن بسليمان أو التي هاجرت منها أو التي اضمحلت وعن أعلامها وكذلك لمن زارها وتحدث عنها من الرحالة والعلماء .. وللحديث بقية. ــــــــــــــــــــــــــ 1- انظر في خصوص ما لقيه هؤلاء المطرودين على سبيل الذكر: محمد عنان « دولة الإسلام في الأندلس » ـــ حركة المقاومة العربية السلامية في الأندلس بعد سقوط غرناطة للدكتور عبد الواحد ذنون طه ــ مؤلفات صديقنا أحمد الحمروني ــ عديد المجلات والكتب التي أصدرتها مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات التي يديرها المؤرخ عبد الجليل التميمي…الخ 2- من المصادر التي تعرضت الي هذه القصور والرباطات: المغرب العربي من خلال كتاب نزهة المشتاق للادريسي حققه محمد الحاج صادق ــ رحلة التيجاني تحقيق ح.ح. عبد الوهاب ــ الورقات لح.ح. عبد الوهاب ــ الحقيقة التاريخية للتصوف الاسلامي لمحمد البهلي النيال ــ وخاصة الرباطات البحرية لناجي جلول وغيرها 3- المؤنس لابني أبي دينار 4- الجزء الثاني من كتاب الحلل السندسية في الأخبار التونسية تحقيق محمد الحبيب الهيلة 5- تكميل الصلحاء والأعيان لمعالم الايمان في أولياء القيروان لمحمد بن عيسى الكناني تحقيق وتعليق محمد العنابي 6- معالم التوحيد لمحمد الحبيب بن الخوجة 7- الحقيقة التاريخية لمحمد البهلي النيال 8- الرباطات البحرية لناجي جلول 9- الحلل السندسية للوزير السراج ــــــــــــــــــ (*) كاتب اللجنة الثقافية المحلية بسليمان (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 جانفي 2009)
هل لغة المستعمر غنيمة أم صنارة للاستلاب ولاستمرار الهيمنة؟
بقلم: د.محمود الذوادي (*) أولا: ياسين واللغة الغنيمة: من المعروف أن عبارة « اللغة الفرنسية غنيمة حرب » قد استعملها كاتب ياسين، وهومؤلف جزائري كتب معظم مؤلفاته بلغة موليار وبعضها بالعامية الجزائرية في آخر حياته. وكما هو منتظر يردد العديد من المثقفين والمتعلمين الفرنكوفونيين في تونس وغيرها من المجتمعات المغاربية القول بأن اللغة الفرنسية هي عبارة عن غنيمة كسبتها تلك المجتمعات من المستعمر الفرنسي وينبغي، إذن، المحافظة عليها. وقبل أن نحلل درجة صحة أوبطلان فحوى هذا الخطاب دعنا نتعرف على المعنى اللغوي لكلمة غنيمة في لغة الضاد. فكلمة غنم أو غنيمة في اللغة العربية تعني الفوز بالشيء بدون مشقة. ومن ثم، تحمّس كاتب ياسين ويتحمّس في عصرنا هذا هؤلاء المثقفون والمتعلمون المغاربيون إلى تكرار المناداة بالقيام بكل ما هو ضروري من أجل المحافظة وصيانة الموروث اللغوي الإستعماري الفرنسي بين أغلبية سكان أقطار المغرب العربي التي تعرضت إلى الاستعمار الفرنسي منذ القرن التاسع عشر. ثانيا: الغنم بالغرم : يشير كلام العرب إلى أن الغنم/الغنيمة لا يخلو حتما من الضرر والخسارة لصاحبه. ولذلك جاء في ملاحظات وحكم الناطقين بلغة الضاد قولهم « الغنم بالغرم » أي أن للوجه المجاني الربحي الظاهر للغنيمة وجها مقابلا/آخر/خفيا ينطوي على معالم سلبية طالما يقترن بها الفوز بالغنيمة، ذلك المكسب المتحصل عليه دون مشقة. إن التأمل في مثل هذا القول العربي « الغنم بالغرم » يشكك في المدلول اللغوي لكلمة الغنم/الغنيمة (الفوز بالشيء دون مشقة وضرر وخسارة) ليؤكد أن الواقع الاجتماعي البشري أكثر تعقيدا من مجرد مضمون معاني المفردات اللغوية. ومن ثم، يجوز القول بأن المتحمسين لفكرة « اللغة الفرنسية غنيمة » قد تشابه الأمر عندهم بين المعنى اللغوي والاجتماعي لكلمة غنيمة . وبعبارة أخرى، فإنهم قوم أغراهم المعنى المجرد للفظ الغنيمة في اللغتين العربية والفرنسية le butin فجاءت نظرتهم ضيقة لواقع الأمور ومن ثم متفائلة إزاء اللغة الفرنسية كغنيمة حرب لا يجب التردد في أخذها والمحافظة عليها والتحمس لها. إن مثل هذا الموقف غير المتأني أدى عندهم بالضرورة إلى فهم قاصر ومشوّه لطبيعة استمرار آثار الإرث اللغوي الاستعماري الفرنسي على سلوكاتهم الفردية اليومية وعلى هويتهم الثقافية والحضارية في عهد الاستقلال. ثالثا : شعار اللغة غنيمة في الميزان: دعنا نفحص مدى مصداقية/بطلان موقف المنادين بشعار اللغة الفرنسية على أنها غنيمة : أي أنها مكسب مجاني أتى بدون مشقة وليس فيه ضرر وخسارة للمجتمع المرحب بتبني ذلك الشعار. لقد ذكرنا من قبل أن ذلك الشعار ضيق الرؤية والآفاق وبالتالي فهو سطحي الفهم وساذج في إدراك وقائع الأمور الحقيقية الميدانية على الأرض بالنسبة للتعامل مع اللغات الأجنبية الدخيلة على المجتمعات البشرية. فنحن نرى في المقابل أن قول العرب « الغنم بالغرم » قول حكيم يتصف بالعمق في الفهم والإدراك الناضجين لطبيعة الأشياء في الميدان. إذن، فمضمون هذا القول نجده صالحا لتحليل معالم الغرم المصاحبة للغنيمة « الغنم غرم ». وبعبارة أخرى، نود الكشف هنا عن معالم الخسارة والضرر للغات الوطنية بسبب مجيء اللغات الأجنبية الدخيلة إلى المجتمعات البشرية. نختار هنا حالة المجتمع التونسي للنظر في جوانب الخسارة والضرر التي تعرضت وتتعرض لها اللغة العربية (اللغة الوطنية) في المجتمع التونسي المعاصر من جراء دخول اللغة الفرنسية مع الاحتــلال الفـرنسي للقطر التونسي في سنة 1881. ويمكن تعميم ذلك بسهولة على بقية مجتمعات المغرب العربي باستثناء ليبيا. ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد أن الاستعمار الفرنسي، مقارنة بنظيره الانكليزي، يعطي أهمية كبرى لنشر لغته وثقافته وتعليمهما لسكان المجتمعات التي يحتلها. ومن ثم تفهم ظاهرة التنافس الكبير الذي كسبت رهانه اللغة الفرنسية ضد اللغة العربية في عديد القطاعات بالمجتمع التونسي وغيره من المجتمعات المغاربية أثناء الاحتلال الفرنسي وبعد الاستقلال. رابعا: خسارة العربية مع حضور الفرنسية: وكما أشرنا، إن الاستعمار الفرنسي يولي أهمية كبيرة إلى نشر لغته وثقافته بين الشعوب المستعمرة بحيث تصبحان منافستين للغة/للغات وثقافة/ثقافات تلك الشعوب. نركز هنا على بعض معالم التنافس الخطير الذي طرحه ويطرحه حضور اللغة الفرنسية (لغة المستعمر) على اللغة العربية (اللغة الوطنية للمجتمع التونسي) في عهدي الاحتلال والاستقلال بالبلاد التونسية: (1) اللغة الفرنسية (اللغة الغنيمة) هي اليوم لغة الاستعمال الأولى بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال لدى الكثير من التونسيات والتونسيين ومؤسساتهم. لا يسمح هذا الواقع اللغوي التونسي بالقول إن اللغة الفرنسية هي مجرد غنيمة للمجتمع التونسي بريئة من السلبيات. لأن مجيء هذه اللغة أضر بوضع اللغة العربية/اللغة الوطنية بسبب منافسة اللغة الفرنسية لها ليس في عصر الاحتلال الفرنسي فقط، وإنما أيضا في عهد الاستقلال، بذلك خسرت اللغة العربية رتبتها الأولى في التعامل بين التونسيات والتونسيين وفي مؤسساتهم في مجالات لا تكاد تحصى داخل المجتمع التونسي منذ تمركز الاستعمار الفرنسي به في نهاية القرن التاسع عشر. (2) مما لاشك فيه أن الحضور القوي للغة الفرنسية في عهدي الاحتلال والاستقلال بالبلاد التونسية أدى إلى حالة من الاغتراب بين الكثير من التونسيات والتونسيين واللغة العربية، لغتهم الوطنية. وتتمثل حالة الاغتراب هذه في ضعف وجود علاقة حميمية وعاطفية بين هؤلاء ولغتهم الوطنية بحيث لا يكادون يعتزون بها ويغارون عليها ويدافعون عنها. يشبه هذا الشعور باغتراب الناس عن لغتهم الشعور باغتراب الناس عن وطنهم. وهذا التشابه ليس بالأمر الغريب، إذ اللغة هي أكبر المعالم المحددة لهوية الوطن. ولذلك قيل إن اللغة هي الوطن. ومن ثم، فمن تسكنه في العمق لغة وطنه يسكنه وطنه في العمق أيضا في حله وترحاله داخل هذا الوطن وخارجه. ومما لا يحتاج إلى برهان أن منافسة اللغة الفرنسية للغة العربية التي نتجت عنها حالة الاغتراب مع اللغة العربية/اللغة الوطنية بين العديد من التونسيات والتونسيين المثقفين والمتعلمين على الخصوص لاتعطي شعار كاتب ياسين « اللغة الفرنسية غنيمة حرب » تأييدا يذكر. فحضور حالة الاغتراب للغة العربية بين أهلها بالمجتمع التونسي في زمني الاستعمار والاستقلال بسبب حضور وانتشار استعمال اللغة الفرنسية يمثل بكل المقاييس الموضوعية ضررا وخسارة للغة العربية، اللغة الوطنية والرسمية للبلاد التونسية. (3) إن وضع اللغة العربية المشار اليه في (1) و(2) يؤدي حتما إلى نتيجة ثالثة ليست في صالح شعار كاتب ياسين. فإعطاء اللغة الفرنسية (الغنيمة عند هذا الكاتب الجزائري) المكانة الأولى أو الواسعة في الاستعمال وحضور حالة الاغتراب مع اللغة العربية في المجتمع التونسي لدى عدة قطاعات وعند كثير من الأفراد والفئات الاجتماعية التونسية يدفعان بالضرورة اللغة العربية إلى حالة إفقار/تفقير في زادها اللغوي. إذ اللغة، أي لغة، هي كائن حي تستمد نبض حياتها وتطورها من عملية الاستعمال الكامل والشامل لها في مجتمعها. والعكس صحيح. أي أنه يصيبها التراجع والفقر والجمود والتأخر إن هي أقصيت قليلا أو كثيرا من فرصة الاستعمال الكامل في حلبة كل أنشطة المجتمع بأصنافها المختلفة . ومن جديد، فإن الحد من استعمال اللغة العربية بدرجات مختلفة بالمجتمع التونسي لصالح اللغة الفرنسية (الغنيمة) منذ مجيء الاستعمار الفرنسي في 1881 لا يمكن اعتباره بالمقاييس النزيهة غنيمة : أي مكسبا إيجابيا للغة العربية، لغة البلاد. إذ هو يمثل عامل إفقار وتخلف للغة العربية . فاللغة، هذا الكائن الحي، تنمو وتتطور وتتقدم بالاستعمال الكامل في محيطها الاجتماعي . وفي المقابل يصيبها الركود والتخلف بدرجات مختلفة وفقا لمدى استعمالها في الحياة الاجتماعية. تلك هي المعادلة الصحيحة والدقيقة لفهم أحوال اللغات سلبا وإيجابا في مجتمعات الشرق والغرب على حد سواء. (4) هل يجوز اعتبار اللغة الأجنبية غنيمة إذا أصبح استعمالها مصدرا لبث مركّبات النقص والشعور بالدونية إزاء استعمال اللغة الوطنية لدى المواطنات والمواطنين؟ يكفي هنا ذكر مثال واحد لتجلي أعراض مركبات النقص لدى التونسيات والتونسيين من جراء استعمال اللغة العربية/اللغة الوطنية. يخجل معظم التونسيات والتونسيين اليوم من كتابة صكوكهم المصرفية/شيكاتهم وإمضائها باللغة العربية لأنهم تعلموا من مجتمعهم المتأثر بإيديولوجيا المستعمر الفرنسي أن لغتهم الوطنية ليست لغة الحداثة التي تمثلها في اعتقادهم اللغة الفرنسية.وهو تصور خاطئ، إذ لم تعد اللغة الفرنسية كذلك اليوم. ومن ثم تسخر الأغلبية التونسية من الأقلية التونسية الصغيرة جدا التي لاتزال تكتب صكوكها وتمضيها باللسان العربي. فاستعمال اللغة الفرنسية في الحالة المذكورة أصبح، إذن، بوابة لنشر وغرس مركب النقص والشعور بالدونية في الشخصية القاعدية التونسية. فالتحليل الموضوعي لتلك التصرفات المهينة للغة العربية من طرف أهلها يدحض بقوة مقولة شعار كاتب ياسين » اللغة غنيمة حرب ». (5) تفيد دراساتنا للمسألة اللغوية بالمجتمع التونسي الحديث بأن معظم الفتيات والنساء التونسيات المثقفات والمتعلمات على الخصوص يتعاطفن أكثر مع اللغة الفرنسية من تعاطفهن مع اللغة العربية، لغتهن الوطنية. ولهذا انعكاسات سلبية على اللغة العربية بالنسبة لأجيال الحاضر والمستقبل في المجتمع التونسي. ينسف بقوة هذا الانحياز إلى اللغة الفرنسية لدى التونسيات المتعلمات والمثقفات مفهوم « اللغة الأم » في المجتمع التونسي. فالعامية العربية التونسية النقية -كلغة أم- لا يكاد يكون لها وجود حقيقي في خطاب تلك التونسيات كأمهات. تفيد الملاحظة الميدانية أن الكثير منهن لا يكدن يخاطبن بناتهن وأبناءهن إلا بالفرنسية وأن البقية من التونسيات المتعلمات والمثقفات يتحدثن في أسرهن بخطاب فرنكوأرابي متخم باللغة الفرنسية حتى أن كلمة » أمي »، مثلا، في خطاب الأطفال والشباب من الإناث والذكور لأمهاتهم يكاد يندثر استعمالها بالكامل في عدة جهات ومناطق بالبلاد التونسية. ويقع تعويضها بكلمة » ماما » القريبة جدا من الكلمة الفرنسية « maman ». خامسا: كيف تصبح لغة المستعمر غنيمة: لا تسمح عينة الأمثلة الخمسة السابقة بالقول أن حضور اللغة الفرنسية (لغة المستعمر) في المجتمع التونسي في زمن الاحتلال وعهد الاستقلال يمثل غنيمة ربحها التونسيون من فرنسا. لأن هناك شروطا أساسية يجب توفرها قبل أن يصبح استعمال اللغة الفرنسية وغيرها من اللغات الأجنبية غنيمة حقا للمجتمع التونسي وغيره من المجتمعات المغاربية التي احتلتها فرنسا. نقتصر هنا على ذكر ثلاثة شروط رئيسية تؤهل اللغة الأجنبية لكي تكون غنيمة للمجتمع المستقبل لها: (1) يتمثل أهم شرط يحتاجه المجتمع التونسي اليوم وفي المستقبل لكي تصبح اللغة الفرنسية عنده فعلا غنيمة، في تغيير نمط الإزدواجية اللغوية الثقافية (عربية وفرنسية وثقافتهما) لصالح اللغة العربية وثقافتها.أي أن تصبح مكانة اللغة العربية وثقافتها نفسياواستعمالا إجتماعيا هي الأولى عند التونسيين ومؤسساتهم.وهذا مانجده اليوم مفقودا إلى حد كبير بالمجتمع التونسي بعد أكثرمن نصف قرن من الإستقلال. والأمثلة كثيرة جدا على استمرار تحيز التونسيين ومؤسساتهم للغة الفرنسية وثقافتها. تفيد الملاحظات الميدانية أن معظم التونسيين والتونسيات مزدوجي اللغة والثقافة منذ عهد الاستعمار يعطون نفسيا مكانة أعلى وسمعة إجتماعية أرقى للغة الفرنسية وثقافتها. وهذا ما يتجلى في عينة محدودة من الأمثلة الحية: أ ـ فموقف الطلبة المتخصصين في اللغتين الفرنسية والإنكليزية وآدابهما إزاء زملائهم في اللغة العربية وآدابها يكشف عن طبيعة هذا الموقف. فيغلب على الأوائل نظرة يشوبها الاحتقار والدونية للأواخر. ب ـ لايزال مركز الدراسات الإقتصادية والإجتماعية CERES يستعمل اليوم اللغة الفرنسية في المقام الأول في ندواته ومنشوراته وذلك رغم سهولة التعريب في العلوم الإجتماعية والإنسانية. ت ـ أقام فرع الديمغرافيا في قسم علم الإجتماع بجامعة تونس ندوة حول قضية السكان في 19 و20 ديسمبر 2008. فكانت أغلبية أوراق المداخلات من طرف التونسيين باللغة الفرنسية. ث ـ حضرت أخيرا اجتماع أعضاء نادي بشرى الخير بالعاصمة الذي يوجد فيه وزراء وسقراء وديبلوماسيون وأساتذة تونسيون هم الآن في سن التقاعد. فكانت اللغة الفرنسية هي اللغة الطاغية في التفاعل بينهم خاصة في إلقاء المحاضرة والتعليق عليها اللذين أقصيت منهما بالكامل اللغة العربية الفصحى وحتى العامية التونسية فكانت اللغة الفرنسية سيدة الموقف في قراءة نص المحاضرة وفي حديث من قام بالتعليق على ما ورد في كلام المحاضر. تبين الأمثلة الأربعة مدى استمرار انتشارالتحيز للغة الفرنسية وثقافتها بين التونسيين وذلك بعد أكثر من خمسة عقود من الإستقلال. فالسلوكات التونسية اللغوية الواردة في تلك الأمثلة تشير بوضوح بأن اللغة العربية/اللغة الوطنية ليست هي اللغة الأولى نفسيا واستعمالا إجتماعيا عند التونسيين ومؤسساتهم. ويعود هذا الوضع عند التحليل إلى ما نسميه الإزدواجية اللغوية الثقافية المتحيزة إلى اللغة الفرنسية وثقافتها على حساب اللغة العربية/اللغة الوطنية وثقافتها في عهدي الإستعمار والإستقلال. فبدون تغيير هذا الموقف إيجابيا لصالح اللغة العربية وثقافتها عند التونسيين لا يجوز موضوعيا اعتبار معرفة اللغة الفرنسية وثقافتها غنيمة كما قال كاتب ياسين. ويتطلب هذا الأمر الرفع من شأن اللغة العربية وثقافتها بحيث تصبح الرغبة والتعاطف نفسيا وإجتماعيا مع استعمال اللغة العربية في المكانة الأولى عند الجمهور التونسي المتعلم والمثقف على الخصوص. وهذا ما يتصف به موقف الزيتونيين والتلاميذ التونسيين خريجو ما يسمى شعبة(أ) من التعليم التونسي المعرب في مطلع عهد الاستقلال من القرن الماضي.وفي المقابل، فإن موقف الأغلبية من التونسيين خريجي المدارس الفرنسية ومعهد الصادقية والنظام التعليمي التونسي مزدوج اللغة والثقافة لفترة ما بعد الإستقلال موقف متحيز نفسيا واجتماعيا أكثر لصالح لغة المستعمر وثقافته. وبعبارة أخرى، إنه موقف يهيئ التونسيين للقبول والرضى باستمرار الإستعمار اللغوي الثقافي الفرنسي. يرى عالم الإجتماع الماليزي الشهير سيد حسين العطاس أن هذا التكوين اللغوي الثقافي لصالح الطرف المهيمن يقود إلى بروز ظاهرة ما سماه بالعقل السجينThe Captive Mind بين أهل الطرف المهيمن عليه. أما المفكر الجزائري المعروف مالك بن نبي فقد تحدث هو الآخر عن حالة استعداد الشعوب التي وقع استعمارها للإستعمار. ونحن نعتقد أن الإزدواجية اللغوية الثقافية المتحيزة للغة الفرنسية وثقافتها تسهل عملية استعداد تلك الشعوب نفسيا وثقافيا لقبول استمرار الإستعمار اللغوي الثقافي الفرنسي بعد الإستقلال. وليس من المبالغة القول أن هذا الوضع هوالسائد اليوم ليس في المجتمع التونسي فحسب بل في بقية المجتمعات المغاربية الثلاثة التي احتلها المستعمر الفرنسي. يمثل هذا الوضع ما أطلقنا عليه مصطلح التخلف الآخر الذي يشيرإلى أن تلك المجتمعات المغاربية الأربعة لم تنجح بعد نفسيا وثقافيا واجتماعيا في تطبيع علاقتها بالكامل مع اللغة العربية/لغتها الوطنية. أي أن اللغة العربية ليست لها المكانة الأولى في قلوب وعقول واستعمالات الأغلبية الساحقة خاصة بين المتعلمين والمثقفين وأصحاب القرارالسياسي في هذه المجتمعات وذلك بعد عقود عديدة من الإستقلال. وبالتأكيد فإن استمرار انتشار ظاهرة التخلف الآخر اليوم في الأقطار المغاربية تفند في وضح النهار وبكل شفافية مقولة كاتب ياسين: لغة المستعمر غنيمة حرب. وبعد كشف الحجاب عن أخطاء تلك المقولة، نتوقع أن عددا كبيرا من التونسيين سوف يكونون قادرين على التعبير على موقفهم الجديد بعاميتهم العربية التونسية مخاطبين كاتب ياسين قائلين:ماعدش تعديها علينا؟. (2) وكنتيجة لما ورد أعلاه يمكن القول أن المجتمع التونسي يشكو من قصور تطبيع علاقته بالكامل مع اللغة العربية، لغته الوطنية. وهذا يعني أن يصبح استعمال اللغة العربية شاملا لكل القطاعات في المجتمع التونسي وليس مقتصرا على بعض القطاعات فقط كما هو الحال اليوم بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال. فالمجتمعات المتقدمة، على سبيل المثال، نجدها ملتزمة بالكامل باستعمال لغاتها الوطنية في كل شؤونها، كما هو الأمر في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانياواليابان وكوريا الجنوبية وغيرها من المجتمعات المتقدمة. (3) أما الشرط الثالث ذو العلاقة بالشرطين السابقين فهو موقف نفسي وفكري يعطي اللغة العربية المكانة الأولى في قلوب وعقول جميع التونسيين بحيث يصبحون بطريقة عفوية جماعية كاسحة متحمسين للغيرة والدفاع وحماية اللغة العربية من التهميش والإقصاء من الاستعمال في قضاء شؤون الأفراد ومؤسساتهم بالمجتمع التونسي الحديث. فبدون كسب المجتمع التونسي لرهان تلك الشروط الثلاثة بطريقة كاملة يبقى استقلال المجتمع التونسي منقوصا في أهم معالم الإستقلال الحق والمتمثل في التحرر الكامل من رواسب الإستعمار اللغوي الثقافي الذي يجعل عقول التونسيين ومؤسساتهم سجينة كما أكد ذلك عالم الإجتماع سيد حسين العطاس. إذ تشير الدراسات أن العقول السجينة هي عقول ينقصها التأهل للإبتكار والإبداع واكتشاف التصورات والحلول البديلة للأشياء المطروحة انطلاقا من تراثها الفكري والعلمي والثقافي لهويتها الحضارية. ومع استمرار غياب تلك الشروط الثلاثة بدرجات مختلفة بالمجتمع التونسي اليوم لايجوز بكل المقاييس اعتبار حضور اللغة الفرنسية غنيمة للتونسيات والتونسيين كما صرح بذلك تسرع شعار كاتب ياسين في القول «اللغة غنيمة حرب». ومن ثم فالمجتمع التونسي فاقد كثيرا لأعز معالم الإستقلال من الإستعمار الفرنسي. ويمثل استرجاع التحرر اللغوي الثقافي الكامل، الإستقلال الثاني في مسيرة المجتمع التونسي الحديث. وفي الختام، يتطلب كسب رهان الإستقلال اللغوي الثقافي/الإستقلال الثاني مقاومة جادة تنشر أولا الوعي المكثف بضرورة التحرر اللغوي الثقافي بين التونسيين في كل الطبقات والقطاعات بالمجتمع التونسي.ثانيا، يصعب أن تفوز تلك المقاومة بدون اتخاذ قرارات سياسية ملتزمة ومقاومة بالعمل والكفاح الملموس بالساعد والقلم لصالح اللغة العربية وثقافتها. ثالثا، وحتى تتوج كل جهود المقاومة بالفلاح والنجاح لابد من تأسيس نظام تعليم جديد تتصدر فيه اللغة العربية/اللغة الوطنية وثقافتها المكانة الأولى في قلوب وعقول واستعمالات التونسيين ومؤسساتهم مع التفتح الملتزم والواسع على اللغات الأجنبية وثقافاتها وعلومها الحديثة على الخصوص. (*) عالم الإجتماع / جامعة تونس العنوا ن الإلكتروني: m.thawad@yahoo.ca (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 جانفي 2009)
عاشوراء: يوم التفاؤل بسقوط الطغاة
الدكتور عطية فياض أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى -وزاد مسلم في روايته- شكرا لله تعالى فنحن نصومه »، وللبخاري في رواية أبي بشر: « ونحن نصومه تعظيما له » قال: « فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه » وفي رواية لمسلم: « هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه ». إن ما ورد في هذا الحديث الصحيح يشير إلى سبب مشروعية صيام يوم عاشوراء، وهو شكر الله تعالى بأن أهلك الطاغية فرعون ونجى موسى ومن آمن معه من بني إسرائيل، فكان ذلك اليوم جديرا بالتعظيم والتخليد، وأن تكون وسيلة تعظيمه الصيام والشكر لله تعالى. في هذه القصة وغيرها من قصص مصارع الظالمين الواردة في القرآن الكريم دلالة واضحة على أن الإسلام لا يريد أن يكون هلاك الطغاة حدثا عاديا عابرا يمحى من الذاكرة بمرور الأيام والسنين، إنما يريده أن يكون يوما خالدا معظما يعيش في ذاكرة الأمة ولا ينسى، وهذا معنى قول الله تعالى في ختام الحديث عن مصرع فرعون، وقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة وغيرهم في سورة الشعراء {إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين} (الشعراء: 8) وقد كررت هذه الآية بعد كل قصة ولم يكتف بذكرها مرة واحدة في بداية السورة أو ختامها، وقول الله تعالى في مصرع قوم لوط في سورة هود {وما هي من الظالمين ببعيد} (هود: 82)، وفي سورة الحجر {إن في ذلك لآيات للمتوسمين. وإنها لبسبيل مقيم. إن في ذلك لآية للمؤمنين} (الحجر: 75، 76، 77.( تخليد ذكرى سقوط الطغاة! إن تخليد ذكرى مصارع وسقوط الطغاة وإن كان فيه درس وعبرة وعظة للمستكبرين في كل زمان ومكان أن الله لا يهمل وإن أمهل، وأن بروجهم المشيدة ستنهار عليهم، وتكون قبورا لهم، لكن الدرس الأعظم هو لمن استُضعفوا، وظُلموا، فيوقنوا أن الله منجز وعده لا محالة، وأن حق على الله نصرَ عباده المؤمنين، والتمكين لهم في الأرض، ويريهم في الطغاة والمستكبرين ما تقر به عيونهم، وتثلج به صدروهم. إن النصوص الواردة في تثبيت المؤمنين، ودعوتهم للصبر والاحتساب، وعدم اليأس والقنوط من إنجاز وعد الله لهم جاءت مقرونة بأقوى أساليب التوكيد، كما قال تعالى {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} (الروم: 47) وقوله تعالى في أول سورة الذاريات: {والذاريات ذروا. فالحاملات وقرا. فالجاريات يسرا. فالمقسمات أمرا. إنما توعدون لصادق} وقوله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما الذين استخلف من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا…} (النور: 55) وغيرها من الآيات ذات العلاقة. وكأني بهذه الآيات التي أحكمت وفصلت من لدن حكيم خبير تخاطب نفوسا قد حطمها ظلم الظالمين وطغيان الطغاة، فلم يروا بارقة أمل أمامهم، ولا شعاعا من نور يمشون به يبصرون به طريقهم، زاغت أبصارهم، وبلغت إلى الحناجر قلوبهم، ولم يجدوا من الطغاة إلا علوا في الأرض وفسادا، وبوارجهم وأساطيلهم تجوب البحار والمحيطات تثير الذعر وتنشر الخوف، وقوانين تقيد وتحاكم وتقتل، وأجهزة إعلامية ضخمة تسخر لها جميع الموارد… {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين} (القصص: 4.( لقد أراد الله تعالى بأساليب التوكيد القوية في الآيات المذكورة، وبالقصص المتكرر عن مصارع الظالمين والطغاة، أن يطمئن هذه القلة المبصرة من النفوس التي عرفت طريق الحق، واستجابت لربها، وأجابت داعي الله وآمنت به وما انساقت وراء الدعاوى الزائفة التي يقوم بها الإعلام المضلل ليخوفهم ويرهبهم ويغريهم. سر صيام يوم عاشوراء! إن صوم المسلمين ليوم عاشوراء بما فيه من تخليد لذكرى نجاة الله لنبيه موسى عليه السلام هو يوم عيد للمسلمين يفرحون فيه بنصر الله وتحقيق سنته وإنجاز وعده، كما أن الاحتفاء به كل سنة كفيل بأن ينعش الأمل في نفس كل مسلم أن الله سبحانه وتعالى لا يتخلى عن عباده ولا يتركهم لقمة سائغة للطغاة والفراعين، إنما لا بد من يوم -قد يراه البعض بعيدا وما هو ببعيد– يفرح فيه المؤمنون بنصر الله، ويروا بأنفسهم زهوق الباطل واندحاره، وأنه ما كان في يوم من الأيام سوى زبد قد ذهب جفاء، وأن الله كما أهلك فرعون في الغابر سيهلك كل فرعون مثله، وفي كل وقت، وكما نجى الله داعيته موسى عليه السلام ومن آمن معه سينجي كل مؤمن {وكذلك ننجي المؤمنين.{ إن تخليد المسلمين ليوم عاشوراء وتعظيمه إنما هو ليبقى المسلم دائما متفائلا موقنا ذاكرا أن الله منجز لعباده المؤمنين وعده، وموهن كيد الكافرين، وأنه لن يترك الأرض إرثا ولا ضيعة للفاسدين والمستكبرين إنما هي حق لعباد الله الصالحين والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في 05- 01- 2009 الرسالة 530 بقلم
محمد العروسي الهاني مناضل – كاتب في الشأن الوطني و الحزبي و الإسلامي على موقع تونس نيوز
الحلقة الثانية عدم شربة الماء عند الافطار بقصر هلال كان ثمنها الحرية و الاستقلال و السيادة و بناء الدولة العصرية
نواصل بعون الله، الكتابة حول ذكرى أول الإتصال مباشر بأهالي قصر هلال يوم 03/01/1934 . و بعد ان تحدثت في الحلقة الأولى يوم 03/01/2009 حول ذكرى اول اتصال مباشر باحرار الساحل بقصر هلال و ظروف انعقاد المؤتمر الخارق للعادة يوم 02/03/1934 و المحن التي مر بها الحزب الحر الدستوري التونسي و المحن التي عاشها المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله في سبيل تحرير الوطن من براثن الاستعمار الفرنسي و الاحتلال الغاشم و بطش و جبروت العدو الاستعماري و السجون و المنافي و الابعاد و المحتشدات و التعذيب و المحاكم و الفواجع و القهر و الاتهامات الخطيرة التي تؤدي الى حبل المشنقة و الإعدام لولا الطاف الله و رعايته الربانية و بعد المحن التي اشرت اليها في مقالي الاول المحنة تلو المحنة من 1934 الى 1955 و قد ذكرت المحن الأربعة محنة 1934 بقبلي و برج البوف الى 1936 المحنة الثانية من 1938 الى 1944 . المحنة الثالثة المغامرة الكبرى و الشاقة من جزيرة قرقنة الى ليبيا و بنغازي و من التراب الليبي الى مصر عام 1945 الى 1949 للتعريف بالقضية التونسية و المحنة الرابعة من 18/01/1952 الى 1955 في سجون فرنسا. و بعد العودة الى ارض الوطن جوان 1955 و استقبال القائد الأوحد استقبال الفاتحين و العظماء و كان يوما خالدا في تاريخ تونس. وبعد الاستقلال الداخلي يوم 03/06/1955 جاء التتويج يوم 20/03/1956 و حصلت تونس على استقلالها التام بينما الاتفاقية تنص على اتمام الاستقلال بعد 20 عاما و لكن عبقرية القائد عجلت بالاستقلال التام، 20/مارس/1956 و هذه مراحل الاستقلال و مكاسب النصر 14 / افريل / 1956 تشكلت اول حكومة وطنية براسة الزعيم الحبيب بورقيبة و بعضوية خمسة اعضاء من الديوان السياسي للحزب. 25 /03/1956 اول انتخابات تشريعية ديمقراطية لانتخاب المجلس التأسيسي. يوم 18/04/1956 تونسة ادارة الأمن الوطني بحكمة القائد و دهائه السياسي يوم 24/06/1956 تونسة الجيش الوطني. يوم 06/09/1956 الغاء نظام الجندرمية الفرنسية و ابدالها بالحرس الوطني. يوم 09/12/1956 تونسة الديوانة التونسية و 13 أوت 1956. اصدار مجلة الأحوال الشخصية و تحرير نصف المجتمع التونسي المرأة و تشريكها في الحياة السياسية و التعليم يوم 25/07/1957 عقد المجلس التأسيسي اجتماعه التاريخي بقصر باردوا و اعلن المجلس بالاجماع الغاء النظام الملكي و اعلن النظام الجمهوري و انتخب المجاهد الأكبر رئيسا للجمهورية و كان اول رئيس جمهورية تونسي يحكم تونس بعد 3 آلاف سنة على الحكم الأجنبي سواء حكم ما قبل الإسلام او حكام جاؤوا من بلدان اخرى و حكموا تونس مثل الحكم العثماني و هذه ميزة من ميزات عهد بورقيبة و في عام 1958 أسس الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة البنك المركزي الوطني و العملة التونسية و قبلها قام بتونسة الادارة الجهوية لسلك الولاة و المعتمدين و قبلها تونسة السكك الحديدية و في عام 1958 اسس الجامعة التونسية و راهن التعليم كخيار استراتيجي و خيار وطني و في عام 1959 صادق المجلس التأسيسي على الدستور التونسي الرائد و التقدمي و الرائع و أمضاه الرئيس الحبيب بورقيبة يوم غرة جوان 1959 في يوم خالد انظمت تونس للجامعة العربية كعضو فاعل، و كذلك اصبحت عضوا قارا في عضوية الأمم المتحدة و لعبت دورا فاعلا و ترأست بفضل اشعاعها مجلس الأمم المتحدة برآسة المنجي سليم رحمه الله. و لعبت دورا حاسما و فاعلا في عديد القضايا. و في عام 1961 بعد تحقيق الجلاء على كامل تراب الجمهورية ما عدى قاعدة بنزرت قرر الرئيس بكل حزم و عزم و صدق طرح قضية الجلاء على قاعدة بنزرت و امام تعنت الجنرال ديغول قرر الرئيس بورقيبة خوض معركة الكرامة و لو أن الفرص غير متكافئة مثل اليوم الفرص غير متكافئة بين حركة حماس و العدو الصهيوني و لكن الكرامة و الوطنية و حب الوطن أسمى من كل شيء كما تفعل الآن حركة حماس مع العدو الصهيوني ….. و في عام 1963 رضخت فرنسا و قررت الجلاء عن القاعدة ببنزرت و تم الجلاء التام على آخر قاعدة عسكرية يوم 13/12/1963 باشراف المجاهد الأكبر و الزعيم الخالد و بحضور الرئساء جمال عبد الناصر و أحمد بنبلة و الامير حسن الرضا مبعوث الملك الليبي محمد السنوسي رحمه الله و طلب جمال عبد الناص ان يلقي خطابا ببنزرت فأجابه الزعيم بورقيبة انت في قلب العروبة و الاسلام تكلم يا جمال و كان يوما خالدا في تاريخ تونس و كما قال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة لم تصل الى تونس اي خرطوشة من مصر او اي دولة اخرى مثل اليوم الثورة الفلسطينية لم تحصل على اي خرطوشة من مصر بل بالعكس ان مصر و حكامها الحاليين يعملون على سد كل المنافذ على حركة حماس المناضلة بينما الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله كما ذكرت فتح الحدود الى اخواننا في الجزائر ايام الثورة و كانت تونس هي الملاذ و المقر الى اخواننا من الجزائر و الفرق شاسع بين قائد تونس زعيمها الخالد و حاكم مصر عام 2008 بعد نصف قرن تغيرت الاحوال و سبحان الله مبدل الأحوال و شتان بين زعيم عربي شهم و مجاهد كبير له تاريخ و بصمات و كفاحه و نضاله و مواقفه و شربة الماء في قصر هلال جائت بالنصر المبين و السيادة و الحرية و بين من يمنع المدد و الغذاء و الدواء لأبناء غزة الأحرار و لا حول و لا قوة الا بالله و التاريخ لا يرحم. و في سنة 1964 قرر الرئيس الحبيب بورقيبة تأمين الأراضي الزراعية التي على ذمة الأجانب و التي تسمى بضيعات المعمرين الفرنسيين و الايطاليين و وتم استرجاع الأراضي الفلاحية يوم 12 ماي 1964 و قام الرئيس بهذا الاجراء لأستكمال السيادة الوطنية و اختار يوم 12 ماي بالتحديد لأنه يمثل يوم 12 ماي 1881 تاريخ امضاء اتفاقية الأحتلال الفرنسي مع الباي و قد حرص الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله أن يمضي أمر الجلاء الزراعي على نفس الطاولة التي أمضى عليها محمد الصادق باي اتفاقية الأحتلال الفرنسي و في ذلك أكبر من معنى… و بعد الكفاح و نضال دام 30 يوم سنة 1934 الى 1964 بقيادة الزعيم المصصم و المهندس لخطة الكفاح و انهاء كل مظاهر الاستعمار الفرنسي و تم و الحمد لله استكمال السيادة الكاملة يوم 12 ماي 1964 . و في سنة 1965 و بعد أن شعر الزعيم العملاق و حس بقضية فلسطين لم تتقدم بعد 17 سنة من الاحتلال الصهيوني في عام 1948 قرر الزعيم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة القيام بزيارة الى الشرق و زار مصر و تحادث مع الرئيس عبد الناصر حول قضية فلسطين و عرض علي فكرة اعتماد قرار التقسيم الأممي احتراما للشريعة الدولية و بعد الحصول على 51 % من الأراضي المحتلة و عودة الآجئين في كل أنحاء العالم .تعمل القيادة المستقلة بالقيام بالمقاومة من الداخل اقتداء بكفاح تونس و مراحل السياسة البورقيبية. و بعد ان أخذ الموافقة المبدئية من الرئيس عبد الناصر شرع الزعيم في زيارته الى أرض فلسطين و أشرف على اجتماع تاريخي بتاريخ يوم 3 مارس 1965 و ألقلى خطابه التاريخي الهام بالوضوح و الصراحة البورقيبية و التجربة التونسية و الكفاح الوطني و قد كان خطاب الحكمة و التبصر و الدهاء السياسي و الواقعية و الأمر الواقع و الفهم الصحيح لأوروبا و أمريكا و العالم المتعاطف مع الكيان الصهيوني . و قد فاجئ العالم بخطابه الذي يدل على فهم العرب لقرار التقسيم الأممي و تمسك بهذا القرار لأخراج أمريكا و حلفاء اسرائيل و كان خطاب الصاعقة على الكيان الاسرائيلي و دهشت رئيسة حكومة العدو و أصابها الروع و الصدمة و نزل خطاب الزعيم كالصاعقة على العدو الصهيوني و لكن العرب و خاصة الزعيم عبد الناصر استغل هذا الخطاب الشجاع و الشعبية لزعيم عربي كبير في حجم الزعيم بورقيبة الذي له وزنه العالمي و اشعاعه الدولي و زيارته لأمريكا و كندا سنة 1963 تدل على قوة شخصية الزعيم الراحل و صوته و صورته و سمعته و تأثيره على العالم . قلت استغل الرئيس عبد الناصر هذا الخطاب و راح يرمي الزعيم العملاق بالعمالة و الخيانة و بيع القضية و تأزمت العلاقات و رمى بعضهم الزعيم بكلمات لا تليق و تعالت الأصوات و سخرت مصر الأبواق و الاعلام للثلب و الشتائم . و بعد حضور عبد الناصر احتفالات ببنزرت سنة 1963 حصل ما حصل بعد خطاب أريحا و خطب عبد الناصر رحمه الله و تواعد اسرائيل برميها في اعماق البحر . و جاءت معركة 1967 و حصل ما حصل و قبل وفاة جمال عبد الناصر قال في مذكراته ان الزعيم الوحيد الذي نصحني هو الزعيم الحبيب بورقيبة و اليوةم ضاعت الفرصة على العرب و أصبحوا نادمين و قالوا ياليت سمعنا كلام بورقيبةالرجل الحكيم و قد قال لي رئيس تحرير جريدة الندوة في مكة يوم 20-02-1995 عندما زرت البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة قال لي رئيس التحرير انت من تونس البلد الذي أنجبت بورقيبة العبقري العملاق الذي لم نفهمه عام 1965 و فهمناه اليوم بعد مرور 30 سنة و ياليت فهمنا بورقيبة عام 1965 لكان الوضع افضل للأمة العربية و الأسلامية من اليوم و اردف قائلا ان البعد الفكري و الاستراتيجي للزعيم بورقيبة متقدم على الأمة الاسلامية بثلاث عقود . قلت الحمد لله وقع الاعتراف ولو بعد مرور 3 عقود كاملة و في ذلك انصاف للزعيم الراحل و كانت هذه الشهادة من رجل اعلامي يعمل كرئيس تحرير لجريدة الندوة بالمملكة العربية السعودية و شهادته تدل عن وعي عميق لقضية الأمة العربية و اعترافاته تؤكد عمق التجربة التونسية و بعد النظر لزعيم هذه الأمة الذي كان بحق زعيما عربيا فذا يؤمن بقضايا الأمة العربية بحكمة و تبصر و ان قضية فلسطين كانت هي القضية الكبرى في الفكر البورقيبي و ما خطاب أريحا 1965 و احتضانه للثورة الفلسطينية سنة 1982 الى 1988 و احتضانه للجامعة العربية بتونس في أحنك الظروف و اختيار الأمين العام للجامعة العربية من تونس الأستاذ الشاذلي القليبي الا دليل قاطع على اشعاع و صدق هذا الزعيم الذي أعطى كل ما يملك من مواهب و طاقات لشعبه و ضحى بكل غال و نفيس و القضايا العربية و الافريقية و الاقليمية و كان بحق الزعيم الكبير الذي تأثرت به و بخصاله كل الدول الشقيقة و الصديقة و اليوم بعد غيابه ترك فراغا كبيرا مثلما ترك الملك فيصل في السعودية فراغا في المملكة العربية السعودية و جمال عبد النلصر في مصر العربية و لو كان حيا ما اغلق المعابر في وجه اخوانه الفلسطنين و شتان بين عبد الناصر و حاكم مصر اليوم و بدون تعليق . هذه لمحة عن أسرار 3 جانفي 1934 و منع شربة الماء من أحرار قصر هلال كان ثمنها الاستقلال و الحرية و الاشعاع لتونس في الداخل و الخارج ملاحظة : ان الفراغ الذي تركه بورقيبة في الأمة العربية هو نفس الفراغ الذي تركه زعماء خالدون الذين ذكرتهم في مقالات سابقة في كتابي عنوانه الوفاء و لكن نتمنى أن تسعى وزارة الثقافة التونسية لتحريره من السجن و الحبس بدون مبرر؟؟؟ قال الله تعالى: » ان ينصركم الله فلا غالب لكم » صدق الله العظيم. محمد العروسي الهاني مناضل تونسي