السبت، 8 أبريل 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2147 du 08.04.2006

 archives : www.tunisnews.net


المؤتمر من أجل الجمهورية : بيان 9 أفريل 2006

عائلات المساجين السياسيين بتونس: نـــداء

اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور د.المنصف بن سالم: تدهور سريع في صحة السيدة حليمة بن سالم حرم البروفيسور د.منصف

 قدس برس: لليوم الثالث على التوالي .. صحفي تونسي يواصل إضرابه عن الطعام ..عالم رياضيات يشتكي مضايقات امتدت 19 عاما تونس الجريحة: « العربية » تلغى مقابلة مع البروفيسور المنصف بن سالم
تأسيس اللجنة الدولية للتضامن مع الصحفى التونسى سليم بوخذير الشباب العربي البعثيتونس: في ذكرى الميلاد التاسعة و الخمسين:البعث ثورة دائمة و متجددة الشبكة العربية لمعلومات حرية الإنسان: ممارسات بوليسية عربية تستهدف تشويه سمعة الصحفيين والنشطاء الحياة: المغرب والجزائر وإسرائيل تشارك في عملية «أكتيف أنديفور» نبيل الرباعي: يكفيكم انتهاكا لحرية الشيخ عبد الفتاح مورو الحبيب أبو وليد المكني: عندما يتكلم « برهان » بدون برهان محمد القومانى: الحريات في أدنى مستوياتها محمد فوراتي: مقالات مدفوعة الأجر
محمد العروسي الهاني: هذه لمسة وفاء في الذكرى السادسة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة ليلى الشايب: الأهمّ… والمهمّ

نبيل الريحاني: تعجب

نصرالدين اللواتي: الحيرة المُركََّبة..

رضا الملولي: فـي زواج الـمـتعة بيـن اليمـيـن واليسار…

موقع قنطرة: تجارب دول المغرب العربي مع الأحزاب الإسلاموية:ترويض الإسلامويين من خلال إشراكهم بالحياة السياسية

الصباح: المنجي الكعبي يرد على الطيب البكوش: المحنة بحقـوق الانسـان فـي عصـر الارهـاب (1 من 2)

القدس العربي: مسرحية هنا تونس : عمل جريء ينشر ملابسه الداخلية امام الجمهور!

الجزيرة.نت: إشادة بفيلم « ارتجال » الفلسطيني بمهرجان وثائقي بتونس


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

 المؤتمر من أجل الجمهورية حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن
33 نهج الجزيرة-تونس http://www.cprtunisie.net/  

بيان 9 أفريل2006

يجد التونسيون والتونسيات أنفسهم ،وذلك أكثر من أي وقت مضى، أمام حائط مسدود .
فحدة القمع  التي لم تخفت أبدا ، تتزامن هذه الأيام  مع عودة لأساليب بالغة الوضاعة في التعامل مع المعارضين،  حيث عاد نظام التزييف والفساد والقمع ، تحت المسئولية المباشرة للدكتاتور وللمشرف الأول على جهاز القمع محمد علي القنزوعي، إلى موضة الكاسات البرنوغرافية يحارب بها الكاتبة العامة للمؤتمر من اجل الجمهورية السيدة نزيهة رجيبة ،وكثف من ملاحقته للأستاذ عبد الرءوف العيادي نائب رئيس المؤتمر بغية  تجويعه وشل حركته ، وفي الأثناء ضاعف من تنكيله في السجن بالأستاذ محمد عبو الذي دخل للمرة الثالثة في إضراب جوع للاحتجاج على ظروف اعتقاله . وهذا الاضطهاد المتواصل الذي يتخذ أحقر الأشكال، أدى بالمناضل الدكتور منصف بن سالم إلى الدخول في إضراب جوع هو الآخر. كما  كلفت صحافة مأجورة بتكثيف حملاتها على شرف معارضين وصحافيين  في الوقت الذي يشتد فيه ضبط أبسط التحركات الجماعية  خوفا من انفلات الأمور. وعلى صعيد المؤسسات يتواصل تجاهل القوى السياسية الحقيقية والتضييق على المنظمات الوطنية كالرابطة التونسية لحقوق الإنسان والمجلس الوطني للحريات.
أما على صعيد أداء الدولة في الميادين التي تهم حياة الشعب فلا شيء غير الفساد المعتاد، وسوء التصرف المعتاد، والغلاء المعتاد وتزييف الوعي  المعتاد، وتواصل تخريب أجهزة الصحة والتعليم والإنتاج . وفي هذا الصدد تأتي محاولة النظام الأخيرة لتغيير برامج التعليم في الثانوي وحذف مادة اللغة العربية والتربية الإسلامية من جميع شعب الباكلوريا، شهادة أخرى على خروج هذا النظام على ثوابت شعبنا وتصديه لقيم العروبة والإسلام ، طمعا في دعم خارجي أصبح سنده ومصدر شرعيته الوحيد.
وتجاه هذا الوضع الذي لن يزداد إلا قتامة يوما بعد يوم، الخيار مجدّدا لتونس والتونسيين هو بين التلاشي والانحلال والتفكك والموت البطيء في ظل إذلال متواصل  للإنسان التونسي والمجتمع التونسي والنخب التونسية والدولة التونسية ،أو هبّة جماعية تعيد للدولة شرعيتها وللشعب سيادته وللمواطن كرامته وبارقة أمل للشباب .
والمؤتمر من اجل الجمهورية، الذي  كان ولا يزال مع الإصلاح والمصالحة والتحول السلمي للديمقراطية ، شريطة أن تتواجد داخل الدولة قوى قادرة على الارتقاء إلى مستوى الظرف وتطلعات شعبنا ، يؤكد من جديد أنه لا أمل في مستقبل لتونس والتونسيين إلا بعد رحيل الدكتاتور والعصابات المحيطة به . فهذا هو الشرط الأول لبناء الجمهورية والنظام الديمقراطي على أسس غير مغشوشة وعودة بلادنا لحياة سياسية واجتماعية عادية وعودة الاقتصاد للعمل في ظروف طبيعية خارج ابتزاز عصابات الحق العام التي أصبحت هي مركز السلطة الحقيقي في الدولة والمجتمع والمهدد الأول لدورة اقتصادية طبيعية.
ومن ثمة فإنه  يتوجه، في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعا ،  إلى الشباب بالتقدم لساحة النضال السياسي السلمي والديمقراطي وكذلك لكل القوى الاقتصادية والاجتماعية ولكل أطياف المعارضة للانتقال بمشروعها إلى المطلب السياسي  الوحيد وهو حق الشعب التونسي  في تقرير مصيره وجعل انتخابات 2009 الأفق الأبعد للتحول الديمقراطي السلمي.  إنها مسؤولية تاريخية  ملقاة على كاهل على القوى الوطنية داخل الدولة المصادرة وداخل المعارضة المشلولة   وداخل المجتمع المقموع  لتتلاقى وتوحّد جهودها حتى تضع حدّا لهذه المرحلة المظلمة  والمشينة من  تاريخ تونس .
                                                        عن المؤتمر من اجل الجمهورية                                                            د. منصف المرزوقي


 
 عائلات المساجين السياسيين بتونس   
 
 تونس في :05/04/2006   نـــــــــــــــــداء  

إلى كل صوت حر… إلى كل ضمير حي ..

 

نحن عائلات  المساجين السياسيين المضربين عن الطعام بالسجون التونسية نهيب بكل فرسان الحرية والقوى الحية ومناضلي حقوق الإنسان والأحزاب السياسية أن يهبّوا لدعم مطالب أبنائنا الذين يقبعون في السجون منذ ما يزيد عن 15 سنة ومناهضة سياسة الموت البطيء التي تمارس ضدهم .
فمنذ يوم الجمعة 31 مارس 2006 شنّ أبناؤنا إضرابا مفتوحا عن الطعام في كافة السجون التونسية (9أفريل بالعاصمة، برج الرومي، المهدية، الناظور، القصرين، المسعدين، صفاقس، برج العامري) من أجل تحسين ظروفهم السجنية وإطلاق سراحهم.
ونرجو منكم وقفة حازمة أمام تنكر الإدارة التونسية لآلام العشرات من أبنائنا الذين لم يِقدموا على أي فعل سوى رغبتهم في خدمة بلدهم واصلاح أوضاعه بالطرق السلمية ومن خلال التعبير عن آرائهم .
نؤكد على شرعية مطالب ابنائنا ووقوفنا الى جانبهم، ونطالب بشدّة بإنهاء معاناتهم وسن العفو التشريعي العام، حتى تكون تونس حقّا لكل أبنائها دون إقصاء أو تهميش.
إلى كل عشاق الحرية
نضع بين أيديكم جملة من العناوين الإلكترونية قصد مدّنا برسائل المساندة أو أي مضمون قد يخفف من معاناتنا ومعاناة أسرى الحرية في سجون تونس. -samouj_vois@yahoo/fr   وهذه بعض أرقام هواتف عائلات المساجين السياسيين الذين هم في أمسّ الحاجة إلى مساندتكم ولو بكلمة طيبة ..   السجين                                               رقم العائلة  

ماهر ورمزي الخلصي                        

71220410

ماهر ورمزي الخلصي

72220420

نبيل النوري

71598513

مراد الحمامي

74237278

نور الدين قندوس

96811908

إبراهيم الزغلامي

75202677

الصحبي عتيق

71360428

عبد الله دريسة

72449674

محمد القلوي

71756963

حاتم زروق

97586368

توفيق السعيدي

97920004

الصادق العرفاوي

78717792

الصادق شورو

71704778

كريم الهاروني

71975641

بشير الخلفي

71930959

رضاالسعيدي

72567668

انور بللح

98945961

نبيل الفقيه

73258679    

نبيل النوري

71598513

 

 

 


 

 اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور د.المنصف بن سالم

 

بلاغ عاجل

أوربا ,في 8-08-2006

 

تدهور سريع في صحة السيدة حليمة بن سالم حرم البروفيسور د.منصف

 

في تطور يبعث على شديد القلق والحيرة بلغنا منذ قليل نبأ تدهور الحالة الصحية لحرم البروفيسور د.منصف السيدة حليمة بن سالم والتي دخلت بصحبة زوجها وابنها قبل عشرة أيام تحديدا في اضراب مفتوح عن الطعام ,حيث علمنا منذ دقائق, وفي خبر وافانا به أحد أفراد عائلتها باحتمال نقلها هذا المساء الى قسم الاسعافات الاستعجالية بمدينة صفاقس

 

واذ تحيط اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور بن سالم الرأي العام الوطني والعربي والدولي بهذه التطورات ,فانها تحمل السلطة التونسية مسؤولية أي مكروه قد ينجر عن عدم استجابتها لمطالب المضربين عن الطعام,كما أنها تدعو مجددا كل القوى الحية داخل تونس وخارجها للتجند الجماعي والمكثف من أجل استرداد كل الحقوق المسلوبة من عائلة علامة الرياضيات والفيزياء الد.بن سالم وعلى رأسها حقه وحق أفراد عائلته في السفر قصد تلقي العلاج الضروري أو مواصلة البحث العلمي

كما تذكر لجنتنا العالمية بأنها لن تدخر جهدا في ابلاغ هذه المظلمة لكل الفعاليات الأكاديمية والحقوقية والاعلامية والسياسية في العالم ,وهو ماشرعت فيه فعليا عبر الاتصال المباشر أو مراسلة كل الدوائر المعنية بهذه القضية في العالم

 

عن اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور المنصف بن سالم

د.فيولات داغر -رئيسة اللجنة

مرسل الكسيبي -منسق اللجنة

 


 

لليوم الثالث على التوالي .. صحفي تونسي يواصل إضرابه عن الطعام ..

عالم رياضيات يشتكي مضايقات امتدت 19 عاما

تونس – خدمة قدس برس

 

يواصل صحفي تونسي، إضرابه عن الطعام لليوم الثالث على التوالي، والاعتصام أمام مقر صحيفته، وذلك احتجاجا على طرده منها، واحتجاجا على تضييق الخناق عليه، وحرمانه من جواز سفره، وبطاقته الصحفية، على حد تعبيره.

 

وقال الصحفي التونسي، سليم أبوخذير، في تصريح لوكالة « قدس برس »، إن إدارة صحيفة /الشروق/ فاجأته بقرار الطرد، ومنعته من دخول مكاتب الجريدة، مشددا على أنه لن يتوقف عن الاحتجاجات حتى يعود إلى عمله، ويتم إلغاء القرار الذي وصفه بأنه « جائر ولا مبرر له« .

 

من جهتها قالت نقابة الصحفيين التونسيين، إن إدارة مؤسّسة « دار الأنوار »، التي تصدر جريدة /الشروق/ اليومية، عمدت في ظرف ثلاثة أشهر الماضية، إلى طرد صحفيين تعسّفيا، ودون سابق إنذار، وذلك بعد سلسلة من الضغوطات المنافية للقانون، ولأخلاقيات المهنة، مطالبة الجريدة، بالتراجع عن قرار الطرد، الذي شمل صحفيين هما: سليم بوخذير وشهرزاد عكاشة.

 

وكان الاتحاد الدولي للصحفيين، قد عبر عن قلقه تجاه حالة الصحفي سليم بوخذير، الذي يعمل بالإضافة إلى جريدة الشروق، مراسلا لموقع /العربية نت/، وقال برنارد جينيت، مدير مكتب المشروع في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التابعة للاتحاد الدولي للصحفيين، في بيان له « إن السلطات التونسية، تمارس ضغطا على بعض الصحفيين المستقلين، وتشن عليهم حملة منظمة، ما يهدد سلامتهم، ويحول دون القيام بمهامهم« .

 

وفي شأن قريب، واصل البروفيسور منصف بن سالم وعائلته، إضرابا مفتوحا عن الطعام، بعد طرد ابنه من كلية العلوم بمدينة صفاقس (220 كلم جنوب العاصمة).

 

وقال عالم الرياضيات والفيزياء الدكتور بن سالم، في تصريح لـ »قدس برس » « إن مضايقات مختلفة وغير محتملة، ظلت تلاحقه بحرص من السلطات الرسمية طيلة 19 سنة، بعد خروجه من السجن« .

 

وأضاف بأنه « مُنع من التدريس في الجامعة، على الرغم من أنه مؤسس كلية العلوم بصفاقس، كما حرم من جواز السفر، ومن حرية التنقل، ويتعرض أبناؤه إلى مضايقات مختلفة، تسببت في فشل بعضهم في الدراسة »، على حد تعبيره.

 

والدكتور المنصف بن سالم، من مواليد 1953، وهو أب لأربعة أبناء، وحاصل على دكتوراه في الفيزياء النظرية، ودكتوراه الدولة في الرياضيات، وعضو في عدد من الأكاديميات العالمية للفيزياء والرياضيات، واتحاد الفيزيائيين والرياضيين العرب. وبسبب انتمائه للحركة الإسلامية في تونس، منذ تأسيسها في 1981، تعرض إلى ملاحقات، واعتقالات عدة.

 

يذكر أن منظمات حقوقية محلية ودولية، غالبا ما تتهم السلطات التونسية بتضييق الخناق على النشطاء السياسيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، وتطالب هذه المنظمات بإصلاحات سياسية، وإطلاق سراح ما تبقى من السجناء السياسيين، الذين يقدر عددهم بـ 300 معتقل.

 

كما عبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن معارضتها للإجراءات التي تقوم بها السلطات التونسية، في قمع المعارضين، وطالبت الحكومة بإصلاحات عاجلة على المستوى السياسي وإطلاق حرية الصحافة والتعبير.

 

وقال آدم إيريلي المتحدث باسم الخارجية: « إن الولايات المتحدة قلقة بشأن التقارير الأخيرة التي تحدثت عن تعرض نشطاء تابعين لمنظمات المجتمع المدني للتحرش من قبل السلطات التونسية »

 

غير أن مراقبين يعتقدون بأن الإدارة الأمريكية غير جادة في انتقادها لنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الذي فيما يبدوا، لا يقيم وزنا كبيرا لمثل هذه التصريحات « الخجولة »، التي تعود البيت الأبيض على إطلاقها سنويا، وتعود نظامه على غض الطرف عنها، أو التكيف معها بما يخدم مصالح الطرفين.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 8 أفريل 2006)

وصلة الموضوع: http://www.qudspress.com/data/aspx/d43/18213.aspx

 

 


« العربية » تلغى مقابلة مع البروفيسور المنصف بن سالم

 

بلغنا من إبن البروفيسور المنصف بن سالم سيف بن سالم أن قناة العربية الفضائية ألغت في آخر لحظة مقابلة كانت مقررة مع الدكتور المنصف بن سالم من تونس الساعة الثامنة بتوقيت أوروبا من يوم الخميس الموافق لــ 06/04/2006.

 

وفى إتصال لسيف بن سالم مع العربية لم تعلل له القناة سبب إلغاء المقابلة ونفت أن تكون الضغوطات من الحكومة التونسية هى سبب الإلغاء وأردفت العربية أن مراسلها بتونس سليم بوخذير المضرب عن الطعام أيضا له الأولية الآن.

 

وقد كانت العربية قد رتبت للمقابلة مع البروفيسور بن سالم بعد أن إتصل بها سيف بن سالم وشرح لها خطورة الوضع الصحى الذى تمر به عائلة بن سالم والتى هي بصدد تنفيذ إضراب عن الطعام كما هو معلوم للجميع.

 

وقد إتصلت القناة بالدكتور بن سالم فعلا وطلبت منه صورة كى تجعلها مصاحبة لتدخله الهاتفي مع القناة غير أنها فاجأت عائلة بن سالم فى تراجعها في آخر لحظة.

 

ونحن لا نملك إلا أن نعبر عن بالغ أسفنا على هذا السلوك الإعلامى البعيد عن الموضوعية وغيرها من شعارات الإعلام الحر والنزيه ونتمنى أن تراجع القناة موقفها وأن تفتح المجال للبروفيسور المنصف بن سالم للتعبير عن رأيه ووضع الناس جميعا في صورة وضعه المأساوى وعائلته وما يتعرض له من قبل نظام الحكم فى تونس من اضطهاد وظلم وحرمان وغبن منذ 19 سنة متواصلة

 

المحرر..صابر

 

(المصدر: مدونة « تونس الجريحة » بتاريخ 7 أفريل 2006 على الساعة 4 و 24 دقيقة بعد الظهر)

عنوان المدونة:

http://tunisblesse.blogspot.com

 


الد.منصف بن سالم يتحدث للجزيرة

 

الد.منصف بن سالم يتحدث للجزيرة- و تدخل للسيد برهان بسيس وأخيرا رد الدكتور منصف على أقوال السيد بسيس . (أضغط على الصورة للإستماع )

(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 7 أفريل 2006)



حوار سمعي يغطي جملة من القضايا الوطنية والمغاربية والعربية وعلى رأسها قضية علامة الرياضيات والفيزياء الد.المنصف بن سالم

 

إستماع

التسجيل الكامل للحوار

حـفـظ

 

(المصدر: قائمة مراسلات 18 أكتوبر بتاريخ 8 أفريل 2006)

 

 

نص برقية من الصحافي سليم بوخذير إلى زين العابدين بن علي

 

منع البريد التونسي اليوم إرسال برقية موجّهة من الصحفي التونسي المضرب عن الطعام منذ الرابع من أفريل 2006 سليم بوخذير إلى الرئيس زين العابدين بن علي وهو ما يعدّ اعتداء على حقّ التراسل الذي يكفله القانون.

وفيما يلي نصّ  برقيّة الإحتجاج التّي أراد توجيهها بوخذير إلى بن علي وامتنع البريد عن إرسالها دون أن يوضح الأسباب:

 

إسم المرسل إليه وعنوانه: زين العابدين بن علي – قصر قرطاج.

 

النصّ:

 

أرفع إليكم احتجاجي هذا على إذن حكومتكم بالاعتداءات الأمنية عليّ وطردي من عملي بالقوّة  وتجويعي أنا وعائلتي عقابا لي على آرائي. وأطالبكم باحترام حق التعبير المكفول في الدستور والكفّ عن اضطهادي.

 

إسم المرسل وعنوانه: سليم بوخذير، صحفي، 36 شارع الطاهر بن عاشور- تونس.

 

(المصدر: مراسلة خاصة من تونس بتاريخ 8 أفريل 2006)

 

 

وفد من هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات يتحول إلى ضريح الشهداء  

تخليدا لذكرى شهداء 9 أفريل 1938 واستلهاما من تضحياتهم النبيلة لمواصلة المسيرة من أجل إقامة نظام ديمقراطي مؤسّس على هيئات منتخبة وممثلة، تحوّل صبيحة هذا اليوم، الجمعة 7 أفريل 2006، وفد من هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات إلى ضريح الشهداء بمقبرة الزلاج بتونس العاصمة يتركب من السيدات والسادة راضية النصراوي، خميس الشماري، البشير الصيد، منجي اللوز، محمد النوري، مصطفى بن جعفر، عياشي الهمامي، عبد الرؤوف العيادي وحمّه الهمامي.

ومن المعلوم أنّ هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات كانت أصدرت بيانا بتاريخ 5 أفريل 2006 حول هذه الذكرى دعت فيه التونسيات والتونسيين إلى إضاءة الشموع في الليلة الفاصلة بين 8 و9 أفريل تخليدا لذكرى الشهداء وعهدا بالسير على دربهم.

 

(المصدر: « البديـل عاجل »، عن قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 7 أفريل 2006 )


محمد عبو يتعرض للضرب

 

يتعرض سجين الرأي الأستاذ المحامي محمد عبو إلى مضايقات مختلفة بسجن الكاف فقد أكدت زوجته خلال زيارتها له يوم الخميس 30 مارس الحالي أن أعوان السجن قاموا بالإعتداء عليه بالضرب، إضافة إلى الإهانات المختلفة بالقول عندما رفض العودة إلى غرفة الإيقاف التي وضع فيها صحبة عدد من الأشخاص يقومون، بتحريض من إدارة السجن، باستفزازه وإهانته والإعتداء بالقول على شرفه وشرف عائلته، وقد طلب نقله من تلك الغرفة إلى السجن الإنفرادي أو أي غرفة أخرى، لتجنب تلك الإعتداءات غير أن الأعوان انهالوا عليه ضربا وأرجعوه لنفس الغرفة بالقوة، علما وأنه يواصل الإضراب عن الطعام الذي بدأه يوم 11 مارس، و لاحظت زوجته خلال الزيارة، رغم قصر مدّتها وظروفها القاسية، أنه لم يتمكن من الوقوف وأن الأعوان يجبرونه على الوقوف بدعوى قدرته على ذلك.

 

وقد راسلت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المدير العام للسجون والإصلاح لمطالبته بتحسين إقامة الأستاذ محمد عبو وإنهاء الإعتداءات عليه.

 

كما ادانت الرابطة بشدة في بيان لها هذه الإعتداءات والإهانات على الأستاذ عبو وذكّرت بمطالبتها الدائمة بإطلاق سراحه فورا وطالبت بفتح تحقيق بفتح تحقيق جدي في الغرض وإحالة من تثبت إدانته على القضاء لينال العقاب المناسب.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 354 بتاريخ 7 أفريل 2006)

 


الحملة الدولية للتضامن مع الصحفى سليم بوخذير

   

أعلن اليوم فى جنيف عن تأسيس اللجنة الدولية للتضامن مع الصحفى التونسى سليم بوخذير مراسل العربية نت والذى دخل فى اضرابا عن الطعام منذ الخامس من أفريل2006.   وتضم اللجنة مجموعة من الصحفيين العرب والأجانب والعديد من المنظمات الدولية التى تهتم بالشأن الصحفى والحريات وتدعو اللجنة الدولية لمساندة بوخذير للإنضمام  اليها للمطالبة بحقه الطبيعى فى ممارسة المهنة الصحفية ومنحه بطاقة المهنة وإعادته الى عمله فى جريدة الشروق التونسية والكف عن ممارسة الضغوط التى تمارس ضده من قبل السلطات التونسية ومنحه جواز السفر والتنقل بحرية.    واذ تضم اللجنة صوتها الى موقف الاتحاد الدولى للصحفين فى بيانه الذى أشار الى الضغوطات والتهديدات التى يتعرض لها الصحفيون فى الأشهر الأخيرة.   ان منع العديد من الصحفين التونسيين من ممارسة حقهم فى  العمل الصحفى يجعلنا نطلق طلقة فزع لاطلاق الحريات فى تونس وهذا ما يزيد من عزيمتنا لمزيد دعمهم بكل الأساليب المتاحة.   لمراسلة ومساندة اللجنة يرجى الاتصال بنا على البريد التالي: supportboukhdhir@gmail.com   عن اللجنة الدولية لمساندة سليم بوخذير زهير لطيف  
 

 

الشباب العربي البعثي

تونس

 

أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

 

في ذكرى الميلاد التاسعة و الخمسين:

البعث ثورة دائمة و متجددة

 

 

يا شباب تونس الحرة…

أيها البعثيون الصادقون…

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة…

 

لقد شكل تاريخ 7 أفريل 1947 لحظة حاسمة في مسار حركة الثورة العربية إذ كانت معبرة عن ولادة « حركة ثورية نضالية تقوم على الفكر » تجاوزت تلقي التاريخ فصنعته وأثرت فيه طيلة 59 سنة من النضال المستمر في جميع أقطار العروبة من المحيط إلى الخليج.

لقد ولد البعث في واقع من التخلف و الجهل و الإستعمار الذي كانت ترزخ تحته الأمة العربية،فكان « ضرورة تاريخية من أجل تحقيق إنقلاب شامل للحياة العربية الحديثة في الروح و الفكر و الخلق و الأوضاع الإجتماعية » لذلك حددت هذه الحركة العربية التحررية أهدافها منذ البدء فوجهت نضالها ضد كل أشكال الإستعباد و الإستغلال و الكبت و العدوان ،وسعت إلى « خلق المجتمع الحر و الإنسان الحر لتحرير الذات القومية و الذات الإنسانية من الإغتراب الداخلي و الخارجي ومن إستعباد الإستعمار وإستعباد القيود الإجتماعية ».

إنطلق حزبنا في النضال واثقا بنفسه و بأمته مستندا إلى مبادئ ،معبرة عن حقيقة حاجات هذه الأمة فكانت الوحدة و لا تزال الرد الحاسم على واقع التجزئة المعيق لكل نهضة حقيقية ، وكانت الحرية النقيض الإيجابي لواقع الإستعمار الخارجي و التسلط الداخلي، و كانت الإشتراكية خيارنا في الدفاع عن مصالح الأغلبية الكادحة من شعبنا ضد الأقلية المستغلة وبهذا مثل البعثيون و لا يزالون الإشتراكية و الحرية و الوحدة كما قال الرفيق المؤسس ميشيل عفلق : »هذه هي مصلحة الأمة العربية و أقصد بالأمة العدد الأكبر و لا أقصد بها تلك الأقلية المشوهة الشاذة المستعبدة لأنانيتها و مصالحها الخاصة لأنها لم تعد من الأمة ».

 

يا جماهيرنا العربية المناضلة…

 

منذ أربعينات القرن الماضي و حتى اليوم و البعث يواصل النضال دونما توقف من أجل تحقيق أهدافه، فكان حاضرا في كل المعارك الكبرى التي خاضتها الأمة ضد الإمبريالية و الصهيونية و الرجعية العربية، فكان حزبنا أول من رفع شعار الكفاح المسلح في فلسطين المغتصبة وساهم فيه إذ قاد الرفاق ميشيل عفلق و صلاح الدين البيطار طلائع المتطوعين البعثيين في حرب 1948 وكان لهم دور كبير في إثبات زيف الشعارات التي حملتها الأنظمة العربية آنذاك ،كما كان للبعثيين شرف دعم الثورة الجزائرية ومساندة « مصر الناصرية » أثناء العدوان الثلاثي عليها سنة 1956.

لقد كان لثورة تموز 1968 بالقطر العراقي الأثر الكبير في عطاء حركتنا عبر الوطن العربي،فكان لعراق البعث قاعدة علمية ونهضوية لديها إمكانات التأثير إقليميا و قوميا ودوليا ،إذ شهد العراق رغم تكالب الأعداء و العملاء طيلة 35 سنة من حكم البعث ثورة في جميع مناحي الحياة ساهم عبرها القطر العراقي في تعزيز صمود الأمة ضد أعدائها إذ شارك الجيش العراقي في معركة الدفاع عن دمشق ضد الكيان الصهيوني وخاض حربا شرسة ضد نظام إيران الفارسية  الطامع في إحتلال الخليج العربي و صد عدوانه ،وكان بذلك عائقا أمام مخططات الأعداء وهو ما دفع الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى شن العدوان الثلاثيني على العراق و شعبه سنة 1991 وبعدها حصاره طيلة 13 سنة ومن ثمة غزوه والإنقلاب على قيادته الوطنية التقدمية و الصامدة في معسكرات الأسر و على رأسهم الرفيق القائد الرئيس  صدام حسين .

إن كل ما قدمه البعث من شهداء و إنجازات ،رغم حملة التشويه التي تعرض لها سواءا من الداخل وخاصة نظام العلويين المنقلب في دمشق أو من التيارات الفكرية اليمينية الرجعية و اليسراوية اللاقومية ،لم يساهم إلا في تجذير هذه الحركة عبر الوطن العربي ،فكان نضاله ينساب عبر دم شهداءه ،وظل البعثيون في طليعة القوى الرافضة للهيمنة و الإستعمار و إنخرطوا في صفوف المناضلين ضد العمالة و الإستبداد من موريتانيا أين تعرض البعثيون لأبشع أنواع التصفية و التشريد ، إلى تونس التي إنخرط مناضلو البعث فيها في معركة الدفاع عن الوطن ضد الهيمنة و التبعية و مسار التطبيع، وكذلك النضال ضد كل أنواع الطائفية المقيتة في لبنان و ضد الإسلام السياسي الرجعي اللامقاوم في السعودية…

 

أيها البعثيون في كل مكان…

يا أبناء العروبة الحية…

 

نستقبل اليوم ذكرى الميلاد و التأسيس في وضع يتسم بغاية من الخطورة ،إذ تعيش الأمة العربية أوضاع صعبة في مواجهة أعدائها و أعداء الإنسانية، و خاصة بعد إحتلال العراق، فمشاريع الهيمنة على قدم وساق، ونظرية الإستسلام و التطبيع مع الكيان الصهيوني و التفريط في الحقوق الوطنية و القومية تطرح علنا من قبل النظام العربي الرسمي العميل، إذ إنخرط في مسار التآمر و الخيانة على حركة المقاومة العربية المسلحة في فلسطين المغتصبة و العراق الجريح و لبنان المحاصر.

إن هذه التحديات و المخاطر تفرض علينا نحن «  الشباب البعثي الجديدالمؤمن و المصمم على العمل إضطلاعنا بالعبء التاريخي و إرتقاءنا إلى مستوى البعث من أجل تحقيق أهدافه … » و لا يتم ذلك إلا عبر النضال المستمر و العمل دون توقف  لأجل القضايا الوطنية القطرية منها و القومية .

 

فلنناضل ضد كل أشكال الإستغلال و الإستبداد و التبعية في كافة أقطارنا.

فلنعمل دعما للمقاومة العربية المسلحة في العراق ليعود كما كان و أقوى ،ويبقى الوطن لكل العراقيين و العرب.

فلندعم قضيتنا المركزية و نمنع كل محاولات التصفية و مسارات التطبيع .

عاش حزب البعث العربي  الإشتراكي.

عاش المناضلون البعثيون الصادقون ، و المقاومون في كل أقطار العروبة.

عاشت أمتنا العربية صامدة و مناضلة ،

عاشت تونس عربية أبية.   

عاش العراق حرا موحدا مستقلا .

عاشت فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر .

 

الشباب العربي البعثي

تونس في  07 أفريل 2006


 

الشبكة العربية لمعلومات حرية الإنسان

ممارسات بوليسية عربية تستهدف تشويه سمعة الصحفيين والنشطاء

مؤتمر صحفي للإعلان عن دراسة تؤكد تلفيق القضايا الجنائية للصحفيين والنشطاء

القاهرة – مصر

6 ابريل 2006

القاهرة في 6 إبريل 2006، جاء في دراسة جديدة أعدتها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تحت عنوان:

« دون قواعد .. دون شرف : الاعتداءات الجنسية وتلفيق القضايا الجنائية للصحفيين والنشطاء » أن بعض الأجهزة الأمنية في بلدان عربية ، باتت تستخدم ما يعرف بالعمليات القذرة ، ضد صحفيين ونشطاء حقوقيين وسياسيين ، وهي تتمثل في تلفيق القضايا الجنائية و الاعتداءات الجنسية ومحاولات تشويه السمعة ، إلى جانب الانتهاكات المعتادة التي تتعرض لها تلك الفئات مثل الاعتقال والاعتداءات البدنية .

 

و قد تضمنت الدراسة التي أعدتها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، أمثلة من ثلاث دول عربية هي  » تونس ، مصر و البحرين  » لبعض الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان وبعض النشطاء السياسيين ، تم استهدافهم بهذه العمليات القذرة ، بهدف عقابهم علي كتاباتهم وأنشطتهم ، أو لمحاولة تحطيم معنوياتهم أو للسببين معا.

 

و فضلا عن هذا ، فالدراسة تتضمن اثر تواطؤ بعض الصحف مع أجهزة الأمن في هذه العمليات ، على مصداقية وحرية الصحافة نفسها .

 

و سوف تعلن الشبكة العربية عن دراستها في مؤتمر صحفي ، يعقد في نقابة الصحفيين يوم الأحد القادم الموافق 9ابريل 2006 ، في تمام الثانية عشره ظهرا ، بقاعة أمين الرافعي بالدور الثالث .

 

كما يتضمن المؤتمر الصحفي عرضا مختصرا على لسان بعض ضحايا هذه العمليات وأثرها عليهم وعلى دورهم في الحياة العامة .

 

تتوافر بالمؤتمر الصحفي نسخ من الدراسة باللغتين العربية والإنجليزية ، فضلا عن ترجمة من وإلى الإنجليزية .

 

الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان

 

لتقديم الاقتراحات أو للاستفسارات أو للانضمام إلى الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان رجاء الاتصال بالشبكة:

الدور الثاني، شقة 10، 5 شارع 105، ميدان الحرية، المعادي، القاهرة، مصر

ت/ف : 5249544 (00202)

info@hrinfo.net


يكفيكم انتهاكا لحرية الشيخ عبد الفتاح مورو (**)

بقلم : نبيل الرباعي (*)   طيلة خمسة عشر سنة والأستاذ عبد الفتاح مورو يتعرض إلى المراقبة المستمرة وللمضايقات الأمنية بدون سبب يذكر ومساءلته وتحذيره من أي اتصالات أو تصريحات حول الأوضاع العامة أو الخاصة وعدم استقبال أصدقائه القدامى وبقائه في عزلة انفرادية وحرمانه من جواز سفره حتى لأداء مناسك العمرة. هذا وكما تعرض الشيخ في السابق إلى فبركة شريط فيديو من طرف السلطة للمس من شرفه هذا مع تعرضه أيضا إلى عدوان من طرف الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي بفبركته لشريط فيديو فيه مس من مصداقيته. وفي الختام، أدعو القوى السياسية والجمعياتية وقوى المعارضة والهيئة الوطنية للمحامين وكافة القوى الديمقراطية للوقوف إلى جانب الشيخ مورو.   …فاصبر صبرا جميلا .. « إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا »… صدق الله العظيم    الشيخ الأستاذ عبد الفتاح مورو (**)   عبد الفتاح مورو: من مواليد العاصمة ، نشأ في حلقات الذكر والعلم ودرس على الكثير من علماء جامع الزيتونة وكان أكثر الناس قربا منهم وعلاقة بهم وهو ما جعله أكثر قدره من غيره على التوجيه والتدريس والتأثير ، يبلغ من العمر 57 عاما ، درس في المدرسة الابتدائية الخلدونية – نهج التريبونال سابقا المدينة العتيقة – ثم بالمدرسة الصادقية وبكلية الحقوق بتونس حيث تخرج منها سنة 1971، وقد تحصل بالتوازي على الإجازة في الشريعة سنة 1970. وفي سنة 1971 شغل منصب قاضيا لغاية سنة 1977 ، كما شغل خطة الكاتب العام لجمعية القضاة الشبان.   أصبح الشيخ عبد الفتاح مورو محاميا سنة 1977 بعد استقالته من سلك القضاة لملاحقته من طرف النظام بسبب نشاطه الديني السياسي.   شارك في إعادة إصدار مجلة المعرفة التونسية ، وشغل خطة الكاتب العام لجمعية المحافظة على القرآن الكريم في سنة 1969 إلى غاية سنة 1975.   قام بتنظيم العديد من الدروس عقب صلاة الجمعة في مسجد سيدي يوسف بالقصبة حيث كان إماما خطيبا فيه لمدة 8 سنوات وقام بالتدريس في العديد من المساجد بتونس العاصمة حتى سنة 1981 تاريخ اعتقاله من قبل السلطة حيث حكم عليه مدة 10 سنوات سجنا من أجل انتمائه لحركة الاتجاه الإسلامي.   لعب دورا هاما في حل مشكلة حركة الاتجاه الإسلامي والعفو عنهم سنة 1984 حيث فتحت السلطة معه حوارا في شخص محمد المزالي الوزير الأول السابق. وحوكم ثانية سنة 1987 حكما غيابيا لمدة 10 سنوات أخرى لنفس السبب بحكم تواجده خارج البلاد. كما قام بدور كبير في الخارج من خلال علاقاته الواسعة بكثير من الرؤساء خاصة في الخليج وذلك سواء أثناء المحاكمة أو الإفراج عن قيادات حركة الاتجاه الإسلامي في 1987/1988.   والأستاذ عبد الفتاح مورو شغل خطة الأمين العام لحركة الاتجاه الإسلامي الذي أعلن عن تأسيسه سنة 1981 والتي كانت قد تأسست فعليا منذ منتصف السبعينات ، وفي 07 مارس 1991 جمد عضويته بالحركة.   ومن بين الحكايات التي نسمعها عن الشيخ مورو هي أنه نجا من الموت بطريقة تكاد تكون خيالية يوم 26 جانفي 1978 وفي ذلك اليوم كان الشيخ مورو في الشارع وكان دوي الخراطيش يملأ الشوارع فأصابته إحداها في صدره فسقط مغشيا عليه لكنه رجع إلى وعيه دون أن يصاب بأذى فقد أصابت الرصاصة نسخة من القرآن الكريم كان الشيخ يضعها في جيب الفرملة وهكذا نجا عبد الفتاح مورو من الموت تحفظه آيات الله البينات التي كانت لا تفارقه البتة، الشيخ عبد الفتاح مورو متزوج وأب لخمسة أطفال.   (**) السيرة الذاتية مأخوذة من كتاب في طور التحضير عن الأستاذ عبد الفتاح مورو   (*) سجين إسلامي سابق الهاتف : 361.487 98 E-mail : rebai-nabil@yahoo.fr   المقالة القادمة إن شاء الله: هل مبادرة جماعة الدكتور الصحبي العمري رئاسية أم خدعة أمنية ؟ من يقف وراءها…


 
 

عندما يتكلم « برهان » بدون برهان

الحبيب أبو وليد المكني

 

طلع علينا « المكلف بمهمة  » لا ندري بالضبط ما هي ؟؟ بوجه صبوح على قناة الجزيرة يبحث عن كلماته و قد عهدناه صريح البيان حاضر الحجة والبرهان ، يجهد نفسه في الإجابة عن الأسئلة البديهية التي توجهها له صحفية مقتدرة تعودت على القيام بعملها بكل حرفية و اقتدار .

 

كان المطلوب من برهان اليوم أن يتدخل في القناة العربية الأولى ليدافع عن مؤسسة انتهاك الحريات الأساسية ورفع الشعارات العصرية، كان عليه أن يقوم كالعادة بدور التعمية عن الحقيقة و لو بكلمات ركيكة وظن أنه لكل مهمة صالح وفي كل أمر فالح ، كيف لا وهو الإعلامي الذي قيل أنه نجح في ما لم تنجح فيه وكالة بأكملها . و إذا به يطلع علينا مرة كناطق رسمي باسم الرئاسة و أخرى كوطني غيور على بلاده في زمن ترسم فيه خطط الإحتلال، و حينا كمدافع عن آراء الأخزوري وزير التدين التونسي و أحيانا كمهاجم للمعارضة التي في رأيه لا تملك برامج تؤهلها لتعارض ، سمعناه طورا « يتناقش » مع بعض رجال الفكر بروح اجتهادية ونقدية لا برهان عليها ورأيناه يشارك في برامج حوارية دون دليل أو برهان.

 

قال يوما عن إضراب الجوع الذي تفاعلت معه الأوساط الرسمية وغير الرسمية في معظم أنحاء العالم: « إنه مسرحية حاكها البعض بمناسبة انعقاد قمة المعلومات »، ولم يتورع عن الكذب الصريح وهو يدعي أن الطائرة الإسرائيلية التي نزلت في جزيرة جربة لم تكن ترفع العلمين الصهيوني و التونسي…

 

فقلنا : » لعل الرجل يسكن في العاصمة و لا يعلم ما جرى في الجزيرة البعيدة  » ، ؟؟ قال : » إن محمد عبو المضرب عن الطعام دخل السجن لأنه اعتدى على زميلته وليس لأنه كتب مقالا يشبه فيه السجون التونسية بسجن أو غريب كما يعتقد بقية الناس « ؟؟…

 

قلنا : » لقد وضع الرجل نفسه في موقف صعب، يريد أن يدافع عن السياسة التي لا يمكن الدفاع عنها، وعيبه الأول أنه يتوهم أنه سينجح فيما فشل فيه الآخرون  » …

 

سادتي يريد السيد برهان أن يقنعنا أن تونس خير البلدان وأن فيها ليس في الإمكان أحسن مما كان ، وهو في سبيل الدفاع عن ذلك مستعد لمواجهة الروس الأمريكان … يريد أن نؤمن معه بأن في تونس تحترم حقوق الإنسان ويكرم المرء و لا يهان .. ووسيلته في ذلك سرعان ما تتحول إلى لجوء إلى الكذب و البهتان.

 

ورأيناه اليوم يتكلم كالعادة عن تهويل الأمور و المبالغة ، والحديث يخص البروفسور المنصف بن سالم صاحب الشهادات العلمية في الرياضيات و الفيزياء حيث لا مجال للوهم أو المبالغة، يتحدث عن رجل كان ضحية للقهر والمحاصرة ،و للتشفي والمتابعة و للكبت وسوء المعاملة تسعة عشر سنة بأيامها ولياليها فيقول إنه يبالغ وتقف وراءه جهات عرفت بالتضخيم والمناورة … و عندما سُئل عن السبب المباشر الذي جعل أستاذنا الكبير يدخل في إضراب جوع مفتوح و المتمثل في قرار بطرد نجله من الجامعة قال : » أن الحقيقة هي غير هذه ـ وقديما قالو إذا لم تستح فقل ما شئت ـ  » أن السيد أسامة لم يطرد ولكن وجه إليه من مجلس إدارة المؤسسة التعليمية خطاب توبيخ  » هكذا … ؟؟ يريد أن يقنعنا بأن مثال النبوغ في تونس لم يفهم مضمون القرار الذي أُتخذ في حق ابنه، وصدق أو لا تصدق …أو كما يقال .. « معيز و لو طاروا » …

 

الدكتور المنصف لا يفرق بين التوبيخ و الطرد وتكون هذه القطرة التي تفيض الكأس فيدخل في إضراب جوع هو وأفراد عائلته … من أجل رسالة توبيخ إذن ؟ … هكذا ؟؟؟

 

أما أسامة الذي بقي على تخرجه بضع شهور فحصل على توبيخ لأنه « نطح جدارا برأسه فهدمه » أو كما قال ؟؟؟ …وليس لأنه قاد مسيرة داخل الجامعة تندد بالرسومات المهينة لشخص الرسول محمد صلى الله عليه و سلم … و ليس لأنه أمّ زملاءه في الصلاة في الحرم الجامعي … و ليس لأنه أحد أبناء الرجل المؤسس لهذه الكلية والذي تريد كمشة من المتنفذين الذين لا ندري هل يحملون الشهادة الإبتدائية أم لا أن ينتقموا منه لنجاحه و فشلهم، وهذه هي الحقيقة المرة التي لا يملك السيد المكلف بمهمة ، الإعلامي اللامع برهان بسيس الخوض فيها …

 

لقد كلف الرجل بمهمة عجز عن القيام بها من هو أكثر منه احترافا ولمعانا، لقد وضع نفسه حقا في موقف لا يحسد عليه، و لعله يحتاج للعطف قبل المساءلة… فمن كان بدون برهان لا تفيد معه لكْنة عثمان أو فصاحة برهان..

 

7 أفريل 2006

 

الحريات في أدنى مستوياتها

محمد القومانى

 

شهدت الساحة التونسية خلال الأسابيع الأخيرة انتهاكات فاضحة و خطيرة لحقوق الإنسان . أعادت إلى الأذهان الأساليب المقيتة التي استعملتها السلطة ضدّ خصومها خلال حقبة التسعينات سيئة الذكر. كما شهد مجال الحريات تضييقات إضافية نزلت بها إلى أدنى درجاتها . بما يؤشر على ظرفية حرجة تمر بها بلادنا ، لن تكون عواقبها سليمة إذا لم تتحمل مختلف الأطراف مسؤولياتها و إذا لم تنهض النخب خاصة في القيام بواجبها في مواجهة هذا التدهور.

 

فقد عادت جهات  » مجهولة  » لا تخفى على أي متابع صلتها بالأجهزة إلى استهداف رموز من النشطاء السياسيين أو الحقوقيين و ذلك بالنيل من أعراضهم أو من ممتلكاتهم أو حتى تهديد حياتهم بممارسات منفلتة من أي رقابة قانونية وخارج أية مرجعية أخلاقية.

 

فالأستاذ المختار الجلالي وزوجته السيدة نزيهة رجيبة (أم زياد ) يستهدفان في عرضيهما واستقرار حياتهما الأسرية بعد مرحلة من الوعيد و التهديد ، بترويج أشرطة فيديو و صور جنسية مفبركة . و الأستاذ عبد الرؤوف العيادي تتعرض سيارته من الدّاخل إلى تخريب انتقامي. و السيد لسعد الجوهري يكتشف عبثا ببراغي مقود سيارته كان يستهدف حياته لولا انتباهه في الوقت المناسب. و تلك عينات على سبيل الذكر لا الحصر ، و أخرى كثيرة يطول تدوينها أو نحترز في ذكر بعضها . و العبرة بالدلالات و ليست في التفاصيل .

 

من جهة أخرى تتواصل الحملة الصحفية التشويهية للمعارضين بثلبهم و تخوينهم دون تقدير للعواقب .و في مقدمة المستهدفين الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي الأستاذ أحمد نجيب الشابي . و يبدو انخراط مختلف المؤسسات الصحفية إلاّ من رحم ربّك في هذه الحملة ـ كل بأسلوبه ـ دليلا كافيا على أن السلطة هي من يقف وراءها و تطوّع الأقلام لها ترغيبا و ترهيبا. و قد كشفت افتتاحية جريدة الموقف منذ أسبوعين و شهادة الصحفي سليم بوخذير مؤخرا، جوانب من أساليب السلطة في فرض مضامين هذه الحملة على مختلف الصحف .

 

كما يستمر تجميد أنشطة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بغلق جميع مقراتها الجهوية و منع هيئات فروعها من الاجتماع في أي فضاء و منع الأنشطة بمقرها المركزي حسب تقديرات السلطة .و ذلك بالتوازي مع حملة إعلامية في الداخل و الخارج تضلّل المتابعين بإشاعة أن الخلاف داخلي في الرابطة وأن الحوار جار بين الأطراف المعنية و القضية توشك على الحلّ . و الحال أن السلطة هي من اتخذ قرار تعطيل أنشطة الرابطة و منع انعقاد مؤتمرها الوطني السادس . و هي من تشجع الذين يهاجمون الهيئة المديرة و تفتح لهم أبواب الإعلام و الاتصالات بالداخل و الخارج .

 

و على غرار الرابطة تعتمد السلطة مختلف الأساليب لتعطيل أنشطة أحزاب المعارضة المستقلة بتشديد الرقابة على مقراتها و المتابعة الأمنية المكثفة و اللصيقة لتحركات قادتها ومناضليها بالعاصمة و الجهات ، و حرمانها من الفضاءات العمومية حتّى القاعات الخاصة بالنزل التي تسعى إلى كرائها. و تتخذ السلطة ذريعة منع الأنشطة المشتركة مع الهيئات غير القانونية، سببا لمحاصرة مقرّات الأحزاب القانونية و منع الأنشطة العامة داخلها بما في ذلك اللقاءات التشاورية و الاجتماعات . و ليس استهداف أعضاء هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات و أنشطتها سوى فصل من فصول إصرار السلطة على شلّ المعارضة و منعها من القيام بوظائفها في مرحلة دقيقة تمر بها بلادنا . و في ظلّ مثل هذه الأوضاع الموضوعية التي يمنع فيها العمل السياسي فعليا و تجرّم المعارضة ، لا يستحي رموز السلطة و أبواق دعايتها من انتقاد الضعف الذّاتي للمعارضة و محدودية منخرطيها .

 

و إذا كانت الحملة على حركة النهضة و أنصارها منذ مطلع التسعينات و ما تخللها من تجاوزات خطيرة لحقوق الإنسان ، قد خلّفت حالة من الرعب و الانكماش عن الاهتمام بالشأن العام ، كان من نتائجه تصحّر فكري و ثقافي وسياسي لا تخفى مظاهره و أضراره . و إذا كانت الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها السلطات لمواجهة الخطر المحتمل من حركة النهضة قد استمرت لسنوات و توسعت لتضيّق مختلف مجالات الأنشطة و العلاقات و كاد الهوس الأمني أن يشلّ المجتمع و الدولة . و عاشت تونس عشرية عسيرة من الانغلاق تكفي بعض عناوين تقارير حقوق الإنسان المحلية و الدولية حولها دلالة على هولها . و إذا كانت النخب التونسية عامة، والسياسيون داخل السلطة أو في المعارضة و المثقفـــون و رجال الأعمال خاصة ، لم يتحملوا مسؤولياتهم كاملة في تلك الحقبة و ربّما لم يدركوا جيّدا تداعيات مثل تلك السياسات ، وسكتوا عن أساليب في مواجهة الخصوم لم تعرفها تونس من قبل و ربّما يذهل من يطّلع على بعض تفاصيلها . وإذا كانت الظرفية الإقليمية و الدولية قد ساعدت على ذلك . إذا كان كل ذلك قد حصل في الماضي فإن الأمور تبدو مختلفة في هذه المرحلة سواء بالنظر إلى الإطار الدولي و الإقليمي المختلف تماما ، أم بالاعتماد على ما هو مفترض من استيعاب تجارب الماضي و استخلاص الدروس المناسبة للحاضر و المستقبل .

 

و لست أجد في توصيف ما نحن يصدده واختزال ما هو مطلوب منّا جميعا ، من تلك الصورة التي رسمها ذلك الأثر النبوي الذي تحدّث عن جماعة من الناس ركبوا سفينة من طابقين فكان بعضهم أسفلها و بعضهم أعلاها . فإذا فكر من بالأسفل في ثقب السفينة وعزموا على ذلك كان على الذين بأعلاها أن يأخذوا على أيديهم و يمنعونهم فينجون و ينجو كل من عليها . و إن لم يفعلوا هلكوا جميعا .

 

إنها صرخة نطلقها بهدوء في وعي وضمير كل تونسي و تونسية يغارون على سمعة بلادهم ومستقبل أجيالها حتى ينهضوا كل من موقعه و يفعلون ما بوسعهم لمنع هذا الانحدار الذي يدفع البعض بلادنا نحوه بقصد أو بغير قصد. فالصّمت في مثل هذا المقام تواطؤ . وليس في الضمير رُبعٌ و ثُمنٌ و عُشرٌ .

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن افتتاحية صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 354 بتاريخ 7 أفريل 2006)


 

مقالات مدفوعة الأجر

محمد فوراتي

 

أثار نشر عدة مقالات مدفوعة الأجر تمدح الحكومة التونسية في الجرائد المصرية موجة غضب لدى المنظمات الحقوقية والمدافعة عن حرية الصحافة. ولاحظ كل من اطلع على هذه المقالات أنها صيغت بنفس الطريقة واعتمدت المبالغة في تصوير  » الجنّة التونسية ». وجاءت هذه المقالات تزامنا مع الاحتفال بخمسينية الاستقلال. وقد وصفها الكاتب المصري جمال عيد بالمقالات التسجيلية أو  » كوبونات الصحافة التونسية. وتحمل بعض المقالات عناوين مثل  » حرية التعبير وإعلاء مبادئ حقوق الإنسان ..  » أو » دولة القانون وحرية التعبير » !. وطالعتنا جريدة العربي الصادرة يوم 26 مارس 2006 بمقال تسجيلي تحت عنوان  » في الاحتفال بالذكرى ال50 لاستقلال تونس: تطور كبير في الحريات المدنية والسياسية« .

 

وقال جمال عيد في مقال نشر بجريدة الدستور أنه بالاضافة إلى انتهاك تلك الموضوعات لمواثيق الشرف الصحفي مصريا وعالميا، حيث تخلط الإعلان المدفوع بالمادة التحريرية ، فإنها تسهم بشكل فعال في تقليص مصداقية الصحف التي تنتهج هذا المنهج، وتدفع العديد من الصحفيين إلى الارتماء في أحضان السفارة التونسية عبر غض الطرف عما يحدث في تونس ، وسعيا للفوز بأحد هذه الإعلانات المضللة التي رغم صغر مساحتها ، فإن المدفوع فيها مبالغ طائلة نظرا لصياغتها بهذه الطريقة الماكرة.

 

يذكر أن مقالات مماثلة تلمع صورة السلطة في تونس وتتهجم على رموز المعارضة تنشر في الصحف اللبنانية. ومن المؤكد أن أموالا طائلة تذهب مقابل هذه المقالات الجاهزة. ألم يكن الأحرى والأولى بالحكومة أن تستغل هذه الاموال في إيجاد مواطن شغل للعاطلين؟

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 354 بتاريخ 7 أفريل 2006)


 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة السلام على أفضل المرسلين

 

تونس في 05/04/2006

 

هذه لمسة وفاء في الذكرى السادسة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله يوم السادس من أفريل 2006 (الحلقة الثانية)

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري بورقيبي، كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم بورقيبة اعترافا بالجميل وتقديرا لنضالاته

 

من باب الوفاء والعرفان بالجميل للرمز الخالد المرحوم الزعيم الحبيب بورقيبة في ذكرى وفاته السادسة وفاء لروحه الطاهرة الزكية.. وتقديرا لما قدمه من جليل الأعمال وعظيم الخدمات وأنبل التضحيات الجسام وأعمق المواقف.. وأصدق معاني الصمود والصبر وأسمى معاني الوطنية الصادقة.. وأروع النضالات والاستبسال والشجاعة والأقدام.. أرى من الواجب الوطني ذكر بعض من خصال الرمز العملاق الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله الذي يستحق كل الأكبار والتقدير والوفاء:

 

بورقيبة الإنسان

 

1- نذر حياته لخدمة قضايا شعبه وامتاز بالمعاملة الإنسانية.. في إحدى زياراته إلى الكاف في الستينات كان يتجول صباحا وينهض باكرا كعادته فاعترضته امرأة خارجة من كوخها وطلبت من سيادته مساعدتها لبناء مسكن وقد لاحظ عليها علامات الضعف والخصاصة فسألها كم عندك أطفال أجابته 11 طفلا.. فصاح في وجهها وغضب وقال لها أنت إنسانة ومواطنة لا أرنب تولد فقط.. وواصل سيره ثم وصل إلى مقر الولاية للإشراف على نشاط رئاسي.. وهناك تذكر المرأة المسكينة فأذن بحضورها حالا واستمع إلى مشاغلها وأذن بتسليمها صكا ماليا و كذلك بناء مسكن لأسرتها وطلب منها مزيد العناية بصحتها.

 

2- استمع إلى حصة إذاعية اجتماعية وتابع الحصة التي عالجت موضوع عاملات في معتمدية سيدي البشير بالعاصمة يعملن في إحدى المعامل في ظروف قاسية.. وفي الزوال يأكلن أكلة جافة.. خبز وشيء من الهريسة.. فاتصل بكل المسؤولين وعقد اجتماعا عاجلا بمقر قصر الرئاسة وفتح حوارا حرا.. وأصغى إلى كل المسؤولين وأذن بحضور العاملات لتناول طعام الغذاء بقصر الجمهورية.. وبعدها عقد مجلسا وزاريا وتم خلاله درس ملف العاملات.. وقرر تحسين ظروف العمل والأكلة والترفيع في أجورهن.. وأوصى الوزير الأول والحكومة باعداد تقرير و تصور كامل للوضع الاجتماعي بكامل البلاد والعمل على تحسين ظروف مراكز الصناعات التقليدية.

 

3- طلب منه طبيبه الخاص بمد المساعدة قصد امكانية توجيه ابنه ضمن كلية الطب حسب سياسة التوجيه الجامعي واستجاب الرئيس بورقيبة لاقتراح طبيبه وطلب من السيد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي النظر في هذا الطلب.. وبعد ساعة اتصل الوزير بسيادة الرئيس وأعلمه بأن ابن الطبيب معدله لايسمح بالتوجيه لكلية الطب وترتيبه كان عدد 403 والعدد المطلوب 400 طالب.. وأشار الوزير في إمكانكم سيدي الرئيس أن تأذنوا بالتشطيب على رقم 400 وهو من سكان الجبل الأحمر.. فقير ساعده التضامن الاجتماعي على الدراسة نظرا للحالة الاجتماعية لأسرته.. فأجابه بورقيبة بصوت متحمس متأثر قائلا له: بورقيبة يريد ابن الجبل الأحمر الفقير ان يصبح طبيبا وهذا رهان بورقيبة على العلم.. واتصل بطبيبه الخاص قائلا له: ابن الجبل الأحمر أبجل من ابنك ويمكن لك أن تبعث ابنك إلى الخارج على حسابك.. والدولة تهتم بأبناء الفقراء أنت قادر على تعليم ابنك في فرنسا كما حصل لك شخصيا.

 

بورقيبة والنظافة

 

4- في عام 1965 قام الرئيس بورقيبة بزيارة إلى المملكة العربية السعودية في إطار جولته إلى الشرق وخطاب أريحا بفلسطين يوم 03 مارس 1965 ، وفي السعودية أكرمه الملك فيصل أل سعود وألح عليه بقبول صك مالي بمبلغ هام.. ولكن الرئيس بورقيبة رفض الصك وأمام إلحاح الملك وإصراره على قبول الصك لشراء مسكن خاص للزعيم بورقيبة تسلم الصك عن مضض.. وعند العودة إلى أرض الوطن – استدعى المرحوم الهادي نويرة محافظ البنك المركزي وسلمه الصك لوضعه في حساب الدولة..

 

5- عندما بلغ إلى عمله أن نجله الوحيد اقترض قرضا من البنك لشراء مسكن بالعاصمة ولم يسدد بقية القرض نظرا لبعض الحاجيات أذن ابنه بتسديد القرض في ظرف أيام وقال له أنت ابن رئيس الدولة لا يمكن أن يشار إليك بالبنان.. وساعده على خلاص القرض من ماله الخاص ثم بعد ذلك أعفاه من مهامه حتى يكون له درسا..

 

6- في مهام السفرات التي كان يقوم بها إلى الخارج أو للعلاج كان يحرص بصفة دقيقة على إرجاع المبالغ بالعملة الصعبة دون تفريط فيها ويردد: « رئيس الدولة يجب أن يعطي المثل الأسمى في أموال الدولة »..

 

7- بعد حكم دام 31 سنة وزعامة دامت 22 سنة ومهنة المحامات والصحافة دامت 7 أعوام الجملة 60 عاما.. غادر الدنيا دون أن يترك حجرة ولا شجرة ولا دينارا.. تلك هي نظافة الزعيم الأوحد المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله.

 

بورقيبة والحلم والتسامح:

 

8- في عام 1956 في اجتماع عام بالرديف ولاية قفصة شهر المواطن عبد الرحمان جاب الله سلاحه وقال حرفيا عندما أردت الضغط على زر البندقية ظهر الزعيم أمامي كأنه والدي فأمسكة البندقية واستغفرت الله.. وما كان من الزعيم الراحل بورقيبة إلا أن سامحه وصفح عنه وأعطاه ضيعة فلاحية ببني خلاد عاش فيها حتى وفاته عام 2004 وأذن بإدخاله لسلك الأمن..

 

9- وفي العاصمة وفي اجتماع عام ببورصة الشغل شهر المواطن عبد السلام النجار سلاحه على الزعيم بورقيبة ثم تذكر أن قتل النفس حرام بدون موجب شرعي فسلم سلاحه.. وبعد أن قضى مدة قليلة في السجن أذن بورقيبة بإطلاق سراحه وساعده ماديا ودعم مشروعه التجاري ووجد كل الدعم والتشجيع من رئيس الدولة وعاش عزيزا كريما رحمه الله..

 

10- بعد إطلاق سراح حمه الهمامي وجماعته استقبلهم رئيس الدولة بقصر قرطاج وتحدث معهم طويلا على ظروفهم.. وأثناء الحوار ذكر السيد حمه الهمامي الأتعاب التي حصلت لهم من جراء السجن وقد خلف لهم أضرارا صحية فأذن الرئيس الحبيب بورقيبة بعلاجهم في الخارج على نفقات الدولة التونسية وطلب منهم المعذرة على ما حصل لهم في السجن..

 

بورقيبة الوفاء والعشرة:

 

11- في إحدى زياراته إلى منزل بوزلفة واستقباله من طرف الجماهير الشعبية لاحظ غياب المناضل.. رفيق الدرب.. عزالدين الإمام.. رمز التضحية.. فأذن بإحضاره حالا وامتطى معه السيارة المكشوفة وقام بجولة رافعا يد المناضل عز الدين الإمام..

 

12- وفي أول تشكيلة حكومية عام 1956 اقترح الزعيم بورقيبة أن يكون ضمن التشكيلة الوزارية الدكتور محمود الماطري وأسندت إليه حقيبة وزارة الصحة باعتباره دكتورا.. وذلك لرد الاعتبار بمناضل كبير كان رئيسا للحزب عام 1934 وهو زعيم وطني كبير..

 

13- وفي آخر جولة له في أفريل 1987 إلى ولاية قابس تفطن لغياب المناضل جلولي فارس.. وقبل الغذاء أذن بحضوره حالا و أنه لا يحلو له الطعام إلا بحضوره.. وبتعليمات من الوالي قمت شخصيا بالاتصال بالمناضل الكبير جلولي فارس في الحامة وأبلغته دعوة المجاهد الأكبر وضرورة حضوره في مأدبة الفطور بقابس..

 

14- في مناسبة محلية عند زيارته إلى مدينة حمام الأنف يوم 16 مارس 1974 لتدشين عدة مشاريع هامة منها جامع أبي بكر الصديق بحي بوصفاره.. وبعد أداء تحية المسجد.. استمع إلى كلمة أمام المسجد الأستاذ محمد الأكحل رحمه الله.. وبعد مغادرة المسجد الجامع توفي الإمام رحمه الله عند وصوله إلى منزله بسكة قلبية وعند تناول الفطور تذكر الرئيس بورقيبة الأستاذ محمد الأكحل وأذن بحضوره وأخفى الحاضرون نبأ وفاته خوفا على الزعيم من الصدمة لأنه تأثر بكلمة الإمام المرحوم الشيخ محمد الأكحل رحمه الله. و عوضه الأستاذ الطيب الورتاني أحد كبار أئمة القيروان رغم خلاف سابق.. رحمهم الله جميعا..

 

بورقيبة و الإسلام وتدشين المساجد:

 

15- في زيارة إلى مدينة سوسة في مهرجان أوسو جاء وفد من بلدة الجم يقوده المناضل صالح عبد الله الذي سجن وأبعد مع الزعماء وله علاقة مع الزعيم.. وعندما سأله على الجم ذكر له المناضل أن السيد وزير الداخلية ووالي سوسة أذن بتوقيف أشغال صومعة جامع الجم باعتبار أن قصر الجم الأثري الروماني أعلى من صومعة الدين الإسلامي و ينبغي أن يكون أعلى من الصومعة.. فتأثر الرئيس بورقيبة والتفت لوزير الداخلية وقال له: « يا سي فلان أجبني حالا هل قصر الجم الروماني أعلى من الدين الإسلامي.. » فصمت الوزير وأذن الرئيس باستئناف الأشغال على أن تكون الصومعة أعلى من القصر الأثري الروماني في دولة إسلامية..

 

16- وفي مناسبة توسيم المناضلة مفيدة بورقيبة بالوسام الأكبر للاستقلال شكرها الزعيم بورقيبة على تضحياتها وصبرها على كل ألوان الحرمان وشكرها بالخصوص على تربية نجله تربية وطنية وحافظت على إسلامه وهو أكبر فضل وأكبر هدية من زوجة وفيه ربت نجلها حسبما يرضاه ويحبه والده وخاصة الدين الإسلامي الحنيف..

 

17- وفي مناسبة دينية عام 1953 والمجاهد الأكبر في السجن بفرنسا بعث برسالة للأستاذ فريد بورقيبة المحامي ابن عمه وطلب منه أن يحمل معه يوم العيد ابنه الحبيب بورقيبة الابن إلى المسجد لحضور خطبة الجمعة والمحافظة على جمع العائلة عند ذبح الضحية والمحافظة على العادات الإسلامية..

 

بورقيبة والشجاعة والإقدام وعدم التراجع:

 

18- في عام 1936 وهو في السجن برج البوف مع رفاقه الماطري وصفر دقيقة ومحمد بورقيبة لم يستسلم و لم يخضع للاستسلام و المعذرة للسلطات الفرنسية خلاف الجماعة.. وبعد حوار طويل حول الإمضاء على الرسالة طلب بورقيبة تحرير محضر جلسة للتاريخ يكون مرجعا للدستورين وحفاظا على توحيد كلمة الديوان السياسي امضى على الرسالة بعد الاحتفاظ بمحضر الجلسة الذي يذكر استبسال الزعيم بورقيبة الذي واصل الرسالة فيما بعد حتى النصر المبين..

 

19- وفي أحداث قفصة عام 1980 كان الزعيم بنفطة وقد نصحه أعضائه بالعودة إلى العاصمة خوفا عليه من الاعتداء في الجنوب فقال: « أن الزعيم يجب أن يكون في قلب المعركة وفي الصفوف الأمامية عند الشدائد »..

 

20- عندما جاءت انتفاضة الخبز عام 1984 وعم التشويش خطب الرئيس بورقيبة لمدة 10 دقائق فقط وتراجع في أسعار الخبز والمقرونة و السميد.. وفي لحظات عانق الشعب الجيش في الدبابات بشارع بورقيبة.. وبخطاب قصير جنب البلاد مالا يحمد عقباه.. وتلك عبقرية الزعيم ونفاذ رأيه.. وكما قال صحفي في فرنسا: « الزعيم الناجح والأقدر هو الذي يجنب بلاده الهزات ».. وقال الصحفي: « أن بورقيبة استطاع في عشرة دقائق إطفاء وإخماد نار الفتنة وأبدل الخوف والفوضى بفرحة عارمة وثقة في المستقبل ».. وعلق الصحفي قائلا: « تلك هي حكمة القيادة الحكيمة للمجاهد الأكبر ».. قال الله تعالى » وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين » صدق الله العظيم.

 

بورقيبة والقيم الأخلاقية:

 

21- في حفل فني بمسرح قرطاج حضر الرئيس بورقيبة وعندما غنت الفنانة صفية شامية مالت وشطحت فوق الركح.. فأذن بورقيبة بإنزالها فورا.. وقال: « لا يليق بفنانة أن ترقص أمام رئيس دولة ».. وأذن بعدم إدراج المزود والفولكلور الشعبي الهابط والغناء المتدني في التلفزة التونسية طيلة فترة حكمه..

 

22- في اجتماع نسائي هام بإشراف رئيس الدولة لاحظ كشف اللباس فوق الركبة فصاح قائلا: « لا نسمح بلباس قصير فوق الركبة ».. وأذن وزير الداخلية آن ذاك السيد أحمد المستيري بالقيام بحملة أمنية واسعة النطاق للحد من ظاهرة تفشي اللباس المخل بالأخلاق الفاضلة..

 

23- في واقعة أخرى أذن برحيل أمير سعودي من بلادنا و مغادرتها حالا لأنه قام بأعمال تتنافى مع الأخلاق الفاضلة.. و بعد رحيله أعلم صديقه الملك فيصل رحمه الله بذلك الّذي إستحسن بدوره موقف الرئيس بورقيبة..

 

24- أستمع إلى مواطن تناول معه الغذاء و له علاقة حميمة مع الرئيس.. و أثناء الفطور طلب مساعدة من رئيس الدولة في منحه مسكن تابع لملك الأجانب بتونس المدينة وهو يرغب فيه مناضل أخر أصبح ينتمي للأمانة العامة.. لكن الرئيس تأثر و إنفعل و قال بحضور المناضل علالة العويتي رحمه الله:  » إبعدوا على الراجل و اتركوه يأخذ المسكن ولو كان ضدنا اليوم ».. و هذا المناضل يعرف هذه القصة و هو في المجلس الأعلى للمناضلين حاليا شفاه الله..

 

25- بلغ إلى علم الرئيس أن شابا في قابس عام 1987 كشر أنيابه و فعل فعلته مع فتاة ثم أراد التملص منها فإذن الرئيس بورقيبة السيد والي قابس عام 1987 بإحضارهما اليوم الموالي لمقابلة رئيس الدولة بقرطاج.. وفعلا كنت بوصفي معتمد الشؤون الإجتماعية بمركز ولاية قابس في تلك الفترة.. كنت مرافقا لهما في سيارتي الإدارية حسب ما أراد الرئيس حبيب بورقيبة.. هذا حصل عام 1987 و الرئيس بورقيبة في أعز مداركه العقلية… و أنجز المحاكمة بينهما بالزواج الشرعي.. و حقق رغبتهما في إطار القانون و الشرع.. قال تعالى  » الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون » صدق الله العظيم.

 

تلك بعض العينات الصغيرة من أثار وبصمات ومواقف ومناقب وخصال الزعيم الفذ الحبيب بورقيبة رحمه الله.. أذكرها للتاريخ في ذكرى وفاته وأسوقها لمزيد العبرة والدرس.. عسى أن نعود إلى المنابع الأصيلة والقيم الأخلاقية..

 

رحم الله الزعيم الراحل وخلده في جنة الفردوس..

 

« ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين »  صدق الله العظيم.

 

محمد العروسي الهاني، مناضل دستوري رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

 

والله ولي التوفيق


 

الأهمّ… والمهمّ

ليلى الشايب

العنوان: « قلق أمريكي من التضييقات على حقوق النشطاء في تونس »، أما التفاصيل فمحورها السيدة نايلة شرشور حشيشة الناشطة الحقوقية والسياسية التي استقطبت آراؤها الداعية إلى مزيد من الديمقراطية، الانتباه بشكل خاص منذ أن تحدثت في منتدى الإصلاحيين العرب الذي دعت إليه مؤسسة أمريكان انتربرايز انستيتيوت في وقت سابق.

 

كل مداخلة هذه الناشطة دارت حول حاجة التونسيين إلى فسحة أرحب من حرية الكلمة بكل أشكالها وإصلاحات ديمقراطية حقيقية،  وهي أفكار طالما تبنتها ودافعت عنها بقوة كما تقول في إحدى الصحف اللبنانية (دايلي ستار بيروت).. وتضيف أنها، ومنذ أربع سنوات اختارت الاعتدال في آرائها وفي أساليب التعبير عنها، ولم يقترب منها أحد ليضايقها لا هي ولا موقع حزبها على الانترنت. فماذا حصل؟

 

يبدو أن مشاركتها في ذلك المنتدى وضعت حدا لصبر ينتظر أن ينفد وجاءت الفرصة. الشكوى تقول إن السيدة حشيشة تتعرض منذ فترة لمضايقات جمة طالت أسرتها.. بدون أن تخوض في تفاصيل معروفة، ولكنها تثير مجددا التساؤل عن أسباب هذه الانقلابات على الناشطين في تونس لمجرد مشاركتهم في منتديات أو مؤتمرات خارج البلاد، أو ظهورهم وحديثهم لوسائل إعلام بعينها.

 

لا يشك أحد في وطنية هذه المرأة وأمثالها ممن يحلمون بتونس أجمل.. وأكثر تخففا من قيود لا مبرر منطقيا لها، تونس تليق بالتونسيين الذين لا يعرفون أنفسهم جيدا، وتونس بمستوى تاريخها وإرثها الحضاري والثقافي الزاخر.. لا يشك أحد بحب هؤلاء لتونس، ولكن كم هو سهل في الظروف الراهنة وصمهم بشتى النعوت: عمالة.. العمل على تنفيذ أجندات دخيلة.. ونشر غسيل « وطنهم » على الملأ « الفضائي ».. وهي تهم قد تجد من يؤيدها وينكر بالتالي المبدأ والهدف النبيل على أساس خطأ الأسلوب من منطلق أن الكشف والمكاشفة ينبغي أن يظلا بينيين، أي بين السلطة ومعارضيها، وأن تعرية المستور أو شبه المستور أمام الأغراب هتك للحرمات وعمل سيء النية يراد به دعوة الآخر للتدخل في « الخصوصيات ».

 

قول قد ينطبق على حالات خاصة جدا. مشكلة أسرية داخل جدران البيت، أو مشكلة مهنية بين جدران المكاتب وردهات المؤسسة الواحدة، أما في عالم مفتوح كعالمنا اليوم، وفي شأن يتعلق بحقوق الإنسان والحريات  والديمقراطية، شعارات هذا العصر (وإن أريد بها باطل أحيانا)، وفضائيات، وتكنولوجيا اتصالات تتجاوز كل الحدود والقيود، فكيف لا يزال البعض يعتقد أن أسرارا تتعلق بأوضاع شعوب بأكملها، يجب أن تكتم وتخبأ، وأن من حق فئة صغيرة أن تقرر لفئات عريضة متنورة متى وأين يحق لها أن تتحدث ومتى وأين تصمت، وعن ماذا تتحدث وأين تتوقف..

 

تزداد هذه الأسئلة حرارة واستفزازا عندما تشاهد على شاشة تلفزيون فضائي تونسي لحما ودما برنامجا إسمه « المسكوت عنه ». تفرح عندما تقرأ العنوان الجريء، وتتابع بلهفة تتوقع أن توصلك إلى ما كنت تحلم به دائما: حديث صريح علني عن بعض من « المسكوت عنه » مما يمس التونسي كمواطن داخل وطنه أولا، ويلامس همومه ومسراته.. وما أكثر تلك الهموم. ولا ندري كم هي المسرات، وتستمع إلى المقدمة العامة والى أسماء الضيوف، ثم إلى موضوع الحلقة، لتبهت لهفتك شيئا فشيئا، وتتهاوى على أقرب أريكة، بعدما كنت واقفا، متحفزا لانجاز.. تحقق أخيرا.. ولكن..عن ماذا يتحدث هؤلاء؟؟؟

 

عن الملف النووي الإيراني.. والضغوط الأمريكية – الإسرائيلية، والنفاق الدولي.. والمصالح الشرهة.. وسياسة الكيل بمكيالين.. واستهداف المسلمين في كل مكان..الخ..

 

بعض ذلك حقيقة، وربما كله، والموضوع ثقيل وذو حساسية لا شك في ذلك. ولكن في قول الحقائق أولويات.. وان كنت لا تستطيع أن ترى حقيقتك وتجاهر بها، لا تستطيع أن ترى حقيقة الآخرين، ولا الحقيقة الأكبر. ولماذا تزيد ثقل الهموم « الدولية » على مواطن مثقل بهمومه الشخصية والمحلية أصلا؟ ولماذا تسمح لنفسك بالحديث عن الآخرين ولا تسمح لذوي القربى بتطارح الآراء عما هو أفضل لك وله في وطنكما؟ وتسمي حديثك في « المسكوت عنه » حوارا سياسيا، والثاني « نشر غسيل وأكاذيب »؟

 

نخشى أن تصبح برامج الحوارات السياسية عندنا.. مخدرا.. وتجسيدا لمقولة إن « السياسة أفيون الشعوب » عندما يتعلق الأمر طبعا بشؤون الآخرين السياسية.. مع تطعيمها بعبارات تثير العاطفة والانفعالات، وتنسيك مآسيك الى حين..

 

عندما تضيع معالم الطريق عمدا، ويأخذ الشطط بالبعض مأخذه، نعود إلى موروثنا من الحكم، لنستحضر أمثالا من قبيل: « لا تجوز الصدقة حتى يكتفي أهل البيت ».

 

أعود الى أصل الموضوع لأنهي بأننا قد نختلف حول آراء السيدة نايلة حشيشة وغيرها ولكن نتحد في أحقية الجميع في تصور وبلورة وصنع مستقبل لهذا الوطن الجامع.

 

ناطق باسم الإدارة الأمريكية، هو توم كيسي أبلغ الحكومة التونسية بقلق واشنطن بشأن المضايقات التي تتعرض لها هذه المرأة.. وكم نحن بشوق لنعرف ماذا سيكون الرد.

 

(المصدر: مجلة البلاد الالكترونية، العدد الثاني بتاريخ 6 أفريل 2006)

 


تعجب

نبيل الريحاني

طلب إلي ذات يوم لما كنت أعمل في مجلة « حقائق » أن أكتب كلمة مختصرة عن ذكرى تأسيس المجلة. لم أكن الوحيد  الذي طلب منه ذلك فقد كان يتعين على زملائي أيضا أن يكتبوا في ذات المسألة.

 

فكرت كثيرا قبل أن أدون كلمات قصار، راعيت فيها أن لاتكون سوداوية معتمة. وحرصت على أن تكون الرسالة القصيرة رسالة أمل وتحفيز للإرادات.

 

باختصار شديد قلت إن لعن الظلام مائة مرة أمر متيسر لكل ذي فم، غير أن إضاءة شمعة واحدة هو القرار

 

والفعل الصعب حقا. كنت بتلك الكلمات أستذكر بيني وبين نفسي أول مقال لي في المجلة فتح لي باب الالتحاق بالعمل الصحفي. مقال زامن تصاعد الانتفاضة الفلسطينية الباسلة، راعني في تلك الأيام أن يواصل أهلنا في الأرض المحتلة تضحياتهم الأسطورية بينما نستقيل نحن في نصرتهم. قلت يومها أين هي النخب التونسية؟ أين هم أساتذة الجامعات؟ أين هم الفنانون والصحفيون؟

 

في نفس الوقت كانت الكلمة المختصرة تناقش ضمنيا معقولية الاستقالة عامة. واليوم ها أنا أجر معي نقطة التعجب أينما حللت لكن في حيثية أخرى مغايرة.  نقطة التعجب تسكن تفاصيل تجربة البلاد على جدتها فنحن كنا وما نزال نراهن على تحريك سواكن النخبة وكسر الحواجز الوهمية بينها وبين الواقع المحيط بها. ونحن نعي أن المهمة ليست سهلة لكنها ممكنة، راهنا على مساهمة مميزة من أسماء مشهود لها بالمعرفة قبل الموقف وكنا نتمنى لو كان العدد الأول مزدحما بأسماء تثبت أن أرض تونس البلد العريق، ولادة غزيرة النسل.

 

لم نحقق كل الهدف لكننا أنجزنا بعضه وتلك هي البدايات، لكن الغريب هو أن تتحول المبادرة والإسهام في هذا المجهود تضحية بالغة يضن بها صاحبها على المجلة. والغريب مرة أخرى أننا تعهدنا بتوازن مهني لن يحرج أحدا ولن يجيّر لصالح أحد، ومع ذلك انتصرت المحاذير الوهمية في ذهن صاحبها وتوارت المساهمة ليبقى السؤال:

 

هل بمثل هذه العقلية تتقدم المجتمعات؟

 

وهل هناك ما يدل على أن تقديم تحليل في موضوع أكثر من عادي هو مخاطرة رهيبة لا يعلم عواقبها إلا علام الغيوب؟

 

اسمحوا لي أن أجيب من واقع التجربة:

 

من غير شك أن النص الصحفي أو ذلك الذي ينشر في سياق صحفي لا يخرج إلى العلن في فراغ، بالتالي سيكون محاطا بمناخ سياسي وقانوني واجتماعي ما. وهو الأكيد أن تلك المناخات ستتعدد ردود فعلها تجاه المضامين المكتوبة وتتصاعد بما يناسب حجم الجرأة التي يمتلكها النص، ولعل ما لا يكتب اليوم يكتب غدا. وما قد لا يتناول بطريقة يتناول بأخرى. لكن أن يقال إن عملية الكتابة والتحليل صارت متعذرة فتلك مبالغة ليس من مصلحة أحد أن ترسخ أقدامها في العقول.

 

لعل هذه المقاربة تبدو مرفوضة للبعض، أو مفرطة في التفاؤل وأنا أقول إنها واقعية وتلتمس سعة أفق في الفهم،

 

فتطور التجربة الإعلامية يقتضي فيما يقتضي تنوعا في المواضيع وتجديدا في تناولها وقبل ذلك إيمانا بقيمة وصول المعرفة والمعلومة لأوسع قطاع من الناس. فالجميع يعرف أن مجتمعا لا يعرف ما يحدث حوله لن يستطيع أن يحدد موقعه بدقة وبالنتيجة لن يكون بوسعه أن يتخذ القرارات الصائبة.

 

نحن البلاد التي استضافت قمة المعلومات ومنحت أمم العالم منبرا للحديث في عصر الثورة المعلوماتية وما هدمه من سياسات حمائية تقليدية، نحن أولى الناس بأن نضرب المثل في الاستفادة القصوى من تلك الثورة.

 

هذه الاستفادة رهينة عوامل كثيرة من بين أهمها روح المبادرة عند شباب ونخب البلاد، وكذلك أريحية رسمية في النظر لتداعيات هذا التحول الكوني. بالأمس القريب استذكر التونسيون مرور خمسين سنة على استقلالهم

 

وراجعوا كل التحولات التي غيرت وجه الحياة عندهم وما رافقها من أثار جانبية رافقت المكاسب التي تحققت

 

وبدا الاستنتاج مجمعا عليه أن تسريع عجلة التطوير يلقى دائما قوى جذب للوراء، أو سوء فهم بل وصراعات وتناقضات أيضا. لكنها حزمة التقدم التي تفرض على من يدبرها أن يقبل قوانين اللعبة، أو لنقل أن يتحلى بالروح الرياضية ويسلم بأن نتائج الجولات لا يمكن أن تكون كلها لصالحه.

 

أسوق هذه الأفكار لأستنتج منها أن معارك المواقف بقطع النظر عن الحق الذي يتداخل بالباطل فيها، لن يكون لها جدوى أو معنى في غياب المعرفة. لقد رأينا معارك سياسية وفكرية حامية تحت عناوين مصيرية، بيد أنها جرت بعيدا عن إلمام جمهور الناس الواسع بخلفياتها. صحيح أن الانغلاق السياسي يحول دون رفع صوت المعرفة  داخل ضجيج المواجهات والحروب الكلامية، لكن الموضوع السياسي ليس المحور الوحيد للحراك الاجتماعي. وليس بوسع أحد تقديم مادة تضاهي ما يمكن للنخب الأكاديمية تقديمه من علم « عضوي » منخرط للنخاع في معارك المجتمع من أجل كسر دائرة التخلف.

 

يدفعني السياق لاستحضار ما ذكرته تقارير التنمية البشرية وشهادات منظمات مشهود بمصداقيتها عن مقدار تخلف العالم العربي رغم ما قد يشوب هذه المعطيات من هنات وانتقادات، لكنها تلتقي في الاستنتاج الجوهري:

 

نحن أمة تسوقنا العواطف والمواقف السهلة، أمة لا تقرأ ولا تكتب، أمة اجتمعت عوامل عدة على حرمانها من التقدم.

 

بنفس الروح الايجابية سأقول واثقا مرة أخرى هناك مساحة للكتابة وفضاءات بحث تنتظر من يقتحمها.

 

فالمعيش أوسع من أن يصادر أو يتجاهل من أي كان. وسأقول آملا،  إنّ المستقيلين شواذ سيحفظهم التاريخ ولن يقيس عليهم.

 

(المصدر: مجلة البلاد الالكترونية، العدد الثاني بتاريخ 6 أفريل 2006)


الحيرة المُركََّبة..

نصرالدين اللواتي

nasreddine@albiled.net

 

علمتنا المهنة الصحفية الكثير، الكثير من المفاجآت والحقائق والكثير من الأوهام أيضا، وعلمتنا أن نبحث لكل واقع عن منطق يفسره ويخبر عنه، وأن نشذّب الذاتي من الموضوعي، ومرّنتنا على المساءلة ومحاولة الفهم، مع ذلك نعجز أحيانا- مفتقرين إلى تلك القدرة التلخيصية للغة – عن الإشارة إلى شيء أو ظاهرة أو سلوك لأننا نقف دون القدرة على إدراك حقيقة شعورنا تجاهه فنكتفي بإلحاق تسمية ما هي ما قصدت إليه في هذا السياق ب »الحيرة المُركَّبة » وهي تلك الحيرة الممزوجة بقدرة كبير من الذهول والغيظ والخيبة.

 

كنت أصاب بهذا النوع من الحيرة في مناسبات عديدة عند إجراء استطلاعات مع الناس في الشارع بشأن مواضيع متباعدة ومختلفة، فأصادف نوعا من الناس ممن يكاشفك قبل التسجيل بموقف أو رأي أو انطباع، لكن الرأي سرعان ما يتبخر إلى كلام غائم متكلّف، قد لا يستدل به على أي معنى، و يتحول من انفعال وجرأة وصراحة إلى نقيض ما كان يقول ما إن تشتغل أمامه الكاميرا..طبعا أتحدث عن مواضيع بسيطة، غاية في البساطة سهلة ومعيشة، لا يمكن تجاهلها ولا التنصل منها مواضيع متاحة كالرأي في النقل العمومي، والتخفيضات الموسمية، أو التدخين في الأماكن العمومية، أو جودة الخدمات… ومواقف كهذه لا يمكن أن يترتب على الموقف منها أية محاذير ولا يحتاج التفكير فيها إلى الحسابات والمواربة والحذلقة اللغوية والتنصل من الحديث أمام الكاميرا..

 

ربما من حق البعض ممن « تهاجم » الكاميرا سكينتهم وطمأنينتهم في الشارع أن يتفادوا الإدلاء بأي رأي، وقد يكون مفهوما تخوف البعض من تشذيب ما يقولون وتدخل لا مقص، إلا أنه من غير المنطقي، تلك النقلة العجيبة لدى البعض- وهم كثر- من الرأي خارج التسجيل إلى نقيضه أمام المصدح، والانتقال من انتقاد الشيء إلى الإشادة به،

 

ومن رفض سلوك ما إلى تبريره، ومن التعريض بظاهرة، إلى تجاهلها، مستكينين بذلك إلى انتظام مغيض في العبارات و حنان مفرط بتنقية الحديث من أي  » تشويش دلالي  » قد يفهم منه أن المتحدث أمام الكاميرا من أصحاب الرأي أو من « المتقَلقين » من أي شيء، حتى إذا كان هذا الشيء لافتة أسعار، أو تدخينا في مكان عام، أو خدمات متردية.

 

الحيرة بالطبع تتضخم عندما نكون أحيانا في عملنا الصحفي إزاء ردود فعل، أو انتقادات، أو »تفاعل » على نحو خاص من قبل البعض ممن يمثلون مستوى من النضج  الفكري أو هكذا يبدون، وهم  ممن لا يرضي ذوقهم أو انتظاراتهم أي شيء، ولا يشفي كبرياء المتفرج لديهم أي جهد، ولا ينفكون يشرّحُون أي عمل بالانتقاص والتشكيك، مستعرضين ما كان ينبغي أن يقال، وما تطلب الموقفُ الإشارة إليه، وما كان من الأجدى تناوله فأضحى العمل دونه كلا شيء.. ولا ينقضي عمل حتى يشرعوا في التبرع  ببلاغاتهم.

 

الـ »الحيرة المركبة » هنا تتبدّى عندما تلوذ إلى هؤلاء الناس أنفسهم، واثقا في استعدادهم من أجل استطلاع رأي، أو تفادي نقيصة في الشرح والتحليل، أو للإفادة من قراءتهم وآرائهم، فيرفضون ويمعنون في الرفض ويتهربون – بعضهم يفرون – متحججين بأي شيء وبلا شيء، مفضلين في هذه الحال الموقع  « الأسلم » في تقديرهم بالبقاء في منطقة الانتقاد مطمئنّين إلى بلاغتهم مضيعين عليك فرصا لتجويد فكرة أو تحسين طرح أو تطوير معنى

 

يظهر هنا، وفي جانب غير مدرك من قبل البعض، أن ما قد يحول دون الصحفي والجودة المرتجاة ، وما قد يقعدُ بالعمل عن بلوغ تلك الدرجة من الصدقية والحرفية إنما قد يكون من صنيعة آخرين هم أولئك أنفسهم  ممن يهتزون أمام شاشاتهم من صديد اللغة الخشبية كلما طالعتهم ، لكنهم يلوذون بها كلما استوجبت المكاشفة، مفضلين أسلوب « المواقف عن بعد » والأداء التلفزي المنمق، و »ما يطلبه المستمعون » على التحدث بما يقتضيه الأمر من وضوح وصراحة، وتاركين إياك إلى « حيرتك المُركّبة ».

 

(المصدر: مجلة البلاد الالكترونية، العدد الثاني بتاريخ 6 أفريل 2006)

 

فـي زواج الـمـتعة بيـن اليمـيـن واليسار…

رضا الملولي     – هل أخفقنا في تشكيل نخبة سياسيّة قادرة على الإضافة وتحمّل أعباء التنمية الشاملة ؟ – لماذا غابت خيوط التباين بين اليسار، التقدّمي بطبعه وبين اليمين الدّيني الرّجعي بطبعه ؟ !!   سؤالان، شكّلا منذ فترة هاجسا حقيقيّا لكلّ من يروم فهم ما يحدث داخل بعض الجمعيّات التي أصبحت معزولة عن حركة المجتمع التونسي، خصوصا أنّ خطوط التباين بين اليمين واليسار أصبحت مفقودة، بل تحوّلت نفس هذه الخطوط إلى مصالح آنيّة ظرفيّة. وفي هذا الإطار استحضر قيمة ما كتبه المفكّر والاستراتيجي الفرنسي  »ريمون آرون » عن أسطورة وحدة اليسار في فرنسا التي تخفي الخلافات غير المفهومة التي أنهضت منذ الثورة الفرنسيّة اليعاقبة ضدّ الجيرونديين والليبراليين ضدّ الاشتراكيين والاشتراكيين ضدّ الشيوعيين. إيديولوجيّا لم يكن اليسار متجانسا كليّا، فهو ضدّ الدولة حينا ويكتفي بمقولة التنظيم والإدارة حينا آخر أو ينادي بالمساواة أحيانا. وهناك من يريد من اليسار أن يكون ليبراليّا وتنظيميّا في آن واحد ويعتقدون بسذاجة أنّه يمكن تحقيق هذه الأهداف بسهولة. لكن تاريخ اليسار الغربي مختلف كليّا عن اليسار عندنا الذي ظلّ تابعا إيديولوجيّا وسياسيّا، بل إنّ بعض مكوّناته رفضت استقلال البلاد التونسيّة واتّخذت من النموذج السوفياتي القديم وضفاف نهر الفولغا نموذجا للاحتذاء، وأعني الحزب الشيوعي التونسي المندثر.   ولا تختلف نظرة بعض المجموعات اليساريّة لتاريخ وثقافة البلاد التونسيّة عن مثيلاتها المتعالية على تناقضات المجتمع التونسي وحقيقة الأوضاع داخله… بل إنّ بعض هذه المجموعات التي اتّخذت من رفض نظام الحكم البورقيبي مبدأ، كحركة آفاق كانت نظرتها للمسألة الثقافيّة مغتربة وفاقدة للحسّ والمعنى حسب عبارة -ابن أبي الضياف- وحصرت مناهضتها لعروبة البلاد في التلويح باللهجة الدارجة المحكيّة. وغير بعيد عن هذا المنحى مجموعات العامل التونسي وغيرها من المجموعات التي عششت داخل الجامعة التونسيّة واستثمرت أزمة المؤتمر 18 لاتّحاد الطلبة الذي لم ينه أشغاله إلاّ بعد 1987، وهناك عناصر من هذه المجموعات لم تتحصّل على الإجازة إلاّ بعد عشر سنوات من الإقامة داخل أسوار الجامعة !   وما أريد التأكيد عليه في هذا الإطار أنّه لا وجود ليسار أبدي، يظلّ وفيّا لذاته عبر تنوّع الآفاق والاحتمالات التاريخيّة وتحرّكه نفس القيم وتوحّده نفس المطامح،وهذا ما نعيشه اليوم في زواج المتعة بين يسار الأنابيب واليمين الديني. وإذا ما تفحصنا التراكمات التي خلّفها اليسار التونسي عبر تاريخه سنجد أنّه خضع لتأثيرات عدّة وقد كان للنخبة السياسيّة التي درست بفرنسا (دساترة ومعارضين) الدور الكبير في صبغ التوجهات السياسيّة بشعارات تبدو للوهلة الأولى مذهبيّة لكنّها متّصلة بالمحيط السياسي الذي أفرزها أكثر من ارتباطها بالواقع السياسي التونسي. وهذا ما يفسّر في رأينا الفشل التاريخي للماركسيّة وكلّ الحفريّات البشريّة المؤمنة بدكتاتوريّة البروليتاريا داخل البلاد التونسيّة.   ومن المفارقات أن اليساريين القدامى تحوّلوا بجرّة قلم إلى ديمقراطيين وتسلّلوا إلى منظّمات حقوقيّة وهيئات مهنيّة وحتّى جمعيّات رياضيّة، هكذا أصبح قدامى الماركسيّة في تحالف عضوي مع دعاة الدولة الدينيّة من أجل دعم الحرّيات وإقامة مجتمع الحريّة التي لم ندرك كنهها إلى اليوم ! ! ويمكننا أن نسأل ما الذي يجمع بين النقائض على المستوى الرمزي والسياسي ؟ يسار الأنابيب الذي تزامن انبجاسه مع ولادة النعجة -دولّي- ودخول العالم فوضى التناسخ لا يفهم المكوّنات الثقافيّة والتاريخيّة للشخصيّة التونسيّة، تماما كدعاة الدولة الدينيّة، كلاهما ينظر إلى الواقع التونسي من الخارج، من زاوية إيديولوجيّة تحديدا… هم لا يؤمنون بأنّ المكوّنات الثقافيّة تساهم في تحديد شكل إقامتنا في هذا العالم… هم يجهلون التاريخ الوطني ولا يدركون أنّ الجمعيّات الثقافيّة والجرائد منذ ثلاثينات القرن الماضي كانت سندا للوطنيين ولا فرق بين المثقفين والوطنيين، كلّ منهم يستمدّ وجوده من الآخر. يسار الأنابيب متنكّر عبر تاريخه لمن صنع النهضة الثقافيّة في هذه البلاد، وأتحدّى عناصر هذا اليسار إ ن قرأ نصّاواحدا لحسن حسني عبد الوهاب يتحدّث من خلاله عن أبعاد الشخصيّة الوطنيّة التونسيّة، ويلتقون في ذلك مع المتزمّتين الذين يرفضون الطاهر الحدّاد المتمرّد والشابي المبدع ويستنجدون بمحمّد إقبال الباكستاني وأبي الأعلى المودودي وسيّد قطب لفهم تناقضات الواقع التونسي، إضافة إلى رفضهم التاريخ القديم لبلادنا، حيث يبدأ التاريخ الفعلي لديهم مع الغزو الإسلامي.   مرّة استمعت إلى  »يساريّة أنبوبيّة » تتحدّث عن صديقها -جوزي بوفيه- الذي لا أخاله يعرف حفّوز والعلا وسباسب القصرين وتالة، هي تريد تقديمه كنموذج على النضال… ومع اعتراضنا على مناضلي التخمة والترف فإنّنا نرفض كلّ ممارسة غير مدنيّة للسياسة ونرفض تلك (الساديّة) القائمة على لذّة الإيذاء، إيذاء الوطن والمخالفين التي يكون ضحيّتها أقرب الكائنات إليك. إنّ ما يرمي إليه تحالف اليمين واليسار هو الاحتكار، احتكار الحقيقة ورفض الآخر والاستهتار بالقوانين والعصيان المنهجي مع بعض التوابل الخارجيّة التي لا يمكنها أن تخفي جهل اليسار تحديدا بتاريخ هذه البلاد وثقافتها.   (المصدر: القسم العربي بمجلة « حقائق » التونسية، العدد 1058 بتاريخ 6 أفريل 2006)  


 

تجارب دول المغرب العربي مع الأحزاب الإسلاموية:

ترويض الإسلامويين من خلال إشراكهم بالحياة السياسية

 

يمثل الإسلامويون جزءا هاما من مجتمعات بلادهم. إبعادهم عن المشاركة في الحياة السياسية سيكون على المدى البعيد وخيم العواقب، حيث سينجم عن ذلك جمود إصلاحي وما يترتب عليه من ظهور طاقات نزاعية، كما تبين إزابيل فيرينفيلس (*) في تحليلها التالي.

 

تملك الأحزاب الإسلاموية في كل من الجزائر والمغرب منذ عدة سنوات إمكانية المشاركة في العملية السياسية، وهذا الأمر أكسبها مزيدا من البرغماتية والقدرة على اعتماد حلول الوسط. الحال في تونس على عكس ذلك إذ أدت استراتيجية عدم التسامح المطلق المتبعة حيال الإسلاميين إلى تعزيز أواصل الطابع الاستبدادي للدولة على نحو فائق.

 

عمدت أجهزة الإعلام الغربية بعد فوز حماس في الانتخابات البرلمانية التي جرت في فلسطين مرارا إلى مقارنة ذلك بالنجاح الساحق التي كانت جبهة الإنقاذ الإسلامية قد أحرزته في الانتخابات التي جرت الجزائر عام 1991.

 

لكن مثل هذه المقارنات تتسم بطابع إشكالي، لا سيما وأن الضرورة تقتضي فهم النجاح الذي حققته حماس في سياق وضع الاحتلال الإسرائيلي. هذا وإن كان هناك ما يبرر الإشارة إلى المثال الجزائري ولكن لسبب آخر تماما. حيث يمكن اتخاذ الجزائر عبرة لوقائع وخيمة العواقب نجمت عن استراتيجية فاشلة قوامها قمع حركة شعبية إسلاموية.

 

فبعد أن حاز الإسلاميون في الجزائر في ذلك الحين على نجاح ساحق في الانتخابات عمد الجيش إلى إبطال مفعول الانتخابات ومنع جبهة الإنقاذ الإسلامية. وقد اندلعت نتيجة لذلك حرب أهلية أودت بأرواح قرابة 150000 شخص.

 

في هذه الأثناء تعلمت القيادة الجزائرية من أخطاء الماضي وأخذت ابتداء من عام 1997 تعمل موازاة لمحاربتها للإسلاميين المتطرفين على انتقاء أحزاب إسلاموية معينة بغرض المشاركة في العملية السياسية طالما التزمت تلك الأحزاب بالقواعد التي سنها النظام الحاكم.

 

استراتيجيات في منتهى الاختلاف

 

لو ألقينا نظرة على الدولتين المجاورتين للجزائر، تونس والمغرب، للاحظنا مدى الاختلاف القائم إزاء تعامل النخب الحاكمة في دول المغرب العربي مع التحديات النابعة من الحركات الإسلاموية التي بدأت في تعزيز مراكزها منذ الثمانينيات.

 

جاء خيار الملك الحسن الثاني في عام 1997 بالموافقة على مشاركة الإسلاميين في العملية السياسية وإن على أسس انتقائية لأسباب عدة أهمها تفاقم حالة العنف في الجزائر. وكان الملك قد وضع في حسابه تكريس التجزئة في صفوف الحركة الإسلاموية و »ترويض » التيار الإسلاموي الذي أسبغ عليه لتوه الصفة الشرعية.

 

منحت الصفة الشرعية للأحزاب الإسلاموية التي اعترفت بالدور المزدوج الذي سن عليه الدستور بشأن الملك أي بكونه زعيما دينيا من جهة وصانعا للقرار السياسي من جهة أخرى. وقد شمل ذلك حتى الآن حزبين اثنين هما حزب العدالة والتنمية الذي بات منذ عام 2002 ثالث أقوى الأحزاب الممثلة في البرلمان، وحزب البديل الحضاري الذي اكسب السمة الشرعية في عام 2005.

 

لكن قرار الحظر ما زال يسري على حركة إسلامية قوية هي حركة العدل والإحسان لسبب رئيسي هو رفضها للملكية في كيانها الآني، هذا وإن تعاطت الدولة مع نشاطات تلك الحركة في الأغلب بروح التسامح.

 

تجزئة المعسكر الإسلاموي

 

اختار صانعو القرار السياسي في الجزائر ( علما بأنهم كانوا كلهم تابعين للجيش إلى أن انتخب بوتفليقة رئيسا للدولة في عام 1999) على مر سنين الحرب الأهلية نمطا من التعامل مع الأحزاب الإسلاموية شبيها بالخيار المغربي.

 

فانطلاقا من مساعيهم الرامية إلى تجزئة المعسكر الإسلاموي وتهميش جبهة الإنقاذ الإسلامية والنهوض بمشروعيتهم الواهية عمدوا منذ عام 1997 إلى السماح لثلاثة أحزاب إسلاموية بالمشاركة في الانتخابات وهي حزب النهضة وحركة الإصلاح الوطني الذي يتبوأ حاليا المرتبة الثالثة بين الأحزاب الممثلة في البرلمان وحركة المجتمع من أجل السلام.

 

هذا وقد أدخلت حركة المجتمع من أجل السلام عام 1997 في الائتلاف الحكومي لتحتل فيه خمسة مقاعد وزارية من مجموع 41 مقعدا. وكانت هذه الحركة وحزب النهضة قد فشلا في منافسة جبهة الإنقاذ الإسلامية في انتخابات عام 1991.

 

عادة يمنع بعض الأفراد والجماعات القادرة على تعبئة الجماهير على نحو كبير من المشاركة في العملية السياسية. هذا يشمل على نحو خاص الفعاليات السابقة لجبهة الإنقاذ بمن فيهم حتى من أصبح يدين اليوم صراحة بالنهج الديموقراطي.

 

انزلاق تونس نحو النزعة الاستبدادية

 

سلكت تونس في عهد الرئيس بن على في واقع الأمر طريقا معاكسا لذلك. فبعد انقضاء فترة وجيزة من إشراك الإسلامويين ولو جزئيا بالعملية السياسية في نهاية عقد الثمانينيات بدأ بن على يلجأ منذ عام 1990 إلى استخدام استراتيجية عدم التسامح المطلق تجاههم.

 

سبب ذلك النجاح الكبير الذي حققه في انتخابات 1989 البرلمانية مرشحون مستقلون ينتمون إلى حزب النهضة الإسلاموي غير المعترف به من قبل الدولة. أفرز ذلك موجات من القمع ما زالت قائمة حتى هذا اليوم. هذا ولا يوجد في تونس أي حزب إسلاموي معترف به من الدولة كما أنه لا يسمح لذوي النزعات الإسلاموية بالقيام بنشاط سياسي ولا حتى بتنظيم صفوفهم بهدف القيام بالأعمال الخيرية.

 

لو اقتصر مقياس نجاح الاستراتيجيات المختلفة الصادرة عن تلك الدول تجاه الإسلامويين فقط على تحقيق الأهداف المرسومة من الدولة لا سيما الهدف المتعلق بإضعاف الإسلامويين لاتضح لنا بأن سياسة القمع التي تنتهجها الحكومة التونسية في هذا السياق هي الاستراتيجية الأكثر نجاحا.

 

ففي تونس لا يوجد للإسلامويين على الصعيد العلني العام أي وجود على الإطلاق، كما أنه يصعب عليهم إعادة تنظيم صفوفهم في ظل مناخ الحظر المفروض عليهم. أما في المغرب فقد أفلح الناشطون الإسلامويون في تكريس المزيد من المكاسب. وربما كان بوسع حزب العدالة والتنمية أن يحقق نجاحا باهرا في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في عام 2007.

 

بالنسبة للإسلامويين الجزائريين فهم يرزحون الآن تحت وطأة التجزئة مما أضعف بالتالي مركزهم السياسي مقارنة بأعوام قليلة مضت. لهذا فإنه حتى في حالة إجراء انتخابات نزيهة وحرة لن يكون بمقدور أحد هذه الأحزاب الإسلاموية القائمة في الجزائر إحراز النجاح. هذا وإن كان بوسعها أن تحقق نجاحا فائقا فيما لو دخلت الانتخابات لا كأحزاب متفرقة بل كجبهة موحدة.

 

النموذج التونسي يعيق الديموقراطية

 

في حالة اعتمادنا لمقياس تفريقي لتقييم نجاح سواء الاستراتيجيات القائمة على إشراك الإسلامويين بالعملية السياسية أو تلك المبنية على القمع ولو طرحنا بعد ذلك السؤال على كيفية انعكاس كافة هذه الاستراتيجيات على الطاقات الإصلاحية لكل من هذه الأنظمة السياسية على حدة وعلى النوايا التي يحملها الناشطون الإسلامويون في نفوسهم لتبين لنا بأن الصورة النابعة من ذلك ذات طابع معقد.

 

في هذا السياق يتضح لنا أيضا الجانب الآخر السلبي لتجربة تونس « الناجحة »، ففي إطار مكافحة التيار الإسلاموي تحوّلت تونس في غضون السنوات الخمس عشرة الماضية من دولة قائمة مبدئيا على الديموقراطية إلى دولة أصبحت أكثر الأنظمة العربية استبدادا.

 

إذ تزامن اضطهاد الدولة للإسلامويين مع مساس عام للحريات السياسية والحقوق المدنية شمل كل المواطنين التونسيين. فقد كاد المعارضون العلمانيون أيضا لا يملكون إمكانيات تذكر لتنظيم أنفسهم وأصبحوا دوريا عرضة للاعتقال ولحملات غوغائية موجهة ضدهم من قبل أجهزة الإعلام المسيّرة من الدولة.

 

إذن فإن المثال التونسي يبرر الاستنتاج بكون حظر نشاط الإسلامويين يعيق التطور الديموقراطي نفسه، نظرا لكون مثل هذه السياسة تؤدي بالضرورة إلى نشوء هياكل استبدادية وتجميد ميكانيكية المنافسة السياسية. بالإضافة إلى ذلك فإن التجربة الجزائرية في بداية تسعينيات القرن الماضي تدل على أن أنماط الحظر الشبيهة بالوضع في تونس والتي يرافقها انفجار في الأوضاع الاجتماعية والسياسية تفرز مواجهات مبنية على العنف.

 

نحو سياسة براغماتية

 

على عكس الحال في تونس نجمت بصورة مزدوجة نتائج إيجابية عن إشراك الإسلامويين في الجزائر والمغرب في العملية السياسية. فمن خلال ذلك تغيرت أولا النوايا والأهداف التي تتبناها الأحزاب الإسلاموية في هذين البلدين. صحيح أن هذه الأحزاب ما زالت تنطلق في أعمالها بلاغيا من علوم الدين، لكن الأحزاب الإسلاموية المعترف بها من الدولة تتعامل على أرض الواقع على نحو لا يكاد يختلف عن الأحزاب الأخرى أي غير الإسلاموية.

 

فهي تتصرف في الحياة السياسية اليومية في المقام الأول على قاعدة المعايير التي يحددها الصراع من أجل النفوذ السياسي. كما أنها أصبحت على استعداد للتنازل بصورة متزايدة عن بعض تصوراتها الاجتماعية والسياسية النابعة من القيم الدينية طالما كان ذلك في خدمة المصالح الوطنية أو في خدمة مصالحها الذاتية.

 

من خلال مشاركة الإسلامويين بالعملية السياسية أصبح برلمانا المغرب والجزائر أشمل تمثيلا لتوجهات الشعب من السابق. يأتي بالإضافة إلى ذلك أن للأحزاب الإسلاموية مصلحة ذاتية حيال المنهج الديموقراطي تفوق الحال لدى غيرها من الأحزاب الأخرى لكونها تدرك بأنها قادرة على إحراز نتائج طيبة في الانتخابات طالما كانت نزيهة حرة.

 

لهذا فقد بادرت حركة الإصلاح الوطني في طرح مشروع لإصلاح قوانين الانتخابات يهدف إلى تكريس مقدار أكبر من الشفافية. لعل جانبا من الإسلامويين ما زالوا يحبذون في السر خيار التعبئة الكاملة بهدف تحقيق الفوز المطلق للنهج الإسلاموي، هذا وإن أصبح النواب الإسلامويون يتحسسون على نحو متزايد ضرورة التعاطي مع الجماعات الأخرى القوية والمنطلقة من أرضية فكرية مغايرة لهم وباتوا على قناعة بأنه ليس بوسعهم إخضاع تلك الجماعات ببساطة لسيطرتهم. هذا التحول يتضح من خلال المحادثات التي يجريها المرء مع نواب إسلامويين.

 

موقف محافظ من المسائل الاجتماعية

 

الغريب في الأمر أن هناك تقاربا كبيرا في الرؤى إزاء أجندة الإصلاح السياسي بين الإسلامويين وبين أطراف خارجية مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومؤسسات بريتون وود فيما يتعلق بالمطالبة في ممارسة نهج حكومي نزيه وفي تكريس دولة القانون ومكافحة الرشوة وضمان الشفافية ومحاسبة المسؤولين.

 

أما في القطاع السوسيولوجي فما زال الإسلامويون يتعاملون بروح بعيدة عن التقدم. ففي المغرب عمد حزب العدالة والتنمية على سبيل المثال إلى اعتماد قانون العائلة التقدمي الجديد في عام 2003 لسبب وحيد فقط هو أن اتخاذه لأي موقف آخر تجاه هذا القانون كان سيعني انتحاره السياسي وذلك على ضوء وقوع الاعتداءات في الدار البيضاء حينذاك. ينبغي علينا أن نلاحظ أيضا بأن حزب العدالة والتنمية يقترب في سياق التصورات الأخلاقية التي يدين بها من صلب القيم المحافظة للمجتمع أكثر من الحال لدى النخب المغربية ذات النزعة الغربية.

 

بغض النظر عن كون الإسلامويين يشكلون مفتاحا للإصلاح أم لا فإن هذا في حد ذاته غير ذي أهمية بالنسبة للسؤال عما إذا كانت الضرورة تقتضي مشاركتهم في العملية السياسية. لكن هناك حقيقة ثابتة هي أن الإسلامويين يمثلون جزءا كبيرا هاما من مجتمعات بلادهم. لهذا فإن إبعادهم عن المشاركة في الحياة السياسية سيكون على المدى البعيد وخيم العواقب من الناحية السياسية، حيث سينجم عن ذلك جمود إصلاحي وما يترتب عليه من ظهور طاقات نزاعية لا سيما في حالة اندلاع الأزمات ذات الطابع الاقتصادي.

 

بقلم إيزابيل فيرينفيلز

ترجمة عارف حجاج

صدر المقال في جريدة نويه تسورخر تسايتونغ الصادرة في زيوريخ بسويسرا

 

(*) إزابيل فيرينفيلز باحثة لدى مؤسسة العلم والسياسة في برلين.

 

(المصدر: موقع قنطرة (ألمانيا) بتاريخ 29 مارس 2006)

وصلة الموضوع: http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-492/_nr-367/i.html


 

المنجي الكعبي يرد على الطيب البكوش

المحنة بحقـوق الانسـان فـي عصـر الارهـاب (1 من 2)

 

بقلـم: الدكتور المنجي الكعبي

 

لا رغبة لي في مناقشة أي كان له موقف من الرسومات الكاريكاتورية الدانماركية التي أثارت المسلمين دفاعا عن نبيهم خارج ديار الاسلام، بعد الردّ الذي رددنا به في هذه الجريدة على عبد المجيد الشرفي.

 

ولكن الحوار الآخر الذي ظهر في هذه الجريدة نفسها منذ أيام لرئيس المعهد العربي لحقوق الانسان، وهو زميل كذلك، يستوقف لعدة أسباب: أولا لأنه يعيد تقريبا في قضية هذه الرسومات ما نقلته عنه الجريدة نفسها، في تغطية الندوة التي عقدها معهده حول «حرية الصحافة واحترام المقدس»، ثانيا: الالتباس بين أن يكون الحديث يعبر عن موقف شخصي أو موقف المعهد من قضية الرسومات، ثالثا: أنه لا إشارة في الحوار الى موقف ما قد يكون أصدره المعهد بمناسبة قضية هذه الرسومات، قياسًا بمواقفه من بعض القضايا الاخرى، وآخرها أزمة التضامن مع أحد أعضائه من أجل عدم فصله من مجلس إدارة المعهد بسبب قضية مخلة بالشرف صدر حكم قضائي فيها بحبسه.. الى حد تأسيس «لجنة دولية للدفاع عن المعهد العربي لحقوق الانسان»، تحدوها حملة مساندة كان شرف أوّل الموقعين عليها لعبد المجيد الشرفي، فيما بدا لبعض الاطراف وكأنه تشخيص للموضوع، رابعا: قرابة ما بين الشرفي والبكوش في الافكار والمواقف التي عبرا عنها في الحوارين اللذين أجريا لهما، ونشرا في «الصباح» بعد أيام قليلة من تاريخ الندوة التي عقدها المعهد، فيما يشبه التأكيد على ما تصفه آمال موسى في تغطيتها لتلك الندوة «بالخطابات المعرفية الحقوقية الثرية».

 

***

 

1- عناوين محبطة:

 

والحديث يستوقف أيضا لعناوينه المخيّبة.. فهل اكثر من « تفاهة الحدث » في أول تقييم لقضية الرسومات الكاريكاتورية التي أقامت المسلمين ولم تقعدهم، تأثما لرسولهم الذي يتشهّدون به في الصلوات أكثر من خمس مرات في اليوم ؟! بل رسول البشرية جمعاء بمنطوق الرسالة التي بلّغها عن ربه. وهل أكثر من عالم عربي يصوّره لك وهو « ملقى على حافة طريق البشرية المتقدمة » إن لم يأخذ وشيكا بالاصلاح الحقيقي، الذي تتنادى به الولايات المتحدة اكثر من أي انسان اليوم. لأن كل ما عداه هو اصلاح، أمّا الذي تريده الولايات المتحدة فهو الاصلاح الحقيقي، تكذيبا لكل اصلاح عداه! ولأننا لا يمكن ان نتصور الفعل والفاعل الا من جانب هذه القوة الامريكية التي تخبط خبط عمياء في العراق وفي افغانسان وفي مناطق اخرى من العالم، وكلها اسلامية مع الاسف، أو ارهابية بمصطلح الدبلوماسية المهذبة، نستغرب توجيه هذا التهديد بخيبة المآل للعالم العربي وليس الى الولايات المتحدة الامريكية. فهل من جانب الحقوقي المدافع عن الفئات الضعيفة ينْصرف التهديد في الاول الى المهمّش أم الى المتسبب في التهميش ؟! وأول الدفاع عن المهمشين إدانة كل ما هو اعتداءات، وعلى رأسها الاعتداء على معتقداتهم..

 

2 – التفاهة حيث تكون:

 

لكن محدّثنا فضّل أن يدخلنا في مأزق اللغويين وهو المختص في اللغويات، فجعل يفسّر لنا التفاهة حيث تكون، ويقول: «والتفاهة ليست في الرمز ومغزاه، وإنما في الموضوع ورداءة الرسم المعبّر عنه». فخذ معي في شرح هذه المعضلة اللغوية دون إساءة للرسول، موضوع الرسم وللرسام صاحب الفن، لعلك تخرج معي بحقيقة ما يعبر عنه الرجل. لأن الغموض في اللغة، في المواقف الدقيقة، هو عادة الصفة المميزة للوجِل من أمر جَلل، أو المضطرب المتمنّع عن الافصاح، ومهما يكن من مراوغات المتكلم في هذه الحالات تجد ألفاظه وتراكيبه تفصح أكثر عن نفسه، وربما ترجمتْ أكثر عما يخفيه. ولقد خشينا لأول قراءة أن نكون اخطأنا الفهم عنه، لأن التفاهة والرداءة والمعبّر والمعبّر عنه أمورلا علاقة لها بما أدركه الناس كلهم من هذه القضية، وهي تجاوز حدود حرية التعبير وحرية الرأي للمساس بمقدسات الآخرين.

 

ولم نفهم كذلك كيف القضية في جوهرها برأيه «ليست في مبدإ التصوير وإنما في الرسالة التي يريد صاحب الرسم إبلاغها..». هل يكون لا يعرف أن الكاريكاتور هو غير التصوير، حتى وإن أطلقنا عليه على سبيل التعميم أو التجوّز اسم التصوير، فرسالة الكاريكاتور غير رسالة التصوير الشمسي ونحوه ، ولذلك يسمى بالرسم، مع الفارق بينه وبين الرسم الزيتي ونحوه أيضا، من حيث أن الكاريكاتور يقوم على التهجم والتحقير لوضع اجتماعي أو سياسي أو ديني ونحو ذلك، ويكون موجها عموما للاضحاك والاستهزاء والسخرية بالاوضاع وبالاشخاص وبالمؤسسات.. ومقيّد لا محالة في سائر القوانين، حتى في القوانين الدانماركية، بحدود التحريض على الحقد والعنصرية وكشف الجنس.

 

فرسالة صاحب الرسومات الدانماركية ما دمتَ أدركتها هلا كنتَ وصفتها لنا، وأنت المنتمي بامتياز لهذه المؤسسة العربية العتيدة، التي هي المعهد العربي لحقوق الانسان ؛ على الاقل من حيث تجاوزها لحدود المسموح به في الاعلان العالمي لحقوق الانسان.

 

لكن مرة أخرى، ومن خلال الاجابة على السؤال الموالي حول إمكان إدراج تلك الرسومات ضمن حرية التعبير والحق الدولي في ذلك، يأنف محدثنا من الجواب بإيه أو لا، بل ذهب يفصّل للموضوع من حيث النظر اليه معزولا عن ملابساته وسياقاته، ليبرر لنا تلك الرسومات لو كان النظر اليها مجردا من تلك السياقات التي يقصدها، وهي وجود بعض بلداننا تحت الاحتلال، ولو كنّا ننظر اليها كذلك بمستوى الاوروبيين في حرية التعبير التي يتمتّعون بها، أي لكنا وإياهم سواء في إجازتها. ومعنى ذلك بعبارة أخرى أن السخرية بالمقدس مقبولة وحقوق الانسان تجيزها إذا لم تكن هناك سياقات احتلال وإذا كنا بمستوى التمتع بالحرية كالاوروبيين ! وهذا فهم لعمري غريب وتحليل أغرب حتى بالاسلوب المدرسي! لكن محاورنا استدرك على نفسه بعد قليل حين استرجع المادة 19 من حقوق الانسان ليقرر لنا أن تلك الرسومات تغذي الاحقاد والعنصرية ولأنها تخلط بين الاسلام والارهاب. وهو قول حق. لكن قوله بأن هذا الحق – يقصد حرية التعبير – «لا يمكن أن يعلو على حقوق أخرى»، فيه ظِلّ على حق الاعتقاد أو المعتقد. وإن كانت الحقوق لا علوية فيها لأحدها على الآخر، لكن استدعاء العلوية في كلامه ولو بشكل سلبي بين الحقوق فيه ظل على حق المعتقد في الحماية الواجبة له من أية حقوق اخرى يمكن الافراط فيها فوق ما يسمح به القانون. ولذلك تستدعي إشارته الى العلوية أن نقول بالعكس إنه عند تعارض الحقوق يجب في حالة الاعتقاد اعتبار حق حماية المعتقد فوق كل حق آخر، وخاصة حق حرية التعبير وحرية الرأي.

 

3 – نعم لا !

 

وقد نكون أدخلناه مداخل بهذا التحليل الفقهي بقدر ما أدخلنا بلغوياته، لأن المعهد – على حد علمنا – يحظر على أعضائه ما دون التعريف بالحقوق المقررة في المواثيق الدولية والقيام بالتربية عليها وبالتكوين من أجل إشاعتها بين الناس بأساليب ونظم محددة. فليس لأحد من مسؤوليه أو خبرائه حق الفتوى والتفلسف باسمه حول العلوية والسفلية.. وما هو من الحقوق وما هو من غير الحقوق في سياقات معينة،، لاننا نعرف أن المعهد العربي لحقوق الانسان ليس هو المنظمة العربية لحقوق الانسان، وليس هو الرابطة التونسية لحقوق الانسان، وليس هو اتحاد المحامين العرب، لا هو أحد هؤلاء ولا هو رديف لهم باعتبارهم – ثلاثتهم –  شاركوا في تأسيسه. ولكن أنشئ للتربية والتكوين على حقوق الانسان وللتعريف بها وإشاعتها بين الناس في مجتمعاتنا على نحو سليم وبأساليب ونظم محددة. فليس لأحد من مسؤوليه أو خبرائه تمثيل المعهد فيما دون القيام بمهامه الادارية أو نشاطه وبرامجه. ولذلك تصورنا السيد البكوش يتحدث عن مواقفه وحسب حين يعترض على تشريع قوانين جديدة لحقوق الانسان تأتي لتعزز الموقف العام من حرية التعبير وحرمة المعتقد بمناسبة هذه الرسومات الكاريكاتورية التي تجاوزت، حسب أكثر المواقف الرسمية ومختلف ردود الفعل المسموح به من حرية التعبير وحرية الرأي الى حدّ أحرج حكومة الدانمارك نفسها، لأنها وجدت نفسها مطالبة بالاعتذار عن تلك الرسومات باسم حماية معتقدات الناس في بلادها وفي الوقت نفسه لا ترغب في تقييد حرية التعبير وحرية الرأي لديها.

 

ولذلك استغربنا أن يعترض السيد رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان، وهو يتحدث دون أن يفصل بين مهمته على رأس هذا المعهد وبين توجهه كمثقف، على سن قانون جديد باتجاه ما تطالب به أكثر الاصوات حكمة وتعقلا، إزاء هذه المشكلة القائمة ربما لاول مرة في تاريخ المنظومة الدولية لحقوق الانسان..

 

بل اكثر من ذلك أن يتجاسر متحديا صفته على رأس المعهد، على وصف الكثير من القوانين « بالقوانين المقيدة للحريات والمناقضة للمواثيق الدولية ». وهو يقصد طبعا القوانين الوطنية.. وليته يقصد القوانين الدانماركية في المسألة. لأن هذه القوانين هي التي يطالب المسلمون اليوم على ضوء هذه الحادثة، التي وصفها هو بالتافهة، بتعزيزها بقانون جديد لحماية المعتقد من حرية التعبير غير المقيدة، طالما وجوه التقييد بعدم التحريض على الحقد والعنصرية بدت في فقه القانون الحالي لحقوق الانسان غير شاملة للاعمال التي من شأنها تحقير عقيدة الآخرين، كالمعنى في هذه الرسومات تماما.

 

والقوانين كلها مقيّدة، بل مبدأ القانون هو هذا. فكيف يستقيم لمسؤول في حقوق الانسان أو حقوقي متضلع في المسألة أن ينتقص من إرادة المجتمعات تقييد حرياتها المطلقة بقوانين منظمة ومنصفة وعادلة وغير تمييزية ؟! ولذلك فتعبيره «فلا نزيد من القيود بل يجب إلغاء بعضها»، هو تعبير مجازف.. والاولى التركيز على تطبيق القوانين أو تعديلها باتجاهات أفضل بمقتضى التطوروقيام المستجدات كما يقال.

 

لكن لم نفهم لماذا اقحمَنا السيد البكوش ، بهذا الاعتراض لديه على سنّ القوانين الجديدة حول العقيدة الاسلامية في اوروبا وحمايتها من كل تجاوز، في دوامة قوانين معاداة السامية وإنكار المحرقة النازية لليهود، ليقول لنا بأنها «من أتعس القوانين المعمول بها في بعض البلدان الاوروبية». هل انتصر الحلفاء الا لغير اليهود بوجه هتلر؟.. أم هل بإمكانهم استثمار انتصارهم في الحرب العالمية الثانية دون إقامة مجتمعات جديدة في بلدانهم لا مكان فيها لمعاداة السامية من جديد، ولا حسيس فيها لأدنى استهانة بتضحيات يهودي واحد من أجلهم؟

 

فإذا كنّا نحن ساميين وكنا في القائمة التالية بعد اليهود في النازية فهل أحرى بنا أن نتضامن مع بني عمومتنا وهم أهلُ كتاب أقرب الينا لندعم تلك القوانين، أم الأحرى بنا أن نناضل في صفوف من يحنون لإحياء النازية وتجديد المحرقة لليهود والمسلمين سواء في اوروبا، كما هي البشائر في الدانمارك للاسف في هذه الرسومات الكاريكاتورية وما هو على شاكلتها من قضايا أخرى سابقة ؟!

 

والذي يقرأ بالحرف الغليظ في الاول من حديثه قوله «المطلوب منا التنديد بكل القوانين الجائرة ومنها قانون معاداة السامية»، يأخذه الدوَران بسبب الغموض في التعبير. فلا يدري إن كان هناك مُطالبٌ يطالبنا بهذا التنديد أم نحن الذين نطالب بالتنديد؟ وفي هذه الحال التعبير الاقوم « المطلوب التنديد ». ونظن أن هذا هو المقصود.

 

لكن لماذا انصرفَ المتحدث الى التنديد بقوانين الآخرين والمسلمون كلهم بمناسبة هذه الرسومات المسيئة للرسول طالبوا الغربيين أن ينسجوا عليها لحماية العقيدة الاسلامية في اوروبا والمناداة بعدم معاداتها أو معاداة أقوامها. بل في النظر الصحيح وبميزان الحقوق ، « الساميةُ » و »المحرقةُ » أقل شأنا من العقيدة. ومُحقّون من طالبوا بالاعتذار الواضح عن تلك الرسومات ومن طالبوا بتشريع قوانين لتجريم مثلها أو ما هو بمدلولها في المستقبل.

 

4 – الاستشراق والاستغراب..

 

يتصور السيد الطيب البكوش أن ما خطاه الاستشراق من خطوات نحو فهم العالم الاسلامي يجب أن يخطوه ما سماه «الاستغراب» في جانب العالم الاسلامي لفهم الغرب.. ولكن هذه الرؤية البسيطة، أكاد أقول، لا تأخذ في الاعتبار أهداف الاستشراق وبواعثه الاستعمارية، حتى أن اصحابه اطّرحوا اسمه بالمرة في أدبياتهم الجديدة وفي علاقاتهم العلمية والفكرية والثقافية بالعالم العربي والاسلامي. وما يسميه هو بالحركات الجهادية والتكفيرية ليست سببا في تعطيل « الاستغراب »، بقدر ما هو تعمّق فيه من جانب العالم الاسلامي.. فحتى وإن تصورنا الاستغراب هو مجرّد التعرّف على الآخر بغير قصد استعماره أو احتلاله بعكس الاستشراق، لا يمكن لنا أن نتصوّر الذين قاموا بتفجيرات البرجين العملاقين في نيويورك والبنتاغون في واشنطن كانوا خارج دائرة الاستغراب. الا أن يكون الاستغراب بمفهومك شيء وبمفهوم الآخرين ممن ذاقوا الحيف والاحتلال والامتهان في معتقداتهم وحقوقهم على يد الغربيين شيء آخر.. وعلى كل حال فلا مبرر لاستغراب دون آخر إذا كان أحدهما يمتهن الإنذِواء في الغرب والآخر يبحث عن الانتقام من الغرب.

 

بقي أن الحوار معطَّل برأيه بسبب «غياب الوضوح في الرؤية والانسجام في الاستراتيجية إن كانت ثمة استراتيجية»! فهذا أشبه بعدم فهم المعنى من الحوار أوالتعجيز عنه، أو عدم التسهيل لإقامته بتحريره من الافكار الخلفية أو المسبقة غير الايجابية، وإلا فمن تراه يكشف لك عن استراتيجيته ويوضح لك رؤيته بالقدر الذي يمنحك الفرصة للأخذ بتلابيب أفكاره دون مقايضة أو مناجزة.

 

5 – الاستماتة في الدفاع عن غَرْب حقوق الانسان مهما تكن المآخذ !

 

وهنا يردّ المتحدث بأدب وصفَ انتهاكات الغرب لحقوق الانسان فوق اراضيه وأراضي غيره بـ « تراجع غربي » على لسان مخاطبه، ويراه هو مجرد انتكاس ظرفي مؤقت !. ومع أنه استعمل، تجاه الادارة الامريكية التي لا يعتبرها تمثل الغرب كله، كلمات الزور والخبث والكذب واستغلال مشاعر الخوف والشك إثر احداث سبتمبر لتمرير قرارات سيئة، لكنه بدا أحرص في كلامه على تذكيرنا بدأب الولايات المتحدة على التصرّف التمييزي في حقوق الانسان بين خصومها والموالين لها ؛ وهو يعرف أنها تفعل ذلك «بصفة انتهازية لا مبدئية وهذا أمر معروف ومفضوح». لكن عينه، وهو يقرّر هذا التصرّف الظرفي والمؤقت للولايات المتحدة الامريكية لا تقع عليها ولا على الغرب، ولكن على انظمة الاستبداد في البلدان الاخرى أن تقتبس هذه السيرة من امريكا وتكرسها لديها ! ولا يتردد في وصف تلك البلدان – ويقصد في العالم العربي – بأن سياساتها الفاسدة يغذيها التعصب والفكر الاصولي المنغلق.. وبالمناسبة وللردّ عليه عرَضًا، لا ندري أنه يمكن أن يكون هناك فكر أصولي منفتح.. وكيف أن هذا المناخ في تلك الدول لا يسمح لها مثل امريكا باستخدام حقوق الانسان بصفة انتهازية لا مبدئية للتخلص من شرور ما لديها !! ولماذا لا يصْدُق عليها القول بأنه لا تراجع في نيّتها عن حقوق الانسان!!

 

وبالامس فقط صرحت وزيرة الخارجية الامريكية وهي تضحك أن بلادها ربما ارتكبت آلاف الاخطاء في العراق، وهي تعرف ذلك وتعترف به، ولكنها بالتأكيد حققت استراتجيتها أو غرضها وخطتها من الحرب، وهي تنحية صدام حسين عن الحكم.! وهي في الواقع لا تقول جديدا ولكنها تقرر بصورة ملموسة سياسة الولايات المتحدة الامريكية في الخارج وهي التصرف بانتهازية وبراغماتية، أي وضع الاهداف فوق الوسائل مهما تكن خسيسة وثقيلة النتائج.. لأن كل ما عدا الاهداف إذا أفلتت يمكن معالجته بالترهيب والتخويف. وهو ما يلخص مبدأ التفوق العسكري لا التوزان العسكري أو الاقتصادي في سياساتها الخارجية..

 

فهل كلما وجهنا نظرنا لمحاربة الظالم نلتفت الى انفسنا لنتفقد إن كنا ظلمناه في الاول؟!. فهذا حتى في الحديث النبوي الشريف، لمّا قيل له يا رسول الله كيف ننصر أخانا ظالما، وقد فهمنا أن ننصره مظلوما، قال أن تأخذ بيده بالموعظة الحسنة والتذكير بالله ، يريد حتى لا يكون منه ظلم في المستقبل !

 

فما كان أحوجنا الى هذا الخطاب نحو أمريكا، لا الاعتراف لها بالامر المفضوح من سياساتها، والتبرير لها بالظرفية والامور المؤقتة..

 

6- الاستقواء بالخارج لا معنى له في زمن العولمة !

 

وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني من أجل التحول الديمقراطي، بسط لنا السيد الطيب البكوش حبل الشد والإرخاء من جانب ومن آخر، لتقرير علاقة التكامل بينهما وكيف تكون في نظره. وبدل أن يفصّل لنا صيغة هذا التكامل المقصود انكب على وجه « الهيمنة والاحتواء » من جانب الدولة، ليَخْبِش فيه دون أن ينسى استبعاده كذلك لموقف « الرفض المطلق » من الجانب الآخر.. أي أعطى صورة أصلا مخطوءة – إذا صح التعبير – عن الدولة الرشيدة وعن المجتمع المدني الرشيد ؛ أما ما دون ذلك فلا حديث عليه في باب التكامل. أليس كذلك !؟

 

ثم الدولة، إذا كان اسمها الدولة، فهل لا نقر لها بمسؤولياتها أم نجعلها في كفة والمجتمع المدني في كفة، مكيالا بمكيال ؟ فمن يحمينا من العولمة أو يحامي عنّا ؟.. ألا ترى الحكومة الدانماركية كيف مارست هيمنتها أي حمايتها لمواطنها الدانماركي والحال ان المجتمع المدني العربي والاسلامي، فضلا عن الرأي العام الدولي، ظل ينتفض تذمُّما من فعل رسامها الكاريكاتوري بالرسول الكريم. وآثرت مع ذلك احتواء أزمته باستقبال جميع السفراء لديها، تأففا من استقبال نظرائهم العرب والمسلمين وحدهم، معاكسة لرغبتهم باستقبالهم في هذه القضية ! أي مكنت مواطنها من الاستقواء بها على جميع المسلمين ولم تفعل الا الاستقواء به عليهم.. فكيف في موضوع الاصلاح الذي يرفعه بوجه العالم العربي يُناصحُ في معنى « الاستقواء بالاجنبي »، ويقول إنه لا معنى له في زمن العولمة، وأن معاني السيادة تغيرت كذلك ويُناصِبنا بتشريع دولي ومحاكم دولية ؟.. فهل إذا كانت بمنطق الغالب الامور تتغير بحسب مصالحه ينبغي للمغلوبين أن يغيروا أحكامهم ومفاهيمهم ولغتهم بل وحتى رؤوسهم لتصبح تفكر بأفكاره وتتولّى تبرير أفكاره.. فقد كان ينبغي أن لا نطرد الاستعمار من بلداننا، لانه كان له تشريعه الخاص في وطننا، ومحاكمه الخاصة في وطننا.. ومعناه السيادي في وطننا؟!!

 

وكل سلطة – وهو يعلم هذا – لها حدود نفوذ، حتى السلطة الابوية، وكلّ ما عداها أو خارجها يعتبر سلطة اجنبية، ويمكن الاستقواء بها على السلطة التي ينتمي اليها الفرد بحكم تعريفه. فليس من الوطنية الاستقواء بالاجنبي ولو في ظل العولمة !

 

(المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 8 أفريل 2006)


الذوادي يرد على المسيئين الى الرسول ص

 

بعد ان أصدر شريطه الخامس في رصيده الفني، تحول الفنان عبد الله الذوادي الى ايطاليا وتحديدا الى منطقة «كاتانيا» صحبة المخرج زبير اللقاني الذي صور له عديد المشاهد لاغنية تمتدح الرسول الكريم ص وتتحدث عن تعاليم الدين الاسلامي السمحاء…

 

وإمعانا في التحدي، قام الفنان عبد الله الذوادي بتصوير أغلب مشاهد «الكليب» في قمة الجبل حيث بركان «كاتانيا» الشهير مما جعل عددا كبيرا من الايطاليين والسياح الاجانب يتجمهرون في أماكن التصوير ويصفقون للفنان والمخرج ولكل الفريق التقني المرافق لهما وقد أعرب كثير منهم عن تقديره الكبير للرسول الكريم وللمسلمين والعرب مؤكدين ان تلك المشاهد التي واكبوها ستبقى راسخة في أذهانهم الى الأبد.

 

وقد علمنا ان عديد القنوات التلفزية الخاصة العاملة في ايطاليا، طلبت من الفنان عبد الله الذوادي مدها بنسخ من «الكليب» قصد بثه وسيمكنها من ذلك بعد ان تبثه قناة تونس 7 خلال الأيام القادمة.

 

(المصدر: صحيفة « الشروق » التونسية الصادرة يوم 8 أفريل 2006)

 


توفيق الجبالي يكسر وحشة بيروت بعرض شيّق

مسرحية هنا تونس : عمل جريء ينشر ملابسه الداخلية امام الجمهور!

بيروت ـ القدس العربي ـ من زهرة مرعي

 

وكأني بالمسرحي التونسي توفيق الجبالي أدرك وحشة ليالي بيروت في خضم ما تشهده من تناحر سياسي وضع المدينة في هواجس البحث عن المصير، حتي عاجلها بعرضه الشيق هنا تونس ليكسر العتمة الطويلة. وكما لم يحدث منذ زمن جمع الجبالي أهل المسرح ومريديه في صالة مسرح مونو علي مدي أربعة أيام إمتدت من الثاني من الجاري حتي الرابع معه في إقبال ملفت جداً.

 

عرض لم يلتزم بقالب مسرحي محدد، ومع ممثلين تحولوا إلي شعلة تلتهم الخشبة. وصلت هنا تونس إلي المتفرجين بوقعها الكوميدي الأسود، فأضحكت المتفرجين في المطرح نفسه الذي لسعتهم بقسوة.

 

هذا النص الذي عرض في تونس لأول مرة سنة 2002، يصلح لأن يستبدل كعنوان بإسم أية عاصمة عربية نظراً لشدة التشابه بين الحال التي شكي منها الكاتب في مدينته، والحال المشكو منها في أية مدينة أخري لجهة الحريات العامة والإزدهار المصطنع، والحياة الإنسانية القلقة في مسارها، والمتوترة في إيقاعها.

 

علي خشبة غطت مساحتها الكبري الكراسي الفارغة، وشغل أحد زواياها بناء فيه ثقوب، وفي الزاوية المقابلة بناء قيد الإنشاء، يبدأ العرض بجدل نسمعه ولا نري مفتعليه. جدل يتوالي فصولاً علي المسرح كلما وجد المخرج حاجة له. ستة ممثلين بينهم المخرج توفيق الجبالي يشغلون المسرح.

 

يجسدون النص بأجسادهم وأصواتهم. هذا النص الذي يبدو في أحيان كثيرة كأنه مرتجل لشدة تغلغله في أرواح الممثلين وأجسادهم، هو مباشر أحياناً، وموارب أحياناً أخري. وصمت يسود المكان للحظات تتكرر كانت له وظيفة ربما أبلغ من الكلام وأكثر. وفي نصه هذا يعري الجبالي الأشياء والأفكار، وكل ما يشغله من قلق وألم إخترقه من خلال المعيوش اليومي في مدينته. وفي معالجته تلك لقضية المدينة العربية تطرق إلي الغضب العربي من الحكام الساعين بشتي الطرق لتلقيننا درساً في الوطنية، نظراً لجحودنا وعدم إعترافنا بأهليتهم، وبأن الجحيم ينتظرنا من دونهم، وبأن الجنة مثوانا برفقتهم!

 

بقسوة بالغة ركّب الجبالي تفاصيل نصه من يوميات الوطن وتفاصيله. فوضعنا للحظات أمام مسرح واقعي يقول الأمور كما هي. ومن ثم ينتقم من تلك الواقعية أو هي ربما تعجز عن تلبية طموحه فينتقل إلي العبثية، وهو أيضاً لا يترك التجريب من دون مقاربة واضحة.

 

الجبالي الكاتب والمخرج للنص، إستطاع أن يصل إلي كل طاقة لدي ممثليه وبذاته أيضاً. كانوا ستة ممثلين ينطقون من دون كلام، ويرقصون من دون حركة. كانوا ستة ممثلين بأجساد تلتهم المسرح.

تجلي بينهم الرجال الثلاثة، وتألقت النساء الثلاث. أما الجبالي من بينهم فكان حاضراً ناضراً بخفة وحيوية، وأضفي علي العرض نكهته الساخرة. وبات حضوره علي الخشبة متلازماً مع الضحك الذي يطلقه المتفرجون سواء علي إيماءاته أو من عباراته المختارة لتصيب مكامن الجرح في الصميم.

الجبالي إذاً وعلي مدي ساعتي العرض إستنفد كل طاقة ممكنة لدي أبطال عمله. فهم كانوا موتي أو حوامل بمن فيهم الرجال. تلقوا التعازي وأحيوا الفرح أيضا، وهم أيضاً من تلقوا علي رؤوسهم سقوط الخيمة في تعبير مرٍ لدرجة كبيرة.

 

ظاهر الطقس المسرحي عند الجبالي بسيط وعميق في الوقت نفسه. وكذلك هو مضحك ومغرق في الألم، خاصة عندما يقارب ما يعرف بالعنف عندنا بأسلوبه السوريالي.

 

إنه عمل جريء وعنيف في بعض مشاهده، يعري الجسد وينشر ملابسه الداخلية أمام الجمهور. وفي كل ذلك دلالات سياسية وإجتماعية تنسحب علي المجتمعات والمدن العربية كافة. جميل عرض الجبالي رغم قلقه الموجع. أشعرنا في ختامه بأننا نعيش مكشوفين تماماً ومدننا بلا سقوف، حينها يفتقد الكلام معانيه الحقيقية. عرض متماسك، ترهل قليلا في نصفه الأخير مما إنعكس علي الصالة التي بدت ملولة، وربما يكون ذلك متأتياً عن قلق دفين لدي الجمهور اللبناني.

 

يذكر أن توفيق الجبالي وفرقة التياترو التونسية قدما أيضا في بيروت عرضاً لمسرحية حملت عنوان كلام الليل يسطو عليه لصوص بغداد وذلك علي مسرح دوار الشمس في 9و10و11 الجاري.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 6 أفريل 2006)


إشادة بفيلم « ارتجال » الفلسطيني بمهرجان وثائقي بتونس

 

انتزع فيلم فلسطيني يسرد يوميات عائلة فلسطينية أصرت على النضال بطريقتها الخاصة إعجاب النقاد والجمهور في مهرجان الفيلم الوثائقي الأول بتونس الذي  بدأ يوم الأربعاء الماضي ويستمر حتى غد الأحد بمشاركة 67 فيلما من عدة بلدان.

واحتشدت جماهير غفيرة في قاعة الكوليزي بالعاصمة تونس لمشاهدة عرض فيلم « ارتجال » للمخرج الفلسطيني رائد عندوني الذي سعى للتعبير عن أن الموسيقى شكل من أشكال النضال من الممكن أن يلجأ إليها الفلسطينيون.

ويروي الفيلم ومدته 56 دقيقة قصة ثلاثة أشقاء يعزفون على العود ويتحدون الأوضاع الصعبة والعراقيل لنشر قيم السلام والحرية وحب الوطن عبر الموسيقى خلال جولاتهم بين المسارح.

إلا أن والد هؤلاء الشبان يشعر بالقلق إزاء هذا التوجه لأنه يرغب في أن يشتغل أحد أبنائه في صناعة العود في الورشة العائلية، لكنه يرضخ في نهاية المطاف للواقع ويترك لهم المجال لمواصلة مسيرتهم الفنية أمام إصرارهم على إيصال صوت الفلسطينيين بالموسيقى.

وفوجئ المخرج الفلسطيني بالإقبال الجماهيري وقال إنه يتعين على الفضائيات العربية أن تحضر وتشاهد مثل هذا الإقبال حتى تتأكد من أن المشاهد العربي له اهتمامات أخرى غير الكليبات التي تروج لها, حسب قوله.

وعاش العندوني الذي أنتج عدة أفلام وثائقية أبرزها « العيش في فلسطين » الذي خصصه لتصوير الإذاعة الفلسطينية متنقلا بين بلده المحتل وعواصم عربية.

وعرضت كذلك أثناء المهرجان عدة أفلام وثائقية أخرى من ألمانيا والجزائر والسنغال وفرنسا وسويسرا وإيران وروسيا وبلجيكا والولايات المتحدة, كما حضر العروض عدة مخرجين بارزين منهم السوري عمر أميرلاي ومالك بن إسماعيل من الجزائر ومارسيل تريلات من فرنسا وإبرهيم مختاري من إيران.

ويشهد ختام المهرجان عرض فيلم للإعلامي الفرنسي فريدريك ميتران بعنوان « ربيع 56 » عن استقلال تونس يعرض فيه مختلف المراحل التي مرت بها تونس حتى نالت استقلالها عن فرنسا.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 8 أفريل 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.