السبت، 3 فبراير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2448 du 03.02.2007

 archives : www.tunisnews.net


المجلس الوطني للحريات بـتونس: إحالة الموقوفين في المواجهات المسلّحة على التحقيق – تعذيب وضرب للضمانات القانونية واستبعاد المحامين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيانات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت:   بــــيــان إلى الرأي العام يو بي أي: تأجيل النّطق بالحكم في قضية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الاٍنسان رويترز: مسرحية عن التطرف الإسلامي في تونس تثير الإعجاب محيط: بقرار إداري: هند صبري تؤدي اليمين وتلتحق رسميا بمهنة المحاماة رئيس الدولة يأذن بمسكن على الفور لعائلة منكوبة بقصر هلال  كـونا:محكمة عراقية تقضي بحبس ستة من المواطنين العرب لمدد مختلفة بتهم تتعلق بالإرهاب صحيفة « الوسط »:افتتاح خط جوي بين تونس والبحرين في الصيف المقبل :الزيتوني: سنشارك بفاعلية في معرض السفر والسياحة 2007 صدور العدد الأول من مجلة تواصل صابــــــر: أيمن الدريدى .. إنقطع الإتصال منذ 08 جوان 2005 محمد العروسي الهاني : مشاغل أهلنا في أربعون يوما في ريفنا الجميل ومعاناتهم اليومية لاشين حيدر: رد على السيد عبد الباقي خليفة عبد الحميد الحمدي:الامام القدوة مالك بن أنس رضي الله عنه  (الحلقة 3 أبو أنيس: « … يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابــــــــــا » المستقبل اللبنانية:أورتيغا يتخلى عن خطابه الثوري الجزيرة.نت: الإخوان بين الحظر الرسمي والنجاح الإعلامي د. خــالد الطــراولي: سُنتنا وشيعتنا ووجوب الخروج من التاريخ خالد بن سليمان: الصحابة بين القرآن والشيعة عباس:لنحاول أن نفهم لماذا وكيف يتشيّع بعض الناس، مؤسس التشيع في تونس كمثال


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


المجلس الوطني للحريات بـتونس

تونس، في 3 فيفري 2007  

إحالة الموقوفين في المواجهات المسلّحة على التحقيق

تعذيب وضرب للضمانات القانونية واستبعاد المحامين

 
يعلم المجلس الوطني للحريات بتونس الرأي العام أن السلط التونسية أحالت خلال شهر جانفي 2007 أكثر من مائة مواطن على قلم التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بتونس وذلك بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب وبعد الاحتفاظ بهم مُددا بوزارة الداخلية تجاوزت بكثير الأجل الأقصى القانوني. وقد أُحيلت مجموعة تضم 30 مواطنا أمام عميد قضاة التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بتونس عمر بن منصور في نطاق القضية التحقيقية عدد 7717/1تتهم السلط أفرادها بالتورط في المواجهات العنيفة التي دارت في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس خلال الفترة الفاصلة بين 23 ديسمبر2006 و3 جانفي 2007 (علي بن صالح ساسي، مروان خليف، مجدي لطرش، الصحبي نصري، توفيق الحويمدي، زياد الصيد، محمد بن لطيفة، بدرالدين القصوري، عماد بن بوبكر بن عامر، الكامل أم هاني، صابر راقوبي، فتحي الصالحي، علي العرفاوي، محمد أمين ذياب، جوهر سلامة، جوهر قصّار، مهدي الحاج، أسامة عبادي، مخلص عمّار، زهير جريد، وائل العمامي، محمد خليل بن محسن، رمزي العيفي، محمد أمين الجزيري، جمال الملاخ، محمد البختان، أحمد المرابط، النفطي البنّاني، حاتم الريابي، خليفة قراوي). تعليمات في استبعاد حضور المحامي لدى التحقيق وتجدر الإشارة إلى أن جميع الجلسات التحقيقية لهذه القضايا تمت بدون حضور أي محامي، بعد أن أصدرت السلطة تعليمات دقيقة في ذلك، مما يعد خرقا سافرا للمجلة الإجراءات الجزائية… كما تولّت مصالح أمن الدولة تزوير محاضر البحث بتغيير تواريخ الاحتفاظ وذلك بغرض التغطية على تجاوز مدة الاحتفاظ القصوى التي حددها القانون بـ6 أيام وهو ما يدعم فرضية تعرضهم للتعذيب، وهو ما تثبته الحالات الآتية : – أحمد سهيل الذي أحيل في القضية التحقيقية عدد 7890/8، أوقف يوم 27 ديسمبر 2006 وأحيل على قلم التحقيق في 30 جانفي 2007. وقد نصّ محضر الاحتفاظ أنّه احتفظ به بداية من يوم 28 جانفي 2007. – فاروق بن عيسى الذي أحيل في القضية التحقيقية عدد 7867/4، أوقف يوم 22 ديسمبر 2006 وأحيل يوم 26 جانفي 2007 وقد نصّ محضر الاحتفاظ أنّه احتفظ به بداية من يوم 24 جانفي 2007. في حين كانت عائلته قد سجّلت شكاية في الغرض يوم 22 جانفي 2007 لدى وكالة الجمهورية تحت عدد 7004316/07. – وليد العيوني الذي أحيل في القضيّة التحقيقية عدد 7790/10، أوقف يوم 11 ديسمبر 2006 وأحيل يوم 19 جانفي 2007. وقد منعت إدارة سجن الإيقاف بالمرناقية عائلته من زيارته كما أنّ الإدارة المذكورة لم تمكّن محاميه الأستاذ سمير بن عمر من زيارته بالرغم من الترخيص الذي كان بحوزته. كما علم المجلس أن المحالين في القضية 7717/01 تعرّضوا إلى أنواع أخرى من التعذيب بعد نقلتهم للسجن وتمّ تقييدهم بالأغلال على مستوى اليدين والرجلين والعنق، على طريقة سجناء غوانتنامو، وحرمانهم من الأغطية وإجبارهم على النوم أرضا. فالمجلس الوطني للحريات بتونس إذ ينبّه إلى خطورة ما يجري من حملة إيقافات واسعة طالت العشرات من المواطنين الذين تمّ احتجازهم لمدد طويلة في خرق واضح لأحكام الفصل 13 مكرّر من مجلّة الإجراءات الجزائية وما سلّطه عليهم البوليس السياسي من شتى أنواع التعذيب الوحشي طبق ما صرّح به العديد منهم وما عّيّن عليهم، ثمّ حرمانهم من حقّ الدفاع وذلك باستبعاد المحامي عن حضور الاستنطاق لدى قاضي التحقيق، وإذ يذكّر بأنّ وجود سلطة قضائية مستقلة هو الضمان الحقيقي في وجه المخاطر التي تهدّد سلامة المواطنين، فإنّه يعتقد أن لأمر يتطلّب وقفة حازمة من الأطياف الحقوقية والديمقراطية للتصدي للخروقات والانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها السلطة بمناسبة هذه القضية، وحتّى لا تتكرّر ما عاشته البلاد في السابق من إهدار حقوق الفرد واستباحته في حرمته وحريته و نسف لدولة القانون. عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين
 

 


 

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

03/02/2007 بيان 1

 
أعلمنا السيد الطاهر العوني والد السجينين علي و ابراهيم الحرزي العوني الموقوفين بسجن المرناقية بانتظار محاكمتهما يوم 17 فيفري 2007 طبق مقتضيات القانون عدد 75 لسنة 2003 المتعلق بدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب أنه دهب لزيارة ولديه المحتفظ بهما بالسجن المذكور يوم 18/01/2007  لكن أعوان السجن أعلموه أن ابنه علي محروم من الزيارة لأنه معاقب و في يوم 25 /01/2007 وقع إعلامه بحرمان ابنه علي من حق الزيارة و لم يتمكن من زيارته إلا يوم الخميس 01/02/2005 حيث وقع تقديمه إليه في حالة غير عادية نتيجة التعذيب الذي تعرض له على إثر الزيارة التي تمت يوم 11/01/2007 وقع إخراجه من الغرفة التي يقيم بها في السجن الانفرادي تحت وطأة العنف الشديد بالضرب المبرح بالعصا و هو يزحف على يديه و ركبتيه و بعد نزع ملابسه بالسجن المضيق تعرض للضرب الشديد و في اليوم الموالي تجدد الضرب مع تهديده بالاغتصاب كل ذلك كان بسبب أنه أنكر على أحد المساجين سب الجلالة بحضرته و ربما كان ذلك بغرض استفزازه ثم الاعتداء عليه في صورة استنكاره. و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تطالب الادارة العامة للسجون بفتح تحقيق في الموضوع و تسليط عقاب على الأعوان الذين يثبت ارتكابهم لأعمال التعذيب ضد المساجين و إحالة ملف القضية لوكالة الجمهورية و اتخاذ الإجراءات الضرورية لردع المعتدين. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@yahoo.fr

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 03/02/2007 بيان 2

 
تعلم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن عدد الموقوفين خلال الفترة الأخيرة على إثر الأحداث الدامية قد بلغ المئات و أن معاملتهم داخل السجن قاسية للغاية. و قد عاين عدد من المحامين عند زيارتهم لمنوبيهم بسجن المرناقية أن البعض منهم يمشي منحنيا و يقع تقديمه للمحامي و هو مقيد من الخلف و يرتدي هؤلاء الموقوفون بدلا خاصة زرقاء اللون و يقبعون في غرف تفتقر لأبسط الظروف الصحية و تنعدم فيها التهوية و الإضاءة و هي شديدة البرودة          و الرطوبة كما يخضعون لسياسة التجويع . و قد ذكر الموقوفون لمحامييهم أنهم أدخلوا إلى السجن و رؤوسهم مغطاة بأكياس تحت وطأة الضرب و التهديد بالشنق و الترويع المسلط عليهم من الأعوان . و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تطلق صيحة فزع لما يحصل هذه الأيام بسجن المرناقية من انتهاكات لم يسبق لها مثيل في خرق واضح لقانون السجون و القواعد النموذجية لمعاملة السجناء و اتفاقية مناهضة التعذيب . كما تطالب الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : –       بفتح تحقيق جدي و مستقل حول أعمال التعذيب التي تطال المئات من المساجين . –       و تناشد كل الجمعيات  والمنظمات الحقوقية و الهيآت الوطنية و الدولية لاتخاذ موقف حازم لوضع حد لهذه الفظائع.  رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

03/02/2007 بلاغ 1

 
أعلمتنا والدة السجين السياسي السيد أيمن الدريدي المعتقل بسجن باجة أنها منعت من زيارة ابنها  و ان أحد حراس السجن المكلف باستقبال عائلات المساجين أعلمها أن ابنها محروم من الزيارة    و عندما استفسرته عن السبب رفض الإجابة كما أعلمتنا أن السلطات السجنية تتبع مع ابنها سياسة التجويع إذ ترفض قبول القفة و تمتنع عن تسليمه مبالغ مالية مرسلة عبر الحوالات البريدية علما بأن السجين أيمن الدريدي يتعرض لمعاملة قاسية للضغط عليه حتى يتراجع عن الشكاية التي قدمها في قضية تدنيس المصحف. و تتجشم والدة السجين السياسي السيد أيمن الدريدي أعباء السفر من ولاية بنزرت إلى سجن باجة و تنفق من أجل ذلك مبالغ لإعداد القفة و تغطية مصاريف السفر في حين أنها في حاجة ملحة للإنفاق على عائلتها. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

03/02/2007 بلاغ 2

 
بلغتنا من السيد الهادي بن الطاهر الفخفاخ الرسالة التالية ننشرها كما يلي : « الحمد لله وحده    تونس في 3/2/2007 إني الممضي أسفله : الهادي بن الطاهر الفخفاخ  صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 00650259 بتاريخ 20/12/94  قاطن بنهج الصادقية عدد 28 خزندار باردو. أرغب في قدوم زوجة ابني محمد مع رضيعها إلى تونس و ذلك للأسباب التالية : إن ولدي محمد موقوف بسجن المرناقية و هو متزوج بالمسماة لينا بنت محمد علي الأمعري لقد كان مقيما بدمشق حيث تزوج هناك سنة 2003 لكن تم إيقافه في شهر فيفري من السنة الماضية و نقل إلى تونس و بقيت زوجته هناك و هي حامل فطلبت منها أن تجيء إلى تونس قبل الولادة لتنقيم في بيتي لكن السفارة التونسية بدمشق رفضت أن تعطيها تأشيرة الدخول إلى تونس و توجهت إلى وزارة الداخلية منطقة الحدود و الأجانب فلم أتحصل على نتيجة و بقيت الزوجة هناك في منزل أبيها مع إخوتها و من ضيق بيت أبيها فإنها تقيم الآن مع ولدها في وسط الدار إنها تعاني من من ضيق المحل و محتاجة كل الاحتياج إلى المال لتعيل نفسها و ولدها الرضيع الذي يحتاج هو الآخر إلى الغذاء و الدواء و غير ذلك. و لذا فإني أهيب بكل من له شعور بالرأفة و الرحمة و الحنان أن يساهم في تسهيل مجيء هذه الزوجة المسكينة و ولدها إلينا لنقوم بما يفرض علينا الواجب الإنساني نحوهما حسب الاستطاعة ».
رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

03/02/2007 بلاغ 3

 
أعلمتنا السيدة سنادا تشاوتشيفيتش الفرشيشي زوجة السجين السياسي السيد بدرالدين الفرشيشي أن السلطات التونسية منحتها مهلة بسبعة أيام لمغادرة البلاد التونسية هي و أبناؤها . و تجدر الإشارة إلى أن السيبدة سنادا تشاوتشيفيتش التحقت بعائلة زوجها بالبلاد التونسية بغرض مساندته و الوقوف إلى جانبه و زيارته بالسجن و تقديم يد المساعدة له و قد نبه عليها رئيس مركز الحرس بعدم مغادرة منزلها إلى أن يتم ترحيلها. و قد بعثت محاميتها الأستاذة سعيدة العكرمي برسالة لرئيس الدولة لمطالبته بالتدخل السريع لتمكين السيدة سنادا من حق الإقامة و البقاء مع أبنائه الذين يحملون الجنسية التونسية و يزاولون تعليمهم بالمدارس التونسية. علما بأن السجين السياسي السيد بدر الدين الفرشيشي وقع ترحيله من البوسنة و الهرسك في شهر نوفمبر 2006  و وقع إيقافه بمجرد وصوله لمطار تونس قرطاج . رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

03/02/2007 بلاغ 4

 
تواصل إدارة أمن الدولة مضايقاتها للمناضل و السجين السياسي السابق السيد علي العريض الذي ما فتئت تستجلبه أو تستدعيه لمنطقة الأمن و قد تكرر ذلك مرارا عديدة آخرها يوم أمس الجمعة 02/02/2007 حيث تم تسليمه استدعاء للحضور لديهم دون ذكر السبب الداعي لذلك و قد لبى الطلب لكنهم تركوه يترقب من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة السادسة بعد الظهر حيث بدؤوا الحديث معه لمساءلته حول استقباله لمبعوث جريدة بلجيكية و قد بقي بحالة احتجاز غير قانوني إلى الساعة الثامنة و النصف مساء. و قد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن إدارة الأمن استدعت في الفترة الأخيرة عددا من المسرحين من المساجين السياسيين لمطالبتهم بالإدلاء ببعض الوثائق لغرض تحيين ملفاتهم الموجودة بإدارة الأمن و قد حصل ذلك لعدد كبير من المسرحين المقيمين بمنزل عبد الرحمان و منزل جميل ببنزرت. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت

Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme – Section de Bizerte 75  شارع فرحات حشاد 7001 بنزرت ـ الهاتف 435.440  72            بنزرت  في  3  فيفري 2007                   

            بــــيــان إلى الرأي العام  

 
مداهمات وإختطافات وإيقافات تتكثف بمدن وريف ولاية بنزرت ، وخاصة بعد الاحداث الدامية في شهرى ديسمبر  وجانفي المنصرمين . ورغم الحصار المشدد على مقر فرع الرابطة ببنزرت منذ عام ونصف ، ورغم هذه الاعداد الكبيرة لأعوان البوليس السياسي المكلف ، فقط ، بالمضايقات الملحة والمتابعة اللصيقة لهيئة فرع الرابطة ببنزرت، ككل الفروع الأخرى بكامل البلاد التونسية ، فقد اتصلت بنا  بعض العائلات وأبلغتنا بما جد بأبنائهم في إطار الحملة البوليسية الاخيرة . 1) تم أيقاف الشاب محمد بن محمد ،القاطن ببنزرت، يوم السبت 20 جانفي 2007 بعد ان استجاب لدعوة البوليس إلى مركز بوقطفة ، مع الاشارة الى ان الشاب محمد بن محمد كان قد حوكم في جويلية 2005 ، بعشرة سنوات سجن وخمسة مراقبة إدارية بتهمة : « النية لمقاومة الاحتلال   في العراق » ثم برأته محكمة الاستأناف حيث أصدرت حكمها بعدم سماع الدعوة وأطلق سراحه من سجنه الصغير ليبقى هدفا  مرصودا ، كغيره  ، من طرف البوليس حتى أعيد مرة أخرة الى السجن  ولا زال مصيره مجهولا . 2) كذلك في يوم الاحد 28 جانفي 2007 تم إيقاف الشاب : سامي شعبان ببنزرت ولم تتمكن عائلته من معرفة مكان الإيقاف وأسبابه . 3) وفي نفس المدة أوقف الشاب : قيس الخياري – منطقة العزيب بنزرت . وأما من مدينة رأس الجبل فقد ألقي القبض على كل من الشبان : جمال الملاخ  ومجدي بن رايس وأشرف التونسي. – أما في خصوص الشاب قبيل الناصري ، منزل بورقيبة ، الذي  حوكم سابقا فيما اسطلح عليه بـ  قضية اريانة ، بثلاثة سنوات سجن وخمسة مراقبة إدارية ، فبعد الافراج عليه أرغم على الامضاء في مركز البوليس يوميا إذ أصبح يضيع وقتا طويلا في إنتظار الامضاء ولا يمكن له أن يواصل أى شغل يرتزق منه ، والحال أن أحكام المراقبة الادارية لا تستوجب غير الاعلام بتغيير عنوان السكنة والتنقل الى مدينة أخرة . رفض قابيل الناصري هذا الاجراء الغير قانونى فلفقت له قضية مخالفة قرار المراقبة الادارية وحوكم بــثــلاثــة أشهر سجن نافذة . وبعد الافراج عنه أصر أن لا يطبق إلا ما  صرح في شأنه القضاء . طارده البوليس دون هوادة ليلا نهارا : المداهمات مرارا عديدة ، إنتهاك حرمة المنزل بالقفز على السور وبث الرعب وإهانة  الوالدين دون حساب ، وفي هذه الاثناء هام قابيل مختفيا دون رعاية صحية ولا غذائية . عاد الى المنزل ورغم إنهيار صحته دخل قابيل في إضراب عن الطعام  إبتداءا من يوم الثلاثاء 30 جانفي المنصرم وهو يكرر دون إنقطاع الجملة التالية : « الموت أشرف من هذا الظلم المقيت » ولم يقدر والداه على إقناعه بالعدول عن قراره الخطير . -أما الشاب : عبد الرزاق بن عامر السعيداني من غزالة ولاية بنزرت 15كلم شمال ماطر فإنه يتعرض يوميا وباستمرار الى مظالم من طرف البوليس الذي أجبره على أن يتخلى عن متابعة دراسته باحدى المدارس الحرة وكذلك ، بعد تعنيفه وهو عاري، يهددونه بما هو أهول وأفدح  إذا لم  يغادر مدينة منزل بورقيبة التي يشتغل فيها إلى   » الجبل اللى جابو  » ‼  إن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ببنزرت : – يستنكر ما تقوم به السلطة من تصرفات غير قانونية ويطالبها ان تضع حدا لانتهاكاتها الخطيرة . – يأكد ان القمع  لن  تكون  نتائجه  إستقرارا  وسلاما . عن هيئة الفرع الرئيس عــلــي بــن ســالـم

 


 

تصحيح

في عدد 2447 المؤرخ في  في02 .فيفري.2007  وضع  خطأ  « بلاغ إعلامي » موقع  باسم « النقابيون الراديكاليون-دائرة الإعلام »  تحت اسم  » الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان » كما ذيل البلاغ باسم الرابطة باللغتين العربية والفرنسية. البلاغ الذكور هو بلاغ  « النقابيون الراديكاليون » ولا علاقة له لرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  به.. لذلك و جب التصحيح مه الإعتذار ل »النقابيون الراديكاليون »  و » الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان » و قرائنا الكرام. هيئة تحرير  تونس نيوز

  فيفري 2007 

 


 

تأجيل النّطق بالحكم في قضية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الاٍنسان

 
تونس / 3 فبراير-شباط / يو بي أي: قرّرت المحكمة الاٍبتدائية في تونس العاصمة اليوم السبت تأجيل النّطق بالحكم في القضية المرفوعة ضد الهيئة الإدارية الحالية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الاٍنسان،إلى السّابع عشر من شهر فبراير/شباط الجاري. ولم توضّح مصادر حقوقية أسباب هذا التأجيل الثاني من نوعه خلال العام الجاري،وذلك بعد سلسلة من قرارات التّأجيل منذ بدء القضاء التونسي النّظر في هذه القضية التي أدخلت الرابطة التونسية للدّفاع عن حقوق الاٍنسان في أزمة معقّدة حالت دون مؤتمرها الوطني السادس. وكانت أزمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الاٍنسان قد بدأت مطلع سبتمبر/ايلول من العام 2005 عندما رفع سبعة رؤساء فروع من الرابطة المكونة من 15 عضواً،دعوى قضائية مستعجلة لـ « إبطال عقد المؤتمر الوطني للرابطة،وكل ما ينتج عنه من قرارات ». واتهم هؤلاء الأعضاء الهيئة الحالية للرابطة بـ « انتهاك النظام الاساسي،وانتهاج سياسة اٍقصاء وتهميش من خلال تقليص عدد فروع الرابطة من 41 فرعا اٍلى 24 فرعا فقط ». وبالمقابل تتّهم الهيئة الاٍدارية الحالية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الاٍنسان برئاسة مختار الطريفي السلطات التونسية بالوقوف وراء هذه الأزمة،لاٍحكام سيطرتها عليها. وتنفي السلطات التونسية بشدة هذه الاٍتّهامات،وتؤكد أن أزمة الرابطة داخلية بحتة،وأنها تعتبر الرابطة التي تأسست في السابع من مايو/ايار من عام 1977 « مكسبا وطنيا يتعيّن الحفاظ عليه ».

 


 

مسرحية عن التطرف الإسلامي في تونس تثير الإعجاب

 

تونس (رويترز) – انتزعت مسرحية تونسية عرضت ليل الجمعة لاول مرة بالعاصمة تونس اعجاب المتفرجين والنقاد على حد سواء لطرحها قضية ظهور ما يعرف بالتطرف الاسلامي في تونس بجرأة غير مألوفة في الاعمال الفنية في البلاد.

 

وتؤرخ مسرحية (خمسون) للمخرج الفاضل الجعايبي لخمسين عاما من استقلال فرنسا وتنبش المسرحية في حقبات زمنية مختلفة منذ استقلال البلاد عام 1956 من بينها طرق معالجة زحف الفكر الاسلامي المتطرف.

 

وتدفق على المسرح البلدي بالعاصمة مئات المتفرجين من بينهم شخصيات من انصار الدفاع عن حقوق الانسان لحضور العرض الاول لمسرحية (خمسون) بعد انتظار دام أشهر بسبب مطالبة وزارة الثقافة بتعديل اجزاء منها قبل ان تسمح بعرضها.

 

ويتزامن العرض الاول للمسرحية في تونس مع تزايد الجدل حول اساليب مقاومة زحف ما يعرف بالتطرف الاسلامي بعد اندلاع مواجهات مسلحة بين الامن التونسي وعناصر جماعة سلفية في ضواحي العاصمة خلال الشهر الماضي لاول مرة منذ عقود.

 

تبدأ المسرحية التي استغرق عرضها ساعتين واربعين دقيقة بمشهد لاستاذة محجبة تفجر نفسها وسط ساحة المعهد لتنطلق بعدها التحقيقات البوليسية التي تستعمل خلالها كل وسائل التعذيب الممكنة لاستنطاق المتهمين.

 

وخلال مراحل البحث البوليسي تظهر عدة شخصيات ترمز للعلمانية وللحركة النقابية والحقوقية وكذلك البلطجية الذين يستخدمهم النظام للتنكيل بمعارضي الحكومة.

 

تتعرض المسرحية بالنقد اللاذع لسياسة التطبيل التي ينتهجها مؤيدو الحكومة الذين صعدوا على المسرح مرددين « اللهم احمي هذا البلد الامن والجميل والمستقر الذي يطيب العيش فيه والذي تتاح فيه كل الحريات والحقوق ويعلو فيه القانون على الجميع. »

 

وقال الناقد خماس الخياطي لرويترز « المسرحية رائعة لسببين اولهما ان المخرج لا يتهم من تلبس الحجاب الا اذا كان الدافع سياسيا او تخريبيا وثانيهما تركيزه على المعالجة الأمنية السيئة وهذا أمر يحسب له وغير مسبوق. »

 

تتلخص أحداث المسرحية في عودة أمل الى تونس من باريس حيث طاب لها الحلم الإسلامي وانتقلت بذلك من الفكر الماركسي الذي ورثته عن والديها المناضلين اليساريين الى الفكر الإسلامي.

 

وتجد أمل نفسها متورطة في قضية تفجير قامت بها صديقتها جودة الاستاذة.

 

تحدث هذه الفاجعة اضطرابا في كامل البلاد محركة بذلك آليات مقاومة الارهاب البوليسية وواضعة وجها لوجه النظام السياسي الصارم والديمقراطيين المغلوبين على أمرهم والاسلاميين المتشددين والمواطنين الراضخين وغير المبالين.

 

ولم تنس مؤلفة المسرحية الممثلة الشهيرة جليلة بكار ان توجه سهام نقدها الى ضعف الاداء الاعلامي الحكومي وتخص التلفزيون الحكومي بهذا النقد.

 

ويظهر مشهد من المسرحية نشرة اخبارية في التلفزيون الحكومي التونسي تذيع نبأ التفجير الارهابي بعد ثلاثة ايام من الحادث وتقول « والتحقيقات لا تزال جارية في كنف القانون« .

 

لكن مخرج المسرحية لم يرجع تنامي ظاهرة التطرف الاسلامي الى تقلص الحريات فحسب بل ايضا الى احتلال اراض عربية مثل العراق وفلسطين حيث تقول احدى الممثلات « أمل لم تتحول الى متطرفة لو لم يزر شارون الحرم القدسي« .

 

وتذكر في المسرحية عدة حركات اسلامية في العالم العربي مثل الاخوان المسلمون وطالبان والسلفية وجماعة ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل العام الماضي في غارة امريكية.

 

ووقف المتفرجون مصفقين لتحية الممثلين عند نهاية العرض تعبيرا عن إعجابهم بجرأة هذا العمل.

 

وقال فاضل الجعايبي « انجزت هذه المسرحية دفاعا عن قيم الحداثة في المجتمع التونسي ولكي لا تضطر ابنتي لارتداء الحجاب« .

 

وشن اسلاميون في الآونة الأخيرة هجوما كاسحا على الحكومة بسبب رفضها ارتداء الحجاب ووصفها له بانه زي طائفي.

 

ويقول فتحي بلحاج احد المتفرجين الذي بدا منبهرا بالعرض لرويتر « انها مسرحية تدعو لقلب الموازين وإعادة التفكير في عدة أمور. انها رائعة حقا. »

 

وعرضت المسرحية العام الماضي في مسرح اوديون الشهير بباريس ولاقت اشادة واسعة.

 

من طارق عمارة

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 فيفري 2007)


 

 

بقرار إداري: هند صبري تؤدي اليمين وتلتحق رسميا بمهنة المحاماة

 

تونس : أدت الممثلة التونسية هند صبري امس الجمعة (2 فيفري 2007، التحرير)، اليمين القانونية أمام هيئة قضائية بمحكمة الاستئناف في تونس لتلتحق نهائيا بجدول المحاماة التونسية، بعد جدل قضائي حول احقيتها بأن تكون محامية.

 

وحضرت الممثلة هند صبري متأخرة نسبيا بعد ان انطلقت جلسة الترسيم للملتحقين الجدد بجدول المحاماة التونسية، وتم قبول مطلبها لتتقدم الى المنصة المخصصة لذلك وتؤدي اليمين القانونية بحضور عميد المحامين عبد الستار بن موسى والكاتب العام للهيئة الوطنية شرف الدين الظريف.

 

ورافق الممثلة بعض أفراد عائلتها وتوقفت للحظات امام دار المحامي لمصافحة بعض زملائها بعد ان انهت جلسة أداء اليمين.

 

وكان مجلس الهيئة الوطنية للمحامين قد رفض خلال السنة الماضية التحاق هند صبري بجدول المحاماة التونسية بمبرّر اقامتها في مصر واحترافها مهنة التمثيل وبالتالي عدم حقها في الجمع بين مهنتين وفقا للقانون.

 

ووفقا لما ورد بجريدة « الشروق » التونسية كلفت هند صبري بعض المحامين للدفاع عنها وطعنت في قرار مجلس الهيئة الوطنية لدى محكمة الاستئناف واعتبر المحامي ان منوّبته الممثلة تمارس التمثيل على وجه الهواية لا غير وليست محترفة وقدّم ما يثبت ذلك كما قدّم ما يفيد اقامتها بتونس.

 

ورأت محكمة الاستئناف في احدى دوائرها المدنية ان قرار مجلس الهيئة الوطنية للمحامين غير مستند الى اسس قانونية او واقعية وقررّت إلغاء قرار عدم ترسيمها والقضاء بحقها في الالتحاق بمهنة المحاماة وحددت اجلا زمنيا لذلك.

 

وانهى اداؤها لليمين امس بمحكمة الاستئناف بتونس الجدل القانوني والقضائي وحتى بين بعض المحامين انفسهم لتلتحق بذلك وبشكل نهائي بجدول المحاماة.

 

ولعل حضور العميد والكاتب العام للهيئة اضفى بعض المشروعية على التحاقها بالمحاماة، اذ نادرا ما يشاهد اهم مسؤولين بالهيئة الوطنية معا لحضور جلسات ترسيم محامين جدد دخلوا المحاماة عبر بوابات القضاء وليس عبر موافقة مجلس الهيئة الوطنية للمحامين.

 

وللإشارة فإن قرارات الهيئة الوطنية هو بمثابة الحكم الابتدائي الذي يتم الطعن فيه بالاستئناف .

 

(المصدر: شبكة الأخبار العربية « محيط » بتاريخ 3 فيفري 2007)

الرابط: http://us.moheet.com/asp/show_m.asp?pg=13&lc=65&do=1895969


 

رئيس الدولة يأذن بمسكن على الفور لعائلة منكوبة بقصر هلال

 
المنستير 03 فيفري 2007 ( وات )- على اثر الحادث الاليم الذى جد اليوم السبت بمدينة قصر هلال من ولاية المنستير والذى اسفر عن وفاة ربة عائلة وتهدم مسكنها اذن الرئيس زين العابدين بن علي حال علمه بالحادث بتوفير مسكن لائق ومجهز بكافة المرافق فورا للعائلة المنكوبة . وكان لهذه اللفتة الانسانية السامية لسيادة الرئيس ابعد الاثر في نفوس افراد هذه العائلة واهالى قصر هلال . وقد سارعت السلط الجهوية والمصالح المختصة الى تنفيذ القرار الرئاسي ومواساة افراد العائلة المنكوبة . وتتمثل ملابسات الحادث حسب المعطيات الاولية في انفجار ناجم عن تسرب للغاز من قارورة بالمطبخ مما اسفر عن وفاة ربة العائلة على عين المكان واصابة ضيف من اقاربها ونجاة بقية افرادها وهم اربع فتيات وثلاثة فتيان .

محكمة عراقية تقضي بحبس ستة من المواطنين العرب لمدد مختلفة بتهم تتعلق بالإرهاب

 
بغداد – 1 – 2 (كونا) — قضت المحكمة الجنائية العراقية المركزية اليوم بحبس ستة من المواطنين العرب لمدد مختلفة لثبوت تورطهم باعمال ارهابية وتجاوز الحدود. وذكر بيان حكومي ان المحكمة قضت بحبس مواطن سوري لمدة 21 عاما بعد اعتقاله على خلفية مهاجمته دورية تابعة للقوة متعددة الجنسيات في العراق. كما قضت المحكمة بحبس مواطن تونسي لمدة 15 سنة بعد ان وجدته مذنبا وفق المادة « 194 من قانون الجنايات العراقي بانضمامه الى مجموعات مسلحة تعمل على زعزعة الاستقرار والأمن في العراق » حيث كان اعتقل عندما تعطلت مركبته المفخخة في بغداد. كما حكمت على اردني وتونسي وسوداني وسوري بمدد تتراوح بين سنة الى عشر سنوات لانتهاكهم قانون جوازات السفر واستخدام وثائق مزورة وحيازة اسلحة بطريقة غير قانونية ودخول البلد بطريقة غير شرعية. يذكر ان المحكمة العراقية عقدت منذ ابريل 2004 ولغاية الان نحو 1840 جلسة محاكمة اسفرت عن ادانة 1595 شخصا بأحكام مختلفة وصلت الى الاعدام. (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كـونا بتاريخ 1 فيفري 2007) الرابط: http://www.kuna.net.kw/home/Story.aspx?Language=ar&DSNO=948144

افتتاح خط جوي بين تونس والبحرين في الصيف المقبل

الزيتوني: سنشارك بفاعلية في معرض السفر والسياحة 2007

 
العدلية – نادر الغانم قال السفير التونسي لدى مملكة البحرين خالد الزيتوني: «إن الفترة المقبلة من العلاقات بين تونس والبحرين ستشهد المزيد من تطور العلاقات، وخصوصاً في القطاعات السياحية والتجارية والثقافية»، مشيراً إلى أن «من المقرر أن تبدأ الخطوط التونسية ربط البحرين بتونس عبر رحلة تمتد إلى الكويت اعتبارا من الصيف المقبل من العام الجاري 2007». وأضاف الزيتوني «أننا نسعى إلى أن تكون تونس إحدى الوجهات السياحية المفضلة للسائح الخليجي عموما والسائح البحريني خصوصاً نظراً إلى وجود كل العوامل التي تجعل من تونس وجهة حقيقية للسياح الخليجيين وخصوصاً أن تونس تستقبل سنوياً أكثر من 6 ملايين و500 ألف سائح من مختلف دول العالم معظمهم من السياح الأوروبيين». وتوقع الزيتوني «أن يبدأ الخط الجوي المقرر أن يتم الاتفاق عليه بين المسئولين في البلدين في الأيام المقبلة بحيث ينبثق عن هذا الاتفاق بدء الخطوط التونسية في تسيير رحلاتها إلى البحرين مرورا بالكويت في العام الجاري 2007». وأضاف قائلا «نسعى إلى المشاركة في معرض السفر العربي الذي يقام سنويا في البحرين، إذ ستكون مشاركتنا الأولى في هذا المعرض مميزة، وندرس أن تكون المشاركة عبارة عن أسبوع سياحي تونسي متكامل». وأكد الزيتوني أن لتونس تجربة طويلة في السياحة ذات البعد الحضاري الراقي عبر تقديمها خدمات سياحية في منتهى التطور نابعة من تاريخها الطويل في هذا الشأن وتجربتها التي أصبحت من الوجهات السياحية الرئيسية في العالم والتي يفضلها السياح، وهذا ما تؤكده أرقام السياح من مختلف الجنسيات عبر تزايد أعدادهم سنوياً. وأشار إلى أن من أهم العوامل التي تتميز بها تونس التسامح والضيافة، ما يجعل من وجود السائح ميسرا، إضافة إلى وجود البرامج الثقافية الكثيرة وفي مختلف المستويات، منوها إلى أن تونس هي ملتقى الحضارات. من جانبه، قال المدير الإقليمي للممثلية السياحية التونسية محمود الدردومي خلال زيارة سريعة للبحرين التقى خلالها عددا من الفعاليات السياحية ومع وكلاء للسفر، إن «الهدف من الزيارة هو الإعداد للمشاركة في فعاليات معرض السفر والسياحة الذي يقام في البحرين في شهر مايو/ أيار من كل عام وكذلك الترويج للمنتوج السياحي التونسي عبر الالتقاء مع الفعاليات السياحية مثل مكاتب السفر والسياحة، وكذلك المعاهد التعليمية في مملكة البحرين وتوطيد ودعم العلاقات السياحية القائمة مع التعريف بالفرص الاستثمارية المتوافرة في قطاع السياحة بتونس وحث الطلبة البحرينيين على زيارة تونس والاطلاع عن قرب على الفرص التعليمية والتعرف على تونس كوجهة سياحية وتعليمية وثقافية مع إمكان تنظيم رحلات تعليمية ثقافية للطلبة في المعاهد الموجودة في البحرين». وقال إن «الاجتماع مع عدد من مكاتب السفر والسياحة يهدف إلى وضع تونس ضمن خريطة الوجهات السياحية الرئيسية للمواطنين والتعريف بكل الامتيازات والإمكانات التي تتمتع بها». وأضاف أن اللقاء الذي تم هو الأول من نوعه على رغم أنه لقاء أولي إلا أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من اللقاءات المتبادلة سواء في البحرين أو تونس، مشيراً إلى أن «اختيار البحرين ضمن الدول بالمنطقة لزيادة التعاون السياحي فيما بين الدولتين يأتي نظراً إلى ما تتمتع به مملكة البحرين من حضارة وتاريخ عريق في المنطقة وتراث ثقافي كبير، كما تحتل موقعا مميزا، منوها إلى أن المكتب الإقليمي للممثلية التونسية في دبي يمتد نشاطه ليشمل، بالإضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كلا من البحرين وقطر والكويت وعمان». وذكر الدردومي قائلا «بعد حوادث 11 سبتمبر/ أيلول وضعت تونس استراتيجية لدعم السياحة فيها والتوجه إلى بلدان أخرى مثل منطقة الخليج على رغم وجود الاهتمام بالسياح الخليجيين فإن الاستراتيجة التي وضعت دعمت أكثر هذه التوجهات، ولذلك ازدادت الزيارات التي يقوم بها المسئولون التونسيون لدول الخليج واللقاءات التي تتم سواء الثقافية أو التعليمية أو الاقتصادية أو غيرها تهدف إلى تكثيف وفتح مجالات جديدة للتعاون وخصوصاً الاقتصادي والسياحي فيما بين تونس ودول الخليج. وأكد الدردومي أن تونس قررت المشاركة وللمرة الأولى في معرض السفر والسياحة الذي يقام في البحرين سنويا عبر جناح كبير سيشتمل على الكثير من الفعاليات والفرص الاستثمارية في مجال السياحة والعمل على الترويج للسياحة في تونس عبر المشاركة في المعرض، إذ سبق لتونس أن شاركت في معرض السياحة العلاجية في العام 2005. كما أقامت تونس في العام 2004 الأسبوع السياحي والثقافي التونسي بالتعاون مع وزارة الإعلام وكان حافلا بالنشاطات التي أقيمت حينذاك. وأشار إلى أن تونس تتميز بالمنتوج السياحي المتنوع في شتى المجالات ومنها السياحة الشاطئية التي تبلغ 1300 كيلومترا من الشواطئ الممتدة على المتوسط والتي تعتبر من أجمل الشواطئ في العالم، إضافة إلى سياحة الصحراء والجبال والجزر والمؤتمرات ورجال الأعمال والفنون والغناء والثقافة والرياضة والسياحة العلاجية، إذ تعتبر تونس ثاني دولة في العالم في جانب السياحة العلاجية بعد فرنسا. وقال إن تونس تستقبل سنويا نحو 6 ملايين و500 ألف سائح، وفيها أكثر من 800 فندق. وأضاف «أن عدد السياح الخليجيين سنويا لتونس يبلغ 7400 خليجي منهم 6400 سائح بحريني في العام 2005 في حين بلغ عدد هؤلاء السياح في العام الماضي 2006 نحو 500 سائح». وذكر أنه خلال العام الجاري 2007 يتوقع أن تفتتح الخطوط التونسية خطا لها يربط تونس بالبحرين ثم الكويت، بعد زيارة وفد تونسي للبحرين والاجتماع مع المسئولين في الطيران المدني من أجل دراسة جدوى افتتاح خط جوي بين المنامة وتونس. كما التقى الوفد وكلاء السفر والسياحة للتباحث معهم بشأن مستقبل افتتاح الخط الجوي الذي سيدعم السياحة والتجارة بقوة بين البلدين. ومن أهم عوامل دعم السياحة والتجارة أن البحرينيين معفون من التأشيرة لزيارة تونس.. (المصدر: صحيفة « الوسط » (يومية – البحرين) الصادرة يوم 30 جانفي 2007) الرابط: http://www.alwasatnews.com/newspager_pages/ViewDetails.aspx?news_id=20922&news_type=BUS

 


 

هــــــام جـدّا

الطاهر العبيدي

نعلم القراء الكرام وكافة المهتمين، أنه بإمكانهم الاطلاع على مجلة تواصل التي تباع في المكتبات العربية والأكشاك الفرنسية في باريس والمدن الفرنسية الأخرى، وتجدونها تباع في الدول العربية، منها على سبيل المثال المغرب الجزائر اليمن ليبيا مصر…وقريبا تكون في كافة الأقطار العربية والأوروبية..

للاتصال بمجلة تواصل الكتابة على العنوان البريدي التالي:

Tawassoul2007@yahoo/fr

  

 

محتوى العدد الجديد من مجلة تواصل

 

 

قضـــايا مهجريــــة

 

* فرنسا أمام غضب الضواحي                                                                   

* كل عام وأنت بخير يا وطن                                              * لافتات 4

 

نوافـــــــــــــذ

 

* صداع في رأس السلطة الجزائرية

* معلومات مثيرة قبل شنق صدام

 

قنــــــاديـــــل

 

 

شــــؤون دوليــــة

 

* السعودية تتحدّى صحراء العطش

* الدستور الأوروبي بعض التفاصيل

 

نـــــــــدوات 

* مباشرة مع محمد النوري

 

تحقيقــــــــــــــــــــــــات

 

* المقاهي عربيا ودوليا

 

لغــــــــة الحضــــــــــــــارة

 

طقوس الاستقساء في المغرب العربي

 

فضـــــــاءات

 

* في التدين والتمدن

* أيهما أولا الهوية أم النهضة؟

* التعدد الثقافي مصطلحات ومفاهيم

 

مساهمــــــــــــــــــــــــــــات

* على رصيف الذكريات

* صرخة غريب

* معذرة أمي

 

حقـــــــــــــــــــــــــــول / دراسات

القصة القصيرة أداة تعبير وتغيير

 

حقــــــــــــــــــــــــــــــول / قراءات

تحيا ليبيا يا جدي

 

حقـــــــــــــــــــــــــــــــــــول / لقاءات

شاعر يكتب بقلم من سجيل

 

حقـــــــــــــــــــــــــــــــــول / شخصيات

ملكتان ودولة

 

حقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول / مدن

باريس ملامح من الماضي والحاضر  

 

 


 

أيمن الدريدى .. إنقطع الإتصال منذ 08 جوان 2005

 

أيمن الدريدى شاب تونسى إعتقله البوليس السياسى التونسى منذ يوم 8 جوان 2005 فى إطار أحد الحملات الكثيرة والمتوالية دون إنقطاع على الشباب الملتزم رواد المساجد تحت دعاوى مكافحة الإرهاب والتى سنت له السلطة التونسية قوانين خاصة وإستثنائية وقاسية تحت هذا المسمى وقد درج النظام التونسى على ترويج هذا الخطاب فى المحافل الدولية وعبر منابره وعلى ألسنة مسؤوليه سواءا فى الدولة أو فى الحزب . ليست هذه الحملات وهذه السياسة جديدة فهي بوجه من الوجوه إستمرارا لخطة شهرت فى تونس بداية التسعينات تحت مسمى خطة تجفيف ينابيع التدين أشرف على إعدادها رموز يسارية متطرفة نافذة فى الدولة ومن المعلوم أن اليسار المتطرف وكذلك بعض التيارات الأخرى تسربت بأعداد معتبرة داخل الحزب الحاكم حاملة رآها الردكالية المتطرفة تجاه الإسلام والإسلاميين وقد إتخذت من سلطة الدولة عصى غليظة لتصفية الحساب مع حصومها الأيديولوجيين وهم الإسلاميين وقد نصبت محاكمات جائرة لكل معتقل إسلامى من هؤلاء الشباب الذين كانوا يعتقلون بالشبهة وهى إرتياد المسجد والمحافظة على الصلاة فيه وسلطت عليهم أحكام قاسية للغاية بلغت عشرات السنين كما تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب فى محالات الداخلية التونسية وكذلك داخل السجون محنة هؤلاء الشباب المتدين لم يتحملوها لوحدهم وإنما دفعت وتدفع عائلاتهم الثمن من معانات وحرمان من فلذات أكبادها إضافة إلى المضايقات والملاحقات الأمنية التى لم تعفى لا الصغير غير الراشد ولا الكبير المسن , هذه المعاملات المهينة تتم على يد أعوان الداخلية ومليشيات الحزب الحاكم الذين يتسمون بالجهل وعدم التسليم لأي كان أن يكون مخالفا لهم وكل تصرفاتهم محكومة بهاجس البقاء والمحافضة على كرسى الحكم وأن لا أحد غيرهم جدير بالوطنية وحكم الشعب التونسى , كما تحول الحزب الدستورى – وهى التسمية القديمة له قبل أن يغير إسمه الرئيس الحالى لتونس بن على إلى حزب التجمع – إلى ترسانة أمنية تحارب كل ما هو إسلامى سواءا كان حزبا أو تيارا سياسيا أو دينيا أو ظاهرة إجتماعية غير منتظمة أو فردا ملتزما بالإسلام حتى أصبحت الدولة متوجسة بل معادية ومحابة للإسلام وشعائرة وهى ظاهرة مستغربة فى دولة عربية إسلامية كتونس حقيقة أخرى لا يجب أن ننساها وهي أن السلطة التونسية لم تكتفى بمحاربة الظاهرة الإسلامية فقط وإنما إمتد قمعها حتى لأولاءك الذين يقاسمونها رؤيتها العلمانية فى الحكم وهي بذلك تعبر عن نفسها بأوضح التجليات بأنها نظام شمولى متطرف غير مستبعد أن يأكل نفسه كما أكل الكثيرين الذين تحالفوا معه ولما عبروا عن نفس نقدى أو إختلاف معه أتى عليهم دون أن يراعى خدماتهم السخية على مدار سنوات ومنهم من حجزوا له مكانا فى السجن . أما من إتخذ له مسافة مع النظام منذ البداية فإنه وضع فى خانة المناهضين لا المعارضين , وبن على فى هذا الصدد يطبق نظرية بوش الشهيرة إن لم تكن معى فأنت بالضرورة ضدى بل وشرير بطن الأرض أولى بك الصورة الحالية للسلطة هى جهاز أمنى ضخم للغاية يستنزف أموالا لا يصرفها الجيش الوطنى حامى البلاد الأول , وهذه الماكينة الأمنية لم توفر أي أحد مهما كان إتجاهه الفكرى والسياسى لذلك ترى اليوم نزلاء السجون التونسية من كل الطيف الفكرى والسياسى وإن كان التيار الإسلامى هو الذى يحتجز أكثر الأسرّة فى كل سجون بن على من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب أيمن الدريدى , هذا الشاب التونسى اليافع الذى إنقطع إتصاله بالحياة منذ 8 جوان 2005 يعيش مأساة مؤلمة داخل السجن لا لذنب إرتكبه ولكن أيدى البطش والظلم أبت إلا أن تحول حياته إلى جحيم لا يطاق يصل ليله بنهاره , وإنى شخصيا لم أتمالك نفسى عن البكاء بحرقة وأنا أشاهد شهادة والدته الكريمة والتى روت جزءا من معاناته ولعل والدتى كانت يوما فى هذا الموقف ما زاد فى تأجج المشاعر , وهى بالتأكيد ليست القصة الوحيدة التى تدور أطورها خلف السجن فكل معتقل وراءه مآساة وكل حالة إعتقال تكتب أول السطر فى مآسى لا يمكن أن نتخيل تفاصيلها المروعة أما متى تنتهى فهذا أمر آخر مختلف تماما سؤال نلقيه على من ؟ ولكن لا بد من طرحه , متى تنتهى هذه المحن وتعود البسمة إلى ثغور كل التونسيين وينجلى الظلم عن كل مظلوم ؟ ليس لأحد فينا أن يجيب , ولكن الأمل بالله موصول فالأمل قرين الأيمان بالله تعالى كاشف الضر وقاصم الجبارين
 
صابــــــر : سويســـــــرا
 

 


المنستير في: 03/02/2007   بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة 195على موقع الأنترنت تونس نيوز
بقلم محمد العروسي الهاني  مناضل دستوري رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

مشاغل أهلنا في أربعون يوما في ريفنا الجميل ومعاناتهم اليومية

الحلقة الثانية والأخيرة

 
 

ذكرت في الحلقة الأولى التي نشرت يوم 31 جانفي 2007 على موقع تونس نيوز حقائق ومشاغل أهلنا الكرام وفلذات أكبادنا وأبنائنا في ريفنا الجميل العزيز وتوقفت في الحلقة الأولى إلى مشاغل الشاب الرابع عشر حول الخلل الحاصل في الطريق المعبدة بين الحجارة ومركز بئر صالح واليوم أعرض بأمانة بقية المشاغل بكل صدق.

وقصة المواطن الخامس عشر: مصاب بمرض الأعصاب منذ سنتين وهو فقير الحال لا يحمل معه أي وثيقة إدارية وليس له بطاقة الهوية وزوجة شقيقه الأرملة هي المسؤول على الإنفاق عليه وهي أم لأربعة أطفال منهن ثلاثة نبات في زهرة العمر إثنتان في التعليم الثانوي وهي بحق مجاهدة على أفراد أسرتها وهي ليست قادرة على إتمام الغرفة الثانية لبناتها وحالتها تتطلب العناية والرعاية وتستحق المساعدة والدعم وهي مناضلة من أجل إسعاد بناتها.

قصة الشاب السادس عشر: يروي إليك قصته بكل صدق وأمانة ويسرد عليك حكايته حيث أخذ من صندوق 2626 عام 1999 مبلغ ألفي دينار لبناء مسكن متواضع لأسرته المتركبة من 6 أفراد ولكن المبلغ لم يفي لإتمام المسكن غرفة ومطبخ ورغم أنه بذل مجهود إضافي بمبلغ ألف دينار نصفها  ديون ولكن لم يتمم مسكنه وبقى دون ليقة وأبواب مستعملة قديمة. ويذكر لك هذا المواطن بأن غيره بعد عامين في 2001 منحه الصندوق 2626 خمسة آلاف دينار لبناء مسكنه وشتان بين 2000 و5000 دينار والفرق واضح والصندوق هو الممول للسكن لماذا هذا التمييز بين مواطن وآخر… وبدون تعليق والمواطن ما زال يأمل أن يمده الصندوق ببقية المبلغ ثلاثة آلاف دينار ويحلم بذلك.

أما الشاب السابع عشر فهو يروي قصة بناء الملعب الرياضي للشباب بالحجارة في إطار بناء 100 ملعب في مناطق الظل ويشير هذا الشاب بكل صراحة أن الأشغال وصلت إلى حدود 40% وتوقفت من عام 2000 ويضيف لماذا هذا الإهمال. فهل شباب الريف أقل حظوة من الشباب المتحضر.

أما الشاب الثامن عشر فهو يحكي إليك حكاية المبلغ الذي تقرضه جمعية التنمية بالحنشة وقدره 800 دينار لكل صاحب مطلب جديد ولا يتجاوز 2000 دينار للشاب الذي تعامل مرار مع جمعية التنمية. ويقول أنه من المفروض أن يتطور القرض إلى 2000 دينار في البداية ليصل إلى 5 آلاف دينار في المرار المتوالية وأن يكون الفائض 3% عوضا عن 5% ومدة الإمهال 8 أشهر عوضا عن شهرين وأن يشمل القرض شبان مناطق الظل قبل غيرهم وأنا أشاطره هذا الرأي وأقول أن الأولوية لمناطق الظل وحدها أما بقية الأصناف والموظفون فلهم أبواب أخرى للقروض ومن المنطق أن تحظى مناطق الظل بكل العناية، والحنشة بها حوالي 5 مناطق ظل تدخل فيها الصندوق أعوام 97 و98 و99 و2000 وهي الحجارة والبطاطحة وبئر الشعبة وحنشة الغابة ومنطقة خامسة أولاد عيشة هذه المناطق لها الأولوية المطلقة في إسناد القروض من الجمعية مع مزيد المرونة في آجال القرض والتمديد في تسديده ومضاعفة المبلغ مرتين ونصف وتجديد أعضاء الجمعية مرة كل خمسة 5 أعوام لدعم المشاركة الفاعلة والشفافية الكاملة في المعاملة وطريقة السهر على نشاط الجمعية بروح عالية.

أما المواطن التاسع عشر فقد أثار موضوع فك العزلة بين الحجارة والجم عبر الطريق المعروفة بهنشير عاشور القصبة حيث أن هذا الطريق الرابطة بين الحجارة والجم طولها 8 كلم تم تعبيد 4  كلم منها الجم أولاد خلف الله. وذلك سنة 2000 وبقي حوالي 4 كلم من أولاد خلف الله إلى الحجارة وتهم 3 مناطق أولاد كشو وأولاد بريك التابعين لمعتمدية الجم والمنطقة الثالثة عمادة الحجارة  التي تظم قرى الحجارة والبطاطحة والرواضي وأولاد عمر: قرابة 6500 نسمة وفي المعلوم أن الطريق السيارة الرابطة بين مساكن وصفاقس تشق هذا الطريق المشار إليها وقد شرع المقاول المكلف بجزء من أشغال الطريق السيارة في بناء الجسر في الطريق المذكور والذي يشير المواطن المناضل الطاهر حمودة إلى تعبيده ومسافته 4 كلم كما أشرنا وكنا طالبنا بتعبيده سنة 1998 عن طريق صندوق 2622 ولكن تعذر ذلك قبل إنجاز قسط منه عام 2000 بإذن من سيادة الرئيس عندما زار ولاية المهدية وأنا أظم صوتي لمقترح المواطن الطاهر حمودة وألح في التأكيد على تعبيد المسافة الرابطة بين الحجارة وأولاد خلف الله لفك العزلة بين منطقة الحجارة ومنطقة الظل ومدينة الجم وبذلك يتم ربط شبكة الطرقات وفك عزلة مناطق الظل خاصة والطريق السيارة لا تعبد على الحجارة إلا بنحو كلم واحد.

أما قصة وإقتراح المواطن رقم عشرين فهو يلح ويأكد ويقترح على وزارة التربية والتكوين الإسراع بإقرار مدرسة إعدادية بالحجارة وإمكانية تحويل المدرسة الإبتدائية إلى مدرسة إعدادية ومن المعلوم أن منطقة الحجارة تبعد على الحنشة بنحو 24 كلم وبعض التلامذة من الحجارة إنقطعوا عن التعليم في سن مبكرة نظرا للبعد وعدم مقدرة أوليائهم بتسديد مصاريف التنقل والمبيت وغيرها ومن الضروري الإسراع بإنجاز المدرسة الثانوية الإعدادية في موسم 2007 – 2008 ولا يمكن السكوت أو تأجيل هذا المقترح لعام آخر وعلى وزارة التربية والتكوين في النطاق المركزي أن تعطي الضوء الآخر للإدارة الجهوية بصفاقس قصد تحقيق الرغبة وإنجاز المشروع والحلم وتجسيم طموحات المواطنين كما تجسمت وتحققت عدة مشاكل أخرى منها المدرسة الإبتدائية وعديد المشاريع بفضل عناية سيادة الرئيس الذي راهن على تطوير منطقة الحجارة وفك عزلتها والأمل الآن على مزيد تطويرها وإضافة مشاريع أخرى وهذا شأن التطور والطموح الشرعي.

أما الشاب الواحد والعشرين فهو يؤكد ويلح على إتمام دار الشعب التي أنجزت بفضل المجهود الوطني والشعبي والوعي الوطني وهي ميزة لأهالي الجهة. وقد وصلت إلى نسبة 50% بناء وسقف ومساحتها حوالي 12 م2 16 على 12 ويمكن إستغلالها دار للشعب أو تخصيصها وإنجازها  كنواة لمدرسة إعدادية جديدة. هذه بعض الخواطر والمقترحات والآراء نقلتها بواسطة  موقع الأنترنت العالمية تونس نيوز كما نشرت سابقا عديد الخواطر والمقالات  والآراء عسى أن تجد الإهتمام والعناية والرعاية والآذان الصاغية من طرف المسؤولين. قال الله تعالى:«  وتعيها آذان واعية«  صدق الله العظيم.

 

ملاحظة هامة: إن دور الإنترنت أصبح دور هام وفاعل على مختلف الأصعدة والمستويات والإعلام الإلكتروني أصبح حاسم وفاعل ومفيد ومحل إهتمام كل الساسة في العالم فضلا على أهل الدار في تونس.  

محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري


 

الامام القدوة مالك بن أنس رضي الله عنه  (الحلقة 3)

 
عبد الحميد الحمدي إن الغوص في هذا البحر الذي لا ساحل له من العلم, أمر يكاد يكون مستحيلا. لكن ونظرا للضرورة الملحة هذه الأيام بعد انتشار الفتن, وشيوع الآراء والأفكار والمذاهب والفتاوى الإقصائية التي تحمل بين سطورها تشكيكا في تراث الأمة, فقد رأيت من الواجب الشرعي, التصدي لهذه الظاهرة الغريبة على مجتمعاتنا المغاربية التي عاشت منذ فجر الإسلام بسلام بعيدة عن هذه الطائفية المرعبة التي تأسست على الحقد والبغض. ومن وسائل التصدي في رأيي لهذه الإ نحرافات, التذكير بأئمتنا العظام الذين صانوا دين هذه الأمة ونقوا ما فيه من شوائب ومدسوسات. ولسائل أن يسأل: ما تقوله صحيح, لكن من يحمل على عاتقه هذا التوجه, لا بد أن يكون متخصصا.. وهذا حق طبعا, لكن الدفاع عن دين الله لا يحتاج إلى تخصص, بل من حق « طويلب » علم مثلي أن يدلي بدلوه قدر المستطاع, ففي الأثر « بلغوا عني ولو آية « ، خاصة وكما يشهد القارئ أنني لم أتطرق إلى قضايا لها علاقة باجتهاد أو فتوى, كل ما أقوله يغلب عليه السرد التاريخي المجمع عليه بين أكثر الأمة, وما شذ عن ذلك الا القليل الذي يحفظ ولا يقاس عليه, لذلك أعتذر للأخوة القراء على هذا التطفل المدفوع بحسن النية والله على ما أقول شهيد. أعود من جديد إلى إمامنا الكبير بعد أن تعرضت أمس إلى مولده ونسبه, لأتناول اليوم طلبه للعلم وشيوخه وتلامذته . حظي الإمام مالك بعقل وذكاء لم يحظ بهما أحد في زمانه, فقد كان إذا قدم على شيخه ربيعة يقول: جاء العاقل. وقال ابن المهدي: ما رأت عيناي أحدا أهيب من هيبته, ولا اتم عقلا ولا أشد تقوى ولا أوفر دماغا من مالك. وقال هارون الرشيد رحمه الله في حقه: ما رأيت اعقل منه, واتفقوا على أنه اعقل أهل زمانه, و فهمه خارق, وحفظه فائق. حرص كل الحرص على اختيار شيوخه, واستفاد في ذلك من توجيه والديه. ومن شيوخه الذين تلقى العلم منهم, نافع مولى ابن عمر وهو أثبت من روى عنهم, ومحمد بن شهاب الزهري, ويحيى بن سعيد الأنصاري, وهشام بن عروة بن الزبير, وزيد بن أسلم, وربيعة بن أبي عبد الرحمن, وحميد الطويل, وأبو حازم سلمة بن دينار وغيرهم ممن يصعب حصرهم . ومن المفارقات العجيبة التي تدلل على عبقرية هذا الرجل, أن بعض أساتذته كابن شهاب الزهري ويحيى بن سعيد ويزيد بن عبد الله, أتوه لما اشتد عوده واصبحت له حلقة للعلم, يأخذون عنه العلم وهذه نادرة غير مسبوقة, قال رضي الله عنه « كل من كتبت عنه العلم ما مات حتى جاءني يستفتيني ». أخذ عن مالك من الطلبة جم لا يحصى, وقد ألفت في ذلك الكتب, منها ما ألفه الخطيب في الرواة عنه. أورد أن طلاب مالك الف رجل الا سبعة, ومن مشاهيرهم, الامام الشافعي ومحمد بن ابراهيم بن دينار, وابن ابي حازم والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي وابن القاسم وأشهب ويحيى بن يحيى الليثي الاندلسي راوي الموطأ, وغيرهم كثير…قال الدارقطني: « لا أعلم أحدا تقدم أو تأخر إجتمع له ما اجتمع لمالك ». كان مالك يجل العلم والعلماء, وإذا أراد أن يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه توضأ وتطيب, ومما يروى عنه أنه كان لا يركب الدابة في المدينة احتراما لقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم . حظي إمام دار الهجرة بهيبة لم يحظ بها ملك ولا سلطان, فقد قال عنه الواقدي: « كان مجلسه مجلس وقار وحلم وكان رجلا مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت, اذا سئل عن مسألة أجاب سائله بتواضع واحترام » . ومما يروى عن هيبته التي أكرمه الله بها أنه اجتمع مرة بالخليفة ابي جعفر المنصور, وهو على فراشه واذا بصبي يخرج ثم يرجع فقال له : أتدري من هذا؟ فقال لا, قال ابني يفزع من هيبتك. ذكر بعض المؤرخين, أن مالك لم يثبت أنه غادر المدينة لغير الحج, ويرجع الرواة ذلك إلى سببين … 1 ـ السبب الأول يكمن في أن المدينة المنورة آنذاك كانت ملتقى لعلماء ومفكري المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها لأن الكل يقصدها لزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم , فهي القبلة العلمية لطلاب العلم. 2 ـ السبب الثاني هو أنه كان المدينة وقتها طابع مميز في الفقه الإسلامي, يعرف بمذهب أهل الحديث، أي أن أهل طيبة الطيبة بقوا على المعين الصافي الذي تركهم عليه المبعوث رحمة للعالمين, فلم يتأثروا بموجة الفرق المنحرفة الزاحفة من كل مكان, واستطاع فقيه دار الهجرة أن يلعب دورا رياديا في الحفاظ على تراث محمد صلى الله عليه وسلم من أن تمتد له يد التخريب والتزوير والزندقة, وبهذا فاز بإمامة دار الإسلام في المدينة ولقب بفقيهها. شهد الإمام مالك كما بينت في ما سبق من قول, تحول الدولة الإسلامية من أموية إلى عباسية, وعاصر الصراعات السياسية التي رافقت ذلك التحول, فرفض أن يزج بنفسه في تلك المعارك الخاسرة, وان ادعى طرف ما أنه الغالب, يكفي أن تكون بين مسلمين, فهي علامة على خسارة الجميع, والذين يوقدون نار الحرب هذه الأيام, أنصحهم بقراءة صادقة ومتجردة للتاريخ, فالتاريخ لا يرحم صناع الفتن حتى وإن تغطوا بعمامة الدين. وأما حكمي الحاد على الدولة الأموية كما قال لي بعض الأخوة أمس, فردي عليه أنني فيما كتبته لم أغفل الوجه الحسن لهذه الخلافة, فالأمويون رغم ما قيل فيهم, فعهدهم شهد ثورة علمية هائلة, وفي أيامهم فتحت بلدان كثيرة, استضاءت بنور الإسلام الخالد, وهو ما أضاف للدولة مهابة وقدرا بين الأمم, لكن تحفظاتي, جاءت من باب معاملة الدولة الأموية القاسية لآل بيت رسول الله. لا يمكن أن يغفر المسلمون للآمويين, اعتداءهم واجرام بعضهم في حق هذه الشجرة الطاهرة. وأنا هنا لا أعمم وإنما أقصد الظالمين منهم فقط « ألا تزروا وازرة وزر أخرى  » آية 28 سورة النجم . وهذا الرأي ليس مجاملة للشيعة كما يخيل للبعض, معاذ الله, فالسنة هم المحبون الحقيقيون لآل البيت, ولا فرق عندهم بين أحد وآخر من آل رسول الله, كلهم من الطاهرين كما أخبر الله سبحانه وتعالى « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ». أما أولئك الذين يفرقون بين أبنائه عليه الصلاة والسلام وأبناء أعمامه وزوجاته الطاهرات فهم مخطئون ولا شك. ثم إن من نفذ أمر اليزيد بقتل الحسين عليه السلام, أوليس هم أهل الكوفة من الشيعة الذين خذلوه وتآمروا عليه فقتلوه رضي الله عنه, لعن الله وقبح من أمر ومن نفذ إلى يوم الدين. وللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 


 

رد على السيد عبد الباقي خليفة

 

ان المتأمل في العنوان الذي اخترته لمقالك كان يمني النفس بان يجد ضالته فيما يخص المقصود بمصطلح ظلمات اليسار          و لكن و هذا الأكيد يصاب بخبية امل مريرة عندما يجد ان ما وقع تسبيقه ضمن العنوان (ظلمات اليسار ) و هو ما يعد من قبيل الموقف المجاني لا ينال حظه سوى بهذه الفقرة « وهناك من تغلب على عقده وعاد للاسلام ، وهناك من حمل أوزاره السابقة ليحارب الاسلام من فوق أرض و ايديولوجية أخرى تحاربه و تناصبه العداء ، أي الانتقال من ( الاشتراكية العلمية ) و( صراع الطبقات ) و ( الحتمية التاريخية ) و( الديالكتيك ) و( العنف الثوري ) وغيرها من المصطلحات الغابرة إلى ( اليوسوعية )                و  » الصليب ) و  » صلب المسيح « و  » القس بيار  » والام تيريزا  » … «    .

اوجه كلامي لكاتب المقال سمعنا جعجعة من خلال العنوان و لم نرى طحين من خلال المضمون فهذه الفقرة التي اوردتها اعلاه فاقدة لكل عناصر المصداقية و الأمانة العلمية و الصحفية بإعتبارك لم تذكر مصدرا او مثالا لهذا التمشي (و هو ما يندرج ضمن ما يسمى بإلإثارة المجانية التي تسعى الى الإنتفاع باللبس و الخلط الذي يخلقه العنوان لدى المتلقي خاصة إذا لم يتمعن جيدا في مضمون المقال) بل اضيف هب ان فلانا بعدما ان كان ينادي بـ ( الاشتراكية العلمية ) و( صراع الطبقات )   و ( الحتمية التاريخية ) و( الديالكتيك ) و( العنف الثوري ) اصبح من « مريدي » اليسوع هل يكفي هذا لنعت الفكر اليساري العلمي  بالظلمات و هو منه براء بل أزيد هل من عاد الى الإسلام (حسبما ورد ضمن مقالك) يمكن ان نحاسبه على ماضيه  و على قناعاته السابقة ام نصفح له ما تقدم و ما تأخر من غيه بل هل ان من اتخذ من الفكر اليساري فكرا بعد ان نشأ ضمن بيئة إسلامية له الحق بان ينعت الإسلام بالظلمات اضف الى ذلك ان كل معتنقا للفكر الاشتراكي العلمي يصنف الأديان في بوتقة واحدة و لا يفرق بينها فإن عاد الى احدها فبحسب يقينه و قناعاته و ليس العبرة بماضيه و محيطه(و لن استشهد باي شيء… )و لكن ما غلب على موضوعك بنسبة 99.9999999/100هو صراع الأديان فيما بينها وصراع الطوائف ضمن الدين نفسه و اليسار و معتنقيه منه براء (هل لك تفسير لإستشهادك بما وقع في وراندا و يوغسلافيا و المانيا وإسبانيا   و الجزائر وبقتل 112 مليون من الهنود الحمر و بعودة  بعض الساسة الغربيين مجددا للاشجار  واليسار ) .

ذكرت ما يلي : أريد أن أناقش ما ذهب إليه أحدهم من إشادة بالصليب والصليبيين ،والغمز بالاسلام والمسلمين على طريقة الغبي المتذاكي . هلا أفصحت عن من تعنيه بكلامك ليكون لك حجة لا ان يصبح لك مصدر شك وريبة .

ملاحظات فقط :لن اخوض في صراعك الطائفي مع الشيعة و لن اخوض في ماهية استشهادك بمثال صدام حسين و لن اساهم في نقاشك في التاريخ الصليبي و محاكم التفتيش فهذا شأن لا يعنيني و لكن اجبني صراحة من انتصر الى  غارودي عندما نشر كتابه حول اكذوبة المحرقة اليهودية ……أليس هو القس بيار عندما خرست جميع الألسن و من ضمنها من تستشهد بهم   و هم من خاصتك  الذين يعيشون عيشة الرفاه في بلاد اليوسوعية ) و  » الصليب ) و  » صلب المسيح « و  » القس بيار  » والام تيريزا  » … «    و المقصود بها فرنسا و انقلترة…..

هل ان ما يحدث في العراق و حدث قبله في إيران وباكستان و في تاريخ الدولة الأموية و العباسية حجة على المليار ونصف المليار من المسلمين اما لا.

هل لك فكرة عن المرجعية الفكرية اليسارية للاهوت التحرير في أميركا اللاتينية ليتسنى لك الإستشهاد بهم .

 

لاشين حيدر

 


 

بسم الله الرحمان الرحيم

« … يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابــــــــــا »

لماذا الإستغراب أيها السادة من إفتراءات المدعو » بسيس » وهو من عودنا منه الكذب على الهواء. أم عساكم نسيتم إصراره على الكذب أثناء دفاعه على الهواء عن ولي نعمته بن علي بانه لم يطبع قط مع العدو الصهيوني نافيا أن يكون علم الصهاينة قد لاح من طائرة ابن تونس البار قاتل الاطفال « شالوم »أثناء نزوله بالتراب التونسي للمشاركة في قمة المعلومات.

ثم نشرت على النات صورة واضحة للطائرة تكذب ما زعمه و قد كنت متأكدا أنه سيستحي من فضيحته و سيرعوي إن لم يقدم إعتذارا لكل ملايين الشاهدين على كذبه. ولكن خاب ظني إذ لم تكن تلك الكذبة الاولى في رصيده بل هو متعود . وما ساءني في الموضوع ليس الكذب في حد ذاته بل عدم احترامه لعقول وحواس ملايين المشاهدين فهي لعمري إهانة لنا جميعا ولكن » إذا لم تستح فاصنع ماشئت »

إذن لا تاس أخي  عبد الباقي لافترائه عليك فكل إناء بما فيه يرشح واعلم أنه لن ينتهي عن ذلك ولن يعتذر ما دامت كما يقول المثال التونسي « رجليه في الركاب » ولكن سوف تراه عندما يكبو فرسه فسوف يسارع بركوب الفرس الخليفة ليبقي رجليه دائما في الركاب ولكن هيهات فالتاريخ لا يرحم وقد يكون الفرس القادم له بيادقه عندئذ سيكون بيدقا وحيدا منبوذا وسيحاسبه التاريخ عن كل ما كتب وما فعل .

لن أطيل أكثر لان الموضوع برمته جلي ولكني اود أن اختم بحديث نبوي شريف شديد الخطورة لمن له قلب : »…ولا يزال المرء يكذب ويتحرى الكذ ب حتى يُكتب عند الله كذابا »

أبو أنيس- تـونس

 

أورتيغا يتخلى عن خطابه الثوري

 
توفيق المديني –
بعد أن قضى ست عشرة سنة في صحراء التيه مقصيا عن السلطة، ها هو القائد الثوري وزعيم الجبهة الساندينية السابق دانيال أورتيغا البالغ من العمر 61 عاماً، الذي قاد ثورة شعبية للإطاحة بنظام الديكتاتور أناستا زيو سوموزا عام 1979 الموالي للولايات، يستعيد كرسي الرئاسة في نيكاراغوا الذي فقده في عام 1990، بعد أن أدى اليمين الدستورية يوم الأربعاء 10 كانون الثاني الحالي. في حفل التنصيب لرئاسته الثانية، استمع الرئيس أورتيغا لخطب صديقيه هوغو شافيز وإيفو موراليس، رئيسي فنزويلا وبوليفيا بالتناوب، اللذين جاءا لحضور حفل التنصيب وما انفكا يتغنيان بالحديث عن الاشتراكية، وكوبا، والثورة الساندينية، وتحرير أميركا اللاتينية، بينما هو لم يقل ذلك في خطابه إنه يمتنع عن التفكير في هذا الخطاب، وما يتخلله من طلقات إيديولوجية إنذارية. فلا يوجد في خطابه أي إشارة للحنين الثوري. ولم يعد النشيد الثوري للجبهة الساندينية للتحرر الوطني (اليسار) هو الذي يعزف في المهرجانات الشعبية التي كان يقيمها دانيال أورتيغا، بل النشيد السلمي لجون لينون. فمع بلوغه الواحدة والستين ها هو أورتيغا يقدم لنا صورة جديدة. لقد اعتدل وانفتح. خلع الكاكي، لبس الأبيض. ورفع شعارات « السلم والحب والوحدة » ومد يده الى خصوم الأمس داعياً الى « المصالحة ». وتخلى عن قدر كبير من المرجعية الماركسية، والتشدد الاقتصادي والاجتماعي الذي كان يميزه، ويستشهد بمقولات المسيح وتصريحات البابا جان بول الثاني ضد الرأسمالية المتوحشة. ولتأكيد حرصه على المصالحة الوطنية، اختار أورتيغا المرشح معه لمنصب نائب الرئيس من كان يوماً أحد ألد أعدائه، وهو خايمي موراليس الذي كان ناطقاً باسم « الكونترا ». كما تصالح أورتيغا مع الكاردينال القوي ميغال أوباندو، أحد أعدائه الرئيسيين في عقد الثمانينيات. في خطابه الأخير، انتقد أورتيغا النيوليبرالية والرأسمالية المتوحشة، التي لم تخرج بلاده من وحل الفقر، بل زادت من حدة الأمية التي أصبحت متفشية بالقياس الى عهد الثمانينيات عندما كان في السلطة. ولفظ دانيال أورتيغا عشر مرات « يجب إخراج نيكاراغو من البؤس » فالأرقام التي تتحدث عن الفقر المدقع تبدو كارثية: هناك نيكاراغوي واحد من أصل إثنين يعيش بدولار واحد يومياً. لم يبق من الثورة الساندينية سوى ذكرى النضالات التي أدت في 17 تموز 1979 الى سقوط الديكتاتور أناستازيو سوموزا، والمرارة تجاه الولايات المتحدة، وعدوانها من خلال أدواتها من الثورة المضادة، والطعم المر للهزيمة الانتخابية في عام 1990 في نيكاراغوا المرهقة بالحرب والجوع، ثم ويلات السياسات النيوليبرالية التي فرضتها الحكومات التي تعاقبت منذ ذلك الوقت. فهل سيوقف عودة أورتيغا الى الرئاسة هذه الدورة المشؤومة؟ وهل سيتمكن من وضع حد للفوضى الاجتماعية التي تدفع عشرات الآلاف من النيكاراغويين الى المنفى؟ كانت نيكاراغوا في عقد الثمانينيات من القرن الماضي مختبراً مركزياً لعقيدة رونالد ريغان القائمة على خوض الحرب الباردة ضد « امبراطورية الشر » ممثلة بالاتحاد السوفياتي، والقضاء على حركة التحرر الوطني في بلدان العالم الثالث. ففرضت واشنطن الحرب على الرئيس السابق لنيكاراغوا طيلة المرحلة الممتدة من 1985 ولغاية 1990، وهي مرحلة الحرب بين الساندينيين وعصابات « الكونترا » الممولة والمسلحة من قبل واشنطن والتي راح ضحيتها 30000 قتيل. ويعيش نصف سكان نيكاراغوا في المناطق الريفية. ومع أن الحكومة تهتم رسمياً بالفلاحين، فإن سياستها الاقتصادية لديها أهداف أخرِى: فتح الحدود، المنافسة الدولية بفضل زراعة تصديرية، واستثمارات أجنبية في المناطق الحرة. وحسب الإحصائيات الرسمية، يشكل المهاجرون النيكاراغويون 500 ألف، هاجر معظمهم الى الجهة الأخرى من نهر سان خوان الحدودي مع كوستاريكا، و300 ألف موزعين في أماكن أخرى، أي حوالي 14 في المائة من السكان. ويعمل الكثير من سكان نيكاراغوا كعمال زراعيين في مزارع الموز والبن والسكر والليمون الكوستاريكية. لقد لجأ النيكاراغويون تاريخياً الى جارهم في الجنوب هرباً من فترات العنف، ومن حكم سوموزا الديكتاتوري، أو حتى من حرب الثمانينيات. لكن مع بداية التسعينيات أصبحت الهجرة الاقتصادية، هجرة من أجل البقاء على قيد الحياة. وتجد الحكومة فائدة حقيقية في هذه الهجرة، لأنها تخفف من وطأة الضغط الذي تسببه البطالة، إضافة الى أن عمليات تحويل أموال المهاجرين تسهم في إطلاق عملية النمو في نيكاراغوا، حيث تظهر المعطيات على الأرض أن الأموال المنقولة التي تبلغ قيمتها 990 مليون دولار ـ أكثر من قيمة صادرات البلاد ـ تستخدم بشكل خاص للتخفيف من عبء الحياة اليومية لشعب على شفير الهاوية. وتظهر نيكاراغوا بحروبها وعدم استقرارها المزمن كبلد غير ناضج ومحكوم عليه بالفقر. ويجمع المحللون الغربيون أن إدارة الرئيس بوش تخشى من أن تقود عودة أورتيغا الى سدة الرئاسة الى تعزيز المحور المعادي للولايات المتحدة الأميركية المتشكل من فيديل كاسترو (كوبا) وهوغو شافيز (فنزويلا) وإيفو موراليس (بوليفيا). لأن عودة أورتيغا كما قال تشافيز هي دليل إضافي على أن « أميركا اللاتوينية لم تعد الحديقة الخلفية للامبريالية ». وأضاف قائلاً: « ساندينو يعود من أجل نيكاراغوا »، وذلك في إشارة الى الثوري أوغوستو ساندينو الذي قاد ثورة ضد الولايات المتحدة في العشرينيات. (المصدر: المستقبل اللبنانية 31/1/2007 )


 

الإخوان بين الحظر الرسمي والنجاح الإعلامي

 
عمرو مجدي-القاهرة اتفق خبراء على أن عدم امتلاك الإخوان في مصر لصحيفة أو منبر إعلامي يعبر عنهم -رغم كونهم تيار المعارضة الرئيسي- يشكل مفارقة كبيرة، ورأوا أن هجوم الإعلام الرسمي على الإخوان يشكل أحد أهم أسباب نجاحهم، كما ذكر بعضهم أن الإسلاميين نجحوا في استخدام الإنترنت مساحة بديلة. وبينما يستمر وقف إصدار صحيفة آفاق عربية التابعة لحزب الأحرار التي كان يستأجرها الإخوان، تعرض الموقع الإنجليزي للجماعة لمحاولات للحظر في الفترة الأخيرة. نتيجة عكسية صفوت العالِم أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة رأى أن الهجوم الإعلامي المكثف على الإخوان في الصحف القومية والتلفزيون ينشر قضاياهم على نطاق أوسع، « حيث يخلق مناخا من التساؤل لدى المشاهد حول غياب الرأي الآخر، فيذهب للبحث عن ردود في الفضائيات والصحف الأخرى، بغض النظر عن اتفاقه أو اختلافه مع الجماعة ». وذكر في حديث للجزيرة نت أنه « إذا كانت هذه سهاما توجه لتيار الإخوان، فإن الرأي العام قادر على توجيه قاذفة للحكومة بتعاطفه مع الجماعة »، مضيفا أن سياسة الصمت هي الأنجح إن شاء النظام أن يقلل من حجمهم. وفي السياق أشار المحلل السياسي الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية ضياء رشوان إلى أن منع الإخوان من امتلاك صحيفة هو جزء من الحظر العام عليهم. وأكد للجزيرة نت أن سياسة الحظر لم تعد مجدية، موضحا أن « هناك وجودا إعلاميا قويا للإخوان، أهم أدواته ليس الإخوان وإنما خصومهم، من خلال مهاجمتهم في مانشيتات يومية بحق أو بغير حق، لكن في النهاية لولا هذه الصحف لما عرف الناس أخبار الإخوان ». الإنترنت بديلا ضياء رشوان اعتبر منع امتلاك الإخوان لصحيفة جزءا من الحظر عليهم (الجزيرة نت) من ناحية أخرى أكد رشوان صحة ما أوردته بعض التقارير من احتلال الإسلاميين موقع الصدارة على الإنترنت، مضيفا أن هذا لا يرجع لحظرهم فقط، « فالإسلامييون أدركوا أهمية هذه الأداة مبكرا، وأهمية القطاع الذي يستخدمها وهو الشباب، وكانوا من السباقين في الحركات السياسية لجوءا للإنترنت ». وعن حظر السلطات لموقع الإخوان الإنجليزي (إخوان ويب) قال مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد إنه من اللحظة الأولى لحظر الموقع استطعنا دخوله من بعض الشركات، وهذا التخبط يوضح صعوبة الرقابة أو الهيمنة على الإنترنت. وذكر أنه في مقابل حظر موقع واحد تظهر 10 مواقع أخرى تنشر فكر الجماعة. العنصر البشري
أما رئيس تحرير الموقع الرسمي للجماعة (إخوان أون لاين) عبد الجليل الشرنوبي فأشار إلى أن سببا آخر وراء نجاح الإخوان إعلاميا يكمن في أنهم لا يعتمدون الوسائل المملوكة قدر اعتمادهم على الاتصال والتواصل مع الوسائل الإعلامية المختلفة، مؤكدا أن « العنصر البشري هو الأهم في المعادلة الإعلامية وهو ما يمتلكه الإخوان ». ونفى للجزيرة نت وجود أي صفقات تشتري الجماعة بموجبها عدة صفحات في بعض الجرائد المستقلة والمعارضة. وأضاف أن الصفقات الوحيدة للإخوان كانت صريحة ومعلنة، مع آفاق عربية وقبلها جريدة الشعب من خلال عقود مبرمة بين الإخوان ورؤساء تحريرها، ولم تكن تلك الصحف مملوكة للإخوان صرفا. وأوضح أن هناك صحفا ترى جزءا أصيلا من توزيعها يعود لتنوع قرائها، وبالتالي فإنها تحرص على التنوع ليضمن إرضاء الأطياف المختلفة من القراء. واستبعد رشوان إصدار الإخوان لصحيفة في الشهور التالية « حيث تمر البلاد بأزمة سياسية كبيرة »، واتفق معه الشرنوبي قائلا إنه « من المستحيل أن يصدر الإخوان صحيفة في ظل مساحة حرية افتراضية على الهامش يستطيع النظام إلغاءها في أي وقت ». لكن العالم لم يستبعد « ظهور قنوات هنا أو هناك تحت غطاء رجال أعمال أو غيره لتعبر عن الإخوان ». (المصدر: موقع « الجزيرة.نت » (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 فيفري 2007)

رسالة اللقاء رقم ( 15 ) سُنتنا وشيعتنا ووجوب الخروج من التاريخ

د. خــالد الطــراولي* ktraouli@yahoo.fr يروي أحد الوجهاء المعروفين في العراق من غير المسلمين، أنه بعد محاورات ولقاءات مع بعض أصدقائه المسلمين العراقيين، اقتنع بالإسلام وقبل دعوتهم وأراد الدخول في دينهم… ولما وقف في حفل مشهود لإشهار إسلامه بحضور كل الطوائف وطلب منه التلفظ بالشهادة، ولما عزم على ذلك، أوعز إليه أهل السنة بالتوقف عند ذكر محمد رسول الله، بينما ألزمه الشيعة إكمالها بالشهادة بأن عليّا وليّ الله! وكثر الضجيج والصياح بين الطرفين وأخذ كل طرف يؤكد على صحة روايته ونقص رواية الآخر ونسى الجميع أخانا وكثرت المحاجاة والمناظرة، فانسل صاحبنا من المجمع تاركا الناس وغوغائهم وصخبهم والدين وشأنه وأهله! استُدعِيَ التاريخ فجاء بجحافله كلها وزواياه الرمادية والمظلمة، وحضر معه الوعي المنقوص والتدين المغشوش والنظرة السطحية والتمسك بالقشور، وغاب ترتيب الأولويات وفقه المرحلة وارتجت الأخلاق ومنظومة القيم وغابت المساحة وتقلصت الجغرافيا وحملت معها طوابير التعقل والتدبر والاستراتيجيا! هذه القصة وأمثالها كثير، تعطي الخيط الحريري ومربط الفرس للأزمة الطائفية في العراق رغم تعقيداتها ودخول أطراف متعددة إقليمية ودولية ومحلية بأجنداتها وحسابات الضيقة والموسعة، زيادة على وجود احتلال نال من العراق وحال دون استقراره وأمنه… وأصبحت الطائفية تقود الحاضر العراقي ومعركة وجوده متجاوزة كل الخطوط الحمراء وسقط الإنسان ومعه حقوقه، وخرج علينا مارد من أعماق أعماق التاريخ، ظنناه ميتا وظنه البعض نائما فأيقظوه فكانت الفتنة وكان البوار! الحالة العراقية لم تعد محلية ولا حتى إقليمية ولا حتى دولية ولكنها دخلت المشاعر والعواطف وضربت موطنا في المخيال الإسلامي عموما والعربي خاصة. لم يكن الحديث عن طوائف المسلمين لدى عامة الناس محل حديث يومي أو أمسية شعرية أو لقاء أسري، لم يعرف العديد تقسيمات تاريخهم الصعب إلا من خلال دراسات مختصة أو دردشات متقدمة جمعتها جامعات وندوات ضيقة ولم تتعدى أعتاب هذه الملتقيات وانحسرت غالبا في مجموعة بحاثة وعلماء…لم ينتبه بعض العامة إلى أنهم ينتسبون إلى مذهب ديني يختلف عن البعض الآخر إلا لما رأوا بعضا من المتطرفين يحملون في يد قرآنا كريما وفي اليد الأخرى سيفا أو مسدسا ويرفعون لافتة كتب عليها بخط عربي أصيل نحن سنة مسلمون وما سوانا باطل كافر، تقابلهم في المرآة نفس الوجوه ونفس الحالة ونفس الكتابة مع بعض التغيير البسيط.. نحن شيعة مسلمون وما سوانا باطل كافر… كانت الثورة الإسلامية في إيران ثورة كل المسلمين، وكانت المقاومة اللبنانية مقاومة كل المسلمين، وكانت النجاحات أو الانتصارات هنا وهناك انتصارات ونجاحات كل المسلمين، لم يخطر ببال العامة من الناس أن أمامهم دولة شيعية ومقاومة شيعية، لم ينظر أهل الديار إلى أن الإمام الخميني كان فقيها شيعيا وأن نصر الله زعيم شيعي.. لم تهتم العامة ولا حتى الكثير من الخاصة وهي عالمة بذلك بهذه المرجعية، كل همها أن الجميع ينتسب إلى هذا الصرح العظيم الإسلام! وأن هؤلاء الشخصيات ليسوا زعماء إيران أو لبنان ولكن زعماء أمة… تبحث عن الوقوف من جديد، تبحث عن كرامة مهزوزة وتريد استعادة مجد الأجيال. كان حلما جميلا لعله لم ينته تماما، ولكنه ارتج كله وسقطت بعض أطرافه في انتظار السقوط النهائي لا قدر الله، أو الترميم وإعادة البناء من جديد… كان المشهد جميلا  تبرز على أطرافه أشجار باسقات تحمل ثمارا رطبة وطيبة تؤتي أكلها ولو بعد حين..،غير أنه سرعان ظهرت كأوراق خريف صفراء تتسارع للسقوط لتظهر الصورة عارية بدون مساحيق أو رتوش… أفاضت الحالة العراقية سمومها وتأثيراتها على المخيال الفردي والمجتمعي خارج حدودها ورجت قناعاته وأيقظت العديد من الكوابيس والشياطين النائمة في كتب صفراء فاقع لونها لا تسر الناظرين، يعلو أطرافها الغبار من كل ناحية ولا ترتاح النفس إلى لمسها أو تنحية ما علق بها من رماد.. فبرزت علينا خنادق حسبناها من ورق خفيف… قتل على الهوية، سيارات مفخخة داخل الأسواق والأماكن العامة، اغتيالات للعلماء وقتل للنساء والشيوخ والأطفال، تفجير لأماكن العبادة، إجهاز على المرضى والجرحى في المستشفيات، تهجير للأسر وإفراغ البيوت والأحياء من أهلها، تشريد خارج الوطن، تفنن في التعذيب حيث اكتشف العالم ثقوب الرأس بالآلات الحادة والمثاقيب، أقوال وأفعال وأهوال يندى لها الجبين وتجعل الولدان شيبا…ثم جاء مقتل الرئيس السابق في يوم عيد وعلى ترانيم طائفية مقززة ومرعبة استفزت المشاعر والوجدان لتزيد المشهد ظلمة والخندق اتساعا وتقتلع ما بقي من جسور. خرج المارد من قمقمه وعبر الحدود واستوطن العقول والمشاعر والعواطف وظهرت العداوة بين طرفي الأمة، واستدعِيَ التاريخ من دهاليزه المظلمة، واعتبر البعض أن بني أمية لم يزالوا يسكنون الشام، وان أحفادا لهم يحملون تبعاتهم، فالثأر الثأر للحسين رضي الله عنه ولو من حفيد الجيل المائة!!! وحمل الطرف المقابل معوله واعتلى صولة جواد جند الشام وفيلق عمر وخرجت مقولات الروافض والتكفير والتجهيل…البعض يرى مقتل الحسين رضي الله عنه يحمله أحفاد عمرو بن سعد من أهل العراق ومن خارج العراق، والآخر يجيبه استفزازا وجهلا قتل يزيد رضي الله عنه الحسين رضي الله عنه!!! دخلت الأمة ولا شك إحدى المسارات الخطيرة التي تضرب وجودها كوحدة يتزعمها رسول واحد ويجمعها كتاب واحد وتحمل عنوانا واحدا تحت يافطة مشتركة واحدة… كان التشتت السياسي لهذه الأمة رغبة أعدائها، فكانت سايس بيكو  وحصل المحظور، ، وانقسمت إلى كيانات وتجمعات وإمارات ودول، وهي لا تزال تسعى إلى مزيد من التشرذم والتقسيم في العراق والسودان، وكأنه هذا قدرها والعالم من حولها يتجمع ويتوحد… وكان التشتت الإقتصادي عنوان تخلفها، فلم تستطع ولو ببسيط الأعمال أن تكوّن مجمعا اقتصاديا بين أطرافها ومقومات وحدتها أسهل وأيسر، من لغة وثقافة وتاريخ مشترك… لكن هذه الأصناف من التشتت والانقسام، على خطورتها، أبقت نافذة ولو صغيرة من الأمل المعلق على الوعي غير المغشوش والعزيمة الصادقة في الأجيال القادمة، وعلى تحركات الواقع الدولي وشطحاته ومصالحه. فهذه الانقسامات وإن كانت ترعاها وتدفع لها مصالح خاصة من الداخل والخارج، غير أنه تبقى تنحصر في الغالب في نخب حاكمة ومجموعات تسلط تلتقي مصالحها مع مصالح لوبيات ودول، وهي تتضارب كليا مع رغبة الشعوب وإراداتها واندفاعها نحو التحرر والتوحد والتجمع والإلتقاء، وهو ما يخفف المأساة ويفتح أنوار الأمل ولو كان من كوة ضيقة! غير إن التشتت الحالي المبني على المواجهة الطائفية، لم يبقى في إطار ضيق من نخبة وصفوة وحكومات ومسؤولين وقادة ولكنه يكاد ينزل في الإطار العام ويملأ العقول ويستوطن العواطف والمشاعر ويتنزل في وسط العامة ويصبح يافطة تحملها الشوارع والأزقة والبيوت، ويغدو عنوان وجود! وهنا المأساة وهنا مكمن الخطر الحادق ومربط الحالقة التي لا تبقي ولا تذر. لقد استند التشتت الحالي إلى المرجعيات الدينية في استدعاء التاريخ، واعتمد على الثوابت العقدية عند كل طرف، وعلى مبادئ مقدسة عند البعض ومعصومة عند الطرف الآخر، واختلطت الموازبن والتجأ الجميع إلى مسانيده ورواياته واستدعى كتبه الصفراء واستنفر أمواته وأحياءه، وظهر الزيغ عند البعض تقربا عند الآخر، والتزكية عند طرف لؤم واعوجاج عند آخرين والخير شرا والشر خيرا ، وولج البعض مناطق التحريم والتحليل والإيمان والكفر ودخل الجميع في أنفاق من سواد وظلمة عارمة…وغابت النسبية وغلب الإطلاق وسقطت الضحايا! ما العمــــل ؟ لم يعد من المجدي والفعال اليوم وغد الحديث عن مصالحة بين طرفي الأمة تستند إلى ندوات تقارب، ودعاوى أخلاقية للقبول بالآخر تعتمد على مجموعة من القيم العامة والتعويل على تفهم البعض للبعض في تميزه وخصوصياته..، لم يعد كافيا اليوم الدعوة إلى اجتماعات عامة بين الأطراف والخروج من القاعات بالتقبيل والتهليل والاستبشار المغشوش المبني خصوصا على المجاملات..، ولن يكون حلا ما يطرحه اليوم بعض الفقهاء والكتاب من لغة المصارحة والتي لن تزيد النار إلا توهجا وإيذاء وتعميق الخنادق وقلع الجسور، وهذا ما شهدته أخيرا بعض الندوات وما حفل بها من عدم تفهم وشبه إذايات متبادلة. ولقد أخطأت بعض المحطات الفضائية ومواقع الانترنت في فتح منابرها لما ادعته بوعي أو بغير وعي للمناظرة والمصارحة وتناطح الأفكار وضرب الرأي بالرأي وتوضيحها بين الشيعة والسنة، ولعلي لن أكون مشطا لو زعمت أن هذه اللقاءات والحوارات كانت منبتا للحساسيات وتعميقا للفجوات وإشعالا لنيران كانت خامدة، وكم تحولت بعض الحصص التلفزية الحوارية وبعض المقالات المتقابلة إلى تشنجات وهمز ولمز وشتم مقنع. ولقد ظن البعض بكل بساطة ومثالية خاطئة أن فتح هذا الباب للتناظر يمكن أي يحل مشكلا يتشابك فيه التاريخ والسياسة والدين والعادة والتقاليد لأكثر من أربعة عشر قرن مليئة بالضغائن والدماء والدموع والجور والعداوة. إن أي حوار بين الجانبين خارج الأطر الضيقة الأكاديمية والناضجة والذي لا نرى له أيضا موجبا أو أولوية، هو حوار فاشل لأنه حوار بين تاريخين وروايتين وثابتين ومقدسين حسب كل طرف ولا يمكن أن يؤول إلا إلى غليان وفلتان وإحياء الكوابيس وتحريك المواجع وتجريم البعض للبعض تاريخا وحاضرا ومستقبلا! لقد استندت كل هذه اللقاءات والندوات إلى منهجية واضحة، تتأسس على استدعاء التاريخ وتعبيد الطريق لدخوله تحت الأضواء الكاشفة أحيانا، أو مكنونا في الصدور أحيانا أخرى، وتقديمه ولو بلطف أو بمجاملة، ولو على طبق فضي يتلألأ بالنوايا الطيبة ومعسول الكلام… فمجرد ملامسة هذا التاريخ هو دعوة الماضي الحزين وملامسة قنابل موقوتة وفتح البعبع الحامل للمارد النائم على أصوات الكوابيس. هذه هي المنهجية الخطأ التي أثبتت عقمها وخطورتها والتي ندعو إلى تنحيتها، نريد اليوم مغادرة هذا التاريخ بسرعة، نريد الصمت، نريد أن يلتزم كل طرف بإطاره وقراءاته ورواياته وحتى شطحاته، وإذا التقينا فعلى وليمة أو مأدبة غداء. إن هذا التاريخ هو مصيبتنا إذا استعملنا قراءته ضد بعضنا البعض، وهو جزء من خلاصنا إذا أحسن كل طرف منا قراءته في إطاره وفي حدود ما يستدعيه واقعه الذاتي ومصيره، بعيدا عن لغة الاستفزاز والإثارة والبناء على ردات الفعل أو على إنهاء الآخر وعدمه. إن التعايش سلوك صامت لا ينبش في القبور ولا يدخل المقابر، سلوك يعيش اللحظة بمنطلقاتها وواقعيتها وإنسانيتها، وينظر إلى الشخص الإنسان بما تحمله لحظة وجوده ولقاءه من حاجة أو فضل، دون الغوص إلى ماوراء الصورة أو ظلها، من انعكاسات وتضاريس وكهوف! إن قرآننا لم يكن قرآن شيعة أو سنة ولكنه قرآن المسلمين، ولم يكن محمد صلى الله عليه وسلم سنيا أو شيعيا ولكنه حنيفا مسلما ولم يكن من المشركين. المصدر:  موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

 

نقد أصول التشيع 4

الصحابة بين القرآن والشيعة

 

خالد بن سليمان

يرى الشيعة الإمامية أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا منافقين أو أنهم قد (ارتدوا جميعا عن الإسلام) بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم على الإسلام إلا عدد قليل جدا منهم مع آل البيت طبعا.ويستدلون على ذلك بأحاديث وآيات يلوون عنقها بالتأويلات التي لا تصح لغة ولا عقلا و  لا شرعا، أو بالتعميمات التي لا دليل عليها، أو بالنظر إلى تلك النصوص نظرة تجزيئية بعيدا على مجمل آيات القرآن وبقية أحاديث النبي الثابتة الأخرى.وقبل أن نناقش تلك الأدلة واحدة واحدة أبدأ ببيان رأي القرآن الكريم في الصحابة.

يقول تعالى:

 ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنْكُمْ وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) [الأنفال:74-75].

الشيعة يقولون إن الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي بل ويقولون أن من بين كبار الصحابة مثل عمر و أبي بكر كانوا منافقين في حين أن الآية المذكورة تقول إن المهاجرين والأنصار هم المؤمنون حقا(أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم).فلو كانوا منافقين ما شهد الله لهم بالإيمان الحق،وكذلك لو علم الله أنهم سيرتدون فيما بعد ما أثنى الله عليهم أصلا لأن الله تعالى في حكمه على الأحداث أو الأشخاص لا يحكم بالظاهر مثل البشر بل يحكم وهو يعلم بالسرائر وبمآلات الأحداث ،وهذا من أبسط أبجديات الاعتقاد في الله عند المسلم(إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) وهي الفاصلة التي ختم الله بها هذه الآيات/الشهادة في المهاجرين والأنصار.وكأن الله تعالى وهو العليم بكل شيء وبكل ما سيحدث لاحقا أنزل هذه الآيات ليُخرس الأصوات التي ستبرز في التاريخ الإسلامي للتشكيك في إيمان أصحاب النبي المقربين.ومن الأمثلة الأخرى على أن آيات الله تعالى صادرة عن علم إلهي مطلق ما نزل في القرآن الكريم من أول أيام البعثة في قوله تعالى:(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ*مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَب*سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ). فهذه الآيات تبشر أبا لهب بالنار وهذا يعني أنه سيموت على كفره ولن يدخل الإسلام ،وهو ما حصل بالفعل إذ مات أبو لهب بعد ذلك بعدة سنوات ولم يسلم فثبتت فيه الآية.إذن الآيات التي تصف المهاجرين-ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم- وكذلك تصف الأنصار بأنهم مؤمنون حقا فهي في الحقيقة إذ تفعل ذلك تنفي عنهم بالضرورة صفتين:الأولى صفة النفاق وقتها،وثانيا تنفي عنهم احتمال الارتداد لاحقا، لأن الله عليم بمستقبلهم ولو علم فيهم شرا لم يكن ليزكيهم تزكية عامة ومفتوحة بمثل هذه الآيات.ولسائل أن يسأل:لكن في القرآن آيات كثيرة تتحدث عن المنافقين وتذمهم وتدعو النبي لمجاهدتهم، فلماذا لا يكون هؤلاء الصحابة من ضمنهم؟.أقول صحيح في القرآن كثير من الآيات بل والسور بأكملها جاءت تتحدث عن المنافقين وتذمهم وتتوعدهم في الدنيا والآخرة وتفضح أعمالهم.لكن الصحيح أيضا أن آيات كثيرة تتحدث عن مؤمنين حقيقيين وهم المهاجرون والأنصار تمدحهم وترضى عنهم وتبشرهم بالثواب مثل الآيات المذكورة سابقا ومثل ما سنذكره بعد قليل.فالقول بأن الصحابة وخاصة المقربين من رسول الله كانوا منافقين يجعل من كل الحاضرين مع النبي من صنف واحد وهم المنافقون وتصبح بالتالي كل الآيات التي تتحدث عن (مهاجرين) و(أنصار) و(مؤمنين حقا) و(رضي الله عنهم ورضوا عنه) كل هذه الآيات تصبح غير ذات معنى!!وهو ما لا يليق بالقرآن وما لا يليق بمسلم أن يقوله.والقول بأن أبا بكر وعمر كانوا منافقين هو قول بأن الله لم يكن يعلم ذلك والله يقول عن المنافقين:(وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ)(الأنفال: من الآية60)، ولو علم الله فيهم نفاقا لفضحهم كما فضح المنافقين وأمر نبيه بأن لا يستغفر لهم ولا يصلي على أحد من المنافقين أبدا.فهل ينهاه الله عن مجرد الاستغفار للمنافقين وعن الصلاة عليهم إذا ماتوا ـ وهي مسائل فردية وغير ذات تأثير على أمر الدين ولا على المسلمين ـ فكيف ينهاه عن هذه المسائل البسيطة ويترك أبا بكر وعمر (رؤوس النفاق) و(صنمي قريش) كما يسميهم الشيعة يتركهم يحيطون بالنبي ويمثلون أقرب مستشاريه ومعاونيه؟؟؟.كما أن القول بأن الشيخين أبو بكر وعمر كانا منافقين هو قول بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحسن اختيار أصحابه المقربين والمساعدين اللصيقين به، في حين أن أبسط شخص فينا قادر على أن يميز من يختارهم من الأصدقاء أو الشركاء في الأعمال أو الزواج أو غير ذلك.فهذه الأمور يقدر عليها الإنسان العادي فما بالك بنبي الله المؤيد بوحي الله. وهذا القدح في أبي بكر وعمر بهذا الأسلوب الذي تعج به مراجع الشيعة هو قدح جديد في النبي صلى الله عليه وسلم وفي قدراته القيادية والإدارية بل وفي تأييد الله له بالوحي والعلم.قدح آخر بعد القدح فيه باتهام شرف زوجته التي برأها الله في القرآن وبرأها نبيه بدليل أنه واصل حياته الزوجية معها إلى أن توفي صلى الله عليه وسلم.والشيعة يؤمنون بأن النبي أخبر في الحديث أنه سيكون بعده إلى آخر الزمان 12 خليفة يعز بهم الدين،لكنهم في نفس الوقت يعتقدون بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بأن أقرب المقربين له كانوا من المنافقين أو أنه لم يكن يعلم أنهم سيرتدون مباشرة بعد وفاته!!!هل يقول بهذا شخص عنده حد أدنى من المنطق والمعقولية والاحترام للرسول؟؟؟.

وإليك مثال آخر من الآيات التي تشهد للصحابة رضي الله عنهم يقول تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [التوبة:100].هل هناك شهادة إلهية أعظم وأوضح لصالح كبار الصحابة من هذه الآيات؟؟ شهادة تثبت لهم :

1) أنهم السابقون الأولون.
2) أنهم من أهل الإحسان.
3) أن الله رضي عنهم.

4)أنهم رضوا عن الله (ومنهم حتى يرضوا عن الله ويذكر الله ذلك في القرآن المحفوظ إلى يوم القيامة والذي يتلوه المسلمون في صلواتهم ؟؟أليس ذلك دليل على مكانتهم عند الله؟؟).

5)وعد الله لهم بالجنة.
6)وعد الله لهم بالخلود فيها.
7)وعد الله لهم بالفوز العظيم.
هل بعد هذه الشهادة القرآنية قول لقائل؟

إذا كان الله عز وجل يبشرهم كل هذه البشارات وخاصة البشارات الأخروية كالخلود في الجنة فذلك يعني أنهم سيموتون على الإسلام وحسن الخاتمة، فهل يمكن شرعا وعقلا أن يعدهم الله بكل ذلك وهو يعلم أنهم سيرتدون بعد وفاة الرسول؟لو علم الله ذلك منهم لما وعهم بالجنة والخلود فيها ولما سمح لرسوله أن يجعلهم أقرب معاونيه ولأمره بإبعادهم واتخاذ بطانة أخرى أفضل منهم.

 وهذه الطريقة في الاستدلال ليست عقلية محضة بل هي أيضا طريقة شرعية قرآنية في الاستدلال بعلم الله عز وجل. فالوعد بالجنة وبالتالي حسن الخاتمة هي من الأمور الغيبية المتعلقة بالله تعالى وبعلمه المطلق بالسرائر وما أخفى وبالقادم من المستقبل وما يحويه من متغيرات.ونجد مثالا أخر على هذا النوع من الاستدلال في القرآن متحدثا عن المعرضين من المشركين والمنافقين في قوله تعالى:(وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)(الأنفال:23):إذن هؤلاء الصحابة السابقون الأولون لو لم يعلم الله فيهم خيرا حالا ومستقبلا وحسن خاتمة لما وعدهم بالفوز النهائي العظيم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا.

والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار مَن هم غير أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن وسعد وأبوعبيدة و طلحة و الزبير وعمار و جعفر وغيرهم ممن أسلم في بداية الدعوة وكذلك معهم الأنصار الأوائل الذين بايعوا وأسلموا منذ البداية؟.

وقد جاءت هذه الآيات/الشهادة الربانية القرآنية في سورة التوبة وهي من أواخر ما نزل من القرآن وذلك بعد غزوة تبوك سنة 9 هـ أي قبل سنة وأشهر من وفاته صلى الله عليه وسلم وهذا مؤشر له أهميته أيضا.أضف إلى ذلك أن هذه الآيات لها علاقة بمصير السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في الآخرة وهو أمر غيبي مرتبط بعلم الله تعالى، أي أنها تعتبر من آيات الاعتقاد وهذا النوع من الآيات ليس فيه نسخ ولا تبديل.

وهناك آيات عديدة تبشر الصحابة الكرام بمثل ما ذكرناه آنفا نستعرض منها أمثلة لا على سبيل الحصر ومن يقرأ القرآن سيجده مليئا بمثل هذا ولكن على قلوب أقفالها.

من ذلك قوله تعالى:( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [التوبة:20-22].  

وقوله تعالى: ((لَكِنْ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [التوبة:88-89].

وقوله تعالى: ((وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) [الحديد:10].

وهذا وعد آخر بالحسنى من الله عز وجل  للصحابة الكرام وهو الخبير بما يعملون وبما سيعملون وسيكافئهم على ما أنفقوا وعلى ما علم من حسن خاتمتهم. فهم الذي أنفقوا من أول يوم في الدعوة وعند الهجرة مثل أبي بكر ثاني اثنين إذ هما في الغار وقد خرج من كل ماله، وفي المدينة عند جيش العسرة مثل عثمان بن عفان رضي الله عنه. والغريب أن الشيعة يقدحون في فضيلة أبي بكر في قوله تعالى: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا)(التوبة: من الآية40)بالقول:أن قول النبي لأبي بكر لا تحزن فيه قدح في أبي بكر لأن ذلك دليل خوف وجبن وجزع!!!وهذا غير صحيح إذ لو كان خائفا على نفسه لما خرج أصلا مع النبي فلا أحد يمكن أن يجبره على رفقة النبي ولا على الهجرة من الأصل بل كانت هذه الرفقة طلبا ملحا من أبي بكر فاستجاب له النبي ورتب معه وأسرة أبي بكر وكذلك مع بن عمه علي أمر الهجرة.فهل إشراك كل الأسرة رجالا ونساء في هذا الأمر الخطير يدل على جبن؟ الخوف شيء والجبن شيء آخر. فالحزن المشار إليه في الآية هو شعور إنساني يحسه أي إنسان في مثل تلك الظروف من الملاحقة التي قد تؤدي بحياتهما وتضرب الدعوة من ورائهما.ومن قال إن أبا بكر ليس إنسان أو أنه ملائكة؟ فالجبن مقعد عن العمل والحركة لكن الخوف ليس كذلك،إذ أن ذلك الشعور لم يمنع أبا بكر من مواصلة رحلته مع النبي في الهجرة وفي الدعوة إلى آخر يوم في حياة النبي وفي حياته.ولن يكون أبو بكر أفضل من نبي الله موسى عليه السلام الذي جاء في الآية على لسانه:(فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء:21) فهذا نبي من الأنبياء يتحدث عن فراره وخوفه من فرعون وجنوده!! فهل في هذا قدح في موسى عليه السلام ؟كلا.والعجيب أن فرار موسى وخوفه كان مدخلا للنبوة ثم العودة والنصر على فرعون،  وكذلك كانت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وخوفه ذاك نقطة تحول في مسيرة الدعوة وتأسيس الدولة بالمدينة ومن ثم عزة الإسلام.وفي الغار قال النبي لأبي بكر: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) أي أن الله معهما الاثنين النبي وأبو بكر، في حين لما لحق فرعون وجنوده بموسى وبني إسرائيل يقول تعالى:(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (الشعراء:61) فأجابهم موسى عليه السلام:(قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء:62) فموسى قال (معي ربي) أي أن الله معه هو فقط، أما محمد صلى الله عليه وسلم فقال(إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)أي مع النبي وأبوبكر:فهنيئا لك يا أبا بكر (معية الله) ولو كره الحاقدون!!.

ويقول تعالى عن الصحابة في آيات أخرى: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً * وَعَدَكُمْ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً)) [الفتح:18-20].

 وهذه الآيات نزلت عن أحداث وقعت إبان صلح الحديبية لما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة الذين كانوا معه وهم 1400 صحابي طلب منهم أن يبايعوه على الموت لما جاءهم خبر مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي بعثه الرسول سفيرا إلى مكة ليفاوض أهلها.بيعة الموت بين النبي و 1400 صحابي من أجل صحابي جليل هو عثمان يقول الشيعة إنه منافق أو مرتد؟؟وهل لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم غير (منافق) (مشكوك في إيمانه وولائه) ليرسله ممثلا له ومفاوضا باسمه مع الأعداء.؟؟؟هل هذا نبي مرسل مؤيد بالوحي وقائد من أعظم وأنجح القادة الذين عرفهم التاريخ أم شخص عادي لا يحسن اختيار رفاقه؟؟؟حاشاك يارسول الله..ومن المعلوم أن النبي بايع بيد ه نيابة عن عثمان الغائب آنذاك:بيعة نبوية من أجلك ونيابة عنك يا عثمان يا زوج ابنتي رسول الله فهنيئا لك.. والبعض لا يستحي فيتهمك بالنفاق ِأو الردة!!.

وإذا تأملنا آيات بيعة الموت لوجدنا أن الله قد أثاب المبايعين تحت الشجرة وفيهم أبو بكر وعمر وكبار الصحابة المعروفين أثابهم بما يلي:

1)رضي الله عنهم.
2)علم ما في قلوبهم.
3)فأنزل السكينة عليهم.
4)وأثابهم فتحا قريبا لأنهم نصروا الله فنصرهم.
5)هداهم صراطا مستقيما.

 هذه بعض النماذج من الآيات التي شهدت بالإيمان وبحسن الخاتمة وبالجنة للصحابة ولكبارهم بصفة خاصة: أبوبكر وعمر عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد سعيد وعبد الرحمن وأبو عبيدة وغيرهم…والآيات واضحة وقاطعة:فهل بعد القرآن قول لقائل؟.

وقد جاءت الأحاديث النبوية لتؤكد هذا المعنى:

(عن جابر بن عبدالله  رضي الله عنه قال: أخبرتني أم مبشر: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة:لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها قالت: بلى يا رسول الله فانتهرها فقالت حفصة { وإن منكم إلا واردها } [مريم / 71 ] فقال النبي صلى الله عليه وسلم :قد قال الله عز وجل { ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا } [مريم / 72 ] )صحيح مسلم حديث رقم163 و( 2496 ) .

وعن كبار الصحابة الذين عرفوا (بالمبشرين بالجنة) وهم من السابقين الأولين من المهاجرين الذين وعدتهم الآية بالخلود في الجنة،وهم أيضا من أهل بيعة الرضوان تحت الشجرة،يزيد النبي صلى الله عليه وسلم تأكيد كل ذلك بما يلي:

( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة ابن الجراح في الجنة)

(أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب عبد الرحمن حديث رقم ( 3747 ) وقال : صحيح).

وهنا يطرح سؤال مهم وهو:هل معنى هذا الكلام أن الصحابة معصومون ولا يخطئون؟والجواب واضح وقطعي: طبعا لا: فالصحابة ليسوا بمعصومين ويخطئون مثل باقي البشر.فكون القرآن بشّرهم برضا الله تعالى وبنيل الجنة وبالخلود فيها وكذلك النبي بشّرهم، هذا معناه أنهم سيموتون على الإيمان وعلى التوحيد وهذا كفيل بإدخالهم الجنة ونيلهم الحسنى التي وعدها الله إياهم،ولا يعني هذا أنهم لم يخطئوا في فترة نزول تلك الآيات أو عند قول الحديث، ولا يعني أيضا أنهم لن يخطئوا بعد ذلك.والجمع بين هذين الأمرين قد أشكل على بعض الناس أي الجمع بين التبشير بالجنة ووجود الأخطاء وتوضيح ذلك كما يلي:

1)من أخطأ وتاب تاب الله عليه وهذه عامة لكل المؤمنين ومن بينهم الصحابة: فمن مات على توبة من أي ذنب غفر له ودخل الجنة.

2) ومن أذنب ولم يتب قبل الموت فإن الله يغفر للإنسان المعاصي إذا شاء ما لم يشرك:(إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)(النساء: من الآية116)وهذا ينطبق على جميع المؤمنين ومن ضمنهم الصحابة. لكن الصحابة لهم ميزة خاصة جاءت في الآيات التي سبق ذكرها،وهذه الميزة هي وعد الله لهؤلاء الصحابة بالجنة والخلد فيها: فإن كان منهم من أذنب ولم يتب في حياته فوعد الله لهم بالجنة يعني أنه سيغفر لهم مادامت المشيئة هي مشيئة لله وما دام قد وعدهم بذلك، والله لا يخلف الميعاد.

3)بعض الأخطاء لا يترتب عليها ذنوب -وهو ما قد يغيب عن بعض الناس- بل يمكن أن يثاب عليها المخطئ ،وهو ما يشير إليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم(إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)(رواه البخاري ومسلم).وهذه تنطبق على كل حاكم سواء في القضاء أو الفتوى أو السياسة أو أي مجتهد في أي مجال مادام عالما في مجاله وحريصا على الوصول للصواب.وهذه النقطة الأخيرة يمكن أن تطبق على الاجتهادات والمواقف المتعددة التي صدرت عن الصحابة والتي نتجت عنها الخلافات السياسية وحتى العسكرية فيما بينهم.فأقصى درجات الاختلاف وهو القتال لم يخرج أصحابها من الإسلام يقول تعالى:(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)(الحجرات: من الآية9)فالطائفتان سماهما الله من المؤمنين.ولا يعني هذا أنهم كلهم على صواب بل هناك من هو على صواب ومن هو على خطأ.لكن من كان على صواب لا يعني أنه معصوم، ومن كان على خطأ لا يعني أنه كافر أو منافق أو مرتد كما يدعي البعض.وقد سقط في هذه المسألة طرفان:

1)المكفِّرون بالمعصية والخطأ مثل الخوارج والشيعة الذين كفروا الصحابة.

2)المقدسون الذين رفعوا الصحابة وآل البيت إلى درجة العصمة:وهم صنفان:

     أ) الشيعة الذين قدسوا الإمام علي وأبناءه وادعوا لهم العصمة صراحة.وسنناقش أدلتهم حول العصمة في مقال لاحق قريب بإذن الله.

   ب) بعض أهل السنة الذين لا يحتملون أن يقال أن صحابيا قد أخطأ وخاصة في المسألة السياسية كما حصل في الفتنة التي وقعت، بما يجعل الصحابة عندهم في حكم المعصومين  ولو لم يصرحوا بذلك.وهذا لا يصح طبعا،وقول الإمام مالك معروف في هذا الباب:(كلكم يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر ويعني النبي صلى الله عليه وسلم). وفي هذا يقول ابن حجر في فتح الباري :(أن المراد بذلك أن الذنوب تقع منهم-أي من الصحابة- لكنها مقرونة بالمغفرة تفضيلا لهم على غيرهم بسبب ذلك المشهد العظيم)(ويقصد هنا غزوة بدر وغيرها)( ج8  ص480). وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه ابن تيمية فيقول :(والناس المنحرفون في هذا الباب صنفان: القادحون الذين يقدحون في الشخص بما يغفره الله له، والمادحون الذين يجعلون الأمور المغفورة من باب السعي المشكور. فهذا يغلو في الشخص الواحد حتى يجعل سيئاته حسنات، وذلك يجفو فيه حتى يجعل السيئة الواحدة منه محبطة للحسنات) (منهاج السنة النبوية ج 6  ص198).

خلاصة القول أن الله عز وجل شهد للصحابة وخاصة كبار الصحابة وأعني الأربعة الأوائل أبو بكرو عمر وعثمان وعلي والستة الباقين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص و طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام وأبو عبيد بن الجراح وسعيد ين زيد، وكذلك السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وأهل بدر وأهل بيعة الشجرة شهد لهم عبر نبيه في الأحاديث الصحيحة الثابتة و في القرآن الكريم المحفوظ من رب العالمين إلى يوم الدين وبآيات محكمات قاطعات لا ريب فيهن، شهد لهم :بأنهم أهل الإيمان الحق، وبأنهم أهل الإحسان، وبأنه علم ما في قلوبهم، وبرضا الله عنهم، وبرضاهم عن الله، وبإنزال السكينة عليهم،وبأن لهم الفوز العظيم، وبأن لهم الجنة خالدين فيها أبدا. وهذا يعني أنهم مبرؤون من تهمة النفاق وأن الله أماتهم على حسن الخاتمة مؤمنين موحدين محسنين.وهذا لا يعني أنهم معصومون بل بشر يخطئون ويصيبون ويذنبون مثل بقية الناس لكن الله وعد أن يغفر ذنوبهم ويدخلهم الجنة برحمته وبفضله بعد أن علم ما في قلوبهم وبعدما قدموا للإسلام أموالهم وأنفسهم وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله ونصروا نبيه.

لكن بعض المسلمين لم يستوعبوا تعقيدات الأحداث التي وقعت على عهد الصحابة وبعد ذلك فاشتطوا وتطرفوا غلوًّا: إما قدحا مفرطا إلى حد التكفير وإما مدحا مفرطا إلى حد الوصف بالعصمة، وقد وقع في هذا شرائح كثيرة من المسلمين حتى من أهل السنة،وقد وقع الشيعة في الإفراطين تكفيرا وتعصيما :تكفير الصحابة والقول بعصمة آل البيت.ولو ركز هؤلاء على الآيات الذي ذكرناها لتبين لهم الحق ولخرجوا بنظرة أشمل من النظرة التجزيئية والتبسيطية التي ينطلقون منها.وأختم بالإشارة إلى أن أحد الباحثين المعاصرين قد جمع عدة قواعد مفيدة للوصول لفهم أكثر توازن للخلافات السياسية بين الصحابة أذكر منها:

-الاعتراف بحدود الكمال البشري،

-عدم الخلط بين المثال والواقع،

-عدم الخلط بين المشاعر والوقائع،

-إدراك الطبيعة المركبة للفتن السياسية،

-الابتعاد عن التكفير والاتهام بالنفاق والسب واللعن،

-استصحاب فضل الصحابة الثابت بالقرآن والسنة،

-التمييز بين السابقين وغير السابقين،

-التمييز بين الذنب المغفور والسعي المشكور،

-التمييز بين الخطأ والخطيئة وبين القصور والتقصير،

-التمييز بين الخطاب الشرعي والخطاب القدَري.

(لمزيد الاطلاع على هذه القواعد وغيرها بأكثر تفصيل انظر: كتاب الخلافات السياسية بين الصحابة:رسالة في مكانة الأشخاص وقدسية المبادئ/لمحمد بن المختار الشنقيطي/تقديم الشيخ راشد الغنوشي/للوصول للكتاب ابحث على موقع قوقل:الفقه السياسي).

في المقال القادم بإذن الله سنعلق على الآيات والأحاديث التي يستعملها الشيعة لاتهام الصحابة ومن بينها حديث الحوض وغيرها. 

   dhlأيام بعثة النبي قوله تعالىأي


 

 

لنحاول أن نفهم لماذا وكيف يتشيّع بعض الناس، مؤسس التشيع في تونس كمثال

 

عباس

 

أحد أكبر المواقع الإلكترونية الدعائية للتشيع، يعرّف بأكبرالمستبصرين، حسب اصطلاحهم، التونسيين، في صفحة خاصة به، فيقول

http://www.aqaed.com/mostabser/shenasname/00-a/0062.html

copier/coller dans le champ d’entrée du fureteur (Internet Explorer par exemple) si la clique ne marche pas.

يقول الاستاذ التيجاني: «أدخلني صديقي الى مسجد في جانب الحرم مفروش كلّه بالسجاد، وفي محرابه آيات قرآنية منقوشة بخط جميل، ولفت انتباهي مجموعة من الصبيان المعممين جالسين قرب المحراب يتدارسون وكل واحد بيده كتاب فأعجبت لهذا المنظر الجميل ولم يسبق لي أن رأيت شيوخاً بهذا السن… طلب إليهم صديقي أن أجلس معهم ريثما يذهب للقاء (السيد) ورحّبوا بي وأحاطوني بنصف دائرة… سألوني من أي البلاد أنا، قلت: من تونس، قالوا: هل يوجد عندكم حوزات علمية؟ أجبتهم: عندنا جامعات ومدارس، وانهالت عليّ الاسئلة من كل جانب، وكلها اسئلة مركّزة ومحرجة، …وسألني أحدهم: ما هو المذهب المتّبع في تونس؟ قلت: المذهب المالكي… قال: ألا تعرفون المذهب الجعفري؟ فقلت: خير إن شاء الله، ما هذا الاسم الجديد؟ …وابتسم قائلاً: عفواً إن المذهب الجعفري هو محض الاسلام… وعجبت لهذا الصبي الذكي يحفظ ما يقول مثل ما يحفظ أحدنا سورة من القرآن، وقد أدهشني أكثر عندما كان يسرد عليّ بعض المصادر التاريخية التي يحفظ عدد أجزائها وأبوابها، وقد استرسل معي في الحديث وكأنه استاذ يعلّم تلميذه [أي الصبي يعلم التيجاني]، وشعرت بالضعف أمامه، وتمنيت لو أنّي خرجت مع صديقي ولم أبق مع الصبيان، فما سألني أحدهم عن شيء يخص الفقه او التاريخ إلاّ عجزت عن الجواب… وبقيت معهم أحاول تغيير الموضوع فكنت اسألهم عن أي شيء يلهيهم عن مسألتي… لأني عجزت وشعرت بالقصور، ولكن هيهات أن اعترف لهم وإن كنت في داخلي معترفاً، إذ أن ذلك المجد والعز والعلم الذي ركبني في مصر تبخر هنا وذاب، خصوصاً بعد لقاء هؤلاء الصبيان… وتصورت أن عقول هؤلاء الصبيان أكبر من عقول اولئك المشايخ الذين قابلتهم في الازهر وأكبر من عقول علمائنا الذين عرفتهم في تونس) (عن كتابه ثم اهتديت: ص 49 ـ 51).

 

إذن المؤسس للتشيع في تونس، حسب قول بعضهم، قد تشيّع لأنّ صبيانا أعجزوه. هذا يدفعنا إلى القول « أنّ من لا تصمد حجّته أمام حجج الصبيان قابل للتشيع »، ويا ليته أي شخص بل كبير المستبصرين التونسيين ولسان دفاع شيعة العالم في قناة المستقلة. لنتريث ولا نتسرع ولنعطي الرجل فسحة لنسف هذه المقولة. لنكمل معه ولنفترض ما يقول تماما، أي أنه كان جاهلا مقارنة لصبيان الشيعة ثم استبصر واهتدى (ثم اهتديت) وصار عالما، لنقل أكثر علما في كل الحالات. لنرى هل ازداد علما بعد حادثة الحوار مع الأطفال. ما نعلمه من أقواله أنه كان عندها (الحوار مع الأطفال) يحفظ كلام الله بعد سنين طوال من الكتابة على اللوحة وقراءتها تكرارا كل اليوم. إذن بالتأكيد كان يُحسن القراءة والكتابة على أقل تقدير، ويرجع الفضل إلى التعليم الزيتوني (السني) التقليدي. ومن ضمن ما يتعلم الطفل في المنهج التربوي الزيتوني (السني) التقليدي، التواضع والأدب مع الكبير والعالم والرجل الصالح والصحابي والرسول. أما مع الذات الإلهية فالأدب يجب أن يبلغ أقصاه. وبالتأكيد ككل مواطن تونسي متعلم كان يحسن الحساب، ويرجع الفضل هنا إلى المدارس التونسية (السنية). لنرى ما زاد عن ذلك بعد أن تشيع وصار ذا صيت واسع بفضل الآلة الإعلامية الشيعية العالمية. لنستمع إليه وهو يلقي خطبة بحماسة أمام تلاميذه، ولنقرأ معه ما يقول عبر الأسطر تحت الرابط

http://www.albainah.net/Audio/Dalalat/Al_Tawbah.rm

من هؤلاء المنافقين الذين نزلت فيهم أكثر من مائة وخمسين (150) آية من سورتي التوبة والمنافقون؟

فسيجيبون: هو عبد الله بن أُبِي، وعبد الله بن أبي سَلّول، وبعد هذين الرجلين لا يجدون اسماً آخر، سبحان الله، سبحان الله! فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه لا يعرف الكثير منهم، فكيف والنفاق بابن أبي وابن أبي سلَّول المعلومين لدى عامة الناس ولدى عامة المسلمين

اللهم – اسمع الدعاء عليهم – اللهم إنهما قطعاني وظلماني، ونكسا بيعتي، وألبا الناس عليّ، فاحلل ما عقدا، ولا تَحْكم لهما ما أبرهما، وأرهما المساءة فيما أملا وعملا، ولقد استت .. استت .. استت.. يعني: ولقد استتب.. استت، يعني: طلب توبتهم، استتبوهما قبل القتال، استتبوهما. سبحان الله هذه كلمة صعبة علي

 

يتبين أنّ إمام المستبصرين التونسيين لم يزدد علما بعد لقائه الصبيان، بل على العكس تماما خسر شيئا مما تعلّم من أهل السنة في تونس، ألا وهو القراءة. وبما أن الكتابة عملية أكثر تعقيدا من القراءة فقد خسر بالتأكيد معها الكتابة. فالكتابة أن تَقرأ سِرّا (في قلبك) الكلمة مجزّأة إلى حروف ثم تخُطّ الرسم المقابل لكل حرف مع استحظار الذاكرة البصرية لأن هناك حروفا تُكتب ولا تُقرأ، مثل ألف الجمع في الأفعال. المُلخّص الجُزئي أنّه خسر شيئين مما أعطاه أهل السنة، القراءة والكتابة. وهما شيئان لا يُقدران بثمن. لنواصل ونرى هل تعلّم أم خسر شيئا آخر

لقد سمعتموه كيف جعل الاسم الثلاثي لـ « عبد الله بن أُبَي بن سَلُول » (دعنا لا نُفصّل في كيف نطق الأسماء، فقد استمعتم إلى العجب) اسمين لرجلين منفصلين : « عبد الله بن أُبِي » و »عبد الله بن أبي سَلّول ». فهل يفهم التيجاني معنى الاسم الثلاثي. عموما إن أهل الزيتونة الذين حفظ على أيديهم كتاب الله بطريق أبي نشيط عن قالون عن نافع المدني، يُدققون في الأسانيد ويُعلّمون الطلبة الأسماء الثلاثية والرباعية وأكثر توغلا في السلسلة. وقالون معروف باسمه الثلاثي « عيسى بن مينا بن وردان » المدني. فهل نسي التيجاني معنى الاسماء الثلاثيةلقد خسر هذا أيضا. لنواصل مع ما خسر ممّا تعلم من أهل السنة من أبجديات الدين والدنيا

المعلوم أن سورتي « التوبة » و »المنافقون » لم تتحدث جميع آياتها عن المنافقين فقط، بل جزء منها تحدث عن هؤلاء. لنغضّ الطرف عن هذه الهفوة للتيجاني، ولنفترض أن جميع آيات السورتين تركّزت على المنافقين. فمجموع آيات سورة « التوبة » 129 آية ومجموع آيات سورة « المنافقون » 11 آية. عملية حسابية بسيطة يُحسنها صبيان الشيعة والسنة على السواء تُعطينا : 129 + 11 = 140 آية. فكيف يقول التيجاني « أكثر من 150 آية » ! نرى أن رائد التشيع في تونس منذ الثمانينات قد خسر ما تعلّم من السُنّة في تونس من أسهل عمليات الحساب وهي الجمع

لو تذكّر التيجاني ما تعلّم من أهل السنة في تونس بأن أشهر كتاب في السيرة هو كتاب سيرة ابن هشام، لما وقع في هذه الهفوة التي تُضحك الصبيان الذين أعجزوه. لو رجع إلى هذا الكتاب قبل أن يُجازف بما قال، لوجد أنّ المؤلف سرد في الجزء الثاني من هذا الكتاب أسماء طائفة كبيرة من المنافقين في أكثر من عشرة صفحات، يذكرهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، مبيناً بعض ما نزل في كل واحد منهم من القرآن، هذا غير ما ذكره المؤرخون الآخرون، والمفسرون في كتب التفسير. إذن الأمر الخامس الذي خسره بعدما تعلمه من أهل السنة في تونس هو أنه يوجد كتاب مشهور اسمه سيرة ابن هشام

أما ما خسر سادسا مما تعلّم من أهل السنة في تونس فذلك شيئ عظيم،  ألا وهو الاعتقاد بأن الله يُضل من يشاء ويهدي من يشاء. إنه يستخسر على الله أن هدى أبا سفيان للإسلام، هكذا بهذه الوقاحة. كبُر عليه، من ضيق صدره، أن يموت أبو سفيان مسلما. إذن هو سوء الظنّ في الله الذي هدى أشرّ الناس عبر التاريخ وأماتهم على الإسلام بل والشهادة، وهم سحرة فرعون. أما الأمر السابع الذي خسره بعدما تعلّمه من أهل السنة في تونس هو حسن الأدب خصوصا مع المولى عز وجل. لنستمع إلى هذه الفضاعة

http://www.almahdy.biz/img/MGOOS/film/ALRAFETHY_ALKAFER_21.rm

 

يا أهل الشيعة في تونس وفي بقاع الأرض، ألا تتبرؤون من هذا الرجل! أتقبلون أن تأخذوا دينكم عن هذا الذي لا يُحسن القراءة والكتابة (وهو يُبلغ قراءة من الورق ولا استظهارا عن ظهر قلب) والحساب وتسمية الرجال والأدب مع الله والظن الحسن فيه، ولا يعلم شيئا عن كتب السيرة ! كل بضاعته التشكيك الأعمى. لنتبرأ جميعا منه ومن أمثاله إلا إذا أراد الثوب إلى رشده، فأهلا به أخا وسابقا في حفظ كتاب الله

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.