6 juillet 2003

البداية

 
TUNISNEWS

  4 ème année, N° 1142 du 06.07.2003

 archives : www.tunisnews.net


 

LES TITRES DE CE JOUR:

 

Le journaliste Abdallah Zouari entame une grève de la faim ce lundi 7 juillet

AFP: Réunion à Tunis des ambassadeurs de France dans les pays du Maghreb Nouvelles de Tunisie: Regain d’activités touristiques durant les cinq premiers mois de l’année

AFP: La « Matanza », fête de la pêche artisanale au thon à Sidi Daoud  

Abdel Wahab Hani: Des tunisiens débattent du Traumatisme colonial

Le Monde: Le retour déroutant d’Ali Benhadj, ex-numéro deux du FIS, à la vie publique


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: سجناء الرأي زياد الدولاتلي ومحمد صالح قسومة وبوراوي مخلوف يشنون إضرابا عن الطعام
ايلاف: الرئيس العليل يرئس اجتماع الحزب الحاكم – زين العابدين يتهيأ لولاية رابعة ولا نية لاستقالة او تعيين نائب

الحياة: تونس: أحزاب وجمعيات تحض على عفوعام

قدس برس: تونس: منافسة حادة في انتخابات فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت

قدس برس: تونس : ندوة دولية حول واقع الأمة العربية وتحديات المستقبل

نص الرسالة التي توجه بها القاضي المختار اليحياوي إلى رئيس الدولة في 6 جويلية 2001

الوطن السعودية : تونس تبدأ استعداداتها لاستقبال السياح السعوديين صالح بشير :بلوغ الإلدورادو الأوروبي، أو الموت دونه

الزمان: رفع أجور العاملين هدف مرحلي للنقابات التونسية

الشرق الأوسط : واشنطن تسعى لإبرام اتفاقيات عسكرية مع الدول العربية في شمال أفريقيا وبجنوب الصحراء لمكافحة الإرهاب

صلاح الدين الجورشي : « المغرب العربي في مفترق الشراكات »

أخبار الخليج: الجزائر: عودةُ مــدنيّ وبـنْ حــاج الشرق الأوسط :حزب العدالة والتنمية المغربي يدعو إلى مواجهة «التطرف والاستئصال»  هاشم صالح: صقور البيت الأبيض: لماذا تنتشر الديمقراطية في شتى انحاء العالم ما عدا العالم العربي؟

التجديد المغربية : مـاذا كسبت التجربـة الديمقراطية التركية من المشاركة السيـاسية الإسلامية ؟


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين Association Internationale de Soutien aux Prisonniers Politiques  

بـــــــلاغ

 

 

تونس في 5/7/2003

 

 

سجناء الرأي زياد الدولاتلي ومحمد صالح قسومة وبوراوي مخلوف يشنون إضرابا عن الطعام
 

علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن سجناء الرأي زياد الدولاتلي ومحمد صالح قسومة وبوراوي مخلوف الموقوفين بسجن المنستير قد دخلوا في إضراب عن الطعام منذ يوم الخميس 2003/7/3 وذلك احتجاجا على :

 

تردي ظروف الإقامة:

 

يشتكي سجناء الرأي المضربون من وضعهم بالعزلة في غرف انفرادية لا تتجاوز مساحتها 1,9*3,2 م وتنعدم فيها التهوئة إذ لا يوجد بها شباك وتلفها الظلمة طوال اليوم كما تنتشر بها الأوساخ و الروائح العفنة لانعدام مجاري هوائية و حنفيات ماء للتنظيف  .

 

حرمانهم من تلقي العلاج:

 

أصيب سجناء الرأي المضربون بعديد الأمراض نتيجة تردي الظروف السجنية و انعدام العناية الصحية.

من ذلك أن السيد زياد الدولاتلي يعاني من تصلب الشرايين القلبية وارتفاع الضغط  ( 17/10 ) مع آلام في الكتف واليد اليسرى وارتفاع نسبة السكر في الدم 10,4 و انخفاضه أحيانا أخرى إلى 3,1 كما أنه مصاب بالتهاب في الأمعاء الغليظة إضافة إلى الأضرار اللاحقة بشبكة العين نتيجة المكوث طيلة اليوم تحت الأضواء الاصطناعية NEON

 

أما السيد محمد صالح قسومة فقد أصيب بالربو و التهاب المفاصل وآلام بالصدر .

 

في حين أصيب السيد بوراوي مخلوف بالتهاب حاد في الأذن OTITE AIGUE والأمعاء الغليظة COLON  . ورغم النداءات و التشكيات العديدة فقد لازمت ادارة السجن الصمت والتزمت باللامبالاة ازاء مطالبهم المشروعة .

 

وتجدر الإشارة إلى أن السادة زياد الدولاتلي ( من مواليد 1954 متزوج و له 4 أبناء ) وبوراوي مخلوف (من مواليد 1960 متزوج و له 3 أبناء ) ومحمد الصالح قسومة (من مواليد 1964 ) يقبعون في السجن منذ ما يزيد عن

ثلاثة عشرة عاما قضوها في العزلة

. وقد صدرت ضدهم أحكام بالسجن تتراوح بين 15 عاما والسجن مدى الحياة و ذلك بسبب انتماءهم إلى حركة النهضة .

 

والجمعية إذ تعبر عن انشغالها لما آلت إليه أوضاع السجون و المساجين الذين أصبح الموت يتهددهم فإنها: 

 

* تدعو كل القوى الحية بالبلاد و كل مكونات المجتمع المدني من أحزاب سياسية وجمعيات وطنية إلى تحمل مسؤولياتها .

* تطالب بفتح السجون أمام المراقبين والمنظمات الحقوقية ووضع حد لمعاناة مئات المساجين السياسيين الذين طالت مأساتهم أكثر من اللزوم .  

 

عن الجمعية

الرئيس محمد النوري


 

M. Abdallah Zouari annonce qu’il entame une greve de la faim ce lundi 7 juillet 2003 pour protester contre l’injustice

 
 

Zarzis le : 5 – 7 –  ‏2003‏

 

Cher(e)s ami(e)s et Cher)e)s collègues

Braves avocats

Tous les défenseurs de droits de l’homme

Tous les Tunisiens et Tunisiennes qui se sentent offenser par les pratiques anachroniques et inhumaines d’un système qui a fait tant de mal à eux tous et à leur si chère patrie 

Tous  les amis d’une TUNSIE  libre, démocratique et plurielle :

 

Je vous  annonce que j’entamerai  une grève de la faim à partir de ce lundi 7 juillet 2003.

 En effet, après mon bannissement au sud-est tunisien, l’établissement d’une surveillance policière suffocante autour  de la maison de mes beaux –parents , la politique d’inanition rigoureuse menée à mon égard et à l’égard de toute ma famille, la circonscription de la zone de mes déplacements à presque une trentaine de km2… les tracasseries et les exactions ne cessent de prendre d’autres dimensions alarmantes et illégales. Les dernières en date (4-7-2003), l’interdiction de rendre visite et de couvrir la grève de la faim que les parents des jeunes internautes de Zarzis ont entamée  depuis le 19- 6 -2003.

 

D’autre part, je comparaîtrai  ce vendredi 11- 7 –2003 dans un procès monté de toutes pièces devant le tribunal cantonal de Zarzis pour diffamation (1) . C’est là aussi qu’on m’a collé l’été dernier huit mois de prison sans que mes avocats eussent le droit de plaider ma cause.

 

Donc, protestant contre toutes ces injustices et à la léthargie de l’administration de répondre à ma demande de s’installer là où se présentent mes intérêts  professionnels et familiaux.

 

Et vu mon diabète  et mon hypertension, ma grève de la faim ne serait que limitée cette fois espérant que la raison l’emporte en fin de compte et qu’on cesse ces persécutions inouïes.

 

Cher(e) ami(e)s et  cher(e)s collègues, braves avocats, tous les défenseurs de droits de l’homme, tous les ami(e)s de la Tunisie: votre soutien me serait d ‘un grand réconfort dans cette nouvelle manche.

 

Merci à vous tous et à bientôt.

  ZOUARI  ABDALLAH Tél : 00216    75 685 300 E-mail : pctazoupe1572@yahoo.fr La khreba –Hassi-Jerbi 4170    –  ZARZIS TUNISIE   (1)- voir communiqué de Reporters sans frontières du 23-6-2003


 
الرئيس العليل يرئس اجتماع الحزب الحاكم

زين العابدين يتهيأ لولاية رابعة ولا نية لاستقالة او تعيين نائب

 
الأحد 06 يوليو 2003 10:24
الكويت -ايلاف: علمت « إيلاف » من مصادر تونسية تتواجد في الكويت الآن ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يتهيأ لولاية رابعة عبر اجتماع يمهد له التجمع الدستوري الديموقراطي وهو الحزب الوحيد الحاكم في تونس.  
وقالت المصادر ان الاجتماع الذي سيتم في غضون عشرة ايام سيعلن الاستعدادات للانتخابات الرئاسية في العام 2004 حيث سيرشح الرئيس بن علي للمهمة. وسيسبق الاجتماع، لقاء تشاوري للديوان السياسي للحزب الحاكم.  

يذكر ان الرئيس بن علي (67 عاما) يعاني من مرض سرطان البروستاتا وهو يتشافى منه برعاية طبية تونسية وفرنسية منذ اشهر معدودات، ونصحت تلك المصادر الرئيس بالاخلاد الى الراحة بعض الشيء « على ان المرض لن يحول من دون ترشيح نفسه للرئاسة ».  

وعلم ان الرئيس التونسي لا ينوي الاستقالة او التنحي بسبب المرض، كما انه لا ينوي تعيين نائب له ليقوم بتصريف شؤون الدولة في حال حدث أي مكروه اواي شأن طارىء. لكن المصادر قالت ان الرئيس بن علي سيعتمد في أي تطور مفاجىء على قوات الامن الوطني وجهاز المخابرات القوي، اضافة الى اعتماده المباشر على استشارات السياسي المخضرم حامد القروي الامين العام للحزب.  

يذكر ان التعديلات الدستورية التي استفتى عليها الشعب التونسي في مايو (ايار) 2002 قررت في شكل حاسم رفع سقف الدورات الرئاسية التي يحق للرئيس خوضها اربع دورات، في هذا فإن الرئيس بن علي يحق له ان يرشح نفسه في الانتخابات المقبلة.  

كما ان التعديلات اياها رفعت الحد الادنى لسن المترشح من 70 عاما الى 75 عاما وهي في هذا الاطار تأتي متممة لشروط تجديد ترئيس بن علي الذي قاد التحول السياسي في تونس العام 1987 بعد اطاحة « المجاهد الأكبر » الراحل الحبيب بورقيبة من سدة الحكم بعد وصوله الى حال صحي وعمري قضت بضرورة تنحيته بسلام.  
نصر المجالي
 
(المصدر موقع إيلاف بتاريخ 6 جويلية 2003 )


 

تونس: أحزاب وجمعيات تحض على عفو عام

تونس – رشيد خشانة      

 

وجهت أحزاب معارضة وجمعيات حقوقية نداء للرئيس زين العابدين بن علي لاستخدام صلاحياته الدستورية من أجل اطلاق السجناء السياسيين وسن عفو اشتراعي عام. وكانت رابطة حقوق الانسان قادت العام الماضي حملة لإخلاء سبيل سجناء الرأي وعبرت تشكيلات سياسية ومنظمات حقوقية عن دعمها للحملة التي عاودت الرابطة تنشيطها في اجتماع عقدته في مقرها المركزي في العاصمة الاسبوع الماضي في حضور عدد كبير من النشطاء وأقرباء المساجين وشخصيات سياسية وحقوقية.

 

ووقعت على « النداء » الموجه للرئيس بن علي حركة « التجديد » و »الحزب الديموقراطي التقدمي » وحركة « الديموقراطيين الاشتراكيين » و »الاتحاد الديموقراطي الوحدوي » و »التكتل الديموقراطي » وحزب « المؤتمر من أجل الجمهورية » (غير مرخص له)، وجمعيات عدة في مقدمها « رابطة حقوق الانسان » و »جمعية المحامين الشباب » و »رابطة الكتاب ».

 

ويقدر عدد السجناء السياسيين في تونس بنحو ستمئة سجين طبقاً لتقديرات منظمات انسانية دولية، وكانت محاكم عسكرية أصدرت أحكاماً بالسجن في حقهم مطلع التسعينات بتهمة الانتماء لحركة « النهضة » الاسلامية المحظورة. إلا أن المشاركين في اجتماع الرابطة الأخير طلبوا كذلك اطلاق الشاب زهير يحياوي الذي يقضي عقاباً بالسجن سنتين بسبب اصداره صحيفة نقدية لاذاعة على شبكة انترنت.

 

لكن السلطات نفت في مناسبات عدة وجود سجناء سياسيين في السجون واعتبرت أن الاسلاميين الذين قاضتهم المحاكم في مطلع التسعينات لوحقوا من أجل ارتكاب أعمال ارهابية.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 6 جويلية 2003)


 

 

تونس: منافسة حادة في انتخابات فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت

تونس – خدمة قدس برس

 

شهد مؤتمر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع بنزرت (80 كلم شمال العاصمة تونس)، منافسة حادة بين أطراف حقوقية فاعلة في الجهة، وتمكنت قائمة قريبة من المعارضة بالفوز بعضوية الهيئة المديرة للفرع، في منافسة حادة مع قوائم قريبة من السلطات التونسية.  

وقد حضر المؤتمر، الذي عقد في أجواء سياسية وانتخابية ساخنة 8 أعضاء من الهيئة المديرة للرابطة، وأكثر من 80 منخرطا. وأشرف علية مختار الطريفي رئيس الرابطة. ورغم فشل الأطراف المكونة للفرع في تكوين قائمة وفاقية واحدة، فقد توصل المؤتمر إلى انتخاب هيئة جديدة متكونة من شخصيات حقوقية بارزة، على رأسها أحد المقاومين القدامى للاستعمار الفرنسي في الجهة، هو علي بن سالم، والصحافي المعروف لطفي حجي. فيما فشلت ثلاث قائمات أخرى أغلبها مدعوم من الحزب الحاكم.  

وأرجعت أطراف قريبة من الرابطة، الأهمية، التي حظي بها مؤتمر فرع بنزرت، بالدور الحقوقي الكبير، الذي قام به هذا الفرع في السنوات الأخيرة، ووجود أكبر سجنين بتونس في هذه المنطقة، هما سجن (الناظور) وسجن (برج الرومي)، ويضمان أكبر عدد من السجناء السياسيين.  

وطالب المتدخلون في المؤتمر بالعمل الجاد من أجل إطلاق سراح كل سجناء الرأي، وإعلان العفو التشريعي العام. كما أوصى آخرون بتدعيم دور الرابطة، التي تعتبر أقدم منظمة حقوقية عربية للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، عبر التركيز على الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للتونسيين.  

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناسشيونال بتاريخ 3 جويلية 2003)

 


 

تونس : ندوة دولية حول واقع الأمة العربية وتحديات المستقبل

تونس – خدمة قدس برس

 

ينظم حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي (معارضة مشروعة) أيام 4 و5 و6 تموز (يوليو) الجاري، ندوة دولية تحت عنوان « العرب في مفترق الطرق: حقائق وآفاق »، وذلك بمشاركة نخبة من المفكرين والسياسيين العرب من مختلف الدول العربية.  

وقال عبد الرحمان التليلي الأمين العام للحزب في تصريح لوكالة « قدس برس » إنه تم توجيه الدعوة في تونس إلى كل الأحزاب والجمعيات والتنظيمات التونسية، من دون إقصاء أي أحد، كما تمت دعوة شخصيات ومفكرين عرب، يمثلون مختلف الحساسيات والمدارس السياسية والفكرية العربية، ومن المعروفين بتفتحهم على الغير، وبقدرتهم على تحليل الوضع العربي الراهن، بكل عمق وموضوعية.  

وأكد منصف الشابي، وهو أحد المشرفين على الندوة في لقاء بالصحفيين، أن الوضع العربي بعد احتلال العراق، والنقاشات، التي تدور داخل الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، وكل الفعاليات العربية، « دعتنا إلى تنظيم مثل هذه الندوة، التي نحرص على أن تكون سنوية لطرح مجموعة من الأسئلة، التي تستفز الضمير العربي، وهو ما من شأنه أن يخلق حركة فكرية ديمقراطية، مبنية على النقد« .  

ومن الأسئلة التي تطرحها الندوة، من خلال المحاضرات والتعقيبات والنقاشات، « العوامل الداخلية، التي ساهمت في إفشال مشروع النهضة العربية والتقدم نحو الوحدة. ولماذا هيمنت الازدواجية على الأداء الرسمي العربي؟ ولماذا غابت الديمقراطية عن المشهد السياسي العربي؟ وأي مسؤولية النظام العربي الرسمي في وضع الأمة؟ وأي نظام سياسي للوطن العربي لمواجهة التحديات: المواطنة الحريات والمؤسسات المدنية؟« .  

وستشهد الجلسات العلمية محاضرات ونقاشات بحضور مفكرين عرب، منهم ضياء الدين داود من مصر، وأسامة الهندي من سورية، وخالد السفياني من المغرب، وعبد الله حوراني من فلسطين، ومحمد المسفر من قطر، وناصر قنديل من لبنان، وعبد العزيز السيد من الأردن، ومنصف وناس والحبيب الجنحاني وعبد المجيد العبدلي من تونس.  

وسيشهد اليوم الختامي طرح ومناقشة محور وحيد، في جلسة يرأسها الأستاذ صلاح صلاح (مصر)، يتعلق بحركة التحرر العربية، وضرورة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية .

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناسشيونال بتاريخ 4 جويلية 2003)

 


 

 

Réunion à Tunis des ambassadeurs de France dans les pays du Maghreb

AFP, le 4 juillet 2003

Une réunion des ambassadeurs de France en poste dans les cinq pays du Maghreb (Algérie, Libye, Maroc, Mauritanie et Tunisie) s’est ouverte vendredi à Tunis, a-t-on appris de source diplomatique française.

 

Ce séminaire a pour but d’engager une réflexion sur les perspectives et les enjeux d’une coopération accrue entre la France et les pays du Maghreb, ainsi qu’entre l’Union européenne et les pays du Maghreb.

 

Le ministre français délégué à la Coopération et à la Francophonie, Pierre-André Wiltzer, avait exprimé fin juin à Tunis la « volonté renforcée » de la France de développer ses relations avec les pays du Maghreb et ses liens de solidarité dans le cadre du dialogue euro-méditerranéen.

Plusieurs tables rondes seront organisées, dont une sur l’intégration maghrébine avec la participation du Tunisien Habib Boularès, secrétaire général de l’Union du Maghreb Arabe (UMA, regroupant les cinq pays du Maghreb).

 

Un sommet des pays riverains de la Méditerranée occidentale doit réunir en décembre à Tunis les pays membres du Forum de dialogue « 5+5 », en l’occurence les cinq pays de l’Union du Maghreb arabe et les cinq de l’Europe du sud: Espagne, France, Italie, Portugal et Malte.

Auparavant, le chef de l’Etat français, Jacques Chirac devrait effectuer une visite officielle en Tunisie.

 

Présidée par Bernard Emié, directeur Afrique du Nord/Proche-Orient au ministère des Affaires étrangères, la réunion de Tunis regroupe pour deux jours les ambassadeurs de France en Algérie (Daniel Bernard), en

Libye (Jean-Jacques Beaussou), au Maroc (Frédéric Grasset), en Mauritanie (Patrick Nicoloso) et en Tunisie (Yves Aubin de la Messuzière).

 


 

Des tunisiens débattent du Traumatisme colonial

 

«Les images de l’autre. Grandeurs et décadences de la Méditerranée et Traumatisme colonial dans les manuels scolaires, dans la mémoire historique et dans la publicité»

 

Cagliari, les 3, 4 et 5 juillet 2003

 

(Source : le journal italien « Unione Sarda », 1ére page) 

 

L’Université de Cagliari (Sardaigne, Italie) ouvre le grand débat sur le traumatisme colonial. Des chercheurs tunisiens font le déplacement et honorent la patrie par leurs réflexions et travaux sur la mémoire coloniale. La Faculté des Lettres de La Manouba y participe avec trois chercheurs: Silvia Finzi, Fakhreddine Mansouri et Rachida Tlili, ainsi que Radhouan Ben Amara de l’Associazione Culturale Mediterranea (ACM, Cagliari). Ils interviendront plus précisément sur les thèmes suivants: « Mémoire comme identité, identité comme histoire », « Les Sardes en Tunisie au tournant du XXéme siecle », « L’image de la Révolution française dans les manuels scolaires tunisiens » et  » La mémoire coloniale dans l’imaginaire littéraire Nord Africain ».

 

Merci à l’Unione Sarda pour l’annonce et l’alerte, à la Une de son édition de ce matin, lundi 30 juin 2003 (http://www.unionesarda.it).

 

Il s’agit d’un rendez vous avec notre mémoire et une phase de notre histoire millénaire de tunisiens. Le débat scientifique dépassionné, mais passionnant, apporte: sérieux, sérénité et objectivité. Permettant ainsi de revisiter calmement et honnêtement l’Histoire, dans le croisement des regards et la confrontation des points de vues et démarches. Merci à nos valeureux historiennes et historiens qui se sont démarqués de l’Historiographie officielle de la dictature et de ses thématiques habituelles et de prédilection, pour apporter leur regard, tant attendu, sur l’Histoire, la véritable. Un débat à suivre…

 

(Info envoyée à TUNISNEWS par M. A W Hani )

 


Regain d’activités touristiques durant les cinq premiers mois de l’année

05/7/2003– Au cours des cinq premiers mois de cette année, le bilan de l’activité touristique dans la zone de Sousse, qui englobe Sousse-ville, El Kantaoui et Kairouan, montre que les scandinaves ont totalisé 151.615 nuitées, contre 120.166 durant la même période de l’année précédente, soit une augmentation de 26,2 %.

Cette tendance à la hausse se confirme avec les touristes russes qui ont réalisé une bonne performance avec 84.047 nuitées contre 53.916, soit une hausse de 55,9%.

C’est aussi le cas des Hongrois, des yougoslaves et de divers autres marchés européeens qui sont parvenus à une hausse respective en nuitées estimée à 115,3, 110,2 et 143,6%.

L’accroissement du marché espagnol est de 41,1%, avec 45.589 nuitées contre 32.301. Les Italiens, quant à eux, ont réalisé 77.348 nuitées contre 57.758, atteingant ainsi une hausse de 33,9 %.

Par ailleurs, le marché américain (Etats-Unis et Canada) a, également, amélioré ses résultats avec 23.700 nuitées, contre 14.377, soit un accroissement de 64,8 %.

En revanche, les nuitées enregistrées par les touristes en provenance des marchés européeens traditionnnels (tels que l’Allemagne, la France et la Grande-Bretagne) ont baissé respectivement de 31,9, 4,7 et 3,1%.

En contre-partie, le tourisme intérieur continue sa participation à l’équilibre du secteur touristique. Les résultats obtenus par les touristes tunisiens se sont bien améliorés, avec 125.812 nuitées, contre 105 354.

Cet équilibre est aussi le fait du marché arabe, en général, et maghrébin, en particulier. Les maghrébins ont, en effet, totalisé 16.459 nuitées, outre une augmentation évaluée a 32,1% des nuitées passées par les Algériens dans la région touristique de Sousse.

Les touristes moyen-orientaux et africains ont quant à eux réalisé35.146 nuitées contre 31.744, avec une augmentation de 10,7 %.

La capacité moyenne de la zone touristique de Sousse, qui compte 108 unités hôtelières, a évolué, au cours de cette période, de 32.470 à 34.531 lits, soit une hausse de 3,6 %.

(Source :www.infotunisie.com, le 5 juillet 2003)


 

 

La « Matanza », fête de la pêche artisanale au thon à Sidi Daoud

 
AFP: 6 juillet, 09h27
 
Par Hamida BEN SALAH A Sidi Daoud, petit port à la pointe nord-est de la Tunisie, une pêche artisanale saisonnière au thon dans l’une des madragues encore actives de la Méditerranée se pratique depuis plus de 1.000 ans, la Matanza. Généralement réputé pour la sardine ou l’anchois, Sidi Daoud (45 km de Tunis) se livre trois mois par an à des parties bruyantes et violentes de pêche aux thons au moment de la migration saisonnière des scombridés de l’Atlantique à la Méditerranée. Peau lisse aux reflets azur et argent, ce poisson peut atteindre 3 mètres de longueur et peser jusqu’à 200 kilos. Les thons migrent en colonies longeant chaque année les côtes de l’Algérie et de la Tunisie pour aller frayer dans le golfe de Syrte (Libye). Passionnés de père en fils, visages tannés, casquette ou Chéhia écarlate sur la tête, les marins pêcheurs sont une cinquantaine à opérer en choeur chaque saison sous l’oeil du Raïs (capitaine) Mongi. A bord de barques, ils encadrent la pêcherie fixe installée près de la côte, avant de s’approcher d’un mouvement précis et coordonné de la chambre de mort ou « corpo » pour lever les filets avec les captures du jour. Chants de victoire et jurons fusent rythmant la cadence laborieuse et serrée de la partie. La mer devient rouge et le sang ruisselle des filets au milieu des hourras des hommes. « La Matanza c’est la joie de l’abondance: c’est le moment où on lève les filets: on compte les thons et on rend grâce à dieu pour ce fabuleux don du ciel », explique Mabrouk, l’homme à tout faire de la madrague. La saison dure de mai à juillet et occupe les marins du village dès le mois de mars pour l’installation de la madrague. Dans cette pêcherie fixe, le Raïs veille à la pose délicate et complexe des filets qui déterminera le succès de la saison. A 30 mètres de profondeur, des centaines de mètres de filets mobiles sont disposés en compartiments, pièges et barrages, où les thons s’engagent et se suivent dans des anti-chambres avant de finir dans le « corpo ». Les parties sont quotidiennes, mais le Raïs peut organiser deux Matanza les jours de chance: temps chaud, ciel clair, mer calme, eaux limpides et surtout absence de vent. A sidi Daoud, les thons sont triés sur les barques et conditionnés avant leur expédition par avion au Japon (via l’Europe) où ils sont vendus trois jours après sur les marchés de Tokyo. Pour être vendu au Japon, le thon doit rigoureusement satisfaire à quatre normes: fraîcheur, couleur, forme et teneur en matière grasse. « A trop frétiller dans l’eau au moment de sa capture, le thon devient stressé et change de couleur. Parfois les thons sont dits +Yake+ et déclarés impropres à la consommation au Japon », affirme Mabrouk. Les Japonais s’arrêtent de consommer le thon frais de la Méditerranée de la mi-juillet à janvier et les prix chutent alors, ajoute l’homme. Le surplus de la madrague va à l’usine de conserverie: taillés et évidés, les thons sont suspendus, puis cuits à l’eau de mer, avant la mise en boîte. Salés et séchés, les oeufs de thons font la boutargue localement prisée pour l’apéritif. « La Matanza est un jeu de pocker », affirme Mabrouk. Les captures varient du simple au double, la madrague de Sidi-Daoud a produit 150 tonnes en 2002 et plus de 320 tonnes un an auparavant. Les derniers passages de thons reconnus, on lève la madrague, les filets sont rangés, les barques tirées à terre et les pêcheurs paysans de la région repartent avec un pécule pour les mois creux.


 

FLASH INFOS

 

EXTRAITS DE L’AUDACE N°101, JUILLET-AOUT 2003 (publiés sur le forum Tunezine le 6 juillet 2003)

Mezri Haddad récompensé Dans sa grande générosité et son immense reconnaissance envers ses panégyriques, le Général Ben Ali vient d’ordonner l’attribution, à un prix dérisoire, d’un terrain appartenant aux Domaines de l’Etat à Mezri Haddad, sur les hauteurs de Gammarth.

Ce terrain serait d’une valeur de 500 000 DT. Etant entendu que tout flatteur vit aux dépens de celui qui l’écoute, félicitons Mezri Haddad pour cette acquisition.

Ce dernier a été l’auteur, à l’automne dernier, d’un ouvrage “Non delenda Carthago – Autopsie de la cabale anti-tunisienne” paru aux Editions du Rocher, dans lequel il a pris pour cible l’opposition démocratique et islamiste tunisienne et drapé d’auréoles le grand démocrate, son bienfaiteur Ben Ali.

Jeudi 2 juillet, “L’Audace” a appelé Mezri Haddad à son retour de Tunis pour lui faire part de ces sérieuses informations reçues à son sujet. Nous lui avons même proposé de démentir nos informations (qui sont absolument vraies).

Pour toute réponse, Mezri Haddad s’engagea dans des insultes et des menaces de régler le compte de notre journal si l’on publiait cette information.

Pour l’histoire, nous savons que cette information circule dans tous les milieux à Tunis et notamment parmi les proches du professeur Temimi, fondateur-directeur du Centre d’Etudes historiques installé à Zaghouan.

 

Nous saisissons cette occasion pour lui rendre hommage pour avoir créé ce Centre qui organise des séminaires de hautes qualité sur l’histoire contemporaine de la Tunisie au cours desquels sont invités d’anciens ministres et hauts responsables politiques ainsi que des universitaires renommés et publie des documents diffusés en Tunisie et à l’étranger.

Cette initiative de M. Temimi est la première de la sorte, depuis l’indépendance de la Tunisie. Quant aux menaces de Mezri, elles feront “Pschitt” comme dirait le président de la République française. © Tous droits réservés : L’Audace N° 101 Juillet-Août-2004

 

Explosif Selon des informations de “L’Audace”, à la rentrée politique, beaucoup de choses vont changer. Un homme comme Hamma Hammami et une femme comme Radhia Nasraoui seraient totalement discrédités. Pour le moment, Hamma ne cesse d’insulter et de défendre une ligne qui “défend” l’exclusion. Place du Chatelet, à Paris, il s’est rué en insultes contre l’information publiée par “L’Audace” qui affirmait que Radhia aurait rencontré Leïla Ben Ali.

Suite à ces insultes, réaffirmons à nos lecteurs que Radhia n’aurait pas mais a bel et bien rencontré sa Présidente. Oui, chers lecteurs; Radhia a rencontré Leïla Ben Ali. Affirmatif ! © Tous droits réservés : L’Audace -Juillet-Août-2003

 

(Source: Le Forum de TUNeZINE)

 

Des démocrates Tunisiens en mission secrète

 

Par : Tunisien Au cours du mois de mars dernier une délégation de « démocrates » tunisiens composée de: Mokhtar Trifi Président de la Ligue des droits de l’homme Salah Zghidi de la LTDH Belkais Mechri de la LTDH Souad Triki de l’ AFTURD s’est déplacé pour une mission secrète auprés du parlement européen pour attirer l’attention des parlementaires européens sur l’accroissement de la menace intégriste en Tunisie et leur demander plus de soutien aux organisations laïques en Tunisie pour leur permettre de contrecarrer la poussée islamiste qui menace le pays. Le comité qui a eu une séance d’entretiens au siège du parlement européen avait exprimé ses craintes de voir un changement d’attitude dans la politique européenne vis-à-vis de la situation en Tunisie sous l’effet des campagnes de dénonciations menées pour la libération des détenus politiques islamistes et les conditions de leur incarcération par des milieux proches de ces dernier

 

(Texte publié par sur le forum Tunezine le 6 juillet 2003 à 11h53)

 

 

Un directeur de société se jette du 4ème étage

La rue du 18 janvier ont été le théâtre d’un suicide d’un directeur de société qui s’est jeté du 4ème étage. La victime s’appelle Mohamed Chafik Ksaiès et âgé de 53 ans. En se jetant du haut de l’immeuble, il s’est tué sur le coup en tombant sur une voiture stationnée dans la rue. La victime est père de 3 enfants et vient de convoler en justes noces il y a 5 mois après un divorce. Il était taciturne mais n’avait pas de problèmes matériels. Son comportement au sein de la société dans laquelle il travaillait était irréprochable.

 

 

(Source : www.bab-el-web.com, d’après Adhoua du 6 juillet 2003)

 

2002 : 64 naissances hors mariage

La chambre des députés a discuté la question de l’attribution d’un patronyme aux enfants nés hors mariage. Répondant aux questions des intervenants, le ministre de la justice a indiqué que les naissances hors mariage ne constituent pas un phénomène particulier en Tunisie. Il a affirmé que durant l’année 2002, ces naissances étaient de 64 seulement alors que durant l’année 1997 le nombre de ces enfants a atteint les 500.

 

(Source : www.bab-el-web.com, d’après Adhoua du 6 juillet 2003)

 

Factures concomitantes : STEG, SONEDE et Tunisietélécom

Au cours de la saison estivale, les ménages sont pris dans une spirale de dépenses à n’en plus finir. L’arrivée simultanée des factures de la STEG , de la SONEDE et parfois du téléphone, devenue une habitude, ne fait qu’alourdir davantage leurs charges. Les opérateurs publics, du moment qu’ils n’optent pas pour la même périodicité dans le calcul des factures, ne peuvent-ils pas s’arranger entre eux pour espacer l’envoi des factures à leurs clients …Il s’agit tout simplement d’être un peu compréhensif envers les citoyens et d’opter pour plus d’organisation et de coordination…

 

(Source : www.bab-el-web.com, d’après le Temps du 6 juillet 2003)

 

Le chiffre du jour : 17500

Dix sept mille cinq cents tonnes de papier destinées au secteur scolaire seront produites par la SNCPA cette année. Les caractéristiques de ce papier font qu’il préserve aussi bien la qualité que le maintien du prix à un niveau abordable grâce notamment à la subvention de l’Etat.

 

(Source : www.bab-el-web.com, d’après le Quotidien du 6 juillet 2003)

 

Tomates : vers une production record

Les prévisions en matière de production de tomates s’annoncent très prometteuses puisque l’on prévoit même une récolte record avec une augmentation de pas moins de 20% par rapport à la précédente campagne. D’ailleurs, sur le plan de la transformation de la production en double concentré de tomates, les unités industrielles ont ouvert leurs portes et procèderont dès ce mois de juillet à la transformation des tomates en double concentré. Opération qui se prolongera certainement jusqu’au mois de septembre avec une production qui atteindra les 120.000 tonnes.

 

(Source : www.bab-el-web.com, d’après la Presse du 6 juillet 2003)

 

Taoufik Jébali n’ira pas aux festivals d’été

Alors que battent les tambours des conférences de presse pour annoncer les programmes «définitifs» (?) des festivals… alors que des tonnes d’informations remuent fax et télex dans un bruit cacophonique, un dépliant se fait criard, tant son titre est éloquent : « Nous n’irons pas aux festivals » « Ici Tunis » s’installe à El Teatro tout le mois de juillet».

 

(Source : www.bab-el-web.com, d’après la Presse du 6 juillet 2003)

 

Seeb power plant goes on stream in Tunisia

 

Jul 6, 2003 (Al-Bawaba via COMTEX) — Centurion Energy has reported that its 27 Megawatt Seeb power plant in Tunisia recently commenced commercial operations. To date the plant has been utilizing gas only from the El Biban field at about 6.5 million cubic feet per day.

 

When the interconnection facilities are functional, Ezzaouia field gas will begin to supply about 1.5 million cubic feet per day with El Biban field supplying the balance of about five million cubic feet per day. Power production is meeting or exceeding budgeted levels.

 

Two step out wells are planned on the mapped southern extension of the Jurassic structure on the Ezzaouia Concession. Targeted additional reserves could be as much as 10 million barrels. A third well is planned using the same rig to test the Zeebag / Ketatna interval. The first Jurassic well is expected to spud in the fourth quarter. A rig has been contracted and will be available in late October.

 

A structure in the Basal Meloussi formation has been mapped near the existing Robbana producing well. A recently acquired 65 kilometers 2D seismic program is currently being processed to confirm the closure. A well is planned for the fourth quarter and discussions are currently underway to contract a drilling rig. The well is targeting potential reserves of 40 million barrels.

 

Centurion has mapped 16 geological leads on the 845,728 square kilometer permit located offshore in the Gulf of Gabes in shallow water. The structural leads range in size up to 35 square kilometers with the largest structures having the potential for up to 100 million barrels of oil reserves.

 

Discussions have advanced with a major international oil company for participation in the exploration of this permit, which would provide funding to carry Centurion at no cost, through a program of seismic acquisition and the drilling of the first exploratory well.

 

A Triassic Structure at a depth of approximately 5,000 meters has been mapped underlying each of the Ezzaouia and the El Biban producing fields. The closures defined by 3D seismic at Ezzaouia and 2D seismic at El Biban could each hold two to three TCF of gas with associated liquids. Centurion continues to explore alternatives with partners to get a well drilled to test these structures. – (menareport.com)

 

By Mena Report Reporters

(C) 2003 Albawaba.com, All rights reserved.

 

 

Tunis, Algiers to enter petroleum development contracts

Algiers, Algeria (PANA) – Algeria and Tunisia plan to sign two petroleum development contracts in July, the Algerian Energy Ministry announced here Wednesday.

The first contract would be signed in Algiers Sunday by the Energy ministers of the two countries for the exploration of an oil block in Algeria on which the joint Algerian-Tunisian company « NUMHYD » currently operates.

The Algerian firm Sonatrach owns half the capital of the newly formed company, while the Tunisian firm ETAP holds the other half.

The second contract to be signed in Tunis also in July covers oil exploration off the coast of Tunisia.

The Algerian government statement provided no further details on the contracts.

(Source:  Panafrican News Agency (PANA) Daily Newswire, July 4, 2003 2:17am)

 

Lundin Petroleum has broad plans to develop fields in Tunisia

  By OGJ editors

HOUSTON, July 3 — Lundin Petroleum, Stockholm, plans to develop several fields in and off Tunisia in coming years. Its Isis field in the Mediterranean has produced 6,000 b/d in recent months and could be larger than initially thought, the company said. The field is on a 408 sq km concession, the southeastern tip of which is near Tunisia’s maritime boundary with Libya (OGJ Online, June 19, 2002). Lundin Petroleum acquired Isis when it bought Coparex International BV in 2002. Proved and probable reserves at Isis and onshore Sidi El Itayem fields total 3.2 million bbl, Lundin said. The Isis-1 discovery well tested oil from the Cenomanian Isis limestone in 1974, and Isis-3 later flowed 11.5 MMcfd of gas, the operator said. The oil is produced into a floating production, storage, and offloading vessel. Nine wells have been drilled on the Isis structure. A reprocessed, 102 sq km 3D seismic survey indicates that Isis field has a large northeast extension which a horizontal well could tap. This may provide significant upside to the field’s reserves, the company said. Interests in the Isis concession are Lundin 40%, Atlantis Technology Services 40%, and Tunisia’s state ETAP 20%. Other Tunisian fields Lundin Petroleum also operates the Zelfa, Oudna, and Birsa concessions off northeastern Tunisia. Fields on Oudna and possibly Birsa could be developed using the same FPSO moored at Isis, the company said. The company is awaiting government approval of a development plan that covers 6-7 million bbl of reserves in Zelfa field and the southern part of AGIP SPA’s Maamoura discovery. The companies are to evaluate joint development of the fields. Zelfa interests are Lundin Petroleum 62.5%, Atlantis 32.5%, and Klabzuba Oil & Gas, Fort Worth, 5%. Oudna-1, a 1978 discovery, flowed a combined 7,000 b/d of 41° gravity oil from two intervals in Miocene Lower Birsa sandstone. Original oil in place was estimated at 47.1 million bbl in three subblocks. 3D mapping also highlighted a significant undrilled accumulation in the hanging wall block south of Oudna-1. Lundin and Atlantis hold Oudna 50-50. Birsa-1 was a 1976 discovery. Three wells flowed 724 b/d, 2,634 b/d, and 4,560 b/d, but interpretation of 1997 3D seismic data did not reduce the uncertainty on fluid contacts. Oil in place estimates therefore vary from 19 million bbl to 148 million bbl. Onshore, Sidi el Itayem field produces 39° gravity oil. The field has some infill-workover potential in the main reservoir, Lower Eocene (Ypresian) nummulitic limestone at 2,400 m and significant upside in undeveloped, oil-bearing Middle Eocene Bartonian limestone. Sidi Behara field has oil and gas potential in a Ypresian limestone reservoir and possible potential in deeper Cretaceous Abiod chalk. CFTP, a 50-50 joint venture between Lundin and the government, operates Sidi el Itayem and Sidi Behara   (Source: Oil And Gas journal, le 3 juillet 2003 ) http://ogj.pennnet.com/articles/web_article_display.cfm?Section=OnlineArticles&ARTICLE_CATEGORY=ExplD&ARTICLE_ID=181097

 


 

L’ARTICLE DE M. BORHANE Bsaïes (VOIR TUNISNEWS DU 5 JUILLET 2003) SUSCITE UN ECHANGE INTERESSANT SUR LE FORUM TUNEZINE :

 

 

Le 06-07-2003 à 00h43

Negm-Elfagome ouvre le débat :

 

حسنُ اللغة لا يُـخفي غاية يعقوب كاتب من تونس ، يحسن اللغة و يجيد الكلام يبدأ مقالته ردا على صالح كركر كي يقول لنا بأن كركر معزول عن الواقع، و تبدأ غاية أو غايات يعقوب بالتذكير الغامز بالإختراق الأمني وأمر على ما يتعلق بكركر والإسلاميين لأصل إلى بيت القصيد حيث يخبرنا يعقوب بكل ثقة أن الحكومة نجحت في دفع الطبقة الوسطى إلى الكدح وراء غواية الإستهلاك و الإقبال على رفاهية العيش ؟؟؟؟ و يجزم أيضا بوجود نقابات عمال وطلبة واتحادات مهنية تنشط في سياق تعاقدي مع الدولة ….. إذن الأمور عال العال حسب يعقوب ، كل ما في الأمر نحن بحاجة لبعض الإصلاح الذي يبقى هما نخبويا …. حقا تحضرني الآن مقولات لينين عن تأرجح البرجوازية الصغيرة و تذبذبها، كم هي آنية تلك المقولات..والسيد بسبس سيفهم هذا جيدا يسبح السيد بسيس قرب شاطئ ارتاده الكثيرون قبله وأغرتهم أمواجه مثلما تغريه الآن لكنه لا يلحظ أن رمال هذا الشاطئ أغرقتهم و لم يستطيعوا منها فكاكا، أو هو يلحظ ذلك و يمني نفسه أنه أقدر من سابقيه على التزلج. كان يمكن لغايات يعقوب أن تكون مفيدة له لو أن يعقوبا عبر عنها بداية التسعينات، أما الآن فيعقوب واهم وهما خطيرا عليه قبل غيره. و أخيرا، أهدي يعقوبا هذا البيت فهو يذكره جيدا :  

نعم لن نموت و لكننا سنقتلع القمع من أرضنا نعم لن نموت و لكننا سنقتلع الموت من أرضنا

 

 

 

Réplique de « Lecteur Assidu » le 06-07-2003 à 01h09

 

Qu’y a-t-il de si dérangeant dans le papier de Bsaïes ?

 

1-Le groupe sécuritaire, ce n’est pas une invention de l’Etat que je sache, non ? 2- Dire que la société tunisienne est devenue une société de consommation qui s’intéresse avant tout à sa qualité e vie (dans le sens uniquement matériel du terme) ne veut pas dire que l’auteur est d’accord avec ce fait. C’est un simple constat qu’on peut facilement vérifier. 3- Jamais Borhane Bsaïes n’a dit que les choses étaient OK. Il a simplement rappelé qu’il y a des syndicats qui faisaient le travail en Tunisie, malgré tout ce qu’on peut dire sur les agissements du BE de l’UGTT. Où est-le problème ? T’as qu’à lire un peu Echâab (malgré toutes mes réserves sur ce qu’est devenu ce journal, porte parole de la bureaucratie syndicale) pour te tenir au courant des grèves sectorielles quotidiennes. 4- Bsaïes a dit que le changement était généralement porté par la classe moyenne (petit salariés, fonctionnaires…). Les changements dans le monde ont généralement été l’oeuvre de cette classe. Non ? 5- Quant à tes paroles sur la petite bourgeoisie, je crois que tu te trompes largement de cible et que la surenchère devient de plus en plus facile ces jours-ci pour n’importe quel anonyme de passage sur un forum public ! Lecteur Assidu 6 juillet 2003

 

En guise de réponse

Elfagome-Negm à 01h09   1- Je n’ai pas dis que le groupe sécuritaire est une invention de l’Etat, j’ai dis (en d’autre termes) : Rappeler que Mr Karkar avait des liens avec le groupe sécuritaire n’est pas innocent dans le contexte politique actuel 2 – Jacob n’a pas seulement constaté , il a affirmé : les choix gouvernementaux ont réussi etc … 3 – le gouvernement aussi dit que les choses ne sont pas ok 4 – non 5 – merci l’anonyme omniprésent 6 – Amicalement

 

 

 

REPONSE DE « LECTEUR ASSIDU » à 02h09

 

1- « N’est pas innocent dans le contexte politique actuel ? » Je ne vois pas en quoi le rappel d’une réalité historique est nuisible au débat actuel. 2- Il a dit que le gouvernement a parfaitement réussi à imposer ce mode de vie basé sur la consommation. je ne vois pas où est le jugement de valeur. 3- Oui, ça lui arrive ce qui ne veut nullement dire que le raisonnement de Bsaïes et celui du pouvoir s’équivalent. 4- Bien 5- Désolé si je t’ai blessé. Ce n’était pas l’anonymat que j’attaquais mais bien le fait qu’un

anonyme surenchérit face à une personne publique :

 

( غايات يعقوب، تأرجح البرجوازية الصغيرة وتذبذبها، يسبح السيد بسيس قرب شاطئ ارتاده الكثيرون قبله)

6- Sans rancunes. Il s’agit seulement d’un débat d’idées même s’il arrive malheureusement qu’on le personnifie (et je porte une partie de la responsabilité dans cette personnification).

 

 

 

REPONSE FINALE DE Negm-Elfagome à 02h39

 

Pour ne pas être redondant : 1-2-3-4 je passe 5- tu ne m’a pas blessé, j’ai pas surenchéré seulement j’étais bref, Bsaïes a bien utilisé son éloquence pour dire le discours suivant : – Attention certains islamistes ont un passé terroriste – Les couches sociales sont bien encadrés et il n’y a pas de crise sociale à l’horizon -Les radicaux sont branchés ailleurs -Tout se dont nous avons besoin est un changement en douceur qui élargi la marge de liberté ( en d’autre termes le fameux processus démocratique qui ne fini pas) c’est ce que dit Bsaïes, prouve le contraire , et je t’explique encore et encore , se n’est pas une surenchére non plus une attaque personnelle à Bsaïes , mais une riposte à un chemin à la « Samir Laâbidi » promettant un nouveau « 3afif lakhdhar »  

Cordialement

 

 

REPONSE: DE SALAH KARKER à  09:25
 
Bon, Monsieur Bessis a bien réussi sa mission d’ insulte
 
Mais à coté qu’a-t-il proposé ?? Peut-être, si je l’ai bien compris, la soumission à la dictature jusqu’au moment où les choses changent comme ça par elles-même ??? Monsieur Bessis(!!!) si nous lui accordons à sa faveur la clause de la bonne foi, il n’a rien appris des théories de changement dans les sociétés humaines. Il n’a rien rien de la réalité de la société tunisienne. Il s’est contenté de nous parler de lui et de son entourage bourgeois, ravagés par le virus de la consommation et de la recherche du luxe. Il ne connais rien de la ceinture de la pauvreté qui entoure Tunis, constituée par la liste des nom de toutes les cités, Ettadhaman, Ettehrir, Echabia, Djébel Lahmar, Mellecine, Inegghez, Hlel, Kebbaria…..Quant à la Tunisie profonde de l’intérieur, du nord ouest (08), du sud… je ne pense pas que le fameux Monsieur Bessis a pris la peine de leur rendre une petite visite. Monsieur Bessis de quelle classe moyenne en Tunisie tu parle, elle est constituée par qui, quel est le revenu moyen de l’un de ses membre et son importance par rapport au revenu moyen en Tunisie. Ne me parles pas surtout des chiffres officiels, leur valeur ne dépasse pas certainement la valeur de l’encre par laquelle elles sont écrite. Tu rêves encore cher Monsieur de la Tunisie d’entre 1975 et 1985. Où placez-vous les 30% de chômeurs parmi la population active? Certainement dans cette classe moyenne dont tu nous parles. Où placez-vous cette jeunesse qui se jette dans la mer tous les jours pour fuir la dictature et ses misère? Certainement dans large classe éprise par la consommation et le luxe !!! Il vaut mieux que je ne parle pas du grand stratège Bessis qui nous propose de rester tranquille et attendre que les change d’elles-même !!! Il faut vraiment extrêmement idiot pour te croire et croire à ta fameuse théorie Monsieur Bessis !!!
 
Salah Karker

 

 

Le 6 juillet 2001, le juge Mokhtar Yahyaoui lance sa fameuse lettre dans la mare tunisienne….

2 ans après elle reste – malheureusement – d’une actualité .. brûlante !

 

 

رسالة مفتوحة إلى رئيس الدولة

6 جويلية 2001

جناب السيد رئيس الجمهورية التونسية رئيس المجلس الأعلى للقضاء

أتوجّه إليكم بهذه الرسالة لأعبّر لكم عن سخطي ورفضي للأوضاع المريعة التي آل إليها القضاء التونسي والتي أدّت إلى تجريد السلطة القضائية والقضاة من سلطاتهم الدستورية وتحول دونهم وتحمّل مسؤولياتهم كمؤسسة جمهورية مستقلّة يجب أن تكفل لهم المساهمة في تحديد مستقبل وطنهم والاضطلاع الكامل بدورهم في حماية الحقوق والحريات.

إن القضاة التونسيون مُقهرون في كل مكان على التصريح بأحكام منزّلة لا يمكن أن ينال منها أي وجه من الطعون ولا تعكس القانون إلا كما أريد له أن يُقرأ.

إن القضاة التونسيون يعانون من حصار رهيب لا يبقي أي مجال للعمل المنصف ويعاملون باستعلاء في ظروف من الريبة والتوجّس والوشاية تطولهم وسائل القمع والترهيب بما يسلب إرادتهم ويحول دون التعبير عن حقيقة قناعاتهم؛ كما تداس كرامتهم يوميّا ويقدّمون للرأي العام بشكل مرعب وبشع من الحيف والبطش حتى كاد يتحوّل مجرّد الانتماء إلى القضاء معرّة أمام كل الشرفاء والمظلومين.

إن القضاء التونسي قد فُرضتْ عليه الوصاية بسيطرة فئة من الانتهازيين المتملّقين الذين نجحوا في بناء قضاء موازي خارج عن الشرعيّة بكل المعايير. إستولوا على المجلس الأعلى للقضاء وعلى أغلب المراكز الحساسة في مختلف المحاكم لا يعرفون معنى التجرّد والحياد وتحوّلت الاستقلالية إلى استقالة وتبرّم لدى كل القضاة الحقيقيين المحيّدين والممنوعين من الاضطلاع بدورهم وتحمّل مسؤولياتهم وتفعيل كفاءاتهم في خدمة القضاء والوطن.

إن هذه الفئات التي تتاجر بالولاء لتكريس الخضوع والتبعيّة والمعادية لمنطق التغيير والتطوّر الخلاّق عن طريق الالتباس بنظام الحكم القائم والتي تسعى إلى إشاعة التباس النظام بالدولة بالاستيلاء على كل مؤسساتها إنما تسعى إلى الفتنة وتقود إلى المواجهة وتشكّل التهديد الحقيقي للنظام والأمن والاستقرار.

إن مباشرتنا اليوميّة التي أتاحت لنا الاطلاع على حقيقة أوضاع القضاء تجعلنا نتجاوز واجب التحفّظ في ظروف سُدّت فيها كل قنوات الحوار المتوازن بما لم يبقى معه مجال للصمت أمام صرخة الضمير حتى وإن تحوّلت سجوننا لأحسن مكان للشعور بالكرامة والحرية وإراحة الضمير.

إن مسؤولياتكم الدستورية تفرض عليكم اتخاذ القرارات اللازمة لرفع الوصاية عن القضاء وعلى كل مؤسسات الدولة على نحو يسمح بإتاحة ممارسة الحريّات الدستورية للجميع لصياغة التغيير الحقيقي الذي يتطلّع إليه شعبنا وتقتضيه مصلحة الوطن.

والسلام

المختار اليحياوي

الوكيل الرئيس بالمحكمة الابتدائية

قصر العدالة-تونس

 


 

 

Monsieur le président de la République, président du Conseil Supérieur de la Magistrature,

Je vous adresse cette lettre pour vous faire part de ma condamnation et de mon refus de la situation catastrophique à laquelle est parvenue la justice tunisienne. Les choses en sont arrivées, en effet, au point que l’autorité judiciaire et les magistrats ont été dépossédés de leurs prérogatives constitutionnelles et qu’ils ne sont plus à même d’assumer leurs responsabilités au service de la justice en tant qu’institution républicaine indépendante. C’est pourtant cette indépendance qui peut permettre aux magistrats d’apporter leur contribution à la construction de l’avenir de leur patrie et à l’accomplissement effectif du rôle qui leur est dévolu dans la protection des Droits et des Libertés.

Les magistrats tunisiens sont frustrés et exaspérés, à tous les niveaux, par l’obligation qui leur est faite de rendre des verdicts qui leur sont dictés par l’autorité politique et qui ne sont susceptibles de faire l’objet d’aucune prise de distances ou de critique. Cela aboutit à des jugements qui, le plus souvent, ne reflètent que l’interprétation que le pouvoir exécutif veut bien donner de la loi.

Soumis à un harcèlement des plus contraignants, les magistrats tunisiens n’ont plus aucune marge pour tenter de mener leur mission de façon équitable. Traités de haut, dans des conditions de peur, de suspicion et de délation, ils sont confrontés à des moyens d’intimidation et de coercition qui entravent leur volonté et les empêchent d’exprimer leurs véritables convictions. Leur dignité est quotidiennement bafouée et leur image négative au sein de l’opinion publique se confond avec la crainte, l’arbitraire et l’injustice, au point que le seul fait d’appartenir à notre corporation est dégradant aux yeux des opprimés et des gens d’honneur.

La justice tunisienne est soumise à l’implacable tutelle d’une catégorie d’opportunistes et de courtisans qui sont parvenus à constituer une véritable justice parallèle qui se situe hors de toutes les normes de la légalité et qui a accaparé le Conseil National de la Magistrature et la majorité des postes sensibles dans les différents tribunaux. Ignorant le sens même des notions d’impartialité et d’objectivité, leur action nuisible a abouti à substituer à l’idée d’indépendance celle de démission [les deux termes sont phonétiquement très proches en arabe : NDLT]. Cela a engendré un véritable sentiment d’écœurement chez les véritables magistrats impartiaux. Empêchés de jouer le rôle auquel ils aspirent, ceux-ci ne peuvent assumer leurs responsabilités, ni mettre leurs compétences au service d’une justice sereine et de l’intérêt de leur patrie.

Cette catégorie de magistrats aux ordres fait commerce de son allégeance pour imposer l’esprit de dépendance et de soumission contrecarrant toute idée de changement et d’adaptation créatrice et s’identifiant avec zèle au régime politique en place. Leur objectif est de systématiser la confusion entre le régime et l’Etat en accaparant toutes les institutions. Ce comportement, qui favorise la discorde et la confrontation, constitue, en réalité, le véritable danger pour l’ordre, la sécurité et la stabilité.

Notre pratique quotidienne nous a permis d’apprécier la véritable réalité vécue par les magistrats et cela nous incite à passer outre l’obligation de réserve à laquelle nous nous étions tenus. Dans une situation de verrouillage de toutes les possibilités d’un dialogue un tant soit peu serein et équilibré, le silence ne peut plus être de mise et le cri de nos consciences s’impose comme une nécessité à laquelle j’ai décidé de ne pas me dérober, même si nos prisons devaient, paradoxalement, devenir l’endroit le plus propice pour retrouver la dignité, la liberté et la tranquillité de la conscience.

Monsieur le président, vos responsabilités constitutionnelles vous font obligation de prendre les décisions que nécessite la levée de toute tutelle sur la justice et sur toutes les institutions de l’Etat, de façon à permettre, à tous les citoyens, l’exercice effectif de toutes les libertés garanties par la Constitution. C’est à cette condition qu’il sera possible de réaliser le véritable changement auquel aspire notre peuple et que nous dicte l’intérêt de notre patrie.

Avec l’expression de mes salutations.

Mokhtar Yahiaoui Président de Chambre au Tribunal de Première Instance – Palais de Justice – Tunis

 


 

تونس تبدأ استعداداتها لاستقبال السياح السعوديين « متنزه قرطاج » أكبر استثمار سياحي سعودي في تونس بتكلفة 100 مليون دولار

 

تونس – بدأت تونس استعداداتها لاستقبال السياح السعوديين خلال إجازة الصيف الحالية بالإسراع في إنجاز عدد من المشروعات الفندقية والمنتجعات السياحية على ساحل المتوسط.

 

وفي هذا الإطار أكد رجل الأعمال السعودي فهد محمد صالح العذل لـ « الوطن » استكمال بناء « متنزه قرطاج » السياحي في تونس بقيمة 100 مليون دولار والذي يساهم فيه بنسبة 80%، مشيرا إلى أن مناخ الاستثمار في تونس و الحوافز التي تقدمها الحكومة تعتبر مشجعة خاصة في القطاع السياحي الذي يشهد تزايدا كبيرا في عدد السياح من الداخل والخارج. حيث يتوقع أن يبلغ عددهم هذا العام نحو 5.2 ملايين سائح.

 

من جهته أكد المشرف على شركة « متنزه شواطئ قرطاج » عادل أحمد النوتي أن المشروع يعتبر أكبر مشروع سياحي استثماري عربي في تونس وهو سعودي 100% ويمتد على مساحة 25 هكتار ويشتمل على ثلاثة أجزاء هي:

قسم سياحي يضم نزلا فئة خمس نجوم عهد بإدارته لمجموعة « جولدن توليب إنترناشيونول » الهولندية العالمية بجانب مركز ترفيهي و مجمع فندقي يشتمل على 136 شقة مفروشة موزعة على 8 أبراج و قسم سكني يضم 29 فيلا و230 شقة صممت على الطراز المعماري الأندلسي العريق. إضافة إلى قسم تجاري مكون من مغازات و مقاه و مطاعم تشرف على خليج المرسى من كورنيش معلق يبلغ ارتفاعه 70مترا عن سطح البحر.

 

وسيشهد المشروع توسعة بنحو 5 آلاف متر مربع لإنشاء أفضل مركز للعلاج بمياه البحر في منطقة المتوسط وسيجهز بأحدث المعدات والتكنولوجيا. كما ستشمل مشروعات التوسعة أيضا إنشاء مركز ترفيهي متكامل يلبي احتياجات السائح العربي و خصوصيته بما يتناسب مع متطلبات السياحة العالمية.

 

من جانبه بين وزير السياحة والتجارة التونسي السيد المنذر الزنايدي أن السعوديين هم أكبر شريك و مستثمر سياحي في القطاع الفندقي بتونس ويتمتعون بمكانة متميزة في السياحة التونسية من خلال تجربتهم في السياحة العربية البينية. وعبر عن أمله في استقطاب المزيد من المستثمرين العرب.

 

و حضر حفل التدشين الرسمي سفير السعودية في تونس علي القحطاني و أعضاء مجلس إدارة شركة متنزه شواطئ قرطاج ورجال أعمال سعوديين وتونسيين. وقام رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية عبد الرحمن الجريسي ترافقه مجموعة من رجال الأعمال السعوديين و التونسيين أخيراً بوضع حجر الأساس لمشروع « إنترناشيونول سيتي سنتر » حيث انطلقت أشغال بناء المرحلة الأولى من المشروع الذي يشتمل على مجمع عقاري يتكون من مركز للأعمال الحرة و مكاتب للشركات إضافة إلى فندق لرجال الأعمال فئة خمس نجوم ومركز سكني و تجاري ومطاعم ومقاه وأندية ترفيهية و رياضية بتكلفة تقدر بـ 75 مليون دينار تونسي.

 

(المصدر: صحيفة الوطن السعودية الصادرة يوم 4 جويلية 2003)

 

 

بلوغ الإلدورادو الأوروبي، أو الموت دونه
بقلم: صالح بشير (*)

كان جادا، على ما يبدو، وزير الاصلاحات الإيطالي، أومبيرتو بوسي، زعيم رابطة الشمال المتطرفة والكارهة للأغراب، عندما طالب بتحريك سلاح البحرية لصد سيل المهاجرين « السريين »، أو غير القانونيين، المتدفقين نحو بلاده، ونحو أوروبا، في هذا الصيف، وكما في كل صيف، حاضا على استخدام المدفعية ضدهم!

وزير الإصلاحات الإيطالي قال كلاما مخزيا في ظرف مأسوي، عندما جاءت أولى أخبار الغرقى في قناة صقلية، تلك الفاصلة بين إيطاليا وشمال إفريقيا، فتم إنقاذ القليل منهم، وانتُشلت جثث البعض منهم، والتهم البحر جثث الأغلبية. بؤساء وفدوا من كل فج جنوبي عميق، من إفريقيا السوداء وراء الصحراء الكبرى ومن الشرق الأوسط ومن بلدان المغرب الكبير، يتجمعون عند الموانئ الليبية، بعد أن انغلقت في وجوههم نظيرتها التونسية، أو أصبح الإبحار منها أمرا عسيرا، ليخوضوا المخاطرة القصوى: بلوغ الإلدورادو (أرض الذهب) الأوروبي، أو الموت دونه.

اقتراح بوسي ذاك لم يأخذ به أحد وقوبل بالاستهجان، حيث بادر إلى تسفيهه زميلاه في وزارتي الدفاع والداخلية (فكان أن شنت الرابطة المذكورة على هذا الأخير حملة شعواء تدعوه إلى الاستقالة)، قبل أحزاب المعارضة والكنيسة وسواها من الجمعيات الإنسانية والحقوقية. لكن اقتراح بوسي وحركته، وإن عبر عن بعض ما يعتمل في أمعاء المجتمع، ومثّل بعض إفرازاتها غير العطرة، إلا أنه من وجه آخر يحمل دلالة أخرى. فهو، بالنظر إلى تطرفه وبالتالي إلى تعذر تطبيقه، إنما يشي بشعور بالعجز ينتاب الجميع في مواجهة ظاهرة الهجرة السرية كما تتبدى في فصل الصيف.

الدفق البشري هائل، والإجراءات المتخذة ضده، أو في صدد الحد منه، عديمة الجدوى، والكل يعلم ذلك. فالحكومات الأوروبية ما انفكت تتشدد في قوانين الهجرة، غير أن التشدد ذاك يقع وزره على المقيمين على نحو قانوني، إذ يراكم العراقيل أمام اندماجهم، ويزج بهم في حالة من الهشاشة المستديمة. لكن ذلك هو كل ما اهتدت إليه تلك الحكومات للإيحاء بأنها لا تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة تلك الظاهرة، ولطمأنة مواطنيها، أي رأيها العام الناخب، إلى أنها ماضية في حمايته من غزو الجياع، وما يحملونه من مخاطر متوهّمة (في الغالب) أو حقيقية، على « القيم » و »الهوية » والتجانس العرقي أو الاجتماعي، ومن « منافـسة غير شريفة » لضعاف الحال المحليين على ما كان من فرص التشغيل وضيعا قليل المردودية. والمرشحون للهجرة السرية على بيّنة من كل ذلك، لكنه لا يثنيهم عن المخــــاطرة، لأن « جحيم الغرب » نعيم إذا ما قيس بما يكابدونه في أوطانهم الأصلية، ولأن من كان على استعداد للمقامرة بحياته، قد لا يعبأ كثيرا بـ »التنغيصات » التي قد يلاقيها في أوروبا، سواء تمثلت في القوانين أو في المعاملة.

العقـــوبة تكون ضربا من اللامعقول عندما تُسلط على لا من يعتبرها كذلك، أو عندما تدرجه في وضع أفضل من ذلك الذي كان فيه. فكرة العقوبة تُفرغ من محتواها في مثـــل تلك الحالات وتنـــسف نفـــسها بنفســـها من الأساس. وذلك « مبـــدأ » ندين به لعـــبقري الفكـاهة التونسية، المرحوم صالح الخميسي، الذي وضع إستـــكشا بطلاه بدويان يرتكبان لدى زيارتهما المدينة مخالفة لا يدريان ماهـــــيتها، فيودعان السجن، حـــيث « ينعـــمان » بما لم يحـــلما يوما به طيلة حياتهما الطليقة: الإقامة في « بيـــت » متين البنيان، والماء والكهرباء والأكل حتى الشبع والشعور بالإطمئنان. حتى تصورا ما حـل بهما إكراما لهما على مأثرة ما. وعندما حان موعد إطلاق سراحـــهما، طالبا بالمكوث أكثر، فلما تعذر ذلك وطُردا، رفع أحــدهما عقيرته بأغنية مؤثرة في وداع الســـجن والتغني بمزاياه.

قطع الصحراء الإفريقية في هذا الصيف القائظ حتى أحد الموانئ الليبية، و »التمتع » هناك بالضيافة العربية، وتسليم المرء أمره لتجار الموت ينقلونه، مقابل مبلغ باهظ، نحو الضفة الأخرى من المتوسط على سفنهم المتهاكلة، وهو يعلم أن أقصى ما يصيبه، إذا ما نجا من مغامرته تلك، أن يودع في أحد « مراكز الاستقبال » في انتـــظار البت في أمره، إذ أن طرده متعذر طالما أنه بادر إلى إتلاف أوراقه الثــــبوتية فما عاد يُعرف له مأتى، مـــع علمه بأنه لا يعامل في « مراكز الاستقبال » تلك معاملة الضيف المبجل، لكن حظه من الإنسانية يبقى أكبر في كل الحالات إلى أن يفرجها الله بشكل من الأشكال… من يفعل كل ذلك، ولديه كل تلك الاعتبارات، هل يمكن لمثل تلك الروادع الأوروبية أن تمنعه من النزوح شمالا؟

كل تلك الروادع قاصرة تماما، وذلك ما تعلمه سلطات البلدان الأوروبية قبل سواها. فهي تسن القوانين، وتطلق تصريحات الاستنكار، وتهوّل وتزمجر، وتسعى إلى الضغط على بلدان المصدر أو العبور لدفعها إلى التعاون في مواجهة تلك الظاهرة. لكنها على يقين في قرارة نفسها بأن ليس لها إلا انتظار انقضاء فصل الصيف، وعودة الشتاء وزوابعه، حتى يتوقف ذلك الدفق، إلى حين… إلى الصيف المقبل. فالأجهزة الإيطالية مثلا تقدر عدد الراغبين في الهجرة ممن يتوقون، على الضفة المقابلة من المتوسط، إلى العبور إلى أوروبا، بنحو المليون ونصف المليون. وهي تعلم أن كل هؤلاء أو جلهم، سيفلحون في بلوغ شواطئ القارة القديمة، بهذه الطريقة أو تلك، في هذا الصيف أو في الذي يليه.

أوروبا فاشلة في مواجهة ظاهرة الهجرة السرية، لأنها على ما يبدو لا زالت تسيء تقديرها وتشخيصها، ومعالجتها تاليا. والحال أن الظاهرة تلك، تغيرت حجماً، خلال السنوات الأخيرة وخصوصا هذه السنة، فتغيرت طبيعتها، فيما بلدان أوروبا الغربية ما زالت تتعاطى معها على أنها هجرة أفراد، دافعها اقتصادي بالدرجة الأولى أو حصرا، في حين أنها باتت نزوحا جماعيا، أي باتت واقعة لجوء. من يخوضون غمار البحر نحو الشمال ما عادوا فقط شبابا يسعون إلى حياة أفضل، كما كانت الحال في ما مضى، بل باتوا أيضا شيوخا وأطفالا ونساء حوامل في حالات كثيرة ومتزايدة. ما عادوا مجرد مهاجرين، بل باتوا لاجئين، كأولئك الذين تقذف بهم المجاعات والحروب من بلد إلى بلد آخر مجاور، في العديد من أرجاء العالم الثالث. نسبة الوافدين منهم من بلدان المغرب الكبير تراجعت، أو بقيت ثابتة لا تزيد، في حين استفحلت نسبة الوافدين من فلسطين ومن العراق ومن مصر ومن الصومال ومن سواها من مناطق التوتر والحروب الأهلية والمجاعة في إفريقيا، تماما كما كانت طاغية نسبة القادمين من بلدان البلقان في تسعينات القرن الماضي.

غير أن أوروبا لا تزال، في تعاطيها مع تلك الظاهرة، تعتمد على قوانين تعني أفراداً، أو « خروقـات » يرتكبها أفراد، في شأن بات عبارة عن تحركات جماعية، وما زالت تسعى إلى معالجة المشكلة بطريقة أحادية، أو عن طريق التعاون الثنائي مع هذا البلد أو ذاك من بلدان المصدر أو العبور (شأن إيطاليا التي وقعت اتفاقات مع تونس ومصر وتستعد إلى التوقيع على اتفاق مماثل مع ليبيا)، في حين أن المشكلة عالمية، ذات أبعاد جيوستراتيجية جلية، بما قد يستدعي مقاربة من نوع آخر: قمة عالمية تخصص لما كان من جوانب تلك الظاهرة ملحا يتطلب تعبئة فورية، أو تدخل الأمم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين… في انتظار بلوغ ما هو أبعد منالا: إحلال السلام وتنمية تلك المناطق المنكوبة بالفقر وبالحروب، والنابذة لأبنائها.

لكن أوروبا قد لا تكون ناضجة للأخذ بمقاربة كهذه، ما دامت تصدر عن نظرة « قروية »، تبتـــسر كل شيء إلى طــمع جياع العالم في المجيء للتمتع بفتات رخائها.

(*) كاتب وصحافي تونسي مقيم بإيطاليا

(المصدر: ملحق تيارات بصحيفة الحياة الصادرة يوم 6 جويلية 2003)


 

تشجيع تونس علي البحوث الوقائية في المؤسسات

رفع أجور العاملين هدف مرحلي للنقابات التونسية

تونس – عوض سلام  

ميّزت فترة المخطط التاسع للتنمية في تونس (1997/2001) باعتماد سياسة تشغيل تهدف إلي تحقيق التوازن بين العرض والطلب والارتقاء بإحداثات الشغل إلي مستويات أرفع لمجابهة الطلب الإضافي، الذي فرضته طبيعة المرحلة، سواء من ناحية الكم أو الكيف. وشهدت فترة المخطط التاسع تنفيذ إصلاحات وبرامج عديدة في مجال تشجيع المبادرة الخاصة في مختلف القطاعات والنهوض بالمؤسسات الصغري.  

وحرصا علي مسعي تكريس قيم العدل والتضامن وترسيخ البعد الاجتماعي في مسار التنمية، كان استقبال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لعبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل يوم الأربعاء الماضي مناسبة مهمة اطلع خلالها علي أهم النشاطات للاتحاد علي الصعيدين العربي والدولي وخاصة في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والكونفيدرالية الدولية للنقابات الحرة (السيزل) وكذلك مشاركة الاتحاد التونسي في الندوة السنوية لمنظمة العمل الدولية.  

وتعد السياسة التونسية أن العمل قيمة أساسية في المشروع الحضاري للتغيير وأن البذل والكد هما السبيل إلي تحقيق الأهداف الوطنية، كما تكرس تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي للتنمية باعتبارهما عنصرين لمعادلة واحدة غايتها تعبئة كل الطاقات والإمكانات لتوفير المناخ الأمثل للعمل والإنتاج وتوطيد مقومات التقدم والرفاه مما يبرز ما يحظي به النهوض بالتشغيل ومعالجة البطالة من عناية فائقة ضمانا لكرامة الفرد وتأمينا لحق من حقوق الإنسان الأساسية.  

حماية الطاقة الشرائية لمحدودي الدخل  

تميزت هذه المرحلة بعديد الاجراءات والقوانين فيما يخص التشغيل في تونس، من ذلك قرار بن علي في عيد الشغل 1 ايار (مايو) 2003 بإعداد دراسة تقويمية لنظام حوادث الشغل والأمراض المهنية في القطاعين العام والخاص دعما للنتائج الحاصلة وتفاديا لما قد يظهر من صعوبات عند تطبيق هذا النظام وضمانا لحقوق كل الأطراف المعنية. واستكمالا لما تم في سنة 2002 من صرف القسط الأول من البرنامج الثلاثي للزيادات في الأجور في القطاعين العمومي والخاص، سيتبعها خلال السنة الجارية صرف القسط الثاني من هذه الزيادات. وككل سنة، منذ التغيير، إلي أن تكون الزيادة بصفة مطردة في الأجر الأدني المضمون في القطاعين الفلاحي وغير الفلاحي، حتي تضاعف مرتين خلال تلك المدة.  

وحرصا علي حماية الطاقة الشرائية للأجراء من ذوي الدخل المحدود، أذن بن علي بالزيادة في الأجر الأدني المضمون في القطاعين الفلاحي وغير الفلاحي، علي أن تتولي الحكومة ضبط مقدار هذه الزيادة بعد التشاور مع المنظمات المهنية المعنية. كما أذن بالترفيع في أجور العمال غير الخاضعين لاتفاقيات قطاعية مشتركة أو أنظمة أساسية خاصة، لكي تشمل الزيادات في الأجور جميع أصناف الأجراء.  

واستكمالا لما اتخذ من قرارات في غرة ايار (مايو) 2002، قرر بن علي إحداث دائرة بالمعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية، تعني بالبحث في مجال الإنتاجية، بهدف أن تستفيد المؤسسات من نتائج أعمالها، وتتمكن من ربح معركة المنافسة. باعتبار أن الإنتاجية مسؤولية مشتركة بين جميع العمال وأصحاب العمل وإطارات التصرف، تبررها حتمية الحفاظ علي مواطن الشغل، وخلق فرص جديدة للتشغيل، وضمان ديمومة المؤسسة واستقرارها. دعم الرعاية الصحية لكل الفئات العاملة كما أولت تونس قطاع الصحة والسلامة المهنية ما هو جدير به من اهتمام ورعاية فوضعت له التشريعات المناسبة، واتخذت لفائدته من المبادرات والإجراءات ما سيكسبه مزيد التطور والنجاعة، لاسيما بعد أن أحدثت الهياكل المختصة في هذا المجال، وقدمت الحوافز والتشجيعات للمؤسسات والأطراف الاجتماعية، بغاية دعم برامج التكوين، وإنجاز البحوث والدراسات المتعلقة بترسيخ الثقافة الوقائية داخل المؤسسات. كما أدخلت كذلك تحويرات جوهرية علي تنظيم الوقاية، بإقرار إجبارية (وظيفة السلامة) وتعميم التغطية الصحية علي كل المؤسسات مهما كان عدد عمالها ونوع نشاطها.

 

كما تمت إعادة هيكلة الخدمات الطبية للشغل، بما يتماشي وخصوصيات المرحلة الحالية، ويدعم رعاية اليد العاملة في المؤسسات الصغري التي تمثل الأغلبية في نسيجنا الاقتصادي. وقد حققت تونس نسبة عالية من التغطية الاجتماعية تناهز اليوم 84% من جملة السكان الناشطين، علاوة علي الترفيع المتواصل في المنافع، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل انخراطهم بهذه الأنظمة، بما في ذلك إعفاء من يتقدمون تلقائيا للانخراط بعد الآجال القانونية من التوظيف الإجباري ومن دفع غرامات التأخير. فتح آفاق جديدة وتنمية روح المبادرة وضمانا لكرامة الفرد وتأمينا لحق من حقوق الإنسان الأساسية أولت تونس النهوض بالتشغيل ومعالجة مشكل البطالة عناية فائقة، وقد صرفت الجهود لدعم الاستثمار ورفع نسق النمو، حتي تكاملت حول هذا الهدف أهم الإصلاحات التي اتخذت والهياكل والآليات التي وضعت منذ التحول. وقد أمكن، بفضل السياسة المتبعة في تونس، الزيادة في إحداثات الشغل من مخطط إلي آخر، وتحسين نسبة الاستجابة لطلبات الشغل الإضافية. ومع تطور وضعية سوق الشغل في البلاد، ارتفع حجم هذه الطلبات وتغيرت هيكلتها، نتيجة تخرج دفعات متتالية من حاملي شهادات التعليم العالي.  

وقد عملت، إضافة إلي العناية بنجاعة الآليات الموجهة للتأهيل والإدماج، علي إحداث آليات جديدة تساند هذا المجهود، بما تذكيه في النفوس من روح المبادرة والاستنباط وما تقدمه من تشجيعات علي تكوين المؤسسات والانتصاب للحساب الخاص. ويتواصل العمل في تونس علي تعزيز قدرة البلاد علي جلب الاستثمارات الخارجية، وتحسين التصرف في سوق الشغل، ومزيد التعريف بمختلف الحوافز والتشجيعات الموضوعة للغرض بفضل ما اتخذ من برامج للتقدم في تهيئة البنية الأساسية، وتطوير قطاعات النقل والاتصال، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وإصلاح القطاع البنكي، وتأهيل اليد العاملة، وتنمية قدرتها علي الاندماج في الاقتصاد المعولم. (المصدر: جريدة (الزمان) اللندنية، العدد 1549 الصادر يوم 6 جويلية 2003)


 

واشنطن تسعى لإبرام اتفاقيات عسكرية مع الدول العربية في شمال أفريقيا وبجنوب الصحراء لمكافحة الإرهاب

 

واشنطن: ايريك شميت (*)  

تسعى القوات الأميركية الى توسيع وجودها في الدول العربية بشمال أفريقيا، وفي جنوب الصحراء الأفريقية، عبر اتفاقيات عسكرية جديدة، وعمليات تدريب، تهدف الى مكافحة التهديد الارهابي المتزايد في المنطقة. وحتى عندما يعد المخططون العسكريون خيارات للقوات الأميركية للالتحاق بقوة حفظ سلام دولية لمراقبة وقف اطلاق النار في ليبيريا، فان وزارة الدفاع (البنتاغون) ترغب في تعزيز الاواصر العسكرية مع حلفاء مثل المغرب وتونس.  

كما انها تسعى الى الحصول على اقامة طويلة الامد في قواعد بدول مثل مالي والجزائر، يمكن ان تستخدمها القوات الأميركية للتدريب الدوري، او توجيه ضربات للارهابيين. وتهدف الى عقد اتفاقيات لاعادة تزويد الطائرات بالوقود في دول مثل السنغال وأوغندا، وهما دولتان ينتظر ان يزورهما الرئيس جورج بوش في جولته الأفريقية التي تشمل خمس دول وتبدأ الثلاثاء المقبل.  

وليست هناك خطط لاقامة قواعد أميركية دائمة في أفريقيا، وفقا لما يقوله مسؤولون في وزارة الدفاع. وبدلا من ذلك فان القيادة الأوروبية للقوات المسلحة الأميركية، التي تشرف على العمليات العسكرية في معظم اجزاء أفريقيا، تريد من القوات الموجودة حاليا في أوروبا ان تتناوب العمل، غالبا، في معسكرات او مهابط طائرات خالية في أفريقيا. وقد يقضي جنود البحرية وقتا اكثر في رحلاتهم على امتداد ساحل أفريقيا الغربي. وفي الخريف المقبل سترسل القيادة مدربين للعمل مع جنود من اربع دول في شمال أفريقيا لأغراض الحراسة وجمع المعلومات.  

وما تزال بعض الخطط على الورق، وستحتاج الى مصادقة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد او كبار مساعديه. غير ان مبادرات عسكرية اخرى في أفريقيا جارية الآن او ستبدأ قريبا.  

فمنذ اواخر العام الماضي، على سبيل المثال، وضع ما يزيد على 1800 من أفراد الجيش الأميركي في جيبوتي لادارة عمليات مكافحة الارهاب في القرن الأفريقي. وتعهدات الجيش وتكاليف اقامته في أفريقيا يمكن ان تكون ادنى بالمقارنة مع المهمات في الخليج او شبه الجزيرة الكورية، غير ان القادة يقولون ان التهديدات الناشئة تتطلب من وزارة الدفاع ان تولي اهتماما اكبر بالقارة.  

وقال الجنرال جيمس جونز، من فيلق البحرية، ورئيس القيادة الأوروبية، في مقابلة معه الاسبوع الحالي، ان «أفريقيا، كما يمكن ملاحظته من خلال الاحداث الاخيرة، تعتبر مشكلة متنامية بالتأكيد». واضاف انه «بينما نتابع الحرب الشاملة على الارهاب، سيتعين علينا الذهاب الى الاماكن التي يوجد فيها الارهابيون. ونحن نرى بعض الأدلة، الاولية على الاقل، على ان المزيد من هذه المناطق الكبيرة غير الخاضعة الى تحكم وضوابط، ستكون ملاذات محتملة لذلك النمط من النشاط».  

ويقول مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أميركيون ان اجزاء كبيرة من جنوب الصحراء الأفريقية، تمتد من موريتانيا في الغرب الى السودان في الشرق، وهي طرق للتهريب عبر قرون، تصبح اماكن تختارها الجماعات الارهابية، بما فيها «القاعدة». وقال الجنرال جونز ان اسطولا في البحر المتوسط كان قد ارغم مهربي المخدرات وتجار السلاح الدوليين، والمتطرفين الاسلاميين، على سلوك الطريق البري جنوبا عبر أفريقيا. وتعتبر دول هذه المنطقة من بين افقر الدول في العالم، ولديها شحة في الموارد الضرورية لمراقبة حدودها، او حراسة المناطق القصية الهائلة لمداخلها.  

وقال الجنرال في سلاح الجو جيفري كولر، مدير الخطط والسياسة في القيادة الأوروبية، والذي من المقرر ان يقوم، الشهر الحالي، بزيارة الى المغرب وتونس والجزائر «ان ما لا نريد رؤيته في أفريقيا هو أفغانستان اخرى، سرطان ينتشر وسط مكان غير محدد. وذلك هو ما نحاول منعه».  

ومنذ انتهاء العملية الرئيسية في العراق حولت الولايات المتحدة طائرات الاستطلاع والاقمار الصناعية من اجل مراقبة المنطقة بصورة ادق، وتبادل المعلومات مع الحكومات هناك، وفقا لما قاله مسؤول عسكري كبير. وما تزال تظهر دلائل على وجود «القاعدة»، وهي، في بعض الحالات، موضع جدل. ويدقق المحللون الاستخباراتيون في اواصر محتملة لـ«القاعدة» مع المفجرين الانتحاريين الذين هاجموا خمسة اهداف في الدار البيضاء بالمغرب في مايو (ايار) الماضي. وكانت لـ«القاعدة» ارتباطات بالهجوم على معبد يهودي في تونس في أبريل (نيسان) عام 2002، مما أودى بحياة 21 شخصا، وتفجيرات السيارات في سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، وهو ما ادى الى مصرع 224 شخصا.  

وهناك ايضا منظمات ارهابية نشأت محليا، يقول بعض المسؤولين ان لديها صلات مع «القاعدة»، مثل الجماعة السلفية في الجزائر، التي اختطفت ما يزيد على 30 سائحا أوروبيا اوائل العام الحالي. وينتمي الى هذه الجماعة حوالي 750 من الاعضاء المتشددين، غير ان اتباعها والمتعاطفين معها يصلون الى الآلاف، وفقا لمسؤولين استخباراتيين.  

وقال جنرال سلاح الجو تشارلز والد، نائب رئيس القيادة الأوروبية ان «هذه جماعات شبيهة بـ«القاعدة» ولديها الاهداف ذاتها، لكنها لا تتمتع بامكانيات وقدرات «القاعدة». انهم اشخاص اشرار، ويتعين علينا مراقبتهم». وفي اشارة الى اهمية أفريقيا المتزايدة يقضي الجنرال والد، الذي قاد القوات الأميركية في حرب أفغانستان، ما يقرب من نصف وقته، حاليا، في قضايا تخص أفريقيا.  

وتعد القيادة الأوروبية لعقد مؤتمر للملحقين العسكريين العاملين في سفارات الولايات المتحدة في القارة، وتوسع ذلك ليشمل السفراء ايضا، وفقًا لما قاله الجنرال جونز. وتحظى الدعوات المتعلقة بتوسيع وتعميق اواصر الجيش الأميركي مع أفريقيا بردود فعل ايجابية الى حد كبير من جانب كثير من الدول. وقال ادريس الجزائري، سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة «نحن نولي اهتماما كبيرا لتوسيع تعاوننا مع الولايات المتحدة في المجالات المدنية والعسكرية»، مضيفا «اننا سنكون مستعدين للتعاون في مجال تدريب فرق مكافحة الارهاب الأفريقية لمواجهة هذا التحدي المشترك».  

غير ان بعض خبراء الشؤون الأفريقية يحذرون وزارة الدفاع، التي تدعم فكرة الدمقرطة في الدول العربية الاخرى، من المساومة على تلك القيم عبر التعامل مع حكومات تتميز بنفوذ عسكري كبير. وقال هيرمان كوهين، الذي عمل مساعدا لوزير الخارجية لشؤون أفريقيا في عهد ادارة الرئيس بوش الأب ان «الجانب السلبي لهذا الامر يتمثل في ان المرء يمكن ان يتبنى أجندة الزعماء المحليين».  

ويأتي التركيز المتجدد للجيش على أفريقيا عشية رحلة الرئيس بوش، وهو جزء من مسعى تقوم به القيادة الأوروبية لاعادة صياغة الاماكن والاساليب التي توضع فيها القوات الأميركية في منطقة تضم 93 دولة يشملها قوس يمتد من جنوب أفريقيا حتى روسيا. وتعتبر تلك المراجعة جزءا من مسعى شامل تقوم به وزارة الدفاع لتحديد مواقع القوات المسلحة للولايات المتحدة. وقال الجنرال جونز ان لديه تصورا لما سماه طائفة من القواعد. ففي أفريقيا يمكن ان يشمل هذا قواعد العمليات المتقدمة، ربما مع وجود مطار قريب، وهو ما يمكن ان يضم فرقة، أي ما يتراوح بين 3 و5 آلاف من القوات. واضاف الجنرال جونز انه «شيء يمكن ان يستخدم، بنشاط، لوجود عسكري كبير».  

اما النمط الثاني من القواعد فهو موقع عمليات متقدمة يمكن ان يكون قاعدة مزودة بمعدات خفيفة، حيث يمكن لمجموعة من افراد القوات الخاصة، او البحرية، او المشاة، ان يتخذوا موقعا، ويقوموا بالعمليات التي تتطلبها المهمة. وقال الجنرال جونز انه «على العموم، نحن نحاول التوصل الى خيار اكثر مرونة في ما يتعلق بالمواقع، يوفر مشاركة اوسع عبر المناطق التي نعتبرها مناطق مسؤوليتنا».  

وكانت وزارة الدفاع قد اتخذت خطوات مبكرة قبل سنوات عدة عندما جرت مفاوضات ووقعت اتفاقيات مع غانا والسنغال والغابون وناميبيا وأوغندا وزامبيا، تسمح للطائرات الأميركية المحلقة في اجواء المنطقة باعادة التزود بالوقود في قواعد جوية محلية.  

وفي الخريف المقبل تبدأ وزارتا الدفاع والخارجية برنامج بقيمة 6.25 مليون دولار لتوفير التدريب، وكذلك اجهزة الارسال وشاحنات تويوتا الخفيفة، لوحدات عسكرية صغيرة في موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد. وقال مسؤول عسكري كبير انه «اذا ما قمنا بهذا، يمكننا ان نكسب اصدقاء يمكنهم، عندما يحصلون على معلومات عبر المراقبة، تبادل هذه المعلومات معنا». وقد قامت القوات الخاصة الأميركية والفرقة 173 المجوقلة بمناورات مشتركة مع القوات المغربية في السنوات الثلاث الماضية. ويقول مسؤولون عسكريون انهم يرغبون في توسيع وزيادة تلك الصلات.  

(*) خدمة «نيويورك تايمز» ــ خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 6 جويلية 2003)


 

 

« المغرب العربي في مفترق الشراكات »

 

صلاح الدين الجورشي – تونس

 

هذا عنوان الندوة التي استضافها مركز جامعة الدول العربية في تونس في موفى شهر يونيو بحضور شخصيات سياسية وفكرية مغاربية وعربية وأوروبية. وقد أكّـد ممثل المفوضية الأوروبية في تونس الاهتمام البالغ الذي يوليه الاتحاد الأوروبي للاندماج المغاربي.

 

هل أن منطقة المغرب العربي مرشحة لتصبح منطقة تجاذب بين أوروبا والولايات المتحدة؟ سؤال بدأ يُـتَـداول في الأوساط المغاربية منذ أن ازداد اهتمام واشنطن بهذا الجزء الحيوي من الوطن العربي. لهذا، لم يكن من باب الصدفة أن يولي مركز جامعة الدول العربية في تونس اهتماما خاصا لمتابعة ملف الشراكة الأورو متوسطية منذ الندوة الأولى التي عقدها حول هذا الملف في شهر مايو 2001. لكن، وكما قال السيد نور الدين حشاد، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، « منذ ذلك التاريخ، تبدلت ظروف وطرأت معطيات جديدة واستُـحدثت المفاهيم وتنوعت المبادرات ». ومن أهم هذه المتغيرات، الصعوبات التي تُـعيق مسار برشلونة ودخول الولايات المتحدة على الخط في منتصف التسعينات، ليس فقط عبر مشروع أيزنشتات، وكيل وزارة التجارة الأمريكي في عهد الرئيس كلنتن، ولكن بالانقلاب الاستراتيجي الذي أحدثته في كامل المنطقة العربية بعد احتلالها العراق وتطلُّـعها لبناء شرق أوسط جديد. لكن أوروبا تظل متمسكة بحضورها المتوسطي والمغاربي، وهو ما تجلى بوضوح في الوثيقة التي صدرت عن الاجتماع الوزاري الذي عقد في شهر مايو الماضي بجزيرة كريت اليونانية، وأهدافها في هذا المجال واضحة، حسبما ذكره أستاذ العلوم الاقتصادية التونسي د. عبد الفتاح العموص في مداخلته. فبالإضافة إلى الاعتبارات الجغرافية والتاريخية والاستراتيجية والأمنية، هناك أولا توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي لتعزيز قدراتها التنافسية مع بقية التكتلات الإقليمية، حيث تميل معدلات التبادل السلعي والخدمي لصالح الاتحاد الأورربي. وثانيا، وضع حد لارتفاع معدلات الهجرة المغاربية غير المرغوب فيها نحو أوروبا.

معطيات أمريكية جديدة

 

أما أمريكا فلم تعد قابلة بالتقسيم الكلاسيكي لمناطق النفوذ. ورغم معرفتها بأن المبادلات التجارية الخارجية لدول المغرب مرتبطة أساسا بأوروبا بنسبة تتجاوز 70% تصديرا واستيرادا، فقد شرعت واشنطن في تطوير أشكال حضورها، مما أثار قلق الجانب الأوروبي. وفي هذا السياق، أشار نائب الأمين العام للجامعة العربية إلى أن مشروع الشراكة الذي عرضته واشنطن على دول المغرب العربي قد ألقى بتداعياته على مسار الشراكة المتوسطية، وأفضى إلى جدل حول طبيعة هذا التحرك الأمريكي ومراميه. ولاحظ السيد حشاد بالخصوص أن هذه المبادرة التي « انطلقت بمحتوى تجاري وطبيعة اقتصادية، قد خالطها مؤخرا بُـعد سياسي لم يتم إخفاؤه ». كما لاحظ الدبلوماسي التونسي السيد صلاح الدين بن مبارك، الذي ترأس أشغال الندوة، أن المبادرات الخمسة المطروحة على دول المنطقة تختلف من حيث النوعية واتساع المجال. فهي تنقسم من جهة إلى مشاريع اندماجية شاملة (اتفاقية الاتحاد المغاربي، والمسار الأورو متوسطي)، ومن جهة أخرى مشاريع تبادل حر وتعاون تفضيلي في المجال الاقتصادي (منطقة التجارة الحرة العربية ومسار أغادير والمبادرة الأمريكية الأخيرة التي أعلن عنها الرئيس بوش والرامية إلى إقامة منطقة للتبادل الحر في الشرق الأوسط، والتي يمكن اعتبارها مغاربيا امتدادا لمشروع أيزنشتات).

أما عن كيفية التعامل مع مختلف الشراكات، فالطرف التونسي يقترح اعتماد المنهج العملي، حيث دعا كاتب الدولة المكلف في وزارة الخارجية التونسية بالشؤون المغاربية والإفريقية، السيد يوسف المقدم، دول المنطقة إلى التعامل مع تلك المشاريع بطريقة ذكية وتوفيقية حتى « لا يتحول المغرب العربي إلى حلبة للصراع بين أصحاب تلك المبادرات ». واعتبر أنه من الحكمة أن تتعامل دول المنطقة مع هذه المبادرات بمحض إرادتها حتى تجلب لنفسها أكبر قدر ممكن من المغانم وتدفع عنها أكبر قدر من المغارم. وفي إشارة ذات دلالة سياسية واقتصادية، أكد المسؤول التونسي أن من الضروري أن « يضع المغرب العربي علاقاته مع جواره الأوروبي في أعلى سلم أولياته »، لأنه يعتقد أن أوروبا تظل « الشريك الفعلي الأول للمغرب العربي على جميع الأصعدة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية ». لكنه استدرك من جهة أخرى، حيث طالب بأن التعاون مع أوروبا يجب أن يسير بالتوازي مع الشراكات الأخرى، وفي مقدمتها الشراكة مع الولايات المتحدة.

 

هل المنطقة مُـؤهّـلة لهذه الشراكات؟

 

السفير التونسي السابق أحمد ونيس، قلب المعادلة عندما تساءل حول مدى تأهل دول المنطقة لحسن توظيف المبادرات المطروحة لصالحها، واعتبر أن الإشكال لا يكمن في الشراكات المطروحة، وإنما في الحكومات المغاربية. ودعا السيد ونيس في حديث لسويس انفو حول شروط التأهيل المطلوب، إلى أن يصبح الاتحاد المغاربي هيكلا إقليميا حقيقيا. ولن يحصل ذلك، من وجهة نظره، إلا بشرطين على الأقل، تسوية الخلافات الثنائية بعيد عن التدخل الأجنبي، وفي مقدمتها نزاع الصحراء الغربية. وثانيا، رفع الحواجز بين الأسواق والضمائر، وتنفيذ التحررية بمعانيها الاقتصادية والسياسية. لكن معظم المتدخلين في ندوة تونس تجنبوا التركيز على ما تنص عليه اتفاقية برشلونة بخصوص المسار السياسي، لاسيما ما يتعلق بترسيخ الديموقراطية ودولة القانون وحسن الإدارة، وهو ما أكّـده قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم الأخيرة في اليونان، وهو أيضا ما أصبحت الولايات المتحدة بعد سقوط صدام حسين تؤكّـد على الالتزام به في مشروع شراكتها مع المنطقة العربية ولا شك في أن الأمر قد يثير تحفظات حكومات المنطقة المغاربية التي ترفض التدخل في أسلوب إدارتها للحكم، لكن هل أن الطرفين الأوروبي والأمريكي جادان في العمل على تغيير الممارسات السياسية نحو الأفضل لضمان الاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي؟ وإذا ما حصل ذلك، كيف سيكون رد فعل الحكومات والنخب الديمقراطية المغاربية؟

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 6 جويلية 2003)

 

 

 

 


 

الجزائر: عودةُ مــدنيّ وبـنْ حــاج

بقلم: حافظ الشيخ صالح (*)

خرجَ عبّاسي مدني وعلي بن حاج من سجن الاثني عشر عاماً ليس في إطار مُصالحة وطنية شاملة، لايزال الجزائريون في أمسّ الحاجة إليها، وإنما فقط لأنّ محكوميتهما انتهتْ، وهما خرجا بينما أدوات التكبيل جاهزة مُجهّزة لهما.

ليس يتجادل اثنان في أنّ الانقلاب العسكري على العملية الانتخابيّة، قبل نيف وعقد من الوقت، وبالتالي الحظر القانونيّ التامّ على جبهة الإنقاذ لم يزد النار سوى حطب ووقود، وأدّى، من بين ما أدّى، إلى ردود فعلٍ نفسيّة وسياسيّة اقتادت البلاد إلى تخوم خطرة جدا، فيما ازداد شيوعًا فكرُ الغلاة والتكفيريين والـمُتطرفين، وسيطر على ساحات كثيرة، في النواحي النائية والجبال، لصوصٌ وقَتلَةٌ بامتيازٍ، التفعوا بالإسلام، على أنحاء تذكّر المرءَ، جزئيا، على الأقلّ، بما كان قد حصلَ في مصر طوال ربع قرن، من النصف الثاني من خمسينيّات القرن الماضي إلى نهاية السبعينيات، فمع تغييب العقلاء والحكماء، وإفراغ الساحة منهم، فإنهُ ظهر آنذاك التكفيريون، وأرباب الإرهاب اللامشروع، وتعدّدتْ نسخهم، وتتابعت موسماً بعد موسمٍ، كقطعان تائهة ليستْ تستمع لوعظ الدّولة وفقهائها، بل تتصرّف على ما يحلو لها، مُعتمدة على فقهٍ خاص بها، ضاربة عرض الحائط بالأفكار الوسطيّة السمحاء والعاقلة والعادلة.

ليس مُتوقعاً كثيرَ التوقع أنْ يستطيع الشيخان عبّاسي مدني وعلي بن حاج أنْ يعالجا، بطلاسم وشعوذات، الإرهاب اللامشروع الذي شاعَ وفشا في الجبال والنواحي النائية في أثناء تغييبهما في السجن، وقد تكاثرتْ جماعاتهُ (يعني هذا الإرهاب اللامشروع) وتعدّدت عنواناتهُ، إلا أنّ في وسعهما تقديم الكثير من الرأي السديد، ومن العمل الجدّي، لاستخراج الجزائر من محنتها السياسية (والاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة) الـمُستطردة، وبالتالي تجفيف منابع الإرهاب اللاشرعيّ، ليس على طرائق الاستئصاليين الفاشلة جدا، التي لا تزيد الطين إلا دماً ووجعاً وفاجعة، ولكنْ من طريق الالتئام والتعاون في مشروع وطني عام وعريض، ليس يُقصي غير الإرهابيين اللاشرعيين.

 

(*) صحافي من البحرين

 

(المصدر: صحيفة « أخبار الخليج » البحرينية الصادرة يوم 3 جويلية 2003)

 


 

 

Le retour déroutant d’Ali Benhadj, ex-numéro deux du FIS, à la vie publique
 

Alger correspondance

C’est presque timidement qu’Ali Benhadj, vêtu d’un kamis blanc immaculé, a levé la main pour saluer la foule amassée au pied de la mosquée Ibn Badis à El-Madania, après la prière du vendredi qu’il venait de partager avec eux, comme n’importe quel croyant.

Face à lui, alors qu’il descendait les escaliers de la mosquée, encerclé par des policiers en civil faisant presque corps avec lui, les fidèles, après un bref instant d’hésitation, lui ont répondu par une salve d’applaudissements et quelques youyous de femmes.

 Un salut presque laïque, inhabituel en ce lieu, où l’on aurait plus attendu l’orthodoxe « Allahou Akbar ».« Nous avons applaudi un homme droit plutôt que ses convictions, explique sobrement un barbu, un homme que nous aimons. »

Un homme qui aime dérouter. Alors qu’il était attendu à la mosquée Sunna, à Bab El-Oued, ou à l’autre mosquée Ibn Badis, à Kouba, qui furent des fiefs du FIS dissous, c’est au cœur d’un quartier acquis au parti rival, le Hamas de feu Mahfoud Nahnah, qu’il a choisi d’aller prier.

Les habitants de Diar Echems, la cité Soleil à El-Madania, étaient loin de se douter que le numéro deux du FIS dissous choisirait cette cité populaire où s’entassent 19 000 personnes, aux murs décrépis, aux poubelles débordantes de pauvreté, pour effectuer la prière du vendredi. « C’est Bouteflika qui est là ? », interroge un badaud devant le cortège inhabituel de voitures. « Non, lui répondent des jeunes hilares, c’est Ali Benhadj. »

« Il ne programme rien, il décide toujours au dernier moment, explique Moghni Abdelkader, porte-parole obligé d’Ali Benhadj, car ils lui ont tout interdit sauf la mort. » « Il a choisi ce quartier, ajoute celui qui lui avait succédé comme imam à la mosquée Sunna, parce que c’est ici qu’il a grandi, que cela lui rappelle sa mère et la pauvreté dans laquelle il a été élevé. »

« IL N’A PEUR QUE DE DIEU »

Ici, on se souvient encore du jeune Benhadj, élevé par sa mère, femme de chahid (mort sur le champ d’honneur), quand, en 1962, ils débarquèrent dans cette cité, de retour d’exil en Tunisie, après l’indépendance. Et si Ali Benhadj ne fait pas de déclarations, ce n’est pas parce qu’il a peur – « il n’a peur que de Dieu », est chargé de préciser son porte-parole – « mais parce qu’il a décidé de suivre les conseils des autres « chouyoukh » », les autres leaders du FIS. Une prudence qu’il ne poussera pas jusqu’à accepter de signer les conditions draconiennes dont sa libération a été assortie. « Ali Benhadj a confiance dans la justice du pays, déclare M. Moghni, il a purgé ses douze ans et il se considère libre comme n’importe quel citoyen. »

Une liberté dont il use avec une certaine malice, bien que sous haute surveillance. La veille, sans avertir, il avait rendu visite à Louisa Hanoune, porte-parole du Parti des travailleurs, une femme, d’obédience trotskiste de surcroît, pour la remercier de ses prises de position en faveur de sa libération au cours des douze dernières années. Comme la police lui interdisait de pénétrer dans les locaux de ce parti, c’est sur le pas de la porte qu’il a réitéré sa disponibilité « pour une solution politique » au drame algérien.

« Si Ali Benhadj était un imam quand il a été emprisonné, commentait la veille Abdenour Ali Yahia, son ex-avocat et président de la Ligue de défense des droits de l’homme, la prison l’a transformé en homme politique.« 

Ghania Mouffok

(Source:  Le Monde du 06.07.03)


 

حزب العدالة والتنمية المغربي يدعو إلى مواجهة «التطرف والاستئصال»

الرباط: «الشر ق الاوسط»  

أعلنت قيادة حزب العدالة والتنمية (اصولي معارض) انه تمكن من تجاوز الحملات المتتالية التي تعرضت لها اطره عقب احداث 16 مايو (أيار) الماضي، ودفعت ببعض الشخصيات القيادية في احزاب اخرى الى المطالبة بحل الحزب وطرد كوادره من البرلمان.  

وقال عبد الكريم الخطيب الامين العام للحزب انه بعد تفجيرات الدار البيضاء هبت اقلام وشخصيات سياسية في اطار حملة مسعورة دامت لاسابيع ولكنها فشلت في اهدافها وجعلت الحزب في وضع اقوى واحسن من ذي قبل. واضاف الامين العام الذي كان يتحدث في المؤتمر الاستثنائي للمجلس الوطني للحزب، ان حزب العدالة والتنمية قرر المشاركة في الانتخابات الدفاع عن حظوظه بين الاحزاب السياسية.  

ومن جهته قال سعد الدين العثماني نائب الامين العام، ان حزب العدالة والتنمية يعقد هذه الدورة في ظرف استثنائي اثر الحملة التي طالت الحزب ورموزه وادت الى اقصاء صوته من وسائل الاعلام الوطنية خاصة القناة الاولى والثانية، وذلك رغم التنديد الرسمي لقيادته بالاعمال الانتحارية والمسيرة التي نظمت بالرباط يوم 18 مايو بمشاركة كافة الاعضاء لادانة هذه العمليات.  

واستغرب العثماني انخراط بعض اعضاء الحكومة في الحملة المضادة للحزب «وضمنهم من فقد صوابه وطالب بحل حزبنا ومنهم من طالب بالاعتذار»، وهو الامر الذي رفضه الحزب. وأضاف ان للحزب اختياراته الواضحة التي تتماشى والاطار العام الذي ينظم العملية السياسية القائمة على الاسلام والملكية الدستورية ووحدة التراب المغربي.  

وعن الشبهات السياسية التي اثيرت حول الحزب بعد العمليات اكد العثماني «ان حزب العدالة والتنمية لا يتحمل اية مسؤولية معنوية عن الاحداث الارهابية، وانه يرفض هذه التهمة جملة وتفصيلا وبدون تردد لأن الحزب يقدم نسفه داخليا وخارجيا على انه مدرسة لانتاج الاعتدال وتوسيع مجاله داخل صف ما يصطلح عليه بالصحوة الاسلامية وهذا الاختيار الذي ساهم في تقوية خط الاعتدال والمشاركة السياسية والاجتهاد والوسطية».  

وحول تهمة احتكار الاسلام اوضح العثماني ان حزب العدالة والتنمية «حزب سياسي له مرجعية اسلامية التي هي مرجعية الدولة المغربية، وانه ليس حزباً دينيا طائفيا خاصا بالمسلمين او ناطقا باسم الاسلام في هذا البلد». وأكد في ذات السياق ان اتهام الحزب بمعاداة اليهود المغاربة أمر مغلوط يروج له البعض اذ ان ادبيات الحزب تفرق بين اليهودية كدين سماوي والصهيونية كنظرية استعمارية عنصرية تحاربها كما يحاربها كل شرفاء العالم من مسلمين ويهود ونصارى.  

الى ذلك أوضح العثماني ان الشهر المقبل سيشهد معركة حاسمة على صعيد وحدة التراب المغربي لأن المشروع المعروض حاليا من قبل الامين العام للامم المتحدة امام انظار مجلس الامن ليس تراجعا عن الحل السياسي الذي قبلت به بلادنا من الناحية المبدئية وعدوة من جديد لحل الاستفتاء كما طالب العثماني باطلاق سرح 1160 اسيرا مغربيا محتجزا في مخيات رغم انه من المفروض ان اطلاق سراح جميع الاسرى بعد دخول اتفاق اطلاق النار حيز التنفيذ في سبتمبر (ايلول) 1991.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 6 جويلية 2003)


 

صقور البيت الأبيض: لماذا تنتشر الديمقراطية في شتى انحاء العالم ما عدا العالم العربي؟

 

منظرا «المحافظين الجدد» يريان أن لأمريكا واجبا أخلاقيا في نشر الديمقراطية وأن الطريق إليها يبدأ من بغداد

 

بقلم: هاشم صالح

 

لكي نفهم ما الذي يجري حالياً، أو ما سيجري مستقبلاً، ينبغي أن نقرأ هذا الكتاب الذي ألّفه اثنان من صقور البيت الأبيض، هما: ويليام كريستول ولورنس ف. كابلان.. الأول هو أحد المثقفين الأكثر نفوذاً في واشنطن حالياً، وهو خريج جامعة هارفارد ويشرف مع روبيرت كاغان على إدارة مركز بحوث يهتم بدراسة الموضوع التالي: «مشروع من أجل القرن الأميركي الجديد».  

وأما الثاني، أي لورنس ف. كابلان، فهو خريج جامعتي كولومبيا واكسفورد، وقد قدم للطبعة الفرنسية البروفيسور فرانسوا هايزبورغ، مدير المعهد الفرنسي للبحوث الاستراتيجية. ونفهم من كلامه، أن ويليام كريستول هو المنظّر الفكري للجماعة التي تدعى الآن في واشنطن بالمحافظين الجدد، وهي تسمية خادعة في الواقع وتعني عكس مضمونها!. فالمدرسة الفكرية التي يتزعمها كريستول، ذات طابع ثوري لا محافظ، لكن التسمية راجت في شتى أنحاء العالم حتى أصبح من الصعب تغييرها. لماذا نقول ذلك؟، لأن الرؤية العامة التي تقدمها هذه المدرسة عن العالم، ديناميكية وراديكالية، وليست محافظة أو جامدة.

* الرئيس الامريكي وفريقه يدعون إلى تغيير العالم بكل بساطة، ويشبّههم فرانسوا هايزبورغ بنابليون بونابرت الذي أراد تغيير العالم في وقته وحمل مبادئ الثورة الفرنسية إليه، ولو على رؤوس الحراب. وهذا ما يفعله بوش وجماعته حالياً. فهم ايضا يريدون أن ينقلوا القيم الديمقراطية والمثل العليا الأميركية إلى شتى أنحاء العالم، وإذا كانوا قد ابتدأوا من بغداد فإنهم لن يتوقفوا هناك، كما يقول ويليام كريستول، على العكس، ان بغداد ليست إلا نقطة الانطلاق نحو آفاق أخرى جديدة. بالطبع فإن نابليون بونابرت، كان يحقق ايضا مصالح فرنسا عندما فتح إيطاليا وغيرها من دول أوروبا، التي كانت محكومة من قبل أنظمة اقطاعية واستبدادية آنذاك، وحملته على مصر تشبه في بعض نواحيها حملة بوش على العراق.  

لكن في كلتا الحالتين هناك الحلم بمُثل عليا وإمكانية زرعها في مناطق أخرى من العالم، وبالتالي فلا يمكن القول بأن المصالح وحدها هي التي تحرك نابليون وبوش كما زعم بعض الآيديولوجيين العرب أو الفرنسيين، ولو ان الأمر كذلك، لما استقبلت جيوشهما بالحماسة والترحاب من قبل عدد لا بأس به من السكان، فالتخلص من نير الاستبداد والاضطهاد شيء تتوق إليه جميع شعوب الأرض، لكن إذا ما تحول جيش بوش إلى جيش احتلال وقمع، فسوف يحصل له ما حصل لجيوش بونابرت.  

ويرى فرانسوا هايزبورغ في مقدمته العامة للطبعة الفرنسية، انه إذا كانت طروحات الكتاب تستحق النقد الشديد، إلا أنه من الخطأ أن نستهين بها، فهي التي تحرك العالم حالياً بسبب تبنّيها من قبل إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، وبالتالي فلا يمكن أن نفهم مصير العالم إلا إذا اطلعنا على هذا التيار الفكري الذي استلم مقاليد الأمور في واشنطن بعد 11 سبتمبر.  

ما هي الأطروحة الأساسية التي ينبني عليها الكتاب؟، انها تتلخص في كلمات معدودات، لكن شرحها يطول. يرى المؤلفان أن هناك ثلاثة تيارات أساسية تخترق السياسة الأميركية، الأول هو التيار الواقعي الضيق الذي يمثله جورج بوش الأب، فهذا الرجل الذي حرّر الكويت من براثن صدام لم يشأ أن يذهب إلى أبعد من ذلك، لأن مصالح أميركا استوفت حقها. وهذا التيار يرفض بحجة الواقعية في السياسة، ان يتدخل في شؤون الدول الأخرى أو أن يغير أنظمتها الفاسدة. وأما التيار الثاني، فهو التيار الليبرالي الوهمي أو حتى اليساري السطحي إن لم نقل السخيف، ويمثله بيل كلينتون الذي لم يتجرأ على المواجهة مع بن لادن وصدام. وأما التيار الثالث فهو الذي يمثل روح أميركا وجوهر مبادئها الحقيقية، ويمثله حالياً جورج بوش الابن الذي قطع مع سياسة والده وسياسة بيل كلينتون وانتهج خطاً آخر، وهو خط الرؤساء الكبار في التاريخ الأميركي، أي خط ويلسون وروزفيلت وترومان وكندي وريغان، ويدعوه المؤلف بالخط التدخلي الكوني.  

انه الخط الذي يقول بأن أميركا مكلفة بنقل رسالة إلى العالم، وهي رسالة الحرية والديمقراطية والتسامح الديني وتحقيق البحبوحة الاقتصادية والسعادة للشعوب، وإذا ما تخلت أميركا عن هذه المبادئ، فإنها تكون قد خانت جوهر رسالتها ومبرر وجودها. ويعترف ويليام كريستول بأن بوش الابن لم يكن واعياً بهذه الرسالة، بل كان يمشي على سياسة أبيه حتى حصلت كارثة 11 سبتمبر، بعدئذ حصل انقلاب كامل لدى الرجل وأصبح شخصاًً آخر، فالكوارث أو المحن تصنع الرجال على ما يبدو، وبوش لم يصبح رئيساً فعلياً لأميركا إلا بعد 11 سبتمبر، بل وأصبح يحلم بأن يرقى إلى مستوى الرؤساء العظام في التاريخ الأميركي: أي إلى مستوى ابراهام لنكولن، وودرو ويلسون، وجون كندي، وبالطبع ريغان.  

لذلك، وبعد مرور عام كامل على 11 سبتمبر، ألقى جورج دبليو بوش خطاباً مهماً، ثم اصدر وثيقة باسم «استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة». في الواقع ان الخطاب سبق الوثيقة ببضعة أشهر، لكنه بلور خطوطها العريضة، وهي تقوم على ثلاثة أفكار أساسية: العمل الوقائي، تغيير الأنظمة، الهيمنة الأميركية على العالم.  

نلاحظ ان الكتاب كله يدور حول شرح هذه النقاط الثلاث بعد صفحات عديدة مخصصة للحالة العراقية، في الواقع ان هيكلية الكتاب واضحة جداً وربما كان من الافضل أن نستعرضها قبل أن ندخل أكثر في صلب الموضوع، فبعد المقدمة العامة للطبعة الفرنسية يجيء فصل بعنوان «صدام حسين. الطغيان والعدوان وأسلحة الدمار الشامل». وبعده يجيء فصل ثلاثي الأبعاد بعنوان «الرد الأميركي على التحدي»، وهو يتفرع إلى ثلاثة فروع: رد تيار الواقعية الضيقة أو القصيرة النظر (أي بوش الأول أو الأب)، رد الليبرالية السخيفة (أي كلينتون)، الرد الأممي الذي يعبّر عن جوهر أميركا (أي بوش الثاني أو بوش الابن).  

ثم يلي ذلك مباشرة فصل بعنوان «رسالة أميركا أو مهمتها»، وهو يتفرع ايضا إلى ثلاثة فروع: 1 ـ من سياسة الردع إلى سياسة الحرب الوقائية، 2 ـ من سياسة الاحتواء إلى سياسة تغيير الأنظمة، 3 ـ من سياسة الضعف إلى سياسة الهيمنة المعلنة على العالم.. ثم ينتهي الكتاب بخاتمة قصيرة.  

ونلاحظ ان الكتاب يتخذ طابع «المانيفست» من حيث زخمه الفكري وقوة لهجته وتصميمه، وهدفه توضيح «عقيدة بوش» للعالم، وهي العقيدة التي تضمنتها الوثيقة الشهيرة باسم استراتيجية الأمن القومي التي ذكرناها آنفاً. ولا يمكن أن نفهم السياسة الحالية لأميركا إن لم نطلع على هذه الوثيقة المشكَّلة من ثلاثة محاور، المحور الأول يتعلق بالحرب الوقائية، وقد تم تطبيقها على العراق كمرحلة أولى، ماذا يعني ذلك؟، انه يعني ما يلي، وبحسب النص الحرفي للوثيقة: «إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأهداف الحقيقية للدول المارقة والإرهابيين، فإن الولايات المتحدة لا يمكنها بعد اليوم أن تنتظر حتى تُضرب لكي تدافع عن نفسها كما كانت تفعل في الماضي»، بمعنى آخر، فإنها لا تريد أن تتكرر مأساة 11 سبتمبر مرة أخرى، وبالتالي فإنها سوف ترصد الأخطار المحيطة بها، ثم تحاول تحييدها الواحد بعد الآخر، وهذا ما فعلته في العراق أخيراً، لكن قد تنتقل إلى دول أخرى لاحقاً. وأهم هذه الدول، ليس سورية ولا حتى إيران، وإنما الباكستان!. وقد بذلت أميركا جهوداً استخبارية ضخمة في السنتين الأخيرتين من أجل تفكيك شبكة «القاعدة» على أراضيها وفي العالم اجمع، وساعدتها على ذلك أجهزة الاستخبارات الأوروبية إلى حد كبير، بالاضافة إلى دول صديقة عديدة ومن بينها دول عربية.  

وفي رأي زعيم المحافظين الجدد من الناحية الفكرية ويليام كريستول، فإن سياسة الاحتواء أو الحجز التي كانت متبعة سابقاً لم تعد كافية، وإنما ينبغي أن تلجأ أميركا إلى الضرب المسبق إذا ما كان ذلك ضرورياً، وقد نجحت نجاحاً باهراً في افغانستان والعراق، فلماذا لا تنجح في أماكن أخرى؟.  

وهنا نلاحظ أنه يشنّ هجوماً عنيفاً على التيارين الليبرالي واليساري في أميركا، ويقول بما معناه: لو بقي كلينتون في السلطة لما حصل أي تغيير في العراق أو افغانستان، فالرجل جبان من الناحية العسكرية والسياسية ولا يجرؤ على اتخاذ القرار الصعب في الوقت المناسب. وأما بوش الأب، فكان «وقحاً» في واقعيته لأنه ترك الثوار العراقيين يُسحقون بالدم وهو يتفرج عليهم بعد أن كان قد حرضهم على التمرد!.. وهذا شيء لا يمكن أن يفعله جورج بوش الابن بحسب رأي ويليام كريستول، لماذا؟، لأنه رجل قوي ويمثل جوهر الروح الأميركية التي لا تنام على الضيم.. وبالتالي فمن حسن حظ أميركا، انه كان على رأسها رجل مثله عندما حصلت كارثة 11 سبتمبر، وليس بيل كلينتون.. نلاحظ ان المؤلف يصفّي حساباته هنا مع العهد السابق بكل تشفّ وشماتة، إن لم نقل أكثر من ذلك..  

أما المحور الثاني في عقيدة بوش السارية المفعول حالياً، فيتمثل في الانتقال من سياسة الاحتواء إلى سياسة التدخل المباشر وتغيير الأنظمة الاستبدادية المارقة بالقوة. من المعلوم أن سياسة الاحتواء كانت قد اتبعت طيلة الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي حتى جاء ريغان واتبع سياسة أكثر هجومية، نقول ذلك ونحن نعرف أنه هو الذي استخدم مصطلح «امبراطورية الشر»، الذي استعاره بوش الابن في ما بعد وطبقه على دول محور الشر. ويقول الخبراء ان سياسة ريغان الهجومية هي التي أدت إلى اسقاط الاتحاد السوفياتي أخيراً، وبوش الابن يعتبر نفسه تلميذاً لريغان لا لأبيه. ثم اتبع كلينتون سياسة الاحتواء المزدوج ضد العراق وإيران لسنوات عديدة، لكن بوش قطع مع هذه السياسة وقال: لا يمكن حماية أميركا والعالم الحر من الأخطار إلا إذا اتبعنا سياسة هجومية تمحق الأعداء محقاً، حتى قبل أن يُتاح لهم الوقت الكافي لكي يتحركوا..  

لكن هناك سبباً أخلاقياً لاتباع مثل هذه السياسة، فأميركا لا يمكن أن تكون وفيّة لمبادئها وحضارتها إن لم تدافع عن المظلومين والمضطهدين، وإن لم تواجه الأشرار بكل حزم. ومن بين هؤلاء الأشرار الذين لا يفهمون إلا لغة القوة، شخصان أساسيان: بن لادن، وصدام. هذا هو جوهر كلام «كريستول»، لكنه ينسى بالطبع آرييل شارون، الذي يهدد السلام العالمي في فلسطين!.  

وبالتالي فإن من مسؤولية أميركا حماية الشعب العراقي وبقية الشعوب العربية والإسلامية من بطش هؤلاء، وإلا فإن أميركا تكون قد خانت مبادئها الأساسية، وبالتالي فالمسألة هي مسألة واجب أخلاقي قبل أن تكون مسألة مصالح شخصية أو دفاع عن الذات.  

ثم يهاجم ويليام كريستول بعض المثقفين الأميركيين الذين يشكّكون بإمكانية تصدير الديمقراطية إلى الشعوب الأخرى، ومن بينها الشعوب الإسلامية. وهم يهاجمون سياسة بوش ويحذرون من مخاطرها ويقولون: علينا ألا نتدخل كثيراً في شؤون الدول الأخرى.. وبوش شخص مغامر قد يؤدي بنا ـ وبالعالم ـ إلى ما لا تُحمد عقباه..  

لكن المؤلف يرى في هذا الموقف نوعاً من الاستقالة الأخلاقية والسياسية لأميركا، وهذا لا يليق بها، فجميع الشعوب تطمح إلى الحرية ولا يمكن استثناء الشعوب الإسلامية منها. ويقول ان هؤلاء المثقفين أنفسهم كانوا يصرحون في فترة سابقة بأن شعوب أميركا اللاتينية ليست مستعدة لممارسة الديمقراطية، وبالتالي فلا يحق لأميركا أن تجبرها على ذلك، ثم تغيرت الظروف وأصبحت الأنظمة هناك كلها ديمقراطية وقائمة على الانتخابات الحرة. وبعد سقوط الشيوعية، انتشرت الديمقراطية في كل أرجاء أوروبا الوسطى والشرقية. والآن بعد أن لم تبق في العالم أي منطقة خارج الديمقراطية إلا منطقة العالم العربي والإسلامي، نجد هؤلاء المثقفين أنفسهم يقولون: حذار! لا تصدروا الديمقراطية إلى هناك لأن العالم الإسلامي في جوهره مضاد للديمقراطية!.  

ثم يستطرد ويليام كريستول قائلاً: ولكن هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق بدليل ان الديمقراطية حققت تقدماً ملموساً في العالم الاسلامي غير العربي كتركيا وايران واندونيسيا مثلاً. وحتى في العالم العربي حصل بعض التقدم في المغرب والبحرين وقطر.. وكان الرئيس بوش قد صرح قائلاً في الأول من يونيو (حزيران) عام 2002: «ان شعوب الأمم الاسلامية تريد نفس الحريات التي تريدها الشعوب الاخرى وتحلم بنفس الامكانيات. وهي تستحق الحياة الكريمة مثل غيرها. وينبغي على حكوماتها ان تهتم بمشاعرها وآمالها».  

ما هي أسباب انتشار الديمقراطية في شتى انحاء العالم ما عدا العالم العربي؟ على هذا السؤال يجيب المؤلف قائلاً: هناك عدة أسباب او تفسيرات مقترحة. البعض يعتقد بأن الثقافة التقليدية السائدة في العالم العربي تحول دون الديمقراطية. فهذه الثقافة تدخل في صراع مكشوف مع الحداثة وقيمها الاساسية: كقيمة التسامح الديني، والتعددية الفكرية والمذهبية، والعلمانية. والبعض الآخر يعتقد ان السبب يعود الى ارتفاع نسبة الأمية في البلدان العربية بشكل مخيف. وهناك من يقولون بأن الفقر هو السبب، والنظام الديمقراطي بدون دعامة اقتصادية متينة لا يمكن ان يصمد. والبعض الآخر يحتجون بضعف المجتمع المدني وعدم وجود تراث ديمقراطي أو ثقافة معارضة في تاريخ العرب. فالرأي الواحد، أو المذهب الواحد، كان دائماً هو السائد منذ عهد الامويين وحتى اليوم. وليس من السهل ان تزرع فكرة جديدة في أرض غريبة عليها تماماً.  

كل هذا قد يجوز، بل هو جائز حتماً. ولكن حتى شعوب أوروبا المتقدمة كانت في يوم من الايام خاضعة لاستبداد المذهب الواحد والحزب الواحد والقائد الاوحد ثم تخلصت من كل ذلك فيما بعد واصبحت تعددية، ديمقراطية، حرة. وآخر مثال على ذلك اسبانيا في عهد فرانكو، والبرتغال في عهد سالازار.  

فما الذي منع الشعوب العربية من التوصل الى الحرية وذوق طعمها يوماً ما. والسؤال المطروح بعدئذ هو التالي: لماذا تصر اميركا وبمثل هذا الالحاح على تصدير الديمقراطية الى العالم العربي؟ هل لها مصلحة شخصية في ذلك؟ وجواب المؤلف هو: نعم. فالانظمة الديمقراطية، أو المنفتحة والحرة، نادراً ما تلجأ الى اساليب الحرب والارهاب من اجل حل مشاكلها، وبما ان اميركا اكتوت بنار الارهاب يوم (11) سبتمبر فإنها لا ترغب في ان تدفع الثمن مرة اخرى. ولذلك فهي تدعو الانظمة العربية الى الانفتاح الفكري، وتغيير برامج التعليم الديني، والقبول بافكار التسامح والتعددية المذهبية وقيم الحداثة الاخرى.  

فلو ان الشعب العراقي استشير في الأمر هل كان سيدخل في حرب جهنمية مع ايران بدون اي حاجة ملحة؟ وهل كان سيجتاح الكويت بعد ذلك بفترة قصيرة؟ اما كان سيعد الى العشرة اكثر من مرة قبل ان يدخل في مغامرات خطرة كهذه؟ ولكن بما ان مسألة الحرب والسلم، اي الحياة والموت، كانت موجودة في يد شخص واحد فإن المصيبة وقعت وتكررت وأدت الى خراب البلاد والعباد. وهذا ما عبر عنه الفيلسوف ايمانويل كانط عندما قال بأن النظام الاستبدادي ميال بطبعه الى الانخراط في المغامرات المجرمة والخطرة لأن الشعب وحده هو الذي يدفع الثمن. أما رئيس الدولة وعائلته وجماعته فلا يصيبهم أي أذى! ولكن في النظام الديمقراطي الذي سيستشير مؤسسات الشعب قبل اتخاذ قرار مصيري كهذا نلاحظ ان ممثلي الشعب يناقشون الموضوع طويلاً قبل ان يحسموا القرار. وهم عادة يحاولون كل الوسائل الاخرى قبل ان يجربوا خيار الحرب كحل اخير. لماذا؟ لأنهم يعرفون انهم جميعاً سيدفعون الثمن. فالحرب دمار ورعب ومجازر.  

بهذا المعنى فإن الانظمة الديمقراطية هي وحدها التي تفهم لغة الحوار وتمارسها وتنأى بقدر الامكان عن لغة التهديد والوعيد والارهاب: اي لغة بن لادن وصدام وأشكالهما..  

ثم يضيف ويليام كريستول قائلاً: ولهذا السبب فإن اميركا ترغب في انتشار الديمقراطية في شتى انحاء العالم الاسلامي والعربي لأن الديمقراطية هي السد المنيع ضد الاصوليات المتطرفة والعقليات المستبدة. والعالم العربي سوف يتخلى عن اللغة العنترية والديماغوجية التي تسيطر عليه منذ سنوات طويلة بمجرد ان ينفتح فكرياً وسياسياً ويدخل في العصر الديمقراطي.  

واخيراً يحاول المؤلف ان يقنعنا بأن الهيمنة الاميركية على العالم هي الضمانة الوحيدة لحفظ السلام والأمن في هذا العالم بالذات. فالقوى الاخرى الموجودة ـ اي الأمم المتحدة، او اوروبا، أو الصين ـ عاجزة عن تحقيق ذلك لأسباب مختلفة. وقد أثبتت الأزمة العراقية ذلك بكل وضوح. واما الفرنسيون فيحسدون اميركا ومصابون بعقدة النقص تجاهها. ولكنهم يعرفون في نهاية المطاف بأن هيمنة اميركا على العالم شيء ينفعهم ولا يضرهم.. ويختتم المؤلف كلامه قائلاً: لقد ابتدأ طريقنا من بغداد، ولكنه لن يتوقف هناك. فاميركا لا تستطيع ان تتخلى عن مسؤوليتها في تشكيل نظام عالمي متين وجدير بهذا الاسم. وتقع على كاهلها مسؤولية تحييد كل قوى الشر والارهاب في اي مكان في العالم.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 6 جويلية 2003)


 

مـاذا كسبت التجربـة الديمقراطية التركية من المشاركة السيـاسية الإسلامية ؟

بقلم: د. إدريس بووانو

 

قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن حجم المكاسب التي جنتها ديمقراطية بعض بلدان عالمنا الإسلامي الحديثة العهد بالتجربة الديمقراطية من مشاركة الإسلاميين في الحياة السياسية، لكن الأمر مختلف تماما  في دول قطعت فيها التجربة الديمقراطية أشواطا ، فهذه في نظري تستحق أن ينظر فيها ، ويبحث عما كان للتجربة السياسية الإسلامية من دور في تطور هذه التجربة أو في إخفاقها، ويتعلق الأمر بنموذج التجربة الديمقراطية التركية في ظل الدولة التركية الحديثة ذات الدستور العلماني .

 فبالرغم من تحفظاتنا على بعض فصول وأشواط هذه التجربة إلا أنها تبقى نوعية وفريدة ، تحمل دروسا ودلالات من المفيد جدا أن يأخذها بعين الاعتبار كثير من ديمقراطيي بلدان عالمنا الإسلامي.

 

التجربة التركية: دروس ودلالات

لقد واكبت أطراف من التيار الإسلامي بالمجتمع التركي التجربة الديمقراطية التركية منذ وقت مبكر، وكان لها أثرها الواضح في تطويرها وإكسابها قصب السبق مقارنة مع مجموعة من الديمقراطيات العربية ،التي قرر بعضها إقصاء هذا التيار الإسلامي  من أي مشاركة ، وبعضها انقلبت عليه، وبعضها الآخر اتخذ إشراك هذا التيار بشكل جزئي.

 سنحاول في هذه المقالة أن نبسط الحديث عن  التجربة الديمقراطية التركية ، مشيرين في البداية الى المأزق الذي وقعت فيه النخبة السياسية الكمالية عقب تشكيل الدولة التركية الحديثة . ونتبع ذلك بالحديث عن دور إقرار نظام التعددية داخل الحياة السياسية التركية في بروز كثير من القوى السياسية . وفي بحر هذا العنصر نعرض بشكل مقتضب  للمحاولات  الأولى لتأسيس تجربة سياسية إسلامية قبل أن تستقر في ظل نماذج أحزاب معينة ، انطلقت من التوجه الإسلامي . أما حديثنا عن عنصر مكاسب التجربة الديمقراطية التركية من  مشاركة التجربة السياسية الإسلامية ، فسنشير إليه في محور أسميناه ب : نتائج إقرار نظام التعددية.

وسوف لا يفوتنا في  هذا العنصر أن نعرض لموقف طرف داخل الحياة السياسية التركية وهو التيار العلماني من مشاركة التجربة الإسلامية السياسية. وفي الأخير نقف عند خلاصات. نلفت النظر من خلالها لأهم ما كسبته وحققته التجربة الديمقراطية التركية.

 

 النخبة السياسية الكمالية والمأزق الديمقراطي

 

عقب تأسيس الجمهورية التركية واجهت النخبة الكمالية ثلاث اشكالات :

الإشكال الأول : إيجاد هوية وطنية مناسبة للتربة التركية ذات الجذور الإسلامية

الإشكال الثاني : تحديد بناء سياسي يتفق وينسجم مع الهوية المقترحة .

الإشكال الثالث : حل مسألة التحديث ، والمضي بتركيا نحو اللحاق بركب الاتحاد الأوروبي.

الإشكال الرابع : حسم مفهوم محدد للديمقراطية .

 

أما الإشكال الأول فقد عملت النخبة الكمالية على إعادة تشكيل الهوية التركية على أن تكون مصاغة في قالب  » تركيا الأناضولية » ، وبالنسبة للإشكال الثاني فقد تمت صياغة البناء السياسي على الأساس الجمهوري ، أما عملية التحديث  جوهر الإشكال الثالث فقد رفع خيارا بالنسبة لعامة النخبة التي حسمت صراع الأقاليم لصالح المؤسسة العسكرية والبيقراطيين ، كما حسمت صراع الأقاليم في بعدها الهيكلي لصالح المركز وان كان ذلك بثمن باهض جدا تمثل في القمع الشديد لكل تطلع انفصالي خاصة في المناطق الكردية.

 

لكن بالنسبة للإشكال الرابع فقد بقي معلقا،ذلك أن النخبة العسكرية والبيروقراطية الحاكمة ورثت نمطا من التسيير والتنظيم يرجع الى الحقبة العثمانية غير أنها أعادت إنتاج هذا النمط  في شكل إيديولوجي حديث ، ولعل ذلك ما جعل نخبة الدولة تميل نحو مفهوم  »الرأس  » للديمقراطية باعتبارها مسألة خاصة بالمسؤولية السياسية ، وليس بالضرورة تعنى بالمشاركة السياسية ، وكان هذا هو مفهوم الحكومات العسكرية الثلاث التي حكمت تركيا منذ الحرب العالمية الثانية عن الديمقراطية ، وفي كل حالة يقع فيها انحراف عن هذا المفهوم كان يسجل تدخل العسكر لضبط الديمقراطية حتى تكون أكثر انسجاما مع مفهومها السالف التحديد، ثم يعود سريعا الى الثكنات .

 

مع إقرار نظام التعددية سيحصل اصطدام بين  »نخبة الدولة » وتوجهات  »نخبة السياسة » التي ارتبطت بنوع من العلاقة مع الجماعات الاجتماعية ، فلاقت ترحيبا من لدن الفئات وبعض النخب والشرائح الاجتماعية.

اعتبرت النخبة السياسة البرلمانية نفسها ممثلة للشعب ، وأكدت بصورة واضحة على المفهوم الأفقي للديمقراطية بوصفها مشاركة سياسية .

 

حينئذ أصبحنا أمام عنصرين حاسمين في البنية السياسية والدستورية للدولة التركية الحديثة :

العنصر الأول يتكون من المؤسسة العسكرية والتي لها منظور خاص في بناء الدولة ، تكرس عبر أحكام قانونية .

العنصر الثاني : الدولاني ETATISM الذي يحول دون بروز أي نوع من التمايز الوظيفي داخل النظام السياسي بين الخاص والعام.

حسم الصراع في البداية لصالح نخبة الدولة التي اعتبرت نفسها  » الوصية » على التقاليد العلمانية.

لكن الأمر سوف يأخذ مسارا آخر ، ذلك أنه مع إقرار نظام التعددية ستشهد الساحة السياسية التركية انفتاحا سياسيا في اتجاه مختلف القوى داخل تركيا ، وسيستفيد من هذا الانفتاح التيار الإسلامي  الذي نشط كثيرا مع نهاية الستينات وبداية السبعينات وستتبلور داخله نخبة سياسية إسلامية سوف لا تكتف بالمطالبة بالحق في المشاركة في العملية السياسية بلأدي تطور مشاركتها إلي تبلور شعور عند خصومها بوجود تهديد حقيقي لها و التي عمدت الى حشد جل الوسائل لتقويض بنيان هذه النخبة الصاعدة من خلال سياسة تجفيف منابعها والتضييق عليها ، وحصل في البداية  تواطؤ غير معلن بين نخبة الدولة ونخبة السياسة في مواجهة المكون الجديد ، ولم تكن هذه المواجهة برغم ما صاحبها من سياسات والاعتقالات وحل الأحزاب و إعلان حالة الطورائ في البلاد أكثر من مرة سوى مؤشرا على رغبة طائفة من نخبة الدولة الإبقاء على المفهوم القديم للديمقراطية ، وهو المفهوم الذي لم يعد يجد سنده مع إقرار نظام التعددية السياسية.

 

 التجربة السياسية الإسلامية ومحاولات التأسيس:

 

شكل إقرار نظام التعددية الحزبية والديمقراطية مؤشرا هاما في بدئ مرحلة جديدة من العلاقات بين الدين والدولة في المجتمع التركي في تجاه يمكن أن نقول عنه  »اتجاه تصالحي » ،فحدث أن فتحت مجموعة من الأحزاب أذرعها لاستقبال أبناء التيار الإسلامي ، والمفارقة أن الحزب الوحيد الحاكم آنذاك-حزب الشعب الجمهوري – والذي كان متزعما للإصلاحات الكمالية بكل سلبياتها ، كان سباقا  للانفتاح على هذا التيار ، فغير من مفهوم العلمانية التقليدي الذي رفعه منذ عشرين عاما ، وأقر بموجب ذلك عام 1947 إجراءات خاصة ، فاعتبر في إحدى مؤتمراته بأن الدين غذاء روحي للمجتمع ، ومن بين تلك الإجراءات : إقامته دورات لتخريج الأئمة والوعاظ ، فتحه  كلية الإلهيات بأنقرة ، إدخاله الدين كمادة اختيارية في صفوف المرحلة الابتدائية ، تسهيله الذهاب الى الحج .

 

سمح الانفراج الذي شهدته الحياة السياسية عقب إقرار نظام التعددية  بقيام محاولات أولى لتكوين أحزاب إسلامية تتبنى مباشرة المشاعر والمظاهر الإسلامية.،  وفي 19 يوليوز 1946 قام كل من نجمي كوناش ، ومصطفى أوزبك بتشكيل حزب  » حماية الإسلام » فقامت قيادة الأحكام العرفية بإغلاق هذا الحزب في 12 شتنبر من نفس السنة بحجة أن الحزب قد اتخذ من الدين أداة سياسية . وفي 8 يوليوز 1947 قام جواد رفعت أتيل خان المعروف بعدائه  للصهيونية ، وهو جينرال سابق بالجيش التركي مع بعض زملائه بانشاء  » حزب المحافظين  » وذكر في لائحته أنه يعتمد على الأسس الإسلامية في برنامجه ، فأغلقت السلطات التركية هذا الحزب قبل أن يبدأ نشاطه ، ثم قام المارشال فوزي جاقماق-وكان يعد أحد أدوات كمال أتاتورك المعتمد عليهم في السيطرة على الجيش وباقي مقاليد وشؤون البلاد- ومعه فئة من اليمين المسلم بإنشاء حزب يميني بروح إسلامية في 20 يوليوز 1948 حمل اسم *حزب الأمة*،ونصت لائحة هذا الحزب على احترامه لعادات البلاد ، وأعرافها ، واحترام الدين ، إلا أن الدولة ألغته عام 1953 بحجة أنه حزب ضد النظام الجمهوري الذي أسسه كمال أتاتورك .

 

فشلت المحاولات الإسلامية في البداية – كما رأينا- أن تجد مسلكا لها في ظل حزب سياسي معترف به قانونيا ، والملاحظة التي تثير الانتباه في هذا الإطار ، هي أن عناصر من المؤسسة العسكرية هي التي باشرت قيادة عمليات العلمنة في أواخر الدولة العثمانية ، وفي المقابل فإن طليعة السباقين  للمناداة بإعادة الاعتبار لهوية المجتمع التركي الإسلامية هم أفراد من المؤسسة العسكرية نفسها، من خلال محاولاتهم الحثيثة نحو تأسيس أحزاب إسلامية كما رأينا .إلا أن وجه الاختلاف هو أن عملية الاستمرار في الدعوة  داخل المجتمع التركي ستتكفل بها النخبة الإسلامية المثقفة من  المجتمع المدني، عكس ما حصل مع عملية العلمنة ، فلقد كان من طليعة المؤسسين   مثقفون من النخبة العثمانية ، أمثال نامق كمال ، وضياء باشا ، لكن الذين سيستمرون في حمايتها ضباط من المؤسسة العسكرية ، وستسمح التعديلات التي أدخلوها على الدستور في زيادة تمكينهم على رأس القيام  بهذه المهمة الى يومنا هذا، الى جانب نخبة مدنية داخل مجموعة من الأحزاب.

 

لم يمنع فشل المبادرات الإسلامية في إيجاد منفذ لها من خلال تكوين حزب إسلامي  من انتهاج سياسة  الانخراط في حزب قائم لعلها تجد من خلاله معبرا لأفكارها ولطموحاتها، وسيتحقق الأمر بشكل واضح مع الحزب الديمقراطي الذي عد أول حزب معارض للحزب الجمهوري ، وكان زعيمه  آنئذ عدنان مندريس الذي كان من القياديين داخل الحزب الجمهوري ،عرف عنه تميزه بفكره الليبرالي ، وتحاشيه المعاداة الصريحة للمشاعر الإسلامية.

 

جاءت انتخابات 1950 لترجح كفة الحزب الذي شكل الدين عنصرا قويا في مشاريعه ومطالبه وإصلاحاته، وقد كان الحزب الديمقراطي بزعامة مندريس أكثر الأحزاب تمسكا ومطالبة بهذه الإصلاحات ، ومع هذا الحزب ستشهد عودة الإسلام الى الحياة التركية – شملت تقريبا فترة الخمسينات- عبر مجموعة من الإجراءات سمح بها أثناء وجوده على رأس السلطة من مثل سماحه برفع الآذان باللغة العربية ، و إلغائه  الحظر على البرامج الدينية، وتشريعه  دروس الدين في المرحلة المتوسطة ، وبنائه  للمساجد ، ومنحه الصفة القانونية لمعاهد الأئمة والخطباء.. وفي المقابل رفض ظهور أي تنظيم لحزب إسلامي  خوفا أن يسحب منه  القطاع الإسلامي العريض  الذي كانت منه تتشكل  القاعدة الشعبية لحزبه ، كما كان حرصه شديدا في تحقيق توازن بين النزعتين الإسلامية والعلمانية.

 

وفي جانب حمايته للنزعة العلمانية هذه  قام  ببعض الإجراءات المهمة ، لكنها لم تكن لتشفع له أمام حماتها وغلاتها الذين لم يطيقوا عودة المظاهر الإسلامية بشكل واضح للحياة التركية ، فكان أول انقلاب عسكري في تاريخ تركيا ماي 1960 مـ تحت عنوان  » حماية العلمانية  ». وأعدم على إثره عدنان مندريس زعيم الحزب الديمقراطي.

 

وقد سادت عقب الانقلاب العسكري لسنة 1960م  حالة من الهدوء السياسي استتبعها صدور الإجراءات التشريعية الجديدة التي سعت الى توفير قدر لا بأس من حرية الحركة والتنظيم ، وكانت من أهم غاياتها امتصاص حالت الاحتقان السياسي الذي خيم على الساحة السياسية التركية عقب الانقلاب، فتكونت في ظل تلك الفترة أحزاب كانت من بينها أحزاب انطلقت أو اتخذت المنظومة الإسلامية منطلقها ومرجعيتها.

 

 تجربة الإسلاميين السياسية في ظل أحزاب مستقلة.

 

بعد مرور نصف قرن تقريبا، يمكن القول بأن  المحاولات السياسية الإسلامية واجهت نوعين من السياسات:

-1 سياسة التصفية والإقصاء  مع الإصلاحات الكمالية – 1923/1945

 2 –سياسة الاحتواء والاستغلال من جانب الأحزاب العلمانية- 1946/1969

 

لكن هاتين السياسيتين سوف لن تستمرا ، إذ سرعان ما ستعثر الأطراف والرموز الإسلامية على أحزاب تكفلت بعملية احتضانها والمناداة بحقوقها وفق ما يسمح به قانون الدولة العلماني.وقبل أن نتحدث عن هذه الأحزاب لا بد أن نشير الى أنه داخل الجسم الإسلامي التركي توجد فصائل ومكونات متعددة ، فهناك الطرق الدينية الصوفية من نقشبندية ومولية وجراحية وقادرية.. وهناك حركة الرأي الوطني ، وهي أقرب في تصورها الى حركة الإخوان المسلمين ، فبعض هذه الطرق وخاصة الطريقة النقشبندية ستدخل المجال السياسي من خلال دعمها لتجربة خرجت  من رحم حركة الرأي الإسلامي بقيادة نجم الدين أربكان،ستتبلور لتمنحنا في النهاية التجربة السياسية الإسلامية كما سنرى ، على أن جزء كبيرامن  الجسم الإسلامي سوف لا ينخرط كلية وبطريقة مباشرة في الحياة السياسية ، بل شكلت لوحدها مجموعات مستقلة أقرب ما تكون  إلى مدارس فكرية وتربوية ، اختلفت في طريقة تفكيرها وتحركها ، ووسائل تفاعلها داخل الساحة التركية بمجتمعها ومؤسساتها.وهي التي نفضل أن نسميها بالجماعات الإسلامية ذات البعد التربوي والفكري ويتعلق الأمر بجماعة النور نسبة الى شيخها بديع الزمان النورسي ، والجماعة الاشكشيكية والجماعة السليمانية.

 

بداية التجربة السياسية الإسلامية: حركة المستقلين المسلمين

 

يعتبر نجم الدين أحد أعمدة حركة الرأي الوطني ، وقد قدم ترشيحه باسم حزب العدالة -الذي خلف الحزب الديمقراطي – في مسقط رأسه بقونية في انتخابات عام 1969 ، لكنه رفض، فخاض الانتخابات مستقلا ، ومن هنا سميت حركته : بحركة المستقلين المسلمين ، وفاز في محافظة قونية ، وشكل فوزه هذا مدخلا نحو محطة هامة وتاريخية في سياق التجاذب بين العلمانيين والإسلاميين ، تزامن ذلك  مع ازدهار الكتابات الداعية لاقامة دولة إسلامية ، في الوقت نفسه ازدادت المشاعر الإسلامية ظهورا على ساحة المجتمع ، توجت بتأسيس الزعيم أربكان  لأول حزب إسلامي وهو حزب النظام الوطني، الذي شكل الواجهة السياسية لحركة الرأي الوطني التي لم تكن بعد قد تشكلت في تنظيم معين مسموح له بالقيام بأنشطته بشكل قانوني، هكذا  ستعرف حركة الرأي الوطني الانطلاقة الفعلية المباشرة لممارستها السياسية  ، وبشكل قانوني مع تأسيس أول حزب يستمد  مرجعيته وأطروحته من الإسلام،ويعمل في إطار ما يسمح به دستور الدولة العلماني.

سيكون المنطلق الأول إذن  للتجربة السياسية الإسلامية من حركة المستقلين المسلمين ، وهم مجموعة من الأفراد إسلاميو  التوجه، نقشبنديو الطريقة ، شكلوا النواة الأولى لهذه التجربة وقد أعقب هذه الحركة  تأسيس أول حزب سياسي ذا توجه إسلامي وهو حزب النظام الوطني عام ,1970 وسيستتبعه  تأسيس أحزاب أخرى وهي: حزب السلامة الوطني وحزب الرفاه وحزب الفضيلة وحاليا حزب  السعادة ، الذي أعاد مؤخرا انتخاب نجم الدين أربكان رئيسا له ، أما تجربة حزب العدالة والتنمية الحالي فقد اعتبرتها  توجها آخر، أخذ مساره الجديد بفعل عدة عوامل -قد تكون مناقشتها محور مقال آخر – ليشكل مسلكا جديدا في تجربة الحركة الإسلامية بتركيا.

 

 نتائج إقرار نظام التعددية في ظل الديمقراطية التركية

 

كان إقرار نظام التعددية وما استتبعه من انفتاح على التيار الإسلامي  بداية التقارب بين التيارين الإسلامي والعلماني داخل تركيا من خلال إجراء حوار ديمقراطي ، شكل من ذلك الحين بداية الاعتراف بشرعية كل طرف في الوجود العلني ثقافيا وسياسيا . ومع هذا الاعتراف حدثت عملية إعادة تكييف في البنية الإيديولوجية والسياسية لكل خطاب تجاوزت مرحلة القطيعة مع مجمل الأساليب الاستئصالية ، وقد اتضحت تجليات هذا الاعتراف في الائتلافات الحكومية التي أبرمها كل طرف مع الآخر من ذلك الائتلاف الحكومي الذي عقده حزب السلامة الوطني مع الحزب الديمقراطي في مرحلة السبعينات والذي توج بحكومة كانت حصة حزب السلامة الوطني منها حوالي سبعة عشر وزارة ، ومن ذلك أيضا الائتلاف الحكومي لسنة 1996 الذي عقده حزب الرفاه مع حزب الطريق القويم وهو حزب علماني يميني.

 

لقد وضعت مجموع التحالفات بين الأحزاب السياسية الإسلامية والأحزاب العلمانية من خلال النماذج التي سبق ذكرها ليس فقط قيودا على البرامج الانتخابية للطرفين بل كذلك شكلت تمردا واضحا على مجموعة من المفاهيم التقليدية التي كانت تتبناها الغالبية الساحقة من التيارين ، وقد جاءت تجربة حزب العدالة والتنمية لتؤكد بالملموس على نجاعة توسيع منظار الرؤية والإبصار في تنزيل بعض التصورات والمفاهيم بقدر من الواقعية وتجنب المثالية الحالمة،لدى الطرفين. 

 صحيح  هناك  مجموعة من الاكراهات أسهمت في بروز هذا التحول خاصة على مستوى التيار الإسلامي ، لكن في نفس الوقت كان هناك هناك شيئ آخر له حضوره البارز ، وهو التقارب الواضح الذي تزايد في المدة الأخيرة بين أطراف داخل التيار العلماني وأطراف مقابلة لها داخل التيار الإسلامي . وهو ما يمثل طورا آخر من أطوار الاعتراف المتبادل بين التيارين تجسد في تجربة حزب العدالة والتنمية الحالي الذي بفضل المرونة السياسية لقياداته الحالية، وحنكتها المقدرة مما منح التجربة الديمقراطية التركية نفسا ديمقراطيا جديدا.

 

هذا رغم أن أصوات عدد غير قليل من المتشددين في التيار العلماني عبرت عن قلقها جراء النمو المطرد للتيار الإسلامي ووصوله الى سدة الحكم في ظل التجربتين الأخيرتين : تجربة حزب الرفاه مع زعيمها نجم الدين أربكان ، وتجربة حزب العدالة والتنمية التي ما تزال تقود الحكومة التركية الحالية برئاسة طيب أردوغان.

 

علمانيون معتدلون

 

على أن هناك فئة أخرى من العلمانيين ترى أن الديمقراطية والعلمانية بمفهومها الليبرالي الذي سمح بالتعددية والاختلاف داخل اطار متفق عليه قد توطدتا وترسختا على مدى نصف قرن في المجتمع والنظام السياسي التركي ، فالديموقراطية أصبحت صيغة سياسية مقبولة من طرف جميع الفرقاء السياسيين اسلامييهم وعلمانييهم و يسارييهم ويمينييهم، كما أن نصف قرن من العمل الديمقراطي قد أدى الى نشوء  ثقافة ديمقراطية ومجتمع مدني نشيط ، يعتنق ويدافع هو بنفسه عن الديمقراطية والحريات التي يكفلها له نظامه السياسي.

 

هذه الفئة من المعتدلين العلمانيين تؤكد في أكثر من مناسبة أن النظام السياسي التركي قد نجح الى حد كبير في إدماج التيار الإسلامي في اللعبة الديمقراطية ، وفتح له قنوات العمل السياسي وحرية التعبير والترويج لبرنامجه عبر وسائل الإعلام المسموح بها ،  »وأدى إدماج  »الإسلام السياسي » في العمل الديمقراطي وتواجده داخل دوائر الحكم وصنع القرار وتعرفه عن قرب على المشاكل والقضايا التي تواجه المجتمع التركي الى كبح وتهدئة منهجه وخطابه السياسي ، فازداد التجربة السياسية لهذا التيار اعتدالا ، وأصبح بكل هدوء جزء من النسيج السياسي يعمل على تحقيق أهدافه داخل الإطار الديمقراطي التعددي.

 

وتؤكد هذه الفئة ومعها طائفة من اليساريين أن تواجد جزء كبير من التيار الإسلامي، وجهوده لتغيير مفهوم العلمانية ، وتوسيع هامش الحريات الدينية قد أثرى بلا شك الحقل السياسي والحياة السياسية التركية ، كما مكن من جعل الديمقراطية التركية ديمقراطية ليبرالية حقة تسمح بالتباين والاختلاف في اطار تعددي حر ونزيه. وينظر هؤلاء لتدخلات الجيش والمؤسسة العسكرية المتكررة في الحياة السياسية التركية على أنها اعتداء صريح وواضح على مسار الديمقراطية، وإضعافا له. كما أن اقتراب المؤسسة العسكرية من حركية المجتمع ومساحاته يجعل احتمال الاصطدام بين العلمانية المدنية والعلمانية العسكرية وارد جدا ، ذلك أن العلمانية المدنية داخل تركيا لا تستطيع التجدد إلا استنادا الى الديمقراطية ، ومن شأن اقتراب المؤسسة العسكرية من حركية المجتمع هذه ومراقبتها الصارمة له أن يقلص من هامش الديمقراطية  وهذا ما يؤدي في النهاية الى هدم وتقويض العلمانية المدنية التي تمارس في اطار مجموعة من الأحزاب السياسية .

 

  خلاصات

 

**آستطاعت التجربة الديمقراطية التركية أن تستوعب أكبر تقاطب سياسي إيديولوجي في العالم العربي والإسلامي. وأشدها حدة وقوة ، وهو الاستقطاب بين التيار العلماني والتيار الإسلامي وأن تحتوي هذا الإشكال الكبير بالمعنى الثقافي والسياسي داخل قيم وقواعد الديمقراطية والتعددية الحزبية.

مع هذا الاستيعاب والاحتواء لهذين القطبين أمكن أن نلمس حدوث تحول ملحوظ في التجربة الديمقراطية التركية ، وهكذا نجد أن طبعتها التسعيناتية وبداية الألفية الثالثة قد أفرزت أدوات جديدة في إدارة العمل السياسي السلمي قطعت مع أدوات طبعتها الستيناتية الموسومة بالانقلابية.

 

** تعتبر المواجهة الديمقراطية التي واجه بها قطاع هام من النخبة العلمانية بتحالف مع فئة أخرى داخل المؤسسة العسكرية النجاح الباهر الذي حققته التجربة السياسية الإسلامية في طبعتها الأولى مع حزب الرفاه ، في محاولة استبعاد هذه التجربة ديمقراطيا من ساحة الحكم ،مواجهة ديمقراطية الى حد ما ذلك أن هذه النخبة لم تعبث في النهاية في نتائج الانتخابات التشريعية ، ولم تتواطئ  في عملية تزويرها، كما لم تقلب حقائقها، ولم تسع ولم تناد لإسقاط الحزب ولا الى إلغائه بقدرما استخدمت الوسائل الديمقراطية من خلال مجموعة تكتيك التحالفات ، والضغوط السياسية الممكنة من أجل استبعاد التجربة عبر نفس الجسر الذي وصلت به الى سدة الحكم.

والأمر نفسه حصل عقب نجاح التجربة الحالية لحزب العدالة والتنمية ، فلم يحصل أن مست صناديق الاقتراع ، ولا زورت إرادة الناخبين..صحيح هناك ضغوط أخرى مورست ومازالت تمارس على التجربة ، لكن كل ذلك وفق تكتيكات ديمقراطية لحد ما نرى حاليا.

 

** هذا ما يجعنا نخلص إلى  أن هناك قدرا معتبرا من حجم التطور والنجاح قد شهدتهما التجربة الديمقراطية التركية  سيكون لها أكبر الأثر على تطور المجتمع التركي. وأنه كلما توافر مناخ ديمقراطي صحيح فلا تهديد  يمكن أ ن يحصل من أي حزب سياسي في حق الديمقراطية كيفما كانت مرجعية هذا الحزب  وأيديولوجيته، فالدستور الذي يسمح بتواجده، وتواجد غيره من الأحزاب الأخرى ، هو نفسه يمكنه أن يوفر القيود الكفيلة بمنع أي قوة سياسية تهدد الديمقراطية.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مراجع المقالة :

أحمد نوري النعيمي ، الحركات الإسلامية الحديثة في تركيا – حاضرها ومستقبلها ، دراسة حول الصراع بين الدين والدولة في تركيا –  ط 1 عن دار البشير بعمان سنة 1414هـ/ 1993م.

أمين حسن عمر ، الصراع بين العلمانية والإسلام في الشرق الأوسط ،منشورات بيت المعرفة للإنتاج الثقافي ، السودان -سنة 1990

مجلة السياسة الدولية ، ع 131 سنة 1998

–   محمد نور الدين ، الحركة الإسلامية في تركيا ، بحث قدم في مؤتمر  » الحركات الإسلامية في آسيا » ، تنظيم  مركز الدراسات الآسيوية بجامعة القاهرة ، سنة ,1996

 

(المصدر: صحيفة التجديد المغربية، العدد 701 بتاريخ 4 جويلية 2003)


البداية 


أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.