Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2203 du 03.06.2006
حركة النهضة بتونس: باعتدائها على كتاب الله: السلطة تتجاوز كل الخطوط الحمراء
الرابطــة التونسية للدفـاع عن حقـوق الإنسـان: بيــــان اللجنة العربية لحقوق الإنسان :اعتقال أربعة من أعضاء الرابطة التونسية في بنزرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع جندوبة:تقرير حول المضايقات التي تعرض لها أعضاء هيئة الفرع أيام الجمعة والسبت والأحد التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع المنستير: بــيــان تضامني مع قطاع المحامين نقابة الصحفيين التونسيين:بلاغ إعلامي
أخبار تونس: توضيحات من مصدر رسمي في تونس
رويترز: تونس تحقق مع نشط اتهمها بتدنيس القرآن في احد سجونها العربية.نت: اعتقال ناشطين بتونس لشجبهم تدنيس المصحف الشريف بأحد السجون الجزيرة.نت: السلطات التونسية تنفي تدنيس القرآن في أحد سجونها ! صلاح الدين الجورشي: نهاية سنة سياسية ساخنة في تونس مرسل الكسيبي: إهانة المصحف في تونس أعلى مراتب العربدة السياسية الهادي بريك:حركة النهضة التونسية : ربع قرن من الاصلاح عبدالحميد العدّاسي:خواطر حول الحرب على الحجاب في تونس أ.نورالدين الخميري:عفو رآسي مع جواز سفر !!! الطاهر العبيدي: مواطن بلا عنوان : فتحـت الجلسة الامجد الباجي:السنما التونسية والعهر القدس العربي : اليو ـ ماري: باريس وتونس تريدان تعزيز التعاون العسكري في المتوسط وزيرة الدفاع الفرنسية ردّا على سؤال «الصّباح»:** مركز دراسات استراتيجية إقليمي بتونس تدعمه فرنسا بمليون ونصف أورو وزيرة الدفاع الفرنسية أليو ماري لـ «الحياة»: وزراء 5+5 يدرسون تطوير التعاون الاستخباراتي ضد الإرهاب الصباح: في منتدى الذاكرة الوطنية: الطيب التريكي يتحدّث عن مسارات التربية في عهد الوزير محمود المسعدي رويترز: أول تقرير عربي عن الحريات الصحفية العربية يقر بوجود ثغرات فيه رويترز: التلفزيونات العربية لم تحصل على حق بث مباريات كأس العالم رويترز: جماعة العدل والإحسان لن تتراجع عن منهجها السلمي رغم القمع توفيق المديني: مغزى التغيير في الجزائر قدس برس: جهود إسرائيلية – أمريكية حثيثة لإسقاط الحكومة الفلسطينية بأيادٍ « فتحاوية » تركي علي الربيعو: تجديد الرهان على النخب العربية دانيال ويليامز: مدوّنون مصريّون في قبضة قانون الطوارئ
رضوان زيادة: مئة عام على ولادته …مالك بن نبي وسؤال النهضة المزمن في مجتمعات الاستعمار والاستبداد
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
بسم اللّه الرحمن الرحيم
حركة النهضة بتونس
باعتدائها على كتاب الله: السلطة تتجاوز كل الخطوط الحمراء
في حادثة خطيرة ومعبرة عما تشهده السجون التونسية قام المدعو عماد العجمي مدير سجن برج الرومي بالاعتداء على قدسية القرآن الكريم باعتماده ضرب السجين السياسي أيمن الدريدي بالمصحف على رأسه ثمّ الدّوس عليه بعد أن رماه أرضا إمعانا في التعدي على مقدسات الأمّة وتنكيلا بالسجين.
وإذ نذكر الرأي العام بالانتهاك المتكرر والمبرمج للحرمة الجسدية والنفسية للمئات من المساجين السياسيين وبشكل يومي فإنّنا نعتبر الإعتداء على كلام اللّه خطّا أحمر لم يكن ليتجاوزه مدير السجن المذكور لولا وجود تشجيع وحماية من قبل السلطة –علما أنّ هذا الاعتداء حسب ما يرونه المساجين ليس الأوّل – ولولا الصمت الذّي قابلت به السلطة احتجاج المساجين على ذلك لما تكرّرت هذه الأفعال الشنيعة.
ولا ينفك هذا الصنيع المشئوم عمّا تشهده حالة السجون التونسية من تدهور فضيع ومن استمرار لسياسة القتل البطيء كما لا ينفك عن الاعتداء مجدّدا على حرمة المرأة التونسية وحقّها في ارتداء الخمار، إذ منعت عديد الفتيات من إجراء امتحانات نهاية السّنة لمجرّد تمسّكهنّ بلباسهنّ وقد مورس ضدّهنّ التّحرش وأهنّ في مشاعرهنّ الدينية.
إنّنا في حركة النهضة :
– نعبّر عن استنكارنا وغضبنا من الاعتداء على القرآن الكريم وعلى تواطئ السّلطة بصمتها وعدم محاسبتها لمدير السجن المذكور.
– نطالب بمتابعة المدعو عماد العجمي ومن يشاركه في هذا الاعتداء ومحاكمتهم.
– ندين السلوك المنظم للسلطة بمنع الفتيات المحجّبات من إجراء امتحاناتهنّ.
– ندعو شعبنا وقواه الحيّة إلى التّحرك للتعبير عن غضبه لانتهاك المقدّسات الإسلامية لمجتمعنا.
– نطالب بإطلاق سراح السيد علي بن سالم رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية لحقوق الإنسان الذي تجرأ وأصدر بيانا يدين تدنيس المقدسات في سجن برج الرومي.
– نطالب الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية إدانة هذه الجريمة والتصدي لها.
– ننوه بكل المواقف المستنكرة لهذه الجريمة ومنها موقف جمعية مناهضة التعذيب التي أعلنت الدخول في إضراب جوع ليوم واحد تنديدا بهذه الجريمة.
07 جمادى الاولى، 1427 الموافق 03 جوان، 2006
الشيخ راشد الغنوشي
حركة النهضة بتونس
(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 3 جوان 2006 على الساعة 8 و 34 دقيقة مساء بتوقيت لندن)
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أخبار سريعة 03 جوان 2006
إطلاق سراح علي بن سالم ومن معه
تم في حدود الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم السبت 03 جوان 2006 إطلاق سراح السيد علي بن سالم رئيس رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الذي كان أوقف في الصباح من طرف الشرطة في بنزرت على خلفية البيان الذي كان أصدره الفرع يوم أمس الجمعة لإدانة « تدنيس المصحف و الاعتداء على معتقدات المساجين السياسيين و ممارسة التعذيب التي تتواصل في السجون التونسية ». و قد أحيل السيد علي بن سالم على قاضي التحقيق بالمكتب الأول بالمحكمة الإبتدائية ببنزرت الذي وجه للسيد بن سالم تهمتي نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام وثلب أعوان السلط العمومية على معنى الفصل49 وما بعده من مجلة الصحافة. وبطلب من لسان الدفاع قرر قاضي التحقيق تأجيل استنطاق السيد علي بن سالم إلى موعد لاحق وإبقاءه بحالة سراح كما اصدر قرارا بتحجير السفر عنه.. وكان قد تم قبل ذلك بقليل إطلاق سراح السيد لطفي الحجي عضو هيئة الفرع ورئيس نقابة الصحفيين التونسيين و السيد حمدة مزغيش عضو هيئة فرع بنزرت والسيد محمد بن سعيد الناشط الحقوقي المعروف في بنزرت بعد أن كانوا أوقفوا في الصباح وبقوا لمدد متفاوتة لدى الشرطة.ولم توجه لهم أي تهمة كما لم يمثلوا أمام قاضي التحقيق. السيد حمدة مزغيش، عضو هيئة فرع بنزرت
الرابطـــة التونسيـــة للدفـــاع عن حقــــوق الإنســـان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 03 جوان 2006
بيــــــان
تم صباح اليوم السبت 03 جوان 2006 إيقاف السيد علي بن سالم رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من طرف الشرطة، و تم إقتياده إلى مقر فرقة الأبحاث العدلية ببنزرت، كما تم بعد ذلك إيقاف السيد حمدة مزغيش عضو هيئة فرع بنزرت من المدرسة التي يشتغل فيها معلما بجرزونة، فيما أوقف السيد لطفي الحجي عضو هيئة الفرع و رئيس نقابة الصحفيين التونسيين أمام مقر الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية بالعاصمة بعد خروجه من ندوة صحفية كانت تعقدها الهيئة المديرة الجديدة للفرع. كما تم إحتجاز السيد محمد بن سعيد الناشط الحقوقي المعروف في بنزرت بعد أن دخل إلى مركز الفرقة للسؤال عن السيد علي بن سالم. و يعتقد أن إيقاف السيد علي بن سالم و عضوي هيئة فرع بنزرت حمدة مزغيش و لطفي الحجي و السيد محمد بن سعيد تم على خلفية البيان الذي كان أصدره الفرع يوم أمس الجمعة لإدانة « تدنيس المصحف و الإعتداء على معتقدات المساجين السياسيين و ممارسة التعذيب التي تتواصل في السجون التونسية ». و قد يكون قاضي التحقيق بالمكتب الأول بالمحكمة الإبتدائية ببنزرت تعهد بالقضية و أصدر إنابة عدلية إلى فرقة الأبحاث العدلية ببنزرت. و الهيئة المديرة التي تخشى على حياة السيد علي بن سالم نظرا لتدهور صحته بعد أن أجريت عليه منذ أيام قليلة عملية جراحية على القلب، تعبر عن تضامنها الكامل معه و مع أعضاء هيئة الفرع و كل النشطاء الذين تطالهم هذه الإجراءات و تطالب بإطلاق سراحهم فورا. و تذكر الهيئة المديرة بكل قوة بأن من دور الرابطة قيادة مركزية و فروعا التنبيه إلى الخروقات التي يحصل لها العلم بها، وهو ما قام به فرع بنزرت الذي تحرّى من موضوع بيانه و نسب الأخبار المضمنة به إلى مصادرها و هي « عائلات المساجين ». و كان أحرى بالسلط المعنية فتح تحقيق جدي في موضوع ذلك البيان و معاقبة كل من يثبت إرتكابهم للجرائم المشار إليها بدل التستر عليهم.
عـن الهيئــة المديــرة الرئيـــس المختــار الطريفـــي
اللجنة العربية لحقوق الإنسان اعتقال أربعة من أعضاء الرابطة التونسية في بنزرت
توجهت مجموعة من أعوان الأمن اليوم السبت 03 جوان 2006 إلى منزل السيد علي بن سالم رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أخذته من المنزل بشكل قاس رغم عمره الذي يناهز السبعين وكونه مازال تحت المراقبة الطبية بسبب القسطرة التي أجريت له في الشهر الماضي. ويبدو أن السبب المباشر للاعتقال صدور بيان حول الانتهاكات التي وقعت في سجن برج الرومي ببنزرت والتي تمس كرامة المعتقلين ومعتقداتهم. وقد تداعى عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان إلى منطقة الأمن في بنزرت للاطمئنان عن السيد علي بن سالم فقامت قوات الأمن باعتقال لطفي الحاج وحمزة مزغيش ومحمد بن سعيد. وجميعهم من أعضاء الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. إن اللجنة العربية لحقوق الإنسان، التي تتابع بقلق بالغ الملاحقات والتضييقات اليومية على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وفروعها المختلفة، بما في ذلك منع الرابطة قبل أسبوع من عقد مؤتمرها قبل أسبوع، تنبه الرأي العام العربي والعالمي إلى عمليات الخنق التي تستهدف المجتمع المدني في تونس وتطالب كل الديمقراطيين والمدافعين عن حقوق الإنسان بالتضامن مع أشقائهم في بلد اغتيال الحقوق باسم القانون والحقوق. باريس في 3/6/2006
جندوبة في 1 جوان 2006 حقوق الإنسان فرع جندوبة
تقرير حول المضايقات التي تعرض لها أعضاء هيئة الفرع أيام
الجمعة والسبت والأحد 26ـ 27 ـ 28 ماي 2006 الجمعة 26 ماي 2006 : محاصرة أمنية لصيقة وفردية لكل عضو من أعضاء هيئة الفرع باستعمال سيارة وعونين على الأقل لكل عضو بداية من الساعة منتصف النهار وتواصل هذا الحصار إلى حدود يوم الأحد 28 ماي 2006 في جميع الأماكن الخاصة والعامة بما فيها أماكن العمل ومقرات السكنى ليلا نهارا السبت 27 ماي 2006 على الساعة العاشرة صباحا توجه كل من الأخوة الهادي بن رمضان رئيس الفرع ونور الدين الصولي نائب رئيس الفرع والأستاذ سعيد المشيشي أمين مال الفرع بسيارة خاصة نحو تونس للمشاركة في المؤتمر السادس فتم منعهم بالقوة بحاجز أمني بمدخل المدينة ودامت محاولة اجتياز الحاجز الأمني ساعتين. كما تعرض الأستاذ الهادي المناعي نائب رئيس الفرع ( الذي يقيم بغار الدماء ) إلى ملاحقة أمنية بتونس بعد أن تمكن من الإفلات من المراقبة الأمنية والوصول إلى العاصمة منذ نزوله من القطار وبعد جهد جهيد وصل إلى دار المحامي ( وهو عضو بفرع تونس للمحامين ) . وبالنسبة إلى الأخ مولدي الجندوبي الكاتب العام لهيئة الفرع والكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة فقد رافقه أربعة أعوان إلى مدينة طبرقة حيث أشرف على مؤتمر النقابة الأساسية لللوح المقوى صباحا ومنع من الالتحاق بتونس انطلاقا من طبرقة كما أعلمه أعوان الأمن بمنعه من الذهاب إلى تونس لحضور أشغال المؤتمر السادس ولو من مدينة طبرقة. أما الأخ بلقا سم المحسني عضو هيئة الفرع فقد تمت مرافقته بالقطار من طرف عوني أمن إلى محطة الأرتال بتونس وتمت ومحاصرته من طرف عدد غفير من أعوان الأمن كما تم حجز هاتفه الجوال لمدة تواجده بالمحطة ثم اجبر على الرجوع إلى مدينة جندوبة . وتم منع الأخ عبد الرزاق السومري من مغادرة مدينة عين دراهم إلى تونس للمشاركة في المؤتمر السادس. ملاحظة: اصدر الفرع بيانا في الغرض وفي الإبان يدين فيه كل هذه الممارسات متمسكا بحقه في التنقل والمشاركة في المؤتمر السادس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان داعيا مكونات المجتمع المناضل مساندتها من اجل انجاز مؤتمرها السادس في اقرب الآجال بكل استقلالية رئيس الفرع الهادي بن رمضان
الرابطــة التونسيــة للدفـــاع عن حقـــوق الإنســـان أخبــار سريعـة ليوم 03 جوان 2006
تأجيل التصريح بالحكم في القضيتين المنشورتين ضد الرابطة
أجلت الدائرة المدنية بالمحكمة الإبتدائية بتونس إلى يوم 08 جويلية 2006 التصريح بالحكم في القضيتين المنشورتين أمامها، و اللتين قامت بهما مجموعة من المنتمين للحزب الحاكم للمطالبة بإلغاء الدعوة الصادرة عن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لعقد المؤتمر الوطني السادس في موعده الأول (9 و 10 و 11 سبتمبر 2005) و في موعده الثاني (27 و 28 ماي 2006). و كان من المقرر أن تصدر المحكمة حكمها في القضيتين اليوم 03 ماي 2006.
التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع المنستير المنستير 30 ماي 2006
بــيــان تضامني مع قطاع المحامين
ما لبثت منظمات المجتمع المدني تتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى قصد احتوائها وتدجينها، وإطفاء كل الشموع المضيئة التي يمكن أن تنير دروب الحرية في بلادنا للأجيال الصاعدة غير أن المشروع الديمقراطي بدأ يتجسد بصمود كل المناضلين مهما كانت انتماءاتهم السياسية أو الاجتماعية أو المهنية. وقد تابع الرأي العام في تونس بما فيه من تيارات سياسية ومنظمات مهنية وجمعيات غير حكومية بقلق بالغ ، الإضراب عن الطعام الذي شنه قطاع المحاماة يومي 27و28 ماي 2006 دفاعا عن استقلالية المحامين و » احتجاجا على الاعتداءات التي طالتهم وهياكلهم ومقرات هيئتهم » ولم يسلم من ذلك حتى مكتب العميد إزاء هذه التصرفات اللامسؤولة، فإن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمنستير ، تقديرا منه للدور الريادي والوطني الذي أداه هذا القطاع قبل الاستقلال من أجل تحرير الوطن وبعد الاستقلال من أجل إقرار حقوق المواطن بها، فإنه يسجل ما يلي : 1 – يستنكر كل ممارسات العنف المادي واللفظي التي تعرض لها الإخوة المحامون وهم يمارسون حقهم في الدفاع عن كرامتهم وشرف مهنتهم 2 – يعلن مساندته لقطاع المحامين في كل مطالبه المشروعة المادية والمعنوية بما في ذلك المحافظة على استقلالية قراره وحرية إرادته 3 – ]يحيي مواقف المساندة الشجاعة التي حُظي بها مجلس الهيئة الوطنية على المستوى الوطني والعربي والدولي 4 – يدعو السلطة إلى ضرورة تفهم مطالب القطاع المهنية المشروعة والعمل على تلبيتها خدمة للمجتمع حاضرا ومستقبلا رئيس الفرع سالم الحداد
نقابة الصحفيين التونسيين 11 شارع حبيب ثامر- تونس تونس في 3 جوان 2006
بلاغ إعلامي
تم صباح اليوم السبت 3 جوان 2006 وفي حدود منتصف النهار اعتقال الزميل لطفي حجي رئيس نقابة الصحفيين التونسيين من قبل عدد كبير من أعوان الأمن بالزي المدني أمام مقر فرع منظمة العفو الدولية بتونس على اثر انعقاد ندوة صحفية بمقرّ الفرع وذلك بصيغة مباغتة ودون الاستظهار ببطاقة جلب قضائية. وحسب المعلومات الأولية المتوفرة لدينا فإن هذا الاعتقال جاء على خلفية ما بثته قناة الجزيرة الفضائية التي يعمل الزميل مراسلا لها لخبر منسوب للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ( فرع بنزرت) حول اتهام إدارة السجون بسوء معاملة سجناء سياسيين بسجن برج الرومي. – ونقابة الصحفيين التونسيين إذ تعبّر عن انشغالها الشديد على صحّة الزميل لطفي حجي رئيس النقابة فإنها تطالب السلطات بالإفراج عنه فورا. – والالتزام بالقانون التونسي والمواثيق الدولية التي تكفل حرمة الصحفيين. عن الهيئة التأسيسية الكاتب العام محمود الذوادي
توضيحات من مصدر رسمي في تونس
أعلن مصدر رسمي انه تبعا للبيان الصادر بإمضاء السيد علي بن سالم وما تضمنه هذا البيان من مزاعم بسوء معاملة مساجين ومس بحرمة المصحف الشريف أذنت النيابة العمومية بفتح تحقيق قضائي حول الملابسات المتعلقة بهذه المزاعم وتحديد المسؤوليات.
وتبين من البحث المـُجـرى في الغرض مع مختلف الأطراف المعنية أن هذه المزاعم مختلقة ولا أساس لها من الصحة.
وتم تبعا لذلك وطبق ما يقتضيه القانون الاحتفاظ بالسيد على بن سالم وتقديمه إلى السيد قاضي التحقيق لدى المحكمة الابتدائية ببنزرت الذي أذن بالإبقاء عليه بحالة سراح اعتبارا لتقدم سنه ولحالته الصحية وبمواصلة الأبحاث في الموضوع.
وأكد المصدر الرسمي من ناحية أخرى أن تونس الدولة العربية المسلمة تحرص باستمرار على رعاية المقدسات الإسلامية وحمايتها وهي بالتالي لا تسمح باستغلال هاته المقدسات في ترويج أخبار زائفة من شانها إثارة مشاعر الشعب التونسي والمس بصميم معتقداته.
(المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 3 جوان 2006)
ونحن نعيد مرة أخرى يلي نشر البيان الصادر عن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بنزرت يوم 1 جوان 2006 والذي تضمن معلومات دقيقة ومفصلة بالإسم والتاريخ عما حدث مؤخرا من فظائع في سجن برج الرومي السيء الذكر :
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنزرت في 01 جوان 2006
بيــان
تدنيس المقدسات وتعذيب في سجن برج الرومي
إن هيئة فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعلم الرأي العام بما يلي :
تحدث الآن بسجن برج الرومي بنزرت ممارسات خطيرة جدا ضد السجناء السياسيين ومعتقداتهم بدون أن تتخذ السلطات الإجراءات اللازمة لوضع حد لها رغم علمها بالموضوع.
فلقد اتصلت عائلات المساجين بالرابطة وقدمت معلومات مفادها أن السجين أيمن بن بلقاسم الدريدي المحال بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب في القضية التحقيقية عدد 1/1110، تعرض لتعذيب فظيع بالضرب بالفلقة والدهس بالأرجل والضرب على كامل أنحاء الجسم، يوم الخميس 04 ماي 2006، وذلك من طرف مجموعة من الأعوان بإذن من مدير السجن المدعو عماد العجمي لأنه اشتكى لعائلته من حبسه في عزلة في زنزانة انفرادية منذ نقلته من السجن المدني بتونس في خلاف تام لقانون السجون.
وإثر ذلك تقدم محاميه الأستاذ أنور القوصري بشكاية في حقه من أجل التعذيب وغيرها من الجرائم المصاحبة مطالبا بفتح تحقيق عاجل وعرضه على الفحص الطبي بصفة عاجلة لمعاينة الأضرار الحاصلة له وحتى لا تندثر آثارها بمرور الوقت. فسجلت الشكاية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت بتاريخ 17 ماي 2006 تحت عدد 2006/11018 وأذنت النيابة بجلب الشاكي من السجن لسماعه وحرر عليه يوم 20 ماي 2006 من طرف السيد مساعد وكيل الجمهورية.
وبلغ لعلم الرابطة أنه كان من نتيجة ذلك تعرض السجين أيمن الدريدي لاعتداء جديد من طرف نفس المدير وأعوانه الذي زيادة على الاعتداء الجسدي قام بضربه بمصحف ثم ركل المصحف عند سقوطه أرضا. وأمام احتجاج السجين أيمن الدريدي على هذا الاعتداء الشنيع عاقبه مدير السجن بوضعه في السيلون ومنع عائلته من زيارته.
وقد أعلمتنا والدته أنها تحولت إلى السجن يوم 25 ماي 2006 ويوم 01 جوان 2006 وفي كل مرة يطردها الأعوان بدعوى أن ابنها معاقب وممنوع من الزيارة. وبلغ لعلم الرابطة أن هذا السجين دخل في إضراب عن الطعام احتجاجي وهو لا يزال يواصله وقد أصبحت حالته الصحية متدهورة جدا.
كما بلغ لعلم الرابطة أن المساجين السياسيين ببرج الرومي شنوا إضرابا عن الطعام بثلاثة أيام من يوم الجمعة 26 ماي إلى يوم الأحد 29 ماي 2006 ومن بين مطالبهم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المعتدين. ولكن الإدارة لم تحرك ساكنا فقرروا الدخول ثانية في إضراب عن الطعام بداية من يوم الاثنين 05 جوان 2006.
إن فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:
ـ يندد تنديدا شديدا بتدنيس المصحف والاعتداء على معتقدات المساجين السياسيين،
ـ يندد بشدة بممارسة التعذيب التي تتواصل في السجون التونسية وقد طالت في الآونة الأخيرة العديد من المساجين المحالين بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب وغيرهم من المساجين. ورغم زيارتهم من طرف وفد من الصليب الأحمر الذي لاحظ للسلطات التونسية تفشي هذه الظاهرة داخل السجون، فإن هذه الأخيرة وهي على علم بذلك لم تحرك ساكنا مما يبين أنها المسؤولة بدرجة أولى لما يتمتع به أعوانها من شعور بالحصانة وإفلات من العقاب.
ـ تعبر الهيئة للرأي العام أنها ستتابع هذا الملف حتى ينال المجرمون عقابهم ولن تنفك عن التشهير بهم حتى يوضع حد لمثل هذه الممارسات الدنيئة.
عن هيئة الفرع
رئيس الفرع
علي بن سالم
تونس تحقق مع نشط اتهمها بتدنيس القرآن في احد سجونها
تونس (رويترز) – نفت السلطات التونسية يوم السبت حدوث اي تدنيس للقرآن في احد سجونها بشمال البلاد وقالت انها تحقق مع نشط من رابطة الدفاع عن حقوق الانسان بسبب ما وصفته انه مزاعم بسوء معاملة سجناء والمس بحرمة المصحف الشريف. وكان فرع رابطة الدفاع عن حقوق الانسان ببنزرت اشار في بيان نشر على الانترنت يوم الجمعة الى ان اسلاميين بسجن برج الرومي في بنزرت (60 كيلومترا شمالي العاصمة) سيضربون عن الطعام يوم الاثنين احتجاجا على « ركل مدير السجن المصحف برجله عندما سقط ارضا اثناء اعتدائه على احد المساجين ». وقال مصدر رسمي في بيان وزع على الصحفيين يوم السبت انه « تبين من البحث المجرى في الغرض مع مختلف الاطراف المعنية ان هذه المزاعم مختلقة ولا اساس لها من الصحة.. وتم تبعا لذلك الاحتفاظ بالسيد علي بن سالم رئيس فرع بنزرت وتقديمه الى السيد حاكم التحقيق. » وكانت السلطات التونسية اعتقلت صباح السبت اربعة نشطاء من فرع الرابطة في بنزرت على خلفية البيان المنشور من بينهم مراسل الجزيرة ورئيس نقابة الصحفيين في تونس لطفي حجي قبل ان تطلق سراحهم بعد التحقيق معهم. وقال المصدر الحكومي ان « تونس الدولة العربية المسلمة تحرص باستمرار على رعاية المقدسات الاسلامية وحمايتها وهي بالتالي لا تسمح باستغلال هاته المقدسات في ترويج اخبار زائفة من شأنها اثارة مشاعر الشعب التونسي والمس بصميم معتقداته. » Reuters (المصدر: موقع سويس انفو نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 جوان 2006 )
السلطات التونسية تنفي تدنيس القرآن في أحد سجونها !
نفت وزارة العدل التونسية حدوث أي تدنيس للقرآن الكريم في سجن برج الرومي بمدينة بنزرت أو في غيره. وقالت الوزارة في توضيح بعثت به للجزيرة إن مصالح السجون التونسية تحرص على إتاحة الفرصة لجميع السجناء للقيام بواجباتهم الدينية, واستدركت أن البحث جار للوقوف على ملابسات ما وصفتها بادعاءات. وتعليقا على ذلك قال المنسق العام لحقوق الإنسان في الوزارة محمد الحبيب الشريف للجزيرة نت إن كافة التفاصيل المتعلقة بهذه القضية سيتم الإعلان عنها في غضون أيام. كما نفى وجود تعذيب في السجون التونسية، وقال إن السلطات أبرمت اتفاقا مع لجنة الصليب الأحمر في أبريل/نيسان 2005 لزيارة السجون للاطلاع على أوضاع السجناء فيها. وأشار إلى أن ممثلين عن اللجنة زاروا نحو 19 سجنا في مناطق متفرقة من تونس وقدموا تقريرا أوليا إلى السلطات التونسية عن نتائج هذه الزيارة، لكنه رفض الإفصاح عن محتويات هذا التقرير. وخلص إلى أن أوضاع السجناء في السجون التونسية تتحسن بشكل مضطرد وهي أفضل بكثير من حال مثيلاتها في المنطقة. إضراب عن الطعام وكان سجناء إسلاميون في سجن برج الرومي أعلنوا أنهم سيضربون عن الطعام الاثنين المقبل احتجاجا على « تدنيس مدير السجن القرآن الكريم » وظروف اعتقالهم التي يصفونها بأنها غير إنسانية. ونددت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بتدنيس المصحف الشريف وممارسات تعذيب السجناء في برج الرومي. وقالت الرابطة في بيان إن مدير السجن عماد العجمي ركل المصحف بعد أن استخدمه لضرب السجين السياسي أيمن الدريدي. وحول تكرار مثل تلك الممارسات بالسجون التونسية، حملت الرابطة المسؤولية للسلطات واتهمتها بالصمت عما يحدث من تجاوزات خطيرة وعدم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد مرتكبيها. وأضافت الرابطة أن صمت السلطة أعطى مسؤولي السجون المذنبين حصانة، وجعلهم في وضعية الإفلات من العقاب رغم تكرر الشكاوى ضدهم. وكان السجين أيمن الدريدي الذي قذفه مدير السجن بالمصحف وتعرض إلى التعذيب الشديد، تقدم بشكوى لم تعرف نتيجتها حتى الآن. وتشكو المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية من ظاهرة التعذيب وإساءة معاملة السجناء، رغم سماح الحكومة التونسية لوفد من الصليب الأحمر الدولي بزيارة السجون العام الماضي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 3 جوان 2006)
السلطات كذبت خبرا عن « بطاقات الكترونية » للصلاة بالمساجد
اعتقال ناشطين بتونس لشجبهم تدنيس المصحف الشريف بأحد السجون
تونس – سليم بوخذير إعتقلت السلطات التونسية السبت 3 -6- 2006 نقيب الصحافيين التونسيين لطفي حجي و 3 من قياديي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بفرع مدينة بنزرت 60 كلم شمال العاصمة تونس من بينهم رئيس الفرع علي بن سالم (75 عاما) ، بعد توقيعهم بيانا ندّدوا فيه بما وصفوه بـ » تعذيب سجناء سياسيين وتدنيس المصحف الشريف من قبل جنود في سجن برج الرومي التونسي ».
من جهة أخرى، و في ردّ من الحكومة التونسية على ما أُثير في عدد من وسائل الإعلام حول تصريحات منسوبة لوزير الداخلية التونسي السابق تزعم أنّ إرتياد المساجد في تونس قد يخضع لحمل بطاقات مغناطيسية، كذّب بيان رسمي تونسي الخبر جملة و تفصيلا واصفا ما نُشر بأنه » إفتراءات لا تعدو ان تكون مجرد محاولة من بعض الاطراف التي لم تجد سوى هذه الاساليب البائسة في سعيها لتشويه صورة تونس ».
و أضاف البيان أنّ « حرية ممارسة شعائر الدين في تونس مضمونة للجميع ولا تخضع الى أيّة قيود، كما ان العناية بالدين الحنيف في تونس تجسمت في العديد من الاجراءات والمبادرات » .
و قال مصدر إعلامي تونسي لـ »العربية نت » إنّ ما أثير حول وضع السلطات التونسية شرطا بحمل « بطاقات مغناطيسية لإرتياد المساجد » كان قد نشر كمزحة في موقع تونسي على الأنترنت.
وبشأن الاعتقالات التي جرت في صفوف ناشطين، قال بيان لنقابة الصحافيين التونسيين وقّّّعه كاتب عام النقابة محمود الذوّادي حصلت « العربية نت » على نسخة منه ، إنّ « عددا كبيرا من جنود الأمن السياسي إعتقلوا ظهر اليوم بصورة مباغتة لطفي حجي أمام مقر فرع تونس لمنظمة العفو الدولية أمام عيون من حضورا معه مؤتمرا صحفيا هناك دون الإستظهار بإذن قضائي ».
و طالب بيان النقابة بـ »الإفراج الفوري » عن حجّي الذي قالت النقابة إن إعتقاله جاء على خلفية بيان أصدرته الجمعة الرابطة التونسية لحقوق الإنسان حول « تعذيب سجناء سياسيين بسجن برج الرومي و تدنيس المصحف الشريف » .
و قبل إعتقال حجّي كانت سهام بن سدرين الناطق الرسمي للمجلس لتونسي للدفاع عن الحريات قد أكدت لـ »العربية نت » أنّ عددا من أعوان الأمن السياسي « إختطفوا في ساعة مبكّرة جدا من صباح اليوم رئيس فرع رابطة حقوق الإنسان بمدينة بنزرت على بن سالم من فراش نومه بمنزله » متابعة » إنّنا لا نعلم شيئا إلى الآن على مصيره » .
وأكد لطفي الحيدوري القيادي بمجلس الحريات التونسي من جهته أنّ السلطات إعتقلت أيضا كلاّ من حمدة مزغيش و محمد بن سعيد من نشطاء فرع رابطة حقوق لأنسان ببنزرت و وقع « توجيهم إلى مكان مجهول » على حدّ قوله .
و لم تقدّم السلطات التونسية إلى الآن أي توضيح أو موقف حول إعتقال حجّي و 3 من قياديي الرابطة. لكنّ بلاغا رسميا صدر من وزارة العدل التونسية وصف ما ورد أمس في بيان الرابطة حول تعذيب سجناء سياسيين و و تدنيس المصحف لشريف بـ »الإدعاءات الباطلة » مؤكدا أنّ « الشعائر الدينية في السجون التونسية محل إحترام فائق » و تابعت الوزارة أنّها « فتحت تحقيقا للتحري بشأن هذه الإدعاءات » على حدّ تعبير البيان الرسمي.
كما أدلى مصدر إعلامي قريب من الحكومة رفض نشر إسمه لـ »العربية نت » بتصريح مقتضب وصف فيه المعتقلين الأربعة موقّّعي البيان المذكور ب »المُغالطين الذين ينسجون المعلومات من خيالهم لأغراض سياسوية ضيّقة » على حدّ وصفه، رافضا إعطاء أي توضيح حول أسباب إعتقال الاربعة أو مصيرهم.
و كان بيان الرابطة الصادر أمس قد إتّهم مدير سجن برج الرومي عماد العجمي و أعوانه بما أسموه بـ »التعذيب الفظيع للسجين السياسي أيمن الدريدي و ركلهم للمصحف الشريف ساعة ضربه » مندّدا بما أسماه « هذه المارسات الخطيرة و الدنيئة » .
وهذه هي المرّة الأولى منذ أكثر من عام التي تقوم فيها السلطات التونسية بإعتقال نشطاء في المنظمات الحقوقية و المعارضة ، حيث لم تعتقل منذ مارس – آذار 2005 أحدا بعد المحامي محمّد عبو الذي أُعتقلت وقتها على إثر كتابته لمقال على شبكة الأنترنت شبّه فيه « مايحدث » في السجون التونسية بما حدث في سجن أبو غريب . (المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 3 جوان 2006 )
تصحيح
الإخوة الكرام في تونس نيوز السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، لقد تسرب خطأ في الدعوة العامة لمنتدى الحوار الإسلامي في عدد تونس نيوز ليوم 2 جوان 2006 حيث ورد أمام اسمي : محمد طنيش مشرف موقع 18 أكتوبر، و هذا خطأ فأنا لا علاقة لي بموقع 18 أكتوبر رغم تقديري للمجهود الذي يبذله القائمون على الموقع . الرجاء التنويه إلى الخطأ في عددكم القادم شكرا مسبقا محمد طنيش
‘
نهاية سنة سياسية ساخنة في تونس
صلاح الدين الجورشي – تونس شهدت تونس مؤخرا تصعيدا خطيرا في المواجهة بين السلطة وعدد من منظمات المجتمع المدني وهو ما أثار قلق الأوساط السياسية والحقوقية ودفع بالمراقبين إلى الاستغراب والتساؤل عن الأسباب التي يمكن أن تفسر ما حصل من منع ومصادمات. كما كثر الحديث عن مدى تأثير هذا الصراع المفتوح بين الطرفين على الاستقرار وصورة تونس الخارجية. كان ملف إنشاء « المعهد الأعلى للمحاماة » في طريقه نحو تسوية ترضي جميع الأطراف، غير أن « هناك من دفع به نحو التعجيل بإحالته على مجلس النواب للبت فيه دون الأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر المعنيين بالأمر »، حسب قول أحد المطلعين على خلفية الملف. وهكذا وجد المحامون أنفسهم في حالة مواجهة مع وزارة العدل، قبل أن يجدوا أنفسهم في اشتباك عضلي مع قوى الأمن. وبقطع النظر عن عدد المحامين الذين انخرطوا في الاعتصام، أو أيدوا الإضراب عن الطعام، فالأهم من ذلك هو أن ما جرى في الأيام الماضية كان سابقة في تاريخ العلاقة بين الحكم وقطاع المحاماة منذ الإستقلال خاصة وأن هذه الأزمة انفجرت مباشرة بعد ملف جمعية القضاة الذي كشف عن حالة تململ لا يمكن التقليل من أهميتها. هدا القطاع الذي فشلت السلطة مند الستينات في إخضاعه بالكامل، نظرا لكونه يقع في منطقة تماس بين رغبة السلطة في السيطرة على الأفراد والمجتمع وبين الحقوق والحريات التي بدون احترامها يضيع العدل وينهار العمران. ولهذا كان تاريخ المحاماة في صورة منه هو تاريخ التجاذب بين السلطة التنفيذية والحزب الحاكم من جهة، وبين المحامين وبالأخص المسيسين منهم من جهة ثانية. كل طرف يسعى إلى أن يسيطر على الهيكلين الممثلين للقطاع، وهما » الهيئة الوطنية » و » جمعية المحامين الشبان ». أما حالة التنازع المباشر فتتجلى بوضوح عندما يقرر النظام تأديب بعض المعارضين بإحالتهم على القضاء بتهم تتعلق بنشاطهم السياسي أو بآرائهم المناهضة للحكم. وفي جميع هده الحالات وقف قسم من المحامين، ليدافعوا عن المتهمين، وأحيانا يحولون تلك المناسبات إلى فرصة لمحاكمات النظام وإدانة سياساته. لهذا السبب يعتقد البعض، بأن مصلحة السلطة تقتضي البحث عن صيغ تمكنها من ضمان التحكم في القطاع راهنا مستقبله، وتجعله بعيدا عما تصفه بـ » تسييس القطاع « ، رغم وجود « خلية » للمحامين المنتمين للحزب الحاكم.
مواجهة مع الرابطة هذه المعركة الحامية مع المحامين تزامنت مع اتساع المواجهة بين السلطة والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. فبعد منع الرابطة من عقد مؤتمرها خلال شهر أكتوبر من السنة الماضية، أعادت الهيئة المديرة الكرة، ووجهت الدعوة للمؤتمرين والضيوف للتوجه نحو مقرها يوم 27 مايو الماضي. وتمثلت المفاجئة في حصار أمني قوي، لم يقتصر على أعضاء الهيئة المديرة، أو على مداخل الحي الذي يوجد به مقر المنظمة، ولكنه شمل أيضا كل المحافظات التي ستنطلق منها الوفود الممثلة لهيئات الفروع لثني أفرادها عن الانتقال إلى العاصمة، وهو ما أثار دهشة واستغراب الجميع. لقد نجحت السلطة للمرة الثانية في إفشال محاولة الهيئة المديرة للرابطة عقد المؤتمر. وهو ما يؤكد بأن الخلاف في جوهره سياسي، وأنه بدون التوصل إلى تسوية ترضي الطرفين، فإن المأزق الذي تمر به الرابطة مرشح للاستمرار والتفاقم. لكن في المقابل، يمكن القول أن الهيئة المديرة الحالية حققت مكسبا رمزيا، ولكنه هام، حين ثبت بالملموس أنه بالرغم من كل الصعوبات والحواجز، فإن أغلبية واسعة من فروعها لا تزال حريصة على عقد المؤتمر، وأن جزءا كبيرا من المجتمع المدني ومكونات الحركة الديمقراطية قد عبرت بوضوح عن مساندتها للرابطة. كما أن المنظمات العربية والدولية، إلى جانب الحكومات الغربية، قد استجابت بدورها لنداء الهيئة المديرة، وهو ما أكد أن إلحاح الخطاب الرسمي على اعتبار أن الخلاف القائم هو « خلاف داخلي تنظيمي صرف » لم يقنع أحدا من هذه الجهات. إن المواجهة الأخيرة بين السلطة والرابطة قد زادت من تشعب هذا الملف، وجعلت الحل يبدو أكثر تعقيدا وصعوبة. فالصراع تشخص، والسلطة أغلقت جميع نوافذ الاستماع، وأصبحت متمسكة بهيبتها، رافضة كل أشكال محاولات ثني ذراعها من قبل أي كان. وفي المقابل، تجد الهيئة المديرة للرابطة نفسها في وضعية لم تعد تسمح لها بالتخلي عن كل المشوار الذي قطعته، والعودة إلى نقطة الصفر. وهنا يتساءل المراقبون للساحة التونسية: من له مصلحة في أن يستمر ملف الرابطة مثار احتقان سياسي، وتشكيك خارجي متواصل في مصداقية السلطة ؟. ولعل هذا التخوف هو الذي دفع حزب الوحدة الشعبية إلى توجيه نداء لاعتماد الحوار كأسلوب لحل الإشكال، في حين ذهبت قيادة حركة الديمقراطيين الاشتراكيين إلى أكثر من ذلك، حيث خصصت اجتماعا مطولا لمكتبها السياسي لمناقشة موضوع الرابطة، وكلفت عضويين قياديين ببحث الملف مع هيئتها المديرة. وتجدر الإشارة إلى أن الحزبين ممثلان في البرلمان ويتمتعان بعلاقات مفتوحة مع السلطة، ويعتقدان بأن الرابطة » مكسب وطني » ليس من مصلحة تونس التفريط فيه.
مـسـاران يعتمد الاستقرار في تونس على عمودين، أحدهما سياسي والثاني اجتماعي. وما يلفت النظر أن المحاولات التي تبدلها بعض أطراف المجتمع المدني وعدد من أحزاب المعارضة لفك ما تعتبره « حصارا يطوقها من كل جانب »، تتزامن مع سلسة من الضغوط والإضرابات التي تشنها بعض القطاعات العمالية. وقد كان آخرها الإضراب الناجح الدي شنه أعوان الصحة التابعين للقطاع العام يوم 31 مايو، والذين لم يتصدى لهم البوليس خلافا لما كان يتوقع. وما تخشاه السلطة هو أن تتقاطع المطالب ذات الطابع السياسي بالمطالب الخاصة برفع الأجور، وتحسين القدرة الشرائية، وتشغيل أصحاب الشهادات، والتصدي لسياسة الخصخصة والتفويت في الشركات الناجحة التابعة للقطاع العام. لهذا، فبقدر ما يحاول شق في المعارضة الديمقراطية (إلى جانب عدد متزايد من النقابيين) جر قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل (النقابة العمالية الوحيدة في البلاد) إلى أن تربط من جديد المسألة الديمقراطية بالنضال الاجتماعي، وتعتبرها وجهان لقضية واحدة، تحرص السلطة في المقابل على إلغاء أي احتمال لحدوث التقاء بين المسارين: مسار الإصلاح السياسي بمسار حماية الحد الأدنى من حقوق الشغالين. هل يلتقي المساران؟ سؤال قد تجيب عنه الأشهر القادمة، لكن اللافت للانتباه هو أن تباعدا في تناول بعض الملفات قد حصل بين قيادة الاتحاد والسلطة، كما أن هناك « ضربات تحت الحزام » قد سجلت في المرحلة الأخيرة، خاصة بعد أن تبنى اتحاد الشغل مسألة تأسيس « منتدى اجتماعي تونسي »، رغم تحفظات السلطة. أما السؤال الآخر الذي لا يقل أهمية عن سابقه فهو: هل ستستمر السلطة في تشددها الراهن، أم أن الفترة القادمة قد تشهد تغييرا، ولو طفيفا في أسلوب معالجة المسائل السياسية ؟.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 3 جوان 2006)
إهانة المصحف في تونس أعلى مراتب العربدة السياسية
مرسل الكسيبي-الوسط التونسية ابتداء عبرنا ومازلنا نعبر وسنظل مصرين على التعبير عن رفضنا للارهاب بكل أشكاله سواء صدر عن الجماعات أو كان مأتاه كرباج الأنظمة ,حيث أن تقويمنا لما يصدر أو صدر عن بعض الجماعات المتلجلببة بجلباب الاسلام والتي ارتكبت جرائم بحق المدنيين والعزل والسياح الأجانب وحق الأبرياء وحق الشعوب الامنة والبلدان المستقرة من شأنه أن يكون من قبلنا سلبيا جدا وعلى درجة عالية من الاستهجان والرفض القاطع ,وهو في تقديرنا ليس سوى انحراف بالدين عن سياقه الحضاري والدعوي التبشيري الذي جاء به أصل الرسالات ومنبع التشريع السماوي. لقد وقعت عملية الاختطاف للاسلام من قبل دعاة العنف الأعمى بدعوى الانتصار للاسلام واقامة شرع الله والتمكين للقيم والمثل السماوية,ولم تكن أعمال الحادي عشر من سبتمبر وماتلاها من أحداث في مدريد ولندن الا تأويلة فاسدة للنصوص أتت على أرواح الاف الأبرياء من المسلمين والمسيحيين وأصحاب الديانات الأخرى لتشكل بذلك جريمة في حق شعوب بأكملها فيما بعد, حيث أنها مهدت لزعزعة الاستقرار العالمي والشروع في حقبة « النيوكولونيليزم » كما يحبذ البعض من مثقفي الغرب تسميتها ,أي حقبة من الاستعمار الجديد بعد أن ظننا أن المجتمع الدولي قد طوى هذه الحقبة مع نهاية الستينات والسبعينات من القرن العشرين… جريمة أحداث سبتمبر الكارثية وماتلاها من أحداث دولية مازالت تضع بصماتها على العالم كله ,حيث ساهمت هذه الأحداث التراجيدية في اطلاق العنان للأنظمة العربية المتسلطة من أجل القمع الواسع لشعوبها ونخبها ولكل المطالبين بالاصلاح ,ومن ثم تبرير تخلفها السياسي وانغلاقها القروسطي بدعوى محاربة الارهاب,ولم تكن حدود هذه المأساة السبتمبرية متوقفة على تعطيل مسارات الاصلاح السياسي ببلاد الهلال الخصيب وانما امتدت لتشكل عملية خلط أوراق تجاه كل ماهو عربي واسلامي حيث باتت بعض قوى اليمين المتطرف في الغرب تضيق ذرعا بكل ماهو مشرقي الأصل والهوية وبالتالي محاولة محمومة من أجل تحميل الاسلام مسؤولية ووزر كل الصغائر والكبائر التي تقع في المنطقة وربما حتى العالم. لم تكن أزمة الصور الكاريكاتيرية الا احدى التعبيرات عن تحويل المسألة من سياق فهم خاطئ ومختطف ومنحرف للاسلام الى سياق الرفض والقطيعة بين الشعوب والدول والمجتمعات,ولم يكن تحجر بعض الأنظمة العربية وشذوذها في الافاق السياسية والايديولوجية الا بساطا أحمر تمر عليه سياسات محاربة الاسلام ولو في سياقه المدني الحضاري والنهضوي بمفهوم رحابة الفكرة وتألق منجزات حضارة الأندلس,ولعل الشذوذ والعمى الذي أصاب نظام الحكم في تونس في التعاطي مع مسألة الزي الاسلامي ومن ثم النظرة الدونية والنفاقية للدين والتي وصلت الى حد تدنيس المصحف في السجون التونسية منذ أواسط التسعينات بحسب شهادة موثوقة لسجناء سابقين ,وماحادثة رمي المصحف وركله مع التلفظ بالسباب والشتام للأخلاق والفضيلة وكذلكم محاولة تأصيل الشذوذ الجنسي على اعتباره ظاهرة حضارية مرغوب فيها من قبل بعض الأخصائيين النفسيين الذين وكلت لهم مهمة « تثقيف » سجناء الرأي داخل المعتقلات…كل ذلك مع مامورس من سياسات « الأبرتايد » في التعاطي مع الطيف السياسي عبر التنكيل المرضي والسادي بسجناء التيار الاسلامي الوسطي في مقابل التعجيل باطلاق سراح سجناء اليمين واليسار بمجرد استشعار بعض من الضغط الدولي…كل ذلك من شأنه أن يعزز الشعور بأن ماتفعله السلطة هو محض عربدة سياسية ودينية ليس لها من تفسير غير أن القائمين عليها لايولون للدين والمثل وشعارات الاصلاح واحترام حقوق الانسان ودولة الحق والقانون أي اعتبار. ان مايفعله هؤلاء في البلاد التونسية لايمكن مقارنته بأي حال من الأحوال مع ماتفعله السلطة في مصر,والتي بدى نظامها متكلسا وغير راغب في الاصلاح من باب الحرص على التوريث والرغبة في اجهاض تجربة التداول السياسي والخوف من حكم الجماهير على تجربة الحزب الوطني الذي بدى في المراحل الأخيرة من الترهل…ان ماتفعله السلطة في تونس يعد حقدا وكراهية للخير والمثل بل هو باختصار عربدة سياسية تروج دوليا بالرشوة الديبلوماسية وباللعب على وتيرة شعارات المحافظين الجدد من خلال الكذب عليهم ومغالطتهم وتقديم العروض المغرية لهم في مقابل الصمت على ذبح الديمقراطية والدوس على الكرامة الانسانية والتعالي على طموحات شعب بأكمله الى رؤية بلده يعيش حالة من التغيير الحقيقي باتجاه الأفضل بدل الكذب على الناس منذ مايزيد عن عقد ونصف بالترويج والتسويق لتغيير موهوم لايصدقه حتى القائمون على الأمر..! آن الأوان لكل النخب بعد ماجرى للمحامين والقضاة والرابطيين وقادة الأحزاب ومناضليهم من اهانات واعتداءات,ان الأوان للتونسيين والتونسيات بعد الاعتداء على ضيوف تونس من الذين جاؤوا ليشهدوا المؤتمر السادس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان… آن الأوان للنقابيين والنقابيات بعد التفويت في مؤسسات تونس الوطنية لفائدة أشخاص أو جهات تسبح في الفساد… آن الأوان لطلاب تونس وطالباتها بعد اهانة حق الأفراد في الاختيار الحر للباس ,ان الأوان لأحفاد عقبة وحسان ,وخير الدين والثعالبي والخضر حسين والعلامة الطاهر بن عاشور وأحفاد كل المصلحين الذين توالوا على تاريخ البلاد منذ أن عرفت تونس حضارة التنوير الاسلامي لتشع باسطرلابها الحفصي وفستقيات اغالبتها وأسوار مرابطيها … آن الأوان لكل الوطنيين والوطنيات أن يضعوا حدا لحالة الانهيار العام التي تشهدها البلاد وذلك بتصعيد النضال المدني والمدني والمدني والسلمي والسلمي والسلمي حتى إجبار من هو في سدة الحكم على الاذعان ثم الاذعان ثم الاذعان لروح العصر واحترام ارادة الشعوب وكرامة الانسان وحرية المعتقد أو إجبار من استخف بنا وبوطنيتنا وبمعتقداتنا وبتطلعاتنا الى غد أفضل على الرحيل ثم الرحيل ثم الرحيل. (المصدر: مجلة « الوسط التونسية » الالكترونية بتاريخ 3 جوان 2006) عنوان الموقع: http://www.tunisalwasat.com
حركة النهضة التونسية : ربع قرن من الاصلاح
الحلقة الاولــــــــــــــى
بين السادس من يونيو حزيران 1981 وبين ذات اليوم من عامنها هذا 2006 : ربع قرن . في مثل هذا اليوم قبل ربع قرن كامل أعلنت حركة النهضة التونسية عن نفسها في كنف ندوة صحفية بمكتب الاستاذ المحامي الشيخ عبد الفتاح مورو بالعاصمة التونسية .
كلمة المرور :
سلاما ملؤه دفء المودة وينعه سنام الوفاء وكرم الشهامة إلى كل إنسان إنتسب يوما إلى هذه الحركة أو حدب إليها بهمه ناقدا مخلصا أو ناصحا أريبا .
إلى الشهداء الابرار
: قدح السلام المعتق يسدى : من الهادي المحضاوي وزهرة التيس في معركة التحرر الاولى أيام الانتفاضة التلمذية في خريف عام 1981 إلى الشيخ المبروك الزرن والمجاهد سحنون الجوهري مرورا بالمهندس عثمان بن محمود في ربيع 1986 والشاب الطيب الخماسي في خريف 1990 في معركة تحرير المنابر المسجدية لتكون لله وحده يذكر فيها إسمه.
نهر من الوفاء يسكب بهذه المناسبة إلى روح شيوخ الاسلام الذين قضوا في تونس الزيتونة ممنوعين من منابر الزيتونة : الشيخان محمد صالح النيفر وعبد القادر سلامة أول باعثين للصحوة الاسلامية ـ عبر مجلة المعرفة في بداية الستينات ـ التي أنجبت الحركة والشيخ محمد بالاخوة فارس الدعوة الذي جمع بين الاسلام وبين السياسة دون رهبة ولا خجل والشيخ عبد الرحمان خليف أول من ثار ضد الكفر البورقيبي الصراح في يوم مكفهر ينذر زمهريره بالثبور .
للسجناء في تونس :
منذ عقدين كاملين ـ السجين عبد الرزاق مزقريشو ـ أو أقل من ذلك بقليل تنخرهم الامراض فيقضون واحدا بعد الاخر … يفر القلم من وزر السلام ويخجل اللسان من جرم الكلام فلا سلام على أصحاب الشيخين الحبيب اللوز ومحمد العكروت ولا كلام على الفقيه دانيال زروق ولا على الشابين الغضين عبد الكريم الهاروني والعجمي الوريمي . السلام عليهم تدفنه الصدور في الاعماق والكلام عليهم يموت بين الاحداق . للسجناء في تونس : أشواق فوقها أشواق تملأ تونس وهادا و نجادا بصحوة الاسلام العملاق ودموع فرح تدك الافاق تزفها المقل التي ما أضناها التشريد ترقب الفجر العتيد مفعمة أملا بطلعة الوليد تسكب من جامع الزيتونة قطرات ندية تنبت زرعا للحرية وتشيد صرحا لكرامة الانسان يبث الطعام لكل جوعان والماء لكل ظمآن والامن لكل خوفان .
لنزلاء المنافي :
الدكتور عبد الرؤوف بولعابي والشيخ ضو مسكين والاستاذ مصطفى الونيسي والمربي الحبيب المكني والازهر عبعاب منذ 1981 ثم قافلة 1987 بقيادة الدكتور صالح كركر عجل الله بشفائه والذين جاؤوا من بعدهم آلافا مؤلفة منذ عام 1992 يملؤون أضلاع الارض فتحا مبينا يشيدون المدارس ويعمرون المساجد ويبثون الدعوة الاسلامية بتفكير وسطي معتدل لم تغرهم شهوات الدنيا وهم في يمها فثبتوا على الحق المبين ولم تطش عقولهم وراء حركات العنف الاعمى ولو سيم غيرهم بمثل ما سيموا خسفا تذوب لهوله الحمم المستعرة لطاش … ماذا عساني لهؤلاء بهاد في عيدهم ؟ الكلمة الطيبة التي عضضتم عليها بالنواجذ والدموع الحرى الذي تذرفها المآقي تخفونها عن الناس حسرة على فراق الوطن العزيز أبدا لن يذهب ذلك بوعد ربي الصادق هباء منثورا والعاقبة لقاء وحبورا يوم لا تنكر عيدان المنابر ولا ساحات الكفاح وأطلال ذكريات صحوتكم الاولى منكم إلا لحى إشتعلت شيبا ورؤوسا.
إلى المعتقلين في السجن الكبير بين أهليهم
: نعم الصبر صبركم فأنتم حقا دون سواكم من سجين أو شريد من يموت في اليوم ألف مرة ومرة كمدا وهو يرى بأم عينيه طوفان الاستبداد الاعمى لخطة تجفيف منابع التدين يدك المساجد دكا عنيفا يتصيد كل غاد من الشباب إلى صلاة الفجر بالمسجد . نعم الصبر صبركم ونعم اليقين يقينكم يا من ظللتم تتجرعون الغصص الحالقة في أيام سوداء نحسات وسنوات عجاف كتب على تونس الزيتونة أن تعيشها لحظة بلحظة . كيف لا والواحد منكم لا يأمن على نفسه من الاعتقال ووجباته التعذيبية الدسمة لو بادر بتحية أخيه ورفيق دربه من فوق الرصيف ؟ لا بل كيف لا والواحد منكم يقتله هم الترزق سعيا على من يعول ليلا ونهارا بعدما صدت كل أبواب العيش في وجوهكم نكاية في التشفي الحقود وإيغالا في البغضاء الاسيفة ؟ بمثل ما أكلت الارضة على جدار الكعبة ميثاقا جائرا يحاصر محمدا عليه السلام وصحبه وآله حصارا إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا شاملا فلتفتحوا صدوركم لاشعة من الرجاء في القوي القهار وأملا في الانسان التونسي الشكار الصبار حتى يتحقق قول العرب » تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها » ألا فنعمتم يا من جوعتم حتى تضورت النساء والصبيان جوعا فلم تركعوا لسوى من هو بالركوع حقيق . ألا فربح بيعكم يا من تجرعتم كرب التفقير غصة بعد غصة علقما حنظليا لا تسيغه سوى الافئدة المشرئبة إلى وعد الديان في إنتصار الاسلام فما أكلتم بسلعة الجنة قطمير بسمة بليدة ترسمها الفاقة الضارة على محيا المجاهدين . لو لم يقترف الجور الاعمى في تونس على يد دهاقنة خطة تجفيف منابع التدين سوى سيئة سجن الدكتور منصف بن سالم وفصله عن العمل بالكلية العلمية التي أسسها هو بلحمه ودمه وعلمه لاستحقت تلك العصابة النهابة ألف ألف لعنة من ساكن السماء وقاطن الارض والسابح في الهواء والسارب بليل في ظلمات البحار . كم من أستاذ منكم ومعلم ومهندس وطبيب ومفكر وصحفي وباحث وصانع في شتى المعارف والعلوم خرج من السجن بعد قضاء عقوبته المقدرة فسجد لله شاكرا في اليوم الاول ثم سجد له في اليوم الثاني سائلا عودته إلى السجن لئلا تقع عينه على دموع ولده المطرود من المدرسة أو المعهد لفقره وفاقته ؟ كم منكم من ظلت السلطات الباغية تطارده من رصيف إلى آخر تمنعه من طلب العيش الحلال ويمر عليه المارة يحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ويجادله زبون في ثمن بضاعة وهو لا يعلم أن الرجل كريم إبن كريم ذل تحت سياط التعذيب والاهانة ولو علم ذلك لرحمه قطعا ولو علم أن تحت تلك الاسمال الممزقة رجلا كبيرا عظيما كانت أياديه بيضاء نقية على أهله وجيرانه والمتعاملين معه لكان له موقف آخر. ألا فصدق الصادق المصدوق عليه السلام » إرحموا عزيز قوم ذل « . أنتم من شيدتم للاسلام في تونس صروحا شاهقة شامخة يقرأ كل من نور القرآن الكريم قلبه عليها في مطلع كل شمس ومغربها ثورتي الفاروق عليه الرضوان صاهلا مزمجرا » متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا » و » نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن إبتغينا العزة في غيره أذلنا الله » . لا يأمن الواحد منكم على نفسه في داره لو ظلت قنديل الانارة تبعث نورا خافتا في غسق الليل أو غلس الفجر لئلا تهجم عليه كلاب عصابة النهب والسلب والفساد في الارض بتهمة عقد إجتماع سري بدون إذن أو الاعداد لقلب نظام الحكم بالقوة . أنى لك يا قلمي بسحر البيان العربي تصف به نكاية الكربة التي حلت ببلدي وإخواني في حرب شرسة صامته ضد كل مظاهر التدين ؟ كان الجو المكفهر يومها سيما في النصف الاول من التسعينات شبيها بنذر العواصف الرملية العاتية ودمدمة الرعود المزمجرة وتلبد السحب الدكناء فيما يسبق ريحا صرصرا يعرف هبوبها الحيوان فيغذ السير إلى مأواه غذا ويتحصن منها الانسان لا يلوي على شئ . هل يمن القدر علينا بقلم ساحر يدون لخلفنا ولو بعد قرن كامل شيئا من تلك الحقبة الحالكة السوداء في تونس ؟
إلى الطيبات المحصنات العفيفات من بنات ونساء تونس :
يكفيكن جميعا فخرا بأن أول مؤمنة على وجه البسيطة برسالة الاسلام الخاتم إمرأة إسمها خديجة لم يسبقها إلى ذلك الفضل رجل ولا فحل وأن أول شهيد على درب الدعوة الاسلامية على وجه البسيطة حرة مختارة مريدة للموت في سبيل الله قهرت بثباتها أعتى طواغيت الكون وحيرت بشهامتها العرب والعجم إمرأة إسمها سمية وأن أول من حفظت القرآن الكريم آخر كلمة السماء إلى الارض حتى يوم القيامة حفظ تعهد ورعاية وتخزين للنسخة الوحيدة المتبقية وكأنها قدر آية سورة الحجر هي إمرأة إسمها حفصة . لولا المرأة لما كان إيمان ولا إسلام ولا نبتت حرية ولا تعلم الناس كلمات الوفاء والحب والثبات والصبر واليقين . لكن الفوز الكبير ولاصحاب الاخدود في تونس ـ إن لم يتوبوا إلى الله وليس لكن ولا لصحوتكن ـ عذاب جهنم وعذاب الحريق . لم تكن المحنة القاسية التي تعرضتن لها بمنعكن من حقكن في ستر أو كشف أبدانكن لتقاس بأي محنة أخرى وليس ذلك سوى لانكن تقاسمن الرجال في نكبات الحرب المدوية ضد الاسلام والحريات ثم تلاقين ذات الحرب مضاعفة أضعافا كثيرة بسبب إرتدائكن لغطاء الرأس وهو الامر الذي لا حيلة فيه لنزعه في حين يتخلص الرجل من ذقنه بيسر شديد وليس بينه وبين إخفاء إنتمائه الاسلامي سوى ربطة العنق وهجر المسجد وإستخدام التحية التونسية المحلية بدل تحية السلام ومصافحة النساء بتكلف وإرتياد المقاهي وتحسين العلاقة مع أذناب العصابة . لكن مطلق الحق في أن يكون هذا العيد عيدكن لوحدكن صافيا خالصا من شوائب المشاركة والغنم بالغرم كما قال الفقهاء فلا تستوي من خلعت حجابها قهرا وقسرا والعين باكية سرا بدموع حرى كأنها ثكلى الثكالى حدبا على ذرية ضعاف تخشى عليهم الفاقة كحواصل طير بعدما غيبت السجون المظلمة والدهم .. بمن تخلص من مظهره الاسلامي بسرعة البرق .
إلى مؤسس الحركة ورئيسها الشيخ راشد الغنوشي
: يكفيك ذخرا ليوم القيامة أن الرحمان كتب إنبعاث دينه من جديد على يديك بعدما قال بورقيبه لشيخك محمد صالح النيفر في إجتماع إستشاري لاعيان تونس عام 1956 بأنه لا يراهن على جواد خاسر والجواد الخاسر الذي نصح به شيخك هو الاسلام . وبعدما قال الدكتور الهرماسي في ذات الصائفة وذات العام الذي إنبعثت فيه على يديك الصحوة 1969 ـ على مدارج الجامعة بين يدي حشد رسمي في يوم الزينة » بعدما تمكنت الحداثة لا مجال لعودة تدين » . إليك أيها الثائر الذكي في عيدك ملء ما في قلوب مساجين حركتك من ثبات وشهدائها من إخلاص وأبنائها من وفاء ونسائها من عفة سلاما .
إلى الرجال الذين دافعوا عن حق الحركة في الوجود
: منهم من قضى نحبه من مثل عميد المحامين الاسبق المرحوم شقرون وزميله الاستاذ المرحوم بلقاسم خميس والاستاذ فتحي عبيد ومئات آخرين لا يتسع المجال لذكرهم . حق على كل واحد فينا اليوم أن ينبري بمثل ما إنبريتم له على مدى عقدين كاملين دفاعا عن حقكم في إستقلال مهنتكم الشريفة . إلى الرجال الذين توسطوا لدى رئيس السلطة مرة بعد مرة لطي الملف الاسلامي مستخدمين ثقلهم المعنوي ورمزيتهم التاريخية من تونس وخارجها . إلى الحقوقيين والصحفيين والاعلاميين والسياسيين في تونس وخارجها ممن أغمدوا أقلامهم عن قول الباطل بعدما إستحال قول الحق فينا لفرط جور العصابة النهابة ضربا من الانتحار المجاني ومن أمسك عن كلمة باطل والاغراءات والتهديدات تترى إليه مثقلة بالوعد والوعيد لا يقل أجرا عمن قال كلمة الحق وذلك أضعف الايمان . إلى كل هؤلاء وأولئك ألف ألف تحية بهذه المناسبة والكفاح على درب الحرية يجمعنا دوما ما بقيت عين تطرف أو قلب يخفق .
إلى شباب الصحوة الاسلامية الجديدة في تونس
: آن لكم أن تتسلموا مشعل الصحوة الاسلامية منا بعد أن إشتعلت منا الرؤوس والاذقان شيبا ينذر بقرب الرحيل إذ لا يحمل الصحوات سوى الشباب المتوقد حماسا ولا يقوم بالنهضات سواهم . صعود صحوتكم الكريمة العظيمة هي أبلغ آية عاينتها في حياتي ورب الكعبة ولعل مثلي من المخضرمين بين عهدي بورقيبة وخلفه من شاهد حال المساجد والمعاهد والملاعب في الستينات قفارا بيابا بعدما إنتصرت الشيوعية الحمراء بالضربة التي كادت أن تكون قاضية في سائر أركان الوطن العربي تقريبا ثم حالها في الثمانيات وقد عمرتها صحوتنا ثم حالها في التسعينات ودبابات تجفيف منابع التدين تحصد التدين حصدا لا هوادة فيه ثم جاءت صحوتكم على قدر مقدر بعدما ظننت أنا بنفسي ـ لفرط جهلي وقلة يقيني ـ بأن نكبة الاسلام في تونس أكبر من نكبته في بغداد يوم هجم هولاكو التتري … لعل مثلي يدرك أكثر من غيره معاني صعود صحوتكم الكريمة العظيمة المتجددة . هي آية رحمانية بكل المقاييس لو كان في القلب حبة خردل من تدبر وتفكر . صحوتكم الكريمة العظيمة الواعدة جديرة بإعادة الاعتبار للاسلام في تونس دونما خوف عليها أو وجل فأنتم وعد الرحمان عندما ييأس الانسان لفرط دمدمة الرعود ولعلعة البنود . الامانة أمانتكم والقضية قضيتكم فيسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وإئتلفوا ولا تختلفوا . الهادي بريك ـ ألمانيا
خواطر حول الحرب على الحجاب في تونس
كتبه عبدالحميد العدّاسي قرأت بعضا ممّا كُتب عن الحجاب في الملفّ المثار من طرف مجلّة » حقائق » ( التي صارت بفعل المؤثّرات تفتقر إلى الكثير من الحقائق والمصداقيّة ) حول » ظاهرة » التديّن في تونس، وقد رأيت فيه كذبا على النّاس وتدليسا وإفتاء بغير علم بالقدر الذي يجعلنا ننصت بإمعان وتدبّر كبيرين لحديث الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم الوارد في صحيح البخاري رحمه الله: » إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتّى إذا لم يبق عالم اتّخذ النّاسُ رُؤُوسا جهّالا، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا « . وإذا كان الحديث قد ورد في باب العلم، فقد أردت بإيراده التنبيه بالفعل إلى هذا الجانب. ذلك أنّ غياب العلماء الصادقين الورعين هو عينه ما شجّع المفسد على البروز وساعد الفساد على الشيوع، وأنّه لن يخنس المفسدُ ولن ينكمش الفسادُ إلاّ إذا نشط أهلُ العلم وأهل الصلاح الذين يسترون على أنفسهم وعلى المسلمين ابتغاء ستر الله لهم يوم القيامة. فقد رزئنا في تونس بأنذال تعمى أعينهم عن آيات الله الناطقات الساطعات الجليلات المتجلّيات الواضحات فيصفونها بـ » ظاهرة الحجاب » وتتفتّح حدقاتهم واسعة على منشور متخلّف – صنعه أو داوم على تطبيقه محارب لله ولرسوله لإشباع شذوذ فيه – أسأل الله أن ينشرهم بمجاراته ومساندتهم له على الخلائق يوم العرض الأكبر. مَنْعُ الحجاب في تونس، مثلما نراه في هذه الأيّام الكالحات، يُسوَّقُ حقيقةً إشباعا للشّذوذ، وانظر إن شئت إلى هذا القول المتخلّف المقتطع من الملفّ المذكور أعلاه « … فجسد المرأة هو الفتنة والميوعة وضياع الهوية وقيم الشرف والرجولة. فدون »حجاب » يصبح الجسد السافر للمرأة معول هدم لهويتنا الدينية وأصالتنا القيمية..( يقول هذا تعبيرا عن فهم المسلم لمعنى الحجاب ) « . وإذن، ولكي نتجاوز اعتبار جسد المرأة فتنة أو ميوعة أو سببا لضياع الهويّة، علينا أن نفكّ هذه العلاقة القائمة بينه وبين الستر فنعرّيه ونشكّله ونتجاهل فتنته ( وكيف لرجُل أن يفتنه جسد إمرأة، عرضت نفسها ذات يوم على حصان )، ونهدمه ولا نهدم به هويّة، ونشوّهه باللعنات والفيروسات دون أن نشوّه به » أصالة » سأمت ارتباط ذكرها بالحجاب، أو نُحرِجَ به دِينا وإيمانا اختارا لهما القلب مقرّا وقرارا رغبة من أصحابهما عن » النّفاق » الذي تعوّد عليه عامّةُ المسلمين الذين أصرّوا على ارتياد المساجد أو دفع الصدقات أو صوم رمضان أو التمسّك بمظاهر الرّجولة أو التشبّث بمعاني الحشمة والحياء. ذكّرني موقف هذا » النّشاز » من الحجاب والمتحجّبات والإصرار على تعرية المرأة وإخراجها من تحت ظلّ ربّها، بتصرّف رخيص كان يقترفه أناس من صنف المشرفين – اليوم – على تنفيذ برامج التغيير. فقد دفعهم شذوذهم – وهم من أوجدتهم التقاليد في تلك المؤسّسة للإشراف على تدريب شباب من فلذات أكبادنا التونسيين – إلى كشف عوراتهم لمّا استوقفتهم نضارةٌ في وجوههم وحسنٌ في قوامهم ونعومةٌ في أبدانهم، وقد استنبطوا لذلك فكرة انتخاب ملك الجمال فيهم فعرّوهم والتقطوا الصور لهم. ظنّي أنّ الحديث في تونس عن حريّة المرأة واستنباط المناشير ( واحدها منشور ) لتعريتها لا يخرج عن هذا التصرّف الشاذ أو عن كره، كما أسلفت في أكثر من مناسبة، لدين الله ولرسوله وللمسلمين وللقرآن الكريم. ولكنّ الأمور اليوم – رغم قتامة السواد – لا تخدم » المغيّرين « ، فالتونسيات الحرائر قد تفطّنّ إلى هذا السّلوك المتردّي القادم علينا من أودية التطبيع مع الصهاينة واللاّدينيين وعقدن العزم على نبذه. وما وقوف اللاّمتحجّبات للدّفاع عن أخواتهنّ المتحجّبات إلاّ دليل قاطع على رفض نتائج سنوات التغيير والتبديل وبرهان على قيمة المرأة التونسية التي سوف لن تتوانى في استرجاع ما ندّ من معاني الكرامة التي نأت بنفسها فرارا من مُبْغضيها من أهل التغيير…
بسم اللّه الرّحمان الرّحيم
عفو رآسي مع جواز سفر !!!
بمناسبة أو ربّما بغير مناسبة …. وفي زمن غير بعيد…. لعلّه في زمن الوقت الضائع …. كانت المفاجأة …. لها ومن أجلها سنقيم متحف نسمّيه متحف الهزيمة …. سيضمّ إلى جانب ما أنجزته سنين التّغيير وما خلّفته من دمار كلّ مواقف الإستسلام والتّطبيل …. ممّا يمكن رؤيته ومالا يمكن …. فلا تفرّطوا يا معشر السّادة ببقايا عرش الزّعيم وأهله وأحبابه …. جلاّديه ومخابراته …. بمكاسبه وإنجازاته …. لا تنسوا كيف عاش لنفسه وتسلّط على الجميع …. ومع ذلك انتخبته الملايين واختارت برنامجه قبل موعد الإقتراع …. وملايين أخرى لم تخرج للإقتراع العلني ولم تكلّف نفسها مشقّة الإزدحام ضمن طابورالمقترعين …. لا لأنّها تعرف النتيجة مسبّقا 99,99 بالمائة بل لأنّها تعرف أنّ هناك من يقرأ صمتها …. أليس السّكوت علامة الرّضى …. ؟؟ أصدروا معشر السّادة البيانات …. مرّات ومرّات …. واذكروا محاسن فخامة الرّئيس …. وردّدوا جميعا : يحيا الزّعيم …. عفوا يحيا الصّنم …. يحيا هبل …. لا تفرّطوا ببقايا عرش الزّعيم …. بمن باع الوطن وارتكب المجازر وقتل الأمل …. بمن منع الحجاب وصعّد النّقم …. بمن أقام السّجون وصنع المأساة وداس القيّم ….. فلولاكم ولو لا لغة الهزيمة التي تروّجون لها ماكان هذا الجسد المنهك بمرض السّرطان عافاني وعافاكم اللّه بقادر على تحقيق كلّ هذه المكاسب …. أم أنّها الحكمة البالغة لفخامة الرّئيس والتّجربة الفريدة لمعاني التّدمير والتّنكيل والرّوح العملاقة المتمرّدة على القيّم الإنسانيّة …. ؟؟ لا تفرّطوا جميعا يرحمكم اللّه ببقايا الزّعيم القادر على الفعل والإنجاز …. أقلبوا الحقائق وشلّوا العزائم …. أكيلوا التّهم لكلّ بطل …. مجّدوا من باع الوطن بأبخس ثمن …. سنرصد جوائز لمن طأطأ الرّأس واعتذر …. عفو رآسي مع جواز سفر …. أ.نورالدين الخميري ـ بون ـ ألمـــانيا 2006.05.03
مواطن بلا عنوان : فتحـت الجلسة
الطاهر العبيدي*-الوسط التونسية خاص http://www.tunisalwasat.com القضية رقم : واحد على عدّة آلاف / من الذين عذّبوا وسجنوا، وشرّدوا وهجّروا من الوطن، على غير وجه حق، طبقا لقوانين الاستئصال والإقصاء، والتعسّف والمنع والفصل… الشاهد على بعض تواريخ المأساة والكسر عبد الناصر نايت ليمان، رئيس جمعيّة ضحايا التعذيب بتونس ومقرّها جنيف، لاجئ سياسي بسويسرا منذ 1993، أصيل مدينة « جندوبة » الواقعة بالشمال الغربي من الجمهورية التونسية. السن : 48 سنة – متزوج من السيدة ليلى سليمي- أب لأربع أبناء: – طه يسين 14 سنة ونصف- إلياس 13 سنة – عبيدة 9 سنوات – تقوى 7 سنوات المهنة: كادح الوظيفة: مواطن تكلم يا عبد الناصر، وقل كما قلت أثناء الاستجواب: » كانت بلادي حقولا من الأقحوان – وأنهار ود وبساتين حبّ- وكانت تحبّ الجلوس مع الكادحين- وتحفظ أسماء كلّ الرجال- وأسماء كلّ النساء- وتحكي الأقاصيص حتى ينام الصغار- لقد كان بيتي بذاك المكان- وكانت بلادي بذاك المكان- وكنت أعيش بأمان… » تكلم يا عبد الناصر، وقل كما قلت واعترفت في ملفات التحقيق: » أمام المدينة مات الربيع- وذابت رموش الصبايا- ونامت عيون المطر- فلا تحك بعد هذا الصقيع- أساطير شعب جريح- ينتظر فصل الربيع- وينتظر هبوب المطر… » تكلم يا عبد الناصر » وقل: كيف كانت الحكاية؟ فنحن الذين اخترعنا البداية، وأنت ومثلك سوف ترسمون خط النهاية… » تكلم يا عبد الناصر وانتبه لقواعد الشكل والإعراب » فبين المهابة والمهانة موضع نقطة، فاحذر عند الكتابة والكلام مواضع النقط » سيدي القاضي سادتي المستشارين، أيها السياسيون أيها الإعلاميون، أيها الحقوقيون أيها النخب والمثقفون، أيها المهتمون بشؤون بلادي، أيها السادة والسيدات… اسمي عبد الناصر نايت ليمان، مواطن ككل المواطنين الطيبين البسطاء، مواطن ككل المواطنين الكادحين في زمن القهر وزمن الغدر، وزمن البؤس وزمن الرفس، وزمن السحق وزمن الشقاء، مواطن ككل المواطنين الشرفاء، الذين يحلمون بالعدل، بالمساواة بالكرامة بالعزّة والكبرياء، مواطن ككل المواطنين الأوفياء، أحب بلدي، أحب فيه الليالي القمرية وليالي الحصاد، أحب بلدي، أحب فيه حكايات العجائز وحلقات الشيوخ الكبار، والسمر الليلي وتلك المروج الطليقة، طلاقة الصبية والأطفال وهم يطاردون الحمام والفراش، أعشق بلدي ذاك الذي أحس فيه بدفء ليالي الشتاء، وليالي الرعد والبرق والمطر والسحاب، أحبّ بلدي أحب فيه نسائم الصيف، وروائح القهوة وهي تطبخ بانفعال بسيط فوق جمر خجول، على إيقاع ذبذبات الصراصير، وتأوهات الضفادع على ضفاف الغدير، أحبّ بلدي، أحبّ فيه فصل الصيف، الذي تتناثر فيه باعة الهندي والتين والعنب والمشمش على حافة الطرقات، تحلم باقتناص الرغيف، مثلما يحلم الحر بميلاد الوطن.. مواطن أنا، أحب بلدي، أحب فيه صفاء القرويين وطهر الفلاحين، وأسواق البهائم والأغنام، وولولة الدجاج وصياح الديكة وهي تؤذن لميلاد فجر جديد… أحبّ بلدي، أحب فيه المزارع والحقول والبراري والمراعي العذراء، ورائحة الصنوبر والإكليل والزعتر والعرعار، ونسائم الياسمين وسفوح الجبال التي تتسلقها بيوت الطين وخيام الرعاة وأشباه المزارعين، أحبّ بلدي، أحب فيه دغدغة النسائم وهي تنعش الأجساد المتصببة تعبا وحرارة، بين قبضة شمس منفعلة متشنّجة متوثبة متوترة منفعلة صفراء الوجه، تنهال سياطا على الرؤوس والأبدان.. مواطن أحب بلدي، أحب فيه دفء الأهالي والقبيلة، ودفء بيوت الطين والأحجار، وروائح الخبز المتصاعدة من الأفران، وتلك الليالي القمرية التي يكون فيها القمر صاحيا، وأخرى ضوئه نصف نائم خجول.. أحب بلدي، أحب فيه رذاذ المطر وساعة الغروب وثغاء الخرفان وقت السحر، أحب بلدي، أحب فيه توادد الأهل والجيران في المناسبات والأعياد، أحب فيه صوت المآذن، وحجرجة أوراق الأشجار، وهي تتأرجح على ضفاف الرصيف، أحبّ أشجار اللوز وهي تتمطط بعد سبات شتاء عميق، أحب بلدي، أحب فيه مواويل الفلاحين وزغردة النسوة، في غابات الزيتون وواحات النخيل عند جني المحصول، أحب فيه الزرع والبحر والتراب والسنابل، وهي تتماوج احتفاء بقدوم الربيع، مواطن أنا، أحب بلدي، أحب فيه الأسواق الشعبية، التي تمتزج فيها أصوات الباعة بدخان الأكلات الشعبية، السريعة، وتختلط فيها الغلال بالخضار، والملابس بالأواني، والتوابل بالأقمشة، فتشكل لوحات طبيعية تلقائية من البساطة والجمال، أحب بلدي، أحب فيه دروس الابتدائية، والأناشيد الطفولية، وشيوخ الحي والقرية، وعودة التلاميذ الصغار من المدارس، ولحظات انتظار آذان المغرب في رمضان، والبائعين المتجولين وأشياء كثيرة، وكل تلك الأيام البسيطة الجميلة، تلك هي بعض المشاهد من بلدي التي هي جزء من ذاكرتي، من عمري من جسدي، من وجعي من حلمي، من ألمي ومن فرحي، مطبوعة في ذهني في ترحالي وسفري… أيها السادة والسيدات أيها السياسيون أيها الحقوقيون أيها الإعلاميون أيها النخب والمثقفون… مواطن كنت ولا زلت، لا أعرف ما تعرفون، ولا أنا عارف ما عرفتم، ولا أنتم تعرفون ما أعرف، كلّ ما أعرف، أن الدولة إذا احتاجتني تناديني بأفضل الأسماء، وتتغنّى بكرمي بشرفي، بوفائي بوعيي، عند المصائب وعند الكوارث، وعند جمع الضرائب، وتمدحني كثيرا أثناء مواعيد الانتخاب، ومواعيد الاستفتاء عبر الإذاعة والتلفزة وعلى صفحات كل الجرائد، كل ما أعرف أن الدولة تعقد باسمي صفقات التوريد والتصدير، وكل الاتفاقيات مع الأجانب، وتلهث باسمي في الاحتفالات في المناسبات وعند الفيضانات والمراسم، وتتغزّل بشهامتي بكرمي عند المصائب، تستنفرني وتستنجد بي عند المكايد، تلقبني بأجمل النعوت وتناديني بأرقى الأسماء: أيها المواطن الكريم -أيها المواطن العزيز- أيها المواطن الشريف- والعديد من الألقاب، التي تبعث في العزّة والشعور الصارخ بالانتماء.. أيها السادة والسيدات، أيها السياسيون، أيها الإعلاميون، أيها الحقوقيون، أيها الناشطون، أيها النخب والمثقفون… أنا مواطن لا أفقه في السياسة، ولا في الكياسة، ولا في التخاسة، ولا في السلاسة كما تفقهون، فكل ما أفقه أن الدولة من أجل حفظ كرامتي، من أجل عزّتي، من أجل المواطنة، صاغت البنود والدستور، وأقسمت على المصحف الشريف أن لا أحد فوق القانون، وأن للمواطن حق الشغل وحق الملبس، وحق السفر وحق التجوّل، وحق الأكل وحق السكن، وحق التعلم وحق التنظم وحق التجمهر، وحق الانتخاب وحق الرأي والتعبير… أيها السادة والسيدات، أنا مواطن « مزمّر » لا أعرف ألاعيب السياسة، ولا فقه المناورات ولا لغة الحسابات، ولا حديث الكواليس ولا خطب الصالونات، ولا ما تسمّونه انتم فقه المصالح، وفقه التحالف وفقه التخالف وفقه المجالس، فقط أعرف أن الدولة تحبني كما أحبها، وتوفر لي العدل والأمن والطعام، كما بدوري أحترم الواجب أحترم القانون، أحترم الموانع وإشارات المرور، أحترم الإدارة، أحترم كل فصول الدستور، أحترم المعلم والشرطي والموظف، وعمدة الحي والبواب والمسؤول، أحترم الأمن والنظام، واساهم بجهدي بعرقي، بسواعدي بتعبي، في البناء والتعمير، وأدافع عن بلدي عن علمي، عن أرضي عن عرضي، بالجسد والروح والدماء، ذلك لأني أومن أن من منحتهم صوتي، وبايعتهم للحكم، وفوضتهم للتحدث باسمي، ليسوا فريقا آت من عوالم الفضاء، ولا أناس عنّي غرباء، بل هم أبناء وطني، أبناء واقعي أبناء أهلي، أبناء أرضي أبناء وجعي، أبناء لغتي أبناء حضارتي تاريخا وانتماء… أيها السادة والسيدات… مواطن أنا، فرغم النقائص ورغم بعض المسائل، كنت أساهم في بناء بلدي، عبر الكدح عبر الجهد وعبر السواعد، وحتى لا أكون عبئا على الدولة، حملت حقيبتي وعيون بلدي، وأمال وأحلام وطني، وكثيرا من ذكريات الطفولة والصبا، ودفاتر أيام موطني، واتجهت إلى إيطاليا، وهناك تحصلت على الإقامة العادية، كانت لسعات الغربة أيها السادة كالسياط على كياني وجسدي، كانت الشهور ثقيلة، وفراق الأهل والأحبة والأصدقاء والبلد موجعة أليمة، وغربة كالحة ، يابسة حامضة مرّة حزينة، كنت بيني وبين نفسي أقول: من أجل عين ألف عين تكرم، ومن أجلك يا وطني الحبيب يهون العمر والجسد، من أجلك يا وطني تؤلمنا الغربة يمتصنا الجرح وينبت الأمل… أيها السادة والسيدات ويا أولي الألباب… ظللت هناك في إيطاليا، أحفر بسواعدي بأظافري بأصابعي، نافذة صغيرة أطل منها على ذاك الوطن، أشتغل كل يوم دون انقطاع، دون راحة ودون عطل، يلسعني الصقيع الغربي، ينهشني التعب اليومي… تحملت الفراق والشقاء، والأعمال المضنية ، وزحمة الشارع، وأوجاع الغربة وغياب الأهل والأبناء، ومعاناة اللغة والأكل والسكن، ، وظللت استعجل الشهور والأيام، أعدّ الساعات والدقائق واللحظات، لأعود وأحتضن التراب والوطن، حتى كان تاريخ جوان 1990 حين شاركت في مظاهرة سلمية في إيطاليا، حول أوضاع المحاكمات السياسية التي أجريت بتونس آن ذاك، فاعتقلت من طرف البوليس الإيطالي، الذي سلمني تواطؤا إلى البوليس التونسي، ومن هناك تمّ ترحيلي إلى وزارة الداخلية التونسية، وما أدراك ما وزارة الداخلية.. هناك أيها السادة نزلت ضيفا لا ككل الضيوف، هناك أيها السادة لم أعد ذاك المواطن الكريم، لم أعد ذاك المواطن العزيز، لم أعد ذاك المواطن الشريف… بل صاروا ينادوني بأقذر الأسماء، وأبشع الألقاب، وانهالت عليّ السياط، وحصص التعذيب والمهانة والهوان، وتداول عليّ الأعوان بالضرب والرفس، والجلد وكل أنواع القسوة والعذاب، صرخت طويلا فلا أحد منهم رحمني، حتى أغمي عليّ عديد المرات، كسرت رقبتي، كسر ظهري، وأدميت رجلاي، وانتفخت أصابع قدماي، ورغم آلام الجسد أيها السادة، رغم الجراحات الفظيعة في بدني، كانت جروح النفس عميقة، بعمق أعوام الغفلة، التي كانت فيها ثقتي بالدولة بلا حدود، وصفعتني أيها السادة العديد من الأسئلة الهوجاء؟؟؟ أهذه هي الدولة يا عبد الناصر؟ أهذا مصيرك يا عبد الناصر، يا هذا المواطن الذي تبرّعت سنين طويلة دون تحفظ، بصوتك بحلمك بدمك لصناديق الاقتراع، وصناديق الانتخاب، وصناديق الاستفتاء، وصناديق التضامن الاجتماعي، وصناديق التبرّع بالدماء، أهذا حالك يا عبد الناصر؟ يا أيها الذي كنت تحدث أطفالك وتقول لهم، أننا بلد الحرية بلد المدنية بلد الرأي والقانون! أهذا أنت يا عبد الناصر، يا أيها المواطن البسيط الذي لا تزاحم في الحكم أحدا، وليس لك من طموح سوى العيش بستر وشرف وأمان! أهذه هي وزارة الداخلية يا عبد الناصر! الداخلية التي تشرف على إعلان نتائج الانتخابات، وتطبيق القوانين التي تمنع الظلم والتجاوزات! أهذه هي الداخلية رمز العدل والمواطنة وكل تلك الأقاويل البيضاء! هنا أيها السادة، لا شيء يسمع غير أصوات المستغيثين، وأنين الجرحى والمعذبين، لا شيء يسمع غير طلقات الصفعات واللكمات والعويل، وآهات منبعثة من كهوف الضلوع، وأصوات لا تنقطع عن الصراخ والصرير، وأعوان قساة غلاظ شداد لا رحمة في قلوبهم ولا إحساس ولا شعور، وزنزانات تشبه المقابر تشبه الجحور، واعتداء على الأجساد على المقدسات، على الأعراض وعلى بنود الدستور، ومحاضر مزوّرة، وتهم مصطنعة، وتقارير مفتعلة، واعترافات تحت السياط مدوّنة، ومعتقلون مكدّسون كما تكدّس الأبقار والحمير… ظللت هناك أيها السادة أربعين يوما في عنابر الجحيم، اقتات الشتم والضرب، وكل أنواع الإهانة والإذلال والتدمير، أستنشق روائح اللحم المشوي تحت سياط العذاب والسباب وروائح البكاء والأنين… أيها السادة أيها الناس لست الوحيد ولا زعيم ضحايا الهوان والتعذيب، ولا الوحيد الذي ناله هذا المصير، فقد رأيت العشرات ممن شوّهت أجسادهم، وأصيبوا بعاهات مزمنة واحترقوا بنار هذا السعير، وسمعت وشاهدت أشياء وممارسات يندى لها الجبين، ومئات أخرى وآلاف من الضحايا، الذين يعانون رواسب ومخلفات سنين القهر، وسنين الحبس وسنين المراقبة، وسنين التجويع والتطويع والتركيع، وكل أيام وأعوام السجن والمعتقلات، والزنزانات الحزينة، وكل أولئك الشباب والطاقات والكفاءات، الذين حولتهم السجون والمعتقلات، ومحلات وزارة الداخلية إلى أشباه بشر… سكوت، سكوت: بعد المعاينة والمكاشفة والتأكد من صحة التقارير والأقوال، بعد المداولات، بعد المشاورات، ودون التشويش على ما يسمى بالمصالحات، واحترام آراء من يسعون طيبة، أو تمنيا أو توهما أو تفاؤلا لفتح القنوات من أجل إيقاف هذا النزيف وهذه المأساة، قررت المحكمة إعادة فتح الملفات، ومحاسبة وتتبع الجناة وكل الجلادين المتورطين في هذه المأساة، حتى لا تتكرر مستقبلا مثل هذه البشاعات والتجاوزات… رفعت الجلسة… —————————————————- للتذكيــــــر * جمعية ضحايا التعذيب بتونس ومقرها جينيف، ورئيسها عبد الناصر نايت ليمان، كانت قد قدمت شكوى جنائيّة لدى المحاكم السويسرية، ضدّ السيد عبد الله القلال وزير الدّاخلية التونسي الأسبق، في شهر فبراير من سنة 2001. * قامت الجمعيّة بإيداع ملف قضيّة ثانية لدى المحكمة الابتدائيّة بجنيف سويسرا، ضدّ المدّعى عليهما: عبد الله القلال وزير داخلية سابق، والحكومة التونسيّة ممثّلة في شخص رئيس الدّولة التونسيّة،. السيد ّ » فرانسوا مومبري »، محامي المتضرر قدم ملفا موثقا بالحجج والأدلة المادية، حول تعرض موكله للتعذيب بوزارة الداخلية التونسية، مما سبب له آثارا بدنية ونفسية، * القضية متواصلة ولم تحفظ والمنظمات الحقوقية تتابع باهتمام كل مستجدات القضية ************************** * صحفي وكاتب تونسي / لاجئ سياسي بباريس
(المصدر: مجلة « الوسط التونسية » الالكترونية بتاريخ 3 جوان 2006) عنوان الموقع: http://www.tunisalwasat.com
تعرفون المثل الذي يتحدث عن عيننين الفاجرة. فبعد ان جاءتهم انتقادات حول فشل هذه السنما التونسية التي يدفعون المليارات لانتاجها . وحول هروب المتفرجين منها
وحول عزوف المهرجانات الكبرى على انتقاء اعمالهم واصلوا على عادتهم انشودة سقف بيتي حديد واتفقوا مع بعض السماسرة اليهود الحريصين على انقاذ حلفاءهم من الفضيحة وذلك بفتح حانوت فضيحة اخرى في مهرجان كان بان جمعوا مجموعة من االواطيين الشبان النشطين جدا في ميدان سنما عريني نعريك واخذوهم هناك ليتبولوا في مؤخرة بعضهم البعض على ان يكونوا ممثلين لهذه الدولة وهذا الشعب في مغارة في مهرجان كان لم يكتب عنها ولو ربع صحافي يحترم نفسه . اقول انغلق انغلق يا بني فسترى ما سيتكدس داخل امعائك من اورام.
الامجد الباجي
وزيرة الدفاع الفرنسية أليو ماري لـ «الحياة»:
وزراء 5+5 يدرسون تطوير التعاون الاستخباراتي ضد الإرهاب
تونس – رشيد خشانة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مستقبلاً وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليو ماري. (ا ب) حضت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليو ماري البلدان المغاربية على تعزيز التعاون مع البلدان الأوروبية المطلة على الحوض الغربي للمتوسط في مكافحة الإرهاب، لكنها شددت على أن المكافحة لا يمكن أن تقتصر على الوسائل الأمنية والعسكرية وإنما ينبغي أن تشمل القضاء على الأسباب التي أدت الى ظهور التشدد وفي مقدمها الفقر. وأفادت رداً على سؤال لـ «الحياة» أن وزراء دفاع مجموعة 5+5 (فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال ومالطا إلى جانب البلدان المغاربية) سيجتمعون أواخر العام في باريس ويسبق لقاءهم اجتماعٌ لقادة الجيوش في أيلول (سبتمبر) المقبل. وأعلنت أليو ماري التي كانت تتحدث في مؤتمر صحافي عقدته أمس في تونس في ختام زيارة رسمية استمرت يوماً واحداً، إنشاء مركز للدراسات الاستراتيجية سيكون مجاله المنطقة الأورو – متوسطية ومقره في تونس، وأوضحت أن تمويله سيكون جماعياً. واعتبرت أن «لا حدود للإرهاب، ما يفرض تعاون الجميع لمكافحته. لكن الوقاية تحتل موقعاً أساسياً في هذا المجال وعليه لا بد من تطوير التبادل الاستخباراتي وبخاصة لمراقبة السواحل». وأجرت أليو ماري محادثات منفصلة مع كل من الرئيس زين العابدين بن علي ووزير دفاعه كمال مرجان قالت إنها تناولت تعزيز التعاون العسكري في مجال التدريب والتجهيزات والمعدات وتبادل الزيارات بين ضباط الجيشين وكذلك في المجال الاستخباراتي. وأضافت أن البلدين متفقان على إجراء مناورات عسكرية مشتركة سنوياً لمكافحة التهريب والإرهاب والهجرة غير الشرعية إضافة الى عمليات التدخل لدى حصول كوارث. ورداً على سؤال لم تر أليو ماري تعارضاً بين الشراكة التي أقامتها سبعة بلدان متوسطية مع الحلف الأطلسي والتي تطورت أخيراً إلى مناورات عسكرية دورية بين قوات من الجانبين، وتطوير التعاون العسكري مع فرنسا، معتبرة أن هناك «تكاملاً بين المسارين». وأبدت ارتياح فرنسا لوصول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا الى موقف موحد من الأزمة النووية مع إيران، لكنها استبعدت استخدام القوة مع طهران مؤكدة أن «إيران تشكل دولة كبرى لها ثقافة عريقة ومستوى تكنولوجي متطور ومن الطبيعي أن تسعى الى استخدام الطاقة النووية استعداداً لنضوب الطاقة التقليدية». إلا أنها شددت على أن تصنيع السلاح النووي يشكل مصدر خطر على المنطقة بأسرها. وسئلت عن خطط فرنسا في دارفور، فأوضحت أن الدور الأوروبي يقتصر على دعم الاتحاد الأفريقي بجميع الوسائل بما فيها العسكرية وخاصة إرسال ضباط. لكنها شددت على رفض «الحلول محل القوة الأفريقية». وقالت: «لم يعد مطروحاً اليوم أن تكون القوات الأوروبية والغربية عموماً حاضرة في المسارح الدولية ونحن نسعى الى جعل أفريقيا نموذجاً لما ينبغي أن يكون عليه الوضع في مناطق العالم الأخرى». (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 3 جوان 2006)
اليو ـ ماري: باريس وتونس تريدان تعزيز التعاون العسكري في المتوسط
تونس ـ اف ب: صرحت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ـ مار الجمعة في تونس ان فرنسا وتونس تريدان تعزيز التعاون العسكري في المتوسط لمكافحة الارهاب والتهريب والهجرة غير المشروعة. وقالت اليو ـ ماري في مؤتمر صحافي نفكر في تعزيز للوسائل المشتركة المتوفرة في اطار الحوار بين عشر دول في جنوب اوروبا والمغرب العربي (خمسة زائد خمسة). ويضم الحوار 5+5 اسبانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال ومالطا من جهة، والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس من جهة اخري. وقد ادرج شق عسكري في هذا المنتدي للحوار غير الرسمي بين جانبي المتوسط بمبادرة من وزيرة الدفاع الفرنسية في كانون الاول/ديسمبر 2004. ويقضي التعاون الذي جسده الاسبوع الماضي تدريب مشترك لسلاحي البحرية التونسي والفرنسي، خصوصا باجراء تدريبات بحرية ضد كل اشكال التهريب ومكافحة الهجرة غير المشروعة والتصدي للكوارث والتلوث . وخلال زيارتها الرسمية الثانية الي تونس، التقت اليو ـ ماري الرئيس زين العابدين بن علي الذي سلمته رسالة من الرئيس جاك شيراك، كما اجرت محادثات مع نظيرها التونسي كمال مرجان. وقالت ان هذه المحادثات تناولت خصوصا مكافحة الارهاب . وبعدما اشارت الي الدور الاساسي للمعلومات في هذا الشكل من الحرب الخفية حيث لا وجود للحدود ، اكدت الوزيرة الفرنسية الحاجة الي تبادل اكبر في هذا المجال. وقالت في اطار 5+5 تساهم المراقبة البحرية في ذلك ، معبرة عن املها في اجراء تدريبات جوية ايضا. واضافت ان مكافحة الارهاب عمل عسكري وامني ايضا لكن فاعليتها تتطلب اجراءات اساسية للحد من المخاطر وخصوصا الفقر في بعض مناطق العالم. وتابعت ان تونس تلعب دورا رئيسيا في مشروع اقامة مركز للدراسات الاستراتيجية في اطار الحوار 5+5 لضباط من الدول العشر، يمكن ان يفتح ابوابه في 2007. وقالت ان فرنسا مستعدة للمشاركة في تمويل هذا المشروع بـ500 الف يورو سنويا علي مدي ثلاثة اعوام . كما تحدثت عن امكانية اقامة مركز لازالة الالغام والتلوث في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية في الماضي وما زالت تضم اسلحة وذخائر قديمـــة مخفية. وقالت ان هذه القضايا ستناقش في الاجتماع المقبل لهذا المنتدي في نهاية العام الجاري في باريس. وحول العلاقات الثنائية التي رأت انها قديمة اصلا لكنها اصبحت اكثر اهمية نظرا للوضع الاستراتيجي في العالم ، قالت اليو ـ ماري ان لفرنسا بعثة للتعاون العسكري في تونس وتعتزم تطوير عمليات التأهيل والتدريب والتبادل والتجهيز. وغادرت الوزيرة الفرنسية تونس بعد ظهر الجمعة بعد افتتاح شبكة للاتصالات الداخلية عبر شبكة الانترنت في قاعدة برطال حيدر قرب تونس، تربط بين الكليات العسكرية العليا في تونس وانشئت بالتعاون مع فرنسا. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 3 جوان 2006)
وزيرة الدفاع الفرنسية ردّا على سؤال «الصّباح»:
** مركز دراسات استراتيجية إقليمي بتونس تدعمه فرنسا بمليون ونصف أورو
** تنسيــق في مجـالات الهجــرة والمخــدّرات والإرهـــاب
تونس ـ الصباح : عقدت وزيرة الدفاع الفرنسية السيدة ميشال اليوت ماري ظهر أمس لقاء صحفيا بمركز الاستشعار عن بعد التابع لوزارة الدفاع الوطني بالعوينة أعلنت خلاله أن محادثاتها مع الرئيس زين العابدين بن علي ومع وزير الدفاع الوطني السيد كمال مرجان شملت ملفات ثنائية واقليمية ودولية عديدة منها بالخصوص ملفات الهجرة والارهاب وتفعيل الشراكة في سياق مسار 5+5 وأسلحة الدمار الشامل.. وتعقيبا على سؤال «الصباح» حول امكانية تفعيل مسار 5+5 عبر آليات وهياكل ملموسة ورصد ميزانية دائمة قالت الوزيرة الفرنسية: «منذ اجتماع وزراء الدفاع لمجموعة 5+5 حققنا تقدما.. وأسفرت الاتصالات عن خطوات عملية عديدة منها مناورات عسكرية مشتركة.. ومن المقررأن يجتمع كبار المسؤولين في القوات المسلحة للدول العشرة في نوفمبر القادم بفرنسا التي ترأس الدورة الحالية ثم يجتمع وزراء الدفاع في شهر ديسمبر القادم بباريس.. لمتابعة التنسيق بين دول المجموعة في مجالات عسكرية عديدة منها مكافحة تهريب السلع والبشر والهجرة غير القانونية والارهاب والتصدي المشترك للكوارث الطبيعية».. مركز دراسات استراتيجية وفي نفس السياق أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية أنه بمبادرة من تونس سيقع احداث مركز دراسات استراتيجية للمؤسسات والمدارس العسكرية لفضاء 5+5 في المنطقة يكون مقره تونس.. نؤمل البدء في تجسيمه عام 2007.. وقد تعهدت فرنسا بالمساهمة في تمويل هذا المركز الاستراتيجي لمدة ثلاثة أعوام بمعدل 500 ألف أورو سنويا.. (أي بمبلغ جملي يقدر بمليون ونصف أورو).. والهدف هو بلورة ثقافة عسكرية مشتركة لدول الحوض الغربي للبحر الابيض المتوسط.. يضاف الى ذلك مجالات التعاون الثنائية الكثيرة ومنها مركز الانترنات الذي دشن أمس ببرطال حيدرمن قبل وزير الدفاع الوطني ونظيرته الفرنسية.. المخدرات والارهاب واعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية أن حصيلة التنسيق والتعاون بين دول 5+5 خلال الـ18 شهرا الماضية كانت ايجابية.. بما في ذلك في مجالات مكافحة المخدرات والارهاب وتجفيف الموارد المالية للجماعات الارهابية ومراقبة مسارات الهجرة غير القانونية.. وتبادل المعلومات الامنية والعسكرية.. ومراقبة السواحل.. مع تطويرالتعاون الايجابي في مجال تكنولوجيا الاتصال.. وتوفير المعدات والاجهزة العسكرية.. كما استبعدت وزيرة الدفاع الفرنسية وجود تناقض بين الحوار الأوروبي المتوسطي والشراكة بين دول 5+5.. الملف الايراني وردا على الاسئلة الخاصة بمستجدات الملف الايراني أوردت وزيرة الدفاع الفرنسية أن باريس «تلقت بارتياح اجماع الدول الستة الكبرى فيما يتعلق بطريقة التعامل مع ايران وملفها النووي..». واعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية أن «ايران دولة كبرى لها تاريخ عريق ومن حقها السعي الى تطوير نفسها.. والاستعداد لمرحلة مابعد النفط والغاز عبر تطويرالطاقة النووية لاغراض سلمية.. واستخدام الطاقة البديلة.. لكن فرنسا وشركاءها يعتقدون في نفس الوقت أن حصول ايران على السلاح النووي كارثة على السلم والامن والاستقرار في المنطقة و في العالم».. وهل يمكن أن تتطور أزمة ايران مع بعض العواصم الغربية الى حرب مماثلة لتلك التي شنت ضد العراق؟ الوزيرة الفرنسية استبعدت هذا السيناريو ورجحت أن «تعالج هذه القضية عبر التفاوض وجهود الديبلوماسية ومساعي الامم المتحدة السلمية.. وفي صورة فشل الديبلوماسية قد يقع اللجوء الى العقوبات وليس الى الحــل العسكري».. حقوق الانسان وتعقيبا على سؤال حول الملفات السياسية الخلافية التي قد تبرز بين عواصم المنطقة اعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية أن «ملف حقوق الانسان ينبغي أن يقع تناوله بكل مكوناته وملابساته.. معتبرة أن صورة كل بلد عالميا اصبحت مرتبطة بواقع حقوق الانسان فيه وبالنجاعة المعتمدة في طريقة معالجة الملفات السياسية ومنها ملفات حقوق الانسان.. معتبرة ان الانفتاح السياسي خيار مفيد..».. كمال بن يونس (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 3 جوان 2006)
في منتدى الذاكرة الوطنية:
الطيب التريكي يتحدّث عن مسارات التربية في عهد الوزير محمود المسعدي
مصطفى المصمودي يثير ملف الإعلام في تونس
تونس ـ الصباح مع الأستاذ الطيب التريكي الذي كان مديرا لديوان الأستاذ محمود المسعدي وزير التربية القومية خلال العشرية الممتدة من 1959 الى 1969 سيكون لقاء الذاكرة الوطنية السبت 10 جوان الجاري المنتظم ببادرة من مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات وسيلقي أضواء على شخصية محمود المسعدي وعلى قناعاته والخلفيات التي كانت وراء أخذه عديد القرارات التربوية التاريخية الحاسمة في تونس. وكان الأستاذ الطيب التريكي المتخصص في الآداب واللغة العربية قد كلف بمهام رئيس ديوان وزير التربية القومية.. كما عهدت اليه مسؤولية تأسيس وبعث الديوان القومي للمشاريع الجامعية ثم تأسيس وبعث المركز القومي البيداغوجي وترأس مجلة «قوس قزح» خلال 12 سنة وتفرغ للكتابـة في عديد المسائــــــل التربويـــــة الوطنيـــــة. ويقول المؤرخ عبد الجليل التميمي مدير المنتدى أن ملف التربية الوطنية يشكل المحك الأساسي لأي تنمية حقيقية والأمثلة عديدة أمام أعيننا اليوم: ففلندا وكوريا الجنوبية وأوروبا وأمريكا وماليزيا وسنغفورة تعد أبرز الأمثلة الناجحة دوليا في مسارات التنمية الحقيقية لبلدانها من خلال عقلنة برامج التربية والتعليم وهذا ما آمن به مؤسس الدولة التونسية وباني حداثتها الرئيس الحبيب بورقيبة حيث منح قطاع التربية والتعليم أهمية استراتيجية في أي تغيير للمجتمع التونسي ومنح ثقته الكاملة للأستاذ محمود المسعدي.. وبين المؤرخ أن المسعدي كان دون منازع «مهندس التربية القومية» في العشرية التالية 1958-1968 من حيث الاختيارات التربوية الحاسمة: كتوحيد التعليم والقضاء على مؤسسة الزيتونة وهو أمر أثار ومازال يثير الى اليوم ردود فعل متقاطعة و برزت تلك الانتقادات من بقية الوزراء الذين تولوا مسؤولية وزارة التربية القومية وقد توفق الجميع بالتحليل المعمق للاختيارات الدقيقة والخطيرة جدا لعدد من الملفات التربوية والجامعية التي طبقها الأستاذ محمود المسعدي بكل حزم مستمدا شرعية تلك الاختيارات الحاسمة من الرئيس بورقيبة نفسه الذي باركها وأيدها علانية.. ملف الاعلام على المنبر نفسه يجلس اليوم 3 جوان بداية من الساعة التاسعة صباحا الاستاذ مصطفى المصمودي ليتحدث عن ملف الاعلام ويذكر أن الأستاذ مصطفى المصمودي من مواليد صفاقس سنة 1937 ومتحصل على دكتوراه دولة من جامعة باريس في العلوم السياسية ودكتوراه تخصص في الاعلام والقانون الدولي للاتصال وشهادة جامعية كندية في اختصاص التعليم عن بعد. وهو يترأس الجمعية التونسية للاتصال وعضو دائم في الأكاديمية الدولية لشؤون الفضاء وخبير لدى المحاكم التونسية في شؤون الاعلام والاتصال.. كما شغل عددا من المناصب الحكومية والدبلوماسية والبرلمانية والأكاديمية بتونس وكلها متصلة بالاعلام. وشغل كاتب دولة للاعلام وناطقا رسميا باسم الحكومة التونسية وسفيرا لتونس لدى اليونسكو مكلفا بالملف الدولي للاعلام والاتصال وعضوا بمجلس النواب ورئيسا للجنة الاعلام النيابي. وتولى ادارة وكالة الأنباء التونسية وصحيفة «لاكسيون» اليومية وشارك في عمل اللجنة الدولية التي شكلتها منظمة اليونسكو برئاسة شون ماك برايد لدراسة القضايا الدولية للاعلام ووضعت تقريرا شهيرا بعنوان «أصوات متعددة وعالم واحد» وترأس اللجنة العربية للاعلام لدراسة قضايا الاعلام العربي ونشر تقريرها تحت عنوان «الاعلام العربي حاضرا ومستقبلا». وترأس اللجنة الوطنية لشؤون القضاء (1984-1994). وللأستاذ المصمودي عدد من الكتب أهمها: الاقتصاد الاعلامي في تونس والنظام العالمي الجديد للاعلام وطريق حر لعالم متعدد وغيرها.. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 3 جوان 2006)
أول تقرير عربي عن الحريات الصحفية العربية يقر بوجود ثغرات فيه
القاهرة (رويترز) – أقر أول تقرير عربي عن حالة الحريات الصحفية في الدول العربية بوجود ثغرات فيه ودعا نقابات وجمعيات الصحفيين العرب الى التعاون لرسم « الصورة الأكثر دقة عن واقع هذه الحريات في الوطن العربي. » وأصدر التقرير يوم السبت اتحاد الصحفيين العرب بعنوان « تقرير الحريات الصحفية في الوطن العربي عن عام 2005 ». وسجل التقرير 136 انتهاكا للحريات الصحفية في الدول العربية بينها قتل صحفيين. وقال ان أغلب الانتهاكات وقعت في العراق. وقال رئيس الاتحاد ابراهيم نافع في مؤتمر صحفي ان الاتحاد أصدر التقرير بعد سنوات من انفراد هيئات أجنبية باصدار تقارير عن حالة الحريات الصحفية في الدول العربية. وأضاف « هذا التقرير قد نعتبره مجرد بداية على الطريق وامل كثيرا في أن تصدر التقارير القادمة أكثر وضوحا وأكثر قوة. » وقال التقرير انه يحاول « رغم الاقرار بالثغرات فيه نتيجة نقص المعلومات… أن يسد بعض الفراغ في هذا الجانب. » وأضاف « يمثل تعاون النقابات أو الجمعيات الصحفية العربية مع لجنة الحريات في اتحاد الصحفيين العرب الطريقة الامثل لنقل الصورة الاكثر دقة عن واقع هذه الحريات في الوطن العربي. » واعتمد التقرير الذي يقع في 90 صفحة على معلومات تلقتها لجنة الحريات في الاتحاد من نقابات وجمعيات الصحفيين في 18 دولة عربية. وقال سيف الشريف رئيس لجنة الحريات ان نقابات وجمعيات للصحفيين ردت بمعلومات غير صحيحة على أسئلة بعثت بها اللجنة. وقال « بعض الاجابات نعلم علم اليقين أنها لم تكن صحيحة. » ولم تتلق اللجنة ردودا من ليبيا أو موريتانيا. وردت نقابة الصحفيين المصريين بالنفي على استفسارات عن خطف أو قتل أو تعذيب أو تهديد صحفيين أو منعهم من مزاولة المهنة أو فصلهم من العمل أو استدعائهم من قبل الاجهزة الامنية أو حجب المعلومات عنهم. وشهد عام 2005 ضرب وتهديد صحفيين مصريين وتحرش بصحفيات كما شهد صدور عدة أحكام قائية بالحبس على صحفيين. وقال الشريف في مقدمة التقرير « لهذا نشرنا اجابات النقابات كما هي في الفصل الاخير من التقرير ليطلع الزملاء والزميلات الصحفيين في كل بلد عربي على تلك الاجابات لتقييم الاجابات من ناحية ومحاسبة زملائهم ان لم يكونوا منصفين في ردودهم من ناحية أخرى. » وأضاف في المؤتمر الصحفي « قد نغير كل أسلوب العمل في السنوات القادمة. » ويقول صحفيون ان عدد الانتهاكات المذكور في التقرير أقل بكثير من عددها في الواقع. وقال الامين العام لاتحاد الصحفيين العرب صلاح الدين حافظ « الانتهاكات شديدة وتحولت الى انتهاكات علنية بعد أن كانت انتهاكات غير مباشرة.. وصولا الى انتهاك الحق في الحياة. » وأضاف أن الانتهاكات التي تتعرض لها الحريات الصحفية في الدول العربية مرتبطة بعدم احراز تقدم في الاصلاح السياسي في الدول العربية. وسجل التقرير مقتل 25 صحفيا عربيا عام 2005 منهم 22 في العراق واثنان في لبنان وثالث في ليبيا وقال انهم « شهداء الصحافة العربية. » وقتل في تفجيرين في لبنان سمير قصير وجبران تويني بينما عثر على جثة ضيف الغزال في ليبيا. وتقول تقارير دولية ان الدول العربية لا تمتع الصحف فيها بالحرية وان عددا قليلا منها تتمتع فيها الصحف بحرية نسبية. من محمد عبد اللاه (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 3 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
رويترز: التلفزيونات العربية لم تحصل على حق بث مباريات كأس العالم
الجزائر (رويترز) – قال المدير العام للتلفزيون الحكومي الجزائري حمراوي حبيب شوقي يوم السبت ان التلفزيونات العربية لن تنقل مباريات كأس العالم لكرة القدم المقبلة لفشل مفاوضاتها مع شبكة راديو وتلفزيون العرب (ايه. آر. تي.) التي اشترت حقوق بث المباريات في المغرب العربي والشرق الاوسط.
وأضاف المسؤول الجزائري ان المشكلة ليست مالية لان راديو وتلفزيون العرب رفضت مبدأ التفاوض بشأن إعادة بيع حقوق البث واقترحت نظام البطاقات على البلدان العربية التي يمثلها منتخبا تونس والمملكة العربية السعودية في نهائيات البطولة التي ستنطلق بالمانيا في التاسع من الشهر الجاري.
وقال المسؤول في مؤتمر صحفي « كان اتحاد الاذاعات والتلفزيونات العربية على استعداد لدفع 85 مليون دولار حتى يتمكن من شراء مباريات كأس العالم وكانت الجزائر ستدفع لوحدها 6.5 مليون دولار. المجموعة التي تمتلك حقوق البث في العالم العربي لا تريد التفاوض لبيع هذه الحقوق حتى للمحطات الارضية. »
وتابع « لسنا أمام مفاوض يريد بيع هذه المباريات للتلفزيونات الوطنية في العالم العربي. هؤلاء لا يريدون التفاوض بل بيع بطاقات. لن يتمكن أي بلد عربي من مشاهدة المباريات مباشرة على قنواته. »
وشدد حبيب شوقي على انه كان بالامكان دفع المبالغ المالية الضرورية لو قدمت ايه. ار. تي. طلبات في هذا الشأن.
ومضى قائلا « القضة ليست مالية. نحن مستعدون لدفع ما يلزم لكن الجهة المالكة لحقوق البث ترفض ان تضع على الطاولة مبدأ البيع والشراء. الجمهور الجزائري لن يشاهد على المباشر مباريات كرة القدم. »
وأضاف حبيب شوقي ان تونس والسعودية اللتين يشاركان في البطولة التي تستمر حتى التاسع من يوليو تموز تواجهان نفس المشكلة.
وقال « وإلى غاية يوم امس لم تتمكن تونس من افتكاك إمكانية بث المباريات على قناتها الوطنية. »
وأعلن المسؤول ان التلفزيون الجزائري سيضطر الى بث ملخصات عن المونديال بمعدل ساعة ونصف الساعة يوميا لكن الجهود ستتواصل لاقناع شبكة راديو وتلفزيون العرب بالتراجع عن موقفها.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 3 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
جماعة العدل والإحسان لن تتراجع عن منهجها السلمي رغم القمع
الرباط (رويترز) – تعهدت جماعة المعارضة الاسلامية الرئيسية في المغرب بأن تبقى مسالمة في مواجهة حملة من جانب السلطات ضدها. وكانت المواجهة مع الحكومة أثارت مخاوف من أن تتحول الجماعة الى جماعة متشددة وعنيفة.
وقال مسؤولون من جماعة العدل والاحسان المحظورة رسميا لكن تتسامح السلطات مع نشاطها ان قوات الامن اعتقلت 457 على الاقل من زعماء واعضاء الجماعة في الرباط ومدن أخرى في الايام العشرة الماضية.
وجاءت حملة الاعتقالات التي أعقبتها بسرعة افراجات بعدما بدأت الجماعة حملة « الابواب المفتوحة » لضم اعضاء جدد من خارج اماكن تقليدية كالمساجد والجامعات.
وفي تحول على ما يبدو عن الاعتقالات الجماعية التي يصفها اعضاء الجماعة بأنها « حرب على الله » لجأت الشرطة لضرب النشطاء لتفريق تجمعات ضمت نحو مئة ناشط في الرباط وحوالي مئة اخرين في مراكش يوم الجمعة.
وقال زعيم بارز في الجماعة رفض الكشف عن هويته « تعرض العديد من اشقائنا للاذى وسوء المعاملة على أيدي الشرطة الليلة الماضية ومن بينهم محمد السليماني أحد مؤسسي العدل والاحسان الذي يبلغ عمره 80 عاما والذي كان مقررا أن يرأس الاجتماع في مراكش. »
ونقلت وكالة المغرب العربي للانباء عن وزير الداخلية شكيب بن موسى قوله في الاسبوع الماضي ان نشاط جماعة العدل والاحسان غير المأذون وضع الجماعة خارج منطق القانون. وأضاف أن من واجب الدولة أن تطبق القانون بدقة.
وقال محللون ان جماعة العدل والاحسان وهي كبرى جماعات المعارضة في المغرب وتضم نحو 250 ألف عضو تسعى للتوسع خارج القواعد التقليدية قبل الانتخابات البرلمانية في العام القادم.
وأضافوا أن هذا التحرك وضع الجماعة على طريق تصادمي مع الحكومة التي سعت على مدى العقدين الماضيين لاحتواء نموها داخل المساجد والجامعات وسط تقارير تفيد بأن الجماعة تخطط لتنظيم انتفاضة هذا العام.
وتوقعت صحيفة ماروك ابدو الموءيدة للحكومة التي تصدر باللغة الفرنسية أن تتحول المواجهة الى « حرب استنزاف« .
وقال المحلل السياسي محمد دريف ان الجماعة التي تنبذ العنف قد تتحول الى جماعة متشددة في المستقبل. وقال للصحيفة « تستمد الجماعة قوتها من حضورها القوي على الارض. انها جيدة التنظيم والبنيان. »
لكن عبد الواحد متوكل الامين العام للدائرة السياسية لجماعة العدل والاحسان قال لرويترز في مقابلة في ساعة متأخرة يوم الجمعة ان الجماعة ملتزمة بالنضال السياسي السلمي على غرار غاندي في سعيها لمزيد من الاصلاحات للحد من سلطات القصر الملكي واعطاء دور أكبر للسلطتين التنفيذية والتشريعية.
وقال ان الجماعة تقوم على رؤية ومنهج يحظران العنف ويرفضانه. وأضاف أن الجماعة تتبنى الوسائل السلمية ولا تقل حماسا في هذا الشأن عن غاندي.
وقال ان الحكومة مخطئة في شن حملة على الجماعة لمنع توسعها.
وأضاف ان الجماعة تؤمن ايمانا تاما بنهجها السياسي السلمي ولن تغير سياستها في مواجهة حملة الحكومة.
وأكد أن الجماعة ستواصل نهجها السلمي وتعمل في هدوء لكسب حقوقها وتحقيق مطالبها.
وأضاف أن الجماعة أصدرت وثيقة سياسية داخلية تحث الاعضاء على التزام الهدوء حتى في ظل أشد الظروف التي تفرضها الاجراءات الحكومية قسوة.
من الامين الغانمي
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 3 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
توفيق المديني
لم يكن استبدال رئيس الحكومة في الجزائر مفاجئا ًلجميع المحللين المعنيين بشؤون المغرب العربي .فمنذ عدة أشهرتشهد أروقة السلطة الجزائرية صراعا مكشوفا بين رجلين يقود كل واحد منهما تشكيلة سياسية أساسية في الأغلبية الرئاسية : عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب الأكثرية النيابية جبهة التحرير. وأويحيى هو الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديموقراطي الذي يحوز الكتلة النيابية الثانية. ومن المعلوم تاريخيا أن حزب التجمع الوطني الديمقراطي هو انشقاق عن جبهة التحريرالوطني ، عندما بدا أن المؤسسة العسكرية الجزائرية استعادت المبادرة في ظل رئاسة اليمين زروال في منتصف التسعينات، وعندما بدأت جبهة التحرير في ظل رئاسة عبد الحميد مهري تدعو إلى حوار مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة. وبدا حينذاك، أن جبهة التحريرالوطني التي لم تعد آلة الحكم المطلوبة، دعت المؤسسة العسكرية إلى شقها لينشأ عنها حزب الاكثرية الجديدة، وهو التجمع الذي أول من تولى قيادته الفعلية الجنرال بتشين القادم من رئاسة الاستخبارات. لكن خروج أويحيى من رئاسة الحكومة لم يؤد الى خروج حزبه منها، رغم التنافس بينه وبين رئيس الحكومة الجديد. وهذا يعني ان المسألة تتعدى الخلاف على برنامج حكومي، وإن كان أويحيى لا يحبذ التغيير الدستوري ويدعو الى برنامج اصلاحي اقتصادي يكون رفع الاجور جزءا منه. وتتجسد الخلافات المتعددة بين الرجلين على النحو التالي: على الصعيد الاقتصادي ينتقد بلخادم و رفاقه حكومة أويحيى جراء عدم امتلاكها الإرادة الكافية لمكافحة البطالة و الفقر. وقاوم أويحيى بثبات دعوات من جانب السياسيين ووسائل الإعلام و النقابات لرفع الأجور وقال إن المناخ الاقتصادي لم يتعاف بما يكفي لذلك. لكن بلخادم قال إنه سيرفع الأجور حيث أدت أسعار النفط التي سجلت ارتفاعا قياسيا إلى ارتفاع احتياطات النقد الأجنبي إلى نحو 63 مليار دولار. وبرر أويحيى موقفه الرافض للزيادة في الأجور، بقوله أن نمو مداخيل المحروقات هو نمو مرتبط بتقلبات السوق الدولية، ويصعب الاطمئنان إليه واتخاذ قرارات دائمة اعتمادا عليه. على المستوى السياسي ، إن قادة حزب جبهة التحرير الوطني- الذي يمتلك الأغلبية المطلقة في البرلمان – المتحالفين مع حركة مجتمع السلم (حماس)التي يتزعمها بوجرة سلطاني، و الذي كان يشغل في الحكومة السابقة منصب وزير دولة من دون حقيبة، ينكرون على رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى كل شرعية تتعلق بإشرافه على الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجري في عام 2007.فهم يعتقدون أن أويحيى وأنصاره سيعملون على تزوير تلك الانتخابات لمصلحة حزب التجمع الوطني الديمقراطي. أما الخلاف الثالث ، و الذي تداولته وسائل الإعلام بقوة ، فيتمثل في مشروع التعديل الدستوري الذي يدافع عنه عبد العزيز بلخادم.ويقول الرئيس بوتفليقة عن هذا التعديل : إن الدستور الجزائري لا يناسب احتياجات مجتمع يخرج من أتون تمرد إسلامي مسلح استمر أكثر من عشر سنوات وأودى بحياة 200 ألف شخص. ويعتبر عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة الجديد ، البالغ من العمر 61 عاما، وحيث مساره السياسي ، عرف قطيعة سياسية،مثل العديد من المسؤولين الجزائريين ، بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في أوائل عقد التسعينيات من القرن الماضي ، رجل ثقة بوتفليقة . لقد أظهر بلخادم وفاءه المطلق للرئيس بوتفليقة، عندما منع حزب جبهة التحرير الوطني أن يصطف على أرضية الخط السياسي لعلي بن فليس الخصم الرئيس لبوتفليقة فسي الانتخابات الرئاسية لعام 2004. اليوم ، تتم مكافأة بلخادم من خلال تعيينه في منصب رئاسة الحكومة ، مع الإحتفاظ في الوقت عينه بالأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني، و هو يطمح ليخلف يوما ما رئيس الدولة . و الحال هذه ، يدافع عبد العزيز بلخادم بقوة على مطلب تعديل الدستور، الذي سيشمل مراجعة مواد مهمة تخصّ اعتماد نمط النظام الرئاسي في الحكم، وتمديد عمر الولاية الرئاسية إلى 7 سنوات بدل 5 سنوات المعمول بها حاليا، مع استحداث منصب نائب رئيس الجمهورية، بما يسمح للأخير أن يتولى مهام رئيس الجمهورية في الحالات المعروفة دستوريا، وهي شغور المنصب أو الوفاة أو استحالة قيام الرئيس بمهامه الدستورية بسبب المرض، وهي صيغة قانونية تجنب الذهاب نحو إجراء انتخابات رئاسية مسبقة لتعيين خليفة الرئيس. ولا يُفهم التعديل الدستوري الذي يقترحه بلخادم الا لتثبيت هذا الانتصار، عبر إخراج ترشيحات الرئاسة من سطوة الاجهزة. في المضمون لم يكن رئيس الحكومة المستقيل أحمد أويحيى معارضا لتمديد ولاية الرئيس بوتفليقة، بيد أنه على عكس بلخادم ، كان ينصح بإجراء ذلك في كنف السرية بدلا من قلب الأوضاع رأس على عقب.و لما أصبح هدفا لحزب جبهة التحرير الوطني، أصبح اويحيى في وضع لا يحسد عليه ، و إن كان الرئيس بوتفليقة حرص على إظهار المساندة له علنا في المحطات الصعبة.وظل الرئيس بوتفليقة صامتا، حتى إن معارضة حزب جبهة التحرير الوطني منعته من إلقاء بيانه حول السياسة العامة لحكومته أمام المجلس الوطني الجزائري (البرلمان ). احتفاظ رئيس الوزراء الجزائري الجديد عبدالعزيز بلخادم بالطاقم الحكومي لسلفه أحمد أويحيى يعني ان التغيير كان يطاول الرأس من دون الأطراف. أي استباق طموحات رجل الثقة السابق في تسلق الدرج الأخير في سلم المسؤولية. عدا ان حدوثه قبل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وفي غضون الجدل حول تعديل الدستور وفق ما يخول الرئيس ولاية ثالثة، يعني ابعاد الصوت المعارض لهذا التوجه من داخل الجهاز التنفيذي . كما لا يُفهم وعد زيادة الأجورمن قبل بلخادم إلا دعما ًلمواقع النقابات التي تسيطر عليها جبهة التحرير وجعلها قادرة على ان تكون الماكينة الانتخابية لمرشح الجبهة، في مواجهة أي ماكينة انتخابية اخرى (*) كاتب وباحث تونسي، دمشق. (المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 3 جوان 2006)
خطط انقلابية تتزاحم لتقويض تجربة « حماس » ..
جهود إسرائيلية – أمريكية حثيثة لإسقاط الحكومة الفلسطينية بأيادٍ « فتحاوية »
القدس المحتلة – خدمة قدس برس لم يكن ما كشفت عنه صحيفة بريطانية من ما صنفته مخططاً « أمريكياً – فتحاوياً » للإطاحة بالحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة المقاومة الإسلامية « حماس »، هي الأولى التي تستهدف الحكومة التي تواجه حصاراً دولياً وسياسة تجويع مشددة؛ بل كانت هذه الخطة هي الثالثة على الأقل التي يتم الكشف عنها في وسائل الإعلام المختلفة. فخطة « الانقلاب الأبيض »، الذي قالت عنها صحيفة /الاندبندنت/ البريطانية المرموقة، في عددها الجديد، إنّ مسؤولين أمريكيين بحثوها مع مسؤولين في حركة « فتح »، التي يرأسها محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، والتي أصبحت في المعارضة لأول مرة؛ تستهدف إزاحة حركة « حماس » من رئاسة الحكومة الفلسطينية، وإعادة « فتح » إلى سدة الحكم، بالرغم من أنّ غالبية الشارع الفلسطيني لم يختارها في الانتخابات التشريعية الأخيرة. ومن المثير أنّ هذه الأنباء تأتي لتعزِّز تقارير متطابقة تقريباً سبقتها، تتحدث عن خطط كحكومة « الظل » و »البقاء في الخفاء ». وبحسب الصحيفة فإنه، ولهذا الغرض؛ تسعى السلطات الأمريكية إلى تسليح ميليشيا موالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس (الحرس الرئاسي)، لا سيما في الوقت الذي كشفت فيه مصادر إعلامية عبرية النقاب عن أنّ هذه القوة سيتم زيادة عددها لتصل إلى 10 آلاف عنصر، في حين أبدت تل أبيب موافقتها على فكرة تسليح هذه القوة، بل اعتبرت ذلك مصلحة إسرائيلية عليا بشرط أن يُوجّه السلاح ضد « حماس ». وتشير الصحيفة إلى أنّ « مسؤولين مرتبطين بمكتب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، يتحدّثون صراحة مع زوارهم من حركة فتح عن الرغبة في تنظيم « انقلاب أبيض » يعيد فتح إلى السلطة، بعد أن تصبح أكثر طواعية، مستفيدة من « الأزمة الإنسانية » في الأراضي الفلسطينية. وتلفت الصحيفة الانتباه إلى أنّ هذه الخطة تواجه عقبة « شعبية الحكومة »، موضحة أنّ الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى أنّ حركة « حماس » زادت شعبيتها بنسبة 5 في المائة منذ انتخابات كانون ثاني (يناير) الماضي، في حين تراجعت شعبية حركة « فتح » بنسبة 3 في المائة. أما « البقاء في الخفاء »؛ فهي خطة فتحاوية أخرى، كشفت عنها مصادر في داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني « فتح » في أعقاب تشكيل الحكومة الفلسطينية، وأصحابها من « المتنفذين » في الحركة، وتهدف لإفشال الحكومة الجديدة. ونُقل عن هذه المصادر قولها « إنّ هذه الخطة تتضمن إنشاء لجنة ثلاثية تكون بمثابة « حكومة ظلّ »، يتولى فيها الملف الأمني محمد دحلان (رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في قطاع غزة)، كما أُسند الملف السياسي إلى صائب عريقات، والملف الاقتصادي إلى محمد اشتية. واتهمت المصادر محمد دحلان بأنه أعد خطة لتصفية قادة من حركة حماس وشخصيات مقرّبة من الحركة. وأكدت المصادر أنّ محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة سابقاً، عمد إلى تشكيل مجموعات من المحسوبين عليه في كل المحافظات في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرة إلى أنّ سمير المشهراوي ورشيد أبو شباك يُعدّان جزءاً من هذا المخطط في قطاع غزة، وأنّ هدف هذه المجموعات هو تنفيذ عمليات اغتيال وتصفية قادة ومسؤولين ووجهاء فلسطينيين خلال المرحلة القادمة. ومن ضمن مخططات إسقاط الحكومة؛ ما كشفت عنه صحف عبرية، وأكدت أنّ محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، سيستغل الحصار الدولي المفروض على الشعب الفلسطيني، ليعلن عجز الحكومة الفلسطينية في تصريف أمور السلطة، خلال الصيف الجاري. كما نقلت صحيفة بريطانية عن مسؤول أمني رفيع المستوى في أجهزة الأمن الفلسطينية، قوله إنّ المواجهة العسكرية المسلّحة مع حركة « حماس » هو « أمر لا بد منه ». وجاء الحديث عن ذلك في الوقت الذي جرى فيه الحديث عن زيادة عدد الحرس الرئاسي الفلسطيني، وموافقة تل أبيب وواشنطن على تسليحه. ويرى متابعون للوضع الفلسطيني أنّ ما يوصف بـ « الفلتان الأمني » إنما هو « بفعل فاعل »، وأنّ هناك جهات، تقول الحكومة إنها تعرفها، هدفها « إثارة الفتن »، من أجل إفشال الحكومة الفلسطينية « أمنياً »، مشيرين إلى أنه لا يختلف اثنان، وبالأخص « فتح » و »حماس » في أنّ حدوث اقتتال داخلي في الأراضي الفلسطينية، لا يصبّ في مصلحة أي جهة تخشى على المصالح العليا للشعب الفلسطيني. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 3 جوان 2006)
تجديد الرهان على النخب العربية
تركي علي الربيعو (*) على مدى ثلاثة عقود ونيف من الزمن، وتحديدا من بداية العقد السابع من القرن المنصرم الى مطلع الألفية الجديدة التي لم تكن بحال من الأحوال بالسعيدة على العرب، تنتاب الخطاب العربي المعاصر رؤيتان فيما يتعلق بالدور التاريخي الذي يمكن أن تلعبه النخبة على صعيد الواقع العربي. الأولى تراهن على الدور التاريخي للنخبة المثقفة في تحديث المجتمع العربي بكيفية شاملة ومسترسلة، في حين تبشر الثانية بـ «نهاية الداعية» وأولوية النظر في العمل، والقول بنهاية النخبة وكثرة أوهامها. في وقت مبكر، يعود الى مطلع عقد السبعينات، كتب المفكر المغاربي عبدالله العروي كتابه الشهير «العرب والفكر التاريخي» (1973) الذي انتقل فيه من التحليل، تحليل «الأيديولوجيا العربية المعاصرة» (1970) الى التنظير، فراح يبني آمالا عريضة على النخبة المثقفة العربية وحدها دون غيرها في سبيل تحديث المجتمع العربي، بعد أن تستلهم الفكر التاريخي، وتحديدا على المثقف الثوري بين صفوفها، الذي تقع نقطة ارتكازه على الخارج، أي على الحداثة الأوروبية، وذلك في مواجهة القيم التقليدية العربية التي اعتبرت في خطابات الكثير من المفكرين العرب (العروي وياسين الحافظ وإحسان مراش.. الخ) أصل الداء والبلاء معا، وحيث لا يمكن للأمة أن تنهض إلا على أنقاضها. بعد مرور عقد من الزمن على رهان العروي على الدور التاريخي الذي يمكن أن تلعبه النخبة في حياة الأمة، راح يشكك في دور النخبة في تحديث الأمة، واضعا كل آماله التحديثية على عاتق الدولة، لا بل راح يعيب على النخبة تقلبها من أقصى اليمين الى أقصى الشمال، وراح يسجل عليها الابتعاد عن المفاهيم التي تعمل عليها، والأهم من ذلك القطيعة مع إرثها الثقافي، وبالضبط مع التراث العربي الاسلامي الممتد من الماوردي الى ابن خلدون الى ابن تيمية، الذي تنطح لبناء الدولة لمواجهة التحديات وإصلاح الراعي والرعية، وهذا ما يغيب عن المثقف النخبوي الذي يقيس على الغرب والذي لا يدرك أن التحدي الأساسي هو بناء الدولة وليس تقويضها، فلا حرية ولا ديموقراطية خارج الدولة. في هذا السياق جاء كتاب برهان غليون عن «مجتمع النخبة» (1985). فمن وجهة نظر غليون دخلت الحداثة الى المجتمع العربي كحليف لمجتمع النخبة، بينما النخبة مشغولة بأمور أخرى لا تعني كثيرا المجتمع العربي الذي تخونه نخبه وتخون شعاراته التي يطمح الى تحقيقها؟ الرؤية الثانية لا تؤمن بالدور التاريخي للنخبة الذي قادنا الى نفق مسدود. فقد بلغت النخبة مأزقها وكثرت أوهامها، والشاهد على ذلك كما يرى علي حرب في كتابه «أوهام النخبة أو نقد المثقف» (1995) أنه في كل مرة يكثر حديث النخبة عن الحرية ينتهي الواقع الى الاستبداد، وكذلك الحال بالنسبة الى الوحدة، فمع كثرة التقريض للوحدة انتهى الحال الى التفرقة وقس على ذلك. وما يقود إليه علي حرب أنه آن للنخبة أن تعود عن ادعاءاتها وغيها لتعترف بكل الأخطاء التي ارتكبتها بحق المجتمع العربي وبحق نفسها؟ وفي هذا السياق جاء كتاب عبد الإله بلقزيز عن «نهاية الداعية» (2000) ليؤكد على إفلاس الداعية المثقف الذي ظن أنه قادر على تغيير العالم فإذا به عاجز عن تغيير نفسه، وهذا ما دفعه كما يرى بلقزيز الى تكوين «ميليشيات فكرية» خانت الحداثة والحرية معا. من هنا الدعوة الى أولوية النظر على العمل كما يذهب الى ذلك أبو يعرب المرزوقي في حواره مع حسن حنفي، فليست وظيفة المثقف هي تغيير العالم كما كتب ماركس ذات مرة، بل فهم العالم كما يذهب الى ذلك محمد عابد الجابري وبلقزيز، وهذا يعني كما يكتب المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه أن الأفكار ما عادت تقود العالم وأن الكتب ما عادت تصنع الثورات وأن على المثقف أن يعود الى جحره ليتأمل العالم ويكف عن الإدلاء بدلوه في الشأن العام. يرفض محمد أركون كل دعوة الى الحد من دور المثقف بالقياس على الغرب، فالواقع العربي المجزأ والمفتت الذي يعايش آلاف القضايا، والمعرض لعودة الاستعمار من جديد، لا يحتمل تنحية المثقف عن دوره، وعليه، أي المثقف، كونه شخصية مستقلة ومنافحة عن الحرية، «أن يشمر عن ساعديه»، والتعبير لمحمد أركون، وأن ينخرط كليا في مشاكل مجتمعه وفي مغامرة النهضة العربية، وهذا ما يدعو إليه برهان غليون. فمع كل نقده للنخبة وغربتها عن مجتمعها، إلا أنه تحت وطأة الاستبداد العربي وليس تحت وطأة الغزو الاستعماري، راح يراهن مجددا على الدورالتاريخي للنخبة في مواجهة القمع الذي يتعرض له المجتمع العربي والذي يحول دون تحقيق النهضة الديموقراطية العربية المنشودة، وذلك على الرغم من علمه بأن النخبة لا تزال محصورة في قوى يسارية عربية صغيرة ومشتتة وضعيفة. مما لا شك فيه أن الرهان على النخبة اليسارية الصغيرة مضمر بالخوف من وصول الاسلاميين الى السلطة والدخول من جديد في دائرة ونفق الاستبداد، ولكن هذه أفكار مسبقة وجاهزة لا تعترف بإنجازات الاسلاميين الديموقراطية أو التزامهم بالنهج الديموقراطي، والسؤال الذي يطرح نفسه: الى أي مدى يستطيع هذا «الحمل» اليساري الوديع أن ينهض بمهام كبيرة ناءت بها أحزاب ودول ومؤتمرات؟ لا يأبه غليون بذلك كما كتب مؤخرا، فالتفاؤل يملأ روحه بالدور الكبير الذي تلعبه هذه النخبة الصغيرة وبقدرتها على تغيير العالم الذي يحيط بها. ويبقى السؤال اذا كان التفاؤل في محله أم أنها الاوهام حول دور النخبة تعود الى الواجهة مجددا وتشكل شكلا من أشكال الهروب الى الأمام كما عودنا الخطاب العربي المعاصر في العقود الماضية. (*) كاتب سوري. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 2 جوان 2006)
مدوّنون مصريّون في قبضة قانون الطوارئ
بقلم دانيال ويليامز
الواشنطن بوست، 31 مايو 2006
ترجمه من الأنجليزية سامي بن غربية
قبل سنة كان علاء سيف الإسلام واحدا من المدونين المصريين الذين تعودوا على سرد حياتهم على الإنترنت. يكتبون الأشعار، و يقدمون النصائح المتعلقة بالشبكة و يساعدون وكالات الإغاثة الخاصة على إستخدام الأنترنت. لقد كانوا أبعد ما يكون عن دنيا السياسة.
و في يوم 25 مايو 2005 شاهد علاء سيف الإسلام كيف أعتدى مؤيدون للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر على سيدة [1] شاركت فى مظاهرة مؤيدة للإصلاح كانت قد جابت شوارع العاصمة المصرية القاهرة. قام يومها رجال الأمن بضرب علاء الذي سارع بالتدخل ثم انتزعوا منه حاسوبه المحمول.
تحولت مدونة علاء بعد ذاك الحادث لتهتم بالشأن السياسي. و لم تقتصر التدوينات على التشهير بالأوضاع السيئة التي تعيشها مصر تحت حكومة حسني مبارك بل ذهبت أبعد من ذلك لتندد بالأساليب القمعية ولتتحول إلى فضاء تـُنظـّم فيه الإحتجاجات العامة.
شارك علاء في مظاهرة تضامنية مع قاضيين إصلاحيين حوكما من أجل تشكيكهما في نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر نوفمبر من العام الماضي. و قد استخدم رجال الأمن الهراوات في قمع المظاهرة و قاموا باعتقال 12 ناشطاً سياسياً من بينهم علاء، و زُج بهم في السجن حيث لا يزالون يقبعون.
من بين 300 معتقل الذين تم أعتقالهم خلال الحملة القمعية للإحتجاجات التي شهدتها مصر في الأشهر القليلة الماضية، يوجد على الأقل 6 مدونين. و حسب عدد من المتعاطفين معهم فإن قوات الأمن قد استهدفتهم بعد أن تمت الإشارة عليهم من طرف أعوان كانوا يترصدونهم. فقاموا بعزلهم عن بقية المتظاهرين ليقتادوهم فيما بعد بعنف إلى مخافر الشرطة. و يرى بعض المراقبين لحقوق الإنسان أن السلطات المصرية قد بدأت تعير اهتماما بالنشاط السياسي على الأنترنت، و هي بصدد القيام بإجراءات للجمه.
و أفاد السيد جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أنّ » التدوين ظاهرة جديدة إلا أنها سريعة النمو. و النظام من جهته يراقب هذه الحركية التي لا تروق له . »
الوضع القانوني للمدونين و غيرهم من المعتقلين يسبب قلقا لذويهم و لأصدقائهم. فقانون الطوارئ، الذي ظل سارياً في مصر منذ 25 سنة، يـُخوّل الإبقاء على المدونين رهن الاحتجاز لفترات طويلة دون أية محاكمة. و رغم أن القانون المصري الإستثنائي قد حدد مدة الحجز على ذمة التحقيق ب 15 يوماً، فإن العديد من المعتقلين قد أمضوا، بموجب قانون الطوارئ، أكثر من 10 سنوات رهن الإعتقال.
و من بين التهم الموجهة ضد علاء سيف الإسلام، إهانة رئيس الجمهورية، حسني مبارك، الذي يتربع على العرش منذ ربع قرن.
« اليوم تألمت. أنا فعلا في السجن » كتب علاء من سجنه في رسالة نشرتها زوجته على موقعهما يوم 10 مايو الفارط. » كنت قد قلت أن السجن ليس كما كنت أتوقعه، و في الحقيقة لم تكن لديّ أيّة توقعات. لا صورة و لا حتى مخاوف، لا شيئ. أعتقد بأنني بحاجة إلى بعض الوقت حتى تتضح لي الصورة. و أتوقع أني سأقضي هنا مدة لا تقل عن الشهر. مدة بالتأكيد كافية للتعرف على الأوجه البشعة للسجن ، و كافية لأن تسبب لى إنهيارا. «
وردا على هذه التدوينة كتب أحد رفاقه يدعى حسن مُطمئنا » إن علاء بخير فهو كان قد سمع قصة أبيه في السجن، و هو يعلم جيدا أنه يجب عليه التأقلم مع هذا الوضع الجديد. »
فقد كانا والدي علاء من المناضلين المعروفين الذين ركزت مقاربتهما في تغيير الأوضاع في مصر على اللقاءات المطوّلة مع من يشاطرونهم الرأي ممن كانوا يروجون للشعارات اليسارية و ينظمون مسيرات قمعها النظام آنذك بوحشية. و خلال الثمانينات من القرن الماضي قضّى والد علاء 5 سنوات في السجن.
تقول والدة علاء ليلى سويف أن ابنها » طالما كان ينتقد المقاربة التي توخاها جيلنا، إذ لم نكن وقتها مستقلين و كنا ننتمي إلى أحزاب سياسية. أما علاء فلا يطالب إلا بحريته في التعبير، إنه يريد أن تكون مصر كغيرها من البلدان. »
يقتفي اليوم علاء أثر أبيه ، على الرغم من استخدامه للشبكة قصد بلوغ هدفه. و قد منحت منظمة « مراسلون بلا حدود » المعنية بالحريات الصحافية في العالم لمدونته التي يديرها مع زوجته منال حسن، جائزة أفضل مدونة لحرية التعبير لسنة 2005.
يقدر مراقبو الأنترنت عدد المدونين المصريين ب 1000 مدوّن و يرون فيه رقما ضئيلا مقارنة بإيران التي تـُعادل مصر من حيث التعداد السكّاني إلا أن عدد المدونين فيها فات 75.000 مدوّن. هذا و يعتبر عمرو غربية أحد أبرز المدونين في مصر أن عدد المدونات المصرية سجل نموا بنسبة 50% خلال 6 أشهر المنصرمة . [2]
الصيف الماضي إقترح علاء بادرة للتديل على جدوى الأنترنت عندما قام بتنظيم تجمع في ميدان السيدة زينب حشد مئات من المتظاهرين [3]. المكان لم يكن معهودا لهذه التطاهرات التي غالبا ما كانت تــُنظم قـُبالة مباني حكومية أو أمام مقرات نقابات المحامين و الصحفيين. و يقول والد علاء، أحمد سيف الإسلام، المحامي ومدير مركز هشام مبارك للقانون إنّ » هذا الجيل من الشباب أوسع خيالا منا. فنحن لم نُـفكر يوما في تنظيم تظاهرة أمام ضريح وسط حيّ شعبي ».
لقد قام دلو علاء و منال أيضا بتغطية أحداث لم تنقلها الصحف المصرية المستقلة. فخلال الصدامات التي شهدتها الإسكندرية بين أقباط و مسلمين على أثر عمليات الطعن بالسكين التي استهدفت عددا من مرتادي الكنائس، جاب علاء المدينة و غطى تغطية مفصلة لأحداث العنف الطائفي. وترى زوجة علاء ،منال حسن، في هذا » أسلوبا من أساليب الصحافة الأهلية التي يجب المحافظة عليه. »
و قد كان للإلتقاء الذي وقع بين هراوات الشرطة و المدونين وقعا كبيرا على ناشطي الأنترنت في مصر. فحسب مراقبي تجمّع المدونين المصريين تنتمي غالبية هذا الجيل إلى الطبقة الوسطى و هي تأمل في توفير متسقبل مهني لها. و يمثل هؤلاء الشباب شريحة إجتماعية طالما وصفها النظام ب »مستقبل مصر ».
و على سبيل المثال فقد درس أحمد الدروبي البيلوجيا و العلوم السياسية ثم عمل مستشارا بيئيا. وقد اعتقله رجال أمن يرتدون الزي المدني في وقت متأخر من أحدى ليالي شهر أبريل وهو يلعب بكرة القدم رفقة مجموعة من الشبان الذين احتشدوا تضامنا مع القضاة الإصلاحيين. و تقول سلمى سعيد التي كانت حاضرة ساعة اعتقال صديقها أحمد الدروبي » لقد صدمتني الحادثة كثيرا. إننا لم نكن نتوقع أن يحصل هذا خاصة منذ أن تم التسامح لفترة مع المظاهرات. لقد تعلمنا الآن أن كل شيء ممكن. إنه أمر مخيف. »
مالك مصطفى المدوُن الآخر الذي تمّ الزج به في السجن بتهمة إزدراء الرئيس و تعطيل المرور و الإخلال بالأمن العام، صاحب مدونة متميزة بالتسامح في تعاطيها مع القضايا الدينية. و هو ينتمي إلى حزب الوسط المنشق عن حركة » الإخوان المسلمين » االمحضورة. و يقدم حزب الوسط نفسه على أنه بديل ليبيرالي داخل منظومة الإسلام السياسي. و قد دافع مالك مصطفى عن حق البهائيين في المطالبة بالاعتراف بهم قانونيا. غير أن حركة » الإخوان المسلمين » التي تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر تعارض ذلك وتـُكفرأتباع هذه الطائفة. وقد وقع إلقاء القبض على مالك مصطفى يمو 27 أبريل الفارط خلال مظاهرة مساندة للقضاة الإصلاحيين. و يرى جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن « استهداف المدونين لم يكن صدفة. »
و أتهم محمد الشرقاوي أحد المدونين الذين اُعتقلوا مؤخرا رجال الأمن بالتحرش به جنسيا في حين أكد جمال عيد أحد محامي هيئة الدفاع عن المدونين أن وكيله الشرقاوي تعرض للتعذيب بشكل وحشي على أيدي قوات الشرطة بعد اختطافه من مظاهرة جابت شوارع القاهرة يوم الخميس الفارط.
و يبدو أن التغطية الإعلامية للإحتجاجات الأخيرة و التي روفقت بصور للإعتداءات و الإعتقالات التي طالت المتظاهرين و التي ظهرت على الصحف المصرية وعلى الفضائيات العربية و الأنترنت أقلقت الرئيس حسني مبارك. ففي حوار أجراه مع صحيفة » الجمهورية » الحكومية نُشر يوم الثلاثاء الماضي وصف مبارك المظاهرات بكونها » دليل على الديمقراطية » المصرية غير أنه أكد أن هذه التغطية للأحداث تعكس » نية سيئة و رغبة في بلوغ أغراض شخصية. »
و يرى حسني مبارك « أنه يمكن اعتبار أغلب ما يـُكتب جريمة يعاقب عليها القانون لأنها تحتوي على الثلب و انتهاك للحرمات والمقدسات. » و في تلميح إلى ما يراه في شخصه كصاحب فضل في ما تعيشه مصرمن أجواء حرية تعبير أضاف قائلا : « إذا كانوا يعتقدون أن ما يقومون به ممارسة لحريتهم فيجب عليهم أن يتذكروا من ذا الذي منحهم هذه الفرصة و من ذا الذي يحرص على أن تدوم. »
[1] الدكتورة ليلى سويف التي تبين فيما بعد أنها أم علاء-راجع في هذا الغرض نص عمرو غربية : الحركة بركة
[2] راجع التصحيح الذي أدخله البارحة عمرو غربية : المدونات المصرية تتضاعف مرة كل ستة أشهر، إذن الزيادة 100% وليست %50.
[3] أنظر أيضا : تعالوا نكنس عليهم السيدة، عمرو غربية، بتاريخ 11 يونيو 2005.
(المصدر: موقع نـواة بتاريخ 3 جوان 2006)
وصلة الموضوع:
http://www.nawaat.org/portail/article.php3?id_article=1025
مئة عام على ولادته …
مالك بن نبي وسؤال النهضة المزمن في مجتمعات الاستعمار والاستبداد
رضوان زيادة (*) عندما كتب مالك بن نبي كتابه «شروط النهضة» في اربعينات القرن الماضي، كانت معظم الدول العربية لا تزال خاضعة للاستعمار، مما يجعل التفكير في النهضة يحمل تحدياً داخلياً وخارجياً بالنسبة للمجتمعات العربية. فالخلاص من نير استعمار الدول الكبرى كان الحلم الذي راود جميع حركات التحرر في دول العالم الثالث، وداعب خيال الكثير من المفكرين والمثقفين العرب، بيد أن مالك بن نبي كان يفكر بنمط مختلف، اذ أشار الى أن التحرر الحقيقي لن يتحقق إلا عندما يتحقق «الاستقلال الفكري»، وعلى حد تعبيره فالعالم الإسلامي أضاع أكثر من ربع قرن في معالجة مرضٍ سماه «الاستعمار»، بينما لم ينتبه أن المرض الحقيقي لم يكن ذلك الاستعمار القادم إلينا من خارج استعدادنا لاستقباله، بل هو في مكونات ذلك الاستعداد، والدليل على ذلك بسيط يقدمه لنا الواقع المؤلم اليوم، وهو ان الاستعمار غادر هذه المساحة من الأوطان، ولكن هل نشعر نحن أن الأوضاع الاجتماعية أو الخلقية أو الثقافية أو الإنسانية قد تغيرت بطريقة جوهرية؟ ويبدو كلامه هذا أكثر ايلاماً بعد مرور خمسة وثلاثين عاماً عليه، فالعالم العربي والإسلامي يبدو اليوم أكثر تفككاً ووهناً، انه يعيش في وضع «الفراغ» الذي أشار اليه بن نبي في أحد كتبه، ووضع «الفراغ» فيزيائياً لا بد من أن يملأ بشيءٍ ما، وهو ما سهل عودة الاحتلال الى بعض مساحاته تحت اسم «التحرير». وبعد أن أثقل الاستبداد كاهل المجتمعات وأفقدها القدرة على المقاومة أو الممانعة، ولذلك نبدو اليوم أحوج الى تطوير نظريته في «القابلية للاستعمار» الى «القابلية للاستبداد»، فالعقود الطويلة التي خضعت فيها المجتمعات العربية لنمطٍ من الاستبداد القاسي أنهك هذه المجتمعات وأفقدها قدرتها على الإسهام في تراث الحضارة الإنسانية، اذ معظم المجتمعات العربية اليوم تتلقى الأفكار والأشياء بحسب تعبير بن نبي من دون أن تكون لها القدرة على انتاجها. إن رغبة بن نبي في التركيز على الأمراض الداخلية بوصفها العامل الأول الذي يستدعي التدخل الخارجي هي التي جعلته يعيد ترتيب ثنائية حقوق – واجبات، اذ رأى أن العالم اليوم مهووس بالتركيز على الحقوق والمطالبة بها، لكنه ينسى أو لا يود أن يتذكر الواجبات المناط بها تحقيقها. يقول مالك بن نبي: «الحقوق كلمة عذبة فيها جانب أدبي مرموق، فيها جانب مغر، وقد أغرتنا فعلاً هذه الكلمة، حيث أصبحت شعار الأحزاب السياسية في البلاد العربية على وجه الخصوص والإسلامية طبعاً. فقد التقطت البلاد العربية هذه الكلمة وجعلت منها شعاراً وقطباً تتجه اليه، ومن ثم أضحت أساساً تبني عليه اتحادات، بينما تجاهلنا اتحاداً من نوعٍ آخر، اتحاداً يقوم ويضطلع بالواجبات والمسؤوليات»، ويضيف بن نبي أنه بقدر ما «نختار طريق الواجبات أو طريق الحقوق فإننا نقرر في الحقيقة مصير المجتمعات ثقافياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً، أي مصير الدول ومصير الأمم ومصير البلاد كما هو الواقع، وكما نراه خصوصاً خلال الأحقاب الأخيرة من تاريخنا حين فضلنا جانب الحقوق». ويعيد التركيز في المطالبة بالحقوق الى كونها انطلقت في شكلٍ خاص من الحقل السياسي، اذ هي «تكونت على أساس ضعف ثقافتنا، وضعف مستوانا الثقافي، وضعف ادراكنا للمشكلات الاجتماعية والمشكلات السياسية على العموم، حيث اعتقدنا أننا سنحلها بالكلمات والشعارات والصراخ والمناداة بالحقوق «وعلى ذلك النمط من التفكير تتحدد بنية الاقتصاد، «فكلمة الواجبات تحدد اقتصاداً معيّناً، وكلمة حقوق تحدد اقتصاداً آخر». فبن نبي يعتقد بأن العالم الاسلامي استغرق زمناً طويلاً في استيراد الأشياء والسلع من الحضارة الغربية لكنه لم يحسن توظيفها، اذ اعتقد ان تكديس المنتجات الحضارية كافٍ لإنتاج حضارة أو على الأقل استئناف الحضارة العربية لدورها التاريخي، لكنه لم يدرك ان المقياس العام في عملية الحضارة هو أن «الحضارة هي التي تلد منتجاتها»، ومن السخف والسخرية أن نعتقد أنه من الممكن أن نصنع حضارة من منتجات حضارة أخرى. لكنه يستدرك «أن هذا لا يعني أن نضع ستاراً حديدياً بين الحضارة التي يرغب العالم الإسلامي في تحقيقها، وبين الحضارة الغربية»، ولكن هذا يوضح أبعاد المشكلة، اذ ليس من الواجب لكي ننشئ حضارة أن نشتري كل منتجات الحضارة الأخرى، فلا يمكن لأي حضارة أن تبيع جملة واحدة الأشياء التي تنتجها، ومشتملات هذه الأشياء. أي أنها لا تبيعنا روحها وأفكارها وثرواتها الذاتية، وأذواقها، هذا الحشد من الأفكار والمعاني التي لا تلمسها الأنامل، ولذلك فعندما نشتري منتجات حضارة أخرى فإن تلك الحضارة تمنحنا هيكلها وجسدها لا روحها». يطلق مالك بن نبي على الحضارة التي تستغرق في شراء السلع والأشياء من الحضارات الأخرى اسم «الحضارة الشيئية»، وهذا يؤدي الى «تكديس» هذه الأشياء الحضارية وخلق أكوام من منتجات هذه الحضارة، لكن من دون القدرة على استثمار هذه الأشياء الحضارية وبنائها في نسق حضاري جديد مختلف. وعلى ذلك فكل ناتج حضاري بالنسبة لمالك بن نبي تنطبق عليه الصيغة التحليلية التالية: ناتج حضاري = إنسان + تراب + وقت فمشكلة الحضارة، وهو العنوان الكبير الذي حمل جميع كتب بن نبي، تنحل على ثلاث مشكلات أولية: مشكلة الانسان، مشكلة التراب، مشكلة الوقت. فلكي تقيم بناء حضارة لا يكون ذلك بأن نكدس المنتجات، وانما بأن نحل هذه المشكلات الثلاثة من أساسها. لكن، ما هو دور الدين في بناء الحضارة طالما أن بن نبي أعاد أسسها الى ثلاث مقومات ليس بينها الدين، يضيف مالك بن نبي هنا، إن هناك ما يطلق عليه «مركب الحضارة»، أي العامل الذي يؤثر في مزج العناصر الثلاثة بعضها ببعض، وهذا المركب بالنسبة لبن نبي، هو الفكرة الدينية التي رافقت دائماً تركيب الحضارة خلال التاريخ، ويستند بن نبي هنا على افكار كيسرلنج في تفسير التاريخ. إذ يشرح بن نبي «قانون الفكرة الدينية ودورها في تنظيم غرائز الانسان تنظيماً عضوياً خصوصاً في علاقتها الوظيفية في بناء احدى الحضارات، وهي تخلق في قلوب المجتمع غائية معينة، وذلك بمنحها إياها الوعي بهدف معين، تصبح معه الحياة ذات دلالة ومعنى، وهي حينما تمكن لهذا الهدف من جيل الى جيل ومن طبقة الى أخرى، فإنها حينئذ تكون قد مكنت لبقاء المجتمع ودوامه وذلك بتثبتها وضمانها لاستمرار الحضارة. فقد تطلّب العرب والمسلمون التجديد دوماً خلال تاريخهم، اذ كان عملية ملازمة للإسلام منذ نشأته، وقد كان التجديد دائماً وخلال التاريخ الاسلامي يطرح بمعنى التطهير أي «تطهير الدين الإلهي من الغبار الذي يتراكم عليه، وتقديمه في صورته الاصلية النقية الناصعة». يمكن القول أن بن نبي كان أشبه بفيلسوف التاريخ الذي يحلل المعطيات والافكار الاجتماعية ويعالجها ويردها الى بناها التكوينية، وهو لذلك لطالما كتب مقالات هي أشبه بالتأملات منها بالنظرية المحكمة، لكن هذه المقالات ترتكز على مواقف حياتية واجتماعية تولد لمالك بن نبي افكاراً جعلته من خلالها يعالج أزمة الحضارة في العالمين العربي والاسلامي في شكل عميق ومبدع. وما استناده الى مفاهيم «الثقافة» و «الحضارة» في شكل دائم إلا في محاولة دائمة منه لبلورة نظرية في النهوض الحضاري تستند الى مكونات المجتمعات العربية والاسلامية، التي كان يعتبر أنها مليئة «بالروح»، تلك الروح التي اذا أحسن توظيفها في شكل فعال فإنها قادرة على بناء حضارة ذات أثر في التاريخ الانساني أو على الاقل استرداد الحضارة العربية الاسلامية لدورها الذي أخفقت في الاستمرار به. ان بن نبي يحاور الكثير من فلاسفة التاريخ الغربيين وعلى رأسهم توينبي واشبنغلر وفيكو وغيرهم محاولاً قراءة نظرياتهم في ضوء الواقع العربي الاسلامي، لكن، وفي الوقت نفسه التأكيد باستمرار على استقلالية الحضارة العربية الاسلامية في رؤاها وافكارها عن غيرها من الحضارات، وهو ما جعله يسخر باستمرار من محاولات استنساخ التجارب الغربية في التربة الاسلامية، اذ المكونات الحضارية تختلف بين حضارة وأخرى، وعلينا ألا نفكر في الاستنساخ أو الاستئناف وإنما علينا دائماً الاعتماد على مكونات حضارتنا الذاتية بالانفتاح على الحضارات الاخرى. وهو ما اختلف به عن معاصريه من المفكرين «الحداثيين» وأبرزهم سلامة موسى الذي أنشأ مقولاته على أساس تمثل الغرب وتبني مقولاته. فقد كان سؤال النهضة لدى موسى مرهوناً بالغرب ومتحققاً به، والأمر نفسه كان لدى سلامة موسى الذي خصص كتاباً للحديث عن النهضة الأوروبية صدر عام 1934، ثم أعاد طبعه تحت عنوان «ما هي النهضة» وصدر عام 1962، إنه يلخص رؤيته في مقولة رئيسية «لا استطيع ان اتصور نهضة عصرية لأمة شرقية ما لم تقم على المبادئ الاوروبية للحرية والمساواة والدستور مع النظرة الموضوعية للكون»، ربما تلخص هذه المقولة مجمل نظرية سلامة موسى وتياره الى النهضة، إنها تعبر عن الكيفية التي أخذت فيها أفكاره نهاياتها الايديولوجية، وكما يعبر كمال عبداللطيف «إن خطاب النهضة الموسوي هو خطاب تغريبي، إنه خطاب الغرب في الشرق، وينتج من هذا أن الهوية كما يبلورها الخطاب الموسوي تجد أسسها في المغايرة أي في الاختلاف عن الاصل ومحاولة الارتباط بالغرب، لذلك فهو خطاب انتقائي وهامشي من حيث الاكتفاء بوضع أسس جبهة ثقافية تغريبية»، لقد كان سؤال النهضة اذاً لدى موسى ورفاقه سؤالاً هامشياً بقدر ما كان مركزياً، اذ كان يصرّ على النهضة ويدعو اليها ولكن ليست تلك المتحققة بذاتها والناتجة من تطوير امكانات ذاتية لدى الأمة وتجديدها، بل كانت النهضة تعني العيش في الغرب في فكره وانجازاته التكنولوجية. بيد أنه من السهل عليك أن تضع نموذجاً تراه نموذجياً وتدعو الآخرين الى اللحاق فيه والتشبه به، غير انه من الصعب جداً ان تطور خطاباً خاصاً بك يضع النهضة سؤالاً مركزياً فيه، ويطور آليات ويخلق امكانات لتحقيقها مما يجعلك أنت لا غيرك. (*) كاتب سوري (المصدر: ملحق « تراث » بصحيفة الحياة الصادرة يوم 3 جوان 2006)
Home – Accueil – الرئيسية