السبت، 29 أغسطس 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3385 du 29.08 .2009

 archives : www.tunisnews.net


حرية وإنصاف تحت الحصارأوقفوا كل أشكال التعسف والاضطهاد

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي :بلاغ صحفي

رضوان آدم:مكرم محمد أحمد: لم أشارك في انتخابات غير مشروعة أطاحت بنقابة صحفيي تونس

  لطفي حيدوري :قضية استعجالية لإجبار المكتب الشرعي لنقابة الصحفيين على تسليم المقرّ

دار الأنوار: كبار الصحفيين الثقافيين يتعرضون للاستجواب بسبب عدم تغطية أكبر حدث ثقافي في السنة!؟

لطفي حيدوري :ساعات بعد رفضه تزكية الرئيس بن علي، اعتداء على المحامي خالد الكريشي

ولد الدّار:بالسّــــــــــــــــــــــواك الحارّ 137

لمياء بن حمزة:المقامة الذئبية: في الرد على نورالدين الورتتاني « الجامعي المعاقب »

عبدالسلام الككلي:في انتظار المشاركة في مناظرة الكاباس   حملة الإجازة الوطنية.. بلا إجازة

سفيان الشورابي:تونس: مَن يكسر «جدار برلين» الإعلامي؟

محسن الخضراوي:الحر من غمزة…واللبيب من الاشارة يفهم

كلمة:انطلاق نشاط مقر الحملة الانتخابية لرئيس الدولة.. شهران قبل الموعد القانوني!

الصباح:منح تمويل الحملات الانتخابية 130 ألف دينار لكل مرشح للرئاسية

الصباح:مسح وطني جديد: الإناث يتجاوزون الذكور.. الأمية والعزوبة تنخفضان والبطالة في ارتفاع

الصباح:تخوفا من تفشي الانفلونزا تراجع هام في عدد المقبلين على موسم الحج

الصباح:مذكـــــــــــــــــرة تفاهم

قدس برس:استطلاع: أقل من 10 % من التونسيين يطالعون الصحف

كتاب الصحافي خالد الحداد:الحبيب بورقيبة والإعلام: الدولة أنا

آمال موسى:حول رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية

مغاربية:المساجد تستقطب العديد من التونسيين في شهر رمضان الفضيل

عبدالحميد العدّاسي:وقفة مع كتاب « القلائد » (ح1)

إيلي شلهوب:قذافـــــــــــــــــولوجيا

مالك التريكي:الاستقرار باعتباره هاوية بلا قرار

توفيق المديني:عودة سورية للعب دور محوري في المنطقة

احمد جبريل: مصر تضغط على حماس لشطب اسماء الاسرى من عرب منطقة الـ48 واسرائيل تُحضّر لعدوان كبير ضد سورية

القدس العربي :الإصلاحات السياسية في ليبيا ما زالت تصطدم بقوة الحرس القديم


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009
      جويلية 2009                                         


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 08 رمضان 1430 الموافق ل 29 أوت 2009

حرية وإنصاف تحت الحصار أوقفوا كل أشكال التعسف والاضطهاد


في الوقت الذي يعيش فيه التونسيون نفحات وبركات شهر رمضان، يتعرض أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف منذ يوم الجمعة 28 أوت 2009 وإلى غاية اليوم السبت لمحاصرة كبيرة من قبل العشرات من أعوان البوليس السياسي الذين عمدوا إلى محاصرة مقر المنظمة الكائن بنهج المختار عطية بتونس العاصمة، ومحاصرة منازل أعضاء المكتب التنفيذي بعديد السيارات والدراجات النارية في محاولة يائسة لترويعهم وثنيهم عن القيام بواجبهم الحقوقي. ربما تسعى السلطة من خلال هذه المحاصرة والمراقبة اللصيقة لمنع المنظمة من عقد جلستها العامة، وفي ذلك اعتداء صارخ على حق المنظمة الشرعي والأخلاقي في إنجاز برامجها وتجديد هياكلها، وتعتبر هذه المحاصرة اضطهادا لشريحة من الشعب التونسي بدون وجه حق واعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين. وحرية وإنصاف 1)    تدين بشدة الحصار الجائر الذي تتعرض له منظمة حرية وإنصاف ممثلة في مقرها وفي أعضاء مكتبها التنفيذي وتدعو إلى رفعه فورا. 2)    توجه نداء إلى كل المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية للتدخل من أجل رفع هذا الحصار الجائر وفضح هذا الأسلوب المتخلف الذي يهدف إلى خنق النشاط الحقوقي وتضييق هامش الحريات. 3)    تذكر بإصرارها على إنجاز جلستها العامة متى توفرت الشروط الضرورية لذلك وتوضح أن التطور العلمي وفر خيارات عديدة وناجعة تتجاوز كل أشكال المحاصرة والمراقبة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بلاغ صحفي  

اجتمع المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي يوم الجمعة 28 أوت 2009 وتناول بالدرس جملة النقاط المدرجة في جدول أعماله:   واتخذ القرارات التالية:   1 – اختيار رؤساء القائمات في كل الدوائر للانتخابات التشريعية بأسلوب ديمقراطي وعبر الاقتراع السري وبناء على الترشحات المقدمة من الجامعات.   2 – ضبط جملة من الشروط الواجب توفرها في أعضاء القائمات الانتخابية.   3 – تحديد يوم الأربعاء 9 سبتمبر 2009 موعدا لتقديم مطلب ترشح الأخ الأمين العام أحمد الإينوبلي للانتخابات الرئاسية أمام المجلس الدستوري.   4 – التصديق على البرنامج الانتخابي للحزب.     عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام


مكرم محمد أحمد: لم أشارك في انتخابات غير مشروعة أطاحت بنقابة صحفيي تونس


رضوان آدم بعد عاصفة كبيرة من الجدل في الأوساط الصحفية العربية بشأن مشاركة «مكرم محمد أحمد» ــ نقيب الصحفيين وأمين عام اتحاد الصحفيين العرب ــ في الإطاحة بنقابة الصحفيين المستقلة في تونس لصالح نقابة حكومية، منتصف أغسطس الجاري، خرج «مكرم محمد أحمد» عن صمته، وأرسل أمس خطاباً مفصلاً للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان التي فجرت القضية قبل أيام، أكد فيه أن الزملاء الصحفيين في تونس دعوه للحضور إلي هناك لانتخاب مجلس جديد عبر مؤتمر استثنائي حدده القضاء وجمعية عمومية صحيحة. وقال «مكرم محمد أحمد» إنه لم يشارك في انتخابات غير مشروعة ولا مؤتمر استثنائي غير قانوني، موضحاً أن المؤتمر الاستثنائي عقد بحضور 470 عضواً من أعضاء الجمعية العمومية، وأن اتحاد الصحفيين العرب حضر من أجل لم الشمل بين صحفيين فرقاء لكنهم ــ حسب خطاب مكرم ــ اتفقوا علي ألا يتفقوا، مشيراً إلي أن الجمعية العمومية انتخبت «جمال الدين الكرماوي» ــ نقيباً للصحفيين ــ إلي جانب مكتب تنفيذي في جو انتخابات «هادئ». وأضاف «خطاب» ــ نقيب الصحفيين ــ أن اتحاد الصحفيين العرب هو جهة محايدة ولا يملك بعد صدور الحكم القضائي التونسي بقانونية عقد المؤتمر الاستثنائي سوي أن يساند هذا الحكم حتي وإن كان ــ حسب الخطاب ــ الحكم موضع ملاحظة أو اعتراض بعض الزملاء التونسيين خصوصاً أن الحكم أقر شرعية الجمعية العمومية التي يجب أن تستوعب أقليتها قرار الأغلبية، فيما يجب علي الأغلبية أن تحترم حق الأقلية في التعبير عن نفسها. من جانبها، قالت الشبكة العربية في ردها علي خطاب نقيب الصحفيين، إن المؤتمر الاستثنائي الذي تحدث عنه النقيب وحضره كان محدداً له 12 سبتمبر المقبل وليس منتصف أغسطس، الأمر الذي يعني ــ حسب بيان للشبكة ــ أن المؤتمر غير قانوني وتشوبه الكثير من الانتقادات، مضيفاً أن نصاب الجمعية العمومية لم يكن قانونياً، حيث حضر 471 صحفياً من إجمالي 797 صحفياً وهو عدد أقل من نسبة الثلثين اللازمة لصحة الانتخاب، مدللة بذلك علي أن الانتخابات التي جرت باطلة وأن هناك استئنافاً علي الحكم بعقد المؤتمر الاستثنائي، وناهية ــ الشبكة ــ بأنه لا ضمانة لحرية الصحافة في تونس في ظل نقابة جاءت بإجراءات مشكوك فيها (المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -مصر) الصادرة يوم 28 أوت  2009).  


قضية استعجالية لإجبار المكتب الشرعي لنقابة الصحفيين على تسليم المقرّ


لطفي حيدوري أرجأت الدائرة الاستعجالية بمحكمة تونس الابتدائية إلى يوم 4 سبتمبر المقبل، النظر في القضية التي رفعها أعضاء المكتب المنبثق عن المؤتمر الاستثنائي لنقابة الصحفيين يوم 15 أوت الجاري، لحمل المكتب التنفيذي الشرعي على تسليم مقر النقابة الكائن بشارع الولايات المتحدة الأمريكيّة بالعاصمة. وكان المكتب الشرعي قد رفض الاعتراف بنتائج ما وصفه بالمؤتمر الانقلابي معلنا في نفس الوقت المضيّ في إعداد المؤتمر في آجاله القانونية يوم 12 سبتمبر المقبل، وقد سجل حوالي 13 ترشحا للمكتب الجديد الذي سيقود النقابة حتى موعد المؤتمر العادي. وفي سياق التضييق على النقابة تم تجميد رصيدها البنكي، ولم يتمكن عملتها يوم الخميس 27 أوت من تسلم مرتباتهم. (المصدر: « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 28 أوت 2009)  


دار الأنوار: كبار الصحفيين الثقافيين يتعرضون للاستجواب بسبب عدم تغطية أكبر حدث ثقافي في السنة!؟


إدارة دار الأنوار وأساسا صحيفتي «الشروق» و «لوكوتيديان» وجهت السبت 29 أوت 2009 استجوابا لكبار صحفييها الثقافيين حول عدم تغطية ولادة المطربة صوفية صادق!؟ الاستجواب «التاريخي» الممضى من الإدارة العامة جاء فيه : لماذا لم تواكب حدث وضع الفنانة صوفية صادق مما جعل الصحف المنافسة تحقق سبقا صحفيا على حساب صحيفتك التي لم تكن تفوت مثل هذه الأحداث؟ لقد أصبحت ولادة صوفية صادق حدثا ثقافيا وطنيا يستحق المتابعة الالزامية، والتخلّف عنه موجب للمساءلة والعقاب!؟ قد تُـعذر السيدة سعيدة العامري صاحبة المؤسسة بجهلها. فالزواج من الصحفي القدير المرحوم صلاح الدين العامري وحده، ليس مؤهلا لجعلها تفقه في أمور المهنة وتفرّق بين الحدث الثقافي والمنوعات!؟ لكن السؤال المطروح: أين هم كبار إبل المؤسسة؟ وكيف يسمحون بوقوع هذه المهزلة؟ حقّا هزلت، حتى سامها كلّ مفلس!؟ رحم اللّه صلاح الدين العامري في قبره  

(المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 29 أوت 2009)


ساعات بعد رفضه تزكية الرئيس بن علي، اعتداء على المحامي خالد الكريشي


لطفي حيدوري عمد مجهولون إلى تحطيم البلور الأمامي لسيارة خالد الكريشي عضو الجمعية التونسية للمحامين الشبان أمام مقر إقامته بضاحية حمام الشطّ بعد ساعات من اعتراضه على تزكية الهيئة المديرة للجمعية لمرشح الحزب الحاكم للإنتخابات الرئاسية. وأشار بيان للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إلى أنّ المعتدين لم يعمدوا إلى سرقة أي من محتويات السيارة من ملفات وصكوك وأموال. واعتبرت الجمعية أنّ الأستاذ الكريشي تمت معاقبته على موقف اتخذه وأنّ الاعتداء عليه تعبير عن انحدار متسارع في أخلاقيات تعامل السلطة مع النشطاء ومع كل الخارجين عن سرب المباركة لخياراتها، حسب عبارة البيان. كما أكّد البيان أنّ الحادثة الأخيرة هي دليل إضافيّ على تهافت البيانات الرسمية التي تتهم النشطاء بالمبالغة وادعاء الاضطهاد. (المصدر: « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 28 أوت 2009)

بالسّواك الحارّ 137


إعداد ولد الدّار *مسؤول هولندي يطلب تعليم الإسلام في المدارس– الوسط –  
غريب يبدو ان هولندا لم تسمع  بخطة تجفيف المنابع كما يبدو انه لم يتناهى لسمعها أن أرباب التغيير في تونس منعوا  تعليم الإسلام في المدارس والمعاهد والجامعات وأبقوا على شعرة معاوية في  المساجد.  يا هولندا كفي خير ليك آخي تعرفي الدين أكثر من حامي حماه!!!  
*موقع اليكتروني للأخبار الإيجابية فقط ؟

– أنباؤكم –

هذا لا يتطلب  المجهود  الكبير طبعا هو جريدة  الحرية  ووكالة  الانباء  التونسية وأنتم تعرفون البقية…  
*تحرير فتاة عاشت 13 عاما كـ « عبدة »

– سبق –

الرجاء ممن لديه تفاصيل هذا الخبر او معلومات إضافية أن يزودنا بها لأننا نريد ان نستعير هذه  التجربة  لنحرر شعبا بأسره يرزح  تحت العبودية.  
*الوباء وصل رأس الدولة..إصابة رئيس كوستاريكا بفيروس إنفلونزا الخنازير

– محيط –

 

لنرد الشامت  بشماتته ونطمئن الخائف المشفق نقول  » إتهنوا الراجل ملقّح من الصّغرة ما يحوك فيه شئ وهاهم الجماعة يفتشولوا على تلقيحة  ضد الموت …أما والله ما يلقوها وهوما وهو  ماشيين ماشيين  » بالسيف وإلا بِالجُودة « ..باي  باي نتقابلو في التراب الناس الكل. *الوحم … :  نساء يأكلن الفحم والصابون.. وأخريات يشتهين الدهن والبنزين

– جريدة الاعلان –

 

إذا كان الوحم  يجيب ها لأشياء هذية الكل !!! مالا يا سيدي الشعب الكلو يلزموا يتوحم باش يدبر راسوا …لكن المشكلة إذا لقينا الفحم  التاي مثماش ، وإذا لقينا الصابون باش نغسلوا بيه  الدبش مثماش وإذا لقينا الدهن… الديار مثماش  العرب الكل كراية ، وإذا كان  لقينا البنزين لكراهب يجيبها ربي ، مالا خلينا من هالوحم شوفو ناس تقدر عليه نحنا  شعب قليل .
*عنصرية فيما بين الفرنسيين : كارول تٌطرد من المسبح بسبب الحجاب : جريدة الاعلان
شنو ..شنوه !!!جريدة الإعلان عندها ماص وإلا شبيها؟؟؟  إذا كان طرد  فتاة  محجبة إسمها  كارول  ومن  مسبح  زادة  تتسمى عنصرية مالا واش انقولو على إللي طرد فاطمة وعائشة ومريم من قاعات العلم ومن امام بيوت الله ومن مستشفيات الولادة وهن في حالة مخاض  من اجل محرمة  فوق الراس.. ياولادي اعرفوا واش تكتبوا راهي  الزلقة  بفلقة  والدنيا  ملغمة، والله لا تقطع خبزة حد عوضا عن راسو. *كي لا تفقدي شخصيتك وتضيع هويتك إياك والطاعة العمياء لزوجك– العهد–  
وانا نزيد أنقلك وأياك والطاعة العوراء والحولاء زادة وحتى الطاعة العمشاء والخوصاء لالة .. وإلا تعرفيش كيفاش  باش يرتاح خونا في الله هال يوصي فيك  … راجلك وقت إلي يرجع تعبان من الخدمة وهو جيعان هكاكة حطيلو السم في الكسكسي  تو يجي ما في عينو بلة هكاكا ترتاحي  إنت وترتاح عينيك ويرتاح خونا هالي يوصي فيك وكان انجحتي في المهمة الشريفة تو النسا الكل تولي تنقل عليك وهكاكا نبطلوا من  » لِتسكنوا إليها  » ومن « المودة والرحمة » وتولي حرب داحس والغبراء..للعلم ليس إلاّ…  
*موقع »الرئيس الإسرائيلي السابق » كتساف يعد افضل  من  مواقع الرؤساء العرب مجتمعة .. فالموقع تم اعداده  منذ عام 2000 بشكل تقنى وحرفي إلى أقصى درجة  لمراعاة الاتصال المتكافئ بين الرئيس وزوار الموقع .. حتى العوامل النفسية لم  يغفلها الموقع فنجد الصورة التى توجد فى صدر الموقع تتحرك مستعرض بيت الرئيس  والحدائق الغناء التى تحيطه مع ظهور كلمة أهلا وسهلا للزائرين تتحرك مع تحرك الكاميرا .. والموقع متاح بثلاث لغات » العبرية والعربية والانجليزية  » . وعن تفاعلية الموقع فحدث ولا حرج فقد تجاوز الموقع امكانية المشاركة وعرض الارآء  لزواره  إلى إتاحة الفرصة حتى للاطفال ليدلو بدلوهم فى الموقع و إن لم يستطعوا التعبير بكلماتهم فبرسوماتهم الصغيرة والتى يعرضها الموقع باسماء هؤلاء  الاطفال  بما  يعزز  انتمائهم  للبلد و يقوى عاطفتهم تجاهها.شبكة عربي
*مدونة الرئيس الايرانى أحمدي نجاد .. والسمة المميزة لهذه المدونة هى بيان مدى تواضع نجاد فهو بداية لم ينشـأ موقعاً ضخماً يمجده و بعظمه وانما اكتفى ببلوجرز » مدونة » على الإنترنت تمكنه من التفاعل بشكل حى ومباشر مع  الجمهور  بأربعة لغات حية « فارسى – انجليزى – فرنسى– عربى » وهدف المدونة الرئيسى هو التواصل مع الجماهير .. ويبدو رجع الصدى واضحاً فى مشاركات القراء  التى تنضح بحب كبير للرئيس الايرانى . ويؤكد الرئيس نجادى بنفسه هذا المعنى فى صدر مدونته لدرجة أنه يخصص 15 دقيقة أسبوعيًّا للرد على الزوار وتحديث المدونة بنفسه ! شبكة عربي

* موقع الرئيس بن علي : وإذا كان إنشاء موقع للحاكم يهدف لعرض الإنجازات  المتتالية للحكام العرب هو السمة الغالبة، فإنه يوجد مواقع أخرى لرؤساء عرب اتسمت  بالموسمية  في تأسيسها؛ نظرًا لارتباطها بظرف سياسي معين، فالرئيس التونسي  زين العابدين بن علي أطلق  موقعه  لكي يشرح برنامجه الانتخابي خلال انتخابات الرئاسة عام 2004، والموقع  منذ هذا التاريخ لم يتم تحديثه بأي معلومات إضافية . شبكة عربي  
(المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 26 أوت 2009)  

 
المقامة الذئبية: في الرد على نورالدين الورتتاني « الجامعي المعاقب »

تقول إحدى قصص العرب أن امرأة ربت جرو ذئب في بيتها حتى نما وترعرع  فلما بلغ أشده بقر بطن شاتها وقد كان لها « ولد ربيب » كما قالت الأعرابية بعد ذلك في شعرها الذي  نعت فيه  شاتها ونبهت إلى الحذر من أخلاق الذئب »  وسألته بقولها « فمن أدراك بان أباك ذيب » وختمت شعرها بالقول :  إذا كانت الطباع طباع سوء       فلا أدب يفيد ولا أديب وذكرتني هذه المقامة بما نشره الأستاذ الجامعي نور الدين الورتتاني على صفحات تونسينيوز يوم 27 أوت الجاري ردا على خبر ورد في جريدة الموقف بالصفحة الثالثة حول ما دعت اليه زوجة الأمين العام للاجتماعي التحرري من ضرورة إعادة النظر في قرار منع تعدد الزوجات.  ولست هنا في مقام الدفاع عن تعدد الزوجات أو مناقشة الموضوع أصلا ولكنني  في وارد الحديث مع الأستاذ الورتتاني الذي عاب على الموقف وحزبها الذي سماه « بسفينة نوح » كيف تسمح « لذئب الإسلاميين السلفيين » بأكل « حمل اليساريين من المؤسسين الأصليين للحزب لتتحوّل الموقف لمنبر للقروسطيين المنادين بتعدّد الزوجات ». وقبل الخوض في التفاصيل لا بد لي ان اذكر ببعض الحقائق الورتتاني هو الأستاذ الجامعي الذي عاقبته وزارة التعليم العالي  ولم يجد غير الموقف ينشر فيها مظلمته ومقالاته  وبيانات المساندة ، وقتها لم يكن للاستاذ الوتتاني الوقت للتفريق بين « الذئب » والحمل داخل الجريدة لانه مازال في مرحلة التظلم على شاكلة ذئب الاعرابية. إذا لم يكن للموقف ان تصادر حق النقد على من تقف معهم في محنتهم و المظالم التي يتعرضون لها ولكن في المقابل من حقها على هؤلاء المنتقدين أن يراعوا على الأقل الحد الأدنى من الموضوعية ولا تدفعهم « أخلاق الذئب » إلى التحامل  وهذا ما وقع فيه الورتتاني وهنا ندخل في التفاصيل التي صدمتنا بان الجامعي المعاقب الذي وقفت الموقف الى جانبه لا يعرف القراءة أو هو يقرأ بالمقلوب لانه لم ينتبه الى ان محرر الخبر صاغه في سياق يدل على الانكار لا على التبني إنكار على أنصار المرأة صمتهم تجاه هذا الموقف الجديد   لكن الأستاذ الجامعي نسي هذا السياق لينظر فقط الى « بطن الشاة » التي دفعته « غريزته الذئبية » لبقرها فوقف عند  موقف المحرر من صمت الحداثيين في هذا المقام وهياجانهم في المقامات الأخرى.  وكان من الأجدر بالجامعي الذي يعلم طلبتنا حسن القراءة (اختصاصه علمي وليس ادبي) أن لا يمعن القراءة حتى لا يتهم بأخلاق الذئب ولعله أدرك ذلك في خاتمة تعليقه التي تؤكد ما ذهبنا إليه من « سوء القراءة  » إذ جاء فيها »…نظرا لخطورة الأمر فإنّني أنتظر التأكّد من الخبر و من هويّة المرأة المطالبة بتعدّد الزوجات »  والغريب ان الخبر ثابت و ان هوية المرأة التي يريد التأكد منها مذكورة في الخبر بالصفة  الواضحة المحددة (زوجة الامين العام للحزب الاجتماعي التحرري)  بما يغلب فرضية التحامل في رد الأستاذ الورتتاني على فرضية  سوء الفهم التي حاول الاتكاء عليها  حين فضح طبعه ألاستئصالي  وأدرك أن الجميع سيسخر منه  لكن  كما تقول العرب » غلب الطبع التطبع ».  وهنا لا بد أن اسأل الورتتاني  الذي أبرز » أخلاقه الذئبية » تجاه من وقف الى جانبه في محنته : الم تكن الموقف منبرا لك حين ظلمت فهل  يعني ذلك انك قروسطي لان الموقف صارت منبرا لك ، طبعا الإجابة ستكون بالنفي وهنا يصير قبح اعتذارك اكبر إذ كيف ترضى لنفسك أن تتظلم و تقف على أبواب منبر  للقروسطيين ولعلك يوما ما رجوت واحدا من هؤلاء « القروسطيين » الذين تدعي أنهم أكلوا « حمل اليساريين » ان ينشر لك مظلمة أو بيانا او مقالا ، طبعا لا يمكنك ان تنكر ذلك إلا أن تكون تمتلك قائمة مفصلة بأسماء « الذئاب » و أسماء الحملان » داخل الموقف ومن يملك مثل هذا التفصيل  واحد من اثنين إما انه ينتمي إلى احد الفصيلين المفترضين ( الذئاب أو الحملان) أو انه يعمل لفائدة الراعي الأكبر الذي يمده بمعلومات لا يعرفها إلا الرعاة عفوا المخبرون.  ساءني فعلا أن يعمد جامعي ونقابي إلى تصنيف عفا عليه الزمن وان يحافظ على مقام الدفاع عن الاستئصاليين في زمن اشد ما يكون فيه الوطن بحاجة الى جهود جميع ابنائه حتى لا تكرر مظالم العقوبات على من يبادر باتخاذ موقف مغاير لموقف الدولة مثلما كان الشأن مع الأستاذ الورتتاني الذي أرجو أن ينتبه إلى موقفه ويراجعه فلا عيب في الراجعة وحتى لا يؤكد ما يشاع من ان  سلطة الإشراف لم تعاقبه لنشاطه النقابي ولكن لعدم كفاءته البيداغوجية لأنه يقرأ بالمقلوب .
 
لمياء بن حمزة باحثة في العلوم السياسية والقانونية  


في انتظار المشاركة في مناظرة الكاباس حملة الإجازة الوطنية.. بلا إجازة


عبدالسلام الككلي أعلمت وزارة التربية والتكوين في بلاغ صادر عنها يوم 9 أوت 2009 بأنها تنظم يوم 15 سبتمبر 2009  والأيام الموالية مناظرة الكفاءة لأستاذية التعليم الثانوي في مجموعة من المواد. وجاء في البلاغ الصادر عن الوزارة انه :  » على الراغبين في الترشح للمناظرة المذكورة والحاملين للشهادة الوطنية للإجازة على الأقل أو شهادة معادلة لها أو لشهادة الأستاذية أو ما يعادلها في الاختصاصات المذكورة المبادرة بالدخول إلى الشبكة التربوية للقيام بالتسجيل عن بعد في اجل لا يتجاوز يوم 31 أوت 2009 كما جاء في البلاغ انه على كل مترشح قام بالتسجيل عن بعد سحب مطلب الترشح من نفس الموقع ثم إتمام ملف ترشحه وإيداعه لدى الإدارة الجهوية للتربية والتكوين الراجعة بالنظر إلى الولاية التي ينتمي إليها المترشح دون سواها . ولقد أثارت صيغة الكاباس لهذه السنة انتباهنا لأنها تسمح لخريجي الدفعة الأولى من نظام إمد( ثلاث سنوات من التعليم العالي) بالترشح لها بل إنها فاجأتنا كما فاجأت كثيرا من المهتمين بالشأن الجامعي والتربوي عموما بل لعلها فاجأت الكليات والطلبة المعنيين بالأمر أنفسهم . ويعود عامل المفاجأة هذه إلى سبب رئيسي: فإذا تركنا جانبا الإشاعة الملحّة التي راجت في صفوف الطلبة في السنة الماضية والتي مفادها أن الحاصلين على الحلقة الأولى من المنظومة الجديدة إمد وهي الإجازة لن يكون لهم الحق في إجراء المناظرة وان هذه لن تفتح لغير من نجحوا في امتحانات السنة الأولى من الماجستير على الأقل وان الحلقة الثانية وهي الماجستير ستكون خاضعة لمبدأ الانتخاب مما ولد لدى الطلبة غضبا أدى في بعض الكليات إلى اضطرابات وإضرابات عن الدراسة تجاوزت الشهر في بعض المؤسسات التي انخرطت منذ البداية في المنظومة الجديدة ، إذا تركنا هذه الإشاعات جانبا فقد يكون السبب الرئيسي لعامل المفاجأة هذه هي التصريحات التي أدلى بها وزير التربية والتكوين، فلقد أفاد السيد الوزير خلال لقائه الدوري بممثلي الصحافة الوطنية يوم الثلاثاء 10 فيفيري 2009،  » أن الانتداب للتدريس بالتعليم الثانوي يشمل حاملي شهادة الأستاذية أي الذين واصلوا تعليمهم الجامعي لمدة أربع سنوات أو أكثر » . ولا ندري على وجه التحديد سبب التضارب بين هذه التصريحات التي تؤكد أن التدريس بالتعليم الثانوي يستوجب دراسة جامعية تدوم أربع سنوات على الأقل وبين بيان الوزارة المذكور الذي مكن حاملي الإجازة الجديدة من إجراء المناظرة وان كنا نرجح أن هذا القرار قد يكون له صلة بالتحركات الطلابية المذكورة من جهة وبإرادة تحرير شهادة الماجستير من الضغط الذي يمكن أن تعرفه في حالة حرمان حاملي شهادة الإجازة من المشاركة في مناظرة الكفاءة لأستاذية التعليم الثانوي من جهة أخرى خاصة إذا اقتصرت الماجستيرات المهنية أو المخصصة للبحث على المتفوقين من الطلبة . ومهما يكن من أمر فلقد كان لعامل المفاجأة هذا تابعات إدارية سيئة للغاية إذ أن الطلبة الذين قاموا بعملية التسجيل عن بعد مطالبون بإتمام ملف ترشحاتهم وذلك بإدراج شهاداتهم سواء كانت إجازة أو أستاذية أو شهادة أعلى صلب ملفاتهم غير أن المتحصلين على الإجازة في إطار نظام إمد لم يتمكنوا من تسلّم شهاداتهم من المؤسسات الجامعية التي انتموا إليها و السبب الأول لذلك هو عدم جاهزيّة المنظومة الإعلاميّة المسماة « سليمة » أما السبب الثاني فيتمثل في تأخّر وزارة التعليم العالي في مدّ المؤسسات التابعة لها بالأنموذج الرسمي من الشهادة المصادق عليه. السبب الثاني يعود كالعادة إلى أن الوزارة- التي لا تسأل عمّا تفعل- تصدر مناشيرها وقراراتها ووثائقها المختلفة دائما بصفة متأخرة وتطالب الجميع أساتذة ومسؤولين وطلبة بالالتزام بآجال ضيقة .أما السبب الأول فهو أخطر لأن الوثائق التي يتسلمها الطالب من المؤسسة تتجاوز شهادة الإجازة إلى ما يسمّى بملحق الشهادة الذي يفصّل المسار الجامعي للطالب وهو ما لا يمكن إنجازه إلا من خلال تطبيقة » سليمة « الإعلاميّة المذكورة و التي وعدت بها الوزارة المؤسسات الجامعية منذ أربع سنوات ولكن يبدو أن سليمة ولدت معتلّة وظلّت تتأجل كل سنة إلى السنة الموالية؟؟والغريب أن هذه التطبيقة هي نفسها التي تتكفل بمتابعة تسجيل الطلبة في فرقهم البيداغوجية وتحديد جداولهم وجداول أساتذتهم ….إلخ ولكن تطبيقة سليمة كما هو الشأن بالنسبة الى ملف البطاقة الالكترونية الموحدة للطلبة و منظومة البيروني للمكتبات الجامعية وتشبيك مؤسسات التعليم العالي ملفات إما تنفّذ في غير آجالها فتكون بذلك عاجزة عن مواكبة المستجدات أو مؤجلة إلى أجل غير مسمى . وهكذا وجد الطلبة الناجحون في امتحان الإجازة الوطنية هذه السنة أنفسهم أمام مشكل لم يتوقعوه بالمرة إذ أن المؤسسات الجامعية التي يتمنون إليها أعلمتهم باستحالة تسليمهم شهائد الإجازة المطلوبة لاجتياز مناظرة الكاباس بعد أن قاموا بالتسجيل عن بعد. ولنتصور بعد ذلك المعاناة التي يمكن أن يتكبدها طالب يقطن بالجنوب مثلا ويدرس بإحدى كليات العاصمة وفي قلب الصائفة وهو يتردد على كليته ليتسلم منها شهادته بل فلنتصور أيضا المصاريف الباهظة التي يتكبدها هؤلاء الطلبة للإقامة بالعاصمة في انتظار تسلم شهائدهم وخوفا من فوات الأجل القانوني لإيداع ملفاتهم كاملة خاصة وان هذا الأجل كما جاء في بلاغ الوزارة لا يتجاوز 31 أوت . وقد علمنا أن بعض المؤسسات الجامعية لجأت إلى تسليم طلبتها شهادات وقتية تلكأت الإدارات الجهوية للتعليم الثانوي في قبولها مما خلق حالة من الفوضى جعلت الطلبة ممزقين بين عجز المؤسسات الجامعية عن تسليمهم شهائدهم المطلوبة وبين الإجراءات الإدارية التي فرضتها الإدارات الجهوية للتعليم الثانوي التي تبدو غير معنية كثيرا بالمشكل الذي وقع فيه هؤلاء الطلبة أهو فشل وزارتين ( التربية والتعليم العالي ) معنيتين في كثير من الأحيان بنفس الملفات في التنسيق في مسائل حيوية تهم مصير خريجي المنظومة التربوية ؟أم هو على وجه التحديد فشل وزارة التعليم العالي في ملفات جزئيّة؟ أم أن المسألة أخطر من ذلك بما أنها تتعلق بعجز عن التخطيط واستباق المشاكل الممكنة وإيجاد الحلول للطارئ منها والتعويل فعليا على المصالح المختصة ومتابعتها ومحاسبتها بدل مركزة الملفات في دوائر ضيقة تتجاهل أساليب التسيير الحديثة التي تعتمد أساسا على مبدأ تفويض السلطة إلى الكفاءات التي أثبتت جدارتها موضوعيا ؟ عبدالسلام الككلي المصدر : جريدة الموقف بتاريخ 28 أوت 2009 المصدر  :  إعادة نشر منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
 


 

تونس: مَن يكسر «جدار برلين» الإعلامي؟


تونس – سفيان الشورابي كأنّ عقداً من القمع لا يكفي لتقليص اهتمام التونسيين بالشأن العام… وها هي وسائل الإعلام المحلية تتبارى في تمجيد إنجازات «الأب الأكبر»، قاطعة الطريق على بروز أي منافسة له في الحكم. ورغم أنه لم يعد يفصلنا عن الانتخابات التشريعية والرئاسية سوى شهريْن، فالغالبية الساحقة من التونسيين لا يعلمون سوى القليل عن المرشحين بسبب انحياز وسائل الإعلام للرئيس المنتهية ولايته زين العابدين بن علي وحزبه «التجمع الدستوري الديموقراطي». واليوم، تتعالى الأصوات المطالبة بإجراء تغييرات في المشهد الإعلامي بعدما ثبت خلال انتخابات 2004 عدم حيادية جميع مكوناته، وفشله في احترام المبادئ الأساسية لضمان التوازن في التغطية لجميع الأحزاب السياسية ومرشحيها. وفي تقرير أعدته جمعيات غير حكومية عقب تلك الانتخابات، حصل الرئيس بن علي وحزبه على أكبر مساحة من التغطية الإعلامية الإيجابية. الصحيفتان الحكوميتان «لابراس» و«الصحافة» مثلاً خصصتا نسبة كبيرة من التغطية لمصلحة حزب «التجمع» (75 و 84 في المئة)، وعلى المنوال نفسه، خصصت الصحافة الخاصة نسبة 69 في المئة من تغطيتها لمصلحة ذلك الحزب. ومع أنه خضع لتعديلات عديدة، ما زال القانون الانتخابي لا يضمن العدل بين المرشحين للوصول إلى وسائل الإعلام. إذ قالت الخبيرة القانونية سلوى الحمروني لـ«الأخبار» إنّ «المشرع التونسي يصمت على هذه المسألة ويترك للسلطة التنفيذية أمر تنظيمها». وتنعدم في تونس مؤسسات حكومية مختصة تضبط أوقات الدعاية الانتخابية بتوازن. وفي السياق عينه، أكّد صحافيون يعملون في «لابراس» و«الصحافة» أنه في الانتخابات الماضية تلقّوا تعليمات بعدم تغطية أنشطة مرشحي المعارضة إلا عندما يطلب المسؤولون عنهم ذلك. وكُلِّف عدد من الصحافيين بإجراء حوارات مع شخصيات معروفة أشادت بإنجازات الرئيس المتخلي وبالاهتمام بنشاطات أعضاء الحكومة والمسؤولين الرسميين من الحزب الحاكم الذين كانوا يقومون بالدعاية الانتخابية للرئيس. وكرّر آخرون أنهم تلقوا أوامر من رؤساء تحريرهم بألا يساووا في كتاباتهم بين الرئيس بن علي وبقية المرشحين في الانتخابات الرئاسية. على صعيد آخر، ولو أن القانون يضمن استغلال التلفزيون الحكومي للدعاية الانتخابية، فإن حرية المرشحين تُقيّد بإجراءات خاصة، ما يُفقد العملية الدعائية معناها. مثلاً، الحصص التلفزيونية المخصصة للمرشحين تُسجل بحضور قضاة ولا تُبث مباشرة! ويشتكي المرشحون من حضور القضاة خلال التسجيل معتبرين ذلك وسيلةً لترهيبهم. وهذه الصورة لم تتغير طيلة السنوات الخمس الماضية، يواصل مرشحو المعارضة معركتهم من أجل التواصل مع التونسيين وكسر «جدار برلين الإعلامي»، عسى أن يحظوا باهتمام أكثر عدلاً خلال الحملة الانتخابية المقبلة. (المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 29 أوت 2009)  


الحر من غمزة…واللبيب من الاشارة يفهم


محسن الخضراوي..السويد    مرحى…مرحى..!! طلع البدر علينا..اخيرا قبل الرئيس الترشح بعد الحاح من كافة الشعب دون استثناء هكذا يقولون حتى ان لم تكن انت وانا وهو وهي وهما وهم وهن وانتما وانتم وانتن ونحن لم نوافق على هذا الترشح فهناك من يتكلم باسمنا ويهنىء الرئيس نيابة عنا. فهل راينا في حياتنا مسخرة اكثر من هذه؟ لقد كنت اقرا النص الرائع للحزب الشيوعي الذي اقترح ان يعاد نشره كل يوم الى حد تاريخ الانتخابات , وكنت اتخيل انني اقرا الوضعية التونسية على انها في التاريخ وقد مضت عليها مائات السنين وهذا المقال يحكي عما صار في ذلك الوقت. فاستغرب واتساءل اين كان الشعب التونسي في ذلك الزمان ؟ وكيف صبرالناس على العيش في هذا الوضع؟.. اكيد لو وقعت الاشياء في وقتنا هذا لتصدى لها شعبنا بكل شراسة..ولاخذ هؤلاء من اذيالهم ورمى بهم في البحر.. .وما كان هؤلاء ليعيشوا بين اظهرنا اكثر من اسبوع واحد .ثم استفيق على صوت التلفاز لاعلم ان التاريخ اخذ مكان المستقبل وليس فقط الحاضر…والامورهي في الحقيقة تقع الان في 2009 اذ ان التلفزة التونسية تصم اذاننا باخبارها الزائفة واكاذيبها المعتادة مع اني واثق انه لا يوجد تونسي واحد يتابع هاته الخزعبلات فالتونسي لا يتابع الا المسلسلات والرياضة .لذا اتقدم الى الشعب التونسي باحر التعازي لترشح هذا الرئيس مرة اخرى سائلا الله ان يلهمهم جميل الصبر والسلوان. لكن السؤال الذي لم اجد له تفسيرا هو اين نحن من كل هذا؟..اين حركة النهضة؟  لماذا تكتفي بدور المتفرج والشعب يراهن عليها و ينتظر ان تكون الحركة هي منقذه ؟ الحركة منذ عقدين وهي تندد وتستنكر ويكتب اعضاءها هنا وهناك اخبارا اهملها قسم الاخبار. وهاته المقالات انما تساهم في امتصاص الغضب وهذا ما يخدم مصلحة النظام الحاكم مثلها مثل مباريات كرة القدم . بينما الحاكم في تونس ينشط ليل نهار ليطمس الحريات ويظلم ويستبد  نجد الحركة في سبات عميق ولو انها لزمت الصمت كما فعلت من قبل لقرا لها النظام الف حساب لكن مع الاسف تمخض الجبل فولد فارا…الشيء الذي جعل الاعضاء يغادرون الواحد تلو الاخر والحركة ليست هنا اصلا… اريد ان اقول باختصار شديد وبكل لطف وبدون لوم او جرح اي كان او ذكر اشياء على الملا , من فضلكم استفيقوا !!! اما ان لكم ان تجمعوا شملكم وترتبوا بيتكم وتقطعوا الطريق امام عدوكم ؟ الا اذا كنتم لا تعتبرونه عدوا                                                                         


انطلاق نشاط مقر الحملة الانتخابية لرئيس الدولة.. شهران قبل الموعد القانوني!

يشهد مقر الحملة الانتخابية لرئيس الدولة حركية لافتة منذ أسابيع، كما تم تركيز حواجز حديدية في محيط المقر وحراسة أمنيّة بالزي النظامي.  
ويتوافد يوميا على مقر الحملة الذي يحتلّ مبنى المحكمة الإدارية سابقا بشارع روما وسط العاصمة، عدد من الموظفين ووزراء بالحكومة الحالية أعضاء اللجنة الوطنية للحملة الانتخابية لمرشح الحزب الحاكم. وكان وزير الخارجية عبد الوهاب عبد الله أحد الموجودين بالمبنى يوم الجمعة 28 أوت. جدير بالذكر أنّ القانون الانتخابي ضبط انطلاق الحملات الانتخابية بداية من يوم 11 أكتوبر المقبل. (المصدر: « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 28 أوت 2009)  


منح تمويل الحملات الانتخابية  130  ألف دينار لكل مرشح للرئاسية 45 دينار لكل ألف ناخب على مستوى الدائرة الانتخابية لكل قائمة مترشحة للتشريعة


 تونس – الصباح   صدر مؤخرا قراران عن وزيري الداخلية والتنمية المحلية، والمالية مؤرخ في 21 أوت 2009 يتعلق الأول بضبط كيفية صرف منحة المساعدة على تمويل الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية، والثاني بكيفية صرف منحة المساعدة على تمويل الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية.  وحسب ما جاء في القرار الأول،.ينتفع كل مترشح للانتخابات الرئاسية بعد قبول ترشحه من طرف المجلس الدستوري بمنحة بعنوان مساعدة على تمويل الحملة الانتخابية وذلك على أساس 25 دينارا لكل ألف ناخب على المستوى الوطني.   130 ألف دينار لكل مرشح للرئاسية   أي أن كل مرشح للرئاسية يمكنه أن يتحصل على منحة يصل مقدارها إلى 130 ألف دينار تقريبا. على اعتبار أن تصرف على أساس 25 ألف دينار لكل مليون ناخب. وإذا كان عدد الناخبين التونسيين وصل في انتخابات 2004، إلى ما يناهز عن 4,7 مليون ناخب، يضاف إليهم نصف مليون ناخب جديد بعد تنقيح المجلة الانتخابية الذي منح للشباب في سن 18 سنة حق الانتخاب. وهو ما يعني أن العدد الجملي للناخبين قد يفوق 5,2 مليون ناخب.   علما وأن نصف المنحة سيصرف بمجرد إعلان المجلس الدستوري عن القائمة النهائية للمترشحين. أما النصف الثاني من المنحة فيصرف للمعني بالأمر إذا ما تحصل على 3 بالمائة على الأقل من الأصوات المصرح بها على المستوى الوطني.   ويتعين على كل مترشح للانتخابات الرئاسية تحصل على 3 بالمائة على الأقل من الأصوات المصرح بها على المستوى الوطني أن يقدم إلى وزير الداخلية والتنمية المحلية، في أجل لا يتجاوز الشهر من تاريخ نشر النتائج بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية مطلبا كتابيا في الحصول على النصف الثاني من المنحة.   وتصرف المنحة باسم كل مترشح وتحمل على ميزانية وزارة الداخلية والتنمية المحلية.    ومنحة للقائمات التشريعية   أما القرار الثاني المتعلق بكيفية صرف منحة المساعدة على تمويل الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية. فينص على أن تنتفع قائمات المترشحين للانتخابات التشريعية والمتحصلة على الوصل النهائي وفقا للفصل 92 من المجلة الانتخابية بمنحة بعنوان مساعدة على تمويل الحملة الانتخابية وذلك على أساس 45 دينارا لكل ألف ناخب على مستوى الدائرة الانتخابية عملا بأحكام الفصل 45 مكرر من المجلة المذكورة.   ويصرف نصف المنحة بمجرد حصول كل قائمة مترشحين على الوصل النهائي.   أما النصف الثاني منها فيصرف لكل قائمة مترشحين تحصلت على 3 بالمائة على الأقل من الأصوات المصرح بها على مستوى الدائرة الانتخابية، في أجل شهر من تاريخ نشر النتائج بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية إثر تقديم مطلب كتابي للغرض إلى الوالي. تصرف المنحة لكل قائمة مترشحين باسم رئيسها، وتحمل هذه المصاريف على ميزانية وزارة الداخلية والتنمية المحلية. رفيق بن عبد الله (المصدر:  جريدة الصباح ( يومية –تونس ) بتاريخ 29 اوت 2009 )    

 

مسح وطني جديد: الإناث يتجاوزون الذكور.. الأمية والعزوبة تنخفضان والبطالة في ارتفاع

تونس ـ الصباح للسنة الثانية على التوالي فاق عدد الإناث في تونس عدد الذكور، اذ كشف المسح الوطني الجديد حول السكان والتشغيل أن عدد الإناث خلال سنة 2008 فاق عدد الذكور بما يناهز 8700 نسمة..  وكان المعهد الوطني للإحصاء قد سجل خلال المسح الوطني للسكان والتشغيل لسنة 2007 لأول مرة تفوق عدد الإناث على عدد الذكور، وبالعودة إلى مسوحات سابقة يمكن الإشارة الى أن نسبة الذكور ما فتئت تتقلص من سنة إلى أخرى ويفسّر هذا الأمر بتأثير تيارات الهجرة الخارجية التي تتعلق بدرجة أولى بالرجال. كما يفسّر خبراء الإحصاء أسباب تزايد عدد البنات إلى التراجع الهام في نسبة وفيات الأطفال من البنات، والى المستوى المرتفع لمؤمل الحياة عند التونسية الذي يفوق مؤمل الحياة عند الرجل بنحو ثلاث سنوات.. وخلافا للاعتقاد السائد بأن النساء التونسيات أصبحن ينجبن البنات اكثر مما مضى، أظهرت نتائج المسح الجديد الذي أعده المعهد الوطني للإحصاء أن نسبة الذكورة عند الولادة في تونس تتراوح حاليا بين 106 و108 مواليد ذكورا لكل مائة مولود أنثى.. وبالنظر الى الهيكلة العمرية للسكان في تونس نلاحظ أن البلاد بالفعل ومثلما أجمع عليه الديمغرافيون تمر بمرحلة ذهبية نظرا لاتساع الفئة العمرية في سن النشاط المتراوحة بين 15 و56 سنة اذ أنها تمثل زهاء 67 بالمائة.. لكن هذا لا يمنع من التخوّف من المستقبل لأن التشيخ بدأ يهدد المجتمع التونسي وقارب عدد المسنين المليون مسنّ.. البطالة ترتفع كشف المسح السكاني الأخير عن ارتفاع في عدد العاطلين عن العمل متجاوزا النصف مليون، وزاد عددهم في سنة واحدة بأكثر من 14 ألف عاطل جديد ومثلت نسبة البطالة 14 فاصل 2 بالمائة.. ومست معضلة البطالة بصفة خاصة خريجي  التعليم العالي، فرغم الحوافز الموضوعة لفائدة هؤلاء الشبان قصد تشغيلهم في القطاع الخاص أو مساعدتهم على تكوين مشاريع تنقذهم من البطالة وتساهم هي بدورها في توفير مواطن شغل أخرى لغيرهم من العاطلين، ارتفعت نسبتهم.. ونجد ربع من لهم مستوى تعليم عالي تقريبا في حالة بطالة. ولعل الملفت للانتباه هو أن هاجس البطالة أصبح يؤرق أكثر من ثلث أصحاب الشهادات من التقنيين السامين.. ففي الوقت الذي يعتقد فيه المتوجهون لهذه الاختصاصات أنهم سيشتغلون بمجرّد تخرجهم.. نجد نسبة البطالة في شعب التقنيين السامين ترتفع من سنة الى أخرى. وبالاضافة الى التقنيين السامين، يمكن الاشارة استنادا الى نتائج المسح الى أن اختصاصات الحقوق والاقتصاد والتصرف والانسانيات مازالت تخرّج شبابا لا يعثر بسهولة عن مواطن شغل ويظلون لسنة أو سنتين أو ثلاث سنوات أو حتى أكثر في صفوف العاطلين عن العمل. ولم يعد شبح البطالة يخيف خريجي الفلسفة والتاريخ والجغرافيا والعربية وغيرها من شعب الانسانيات بل أصبح يتربّص حتى بالأطباء والصيادلة والمهندسين وحاملي الماجستير.. وناهز عدد هؤلاء ثمانية آلاف عاطل. الأمية والعزوبة كشف المسح الوطني حول السكان والتشغيل لسنة 2008 عن تحسن المستوى التعليمي للتونسيين اذ أن عشرهم لهم مستوى تعليم عالي..  لكن هذا لا ينفي أن نسبة الأمية مازالت مرتفعة وفي هذا الصدد يمكن الاشارة إلى أن خمس السكان لا يحسنون القراءة والكتابة.. لكن سوادهم الأعظم هم من المسنين.. إذ أن أكثر من ثمانية أعشار من هم فوق السبعين أميون. وفي ما يتعلق بالحالة المدنية تفيد نتائج المسح أن 42 بالمائة من السكان الذين تساوي أعمارهم أو تفوق 15 سنة عزاب، وسجلت نسبتهم بذلك انخفاضا طفيفا عما كانت عليه خلال سنة 2007 فقد كانت في حدود 42 فاصل 5 بالمائة. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 أوت 2009)  

تخوفا من تفشي الانفلونزا تراجع هام في عدد المقبلين على موسم الحج

تونس ـ الصباح   تراجع ان نسق الاقبال على الحج لهذا الموسم عن طريق شركة الخدمات الوطنية والاقامات المعروفة باسم «منتزه قمرت»  مقارنة بالسنوات الفارطة. ويعود ذلك الى تخوف البعض من انتشار فيروس انفلونزا الخنازير اضافة الى تحديد السن الاقصى للحج الى 65 سنة مع العلم انه جرت العادة بأن اغلب التونسيين يؤدون فريضة الحج في هذه السن او اكثر في غالب الاحيان.  ففي نفس هذه الفترة من السنة الفارطة اغلقت القائمة النهائية للحجاج موسم 2008 عن طريق «منتزه قمرت» والذي وصل عددهم 1750 حاجا من بين 9000 حاجا تونسيا، في حين لم يحدد بعد عدد الحجاج لهذا الموسم عن طريق نفس الشركة والذي سكيون اقل بكثير حسب ما اكده مسؤول من شركة الخدمات الوطنية والاقامات، تقدم خدمات خاصة بالنسبة لحجاج مكفولي التونسيين بالخارج والذين يسددون تكاليف الحج بالعملة الصعبة عن طريق القنصليات التونسية، ورغم امكانية توجه اي تونسي قادر على التسديد بهذه الطريقة لهذه الشركة الا ان الاقبال يشهد نسقا ضعيفا، نظرا لنفور البعض تخوفا من الانقلونزا اضافة الى تطبيق نفس الاجراءات والشروط المعمول بها والمتفق عليها بين البلدان الاسلامية والتي وجهتها سلطة الاشراف محليا للجان الفحص الطبي المكلفة بفحص المترشحين لاداء مناسك الحج وعلى ضوئها تم اعفاء كل من جاوز سن الـ65 من اداء مناسك الحج لهذا الموسم كما تسقط فيما بعد الفحوص الطبية المصابين بمرض مزمن كالسكري والكلى والقلب، كذلك استثناء الحوامل والاطفال الاقل من 12 سنة نظرا لامكانية تأثر هذه الفئة اكثر من غيرها بفيروس انفلونزا الخنازير واكد لنا نفس المصدر المسؤول ان شركة الخدمات الوطنية والاقامات لا تقبل اي فحص طبي مرخص من طبيب خاص بل يجب ان يكون الفحص من الجهات المرخصة لها تقديم هذه الفحوصات الدقيقة واضاف المسؤول ان عملية قبول المترشحين للحج عن طريق شركة الخدمات الوطنية والاقامات مازال ساريا باعتبار ان عدد المترشحين ضئيلا جدا، مع امكانية تغير الاوضاع في الايام القادمة خاصة وان كميات التلقيح محدودة ضد فيروس انفلونزا الخنازير والتي من المفروض ان يصبح هذا التلقيح اجباريا.   هدى الطرابلسي (المصدر:  جريدة الصباح ( يومية –تونس ) بتاريخ 29 اوت 2009)   
 

مذكرة تفاهم

يشرف السيد رافع دخيل وزير الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين، اليوم بمقر الوزارة على امضاء مذكرة تفاهم بين التلفزة التونسية وقناة «روسيا اليوم». تجميع 11,1 مليون قنطار من الحبوب تم خلال اجتماع لجنة متابعة موسم الحصاد يوم أمس تقييم عمليات الحصاد  والتجميع وظروف نقل وخزن محاصيل صابة الحبوب بمختلف مناطق الزراعات الكبرى وقد بلغ حجم تجميع صابة الحبوب لهذا الموسم الى غاية يوم أمس 11,1 مليون قنطار. وأبرزت اللجنة التحسن الملحوظ في خلاص مستحقات الفلاحين مقابل محاصيلهم والتي وصلت الى حدود 87,4%. حرفيو صنع «الشيشة» يتذمرون يتذمر الحرفيون في الصناعات التقليدية في اختصاص صنع «الشيشة» من غزو البضائع المقلدة التي تباع في الاسواق الموازية بأسعار منخفضة ويطالبون ادارة المراقبة الاقتصادية بالتصدي للدخلاء ومقاومة الغش نظرا لأن تجار الاسواق الموازية، يوهمون الحرفاء وخاصة، السياح بأن سلعهم تصنف ضمن الصناعات التقليدية التونسية الأصيلة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 أوت 2009)


استطلاع: أقل من 10 % من التونسيين يطالعون الصحف


تونس – خدمة قدس برس كشف استطلاع أجرته مؤسسة مختصة أن أقل من 10 في المائة من التونسيين يطالعون الصحف المحلية والعالمية المتداولة في البلاد. وأشارت الدراسة التي نشرت نتائجها نهاية هذا الأسبوع إلى أن الصحف اليومية الأكثر قراءة هي « الشروق » بنسبة 9..8 في المائة تليها « لابراس » الحكومية الناطقة بالفرنسية (7.7 في المائة) ثم « الصباح » (3.7 في المائة) و »الصريح » (3 في المائة) ثم « الحرية » لسان حزب « التجمع الدستوري » الحاكم بنسبة 1.4 في المائة. أمّا اليوميات الأجنبية المتداولة في تونس فهي مقروءة بنسبة ضئيلة (لوموند الفرنسية « 0.1 في المائة » تليها « لوفيغارو » و »فرانس سوار »). وبالنسبة إلى الأسبوعيات؛ صرح 10.7 في المائة أنّهم قرأوا صحيفة « البيان » مقابل 6.7 في المائة لـ « الأنوار » و4.6 لـ « الأخبار ». وقد شملت عيّنة البحث الميداني الذي قامت به مؤسسة « ميديا سكان » 3675 مستجوباً من الفئة العمرية من 15 عاما فما فوق داخل ستة مدن كبرى هي تونس العاصمة وأريانة وبن عروس ومنّوبة وسوسة وصفاقس. يشار إلى أنّ الصحف التونسية لا توفر أرقاما عن طبعاتها. ولم يصدر إلى الآن أي تعليق من المؤسسات الصحفية عن نتائج هذا الاستطلاع. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 29 أوت 2009)  

الحبيب بورقيبة والإعلام: الدولة أنا

كتاب الصحافي خالد الحداد يُظهر كيف استخدم الرئيس التونسي

الراحل الإعلام سلاحاً في معاركه ضدّ المستعمر الفرنسي… وخصومه السياسيّين أيضاً

تونس ــ سفيان الشورابي بقدر «القداسة» التي كانت تثيرها شخصيّة الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة (1903ـــ2000) خلال فترة حكمه، بقدر ما أصبحت اليوم محطّ اهتمام مؤرخين انكبوا على دراسة مختلف جوانب سياسته، مستفيدين من ثراء المرحلة البورقيبية الطويلة نسبياً واستعداد معاصريه لفتح دفاتر كان محرّماً عليهم التطرق إليها في زمنه. كتاب «بورقيبة والإعلام: جدلية السلطة والدعاية» (مطبعة تونس ــــ قرطاج) للصحافي التونسي خالد الحداد يندرج ضمن البحوث التي نبشت في أجزاء محورية من أطروحات الحبيب بورقيبة قبل تسلمّه سدة الحكم وبعده، موظفاً عاملين: أولهما، الحرية المتوافرة التي تتيح عرض التاريخ المخفي من حياة بورقيبة من دون خشية التعرض لهجمات تكتلات متعصبة للفكر البورقيبي (خلافاً للحالة التركية). وثانيهما، تجرؤ عدد من المقرّبين من الرئيس السابق على تقديم شهاداتهم التاريخية من دون خوف من المحاسبة. «بورقيبة والإعلام» تناول نظرة الزعيم الراحل إلى الإعلام ودوره في الحياة العامة والواقع. وقد بحث خالد الحداد في حضور الإعلام والاتصال في الخطاب والممارسة السياسية لبورقيبة، وتنقل بين مختلف المحطات التاريخية التي اعتبرت بمثابة الأحداث المحدّدة والمؤثرة في سيرورة الإعلام في تونس. وكما كان موقع بورقيبة مصيرياً في رسم معالم تاريخ تونس الحديث بدءاً من توقيع اتفاق الاستقلال الداخلي وتحديثه القوانين وتصفية خصومه في الحزب الحاكم وخارجه، كانت بصمته على القطاع الإعلامي جليةً. بورقيبة نفسه نزل من «عليائه» إلى مدرجات معهد الصحافة ليلقي محاضرات عن تاريخ الحركة الوطنية بين 12 تشرين الأول (أكتوبر) و15 كانون الأول (ديسمبر) 1973 أبرزت رؤيته إلى مهمة الإعلام ورفعت من مكانة الإعلام في تحرير البلاد من الاستعمار. «عبادة الزعيم» كانت الكلمة السر في استراتيجية بورقيبة الإعلامية. إذ ورد في شهادة وزير الإعلام السابق مصطفى المصمودي: «كان بورقيبة يصنع الحدث ويحرص على نشره وإبلاغه إلى الرأي العام». وكان ذلك من البديهيات لزعيم اعتبر وظيفة الإعلام هو المحافظة على حكمه. فـ«الصحف كانت فضاءً استعمله بورقيبة في جميع معاركه الخارجية مع المستعمر الفرنسي، والمحلية مع خصومه السياسيين». المؤكد أنّ مطالب تحرير الإعلام من قبضة السلطة لم تكن تعني الكثير لبورقيبة المهووس بالانفراد بالسلطة. وكان يرفض جعل الصحافة مجالاً للجدل السياسي وفضاءً للتناظر. ولا يرى في الإعلام من دور سوى التركيز «على نشاطات جهاز الدولة والحزب الحاكم دون سواهما». إلا أن انكسار شوكة بورقيبة مع بروز حركات معارضة لسياسته أفضى رويداً إلى انتهاء «المشروع الاتصالي البورقيبي إلى نوع من التكسر والتعطل». (المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 19 أوت 2009)  


حول رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية

آمال موسى (*) المعروف في العالم العربي أن المرأة في تونس تحظى بوضعية خاصة جدا ما فتئت تتطور وتتعزز مكاسبها الحقوقية والقانونية منذ بناء الدولة الوطنيّة المستقلة عام 56 وإلى حد اليوم. أكثر من نصف قرن هو عمر العناية القانونية بالمرأة التونسية، الشيء الذي جعلها تتميز بالكيان الحر المستقل وتسهم في بناء وطنها وتشارك في خوض معركة التنمية بشكل لافت وفعال. لذلك فإن رئاسة تونس في شخص السيدة الأولى في تونس ليلى بن علي لمنظمة المرأة العربية يعد حدثا خاصا ومغريا من شأنه أن يفتح شهية النساء العربيات وينمي تطلعاتهن كي يستفدن أكثر ما يمكن من التجربة التونسية في مقاربة مسألة المرأة خلال فترة رئاسة تونس التي ستدوم سنتين اثنتين. فماذا يمكن أن تقدم تونس للمرأة العربية طيلة فترة رئاستها لمنظمة المرأة العربية وهي أكثر البلدان العربية والإسلامية مناصرة لحقوق المرأة ودعما لمطالبها؟ من المؤكد أن السعي إلى نقل البنود الثورية التي تتضمنها مجلة الأحوال الشخصية سيكون من مراكز الاهتمام الأولى، باعتبار أن قوانين مجلة الأحوال الشخصية في تونس تتسم بالجرأة وبالريادة وتعكس عمق المقاربة التونسية لمسألة المرأة. ومع أن محاولة تصدير مضامين هذه المجلة لن تكون بالأمر الهين والسهل إذا ما وضعنا في الاعتبار ارتفاع أصوات الرجعية، فإن مجرد المحاولة وتجنيد الأطراف المؤهلة لإنجاحها يبقى مطلبا أساسيا. وأغلب الظن أن النخب السياسية الحاكمة في أغلب البلدان العربية والإسلامية قد بدأت تتحمس لعملية تطوير وضعية المرأة وآمنت بضرورة الوقوف بجانبها من خلال دعمها قانونيا وإكسابها مدونة حقوقية قانونية تقوي حضورها في المجتمع وتعزز صورتها كفاعل اجتماعي كامل الحقوق والواجبات. كما أن مجلة الأحوال الشخصية في تونس هي في جوهرها مجلة الأسرة وتدافع عن مؤسسة الأسرة وأفرادها كافة قبل أن تكون داعمة للمرأة. وهي نقطة ستسهل مهمة تصدير المقاربة التونسية القائمة لا فقط على رؤية تحديثية بل وأيضا حاملة لتزكية دينية أكدت عدم معارضة بنود المجلة مع جوهر الدين الإسلامي ومقاصده. من هذا المنطلق فإن التوقف عند البنود القوية التي أسست لمبدأ المساواة بين المرأة والرجل ومنه الانتقال إلى طموح تجسيد المشاركة الفاعلة بينهما، واجب تونسي إزاء كل امرأة عربية لا تزال مجردة من كيان قانوني يحميها ولم تتذوق بعد حلاوة تقرير مصيرها ولذة الاختيار الحر المسؤول والواعي. وبنفس الجرأة التي أعلنت فيها قوانين مجلة الأحوال الشخصية سواء في مرحلة الحكم البورقيبي أو في مرحلة الرئيس الحالي زين العابدين بن علي، من المهم أن يرتفع صوت تونس في منظمة المرأة العربية مع ضبط استراتيجية علمية تثقيفية وإعلامية كفيلة بتسهيل فهم التجربة التونسية وهضمها والأخذ منها خصوصا أن التغييرات الثقافية العالمية والعناية القوية التي تتمتع بها فكرة الحرية ومنظومة حقوق الإنسان، كل هذا يصب لصالح تأييد عمق المقاربة التونسية لمسألة المرأة، ويؤكد أن حقيقة تصديرها عربيا مسألة وقت لا أكثر ولا أقل. وإلى جانب مجلة الأحوال الشخصية، تمتلك تونس رؤية جادة ومهمة تتعلق بالمشاركة السياسية للمرأة، حيث وضعت النخبة السياسية الحاكمة هدفا استراتيجيا تمثل في القرار الذي أعلن عنه الرئيس بن علي في خطاب له عام 2004 ذكر فيه ضرورة أن تبلغ نسبة مشاركة المرأة التونسية في مواقع القرار والمسؤولية قبل موفى العام الجاري 30%. وخلال السنوات الماضية قطعت تونس خطوات لافتة في مجال مشاركة المرأة السياسية، الشيء الذي يجعل من هذا الموضوع بندا مهما يستحق أن تركز عليه تونس في رئاستها الحالية لمنظمة المرأة العربية. فالمشاركة السياسية للمرأة أصبحت اليوم من المؤشرات التي تقاس بها معدلات التنمية في أي بلد. زد على ذلك أن نسبة مشاركة المرأة العربية في صنع القرار ضعيفة، حيث تقول إحصائيات تعود إلى خمس سنوات خلت، إن المتوسط العربي لتمثيل المرأة العربية في البرلمان يقدر بـ 4.6%. ولا يخفى على المدركين لأهمية مشاركة المرأة في القرار ومواقع المسؤولية أن المسألة أبعد ما يكون عن مطلب مترف، بل إن طرح هذه الإشكالية يصب في جوهر الاهتمام بقضية التنمية وبكيفية استثمار نصف المجتمع. دون أن ننسى أن دعم مشاركة المرأة السياسية يعكس بشكل غير مباشر مقاومة للبعد البطريكي للمجتمعات العربية، باعتبار أن خروج المرأة إلى المجال العام وبالخصوص دخولها الحقل السياسي، يمثل التحديث الأعمق للمجتمعات وتطويرا لمهارات المرأة وتعزيزا لانتمائها المجتمعي. إذن تونس قادرة على تقديم الكثير في مجال المرأة وتحصين لا فقط المرأة التونسية بل وأيضا العربيات شقيقاتها في الانتماء الثقافي وفي الحلم وفي الطموح. (*) كاتبة وشاعرة من تونس   (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 أوت 2009)  


المساجد تستقطب العديد من التونسيين في شهر رمضان الفضيل


يُعتبر شهر رمضان الكريم مناسبة للتونسيين-حتى الأقل تدينا منهم- للذهاب إلى المساجد للصلاة. منى يحي من تونس لمغاربية ما إن أعلن مفتي تونس عن انطلاق شهر رمضان بعد رصد الهلال، حتى إمتلأت الجوامع التونسية بالمصلين من كل الأعمار. ويستغل الكثير من التونسيين حتى وإن كانوا أقل تدينا شهر الصيام للصلاة والمشاركة في الندوات التي يقودها أئمة وعلماء متخصصون. يقول فارس، أستاذ « لست أدري ما الذي يدفعني إلى الصلاة خلال شهر رمضان. رغم أنني لا أصلي بقية العام. هناك أجواء من الخشوع والتقوى التي تنزل خلال هذا الشهر الفضيل وتجعلني أفعل مثل جيراني وأصدقائي ». علي المنجي، فلاح، يتفق معه. وقال « خلال شهر رمضان، أؤدي جميع الصلوات. وأتذكر أنني مرة بقيت وحدي في المسجد والدموع تنهمر من خدي، أشعر بشيء غريب يجذبني نحو الصلاة خلال هذا الشهر. أما بقية العام فأنا لا أكاد أنتظم فيها ». وتختلف آراء التونسيين الأكثر تقوى حول الأشخاص الذين يصلون فقط في رمضان. ويرفض عادل، إطار سام بشركة خاصة، هؤلاء الأشخاص. و يقول » الصلاة ليست مناسباتية، بل هي واجب من الواجبات الدينية ». أما التونسيون الآخرون فهم أكثر تقبلا لهم. وقالت الحاجة فضيلة « زوجة إبني أيضا هي من الناس الذين لا أراهم يصلون إلا خلال رمضان. ورغم أنني لا أنظر إلى ذلك بعين الرضى، إلا أنني أقول في قرارة نفسي، هذا أحسن من لا شيء. فزوجة ابني لا أراها متحجبة وتقيم الصلوات إلا في هذا الشهر المبارك ». ويقول زياد « أن تصلي في رمضان خير من أن لا تصلي أبدا وربما يهديك الله في المستقبل. أنا والدي كان يدرس القرآن في الجنوب التونسي، وكنت أشرب الخمرة ولا أصلي أو أصوم رغم معرفتي بأن ذلك حراما. و كان يقول لي، هذا ليس مشكلا، حتى و إن صليت في رمضان فقط فهذا أمر جيد ». وتعهدت السلطات التونسية بتوفير كل الظروف حتى يؤدي المصلون صلواتهم في ظروف طيبة. وأوصى الرئيس زين العابدين بن علي بالعناية بالمصلين في المساجد ليجد روادها ما ينشدونه من مناخ السكينة والخشوع. وخلال شهر رمضان الكريم، تغير القنوات التلفزية والإذاعية التونسية والعربية برامجها ببرامج دينية. وإضافة إلى هذه القنوات، انطلقت بتونس منذ قرابة عامين إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم ، أطلقها رجل الأعمال التونسي صخر الماطري. وهي تقدم البرامج الدينية وتلاوة القرآن. منير، متخصص في علم الإجتماع أوضح أن شهر رمضان الكريم يؤثر حتى على الأشخاص الذين لا يصلون بانتظام. وقال « الارتباط بشهر استثنائي في العام والظرفية الإستثنائية لها وزنها أكثر على الفرد ». و يضيف « هناك مناخ عام هو الذي يخلق الوعي بالمسألة الدينية. تلفزات، ومساجد مفتوحة، وحلقات دينية، كل ذلك ينمي الوازع الديني. لكن في المقابل، لا يحدث ذلك عند كل الأفراد، فيجب أن يكون الشخص مهيئا لذلك، بعبارة أخرى، يجب أن تتوفر القابلية لذلك ». فتحي-ب، مختص في الشؤون الدينية، لا يرى حرجا في أن يصلي التونسيون الأقل تقوى خلال رمضان. وقال « الدين يعتبر الرجوع والصلاة، حتى في شهر رمضان وحده، بادرة خير ويشجع أن لا يرجع الصائم بعد رمضان إلى ما كان عليه، فهو يدعوه إلى التوبة النصوح، لكن الإسلام لا يصف هؤلاء الأشخاص بالنفاق أو الردة ». (المصدر: « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 25 أوت 2009) الرابط:http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2009/08/25/feature-01  


وقفة مع كتاب « القلائد » (ح1)

فرغت من قراءة كتيّب قال كاتبه في بعض مقدّمته – بعد أن ذكر وصيّة علمائه لطلاّبهم أن « قيّدوا العلم بالكتاب » -:[… ورأيت في هذه الرغبة (رغبة نشر كتاب القلائد من فرائد الفوائد) تحقيق ما أصبو إليه وأعمل له، من نشر الثقافة الإسلامية والعربية الأصيلة، ولفت أنظار المثقّفين ذوي الاتجاهات الإسلامية إلى ما في تراثنا الإسلامي من غذاء روحي وفكري عظيم، وما في تاريخنا الإسلامي من مفاخر الأخلاق الكريمة، ومحاسن الآداب العالية، ممّا يجدر بشبابنا أن يطلعوا عليه، ويفيدوا منه في حياتهم الفكرية والأخلاقية…]. وقد بيّن أنّ الكتاب إنّما هو مختارات ممّا قرأ وطالع، فقال: [ … فقد اخترت فيه كلّ ما اعتقدت أنّ جيلنا الإسلامي في حاجة إلى معرفته من علوم وآداب ولغة وتاريخ بأسلوب لا يملّون من قراءته، حيث يتنقّلون فيه من زهرة إلى زهرة ومن روضة إلى روضة، وبقدر لا يضيف عِبئا ثقيلا إلى أعباء الثقافة المتنوّعة المطلوبة منهم في عصرنا الحاضر…]. وإذا كان الكاتب الجليل، الشيخ الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله، قد نثر درره المنتقات من فرائد الفوائد في كتابه « القلائد » لييسّر على القرّاء قراءتها والاستفادة منها، فإنّي اليوم – أمام عزوف النّاس عن المطالعة أو صعوبة اقتناء الكتاب أو عدم توفّره – أعين على قراءة بعضها بكتابة ونشر مختارات منها عبر المواقع التي يسّرها الله تعالى لخدمة الكلمة الطيّبة بالتزامن مع نشرها في منتدى الحوار.نت، على حلقات قد يتناسب نشرها مع هذا الشهر الفضيل، سائلا الله الرحمة للشيخ الدكتور المجاهد، والتوفيق لي في حسن الاختيار، والفائدة لكلّ من يقترب من هذا البستان الأريج الفوّاح، وذلك بفقه ما يقرؤون وإسقاطه على الواقع والمجتمع الذي فيه يتعايشون!… وهاكم بعض المختارات أوردها  « مبعثرة » دون ترتيب اقتناعا بما ذهب إليه الشيخ رحمه الله عندما قال: [… لقد نثرت هذه الفوائد كما اتفقت من غير ترتيب ولا جمع الشبيه إلى ما يشبه، إذ رأيت ذلك أنشط للقارئ…]…  فساد الشعب بالتجسّس عليه: أخرج الإمام الطحاوي في « مشكل الآثار »: بسنده إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: « إنّ الأمير إذا ابتغى الرّيبة في النّاس أفسدهم »، ثمّ قال الطحاوي رحمه الله: معنى ذلك عندنا أنّ الله تعالى قد أمر عباده بالستر وأن لا يكشفوا عنهم ستره الذي سترهم به فيما يصيبونه ممّا قد نهاهم عنه لمن سواهم من النّاس، فكان الأمير إذا تتبّع ما قد أمر الله بترك تتبّعه امتثل النّاس ذلك منه وكان في ذلك إفسادهم…   نعِمَتْ الإمارةُ وبئِستْ: عن عطاء بن يسار قال: قال رجل عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بئس الشيء الإمارة! فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: « نعم الشيء الإمارة لمن أخذها بحِلِّها وحقِّها، وبئس الشيء الإمارة لمن أخذها بغير حقِّها وحلِّها، تكون عليه يوم القيامة حسرة وندامة » القيام بالواجب خير من التفرّغ للعبادة: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « لَعَمَلُ الإمام العادل في رعيّته يوما واحدا أفضل من عبادة العابد في أهله مائة عام – أو خمسين عاما ». الشكّ من هيثم أحد رواة الحديث.   شدّة في الحقّ مع شدّة في الفقر:   قال أحمد: دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر (يعني المنصور)، فلم يؤهّله أن قال: الظلم ببابك فاشٍ، وأبو جعفر أبو جعفر (أي مشهور في شدّته وبطشه).   وقد قال الواقدي عن ابن أبي ذئب: كان ابن أبي ذئب يصلّي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة، فلو قيل: إنّ القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد، وأخبرني أخوه أنّه كان يصوم يوما ويفطر يوما ثمّ سرده، وكان شديد الحال، يتعشّى بالخبز والزيت، وكان من رجال العالم صرامة وقولا بالحقّ، وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب…   ظرف الأعراب من الجوع: قال العتبي: قلت لرجل من أهل البادية: يا أخي! إنّي لأعجب من أنّ فقهاءكم أطرفُ من فقهائنا؛ وعوامَّكم أظرفُ من عوامِّنا؛ ومجانينكم أظرفُ من مجانيننا. قال: وما تدري لمَ ذاك؟! قلتُ: لا؛ قال: من الجوع؛ ألا ترى أنّ العود إنّما صفا صوته لخلوِّ جوفه!…   أعرابيّ يدركه رمضان في المدينة:  قدم أعرابي على ابن عمّ له في الحضر، فأدركه شهر رمضان فقيل له: أبا عمرو لقد أتاك شهر رمضان. قال: وما شهر رمضان؟ قالوا: الإمساك عن الطعام؛ قال: أبالليل أم بالنّهار؟ قالوا: لا؛ بالنّهار؛ قال: أفترضون بدلا من الشهر؟ قالوا: لا؛ قال: فإن لم أصم فعلوا ماذا؟ قالوا: تُضرَبُ وتُحبَسُ! فصام أيّاما، فلم يصبر فارتحل عنهم وجعل يقول:   يقول بنو عمّي وقد زرت مصرهم *** تهيّأْ أبا عمرو لشهر صيــام فقلت لهم هاتوا جرابي ومـــزودي *** سلام عليكم فاذهبوا بســـلام فباردت أرضا ليس فيها مسيطــــر *** عليّ ولا منّاع أكل طعــــام    يتبع بإذن الله تعالى….   عبدالحميد العدّاسي (الدّانمارك)


قذافولوجيا


إيلي شلهوب (*) يستعد الأخ العقيد القائد الرمز معمر القذافي للاحتفال بذكرى الفاتح من سبتمبر، تاريخ توليه السلطة بانقلابه على آل السنوسي قبل أربعة عقود بالتمام والكمال. هو طبعاً «أخٌ» لنظرائه الزعماء ممن يتحكمون بالرقاب والعباد، وإن كان أراده لقباً رسمياً يطلقه عليه مواطنوه تحبباً. و«عقيد» بحكم رتبته العسكرية التي مُنحت له عقب إطاحة الملك إدريس الأول، وتوقف عندها تيمناً بمثله الأعلى حينها، جمال عبد الناصر. أما القيادة فهي للثورة، والمسيرة الخضراء التي فرضها بالحديد والنار، ولتوجهات وحدوية، بدأت عربية الطابع وتحولت إلى أفريقية الهوى. تبقى صفة الرمز التي يستحقها عن جدارة. رمز لنهج من التسلط والاستبداد أرسى أسساً جديدة لحكم الفرد، سرعان ما تحولت إلى مدرسة جمعت في طياتها قواعد ديكتاتورية الفقراء وقوامها الأمن، وأوتوقراطية الأغنياء القائمة على الريع. مذهب في الفكر السياسي، يمكن تسميته «قذافولوجيا»، فرض نفسه بعدما أثبت قدرته على تثبيت صاحبه في السلطة لفترة تعد من بين الأطول للحكام في العالم. تفوق على «أمير» مكيافيلي. على نازية هتلر وفاشية موسوليني. بل قهر الستالينية الماركسية، والصدامية البعثية وما إلى ذلك من نظريات حبلت بديكتاتوريات، أو بالعكس. زاوج العقائدية المفرطة مع البراغماتية الانتهازية. التسلط المطلق مع النأي بالنفس عن المواقع الرسمية. أما الهدف فيبقى في النهاية واحداً: الـ«أنا». رؤيته لنفسه. ما هي عليه وما يجب أن تكون؛ عميد الحكام العرب، ملك ملوك أفريقيا، وشاهنشاه القارة السمراء، وإمام المسلمين، وأمين القومية العربية (أطلقه عليه عبد الناصر)، والزعيم، وقائد الثورة… لكنه كغيره من الحكام (مثل «الروائي» صدام حسين) يهوى النظر إليه على أنه مفكر وفيلسوف. عبقري من عباقرة الزمان. تشهد على ذلك «مؤلفاته» من كتب خضراء وبيضاء ومتعددة الألوان. نظريته في آلية الحكم غاية في «الديموقراطية». الشعب يحكم نفسه بنفسه مباشرة، عبر مؤتمرات شعبية. لا برلمان ولا أحزاب ولا نقابات ولا من يحزنون (ولو تمكن لألغى الوزارات). وبالتالي، فإن أي معارضة تنشأ ستكون ضد الشعب وإرادته، والقضاء عليها يصبح واجباً «ديموقراطياً». وهو لذلك أرسل، أوائل ثمانينيات القرن الماضي، فرق اغتيالات لمطاردة المعارضين الليبيين عبر العالم وتصفيتهم. وقد تعامل مع محاولات إطاحته بالطريقة «الديموقراطية» نفسها. أما رؤيته لمبدأ الحكم فتقوم على ما يسميه بـ«الاشتراكية الإسلامية»، محاولة لتطويع الفكر الاشتراكي الاقتصادي «الأجنبي» مع الواقع الاجتماعي المحلي، القائم على التدين الإسلامي. شراكة في الثروة النفطية وتوزيع بعض عائداتها رشى على المواطنين، مغلفة بإيديولوجية إسلامية تعطي الحاكم المشروعية الدينية الضرورية (منع الكحول والقمار على سبيل المثال). هذا في الداخل. أما في علاقاته الدولية فتلك قصة أخرى؛ بدأ القذافي حياته منذ كان فلاحاً في سرت مشدوهاً بعبد الناصر. أراد الاقتداء به، والحلول مكانه بعد وفاته (1970). سعى مراراً وتكراراً إلى تحقيق الوحدة العربية، مرة عبر محاولة إقامة «الجمهوريات العربية المتحدة» (ليبيا ومصر وسوريا في 1972)، ومرة عبر دمج بلاده مع تونس ــــ بورقيبة (1974). دعم بالسلاح حركات التحرر عبر العالم، من الفيليبين إلى أيرلندا مروراً بسيراليون وليبيريا. أعطاها المال بلا حساب. كما فعل مع وسائل الإعلام في مختلف أنحاء المعمورة. في مقدمة هذه الحركات كانت بلا شك الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها منظمة التحرير. كان في طليعة داعمي القضية الفلسطينية، عندما كانت هذه القضية «ربيحة». ما كان يرضى بغير رمي إسرائيل في البحر. اتهم نظامه بالمشاركة بعملية ميونيخ وتفجير ملهى لابيل في برلين. بل وقف مع إيران الثورة ضد عراق صدام لأنه كان حليفا للـ«استعمار» الأميركي. أدت مواقفه هذه إلى عقوبات وحصار فرض على ليبيا طوال عقد التسعينيات، كان ملف «لوكربي» شرارتها (1988). في ذلك الحين، انخفضت أسعار النفط وتقلصّت العائدات، وانطلقت مسيرة أوسلو ومشاريع الشرق الأوسط الجديد. شعر بأن الاتجاه السابق ما عاد مربحاً. قرر الانحراف (على الطريقة الجنبلاطية). وافق في 1999 على تسوية تتضمن تسليم المقرحي وفحيمة، وعرض على إدارة كلينتون فتح البرنامج النووي الليبي أمام التفتيش الدولي (وقتها لم يكن الملف النووي يمثّل تهديداً لواشنطن، فتجاهلته). بل أكثر من ذلك. كان القذافي أول زعيم لبلد إسلامي يدين هجمات 11 أيلول، وأصدر مذكرة دولية لاعتقال أسامة بن لادن. ومع سقوط نظام صدام، أعاد القذافي التأكيد على امتلاكه برنامج أسلحة دمار شامل وطالب بمفتشين دوليين لتفكيكه، وهو ما حصل. خطوات أكسبته عودة مظفرة إلى الساحة الدولية، يتوّجها في أيلول بأول زيارة له إلى أميركا. في هذا السياق جاء تفتق عبقريته على نظرية «إسراطين»، أي حل الدولة الواحدة للقضية الفلسطينية. كان قد ترك العالم العربي وهمومه وتوجه نحو القارة السمراء، حيث وجع الرأس أقل. مذهب جديد في الفكر السياسي أمّن للعقيد الاستمرارية، ويبدو أنه يضمن توريث السلطة إلى أحد أبنائه السبعة الذكور، والأوفر حظاً بينهم هما المعتصم بالله (مستشار الأمن القومي الذي يقود وحدة خاصة به في الجيش. كان قد هرب إلى مصر بعدما خطط للانقلاب على أبيه بدعم منها)، وسيف الإسلام الأكثر شهرة على المستوى الدولي. هنيئاً للقذافي احتفالاته، ولليبيا وشعبها الصبر والسلوان. (*) كاتب من لبنان (المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 29 أوت 2009)  

 


الاستقرار باعتباره هاوية بلا قرار

مالك التريكي (*) مضى القرن العشرون، الذي هو أكثر قرون العصر الحديث حفولا بالأحداث السياسية الجسام (فضلا عن الاكتشافات العلمية الكبرى والاختراعات التكنولوجية الباهرة)، دون أن تندلع أي ثورة شعبية في أي بلد عربي. وليس المقصود الثورة على الاستعمار الأجنبي، بل الثورة على الاستبداد الداخلي. فقد ثبت تاريخيا، كما سبق أن ذكرنا هنا في مقال بعنوان ‘نار الاستبداد ولا عار الاستعمار’، أنه كلما تعلق الأمر بمقاومة الاحتلال الأجنبي فإن الشعوب العربية تبرهن بأقوى الأدلة على أنها من الأمم الحية، لكن حالما يتعلق الأمر بالاستبداد الوطني ذي الصنع المحلي فإن الشعوب ذاتها تخلد لذلك السكوت الأزلي الذي من الصعب أن لا يفسر بأنه علامة الرضا الأبدي. لم تقم في بلاد العرب ثورة شعبية وحيدة طيلة القرن العشرين. وليس المقصود بالثورة، طبعا، الانقلابات العسكرية التي يحفل بها تاريخ العرب المعاصر والتي يشاء الإسهال اللغوي العربي أن تسمى ‘ثورات’، كما شاء أن تسمى الهزيمة النكراء التي لحقت بالعرب عام 1967 مجرد ‘نكسة’. هزيمة ماحقة من أنكر الهزائم في التاريخ العسكري على الإطلاق، ومع ذلك تجد اللغة الخشبية سبيلا للتخفيف والتلطيف، دون أن تعتري كبار الصحافيين والمستشارين التبريريين أي رغبة في الضحك ولا حتى في البكاء. هزيمة نكراء ساحقة، ومع ذلك تجد الثقافة السياسية الشعبية السائدة سبيلا للنزول إلى الشوارع والهتاف والتضرع مخافة أن تكون مجرد هذه ‘النكسة’ العسكرية سببا في نكبة حضارية حقيقية هي استقالة الزعيم! هذه الثقافة السياسية الشعبية التي عقمت أن تلد ولو ثورة واحدة طيلة القرن العشرين، قرن الثورات والتحولات السياسية الكبرى، هذه الثقافة السياسية الشعبية المصابة بفيروس الإصرار على خداع النفس هي الثقافة ذاتها التي لا تزال تتفرج على عجائب العبثية السياسية والهدر الاقتصادي والتجهيل الثقافي في مختلف البلاد العربية منذ عقود ثم تكتفي بالقول: ‘لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو.. لا، لا يمكن لهذه الأوضاع البائسة أن تدوم .. ليس من المعقول أن تمضي الأوضاع في التفاقم هكذا دون نهاية.. لا بد أن تنتهي هذه الحال الكارثية عما قريب’. هذه العبارات ومثيلاتها كثيرا ما تتخلل النقاشات سواء حول الشؤون العامة بإطلاق، أم حول حالات محددة من سوء الإدارة، وتبديد الموارد، والفساد الإداري والمالي في كثير من المؤسسات العربية. والغريب أن إمعان الأوضاع في سوئها ومبالغة الواقع في إظلامه لم يمنعا، ولا يبدو أنهما سيمنعان، أحدا من الاستمرار في عادة إطلاق هذه العبارات التي قد يكون فيها من التأسي وتعليل النفس أكثر مما فيها من الاقتناع والثقة في إمكان التغيير، والتي قد لا يكون لها من تفسير سوى عموم الاعتقاد أو الظن بأن ‘دوام الحال من المحال’ وبأنها ‘لو دامت لغيرك ما وصلت إليك’، الخ.. إلا أن الأدلة كثيرة، تكاد لا تحصى، على أن دوام الحال ممكن جدا في البلاد العربية، بل إنه أبعد ما يكون عن الامتناع والاستحالة وأقرب ما يكون إلى وجوب الوجود. ولعل من الأدق القول إن الأدلة تكاد لا تحصى على أن الأوضاع في البلاد العربية لا يمكن لها إلا أن تتفاقم سوءا يوما بعد يوم، حسب قانون شبه فيزيائي يقضي بأن ليس من نهاية للانحدار، وبأن ‘الاستقرار’، الذي ما أكثر ما يتغنى به ويباهى، إنما يعني أن تكون الهاوية بلا قرار. ولا شك أن النظام السياسي العربي هو من أبرز تجليات هذه الحقيقة شبه الفيزيائية. لكن مع التسليم بوحدة طبيعة هذا النظام وثانوية التنويعات وهامشية الفوارق من دولة إلى أخرى، فإن من الصعب المجادلة في أن النظام الليبي، الذي يبلغ بعد يومين أربعين سنة من العمر، هو أقوى هذه التجليات وأكثرها بداهة. أربعون سنة بالتمام والكمال من المغامرات المسلحة بالشعارات، والنظريات المزينة بألوان الطبيعة والتمارين التطبيقية في ‘كيفية تبديد مقدّرات شعب’ (حسب عنوان مقال الإكونومست بهذه المناسبة). لكن الثقافة السياسية الشعبية ظلت رغم ذلك ثابتة على الاعتقاد بأن اللامعقول لا بد أن يزول. ولهذا فإن الناس لم تحتج للانتظار جيلا كاملا لتأخذ في القول بأن ‘الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو…’، بل إنها بدأت تردد ذلك بعد سنوات قليلة من قيام النظام! أي منذ أوائل السبعينيات. أي منذ زمن يبدو الآن سحيقا في القدم.  (*) صحافي وكاتب من تونس (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 أوت 2009)  


عودة سورية للعب دورمحوري في المنطقة

توفيق المديني إذا أخذنا في الاعتبار المصالح السورية الإستراتيجية  من الناحية الإقليمية ، و من زاوية الأمن القومي العربي،  فإن الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، وصدور القرار 1559 في أغسطس 2004، الذي  أتى لإخراج القوات السورية من لبنان ، شكلا ضربة موجعة وقوض المدى الإقليمي لسورية  إن لم نقل قضي عليه مؤقتاً ، بتجريدها الورقة اللبنانية. لكن في صراعات النفوذ التي تلهب منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات عدة ،  أثبتت سورية أنها قادرة على لعب دور مركزي  في المنطقة، كما أن الرئيس بشار الأسد استطاع أن يحقق نصرا حقيقيا من خلال استعادة الدور الذي كان يحتله الرئيس الراحل حافظ الأسد،كقائد محوري في المنطقة. فعلى الرغم من أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية و سورية ليست علاقة تحالف  أوصداقة ، وعاشت أزمة حقيقية خلال السنوات الماضية من عهد إدارة بوش السابقة، فإن الانفتاح الأميركي الذي جسده الرئيس باراك أوباما على سورية ، و الذي ترجم بزيارة وفود أميركية عديدة من الكونغرس لدمشق، و إعلان أوباما عزمه إعادة السفير الأميركي  إلى دمشق،  و الزيارة التي قام بها مبعوث الرئيس الأميركي  إلى منطقة الشرق الأوسط الديبلوماسي جورج ميتشيل  إلى دمشق يوم 26 يوليو الماضي ، و الذي رافقه فيها  الدبلوماسي الخبير بالشؤون السورية فريدريك هوف، بوصفها  أول زيارة رسمية  لديبلوماسي  أميركي من هذا المستوى إلى سورية منذ سنة 2005،هذا الانفتاح الأميركي  الجديد يؤكد على الدور الإقليمي لسورية.وعلى غرار الولايات المتحدة الأميركية ، فإن المملكة العربية السعودية  القلقة من الملف النووي الإيراني، قررت إرسال سفيرها إلى دمشق ، وهو مركز شاغل منذ سنة . خلال السنوات الأربع الماضية، صمد الرئيس بشارالأسد  أمام العاصفة الأميركية الهوجاء، بفضل انتهاجة استراتيجية تمزج بين دعم المقاومة و السلام العادل الذي يقوم على التمسك بالثوابت الوطنية و القومية لسورية ، وتوصل إلى رفع سورية من مرتبة الدولة المحاصرة دولياإلى مرتبة القوة الإقليمية ، التي يتودد إليها  تقريبا  معظم المجتمع الدولي، من دون أن تستجيب سورية للشروط المطلوبة  منها  من قبل الولايات المتحدة الأميركية . لقد جرت ثلاث جولات من الحوار بين واشنطن ودمشق ، تمحورت  أساساً على ملفات عدة: الوضع العراقي،و الموضوع الفلسطيني الداخلي ،الذي يشكل نقطة انطلاق  للمفاوضات السلمية  على المسار الفلسطيني  الإسرائيلي، و المفاوضات السورية –الإسرائيلية، و الموضوع اللبناني، ومع ذلك يلمس المحللون المتابعون للشؤون الشرق أوسطية، أنه لم يتم إلى حد الآن التوصل إلى  صيغة مشتركة و محددة مقبولة من الجانبين الأميركي و السوري في سبيل تخطي  الخلافات و إيجاد علاقة منتظمة. خلال السنوات الممتدة من 2004 و لغاية 2008، كانت سورية مهددة من قبل إدارة الرئيس بوش السابقة، و تعرضت لضغوطات شتى  وصولا إلى مقاطعتها من فرنسا، و المملكة العربية السعودية و مصر، من أجل تغيير سياساتها الداعمة للمقاومة  قبل الاحتلال الأميركي للعراق و أثنائه، وخلال حرب يوليو 2006، و العدوان الإسرائيلي على غزة في أوائل سنة 2009. وعلى الرغم من استئناف الحوار الأميركي – السوري، فإن سورية  لاتزال على مواقفها من مجمل الملفات الإقليمية المطروحة للحوار، فبالنسبة للعراق لم يتم التوصل إلى اتفاق حاسم حول التعاون  العسكري و الأمني و الاستخباراتي  بين سورية و الولايات المتحدة لمنع تسلل المقاتلين  عبر الأراضي السورية إلى العراق ،أو لوضع حد لنقل الأموال و الأسلحة إلى المقاومة العراقية،  حسب وجهة النظر الأميركية. رغم أن زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي  لدمشق يوم الثلاثاء الماضي، تمخض عنها «تأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي»  عالي المستوى بين سورية و العراق  ، برئاسة رئيسي  حكومتي البلدين ، يشمل النفط و الأمن، وشكلت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، فإن التفجيرات التي هزت بغداد الأسبوع الماضي ، و التي استهدفت مقري وزارة الخارجية و المالية وراح ضحيتها مئة قتيل و 500 جريح ، قادت إلى تأزيم جديد في العلاقات السورية- العراقية . فقد تم سحب السفيرين العراقي و السوري المعتمدين في كل من بغداد و دمشق،وشن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي هجوماًلا ذعاً على دول الجوارالتي وصفها بأنها«حاضنة للإرهاب و تحاول إفشال العملية السياسية» في العراق.ويعتبر اتهام حكومة نوري المالكي لسورية بإيواء متورطين في تفجيرات بغداد خطير جدا ، بصرف النظر عن مدى صدقيته. الهدف السياسي لهذا الاتهام أكبر بكثير من محتواه وتفاصيله. ثمة اشتباك سوري أميركي يشهد تصعيداً استثنائياً، وثمة قرار أميركي بوضع السوريين والعراقيين على المستويين الرسمي والشعبي في مواجهة بعضهما البعض. وهو ما لا يمكن تصنيفه فقط بأنه ردٌ عابر على الزيارة المثيرة التي قام بها الرئيس بشار الأسد الى طهران مؤخراً والتحذير الذي وجهه الى «بلدان بعيدة وأخرى في المنطقة، ذاكرتها ضعيفة، تنسى الدروس التي تلقتها في الفترة الماضية »حسب تحليل الكاتب اللبناني ساطع نورالدين في مقالته : اشتباك سوري-أميركي المنشور في صحيفة السفير 27/8/2009.   أما على الصعيد الفلسطيني ، لاتزال سورية تدعم المقاومة بوصفها خيارا استراتيجيا للشعب الفلسطيني ، بينما تريد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما  من دمشق أن تضغط على حركة «حماس»، وأن تساند الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية ، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية  تكون مقبولة دوليا و تساعد على إطلاق عملية تفاوض  فلسطينية – إسرائيلية جديدة برعاية أميركية.   وبالنسبة إلى ايران، تسعى إدارة أوباما ، وكذلك الدول العربية المعتدلة و في مقدمها مصر و المملكة العربية السعودية  إلى إضعاف النفوذ الإقليمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط. فسوريا تربطها علاقات قوية بإيران ، و لم تستطع المحاولات التي قام بها الأميركيون و الأوروبيون و العرب، فك عرى العلاقات الوثيقة هذه ، من أجل إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة. وجاءت  زيارة الرئيس السوري  بشار الأسد لطهران الإربعاء19 أغسطس الجاري ،من أجل تقديم التهنئة للرئيس أحمدي نجاد  بانتخابه لولاية رئاسية ثانية، و تأكيد الدعم للجناح المتشدد في إيران، الذي يجسده مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي و الرئيس نجاد في ظل الأزمة الإيرانية الناجمة عن الانتخابات الرئاسية الماضية، و تأكيد أيضا على عمق التحالف الوثيق  مع القيادة الإيرانية و التعاون الجدي معها . وفي هذا السياق أثبت الرهان الاستراتيجي  الفرنسي على فك  التحالف الوثيق بين سورية وإيران مدى محدوديته. ونقلا عن صحيقة لوموند الفرنسية الصادرة بتاريخ 15 أغسطس الجاري، حيّا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الدور الذي قام به الرئيس بشار الأسد ، في الإفراج  عن الرهينتين  الفرنسيتين  كلوتيد رايس ونازك أفشار(الإيرانية الأصل)  من قبل السلطات الإيرانية، وفي نقلهما من السجن إلى السفارة الفرنسية  في طهران . وكان الرئيس ساركوزي دشن عودة سورية المحاصرة إلى المجتمع الدولي، من خلال الدعوة التي وجهها للرئيس الأسد لحضور العيد الوطني الفرنسي في 14 أغسطس 2008، والذي ترافق مع تأسيس «الاتحاد من أجل المتوسط».كما لعب ساركوزي دورا مهما في إقناع الاتحاد الأوروبي بالتوقيع على اتفاق الشراكة الأوروبية- السورية . وفي الوقت الذي تشهد فيه  العلاقات الأميركية – السورية تحسناًملحوظاً ، لاتزال إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ، تشترط على سورية  تغيير سياستها إزاء الملفات الإقليمية ، و بالمقابل لاتزال سورية أيضا تصر وهي تسعى  لفتح صفحة جديدة مع أميركا ، على اعتبار أن المعيار الأساس  لإعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي،و بالتالي تحسينها،  هو  إيجاد تسوية حقيقية عادلة لأزمات الشرق الأوسط ، تقوم على استعادة الجولان  كاملا وفق قرارت الشرعية الدولية و مرجعية مؤتمر مدريد للسلام ، و مبدأ الأرض مقابل السلام ، و كذلك إقرار الحقوق الوطنية الثايبتة للشعب الفلسطيني ، و لاسيما إقامة دولته المستقلة في الحدود  العام 67 ، وعاصمتها القدس.  و بما أن إسرائيل لاتريد سلاماً مع سورية، وترفض إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ، فإن مسيرة تطبيع العلاقات الأميركية – السورية لا تزال بعيدة، وهوما يجعل التحالف السوري- الإيراني مستمراًفي قوته، نظراً لوجود مصالح مشتركة بين سورية و إيران في كل من العراق و لبنان و فلسطين، وغياب الدور الإقليمي العربي الفاعل .         (المصدر:صحيفة أوان (يومية – كويتية) ، رأي،بتاريخ 29 أوت 2009)  


احمد جبريل: مصر تضغط على حماس لشطب اسماء الاسرى من

عرب منطقة الـ48 واسرائيل تُحضّر لعدوان كبير ضد سورية

29/08/2009


  الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من زهير اندراوس: قال الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، احمد جبريل، الجمعة، في حديث خصّ به ‘القدس العربي’ ان محمود عبّاس من الناحية الدستورية انتهت مدة صلاحيته في السلطة والذي يتحمل المسؤولية هو الدكتور عزيز الدويك، رئيس المجلس التشريعي، فلذلك اليوم وضعه في السلطة غير شرعي، كذلك وضعه في المنظمة غير شرعي، فهو اقدم على هذه الخطوة، اي عقد المجلس الوطني الفلسطيني، ليقول انا فاقد الشرعية في السلطة، ولكنني انا رئيس المنظمة واللجنة التنفيذية. واكد على انّه منذ سيطرة حماس على مقاليد السلطة في القطاع انتهى عهد عصابات المافيا والتهريب التي كانت ترعاها الاجهزة الامنية الفلسطينية التابعة له، وانتهى عهد جواسيس الاحتلال وانتهت مسابقات ملكات الجمال على ساحل شواطئ غزة. وفي معرض ردّه على سؤال قال جبريل انّ النظام العربي هو نظام ساقط وضعيف وغير قادر على انجاز اي شيء، لافتا الى انّ الادارات الامريكية والحكومات الاوروبية لا تنظر باحترام لهذه الانظمة العربية، وانا اقول لهذه الانظمة تعلموا من ايران، سينظرون الى العرب باحترام عندما يكونون اقوياء، ما الذي يمنع تشكيل ائتلاف عربي من سورية ومصر والسعودية والعديد من الدول العربية ليقولوا لاوباما نريد حلا للقضية الفلسطينية. وفيما يلي النص الكامل للحديث: ما هو تعقيبك على جلسة المجلس الوطني التي انهت اعمالها الخميس، في مدينة رام الله المحتلة؟ ـ في العام 2005 اتفقنا على اعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية خلال اربعين يوما في المؤتمر الذي عقدناه في القاهرة، ومصر تعهدت بتنفيذ هذا الاتفاق، ولم يكن في ذلك الحين انقسام في الشارع الفلسطيني، ولم يكن انقلاب غزة قد وقع ولم تكن انتخابات، ولكن محمود عبّاس رمى المنظمة جانبا لانّه اعتقد انّه في الانتخابات التي ستجري في العام 2006 سيفوز في الانتخابات، وهم يعتقدون انّ المنظمة باتت لا فائدة منها، بعد اتفاق اوسلو قاموا بوضع منظمة التحرير والمجلس الوطني واللجنة التنفيذية في الثلاجة، لم يعد لها قيمة، اذ الحقت المنظمة بالسلطة، بدلا من ان تكون السلطة جزءا من المنظمة، كما لم تعقد اجتماعات على مدار سنوات. برأيك، السيد محمود عبّاس لا يتمتع اليوم باي صلاحية في المشهد الفلسطيني؟ ـ اولا هو من الناحية الدستورية انتهت مدة صلاحيته في السلطة والذي يتحمل المسؤولية هو الدكتور عزيز الدويك، رئيس المجلس التشريعي، فلذلك اليوم وضعه في السلطة غير شرعي، كذلك وضعه في المنظمة غير شرعي، فهو اقدم على هذه الخطوة، اي عقد المجلس الوطني الفلسطيني ليقول انا فاقد الشرعية في السلطة، ولكنني انا رئيس المنظمة واللجنة التنفيذية، اي انّه والمحيطين به باشروا بفتح الدفاتر القديمة. عباس يريد ان يرضي احمد قريع، الذي خسر في انتخابات فتح، ليقول له فيما بعد اذهب للتفاوض مع الاسرائيليين، لانّ المفاوضات هي بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني. ما هو رايك باعلان محمود عباس يوم الاربعاء بانّه على استعداد للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو؟ ـ نحن نقول بكل صراحة انّ محمود عباس فاقد للارادة، انّه يخضع لضغوطات امريكية واسرائيلية وعربية، ما كانوا يتحدثون عنه عن القرار الفلسطيني المستقل، هذا كله تبخر في الهواء، القرار الفلسطيني المستقل هو الموجود فقط في غزة، لانّه لاوّل مرّة الشعب الفلسطيني منذ مائة عام يملك حريته وكرامته وقراره، وليقولوا ما يشاؤون، نعم المساحة صغيرة ولكن هناك القرار الفلسطيني المستقل، اذا كان محمود عباس قادرا فليعمل ما حدث في غزة، فليطرد الاسرائيليين، هو بالعكس تماما، الاسرائيليون اعلنوا الخميس انّهم يرفضون تسليم المدن لمحمود عباس، ووضعوا الحواجز بين رام الله ونابلس، اذا كان قادرا على شيء فليقدمه للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وليس في القطاع، فالقطاع محاصر، منذ سيطرة حماس على مقاليد السلطة في القطاع انتهى عهد عصابات المافيا والتهريب التي كانت ترعاها الاجهزة الامنية الفلسطينية التابعة له، انتهى عهد جواسيس الاحتلال وانتهت مسابقات ملكات الجمال على ساحل شواطئ غزة، نريد ان نرى ماذا فعل لـ12 الف اسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال، منهم 1300 قاموا باعمال مباشرة ضد الاسرائيليين، كنّا نتوقع منه ان يطلق سراح المعتقلين خلال شهر رمضان، كنّا نتامل ان يقنع الاسرائيليين باطلاق سراح معتقلين في هذا الشهر الفضيل، ولكنّه لم يفعل شيئا، محمود عباس يتشاطر علينا ويستقوي علينا من خلال قوته القادمة من الانظمة العربية ومن الاسرائيليين، كما فعل في مؤتمر فتح في بيت لحم تحت الحراب الاسرائيلية والارادة الاسرائيلية، وايضا المجلس الوطني في رام الله تمّ عقده تحت الاشراف الاسرائيلي. هل تعتقد انّ الصفقة التي سيتم اخراجها الى حيّز التنفيذ بين حماس وبين الدولة العبرية بوساطة المانية ومصرية ستشمل اسرى من عرب الـ48، خصوصا وانّه منذ اوسلو تمّ اطلاق سراح 6 الاف اسير من الضفة ومن غزة ولم يطلق سراح ايّ اسير من مناطق الـ48؟ ـ الذي اطلق من عرب فلسطين في الاراضي المحتلة هم اولئك الذين اطلق سراحهم ضمن عملية النورس في العام 1985 والتي ابرمتها الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في العام 1985، فرضنا على الاسرائيليين عنوة ولم يبق اي اسير من الجليل والناصرة وحيفا وعكا والمثلث والنقب وايضا من العرب في القدس الشرقية، ونحن قمنا باعطاء الاخوان في حركة حماس كتابا عن عملية النورس، وهم قالوا لنا اننّا نحن الذين سنفرض على اسرائيل اطلاق سراح معتقلين من اراضي الـ48، ولكن دعني اقول لك بصراحة انّ الاخوة في حماس يخضعون لعملية ضغوطات كبيرة من المصريين، في قضية شليط، يجب ان يتنازلوا ويجب ان يقوموا بتليين مطالبهم، واول تنازل يطلبه المصريون من حماس هو التنازل عن مطلبها باطلاق سراح الاسرى من عرب الـ48. ـ ما هو تعقيبك على تصريح الرئيس مبارك في واشنطن الاسبوع الماضي والذي قال فيه انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو رجل سلام؟ ـ هذه الرشاوى التي تقدم لنتنياهو لن تنفع الانظمة العربية، وسمعتم عن استعداد اربع دول عربية لفتح مجالاتها الجوية امام الطيران التجاري الاسرائيلي وانا اسال مقابل ماذا؟ مقابل التمني بأن توقف اسرائيل البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، هذا النظام العربي هو نظام ساقط وضعيف وغير قادر على انجاز اي شيء، الادارات الامريكية والحكومات الاوروبية لا تنظر باحترام لهذه الانظمة العربية، وانا اقول لهذه الانظمة تعلمي من ايران، سينظرون الى العرب باحترام عندما يكونون اقوياء، ما الذي يمنع تشكيل ائتلاف عربي من سورية ومصر والسعودية والعديد من الدول العربية ليقولوا لاوباما نريد حلا للقضية الفلسطينية، اليس الاجدر بهؤلاء الزعماء ان يلتقطوا النظام الحاكم في ايران والنظام الجديد في تركيا، ويشكلوا وفدا من ايران وتركيا ومن العرب والمسلمين ليقولوا لاوباما وللاوروبيين هذه ارادتنا وهذه مطالبنا، لو كانت هذه الارادة موجودة، هل تعتقد انّ نتنياهو سيكون قادرا على وضع حجر على حجر في القدس، ومن يقول انّ نتنياهو هو رجل سلام يتحدث عن خدعة قديمة ليخلص الامريكيين من بعض الاحراج ليقولوا اننّا لا نستطيع ان نفرض شيئا على اسرائيل، ومن يقول انّ اسرائيل متمردة على الامريكيين يتحدث عن خدعة قديمة، وعندما يصل الزعماء العرب الى امريكا يباشرون باطلاق الشعارات الرنانة، وانا اسأل: اليوم كارتر معنا، ولكن عندما كان رئيسا ماذا فعل، الزم مصر على التوقيع على اتفاق (كامب ديفيد) واخرج اكبر دولة عربية من محور المواجهة مع الكيان الصهيوني، اخرج مصر من جسم الامّة العربية، هذه التصريحات من مبارك او من غيره كلها رشاوى انّ هناك نوايا اسرائيلية لاحلال السلام كلها اقوال كاذبة. لماذا يخرج الاسرائيلي من الضفة الغربية؟ او من الجولان او من الجنوب، هل يقوم الاسرائيلي بدفع فاتورة دم لكي ينسحب. ما هو رأيك بما كشفته صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية عن انّ هناك تحالفا بين دول عربية وتجري اتصالات سرية مع اسرائيل لمناقشة التهديد الايراني؟ ـ اقول لك بصراحة متناهية انّ بعض الانظمة العربية تتسابق فيما بينها من اجل معاداة الجمهورية الاسلامية الايرانية، كما تقوم بعض الانظمة بترويج المقولة الكاذبة بأنّ تركيا تريد العودة الى استعمار الامّة العربية، انّهم يفعلون ذلك لكي نبقى ضعفاء ونقول لا حول ولا قوة الا بالله، وان نقبل ما يعرضونه علينا. بعض الانظمة العربية والاسلامية متواطئة، خلقت لتقوم بهذه الخدمة. هل تعتقد انّ اسرائيل ستقوم بتوجيه ضربة عسكرية لحزب الله خصوصا على ضوء التصعيد الاسرائيلي الاخير في لهجة التهديدات ضدّ هذا الحزب؟ ـ الكيان الصهيوني الذي قام على الاغتصاب، والذي قام لتنفيذ عمليات بالنيابة عن الدول الكبرى لتمرير مصالحها في المنطقة اهتز من خلال هزائم، تمت في عام 2000 عندما انسحب الاحتلال من جنوب لبنان بدون قيد او شرط، ثم حرب تموز في لبنان وبعد ذلك العدوان الاخير على غزة، الآن الكيان الصهيوني يدرس كيفية اعادة الاعتبار لهذا الكيان مرة اخرى، فهم يفتشون هل عن طريق غزة او لبنان او ايران او سورية، وانا من خلال معرفتي الطويلة بالسياسة اعتقد ان الدولة العبرية ستختار سورية لضربها عندما ترى ان الوقت بات مناسبا، وعلى الاخوة في سورية ان يعلموا انّهم على رأس قائمة الاستهداف الصهيوني لانّهم باعتقادهم اذا قاموا بتطويع سورية فانّهم سيطوعون حزب الله وحماس وايضا ايران، ولذلك علينا ان ننتبه لهذا الموضوع. بالتاكيد هناك تخوف شديد في سورية من شن هجوم اسرائيلي عليها، هذه الحرب ستُحرج الانظمة العربية ولن تكون حربا تستمر عدة ايام، بل ستستمر اشهرا، ما هو مصير النظام العربي المتخاذل الموجود في الجزيرة العربية او في شمال افريقيا، لذلك امريكا تطلب من اسرائيل ان تتريث قليلا في شن الهجوم على سورية، لانّها لن تكون حربا خاطفة مثل حرب الايام الستة، بل ستكون حربا طاحنة، اي ان الحرب مع سورية ستستمر اشهرا، وانا على ثقة بانّ القيادة السورية تضع الخطط لدرء هذا الخطر، انا اعتقد انّ اي عدوان على حزب الله في لبنان لن يضعفه، بل على العكس سيقويه، ونحن في الشتات سننضم الى هذه المعركة، لاننّا كنا وما زلنا وسنبقى متمسكين بالكفاح المسلح لتحرير الارض والانسان
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 أوت  2009)

الإصلاحات السياسية في ليبيا ما زالت تصطدم بقوة الحرس القديم


طرابلس- مشروع الإصلاح السياسي في ليبيا الذي دعا إليه سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي لا زال يصطدم على ما يبدو بالحرس القديم رغم محاولاته لتمرير مشروع دستور وتحرير الصحافة من سيطرة الدولة. ويدافع سيف الإسلام منذ 2007 عن مشروع الإصلاحات بدون أن يذهب بعيدا بالاقتراب أو التعدي على الثوابت الأساسية للنظام الليبي التي تقضي بعدم المساس بالزعيم معمر القذافي وسلطة الشعب والدين. وفي 20 آب/ اغسطس 2007 أعلن سيف الإسلام بجرأة وعلى الملأ عن مشروعه الإصلاحي الذي يحتوي على دعوة ملحة لوضع دستور للبلاد وإطلاق خطة تنموية اقتصادية بقيمة سبعين مليار دولار وتحرير الصحافة من سيطرة الدولة وقيام مؤسسات مجتمع مدني قوي. كما قام سيف الإسلام بدعم وإصدار جريدتي (أويا) و(قورينا) وإطلاق قناة تلفزيونية تميزت بظهورها ونقدها لمواضيع تهتم بشأن المحلي والدولي بشكل غير معتاد للشارع الليبي الذي اعتاد على الإعلام الرسمي الحكومي. ولوضع هذه الإصلاحات قيد التنفيذ دفع سيف الإسلام إلى تشكيل لجنة قانونية لمناقشة مشروع الدستور. كما أثيرت في الفترة نفسها مواض يع ساخنة ومحرمة، حسبما رأى الصحافي الليبي سليمان دوغة الذي قال ان أحجار سيف الإسلام حركت ماء ظل راكدا لعقود ولم يترك ملفا ساخنا إلا وضعه على الطاولة. وأشار دوغة لوكالة فرانس برس خصوصا إلى إخراج السجناء السياسيين والكشف عن مصير المفقودين منهم وعودة الكثير من المعارضين الليبيين المقيمين في الخارج وإطلاق حوار مفتوح مع الإسلاميين الذين أطلق سراح عشرات منهم. وفي 20 آب/ اغسطس 2008 أعلن سيف الإسلام في مفاجأة لمناصريه انسحابه من الحياة السياسية. وأكد مناصروه ان هذه الخطوة جاءت نتيجة تعثر واحتجاج على بطئ المؤسسات الحكومية في تنفيذ المشاريع الإصلاحية. وبعد أشهر من انسحابه تم تأميم القناة التلفزيونية (الليبية) التي أطلقها اثر انتقادها النظام المصري. كما خفضت صحيفتي أويا وقورينا من حدة انتقاداتهما. وأوضح سليمان دوغة الذي يترأس موقع المتوسط الالكتروني والقريب من سيف الإسلام ان انسحابه انتقد من قبل مناصريه لأنه من وجة نظري ترك الباب واسعا وفتح المجال والواجهة للمتشددين والمعارضين للمشروع الإصلاحي في البلاد للعودة بقوة. لكن هذا لم يمنع انضمام بعض م ن حركة اللجان الثورية العمود الفقري للنظام في ليبيا والتي ينتمي لها الحرس القديم من المتشددين، إلى الإصلاحيين وبينهم إبراهيم أبو خزام. وقال هذا الأستاذ الجامعي ان البلاد الآن في أمس الحاجة إلى دستور لان الحجة في عدم قولبة التجربة السياسية الليبية في صيغ دستورية قد تعوق التطور. وأضاف أبو خزام: إذا لم ننظم ليبيا بدستور فستسير إلى الوراء، موضحا ان وجهة نظر حركة اللجان الثورية هي إننا لسنا بحاجة للدستور لأنه لا يوجد حاكم ومحكوم. وتابع: لكن الحقيقة هناك حاكم ومحكوم. فرئاسة الوزراء تسن من القرارات ما يصل إلى مرتبة القانون وبالتالي يجب سن دستور لوضع حد لهذا الخلل وتعزيز سلطة الشعب وكبح جماح الحكومة. وسن الزعيم الليبي معمر القذافي نظام الديمقراطية المباشرة وفق نظريته المستمدة من الكتاب الأخضر والتي تمكن الشعب من الحكم بالاعتماد على المؤتمرات واللجان الشعبية. وتجتمع هذه الهيئات في وقت محدد من كل عام لاتخاذ القرارات وتقوم بتعيين تشكيلة رئاسة الحكومة في البلاد في مؤتمر الشعب العام (البرلمان) أعلى سلطة تشريعية في البلاد. وفي 20 آب/ اغسطس 2009 أي بعد سنة من انسحابه، عاد سيف الإسلام في الطائرة التي أقلت عبد الباسط المقرحي المدان في اعتداء لوكربي (270 قتيلا) وأفرجت عنه اسكتلندا لأسباب صحية. وقد أطلق قناة تلفزيونية جديدة تحمل اسم المتوسط وصرح ان الملف الذي عمل عليه منذ سنوات وهو إطلاق سراح الرهينة المقرحي هو هدية ونصر يهديه إلى كل الليبيين. وقال ادريس ابن الطيب الصحافي وسجين الرأي السابق لتلفزيون المتوسط ان سيف الإسلام باعتباره ابن القائد معمر القذافي يستطيع أن يفعل ما لم يستطع أن يفعله الآخرون. وأضاف ان ما قاله سيف تحدثنا عنه منذ عشرين سنة ولكنها وجهة نظر فقط. الآن أصبح المشروع فعلي لأنه من قبل طرف من أطراف الدولة ويعني هذا ان هناك قوة فعلية يمكن أن تجعل من المشروع الإصلاحي أن يتحقق وهو من أجل الاستقرار. ومن جهته، يقول عماد البناني رجل الأعمال والقيادي السابق في الإخوان المسلمين لفرانس برس ان المشروع الإصلاحي لا بد من تفعيله. وأشار إلى ان التردد سيوجد مساحات من الارتباك لن تنتج الاستقرار بل زيادة في التوتر ومن الضروري ان يكون هناك قرار سياسي تتبنى الدولة فيه المشروع وان يفتحوا أبواب الشراكة على جميع النخب مع القيادة السياسية لتضع خطة عمل إستراتيجية.  (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 أوت  2009)

 

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.