TUNISNEWS
8 ème année, N° 3112 du 29 .11.2008
صابر التونسي: تدنيس المصحف في السجون التونسية
الجمعية الدوليةلمساندة المساجين السياسيين:تواصل الإيقافات ..خارج سلطة القانون .. و رقابة القضاء..!
حــرية و إنـصاف:جمع الأموال لصندوق 26-26 تطوع و تبرع أم إكراه و ابتزاز؟؟؟؟؟؟
اللجنة الوطنية لمساندة الحوض المنجمي : إعـــــــلام
السبيل أونلاين : مداخلة بمدير تحرير « الموقف » السيد منجي اللوز
السبيل اونلاين: العدل المنفذ لم يجد مشترين لمعدات »الموقف »ويتعلل بالمضايقة
السبيل أونلاين: والدة مية الجريبي في ذمة الله
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس مكتب الشبـاب: بـــيــــان
معز الجماعي:
نشاط الشباب الديمقراطي التقدمي في الجهات
الطلبة المستقلون في كلية الآداب و العلوم الانسانية بسوسة:يحدث في سوسة : في كلية الآداب و العلوم الانسانية بسوسة
زياد الهاني: شكرا لكـــم
زياد الهاني: الوكالة التونسية للأنترنات-وريدة بين نخيل الحصانة القانونية ؟؟؟
الوطن:الرأي الآخر نحو فرز جديد للحياة السّياسية… يعيد للسّياسة اعتبارها.
خالد الكريشي: الحرية أولا وأخيرا:عن الفساد والمفسدين في الأرض
مواطنون : حين يصبح التعامل مع العدو الصهيوني في تونس وجهة نظر!! التطبيع مع التطبيع
إسلام أونلاين: القيادي الإسلامي البارز عبد المجيد النجار : فراغ « النهضة » يملؤه الجهاديون في تونس
السبيل أونلاين: الشيخ الحبيب اللوز يطلب نشر مشروع « فك الارتباط
فاضل البلدي: خــــروج من الصمت
عبدالحميد العدّاسي:: ردّ قصير على الأخ الفاضل البلدي
المسلم الصغير:رؤية متواضعة حول مستقبل العلاقة مع النظام (الحلقة 3)
موقع الشيخ راشد الغنوشي : المعهد البريطاني لبحوث السياسات العامة يستضيف الشيخ راشد الغنوشي
مصطفى عبد الرازق: الغنوشي واعتذار » ايلاف »
رافع القارصي : إلى روح الأخ العزيز محسن.: مرثية الحزن و الألم
أم عبد النور: توقفت القافلة لتعاود المسير
مدونة زياد الهاني :التمديد للزميل محمد بن صالح سنة رابعة
الصباح:ترشيح بوشيحة للانتخابات الرئاسية المقـــرّرة في خريــــف 2009
نور الدين المباركي: فيما حصار غزّة يبلغ أخطر مستوياته وزارة الثقافة توافق على عرض فيلم يحكي قصّة « اضطهاد اليهود » في الحرب
العالمية الثانية !!! ؟
الحياة:ابتكر نظاماً متطوراً للتحكم بموجات الراديو … التونسي فاضل غنوشي رائد في تكنولوجيا الاتصالات الذكية في كندا
الحياة:ناصر خمير: الثقافة والفنون معطلة في البلاد العربية
مدونة « قصة أونلاين »:بلعط… يبلعط… تبلعيط
مدونة Extravaganza الساخرة:هذا أنا، أو عندما ينزل بلعوط الجمهوريّة ضيفا على كارثة التلفزة التونسيّة
مدونة « ميادين » التونسية: طريحتين: وحدة لعلا الشابي ، و و حده لضيفو بهتان المسوّس
الوطن: التسوّل في تونس ظاهرة بصدد التوسّع…وتدخّل الهياكل الرسمية أصبح ضرورة
عالم الاجتماع التونسي مهدي المبروك لـ «العرب»: الحوار مع الشباب لم يجب عن الأسئلة الحارقة التي خلفتها أحداث «سليمان»
إيلاف: شباب الهارد روك في تونس: بين هوس الاستماع والسقوط في الفخ
الشرق:الصحفيون العرب يُـسـدلـون ستار خلافاتهم بالانتخاب لأول مرة
د. أحمد القديدي :قمة واشنطن عمقت الهوة بين أمريكا وأوروبا
صالح بشير:بين أوباما الرمز … والرئيس فارق يجب أن نحتسبه
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
manfiyoun@gmail.com
تدنيس المصحف في السجون التونسية
وتتتابع أخبار الإعتداع على المصحف الشريف في تونس دون أن تحرك الحكومة التونسية ساكنا أو تجري تحقيقا في الإعتداءات التي حصلت وبلغ رواتها حد التواتر الذي يستحيل معه التصديق بأنه يمكن تواطؤهم جميعا على الكذب، ومع ذلك تستمر السلطة في تونس في وضع الرأس في الرمل والإصرار على تكذيب كل الروايات مما يوحي بأنها تشجع مجرميها على ارتكاب هذه الجرائم الشنيعة وتتظاهر في نفس الوقت بأنها تخدم القرآن. لن يحصل التحقيق فيما أوردته جمعية حرية وإنصاف منذ يومين (1)، كما لم يحصل تحقيق مع المجرم الذي داس مصحف السجين أيمن الدريدي منذ حوالي سنتين (2) ولا فيما ورد في شهادة السجين السابق بوعبدالله بو عبد الله (3)!! فهل السلطة التي تكذب كل هذه الوقائع مستعدة لفتح تحقيق محايد في الموضوع ومحاسبة المعتدين أو الكاذبين؟؟ الجواب طبعا لا، وألف لا، … ولكن كثيرة هي اللاءات التي سقطت وتهاوت بسقوط من أطلقها! وإن الله عزيز ذو انتقام! … يملي للظلمة ثم يأخذهم أخذة رابية! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
حــرية و إنـصاف مرة أخرى يدنس المصحف الشريف في سجن تونسي
تعرض سجين الرأي الشاب رمزي الرمضاني المعتقل حاليا بسجن الناظور ببنزرت منذ خمسة عشر يوما للاعتداء بالعنف الشديد من قبل مدير السجن و ثمانية من الأعوان الذين قيدوه و اعتدوا عليه بالعنف و افتكوا منه المصحف الشريف و رماه أحد الأعوان أرضا و داسه برجله. و قد أكدت عائلته التي زارته يوم الخميس 27/11/2008 وجود رضوض و زرقة بجميع بدنه نتيجة الاعتداء الذي تعرض له كما أكد لعائلته تعرضه للاعتداء و وقوع عملية تدنيس المصحف الشريف وتمزيقه و رميه و وطأه من قبل أحد الأعوان أمام مسمع و مرأى عدد كبير من مساجين الحق العام. (تونس نيوز 28 نوفمبر 2008) (2)
الهيئة العالمية للدفاع عن الدين الإسلامي بتونس تدنيس المصحف الشريف في تونس!! ألا فهل من غضبة لله يا أمة الإسلام
صار معلوما لدى القاصي والداني خبر الحرب التي تشنّها الحكومة التونسية بقيادة (ابن علي) على الإسلام ومقدّساته؛ فمن قانون المساجد إلى خطة تجفيف منابع الدين، مرورا بالمنشور 108 القاضي بتحريم الخمار ولباس النساء الشرعي، إلى تدنيس المصحف الشريف! أي و الله! لقد تعمّد الضابط مدير سجن برج الرومي – الواقع بمحافظة بنزرت – المدعوّ (عماد العجمي) الاعتداء بالعنف على السجين » أيمن بن بلقاسم الدريدي » كما أخذ مصحف القرآن الكريم وضرب به السجين وأثناء الضرب سقط المصحفُ من يده على الأرض، فركله وداسه برجليه، وهو ما أثار حفيظة السجين المذكور واستنكاره. ولقد شهدت بهذه الواقعة بيانات فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدينة بنزرت ومما جاء فيها » وبلغ لعلم الرابطة أنه كان من نتيجة ذلك تعرّض السجين أيمن الدريدي لاعتداء جديد من طرف نفس المدير وأعوانه الذي – زيادة على الاعتداء الجسدي – قام بضربه بمصحف ثم ركل المصحف عند سقوطه أرضا. وأمام احتجاج السجين أيمن الدريدي على هذا الاعتداء الشنيع عاقبه مدير السجن بوضعه في السيلون – زنزانة انفرادية – ومنع عائلته من زيارته.. » وقد قدّم أهالي السجين المذكور شكوى مما جرى عليه من تعذيب وتدنيس المصحف إلى فرع الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان بمدينة بنزرت، كما أبلغ بذلك نقيب الهيئة التونسية للصحافيين. ولما شاع خبر تدنيس المصحف واستنكرت الهيئتان المذكورتان وغيرهما من الهيئات الجريمة، سارعت الحكومة التونسية إلى تكذيب خبر الواقعة متعهدة في الآن نفسه بإجراء تحقيق فيها، وهو ما ينمّ عن تناقض في الموقف؛ إذ كيف يعقل أن تنفي الحكومة وقوع الحادثة مع التعهد بالتحقيق فيها؟! وقد ردّت الرابطة على نفي الحكومة بتأكيد حصول الواقعة بما لديها من وثائق وبيانات. وإزاء إصرار الرابطة قامت الحكومة باعتقال رئيس فرع الرابطة ببنزرت السيد علي ين سالم وإحالته على التحقيق بتهمة نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام وإهانة موظف عمومي!… وما جرى اليوم بسجن برج الرومي جرى مثله وأضعاف أضعافه في سجون أخرى؛ ولولا خشية الإطالة لسردنا عشرات الوقائع! ولكن حسبنا هذه الواقعة بل الفاجعة التي حصلت في سجن « الهوارب » بالقيروان! فقد روى السجين فخري بن عمارة أنه كان بهذا السجن رفقة ما يقارب سبعين سجينا من شباب حركة النهضة التونسية. كان من جملة الإجراءات الصارمة التي اتخذتها إدارة السجن ضدّنا أن حرّمت علينا مسك المصاحف! أو قراءة القرآن تحريما قاطعا!… وفي صباح يوم من الأيّام أجمعنا أمرنا نحن المساجين الإسلاميين على مطالبة إدارة السجن بردّ مصاحف القرآن التي جرت مصادرتها منّا وحجزها عنّا. حضر مدير السجن الملازم أول المدعوّ » عادل عبد الحميد » إلينا – حين بلغه طلبنا – وسألنا في حنق وغضب متلفّظا بعبارات الكفر والفحش والبذاء: – آش بيكم يا أولاد….!! آش تحبوا….!! آش طالبين…..!! فأجابه مساعده المدعوّ » عبد الرحمن العيدودي » : – هاهم طالبين المصاحف ليقرءوا القرآن. فالتفت المدير إلينا وردّ على الفور قائلا: – » نعم…! لحظة…! توا تجيكم المصاحف « ! راح المدير وتركنا متلهّفين لاستقبال مصاحف القرآن لهفة الظمآن لقطرة ماء. مضت بضع دقائق، عاد إثرها ومن ورائه فرقة من أفراد الطلائع السجنية مدجّجين بالعصيّ والهراوات! و للتوّ جرّدونا تماما من أثوابنا وأمرونا بالجري في ساحة السجن في شكل طابور دائري، طوّقونا وطفقوا بنا ضربا مبرّحا حتى أسقطونا أرضا وقد أنهكنا الجري والتعب والأذى والألم! أمرنا المساعد بالجثيّ على ركبنا الدامية! ولّى المدير وتركنا ونحن على تلك الحال حفاة عراة، ثمّ عاد ومعه أحد الأعوان يحمل بين يديه مجموعة من مصاحف القرآن الكريم. وبأمر من المدير ألقى العون المذكور بالمصاحف على الأرض! وطرحها بساحة السّجن! ثمّ صاح المدير في وجوهنا قائلا: – » هاهي المصاحف اللي طلبتوها… »!! وأخذ يمشي عليها!! ويدوسها بنعليه!! في صلف وكبرياء وكفر واعتداء! متلفظا بسبّ الربّ!! تبارك وتعالى وشتم الدين!! والاعتداء على مقام الجلالة!! هزّنا ذلك المشهد هزّا عنيفا واعتصر الحزن قلوبنا؛ فما قدرنا على فعل شيء ندفع به ذلك الاعتداء الأثيم على كتاب ربّنا؛ وما أن صاح الطاغية بنا للالتحاق بعنابرنا مهدّدا متوعّدا لنا بمزيد العذاب والنكال والانتقام إن نحن طالبنا بمصاحفنا مرة أخرى؛ حتى عدنا وقد انفجرت منّا العيون تهمل بالدّموع باكية على الحال الذي آل إليه القرآن في تونس بلاد الإسلام! ليس من قبيل المصادفة أن يتكرّر هذا الصنيع الشنيع المتمثل في تدنيس المصحف الشريف في السجون التونسية؛ فما هو إذن بحادث عرضي ولا تصرف فردي منعزل؛ فقد تكررت هذه الجناية الفظيعة النكراء من أعوان البوليس والحراس في مختلف السجون والمعتقلات؛ وهو ما يميط اللثام عن سلوك منهجي لدى الحكومة وأعوانها في انتهاك الحرمات وتدنيس المقدّسات. إنه سلوك متعمَّد يأتي في سياق حرب شاملة تشنّها الحكومة التونسية بكافّة دوائرها وأجهزتها ومؤسّساتها على الدين الإسلامي ومقدَّساته. إن ركل مصحف القرآن الشريف لهو جريمة عظمى تكاد السماوات يتفطّرن منها وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّا! فكيف يرضى مسلم أن يُدنَّس أقدسُ مقدّساته!؟ أو كيف يغضي عن منتهكي أعظم حرمات ربّه؟! إن الجناية على كتاب الله جناية على أمّة الإسلام بأسرها! فعلى هذه الأمّة إذن واجب النصرة ! ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) {الحجّ:40}. عن الهيئة العالمية للدفاع عن الدين الإسلامي بتونس محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي (تونس نيوز 8 جوان 2006) (3)
دُنّــس المصحف في تونس قبل غوانتنامو واغـتـُـصب الرجال في تونس قبل أبو غريب
ماكنت لأكتب إلا أن أحد الأحبة رجاني ان القي بشهادتي لصاحب المقال « الانتصار للقرآن الكريم فرصة لتثبيت الاقدام » الذي نشرتموه يوم 13 ماي 05 وهو لأخي الحبيب هادي بريك الذي احبه واكن له كل الإحترام والتقدير لا اريده ان ينزل من فرسه ويكتفي بالتحريض او الدعوة للإحتجاج على ما حصل في غوانتنامو من تدنيس للمصحف , ويدعو المنظمات والهيئات العالمية والعربية الرسمية وغيرها, للإحتجاج ضد أمريكا التي دنست المصحف . غريب أمرنا نحن العرب حتى الشر إذا صدر من امريكا يأخذ الصدارة وإذا صدر من غيرها من بني جلدتنا لا نحتج عليه, ونثور ونزمجر وننزل للشوارع. الم تعلم اخي الحبيب هادي ومن وراءك العالم – وانت تعلم اني من خريجي السجون التونسية – ان المصحف الشريف داسته أقدام زبانية نظام بن علي في سجن الكاف وفي سجن قابس وفي غيرها من السجون قبل أن يدنس في غوانتنامو. أقسم اني كنت في سجن الكاف 95/96 في عزلة حتى أدخلوا عليا جمعا من الإخوان سألتهم ماذا حصل, فحدثوني انه كان بينهم مصحفا يتداولونه خفية في الغرفة. و عقدوا العزم على طلب ادارة السجن ان تسمح لهم ببعض المصاحف, فما كان من مدير السجن إلا ان قام بحملة تفتيش تم ضبط المصحف المخفي, فمسكه بيده ثم القى به أرضا و داسه بقدميه وقذف به الى الباب , فثار الإخوان في وجهه وحاولوا الإعتداء عليه فتمكن من الفرار واستنفار اعوانه الذين انهالوا على الإخوان ضربا ,.ثم زج بهم في الزنزانات, حيث ثرنا واضربنا وحاولنا فعل ما قدرنا عليه. ونحن مضربون عن الطعام وبالرغم من القيد تمكن أحد الإخوان من الحصول على مادة الشامبو[ لغسل الراس] فشربها مما استلزم نقله للمستشفى وهو يطالب باسترجاع المصحف الشريف . وكنت أشاهد بعيني عند حملات التفتيش كيف يلقي الأعوان بالمصحف إذا عثروا عليه مع أحدنا بالرغم من حرصنا الشديد على حفظه وإبعاده عن أعين وبطش الجبابرة. وهذه اخرى, حدثني بها بالأمس اخي علي البدوي وهو الذي ناشدني ان اقول ما اقوله الآن, والحادثة حصلت مع الأخ علي في سجن قابس سنة 94 حيث اخذ الملازم شكري بوسريح مدير سجن قابس المصحف من يد الأخ والقى به في الزبالة اي [باكية الزبالة] وانت تعرف معنى الباكية اخي الحبيب هادي. فالمصحف ممنوع في السجون التونسية وإن عثر عليه فإنه يداس أو يلقى في الزبالة. أما انتهاك الأعراض واغتصاب الرجال فهذا أمر يحدث يوميا في السجون التونسية , منذ سنة 90 أي سابق لحادثة ابو غريب . واسمع مني اخي الحبيب الهادي, بعد خروجكم من السجن سنة 87 استحدثت اشياء ما انزل الله بها من سلطان في السجون التونسية منها مسألة [ بللهجة التونسية طبس وكح ] اي يجبر السجين بعد ان يجرد من ثيابه كاملة على الإنحناء أمام اعوان السجون في وضع الركوع ثم يطلب منه السعال بقوة وأحد العوان يدخل إصبعه أو أي آلة في دبر السجين بتعلة البحث عن ممنوعات , والله هذا يحدث يوميا خصوصا في سجن 9 افريل أي بالعاصمة بالقرب من قرطاج . ألم يسمع العالم بتدنيس المصحف في تونس؟ الم يسمع صراخ الرجال وهم يغتصبون في تونس؟ وان سمع هل ينفعل كما انفعل اليوم ضد مصحف امريكا؟ ام هل الجريمة لا نثور ضدها الا اذا جاءت من أمريكا؟؟؟ أخي الحبيب اخوانك في السجون ثاروا للمصحف قبل الأفغان وقبل غيرهم لكنكم لم تثوروا. فإذا منعنا انفسنا من رد الفعل والإنتصار لشرف مقدساتنا فالأولى بنا ألا نطلب من غيرنا هذا . اقول لك هذا ولأمثالك حتى نثأر ويثُار العالم الذي استصرخته أنت لمصحف تونس وأمريكا معا. بوعبدالله بوعبدالله سويسرا، 14 ماي2005 (تونس نيوز 15 ماي 2005) نقل وتعليق صابر التونسي
الحرية لجميع المساجين السياسيين “
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 29 نوفمبر 2008
تواصل الإيقافات ..خارج سلطة القانون .. و رقابة القضاء..!
لئن أفلحت المجهودات التي بذلها النشطاء الحقوقيون و المحامون المدافعون عن حقوق الإنسان في تسليط الأضواء على ما تشهده مدينة بنزرت و أحوازها من عربدة للبوليس السياسي دون رقيب و لا حسيب .. فإنها عجزت لحد الآن عن إبعاد شبح الإختطافات و الإحتجاز التعسفي عن الطلبة و الشبان المتهمين بـ « الميول السلفية » .. و قد عبرت عائلة الطالب فيصل بن محفوظ بن عباس عن مخاوفها من تعرضه للتعذيب و سوء المعاملة بعد اختطافه من أمام المبيت الجامعي يوم السبت 22 نوفمبر 2008 من مجموعة من الأشخاص باللباس المدني يعتقد أنهم من أعوان البوليس السياسي . علما أن الطالب المحتجز مولود في 12جويلية 1986 و يزاول دراسته بالسنة الثالثة اختصاص إعلامية بالمعهد العالي للعلوم الطبيقية والتكنولجية بماطر . … وقد تزامن هذا الاختطاف مع مداهمة منزل والديه حيث تم حجز حاسوبه الشخصي و بعض الكتب الدراسية و الفكرية و مجموعة من أقراص الليزر .. و قد رفض الأعوان الذين داهموا المنزل الإستظهار بأي إذن قضائي أو بيان سبب الحجز .. و إذ تذكر الجمعية بما دأب عليه البوليس السياسي ببنزرت من هرسلة متواصلة للطلبة و التلاميذ ، و منهم الطالب المحتجز الذي سبق استدعاؤه في بداية صيف 2008 مباشرة بعد إنهائه الإمتحانات الدراسية ، فإنها تطالب بالإفراج الفوري عنه و تمكينه من حقه في مواصلة دراسته بصورة طبيعية و إنهاء سياسة الإيقافات الإستباقبة ..و ترهيب الشباب بتعلة .. » محاربة الإرهاب » .. ! عن فرع بنزرت رئيس الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 01 ذو الحجة 1429 الموافق ل 29 نوفمبر 2008
جمع الأموال لصندوق 26-26 تطوع و تبرع أم إكراه و ابتزاز؟
قامت مجموعة مكونة من عمدة بلدة مدينة بوفيشة وعون تراتيب وعون شرطة بلباس مدني صباح اليوم السبت 29/11/2008 بجولة في السوق الأسبوعية بالمدينة المذكورة قصد جمع التبرعات لصندوق 26-26 إلا أن بعض التجار المنتصبين بالسوق رفضوا الدفع و اعلموا المجموعة بأنهم دفعوا تبرعاتهم في أسواق أخرى وأنهم غير قادرين على الدفع في كل سوق وأن هذا يعد أولا وآخرا تبرعا فما كان من المجموعة إلا أن هددت بحجز البضائع وفي مرحلة أخرى خيرت التجار بين الدفع فورا وبين عدم الانتصاب مجددا في سوق البلدة. و حرية و إنصاف 1) تندد بهذه المضايقات المتكررة التي يقوم بها بعض الأشخاص باسم جمع التبرعات لفائدة صندوق 26-26 بينما هم يلزمون بسطاء الدخل من الحرفيين و التجار الصغار بمبالغ لا يقدرون على دفعها حتى أصبح التبرع نوعا من الجباية. 2) تدعو السلطة إلى وضع حد لهذه التجاوزات المخالفة للقانون من أجل حماية صغار التجار من هذا النوع من الابتزاز و الإكراه. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
اللجنة الوطنية لمساندة الحوض المنجمي
29 – 12 – 2008
إعلام
محاكمة: علمت اللجنة عن طريق السادة المحامين أن محاكمة المحالين في القضية الرئيسية للحوض ألمنجمي عينت ليوم الخميس 04 ديسمبر 2008 . ومعلوم أن 38 متهما – اغلبهم في حالة إيقاف – سيحاكمون بتهم خطيرة ، منها تكوين وفاق من اجل الاعتداء على الأشخاص والممتلكات ، توزيع ونشر مناشير بغاية إثارة الشغب الخ…. اللجنة الوطنية التي تذكر بكل الخروق التي صاحبت أطوار القضية ومنها الحصول عن الاعترافات عن طريق التعذيب، عدم ذكر تاريخ بداية ونهاية التحقيق، التغافل عن ذكر تاريخ الإيقاف….. تدعو السلطة لإطلاق سراح كل الموقوفين وإيقاف التتبع ضد كل المتهمين وحل كل القضايا الاجتماعية بالمنطقة بالوسائل السلمية والحوار. زيارة: زار وفد فرنسي هام متكون من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والصحافيين منطقة الحوض ألمنجمي والتقى بعائلات العديد من الموقوفين بالرديف ووقف على الوضع الصعب الذي تعيشه هذه العائلات . وعند عودة الوفد تحول جزء منه إلى مدينة القيروان للتعبير عن مساندتهم لمنسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي ، الأخ مسعود الرمضاني الذي يعيش حصارا متواصلا من قبل قوات الأمن منذ بداية ماي الفارط. سيارات الشرطة التي تحاصر المنزل اختفت عند الزيارة لتعود بعد مغادرة الوفد. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني و عبد الرحمان الهذيلي
ممتلكات »الموقف »في المزاد العلني وبداية الإحتجاجات على القرار
مداخلة بمدير تحرير « الموقف » السيد منجي اللوز
السبيل أونلاين – خاص – زهير مخلوف – تونس انعقدت ندوة صحفية اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2008 ، بقر « الحزب الديمقراطي التقدمي » ، حضرها عدد من الصحفيين والسياسيين ، ووقع تناول قضية البيع بالمزاد العلني لمعدات جريدة « الموقف » ، وذلك تنفيذا لحكم صادر ضدها سنة 2000 ، بطلب من البنك التونسي وذلك استخلاصا لدين مزعوم ، وتعود ملابسات القضية إلى تاريخ فتح المدير المسؤول عن الصحيفة أحمد نجيب الشابي حسابا جاريا سنة 1984 ، وتوقف عن استعماله بعد سنة ، غير أن مصالح البنك لم تقم بغلقه إلا سنة 1995 ، واستمر البنك في توظيف الفوائض إلى أن تفاقم مقدار الدين من حوالي ألف دينار (1000) إلى سبعة آلاف دينا (7000) ، ورغم أن مدير صحيفة الموقف قام بإجراءات الصلح مع البنك التونسي إلا أنه رفض ، وقد شاب أطوار القضية الكثير من الثغرات القانونية إلا أنه لم يقع إنصاف الصحيفة ، وقد توجه منذ أسبوعين عدل منفذ ليقوم بحصر ممتلكات « الموقف » وقرر بيعها بالمزاد العلني يوم غد السبت 29 نوفمبر 2008 ، وقد قرر الحزب الدخول في إحتجاجات متعددة ليوقف هذه المهزلة . وقد اتصلنا بمدير تحرير « الموقف » منجي اللوز وسجلنا له المداخلة التالية الرابط على اليوتوب: http://www.youtube.com/watch?v=9Famy8FX6AI (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 29 نوفمبر 2008)
العدل المنفذ لم يجد مشترين لمعدات »الموقف »ويتعلل بالمضايقة
السبيل اونلاين – خاص – زهير مخلوف – تونس بعد تحديد ساعة وتاريخ بيع معدات واثاث جريدة « الموقف » لسان حال « الحزب الديمقراطي التقدمي » ، اليوم السبت 29 نوفمبر 2008 ، على الساعة الحادية عشر صباحا . وحضر في الموعد المحدد مجموعة من الإعلاميين لتغطية الحدث ، غير أن العدل المنفذ تأخر عن موعده الذى قرره سلفا ، إلى أن غادر الصحفيون ، وقدم بعد تأخير بساعة وربع ، ولم يجد غير صحفيي « الموقف » ، الذين طلبوا من مدير الصحيفة أحمد نجيب الشابي العودة من جديد لحضور إجرءات البيع ، وعند وصوله مع الأمين العام المساعد للحزب عصام الشابي (وهو يشغل مهنة عدل منفذ) ، سجلا إحتجاجهما على تأخره عن الموعد ، وعملا على تسهيل مهمته ، ولكن لم يحضر أي مشتري ، وقد إفتعل العدل المنفذ إشكالات منها ، احتجاجه على قيام بعض الصحفيين بتصويره ، كما انزعج من التوضيحات التى قدمها نجيب الشابي حول الخلفيات السياسية لقضية « الموقف » ، وقد ادعى أن ذلك يعطل مهمته . وغادر مقر « الموقف » مدعيا أن هناك تعطيلات واتهامات وجهت له ، ويعتقد أن هذه الممارسة تندرج ضمن سيناريو قادم ، يفتح المجال أمام قوات الداخلية للتدخل بالقوة لتنفيذ القرار . فمتى تتوقف سياسية مضايقة « الموقف » وافتعال القضايا لها ، وتوظيف القضاء لإسكات الأصوات الحرة ؟ وهل بدأ تنفيذ القرار غير المعلن والقاضي بإجراء انتخابات 2009 بدون حضور صحيفة « الموقف » ؟ المصدر: السبيل أونلاين،بتاريخ 29 نوفمبر 2008
والدة مية الجريبي في ذمة الله
السبيل أونلاين – من زهير مخلوف – تونس انتقلت ليلة أمس 28 نوفمبر 2008 إلى جوار ربها المغفور لها زهرة الجريبي ، والدة الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي ، وشيع جثمانها اليوم السبت 29 نوفمبر 2008 ، على الساعة الثالثة بعد الزوال بمقبرة مدينة رادس بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة . يذكر أن الفقيدة قد توفيت على اثر جلطة ألمّت بها البارحة ، على إثر مشاهدتها لمداخلة رئيس تحرير « الموقف » رشيد خشانة على قناة الجزيرة القطرية ، والذى وضّح خلفية بيع ممتلكات الصحيفة في المزاد العلني ، وقد تألمت لذلك ووعدت إبنتها مية الجريبي بأنها ستشتري المعدات وستتركها للصحيفة ، وبعد وقت قصير توفيت بشكل مفاجىء ، وتبين بعد ذلك ان سبب الوفاة كان سكتة قلبية . وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم أسرة السبيل أونلاين بأحر التعازي إلى عائلة مية الجريبي , سائلين الله تعالى أن يفرغ عليهم الصبر والسلوان وأن يعوضهم خيرا وأن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يدخلها جنته .. وانا لله وانا إليه راجعون . (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 29 نوفمبر 2008 )
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس مكتب الشبـاب بـــيــــان
يعيش أهلنا في قطاع غزة أيام صعبة حيث اجتمع العدو الصهيوني و حكومة « أبو مازن » ومن ورائهم الأنظمة العربية العميلة على حصار أبناء أمتنا، فمنعوا عنهم الغذاء و الأدوية و الوقود و كل الحاجيات الأساسية للعيش الكريم مما يهدد حياة أكثر من مليون ساكن و ينبئ بكارثة إنسانية صحية و بيئية. و إن لم يعد يخفى على أحد أن أهل غزة يعاقبون منذ أكثر من سنتين جراء إختيارهم حركة المقاومة الإسلامية كممثل شرعي لهم في إنتخابات شاهد العالم بأسره بنزاهتها بهدف إفشال هذه التجربة و حتى تذعن حكومة »حماس » لمطالب الرباعية الدولية و الكيان الصهيوني، فهاهي الجامعة العربية التي قررت سابقا كسر الحصار عن القطاع لم تحرك ساكناً أمام ما يعانيه سكان غزة، ولم يكفي حكام مصر إغلاقهم معبر رفح في وجه المساعدات ، فيمنعون اليوم بالتنسيق مع حكومة الضفة و مملكة « أل سعود » حجاج القطاع من التوجه لبيت الله الحرام لتأدية مناسك الحج. إنّ الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس الذي يتابع بألم و إستنكار الاعتداءات المتواصلة و المتكررة على الشعب الفلسطيني من العدو الصهيوني بالتعاون مع الأنظمة العربية: – يحيّي صمود أهلنا المرابطين على أرض فلسطين الحبيبة عموما و غزة خصوصا. – يؤكد دعمه اللامشروط و بكل الوسائل لأهالي القطاع . – يدين بحزم تواطؤ حكومة الضفة على شعبها الفلسطيني كما يحمل المسؤولية بالأساس للنظام المصري الذي يغلق معبر رفح الذي تمتلك مصر وحدها حق غلقه أو فتحه إذ كانت تمتلك حق السيادة فعلا على أراضيها. – يدعو شباب تونس بمختلف توجهاتهم، خاصة بالمؤسسات الجامعية إلى الوقوف إلى جانب أهلهم في غزة و دعمهم بكل الوسائل المعنوية و مادية. ختاما، نهيب بالشرفاء في العالم و أبناء الأمة في كل مكان و خاصة أهل مصر إلى كسر الحصار على قطاع غزة و مد يد العون للشعب الفلسطيني و نأمل دعم كل جهود الوحدة بين الفصائل الفلسطينية حول مشروع المقاومة للمحتل الغاصب حتى يعود للقضية الفلسطينية بريقها. منسق مكتب الشباب معز الجماعي
معز الجماعي
نشاط الشباب الديمقراطي التقدمي في الجهات
انتقل الدكتور أحمد بوعزّي عضو المكتب السياسي المسؤول عن الشباب والمرأة إلى صفاقس وقابس وأشرف بمعية الأخ ماهر حنين عضو المكتب السياسي على تكوين مكتبي شباب بالجهتين ونوقش خلال الاجتماعين الذين انتظما بمقرّي جامعتي الحزب حملة من المسائل العالقة المتصلة بالقرارات التي اتخذت في ملتقى الشباب الذي انعقد أواخر أوت 2008، ووقع ضبط برنامج للأنشطة الشبابية في المدة المقبلة لتفعيل دور الشباب في خطة الحزب للسنة السياسية، كما تمّ ضبط محاور مشروع ميثاق الشباب الديمقراطي التقدّمي وهي: الحرّيات والعدل الاجتماعي والثقافة الوطنية. وتكون مكتب شباب صفاقس من: شاهين السافي (منسّق)، رشاد شوشان (التنظيم والعمل الاجتماعي)، غسان بقلوطي (الشأن الطلاّبي)، وفاء جاوة (الثقافة والمرأة)، محمد الصالح الشابي (الدراسات والتوثيق)، معزّ الباي (الإعلام). وتكون مكتب شباب قابس من: معزّ الجماعي (منسّق عام)، رفيقة الجلالي (أمينة مال)، حسام السلايمي (الشأن الطلاّبي)، هيثم الجماعي (الإعلام)، سلمى ظاهري (الثقافة والمرأة)، صالح مخلبي (التوثيق)، سليم فتّاحي (الهيكلة والتنظيم).
معز الجماعي
بسم الله الرحمان الرحيم
يحدث في سوسة
في كلية الآداب و العلوم الانسانية بسوسة
تتعرض أخواتنا المحجبات مند حوالي أسبوع لأشكال مختلفة من التضييق على حرياتهن الشخصية الدي وصل الى نوع من التحرش حيث يقف أربعة من الأمن الجامعي و أعوان اداريين في الباب أين يحدق كلهم في تفاصيل الثياب التي ترتديها كل أخت فيتم طرد بعضهن و يطلب من أخريات تعديل الحجاب بطريقة معينة و يطلب من أخريات كشف جزء من شعرهن ليتم السماح لها بالدخول و لبعياد بالله. تواصل الادارة رفضها ترسيم الطالب -عدنان محمودي- في السنة الثانية تاريخ للمرة الثالثة دون سبب واضخ رغم أن القانون يسمح له بدلك. تواصل الادارة حربها المفتوحة على الاسلام حيث صرح كاتب عام الكلية لأحد الطلبة بالحرف الواحد-أنا ضد الحجاب و ضد النفس الاسلامي في ال كلية متاعي – كما يتم التعرض باستمرار لأي طالب يضهر اطالة لحيته وفق سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم في باب الكلية أحيانا و باجباره على توقيع التزام أحيانا أخرى. طلبة التجمع اللادستوري اللاديمقراطي يواصلون زهوهم بالواقع الزاهي الدي تعيشه الجامعة التونسية و يبرمجون اقامة حفل يوم الجمعة القادم يؤثثه الشاب صاليح في خطوة منهم تزيد من التأكيد على لاوطنية هده الفئة من الطلبة و لا قوميتهم و لا اسلامهم حتى. و في الختام فقد تم القبض على تاجر في البلاد العربي بسوسة و محاكمته و الحكم عليه بشهرين سجنا و التهمة أن المسكين كان يبيع الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة مع ما يبيعه من ملابس رجالية و نسائية. أما الطلبة المستقلون بالكلية فيواصلون حملتهم لنصرة رسول الله صلى الله عليه و سلم ازاء الحرب المستمرة على الاسلام و المسلمين في أوروبا و أمريكا و التي قد اتخدت من الاستهداف لشخصه عليه الصلاة و السلام منهجا و عادة راجين من الله تعالى أن يكتب جهدنا في في ميزان حسناتنا متوقعين أن تساهم الحملة في اقناع اخوتنا الطلبة بالاسلام خيارا و منهج حياة و في دفعنا و اياهم للتمسك أكثر بكتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام .
الطلبة المستقلون في كلية الآداب و العلوم الانسانية بسوسة
شكرا لكـــم
زياد الهاني
لكلّ الذين تفضلوا بتهنئتي بمناسبة انتخابي عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي للصحفيين، أقول شكرا جزيلا.. وأنا ممتنّ لكرمكم تجاهي، وكلّـي أمل في أن أكون في مستوى انتظاراتكم.. أقول شكرا لزملائي في المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الذين شرّفوني باقتراحي لتمثيل نقابتنا في الاتحاد الإفريقي للصحفيين.. أقول شكرا لزميلي منجي الخضراوي الذي كان أول من بادر لنشر خبر انتخابي في مدونته، http://minerva2presse.blogspot.com/2008/11/blog-post_24.html واعتبره انتصارا للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. وهو موقف منه يسعدني ويشرفني ويجعلني أكثر شعورا بثقل المسؤولية.. أقول شكرا لكلّ من ساندني ووقف إلى جانبي في رفع التحدي، وخاصة الزميل يونس مجاهد نقيب الصحفيين المغاربة ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين.. أقول شكرا لصحف لابريس والرونوفو التي نشرت خبر انتخابي وهنّأتني بموقع أراه يتجاوز شخصي وحتى نقابتي، لأني سأكون فيه ومن خلاله صورة لبلادي
السبت,تشرين الثاني 29, 2008
الوكالة التونسية للأنترنات-وريدة بين نخيل الحصانة القانونية ؟؟؟
محكمة ناحية تونس: رفض الدعوى المرفوعة ضد الوكالة التونسية للانترنت!!؟
بقلم زياد الهاني أصدرت الدائرة الثالثة بمحكمة ناحية تونس برئاسة السيدة وريدة الغربي حكمها برفض الدعوى المرفوعة ضد الوكالة التونسية للانترنت بسبب حجبها موقع « فايس بوك » الاجتماعي العالمي. الحكم الصادر في القضية عدد 68787 بتاريخ 25 نوفمبر 2008 الجاري، التي رفعتها ضدّ « عمّــار 404 » احتجاجا على عمليّات الحجب غير القانوني، لم يتضمّـن أيّ تعليل؟ فقد جاء في دفتر الأحكام بالمحكة ما يلي: القضية عدد 68787 : حكمنا ابتدائيا برفض الدعوى وإبقاء مصاريفها القانونية محمولة على القائم بها في حين جاء في نفس اليوم الحكم في القضية عدد 68156 بما نصّه: حكمنا ابتدائيا بعدم سماع الدعوى الأصلية لسقوطها بمرور الزمن. كذلك تم تعليل الحكم الصادر في القضية عدد 70748 بتاريخ 11 نوفمبر 2008 بما نصّـه: حكمنا ابتدائيا برفض الدعوى لعدم الاختصاص الحكمي وإبقاء مصاريفها محمولة على القائم بها. علما بأن الوكالة التونسية للانترنت لم تحضر عند المناداة عليها في الجلسة الأولى يوم 4 نوفمبر 2008 ممّـا استوجب استدعاءها بواسطة عدل منفّـذ لجلسة ثانية يوم 18 نوفمبر 2008. إلاّ أن الوكالة لم تحضر مجددا!؟ وحسب القانون كان على المحكمة أن تبتّ في الدعوى حسب أوراقها، وغياب المطلوبة حجة عليها.. لكن السيدة وريدة الغربي التي احتكمتُ أساسا إلى ضميرها، رأت غير ذلك، وحكمت برفض الدعوى دون تعليل!؟ وتجدر الإشارة إلى أن عديد الجهات الحقوقية وحتى القضائية لم تنفك تطالب بتعزيز استقلال نظامنا القضائي وإلغاء كل النصوص القانونية التي تكبّلـه وتكرّس تبعيّتـه للسلطة التنفيذية، وخاصة منها القانون المنظم للمجلس الأعلى للقضاء (المصدر : موقع زياد الهاني الإلكتروني بتاريخ 28 نوفمبر 2008)
الرأي الآخر نحو فرز جديد للحياة السّياسية… يعيد للسّياسة اعتبارها.
عبد السلام بوعائشة بقطع النظر عن التوصيف الإيديولوجي والسياسي للأحزاب والحركات السياسية وعن موقعها من مؤسسات الحكم سواء كانت مباشرة لسياسة الدولة أو في المعارضة منها، يمكن الجزم منذ البداية بأن التحولات العميقة التي حدثت في العالم طيلة العقدين الأخيرين وما تبعها وصاحبها من تحولات مماثلة وربّما أعمق وأخطر على المستويين القومي العربي والقطري المحلي جعلت الأحزاب السياسية تفقد الكثير من بريقها ودورها القائد في دولها لحساب هياكل ومؤسسات جديدة ليس هذا مقام التعرض لها والبحث في أسباب صعودها كما ان هذه التحولات أحدثت شروخا إيديولوجية وأخلاقية وسياسية في بناء الظاهرة الحزبية وأساليب عملها وفي علاقاتها بالحكم والمعارضة خاصة مع البروز القويّ للأحزاب الدينية والطائفية والعرقية وتحوّل أحزاب اليسار عن الاشتراكية وتراجع الأحزاب القومية عن القطع مع الدولة القطرية وبروز أحزاب التفصيل (أحزاب حقوق الإنسان وأحزاب البيئة وأحزاب الوكالة الرأسمالية) إلى درجة أصبح فيها مبرّرا إعادة طرح التساؤل حول مفهوم الحزب باعتباره مؤسسة يلتقي منخرطوها على نظرية وبرنامج في التغيير الشامل لسياسة الدولة والبحث له عن مفهوم جديد يتناسب مع الأدوار الحالية التي باتت تلعبها الظاهرة الحزبية ومن بينها « تفتيت » أو « بيع » أو « إلغاء » المجتمع أو جزء منه وهو ما نراه في أكثر من بلد عربي وفي تونس أيضا. ولعل أخطر ما بات يصيب الظاهرة الحزبية – حاكمة كانت أو معارضة – والحياة السياسية بشكل عام من جرّاء هذه التحولات هو تراجع حضور المجتمع والشعب في مداولات الأحزاب والسياسيين وانحدار « اللعبة » السياسية إلى مستنقع محترفي الاقتصاد أو الانزلاق في سوق الانتخابات والتسلق الوظيفي أو السلطوي ممّا ضاعف من غربة السياسة عن الشعب وجعل مؤتمرات الأحزاب ومداولات نوّابها في البرلمانات وقياداتها في المنتديات والمجالس مجرّد لغو فاقد للمصداقية الشعبية رغم توفر قدر من المسؤولية والجدية في الكثير من برامج هذه الأحزاب وأداء قياداتها لأنّ الأجواء العامة للأحزاب وأدائها السّيئ في ساحة السياسة معزولة عن الشعب يطغى بضجيجه وأوحاله على الإرادات الجادة التي تعمل عكس التيار العام وتغرّد خارج سرب المصالح والجري وراء المكاسب الشخصيّة. وقبل أن نتطرق لبعض ما يمكن أن يعالج به هذا الوضع الرديء لواقع السياسة والأحزاب وجبت الإشارة إلى الحقيقة التي لابدّ أن يعرفها الشعب وهي أن هذا الواقع الذي آلت إليه الحياة السياسية عامة والحياة الداخلية للأحزاب خاصة مردّه الأساسي ليس تحولات العالم بعد انهيار الإتحاد السوفياتي واكتساح الرأسمالية المتوحشة للعالم بما فيه أقطارنا العربية فحسب وإنما السبب الأساسي فيما حدث هو وضع الأحزاب الحاكمة في الدول العربية جدارا عازلا بين دولها وبرامج الإصلاح السياسي اللازم لمواجهة تيارات العولمة الغازيّة عبر الحدود الفضائية والبرية مزيحة في طريقها كلّ برامج القيد الإعلامي أو الجمركي أو المالي والسياسي حتّى في نسق تصاعدي لم ولن يتوقف إلا بانهيار كلّ الحدود بما فيها الحضارية الممانعة أو بحاجز تتوافق فيه سلطة الحكم مع سلطة السياسة (الأحزاب) مع سلطة الحضارة (الشعب) فتضع حدّا للتداعي الداخلي وتفتح بوابات المستقبل على مصراعيها أمام التقدّم. كيف يمكن لهذا التوافق أن يحدث في ظل غربة السياسة و فساد الأحزاب واستقالة الشعب؟ الطريق لن يكون سهلا والنتائج قد لا يراها جيل قادة الحكم وزعماء الأحزاب القائمة ولكن البداية تقتضي ممّن هم على كراسي المسؤولية الوطنية والحزبية أن « يتواضعوا » والتواضع هنا بمفهوميه الأخلاقي القدوة الحسنة والسياسي (التوافق) على نهج في الممارسة والأداء السياسي يجعل من رجل السياسة مهما كانت إيديولوجيته أو موقفه من الحكم أو المعارضة مثالا يحتذى في الصّدق والأمانة والالتزام بالصالح العام والزهد في المنصب وفي المغنم ويتحرر قدر الإمكان من الغلوّ في الاعتداد بموقفه وبرنامجه ورؤيته في إدارة الشأن العام وسياسة الناس وأن يجعل المصلحة الوطنية هي معيار الحكم على الآخرين سواء كانوا حاكمين أو معارضين أو مواطنين عاديين. وسواء كانوا من ذوي القربى أو من البعداء عنه. ولعلّ هذه البداية على « تواضعها » تجعلنا نعيد النظر في مقاييس الفرز والتقييم والحكم الإيديولوجي والحزبي والاجتماعي الذي وإن كان مطلوبا في مرحلة من مراحل البناء الوطني السابقة أو اللاّحقة إلا أنه وفي واقع الحال الوطني والقومي أصبح مصدر إضعاف وتفكيك لا يخدم سوى الفاعل الخارجي المتربّص بالدّولة والمجتمع. ثمّ إن الفساد السياسي بأنواعه (برامج – أساليب – أخلاقيات -…) قاسم مشترك وإن بدرجات متفاوتة بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة وبين رجال السلطة ورجال المعارضة. فليس كلّ تجمّعي مثلا إقليميّا وغير ديمقراطي ومستغل وليس كلّ معارض وحدويّا ديمقراطيّا واشتراكيّا بل لعل بعض الأحزاب المعارضة للسلطة تمثّل عبئا على المجتمع وتاريخه أكثر من الحزب الحاكم وبعضها أكثر بعدا عن الديمقراطية من الحزب الحاكم. كما أن الحزب الحاكم على جماهيريته العددية أبعد عن ضمان العدالة الاجتماعية وتمثّل هوية البلاد في بعدها الحضاري الأصيل من أحزاب معارضة. نحن في هذا المقام لا نجري مفاضلة بين الأحزاب بل نريد التأكيد على أن التداخل حاصل بينها في حقول عدّة يستهدفها المشروع السياسي الوطني . ولذلك فإنّ التوصيف الآلي للأحزاب تبعا لموقعها من الحكم يخفي رغبة عند أصحابه في البقاء في الحكم إن كانوا حاكمين وتسلّق مراكز السلطة إن كانوا معارضين. مسألة التوصيف في نظرنا يجب أن تنطلق من تقدير المصلحة الوطنية فيما تتمثل وأين تتركّز ومن يعبّر عنها التزاما وأخلاقا وأداء. عندها سنكتشف فساد منهج المزايدة في « الحكم » وفي « المعارضة » وفساد منطق « التكفير » و »التهجير » وفساد منطق « الموالاة » و »المغالاة » ونكتشف أيضا أنّ تونس لجميع من يحمل هويّتها في عروبة شعبها وقيمه الإسلامية وتاريخه الوطني الحافل بالعطاء والإبداع وهي لذلك لكل من يدافع عن كرامتها وسيادتها وحرية قرارها وسنكتشف أن الاستحقاق الانتخابي القادم قد يكون مناسبة ومحطّة نحن في اشدّ الحاجة لها وطنيا لتحقيق مصالحة تاريخية بين السياسة والأحزاب والشعب لا تهمّ فيها نسبة المشاركة وحصص الأحزاب وعدد الأصوات والمقاعد وإنّما الأهم قبل كلّ ذلك هو تفعيل مقاييس جديدة للفرز السياسي تكون فيها الأخلاق السياسية والالتزام بالصالح العام والزّهد في الكسب الشخصي قاعدة لكلّ نجاح.
*المصدر: الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد61 الصادر قي 28/11/2008
الحرية أولا وأخيرا عن الفساد والمفسدين في الأرض
خالد الكريشي كثيرا ما يتبادر لذهن البعض عند تطرقهم لآفة الفساد أن لها وجه واحد و هو الوجه المالي/السياسي، و بالتالي السعي لتحقيق مصالح مادية بإستغلال المنصب السياسي في خرق واضح للقوانين الجارية بها العمل .فللفساد وجوه عدة و عناوين مختلفة، فهذه الآفة السرطانية الإجتماعية – بما أنه لا يخلو منها أي مجتمع من المجتمعات – تمتد في جميع ميادين المجتمع أفقيا و عموديا بدون حدود و لا ضوابط حتى كاد الإنسان أن يتحول إلى كائن فاسد يعايش الفساد و يتأقلم معه و صارت له قابلية على تبريره و لو لم يكن عن فاعلية بل من ضحاياه في أغلب الأحيان أو أنه أضحى ورم سرطاني صعب إستئصاله وأنه ليس بالإمكان أبدا أحسن مما كان،وكثيرا ما يتذرع بعض الفاسدين الصغار المبتدئين بأن الضرر الذّي يلحقونه بفسادهم لا يكاد يذكر أمام فساد « الحيتان الكبيرة » أو « القطط السمان » والحال أن من يزوّر إنتخابات مهنية قطاعية ويوظف في سبيل الفوز بها المال العام كمن يزور إنتخابات رئاسية أوتشريعية ،سيّان من حيث الأساس والوسائل المتبعة والضرر الذّي تحدثه في المجتمع وكمن يستغل منصبه السياسي لسرقة الملايين كمن تكون حصيلة سرقته بعض المليمات. و يشمل الفساد طبقا للمعايير الدولية المتصادق عليها تسعة عشر صورة من ذلك ، – عدم أداء الواجبات و الإنشقاق و التطفل، – الخيانة و التخريب و الصفقات الخارجية غير المشروعة، – سوء إستخدام الأختام الحكومية السكن الرسمي و السيارات الحكومية والمنح، – الإختلاس و خصخصة الموارد العامة و السرقة،- المراقبة غير المشروعة و سوء إستخدام الإتصالات السلكية و اللاسلكية و البريد، – سوء رصد الأموال و التزوير و سوء إستخدام الأموال، – محاباة الأصدقاء(الشللية) و عمليات التستر، – إساءة إستخدام السلطة و الترهيب و التعذيب و العفو غير اللازم و تخفيف العقوبات، – علاقات مع الجريمة المنظمة و أنشطة السوق السوداء، – الخداع و الإحتيال و إساءة التمثيل و الغش و سلب الأموال الخداع و الإبتزاز و التهديد،- قبول هدايا و ورسوم و أموال تعجيل المعاملات أو حضور حفلات ترفيهية وولائم في غير مناسبات لذات الغرض، – تضليل العدالة و السلوك الإجرامي و الشهادة الكاذبة و الإتجار غير القانوني، – توزيع النفوذ و التوسط لمنح الامتيازات و صراعات المصالح، – الرشوة و الكسب غير المشروع و الجباية غير المشروعة، – التهرب الضريبي و الإفراط في جني الأرباح، – التلاعب في الإنتخابات و التلاعب في الأصوات و تقسيم المناطق إلى وحدات سياسية لخدمة فئة معينة، – التلاعب في الصفقات العمومية و القروض، – سوء إستخدام المعرفة الداخلية و المعلومات السرية و تزوير السجلات ،- التفويت غير القانوني في الممتلكات العامة. وهذه الصور توجد في جميع المجتمعات بما فيها تونس و إن بدرجات مختلفة و متفاوتة، بيد نسجل هنا بأن الدولة تكون في بعض الصور والحالات غير مسؤولة عنها مسئولية مباشرة في حين صنفت تونس في التقرير الأخير لمنظمة الشفافية الدولية لسنة 2008 في المرتبة 62 من بين 180 دولة أما الفرق بين الدول بما أنها تعاني جميعا من الفساد هو في مدى وضع آليات فعالة للتصدي لهذه الآفة و محاصرتها و ليس القضاء عليها تماما عبر منظومة تشريعية واضحة ،شاملة وصارمة،و قضاء مستقل و اعتماد معيار الكفاءة محل معيار الولاء والسماح بإنشاء جمعيات مستقلة تعنى بمكافحة الفساد و كذلك وجود وسائل إعلام حرة مستقلة قادرة على فضح الفساد و المفسدين في الأرض.
عن جريدة مواطنون العدد 81 بتاريخ 19/11/2008
حين يصبح التعامل مع العدو الصهيوني في تونس وجهة نظر!! التطبيع مع التطبيع
بقلم خالد الكريشي* وصل قطار التطبيع الثقافي إلى مقاهينا وصالوناتنا وغرف نومنا المكيفة الهواء هذا زمن التطبيع يا سيدتي يهجم علينا بكل سماسرته وشيكاته…ومافياته ليجردنا من آخر ورقة توت ..نستر بها أجسادنا وآخر قصيدة ندافع بها عن أنفسنا هذا زمن « التركيع » ..يا سيدتي يدخل علينا.. مرة بشكل فيلسوف ومرة بشكل كاهن ومرة بشكل جنرال ومرة بشكل كومسيونجي إلى أن يصبح الوطن العربي مركزا للصرافة وبيتا للدعارة. نزار قباني في ضيافة جمعية الجغرافيين التونسيين،إنعقد بتونس منتصف شهر أوت من الصائفة المنقضية المؤتمر الحادي والثلاثين للإتحاد الدولي للجغرافيين بمشاركة وفد من الجغرافيين الصهاينة ضم إثنا عشر عضوا وصفهم مدير الجمعية الجغرافية الفلسطينية مسلم أبوالحلو، بكونهم يحملون رتبتين؛ الأولى عسكرية دموية، والثانية علمية جغرافية عنصرية وكانت سببا في مقاطعة الجغرافيين الفلسطينيين لهذا المؤتمر الذّي إنعقد بمباركة وتسهيل من السلطة وقد مر الحدث في هدوء وصمت مريب مستغلا حالة الإرتخاء الناتجة عن العطلة الصيفية والسياسية والقضائية والجامعية والدراسية ،والغريب في هذه الخطوة التطبيعية هذه المرة أولا حالة اللامبالاة واللاموقف من أغلب مكونات المجتمع المدني بالقطر تجاه مشاركة وفد صهيوني في المؤتمر المذكور وإتخاذه للعلم والندوات الفكرية مطية وبوابة للتطبيع وأحجمت أغلب الجمعيات والمنظمات والأحزاب والتيارات السياسية عن إبداء أي موقف ما عدى بيانين منديين بزيارة الوفد الصهيوني ومشاركته في المؤتمر ورافضين تحويل المؤتمرات العلمية بوابة لتكريس التطبيع مع العدو الصهيوني الأول صدر عن الوحدويين الناصريين بتونس في 13 أوت 2008 والثاني صدر عن النقابة العامة للتعليم العالي وبعض المقالات المنشورة هنا وهناك الرافضة والمنددة بمثل هكذا جريمة في حق شعبنا وفيما عدا ذلك لم نسمع أي صوت منددا بهذه الزيارة وكأننا طبعنا مع سياسة التطبيع ،وأصبح أمرا عاديا وروتينيا وجود الصهاينة على أرض تونس العربية بدون رد فعل طبيعي يكشف عن حس شعبنا القومي وثوابته الرافضة لأي شكل من أشكال التعامل مع العدو الصهيوني ،ووجه الغرابة الثاني هو أن شر التطبيع جاء هذه المرة من إحدى مكونات المجتمع المدني وهي جمعية الجغرافيين التونسيين دعوة وتنظيما وتبريرا ،صحيح أنه لم يكن هناك إجماع حول مشاركة الوفد الصهيوني داخل الهيئة المديرة للجمعية ،فكان الرافضون لمشاركة الوفد الصهيوني والتطبيع أقلية بعد أن إستقوى عليهم الأغلبية بالسلطة التي منحتهم الضوء الأخضر وسهلت لهم عقد المؤتمر ،فلا أحد يصدق بأن السلطة لا دور لها وأن الجغرافيين الصهاينة دخلوا تونس عبر بوابات مطار تونس قرطاج الدولي دون موافقتها ،ولو لم تسبق هذه الخطوات ،خطوات تطبيعية « رسمية » مع العدو الصهيوني من قبل السلطة ،لقلنا أن الصهاينة دخلوا متسللين إلى تونس عبر حدودها البرية أو متنكرين وحاملين لجوازات سفر إحدى الدول الأوروبية كما جرت العادة!!. علنا ،وحسبما هو معلوم ومكشوف للعموم – لأن الله وحده سبحانه وتعالى يعرف السرائر ويتولاها- ،كانت الحلقة الأولى من مسلسل التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني يوم 25 نوفمبر 1985 (بعد شهرين فقط من العدوان الصهيوني على تونس!!) – ،لمّا أرست بميناء تونس سفينة الشحن الصهيونية « سان ألبان » قادمة من ميناء أشدود الصهيوني يرفرف فوقها علم ألمانيا الإتحادية تحمل على متنها 500 طن من البن كان المكتب الوطني للتجارة التونسية قد طلبها من شركة أوروبية للتوريد والتصدير لم يفصح عن إسمها ولا عن عنوانها أثناء التحقيق! وكان عنوان حلقة التطبيع هذه المرة تجاريا ضاربة عرض الحائط بإتفاقية المقاطعة الإقتصادية العربية لدولة العدو،وبقي الملف مفتوحا إلى أن تم الكشف عن تورط رئيس المخابرات التونسي السابق أحمد بنور في جريمة التجسس لصالح دولة العدو الصهيوني وتقديمه لمعلومات سهلت إغتيال القائد الفلسطيني أبو جهاد !(*1) . ثم كانت الحلقة الثانية من مسلسل التطبيع وعنوانها هذه المرة علمي وطبي ،فقد توسطت جمعية أبحاث السرطان الفرنسية سنة 1987 بين معهد وايزمان للأبحاث الصهيوني ومعهد صالح عزيز بتونس للقيام بأبحاث مشتركة في السرطان بدون أن تتوصل هذه الأبحاث المشتركة إلى حقيقة التطبيع مع العدو الصهيوني كأخطر أنواع السرطان! إذ سرعان ما فتح الباب واسعا أمام التطبيع الدبلوماسي الرسمي بداية من 1994 تحت يافطة مرحلة السلام وإتفاق أوسلو ،فعاد الدفء للعلاقات بين الطرفين وفتحت خطوط مباشرة بين « تل أبيب » وتونس ،فأعلن عن فتح مكتبين لرعاية المصالح بين الطرفين،أحدهما صهيوني بسفارة بلجيكا بتونس والآخر تونسي بالسفارة البلجيكية بعاصمة دولة العدو،ثم تلى ذلك الإعلان عن موعد 15 أفريل 1996 موعدا لتبادل الدبلوماسيين بين الطرفين على إثر لقاء جمع بين وزيري خارجية البلدين وبساطة أسّ البلاء ورأس الأفعى الولايات المتحدة الأمريكية ،وشهدت هذه الفترة – فترة العشرية السوداء بالقطر – هرولة محمومة وغير مسبوقة قطريا وقوميا للتطبيع مع العدو الصهيوني ،فتعددت الزيارات المتبادلة بين الوفود السياحية الدينية والعلمية والجامعية توجت بلقاء عقد بتونس بين وزير السياحة أنذاك ونائب كتلة الليكود بالكنيست الصهيوني « تريان شلومان » إلى أن وصل العهد الذهبي للتطبيع مع العدو الصهيوني ذروته بالإتفاق على فتح مكتبين للإتصال بين الطرفين ،فكان المكتب الصهيوني بتونس برئاسة « شالوم كوهين » ومقره نزل الهيلتون ثم إحدى الفيلات الفخمة بحي « ميتوال فيل » الراقي ،والمكتب التونسي بتل أبيب يرأسه خميس الجهيناوي ونائبه محمد نجيب صفر حسب الأمرين عدد 620 و621 لسنة 1996 المؤرخين في 15 أفريل 1996 الأول متعلق بإحداث مكتب رعاية مصالح الجمهورية التونسية بتل أبيب والثاني متعلق بتسمية خميس الجهيناوي رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية التونسية بتل أبيب (يراجع الرائد الرسمي للجمهورية التونسية بتاريخ 19/04/1996،عدد32 ص 830)، وحصلت في الأثناء زيارة وزير الدولة التونسية للشؤون الخارجية طاهر صيود لدولة العدو ولقاءه بمسؤولين صهاينة رفيعي المستوى وتناول اللقاء تطورات ما يسمى عملية السلام بالشرق الأوسط،وكان وصول الصهيوني بنيامين نتاناهيو لسدة رئاسة الوزراء بدولة العدو وبعد ذلك مجرم الحرب الصهيوني أرييل شارون دورا في كبح جماح حصان التطبيع الديبلوماسي الرسمي وتعثر قطار بناء علاقات دبلوماسية كاملة إذ أعلنت تونس تجميد علاقاتها مع دولة العدو الصهيوني وغلق مكتب الإتصال بعد دعوة الرئيس ونائب الرئيس للإلتحاق بلندن وجاء هذا القرار بعد تنكر الصهاينة لما يسمى عملية السلام وضربها عرض الحائط بالإتفاقات المبرمبة ذات الصلة وبكل قرارات الشرعية الدولية وذلك بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية بعد أن وقف الجميع أمام وهم السلام وأنه سراب في سراب ،يحسبه الظمآن من بعيد ماء وهو في الحقيقة لاشئ ،وكأن قضية فلسطين ،قضية العرب المركزية الأولى تهم الفلسطينيين فقط ،بل إن فلسطين كل فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر ومن رفح جنوبا إلى الجليل شمالا هي ملك لكل الشعب العربي الماضي والحاضر والمستقبل.(*2) ولئن تعطل قطار التطبيع الدبلوماسي الرسمي خصوصا مع تعطل وتعثر ما يسمّى بعملية السلام فإن قطار التطبيع واصل سيره وإن إتخذ ألوان وأشكال أخرى (ندوات علمية وجامعية ،سياحة دينية ،صفقات تجارية …)إلى أن كانت الدعوة التي وجهتها الحكومة التونسية لمجرم الحرب الصهيوني شارون لحضور قمة المعلومات المنعقدة بتونس نوفمبر 2005 ،زيارة لم تتم أمام الضغط الجماهيري الرافض لها ،لينوب عنه سلفان شالوم الذي دنس بقدميه التي يضعها على رقاب شعبنا بفلسطين أرض تونس العربية الطاهرة في تحدى سافر لمشاعر شعبنا وملايين العرب المسلمين ولشهداء تونس من أجل فلسطين،وتمت مصافحة أيادي الصهاينة التي مازالت دماء شهداء الضاحية الجنوبية حمام الشط أكتوبر1985 لم تجف بعد من كفوف أياديهم ،تلك الجريمة النكراء ضد الإنسانية التي لا تسقط بالتقادم ،عنوان وحدة الدم العربي وعنوان إرهاب الدولة الصهيونية ،حين سقط عشرون تونسيا وخمسة وخمسون فلسطينيا في عدوان غادر سافر والذي قال عنه الصحفي الصهيوني أمنون كبليوك: » …لقد تمزقت أجساد الأشخاص الذّين كانوا موجودين في المباني التي تعرضت للقصف…لتصبح أشلاء لا يمكن أن تتحفظ بها …ولكن تركت الصور في المكتب ….فما من صحيفة في العالم يمكنها أن تنشر صورا مرعبة إلى هذا الحد…سمعت أن صبيا تونسيا كان يبيع الفطائر بالقرب من المقر قد تمزق إلى أشلاء ..لقد إستخدموا مطرقة لقتل ذبابة ! »(*3) هذا ما كتبه الصهاينة أنفسهم حول تلك الجريمة ومقترفيها وتبعاتها والتي وصفها فقهاء القانون الدولي العام أنها أرقى أشكال إرهاب الدولة ولم يكلف هؤلاء المجرمين أنفسهم عناء الإعتذار عما إقترفته دولة العدو الصهيوني في حق شعبنا قبل السماح لهم بزيارة تونس ولم نتحدث بعد عن الجزاء وضرورة دفعهم تعويضات لأهالي الشهداء ! فالإعتذار أضعف الإيمان وفاءا لدماء الشهداء الزكية في وقت توالت فيه إعتذارات المجرمين عن أفعالهم هم أو ما إقترفه أسلافهم فمن إعتذار ألمانيا عن جرائم هتلر المزعومة بحق اليهود ودفعها تعويضات خيالية وصولا إلى إعتذار سمير جعجع قائد القوات اللبنانية عن الجرائم التي إرتكبها أثناء فترة الحرب الأهلية مرورا بإعتذار إيطاليا عن جرائم الفاشية في حق شعبنا العربي الليبي ودفعها مقابل ذلك تعويضات عينية ومالية،فهل دماء قتلاهم دماء ودماء شهداءنا ماء؟. وأمام الفشل الذريع الذي مني به مسار التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني بجميع الأقطار العربية منذ معاهدة « كامبت ديفيد » سيئة الذكر وخاصة بالقطر المصري فبقي السفير الصهيوني هناك حبيس شقته بالسفارة، لم يجد الصهاينة بد من التركيز على مسار التطبيع غير الرسمي،مستعينين بمسيري وقيادي بعض منظمات المجتمع المدني من ذوي ضعاف النفوس وعديمي الشعور الوطني والقومي وأنصاف المثقفين ممن إنطلت عليهم حيل ما يسمى بالسلام فإستبطنوا في خطابهم المقولات الصهيونية،وبرز مؤخرا المحامي سهيل فتوح مثالا حي على ذلك وهو صاحب العشرات من المقالات الصهيونية المنتصرة لدولة العدو الصهيوني المنشورة بالعديد من المواقع الصهيونية على شبكة الإنترنات (*4)،ويوم تقدمت بعريضة ضده في السنة القضائية المنصرمة لدى الفرع الجهوي للمحامين بتونس أمضى فيها المئات من المحامين ،في حين إمتنع بعض المحامين « التقدميين » عن الإمضاء بدعوى أن الزميل له مطلق الحرية ليعبر عن وجهة نظره المؤيدة لدولة العدو الصهيوني !!وأنّه لا داعي أن نصنع منه ضحية فنحقق له مبتغاه !!وإلى الآن مازال المحامي المذكور مرسما بجدول المحامين مدنسا لرسالة المحاماة وتاريخها الوطني النبيل ومتبجحا بين الزملاء بأن الأمن التونسي أخلى سبيله بعد أن حقق معه لساعات!!. وبرز في هذا الأثناء التطبيع العلمي والإعلامي بالقوة الذي بدأ يتسرب رويدا رويدا إلى مكونات المجتمع المدني ليحط الرحال عند مؤتمر الإتحاد الدولي للجغرافيين ،فتم تكريم الصهيوني بول صباغ بكلية الآداب بمنوبة بالرغم من تصدي الطلبة لهذا الخطة التطبيعية التي أسفرت عن إحالة الطالب القومي خالد القفصاوي على مجلس التأديب والتراجع عن ذلك تحت ضغط التحركات الطلابية،ثم كانت مشاركة جريدة صباح التونسية صائفة 2007 في مسابقة حمامة السلام بالإشتراك مع بعض الصحف الأجنبية ومن بينها صحف صهيونية . وهذا « التطبيع الشعبي » أخطر أنواع التطبيع لأنه يفقد جسد الأمة قوة مناعته وعناصر حيويته ،فمن السهل جدا تبرير التعامل مع العدو الصهيوني بغلاف السينما والمسرح والندوات العلمية والفكرية والمباريات الرياضية والرحلات السياحية الترفيهية والحق المقدس في ممارسة الشعائر الدينية بجزيرة جربة والمبادلات التجارية والإقتصاديه التي يربح منها البعض الملايين وغيرها من أشكال وصور خطيرة تشكل في حد ذاتها إعتداء على أمن الدولة الداخلي ،ويرفع هؤلاء المطبعين شعارات براقة في ظاهرها تحمل بداخلها السموم الزعاف من قبيل : »إعرف عدوك » و »مقارعة عدوك بالحجة » « الواقعية تفرض هذا » و »نقبل ما قبل به الفلسطينيين » و »تونس أولا » على غرار « مصر أولا » و »الأردن أولا » ،وكأن العدو الصهيوني غير معروف لدينا ومازال سرا غامضا فبيته من زجاج مكشوف للجميع ،ولا نحتاج لقوة الحجة لمقارعته ،بل لحجة القوة والسلاح فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ،وإذا كان هذا من قبيل الشعارات الدوغمائية التي تذكرنا بجيل الخمسينات والستينات الجميل ،فماذا حققتم أنتم « الواقعيين » جدا رواد الحربائية العربية غير مزيد من الإرتماء في أحضان بني صهيون ومساعدته على تنفيذ مشروعه الصهيوني وتأبيد واقع الإحتلال والتجزئة ولو بصمتكم وطأطأة الرؤوس ،فهل توسّطوا أيها المطبعين بتونس في جميع مكونات المجتمع المدني لدى أصدقائكم الصهاينة من أجل وقف سفك دماء الفلسطينيين وزهق أرواحهم ورفع الحصار الجائر عنهم بغزة التي تحولت لسجن كبير ؟ فهل هذا هو الوضع الذّي قبل به الفلسطينيين وتتحدثون عنه؟، فأنتم شركاء للصهاينة في جريمتهم بحق إخوتكم في العروبة والدين والإنسانية ولن ينفعكم التمسك بأنكم لن تكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم ،فهذه إسطوانة مشروخة منذ زمن ،سئم شعبنا من سماعها،ولم تعد تنطل على أحد، تغطون بها خساستكم وتعاملكم مع العدو الصهيوني تعلقا بالسراب وبحثا على الفتات الملوث بدماء شهداءنا ،وإذا حاججكم شعبنا وواجهكم بجرائمكم تذرعتم منتفخين بأنها « وجهة نظركم في الموضوع » وأنكم « تمارسون حريتكم في الرأي والتعبير » وأنكم « بعيدين عن السياسة الرسمية وأهلها »هكذا !!وتناسيتم أن حريتكم الشخصية حرية محدودة نسبية وثانوية ،تسبقها دائما حرية الأرض والشعب وهي حرية مطلقة عامة وإذا تعارضت المصلحة العامة مع المصلحة الخاصة ولم يمكن التوفيق بينهما قدمت العامة على الخاصة وإنتصرت حرية الأرض والشعب على حرية إتصالكم وتعاملكم مع العدو الصهيوني وسقطت مقولة التعبير عن وجهة نظركم مع سقوط الشهداء في فلسطين ،وباءت جميع محاولاتكم بجعل التطبيع أمرا عاديا بتونس بالفشل الذريع. ———————— هوامش: -*1: وإن كانت العلاقات السرية بين العدو الصهيوني وبورقيبة تمتد إلى بداية خمسينات القرن الماضي في إطار صراع الصهيونية مع مصر عبد الناصر وقبول بورقيبة بقرار التقسيم ودعوته للإعتراف بالكيان الصهيوني كما بينه المؤرخ الصهيوني لاسكييه في كتابه المعلق عليه على حلقات بمجلة حقائق التونسية عدد48 .50 ….(يراجع مجلة حقائق بتاريخ 26 نوفمبر 2007 ص 28 و29). -*2: يراجع في هذا الصدد،د.جهاد عودة، »إسرائيل والعلاقات مع العالم الإسلامي » طبعة أولى ،دار مصر المحروسة،مصر 2003 ،ص 91 وما بعدها. -*3: صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية الصادرة بتاريخ 15 نوفمبر 1985. -*4:للإطلاع على مقالات المحامي سهيل فتوح يرجى الدخول على الموقع التالي: www.indentitejuiv.com ———— جريدة مواطنون العدد 18 بتاريخ 19/11/2008
القيادي الإسلامي البارز عبد المجيد النجار
فراغ « النهضة » يملؤه الجهاديون في تونس
علي عبدالعال – صحفي مصري تمثل العدائية التي دامت لأكثر من عشرين عاما بين النظام الحاكم في تونس وحركة النهضة الإسلامية، صورة حية للعلاقة التي هيمنت أو التي أريد لها أن تسود الروابط بين الدولة العربية والإسلاميين من بين مجموع مواطنيها. وفي ظل الإقصاء الذي يعانيه الإسلاميون هناك بات الحديث جادا حول من يملأ فراغ الحركة الإسلامية التاريخية في هذا البلد، ولعل في بادرة إطلاق سراح آخر سجناء النهضة من السجون ما يمكن أن تعلق عليه آمال ترجو طي هذه الصفحة السوداء من تاريخ تونس. وفي هذه المقابلة يقدم د.عبد المجيد النجار القيادي الكبير بحركة النهضة الإسلامية، نصيحته للنهضة والدولة معا بإغلاق هذا الملف، وأن يكون للطرفين قدرة على تجاوز الماضي، من أجل مستقبل البلاد والعباد، خاصة وأنه لم يعد هناك من مبرر لأن يبقى هذا الشرخ قائما بين الوطن وهذه الفئة من أبنائه. زعماء النهضة في المهجر * بعد كل هذه السنين من الاغتراب، هل تطلعنا على موقعكم الحالي في الحركة الإسلامية التونسية؟ – أنا موجود في حركة النهضة منذ العام 1974، لكنني ومنذ خرجت من تونس سنة 1985 وإلى الآن لم يكن لي فيها تقريبا مسئولية تنظيمية، وذلك لأسباب منها تقدم السن الذي لا يسمح بالحركية الفاعلة، ومنها تمدد مسئولياتي الخارجية من مثل الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، ورئاسة لجنة البحوث به، وكعضوية مجلس الأمناء والمكتب التنفيذي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئاسة لجنة التأليف والترجمة به، وكذلك للانشغال بالبحث العلمي في قضايا عديدة تهم المسلمين، وأيضا لانشغالي ببعض النشاط الأكاديمي في نطاق مؤسسات جامعية. لذلك فإن دوري بالحركة يكاد ينحصر في أمرين اثنين: أولهما الإسهام في البحث بالقضايا الفكرية العلمية المتعلقة بالهم الإسلامي عموما، ومن ضمنه هم حركة النهضة، وذلك عبر ما يتيسر لي من إنجاز مؤلفات ودراسات. والثاني هو المشاركة النظرية في الهم السياسي والثقافي المتعلق بالحركة في علاقتها بالمكونات التي يتألف منها المجتمع التونسي، وعلى رأسها المكون الحاكم، ومحاولة أن أدلي بما أراه صالحا للوطن في هذا الشأن بالرغم مما يسببه ذلك من إحراجات وأحيانا حزازيات وتوترات إزاء مختلف الأطراف ذات العلاقة، ولكن تحمل الأمانة الدينية والوطنية يقتضيه، فلا يسع المضطرّ إلا ركوبها. * كم يقدر أعضاء حركة « النهضة » الذين أفرج عنهم مؤخراً؟ – الذين خرجوا في هذه الدفعة الأخيرة هم 21 من مساجين حركة النهضة، بعدما قضوا في السجن ما يقارب 18 عاما، وهناك آخرون ما زالوا في السجن، ولكنهم لا ينتمون إلى الحركة بل هم ينتمون لحركات أخرى أو إلى طبقة الشباب الذين اتهموا بالعنف في المدة الأخيرة، منذ سنتين أو منذ سنة ونصف. * هل نستطيع أن نقول إن كل مساجين الحركة خرجوا من سجونهم؟ – نعم الآن هذه الدفعة الأخيرة من مساجين حركة النهضة، وكل مساجين الحركة خرجوا من السجن، على حدّ علمي. دلالة سياسية للإفراج عن السجناء * كيف ترى دلالة هذه الخطوة من قبل الدولة إزاء الحركة؟ – هناك تصريحات من قبل بعض المقربين من السلطة والنظام الحاكم تشير إلى أن هذه المبادرة هي أقرب إلى أن تكون ذات دلالات إنسانية من أن تكون ذات دلالات سياسية، وذلك باعتبار أن السجن قد طال أمده، ولكن من وجهة نظري لا يمكن أن نجرد هذه الحركة التي قام بها النظام من أي دلالة سياسية، حتى إن كانت رمزية أو صغيرة، والقول السالف ذكره من قبل المقرب من السلطة يحتمل هذا التأويل، فالسبب الإنساني قد كان قائما منذ زمن، وإطلاق سراح جميع من تبقى من المساجين، على اختلاف مواقعهم، دفعة واحدة، بصفة مفاجئة، وفي سنة سياسية هامة، لا يمكن في رأيي أن يفسّر في حقيقته بأنه مجرد هبّة ضمير إنساني كانت دواعيه قائمة منذ زمن طويل، وإنما هو حامل في طياته لإشارة سياسية، وإن يكن غير مفصح عنها بصفة مباشرة. * تحدثت تقارير ومراقبون عن أن النظام عرض عليكم مصالحة أو تفاوضا أو ما شابه ذلك.. هل حدث ذلك بالفعل؟ – أنا لا أعلم أن هناك عرضا من النظام الحاكم بمصالحة أو ما يشبه المصالحة على حركة النهضة، بالرغم من المطالبة المستمرة بذلك، فقط وقعت ذات مرة حركة بسيطة تتمثل في لقاء قيل إنه وقع في سويسرا بين بعض من يمثل الحركة وبين من يمثل السلطة، لكن انتهى هذا اللقاء إلى لا شيء، فلا أعلم غير هذا. وموقف حركة النهضة أنها دائما ما تطلب المصالحة، ويذكر قياديون في الحركة أنهم أرسلوا رسائل، وأنهم قاموا ببعض الوساطات أو التوسيطات في هذا الشأن، لإنهاء الأزمة القائمة بين الطرفين، وهناك آخرون من أبناء حركة النهضة يكتبون مقالات كثيرة، ويدلون بتصريحات كثيرة تدعو إلى المصالحة، وإلى الحوار، وإلى إنهاء هذه الحالة من الاحتقان التي لم تجر إلا إلى أشياء سلبية في العلاقة بين الطرفين، ولكن بصفة واضحة وجلية ومباشرة لم تثمر أشياء ملموسة، لكنه ترد بين الحين والآخر إشارات من قبل السلطة الحاكمة، هي إشارات خفيفة هنا وهناك تدل على توجه إلى هذا المسار، لكنها ليست مباشرة وليست قوية، مما جعل بعضا من أبناء الحركة لا يعتبرونها إشارات جدية، وإن كان بعض آخر وأنا أحدهم يدعو إلى التقاط تلك الإشارات مهما كانت بعيدة الوميض، لتوسيعها وتطويرها إلى ما يفضي إلى بداية مرحلة جديدة تبدأ بالحوار وتنتهي بالوفاق. * هل تمانعون في الجلوس مع النظام؟ – لا بالعكس، نحن نطلب ذلك، ونحن أبناء وطن واحد، ومصلحة الوطن هي في لأم هذا الصدع الذي طال أمده أكثر من عشرين عاما، ونحن نمد أيدينا إلى الحوار مع السلطة الحاكمة في تونس، وندعو إلى ذلك، ونريد أن تستوي الأمور على ما يؤدي إلى أن كل التونسيين يلتقون ويساهمون في بناء بلدهم، بصفة جماعية، ولكن ننتظر الجواب الإيجابي، فإذا لم يكن جواب انكمشت الأيدي الممدودة منكفئة على ذاتها، بما قد يتمخض عليه الانكفاء من معان مناقضة للأسباب التي كان بها امتدادها، وهي أسباب السعي من أجل المصلحة الوطنية العليا، وليست بحال أسباب الاستجداء لمصلحة ذاتية خاصة. * قيل إن تيارا في الحركة ربما يمانع أو يعارض ذلك. – الآراء مختلفة على كل حال، ولكن لم أر من يتشبث بموقف المعارضة المبدئية للمصالحة مع النظام الحاكم، ولكن هناك من يقول إننا -بالرغم من دعوتنا ومن محاولاتنا- لا نرى في مقابل ذلك استجابة ولو قليلة، فيقولون: إذن لا فائدة من أن نكرر هذه الدعوة، أو أن نلح عليها إلا إذا رأينا إشارات قوية من طرف السلطة في هذا المسار، مسار الحوار والمصالحة. لكن الرفض المبدئي لهذا الأمر أنا لم أسمعه من أحد، غير أن من أبناء الحركة من يرى أن الحوار والمصالحة هو مسار، وليس لحظة يتبرع بها النظام الحاكم بصفة مفاجئة، بل هذا المسار ينبغي أن يُصنع بالتدريج من قبل الحركة بالمواقف والتصريحات والبيانات، ومن قبل النظام بالإشارات والانفتاحات، حتى يلتقي الجميع بعد هذا المسار على مائدة الحوار. المخرج من الأزمة * بمناسبة الانتخابات القادمة في تونس، هل تتوقع شيئا من الحراك ربما يحلحل الأمور شيئا ما؟ – نأمل ذلك، ونأمل أن هذه السنة الانتخابية يكون فيها فتح لبعض الأبواب، وتقديم بعض المبادرات في طريق الحوار، وطريق المصارحة والمصالحة، فإطلاق سراح كل المساجين من حركة النهضة في فاتحة هذه السنة الانتخابية نأمل أن يكون فاتحة مساعدة على طي صفحة قديمة من العلاقة المتوترة جدا، والتي أضرت بالبلاد وبالعباد، وأن تُفتح صفحة جديدة في هذه العلاقة تسوى فيها المشاكل العالقة، مثل مشكلة المهجرين، ومشكلة أوضاع المساجين المسرحين، لتتدرج إلى ما هو أهم من حقوق المواطنة، كالمشاركة السياسية، والتقدم في مجال الحريات الفردية والجماعية، فيلتقي التونسيون باعتبارهم مواطنين يتحاورون ويتناقشون، ثم يتعاونون في خدمة ما هو في صالح الوطن. * إذن كيف تتصورون المخرج من هذه الأزمة بين النظام وبين النهضة؟ – أنا أتكلم في كل ما أقول لك برأيي الشخصي.. في غير تمثيل لأحد، وفي رأيي الشخصي، أن هذه الاشتباكات التي وقعت وطال زمنها، هي لم تؤد إلى مصلحة، لا للبلاد ولا للأفراد، عشرات الآلاف أغلبهم من الكوادر المثقفة بين سجين ومهجّر ومعذب ومعطل، وقد نال البلاد من هذا بلاء كبير، فهذا لم يكن فيه أي مصلحة. كل الناس ربما ينبغي أن يراجعوا مسارهم الماضي، وأن يعدلوا ما يتبين بعد البحث والدرس أنه خطأ، والحقيقة أن حركة النهضة كانت قد قامت بتقويم مسارها، وانتبهت إلى بعض ما وقعت فيه من خطأ، ونشرته على الملأ، وربما لو توفر لها الظرف المناسب فإنها سوف تعمق هذا التقييم فتستفيد منه أكثر، والمطلوب من النظام أيضا أن يراجع ما وقع، وأن يعترف بما وقع من الخطأ اعترافا عمليا إن لم يكن قوليا مراعاة لهيبة السلطان. فأنا أرى أنه آن الأوان لأن يطوى هذا الملف، ولأن يقوم النظام وهو الأقوى وهو الأقدر على أن يبادر بمد اليد لهؤلاء الناس الذين يريدون أن يطووا الصفحة، وأن يستقبلوا صفحة جديدة، وأن يعود المهجرون إلى بلدهم، وأن يساهموا في بناء هذا البلد.. ونحن نعلم أن الكثير من هؤلاء هم من الكفاءات العالية، سواء الذين هم في الخارج أو في الداخل، وقد اكتسبوا خبرات في هجرتهم كبيرة، فلماذا تحرم البلاد من هذه الطاقات؟ ولماذا يحرم هؤلاء من خدمة وطنهم، وقد مر على نشوب الأزمة عشرون عاما تغير فيها العالم كله؟ إذا كان البعض يشعر بالظلم فيما وقع، فأنا شخصيا -وكثير غيري- أشعر بالظلم في أن أحرم ويحرمون من خدمة وطني. نحن نريد أن نسهم في بناء بلدنا، وفي الحركة النهضوية التي تقع، فليس هناك من مبرر في أن يبقى هذا الشرخ قائما، وأن يؤزم أو يزداد تأزيما للوضع.. ونحن ندعو، وأنا شخصيا أدعو إلى أن نلتقي، وأن نتحاور، وأن ندرس الموضوع برمته، ونلتقي على القواسم المشتركة، وهي كثيرة، ونتحاور فيما هو محل للخلاف.. بطبيعة الحال هذا في نطاق كفالة الحقوق الأساسية لكل الناس، لا نرضى أننا كمهجرين نعود إلا أن تكون كرامتنا محفوظة، ولا نرضى أن نتعرض أو يتعرض غيرنا لأي إهانة، ونحن مستعدون إلى أن نتفاوض على استرجاع الحقوق بالتدريج ووفق مسار محدد المعالم، ونحن مستعدون إلى أن نستفيد من تجربة الماضي، غير أنّ المهانة والتفريط المبدئي في أي حق من حقوق المواطنة أمر مرفوض على وجه الإطلاق، على أنه أيضا أمر غير لائق بنظام جمهوري في القرن الواحد والعشرين. * وماذا تقترح على قيادة الحركة وقواعدها لطي هذه الصفحة؟ – لا بد من قراءة الأمور في ضوء المستقبل.. ماذا حصل خلال هذه العشرين السنة من مصلحة للحركة وللبلاد بأكملها؟ لم تحصل مصلحة بل حصلت مفاسد، فلننظر للأمور بمستوى المستقبل، ونخطط تخطيطا إستراتيجيا، فهدفنا هو مصلحة تونس، وهدفنا هو ألا تنشأ في تونس التطرفات، سواء التطرفات ذات اليمين من التفسخ والتميع والانحلال، أو التطرفات ذات الشمال من التدين المغشوش تنطعا وغلوا أو دروشة وشعوذة.. نحن نريد تونس بلدا كما كان عبر التاريخ مسلما وسطيا رائدا مشعا، وهذا نستطيع أن نسهم فيه بقدر كبير. فعلينا أن نخطط وأن نبرمج فيما يتماشى مع هذا التوجه المستقبلي، وأن تكون لنا قدرة على التجاوز للماضي، حتى إن كان الشعور بالظلم مرا، وأن تكون لنا القدرة على تجاوز ثقافة الأزمة إلى ثقافة البناء من أجل المستقبل، ولكن هذا لا يمكن أن يحصل باستصحاب مسيرة الماضي على علاتها، بل يتم بالمراجعة التي تأخذ بعين الاعتبار المستجدات، وتلتقط الإشارات، وتمهد السبل، وتستغل دائرة الممكن وإن كانت ضيقة لتوسعها شيئا فشيئا، وتأخذ اليسير مطالبة بالكثير، وتطرق الأبواب بمطرقة الوفاق مع شركاء الوطن، في غير كلل ولكن بإباء وشمم حتى ينفتح القليل ليدلف منه إلى الكثير، فإن تجد نفسك بانيا لحجرة واحدة خير من أن تجد نفسك متمنيا لقصر منيف، هذا ما أراه وهذا ما أدعو إليه. الحلول الأمنية لا تثمر * باعتبار أن حركتكم ظلت القوة السياسية والدينية الأكبر في البلاد؛ كيف ترون هذا النمو الكبير للتيارات الجهادية وانتشارها في تونس ومنها لمناطق أخرى كالعراق وأفغانستان؟ – هذا ليس شأن تونس فقط، وإنما شأن البلاد العربية كلهاتقريبا أو معظمها، فيها نوع من الشباب المحبط من الأحداث العالمية التي تقع في العراق وفي غيرها، وأيضا ربما من بعض السلوكات والتصرفات الداخلية في بعض البلاد، فيقع بعض الشباب وهم صغار السن في الغالب نتيجة لهذا الاحتقان، يقعون في هذه الأفكار التي تدعوهم إلى أن يقوموا بمثل هذه الأعمال. لكن بالنسبة لما يقع في داخل تونس كانت الحركة الإسلامية في الماضي -لما كانت موجودة في داخل البلاد- تقوم بدور توعية دينية، وتكوين فكري معتدل ووسطي. كان يستوعب الشباب ويستوعب الكثيرين؛ لأنها كانت تنتسب في فكرها وفي مشروعها إلى الفكر الإصلاحي داخل تونس وخارجها، فلما غابت نتيجة لأحداث عشرين عاما، لم يبق من يؤطر فكريا ودينيا هذا الشباب، فانطلق في جيوب مختلفة هنا وهناك، ليس له من دليل، ووقع البعض في هذه المسالك التي تؤدي إلى مثل هذه الأعمال، وفعلا وقع منذ سنة ونصف أحداث عنف مسلح من قبل هؤلاء أو بعض هؤلاء، فيما عرف بأحداث مدينة قريبة من تونس اسمها (سليمان). إن هؤلاء الشباب إنما قاموا بمثل ما قاموا به لضعف زادهم من العلم الشرعي الذي يقوم على فقه المقاصد والأولويات والموازنات، وقد يكونون يعتبرون أنفسهم في قمة التدين المخلص، وليس لهذا الأمر من علاج سوى الترشيد العلمي الصحيح الجاد، وسوى الانفتاح للمشاركة السياسية والاجتماعية، فالانغلاق يغري بالمضي في هذه السبيل الخطيرة، وأما الحلول الأمنية الخالصة فإنها في رأيي لا تثمر في هذا الشأن شيئا، وهناك خشية حقيقية من أن هذا الدرس لا يقع استيعابه من قبل القائمين على الأمر في تونس فتدخل البلاد في موجة من العنف، والعنف المضاد، وهناك تكون الكارثة. (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 29 نوفمبر 2008) الرابط:http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1227616320131&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout
الشيخ الحبيب اللوز يطلب نشر مشروع « فك الارتباط
السبيل أونلاين نت – وقال:هي رؤية جديدة من مرتكزاتها الأساسية فكرة »فك الارتباط بين النشاط الديني الدعوي وبين العمل السياسي الحزبي »،لا تتطرق إلى المطالبة بحق العودة للنهضة،كما ليست هي ورقة ضغط على النظام،لأن كل هذا ليس من مواضيعها ولا من أهدافها.وأضاف:ليست الدعوة إلى التجذر في ديننا الذي تضمنته الرؤية تطرفا.وما كنا يوما متطرفين… بسم الله الرحمان الرحيم محمد شمام في حديث مع الشيخ الحبيب اللوز(2) الشيخ الحبيب اللوز يطلب نشر مشروع « فك الارتباط » السبيل أونلاين – تونس أكد الشيخ الحبيب اللوز – في لقائنا الأول معه (يوم26 نوفمبر) – على أن الذي يطرحه ليس خطة لحركة النهضة بل هي رؤية بسعة البلد كله، وحركة النهضة معنية به وكل الأطراف الأخرى بما في ذلك السلطة وكل التونسيين. وهي لفائدة تونس وفائدة البلد ، وربما تناسب الجميع ويتوافقون عليه. وقال: هي رؤية جديدة من مرتكزاتها الأساسية فكرة « فك الارتباط بين النشاط الديني الدعوي وبين العمل السياسي الحزبي » ، لا تتطرق إلى المطالبة بحق العودة للنهضة ، كما ليست هي ورقة ضغط على النظام ، لأن كل هذا ليس من مواضيعها ولا من أهدافها . وأضاف: ليست الدعوة إلى التجذر في ديننا الذي تضمنته الرؤية تطرفا . وما كنا يوما متطرفين حتى نكون الآن معتدلين ، ولكن ككل إنسان قد يتطور وقد تأتيه أفكار جديدة تتبلور مع الزمن والظروف. ثم قال : وقد أبلغتها إلى قيادة حركة النهضة بالخارج، والعديد من الأفراد في الداخل. والأصداء الأولية هي في الغالب بين الحماس لها والاهتمام بها. وأنه كان في برنامجي أن أطرح هذا المشروع في هدوء من غير تعجل، ولكن بعد هذا الحدث أصبحت أفكر في المبادرة بنشرها للعموم على التونسيين. اليوم الثاني للإضراب (يوم27 نوفمبر) لقد كان لقائي الأول معه صباحا قبل دخوله في إضراب، وأما في لقائي الثاني معه (يوم27 نوفمبر) ، فقد كان مضربا وليومه الثاني . وبعد الاطمئنان عن أحواله حدثته عما نشر عن أسباب دخوله في إضراب ، فعلق قائلا: جيد ما نشر. لي مطلب واضح وهو رفع المراقبة اللصيقة . من البداية ومنذ خرجت من السجن وهي مراقبة لصيقة 24 ساعة على أربعة وعشرين ساعة ، حيث أن سيارة تسير معي أينما أمشي وأتحرك . ويتمنى اتصالات داخلية وخارجية . ثم أضاف : كل من يتصل بي أحدثه عن احتجازي الأخير ، وعن موضوع فك الارتباط الذي استجوبوني عنه، وعن كل شيء . وإذا أمكنني فسأكتب ملخصا عنه للنشر بإذن الله. مناسب أن يخرج النص على حقيقته ، وأن يفهمه الناس .. وأنصح الإخوة أن ينشروه ويوضحوه للجميع.. اليوم الثالث للإضراب (يوم28 نوفمبر) شمام : السلام عليكم ورحمة الله الشيخ الحبيب اللوز: وعليكم السلام ورحمة الله شمام : كيف حالك يا أخي؟ الشيخ الحبيب اللوز: الحمد لله « هكاك ». إن شاء الله بخير شمام : ما هي أخبارك وأحوالك؟ الشيخ الحبيب اللوز: متوسطة، إن شاء الله خير. شمام : هل لك ما تريد تبليغه؟ الشيخ الحبيب اللوز: أنا مواصل كالعادة . شمام : هل أنت في المنزل الآن؟ الشيخ الحبيب اللوز: نعم . شمام : كيف ستعمل للجمعة؟ الشيخ الحبيب اللوز: سأخرج بإذن الله ، ماذا سأفعل؟ شمام : هل وضعك الحالي قد سمع به الناس؟ الشيخ الحبيب اللوز: نعم « سامْعين بيه »، هناك تغطية إعلامية معقولة. شمام : هل هناك أصداء، كلام، حديث في الموضوع ؟ الشيخ الحبيب اللوز: موجود أشياء متوسطة ، هناك أناس عندها خوف يمنعها أن تأتيني لكن تشاطرني بالهاتف شمام : هل هناك من اتصل بك من الخارج؟ الشيخ الحبيب اللوز: نعم بعض الإخوة اتصلوا . شمام: ماذا تحدثت معهم؟ بماذا نصحوك أو تحدثوا معك؟ الشيخ الحبيب اللوز: هناك من يساندني ويدعو لي: « ربنا يقويك »، وجميع المتصلين يسألون عن « فك الارتباط »، يحاولون فهمه. وفي الحلقات القادمة بإذن الله سنورد بعض حواره مع المتصلين به في مشروع « فك الارتباط ». للإتصال بالشيخ الحبيب اللوز: 0021624151015 الرجاء المساندة بالدعاء والاتصال والإعلام آخر تحديث: 29-11-2008
بسم الله الرحمان الرحيم
فاضل البلدي خــــروج من الصمت
أما و قد أغلق ملف المساجين (مساجين حركة النهضة) بإطلاق سراح آخر دفعة، فقد آن الأوان لحديث كثير نـ » فرك فيه الرمانة » و نخرج من الصمت الذي تعمدناه هذا الزمن الطويل، التزاما بأخلاق الصحبة و دفعا لأسباب التأويل. و إذا كان قد وسعنا الصمت فيما تقدم من السنين فإنه لم يعد يسعني الصمت و لا الهمس و لست من أنصار الحديث الداخلي ذلك لأن الحركة الإسلامية لم تعد في ظني شأنا داخليا أو خاصا بل هي شأن وطني عام و الشأن العام لا يكون الحديث فيه سرّا بل جهرا و علانية و الحركة الإسلامية من جهة أخرى لم تعد مقصورة على عدد محدود يملكون الحق التجاري Fond de commerce أو الأهلية الخاصة للحديث عنها أو باسمها فكل الذين فُتنوا أو ابتلوا و دخلوا السجون و هاجروا أو هُجروا يملكون حق التقويم و النقد و النصح و المشورة شرط أن يكون القصد نظيفا مخلصا و الطريقة و المنهاج سليمين و اللغة مهذبة متأدبة خالية من التجريح و السباب و هتك الأعراض. لكن قد يكون من المفيد ابتداء التنبيه على أن منهاجي يقوم – كما ذكر سابقا – على تحديد كسب الحركة الإسلامية أي مسؤوليتها – مؤسسات و أفرادا و مناهج و وسائل و أهدافا و هذا لا يعني طبعا إعفاء الآخر من المسؤولية أو إعذارا له، كما لا يعني ذلك غفلة و إهمالا لقوانين التاريخ و سنن الحياة فهذا من البديهي الذي لا يفيد اللجاج و الجدل الفارغ. و مادام الذي يعنيني هو كسب الحركة الإسلامية ( فبما كسبت أيديكم ) فلن أقف كثيرا عند مسؤولية الآخر سواء كان نظاما أو معارضة أو مكونات المجتمع المدني أو شعبا أو جهات خارجية لأن ما يهمني هو الوقوف و التنبيه إلى العيوب التي رافقت مسيرة الحركة الإسلامية سواء كان ذلك عن قصد أو قسور أو غفلة ، و لا يعني هذا جلدا للذات و لا تطهرا و استعفاءا من المسؤولية الشخصية أو إلقاء بالمسؤولية على أفراد بعينهم و لكن سأحرص أن يكون الحديث موضوعيا في حدود الاستطاعة، جريئا شجاعا متأدبا لأن القصد هو الإصلاح (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت) و الغاية هي تقويم التجربة و ترشيدها نهوضا ببعض المسؤولية و وفاء للذين قضوا و حرصا على القيام ببعض الواجب تجاه عمل شاركت في صناعته و أتحمل مسؤولية كبيرة أو صغيرة فيما لحقه من ضر و ما اعترى المسيرة من عورات و عيوب. و أقول في البداية إن ما حدث خلال العقدين الماضيين ليس أمرا يسيرا يمكن المرور عليه بسهولة و دون محاسبة و مساءلة و تحمل للمسؤولية، ذلك لأنك إذا أجريت مقارنة بسيطة بين ما كان عليه الإسلاميون في سنة 1988 و 1989 من سعة في الحركة و يسر في العمل و احترام في الواقع و قبول من الآخرين يتيح فرصة الاستثمار الجيد لما تراكم من نتائج عبر السنوات الماضية لتصبح الحركة الإسلامية، أي النهضة أساسا، معطى موضوعيا مقبولا بها في الواقع السياسي و الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي للبلاد بقطع النظر عن التحديات الموضوعية التي كانت (- نظام جديد يبحث عن التمكن و الاستقرار- ، – معارضة متربصة -، – يسار منهوك متحفز للتسلل و الاندساس ليفوت على الإسلاميين فرصة المصالحة و المشاركة -، – وضع إقليمي شديد الحركة -، – وضع دولي يراقب بعين الريبة و الحذر التحولات الجديدة -) . إذا أجريت المقارنة بين الوضع (88 – 1989 ) و بين أوضاع اليوم و عناوينها الكبرى : ·جسم مفكك تفككا كبيرا سيحتاج إلى وقت طويل ليتعافى إذا أمكن التعافي. ·أهداف تكتنفها الضبابية و الغموض و اضطراب في سلم الأولويات. ·انحسار في الشعبية حتى لا يكاد يسمع بالحركة أحد، خاصة في صفوف الشباب. ·أعضاء و أفراد أصابهم الضرُّ في المال و الولد و الصحة النفسية و الجسدية و سيحتاجون لوقت طويل حتى يتعافوا فضلا عن أن يكونوا قادرين على الفعل، و لا يغرنَّك بعض استقواء على الواقع الذاتي أو مكابرة و عناد إذ أن هناك واقعا موضوعيا لا يمكن التغاضي عنه أو تجاهله. ·واقع سياسي و أمني جديد يقوم على الحذر و الريبة و التوجس و المراقبة الدقيقة مضافا إليها الاختراق و الانتداب، و إن كان هناك شيء من غض الطرف، و هذا الواقع الجديد يعقد الحركة و الحوار و اللقاء و يصيب بالشلل و يبتلي سلوك الدفاع بدلا من الإقدام و المبادرة. ·تردد و كسل ذهني و عملي و خوف من الإقدام و المبادرة و انكفاء على الذات يؤخر بلورة الخيارات السياسية المساعدة على الخروج إلى الواقع برؤى واضحة فيها كثير من الجرأة و الشجاعة و المسؤولية. ·خوف من الحوار و اضطراب و رهبة من السعي للمصالحة و طلبها و نشر الوعي بضرورتها و أهميتها. ·حذر شديد من جانب السلطة و الأطراف الأخرى المنافسة و رغبة لدى الجميع في حرمان الإسلاميين من مناخ مصالحة و فترة رخاء تساعد الإسلاميين على التعافي و لملمة الصفوف و تضميد الجراح و استثمار ما تراكم من نتائج عبر السنوات الماضية رغم ما فيها من أضرار، و قناعة لدى السلطان بأن فسحة من العمل ستعيد الإسلاميين لمنطق المغالبة و الخروج عن سياسة الضبط و النظام .l’ordre نتخلص من هذه المقارنة الأولية و المستعجلة بين ما كان و ما عليه الوضع اليوم إلى أن ما جرى ليس أمرا يسيرا و بالتالي فلا يجوز المرور عليه بسهولة بل المطلوب: 1) تشخيص موضوعي و شجاع لحجم الضرر الذي أصاب الإسلاميين و من ورائهم الوطن قيما و أخلاقا و نفوسا و أسرا و …. و هل كان ذلك حتما و قدرا و هل كان يمكن تجنبه و عدم الوقوع فيه – و أنا في هذا لا أعتدي على ( لوْ ) التي تجلب عمل الشيطان، لو كان العقل و الحكمة هو الموجه – و لو كان العقل ضابطا للمزاج و الاندفاع – و لو كان الفقه السياسي مانعا من الإعجاب بالكثرة ، و مانعا من الغرور و الوقوع في فخ الاستدراج. و أنا في هذا ملتزم بمنهاجي في الحديث عن كسب الإسلاميين أي مسؤوليتهم دون إهمال لمسؤولية السلطة فيما جرى فذاك أمر بديهي و مفروغ منه. 2) شجاعة و جرأة كبيرة في الاعتراف بالخطإ في الأهداف و المناهج و الوسائل و الاختيارات و في صنع الهزيمة و هذا لا ينقص من البلاء و النضالية و يجلب الاحترام و التقدير و يعين على النهوض. 3) تشخيص موضوعي للواقع الذي صارت إليه الأوضاع و للواقع الذي عليه حال الإسلاميين و حال غيرهم و حال قيم الديمقراطية و الحرية و المشاركة السياسية و كيف يمكن تدارك ما فات و وضع الوطن على طريق المصالحة المفضية إلى نقلة متدرجة في اتجاه التفاعل الإيجابي بين مختلف الفرقاء ، سلطة و معارضة ، يجد فيه كل صاحب رأي و فكرة و عمل موقعه في الواقع الثقافي و السياسي و الاجتماعي دون إقصاء أو استثناء أو تنافر أو تدابر أو تدافع عنيف، و هذا طبعا دون إهمال لمقتضيات الواقع و ما فيه من مصاعب و تحديات عناوينها – حب الذات – الكبرياء و المكابرة – تقديم خدمة النفس على خدمة الآخرين – المحافظة على الامتيازات السياسية و المادية – التعصب البليد للرأي و الموقف – ، إلى غير ذلك من العيوب. 4) إدراك دقيق لحجم التحديات التي تواجه الوطن تربية و ثقافة و سياسة و اقتصادا و اجتماعا و أن هذه التحديات تتطلب حوارا معمقا و إيجابيا من الجميع في المشاركة و التشريك و برامج و مقترحات واضحة من المتصدين للشأن العام و قدرة على المبادرة تقطع مع السلبية و الاستقالة و إلقاء المسؤولية على الآخر. 5) اقتناع عميق من المسؤوليين على المرحلة الماضية بأنهم يتحملون المسؤولية الأكبر فيما آلت إليه الأمور و الأوضاع بحكم مواقعهم و اختياراتهم، سواء في التقدير و التخطيط أو جنوحا وراء العواطف و الأمزجة و الحماس أو إعجابا بالكثرة ( و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ) أو وقوعا في الاستدراج و الاستغفال أو محدودية في الفقه السياسي و الاجتماعي أو كل ذلك أو بعضه و أشياء أخرى. و ما داموا كذلك فلا يحسن بهم أن يتبوؤوا المواقع الأولى – و كأن شيئا لم يقع – و أن يعودوا لصناعة الواقع بنفس الآليات القديمة فيقعون في الخطإ كما وقعوا و يفرضون أمرا واقعا قوامه القطار يسير و ليركب من يريد. قد تكون النية حسنة و القصد طيب و هو المحافظة على الحركة و وحدتها و عدم تضييع الوقت في الوقوف و التقييم و عدم إهدار المكاسب المتراكمة عبر المسيرة و لكن القائد المسؤول ينبغي أن يعترف بالهزيمة و يبتعد عن مواقع المسؤولية لوقت قليل أو كثير و يترك للفعاليات الجديدة زمام المبادرة و يضع بين أيديهم التجربة بحلوها و مرها و يساهم معهم في إدارة الحوار و إجراء المراجعات نهوضا بالأمانة و مقتضيات المسؤولية فيبرئ ذمته قليلا أو كثيرا أمام الله و الناس و التاريخ. و اللوم إنما يوجه للمكابر و المصر على الخطإ و الملتفت عن النقد و النصيحة و قد جاء في الأثر ( لا خير فيكم إن لم تقولوها و لا خير فينا إن لم نسمعها). و قد يكون من المفيد و المهم بعد هذا التوصيف للواقع الذي صار إليه الإسلاميون (النهضة أساسا) بإرادتهم و كسب أيديهم دون إهمال و لا تهوين من مسؤولية السلطة و دون اعتداء على القدر و إرادة الله. قد يكون من المفيد التنبيه إلى أن النهوض و الخروج من ذلك الوضع هو من مسؤولية الإسلاميين قبل غيرهم. فهم المعنيون بتوضيح ما يريدون: هل أن هدفهم طلب الحكم كما كان أو ظُن أنه كذلك ؟ هل يريدون أن يأخذوا مكانهم في الخريطة السياسية و الثقافية و الاجتماعية و ما طريقتهم إلى ذلك ؟ هل هو المغالبة و فرض الأمر الواقع أو هو طلب الحوار و المصالحة ؟ أم هو مزاوجة بين هذا و ذاك ؟ هل عندهم القدرة الحقيقة على الاحتساب إلى الله و ترك منطق الثأر ؟ و هل يقدرون على طي صفحة الماضي كما هو مطلوب من السلطة ؟ هل عندهم القدرة على الاقتناع بوضعية غض الطرف كما كان أمرهم أو أفضل منه قبل سنوات المحنة ؟ هل يملكون الشجاعة الكافية ليقيموا تجربتهم بما فيها من خطإ و صواب و يضعوا ذلك أمام الناس فيرتفع شأنهم السياسي و يؤسسوا لتقليد جديد يحمي الحركات و الأحزاب مستقبلا من نفسها و أمزجة مسؤوليها و قيادتها ؟ هل يملكون القدرة و الشجاعة على إرساء علاقة جديدة تقوم على الاحترام و النصيحة و الحوار و المشاركة المتدرجة و المغالبة الديمقراطية و مراعاة منطق التوازن و اعتماد سلوك الإقناع و الدعوة الحسنة ؟. و للحديث صلة. فاضل البلدي 29 نوفمبر 2008
ردّ قصير على الأخ الفاضل البلدي
كتبه عبدالحميد العدّاسي: قد ولّى منذ زمن بعيد اعتبار شأن الحركة الإسلامية التونسية (النهضة) شأنا داخليا خاصا… فمنذ أن فكّر النظام السياسي في الخصخصة (خصخصة المشاريع الاقتصاديّة والثقافية وحتّى الأمنية) فكّر في تأميم شأن الحركة الإسلاميّة فجعلها عموميّة بالمعنى الكامل للكلمة!… فتناولتها الأقلام المتعلّمة والجاهلة والألسن المتأدّبة والفاقدة للأدب بالتشريح والتجريح والتخوين في بعض الأحيان، فبرز من ذلك الجهد والقصد كتبة دكاترة، ومحلّلون سياسيون متخصّصون في الظاهرة الإسلامية، وشعراء خرزوا الكثير من الكلام المتنافر، وعلماء اجتماعيون متخصّصون في القضاء على المجتمع الأبوي « البغيض »، و »إسلاميون » مستقلّون وأخَرُ ديمقراطيون، وإعلاميون نوابغُ مصلحون مستشرفون… كما وقع تناولها من النّاحية الأمنية، فنَمَا في البلاد قطاع الأمن نموّا منقطع النّظير تمايزت فيه الأعداد والتشكيلات والنوعيات والأصناف، واتّسم ذلك التطوّر العددي النوعي بالتعاون والتنسيق الكاملين بين مختلف الجهات والأفراد والكلاب المدرّبة وحتّى المتطوّعة في هذه المهمّة العمومية. كما نبغ قضاة لا يؤمنون بالخصوصية الفرديّة ولا بالكرامة الشخصية فحكموا بما يقضي نهائيّا على ظاهرة التحرّر من العام وجعلوا الجميع تحت حكم الحقّ العام!… فالحركة الإسلاميّة، أخي، شأن عام – كما قلت لك – يتناوله الجميع دون تحرج ودون خوف من قلم التاريخ أو حساب المستقبل، بل دون توقير لرجالاتها ولا تقدير لأوضاعهم الصعبة التي يعايشونها، وانتباهك إلى أنّها شأن عام في هذا الوقت يُعتبر انتباها متأخّرا… غير أنّ هذه « العموميّة » لم تُعيّن من طرف داعيها للإسهام والمشاركة في التطوير والتنضيج والإصلاح ولكنّها « عموميّة » للمحاربة والانتقاد والقتل البطيء استجابة لذلك المثل التونسي القائل « البقرة إذا طاحت تكثر سكاكنها »… ولقد كتبتَ هذه المرّة لتجعل الإسلاميين في وضع أكثر حرجا فتخيّرهم بين أمرين أحلاهما مرّ: يخرجون من السجن فلا تصمت أو يدخلون فتصمت!… وأحسب أنّه كان يجدر بك وبأمثالك الكلام فترة سجنهم، فقد كانوا بحاجة لمن يدفع عنهم بكلمة تشعرهم أنّهم ليسوا مقطوعين من مجتمعهم الكافر حكّامه وبعض مثقّفيه بتوجّههم، كما كان يجدر بك الصمت بعد سراحهم استحياء منهم لعدم الكلام وقت الحاجة إلى الكلام، ومراعاة لحالهم وأنت ترى البوليس يتخطّفهم من بيوتاتهم قبل حتّى إفراغ أشواقهم والتعرّف على أطفالهم العزّاب والعازبات (*)… ثمّ ألا ترى أنّ طرحك هذا لا يكون واقعيّا إذا اكتفيت فيه باعتبار الخروج من السجن عاملا مسهّلا لعمليّة التقييم والمحاسبة!… فقد كان يجدر بك أن توجّه الخطاب أوّلا إلى النّظام الحاكم تقنعه بجدوى الحوار العام عموما والدّاخلي خصوصا لما فيه من الوقوف على الهفوات وتحديد المسؤوليات وتصحيح الأخطاء للتقليل من العثرات في قادم الأيّام قبل أن تغمس يدك في عرض إخوانك فتزيد من حجّة المنافقين المتنفّفذين وقد سمّوهم بعلمك « خفافيش ظلام، دعاة رجعيّة وظلاميّة، أعداءً للديمقراطيّة والمصلحة العامّة والحريّة والتقدّمية » فيدعوا إلى زيادة التضييق على هذه « الحركة » وهم يسمعون شهادتك الواضحة والمتحدّثة عن أعمالكم وقد اتّسمت كلّها « بالخطإ في الأهداف والمناهج والوسائل والاختيارات »!!!… إذا كانت الحركة الإسلامية ملكا لجميع التونسيين – كما بدأنا نسمع هذه الأيّام –، فهل بدأ التونسيون يشعرون بأنّ الإسلاميين منهم، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم؟! هل تعرّفوا على قضيّتهم وشعروا بالحرج لمّا شجّعوا الظالم عليهم بل وأغروه بهم حتّى لقد سارت الطريق المختصرة إلى « النّجاح » تمرّ من فوق جثثهم؟! هل انتبهوا إلى أولادهم وأهاليهم وإلى ظروفهم وحاجاتهم وما ينقصهم وما يلزمهم؟! هل استنكروا مطاردة الكلاب لهم وهل ردّوا الإشاعات الشائعة بشأنهم؟! أمّ أنّها ملكيّة كملكيّة التديّن الذي أخرج الكثير من دينهم؟!.. أخي!.. إذا كنت تريد حقّا تحسين كسب يديك بعيدا عن « كسب أيديهم ودون إهمال ولا تهوين من مسؤولية السلطة ودون اعتداء على القدر وإرادة الله. » – كما كرّرتها مرارا – فابدأ بإقناع النّظام التونسي بأهميّة الحوار ثمّ انظر من حولك تجد إخوانك راغبين فيه داعين إليه مصرّين على الإصلاح قادرين على العفو متسابقين في الخير، وقد فهموا الدرس واستوعبوه كما قال أخوك بجوارك هناك… وأمّا أن تتناوب مع السلطة على إثقال إخوانك فهذا ما لا يرغب فيه ذو مروءة… والسلام على أهل السلام. ـــــــــــــــــــــــــــ (*): تركوهم أجنّة أو صبية يَرْتَدُون الحفّاظة الصحيّة فوجدوهم شبابا وشابّات منهم مَن هُنّ في سنّ الزّواج…
رؤية متواضعة حول مستقبل العلاقة مع النظام (الحلقة 3)
المسلم الصغير في تعليق على دعوة الشيخ راشد النظام للمصالحة كتب العبد الفقير هذه الجملة: » النظام في تونس صاغ نفسه وتأقلم مع بنيته الأمنية، وليس بإمكانه أن يتفاعل مع الواقع إلا من خلالها. » أود العودة في هذا الجزء إلى هذا التوصيف الذي نطلقه على نظام بن علي دون أن نعيه أحيانا بعمقه اللازم، ذلك أن التشريح المجهري لعقلية هذا النظام سيساعدنا على فهم طريقة التعامل معه. و لابد أولا أن أحاول تحديد ما أقصده بالنظام، وأعني به أسلوب الحكم المعتمد في بلادنا والممثل في السلطات السيادية الثلاثة، التنفيذية والتشريعية والقضائية يضاف إليها الحزب الحاكم، ولا يدخل في هذا الدوائر الإدارية المحضة التي تهتم فقط بتسيير شؤون المواطنين وخدمتهم وتصريف أمورهم التي لا علاقة لها بالأمن أو السياسة. من الواضح أن نظام بن علي يتفاعل مع الواقع بأسلوب أمني حتى أصبح ذلك له ميزة مكتسبة لا تنفك عنه في جميع أحواله ومقارباته. وهنا أنبه، نظرا لالتباس كلمة « أمن » بمعنى آخر إيجابي توحي به الكلمة، أنه لا بد من توضيح المقصود بشكل أدق وتقديمه في صيغة أخرى ولنقل: هذا النظام يتعاطى مع الواقع والأحداث والأشخاص بأسلوب الجلاد مع الضحية. هذا النظام هو بنية ورثت الإرهاب والترويع عن العهد السابق، ثم طورت نفسها في إطار ذلك الإرث حتى تطبعت به، وقد زادته النجاحات التي حققها في هذا الصدد إيمانا وثقة وتمسكا بهذا الأسلوب، وأيما سلوك يصدر عنه، في رأيي المتواضع، لا يعدو أن يكون رؤية مؤسسة على المقاربة الأمنية ومستنبطة من أصولها ومخرجة عليها. فأسلوب الجلاد مع الضحية يحكم تصرفات نظام بن علي وسياساته وتنازلاته، بل وحتى ما يظهر لنا أحيانا أنه شيء من الإنسانية. عقلية الجلاد تحكم هذا النظام في مختلف مستوياته سواء كانت مؤسسات أو أفراد. لعل البعض يقول هذه مبالغة كبيرة، وعليه فلا بد أن نعمد كما يفعل علماء الوراثة إلى التدقيق في واحدة من البنى الخلوية « التناسلية » للنظام، هذه البنية الخلوية هي التي أمّنت له النجاح في القديم ولا زالت إلى اليوم تؤمّن له الاستمرار، وكل تغيير أو تكاثر أو تجدد في جسم النظام محكوم بقواعد هذه البنية الخلوية التناسلية المؤسِّسَة ويخضع لخصائصها المميزة. ولإيصال الصورة إلى الذهن لا بد من تقديم أمثلة نفهم من خلالها كيف يتفاعل هذا النظام مع الواقع، وذلك من خلال النظر في أسلوب عمل هذه الخلية، أو بالأحرى من خلال النظر في أسلوب الجلاد مع الضحية والأهداف التي يريد الجلاد تحقيقها، وبعد ذلك يكون في يد إخواني مادة يفهمون على أساسها تصرفات النظام بقراءتهم الخاصة. وفي ما يلي سنعرض إن شاء الله وضع الضحية بين أيدي الجلادين، وبعضا من فرص الضحية في النجاة منهم، وكيف يمكن أن ينهار الجلاد أمام الضحية ونقاط ضعف الجلاد. وهي تجارب حقيقية ولكن لن أذكر أسماء المعنيين. أصناف الجلادين وأدوارهم حول الضحية: يصادف أحيانا أن يبدأ معك الجلاد بأسلوب لين رقيق ويقول لك: « نحن لا نرغب في إهانتك أو إذلالك ولكن بيننا وبينك محضر بحث، فإذا أنت تجاوبت معنا فنحن أناس متحضرون، وستخرج من هنا كما دخلت، وسنستجوبك وأنت جالس على كرسي وتكون قد أكرمت لحيتك بيدك. لا يخفى عليكم أن هذه المرحلة لا تُـتَّـبع مع الجميع، فالصادق شورو أو لطفي السنوسي ومن ماثلهم من إخواننا لا يسألهم الجلاد حتى عن أسمائهم قبل أن يكونوا فوق « الدرجيحة » أي معلقين. إذا أنت عارضت ببراءة لا يقتنع بها الجلاد فستمر إلى مرحلة ثانية: يبدأ التعذيب بأساليب متصاعدة، وإذا افترضنا أنهم علقوك على « الدرجيحة »، فسيكون حولك عدد من الجلادين يتقاسمون الأدوار كما يلي: – اثنان أو ثلاثة يتناوبون على الضرب بلا هوادة وبشكل يجعلك في حيرة وجودية حول ماهية الإنسان وحول ما إذا كان هناك ذرة من الرحمة في قلب بني البشر، كما يجعلك تفهم بعمق بالغ لماذا جعل الله مقدار يوم الحساب خمسين ألف سنة، ولماذا سيكون هناك من يخلد في نار جهنم. ومهما حدثتك فلن تفهم حتى تعيش الحالة. وأؤكد لكم أيضا أن هؤلاء الجلادين، فيما رأيت، أشخاص أسوياء وليسوا مرضى ولهم حياة عائلية مثلنا ولهم أبناء، وإذا رأيتهم في الخارج لا تكاد تأبه إليهم. – أثناء التعذيب في « الدرجيحة » يكون أحد الجلادين عند رأسك يوسوس لك كالشيطان بأنه لا بد لك أن تلقي الكرة إلى غيرك، وذلك بأن تذكر أسماء من غرروا بك، وأنك لن تستطيع المقاومة أكثر، ولماذا تتحمل هذا التعذيب؟ ولماذا تضحي بنفسك لأجل أناس ليسوا أهلا للتضحية؟ وأن هؤلاء الآن ينعمون بالراحة وأنت تتألم لتداري عنهم، وأن رفاقك الكبار الذين غرروا بك قد انهاروا تحت التعذيب ولم يصمدوا فمن تكون أنت لتقاوم؟ وأن الانهيار هو نهايتك المحتومة فما الفائدة من المقاومة، وأن « الله عز وجل » حرم عليك أن تعرّض جسمك للتعذيب ونفسك للهلاك، وقد يذكر لك آية من القرآن ويقول لك « لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ». – يكون هناك أيضا جلاد آخر لا يشارك في ضربك ويحاول أن يظهر لك الأسف والحسرة على ما تتعرض له من تعذيب، وأحيانا يحاول أن يفهمك أنه بإمكانك التعويل على خدماته إذا قررت التعاون، وأنه يستطيع أن يكف أيدي الجلادين عنك إذا أنت قررت ذلك، وأن مساعدته لك لها ثمن محدد، وقد يقول لك إذا احتجتني فنادي علي. – يحدث أن يلعب معك أحد الجلادين دور الأخ المندس في وسط جهاز الأمن فيأتيك منفردا ويقول لك أن أصحابه كلاب (وهم حقا كذلك) وأنه يتفق معك في الرأي، وأنه يعرف إخوة كثيرين ويسمي لك بعض الأسماء ويخبرك أنه يريد أن يساعدك، وبينما هو يحدثك تراه ينظر من حين لآخر إلى الباب بريبة وخوف ليوهمك أنه يخشى أن يتفطن أصحابه لأمره. – أحيانا يأتيك أحد الجلادين، وهنا يختارون لك « كلبا » سمح الوجه طافح العينين حنانا، فيأتيك ويجلس معك كأنما هو صديق حميم ويقول لك: حدثني أنا وقلي ما هي مشكلتك، ويحاول أن يستنزف منك أي معلومة أو خطأ قد يستعمل ضدك لاحقا. قد لا تطبق هذه الأنماط كلها مع الجميع ولكنها موجودة على أجندة الجلاد وقد رويتها لنفهم عقليته التي يتعامل بها مع الضحية. وهكذا وبخلاصة فهم يراوحون عليك بمختلف هذه الأساليب ليتمكنوا في النهاية من ابتزازك وقتل مقاومتك وتحطيم إرادتك وإيصالك إلى الانهيار والاستسلام لتصبح كالعبد الذلول الطيع عند سيده. أغرب الأشياء التي تراها من الجلاد بعد أن ينهي معك حصة التعذيب والتحقيق أنه قد يسألك ماذا تريد أن تأكل أو تشرب!!! ستأخذك لا شك حيرة شديدة وقد ترفض الأكل والشرب من يد الكلب الذي كان يعضّك، ولكنه سيلح عليك ويقول لك: « أنت لا بد أن تأكل فنحن ليس لدينا معك أي مشكلة، بيننا وبينك بحث نريد منك أن تقومه ». سيحاول أيضا أن يفهمك أنك أنت السبب في التعذيب الذي يسلط عليك وليس الجلاد الذي يضربك، وأنه لا مصلحة له في الانتقام منك أو نزع ملابسك والنظر إلى سوأتك بل أنت السبب في كل ذلك. بل يوشك أن يقول لك « وما ضربتك إذ ضربتك ولكن أنت الذي ضربت نفسك ». وقد قرأت لأحد إخوانا كلاما يشبه هذا في نص استقالته فقال: « أن نهج الحركة يؤدي إما إلى السجن أو المنفى أو الإثنين معا » فهذا الأخ استطاع الجلاد أن يقوِّله عبر تعذيبه بعصا العودة أن الحركة هي التي سجنت أبناءها وليس نظام بن علي وأنها هي التي شردتهم وليس الخوف من صولة الجلاد هو الذي شردهم. « الدرجيحة » سؤال: ماذا يريد الجلاد من الضحية؟ أجابني أخ كريم له باع طويل معهم وعذبوه حتى شارف على الموت مرتين فقال: « يحبو يوصلوك لحالة وأنك تتفرت كالكرشة » . بمعنى أن تفقد كل قدرة على التحكم في ما تقول ويتحدث لسانك دون طلب من الجلاد فتتحول الضحية إلى عدو لنفسها ولرفاقها وتنتهي إلى الانهيار الكامل، بل وأشد فيقر الشخص على نفسه بأمور لم يقترفها أبدا، ويقول ما ينتظره منه الجلاد. وبعد ذلك يتحول انهيارك إلى وسيلة فعالة لإذلالك والاحتجاج عليك بأنك لم تكن رجلا وأنك خنت أصحابك ولست أهلا للخيار الذي سلكته، وبالتالي يصبح الانهيار نفسه أداة تعذيب ثانية أقل كلفة وأفضل مردودية للجلاد. مثال على هذا: حدثني أخ لي فقال إن أحد إخواننا، ولن أخوض في الحالة حتى لا يُعرف من هو، استعمل معه الجلاد الذي لم يقتنع ببراءته هذا الأسلوب فقال له: أنا لا أريد منك أي جواب عن أي شيء، أنا أعتقد ببساطة أنك كذبت علي والآن لي هدف وحيد هو أن أنتقم منك. قال محدثي نقلا عن الأخ: كل يوم كان هذا الكلب يأخذني ويعذبني من الصباح إلى المساء ثم يتركني ولا يسألني عن أي شيء، ومهما حاولت استدراجه لصرفه عني أو إقناعه بأن يسألني عن شيء ما حتى يخفف عني وأستعيد أنفاسي كان يرفض الحديث معي بتاتا بأي شكل من الأشكال مكتفيا بتعذيبي. وهنا أقول: من عدونا نتعلم وربما يكون هذا الأسلوب جيدا في استلهام نمط مقاومة سلمية، وما رأيكم لو اكتفى إخوتنا في أوروبا بفضح جرائم النظام على كل الأصعدة و في كل المحافل دون أن يجعلوا لحملتهم عليه عنوانا محددا أو مطلبا معينا يلبيه لهم النظام ويتخلص من وجع الرأس. أظن أن نظام بن علي سيكون سخيا أكثر في عروضه لو وجد إخوة يمارسون معه هذا الأسلوب. ولنا ربما عودة لهذا إن شاء الله. حظوظ الضحية تحت عصا الجلاد التعذيب بقطع النظر عن هدف الجلاد منه يؤدي إلى جملة حالات تختلف باختلاف قدرات الضحية وقد يكون لكل ضحية حالتها الخاصة بها، ولن يتسع المجال لإحصائها جميعا ولكن سأحاول عرض ما يهم حديثنا منها: – الانهيار التام للضحية تحت التعذيب: في هذه الحالة تصبح الضحية بلا شخصية وتتصرف بما يشبه حالة من تعرض لغسيل الدماغ، وتبعات هذا وخيمة جدا على مستقبل الضحية النفسي وحتى على مدة بقائه في السجن على حياته عموما. وقد لقيت أخا بعد خروجه من السجن فلم أر منه إلا بقايا إنسان، فقاتلهم الله قاتلهم الله قاتلهم الله، وقد قال عنه من رآه مباشرة بعد التعذيب: « لم أر في جسمه مكانا يخلو من زرقة أو انتفاخ أو جرح أو دم » . – الانهيار الواعي: هذا الشخص ينهار ولكنه يتحكم في حجم انهياره ويناور الجلاد ويحاول أن يتدارك بذكائه ما قد يخسره تحت العصا. – الصمود تحت التعذيب والانهيار الجزئي للجلاد. سألت أخا كريما ظل تحت التعذيب لفترة تقارب الشهر دون أن يتمكن الجلاد من توهين إرادته كيف فعل، وقد كان شابا أحسبه صالحا، وكثيرا ما أذكره إذا قلت الحمد لله لكثرة ما رأيت من حمده لله مع عظم بلائه، ولقد كانت الحمد لله في لسانه مختلفة عن الحمد لله في لساني أو لسان أمثالي ممن قل بلاؤهم وكثر سخطهم، وقد أجابني ثبته الله ورحمه وسلم عليه سلاما في العالمين إلى يوم يبعثون، فقال: « أنا أمثل لك الأمر بأن الجلاد يعض على إصبعي وأنا أعض على إصبعه، فهو يقول لي إذا تركت إصبعي تركت إصبعك، وأنا متأكد أنه في اللحظة التي أطمئن فيها إليه وأترك إصبعه ليترك إصبعي فستكون النتيجة هي قطع إصبعي ونجاة إصبع الجلاد، بمعنى آخر: هو يعذبني لأتكلم ويقول إذا تكلمت فسأكف عنك التعذيب، وأنا أقول إذا لم أتكلم فلا مفر للجلاد من كف التعذيب عني، أما إذا تكلمت فلن يكف عني قبل أن يفعل بي ما يشاء. وفي هذا أيضا نمط مقاومة سلمية أخرى فليتمعن فيه إخواني المسارعون بالعودة الذين أصبحت الغربة عن الوطن عندهم شبيهة بالتعليق على « الدرجيحة » . وقد أعود لهذا أيضا إن شاء الله. – الصمود تحت التعذيب والانهيار الكلي للجلاد: أحد إخواننا بقي تحت التعذيب المتواصل 43 يوما متتالية حتى يئس الجلاد منه، وقد شارف هذا الرجل على الموت، ولكنّ تنبه بعض المنظمات إلى حالته جعل البوليس يطلق سراحه مؤقتا، وفي الأثناء نجاه الله منهم وهو لاجئ الآن في أوروبا. هذا الأخ ظل في حالة فرار قبل القبض عليه، وقد كان البوليس لا ينقطع عن مراقبة بيته، فلما سألوه أين كنت مختفيا، قال كنت في بيتي، فقالوا يستحيل لأننا كنا هناك طوال الوقت، ولكنه ظل على تصريحه ذاك طوال فترة تعذيبه، وفي النهاية لم يتمكنوا عبر التعذيب الوحشي المستمر لمدة 43 يوما حتى من معرفة مكان مبيته عندما كان في حالة فرار، ولما أطلقوا سراحه ترجاه أحد الجلادين واستحلفه بالله أن يقول له أين كان عندما داهموا منزله في إحدى الليالي فأجابه الأخ: كنت في بيتي. وهذا أيضا نمط مقاومة سلمية أخرى تبث اليقين في نفوس الصامدين على جبل الرماة الرافضين النزول بسقط من الحقوق والمكاسب، وتعطي لرغبتهم في الصمود والتحدي « لدرجيحة » العودة مثلا حيا عن إمكانية قهر الجلاد حتى ينهار هو ويترك الضحية. قريبا أو بعيدا إن شاء الله سينتهي نظام بن علي عند أقدام هذه الرواجل، وأولى به أن يحتقر نفسه أمامهم أو يتعلم من صمودهم صدق قضيتهم. وأنتم تعلمون يا إخوتي أن من أمثال أخينا هذا يوجد الكثير ممن أثبتوا أن العصا لن تكفي لتوهين إرادتهم، وقد انتصروا على الجلاد نصر رجال ومنهم من مات تحت التعذيب ونحسبه عند الله شهيدا، أما الذين انهاروا فلم ينتصر الجلاد عليهم نصر رجال بل نصر أنذال، ونسأل الله أن يثبّت الجميع، وأعلم أن حضن الأخوة سيسعنا جميعا، وقد رأيت في السجن كيف كان إخواننا يكلئوننا برحمتهم وحنانهم ولم يفرطوا في أحد. لقد كانوا قلوبا واسعة وصدورا مفتوحة، وكانت ابتساماتهم رغم عذابهم بُشـُرا من رحمة الله. والحمد لله الذي أذل عصي الجلاد أمام إرادة رجال كثر، وهم برهان من الله على تباب أمر هذا النظام في القريب إن شاء الله. أيها الأخ الحبيب: الجلاد يريد ابتزازك لتنهار أو تتنازل عن حقوقك الطبيعية وتيأس من أن مقاومة الظلم قد تمنحك حلا، وهو يستعمل لابتزازك أنواعا مختلفة من العصي: أحيانا تكون العصا هي التعذيب الذي يسلط عليك، وقد تكون العصا هي الخوف من السجن أو فقدان العمل أو ترهيب العائلة أو تضييق العيش. وآخر العصي التي يستعملها نظام بن علي الآن هي عصا الحرمان من الوطن ومن جواز السفر. وإجمالا تعددت العصي والتعذيب واحد، والجلاد واحد، والأسلوب واحد، والضحايا هم نحن جميعا فلذا وجب التنبيه. ولتحاول الآن بمفردك أخي أن تقيس على هذا أساليب الابتزاز التي تمارسها السفارات والملحقون الأمنيون عبر استعمال عصا العودة والضغط على الإخوة للاستقالة والتبرؤ من إخوان الدرب وتحميلهم مسؤولية جرائم النظام. ورأيي المتواضع هو أن لأخواني مسئولية فيما حدث لا ينكرها أحد، ولكن مسؤوليتهم هي بالتعريف القانوني مسئولية تقصيرية، أي مسئولية إهمال وخطأ حسابات، أما مسؤولية بن علي ونظامه المجرم عما حدث فهي مسئولية جنائية وشتان ما بين الاثنين. قس أيضا على تقاسم الأدوار بين الجلادين حول الضحية ما يفعله بعض المندسين الآن الذين ينشرون مقالات وتعاليق على مواقع المعارضة ويوهمون القراء بأنهم من إخواننا في الداخل، ويحاولون محاكاة أسلوبنا في الكتابة ويستعملون بعض مصطلحاتنا، ولكنهم أغبياء فيقعون في كل مرة في خطئ يكشف كيدهم ولا داعي لذكر الأمثلة. في المحصلة أريد أن أستنتج وإياكم أن نقاط ضعف الجلاد التي تؤدي إلى انهياره تتمحور حول محورين: – أولا صمود الضحية، وهذا ما أثبتناه فيما سبق ولكنه لا يكفي لوحده لأن الأمر قد ينتهي بها إلى الموت وبالتالي زوال قضيتها، فلا بد إذا من توفر عامل آخر – الجلاد إنسان مجرم ولكن ميزة نظامنا المجرم أنه يروج للعالم براءته وبياض صفحته وقد حقق في ذلك نجاحات، وعليه فنقطة ضعف هذا المجرم هو انكشاف أمره وإظهار كذبه للعالم. فإذا لم نمكنه من أن ينفرد بالضحية ويغتال إرادتها في غفلة من الناس، فسيكون عليه أن يختار عندها بين أمرين: إما التبجح بالإجرام، ونظام بن علي أوهن من أن يفعل هذا ولا يستطيع أن يتنصل من التزاماته بالعهود الدولية لو ثبتت فعلا مخالفته لها. الأمر الثاني هو أن ينهار ويرفع يده عن الضحايا ويتخلص من خلايا الإجرام التي تسكنه وتتحرك باسمه وبالتالي سيصفي نفسه بنفسه وهذا في غالب ظني ما سيفعله بن علي عندما يجد نفسه في الزاوية. حتى ينهار الجلاد لا بد أن يكون حجم التشهير بجرائمه من حجم صبر الضحية تحت التعذيب، لا بد أن يماثل صمود أهل الجبل صمود المظلومين في أحد وعندها سينقلب السحر على الساحر، وانتظروا من بن علي في أقل الأحوال أن يتبرأ من يده الضاربة في الأمن ويقذف المسؤولية عليهم لينجو بجلده ويحفظ مكانه. من رأى في هذا مبالغة فليسأل نفسه لماذا استمات النظام في إقناع أخينا بو عبدالله بوعبدالله ليتخلى عن قضيته التي رفعها ضد بن علي بتهمة التعذيب في إحدى المحاكم الدولية، وقد تخلى الأخ فعلا عن القضية التي رفعها، ولكن لو يسر الله أحدا غيره يمضي في مثل هذا، فانتظروا أن تسمعوا بمحمد الناصر وبوكاسا وغيرهما من المجرمين قد سجنوا أو انتحروا أو انتظروا ربما أيضا طبخة أخرى تطبخ في النظام نفسه ويستفيد منها أهل البلد جميعا بكل طوائفهم إن شاء الله. لاحقا سنتحدث عن أساليب مقترحة لانتصار الضحية على الجلاد إن شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 28 نوفمبر 2008)
المعهد البريطاني لبحوث السياسات العامة يستضيف الشيخ راشد الغنوشي
الخميس, 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2008 بدعوة من معهد بحوث السياسات العامة في بريطانيا شارك الشيخ راشد الغنوشي في ندوة » الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا » التي أقيمت يوم الثلاثاء 25 نوفمبر في المعهد الملكي بالعاصمة لندن بمشاركة السفير البريطاني السابق لدى الامم المتحدة Sir JeremyGreenstock و الباحثة في المعهد الايطالي للشؤون الدولية Natholie Tocci و الدكتور محمد صادق الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للاخوان المسلمين و الدكتور خليل الشقاقي مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية و JoostHiltermannنائب مدير المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والدكتور عمر الحمزاوي الباحث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي والباحث خالد الحروب مدير مشروع الاعلام العربي بجامعة كمبريدج الريطانية. وتمثل الندوة حلقة في سلسلة الندوات التي ينظمها معهد بحوث السياسات العامة في بريطانيا بدعم من وزارة الخارجية البريطانية، ومركز البحوث الكندي للتنمية الدولية، ومركز بحوث وزارة الخارجية الدنماركية، من أجل الوقوف على مواقف الاسلاميين من الإصلاح السياسي والديمقراطية وحقوق الانسان والعلاقة بين الدين والدولة و المصالح السياسية والاقتصادية الغربية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وكانت مشاركة الشيخ راشد الغنوشي حول فرص الإصلاح الديمقراطي في ظل الأنظمة القائمة مرحبا بكم في موقع الشيخ راشد الغنوشي: www.ghannoushi.net والسلام عليكم ورحمة الله مع تحيات ادارة الموقع
الغنوشي واعتذار » ايلاف »
السبت, 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2008
مصطفى عبد الرازق لا يمكن للمرء إلا أن يعبر عن بالغ تقديره لذلك الموقف الشجاع الذي اتخذته جريدة «إيلاف» الإلكترونية الأسبوع الماضي حينما أعلنت على صدر موقعها 14 نوفمبر الجاري وبلغة لا تقبل التأويل اعتذارها للشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية على مقال يمس به نشرته في قسم «آراء» ديسمبر الماضي تحت عنوان «الخفاش التونسي مطرودا من المملكة العربية السعودية». هذا مثال يكاد أن يكون نادرا في الإعلام العربي حتى لو وصل الأمر إلى القضاء والتعويضات، فالكبرياء والإصرار على الخطأ سمة أساسية لعديد من وسائل إعلامنا تلفزيون أم إذاعة أم صحافة. نقول ذلك رغم ما قد يحاوله البعض من الإيحاء بأن ما أقدمت عليه «إيلاف» يأتي تجنبا للموقف الذي وجدت فيه فضائية عربية نفسها فيه على خلفية قضية مشابهة مع الغنوشي كذلك، ونشرت «إيلاف» تفاصيله 14 نوفمبر كذلك ولكن العام الماضي. غير أنه بعيدا عن الاعتذار فإن موضوعه يثير العديد من القضايا بشأن النهج الذي أصبحت تلتزمه الكثير من وسائل إعلامنا العربية المعاصرة، وتمثل إيلاف تجربة محورية في القلب منه. لقد نجحت إيلاف وسط «زحمة» من مثيلاتها الإلكترونية أن تشق لها طريقا جعلها قبلة الكثير من القراء العرب، رغم أنها بدت وكأنها تغرد خارج السرب، وقد يكون هذا السبب في الإقبال عليها. وهى في طريقها ذاك عملت على أن يكون لها مذاقها الخاص القائم على اللعب على مثلث التابوهات العربي «الجنس والدين والسياسة»، ولتحقيق ذلك تقدم توليفة قد تقبلها أو لا تقبلها، لكن لا بد أن تتابعها. في محاولتها لبلورة هذا التوجه خرجت «إيلاف» عن النص العربي كثيرا .. فهى وعلى عكس الكثير من نظيراتها، ورقية أم افتراضية، أصبحت ساحة لتقديم جرعة عالية عن الجنس، سواء على مستوى الموضوعات أم الصور، وبشكل مثل صدمة للقارئ العربي، الأمر الذي يعكسه مثلا فلسفتها في اختيار صور بالغة العري لفنانات عرب وأجانب على واجهة موقعها. على المستوى الديني جعلت «إيلاف» نفسها ساحة لكل ما هو غريب وشاذ ، على النحو الذي يدرجها البعض معه في عداد الإعلام العلماني الأصولي، ولعله من هنا جاء الخطأ المشار إليه والذي اقتضى الاعتذار من «إيلاف» فهو يعكس الروح المشار إليها. والعودة إلى المقال الأصلي، بما يحويه من غل وحقد على الغنوشي، وغيره من رموز وقيم دينية، تثير الدهشة والتساؤل، إلى الحد الذي وصفته «إيلاف» ذاتها بأنه يشتمل على عدد من الإدعاءات بالغة الخطورة وغير الصائبة، ما يكشف عن تحامل على الغنوشي الذي يمثل ـ اختلفنا أو اتفقنا معه ـ رمزا لتيار الاعتدال الاسلامي. ورغم ما صادفته «إيلاف» من نجاح على صعيد تجاوز ما تراه انتهاك التابوهات العربية وبشكل رئيسي الجنس والدين، إلا أنها يبدو أنها لم تصادف النجاح نفسه على المستوى السياسي، ويبدو أن ذلك قد يكون طبيعيا في ضوء أن «تابو» الجنس و«تابو» الدين ليس لهما قوة مؤسسية تدافع عنهما، ما يؤكد أن تابو السياسة يتمتع بسطوة بالغة في عالمنا العربي بشكل يحول معه دون انتهاك أحد لحرماته مهما كان، ما يعني أن التخلي عن «التابو» أيا كان نوعه، أمر يتجاوز كل عربي حتى من يحاول المجازفة بتحقيق ذلك.. على نحو يصح معه إشهار مقولة: من كان منكم بلا «تابو» فليتقدم! هذا مجرد رأي، قد يكون تأخر سبع سنوات في الاستجابة لدعوة ناشر «إيلاف» إلى الحكم على تجربتها «بصراحة وبكل ما يجب أن يقال وبتحكيم العقل قبل العاطفة»، ، غير أنه يأتي في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى المصداقية والتحلي بالمسؤولية الإعلامية .. وتلك هي المهمة التي نتمنى أن تقوم عليها «إيلاف» وأخواتها، وقد قدمت باعتذارها مثالا ينبغي أن يحتذى. (نقلا عن البيان الاماراتية – الجمعة 28 نوفمبر 2008) مرحبا بكم في موقع الشيخ راشد الغنوشي: www.ghannoushi.net والسلام عليكم ورحمة الله مع تحيات ادارة الموقع
بسم الله حبيب الشهداء و المبعدين إلى روح الأخ العزيز محسن. إلى عائلة الفقيد الغالي إلى أبناء حمام الأنف رافع القارصي
مرثية الحزن و الألم
أخي العزيز محسن : أعترف بأن قلمي أبكم يحرك حروفا مشلولة غير قادرة على الحركة و لا حتى على الوقوف أمام جثمانك الطاهر . أعترف بأني عاجز عن الرثاء ولا حتى عن البكاء فلا أدرى من يرثي من ؟ أنرثيك و أنت حي بيننا برغم الموت و الفراق أم نعزي أنفسنا لأن فينا من تثاقل إلى الأرض فباع و قبض الثمن في الوقت الذى ترتفع فيه أنت إلى السماء لتعانق الغيب و العدل المطلق كما أراد لك ربك ثابتا مقبلا غير مدبر راضيا بقضائه سبحانه و تعالى صامدا و فيا لإسلامنا العظيم شاهدا على بشاعة الظلمة الذين أبعدوك عن بلدك تونس و أصروا على أن لا يكون حظك من جغرافية بلاد عقبة و الزيتونة سوى قبرا يضم جسدك الطاهر نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله روضا من رياض الجنة . أخي العزيز محسن : كثيرون هم الذين ماتوا و فارقوا هذا العالم في نفس اليوم الذى صعدت فيه روحك الطاهرة إلى السماء حيث لا ظلم بعد اليوم و لكن رحمة و عدل و إحسان و جنات بإذنه تعالى. كثيرون هم الذين ماتوا و سيموتون بعدك يا محسن و لكن قلة هم من كان تاريخ وفاتهم شهادة ميلاد جديدة تنضاف إلى تلك القديمة حيث كان خروجك من الدنيا ولادة جديدة لقيمك و لمشروعك الذى نفيت من أجله وراء البحار و إستقرار في الذاكرة الجماعية لشعبك و إخوانك و أهلك و أحبابك و كأنك و لدت من جديد لتحي فينا قيم العزة و الشرف و تجدد فينا معانى الأخوة والرجولة . يوم رحيلك يا محسن كنت أنت المعلم و نحن تلاميذك الصغار جئناك لنستمع لآخر دروسك و نتعلم منك أن الإسلام العظيم و الذل لغير الله خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا . جئناك يوم رحيلك لتعلمنا أن الكرامة آية من الكتاب من أضاعها فقد أضاع نفسه و من حفظها فقد حفظ البيعة مع الله . جئناك يوم رحيلك لنتعلم منك أن الرجولة قيمة ثابتة لا تخضع لموازين القوى وأن الولاء لمشروعنا الإسلامي التحرري و الحضاري العظيم لا يتأثر بتقلبات بورصة القيم المنقولة و لا تقلبات سوق السياسة حيث المصلحة فوق الحق و الإنتهازية فوق المبدئية و الخلاص الفردي فوق خلاص المشروع . علمتنا يوم رحيلك أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح و إذا فسدت فسد و لا خير فيه , إنه قلبك الذى بقي ينبض بالعزة و الشهامة و الإباء و يضخ دماء الثبات و الصمود في بقية الجسم حتى لا تسقط الإرادة و لا تلين و لا يكتب قلمك حرفا واحد يأكل حسنات الهجرة و المنفى كما تأكل النار الحطب . هنيئا لك أخي الفاضل محسن لقد إنتصرت مضغتك في الدنيا فحمتك من السقوط و صانت هجرتك من عوامل التعرية العقائدية و حفظت عهدك مع الله و الشرفاء و الشهداء من أبناء شعبك العزيز والله نسأل أن تكون سببا في دخولك الجنة و مرافقة الحبييب محمد عليه الصلاة و أزكى التسليم . يوم رحيلك كان يوما للنصر على عوامل الهزيمة و ما أكثرها مرض وهزال منفى وأحزان و بعدا عن الأهل و الوطن و الخلان و لكن مرة أخرى تكون مضغتك حصنا حصينا أمام كل أشكال الإختراقات فلا عودة ذليلة أغرتك و لا مصالحة مغشوشة فتنتك و لا عرض زائل من مملكة التعذيب النوفمبرية أسقطتك . لله درك أيها الشهيد البطل بقيت صامدا صلبا شامخا عاليا فوق القمم حتى كاد يغار منك الجبل الذى إفتقده وإفتقدك و لكنى متأكد أنه كان حزينا ولكنه سعيدا بعودتك حتى و أنت ميت فجسدك الطاهر نار تحرق كل الأعشاب الطفيلية التى تريد الإستقرار على سطحه قصد القيام بجولات ميدانية وإعلامية بعد أن باعت القضية و قبلت كل أحذية الداخلية . أنا متأكد بأن جبل بوقرنين سيبكيك و لكن سيهتز فرحا بقدومك لأن جسدك الطاهر سيحمي الأرض كما العرض , أرض حمام الأنف التى إفتقدتك و بكتك يوم أجبرتك مملكة التعذيب على مغادرتها و بكتك فرحا وألما و حزنا يوم عدت إليها لتسكن في بطنها حتى يأذن الله بالبعث والخروج . كيف لا و هي تعرف أنك يوم كنت تتحرك فوقها لم تكن جبارا عتيا و لم تكن آثما و لا جلادا شقيا , كيف تنساك يا محسن و أنت من تنقلت فوق أديمها داعيا إلى الله رب الأرض و السماء آمرا بالمعروف و ناهيا عن الفساد و المنكر والبغي , كيف تنساك يا محسن و أنت من شاركت فوق ترابها في مسيرات العزة والكرامة والحرية فعرفتك ساحات برشلونة و الباساج و باب الخضراء و باب سويقة البطلة فارسا شهما من فرسان الحرية كيف تنساك يا محسن وأنت عشت مؤمنا بأنك منها خلقت وإليها تعود و منها تخرج بإذنه تعالى حيا . وصيتى إليك أيتها الأرض الحبيبة , يا أيتها الأرض الغالية التى نشهد الله بأنك أحب الأراضى إلينا ولو أن السابع الآثم أخرجنا ما خرجنا أبدا , وصيتنا إليك أن ترفقى بأخينا محسن و ضميه إليك بعد هذا الفراق الطويل ضمة أم حنون فقدت رضيعها و بعدما إستيأست من رجوعه عاد إليها . تحنني عليه أيتها الأرض الطاهرة الشريفة بالله عليك لا تنسى خطواته فوقك إلى المساجد في الظلم صبحا و مساء . لا تنسي يا أيتها الأرض العزيزة بأن الذى في بطنك اليوم إبن بار من أبناءك و واحد من ملايين تونس الشهيدة لم يخن العهد الذي بينك وبينه لم يتنكر لأديمك لم يبع حبات ترابك الغالي في سوق العمالة و الخيانة . عاد إليك يا أنت يا أمنا الكبرى عاشقا لتربتك , شامخا كنخيل الجنوب , جنوب العزة و الكرامة و الفداء , مبتسما كما عهدتيه دائما مستبشرا بلقائه مع الله الذى سيقتص له من جلاديه الذين حكموا عليه بالسجن و الإبعاد تحت ظل عدالة قدسية الأحكام و الميزان . أخي محسن عزاؤنا أنك لن تبق غريبا بعد اليوم لن تبق لاجئا بعد اليوم فأهلك الجدد أهل خيريحبونك كما كنت وأكثر إنتظروا قدومك لتحكي لهم محنة الزيتونة و تقص عليهم ملحمة العزة و التحرير , فلا وحشة بعد اليوم و لا ألم بعد اليوم و لا ظلم بعد اليوم ,هناك حيث سحنون الجوهري و الهاشمي المكي و محمد الهادي الميغاوي و عثمان بن محود و طيب الخماسي و نبيل بركات و الرائد المنصوري و شهداء المناجم الأبرار و شهداء جانفي المجيد . أخي محسن عزاؤنا أن عمار وبلال و حمزة و شهداء بدر الأطهار رضي الله عنهم جميعا ينتظرونك هناك ليزفوك إلى جنات الرحمان فأذكرنا عندهم و بلغ التحية و الشوق إلى سيد الأنام محمد عليه و على صحابته و آله أزكى صلاة و أطيب سلام . أخوك رافع القارصي
توقفت القافلة لتعاود المسير
أم عبد النور في موعد شاءه الله سبحانه وتعالى توقفت القافلة ليترجل أحد فرسانها الشرفاء الصابرين ولا نزكي على الله أحدا, جاء الحق الذي لا مفر منه ولاحق يأتي كالباطل مثل الموت ترانا نكاد لا نصدقه أو لا نحسن استيعابه لولا يقين من الله يصبرنا ويثبتنا ترجل الرجل الذي أراد الظلمة أن يظل شريدا غريبا محروما من أبسط حقوقه , ولما قضى سارعوا بتعجيل إجراءات عودته كأن ليس هم من أرهبه وشرده , ولقد قرأت مقالا للأخ الكريم عادل جزاه الله خيرا وكنت بعد وفاة الأخ محسن رحمه الله وددت أن نقف ونراجع بعض المساءل الهامة في حياتنا فان الموت لأبلغ واعظ , وأريد بدءا أن أشير أن أخي عادل فوق الشبهات ولا أحسب أحدا يمكن أن يشكك في حسن قصده ومن منا لا يعرف دماثة أخلاقه وتفانيه في خدمة اخوانه ولو على حساب وقته وعائلته ابتغاء مرضاة الله ولذلك تراه تأسيا بقوله تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) يرى من العدل شكر المحسن اذا أحسن وان كان أداة ظلم في يد فرعون أو أبي جهل , ولكن لنا أن نسأل هل كان هؤلاء سيقدمون ما قدموه لو لم يكن لهم ولسيدهم مصلحة من وراء ذلك , أخي انما هو حق أريد به باطل , لو كانوا يريدون العدل والحق لرفعوا الظلم عن المساجين الذين خرجوا من سجن الى سجن, ومن ظلم وترهيب الى اعتداء وتضييق , من الذي شرد أخي محسن رحمه الله ؟ لم يقضي غريبا بعيدا عن أهله ووطنه, أبعدوه حيا وقبلوه وقد قضى رفع الله درجاته, يساعدون على عودة ميت و يقتحمون غرفة الانعاش على الأخ عبد الحميد الجلاصي ثبته الله معرضين حياته لخطر محقق هل يجب أن يقضي عبد الحميد الجلاصي ليرفعوا أيديهم الآثمة عنه ,هم يدركون أن صورتهم مشوهة في العالم كله فلا بأس من تلميعها أمام الرأي العام ما دام ذلك لن يقدم أو يؤخر ثم لو كانوا صادقين هل كانوا يمطرون ابنه هارون بوابل من الأسئلة متشدقين بأنهم يقومون له بالاجراءات يوم العطلة ويسألونه هل كان الألمان سيقطعون يوم عطلتهم في حالة كهذه , ولو كان عندهم بعض الاحترام لآحترموا حزنه ووجيعته ولو كانوا يؤتون الحق أهله لما تناسوا أن الألمان على اختلاف عقيدتهم فقد اوونا وأمنونا وأعطونا من الحقوق والحريات ما لم ننله في أوطاننا. لقد مضى أخي محسن رحمه الله ويبقى ذكره العطر وسيرته الحسنة وكذلك الانسان الصادق طيب في وجوده وطيب في أثره وذلك ما يعرف عنه ولا نزكي على الله أحدا , وكذلك يبقى ذكر الظلم والظلمة وأعوانهم وزبانيتهم أنى نظرت نحوهم لم تر فيهم وحولهم ومنهم ما يدل على شيىء الا كما يدل الخندق على أن الوحل في قاعه , سيبقى ذكرهم في مزابل التاريخ ويبقى ذكر محسن واخوانه في الثريا سنبقى مطمئنين لوعد الله ولو قضينا جميعا في المنفى فنحن أصحاب حق وقضية عادلة ويبقى الزبانية تلاحقهم أصوات المعذبين وأنات الشهداء ودعاء الثكالى وصرخات المقهورين , يخافون بطش الله ونقمته و ان الله ليمهل للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته , نحن لا نكره الناس لأشخاصهم ولكن نكره الفعل السيىء الذي يصدر منهم ولمن مازال منهم فيه بعض الخيرونفحة من ضمير ولمن يخشى يوما يرجع فيه الى الله نقول سارعوا الى التوبة قبل أن يبطش بكم الجبار الذي لا يقهر , أقلعوا عن الظلم وفروا الى الله فوالله لن يغني عنكم رئيسكم من الله شيئا , فهل أنتم منتهون ؟ ثم اني أريد أن أذكر نفسي واخواني أننا لم نعد كما كنا في بداية الرحلة , الحقيقة أن المشاغل والآعمال ألهتنا فلم نعد نتواصل كما كنا لم نعد نلتقي ولا حتى نسأل عن بعضنا ولو هاتفيا واذا كنا من قبل يجمعنا المسجد ولو شهريا فقد أصبحنا نلتقي اما في الأسواق أو في المناسبات وحتى هذه فقد أصبحنا نقصرها على المناسبات المحزنة , أين تواصلنا وتراحمنا أين جلساتنا ولقاءاتنا أخشى أن يأتي يوم نرى فيه بعض أولاد اخوتنا فلا نعرفهم فلنعد الى وصل ما انقطع ونجدد العهد , ليكن لنا مع الجد والعمل فسحة للتواصل واللقاء لا تلهنا الحياة ومشاغلها فتفرقنا , لم تفرقنا المحنة والظلم والاضطهاد فلم يفرقنا الامن والنعمة؟ ألم يئن الأوان للعودة كما كنا بل واكثر اتحادا وأخوة أم سننسى العيرة بعد حين حتى شدة أخرى؟ توقفت القافلة ليترجل أحد فرسانها فلتعاود المسير وكل فرسانها صفا واحدا. رحمك الله أخي محسن وحفظ أهلك وجعلهم بعض حسناتك ورفع بهم درجاتك رحم الله غربتك انس الله وحشتك أصبحت في دار البلى أحسن الله صحبتك. (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 29 نوفمبر 2008)
التمديد للزميل محمد بن صالح سنة رابعة
صدر بالرائد الرسمي عدد 92 المؤرخ في 14 نوفمبر 2008 الأمر عدد 3458 بتاريخ 10 نوفمبر 2008 القاضي بمنح الزميل محمد بن صالح رئيس التحرير بوكالة تونس إفريقيا للأنباء، استثناء للعمل في القطاع العمومي لمدة سنة رابعة ابتداء من غرة سبتمبر 2008. كما صدر بنفس العدد من الرائد الرسمي الأمر عدد 3459 القاضي بالتمديد كذلك للزميلة نعيمة الزاوق رئيسة التحرير بوكالة تونس إفريقيا للأنباء لمدة سنة ثالثة ابتداء من غرة نوفمبر. هذا ويشتكي الزملاء العاملون في الوكالة من نقص الإطار العامل بها بسبب عدم تعويض الكفاءات التي غادرتها، وغياب الشفافية في عمليات الانتداب المحدودة وغيرها من التجاوزات التي تمّـت خاصة في عهد المدير العام السابق. وهو ما تم التعرض لجانب كبير منه في تقرير المراقبة المحال على الوزارة؟ (المصدر: مدونة زياد الهاني بتاريخ 28 نوفمبر 2008)
حزب الوحدة الشعبية:
ترشيح بوشيحة للانتخابات الرئاسية المقـــرّرة في خريــــف 2009
تونس الصباح: قرر المجلس المركزي لحزب الوحدة الشعبية، ترشيح أمينه العام، السيد محمد بوشيحة للانتخابات الرئاسية المقررة في خريف العام القادم.. وذكر بيان للحزب تلقت « الصباح » نسخة منه، أن المجلس المركزي الذي التأم أمس الجمعة، ناقش إمكانيات مشاركة الحزب في الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة، وسط إجماع على ضرورة الانخراط في الانتخابات من ناحية، والتقدم بمرشح للرئاسية.. وشارك حزب الوحدة الشعبية في جميع المحطات الانتخابية التشريعية منذ حصوله على التأشيرة القانونية نهاية ثمانينات القرن المنقضي، فيما شارك الحزب في الانتخابات الرئاسية لسنتي 1999 و 2004. وبهذا الترشيح الحزبي الرسمي، يكون عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية من جانب أحزاب المعارضة، ثلاثة هم السادة، محمد بوشيحة، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، وأحمد الإينوبلي، الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، بالإضافة إلى أحمد إبراهيم، الأمين الأول لحركة التجديد.. فيما قررت كل من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري، مساندة ترشيح الرئيس زين العابدين بن علي للانتخابات القادمة.. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 نوفمبر 2008)
فيما حصار غزّة يبلغ أخطر مستوياته وزارة الثقافة توافق على عرض فيلم يحكي قصّة « اضطهاد اليهود » في الحرب العالمية الثانية !!! ؟
نور الدين المباركي تونس/الوطن لسنا ندري إن كانت المسألة مجرّد صدفة، أم أنّها مقصودة وتمّت برمجتها عن وعي. لا نريد أن نوجّه اتهامات مجانيّة لأيّ كان، لكن ما حصل يوم الخميس 20 نوفمبر بقاعة الكوليزي يدفع للتساؤل إن كان المشرفون على فعاليات الدورة 15 لأيام السينما الأوروبية بتونس كانوا واعين بما حصل في الافتتاح. فطيلة الأسبوع الماضي بلغ حصار غزّة مستويات خطيرة، النور الكهربائي مقطوع على السكان وعلى المؤسسات الصحية والاقتصادية و المخابز أغلقت أبوابها و أطفال صغار وشيوخ يصارعون الموت في المستشفيات بسبب غياب الأدوية وتعطّل الآلات و عائلات لم تجد ما تسدّ به رمقها و بعض المخابز اضطرّت لاستعمال علف الحيوانات لصناعة الخبز… إنّه وضع مأساوي ولا إنساني بسبب الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني على المعابر. في هذا الوقت الذي تعالت فيه الأصوات لفكّ الحصار على غزّة…يتمّ افتتاح الدورة 15 لأيام السينما الأوروبية بتونس بفيلم « يتناول على مدى ساعة وأربعين دقيقة الأوضاع المأساوية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية من خلال عائلات يهودية مقيمة في فرنسا ويقف عند ضحايا محرقة اليهود (الهولوكوست) على أيدي النازيين في تلك الفترة.. » !! وهو فيلم للكاتب اليهودي فيليب غرمبار مستوحى من كتاب يحمل عنوان « سرّ ». معلوم أنّ الكيان الصهيوني واللوبيات اليهودية المنتشرة في العالم كلّه تسعى دائما لاستغلال أي مناسبة وأي مساحة مهما كانت ضئيلة « للتذكير » بما تعرض له اليهود من اضطهاد وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين، في محاولة للتغطية على حجم الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، جرائم تمسّ الأخضر واليابس: غابات الزيتون والمنازل والحصار الجائر حدّ الموت والغارات العسكرية والاغتيالات…..الخ. وما يرتكب في غزّة هو جريمة حقيقية بكافة المعايير والمقاييس ومع ذلك فإن العالم ينظر و »يراقب »….وفي تونس وبعلم من وزارة الثقافة يعرض فيلم عن اضطهاد اليهود من خلال « قصّة طفل يحاول البحث عن هويته »، وأطفال غزّة لا يجيدون الحليب ولا يجدون ما يسدّون به رمقهم بسبب الحصار. هذه الدورة من فعاليات السينما الأوروبية بتونس تنتظم ببادرة من المفوضيّة الأوروبية بتونس وسفارات البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث..هذه الأخيرة ألم يكن بإمكانها رفض عرض هذا الفيلم في هذه الفترة بالذات، أم أنّها غير متابعة لما يحصل في الأراضي الفلسطينية وفي قطاع غزّة. والمشكلة لا تقف عند هذا الحدّ، بل إن إبراهيم اللطيف وهو رئيس جمعية الفيلم القصير والوثائقي والمسؤول التونسي الأول عن تنظيم هذا المهرجان إلى جانب بعثة المفوضية الأوروبية صرّح لأحد المواقع الإلكترونية « نحن لم نقم ببرمجة فيلم (سرّ) في سهرة الافتتاح » وأشار إلى أنّ فريقه مسؤول فقط عن برمجة الأفلام التونسية، وألقى باللوم على المفوضية الأوروبية لاختيار هذا الفيلم. وكما يقول المثل ربّ عذر أقبح من ذنب. فهل من حق المفوضية الأوروبية أو غيرها أن تأتي إلى بلادنا وتبرمج ما تريد حتى وإن كان ذلك يتعارض مع قيمنا وخصوصياتنا !!! والحقيقة لا ندري إن كان هذا الموقف يلزم وزارة الثقافة أم لا ؟ ! وما تجدر الإشارة إليه هو أن الفيلم لاقى مقاطعة من عديد المغرمين بالسينما وهناك من غادر قاعة العرض بعد أقل من نصف ساعة من عرضه وهو ما يقيم الدليل على أن التونسيين لا يقبلون بهكذا تسريبات. *المصدر: الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد61 الصادر قي 28/11/2008
ابتكر نظاماً متطوراً للتحكم بموجات الراديو … التونسي فاضل غنوشي رائد في تكنولوجيا الاتصالات الذكية في كندا
مونتريال – علي حويلي على رغم تأصل «عقدة الأجنبي» والإحساس بالضآلة أمام الغرب، في التفكير العربي، إلا أن الإنجازات التي يحققها كثيرون من العلماء العرب في الغرب تدفع إلى التفكير بأن ثمة «سبباً أصيلاً» يقف وراء أحاسيس الدونية غير المُبرّرة. وقد بات شائعاً القول بأن التخلّف يكرس فكرة الدونية وأخيلتها في أذهان العرب والكثير من شعوب العالم الثالث. ولعل من المُجدي أن نُفكّر في الأسماء العربية اللامعة غرباً باعتبارها دليلاً آخر على أهمية كسر حلقة التخلف للحاق بركب الحضارة المُعاصرة، إضافة إلى كونها (الأسماء) جسراً علمياً بين العرب والغرب. والأرجح أن العالِم الكندي – التونسي فاضل غنوشي ينتمي إلى تلك الكوكبة اللامعة علمياً التي تُعزّز الفكرة القائلة ان مجتمعات العرب قادرة على التقدّم، شرط تهيئة الظروف لذلك على الصُعُد الثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها. يقيم غنوشي في كندا منذ 28 عاماً، وأنهى دراسته الثانوية في تونس، ثم شدّ رحاله إلى كندا، حيث التحق بجامعة مونتريال – كلية الـ «بوليتكنيك». وسار في التدرّج الأكاديمي بسهولة، فحاز الليسانس في علوم الاتصال، ثم نال الماجستير والدكتوراه في تلك العلوم، وصار أُستاذاً جامعياً وباحثاً في هندسة الاتصالات اللاسلكية والأقمار الاصطناعية في جامعة «كالغيري» في مقاطعة «ألبرتا» الكندية. ويُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره من مشاهير العلماء الكنديين، إذ سجّل أكثر من 10 براءات اختراع في كندا والولايات المتحدة وأوروبا. ونشر غنوشي قرابة 400 بحث في مجلات علمية متخصصة. وتتلمذ على يديه أكثر من 60 طالباً في درجتي الماجستير والدكتوراه. وفي 2007، نال «جائزة أستاذ متفوّق في البحوث العامة» Over -all Research Excellence award من جامعة «كالغيري». وحاز أيضاً مجموعة من الألقاب الأكاديمية والعلمية المُدوّنة في سجلات مجلس «أستاذة الكراسي البحوث في كندا»، ومنها Canada Research Chairs، «أستاذ متفوّق» و «مهندس استثنائي» و «باحث أصيل». كما نال منحة مالية مقدارها 1,5 مليون دولار من مؤسسة «أي كور» iCore المتخصّصة في بحوث الهندسة الإلكترونية وعلوم الكومبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وجاءت المكافأة تقديراً لمساهماته الجمّة في ذلك المجال. كما أعطته المؤسسة عينها لقب «باحث متميز». ونال كذلك منحاً أخرى من مؤسسات كندية فيديرالية وخاصة، بلغ مجموعها 4 ملايين دولار. وفي مونتريال، أسّس شركة للاتصالات والبث الفضائي بواسطة الأقمار الاصطناعية، ثم باعها لدى انتقاله إلى جامعة كالغيري كأكاديمي متفرّغ. الاتصالات الذكيّة وأقمارها وهيّأ انتقال غنوشي إلى جامعة كالغيري الفرصة له لاستثمار ما يختزنه من علوم وخبرات وبحوث، وليوظفها في ابتكار مجموعة من الأجهزة الذكية في الاتصالات المتطوّرة. وجاءت باكورة أعماله على هيئة ابتكاره لما يُسمى تقنياً «النُظُم الذكية لتردّدات الراديو» واختصاراً «أس إر إف إي». وفي لقاء مع غنوشي، قال ان الدوائر العلمية المتخصصة في كندا «وصفت هذه النُظُم بالطليعية، لأنها كانت الأولى من نوعها في البلاد». وأضاف: «أرى أنها ذات مستقبل واعد، لأنها متقدمة تقنياً ومزوّدة أجهزة لبث الذبذبات والموجات تعمل بالطاقة الإلكترومغناطيسية». وبيّن أن تلك النُظُم باتت مستخدمة كندياً في تقديم خدمات الراديو والرادار والأقمار الاصطناعية والتلفزيون والهاتف التقليدي المتحرك والخليوي وخدمات الانترنت عبر اللاسلكي («وايرلس انترنت» Internet Wireless). وأوضح أن نُظُمَه مزوّدة أيضاً جهازاً للتحكم والإنذار والتحذير عن بُعْد («تيلي أفيرتيزيور» teleavertisseur). وبذا، تتميّز هذه النُظُم بقدرتها على تغطية مساحات واسعة جداً، من دون أن تتأثّر بالمعوقات البيئية والفنية. وراهناً، ينكبّ غنوشي على درس المشكلات العلمية والتقنية المعقدة ذات الصلة بالترانزستورات المتناهية الصغر وعلاقتها مع هندسة الصوت ومشاكل الإرسال، بهدف صنع أجهزة بثّ أكثر فعالية في إمكانها أن تتجاوب مع متطلبات التطوّر التقني خلال الأجيال الثلاثة المقبلة. ويجري بحوثه في مختبر خاص به، يحمل اسم «أي راديو» iRadio، ويلاقي دعماً من حكومة «ألبرتا» المحلية بموازنة مقدارها 5.5 مليون دولار لمدة خمس سنوات. ويتعاون غنوشي مع مختبر مؤسسة «أي كور» الذي تدعمه منظمة كندية متخصصة في البحوث والتنمية. وأعطى فكرة مبسطة عن الاتصالات الذكية قائلاً: «انها مزيج من نُظُم وأجهزة مزودة بأدمغة الكترونية، ما يضمن أنها تتعامل بطريقة ذكية مع مسائل مثل تضخيم الصوت وتنقيته، وبث موجات الراديو وتلقيها. وتستطيع أيضاً أن تصحّح الأخطاء التي تحدث أثناء البث على الشبكات». وأضاف: «أثبَتت التجارب صحة هذا التوجّه، وكذلك أكّدتها نتائج الاختبارات، كما وُضِعَت على محك التجربة فعلياً فنَجَحَت». وأكد أن نُظُمه «الذكية نالت إعجاب الدوائر العلمية الكندية، إضافة إلى أنها حظيت باعتراف عالمي. وكذلك صنّف مختبره ضمن الدرجة الأولى في تكنولوجيا الاتصالات الذكية التي يأمل المسؤولون الكنديون أن تلاقي إقبالاً مناسباً من الشباب». واختصر غنوشي الهدف من مشروعه بالقول انه «يتمحور حول إطلاق تقنيات ورؤى ابداعية لأجهزة الاتصالات الذكية بغية تطوير المعالجة الرقمية للإشارات اللاسلكية وصنع أجهزة إرسال تتمتع بقدرات تقنية، بحيث تستطيع التعامل مع متطلبات التقدّم في الاتصالات في المجالات المدنية والعسكرية والفضائية وباستهلاك أدنى كمية من الطاقة». أفق لاستثمار عالمي أثناء تجواله في دوائر البحوث العلمية الأميركية والأوروبية واليابانية، لاحظ غنوشي أن الطلب على الاتصالات آخذ في الازدياد السريع في الأسواق العالمية، التي تشهد تنافساً حاداً بين الشركات الكبرى في مسائل تشمل التجديد في التقنيات، كفاءة أجهزة الإرسال وخفض أسعار الخدمات مع رفع جودتها. وأفاد غنوشي أنه يدرس راهناً مشروعاً لإنشاء مؤسسة دولية للاتصالات الذكية، معتبراً أنه قادر على النهوض بها «إذا توافر لي التمويل اللازم من الشركات الكندية أو الأميركية». وأشار إلى انه يتمنى أن يرى مشروعه النور في بلد عربي، «خصوصاً أن البلاد العربية تشكّل أسواقاً صاعدة لهذه التكنولوجيا التي تحتكرها الشركات العالمية الكبرى». واختتم غنوشي كلامه بالقول: «أفخر بأنني قدّمت ابتكاراً علمياً، لا تعود منفعته على كندا وحدها، بل تشمل البشرية كلها». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 نوفمبر 2008)
صاحب «بابا عزيز» يتهم النقد السينمائي بالتقاعس والتقصير … الحياة:ناصر خمير: الثقافة والفنون معطلة في البلاد العربية
دمشق – إبراهيم حاج عبدي على رغم استيائه من الواقع الثقافي والفني في البلاد العربية، فان المخرج السينمائي التونسي ناصر خمير يرفض مبارحة ميدان الفن والإبداع، بل تتشعب اهتماماته وتتعدد، فهو سينمائي وكاتب سيناريو ومصمم ديكور ورسام ونحات وشاعر وخطاط… وتحظى السينما، تحديداً، بمكانة جليلة لدى خمير الذي يقول بان «السينما طورت فيَّ شعوراً عميقاً بالحرية». لكن الواقع السينمائي العربي خذله، ولم يبادله الشعور نفسه، فإذا ما أردنا معرفة حصيلة نحو أربعة عقود من العمل في مجال السينما، فلن نجد سوى ثلاثة أفلام روائية طويلة، هي: «الهائمون في الصحراء» (1984)، «طوق الحمامة المفقود» (1990)، و «بابا عزيز، الأمير السابح في روحه» (2005)، وقد نالت هذه الأفلام عدداً من الجوائز في مهرجانات سينمائية عربية وعالمية.. هي حصيلة قليلة، لكنها متميزة، وقد يقول قائل، هنا، أن العبرة في النوع لا في الكم، وهذا كلام دقيق في حال كان السينمائي راضياً عن تجربته وليست لديه مشاريع مؤجلة. لكن في ما يخص خمير، فانه دائم البحث، والتقصي، تنتظره مشاريع كثيرة، منجزة على الورق، وناضجة في الذهن، بيد أنها عصية على الانتقال إلى الشاشة. هي مشاريع طموحة حبيسة الأدراج، وسجينة الذهنية القاصرة، وتصطدم، على الدوام، بثنائية شديدة الوطأة: الرقابة والتمويل. فبعد فيلم «بابا عزيز…» قدم خمير ثلاثة سيناريوات للجهات المعنية في تونس لكنها رُفضت، وحين حاول اللقاء بوزير الثقافة السابق ليشرح له بعض الملابسات، وجد هذا اللقاء مستحيلاً، والمفارقة أن تبرير رفض السيناريوات كان في المرات الثلاث جاهزاً، وواحدا: «الإساءة إلى الحضارة العربية الإسلامية، والى المجتمع العربي». الوجه المشرق إن هذا التبرير هو أشبه بنكتة سمجة، أو بكوميديا سخيفة، «فأنا في أفلامي السابقة حاولت أن ابرز الوجه المشرق، المتسامح لتلك الحضارة التي يتهمونني، الآن، بأنني أسيء إليها. ثم هل ثمة إساءة أقسى من أن نقمع المجتمع، ونكبله بالأوامر والنواهي، ونغلق أمامه باب النقاش، ونلغي من قاموسنا شيئاً اسمه «المواطنة» بكل ما يعنيه المصطلح من حقوق واحترام وامتيازات». ويضيف خمير موضحاً: الإنسان كقيمة محارب في بلادنا العربية. نحن لا نملك «مكارم الأخلاق»، ولا نقدر الجهود والمبادرات الفردية. ثمة استهانة بالفرد وبقدراته، وما نراه هو كذب، وسفسطة، وتمويه وادعاء، وخطابة… الفرد ينتهك وسط هذه الشعارات الجوفاء. وأصبحت السياسة شغلنا الشاغل، أما الفلسفة والفكر والثقافة والفنون فهي معطلة». ويتابع خمير أن «الفنان، لا سيما السينمائي، لا محل له من الإعراب وسط هذه الظروف المحبطة. هو محاصر في مولده ومماته، ويسير في حقل مليء بالألغام، فأنا تنازلت عن أجري كمخرج، وسيناريست، ومصمم ديكور في فيلم «بابا عزيز…» حتى لا يتوقف تصوير الفيلم، وكذلك فإن مخرجاً مبدعاً من طراز شادي عبدالسلام عاش محاصراً، على رغم انه أخرج فيلماً استثنائياً، وهو «المومياء»، الذي يعد من المراجع السينمائية المصرية المهمة. ويطرح خمير سؤالاً: إذا كانت نسخة فيلم «المومياء» بحاجة إلى ترميم، فان من الطبيعي والبديهي أن تتحمل وزارة الثقافة المصرية أو إحدى المؤسسات الرسمية المصرية تكاليف هذا الترميم، أليس كذلك؟ أجبته بـ: «نعم، بالتأكيد»، فرد بسخرية مؤلمة: لا يا سيدي. إن من رممها هو المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي في نيويورك. أليس هذا عيباً؟، يتساءل خمير باستهجان، ويضيف: «نفس المشكلة حصلت معي، فحين احتجت إلى نسخة نيغاتيف ثانية من فيلمي «طوق الحمامة المفقود»، فان المنتج طارق بن عمار تنصل من الموضوع، وكذلك بلدي تونس، مع أن الفيلم ليس ملكاً لناصر خمير أو لمنتج الفيلم، بل هو ملك للذاكرة السينمائية العربية. لكن لم يتكلف أحد بتقديم نفقات النسخة الثانية مع أن اصغر حفلة من حفلاتهم الباذخة تكلف أكثر من إنشاء نسخة نيغاتيف ثانية للفيلم، فكان الملاذ، مرة أخرى، سكورسيزي. إذا كان هذا حال سينمائيين يفترض أنهم أثبتوا جدارتهم وتفوقهم، فتستطيع أن تتخيل، عندئذ، كيف ستكون معاناة سينمائيين آخرين، لم يحالفهم النجاح». مصطلح مخادع ورفض خمير مصطلح «السينما العربية»، فهذا المصطلح كبير ومخادع في الآن ذاته، لذلك يمكن القول بان ثمة أفلاماً عربية، لافتاً إلى أن «الواقع السينمائي العربي لا يسير نحو الأفضل، بل يتراوح في مكانه، فتونس، مثلاً، قبل 40 سنة كانت تنتج نحو ثلاثة أفلام، وهي، في يومنا هذا، تنتج الرقم نفسه، وهذا ينطبق على مختلف البلدان العربية، بل أن الحال في بعضها أسوأ، إذ لا توجد فيها سينما من الأساس، وقد تكون مصر هي الاستثناء الوحيد، وثمة ملاحظات كثيرة في شأن السينما هناك، خصوصاً واقعها في السنوات القليلة الأخيرة، ولكن ليس هنا مجال للخوض في تفاصيلها. وحول قضية التمويل الأوروبي، ولا سيما الفرنسي، للأفلام العربية، أقر خمير بأن «هذا التمويل قائم سواء في أفلام المغرب العربي أو في بعض الأفلام التي حققها الراحل يوسف شاهين وكذلك يسري نصرالله وغيرهما، وفي بعض الأفلام اللبنانية، وبعض الأفلام السورية، خصوصاً المخرج عمر أميرلاي، واعتقد أن هذا الدعم يستند الى رؤى فنية وجمالية بالدرجة الأولى، ففي فرنسا أنا أعلم أن ثمة توجهاً يقضي بتمويل مشاريع سينمائية ليس فقط في العالم العربي بل كذلك ثمة أفلام صينية وتركية وإيرانية… مولت فرنسياً». وقلل خمير من وطأة الشروط التي يفرضها الممول الأوروبي، متسائلاً: هل تعتقد بأن التمويل الرسمي العربي لا يفرض شروطاً رقابية قاسية. «الرقابة في البلاد العربية رقابة مهولة، فمهما كانت الخلفيات والدوافع الفرنسية لتمويل أفلام عربية، فلن تكون بقسوة الرقابات العربية»، واعتقد أن «ملف التمويل الأوروبي للفيلم العربي هو بمثابة سيف مصلت على رقاب السينمائيين لغاية في نفس يعقوب!! فإذا كانت الرؤى الاستعمارية أو محاولات تصوير البلاد العربية من منظور سياحي واضحة في بعض الأفلام العربية الممولة أوروبياً، فان الأساليب القمعية العربية واضحة بنفس الدرجة، بل أن الرقابة الأوروبية أخف، وأرحم لأنك تستطيع أن تناقش الأوروبيين وتحاورهم، وتختلف معهم، أما في البلاد العربية فحتى النقاش، والاختلاف غير مسموح بهما، ويجب أن نشكر الأوروبيين الذين أسهموا في إنتاج أفلام عربية تعد علامات مضيئة في تاريخ السينما العربية، وما كان ممكناً لهذه الأفلام أن ترى النور لولا التمويل الأوروبي». واتهم خمير النقد السينمائي العربي بالتقاعس والتقصير، وشن هجوماً عنيفاً على النقاد السينمائيين العرب الذي يسكتون على هذا الواقع السينمائي المزري، ولا يقومون بالدور المنوط بهم، وقال إن هؤلاء النقاد في معظمهم يستغلون مواقعهم المرموقة ويغضون الطرف عن هذه الانتهاكات والتجاوزات ليبقى الوضع قائماً، أياً كان وبكل سلبياته، طالما هم مستفيدون من هذا الواقع. نبذة مختصرة ولد في تونس عام 1948. بدأ مع أنطوان فيتز عام 1982 يروي قصص «ألف ليلة وليلة» على خشبة مسرح شايلو الوطني. هو كاتب وشاعر وسينمائي وخطاط ورسام ونحات. نشر أكثر من عشرة كتب قصصية وشعرية، منها: «شهرزاد»، «الغيم العاشق»، «الشمس المحبوسة»، «ساحة العباقرة»، «أبجدية الرمال» و «حكاية القصابين»… أخرج أول فيلم تسجيلي قصير للسينما في تونس عام 1975 بعنوان «حكاية بلاد ملك ربي» ثم اخرج بعده بعام فيلم «الغولة». في عام 1984 اخرج فيلمه الروائي الطويل الأول «الهائمون في الصحراء»، وفي عام 1990 جاء فيلمه الروائي الثاني «طوق الحمامة المفقود»، وفي عام 1991 أخرج الفيلم القصير «البحث عن ألف ليلة وليلة»، ويعد فيلم «بابا عزيز..» آخر أفلامه الروائية الطويلة. تأثر خمير بحكايات ألف ليلة وليلة، واطلع على تراث المتصوفة، وتشرب بثقافة الصحراء التي تهذب، وتنقي الروح بحسب رأيه، وتظهر في أفلامه هذه التأثيرات التي تشكل مادة رئيسة لأفلامه المشغولة بجماليات خاصة، والتي نالت استحسان النقاد. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 نوفمبر 2008)
مدونة « قصة أونلاين »:بلعط… يبلعط… تبلعيط
يبدولي انّو الكثير من القرّاء في علمهم بزيارة المساندة اللي قام بها وفد فرنسي من البرلمانيين والحقوقيين والصحافيين ايّام 26 و 27 نوفمبر الى الحوض المنجمي لمساندة المواطنين والمناضلين (هنا). هالزيارة نرفزت بلعوط الجمهورية (حقوق التأليف محفوظة لصاحبها ب.ت.ب)، خرّجتو من حبايل عقلو و طلّعتلو الغاز ياخي عمللها ديكلاراسيون للصحيفة الألكترونية « ايلاف » (هنا) فطّق فيها مواهبو في البهتان و السياسة. اسمعوا الباساج هذا: « … الغريب هو موقف بعض النشطاء التونسيين الذين سقطوا بوضوح في دائرة الاستقواء بالأجنبي انتهاكا صارخا لمعاني العمل الوطني الذي يضع السيادة الوطنية فوق كلّ اعتبار.. ». برجوليّة ضحكتني كلمة « بعض ». ديما نفس المنطق المسوّس: « الشرذمة الضّالة » و « الصّائدين في الماء العكر » هاك الكلام اللي يثبت على عام ككّح وقتلّي حفرو البحر (حقوق التأليف محفوظة لصاحبها قصّة اون لاين ) العباد جات للمطار و لمقرّ رابطة حقوق الأنسان وفي الرديف كيما يقولو العيلة وبو عطّوش ، عاري و لابس، و هو يقلّي « البعض ». انا بهالمناسبة وفي اطار حملة التعريف بالشعر التونسي المعاصر واليوم العالمي لتطييح المورال نهديلوا ( انا نورمالمان ما نخالطش الكمنتروات من النوع هذا، فمابالكم باش نهديلهم حاجه) أجزاء من قصيدة (*) كتبها صديقنا الطاهر الهمّامي. يا أُمّةً شبعتْ من جُبنها الأمـــــمُ يُخيفها الحبر والقرطاس والقلــــمُ ما أسعد البهموت ارتاح في تعـــس وأشقَيَنَّك إذ تعلــو بك الهمــــمُ اُبصم بخُفِّك لا تخجل فأنت لهــــا تغْنَى وتغنم من أحفافها البَهَـــــمُ كَسِّر يراعك لا تكتب علـــى ورق واكتب بساقكَ تحيا الساق والقـــدم …. يا أمّةًً ثُلثاها مخْبرٌ وقــــــح وثُلْثُها لَسِنٌ أزرى به البكَـــــمُ والمخبرون بها سودٌ أظافرهـــم والمخبرون بها بيض عيونهـُــمُ والمخبرون بها عُليا صناعتهـــمْ والمخبرون بها سفلى أجورهُـــمُ … ما كنت أحسبني أحيا إلى زمــن » أرى البغال به تغلو وتَغْتَلِـــــمُ وللوطاويط أقدار وأقضيـــــةُُ وللزواحف مِنْ تَزْحَافِها خــــدَم أنا اليتيم المتيَّم الذي ذبحـــــوا الوالِهُ الولِهُ الوَلْهَانَةُ الوهِـــــمُ ها قد « رجعت وأقلامي قوائل لــي » كسّرْ يَراعك ملعونٌ هو القلــــم (*) من قصيدة « لحظة سقوط » (المصدر: مدونة « قصة أونلاين » التونسية بتاريخ 28 نوفمبر 2008) الرابط:
http://kissa-online.blogspot.com/2008/11/blog-post_28.html
هذا أنا، أو عندما ينزل بلعوط الجمهوريّة ضيفا على كارثة التلفزة التونسيّة
طلب منّي عدد من الأصدقاء التعليق على شبه الحصّة التلفزيّة متاع علاء الشابي اللّي إستضاف فيها سي برهان بسيّس (مرشّح المدوّنة بدون منازع لمنصب بلعوط الجمهوريّة في إنتظار تنقيح الدستور لإحداث هذا المنصب بصفة رسميّة)، واللي تعدّات الأسبوع الفارط على قناة « حنّي للبغل »، هذه القناة إلّي باش تعمللنا ثورة إعلاميّة في البلاد وباش تفتّقنا من بعضنا بحريّة التعبير والحوار الديمقراطي من نوع « الرأي والرأي هو بيدو ». أوّلا حبّيت نأكّد للأصدقاء المذكورين أنّي ما عنديش خلاف شخصي أو بونتوات مع بهتان مسيّس ولا حتّى مع الفقمة، وزيد على هذا ما نعتبرهمش بالأهميّة الكافية إلّي باش تخلّيني نحمل تجاههم أيّ نوع من المشاعر، سواء كانت إيجابيّة أو سلبيّة، وبالتالي فإنّ ما سبق من تدوينات تحكي على الأشخاص هاذم يهدف بالأساس إلى إنتقاد فكرة معيّنة (عبّر عليها برهان بسيّس صراحةً خلال الشبه حصّة المذكورة)، وهي فكرة تعتبر أنّ الدفاع عن النظام هو من باب الدفاع عن الوطن، وأنّ عمليّة الحوار والنقد لسلبيّات بلادنا لازم تكون مابيناتنا فقط، أمّا كيف يجي معانا برّاني فلازم علينا ندوّروها كذب وتبلعيط ونخرّجوا الناس إلّي تعاني من الحرمان من إمكانيّة التعبير على رأيها في إطار المسموح به « ما بيناتنا »، نخرّجوهم كذّابة وسفهاء قدّام العالم، هذا بالطبيعة إذا إفترضنا أنّ العالم على درجة من البلاهة والبلادة الفكريّة تخلّيه يصدّق بأنّ « كلّ شيء على ما يرام في أفضل العوالم الممكنة » في داخل جربوعستان جنّة الحريّة وحقوق الجربوع على وجه الأرض، وهو أمر مستبعد جدّا. بالطبيعة المشكل، إذا كان إعتبرنا أنّه فمّا مشكل من أساسه، مع الناس إلّي تحاول باش تطرح الفكرة هاذي، هو أنّ الحكاية متاع الدفاع على صورة البلاد ماهي إلاّ عذر أحول قاعدين يستعملوا فيه بعض المرتزقة والوصوليّين من نوع الفقمة وصديقه باش يلقيو نوع من « المشروعيّة الوطنيّة » légitimité patriotique، وبالتالي الأخلاقيّة، على نشاطهم إلّي يبقى تقفيفي وصولي ويصبّ في باب خدمة بعض الطموحات والمصالح الشخصيّة عن طريق طحين أزرق لا غبار عليه، والموضوع هذا على حسب بعض الإشاعات باش يمثّل محور الكتاب القادم من تأليف الثنائي بهتان-فقمة تحت عنوان « التوفيق اليسير بين الوصوليّة وراحة الضمير » واللّي باش تصدره دار الطاحونة للنشر والتوزيع. الظاهرة هاذي ماهيش أخطر ظاهرة تواجه المجتمع متاعنا، وماهيش ظاهرة جديدة وما نتصوّرش أنّها باش تنقطع نهار من النهارات من المجتمعات اللي متغلغل فيها التجربيع كمنهج ومبدأ في الحياة الإجتماعيّة، كما أنّي ما إنّجمش نلوم على برهان بسيّس أو غيره إذا كانه يحبّ « يوصل » بطريقة أو بأخرى.. في الدنيا كلّ واحد قاعد يحاول، و لازمو يحاول، باش يعيش بالوسائل المتاحة بين يديه: الباندي بتبوريبه، القاري بقرايته، الغني بفلوسه، الحاكم بسلطته، الفنان بفنّه، البلعوط بتبلعيطه والطحان بطحينه، وهذا في حدّ ذاته ينجّم يكون نوع من المشروعيّة « الطبيعيّة » متاع تدبير الراس والبقاء على قيد الحياة.. على كلّ حال وبعد ما تفرّجت على الحصّة المذكورة، ما عنديش ملاحظات كبيرة باش نزيدها على ما سبق أن قلته في شأن السيّد هذا، بل يمكن حتّى كانت لي فرصة باش لقيت له بعض الأعذار إلّي يمكن تفسّر نظرته الخاصّة للسياسة في البلاد بما أنّه صرّح منذ بداية الحصّة بأنّه ساعات كيف يتأمّل في الجليز متاع داره يتخيّل شخصيّات في الأشكال متاع الجليز ويتحاور معاها.. آشكون يعرف بالكشي زادة الحياة السياسيّة وجنّة الحوار والديمقراطيّة إلّي يوصفلنا فيها على قناة الجزيرة شافها زادة في وسط « زليزة » في الكوجينة متاع داره في إطار واحد من الحوارات الجليزيّة إلّي يجري فيها، الله أعلم، ما نظلموش الراجل.. على كلّ حال وبغضّ النظر على المسائل إلّي حكيت عليها، فمّا سبب آخر خلاّني نمرّ مرور الكرام دون تعليق على الحصّة الحواريّة مع بلعوط الجمهوريّة، والسبب هذا هو بصراحة أنّ أيّ واحد ياقف في التلفزة بجنب علاء الشابي بطبيعته باش يظهرلي أحسن برشة ممّا كان يبدو عليه إذا طلع في الشاشة وحده، وأنا شخصيّا ما بين بهتان المسيّس وبين علاء اللكزة لقيت راحتي أكثر برشة مع الأوّل وقرّرت فجأةً أنّ الإنطباع إلّي كان عندي عليه كان سلبي أكثر من اللزوم، على الأقلّ شبه مثقّف يحبّ يوصل بالتبلعيط يقعد خير من لكزة ثقيل الظل بليد العقل مخنان الصوت عديم الثقافة الله أعلم كيفاه وصل باش يولّي منشّط، وكيما يقول المثل متاعنا.. عندك في الهمّ ما تختار ! (المصدر: مدونة Extravaganza الساخرة بتاريخ 25 نوفمبر 2008) الرابط:
http://trapboy.blogspot.com/2008/11/blog-post_25.html
طريحتين: وحدة لعلا الشابي ، و و حده لضيفو بهتان المسوّس
بقلم: Brastos منين كنّا صغار ، كان والدي عندو أسلوب ناجع في العقاب يتمثّل في إنـّو يهدّدنا بالطّريحة قبل ما يعطيهالنا بنهارات ، بحيث هاك المدّة الفاصلة مابين يوم اعلان التهديــد بالطريحة ، و يوم تنفيذها ، كانت حاسمه في انّها تخلّينا على اعصابنا خوفا و تأهّبا للطريحة الموعود بيها من ناحية، و من ناحية أخرى يلزمنا المدة هاذيكه ما نرتكبوش حماقات و مخالفات اخرى باش الحسبه ما تزيدش ترزن ، وبالتالي يربح هوّ ايّامات عقوليّة و انضباط منّا ، لا حس لا تشيطين لا عرك … وبرغم الخوف هاذاكه اللي كان يلازمنا خلال ايّام الانتظار ، كان ديمه يرافقنا أمل في انّو ينسى وعيدو لينا ،. و رغم انّو بعمرو ما نساه ، الا انّنا ديمه نقعدو متسلّحين بهاك الامل في النسيان مدفوعين بغريزة طبيعية موجوده عند كلّ الاطفال العيّاق ، وهي غريزة : حبّ الافلات من طريحة مُحقـّــقة باش ما نطوّلش ، الوالد قال انّو ورث هالاسلوب على والدو ، و حتّى انا يظهرلي ورثتو عليه ، على خاطر ثمّه زوز يسالوني طريحه ، وما عطيتهالهمش في وقتها ، على خاطر جات احداث أولى من مجرّد الالتفات ليهم ، أهمّها ، الحصار المفروض على اطفال غزه ، اللي لا يزّي هوما ضحايا من تحصيل الحاصل للاحتلال ، و لا يزّي يزيدو كلّ ساعة يمشو في العفس نتيجة السياسات العقيمة اللي ، وإن بدا للعيان انّها متعارضة و متناقضة ، الا انها تلتقي و تتقاطع في : المزايدات الفارغة على بعضهم ، و التكالب و التطاحن على السلطة واحد من الموعودين بالطريحة هو الكاتابلازما علاء الشابي ، اللي مصرّ على انّو ما يفــلـّتش حتّى فرصة تـُـتاحلو باش يأكّدلنا فيها جهلو المدقع بالمواضيع و المسائل و المجالات اللي كل مرّه يـُحْـشر نفسو الركيكة فيها ملّي صابنا ربّي بيه و باش ما يمشيش في بالكم ، و الا في بالو انّي من المتابعين الاوفياء ليه ، نحب نقول الآتي : قبل ، وفي غياب ظاهرة البارابولات ، كان الشي مفروض علينا فرضان ، ما ثمّاش خيارات ، بحيت كان الواحد يبدا يتفرّج و حاطط بجنبو باكو السواقر و الإفــّـيرالقان مع بعضهم ، … و من بعد ، وحتّى مع البارابول ، تواتيني انّي نتسخط ببرنامج كيف هكّة اثناء استدعاء و الا سهرية في دار ناس اخرين ، و بخلاف هاذا ، انا بيدي تنفحلي احيانا أنّي نشوف البرامج التافهة ، عنوة ً ، يمكن لارضاء شويّة مازوشيّة عندي و مانيش فايق بيها 🙂 🙂 و مرّات نتفرّج للحظات فقط باش نقيس مستوى تطوّر البهامه في مشهدنا الاعلامي ، على خاطر كيما ثمّه البهامة الواعدة ، الموهوبه ، اللي مازالت في طور التشكّل ، ثمّة زادا البهامه المحترفه ، بامتياز ، وهو ما نحن بصدده هالكاتابلازما ، ريناه قبل ، في زمن الإفـّـيرالقان 🙂 في تنشيط برامج المواهب ، و كان برنامجو اسمو الخطوة الاولى ، لكن يبدو انّو اللي جاو للبرنامج هاذاكة الكلّهم ، من هاك الجيّه بنت الجـّــَـيّه ، بل بالعكس، عملو خطاوي لتالي . السيّد لا علاقة له بالفن ، و لا بالشعر ، و لا بالمدارس و الاتجاهات الادبية ، و لا بالموسيقى ، و لا بالمقامات ، و لا بالقواعد و المصطلحات الموسيقية .. تــهوّ نهارة اللي وسوسلو شيطانو و قالّو : « غنّي…غنّي يا علا … راك حتّى انت صوتك باهي … ياخي زعمه هيّ باش تفوتك رافائيلّا كارا في شمولها ؟؟؟ غنّي » .. سي خونا ما كانش من العاكسين ، و ما قالّوش : « ما أنا بـِـمـُـغنّي » ، بل ، غنّى … و كنّا امام احسن نموذج للخروج على الطبقة و النشاز ، فضلا على هاك الخنّه المرعبة اللي في صوتو من بعد ، حبّ يعمل فيها اخصّائي نفساني ، و يعيّط للعباد باش ينشرو غسيلهم على مسامع سيادتو ، و يتاجر بدموع و مآسي المغفّلين من روّادو ، حلّ « حانوت » اسمو فرّغ قلبك . و حب من جديد يأكّدلــنا انّو جاهل و فقير لابسط مبادئ الثقافة النفسية العالية ، و سرعة البداهة اللي يطّــلّبــهم برنامج / حانوت من هاك النوع ياخي اشنيّة المؤهلات اللي عندك ، و اللي تخوّلّك باش تنصّب روحك في مقام المستمع لمشاكل دقيقة كيف هكّاكه و متشابكة و عندها تداعيات نفسية عميقة برشة ؟؟؟؟؟ و احيانا حتّى تداعيات اجتماعية و سياسية ما عندناش ليها الارضية الجريئة اللازمه … ياخي كيف واحد يطلبك باش يشكي من ظلم المعتمد و الا العمدة و الا رئيس الشعبة و الا عرفو اللي ضاغط عليه باش يتبرّع لصندوق من الصّنادق ، والا يطرّدو و ما يرسّموش و ينقبلو نهاراتو … باش تعدّيه زعمه ؟؟؟؟؟ و من غير تصنــصير زعمه ؟؟؟؟؟؟ـ الكاذب ينعلــو و يخزيـــه و فوق هاذا الكلّ ، يا سي المنشّط البوليفالان ، اشنيّة اللي تملكو من « الروح الحميمية » و الا « الدفء الانساني » و الا ـ »سعة الصّدر » و الا « التلقائية » و الا الـ Fiabilité باش تسمع غيرك ، و تسمعهم بمعرفة زادا ، قبل ما تمارس استعلائك ، و فوقيّتك ، و تعاليك عليهم ، اللي تفضحها لهجتك التوبيخية معاهم ، تقولش عليك هاك « السلطان » و الا « القاضي » متاع روايات العروي 🙂 ـ اشنوّه عندك من ثقافة نفسية ، و تكوين و تجارب و..و.. قبل ما تجبد الشــّطرب (الشّرمبط)ـ متاع الاخلاق و متاع العــُـرف و متاع التقاليد ، و تبدا تجــْـلد في هالـمـِـدْعي و الا المـِـدْعيّة اللي جابتهم صنّارتك ؟ في حين انّو ، و على عكس ما تعمل انت في حانوتك ، ايّ اخصّائي نفساني و الا ايّ واحد في الموقع اللي انت حاطط روحك و الا حاطّينك فيه ، مطالب باش يسمع محدّثو (الحاله متاعو)ـ للــّـخـّر دون اللجوء الى الـ Le jugement moral باش ما يرتبكش و ما يرهبش ، و يحكي حالتو بكل اريحية دون خوف من الحكم الاخلاقي الحقيقة ديمه يبقى اللوم ماهوش عليك ، انت ماك الا مهبول و زغرتولك في وذنك ، و ماك سوى نموذج لاشباه الاعلاميين اللي لقوا مدينه خالية قامو فيها الآذان . و كان ما جاتش مدينه خالية راهم اشباه المنشطين ماهمش منشطين و اشباه المثقفين ماهمش مثقفين و اشباه السياسيين ماهمش سياسيين و على ذكر اشباه السياسيين ، جا وقت طريحة ضيفك الاخير ، البهتان المسوّس الطريحة اللي وعدت بيها بهتان مسوّس يمكن استوحيتها من وضعيّة « التـّــطـْــبيس » اللي يكون ماخذها و هو ـ »مـْـطبّس » يتفرّج على اشكال نقاط الجليز في دارهم ، و يتحاور معاها ، كيما حكى هوّ وفعلا انا نحيّي فيه وفاؤو و تماهيــــــه مع طفولتو ، لانّها وضعيّة التطبيس اللي كان ياخذها باش يحكي مع نقاط جليز دارهم ، و هو صغير ، ماخذها توّ ، لكن بصفه رمزية و مجازيّة ويبقى التطبيس تطبيس … و بعمرو ما يولّي حاجة أخرى أوّلا ، انا بالجـّدّ نستغرب لحد الضحك كيف تحكي على انّو كان عندك « خصوم سياسيين » في الجامعة ، انا كنت في الجامعة في نفس الفترة اللي تحكي انت عليها ، و ما كانش عندك حضور يذكر امام الناس اللي سمّيتهم انت ، و اللي قلت انّهم كانو »خصوم سياسيين » ليك ، كنت كتلة من هاك الكتل اللحميّه المتذيّله لتيّار معيّن ، تتلقّى الاوامر و تستهلك سمعيّا و بشكل سلبي في حلقات النقاش ، وتمشي تناقش الجليز في داركم … يمكن ثانيا ، وقت اللي تقول ، بوقاحة و طحين ما شافتهــمليش عين : فترة الانتماء لليسار هي فترة كل واحد عمرو عشرين سنه ، انت تحب من خلال هالنتيجة هاذي تقول انك نضجت و بلغت سن الرشد و تخلّصت من الاحلام ، ايّها الملاك القادم الينا بالحقيقة المطلقة ، و بالخلاص الابدي من سماء الطحين الازرق ، ياخي توصل بيك بهامتك المقنّعه و قوادتك ، انّك تسفــّه تجربه بشرية كاملة ، طبعت و ماتزال ، احقاب كاملة من تاريخ البشرية ، و انتجت الى جانب اخطائها (اخطائها اللي هي في تقديري اصدق دليل على مدى التصاقها بالانسان ، لانّو الخطا بشري )انتجت المواقف المتجذّرة ، و أضافت للفكر البشري .. في الفلسفة و العلوم الانسانية ، و تبنات على اساسها حركات تحرر محترمه ، وأربكت لعقود كيانات مستبدّة و امبراطوريات بأكملها ، و أسست لفكر سياسي مختلف ، وانتجت فنّ جميل .. أدب جميل .. موسيقى جميلة .. سنما جميله … باش من بعد يجي سلحفاة كيفك ، يحبّ هوّ يبرّر تموقـعو الطّـاحوني ، يقوم بنسف تاريخ كامل من النضالات و مانيش هنا ، بالأساس ، نحكي من منطلق الغيرة على اليسار رغم انّي ما نخفيش ارتباطي بالعايلة هذيكه . لكن انا ضدّ انّك تبرّر تجربة القوادة اللي انت اخترتها توّ ، بتسفيه تجربة اخرى ، مهما كان عنوانها ، يسار و الا غيرو قول بوضوح : انا خرجت من اليسار على خاطر حبيت نولّي قوّاد ، و وصولي ، و انتهازي ، و بوق دعاية ، و قلم مأجور ، موظّف لدى السلطه … و هاذا الكل ماكنتش نّجّم نعملو لو انّي بقيت داخل العايلة هاذيكه ريت مـَسْــهـِلـْها و مـَـوْضـَـحـْـها هالجمله ؟؟؟؟ ثالثا : الاسلوب الدّرامي اللي تحكي بيه على فترة تدريسك في جهة القصرين ، و هاك المسرحيّة الفاشلة متاعك اللي حبيت تمثّللنا أحد فصولها ، و التلامذه هاذوكم اللي حكيت عليهم بشويّ تراجيديا كاذبة ، كيفاش كانو في الصيف يخدمو المرمّه باش يعاونو أولياءهم على توفير مصاريف المبيت ، اتّضح انّك ماكش حافظ دورك مليح .. و اتّضح انّك اوّل واحد تنكّرلهم عند اوّل أزمه صادفتهم ، على خاطر ذاكرتك مثقوبه ، اش يفرقو التلامذه هاذوكم على شباب الرديف اللي أطلقت عليهم انت بيدك ، سموم القلم المأجور متاعك ، و سمّيتهم « عناصر مشاغبة…تستحق الردع » .. اش يفرقو عليهم في الظروف و في البطاله و في الحرمان و هاذي هيّ فعلا الدّناءة ، وهيّ انّك تمثّل بمآسي الناس امام كاميرا لا تفوقك تفاهة ً ، و تتاجر بجوعهم ، و تضخّم في ذاتك المريضة على حساب فقرهم ، تحكي عليهم بعد ما ترسم ملامح الأسى والتعاطف الماكر على وجهك المباع ، لكن … وقت تنفرد بيهم ، و الا بـِـبني عمومتهم ( موش في القرابة الدموية ، و إنّما في الانتماء الطبقي ) تشهر حبرك الدموي ، الذي لا دور له سوى لعق دماء المجرمين و تبييض وجوههم و إخفاء أدوات جرائمهم … و أين ؟؟؟ بين ثنايا مقالاتك الدّاعرة وليدات القصرين ، تلامذتك سابقا… هوما اللي توّ بطاله من اصحاب الشهادات .. و كيما حكيت على المرمّه اللي كانو يخدمو فيها ، لتوفير مصاريف المبيت ، احكي توّ زادا على المرمّه اللي محلولة فيهم، وقت اللي كل مرّه مجموعة منهم تحاول تحتمي باتحاد الشغل قصد الانخراط في اضراب جوع ، مطالبين بحقّهم في التشغيل ، لكن كل مرّه يتصدمو بسيناريو: مرّه ياقع طردهم من طرف البيرقراطية النقابية ، وعدم تمكينهم من الاحتماء باسوار الاتحاد ، و مرّة ياقع إغراق مسامعهم في الوعود الكاذبه أو الضغط على اهاليهم ، و مرّه يكتب فيهم موظّف مأجور ، بخس الثمن ، كيفك ، كلام من نوع: عناصر مشاغبة لا بد من ردعها (المصدر: مدونة « ميادين » التونسية بتاريخ 27 نوفمبر 2008) الرابط: http://kahaw.blogspot.com/2008/11/blog-post_27.html
التسوّل في تونس ظاهرة بصدد التوسّع…وتدخّل الهياكل الرسمية أصبح ضرورة
نورالدين المباركي تونس/الوطن ترفض بعض الجهات الرسمية اعتبار التسوّل ظاهرة لافتة للانتباه في تونس، وتسعى دائما للتقليل من حجم توسّعها، فيما يشير المراقبون والمهتمون بالشأن الاجتماعي أنّ هذا الملف بدأ يتوسّع ويلفت الانتباه خاصّة خلال السنوات الأخيرة. لا توجد أرقام دقيقة حول حجم توسّع هذه الظاهرة. كما أنّ الدراسات الاجتماعية حول هذا الموضوع مازالت قليلة، وهو ما يضع جملة من الصعوبات عند تناول هذا الملف. لا نريد من خلال ما سنتعرض إليه التهويل في هذه الظاهرة وإعطاءها أبعادا غير التي تستحقّها، كما أنّ التقليل من أهميتها ومن حجم توسّعها هو خطأ لا نريد الوقوع فيه، خاصّة أن عديد البلدان الأخرى لم يعد يحرجها أن تصدر أرقاما رسمية لهذه الفئة. التسوّل في تونس واقع ملموس عدم وجود أرقام رسمية حول التسول في بلادنا لا يمنع من التأكيد أن هذه الظاهرة موجودة وبشكل أصبح لافتا للانتباه، يظهر ذلك من خلال المراقبة بالعين المجرّدة في محطّات النقل العمومي والجوامع والفضاءات التجارية والشوارع وتقريبا في كافة الفضاءات العمومية، أصبح من النادر أن لا يعترض سبيلك في اليوم الواحد أكثر من متسوّل. وليست هذه المسألة خاصّة بتونس العاصمة، بل إنّها منتشرة في أغلب المدن وحتّى في بعض القرى الصغيرة بمناسبة الأسواق الأسبوعية. المراقبة بالعين المجرّدة ربّما لا تكون دقيقة في فهم توسّع هذه الظاهرة وحجم انتشارها، لكنّها تعطي صورة عن وجود هذه الظاهرة بشكل لافت للانتباه، خاصّة إذا قارنا ما كان عليه الأمر قبل سنوات. إنّ الاقتناع أن هذه الظاهرة توسّعت وأصبحت لافتة للانتباه هو المدخل الأول للعمل من أجل الحدّ منها ومن صوتها لأنّها تشوّه المجتمع وهناك من يقول إنها تؤثّر على النهوض الاقتصادي لوجود فئات واسعة تعيش عالة على الآخرين. أمّا التقليل من أهميتها والسعي إلى غضّ الطرف عنها (أنها غير مهمّة) فمن شأن ذلك المساهمة في مزيد توسّع هذه الظاهرة وانتشارها. وهناك عدّة دلائل ومؤشّرات تؤكّد ذلك: -في بعض القرى والمدن الصغيرة كان عدد المتسوّلين معروفا ومحدودا…اليوم هناك وجوه جديدة تظهر خاصّة في المناسبات (الأسواق الأسبوعية – الأعياد….الخ). -عدد المتسوّلين في الفضاءات المعروفة لممارسة هذا السلوك بدأ يتضاعف و ليس هناك أي مؤشّر يفيد أنّه بصدد التقلّص. ويمكن نفسير هذا الأمر إمّا أنّ حملات مراقبة هؤلاء مازالت غير فاعلة أو أنّ الآليات التي ضبطت للحدّ من ظاهرة التسوّل غير مجدية ولم تساهم في الحدّ من الظاهرة. لماذا يتسوّلون؟ لو طرح هذا السؤال على أيّ متسوّل لكانت الإجابة جاهزة « الظروف المادية الصعبة، الحاجة، الفقر، الإعاقة » وهي إجابة تحتوي على جانب من الصحّة لكنّها تخفي أيضا سلوكات تحيّل ومغالطة يعمد إليها البعض ممّن امتهنوا التسوّل. ثمّة فئة من المتسوّلين دفعتهم الظروف المادية والاجتماعية للتسوّل وطلب المساعدة وهؤلاء كانوا دائما موجودين في تونس، وموجودين في العالم كلّه. بعض الدراسات الأكاديمية حول ظاهرة التسوّل لم تهمل الدوافع الاجتماعية والاقتصادية لهذه الظاهرة وتحدّثت على أن هذه الظاهرة تبرز في حالات الحروب والأزمات الاقتصادية. لكن العوامل الاقتصادية والاجتماعية لا تفسّر وحدها توسّع هذه الظاهرة وانتشارها في تونس، هناك عوامل أخرى لا بدّ من الوقوف عندها. من هذه العوامل أنّ التسوّل أصبح أحد مظاهر التحيّل للكسب السّهل والسريع وأحرز « تقنيات حديثة » لكسب عطف المواطن، يظهر ذلك من خلال: – انتحال صفة معاق والإدعاء بإعاقة عضوية – استغلال الأطفال والرّضع. – استغلال الوصفات الطبية (في إشارة إلى ارتفاع أسعار الدواء). – ارتداء ملابس قديمة وممزّقة (في إشارة إلى حالة الفقر). وهناك عدّة أساليب أخرى يعتمدها هؤلاء للتحيّل من أجل التسوّل. وقد برزت خلال السنوات الأخيرة « تقنية » جديدة يعمد إليها خاصّة بعض الشبان القادرين نظريا وبدنيا على كسب قوتهم من خلال ممارسة أي عمل…هذه التقنية تتمثل في اعتراضهم للمواطن وسط الشارع ثم التوجه إليه بالقول: » خرجت منذ حين من السجن ولا أملك ثمن تذكرة العودة إلى مسقط رأسي »..وهناك النوع من التسول يتضمّن جانب من التهديد والتخويف (الخروج من السجن). الفئات الاجتماعية التي تمارس التسول من ضمن المؤشرات والدلائل على توسّع التسوّل وانتشاره في تونس أن ممارسي التسوّل أصبحوا ينتمون إلى كافة الفئات الاجتماعية ( الأطفال، الشباب، الشيوخ، النساء، بما في ذلك الصبايا) وهذا لم يكن موجودا ..فقد كان المتسوّل ذلك الشيخ الطاعن في السن وفي بعض الأحيان الضرير، أو تلك السيدة العجوز الأرملة التي تعيل الأيتام. أمّا اليوم فقد تغيّر المشهد وأصبح المتسوّل طفلا في العاشرة من عمره أو شابا يرتدي « الدجين » أو فتاة في العشرينات من عمرها…هذه الأنماط موجودة بين المتسوّلين اليوم وأصبحوا لافتين للانتباه. صحيح أنهم متحيّلون لكنّهم يمارسون التسوّل ! البعض يتحدّث بشكل غير رسمي عن وجود « عصابات منظّمة » لممارسة التسوّل تستغلّ خاصّة الأطفال والرضع..ولا يمكننا تأكيد ذلك لأننا لا نملك معطيات دقيقة خاصّة أنّ الجهات الأمنية لم تؤكّد في أي مناسبة أنّها ألقت القبض على عصابة تمارس مثل هذا النوع من النشاط…لكن هناك بعض المؤشرات تشير إلى ذلك. – حدّثني أحد الثقات أنّه انتبه في سوق أسبوعية بمدينة وسط البلاد إلى شاحنة صغيرة نزل منها نحو 20 طفلا توزّعوا في السوق للتسوّل وعند المساء تجمّع هؤلاء الأطفال في مدخل المدينة ونقلتهم الشاحنة ذاتها إلى جهة أخرى. – بعض النسوة ممّن يستعملن وسائل النقل العمومي يغيّرن كلّ أسبوع الرّضيع الذي يستعملنه للتسوّل وقالت إحدى هؤلاء لسائق ميترو خفيف كشف أمرها أنّ أجر الرضيع الذي تستعمله يصل إلى عشر دينارات في اليوم الواحد !! لمن يدفع هذا الأجر؟! – نسبة هامة من المتسوّلين ينتمون إلى جهات محدّدة من البلاد ونسبة منهم يقطنون أحياء محدّدة ومعروفة: من جاء بهم من مسقط رأسهم؟ ومن وجههم إلى الحيّ ذاته؟ وثمّة عدّة دلائل ومؤشرات أخرى تصبّ في الاتجاه ذاته. مسؤولية السلطة والهياكل الرسمية تتحمل السلطة والهياكل الرسمية مسؤولية في الحدّ من هذه الظاهرة وفي مقاومة التسوّل سواء لأسباب اقتصادية واجتماعية ولممارسة التحيّل وذلك بـ: – إعطاء هذه الظاهرة حجمها الحقيقي الذي تستحقّ وذلك من خلال ضبط إحصاءات دقيقة حولها (في المغرب تقدّم سنويا تقارير حول هذه الظاهرة). -ضبط برامج خصوصية للمتسوّلين لدوافع اقتصادية واجتماعية سواء في الجهات التي ينتمون إليها أو في المدن التي استقرّوا بها. – معاقبة الذين يمارسون التحيّل تحت يافطة التسوّل. – تكثيف حملات المراقبة والحفاظ على دوريتها في الأماكن التي يتردّد عليها المتسوّلون وهي أماكن وفضاءات ليست خافية على أيّ كان. *المصدر: الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد61 الصادر قي 28/11/2008
عالم الاجتماع التونسي مهدي المبروك لـ «العرب»: الحوار مع الشباب لم يجب عن الأسئلة الحارقة التي خلفتها أحداث «سليمان»
تونس – محمد الحمروني بحلول شهر ديسمبر القادم تكون قد مرت سنتان على المواجهات المسلحة التي شهدتها الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية بين القوات النظامية ومجموعة من الشبان التونسيين. وخلّفت تلك الأحداث ضحايا من الجانبين وهو ما فرض على الساحة التونسية أسئلة حارقة لعل أبرزها هو التالي: «لماذا يحمل شبان تونسيون السلاح ويصعدون إلى الجبال ليقاتلوا الحكومة.. وهم الذين نشؤوا وتلقوا تعليمهم وفق برامج «العهد الجديد» المعدّة خصيصا لنشر قيم الاعتدال والتسامح ونبذ العنف والتطرف»؟ ولمحاولة الإجابة عن هذا التساؤل ولتطارح مختلف القضايا التي تشغل بال الشباب قررت السلطة جعل سنة 2008 سنة الحوار مع الشباب. وكانت نتيجة هذه الاستشارة إصدار الميثاق الوطني للشباب. فهل أجابت هذه الوثيقة على الأسئلة الحارقة التي طرحتها أحداث سليمان؟ وهل عكست ما ينتاب مشاعر فئات واسعة من الشباب سواء العاطل عن العمل أو الحالم بالهجرة إلى «الضفة الأخرى» أو غيرها؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على الكاتب والمفكر التونسي مهدي المبروك أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية فكان هذا الحوار. ** بداية هل أجابت الوثيقة فعلا عن الأسئلة المحيرة المتعلقة بالشباب كالإرهاب والمخدرات والهجرة السرية والعنف وغيرها؟ – لم تجب الوثيقة عن تلك الأسئلة لأنها بكل بساطة لم تستمع إليها أو بالأحرى لم تسمع بها. فالدوائر المسؤولة عما يسمى وهما بـ الحوار مع الشباب» كانت معنية إلى حد الهلوسة بلي عنق الحوار والالتفاف عليه للحصول على المناشدة والولاء، وهذا ما تم فعلا. الحوار الذي جرى مع الشباب كان يفتقد الحيادية والفضاء العمومي الذي يتيح التفاعل مع هذه الفئة. ** ما هي أهم السّمات التي ميّزت الميثاق الشبابي؟ أهم ما تتسم به هذه الوثيقة هي أنها ذوبت الاختلافات بين الشباب وقدمته على أنه منسجم ومتماثل وأنه فاقد للمبادرة ومكتف بالانفعال مع مبادرات الجانب الرسمي حتى بات البعض يتساءل هل نحن أمام شباب أم أمام بوكيمونات تتحرك وفق أوامر وأزرار الخدر الجماعي؟ فقد صدر الميثاق وظلّ الشباب صامتا أقصد الشباب العاطل، وشباب الحوض المنجمي، وشباب التيارات السلفية، وشباب قوارب الهجرة والموت البطيء.. ظلّوا بلا صوت يحاورهم… هم قرؤوا الميثاق أو سمعوا به… ولكنهم لم يجدوا فيه صوتهم. ** وماذا عن الشعار الذي رفعته الوثيقة «تونس أولا»؟ يفترض شعار «تونس أولا» على المستوى المنطقي أن يكون هناك لهذا الـ «أولا» ثانيا وثالثا، ولكن الوثيقة تقصي هذا الثاني أو الثالث أو غيره: المواطن، المجتمع، الأمة، الكونية… فحالة التأهب القصوى التي تحشرنا فيها الوطنية المتوجّسة تصهر الشباب في حمى المناشدة وهستيريا الولاء ورجم أعداء لا وجود لهم. حينما لا يناشد الشباب ولا يوالي، يصبح مشكوكا في وطنيته.. فالوطنية بناء ثقافي سياسي بإمكان الأنظمة السياسية أن تشحنه بمضامين الزعامة والطاعة والخنوع فتضحّي بالوطن. وأنظمتنا تختار «أرخص» مواد بناء الوطنية وأزهدها لأنّه لا يكلّفها شيئا ويعفيها تماما من دفع أي مقابل. إن الخوف والولاء والطمع… يمكن أن يبني وطنية ولكن عند الشدّة تتداعى تلك الأبنية وهما ودخانا. إذا كانت «تونس أولا» نافيةً لثانيها ولثالثها تأبدت وتغولت… والشباب لا يحبّ وطنا عنقاء يلتهم شبابه. ** وماذا عن اللغة المستعملة في الوثيقة؟ من ناحية الخطاب جاءت لغة الوثيقة موغلة في خطاب ولائي، وحافلة بمفردات وألفاظ صادرة عن معجم لا ينتمي مطلقا إلى مرجعية الحداثة السياسية أو المواطنة. فالوثيقة تنضح بثقافة الرعية مضافا إليها بعض تمويهات حداثية. ومن هندس الخطاب تحايل على اللّغة وتجنّب، اتقاء للشبهات، اللغة «الكهلة»، فعمد مثلا إلى إقصاء الاصطلاحات والمفاهيم والبرهنة والتجريد. وفي ذلك مؤشرات باتولوجية خطرة، تقدم شبابنا على أنه لم ينضج عقليا وعاطفيا بما فيه الكفاية وأنه فاقد للقدرة على الخيار الذاتي. فهل يعقل أن بلدنا تونس الذي كان إلى حد قريب ورشة للتحديث السياسي والاجتماعي واحتضن لما يزيد عن ثلاث عقود أكثر الحركات الشبابية في الوطن العربي احتجاجا وانفتاحا، ينتج في النهاية شبابا بهذه الثقافة. ** ولكن الوثيقة لم تخل من «حداثة» في مستوى الخطاب على الأقل؟ الحداثة ليست مجرد مفردات وألفاظ والخطاب في معناه الفلسفي أعمق من «نسيج الكلام» إنه خلفية فلسفية وفكرية تنظم المفردات. لذلك فإن خطاب الميثاق «ولائي» والولاء لا ينتمي إلى ثقافة الحداثة. أما ظاهر «الحداثة» المغشوشة أو المزورة فهو يندرج كما ذكرت لك من قبل في خانة «التمويهات الحداثية». خلطة عجيبة، غير متجانسة من المرجعيات تستقرّ في الميثاق ولا ندري كيف استطاعت عبقرية الشباب أن تؤلّف بينها. إذا صدّقنا طبعا أنّ شباب تونس قد صاغ هذا الميثاق. ** أنت تحمل على الميثاق حملا شديدا في الوقت الذي يرى البعض أنه ينضج وطنية ووفاء واستنكارا للاستقواء بالأجنبي؟ من بين حيل الأنظمة الكليانية ودهائها بناء أساطير الخوف.. فزّاعات العدوان الخارجي، والتحديات والتهديدات التي يواجهها الوطن، والأعداء المتربصون به وطوابير المستقوين بالخارج، هي من بين تلك الحيل. يتمنى الواحد منا أن يرى وطنه، ولو للحظة واحدة، دون «تحديات تواجهه»، بل ويتمنى أحيانا أن يخوض مع أولئك الأعداء معركة واحدة وحقيقية، فقط ليقابلهم ويتأكّد من وجودهم. إنّ أقصى أنواع الترهيب الذي بإمكان الأنظمة أن تسلّطه على شعوبها هي دفعهم إلى حالة من الاستعداد والتيقّظ والتوجّس إلى حدّ الهلوسة… حالة التأهّب القصوى التي تنتاب الجموع والانقضاض المؤجّل على أعداء لا وجود لهم في «دونكيشوتية» مؤلمة هي من بين مواد بناء الوطنية الزائفة. ثقافة الفزّاعة الوطنية التي يُراد لها أن تلهب مشاعر الشباب خلقت شعار «تونس أولا»، وعلى خلاف براءته الظاهرية، ينفخ هذا الشعار ضمنيا في تلك الفزّاعات فيدير طواحينها لنتلهّى في محاربتها. وأعتقد أن للشباب والنخب الاجتماعية والسياسية مشاغل أكثر حيوية لمستقبل البلاد: الاستبداد السياسي، البطالة العنف.. اللامبالاة إلخ. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 29 نوفمبر 2008)
شباب الهارد روك في تونس: بين هوس الاستماع والسقوط في الفخ
آمال الهلالي من تونس بجهة الملاسين أحد أشهر الأحياء الشعبية بالعاصمة يقطن شريف 25 سنة صحبة أخيه وبقية أفراد عائلته حب وهوس هذا الشاب بموسيقى الروك جعله رغم ظروفه المادية الصعبة يكون فرقة موسيقية متخصصة في هذا اللون الموسيقي الغربي صحبة مجموعة من رفاقه أطلق عليها اسم »الوندولص » وفوق سطح العمارة العتيقة اتخذ شريف ذلك المكان فضاءه الأسبوعي للقيام بالبروفات. شريف أكد أن الدافع وراء تأسيسه لهذه الفرقة تلائم هذا النمط الموسيقى مع أحاسيس ومشاعر الشباب التونسي فهذه الموسيقى الصاخبة حسب قوله تدفع للعمل و النضال وإيقاعاتها تتضمن شحنة معنوية خاصة تميزها عن بقية الموسيقات الأخرى كما تلقى موسيقاه صدى طيبا وتفاعلا ايجابيا لدى الجمهور التونسي لاسيما شريحة الشباب محدثي أكد أن انتشار هذه النوعية من الموسيقى بات أمرا حتميا في صفوف الشباب التونسي وقد تجاوز عدد الفرق المعروفة ال30 فرقة وعن أسباب اختيار هذه النمط الموسيقي دون غيره أشار محدثي إلى تميز موسيقى الهارد الروك عن التكنو والهاوس وغيرها كونها موسيقى شعبية تتغلغل في رحم الواقع وتكشف عن معاناة الشباب دون قيد أو شرط فالفقر والمجاعات والميز العنصري والاعتداءات الجنسية وقمع الحريات والحروب والكوارث كلها موجودة في أغاني الروك لاسيما الأمريكية منها. وعن تعلق الشباب التونسي بهذا اللون الغنائي الغربي يجيب شريف قائلا:هناك أشياء في مجتمعنا العربي لايمكن الحديث عنها وتبقى ضمن المحرمات لكن هذه الموسيقى هي أفضل طريقة للتعبير بشكل مهذب وراق دون المساس بالأخلاق الحميدة والاعتداء على حرمات الأشخاص وحول حقيقة ارتباط هذه الموسيقى بظاهرة عبادة الشياطين نفى شريف كل مايقال بهذا الشأن مبينا أن هذا الارتباط مغلوط على عكس مايراج بين الشباب وقد ساهمت هذه الفكرة السائدة في المجتمعات لاسيما العربية منها حسب قوله في عرقلة تشاط العديد من الفرق الهاوية ومن بينهم فرقته حيث وقع طرده من جميع دور الثقافة بالعاصمة بحجة رداءة هذا النمط الغنائي الذي يمارسه رفقة شلته وبالتالي لم يجد مكانا للقيام بالبروفات أو العروض ليستقر في النهاية فوق سطح العمارة أين يقسم الأدوار بينه وبين أصدقاءه في العزف والغناء أما العروض فتقتصر على بعض الحفلات الخاصة جدا باستثناء هذه السنة حيث تم إحداث مهرجان جديد للروك في قصيبة المديوني بجهة الساحل التونسي. موسيقى الهارد روك بدأت تأخذ حيزا هاما من اهتمام الشباب في تونس ليس فقط من حيث الاستماع بل أيضا من ناحية اللباس والمظهر العام حيث تعمد شريحة هامة من المراهقين إلى تقليد بعض فرق الروك العالمية من خلال اءطالة الشعر والأظافر واللحية ووضع اكسسورات تحمل رموزا على شكل جماجم أو زواحف أو أشكال هندسية غريبة وقد أثيرت في الأشهر الفارطة موجة من الاستياء على هامش تنظيم مهرجان الروك في شهر رمضان بقصيبة المديوني من محافظة المنستير( 160 كم جنوب شرق العاصمة) وفي هذا السياق يقول رمزي 33 سنة « لايلاف »: « ثمة من يعتقد من زملائي في الجامعة أن الموسيقى الصاخبة وما انبعث عنها من أشكال كالهافي ميتال والبلاك تؤدي للحيوية والنشاط وتدفع المرء للتحفيز في الإنتاج لكنهم يجهلون العواقب الوخيمة لإدمانهم على مثل هذه النوع الهجين » ويضيف: »ان المستمع لكلمات تلك الأغاني سيرى فيها تمجيدا لكل ما هو سلوك منحرف كالمازوشية والسادية واللواط والشيطانية واحتساء الكحول وتعاطي المخدرات وتعظيم الموت والثورة ضد الأهل والإطار الجامعي والمدرسي لينتهي الأمر إلى الانتحار » رمزي يؤكد لإيلاف أن جل أصدقاءه من هواة هذا الفن يجهلون أصلا جذوره وهويته وأنماطه بل انساقوا له انسياقا أعمى ويبررون هوسهم بهذا النمط الموسيقي بتلك القدرة العجيبة في الإيقاع على تحريك سواكنهم ودخولهم في حالة هيجان جنونية ». الموقف ذاته يؤيده الصحبي 27 سنة مبينا أن فن الهارد روك صار موضة ذائعة الصيت و شكل من أشكال ال »فيس »للتباهي في مابين الشباب وأضحت كلمة » هردوس »أو « مهردس »(في إشارة لإدمان هذا الفن) مستحبة من شريحة معينة من المراهقين تطلق على نفسها هذه المصطلحات .الصحبي أكد أن هذه الفئة تحب التجمع في مكانين في وسط العاصمة الأول مقهى ثقافي عرف بجذبه لهذه الفئة من المهوسيين بالروك نظرا لخصوصية الفضاء الذي يغلب عليه السواد والعتمة كما تقبل عليه فئة معينة من المراهقين والشباب دون سواها أما المكان الثاني ففي الشارع الرئيسي للعاصمة .ويستغرب الصحبي من إقدام هؤلاءعلى الإتيان بسلوكات مشينة داخل هذه الفضاءات تمس بالحياء العام وعلى مرئ ومسمع أصحابها أما الآمر الثاني فهو المظهر العام لهؤلاء من الإناث والذكور الذين يعمدون في غالب الأحيان إلى ثقب أنوفهم وشفاههم وأماكن حساسة من جسدهم للتباهي والظهور بين أندادهم او بحجة تقليد فرق الروك العالمية.محدثي أكد انه سمع كثيرا عن ممارسة بعض هؤلاء الشباب لطقوس غريبة من خلال الحفلات الجماعية التي يقيمها محبو هذا اللون الموسيقي فهم يدخلون في حالة من الهستيريا الجنونية والانسجام الكلي على إيقاع موسيقى الهارد روك والميتل الصاخبة فضلا عن أشياء أخرى لم يرد محدثي الإفصاح عنها بحجة الحياء. ورغم نفي بعض الفرق التي تحدثنا معها عن علاقتها بعبادة الشياطين وبأن اهتمامهم لا يتعدى مجرد التعلق بهذا اللون الموسيقي الشبابي لاغير تأتي تقارير رسمية كشفت عنها صحيفة « الصباح الأسبوعي »التونسية لتؤكد تمكن السلطات الأمنية في تونس من إلقاء القبض على أكثر من 15 شاب لهم علاقة بقضية « عبدة الشيطان »أغلبهم من طلبة الجامعات والمدارس كما وجهت لهم تهمة الانتماء لجمعية غير مرخص لها وبينت التحريات ان هؤلاء اتخذوا أماكن منعزلة في جهات متفرقة من العاصمة لإقامة حفلاتهم في كنف السرية وممارسة طقوسهم المتمثلة في الرقص على أنغام الهادر روك الصاخبة وذبح الكلاب والقطط السوداء وشرب دمائها وأضافت الصحيفة أن أفراد هذه الطائفة السرية يقومون بوضع عصابة سوداء على معصم اليد اليمنى وارتداء ملابس وقبعات سوداء تحمل شعرات غريبة كالجماجم والهياكل العظمية ورموز مختلفة كما أنهم يستعملون في مابينهم أسماء غريبة مثل « عزرائيل »ولهم إشارات خاصة بهم على غرار إشارة اليد اليسرى بوضعية رفع السبابة والخنصر وضم الإبهام عليهما. (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 29 نوفمبر 2008) الرابط: http://www.elaph.com/Web/ElaphGuys/2008/11/386950.htm
الصحفيون العرب يُـسـدلـون ستار خلافاتهم بالانتخاب لأول مرة
القاهرة – طه عبد الرحمن أسدل الصحفيون العرب مساء الخميس الستار على خلافاتهم، التي ظلت محتدمة بينهم, وذلك بعد لجوئهم للاقتراع لتشكيل الأمانة العامة للاتحاد, عوضا عن التوافق الذي فشلوا في التوصل إليه خلال أيام مؤتمرهم العام, الذي أقيم بالقاهرة في دورته الحادية عشرة. وأسفر الاقتراع عن انتخاب إبراهيم نافع رئيسا للاتحاد, والموجود حاليا في باريس للعلاج, وانتخاب مكرم محمد أحمد, نقيب الصحفيين المصريين, أمينا عاما, وتشكيل أمانة عامة جديدة عن طريق التصويت, في انتخابات هي الأولى من نوعها في تاريخ الاتحاد منذ تأسيسه قبل 44 عاما, بعدما كان يتم تشكيلها بالتوافق بين أعضاء المؤتمر العام. وانتخب المؤتمرون خمسة نواب لرئيس الاتحاد هم الياس مراد (سوريا)، والذي حصل على أعلى أصوات الناخبين (59 صوتا), ملحم كرم (لبنان)، أحمد يوسف بهبهاني (الكويت)، عاشور تليسي (ليبيا)، عبدالله البقالي (المغرب)، وحاتم زكريا (مصر). وفاز أيضا بعضوية الأمانة العامة للاتحاد كل من الهاشمي نويرة (تونس)، وانتخاب أول صحفية بالأمانة العامة هي أم كلثوم محمد المصطفى (موريتانيا)، نعيم الطوباسي (فلسطين)، سالم بن حمد الجهوري (عمان)، عبد الله الجحلان (السعودية)، محيى الدين أحمد إدريس تيتاوي (السودان) وعبد الوهاب زغيلات (الأردن). والتقت « الشرق » عددا من رؤساء النقابات والجمعيات الصحفية والأمين العام الجديد للاتحاد, والذين أكدوا جميعا حرصهم على ضرورة أن تكون الهيكلة الجديدة بداية لتطوير آليات الاتحاد وتفعيل هياكله. وأكد الأمين العام الجديد للاتحاد مكرم محمد أحمد, أنه سيسير على خطى سلفه الراحل صلاح الدين حافظ في الدفاع عن الحريات الصحفية, وتفعيل شعار المؤتمر »الحرية للصحافة الحماية للصحفي » وإحداث الشفافية في أداء الاتحاد. أما الياس مراد, رئيس اتحاد الصحفيين السوريين وصاحب أعلى الأصوات، فتعهد بالعمل على إيلاء الجانب المهني للاتحاد الجهد المطلوب، مشيرا إلى أنه سيعمل والهيكل الجديد للأمانة العامة على التطوير, والوصول بالاتحاد إلى الهدف المنشود بتعزيزه سواء على الصعيد العربي أو العالمي, واستعادة أجواء الحرية للصحفيين العرب. كما تعهدت أول سيدة بالأمانة العامة أم كلثوم المصطفى, ببذل كافة الجهود من أجل الارتقاء بالعمل المهني للصحافة العربية , واستعادة تاريخها الطويل. وأبدت تقديرها لأعضاء المؤتمر العام في انتخابها. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 29 نوفمبر 2008)
قمة واشنطن عمقت الهوة بين أمريكا وأوروبا
د. أحمد القديدي (*) اجتمع قادة العشرين دولة الأغنى في العالم واعتمد أغلبهم وزراء المالية والاقتصاد للقاء أراده رئيس الاتحاد الأوروبي نيكولا ساركوزي فرصة تاريخية لإعادة النظر كليا وجذريا في منظومة بريتن وودس بعد الانهيار الذي أصاب أسواق المال العالمية الذي انطلق من الولايات المتحدة وانتقل الى أوروبا والغرب ثم الى كل بلدان الدنيا. هذه القمة التي انعقدت بواشنطن يوم 15 نوفمبر بهدف الوصول الى حلول توافقية تجنب العالم كارثة عام 1929 الشهيرة وتداعياتها الخطيرة. وكان أبرز المهندسين لهذه القمة الرئيس ساركوزي وبدرجة أقل السيدة أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا وقد استطاعا اقناع الرئيس بوش بأن الأزمة عالمية وبأن الولايات المتحدة مدعوة للتضامن مع الحليفات وتغيير نواميس سلوكها الانفرادي على الملعب الدولي. ولم يتردد ساركوزي في القول باتجاه الرئيس الأمريكي بأنه بعمل كهذا إنما يسجل مبادرة تاريخية وهو على أعتاب بوابة الانصراف من البيت الأبيض. لكن الخلافات العميقة بين الرجلين كشفت عن رؤيتين متضادتين تماما لحل الأزمة بين خريطة طريق أمريكية وأخرى أوروبية لم تنجح البيانات المطمئنة الصادرة يوم 16 الجاري في استغفال الرأي العام الدولي وايهامه بأن جناحي الغرب القويين: أمريكا وأوروبا متفقان حول الحلول وعازمان على انتهاج سبيل الرشاد بعد الاعتبار بدروس الكارثة القاسية. وسبق أن تكهنت الأسبوعية الأمريكية (ستراتيجيك ألرت) في عدد 6 نوفمبر بأن فشل هذه القمة متوقع بسبب ما أسمته إصرار الرئيس بوش ورئيس حكومة بريطانيا السيد غوردن براون على « ترقيع » ثوب بريتن وودس البالي وإعادة إلباسه عنوة للعالم، بل وذهبت الأسبوعية الى أن نهاية شهر نوفمبر ستكون مرحلة سوداء في تاريخ الاقتصاد الدولي اذا ما لم يبادر زعماء العشرين دولة في قمة واشنطن الى اعلان افلاس النظام النقدي العالمي واحلال منظومة جديدة تقنن الرأسمالية وتوجهها الى التعاون الدولي الأعدل والأبقى والأسهل. يكفي أن نختار مقتطفات بالغة التعبير من خطاب الرئيس ساركوزي والرئيس بوش خلال القمة لندرك مدى الفجوة الفاصلة بين النظرتين: فساركوزي كرر القول بأن العالم لا يمكنه استمرار منظومة بريتن وودس لأنها أوصلت الاقتصادات الغربية الى نفق مسدود بسبب الرأسمالية المتوحشة التي لا تعرف الضوابط، أما بوش فأكد القول بأن هذه الأزمة لا تعني إخفاق الرأسمالية ومضيفا: نحن لسنا مدعوين الى اختراع منظومة جديدة، ودعا الى تفعيل قرارات الدوحة المتعلقة بالتجارة العالمية والمزيد من رفع الحدود محذرا من الحمائية والانهزامية والحلول الاشتراكية. أما الخلاف الثاني فظهر جليا عندما صرح ساركوزي في مؤتمره الصحفي بأن « الجميع يعرفون من أي بلاد انطلقت الأزمة! » وهو هنا يشير بوضوح الى أصل الداء المنطلق من الولايات المتحدة، ويحملها مسؤولية إشعال الحريق، ورد عليه وزير الخزانة الأمريكي هنري بولسون بشكل غير مباشر حين قال: ليس انعقاد قمتنا في واشنطن معناه أننا سبب الأزمة بل إن المسؤول الحقيقي عن الأزمة هو الخلل العميق الذي أصاب الهياكل الاقتصادية والمالية في كل أنحاء العالم ومن الخطأ أن نتهم أمة بعينها بأنها وراء الأزمة. ورفضت الصين من جهتها إدراج عبارة « الخلل العميق في كل أنحاء العالم » ضمن البيان الختامي مؤيدة بذلك المنهج الساركوزي لتقييم الأزمة. ويأتي الخلاف الثالث في القمة حول نتائجها المتضمنة في البيان النهائي، حيث اختارت واشنطن للبيان لغة تكنوقراطية دبجها خبراء المالية بينما كانت باريس وبرلين تفضلان لو أن البيان كان سياسيا بالدرجة الأولى. وهنا تبدو المفارقات واضحة بين أمريكا وأوروبا لأن القوة الأعظم تواصل الانحياز لشركاتها العابرة للقارات من مصارف ومؤسسات تأمين لتغطية عجزها وحماية أخطائها بضخ أموال الخزانة العامة في شرايينها، في حين تنحاز القارة الأوروبية بإرادة رئيسها الى فضح أصل الداء وإنشاء هياكل رقابية حازمة وسن تشريعات في القانون الدولي للحد من الفوضى المالية الناتجة أساسا عن المضاربات وغياب الأخلاق وانعدام المحاسبة والمساءلة. ولكن بالنسبة لنا نحن العرب اليوم فإن هذا الخلاف بين أمريكا وأوروبا في تشخيص العلل ووصف العلاج يخدم مصالحنا لأننا لا نبقى تحت رحمة قوة واحدة عاتية بل بإمكاننا توظيف هذا الخلاف بذكاء لنفرض حقوقنا وهي اليوم مهددة بمحاولات نهب مدخرات الدول الخليجية تحت شعارات ضرورة التضامن الدولي وما هو في الحقيقة سوى إجبار دول مجلس التعاون على تسديد فاتورة أخطاء التوجه الليبرالي المتوحش وما تبعه خلال السنوات الأخيرة من سوء تقدير السياسات الخارجية الأمريكية وتورطها في حروب مدمرة وجائرة كانت لها حسب تقدير الرئيس المنتخب أوباما آثار شديدة الانعكاس على العالم بأسره. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 25 نوفمبر 2008)
بين أوباما الرمز … والرئيس فارق يجب أن نحتسبه
صالح بشير (*) هناك أوباما السياسي وهناك أوباما الرمز. أما الأول فقد يخيب آمالاً عُقدت عليه، بل هو على الأرجح، رجحاناً يداني اليقين، سيفعل، وأما الثاني، فقد أضحى ما أنجزه أو ما أُنجز بواسطته فعلاً ماضياً، متحققاً تامّاً، تحولاً تاريخي الكنه، عمقاً ومدى. الأول مجاله التوقّع، والمحاسبة والمساءلة، من منطلق يومي، دانٍ قريب، يتعلق بآني المصالح وبملحّ المشاغل، والثاني مضماره التاريخ الأوسع، تاريخ المدى الطويل، كذلك الذي تعنيه مدرسة «الحوليات» الفرنسية على سبيل المثال، وهذا لا يخضع لذات المنطق الذي يخضع له سابقه. هما إذن مستويان متباينان تمام التباين أو يكادان، لا يجوز الخلط بينهما ولا يستقيم. أوباما الرئيس، سيكون رئيساً لكل الأميركيين، ولن يكون رئيس فئة بعينها، عرقية كتلك التي ينتمــي إليها، ما كان يمكنها بمفردها إيصاله إلى الموقع الذي بلغه، أو «إيديولوجية»، وفق المقاييس المعتادة. ولم يتفوه الرجل، طوال حملتـــه الانتخابية المديدة، بما يفيد شيئاً من هذا أو من ذاك، وهو لو فعل لما حظي بالفوز الذي نال، لعلمه بأن الانتخابات، في الديموقراطيات، مجترحـــة إجمـــاع أم معبرة عنه، لا تقـــوم إلا به، تعيد إرساءه ما إن يضع التنافس (وهذا كثيراً ما يتوسل مفردات عسكرية، من قبيل «المعركة» وما إليها) أوزاره، وهو (أي ذلك التنافس) يظل شاخصاً نحو ذلك الإجماع الذي لا يتأسس سلطان إلا عليه. لكل ذلك، ربما كان أوباما، على رغم فوزه الساحق المعلوم، أحوج رؤساء أميركا إلى مثل ذلك الإجماع، نراه يسعى إليه حتى بعد أن قال الناخب كلمته، يحيط نفسه بالكلنتونيين، استئناساً بلحظة نجاعة سابقة، وقد يحتفظ بروبيرت غيتس، وزيراً لديه للدفاع، كما سارع إلى ملاقاة خصمه في الاقتراع الأخير، جون ماكين، والتوافق معه على «العمل معاً»… ثم أن الرئيس الأميركي المنتخب محكوم بطبيعة دولته، بموقعها وبمنزلتها بين الأمم. كانت الولايات المتحدة إمبراطورية، ممتدة الوجود والوظائف والتجليات قبل انتخاب أوباما وستظل كذلك بعد أن يتسنم ذروة الحكم على رأسها. والحال أن الإمبراطوريات إمبراطوريات فحسب، فلا هي بـ «الخيِّرة» ولا هي بـ «الشريرة». قد تتفاوت اعتدالاً أو تطرفاً في تعبيراتها عن سطوتها أو عما تحسبه اضطلاعاً بمسؤولياتٍ لها كونية، وهي لذلك قد تقدم على إصلاح النظام الدولي في بعض أوجهه واختلالاته ولكنها لن تقبل على تثويره، وهي التي تحتل منه موقع القلب، بل لا قبل لها بذلك على الأرجح، حتى إن أرادت. وفي ما يخص كل ذلك، أي كل ما هو سياسي مباشر إن جازت العبارة، لا يعدو أوباما أن يكون كسائر الرؤساء، ويتعين، تبعاً لذلك، أن يُقابل بما يتوجب من مساءلة ومن تحفظ، كذلك الجاري أصلاً والذي سيجري حتماً في المجتمع الديموقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الجديد، بل ومن عدم استبشار بانتخابه ومن تبخيس لذلك الانتخاب وإنكار لأهميته، على ما فعل بعض المعلقين وعلى ما صرحت «فنانة عربية» تزعم لنفسها باعاً في «المقاومة» و «الممانعة» وما شاكلهما، لكن كل ذلك لا يلغي ولا يبطل ما حققه ذلك الانتخاب على الصعيد الرمزي، ولا ينال في شيء من الحماسة التي استُقبل بها، من قبل من تنبهوا إلى عناصر الجدة فيه، وطابعها المؤسس، من دون أن تعمى بصيرتهم عما عداه، فإذا هي حماسة متبصرة. والحماسة متعددة المستويات، فهي لا تتوقف حصراً عند سابقة انتخاب أول رئيس أسود، متأت من عنصرٍ سيم استرقاقاً، ثم تمييزاً مديداً مجحفاً لا إنسانياً، وهو ما تناولته الأقلام وأسهبت في تناوله، بل تتعدى ذلك إلى أمري أساسي، هو الذي مفاده أن حملة أوباما، على فقرها البرنامجي، ثم انتخابه، أضفيا شرعية على خطاب «يساري» (بالمعنى الأوسع لكلمة «يسار»، أي غير المرتبط بإيديولوجيا بعينها) كان قد افتقدها حتى أدت إلى تلاشيه أو أنه لم يبق إلا على هيئة «مقولات» نال منها الفوات وما عادت قادرة على مخاطبة الواقع والإحاطة به. أنهت تلك الحملة وذلك الانتخاب استفراد الخطاب اليميني بالعالم، إيديولوجيا نيو-ليبرالية مغالية، استوت أفقاً وحيداً أوحد لا مخرج منه ولا مناص، أضحت تقول به حتى أحزاب «اشتراكية ديموقراطية» كانت تتصور أنها اهتدت إلى إكسير المواءمة بين متطلبات الحرية ومقتضيات العدالة الاجتماعية تتولاها «دولة الرعاية»، أو إيديولوجيات أخرى، تعارض من منطلق الهوية، تمعن في الانغلاق وفي التزمت، تمثل بعض أجلاها، وأفدحها، في الحركات المتعصبة التي قامت، واستحوذت على المبادرة، في العالم الإسلامي. بهذا المعنى، تكون الانتخابات الأميركية الأخيرة، قد أعادت إلى العالم تعدداً، في الرأي وفي الخيارات، كان قد افتقده وأضحى منه محروماً، وأعاد إلى السجال السياسي، وإلى الشأن العام على نحو أعم، المحلي والكوني، مضامين وجوهراً، بعد أن كانا مجالاً لمجرد تراشق بـ «الصور»، وأحل النسبية محل الإطلاق. للمرة الأولى، منذ أن استتب الأمر للخطاب النيو – ليبرالي، وهذا قد لا نبالغ إن قلنا في شأنه أنه كان منتج بضائع (بما فيها البضاعة السياسية) أكثر مما كان منتج أفكار، أضحى الخطاب السياسي متنوعاً، لا يتوقف عند تبرير ما هو قائم بل يسعى إلى تجاوزه، ويرتفع بالديموقراطية، من وظائفها الإجرائية البحت، وسيلة لتداول الأطقم الحاكمة على السلطة، إلى أداة لاجتراح التحولات المجتمعية الكبرى، أي فرصة للاختيار، متاحاً للإنسان المواطن، كائناً حراً، تُقاس حريته بتلك القدرة على الاختيار، كما قدم الدليل على أن فوق التشرذم الفئوي، يعصف بالمجتمعات، وحدة يمكن بلوغها. والأمر هذا بالغ الأهمية، بصرف النظر عن تفاصيل السياسة التي سيسلكها أوباما، بصرف النظر عن تنصيبه صديقاً له إسرائيلياً كبيراً لموظفي البيت الأبيض، وبصرف النظر عن كون وصوله إلى البيت الأبيض لن يفضي حتماً وفي المستقبل المنظور، إلى تغيير موقع الفئة العرقية التي ينتمي إليها في السلم الاجتماعي… إذ من المفروغ منه، أن أوباما القطاعي، المتعلق بمختلف أوجه مزاولته لمهامه رئيساً، لن يكون بحال من الأحوال في مستوى أوباما الرمز. (*) كاتب تونسي (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008)
Home – Accueil – الرئيسي