الخميس، 28 فبراير 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2836 du 28.02.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


أ. ف. ب: المحكمة الأوروبية ترفض طرد تونسي من ايطاليا حــرية و إنـصاف: منع والدة من زيارة ابنها السجين  بسبب تعرضه لعقوبة السجن المضيق الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: تواصل مسلسل المحاكمات ..اليومية ..! اللجنة الوطنية لمساندة طلبة سوسة: بيان عائلة نوفل ساسي: تونس: انتكاسة جديدة للعدالة ولدولة القانون لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس :  المدير صالح الجملي يمعن في حربه ضد الفتيات المحجبات « لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة (باريس) »: من أجل مساندة واسعة و عاجلة لأهالي الحوض المنجمي بقفصة رويترز: الولايات المتحدة تبحث تعزيز تعاونها العسكري مع تونس كونا: التويجري يعلن عن انعقاد المؤتمر العام ال11 للايسيسكو في تونس العام المقبل حمة الهمامي : من أجل تمشّ مشترك من أجل مواجهة انتخابات 2009 طارق الشامخ : ملاحظات حول ترشح السيد أحمد نجيب الشابي الطاهر بن حسين: المعارضة التي « لا تصلّي ولا تترك أحدا يصلّي » لمياء بن حمزة:  ياسين الشيخاوي والوجه الحقيقي للمواطن التونسي عبد الحميد العداسي: تونس « الإرهاب » سليم الزواوي: أي دور للمجتمع المدني إلى جانب الدولة في مكافحة الإرهاب؟ عادل القادري : هشام جعيط في منتدى الصحفيين: كتبي لم تقرأ !! برهان بسيّس: الحوض المنجمي محمد العروسي الهاني: تعقيبا على مقال جعفر الأكحل  لماذا الإنسحاب والجمعية لا نشاط لها ولا مقر ولا برامج فاعلة الآن علــــي شرطـــــاني: عندما يصبح الحصار طريقا للإنتصار   (5) عامر عياد: قل يحيا التطرف.. فبه تكون: رد على السيد زهير الشرفي ناجي الخشناوي: سليم دو…….لا… صلاح الجورشي : تساؤلات حول الاعتقالات الأخيرة في المغرب الصباح: : مؤرخ يتحدث عن الواقفين على الربوة والعملاء واليهود الصّباح: الاستسهال وعدم الإلمام… آفة المنشطين! الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: مدونون وإعلاميون وحقوقيون من 12 دولة عربية يناقشون سبل الدعم المتبادل  بين الانترنت وحقوق الإنسان


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

 المحكمة الأوروبية ترفض طرد تونسي من ايطاليا

ستراسبورغ – أ. ف. ب. اعترضت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في قرار اصدرته اليوم على طرد مواطن تونسي من ايطاليا الى تونس بحجة انه قد يتعرض للتعذيب وسوء المعاملة. وقالت المحكمة في قرارها ان طرد نسيم سعدي الى تونس سيشكل انتهاكا للبند الثالث من اتفاقية حقوق الانسان الذي ينص على منع التعذيب والمعاملة غير الانسانية او المهينة. وكان هذا القرار موضع ترقب شديد لكونه يجدد تأكيد المنع المطلق لطرد مهاجرين الى بلد قد يتعرضون فيه للتعذيب. والمعني بالامر هو تونسي من مواليد 1974 وهو يقيم في ميلانو. وكان تم توقيفه ووضع رهن الحبس الاحتياطي في ايطاليا في تشرين الاول/اكتوبر 2002 للاشتباه في علاقته بالارهاب. وحكم عليه بالسجن اربع سنوات وستة اشهر في 9 ايار/مايو 2005 بعد ان ادين بالمشاركة في عصابة اشرار. وحكمت محكمة عسكرية في تونس في 11 ايار/مايو 2005 بسجنه 20 عاما لادانته بالانتماء الى منظمة ارهابية. وفي 8 آب/اغسطس 2006، امرت وزارة الداخلية الايطالية بطرده الى تونس بعد رفض طلبه اللجوء السياسي في ايطاليا. واعتبرت المحكمة الاوروبية ان « تشكيل شخص تهديدا خطرا للمجموعة لا ينقص البتة من تعرضه للاساءة في حال طرده ». وفي حيثيات الحكم، قالت المحكمة انها « تعتبر ان عناصر جدية وواضحة تبرر الخلوص الى ان هناك خطرا حقيقيا في تعرض المعني الى معاملة منافية للبند الثالث في حال طرده الى تونس ». واضافت « بالتالي فان المحكمة ترى ان قرار طرد سعدي الى تونس ينتهك في حال تنفيذه، البند الثالث » لاتفاقية حقوق الانسان.وحكمت المحكمة ايضا بدفع 8 آلاف يورو كمصاريف للمدعي. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 28 فيفري 2008)


 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 28/02/2008

منع والدة من زيارة ابنها السجين بسبب تعرضه لعقوبة السجن المضيق

منعت اليوم الخميس 28 فيفري 2008 إدارة سجن المرناقية عائلة سجين الرأي الشاب سلمان رزيق من زيارة ابنها بسبب خضوعه لعقوبة بالسجن المضيق من أجل مشاجرة حصلت بينه و بين أحد أعوان السجن منذ يوم الثلاثاء 26/02/2008 ، علما بأن المحكمة الابتدائية أصدرت في اليوم نفسه حكما بالسجن مدة عامين ضد الشاب سلمان رزيق الذي مر على وجوده في السجن عاما و نصف.

مواطن تونسي يتعرض لتهديدات و مضايقات يومية بسبب اللحية

يتعرض السيد بشير بن مختار البكاري صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 08132428 ( أصيل منطقة بنزرت و الذي يشتغل تاجر عطور متجول ) إلى عديد المضايقات و التهديدات آخرها ما حصل له يوم الجمعة 23/02/2008 إذ عمد عونا أمن بالزي المدني و هما نبيل بن جامع و نبيل بن حسين التابعين لمنطقة الأمن ببنزرت إلى سبه و شتمه و جره من لحيته على مرأى و مسمع من الناس و أمام المسجد و قبل ذلك بأسبوعين رفض رئيس مركز الروابي ببنزرت تسليمه بطاقة عدد 3 رغم أنه قدم مطلبا في الغرض و دفع المعلوم الخاص باستخراج هذه الوثيقة.

محمد الصالح قسومة ممنوع من التنقل للعلاج

من جديد يُمنع السيد محمد الصالح قسومة من التنقل إلى مدينتي  سوسة و تونس للعلاج رغم تردده عديد المرات على مركز شرطة السواسي لإعلامهم بضرورة تنقله للعلاج و إجراء صورة بآلة المفراس ( Scanner ) إلا أن المسؤول الأمني بالجهة يتمسك برفض مطلبه دون تقديم أي سبب لذلك.

طرد مجموعة من المحجبات من معهد الاستقلال بشباو

يشهد المعهد الثانوي  » الاستقلال » بشباو من وادي الليل بولاية منوبة هذه الأيام تطبيق إجراءات تعسفية ضد مجموعة من المحجبات حيث قام مدير المعهد المذكور المدعو شمس الدين الشارني في بداية هذه السنة الدراسية ( نوفمبر 2007 ) بطرد أكثر من خمسة و سبعين محجبة طردا تعسفيا و غير قانوني لمدة ثلاثة أيام مما أثار حفيظة الأولياء الذين كاتبوا المندوب الجهوي للتعليم بمنوبة و طالبوه بالتدخل لوقف هذه الإجراءات فتقلصت هذه المضايقات نسبيا و لكن عادت هذه الأيام تزامنا مع فترة الامتحانات خصوصا بعد نجاح المدعو شمس الدين الشارني في تقليص عدد المحجبات بنسبة ملحوظة ، و في هذا اليوم الخميس 28 فيفري 2008 منعت أستاذة التربية الإسلامية !!! ثلاث فتيات محجبات من إجراء الإمتحان مدعية أن مدير المعهد قام بشطب أسمائهن من دفتر المناداة ؟؟؟ عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 28 فيفري 2008 متابعات إخبارية 

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : تواصل مسلسل المحاكمات ..اليومية ..!

   

*  نظرت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي التهامي الحافي اليوم 28 فيفري 2008  في : القضية عدد 14585 التي يحال فيها كل من : رضا مولاهي و سمير بوعلاقي و فيصل الحريزي و قيس البرهومي و كمال بوعلاقي و مجدي الشرفي و محمد علي الشرفي و منذر الشرفي بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، و موسى المحمدي بتهمة عدم إشعار السلط ذات النظر بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية  و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : محمد نجيب بن يوسف و سمير بن عمر و شوقي الطبيب و أحمد الصديق   ،  و قد قرر القاضي تأخير القضية لجلسة يوم 03 مارس 2008 ..لجلب المتهم منذر الشرفي .
* كما نظرت الدائرة الجنائية الثانية  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  عبد الرزاق بن منا  اليوم الخميس 28 فيفري 2008  في : القضية عدد 14583  التي يحال فيها كل من : عدنان القناوي و حامد الهمامي و لمجد التونسي و جمال الخلايفي و ماهر اليعقوبي و أيمن العيادي و صفوان العابدي و علي السعيدي  وبلال المديني و إبراهيم المالكي و خليل السعيداني و أنيس الغربي بموجب قانون 10 ديسمبر 2003  » لمكافحة الإرهاب  » و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة رمزي السعدي و شاكر علوان و سمير بن عمر و نبيل بن رجب و طارق الرزقي و منصور السويبقي و أنور أولاد علي و محمد نجيب بن يوسف و أنور القوصري  ،   و قد شرعت المحكمة في النظر في القضية بتلاوة قرار دائرة الإتهام و استنطاق المتهمين قبل أن يقرر القاضي تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 06 مارس 2008 لفسح المجال لمرافعات المحامين . * كما نظرت الدائرة الجنائية 23 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  الشاذلي بوخريص اليوم الخميس 28 فيفري 2008 في : القضية عدد 9765 التي يحال فيها: أيمن الدريدي الذي حوكم ابتدائيا بالسجن 4 سنوات ،   بتهمة الانضمام  إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية .   و قد  حضر المتهم بحالة سراح بعد أن تم الإفراج عنه في جلسة يوم 04 فيفري 2008 و  رافع عنه الأستاذ عبد الرؤوف العيادي أصالة عن نفسه و نيابة عن الأستاذين  أنور القوصري و سمير بن عمر ، و قرر القاضي إثر ذلك حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم  . عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو


 
تونس في: 25 فيفري 2008

بيان اللجنة الوطنية لمساندة طلبة سوسة

08  مــارس 2008 اليوم العالمي للمرأة: يوم كريمـــة بوستــــة تضـــــامنــا معها و مع طلبـــة سوســة الموقوفين  

لأكثر من شهرين يتواصل سجن مجموعة من مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس: كريمة بوستة – فوزي حميدات – وائل نوار– محمد أمين بن علي – أحمد شاكر بن ضية  – رشيد العثماني بالسجن المدني بالمسعدين، كما صدرت بطاقات جلب في حق كل من: عبد الله الحاج علي – مجدي حواس – كريم حمادي – جواهر بن مفتاح شنة – عبد الواحد جابلي – علي بن علي غابري – زياد عبّاسي – فريد سليماني – مرواني الميغري. لقد تطورت الأحداث بكلية الآداب بسوسة على خلفية مطالب الطلبة المتمثلة في: تمكين طالبات السنة الثانية من المبيت – التسجيل الرابع والمطالبة بصرف المنحة ، وقرار الطلبة بكلية الآداب بعد -تأخر صرف المنح – تناول الوجبات الغذائية بالمطعم الجامعي مجانا،و استغلت الإدارة والسلط ذلك الحدث لاستهداف نشطاء الإتحاد العام لطلبة تونس وأعضاء المجالس العلمية بالكلية  وتلفيق تهم خطيرة لهم تتمثل في « تعطيل حرية العمل وانتزاع ملك عقاري من يد الغير بالقوة والنهب الواقع من طرف جماعة بقوة علنية لمواد أكل » طبق أحكام الفصول 255 و136 والفقرة الثانية 257 من المجلة الجزائية. و إذ تقدر اللجنة عاليا الإستجابة الواسعة للسادة المحامين الذين رافقوا الطلبة الموقوفين سواء لدى الشرطة العدلية أو لدى قاضي التحقيق أو بزيارتهم للسجناء أو بتقديم نياباتهم، فإنها تهيب بكل الأحزاب والمنظمات الديمقراطية والمستقلة وأصحاب الضمائر الحية لحشد المزيد من الدعم والمؤازرة لطلبة سوسة من أجل إطلاق سراح الموقوفين وإيقاف تتبع بقية المطلوبين حتى  يعودوا  إلى مقاعد الدراسة.

كما تدعو اللجنة إلى إضراب جوع يوم السبت 8 مارس 2008 تضامنا مع كريمة بوستة – ومع طلبة سوسة الموقفين والمطلوبين.

للمشاركة والمساندة يمكن الإتصال بـ:  – عبد الرحمان الهذيلي 97456541    

 e-mail : abderrahmenehedhili@yahoo.fr  – مسعود الرمضاني   97322921  e-mail : romdhani.mas@voila.fr      عن اللجنة عبد الرحمان الهذيلي


 

تونس: انتكاسة جديدة للعدالة ولدولة القانون

 

عائلة نوفل ساسي : إنّنا إذ نعتبر هذا الحكم جائرا، نعلن أن لا شيء يُثْنِينا عن القيام بواجبنا، أي نُصْرة الحقّ بالحق. عُقدت بالأمس، الإثنين 25 فبراير/شباط، آخر جلسات القضيّة رقم 14504 بالدّائرة الجنائيّة الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس وبرئاسة القاضي السّيّد الهادي العيّاري. عكست هذه القضيّة التي ضمّت 19 تونسيّا من أصل 30 كانوا قد لوحقوا في البداية بمقتضى القانون رقم 2003-75 الصّادر بتاريخ 10 ديسمبر/كانون الأوّل 2003 (يُذْكر أنّ الأحد عشرة الآخرين قد حُفظت أو أُلحقت ملفّاتهم بقضايا أُخرى ) مشهد كلّ أشكال التّعسّف الّذي طال حقوق الأشخاص والسنن الإجرائية والقوانين والمعاهدات المعمول بها، والتي غدت صفة ملازمة لطبيعة العدالة في تونس. نوفل ساسي، المعارض ذو الخمس والأربعين سنة، سجين الرأي سابقا وإحدى ضحايا ممارسات التّعذيب خلال فترة التّسعينيّات من القرن الماضي هو واحد من أولئك الّذين دفعوا باهظا ثمن آرائهم. لقد بات ثابتا أنّ اللّجوء إلى التّعذيب الجسدي كطريقة في المساءلة، وتزوير المحاضر من أجل إضفاء الشّرعيّة على إيقافات عارية من كلّ المسوّغات القانونيّة، وممارسة الإعتقالات السّرّية،كانت نصيب هؤلاء المتّهمين. هذا عدا عن العمل بقانون موصوم أصلاً بظلمه وبكبحه للحرّيّات بنظر منظّمات الدّفاع عن حقوق الإنسان والهياكل الحقوقيّة والقضائيّة. لقد أصبح جليّا، برأي كلّ مراقب لجلسات تلك المحاكمة حتّى مرافعات الدّفاع الّتي ألقيت يوم الإثنين 25 فبراير/ شباط، وبرأي جميع المحامين والأشخاص المعنيّين، غياب أيّة من عناصر الإدانة الّتي تستوجبها تلك الملاحقات. ممّا جعل كلّ من أفراد عائلة نوفل ساسي و محاموه، بل والموقوف نفسه’ على حال من التفاؤل المتعقّل. وفي صبيحة الثّلاثاء 26 فبراير/ شباط  2008 صدر النّبأ الّذي خيّب آمالهم: أحكام تتراوح بين السّنتين والإثتي عشر سنة سجنا مع النفاذ، منها الحكم بثمان سنوات على نوفل ساسي. لم يجد أيّ من المحامين ما يبرر شرعيّة تلك الأحكام وقد بقيت حيثياتها غير متوفّرة إلى اللّحظة. إنّنا نعتبر أنّ هذا الحكم جائر، و ننوي استخدام كلّ الوسائل المتاحة من أجل فضحه ومن أجل التّوصّل إلى ما يضمن العدالة الحقّة لكلّ ضحايا هذه المحاكمة،  أي الموقوفين أنفسهم وعائلاتهم وأقربائهم وأبنائهم… إنّنا نتوجّه بالشّكر إلى المحامين الّذين جيّشوا طاقاتهم من أجل هذه القضيّة وأبلوا بلاء حسناً أثناء المرافعات. كما نشكر كلّ اللواتي والّذين ساندونا ووقفوا إلى جانبنا لنصرة ما رأوا فيه حقّاً، مناشدين إيّاهم البقاء معنا ما أمكنهم لمواصلة معركتنا الضاّرية في سبيل العدالة والتكافل. إنّنا مصمّمون على متابعة طريقنا دون وهن في القيام بواجبنا في « نصرة الحقّ بالحقّ « ، ولن نتنازل عن أيّ من حقوقنا. على مستوى القضاء، نعلن أنّنا ماضون في الطعن بالحكم والمطالبة باستئنافه. يوسف الصّدّيق (فيلسوف وكاتب، فرنسا)، خال نوفل ساسي هدى بن خالد (باحثة في علم الاجتماع، تونس)، زوجة نوفل ساسي منذر ساسي (أستاذ تعليم ثانوي، تونس)، شقيق نوفل ساسي أميّة الصّدّيق (إطار في العمل الجمعوي وباحث)، إبن خال نوفل ساسي يوم الثلثاء 26 فيفري 2008 للمزيد من المعلومات عن هذه القضية بالإمكان زيارة الموقع التالي   http://sassinaoufel.blogspot.com/

 

بسم الله الرحمان الرحيم

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس

تونس في28.02.2008

 

 المدير صالح الجملي يمعن في حربه ضد الفتيات المحجبات

 

بلغ إلى علم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس أن مدير معهد محمود المسعدي بنابل المسمى صالح الجملي أقدم يوم الثلاثاء 26 فيفري2008 على  إخراج مجموعة كبيرة من الفتيات المحجبات من قاعات الدراسة نذكرمنهن وئام بن عثمان وعبير لسود واشراق الحمامي وهن تلميذات بسنة ختم الدروس الثانوية الباكالوريا , وقام باصطحابهن الى مكتبه أين كال لهن وابلا من السباب والشتائم ناعتا اياهن بأقذع النعوت والأوصاف من مثل « خمينيات » و « متطرفات » وغير ذلك , ثم هددهن بالطرد ان لم يكشفن عن أعناقهن ويغيرن الفولارة التونسية بقبعة بدلا عنها .

وأعاد أمس الاربعاء 27 فيفري استدعائهن الى مكتبه من جديد وأعاد معهن الكرة معلنا لهن أنه لن يسمح لهن بمواصلة الدراسة ولا باجتياز الامتحانات مالم ينضبطن لأوامره الجائرة .

 

ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تعبر عن إنشغالها العميق لصمت وزارة التربية والتعليم التونسية تجاه الممارسات المعيبة المتكررة لمدير معهد محمود المسعدي بنابل صالح الجملي تجاه المحجبات بالمعهد المذكور , ونحن نحملها مسؤولية التهديد الجدي الذى أصبح يمثله هذا المديرعلى الفتيات المحجبات بالمعهد , وندعو الوزارة إلى التدخل العاجل من أجل أن تستعيد الفتيات المحجبات السير العادي للدروس بعيدا عن التمييز والضغوط والتهديدات  .

 

تدعو السلطة التونسية في أعلى مستوياتها إلى عدم مباركة هذه الممارسات بصمتها عنها وتشجيعها , وتنبهها بإشفاق على البلاد والعباد في تونس إلى أن هذه السلوكات المشينة لا تخدم مصالح البلاد , وهي تخرق أبسط حقوق المواطنات التونسيات المحجبات الذى يكفلها الدستور التونسي والأعراف والمواثيق الدولية التى وقعت عليها السلطات التونسية  , وتحمل أعلى هرم السلطة شخصيا مسؤولية ما ينجر عن هذه الحرب الفتوحة التى تشن عن المحجبات في تونس .

 

تدعو مجددا كل الهيئات والجمعيات والمنظمات والشخصيات الحقوقية المحلية والعربية والدولية , وكافة علماء ودعاة الأمة إلى الوقوف إلى جانب المرأة التونسية المحجبة والتنديد بممارسات السلطة التونسية تجاههن .

 

 

عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس

البريد : protecthijeb@yahoo.fr

 


 

« لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة (باريس) » 

من أجل مساندة واسعة و عاجلة لأهالي الحوض المنجمي بقفصة

ضد الفقر المدقع و الخصاصة و القمع

من أجل الحق في الشغل و العيش الكريم !

 

رياح الإنتفاضة تهب على الحوض المنجمي بقفصة، خاصة في « الرديّف » و « المضيلة » و « أم لعرايس »، فلنعبر لهم عن تضامننا الفعال !

 

منذ الخامس من جانفي 2008 تعرف منطقة الحوض المنجمي بقفصة حالة غليان مستمرة. و القطرة التي أفاضت كأس العلقم الذي يتجرعه أهالي هذه المنطقة المنسية منذ سنين تمثل في تزوير نتائج المناظرة التي نظمتها شركة فسفاط قفصة و التي إفتقرت لأبسط شروط الشفافية و النزاهة و الحياد.

و ما إن تم الإعلان عن نتائج تلك المناظرة الشكلية حتى إنكشفت المحسوبية و الغش الفاضح الذان وسماها، حيث هبّ المعوزين و المهمشين متجمهرين في الشوارع و الساحات العمومية تعبيرا عن سخطهم تجاه إدارة الشركة (التي تمتلكها كليا الدولة) و السلط الجهوية، في بادىء الأمر، ثم سرعان ماتحولت إلى نقمة عارمة على الحيف الإجتماعي الناتج عن السياسة الإقتصادية التي تتبعها الدولة : رجالا و نساءا ؛ شيبا و شبانا ؛ أصحاب الشهائد و غير المتعلمين ؛ عمالا و محرومين من الشغل ؛ مدرسين ؛ فلاحين ؛ نقابيين و حقوقيين… الكل إلتقوا في الشوارع مرددين نفس الشعارات و منادين بنفس الإصلاحات.

أرامل عمال المناجم (أولئك المساكين الذين قضوا نحبهم بسبب الأمراض المهنية دون أن تحصل عائلاتهم على أدنى تعويض جبرا للضرر…) اللاتي تفتقرن لدخل شهري قررن الدخول في إضرابات جوع إلى أن تلبى مطالبهن المشروعة.

 

عائلات أخرى معوزة نصبت الخيام حذو الإدارات العمومية المحلية حيث تتواجد كل أفرادها ليلا نهارا تعبيرا منهم عن نفاذ صبرهم و فقدانهم للأمل !

 

إن الحوض المنجمي بقفصة يعرف منذ ما لا يقل عن 20 سنة حالة من الفقر المدقع التى لا تطاق. يكفي أن نجري مقارنة بسيطة بين معدل البطالة الوطني (حسب الإحصائيات الرسمية) الذي يبلغ الـ % 14،1 مع معدلات البطالة في كل من « أم لعرايس » (%38،5 )

المضيلة (%28،4 ) السند ( % 28 ) الرديف (% 27،7 ) حتى ندرك التدهور الخطير للأوضاع بالمنطقة. و هو ما يجعل آلاف العائلات القفصية تعيش في حالة « ما تحت الفقر » !! ليس لهم ادنى مدخول شهري و لا حيطة إجتماعية و لا أبسط إعانة من الدولة التى تستمر مع ذلك كله في التباهي المكذوب بــ « معجزاتها الإقتصادية و التنموية » !!!

 

إن أهالي قفصة الأحرار قد أماطوا اللثام عن الوجه الحقيقي لتونس « الداخلية » و أبانوا بما لا يدع مجالا للشك زور و كذب الإدعاءات الرسمية المتعلقة بـ « معدلات النمو العالية » و « إنعدام الفقر بتونس » عبر أساليب مدنية سلمية في النضال من أجل الكرامة الإنسانية. طوبى لكم أهالي قفصة، يا من بددتم في شهر و نيف أكاذيب حكم إستفحلت على مدى عقدين !

و بعد محاولات التطويق و التعتيم العابثة للتحركات الجماهيرية بالحوض المنجمي لجأت السلطة المستبدة إلى مسخ من التحاور مع ممثلي الحركة الشعبية، حيث أرسلت الحكومة  ثلاثة وزراء إلى قفصة قصد « التفاوض » مع المنتفضين دون أن يقترحوا على الأهالي و لو حلا عمليا وحيدا لمشاكلهم الحياتية.

من جانب آخر تفيد معلومات وثيقة المصدر أن حشودا غير عادية لقوات « الأمن » و الجيش ترابض قرب الرديف و أم لعرايس. الشيىء الذي لا ينبىء بخير !

و لذلك –لربما– أطلق أهالي الرديف صيحة فزع و إغاثة إلى كل من يطمحون إلى العدالة الإجتماعية للإلتحاق بمنطقتهم يوم الإثنين 3 مارس المافق لإنتهاء المهلة التفاوضية مع السلط.

و إنه يوم 27 فيفري نُظم بمقر « فدرالية التونسيين من أجل المواطنة بالضفتين (للمتوسط) » إجتماع عام إخباري و تضامني مع أهالي قفصة، ضم ناشطى جمعيات أهلية و مناضلين و ممثلي أحزاب المعارضة بباريس، تشكلت على إثره « لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة » التى تتشرف بالتعبير عن مساندتها المبدئية المطلقة و اللامحدودة لأهالي الحوض المنجمي الأحرار.

و اللجنة تعبر منذ الساعة عن تبنيها لكل المطالب المشروعة التي عبر عنها أهالي قفصة و لا سيما :

1) إلغاء نتائج المناظرة المغشوشة مع إتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها توفير مواطن الشغل للمعوزين

2) خلق مواطن شغل لأصحاب الشهائد المحرومين من العمل و الذين يمثلون ما لا يقل عن نصف البطالين في تونس

3) إلتزام الدولة ببعث مشاريع صناعية كبيرة قادرة على استيعاب معظم « العاطلين عن العمل »

4) إجبار شركة فسفاط قفصة على الإلتزام بالمواثيق الدولية القاضية باحترام البيئة و المحيط حسب قاعدة « على الملوث مسؤولية جبر الضرر« 

5) ضمان الخدمات العمومية الضرورية ( من كهرباء و ماء صالح للشرب، الخ) للأقاليم المعنية

هذا و إن « لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة (بباريس) » تحذر السلطة من مغبة الإلتجاء الى « الحل الأمني » الذي قد تلجأ إليه في معالجة خلافها مع المنتفضين، و تحملها المسؤولية كاملة في صورة التفجر العنيف للإحتقان الراهن

و اللجنة تناشد بصورة إستعجالية كل الناس و الجمعيات و المنظمات المحلية و العالمية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان و المحافضة عن البيئة بحشد الجهود و تجميعها من أجل إسناد مُعوزي الحوض المنجمي و مساندتهم حتى تتحقق مطالبهم المصيرية المشروعة.

 

Contact : c/o FTCR, 3 rue de Nantes 75019 Paris – Courriel : bassin.minier@yahoo.fr

 


الولايات المتحدة تبحث تعزيز تعاونها العسكري مع تونس

 
تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الخميس إن ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط بحث مع مسؤولين تونسيين تعزيز التعاون العسكري مع تونس حليف واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب. وأضافت المصادر قولها ان ولش الذي يزور تونس في اطار جولته المغاربية ناقش مع وزير الدفاع التونسي كمال مرجان سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجال العسكري تمهيدا للدورة القادمة من اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة المقرر ان تنعقد في واشنطن في مايو ايار المقبل. وتدعم واشنطن جهود بلدان المغرب العربي في مكافحة خطر الارهاب المتنامي بعد أن أعلنت جماعات اسلامية جهادية محلية غير معروفة مبايعتها لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وأشارت تقارير صحفية الى أن كل بلدان المغرب العربي رفضت مقترحات امريكية لانشاء قاعدة عسكرية أمريكية على اراضيها لملاحقة جماعات ارهابية. ويلتقي ولش خلال زيارته لتونس عدة مسؤولين تونسيين آخرين وينتظر ان يستقبله الرئيس زين العابدين بن علي. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 فيفري 2008)
 

التويجري يعلن عن انعقاد المؤتمر العام ال11 للايسيسكو في تونس العام المقبل

تونس – 28 – 2 (كونا) — أعلن الأمين العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) عبد العزيز التويجري اليوم أن المنظمة ستعقد مؤتمرها العام ال11 في تونس العام المقبل بحضور وزراء التربية والتعليم العالي والثقافة في الدول الأعضاء. وأضاف التويجري في تصريح صحافي بمناسبة زيارته الحالية لتونس ان انعقاد هذا المؤتمر يندرج في اطار التظاهرات والبرامج التي سيتم تنفيذها بمناسبة الاحتفال بمدينة القيروان التونسية عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009. وأشاد في هذا السياق بأهمية اللقاء الذي جمعه هنا في وقت سابق مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مشيرا الى أنه أطلع الرئيس بن علي على التظاهرات والبرامج التي ستنفذ بمناسبة الاحتفال بهذا الحدث الثقافي الاسلامي الهام. وأوضح أن « هذه المناسبة الكبيرة ستشهد بالخصوص انعقاد المؤتمر العام الحادي عشر للايسيسكو تحت اشراف الرئيس زين العابدين بن علي وبحضور وزراء التربية والتعليم العالي والثقافة في الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامي ». وأكد التويجري أن اللقاء كان « مناسبة تلقى خلالها توجيهات ونصائح الرئيس زين العابدين بن علي بخصوص مزيد تعزيز الاشعاع الدولي للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة » مثمنا في هذا السياق « الدعم الموصول الذي تلقاه الايسيسكو من تونس وللرعاية الكريمة التي يوليها الرئيس التونسي لها ما يمكنها من النهوض بمسؤولياتها في خدمة العالم الاسلامي. وكان الأمين العام للايسيسكو قد قام بزيارة الى تونس اجتمع خلالها بعدد من المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس زين العابدين بن علي لبحث اسهام المنظمة في فعاليات الاحتفال بمدينة القيروان التونسية « عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009 ». (المصدر: وكالة الأنباء الكويتبة (كُـونا) بتاريخ 28 فيفري 2008)
 


تصحيح واعتذار إلى السيد نور الدين المباركي

الأستاذ نورالدين المباركي، تحية حب وتقدير، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعت على توضيحكم المؤدب على موقع تونس أونلاين. وأشكركم على هذا التوضيح الهام للأمانة العلمية والإعلامية . وأنا ممتن جدا لذلك. فهذا الأمر يتعلق بالمصداقية الإعلامية، وبالتوثيق العلمي والتاريخي. وبناءا على ذلك أؤكد على أن ما حصل كان نتيجة خطأ غير مقصود . حيث نقلت نصكم دون نسخ المصدر والتاريخ . مرفق مع هذا الإقرار نص مجلة حقائق الذي أدى للخلط مع نصكم الذي احتفظت به وقد سقط المصدر والتاريخ سهوا. وأرجو أني قمت بتوضيح اللبس الذي حصل . وأرجو من المصادر التي نشرت مقالي إبراز هذا الرد على صفحاتها. راجيا لكم النجاح و التألق في عملكم الصحفي . والتواصل مع العبد الضعيف مستقبلا وأكون شاكرا لكم لو تمكنتم من نشر مقالي في جريدكم مع حق حذف ما يسبب لكم أي مشاكل مع السلطات. وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام والسلام عليكم عبدالباقي خليفة


 
«مصافعة»! مواطن من أحد البلدان الغربيّة… رفض أن يصافح رئيس الجمهوريّة!!! نعم! لم يمدّ يده لليد «الكريمة الشّريفة»… بدعوى أنّها ملوّثة وغير نظيفة!! ولو كان من بعض البلدان العربية التي تقدّس التّحيات… لما اكتفى بالمصافحة وامتنع عن غسل يده مدى الحياة! محمد قلبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 فيفري 2008)

الربط الجوي مع مونريال

ينتظر وفقا لما تم الاعلان عنه سابقا ان يتم تأمين الربط الجوي المباشر بين مطاري تونس ومونريال ابتداء من يوم 20 مارس القادم عن طريق شركة كندية للطيران. ومن شان هذا الاجراء ان يساهم في تطوير الحركة السياحية من كندا باتجاه الوجهة التونسية ودعم الخط الجوي الموجود حاليا الذي شرعت في تأمينه شركة «الطيران الجديد» منذ 2005 بين مطار تونس قرطاج ومطار مونريال بكندا عبر «رايكيفيك» عاصمة اسلاندة بمعدل رحلة اسبوعيا.

مؤتمر جمعية المحامين الشبان

افادت مصادر مطلعة من وسط المحامين ان الحملة الانتخابية لمؤتمر جمعية المحامين الشبان الذي سينعقد خلال نهاية الاسبوع الاول من شهر مارس القادم تجري منذ ايام وقد بلغ عدد المترشحين لعضوية الهيئة في مؤتمرها القادم اكثر من 30 محاميا. مشاريع جديدة في إطار الافراق تم خلال الاسبوع الفارط امضاء اتفاقية بين شركة عجين الحلفاء والورق بالقصرين واربع مستثمرين لبعث مشاريع في اطار الافراق. ويشار الى ان المشاريع الجديدة سوف تنتصب جميعها بولاية القصرين وهي ستشغل اكثر من 400 عامل وتتصل المشاريع بجملة من النشاطات السابقة التي كانت تتولى الشركة القيام بها. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 فيفري 2008)


لأول مرة: تونس تحتفل بعيد الجدّة

تحتفل بلادنا يوم الأحد 02 مارس بعيد الجدة. وهي مناسبة متجددة للاعتراف لجداتنا بالجميل وبعطائهن اللامحدود وللتعبير لهن عن الامتنان والتقدير لدورهن الجليل في تنشئـة الأجيال. ويتم خلال هذه السنة احياء عيد الجدة للمرة الأولى بتونس تجسيما للمعاني الانسانية النبيلة التي تقوم عليها السياسة التونسية للنهوض بالأسرة ودعم الترابط بين الأجيال وتماسك افراد المجتمع وتعزيز قيم الشراكة والتضامن والتواصل بين جميع التونسيين والتونسيات. وقد تم بهذه المناسبة ضبط سلسلة من البرامج التنشيطية لمشاركة الجدات فرحتهن بهذا العيد لا سيما من خلال سلسلة من المتابعات الاعلامية ومحطات ترفيهية بالمؤسسات التي تعنى بالطفولة وبالمسنين.

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 فيفري 2008)


من أجل تمشّ مشترك من أجل مواجهة انتخابات 2009

 

 
حمة الهمامي نعتبر في حزب العمال أنه لا يوجد حاليا لا مناخ سياسي ولا ضمانات قانونية لانتخابات رئاسية وتشريعية حرةّ. إن سلوك نظام الحكم القمعي والتعسّفي، سواء تجاه الحركة السياسية أو الاجتماعية، يؤكّد أنه يريد أن تكون انتخابات 2009 غير مختلفة عن سابقاتها، أي مجرّد مناسبة للتمديد للرئيس الحالي، تكريسا للرئاسة مدى الحياة، ولتجديد الديكور الديمقراطي، خدمة لمصلحة الأقلية المحظوظة التي تنتفع من واقع الاستبداد على حساب المصلحة الشعبية والوطنية. إن هذا الوضع يقتضي، في رأينا، من المعارضة السياسية التي لها مصلحة في التغير الديمقراطي، أن تتجنّب في هذه المرحلة بالخصوص الحسابات الضيّقة وتكتّل جهودها من أجل تغيير المناخ السياسي الحالي لفرض شروط انتخابات حرّة تقطع بشكل جدّي مع المهازل السابقة وتمكّن الشعب التونسي من ممارسة سيادته. ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلاّ أولا ببلورة أرضية دنيا تتضمن مطالب محددة وثانيا بضبط خطّة عملية لتجسيد هذه الأرضية ميدانيا. وفي اعتقادنا فإن انتخابات حرّة تقتضي مناخا سياسيا تتوفّر فيه الحرّية بما تعنيه من تعدّدية حزبية وإعلامية حقيقية، كما تتوفّر فيه إدارة نزيهة ومحايدة وقضاء مستقلّ. هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فإن انتخابات رئاسية حرّة تتطلب وضع حد للرئاسة مدى الحياة أولا  وإقرار حرية الترشح دون إقصاء أو استثناء ثانيا. وهذان الشرطان متلازمان لضمان التداول الديمقراطي على السلطة، بل حتى لا يصبح الترشّح مجرّد غطاء لتمرير الرئاسة مدى الحياة. كما أن انتخابات تشريعية حرّة تستوجب، من ضمن ما تستوجب، مراجعة جذرية للقانون الانتخابي حتى لا يبقى التواجد في البرلمان منّة من السلطة تمنحها حسب درجة الولاء وغطاء لتأبيد احتكار الحزب الحاكم للمؤسسات التمثيلية. وإذا ما اتفقت المعارضة على أرضية واضحة فلن يبقى لها إلاّ ضبط الخطّة لإنجاز هذه الأرضية. ويمكن في إطار هذه الخطّة مناقشة كل المبادرات والمقترحات التي تتقدّم بها القوى السياسية. وفي كل الحالات فإن أية  خطّة ينبغي أن يكون الهدف منها  تعبئة أوسع الفئات الشعبية مع اعتبار همومها ومشاغلها حتى تدرك أهمية التغيير الديمقراطي في إيجاد حلول لتلك الهموم والمشاغل. وفي ضوء تطور الأوضاع تحدد المعارضة في الوقت المناسب وبصورة مشتركة إذا كان من الأنسب إليها أن تشارك أو تقاطع. وفي هذا الصدد نودّ أن نلاحظ أننا في حزب العمّال ضدّ « المشاركة في كل الظروف » لأن المشاركة إذا لم تتوفّر لها الشروط لن تخدم، بقطع النظر عن النوايا، إلاّ الاستبداد. كما أننا ضدّ « المقاطعة في كل الظروف » لأن المقاطعة إذا لم تكن لها مُبَرَراتها الموضوعية تحوّلت إلى استقالة أو موقف طفولي. من هذا المنطلق، وبقدر احترامنا للاستقلالية كل طرف في تقرير سياسيته، فإننا مازلنا نعتقد أن خوض المعركة من أجل فرض الحق في الترشّح للرئاسية (كما للتشريعية) يكون أجدى إذا تمّ وفق خطّة تناقش وتنفّذ بصورة مشتركة. وإذا كان نقد التباطؤ وعدم الشعور بأهمية عامل الوقت مشروعا، فإن نقد التسرّع لا يقلّ مشروعية أيضا. لذلك، ندعو كل مكوّنات المعارضة السياسية إلى الجلوس في أقرب الآجال حول نفس الطاولة لمناقشة أرضية وخطّة عمل مشتركتين لمواجهة انتخابات 2009. فمن دون تمشّ مشترك، سيكون من الصّعب، إن لم نقل من المستحيل، على طرف تغيير موازين القوى بمفرده، ولن ينتفع من ذلك إلاّ الاستبداد. (المصدر: صحيفة (الطريق الجديد) معارضة- أسبوعية بتاريخ 23 فيفري 2008 )


ملاحظات حول ترشح السيد أحمد نجيب الشابي

 

طارق الشامخ في البداية نحن نعلن أننا مع حق كل مواطن تونسي يرى في نفسه الكفاءة أن يتقدم إلى الانتخابات الرئاسية، ولكننا نرى أن التركيز على « شخصية » أو « زعيم » دون آخر لا يستقيم لأن الحركة الديمقراطية هي من الضعف وعدم الارتباط بالجماهير بحيث ليس لها زعماء حقيقيين أي جماهريين، إذ لا تكفي الأقدمية في العمل السياسي ولا الخصال الكاريزماتية للزعامة. فنحن في أمس الحاجة الى معرفة برنامج المرشح وأهدافه حتى يمكننا الحكم له أو عليه. وبعدها تصبح تلك البرامج والاهداف « مجسدة في أشخاص يحملون لوائها ويدافعون عنها ». وإذا كان السيد نجيب الشابي لم يتقدم ببرامج مدققة، بل وعدنا بالاعلان عن « تفصيلاتها في وقت لاحق » فإن تفاعلنا معه سوف يكون حول الأسس العامة التي طرحها في بيانه المعنون « معا نحيي الأمل ». وسوف نرجع إلى التقرير الذي قدمته الآنسة مية الجريبي إلى اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي في 9 فيفري 2008، وإلى وثيقة « نداء للترشح من أجل بديل ديمقراطي » الممضى من طرف 14 سخصية مساندة للسيد نجيب الشابي. وبما أن المجال لا يسمح بشرح تفصيلي لكل ملابسات الترشح فإننا نقول إن « البديل » الاقتصادي والاجتماعي للسيد نجيب الشابي هو بديل ليبرالي يرتكز على النهوض بالقطاع الخاص، وعلى الأخص القطاعات الصغرى والمتوسطة وهذا كفيل حسب رأيه بتحدي العولمة والقضاء على الدين العمومي! وحسب مية الجريبي كفيل بالقضاء على البطالة! وهي ظواهر لصيقة بنمط الانتاج الرأسمالي كما نعلم. انها شعارات شعبوية صرفة لا علاقة لها بعلم الاقتصاد السياسي. أما عن « البديل السياسي » فهو لا يعدو أن يكون بديلا حقوقيا لا يرقى إلى مستوى الاصلاحات السياسية التي تندرج ضمن بديل مجتمعي وسياسي، فهو برنامج انتخابوي. ولا يخفى علينا أن المبادرة التي يترشح على أساسها السيد نجيب الشابي تندرج ضمن التصور الأمريكي/ الأوروبي الداعي إلى ايجاد بديل « اسلامي معتدل »، وجو تنافسي انتخابي كبديل عن تصور مجتمعي وسياسي متكامل، وهي مبادرة تعتمد على سند القوى الهيمينة ممن يسميهم الشابي « أحباء الحرية في العالم ». وقد حضر ممثليهم في الندوة الصحفية التي أعلنت ترشحه وهم « سفير النرويج ومندوبون سامون من سفارات ألمانيا وفرنسا (بالأصالة عن سلوفينيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي) وبريطانيا والولايات المتحدة والبرتغال وبلجيكا وبعثة الاتحاد الأوروبي بتونس » (أنظر صحيفة « الموقف » عدد 439). وهي مبادرة مندرجة في تحالف « 18 أكتوبر » مع حركة النهضة. ومما يؤسف له أنه، ومنذ التصريحات الأولى لهذه المبادرة يتم تجاهل « المبادرة الديمقراطية » ومرشحها لانتخابات 2004، بل يعمد إلى اعتباره ضمن « المرشحين من طرف السلطة » ومن « يعينون على القياس »، وهذا تواصل لحملة التجاهل والتشويش التي كرست ضد المبادرة الأصل. في حين يعلم الجميع أنها قامت على أساس استغلال ثغرة قانونية في الترشح واعتمدت على القوى الديمقراطية والتقدمية في البلاد ولم تمد يدها إلى طرف خارجي بحثا عن المساندة، وكانت متباينة تمام التباين مع المشروع الاستبدادي باسم الدين. إن الأسس العامة التي يعتمدها السيد نجيب الشابي في « بديله » الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لا تخول له أن يكون مرشحا عن الحركة الديمقرطية والتقدمية، والتي تعتبر نفسها فصيلا متقدما من أجل استكمال الدولة العلمانية التي تطلق الحريات وتحرر المعتقد من التوظيف ومن أجل العدالة الاجتماعية، ومناهضة قوى الهيمنة والصهيونية والقوى الرجعية ومتباينة بوضوح مع الارهاب. فهل يتبنى السيد نجيب الشابي البديل العلماني والجمهورية الديمقراطية، وهل يناضل من أجل حرية المرأة ويعمل من أجل أن لا يقع تمييزها واعتبار جسدها… عورة؟ وهل يناضل السيد نجيب الشابي من أجل فصل الدولة والشأن العام عن الدين؟ ومن أجل عدم توظيفه واستعماله؟ وهل يناضل من أجل تعليم علماني متطور؟ إن كل هذه القضايا الحارقة يغفلها نجيب الشابي، ويركز على الانتخابات. فالديمقراطية لا تختزل في العملية الديمقراطية على أهميتها. ويعدنا السيد الشابي بأنه سيغير ظروف الانتخابات، ولكن يتدارك ليعلمنا أنه سوف يحترم القانون في حملته. ولا ندري من أين سيأتي بالقوى من أجل ذلك؟ أم هو الدعم الخارجي الكفيل بتمكينه من الترشح ولو في « ليلة الانتخابات ». من حق السيد نجيب الشابي أن يترشح ولكن من حقنا أن نقول كلمتنا في برامجه وطرق عمله، وهي برامج وطرق عمل لا تستجيب للحد الأدنى الديمقراطي والتقدمي. فهو يريد التوفيق بين « الاقتصاد الحر » و »دور الدولة ». ويريد التوفيق بين « العلمانيين » و »أصحاب المشاريع الاستبدادية باسم الدين ». ويريد التوفيق بين « الوطنيين » و »الأمريكان ». ولكن هذا صعب المنال. إن رجل السياسة إذا ما أراد أن يكون زعيما حقيقيا فلا بد أن تكون له بدائل مجتمعية وسياسية واضحة. وأن يعتمد القوى الحية في البلاد، على قوى الهيمنة والظلامية ورجل السياسة لا يجب أن يكون مغامرا متلهفا على السلطة بأي ثمن. إن القوى الديمقراطية والتقدمية والشعب التونسي ليس من مصلحتهما أن يكون مرشحهما مغامرا ومسنودا من القوى التي هي في الأصل سببا في مآسيه. إن التاريخ لا يعيد نفسه، ولكن إذا تكرر فانه يكون في شكل مهزلة. وهذا حال المبادرة الثانية التي تريد تعويض المبادرة الأصل. (المصدر: صحيفة (الطريق الجديد) معارضة- أسبوعية بتاريخ 23 فيفري 2008 )    

المعارضة التي « لا تصلّي ولا تترك أحدا يصلّي »

 

 
الطاهر بن حسين* لم انضم إلى هيئة مساندة أحمد نجيب الشابي المرشح للرئاسية المقبلة وأعتقد أني لن انضم إليها. ذلك أنه بالرغم من الصداقة الطويلة والصادقة التي تجمعنا، فقد اتسع تباعدنا السياسي والعقائدي بحكم التطور الفكري لكل منا إلى درجة أني أصبحت اعتبره اليوم خصما أكثر مما هو حليف. ولقد تجلت بعض جوانب هذا الخصام من خلال السجال الذي دار بيننا علنا على صفحات جريدة « الموقف » وحتى على شاشة « الحوار التونسي ». وأعتقد أن الاشهر القادمة كفيلة بمزيد توضيح هذه الجوانب الخلافية التي تمثل في رأيي مشروعين مجتمعيين مختلفين وليست مجرد اختلافات  سياسية برنامجية.  ولكن هذا لا يمنعني من اعتبار الأستاذ الشابي من أشجع وأذكى الشخصيات السياسية الوطنية. ولقد برهن على ذلك مرة أخرى من خلال إعلان ترشحه في الظروف وبالشروط التي نعرفها. وسوف يسجّل له التاريخ، مهما كان مآل ترشحه ومهما كانت مردودية حملته، دوره الرائد في وضع المعارضة على درب العمل السياسي الفعّال بتوجهه الى المواطن بدلا من الاستمرار في « عتاب » السلطة وتغييب المواطنين. أما مبرّرات هذه التقدير فهي على غاية من البساطة.ويمكن تلخيصها في ثلاث نقاط :   تفوق الامكانيات المادية والبشرية المتوفرة للسلطة بآلاف المرات على إمكانيات المعارضة، ورغم ذلك فقد بدأت السلطة حملتها الانتخابية منذ ما يزيد عن سنة. وليس من شك في كونها سوف تواصلها الى يوم الاقتراع.  فهل يعقل ان تتمسك المعارضة بالرزنامة التي حددّتها لها السلطة والمتمثلة في حملة انتخابية لمدة اسبوعين؟ كما أن بدء المعارضة حملتها من اليوم يكرّس مبدأ « يجوز لك ما يجوز لغيرك ». تسنّ السلطة شروطا تقصي الجميع وتتكتّم على شروط المشاركة الاستثنائية الى غاية بعض أسابيع قبل الموعد الانتخابي كطريقة من طرق « شلّ الحركة ». فهل يعقل أن ندخل عن طواعية في هذا العملية الانتحارية؟ والأهم من كل هذا هو أنه لو فرضنا أن المدة الفاصلة بين تاريخ اليوم و الموعد الانتخابي سوف تفضي الى حرمان المرشح من حق المشاركة فان هذا المرشح يكون قد كسب سنتين للتعريف بشخصه وبمقترحاته وبسياسته. وليس من شك في كون هذا هو المردود المطلوب من كل عمل سياسي. هذا بالاضافة الى كون تعدد الترشحات وتكثيف الحملات سوف يكون له بالغ التأثير على السلطة عندما تلجأ مثل عادتها الى سنّ اجراءاتها الاستثنائية. فبقدر ما تكون هذه الترشحات متعددة وتكون الحملات كثيفة بقدر ما يصعب على السلطة، تجاه الرأي العام الوطني والدولي، أن تسنّ إجراءات اقصائية تماما. * مدير قناة « الحوار التونسي »  
(المصدر: صحيفة (الطريق الجديد) معارضة- أسبوعية بتاريخ 23 فيفري 2008)  


ياسين الشيخاوي والوجه الحقيقي للمواطن التونسي

 
لمياء بن حمزة*
 
أثارت تصريحات لاعب المنتخب التونسي ياسين الشيخاوي حول موقفه من أحداث الرسوم المسيئة للرسول الكريم( ص) جدلا واسعا في الصحافة الألمانية  .وكان الشيخاوي صرح في حوار لصحيفة « زونتاغس تليك » السويسرية بأنه يتفهم ردود فعل المحتجين باعتبار » أن الدين قضية مهمة للجميع لي أنا شخصيا ولهم ولليهود وأن هذه الرسوم أمر مسىء عند المسلمين ».  ويرجع سر اهتمام الصحف الألمانية بالشيخاوي لرغبة نادي هامبورغ أحد أشهر الأندية الألمانية في انتدابه للعب في صفوفه،وتساءلت هذه الصحف عما إذا كان سيلعب أصولي متطرف في البطولة الألمانية؟ وأجرت صحيفة » بيلد » استبيانا في صفوف قرائها حول ما يمكن وصف الشيخاوي به هل يعد متطرفا دينيا أم لا؟ وتعتبر تصريحات الشيخاوي خرقا غير عادي لما تعوده التونسيون من لاعبي كرة القدم سواء المحترفون منهم أو الذين ينشطون في البطولة المحلية،إذ لم يجرؤ أي لاعب من قبل على الإدلاء بتصريح لا يتعلق بالرياضة.غير أن الأهم من هذا الخرق الذي أحدثه هذا اللاعب المعروف بتدينه  غياب مواقف تونسية تدافع عن حق هذا اللاعب في التعبير عن رأيه بكل حرية خاصة أنه لم يدع إلى العنف ولم يبرر إرهابا ولا دافع عن إرهابيين بل عبر عما يشعر به كل مسلم إزاء ما أقدمت عليه بعض الصحف العنصرية في الدنمارك تحت مسمى حرية التعبير.ولعل غياب المواقف التونسية يعزى أولا إلى خروج هذا اللاعب عما تعوده الجميع وعن محرمات السلطة ومن لحق بركبها من إعلاميين وسياسيين ورياضيين.كما أن حديثه في مسألة ذات علاقة بالدين تعتبر في تونس حدثا جللا ،لعله كان فيها أكثر جرأة من مفتي البلاد نفسه.ونحسب أن الصدمة التي أحدثتها هذه التصريحات في الأوساط التونسية ما زالت تخرس السنة المتحدثين الذين تعودنا ضجيجهم  في مثل هذه المواضيع،باعتبار أنها تصريحات جاءت من لاعب كرة قدم لا يقدر أحد أن يشكك في ما قدمه للمنتخب في تصفيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة من مجهود جبار،كما أنها لم تصدر من سياسي تقف له أجهزة السلطة بالمرصاد تتلقف كلماته لتطلق عليه زبانيتها. جاءت التصريحات من مواطن غير عادي بكل المقاييس التي يعرفها التونسيون لكنه عادي جدا في مجتمعات تعود أهلها أن يتحدثوا في السياسة والدين والأخلاق والفلسفة وكل المواضيع لذلك لم نستغرب أن يطلع علينا البعض في إحدى الصحف اليومية باتهام الشيخاوي بجهل السياسة ودعوته إلى تركها لمن احترفها وأتقن نواميسها،كأن الشيخاوي أتى منكرا من القول وزورا .علما أن صاحب المقال قدم نصيحته في قالب الدفاع عن اللاعب حياء أو تحوطا مما قد يجلبه عليه تهجمه على مثل هذا اللاعب من تشكيك في مصداقيته. ودون الدخول في مهاترات لا طائل من ورائها نقف على جملة من الاستخلاصات  يدلنا عليها هذا الحدث أبرزها أن هذه المواقف مجتمعة سواء مواقف الصمت أو التهجم المبطن بموقف الدفاع تعبر عن عمق الانغلاق الذي تشهده الساحة السياسية في تونس خاصة إذا تعلق الأمر بمسألة تمس الدين أو التدين كما أنها تعبر من جهة أخرى عن الخلط السائد في أذهان أصحاب السلطة وتابعيها بين ما يمس مقتضيات النظام العام وحرية المواطن في التعبير إذ من المفروض أن يشكل منع المواطن من هذا الحق خطرا على النظام العام وليس العكس. من البديهي القول إن مناخ الحرية الذي يعيش فيه الشيخاوي في الغرب سمح له بالإدلاء بمثل هذا التصريح ولكن في المقابل يدل مثل هذا المستوى من الحديث على أن التونسي ليس أقل أهلية من غيره للإدلاء بدلوه في القضايا التي تهم الشأن العام وانه بلغ رشدا تصبح معه ممارسة الوصاية عليه كما هو سائد الآن أو محاولة ممارستها نوعا من إهدار الجهد واحتقار الوعي لدى المواطن. على السلطة أن تدرك أنها تصنع فردا تابعا غير ناضج ولا مدرك للقضايا الكبرى التي تهم الوطن ومستقبله بسياسة التعتيم التي تمارسها  والترهيب الذي طال حتى أروقة البحث العلمي والأكاديمي إذ لا يستطيع طالب أن يتحدث في مواضيع سياسية أو دينية في إطار أكاديمي بكل حرية ودون قيود خوفا من أن تلصق به تهم الإرهاب والتطرف ومعارضة خيارات السلطة ،وعلى السلطة أن لا تعتقد أنها بذلك حققت إنجازا يحسب لها رغم ما يوفره لها هذا النمط من الوعي من راحة مؤقتة على الكرسي لان ذلك من شأنه  أن يفرغ الدولة من طاقاتها ويمنعها من التجدد بصرف النظر عن الموقف السياسي للمواطن ،فلا نحسب أن خريج العلوم الاقتصادية مثلا قادر على أن يفاوض البنك الدولي أو الدول الأجنبية في قضايا اقتصادية مفاوضة الند للند دون أن يكون مدركا لتبعات شروط المفاوض الاجتماعية والسياسية والثقافية وهذا لا يتأتى إلا بتوسيع ثقافة المواطن  ومشاركته في الشأن العام بكل حرية. تبرز ردة الفعل هن تصريحات الشيخاوي وقبلها موقف اللاعب المصري أبو تريكة المساند لغزة قوة الاستلاب الذي صار إليه الموقف العرب والإسلامي السياسي منه والإعلامي تجاه الأخر وضعف قدرة الإعلام العربي على توظيف هذه القضايا للدفاع عن مصالح الأمة فقد مر قبلهما تصرف اللاعب الغاني الذي رفع العلم الصهيوني داخل الملعب ولم تحرك وسائل الإعلام الغربية ساكنا باعتباره وظف الرياضة لإغراض خارجة عنها ،كما مر المشهد في الإعلام العربي ساكنا كأن لم يحدث شيئا على عكس ما صدر ضد اللاعبين المذكورين. تبقى هذه الحادثة ذات دلالات كبيرة وعميقة بصرف النظر عن الموقف من رد الفعل على قضية الرسوم المسيئة للرسول( ص)،وعلى الإعلاميين والسياسيين والمثقفين في تونس أن يستخلصوا منها الدروس الضرورية وتعميقها داخل واقع العلاقات الاجتماعية والفكرية بين مكونات المجتمع بعيدا عن السجال الوهمي.
*باحثة في العلوم السياسية والقانونية
الموقف عدد 441  بتاريخ 29 فيفري 2  

تونس الجميلة

تونس « الإرهاب »

 عبد الحميد العداسي

أصدرت الجمعيّة الدولية لمساندة المساجين السياسيين –  مشكورة – قائمة أوليّة لمن أسمتهم (ضحايا قانون 10 ديسمبر 2003  لـ « مكافحة الإرهاب »)، وقد رأيت مناقشة بعض المعطيات التي وردت في هذه الورقة، وذلك بنيّة إطالة التوقّف عند الموضوع، في محاولة لمعرفة الأسباب والدواعي والخلفيات التي من أجلها صيغ قانون الإرهاب… هذا القانون النشيط الذي أوجد الإرهابيين بأعداد وفيرة تشهد على نجاعة « التغيير وصانعه والحاشية » في الابتكار وإحداث المتغيّرات في تونس الجميلة…

 

أرقام:

         بلغ عدد « الإرهابيين » الذين تمكّنت منهم أعين قانون الإرهاب (وليس مكافحته، فالقانون أُعِدّ للإرهاب) 1208 حتّى الآن، وهو رقم لا يستهان به، حيث يُظهر بأنّه لدى تونس الآن (0.62) إرهابيّ لكلّ ألف مواطن أو أنّ هناك – بصيغة أخرى – إرهابيّا واحدا لكلّ 1613 تونسي مسلم باعتبار 97.5 % من العديد الجملي للتونسيين حيث خصمت هنا التونسيين أصحاب الديانات الأخرى أو المرتدّين من المسلمين هروبا من الإرهاب في هذه الأيّام العصيبة الأخيرة. وقد كان يمكن الحصول على أعداد من « الإرهابيين » أكثر إغراء لو اجتنب صاحب التغيير التقليد والتبعيّة وجاءنا بهذا القانون، الذي قال فصله الأوّل بأنّه جاء لـ »يضمن حقّ المجتمع في العيش في أمن وسلام، بعيدا عن كل ما يهدد استقراره، ونبذ كل أشكال الإنحراف والعنف والتطرف والعنصرية والإرهاب التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات… »، مذ قال قولته الشهيرة: « لا ظلم بعد اليوم … ولا مجال لرئاسة مدى الحياة ».(1 / 4 سنوات * 20 سنة تغييرا = 5 إرهابي لكلّ 1613 مواطن)…

         ينشط الإرهاب لدى « الإرهابيين » الذين بلغوا سنّ 19 سنة وينتهي لديهم بإدراك « سنّ الحكمة » 61 سنة. وأمّا كثيره (الإرهاب) فيلاحظ عند سن الخامسة والعشرين (25 سنة)، ما يدعو التونسيين بجدّية – ربّما – إلى التفكير في القطع مع التغيير والمغيّرين، فهو – والتعبير للعروي رحمه الله – في مرحلة سنّ فتوّة الإرهاب…

         88 % تقريبا من « الإرهابيين » تتراواح أعمارهم بين 19 و37 سنة، وهي إشارة تبرز مدى « حكمة » قانون الإرهاب في ضرب الصنف الأكثر نشاطا في المجتمع. فهذه السنّ هي التي يسمّى فيها الإنسان فتى أو شابّا (وفي تونس نحتفل بعيد الشباب)، وهي سنّ التكوين والتخصّص وسنّ حديث الطموح وطموح النفس إلى الرفعة والترقّي وهي سنّ البذل الكثير والإنتاج الغزير. ما يدلّ على أنّ الإرهاب قد ضربنا بقوانينه في حدقات عيوننا ليشلّ حركتنا وينقص إنتاجنا ويخفّض من مستوياتنا التكوينية والعلميّة وربّما أيضا ليقلّل من نسلنا الصالح الذي سوف يساعد تونس على النهوض من كبوتها…

 

أهمّ القطاعات المغذّية للإرهاب:

يمثّل قطاع العمّال وقطاعي الطلبة والتلاميذ ثمّ التجّار نسبة 82 % تقريبا من العدد الجملي لضحايا الإرهاب أعني « الإرهابيين »، وهو ما يزيد من القناعة بأنّ القانون إنّما جُعل لمحاربة فئة معيّنة في المجتمع، فئة يُبغضها التغيير لكثرة العراقيل التي ظلّت تضعها بتصرّفاتها في طريق المغيّرين، فالعمّال بإضراباتهم ومطالباتهم النقابيّة المتكرّرة يعوّقون الرّاحة ويفسدون صورة البلاد وصورة الصانع للتغيير، والطلاّب والتلاميذ بمقترحاتهم وآرائهم المثالية الشابّة يقطعون على الحاكم هدوءه ويلجئونه كرها إلى التفكير في مستقبلهم ومستقبل أمثالهم ممّن سيلونهم، وأمّا التجّار فقد مدّوا كثيرا أعناقهم ونظروا بأعينهم خارج مجالات نظرهم فاستنكروا تجارة غير شرعية وتوسّعا على حسابهم غير مشروع فأساؤوا بتوجيه أصابعهم إلى ذوي الأرحام من رواد القصر الرّئاسي. ولذلك فلم يُخطئهم القانون جميعهم ثمّ ما لبثوا أن تخطّفهم الإرهاب كما تخطّفهم الطير…

 

مصادر الإرهاب التونسي:

لم تتخلّف أيّ جهة من جهات الجمهوريّة، فجميع الولايات قد ساهمت بـما تيسّر لديها من « إرهابيين » في موجة الإرهاب التي ضربت تونس الجميلة، تونس « الإرهاب ». بل لقد ساهم الأطفال وساهم الجنسان (الذكر والأنثى) في حمل الصفة التي تكرّم بها صاحب التغيير على القوم الذين تحمّلوه كلّ هذه السنين يُعمل فيهم عدم خبرته في فنون القيادة وعدم قدرته على التأقلم مع المجتمع المدني (قلت سابقا بأنّي لا أحبّذ هذه النسمية) وعدم حكمته في التعامل مع الإرث التونسي العربي الإسلامي الرّفيع…

 

وإذن: فقد حان الوقت لردّ فعل حكيم يقنع خرّيج الثكنات ومكاتب السراديب بأنّ التونسي قويّ في الحقّ عدل لا يَظلم ولكنّه كذلك لا يريد أن يُظلم، وهو – إن حاولوا إرهابه بقانون متخلّف – يظلّ قادرا بإذن الله على إرهاب أعداء الله وأعداء الوطن ولكنه إرهاب بالمعنى القرآني الصحيح الذي حاربه وزير التعليم منذ ثمانينيات القرن المنصرم وليس بالمعنى البوشي الذي أمّن الساقطين وعاقب الشرفاء الصالحين… عمّالنا ليسوا إرهابيين وإنّما الإرهابي هو مَن ظلّ يحرس اعتصاماتهم في قفصة وغيرها بالكلاب وبعباده الكلاب متحيّنا فرصة الإجهاز عليهم… طلاّبنا ليسوا إرهابيين ولا أساتذتهم كانوا إرهابيين وإنّما الإرهابيّ مَن يملأ عليهم السوح والمدرّجات ويطارهم في الشوارع ويسجنهم في البيوت ويعرّيهم ويمنعهم من التعلّم ومن إجراء الامتحانات… تجّارنا الصادقون ليسوا إرهابين وإنّما الإرهابيّ هو مَن عوّم السوق بالبضائع الفاسدة أو الدّاعمة للصهيونيّة، هو مَن أفسد على الديوانيّ نفسه بالرشوة لإدخال الكمّيات المغرقة من الكحول والمخدّرات والوباءات… التونسيون الصالحون ليسوا إرهابيين وإنّما الإرهابي الحقيقي هو مَن أمر بصياغة هذا القانون الفضيحة ومن قام بصياغته وناقشه وصادق عليه وعمل ببنوده المجرمة… الإرهابي الحقيقي هو مَن أظهر تونس الجميلة إرهابية بشعة يقتل أقوياؤها ضعفاءها بحجّة أنّهم « إرهابيون »!…     


 

أي دور للمجتمع المدني إلى جانب الدولة في مكافحة الإرهاب؟

 
لا ينكر أحد نجاح الدولة التونسية في مكافحة ظاهرة الإرهاب، فإذا استثنينا عملية جربة التي استهدفت الكنيس اليهودي، فان قوى العنف و التطرف ظلت مشلولة و عاجزة عن المس و الإضرار بالاستقرار المستتب في بلادنا، رغم نجاحهم في تخريبه في بعض البلاد المجاورة وفي أكثر من منطقة في العالم. أما حادثة منطقة سليمان، و إن كانت تحمل في طياتها نذرا و تحذيرات دالة على بقاء الإرهاب في وضعية كمون و تحفز، فان ما انتهت إليه هذه الحادثة من نتائج قد أثبتت نجاعة الإستراتيجية الأمنية التي توختها السلطة في التطويق السريع و الملاحقة الناجحة للخلايا النائمة و المستيقظة في مفارخ الإرهاب. هذا النجاح في المستوى الأمني يبقى في حاجة إلى تدعيم و مساندة في مستويات أخرى تتعقب الإرهاب في منابته الفكرية و الثقافية و في محاضنه الاجتماعية و محرضاته الاقتصادية، فضلا عن مغذياته على الصعيد الإقليمي و الدولي. بهذا المعنى الإرهاب ظاهرة مركبة، لا يواجه إلا بوعي شمولي و مقاربة متنوعة المستويات و معالجة متعددة الأطراف و الفواعل، و لعل من نافل القول الإشارة في هذا السياق إلى أن الخطاب الرسمي قد أدرك بصفة مبكرة الطبيعة المركبة في التعامل مع الظاهرة الإرهابية، كما لم تفته الدعوة المتكررة للأحزاب السياسية و المنظمات المدنية لمعاضدة جهود الدولة في مكافحة الأسباب و العوامل المؤدية بالشباب إلى طريق العنف و التطرف. هذا الوعي الرسمي بأهمية الدور المنوط بعهدة المجتمع المدني في المشاركة الفعالة في ساحة المواجهة المفتوحة ضد خصوم الحداثة و العقلانية لا يترجم مع الأسف في مناسبات عدة إلى إجراءات ملموسة و ممارسات فعلية، بل قد نجد في بعض الأحيان تصرفات معاكسة لا تنم عن عقلية تشاركية بقدر ما تكشف نزعة احتكارية ضعيفة الإيمان و عديمة الثقة بقدرة المجتمع المدني على الاضطلاع بدور تكاملي في دعم مجهودات الدولة في سعيها الدائب لتحصين الشباب و تأطيره و توجيهه بعيدا عن الطروحات الجذرية و الحلول اليائسة و الأفكار الهدامة. في هذا الإطار، لا يبدو مفهوما استمرار الجهات الرسمية في الامتناع عن تمكين جمعية الدفاع عن اللائكية من ترخيص يسمح لأفرادها بشرعية العمل في حقل النشاط الثقافي الهادف إلى تعميم معالم الفكر العقلاني و التحديثي التونسي و العربي و الإنساني.  و في ذات السياق يعسر أن نجد مبررا و احدا لما يتعرض له منتدى الجاحظ في الآونة الأخيرة من تضييق و محاصرة لأنشطته بعد ما قدمه هذا الفضاء المدني منذ عودته قبل سنتين و إلى الآن من ندوات و محاضرات يعكس بمحتواها و شخوصها توجها و اضحا في مناهضته للغلو الديني و التشدد الأصولي و مساهمة جدية في إرساء ثقافة عقلانية و حوار نقدي مع الذات و الآخر، مع التراث و الحضارة المعاصرة. لا شك أن الاتجاه العام الذي يحكم المسار الإصلاحي في عقلانيته و تدرجه في بلادنا يجعلنا متفائلين على الدوام، و كل الممارسات التي ذكرنا قابلة للتجاوز، فالانفتاح على مكونات المجتمع المدني مسار حتمي كما أن الإيمان بجدوى العمل الجمعوي في شتى المجالات يزداد يوما بعد يوم رسوخا في أوساط السلطة و المجتمع، فالأمر يتعلق بسيرورة تفرضها حركة التاريخ و تتطلبها تحديات المرحلة و من الصعب مقاومتها بالأساليب البيروقراطية والتقاليد السلطوية و الهواجس الأمنية. خلاصة القول، لا نريد للدولة أن تصطدم بالمجتمع المدني و لا المجتمع المدني أن يتحرش بالدولة، فمساحات التعاون و التكامل متوافرة و عناصر الاختلاف و التناقض قابلة للاستيعاب و التجاوز. سليم الزواوي  
(المصدر: صحيفة « الوحدة »، لسانحزب الوحدة  الشعبية (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 583)

هشام جعيط في منتدى الصحفيين: كتبي لم تقرأ !!

للأستاذ هشام جعيط قراء أوفياء وجمهور مثقف في تونس وخارجها، وسواء كنا من المتفقين مع ما يكتب أم لا، فإنه لا أحد ينكر أهمية الرجل كأحد الرموز الفكرية ذات السمعة الدولية. و مع ذلك اعتبر المؤرخ والمفكر التونسي في الندوة التي استضيف إليها في إطار منتدى الصحفيين بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يوم الجمعة 22 فيفري 2007 بأنه لم يقرأ بعد قراءة حقيقية. وبعد تقديم لم يخل من مبالغة في التمجيد والإشادة وصلت بكلمة واحدة بين ابن خلدون وجعيط الذي يمثل  » مشروعه التأسيسي لمدرسة عربية إسلامية عصرية تعمل على إعادة كتابة التاريخ لفهمه فهما موضوعيا أقرب ما يكون إلى الواقع منعرجا … » ، أحيلت الكلمة إلى صاحب كتاب  » الفتنة » الذي اكتفى في مداخلته القصيرة بطرح خواطر عامة لم تشبع انتظارات الحضور الكثيف من الإعلاميين والجامعيين في هذه الندوة، حيث أنها لم تسلط أي ضوء جديد على ما تخلل كتبه الأخيرة من عتمة (ولا سيما كتابيه حول السيرة النبوية: الوحي والقرآن والنبوة ـ تاريخية الدعوة المحمدية في مكة) ولم توضح عديد المسائل المثيرة فيها للجدل، باستثناء إعادة التأكيد أن المؤرخ مرآة زمانه وأن القرآن الذي ركز عليه النظر بمنهجه  » التفهمي » كأصدق المصادر ليس بالنص السهل. وما قد يبقى في البال من كلام المحاضر هو أن الفلسفة وعلم التاريخ لا يمكن أن يزاحما الدين الذي ترسخت سلطته التاريخية عبر القرون، أما المفكرين العرب الذين تأثروا منذ قرن ونصف بالثقافة الغربية الحديثة والذين اعتبر بعضهم أن الدين يثقل كاهل المسلمين فإنهم لم يكتبوا كتبا ذات قيمة علمية بل اكتفوا بتناول الدين من زاوية نظر ايديولوجية (علمانية ـ أصولية، ظلامية ـ تنوير) وهو ما اعتبره تقصيرا كبيرا، ملمحا بذلك إلى أهمية كتبه وتفردها عن غيرها في هذا المجال. ولن نتطرق هنا إلى ما تعرضت له كتب هشام جعيط المليئة بالمفارقات والثغرات من قراءات نقدية وعلمية وجيهة . ثم ذكّرنا المحاضر أن العلم قد هجر أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي نجد فيها إلى جانب المختصين في دراسات الحضارة الإسلامية باحثين في الدراسات الصينية والهندية وغيرها… ملاحظا أنه في أغلب الحضارات الإنسانية وجد المفكرون صعوبات مع المجتمع والحكام والتيارات الدينية وحتى مع زملائهم… وهذا بالفعل ما وجده المشاركون في مناقشة هشام جعيط خلال هذه الندوة، حيث أن ردوده ورفضه الإجابة على بعض الأسئلة والملاحظات المطروحة في النقاش اتسمت بالتشنج والكثير من التعالي، بدعوى خفة تلك الأسئلة وعدم أحقية طرحها على مؤرخ ومفكر كبير مثله لا يتابع القنوات التلفزية. في حين تبين للجميع من رده العصبي بل المتغطرس على إحدى زميلاته في الجامعة التونسية (وهي صاحبة كتب قيمة وهامة) أنه لم يستوعب جيدا مضمون وأبعاد السؤال المتعلق بالرسوم الكاريكاتورية. وحتى المسألتين المنهجيتين اللتين طرحهما الأستاذ أبو يعرب المرزوقي ( قبول القرآن كوثيقة تاريخية ثم جعلها موضوع سؤال نوع من المصادرة على المطلوب، صعوبة الحسم في منهجية التأثير الناتج عن مقارنة النصوص فقد تكون المادة قديمة ولكن الفكرة لا علاقة لها بالفكر القديم مثلما نجده في العمران كمسجد القيروان واستعمال أعمدة من العهد الروماني) فلم تكونا كافيتين للارتقاء بالندوة الفكرية إلى ما كان ينتظر منها، وهذا لا يمنع بطبيعة الحال من تثمين المبادرة إلى تنظيم هذا اللقاء الذي قام بتنشيطه الزميل زياد كريشان وعكس حاجة حقيقية لمثل هذا الفضاء الفكري المفتوح للصحفيين في تونس بمقر نقابتهم. عادل القادري ( جريدة الوحدة )


الحوض المنجمي
بقلم: برهان بسيّس أذن رئيس الجمهوريّة بداية هذا الأسبوع بالإسراع بإنجاز المشاريع المقررة لفائدة ولاية القصرين في سياق الإهتمام بدفع مسار التنمية بالمناطق الداخلية التي بقيت ذات أولوية خاصة بالنظر لاحتياجاتها الأكيدة والضروريّة في مجالات التشغيل والإندماج الإقتصادي والاجتماعي. والحقيقة فإن هذا الإهتمام يعتبر امتدادا لجهد لافت أولته الدولة لفائدة هذه المناطق في محاولة لسد ثغرة في الإندماج التنموي ورثتها البلاد منذ عقود لم تندثر إلى الآن رغم الجهود والسياسات والمخطّطات المعتمدة في صدارة انشغالات الدولة. أحداث الحوض المنجمي مؤشر لهذا المآل المحيّر لسياسات الإدماج التنموي للجهات الدّاخلية. ندوة وطنيّة للتفكير في هذه المعضلة تضمّ كل الخبرات والفاعلين الاقتصاديين والسياسيين لايمكن ان تقلّ أهميّة عن ندوات وطنيّة أخرى تتعلّق بقضايا مصيريّة مثل التشغيل او التعليم او البحث العلمي. أم العرائس والمتلوّي والرديّف وقفصة وغيرها من مدن وقرى الأعماق جزء من الوطن لا لأنّها مرسّمة على الخريطة فقط بل لأن لها الحقوق الكاملة في ان تتمتع بثمار النماء الوطني كغيرها من جهات البلاد. ولنكن على قدر من الصراحة والموضوعية في الاعتراف بأن خللا معطلا أثّر على تقسيم مشهد التنمية الاجتماعية في البلاد الى ضفتين متقابلتين مختلفتين متناقضتين لأكثر من تونس واحدة: واحدة للمندمجين وأخرى للمهمشين. لقد تحملت الدولة لوحدها أعباء التقليص من الفوارق الجهويّة وبقيت دعوتها وجهودها لتشجيع الاستثمار الخاص في هذه الجهات صيحة في فراغ لم تحرّك سواكن رؤوس الأموال التي اختصرت خريطة الوطن في حدود مناطق الاستثمار التقليدي الناشئة منذ الإستقلال. هكذا تجرّ التنمية المعطّلة كل ألوان العطالة الإجتماعية والثقافية ومشاعر الغبن والتهميش التي لا تحتاج بالضرورة الى دوافع موضوعيّة لكي تعبر عن نفسها بمختلف الطرق والأشكال. لست شخصيا في موقع من يستطيع تقديم الحلول العلميّة والتقنيّة لمعالجة مثل هذا الإشكال والأكيد ان أصحاب الخبرة والإختصاص منكبّون منذ سنوات في البحث عن منافذ واجابات عن أسئلة واهتمامات وضعها رئيس الدولة في صدارة انشغالاته، ولكني من منطلق قناعة أكيدة بأن اشكالية الإندماج تتحرّك ضمن درجات ودوائر متكاملة يؤسفني أن تترافق مشاكل التنمية في هذه الجهات بتغييب عجيب للحديث عنها عبر أهم جهاز للإدماج النفسي والإلتفاف على مشاعر الغبن والتهميش: التلفزيون. منذ بداية أحداث الحوض المنجمي تنقّلت فقرات مشاغل المواطن في قنواتنا التلفزية الوطنية بين مختلف القضايا والإشكالات من السياحة الى النظام البنكي ومعارض التصدير ومن مآوي السيارات وأعمدة الهاتف الجوّال الى الإشكال العويص لكثرة المقاهي وقاعات الشاي بمنطقة حيّ النصر ومعاناة سكانه المساكين وبين هذا وذاك لم نقبض على صورة أو كلمة واحدة عما يحدث في الحوض المنجمي رغم أهمية الحدث لا في نشرة الأخبار او ملفات الحوار أو حتى الأحد الرياضي او الاثنين الرياضي او الاربعاء الرياضي او الجمعة الرياضي او النشرة الجويّة. متى نقتنع ان ربع صورة لانسان محبط يرى نفسه عبر تلفزيونه الوطني تساهم في امتصاص جزء من احباطه، أما الصورة كاملة فذاك جزء من المعالجة التي تقول لكل التونسيين مهما بعدت مدنهم وقراهم او كثرت مشاكلهم: تونس كلّها معكم وأنتم جميعا أبناؤها والذين ماتوا منكم تحت الدواميس.. هم أيضا شهداؤها.. للكلمة الطيّبة سحرها.. طبعا دون أن تبقى وحدها بلا خبز.. المشكلة حين يغيب الخبز والكلام الطيّب معا. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 فيفري 2008)

  بسم الله الرحمان الرحيم  والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

      تونس في 2007/02/23         الرسالة رقم 404 على موقع الحرية
             بقلم محمد العروسي الهانيمناضل كاتب في الشأن التونسي و العربي والإسلامي       الحلقة (4)

لماذا الإنسحاب والجمعية لا نشاط لها ولا مقر ولا برامج فاعلة الآن تعقيبا على مقال جعفر الأكحل وقرار انسحابه من الجمعية التأسيسية للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله

طالعت صباح يوم الجمعة 2008/02/22 بموقع تونس نيوز مقال الأخ جعفر الاكحل من مدينة خنيس الذي قرر الانسحاب من جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة بدعوى أن السيد العروسي الهاني انحرف على مبادئ الجمعية حسب قوله وهو صعب المراس. اكتفى بهذه الجملة الوحيدة وبناء على ما جاء في رسالة الأخ الاكحل من تحامل واتهامات وإساءة مقصودة لم أتصورها من شخص كنت احترمه وأقده وأعتبره دستوري صميم ومناضل صادق وقد كتبت في شأنه يوم حفل التوديع الذي نظمته الإدارة الجهوية لتكنولوجيا الاتصال البريد سابقا بولاية المنستير فقد نشرت عبر هذا الموقع خصال هذا الاخ وتفانيه وتضجياته الإدارية والنضالية والوطنية والرسالة كانت مؤثرة للغاية وأكد لي سي جعفر بأن ما كتبه عنه اكثر من ما يستحق فأجبته أنت رجل مناضل صادق وأقل ما يقوله مناضل نحو أخيه وصديقه هذا حصل في شهر فيفري 2007 هذا في خصوص علاقتي الاخوية والودية إلى جانب الماء والملح والاكل الذي جمعنا هنا وهناك في خنيس وفي عمادة الحجارة بالحنشة منطقة حرف الحا والخا…وفي هذا الإطار فإني استغربت من التحامل والتبني والتأويل والإفتراء والتهويل والطرق الملتوية التي سلكها سي جعفر الأكحل حتى قلت هل هذا جعفر الذي أعرفه من خنيس أم جعفر آخر في خصوص التعليق الاول… أما في ما يتعلق بكلامه حول العمل في الجمعية ومقالاتي والتأويلات الغيبة فأني استغرب من هذا الانقلاب المفاجئ الذي أعرفه طيلة حوالي 22 شهر من 29 ماي 2005 إلى يوم 2007/04/27 كان الاخ جعفر الأكحل معجب بشكل ملحوظ بمقالاتي ومنوها بفحواها ومضمونها وجوهرها وكان ينادي باسم مناضل ويشكرني بصفة علانية أمام الأخوة بأسلوب في الكتابة وشجاعتي والمنهجية في التعبير وحرية الرأي واختيار المواضيع وكان دوما يطلب مني باستمرار مده بمقالاتي وعندما يزورنا في العاصمة يطلب مني بمده بالمقالات التي كتبتها في بحر الأسبوع أو الأسبوعين وأحيانا يطلب مني توجيه المقالات إلى المنستير وفعلا كنت حريصا على تلبية اقتراحاته وعندما يخاطبني بالهاتف يشكرني على فحوى المقالات كيف اليوم أصبحت مقالاتي غير محبذة وهي حملة شعواء على المؤسسات والرموز وأريد التوقف قليلا وأعلق علي سي جعفر الأكحل وأقول له ما هي الرسالة التي اطلعت عليها ووجدت فيها انحراف أو حملة شعواء ضد أي كان وأعرف كلامك أين يصب يا جعفر وسوف آتي على هذه الصورة بإطناب ووضوح وصدق وأريد أن أتحدث بوضوح حول المحاولة التاريخية لتأسيس جمعية الوفاء للمحفافظة على تراث الزعيم الخالد الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله وسوف أذكر كل المراحل بصدق وأمانة بعيدا عن الإساءة والتهويل والتأويل والإنقلاب لغاية في نفس يعقوب بمهارة قلب الحقائق وهذه القصة فقد اتصل بي الأخ عمر بن حامد مناضل دستوري ومقاوم ورئيس شعبة مهنية بالعاصمة أعرفه طيلة 40 سنة مضت وهو رجل صادق وغيور ووطني صميم اتصل بي يوم 2005/04/13 وطلب مني بكل لطف واخلاق عالية الحديث على انفراد وكان الحديث حول فكرة إبراز تراث الزعيم الراحل على ضوء ما حصل في فرنسا وقال لي أن الاخ محمد داود الامين العام السابق للطلبة يرغب في الحوار معك حول هذا الموضوع قلت له نعم الصديق ونعم اللقاء وفعلا حصل اللقاء بالعاصمة وتحدثنا حول التفكير في احياء تراث زعيمنا الخالد الحبيب بورقيبة رحمه الله مثل جمعية فرنسا وتناولت المحادثة الخطوط العريضة حتى نفكر في ضبط الحخطوط الكبرى..وفعلا تعهدت بحماس بإعداد مسودة لبيان تأسيسي للجمعية ومن حسن الحظ والطالع ان سيادة الرئيس يشرف يوم 2005/04/23 على يوم الجمعيات وكلمته يوم الإشراف أخذت منها جمل وبعض النقاط واعانني الله على إحضار الوثيقة والبيان وفي يوم 2005/04/28 تقابلت مع الأخوين محمد داود وعمر بن حامد وقرأت عليهم الوثيقة فاعجبتهم كثيرا وطلبوا مني طبعها وقال لي سي محمد داود هذه الوثيقة شاملة وكاملة ولا تزيد عليها كلمة. وفعلا اعتمدنا عليها وبعد قرابة 3 أسابيع حصل لقاء في جلسة تأسيسية وتم المصادقة على البيان ومحضر الجلسة وتشكيل الهيئة التأسيسية وكانت في البداية من 7 أشخاص ثم وقع تسويعها إلى 11 فرد واتصلنا يوم 2005/05/29 بالأخ جعفر الأكحل وعرضنا عليه الانضمام للجمعية وقبل الإنضمام وإمضاء ء معنا على المحضر وبعدها ذهبنا إلى ضريح المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة لتلاوة الفاتحية على روحه الطاهرة الزكية وفي 1 جوان 2005 قمنا باتمام الوثائق وذهبت صحبة الاخ محمد داود إلى الولاية بتونس قصد تسليم الملف للحصول على التأشيرة القانونية وحصل ما حصل…وفي 13 جوان قام مكتب الجمعية المتركب من الرئيس ومساعد الرئيس والكاتب العام والكاتب العام المساعد وأمين المال بتحرير رسالة إلى سيادة رئيس الجمهوية ملتمسين من سيادته إعطاء الإذن للحصول على التأشيرة القاونية وفي 2005/06/21 جددنا مطلب ثاني لسيادته ورسالة ثالثة يوم 07 جويلية 2005 والرسائل المشار إليها كلها ممضاة من طرف مكتب الجمعية وإن ما قاله جعفر الأكحل حول الكتابة باسمي فهو غير صحيح وحصلت اشكالية واحدة وملاحظة صريحة من طرف صديق حميم وبعد 24 ساعة وقع حسم الإشكالية بانسجام تام مع الأخوين داود وبن حامد وانتهى الموضوع واليوم أكتب في موقع تونس باسمي الخاص والحمد لله. أحتفل اليوم بـ405 مقال على امتداد 32 شهر في كل المجالات وقد وجدت مقالاتي كل العناية والتشجيع من طرف الجميع بما فيهم سي جعفر الوجه الأول الذي أعرفه بالوجه الأول ومن 27 أفريل أصبح له وجه ثان هذا ماحصل وقد زارنا سي جعفر الأكحل يوم 2007/04/27 وقد أعلمنا قبل الموعد بالقدوم على الساعة العاشرة ولكن تأخر بنصف ساعة وعندما وصل قال لنا أنه كان في مقابلة مع السيد وزير الدولة بقصر الجمهورية وتحادث معه حول مواضيع تخصه وقال تحدثت مع السيد وزير الدولة حتى على موضع جمعية الوفاء وبعد قرابة للساعة غادرنا المقهى وطلب مني لا أكتب على هذه المقابلة ثم قلت له يا سي جعفر هناك وعد من طرف رئيس ديوان وزير التربية والتكوين حول انتداب معلمين بعد ان دعاني لمقابلة ولكن منذ يوم2 أفريل طيلة 25 يوم لم يتحقق الوعد. أجابني أنت محظوظ كيف اتصل بك بالهاتف وأردف قائلا أنا اكرر الطلب ولم اظفر بمكالمته وفي 2007/05/05 اتصلت بالأخ جعفر قلت له لم يحصل تقدم في الموعد اجابني ياسي العروسي الوزير ومن معه في حالة غضب شديد من المقال الذي نشرته حول التنويه بتدخل خالد شويكات على شاشة العربية بمناسبة ملف زمن بورقيبة…والوزير في حالة انفعال قلت له كلمة واحدة ذكية انت يا سي جعفر خاطبني بالهاتف ليلة الحوار بقناة العربية وقلت لي حرفينا التونسية الام التي ولدت خالد شويكات لم تلد بعد خالد آخر فألف تحية ومن يوم 2007/05/05  فهمت كل شيء وقررت عدم الاتصال مرة بالوجه الثاني جعفر وانا الذي قاطعت الإتصال به حتى أن الأخ عبد الحميد العلاني كاتب عام مساعد في الجمعية قال لي لماذا قاطعت الاخ جعفر الأكحل ورجائي ان اتصل به هاتفيا قلت له أنا أكبر منه سنا على الأقل هو الذي يبادر. أما هذه الحملة فهي من اجل الدفاع على وزير التربية والتكوين ابن خيس وهنا أقول للاخ جعفر ان حق الرد والتعقيب يخص الوزير اما انت لست بنائب الوزير أو عند توكيل عليه واكرر أني لا أهاجم ولا أتحامل على أحد ولكن في المقابل لا أرضى بالظلم والحقرة وعدم المساوات بين الحنشة وخنيس …وللحديث بقية إذا حصل الرد وبدون تعليق…. و العرس بشكره من أكل فيه اللحم حتى شبع هو وأهله اما الانسحاب المفتعل من الجمعية التي ليس لها نشاط ولا تأشيرة برامج في الوقت الحاضر ولا مقر ولا اجتماعات لكن الضجة حصلت من اجل أسباب أخرى تتعلق بالجهوية والعنصرية والحمية الجاهلية تحت غطاء الجمعية قوة في الدهاء وقلب الحقائق للوجه الثاني والشيء الذي يمكن ذكره في نشاط الجمعية هو زيارة ضريح الزعيم الراحل في المنستير يوم 6 افريل من كل عام ذكرى وفاته ويوم 3 أوت ذكرى ميلاده و نشر هذا النشاط في موقع تونس نيوز والشيء المالفت للنظر غياب الأخ جعفر ابن خنيس التي تبعد 6كلم على المنستير في المناسبتين الاخيرتين 6 أفريل و 3 اوت 2007وهي نقطة استفهام كبيرة وقد حضرت صحبة الأخوين الدكتور مختار الرابحي وعبد الحميد العلاني الموكبين وفي 6 أفريل 2007 حضرنا موكب سيادة الرئيس زين العابيدن بن علي بمناسبة ذكرى وفاة الزعيم الراحل وقد تغيب المعنى بالأمر لست أدري لماذا هذا في خصوص سي جعفر أما ردّ الأخ عامر عياد اليوم في نفس الموقع فإن كلامه يدخل في حملة واسعة أساسها ومنبعها واحد الجهوية والعنصرية ولا أريد الدخول في التفاصيل لكن أتحداه إذا ثبت أن المملكة السعودية منحتني وتكرمت علي بالسفر لأداء فريضة الحج على حساب المملكة والسفارة مازالت على عهدها والسفير مازال حيا والقنصل العام إذا ثبت أني تحصلت على تذكرة أو امتياز مادي في خصوص الحج. وأتحداه إذا تأكد أن الذي قلته فيه غيبة أو نميمة فالرد رد على وضع الوزارة هو متواصل من طرف مجموعة كبيرة من الطلبة والمجازين ورجال التعليم وهو يدخل في حرية الحوار والنقاش في دولة القانون والمؤهل للرد والتعقيب ليس سي جعفر أو عامر عياد … بل الوزير وطاقم الوزارة إذا أراد التعقيب حتى يكون للحوار نجاعة وأبعاد حضارية ومصداقية أما اتهاماته الاخرى فهي سخيفة ومردودة عليه والجميع يعرف نظافتي.والزيت المادة التي نهديها للآخرين… ملاحظة : يبدو أن التنسيق محكم بين الأكحل وبن عياد والخطة واضحة والحملة مفضوحة ومكشوفة ولا أخشى هذه الحملة الواضحة للعيان. للتاريخ أقول هذا وكل الناس يعرفون صدق ونزاهة واخلاص صاحب هذا الردّ ونظافته ونزاهته وحبه للوطن وأن كل كلام خارج عن للياقة فهو مردود على صاحبه ويعاقب عليه شرعا وقانونا ولكن أفوض أمري إلى الله. « إن الله بصير بالعباد » صدق الله العظيم قال الله تعالى : » ولنصبرن على ما أذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتكوكلون » صدق الله العظيم ملاحظة : احتفظ ببعض المعلومات وعند الحاجة ادلي بها للتاريخ حتى تكون مرجعا وهن هو أكثر وطنية محمد العروسي الهاني هـ : 22 022 354


عندما يصبح الحصار طريقا للإنتصار   (5)

* علــــي شرطـــــاني

 

– استراتيجية « حماس » في فتح معبر رفح العربي الإسلامي :

لم تكن مدينة رفح طوال تاريخها مصرية ولا فلسطينية، ولكنها كانت عربية إسلامية، ولم تصبح مصرية فلسطينية إلا بفعل « لإستعمار » الغربي، والصهيونية العالمية، والحركة القومية العربية الوحدوية، والنظام العربي العلماني والتقليدي على حد سوى. وبفعل النخبة العلمانية اللائكية والتقليدية زاعمة الوحدة، ومقيمة الإقليمية والقطرية والإنفصال، والمحافظة على الإرث الإستعماري في الحدود والتقسيم، وتأكيد الفرقة والإنقسام، ليس الجغرافي فقط، ولكن الأشد منه خطرا، والمتمثل في الإنقسام الفكري والثقافي والإجتماعي، والعرقي والديني والطائفي وتأبيد الحدود، في الوقت الذي كانت الزعامات الوحدوية العربية قد أمجت أسماع الشعوب والجماهير بشعارات الوحدة والحرية والإشتراكية عقودا من الزمن. لقد أوجدت كل هذه الجهات مجتمعة هذه الحالة من الإنقسام والتجزئة والفرقة والإنقسام، والذي لم يكن إلا لصالح الغرب الصليبي والكيان الصهيوني، الذين أصبحت مخططاتهما تمر عبرالنظام العربي الوحدوي « الإنفصالي »، والنخب العلمانية اللائكية والتقليدية الداعمة له. فمدينة رفح هي كغيرها من المدن والقرى والمناطق والمساحات الحدودية الكائنة بين مختلف أجزاء الوطن العربي الواحد، وبين أجزاء العالم الإسلامي الواحد.فالوضع غير الطبيعي الذي عليه « هذه المدينة الفلسطينية المصرية »، هو وضعها الحالي، وهو الوضع الشاذ الذي عليه كل أجزاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، وهو الوضع الذي أصبح عليه كل أجزاء وأقطار وأوطان العالم العربي الإسلامي الواحد، وهو الوضع الذي لا يجب أن يكون، والذي لا يجب أن يستمر، والذي لا يزول إلا بزوال أسباب وجوده، وبزوال الجهات والأطراف التي أوجدته وفرضته واعتمدته وأكدته.وبما أن هذا المعبر هو معبر غير طبيعي، وليس إلا من صناعة الغرب والصهيونية وأتباعهما، فالطبيعي هو فتحه وليس إغلاقه، والطبيعي هو إنهاء العمل به، وإزالة مثل هذه الحدود، ليس التي جعلت من مدينة رفح العربية الإسلامية الموحدة مدينة مقسمة تقسيم الوطن العربي الواحد، والعالم الإسلامي الواحد، إلى رفح المصرية ورفح الفلسطينية، ولكن كذلك تلك التي جعلت من الوطن العربي أوطانا، ومن الشعب العربي شعوبا، وتلك التي جعلت من العالم الإسلامي شعوبا وأمما وأوطانا وطوائف وأعراقا وعشائر وقبائل.

ما كان للشعب الفلسطيني أن تكون منه تلك الهبة الجماهيرية لولا إيمانه، وإن لم يكن قاصدا هذه المرة، أن هذه المدينة هي مدينته، وأن هذا المعبر هو معبره، وأن هذه الحدود ليست حدوده وهي في النهاية لا تلزمه وفي حال الإضطرار على الأقل. ولذلك كان العمل في موقعه وفي وقته، وبالطريقة التي تقتضيها حالة الإضطرار الشديد، والتي يقتضي الأمر فيها في الحقيقة، نظرا لحالة الضغط الشديد، وحالة التوتر الأشد، وحالة الإحتقان الأكثر شدة، أكثر عنفا وأكثر تهورا وأكثر انفلاتا وفوضى. وكان يمكن أن يكون ذلك ممكنا لولا حكمة القيادة السياسية في غزة وحرصها على عدم استفزاز القيادة المصرية، وإدارة المسألة بأكبر قدر من الحكمة والمسؤولية. وبناء على ذلك كان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر قد أبدى مستوى راقيا من الإنضباط والسلوك الحضاري الذي يحسب له ويكسبه التقدير والإحترام. وليس زحف مجاهدات الشعب الفلسطيني في غزة على معبر رفح واقتحامه إلا من الحكم البالغة لقطع الطريق على كل الظنون والشكوك والمزايدات. وهي خطوة ناتجة عن معرفة دقيقة بالعقلية العربية التي تعتبر أن كل عمل من هذا القبيل حين يكون من طرف الرجال، لا يكون النظر إليه من خلال العقلية العربية الشرقية إلا على أنه تحد وعمل ممنهج يستهدف السيادة المصرية والأمن القومي المصري، ويراد به إلحاق الضرر بالشعب المصري الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضيته، ويرى أن الشعب الفلسطيني منه وإليه، وأن الأرض المصرية والفلسطينية هي أرض واحدة ووطن واحد لشعب واحد.وقد كان من الحكم البالغة للقيادة الفلسطينية في قطاع غزة، أن أوكلت مهمة اقتحام المعبر، الذي هو معبر فلسطيني مصري، كان ينبغي أن لا يكون وضعه على ما هو عليه، وكان ينبغي بوجوده أن لا يكون الحصار بالسوء الذي كان عليه وبالشدة التي كان عليها، وأن لا يكون الضغط على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بتلك الشدة وعلى ذلك المستوى من القسوة، لنساء فلسطين المجاهدات الشهيدات بنات الشهداء والشهيدات، وبنات الأسرى والأسيرات، وبنات المجاهدين والمجاهدات، وبنات المرابطين بأرض الرباط والمرابطات، لإنجاز المهمة العظيمة، ولتنجزها حرائر فلسطين، ولسحب كل الذرائع من المرجفين والمفسدين وأبواق الدعاية وموقضي الفتن والسائرين في ركاب العدو من حيث يريدون أو لا يريدون، ومن حيث يدركون أو لا يدركون، ومن حيث يعلمون أو لا يعلمون، ومن حيث يشعرون أو لا يشعرون، أولئك الذين رغم كل شيئ، ورغم كل هذه الحكمة، ورغم كل هذا الإنضباط، لم يستطيعوا إلا أن يرفعوا عواقرهم ويصخروا أقلامهم، لمحاولة دفع الرأي العام المصري باتجاه استبدال تضامنه وتعاطفه مع الشعب الفلسطيني واحتضانه، بالحقد عليه وكراهيته والنظر إليه على أنه من المعتدين على سيادة مصر، ومن المهددين لاستقلالها ولأمنها الوطني، ولاستقرارها ووحدة شعبها، دفاعا عن الحدود وعن الإقليمية والقطرية والإنفصال، والقبول باستمرار الحصار، وببقاء الفلسطيني مكتوف الأيدي حتى يهلك جوعا وعطشا في عالم وفي دنيا الطعام والماء ووفرة المادة التي تحولت إلى معبود يفقد الإنسان أمامه أي قيمة إنسانية له، محاطا بعالم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي دنيا العقل والعلم والحضارة.

كان يجب أن يبحث الشعب الفلسطيني لنفسه عن متنفس، وكان يجب أن يكون ذلك باتجاه أي دولة عربية، وكان يجب أن يكون ذلك باتجاه مصر أو الأردن، بل كان يجب أن يكون باتجاه مصر ومن خلال معبر رفح تحديدا، وذلك ما له فيه حق، وذلك ما ليس لأحد في الحقيقة أن يمنعه منه عندما لا تتحمل مصر القيادة مسؤوليتها في تشغيل المعبر، وفي تمكينه وهو صاحب الحق في إدارته من العبور منه، ومن تذليل ما استطاع من الصعوبات التي تواجهه في الحصار الذي فرضه عليه الإحتلال ومن وافقه على ذلك، ومن استجاب لندائه، ومن كان عند طلبه اقتناعا أو خوفا أو طمعا.

كان يجب أن يكون ذلك قد حدث منذ البداية. وكان يجب أن يكون ذلك بأي طريقة وبأي أسلوب وبأي ثمن، خاصة وأن القيادة المصرية لم تكن قادرة على تحمل مسؤوليتها في إدارة المعبر بما لها فيه من حق في إدارته، وبما يحقق مصلحة وأمن الشعب المصري والشعب الفلسطيني معا. إلا أن هذه القيادة كانت تجعل تقديم واحترام الإتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات الظالمة الجائرة المجحفة في حق الشعب المصري والفلسطيني معا في المقام الأول، وعلى حساب مصلحة « الشعبين » وأمن الشعبين وكرامة الشعبين لحساب العدو وحلفائه ومؤيديه وداعميه، في موطئ قدم كان ينبغي أن لا يكون له أي حق وأي دور في إدارته والإشراف عليه.

أما وقد التقت مصلحة القيادة السياسية المصرية والقيادة السياسية الفلسطينية المتمثلة في محمود عباس وعصابته في الضفة الغربية مع مصلحة الكيان الصهيوني في ما كانت هذه الأطراف تتفق فيه من موقف عدائي مشترك من القيادة الشرعية ذات الطبيعة الإسلامية في قطاع غزة، والتي من حقها أن تمتد سلطتها على الضفة الغربية كذلك، بل وعلى فلسطين كلها، باعتبارها القيادة الوحيدة التي تتمتع بشرعية كاملة من دون كل القيادات الموجودة هنا وهناك، سواء كانت قوة احتلال أو قوة نظام سياسي أو سلطة سياسية علمانية لائكية أو تقليدية مستبدة ظالمة. فقد كان الوضع في فلسطين كلها وفي قطاع غزة تحديدا وفي معبر رفح خاصة على ذلك النحو الذي ينزع الشرعية الوطنية والقانونية من المقاومة ومن الحركة الإسلامية عموما، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية « حماس » كبرى حركات المقاومة في فلسطين المحتلة، من حقها ذات يوم في الإشراف على تسيير المعبر، حتى يتسنى لكل هذه القوى خنق الحركة وخنق الشعب الفلسطيني معها في الوقت المناسب. وذلك ما كانت خططت له هذه الجهات وهذه الأطراف، وما جعلته منذ البداية في اعتبارها.

 

– موقف النظام المصري :  

كان النظام المصري بين ثلاثة عوامل رئيسية محرجة، ليس الواحد منها بأفضل من الآخر. 

كان:

1- بين اقتناعه، باعتبار طبيعته العلمانية الهجينة، وتبعيته للغرب ولأمريكا والصهيونية تحديدا، وعدم امتلاكه لسلطة القرار شأنه في ذلك شأن كل الأنظمة التابعة، بأن يكون شريكا في الحصار، نظرا لموقفه المعلوم من المشروع الإسلامي ومن الحركة الإسلامية المعاصرة كحركة تحرر عربية إسلامية، وأن لا يكون طرفا ولا معنيا بفكه أو بالمساعدة على ذلك.

2- وبين التزاماته الدولية في ما اتفق فيه مع الإحتلال ومع قيادة ما يسمى السلطة الوطنية الفلسطينية ومع الإتحاد الأوروبي وما يسمى الرباعية الدولية في عدم التعامل مع القوى والتنظيمات « الإرهابية » في المقاومة الفلسطينية، بعد انتهاء النظام العربي إلى اعتبار السلام خياره الإستراتيجي، وفي احترام الإتفاقية المنظمة لمعبر رفح الحدودي، بما يجعله في الأصل لا يتعامل إلا مع الجهات الرسمية الممضية عليها، ولا حق له في التعامل مع غيرها، خاصة حين تكون هذه الجهة ذات طبيعة عربية إسلامية، ومؤمنة بالمقاومة والإصلاح كخيارين استراتيجيين للتحرير ونيل الإستقلال، ورافضة لما يسمى بخيار السلام على طريقة النظام العربي الفاسد، وعلى الطريقة الغربية الأمريكية الصهيونية الإستعمارية العنصرية بخلفيتها اليهودية الصليبية، خاصة وأن هذه الجهة كانت حركة المقاومة الإسلامية « حماس »، التي أصبحت في قطيعة كاملة وتامة مع حركة فتح، كثاني أكبر شريك في السلطة السياسية بفلسطين المحتلة بعد نتائج أول انتخابات تشريعية ديمقراطية وشفافة جرت في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد فضيحة أوسلو، وكانت حركة المقاومة الإسلامية « حماس » طرفا فيها. وهي التي انتهت إليها السيطرة الكاملة على القطاع التي أصبحت بعده معنية بنظام المعابر وبالإتفاقيات التي تحكمها وتنظمها، وخاصة معبر رفح الحدودي مع مصر.

3- وبين الرأي العام المصري والعربي الإسلامي المتعاطف مع الشعب الفلسطيني العربي المسلم والمساند والداعم له في حقه في التحرير والإستقلال وإنهاء الإحتلال والحصار والمعاناة.

وقد جعل لعامل التأييد الشعبي المصري والعربي الإسلامي الإعتبار الأول في التعامل والتعاطي مع القضايا العالقة ذات الصلة بالشعب الفلسطيني المحتل والمحاصر، ولم يكن ذلك من قناعاته، ولكنه رأى أن ذلك كان في مصلحته، وأنه كان من الصعب عليه في ظرف حرج للغاية أن يتخذ بعض الخطوات المتفقة مع قناعاته ومع قناعات ومصلحة قوى الهيمنة الدولية التي ليس لها مكان في العالم هي فيه أكثر سيطرة على الأوضاع منه في الوطن العربي المفكك والعالم الإسلامي المبعثر والمشتت. وهي الأوضاع التي كانت ومازالت وستظل المسؤولية فيها على النخب العلمانية العبثية والتقليدية العدمية. ذلك أنه لم يخطو خطوة في كل ما جد مما له علاقة بقضايا الشعب الفلسطيني وبمعاناته إلا بعد وقت طويل، وبعد البحث عن حلول مع بعض الجهات المعنية، وبعد تمسك الفلسطينيين في أي قضية من القضايا المتعلقة بالعلاقة بالمعبر دخولا وخروجا وذهابا وإيابا، وتحت طائلة الخوف من المفاجئات غير السارة المحتملة دائما، وبعد أن لم يكن هناك بد من إيجاد حلول للقضايا العالقة المتعلقة بتشغيل المعبر. كان النظام المصري، وخلافا لقناعاته ولمصلحة قوى الهيمنة الدولية، وتحت ضغط القوى الوطنية العلمانية والإسلامية المصرية الداخلية منها والخارجية، وأمام الحرج الشديد الذي كانت تمثله له الإحتياجات الفلسطينية الملحة التي لا وجود لطريق لحلها إلا عبر الحدود المصرية الفلسطينية المنظمة في معبر رفح، الذي للنظام المصري عليه السيطرة والإدارة، والذي من المفروض أن للشعب المصري عليه السيادة، وإن كانت اتفاقيات الوضع في سيناء مخجلة في الحقيقة ومذلة، ومازا الحديث عن سيناء المحررة ليس دقيقا بل ليس صحيحا، لا يتدخل لحل أي إشكال، ولا يبدي استعداده للتدخل السريع لمعالجة أي مشكلة مهما كانت، وعلى أي مستوى من الحرج والخطورة، مما جعل الكثير من المواطنين الفلسطينيين يلفظون أنفاسهم الأخيرة ويفارقون الحياة عند المعبر، والنظام المصري يرقب ذلك ولا يحرك في البداية ولمدة آجال طويلة أحيانا ساكنا. وكانت تلك قيمة الأنفس البشرية لدى النظام العربي المصري كغيره من الأنظمة العربية في مختلف أقطار الوطن العربي، وكغيره من الأنظمة العلمانية الهجينة المغشوشة في مختلف أوطان شعوب الأمة في العالم الإسلامي. وهي نفس القيمة التي للكيان الصهيوني لأنفس وأرواح العرب والمسلمين، بل لكل الأنفس والأرواح البشرية الأخرى في كل أقطار الدنيا من دون اليهود، وفق الثقافة التوراتية الإنجيلية المحرفة، وهي ليست قيمة النفس البشرية لديه حين يتعلق الأمر بأقل وبأي نفس بشرية يهودية ولو كانت بقايا جسد وأشلاء لأي يهودي، وكذلك هو الشأن بالنسبة للإنسان الأبيض الغربي الذي أقام الحضارة على أساس التفوق والنقاء العرقي الغربي للرجل الأبيض، وعلى أساس التفوق الديني المسيحي على قاعدة أن الديانة المسيحية المحرفة هي خلاصة الأديان، كما كان التأكيد على ذلك من طرف المفكرين والفلاسفة الغربيين منذ القرن الرابع عشر حتى القرن الثامن عشر الذي انتهى فيه الفيلسوف الألماني هيجل خاصة إلى إرساء قواعد الفكر الغربي والثقافة الغربية للطبقة الرأسمالية البورجوازية الغربية صانعة الحضارة المادية المعاصرة، ومفجرة حركة الإستعمار البغيضة.

وهو النظام الذي كان لا يتقدم خطوة باتجاه إنقاذ بعض المواقف، والتدخل لحل بعض القضايا الخطيرة الملحقة أضرارا كبيرة بالشعب الفلسطيني وبمختلف مكونات المجتمع فيه، إلا بعد أن يرى أن ذلك قد أصبح من القضايا التي لم يعد ينفع التغاضي ولا غض الطرف عنها ولا المماطلة فيها، وأنه لا بد له من أن يتدخل لإنقاذ الموقف ولإيجاد حل لمن لا حل لمشكلاتهم إلا بتدخله، لوضع الترتيبات المناسبة قانونيا أو إنسانيا، وأمام الضغط الشديد والحرج والتوتر الشعبي المصري والفلسطيني والعربي الإسلامي والإنساني الشديد أحيانا.

لقد كان موقف النظام المصري خجولا جدا في ما يتعلق بقضية الحصار، وبما له من سلطة ومن دور على معبر رفح. وكان موقفا مترددا لامبدئيا في ما يتعلق بالعلاقة بما حدث وما يحدث في قطاع غزة من صراع ومن حصار، وهو الذي لم تكن منه مبادرة شجاعة واحدة معبرة عن مسؤولية كاملة وجدية واضحة في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في ما يعانيه من أهوال وقتل وتدمير وحصار، منع عليه فيه الإحتلال الصهيوني والعالم من حوله الوقود والطعام والماء والدواء وكل ضروريات الحياة، عقابا له على صموده وبسالته وتمسكه بحقوقه كاملة في الحياة على أرضه كغيره من سكان وشعوب الأرض، ومن أجل تمسكه بحكومته الشرعية المنتخبة، وبقياداته الميدانية الجادة الصالحة التي هي منه وإليه. ولكن كل الذي بدا منه، كان من مواقع الحرج الشديد، والضغط الذي كان يخشى أن يتفجر من خلاله الوضع، ليس بالبلاد فقط، ولكن بالمنطقة كلها.لقد كان النظام المصري كعادة النظام العربي المنتهية في الحقيقة صلاحيته، والذي يلعب في الوقت بدل الضائع، والذي مازالت قوى الهيمنة الإستعمارية الغربية التي أوجدته والصهيونية العالمية في حاجة إليه، والذي لم تعد الجماهير والشعوب العربية الإسلامية في حاجة إليه، لا يصنع الأحداث دائما، ولكنه يجاريها ويواكبها ويتبعها، يتبع الإحداث التي أصبح الشعب الفلسطيني من مواقع الحصار والإغلاق هو صاحب المبادرة في صناعتها بكل فئاته، برجاله ونسائه وأطفاله، وبكل فصائل المقاومة الجادة المخلصة والصادقة فيه. ومن موقع اللاهث وراء الأحداث المتفجرة من حوله، كان النظام المصري ينأى بنفسه عن المواقف المتوترة المتشنجة التي تورطه في أدق وأهم قضية من قضايا أمة العرب والمسلمين والأحرار في العالم، وكانت دبلماسيته تتمثل في النهاية في الموافقة على ما يحدث مما لا إيمان له به ولا اعتقاد له فيه من منطلق مبدئي ليحمد بما لم يفعل، وليحسب له ما وقع مما لم يبادر به ومما لا اقتناع له به، وما لم يعارضه، وهو المؤمن في الأصل بمعارضته، وما لم يقمعه وهو المؤمن في الأصل بقمعه، وله في ذلك تاريخه الطويل وعاداته وتقاليده وثقافته، وما يتوافق مع توجه الرأي العام الشعبي العربي الإسلامي الذي لا احترام له عنده في الأصل، ولا اعتبار ولا قيمة له عنده كذلك عادة ومن منطلق مبدئي، وما لا يتوافق في الأصل مع توجه القوى الدولية الغربية الأوروبية والأمريكية والصهيونية، والذي لا مصلحة لها فيه وما لا تريده ولا ترغب فيه، ولا توافق لو كان لها الأمر والرأي عليه.

لقد أصبح النظام المصري مجبرا ومضطرا للتعامل مع الحكومة الشرعية الميدانية المنتخبة ديمقراطيا في قطاع غزة. وهو الذي لا يعترف لها بالشرعية التي لا معنى لها في ثقافة النظام العربي المتخلف إلا حين تكون ممثلة في شخص الرئيس « المنتخب ». أما لما تكون ممثلة في مجلس نيابي منتخب وفي حكومة منتخبة، فلا قيمة للشرعية ولا معنى لها، ولا اعتراف للنظام العربي الفاسد بها. ولذلك فقد كان النظام المصري، وهو يتعامل ميدانيا وواقعا مع الحكومة المنتخبة شعبيا من موقع المضطر، والقابل بالأمر الواقع الذي لا يملك حياله شيئا، وعينه على الشرعية التي لا علاقة لها بالأحداث ولا علاقة لها بالواقع الفلسطيني في قطاع غزة، ولا دور لها في إدارته، والمتمثلة في محمود عباس وعصابته المتعاونة مع الإحتلال والمشاركة في الحصار، ومعاقبة الشعب الفلسطيني من أجل تمسكه بقيادته الشرعية الميدانية المتمثلة في حركة المقاومة الإسلامية « حماس »، وبحكومته المنتخبة، والرافض لحكومة فياض الصهيونية الأمريكية الأوروبية العربية الرسمية، وينتظر الوقت المناسب الذي يجد فيه نفسه في غير علاقة وفي أي مستوى مع المقاومة ومع القيادة الشرعية الممثلة في الحكومة الشرعية التي ترأسها « حماس »، وفي علاقة مباشرة أو غير مباشرة وفي أي مستوى، مع الشرعية في قاموس النظام العربي وفي ثقافته المتخلفة الرجعية الفاسدة، والتي يمثلها عنده الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس وحكومته غير الشرعية برئاسة فياض.(يتبع)

 

* صاحب المدونة على الرابط التالي 

:

http://chortani.wordpress.com

رابط البريد الإلكتروني :

chortani@wordpress.com

 


 

قل يحيا التطرف.. فبه تكون: رد على السيد زهير الشرفي

بقلم: عامر عياد قال لي أحد الإخوة أيام الدراسة الجامعية وقد كانت الجامعة حينئذ تعج بالتيارات السياسة بمختلف تلويناتها وتصنيفاتها الإيديولوجية من (الشبش والمود إلى الوطج والبوكت وغيرهم كثير…) لو غاب الاتجاه الإسلامي والاتحاد العام التونسي للطلبة من الساحة الجامعية ماذا كنا سنسمع في خطابات هؤلاء اليساريين؟..والتي كانت خطاباتهم تعج فقط بالسب والاتهام بالرجعية والخمينية والتحالف مع الامبريالية… وأعود فأقول ماذا سيتبقى للسيد زهير الشرفي لو تحققت أمنيته في القضاء على الإسلام بمتطرفيه ومعتدليه ؟ هل سيجد ما يقول و ما يتناول؟ كل مقالات السيد الشرفي سواء على أعمدة جريدة الشعب أو تونس نيوز كلها تصب لا في خانة « التحرش » على الإسلام وأهله بل في خانة الداعين إلى استئصاله من الحياة العامة . اعتقد جازما أن الفضل في تفتق قريحة السيد الشرفي إنما يعود إلى التطرف والى الاعتدال الإسلامي …والى الإسلام بوجه عام… وحري به أن يشجع التطرف باليمنى وببدع في النيل منه باليسرى ليثبت براعته ووجوده كمفكر لاديني. لقد تناول السيد الشرفي في مقاله الصادر في تونس نيوز بتاريخ 28-01-2007 بالاتهام السيد احمد نجيب الشابي متسائلا « هل أصبح الرجل إرهابيا » وذلك على خلفية حواره مع السيد الطاهر بن حسين في قناة الحوار التونسي مؤاخذا عليه قوله « أنت تتحرش بالإسلام » وقوله »أنا مسلم …أنا لست لائكيا » غني عن البيان القول أن العبارتين لا يستقيم معناهما دون الرجوع إلى تسجيل كامل للحوار الذي دار بين الرجلين ولكن السيد الشرفي ومن خلال مقاله قصد ذلك لا لتشويه السيد احمد نجيب فحسب إنما أيضا لممارسته هوايته في السب والشتم. وعنوان المقال في حد ذاته يحمل إلى جانب الاستفهام معنى التقرير وتأكيد الاتهام بإرهابية الشابي وذلك من خلال استعماله لصيغة الماضي « هل صار » لن أكون من المدافعين عن السيد الشابى فتاريخ الرجل ونضاليته و ثباته ورفضه للمقايضات على حساب مبادئه دروس لي وللسيد الشرفي ولكل التونسيين… تاريخ السيد الشابي ودعوته الدائمة إلى إقامة مجتمع العدل والحرية سواء من خلال تجربته اليسارية أو القومية أو الليبرالية لا تحتاج إلى تدليل، فمواقف الرجل في كل مسيرته السياسية وإيمانه بالعمل المشترك على أرضية القواسم المشتركة ونبذ الخلافات الإيديولوجية من اجل تحقيق وفرض الحريات عبر الأساليب المدنية والسياسية هي من باب المعلوم بالضرورة. يقول السيد الشرفي »ولكنني لا أظنه ينكر –الشابي-إن تلك القنابل والمتفجرات إنما هي التكملة و النهاية لخطاب الحقد والتكفير واتهام المخالفين ب « التحرش بالإسلام » وخطاب الحقد والتكفير عند السيد الشرفي هو »كلما عملت عقلك في التراث الإسلامي.. كلما اجتهدت في فهمه.. كلما اتجهت لطلب الحرية والمساواة ولم تتقيد بقيود الفقه القديم أو شرائعه السابقة بل كلما رفضت مسلمات الفكر الأصولي ينهالون عليك باتهاماتهم لك بأنك تتحرش بالإسلام ..هكذا تصير عدوا للإسلام » لا أظن أن السيد الشرفي جاهل إلى درجة انه لم يقرا القرآن الكريم حتى باعتباره نصا أدبيا لا كتابا مقدسا ليكتشف جملة من الحقائق قد تساعده في تحبير هجماته حتى من باب « اعرف عدوك ». فالإسلام سيدي يضمن حرية المعتقد بمعنى حق الفرد في اختيار عقيدته بعيدا عن كل إكراه وقد ضمنت الشريعة الإسلامية هذه الحرية كثمرة لهذه المسؤولية فمنعت كل وسائل الإكراه.وتكاد تجمع التفاسير أن آية « لا إكراه في الدين »تمثل قاعدة كبرى من قواعد الإسلام وركنا عظيما من أركان سماحته. « فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر »وإذا كان الاعتقاد محله القلب فالإكراه ممتنع فيه أصلا.وقد عد مفكرو الإسلام حرية الاعتقاد »اسبق الحريات العامة » (1)لأنها « بمثابة القاعدة والأساس »(2) ولم يكتف الإسلام بإقرار حق الإنسان في الحياة والحرية وسلامته الشخصية(راجع الطبري)بل اعتبر ذلك واجبا مقدسا على الجماعة والفرد انطلاقا من مبدأ استخلاف الإنسان وتكريمه. جاء في الحديث : »ما من شيء ألزم إلى الله يوم القيامة من ابن آدم ».وهي كرامة ملازمة له حيا وميتا جاء في الحديث الشريف « أن جنازة مرت على النبي(ص) فوقف فقبل إنها جنازة يهودي فقال (ص)أليست نفسا؟ وقال (ص): »إن الله يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا » أما في حرية التعبير فقد ضرب القران في تقديره لملكة الفكر وحرية التعبير من خلال دعوته لإعمال العقل ومن خلال أمثلة الحوار الرائع الذي كان يديره الأنبياء مع أقوامهم ومع الطغاة منهم تبرز بجلاء اعتماد على حجة العقل إماما مقابل اعتماد حجة القوة سلاحا يلوذ به الطغاة دائما كلما أعيتهم الحيلة وأعجزهم الروغان. وكان (ص)يقول : »لا يكون أحدكم إمعة ..يقول أنا مع الناس » بهذا المعنى فالإسلام دين الحرية بكل معانيها ..دين العقل ..دين الكرامة والمحبة والسلام ..لم يكن أبدا دين عنف أو إرهاب أو تطرف « ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن » « وان جنحوا للسلم فاجنح له ».. فكيف يتهم الإسلام بقمع الحريات والإسلاميون هم ضحية خوضهم لمعارك الحرية؟ هل من الحرية التهكم والتعريض بالمقدس المشترك للضمير الجمعي؟أليست الحرية في كل التعاريف الليبرالية تنتهي عندما تبدأ حرية غيرك؟ هل كل مطلق لصفة التحرش بالدين مشجع للتطرف وإراقة الدماء؟ أليس هذا من قبيل القياس السفسطائي »الكلب يمشى،الإنسان يمشي..إذن فالكلب إنسان !!!! أما عن موضوع اللائكية فسأتناوله في رد آخر إنشاء الله..والله الهادي الى سواء السبيل. (المصدر: مدونة « الحقيقة وحب الوطن » لعامر عياد بتاريخ 6 أكتوبر 2006)

سليم دو…….لا…
بقلم: ناجي الخشناوي رغم بريق عينيه الذي يغذي تماسكي كلما التقيته…رغم  » أهلا حبيبي » التي يستبقني بها كل مرة….فقد أحسست مذ عرفته أنه منذور للخلاء والوحدة…للألم والسواد والحزن…فالحزن  » يكاد يكون سلاليا والألم أيضا إذ يقترن المعنى في حياتنا بالمحنة اقتران الشفاه بالأسنان »…وفي المنتظمات الماقبل حضارية يزدهر  » التبذير المفرط للعنف… » وتتنازع الشوارع صفتي » الكسموفاجية » – أكلة الكون- و »الأنتروبوفاجية » – أكلة الإنسان- منذ عرفته وهو يردد لازمته  » وشحلة الوطن على الشوارع » فيطوقك بوابل من نقاط الاستفهام وهو يوشحك بحكمته:  » وايش حالك يالشوارع ؟ واش حالك يالوطن؟ » فلا تلبث أن تجيبه بأن احتياطي العداء المفرط لحرية المشي فوق الأرصفة الآهلة بالأرجل والأعين قد تضخم حتى تورم فصار ورما يوميا لا يترك سليما يتحرك في دولته …في شارعه…في مقهاه وحانته…في مكتبته أو بيته… هي ذي شوارعنا صارت تنوء بعبء الإنسان السليم…تستنكف من مشيته وهو يتأبط كتابه أو محفظته أو حتى جريدته…الإنسان الذي لم يتدرب قط على إيقاع اللكمات والركلات والكدمات المباغتة أحيانا والمقصودة دائما من الكلاب السائبة التي لا تفارق عاداتها في  » التملق ولعق الأحذية العسكرية المتنكرة في الجلود المدنية والإقتباس من السلوك الحربائي بأناقة فائقة المكر لقلة الجهد فتمارس التلصص والتلوص واصطياد الفرص وكل أشكال تدبير الرأس على الطريقة التونسية الخالصة… و »لأنه أندر من الكبريت الأحمر » ومن  » أكثر الكائنات تمرسا بالألم  » وفقا للمعجم النيتشوي فقد كان على جاهزية استثنائية لتحمل الخسارات الفادحة في نظر العامة وذوي القربى من أحفاد سقراط الموظف ولأنه – مثلما كتب عنه صديقه الشاعر آدم فتحي-  » الوحيد الذي يصاب في ماله وجسده فيفكر في تلاميذه لعلهم لا يعاقون عن برنامجهم الدراسي…وفي كتابه الأحدث لعله لا يكون الأخير »… لأنه كذلك وتماما لم يفاجئني وأنا أزوره في بيته مع الشاعرة يسرى فراوس وباق نرجس وهو يغمرنا بابتسامته الساخرة ويقول لي:  » كادت تصدق نبوءتك يا فتى »… » ديلانو شقيق الورد » كتابه الأحدث والذي لعله لا يكون الأخير…قلت له في بيتي الصائفة الفائتة :  » وكأنه الكتاب الأخير في حياتك يا سليم » ولأن الفلسفة شكل من أشكال دق العنق وفق عبارة لويس ألتوسير فإني بت أشك في أن ديلانو بورده وسواده وسخريته وتلامذته هو المقصود بدق العنق ذاك أن  » الطوفان اليومي وفائض القذائف التلفزية » وفي  » لحظة تطبيع العنف » وفق عبارة آدم فتحي كلها تدجج أسلحتها البدائية والحداثية لدق عنق حرية المشي على رصيف المحطة وسط زحمة العيون الذاهبة في اللآمبالاة والفرجة …في ساحة برشلونة …لتصطف جميعها أحرفا في  » حكايا منامات تونسية »… سألت زميلتي عن حصانات النواب في مجلسهم فقالت: هي جمة وهم بالأخير يختارهم الشعب …وسألت نفسي عن امتيازات حصانة المثقف في شوارع البلاد فهمست لي : هي أوهام ولكنهم بالأخير هم الذين يختارهم التاريخ… مالذي يعني يا سليم أن يترصدوا خطواتك في شارع المحطة ويهرسوا جذعك ويزفوك لخراب المستشفيات العمومية وتعود لك بطاقة هويتك كما سلمتها ؟؟؟ ما الذي يعني هذا أمام اتهامك في عقلك ودينك وديانتك؟؟وأمام سرقة كتابك ومكتبتك …ما الذي يعني هذا في ظل القرف العمومي من الشأن العمومي ؟؟ مادمت شامخا في دولتك التي أسميتها  » لن  » …هل ينام في أصفر الورد بعيدا عن بياض ديلانو وحمرته: فقد تجيء الطعنة الأولى من التمساح قد تأتي من الأفعى أو الحرباء حاذرهم إذن… واحذر الكلب السلوقي أعز الأصدقاء… (المصدر: مدونة « أفكار متقاطعة » لناجي الخشناوي بتاريخ 28 فيفري 2006) الرابط: http://khachnaouineji.maktoobblog.com
 


تساؤلات حول الاعتقالات الأخيرة في المغرب

صلاح الجورشي (*) ورد إلينا الأسبوع الماضي خبر سيئ جدا من المغرب، يتعلق باعتقال بعض رموز الحركة الإسلامية المغربية، وتحديدا السادة: «المصطفى المعتصم» و «محمد الأمين الركالة» (قياديان في حزب البديل الحضاري، الأول أمين عام، والثاني الناطق الرسمي)، و «محمد المرواني» (المسؤول عن الحركة من أجل الأمة). والأكثر سوءاً في هذا الخبر ليس الإيقاف في حد ذاته، وإنما اتهامهم بأنهم جزء من تنظيم إرهابي يقوده مهاجر مغربي يقيم في بلجيكا، يدعى «عبدالقادر بلعيرج». وهذا التنظيم الذي كشفت عنه المصالح الأمنية المغربية كان يخطط، حسب هذه المصادر، إلى اغتيال شخصيات سياسية بارزة، كما كان يعد لتفجير مؤسسات سياسية وسياحية مثل بناية البرلمان. وبناء عليه، أصدر رئيس الوزراء المغربي مرسوما تم بموجبه حل «حزب البديل الحضاري» اعتمادا على المادة 57 من قانون الأحزاب. وهو الحزب الذي تم الاعتراف به قبل ثلاث سنوات (2005). تعلمنا من مهنتنا الصحافية ومسؤولياتنا الحقوقية (باعتباري النائب الأول لرئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان منذ سنوات) أن نتعامل بحذر مع المعطيات الأولية التي توفرها عادة الأجهزة الأمنية. ليس ذلك من باب التشكيك الآلي في ما تعلنه هذه الأجهزة، ولكن حرصا على اكتمال الصورة، من خلال اطلاع الدفاع على حيثيات ملف الإحالة الذي يتضمن أقوال الموقوفين وأدلة الاتهام. لكن في انتظار انقشاع الضباب، يمكن تقديم ملاحظات أولية: – الذين تم إيقافهم، وخاصة الصديقين المعتصم والركالة، ليسا من الشخصيات النكرة، بل هما معروفان على الساحتين المغربية والعربية، ومعروفان بأشخاصهم وبمساراتهم الحركية والسياسية والفكرية. فالذي يؤمن بالعنف، ويرى فيه وسيلة للتغيير السياسي، لا يستطيع أن يخفي ذلك عن الجميع. قد يتستر على السلطة، أو حتى على بعض الأطراف السياسية التي تقف موقف الخصم منه، لكنه لن يتمكن من استعمال التقية مع الكل وطيلة مسيرته. وأشهد أني عرفت «المعتصم» (أستاذ الجيولوجيا/54 عاما) منذ فترة طويلة، إذ كان من الأوائل في الساحة الإسلامية المغربية الذين رصدوا الخلافات التي نشأت وتطورت داخل الحركة الإسلامية التونسية. واهتم مع عدد من إخوانه بتشكل «مجموعة الإسلاميين التقدميين» التي انشقت عن حركة الاتجاه الإسلامي منذ أوائل الثمانينيات. وتأثروا بأطروحات هذه المجموعة، التي كنت أحد مؤسسيها، والتي، إضافة إلى توجهاتها التجديدية والتقدمية، كانت حاسمة في مسألة منهج التغيير، فهي لم تكن فقط رافضة بشكل قطعي مسألة اللجوء إلى العنف، ولكن أيضا شككت في جدوى العمل السياسي الإسلامي في غياب رؤية فكرية مستوعبة لتحديات المرحلة التاريخية وإنجازات العصر، لأنه في غياب هذه الرؤية يخشى أن يسقط العمل السياسي الإسلامي في «السياسوية». أي أن مجموعة الإسلاميين التقدميين كانت تعطي الأولوية للنضال الثقافي على النضال السياسي. بعد ذلك، توطدت الصلة بيني وبين الصديق المعتصم، وتبادلنا الآراء في مناسبات عديدة، وشاركنا في مؤتمرات وندوات إقليمية متنوعة، واشتركنا معا في تأسيس «شبكة الديمقراطيين بالعالم العربي» (أتولى حاليا مهمة منسق الشبكة) التي رأت النور في مدينة الدار البيضاء قبل ثلاث سنوات. ولم أشعر إطلاقا، طيلة كل مراحل هذه العلاقة بأن للرجل ميولا نحو العنف، أو تأييدا ولو ضمنيا لما تقوم به الجماعات الإرهابية، سواء في المغرب أو في غيرها. إنه يؤيد فقط المقاومة المشروعة في فلسطين ولبنان، وهذا الأمر لا علاقة له بالإرهاب الرائج حاليا، إضافة إلى أنه تتفق حوله كل النخب والفصائل الناشطة في الساحة العربية، مهما كان لونها أو خلفياتها الأيديولوجية، كما أنني تحدثت معه مطولا عن موقفه من التجربة السياسية المغربية الراهنة ضمن خصوصياتها، وقد عبر لي في أكثر من مناسبة أو في سياق ما كتبه في العديد من المقالات والبيانات أنه كان مؤمنا بأن الانتقال الديمقراطي السلمي هو الخيار الوحيد أمام الإسلاميين، وأن الديمقراطية ليست ثوبا نلبسه ونتزين به ثم نلقيه أرضا، وأن القيادة السياسية الجديدة في المغرب -يقصد الملك محمد السادس- يجب أن تُمنح الفرصة، ويجب أن تلقى الدعم من جميع القوى في سبيل تجديد النظام السياسي. وعلى هذا الأساس عمل على تأسيس «جمعية البديل الحضاري» التي تحولت فيما بعد إلى حزب. ولعله الحزب الإسلامي الوحيد الذي عقد مؤتمره التأسيسي في مقر حزب يساري أو علماني، هو «حزب اليسار الاشتراكي الموحد». كانت تلك قناعاته التي دافع عنها في اللقاءات التي جمعتنا في بيروت والدوحة وغيرها من العواصم العربية. لهذا، من الطبيعي جدا أن أصاب بالصدمة والذهول، عندما يقال لي إن الرجل كان مشاركا بصيغة من الصيغ في شبكة إرهابية سرقت بنوكا وكانت تخطط لقتل الأبرياء. – الرواية الأقرب للقبول، هي تلك التي دافع عنها الدكتور سعدالدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. تقول هذه الرواية إن هناك احتمالا بأن يكون أحد المعتقلين -أو أكثر- من أعضاء هذه الشبكة قد تحدث عن علاقات قديمة كانت تربطه أو تربطهم بهؤلاء القياديين. والحركة الإسلامية المغربية، مثلها مثل حركات أخرى كثيرة، تشكل تيارا عريضا ينحدر الكثير من عناصره من تنظيم الشبيبة الإسلامية الذي قاده ولا يزال عبدالكريم مطيع المنفي حاليا في ليبيا، بعد أن وجهت للتنظيم تهمة اغتيال المناضل السياسي اليساري المعروف عمر بن جلون، لكن مع تقدم الزمن والتجربة، تفرعت الجماعات وتعددت المبادرات. بعض هذه المبادرات اتجه نحو بناء حركات ذات طابع سلمي وإصلاحي مثل «حزب العدالة والتنمية» و «حزب البديل الحضاري» و «الحركة من أجل الأمة»، وبعضها الآخر تمسك بمنهج العنف مثل «حركة المجاهدين المغاربة»، و «الحركة الثورية الإسلامية» وغيرها مما ارتبط بتنظيم القاعدة. ولهذا لم يعد للعلاقات السابقة بين الأشخاص –إن وجدت حسب هذه الفرضية – أي معنى من الناحيتين القانونية أو السياسية، خاصة بعد أن أثبت هؤلاء القياديون حرصهم على الاندماج في اللعبة السياسية التعددية، وتمسكهم بإنجاح التجربة الديمقراطية. – كثيرون في صفوف النخب العربية يعلقون آمالا كبيرة على الحراك السياسي الثري الذي تشهده المملكة المغربية منذ تولي الملك محمد السادس الحكم، إذ بقدر نجاح هذه التجربة، فإن آثارها الإيجابية ستتجاوز بالتأكيد حدود المغرب. لهذا جاء هذا الاعتقال، وقرار حل «حزب البديل الحضاري» على أيدي قيادة حزب عريق في مكانة «حزب الاستقلال» ليثير في أوساط هؤلاء، وأنا منهم، الحيرة والمخاوف، فعودة إثارة الشكوك حول كل التنظيمات الإسلامية العاملة في الساحة، ووضع الجميع في سلة واحدة، هو من النتائج التي تحرص عليها الجماعات الراديكالية المعادية للديمقراطية، لأنها ستضع مخالفيها في الساحة الإسلامية أمام خيار وحيد هو خيار العنف، الذي هو في نهاية الأمر خيار الإفلاس وفتح المجال أمام الفوضى. ولأن النظام المغربي كان من الأنظمة القليلة في الساحة العربية التي راهنت ولا تزال على دمج الإسلاميين المعتدلين في اللعبة السياسية، فإن الأمل لا يزال معقودا في حكمة القيادة السياسية المغربية لتوضيح الصورة، وإعادة وضع النقاط على الحروف، وتجاوز ما يمكن تجاوزه. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 28 فيفري 2008)
 

مدونون وإعلاميون وحقوقيون من 12 دولة عربية يناقشون سبل الدعم المتبادل بين الانترنت وحقوق الإنسان

القاهرة، في 28 فبراير 2008م على مدار يومين من النقاشات وتبادل الرؤى حول ما يمكن أن يتم من تعاون بين نشطاء حقوق الإنسان والمدونين والصحفيين والإعلاميين ،عقدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ورشة عمل تحت عنوان « الإنترنت وحقوق الإنسان – آليات للدعم المتبادل » والتي ساهم فيها مشاركون من اثنتي عشرة دول عربية هي  » مصر ، السعودية ، المغرب ، تونس ، الإمارات ، الأردن ، عمان ، سوريا ، فلسطين ، لبنان ، ليبيا ، البحرين ». وقد عقدت الورشة في إطار تقييم المشروع الذي نفذته الشبكة العربية تحت عنوان « الانترنت وحقوق الإنسان » حيث استمع المشاركون في ورشة العمل في اليوم الأول لخبرات وتجارب العديد من المدونين المصريين والعرب في توسيع هامش حرية التعبير في العالم العربي ، والحملات الناجحة لتسليط الضوء على قضايا تهم المواطنين العرب مثل التعذيب وحرية الاعتقاد والدفاع عن سجناء الرأي، فضلا عن توسيع مجال استخدام البرمجيات الحرة بين الشباب والنشطاء وكذلك الإجابة على سؤال العلاقة بين الصحافة التقليدية والإعلام الالكتروني . وقد طرح المشاركون في اليوم الثاني خبرات النشطاء من دول الخليج العربي و دور الانترنت في كشف العديد من الانتهاكات التي تحفل بها منطقة الخليج العربي ، وكذلك نجاحهم في خلق حركة حقوقية وليدة ، رغم محاولات إقصاء ثقافة حقوق الإنسان هناك. أيضا ناقش النشطاء الحقوقيون العراقيل التي تحول دون توسعهم في استخدام الانترنت رغم الإمكانيات العديدة التي يتيحها ، في مقابل الوسائل التقليدية التي تحكم الحكومات العربية سيطرتها عليها. وكذلك ما يمكن أن يستفيد منه المهتمون بحقوق الإنسان وحرية التعبير عبر كسب المناصرين وتوصيل رسالتهم وقضاياهم لجمهور أوسع . وفي جلسة حول الحماية القانونية من جرائم النشر ، تناول المشاركون كم القضايا والعقوبات المسلطة على القائمين بالنشر الالكتروني والمواد الفضفاضة التي يلاحقون بها مثل « العيب ، الإهانة ، تكدير الأمن العام ، السب والقذف ، المعلومات والأخبار الكاذبة ، التحريض وغيرها  » كمواد تستخدم ضد منتقدي الحكومة أو الصحفيين والنشطاء. وقد اختتمت الورشة أعمالها بطرح العديد من الأفكار والتوصيات التي تدعم عمل المدونين والنشطاء والإعلاميين ، وتدعم التعاون بينهم مثل : * تبسيط الخطاب الحقوقي وتوصيله لجمهور أوسع ونقل الحركة الحقوقية إلى المستوى الشعبي. * تمليك الجمهور الأدوات والمفاهيم للناس . * سرعة النشر وتمتعه بالمصداقية. * رفع وعي العاملين بوسائل الإعلام من قبل الحقوقيين والتواصل المتبادل بين الحقوقيين والإعلاميين، مع التركيز على الحاجة للتثقيف والتدريب. * زيادة مساحة التعاون المتبادل بين وسائل الإعلام والمدونين. * التأكيد على انه لا تعارض بين احترام القوانين من جانب ، وعدم الرضوخ للقوانين القمعية من جانب أخر. * الحاجة إلى التدريب على استخدام الآليات والمهارات والتقنيات التحريرية والتركيز على اللغة العربية. * مناقشة إمكانية عمل خريطة توضح كم السجون العربية التي تضم سجناء رأي وسجناء ضمير. * إصدار كتيبات مبسطة توضح كيفية تفادي النشطاء والصحفيين والإعلاميين للقضايا التي قد تلفق لهم بسبب نشاطهم وكتاباتهم. * التأكيد على دعم تجربة المدونين المصريين والعرب وتوفير الحماية لهم ونقل خبرتهم للمؤسسات الحقوقية. وقد قررت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن تنشر الأوراق والمناقشات التي تناولتها الورشة في كتاب يجري إعداده حاليا ، لتوسيع دائرة الاستفادة من هذه المناقشات والأوراق التي قدمها المشاركون . المشاركون في الورشة « حسب الترتيب الأبجدي ». أحمد العمران – مدونة « سعودي جينز »، السعودية أحمد غربية – « خبير تقني و معلوماتي « ، مصر أحمد منصور – « ناشط حقوقي »، الإمارات أحمد ناجي –  » مدونة وسع خيالك وصحفي بجريدة أخبار الأدب « ، مصر إسماعيل محمد القريتلي – « رئيس قسم البحوث والدراسات موقع الجزيرة.نت » قطر ، ليبيا أنس فودة –  » موقع العربية نت  » الإمارات ، مصر أمل خيرالله – « صحفية  » لبنان أميرة عبدالفتاح – منسق البرامج الإقليمية في مؤسسة فريدريش ناومان جمال عيد – مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، مصر حمدي الأسيوطي – « محامي بالنقض و ناشط حقوقي »، مصر خالد السرجاني – « مدير تحرير جريدة الدستور المصرية « ، مصر روضة أحمد سيد – « محامية بالشبكة العربية »، مصر عبدالله الريامي – عمان « كاتب و ناشط إلكتروني ، موقع فرق »، عُمان عبده عبد العزيز –  » باحث بالشبكة العربية « ، مصر عبد المنعم محمود –  » صحفي ومدونة أنا إخوان « ، مصر عمرو مجدي –  » مدونة طرقعة كي بورد »، مصر علاء عبدالفتاح –  » مدونة منال وعلاء « ، مصر فيوليت داغر –  » اللجنة العربية لحقوق الإنسان « ، فرنسا كارم يحي – « صحفي وناشط نقابي »، مصر كمال العبيدي – « ممثل لجنة حماية الصحفيين – الشرق الأوسط »، تونس ماجد صالح ، « ناشط حقوقي من مركز مدى « ، فلسطين مجدي سعيد – « موقع اسلام اون لاين » مصر محمد سعيد – « مركز البحرين لحقوق الإنسان »، البحرين منال حسن  » مدونة منال وعلاء « ، مصر منير ادعيبس – الأردن  » موقع أمان « ، الأردن مينا زكري –  » مدون وناشط حقوقي » مصر نورا يونس –  » مدونة نورا يونس « ، مصر هشام الشرقاوي –  » ناشط حقوقي »، المغرب . وائل عباس –  » مدونة الوعي المصري « ، مصر وسام فؤاد » – موقع إسلام اون لاين « ، مصر لمطالعة صور الورشة : http://www.flickr.com/photos/24188747@N02 (المصدر: موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتاريخ 28 فيفري 2008) الرابط: http://www.hrinfo.net/press/2008/pr0228.shtml
 

في يوم دراسي بالمعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية: حديث عن مفهوم الوطن والوطنية في تونس مؤرخ يتحدث عن الواقفين على الربوة والعملاء واليهود

 

منوبة – الصباح: نظم المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية أمس يوما دراسيا حول مفهوم الوطن والوطنية في تونس حضره عدد هام من المهتمين بتاريخ الحركة الوطنية.. وبين الأستاذ نبيل خلدون قريسة مدير المعهد أن هذه الندوة هي من إعداد وحدة الدراسات والبحوث والتوثيق بالمعهد التي ينسقها الأستاذ عميرة علية الصغير.. وأن تناول هذا الموضوع يثير الكثير من الجدل ودعا الحاضرين للمشاركة في النقاش لإثراء أشغال الملتقى. وبين أن المعهد وفيّ لمثل هذه الأطروحات التي تحرّك السواكن وفق تمش منهجي اختاره الباحثون في المعهد وهو يتعلق بمسألة الذاكرة والتاريخ.. وهي تطرح على حد قوله مجموعة من الإشكاليات على المؤرخين والمهتمين بقضايا التاريخ المعاصر في زمن العولمة. وأعلن الأستاذ قريسة عن إمكانية إجراء تعديلات على روزنامة الأنشطة العلمية التي سينظمها المعهد خلال الفترة القادمة. وتحدث الأستاذ عميرة علية الصغير عن شواهد الانتماء لدى التونسيين خلال الفترة الممتدة بين 1881 و1956 وقال إن عبارة التونسيين تثير إشكالا لأن ساكني تونس وذوي الجنسية التونسية أي المسلمين والأقلية اليهودية لم يكن لهم كلهم تمثّل واحد للانتماء للأرض والهوية التاريخية والهوية الإثنية والهوية القومية ومن هنا اختلفت ردود فعلهم وتفاعلاتهم تجاه قضايا تونس أو المغرب العربي أو العالم العربي أو الإسلامي باختلاف ذلك الانتماء وحدة الوعي به وبتنوع التمثل للهوية الذاتية ونلمس ذلك من خلال شواهد الانتماء لتونس والانتماء للمغرب العربي والانتماء العربي الاسلامي. وبين المؤرخ أن الانتماء لتونس كوطن والتحرر التدريجي من الانتماءات العائلية والعروشية والقبيلة والجهوية تبلور بتجذر العمل الوطني في مسار الكفاح ضد الاستعمار وانخراط فئات عريضة في العمل الوطني والكفاح من أجل تحرر « الوطن » من الاستعمار. فمنذ أن هبت العروش والقبائل لمقاومة الاحتلال إلى آخر الاصطدامات مع المستعمر في منتصف الخمسينات من القرن الماضي دالة على الانتماء إلى تونس.. ولاحظ أنه ليس كل التونسيين كانوا ضد الاستعمار وبين أنه بالإضافة إلى الجالسين على الربوة كان هناك عملاء للاستعمار في صف المالكين والأثرياء والمخزن والفئات الشعبية والمثقفين والأميين والعائلة الحسينية الحاكمة (باستثناء المنصف باي) وبعض الأمراء وأعيان الإدارة المركزية والجهوية وبعض رجال الدين في الزيتونة والطرق والجالية اليهودية باستثناء أنفار. وتحدث المؤرخ عن شواهد الانتماء إلى المغرب العربي وقال إن تمثل المغرب ككيان سياسي كان يعني رجال الفكر والسياسة وكان لأحداث المغرب والجزائر وطرابلس صدى كبيرا لدى التونسيين وهو ما يدل على الوعي بالانتماء إلى المغرب العربي.. وقدم المؤرخ عدة أمثلة على ذلك على غرار استقبال تونس خلال خمسينيات القرن الماضي ربع مليون جزائري وتحوّل البلاد إلى قاعدة لجيش التحرير وممر لجيش المقاومة إلى جانب الدعم المادي والمعنوي والاعلامي.. وبالنسبة للمغرب الأقصى فقد رفضت حركة الشباب التونسي احتلال المغرب ودعّم التونسيون ثورة الخطابي. وتحركوا في الثلاثينات عند إصدار الظهير البربري الذي اعتبروه مسا بالهوية الإسلامية للمغرب الأقصى ودعمهم الحركة الوطنية المغربية في الخمسينات سياسيا وإعلاميا وجماهيريا.. وبالنسبة لطرابلس فقد مثلت قاعدة خلفية للمقاومة التونسية والجزائرية ومنذ عام 1911 تاريخ الاحتلال الإيطالي لطرابلس عبر التونسيون عن رفضهم لهذا الاحتلال وتضامنوا معها وظهر ذلك في أحداث الزلاج حيث كان جل ضحاياها من الإيطاليين. وتحدث المؤرخ عن أطر هذا التوحد المغاربي على غرار بعث الهيئة الجزائرية التونسية ونجم شمال إفريقيا وجمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفرنسا ولجنة العمل الشمال إفريقي ومكتب المغرب العربي بالقاهرة ولجنة تحرير شمال افريقيا ولجنة الوحدة والعمل الشمال إفريقي. بالإضافة إلى الانتماء المغاربي نجد الانتماء العربي الإسلامي وبين المؤرخ أن جل التونسيين باستثناء الأتراك والمتفرنسين يعتزون بالانتماء العربي الإسلامي.. ويظهر ذلك في التعبير عن التضامن مع الشعوب العربية في نضالها ضد الاستعمار على غرار الثورة السورية والمقاومة العراقية في العشرينات ودعم حزب الوفد في مصر والثورة المصرية واستمرار التضامن مع الفلسطينيين إلى حد اليوم. ابن أبي الضياف وخير الدين باشا تطرق الأستاذ أحمد الجدي إلى إشكالية الوطن في الفكر الإصلاحي التونسي الحديث من خلال ابن أبي الضياف وخير الدين التونسي. وأثار قضية تمثلهما لمفهوم الوطن. وبين أن كلمة الوطن موجودة في اللغة العربية واللغة اللاتينية وذكر أن مفهوم الوطن يثير إشكالا من حيث المعنى والصيرورة فهناك أشكال عدة من الانتماء ربما تكون أكثر عمقا من الانتماء الجغرافي. وفسر سبب اختياره دراسة ابن أبي الضياف وخير الدين باشا لأن فكرة الوطن كانت متبلورة لدى النخب أكثر من غيرهم من العامة فقد كان مفهوم الوطن لدى هذه الأخيرة مرتبط بوطن الفراشيش ووطن الهمامة ووطن جلاص ووطن المثاليث ووطن بني يزيد.. في حين نجد ابن أبي الضياف يتحدث عن القطر التونسي وعن التوانسة بمفهوم إشكالي ونجد خير الدين يتحدث عن الدولة الأمة. وبين أن هناك اختلاف في تحديد مفهوم الوطن بين العلمين. فابن أبي الضياف يعتبر أن الوطن له مفهوم واسع ومتطور وهو غير مرتبط بقرية أو قبيلة بل يضم الأرض واللغة. في حين أن مفهوم خير الدين للوطن كان معلقا فهو لئن ترعرع في تونس فإن هذه الفترة لم تجعله قادرا على تحديد المفهوم.. ونجده يتحدث عن الوطن والدولة ويعتبر الدّيون همّ بالليل وذلّ بالنهار كما يعتبر ابن أبي الضياف أن الجباية ساهمت في عدم بناء الوطن. وخلص الجامعي إلى أن النخبة عاشت مسألة الوطن بمخاض سياسي كبير وأنها لامست الوطن بمفاهيم قديمة متجذرة في الثقافة العربية الإسلامية وفي الثقافة الغربية. فمسألة الوطن مرتبطة في نظر النخبة بطبيعة ممارسة السلطة والضريبة واللغة والجغرافيا والانتماء الاجتماعي والديموغرافي. إشكالية البناء الوطني بحث الأستاذ حفيظ الطبابي إشكالية البناء الوطني في تونس في الفترة الاستعمارية. وبين أنه حاول متابعة صيرورة تبلور مفهوم الوطن ولاحظ أن المفهوم بدأ في أوروبا يتشكل مع نهاية القرن الثامن عشر. وأكد على أن مفهوم الوطن في تونس في القرن 19 ظل متخفيا وراء غطاء الانتماء العربي الاسلامي لكن هناك مجموعة من العوامل التي ساهمت في تغذية الشعور الوطني.. ولاحظ أن عملية البناء الوطني مرت عبر مجموعة من المراحل التي يمكن إيجازها في التحدي الأجنبي والاستعمار وما أفرزته من مقاومة وما انتهت إليه من استسلام وتمسك بالهوية الأصلية العربية الاسلامية ورفض للآخر.. وفي دور النخبة في اختراق هذا السكون بتحرير الأفراد والمجموعات من انتماءاتها التقليدية (وطن باجةـ وطن الفراشيش) والزج بها في معركة التحرر والبناء الوطنيين.. ولانجاز البناء الوطني عملت هذه النخبة على استعادة الماضي الذي ظل حيا في الذاكرة الجماعية رغم التشويهات التي حصلت له وإنزاله منزلة المثل الأعلى في دستور 1861. ولئن اكتفت النخب الأولى بسياسة المشاركة والمطالبة بالإصلاحات في نطاق الحماية مستنكفة من العمل الجماهيري العنيف فإن مرحلة الثلاثينات وما تلاها تميزت بالتخلي من الأساليب القديمة (الخطابة العرائض والوفود) بالعمل على تعبئة الطاقات الشعبية وتجاوز التناقضات بالقيام بالدور التعبوي والتأطيري بخلق شبكة من المنظمات والجمعيات الشبابية والنسوية والعمالية والتلمذية والأدبية والمسرحية واقتحام دواخل البلاد وربط مختلف المناطق بهذه الشبكة استعدادا للمعارك القادمة: مواجهات 9 أفريل 1938 والمقاومة المسلحة (1952ـ 1954).. من رموز الوطنية مع القرن العشرين نلاحظ المناداة بالعودة لدستور 1861 والتشبث باللباس الوطني ورفض الخدمة العسكرية لخدمة المستعمر والشعر الشعبي. وتحدث الجامعي عن نشأة الحزب ـ الجبهة الوطنية لتوحيد المشاعر الوطنية المبعثرة وإذابة الفوارق الاجتماعية والقبلية والمناطقية حول النخبة السياسية التي ستعيد صياغة مشروع الدولة القديمة الحديثة وفق رؤية حداثية عصرية ليبرالية تقدمية ديمقراطية. وستقوم العناصر الوسطية المنحدرة أغلبها من الفئات الشعبية رؤساء شعب وجامعات ونقابات بدور همزة الوصل بين القيادة والقاعدة ونشأة الشعور الوطني الذي سيتم تسيسه وإكساؤه مضمونا فكريا. ومع الاستقلال طفا المحتوى الايديولوجي للبناء الوطني إلى السطح (أزمة 1955ـ 1956) فقد تغير محتوى البناء الوطني بعد الاستقلال مع استمرار نفس القيادة بالتركيز على مبدإ الوحدة القومية ورفض الصراع الطبقي وتبني الخيار الغربي والانتماء القطري. ولاحظ أن هذه النخبة ستعمل على التعريف بالقضية التونسية في المشرق والمغرب وتحدث عن ظهور الصراع الايديولوجي واختلاف حول أي وطن سنبني؟ ويقصد به الصراع بين البورقيبيين واليوسفيين.. وخلال النقاش تمت الإشارة إلى أن تونس ومنذ مقدم العثمانيين أصبحت إيالة عثمانية وكان الناس يسمون رعايا وليسوا مواطنين فهم خدم وعمال يقدمون الأداءات للباي وإذا لم تف بحاجياته فإنه يفتك منهم عنوة ممتلكاتهم فهو المالك للأرض وما فيها ومن عليها.. وهو ما ساهم في ظهور الثورات مثل ثورة علي بن غذاهم. وقال أحد الحضور إن الوطنية هي التشبث بالأرض والرقعة الجغرافية.. وبين أن القبائل دافعت عن ممتلكاتها لكن النخبة دافعت عن السلطة وبظهور الحزب الدستوري والمنظمات الوطنية أصبحت النزعة الوطنية جماهيرية وليست نخبوية..وتم التأكيد على أن الوطن هو المكان الذي يشعر فيه الفرد بالاطمئنان وبالانشراح وبحرية التعبير. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 فيفري 2008)

عن المنوّعات والحصص الحواريّة التلفزيونية: الاستسهال وعدم الإلمام… آفة المنشطين!

 
تونس – الصّباح: في احدى حصص «منوعته» الحوارية «هذا أنا» التي يعدها ويقدمها علاء الشابي على قناة «حنبعل» والتي استضاف من خلالها الفنان المسرحي الفاضل الجعايبي فاجأ هذا الأخير المنشط علاء الشابي بسؤال فيه من العفوية بقدر ما فيه من «الخبث» قال له: هل تفرجت على أعمالي المسرحية؟… ارتبك المنشط علاء الشابي ثم أجاب… نعم، تفرجت على مسرحية «فاميليا» وكذلك على مسرحية «عشاق المقهى المهجور» علما، بأن هاتين المسرحيتين هما من أقدم أعمال الفاضل الجعايبي المسرحية وقد قدم بعدهما عديد الأعمال المسرحية الأخرى أحدثها مسرحية «خمسون» الشهيرة التي كانت هي بالذات محور وموضوع الاستضافة في برنامج «هذا أنا» ليلتها والتي لم يقل المنشط – ويا للعجب – أنه شاهدها!!! بدورها تعرضت المذيعة انصاف اليحياوي مؤخرا إلى شبه احراج عفوي وذلك عندما عقب الممثل المسرحي جمال المداني على جملة ظلت تكررها أكثر من مرة مفادها أن مسرحية «جاي من غادي» هي مسرحية جديدة… جمال المداني بطل هذه المسرحية قال لها بالحرف الواحد: هذه المسرحية لم تعد جديدة ان عمرها الآن تجاوز الستة أشهر!!! – كان ذلك خلال احدى حصص برنامج «نسمة صباح» على الفضائية «تونس 7» -. هذان مثلان قد يكونان يكشفان عن جوانب من أوجه القصور والنقص في بعض المنوعات وبرامج الحوارت الثقافية والفنية على قنواتنا التلفزيونية وهو قصور ونقص يمس أساسا جانبا جوهريا فيها ونعني به جانب المضمون الذي يجب أن يكون ثريا وسلسا ومحينا (بفتح الياء)… وهو أمر لا يمكن أن يتوفر – إطلاقا – إذا لم يكن القائم على تنشيط الحصة وعلى ادارة الحوار ملما ومواكبا ومطلعا على المشهد الثقافي في تفاصيله وعلى «مجريات» الساحة الثقافية وعلى مجمل مقترحات مبدعيها في مختلف مجالات الإبداع… والواقع، أن ضرورة أن يكون المنشط أو المنشطة ملما ومطلعا ومواكبا ومن مرتادي دور العرض الفنية والمسرحية وحتى منابر الحوار والمحاضرات الفكرية هي مسألة حيوية لأنه بدونها لا يمكن له – بداهة – لا أن يحاور المبدعين ولا أن يقول «رأيه» في ابداعاتهم أو في مواقفهم الثقافية وأفكارهم. غير أن ما نراه غالبا هو عكس هذا… ففي بعض المنوعات وبرامج الحوارات الثقافية والفنية على قنواتنا التلفزيونية تبدو بوادر الاستسهال وعدم الإلمام واضحة وجلية خاصة على مستوى طبيعة الأسئلة التي يطرحها المنشط على الضيف (المبدع أو الفنان) وهي أسئلة وأحيانا تعليقات مصادرها الأساسية مقالات نقدية لزملاء صحفيين صادرة بإمضاء أصحابها «يستغلها» المنشط لتكوين رأي أو لصياغة سؤال أو تعليق دون أن يكلف نفسه أحيانا الإشارة إلى مصدرها!!! استثناءات طبعا، هناك منشطون واعلاميون تلفزيونيون قدامى ومخضرمين وشبان اشتهروا بحرصهم الشديد على مواكبة العروض والأنشطة الثقافية بمختلف أنواعها وهو ذات الحرص الذي أهلهم لأن يكونوا متميزين في إدارة الحصص الحوارية الثقافية والمنوعات التلفزيونية ويأتي على رأس هؤلاء الإعلامي وليد التليلي الذي يبدو أنه يتوفر على مهارة خاصة قوامها الحرفية والمواكبة والإلمام التام بتفاصيل المشهد الثقافي والابداعي في مختلف تجلياته. كذلك، تبدو المنشطة أسماء الطيب منشطة منوعة «موزيكا وفرجة» على الفضائية «تونس 7» وأيضا زميلتها آمال الشاهد حريصتين غالبا على عدم الوقوع في الاستسهال وعدم الالمام فيما تقدمان من مادة حوارية ومنوعاتية على الفضائية «تونس 7».. محسن الزغلامي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 فيفري 2008)

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

12 novembre 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1637 du 12.11.2004  archives : www.tunisnews.net المجلس الوطني للحريات بتونس: أعوان من البوليس يقتلون

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.